الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ط المكتب الإسلامي

الْإِجَابَةُ لِإِيْرَادِ مَا اسْتَدْرَكَتْهُ عَائِشَةُ عَلَى الصَّحَأبَةِ
تَأْلِيْف
الْإِمَامِ بَدْرِالدّيْنِ الزَّرْكَشَيِّ
تَعَلِيْقٌ وَتَخْرِيْجٌ
د. عِصْمَتُ اللهِ
مَجْمَعُ الْبُحُوْثِ الْإِسْلَامِيَّةِ
الْجَامِعَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ الْعَالَمِيَّةُ إِسْلَام آبَاد

(1/1)


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم
الْإِمَام الزركشي: حياته وآثاره العلمية
اسمه ونسبه:
هُوَمُحَمَّد بْن بَهَادر بْن عَبْد اللهِ الزركشي بدر الدّيْن المنهاجي، الْمِصْرِيّ الشَّافِعِيّ.
مولده:
... ولدالْإِمَام الزركشي- كَمَا خطه بيده- سنة 745هـ.
وفاته:
وتُوُفِّيَ فِي الثَّالِثِ من شهررجب سنة (794هـ) أربع وتسعين وسبعمائة.
مؤلفاته
... وأقبل عَلَى التصنيف فكتب بخطه مَا لَا يحصى لنفسه ولغيره
ومن تصانيفه:
الْإِجَابَة فِي استدراك عَائِشَة عَلَى الصَّحَابَة
أحكام المساجد
الْأَزْهِيَة فِي أحكام الْأَدْعِيَة.
إعلام الساجد بأحكام المساجد
البحر فِي أصول الْفِقْه فِي ثَلَاث مجلدات
البرهان فِي عُلُوْم الْقْرْآن من أعجب الكتب وأبدعها مجلدكبير ذكر فِيْهِ نيفا وأَرْبَعِيْنَ عِلْمًا من عُلُوْم الْقْرْآن.
تخريج أَحَادِيْث الرَافِعيّ فِي خمس مجلدات
تحرير الْخَادِم وهُوَمُخْتَصَر الْخَادِم
التذكرة أربع مجلدات
تجلي الْأَفْرَاح فِي شرح تلخيص المفتاح.
تشنيف المسامع بشرح جمع الجوامع فِي الْفِقْه.
تفسير الْقْرْآن إِلَى سُوْرَة مَرْيَم.
التَّنْقِيْح فِي شرح الجامع الصَحِيْح للبخاري.
وحواشي الرَّوْضَة للبلقيني
خَادِم الرَافِعيّ والرَّوْضَة فِي الفروع فِي عشرين مجلدة
خبايا الزوايا فِي الفروع.
الديباج لشرح المنهاج للنووي فِي الفروع.
رتيع الْغزلان فِي إِلَّادب.
سلاسل الذهب فِي إِلَّاصول.
وشرح الْأَرْبَعِيْنَ النووية
وشرع فِي شرح كبير لخصه من شرح ابْن الملقن وزاد فِيْهِ كَثِيْرا.
شرح جمع الجوامع فِي مجلدين= تنشيف المسامع
شرح المنهاج = الديباج عَلَى المنهاج

(1/2)


1شرح تنبيه أَبِيْ إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيّ
شرح الوجيز للغزالي.
شرح صَحِيْح الْبُخَارِيّ مجلد مسَوَّدَة
عقود الجمان فِي وَفَيَات الْأَعْيَان.
الغرر الوافر فِي مَا يحتاج إِلَيْهِ الْمُسَافِر.
الْفَتَاوَى
الفوائد عَلَى الحروف وعَلَى الْأَبْوَاب
الفوائد المنثورة فِي الْأَحَادِيْث المشهُوَرة
كشف الْمَعَانِي فِي الْكَلَام عَلَى قَوْله تَعَالَى: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ.
الْكَلَام عَلَى عُلُوْم الْحَدِيْث
قواعد فِي الفروع = المنثور فِي القواعد
لب الْخَادِم وهُوَمُخْتَصَر الْخَادِم= تحرير الْخَادِم
لقطة الْعَجْلَان وبلة الظمآن.
مُخْتَصَرالمنهاج فِي مجلدين
المعتبر فِي تخريج ابْن الْحَاجِب والمُخْتَصَر
نشر اللآلئ
نظم الجمان فِي محاسن أبناء الزمان
شيوخه ورحلاته
وسمع من:
الحافظ مغلطاي وتخرج بِهِ فِي الْحَدِيْث
وقرأ عَلَى الشَّيْخ جمال الدّيْن الْإِسْنَوِيّ وتخرج بِهِ فِي الْفِقْه ورحل إِلَى دمشق فتفقه بِهَا
وسمع من عِمَادالدّيْن ابْن كَثِيْر
ورحل إِلَى حلب فأخذ عَنالْأَذْرُعِيّ
وغيره.
تلامذته
تخرج بِهِ جَمَاعَة
وكَانَ مقبلا عَلَى شَأْنه منجمعا عَن الناس. (1)
وكَانَ بيده مَشِيْخَة الخانقاه الْكَرِيْمية
شعره
وكَانَ يَقُوْل الشّعْرالوسط.
نبذة عَن كِتَاب"الْإِجَابَة"
وقَدْ اخْتَلَفَ النَّاس حول كِتَابه هَذَا فقِيْلَ: لَيْسَ لَهُ بل سرق وانتحل وأصل كِتَاب الْإِجَابَة للأستاذ أَبِي مَنْصُوْر عَبْد المحسن بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن طاهر الْبَغْدَاديّ وَلَكِنَّهُ كَانَ موجزا وَغَيْر مرتب. فجَاءَ الْإِمَام الزركشي فأضاف إِلَيْهِ الشيء الكَثِيْر وَرتبه ترتيبا حسنا، بحَيْثُ صَارَ تأليفا مستقلا فنسبه إِلَى نفسه. (2)
... ونسب العجلوني الكِتَاب فِي كشف الخفاء إِلَى الْأُسْتَاذ أَبِي مَنْصُوْر الْبَغْدَاديّ فَقَالَ:
__________
(1) . انباء الغمر1/168
(2) . انْظُرْ فِي ذَلِكَ: كشف الظنون2/1384 وهدية العارفِين1/543

