موسوعة
الفقه الإسلامي 2 - أصول الواجبات
في الإسلام
1 - الإيمان بالله
- فقه الإيمان:
التوحيد والإيمان أساس الدين، فلا بد من تحصيله، وحفظه، وزيادته،
والاستفادة منه، ونشره.
1 - قال الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ
رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ
وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ
وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ
الْمَصِيرُ (285)} [البقرة:285].
2 - وقال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ
قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)}
[الأعراف:185].
3 - وقال الله تعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا
وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ
رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
(84)} [آل عمران:84].
4 - وقال الله تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ
مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا
وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ
اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ
إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106)} [يونس:104 - 106].
5 - وَعَنْ أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - قال: «فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأنَا
(1/526)
بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ، فَفَرَجَ
صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ
ذَهَبٍ، مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإيمَاناً، فَأفْرَغَهُ فِي صَدْرِي، ثُمَّ
أطْبَقَهُ ثُمَّ أخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا».
متفق عليه (1).
6 - وَعَنْ عُمَر بْن الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: بَيْنَمَا
نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ
طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ
الشَّعَرِ، لا يُرَى عَلَيْهِ أثَرُ السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا
أحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأسْنَدَ
رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ،
وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلامِ. فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الإِسْلامُ أنْ تَشْهَدَ أنْ لا إِلَهَ
إِلا اللهُ وَأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،
وَتُقِيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ،
وَتَحُجَّ البَيْتَ، إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلا» قال: صَدَقْتَ.
قال فَعَجِبْنَا لَهُ. يَسْألُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قال: فَأخْبِرْنِي عَنِ
الإِيمَانِ. قال: «أنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ،
وَرُسُلِهِ، وَاليَوْمِ الاخِرِ. وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ
وَشَرِّهِ» قال: صَدَقْتَ. قال فَأخْبِرْنِي عَنِ الإحْسَانِ. قال: «أنْ
تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ
يَرَاكَ». قال: فَأخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ. قال: «مَا المَسْؤُولُ
عَنْهَا بِأعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» قال: فَأخْبِرْنِي عَنْ أمَارَتِهَا.
قال: «أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَهَا، وَأنْ تَرَى الحُفَاةَ العُرَاةَ،
العَالَةَ، رِعَاءَ الشَّاءِ، يَتَطَاوَلُونَ فِي البُنْيَانِ». قال ثُمَّ
انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ مَلِيّاً. ثُمَّ قال لِي: «يَا عُمَرُ! أتَدْرِي
مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ. قال: «فَإِنَّهُ
جِبْرِيلُ، أتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ». أخرجه مسلم (2).
7 - وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (349) , واللفظ له، ومسلم برقم (163).
(2) أخرجه مسلم برقم (8).
(1/527)
الإِسْلامَ بُنِيَ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ
أنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ،
وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ». متفق عليه (1).
- فقه زيادة الإيمان:
1 - قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ
الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ
وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا
بَعِيدًا (136)} [النساء:136].
2 - وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ
الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ
جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4)}
[الفتح:4].
3 - وقال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ
اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ
زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) يُقِيمُونَ
الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) هُمُ الْمُؤْمِنُونَ
حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
(4)} [الأنفال:2 - 4].
4 - وقال الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ
مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)}
[النساء:82].
5 - وقال الله تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا
يُؤْمِنُونَ (101)} [يونس:101].
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (8)، ومسلم برقم (16)، واللفظ له.
(1/528)
2 - تعلم العلم
وتعليمه
- علم النبي - صلى الله عليه وسلم -:
النبي - صلى الله عليه وسلم - أعلم الخلق بالله، وأعرفهم بما يجب له.
1 - قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ
يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)} [محمد:19].
2 - وقال الله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ
لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا
أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)} [النساء:113].
3 - وقال الله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)} [طه:114].
4 - وَعَنْ أبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - قال: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ مِنَ الهُدَى
وَالعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصَابَ أرْضاً، فَكَانَ مِنْهَا
نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ المَاءَ، فَأنْبَتَتِ الكَلا وَالعُشْبَ الكَثِيرَ،
وَكَانَتْ مِنْهَا أجَادِبُ، أمْسَكَتِ المَاءَ، فَنَفَعَ اللهُ بِهَا
النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً
أخْرَى، إنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلا تُنْبِتُ كَلأً،
فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي
اللهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ
رَأْساً، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أرْسِلْتُ بِهِ». متفق عليه
(1).
5 - وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَلَغَ رَسُولَ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَصْحَابِهِ شَيْءٌ،
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (79) , واللفظ له، ومسلم برقم (2282).
