المنتقى من فرائد الفوائد

فائدة
من ((الهدْي)) لابن القيم

في قوله: فصل: ثم كان يكبر ويخر ساجداً.
انقلب على بعضهم حديث ابن عمر: ((إن بلالاً يؤذن بليل ... )) الحديث (1) ؛ فرواه: ((إن ابن أم مكتوم يؤذن؛ فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال)) ؛ ومثله حديث: ((لا يزال يلقى في النار وتقول: هل من مزيد؟!)) إلى أن قال: ((وأما الجنة، فينشيء الله لها خلقاً يسكنهم إياها)) (2) ؛ فقلبه؛ وقال: ((وأما النار، فينشئ الله لها خلقا يسكنهم إياها)) ، وكان يقع لي أن حديث أبي هريرة: ((إذا سجد أحدكم، فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه)) (3) منقلب على بعض الرواة، ولعله: ((وليضع ركبتيه قبل
_________
(1) رواه مسلم، كتاب الصيام (1092)
(2) رواه البخاري، كتاب التوحيد (7384)
(3) رواه ابو داود، كتاب الصلاة (840) والنسائي كتاب التطبيق (1091)

(1/18)


يديه)) ؛ حتى رأيت أبا بكر بن أبي شيبه رواه كذلك، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إذا سجد أحدكم، فليبدأ بركبتيه قبل يديه، ولا يبرك كما يبرك الفحل)) (1) ، ورواه الأثرم في ((سننه)) أيضاً عن أبي بكر كذلك، والله أعلم.