(1/3)


.. " وأَخْرَجَ الْأُسْتَاذ أَبو مَنْصُوْر الْبَغْدَاديّ فِي مؤلفه" فِي مَا استدركته عَائِشَة عَلَى الصَّحَابَة" عَنْ أَبِي عطية قَالَ: دخلت أَنَا ومَسْرُوْق عَلَى عَائِشَة فَقَالَ: مَسْرُوْق: قَالَ: عَبْد اللهِ بْنُ مَسْعُوْد: من أحب لقاء الله ِأحب الله ِلقاءه ومن كَرِهَ لقاء الله ِكَرِهَ الله ِلقاءه. فَقَالَتْ عَائِشَةُُ:: رحم الله ِأَبَا عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَ عَن أَوَّل الْحَدِيْث ولم يسَأَلَوه عَن آخره: أَنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بعَبْد خيرا قيَّض لَهُ قبل موته بعام ملكا يوفقه ويسدده حَتَّى يَقُوْل الناس: مَاتَ فُلَانٌ عَلَى خير مَا كَانَ فإِذَا حضر ورَأَى ثوابه من الْجَنَّة تهرع نفسه - أَوْ قَالَ: تهُوَعت نفسه - فذَلِكَ حِيْنَ أحب لقاء الله ِوأحب الله ِلقاءه وإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شرا قيض الله ِلَهُ قبل موته بعام شيطأَنَا فافتنه حَتَّى يَقُوْل الناس: مَاتَ فُلَانٌ شر مَا كَانَ فإِذَا حضر رَأَى مَا يَنْزِل عَلَيْهِ من العذاب فبلغ نفسه وذَلِكَ حِيْنَ كَرِهَ لقاء الله ِوكره الله ِلقاءه. (1)
... ونسبه الْحَافِظ ابْن حجر الْعَسْقَلَانِيّ (2) إِلَى بدر الدّيْن الزركشي حَيْثُ قَالَ:" جزم البدر الزركشي فِي " مَا استدركته عَائِشَة عَلَى الصَّحَابَة" أن تسمية هَذِهِ الْجَارِيَة ببَرِيْرَة مدرجة من بَعْض الرُّوَاة وأَنَّهَا جارية أُخْرَى. وأخذه من ابْن القيم الحنبلي فَإِنَّهُ قَالَتْ: سميتها ببَرِيْرَة وهم من بَعْض الرُّوَاة فإِنَّ عَائِشَةَ إِنَّمَا اشترت بَرِيْرَة بَعْد الفتح وَلَمَّا كاتبتها عَقِبَ شرائها وعتقت خُيِّرَت فاخْتَارَتْ نفسها فظن الراوي أن قَوْل عَليّ: وَسَلِ الْجَارِيَة تَصْدُقْكَ" أَنَّهَا بَرِيْرَة فغلط. قَالَ: وهَذَا نَوْع غَامِضٌ لَا يَنْتَبِهُ لَهُ إِلَّا الْحُذَّاقُ"
__________
(1) . كشف الخفاء 2/1353 الحَدِيْث:2356
(2) . فتح الباري لابن حجر8/469

(1/4)