(1/529)
فَخَطَبَ فَقَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ
الجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَلَمْ أَرَ كَاليَوْمِ فِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ،
وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ
كَثِيراً». قَالَ: فَمَا أَتَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - يَوْمٌ أَشَدُّ مِنْهُ، قَالَ: غَطَّوْا رُءُوسَهُمْ وَلَهُمْ
خَنِينٌ. متفق عليه (1).
- تعليم النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته:
1 - قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا
مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ
مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)} [الجمعة:2 - 4].
2 - وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ
الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ (9)} [الصف:9].
3 - وقال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ
الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا
يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ
يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ
لَهُ رِزْقًا (11)} [الطلاق:10 - 11].
4 - وَعَنِ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْماً مِنْ أهْلِ
الكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأنِّي
رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ
افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ،
فَإِنْ هُمْ أطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ افْتَرَضَ
عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أُغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي
فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أطَاعُوا لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ كَرَائِمَ
أمْوَالِهِمْ،
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4621) , ومسلم برقم (2359)، واللفظ له.
(1/530)
وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ فَإِنَّهُ
لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ». متفق عليه (1).
5 - وَعَنْ مَالِكِ بْنِ الحُويرث رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أتَيْنَا
إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَنَحْنُ شَبَبَةٌ
مُتَقَارِبُونَ، فَأقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْماً وَلَيْلَةً،
وَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَحِيماً رَفِيقاً، فَلَمَّا
ظَنَّ أنَّا قَدِ اشْتَهَيْنَا أهْلَنَا، أوْ قَدِ اشْتَقْنَا، سَألَنَا
عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا فَأخْبَرْنَاهُ، قال: «ارْجِعُوا إلَى
أهْلِيكُمْ، فَأقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ». وَذَكَرَ
أشْيَاءَ أحْفَظُهَا، أوْ لا أحْفَظُهَا: «وَصَلُّوا كَمَا رَأيْتُمُونِي
أصَلِّي». أخرجه البخاري (2).
6 - وَعَنْ أبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللهِ
- صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ المَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى،
فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَرَدَّ، وَقال:
«ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا
صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،
فَقال: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». ثَلاثاً، فَقال:
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، مَا أحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي؟ فَقال:
«إذَا قُمْتَ إلَى الصَّلاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ
مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعاً، ثُمَّ
ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِماً، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ
سَاجِداً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِساً، وَافْعَلْ ذَلِكَ
فِي صَلاتِكَ كُلِّهَا». متفق عليه (3).
7 - وَعَنْ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ
غُلاماً فِي حَجْرِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَانَتْ يَدِي
تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم
-: «يَا غُلامُ، سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ».
فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ. متفق عليه (4).
8 - وَعَنْ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ
رِدْفَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1458) , ومسلم برقم (19)، واللفظ له.
(2) أخرجه البخاري برقم (631).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (757) , واللفظ له، ومسلم برقم (397).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5376) , واللفظ له، ومسلم برقم (2022).
(1/531)
حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ. قَالَ:
فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى العِبَادِ، وَمَا
حَقُّ العِبَادِ عَلَى اللهِ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ وَلَا
يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَحَقُّ العِبَادِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً» قَالَ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ أَفَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: «لَا تُبَشِّرْهُمْ
فَيَتَّكِلُوا». متفق عليه (1).
- تعلم العلم وتعليمه واجب على كل مسلم ومسلمة:
تعلم العلم الشرعي وتعليمه واجب على كل أحد كل بحسبه.
1 - قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ
يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)} [محمد:19].
2 - وقال الله تعالى: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ
تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)} [آل
عمران:79].
3 - وَعَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْه عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ». أخرجه
البخاري (2).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2856) , ومسلم برقم (30)، واللفظ له.
(2) أخرجه البخاري برقم (5027).
(1/532)
3 - عبادة الله عز
وجل
- العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله من الأقوال والأعمال الظاهرة
والباطنة.
- دوام عمل النبي - صلى الله عليه وسلم -:
1 - قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا
قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ
عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ
قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا
وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7)
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ
الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا
(9)} [المزَّمل:1 - 9].
2 - وَعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:
هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْتَصُّ مِنَ الأيام
شَيْئاً؟ قالتْ: لا، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وَأيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُطِيقُ. متفق عليه (1).
