عمدة
الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم كتابُ الرَّضاعِ
(1/229)
337 - عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما
قَالَ: ((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بِنْتِ
حَمْزَةَ: لاتَحِلُّ لِي , يَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنْ
النَّسَبِ , وَهِيَ ابْنَةُ أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ)) .
(1/229)
338 - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ
الرَّضَاعَةَ تُحَرِّمُ مَا يَحْرُمُ مِنْ الْوِلادَةِ)) .
339 - وَعَنْهَا قَالَتْ: ((إنَّ أَفْلَحَ - أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ -
اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ؟ فَقُلْت: وَاَللَّهِ
لا آذَنُ لَهُ , حَتَّى أَسْتَأْذِنَ [ص:230] النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم - فَإِنَّ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ: لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي ,
وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي الْقُعَيْسِ , فَدَخَلَ عَلَيَّ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ:
إنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي , وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي
امْرَأَتُهُ. فَقَالَ: ائْذَنِي لَهُ , فَإِنَّهُ عَمُّك , تَرِبَتْ
يَمِينُك)) .
قَالَ عُرْوَةُ " فَبِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: «حَرِّمُوا مِنْ
الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنْ النَّسَبِ»
وَفِي لَفْظٍ ((اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ أَفْلَحُ , فَلَمْ آذَنْ لَهُ.
فَقَالَ: أَتَحْتَجِبِينَ [ص:231] مِنِّي , وَأَنَا عَمُّك؟ فَقُلْت:
كَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَرْضَعَتْك امْرَأَةُ أَخِي بِلَبَنِ أَخِي ,
قَالَتْ: فَسَأَلْت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ:
صَدَقَ أَفْلَحُ , ائْذَنِي لَهُ , تَرِبَتْ يَمِينُك)) أَيْ افْتَقَرَتْ ,
وَالْعَرَبُ تَدْعُو عَلَى الرَّجُلِ , وَلا تُرِيدُ وُقُوعَ الأَمْرِ
بِهِ.
(1/229)
340 - وَعَنْهَا رضي الله عنها قَالَتْ
((دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدِي رَجُلٌ
, فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ , مَنْ هَذَا؟ قُلْت: أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ.
فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ: اُنْظُرْنَ مَنْ إخْوَانُكُنَّ؟ فَإِنَّمَا
الرَّضَاعَةُ مِنْ الْمَجَاعَةِ)) .
(1/231)
341 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ - رضي
الله عنه - ((أَنَّهُ تَزَوَّجَ أُمَّ يَحْيَى بِنْتَ أَبِي إهَابٍ ,
فَجَاءَتْ أَمَةٌ سَوْدَاءُ , فَقَالَتْ: قَدْ أَرْضَعْتُكُمَا ,
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: فَأَعْرَضَ
عَنِّي. قَالَ: فَتَنَحَّيْت , فَذَكَرْت ذَلِكَ لَهُ. قَالَ: كَيْفَ؟
وَقَدْ زَعَمَتْ أَنْ قَدْ أَرْضَعَتْكُمَا)) .
(1/231)
342 - عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي
الله عنه - قَالَ: ((خَرَجَ [ص:232] رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- يَعْنِي مِنْ مَكَّةَ - فَتَبِعَتْهُمْ ابْنَةُ حَمْزَةَ , تُنَادِي: يَا
عَمُّ , فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا , وَقَالَ لِفَاطِمَةَ:
دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّك , فَاحْتَمَلْتُهَا. فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ
وَجَعْفَرٌ وَزَيْدٌ فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا , وَهِيَ
ابْنَةُ عَمِّي وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي , وَخَالَتُهَا تَحْتِي.
وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي. فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - لِخَالَتِهَا , وَقَالَ: الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ.
وَقَالَ لِعَلِيٍّ: أَنْتَ مِنِّي , وَأَنَا مِنْك. وَقَالَ لِجَعْفَرٍ:
أَشْبَهَتْ خَلْقِي وَخُلُقِي وَقَالَ لِزَيْدٍ: أَنْتَ أَخُونَا
وَمَوْلانَا)) . [ص:233]
دُونَكِ: خُذيها.
خَلْقِي: الصفات الظاهرة.
خُلُقِي: الصفات الباطنة.
مَوْلانَا: عتيقُنا.
(1/231)
|