.. وقَدْ أَجَابَ غَيْره بأَنَّهَا كَانَتْ تخدم عَائِشَة بالْأَجْرة وَهِيَ فِي رق موإِلَيْهَا قبل وقوع قصتها فِي المكاتبة وهَذَا أولى من دعوى إِلَّادراج وتغليط الحفاظ.
... وممن نسبه إِلَى الْإِمَام الزركشي حاجي خليفة وغيره من أَهْل السير حَيْثُ ذكروا أن من جُمْلَة تصانيفه: الْإِجَابَة. (1)
و"الْإِجَابَة" كِتَاب قيم فِي بابه، وقَدْ جمع فِيْهِ مؤلفه مَا تفرق فِي غَيْره من كتب الْحَدِيْث مِمَّا استدركته الصِّدِّيْقة عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُاعَلَى الصَّحَابَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، فِي بابين اثنين.
وقَدْ افتتح الكِتَاب بباب آخر ساق فِيْهِ تَرْجَمَتِهَا وجُمْلَة من خَصَائِصِهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُا، مَعَ عنآَيَة جيدة بالْأَحَادِيْث والْآَثَار الواردة فِي الكِتَاب رِوَايَة ودرآَيَة.
ومع ذَلِكَ الِاخْتِلَاف يمكن لَنَا أن نقَوْل: أن الْحَقّ هوَ مَا توصل إِلَيْهِ حاجي خليفة وابْن حجر الْعَسْقَلَ أَنِّيْ أن أصل كِتَاب الْإِجَابَة للأستاذ أَبِي مَنْصُوْر عَبْد المحسن بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن طاهر الْبَغْدَاديّ وَلَكِنَّهُ كَانَ موجزا وَغَيْر مرتب أورد فِيْهِ خمسة وعشرين حَدِيْثا فَقَطْ. فجَاءَ الْإِمَام الزركشي فأضاف إِلَيْهِ الشيء الكَثِيْر وَرتبه ترتيبا حسنا، بحَيْثُ صَارَ تأليفا مستقلا فنسبه إِلَى نفسه. (2)
__________
(1) . النور السافر1/29 وَكشف الظنون2/1181و 2/1384 والجواهر والدرر 1/390-393 للسخاوي
(2) . انْظُرْ فِي ذَلِكَ: كشف الظنون2/1384 وهدية العارفِي ن1/543

(1/5)


عِلْمًا بأن المؤلف رَحِمَهُ اللهُ قَدْ استمد كَثِيْراً من كِتَابه هَذَا من تصنيف الْأُسْتَاذ أَبِي مَنْصُوْر الْبَغْدَاديّ، كَمَا أفاده الْحَافِظ ابْن حجر فِي مَا حكاه عَنْهُ تلميذه السخاوي، حَيْثُ قَالَ: مَا نصه: "فصل فِي من أخذ تصنيف غَيْره فادعاه لنفسه، وزاد فِيْهِ قليلاً ونقص منه، ولَكِن أكثره مذكور بلفظ الْأَصْل ... وكَذَا قرأت بخطه - يَعْنِيْ بخط الْحَافِظ ابْن حجر - عَلَى الْإِجَابَة لإيراد مَا استدركته عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُا عَلَى الصَّحَابَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ مَا نصه: أصل هَذَا التصنيف للأستاذ الجليل أَبِي مَنْصُوْر عَبْد المحسن بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن طاهر الْبَغْدَاديّ، الفقيه، المحَدَّثَ، المشهُوَر، رَأَيْته فِي مجلدة لطيفة، وجُمْلَة مَا فِيْهِ من الْأَحَادِيْث خمسة وعشرون حَدِيْثاً، وكَانَ الكِتَاب الْمَذْكُوْر عِنْدَ الْقَاضِي برهان الدّيْن بْن جماعة، فما أدري هَلْ خفِي عَلَيْهِ وقت تقَدِيْم هَذَا له، أَوْ أعلمه به؟ حَيْثُ إن الزركشي أَهْدَى هَذَا الكِتَاب لابن جماعة. نعم لمصنف الْإِجَابَة حسن الترتيب، والزيادات البينة، والعزو إِلَى التصانيف الكبار، والْأًوَّل عَلَى عادة من تَقَدَّمَ يقتصر عَلَى سوق الْأَحَادِيْث بأسانيده إِلَى شيوخه، وجُمْلَة من أَخْرَجَ ذَلِكَ عَنْهُ من شيوخه نحو من ثلاثين شيخاً من شُيُوْخ بَغْدَاد، ومصر، وغيرهما، وَلَا يعزو التخريج إِلَى أَحَد، وقَدْ نَقَلَ هَذَا المصنف عَنْ أَبِي مَنْصُوْر فِي هَذَا الكِتَاب، فعلم أَنَّهُ وقف عَلَيْهِ، وكَانَ يَنْبَغِيْ لَهُ أن ينبه إِلَى ذَلِكَ".
ثُمَّ تعَقِبَ السخاوي الْحَافِظ ابْن حجر، فَقَالَ:

(1/6)


"قُلْت: وأَبُومَنْصُوْر هَذَا، لَيْسَ هُوَ مصنف الْأَصْل، بل هُوَ شيخه، والمصنف إِنَّمَا هُوَ الْأُسْتَاذ أَبُو مَنْصُوْر عَبْد القاهر بْن طاهر بْن مُحَمَّد الْبَغْدَاديّ.. فسبحان من لَا يسهُوَ" أ. هـ. (1) والله ِ-تَعَالَى- أعلم.
وكتبه
د. عصمت الله
مجمع البحوث الْإِسْلَاميَّة
الجامعة الْإِسْلَاميَّة العالمية
إِسْلَام أَبَاد
Drismat313@yahoo.com

(1/7)