- صور من عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم -:
1 - وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم -:
عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أنَّهُ رَأى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ
دَعَا بِإنَاءٍ، فَأفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلاثَ مِرَارٍ فَغَسَلَهُمَا،
ثُمَّ أدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الإناءِ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ
غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثاً، وَيَدَيْهِ إلَى المِرْفَقَيْنِ ثَلاثَ مِرَارٍ،
ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثَ مِرَارٍ إلَى
الكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
«مَنْ تَوَضَّأ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا
يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ». متفق عليه (2).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1987) , واللفظ له، ومسلم برقم (783).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (159) , واللفظ له، ومسلم برقم (226).
(1/533)
2 - صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -:
1 - عَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم -، أنَّ رَجُلا سَألَهُ عَنْ وَقْتِ الصَّلاةِ؟ فَقَالَ لَهُ: «صَلِّ
مَعَنَا هَذَيْنِ». (يَعْنِي اليَوْمَيْنِ) فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ
أمَرَ بِلالاً فَأذَّنَ، ثُمَّ أمَرَهُ فَأقَامَ الظُّهْرَ، ثُمَّ أمَرَهُ
فَأقَامَ العَصْرَ، وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، ثُمَّ
أمَرَهُ فَأقَامَ المَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أمَرَهُ
فَأقَامَ العِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أمَرَهُ فَأقَامَ
الفَجْرَ حِينَ طَلَعَ الفَجْرُ، فَلَمَّا أنْ كَانَ اليَوْمُ الثَّانِي
أمَرَهُ فَأبْرَدَ بِالظُّهْرِ، فَأبْرَدَ بِهَا، فَأنْعَمَ أنْ يُبْرِدَ
بِهَا، وَصَلَّى العَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، أخَّرَهَا فَوْقَ
الَّذِي كَانَ، وَصَلَّى المَغْرِبَ قَبْلَ أنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ،
وَصَلَّى العِشَاءَ بَعْدَمَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، وَصَلَّى الفَجْرَ
فَأسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ قال: «أيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلاةِ؟».
فَقَالَ الرَّجُلُ: أنَا، يَا رَسُولَ اللهِ! قال: «وَقْتُ صَلاتِكُمْ
بَيْنَ مَا رَأيْتُمْ». أخرجه مسلم (1).
2 - وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قالَ: صَلَّيْتُ مَعَ
رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ الظُّهْرِ سَجْدَتَيْنِ،
وَبَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ المَغْرِبِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ
العِشَاءِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الجُمُعَةِ سَجْدَتَيْنِ، فَأمَّا
المَغْرِبُ وَالعِشَاءُ وَالجُمُعَةُ، فَصَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - فِي بَيْتِهِ. متفق عليه (2).
3 - تهجد النبي - صلى الله عليه وسلم -:
1 - قال الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ
عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا
مَحْمُودًا (79)} [الإسراء:79].
2 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (613).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (937) , ومسلم برقم (729)، واللفظ له.
(1/534)
قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ
تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ
مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ
عَبْداً شَكُوراً». متفق عليه (1).
4 - تصدق النبي - صلى الله عليه وسلم -:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى
الله عليه وسلم - أجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي
رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ
لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ - صلى
الله عليه وسلم - أجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ. متفق
عليه (2).
5 - صوم النبي - صلى الله عليه وسلم -:
1 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَا صَامَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - شَهْراً كَامِلاً قَطُّ غَيْرَ
رَمَضَانَ، وَيَصُومُ حَتَّى يَقُولَ القَائِلُ: لا وَاللهِ لا يُفْطِرُ،
وَيُفْطِرُ حَتَّى يَقُولَ القَائِلُ: لا وَاللهِ لا يَصُومُ. متفق عليه
(3).
2 - وَعَنْ أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى
الله عليه وسلم - يُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أنْ لا يَصُومَ
مِنْهُ، وَيَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أنْ لا يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئاً، وَكَانَ
لا تَشَاءُ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّياً إِلا رَأيْتَهُ، وَلا
نَائِماً إِلا رَأيْتَهُ. أخرجه البخاري (4).
6 - حج النبي - صلى الله عليه وسلم -:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّهَا قالت: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَمِنَّا مَنْ
أهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أهَلَّ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَمِنَّا
مَنْ أهَلَّ بِالحَجِّ، وَأهَلَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
بِالحَجِّ، فَأمَّا مَنْ أهَلَّ بِالحَجِّ، أوْ جَمَعَ الحَجَّ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4837) , واللفظ له، ومسلم برقم (2820).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6) , واللفظ له، ومسلم برقم (2308).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1971) , واللفظ له، ومسلم برقم (1157).
(4) أخرجه البخاري برقم (1972).
(1/535)
وَالعُمْرَةَ، لَمْ يَحِلُّوا حَتَّى كَانَ
يَوْمُ النَّحْرِ. متفق عليه (1).
7 - ذِكْر النبي - صلى الله عليه وسلم -:
1 - قال الله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً
وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ
مِنَ الْغَافِلِينَ (205)} [الأعراف:205].
2 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أحْيَانِهِ. أخرجه مسلم
(2).
3 - وَعَنِ الأَغَرِّ المُزَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ
- صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي
لأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فِي اليَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ». أخرجه مسلم (3).
- فقه عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم -:
النبي - صلى الله عليه وسلم - أكمل الخلق عبادة لله عز وجل، وكانت حياته -
صلى الله عليه وسلم - كلها عبادة لربه.
وقد امتن الله عز وجل على هذه الأمة:
بأحسن الكتب .. وأحسن العلوم .. وأحسن العبادات .. وأحسن المعاملات ..
وأحسن الأخلاق .. وقد بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته عملياً،
فكان خلقه القرآن.
يتأدب بآدابه .. ويعمل بمحكمه .. ويحل حلاله .. ويحرم حرامه.
وعبادة النبي - صلى الله عليه وسلم - لربه من أحسن العبادات، وقد نوَّعها
الله له ولأمته؛ لِتُقبل
النفوس، وتنشط الأجساد، وتدوم الطاعة.
فمنها ما هو مشروع في أوقات خاصة. كصلوات الفريضة، وصوم رمضان، والحج ونحو
ذلك.
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1562) , واللفظ له، ومسلم برقم (1211).
(2) أخرجه مسلم برقم (373).
(3) أخرجه مسلم برقم (2702).
(1/536)
ومنها ما هو مشروع على الدوام في كل وقت
كالأذكار، والأدعية.
ومنها ما هو واجب في اليوم مرة كالصلوات الخمس.
ومنها ما هو واجب في الأسبوع مرة كصلاة الجمعة.
ومنها ما هو واجب في السنة مرة كصوم رمضان.
ومنها ما هو واجب في العمر مرة كالحج.
ومنها ما هو واجب كأركان الإسلام، وأركان الإيمان، وأركان الأخلاق.
ومنها ما هو مسنون كنوافل العبادات كالصلاة والصوم والصدقة والحج.
ومنها ما هو بين العبد وربه كالعبادات الكبار، والأدعية والأذكار.
ومنها ما هو بين العبد وغيره كالمعاملات من بيع وشراء، وقرض وإجارة، ووقف
ووصية، وصلح وهدية ونحو ذلك.
ومنها ما يتعلق بالآداب العامة والخاصة .. والأخلاق الحسنة.
فحياته - صلى الله عليه وسلم - كلها عبادة، وكلها تعبد لله بما أرسله الله
به، وكلها استقامة على أوامر الله في كل حين، وكلها طاعة للهِ عز وجل.
قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ
وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} [الأنعام:162 - 163].
(1/537)
4 - التحلي بمكارم
الأخلاق
- فقه الأخلاق الحسنة:
النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس خَلْقاً وخُلُقاً.
وكان خلقه القرآن، يتأدب بآدابه، ويحل حلاله، ويحرم حرامه.
اصطفاه الله على البشر، وأرسله بالحق رحمة للعالمين إلى يوم الدين: {ذَلِكَ
فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
(4)} [الجمعة:4].
فمن أراد أحسن الأخلاق وأجملها فليأخذها من مشكاته، ويقتدي به في سيرته
وسريرته، ومعاشرته وأخلاقه، وعبادته ومعاملاته، ودعوته وتعليمه، وفي سائر
أحواله.
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ
يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)}
[الأحزاب:21].
وقد ذكرنا أهم الأخلاق والشمائل التي تخلق بها النبي - صلى الله عليه وسلم
-، ودعا الناس إليها، وعاملهم بها، ورغبهم في التخلق بها، لتكون قدوة لكل
إنسان على وجه الأرض.
يعبد بها ربه .. ويتجمل بها بين خلقه .. ويتألف بها قلوب العباد .. ويسوق
بها الكافر إلى الإسلام .. ويجر بها العدو إلى المحبة .. ويجذب بها الخلق
إلى الحق .. ويدفع بها السفيه إلى الحلم: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ
وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي
بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا
يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ
عَظِيمٍ (35)} [فُصِّلَت:34 - 35].
(1/538)
- فقه الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه
وسلم -:
يجب على كل مسلم أن يقتدي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في كل ما جاء به
من عند الله من الأقوال والأفعال، والأخلاق والآداب، والتوحيد والإيمان،
والسنن والأحكام.
فنقتدي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في كل شيء إلا ما خصه الله به
كالنبوة، والوحي إليه، ونكاح أكثر من أربع زوجات، وحرمة نكاح نسائه من
بعده، وحرمة الأكل من الصدقة، وعدم إرثه، ووصال الصيام، ونحو ذلك مما هو
معلوم، فذلك خاص به، لا يشاركه فيه غيره، ولا يقتدى به فيه.
1 - قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيرًا (21)} [الأحزاب:21].
2 - وقال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا
نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ (7)} [الحشر:7].
3 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا
تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ». متفق
عليه (1).
- حسن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم -:
1 - قال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القلم:4].
2 - وقال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ
رَحِيمٌ (128)} [التوبة:128].
3 - وَعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمْ
يَكُنِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَاحِشاً وَلا
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3493) , ومسلم برقم (2638)، واللفظ له.
(1/539)
مُتَفَحِّشاً، وَكَانَ يَقُولُ: «إِنَّ
مِنْ خِيَارِكُمْ أحْسَنَكُمْ أخْلاقاً». متفق عليه (1).
4 - وَعَنْ أنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال: خَدَمْتُ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قال لِي: أفٍّ، وَلا: لِمَ صَنَعْتَ؟
وَلا: ألا صَنَعْتَ. متفق عليه (2).
- كرم النبي - صلى الله عليه وسلم -:
1 - عَنْ جَابِر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَا سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى
الله عليه وسلم - عَنْ شَيْءٍ قَطُّ فَقَالَ: لا. متفق عليه (3).
2 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم - أجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي
رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ
لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ - صلى
الله عليه وسلم - أجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ. متفق
عليه (4).
3 - وَعَنْ أنَس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم - عَلَى الإِسْلاَمِ شَيْئاً إِلاَّ أَعْطَاهُ، قَالَ:
فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَماً بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَى
قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ! أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّداً يُعْطِي
عَطَاءً لاَ يَخْشَى الفَاقَةَ. أخرجه مسلم (5).
- حياؤه - صلى الله عليه وسلم -:
عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: كَانَ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم - أشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا،
فَإِذَا رَأى شَيْئاً يَكْرَهُهُ عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ. متفق عليه (6).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3559) , واللفظ له، ومسلم برقم (2321).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6038) , واللفظ له، ومسلم برقم (2309).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6034) , واللفظ له، ومسلم برقم (2311).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6) , واللفظ له، ومسلم برقم (2308).
(5) أخرجه مسلم برقم (2312).
(6) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6102) , واللفظ له، ومسلم برقم (2320).
(1/540)
- تواضعه - صلى الله عليه وسلم -:
1 - عَنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - يَقُولُ: «لا تُطْرُونِي كَمَا أطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ
مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ
وَرَسُولُهُ». أخرجه البخاري (1).
2 - وَعَنْ أَنَسٍ رَضيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا
شَيْءٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً،
فَقَالَ: «يَا أُمَّ فُلاَنٍ! انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ، حَتَّى
أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ». فَخَلاَ مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ، حَتَّى
فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا. أخرجه مسلم (2).
3 - وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - قال: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ، أوْ كُرَاعٍ، لأَجَبْتُ،
وَلَوْ أهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ». أخرجه البخاري
(3).
- استقامته - صلى الله عليه وسلم -:
1 - قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ
مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ
أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} [الأنعام:161 - 163].
2 - وقال الله تعالى: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ
كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ
لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)}
[الشورى:15].
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (3445).
(2) أخرجه مسلم برقم (2326).
(3) أخرجه البخاري برقم (2568).
(1/541)
- شجاعته - صلى الله عليه وسلم -:
1 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحْسَنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ
النَّاسِ، وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ
ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَاجِعاً، وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى
الصَّوْتِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، فِي عُنُقِهِ
السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ: «لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا». متفق عليه
(1).
2 - وَعَنِ البَرَاء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنّا وَالله إِذَا
احْمَرّ البأْسُ نَتّقِيِ بِهِ، وَإِنّ الشّجَاعَ مِنّا لَلّذِي يُحَاذِي
بِهِ، يَعْنِي النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -. متفق عليه (2).
3 - وَعَنْ سِنَانِ بْنِ أبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ أنَّ جَابِرَ بْنَ
عَبْدِاللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أخْبَرَهُ أنَّهُ غَزَا مَعَ النَّبِيِّ
- صلى الله عليه وسلم -، فَأدْرَكَتْهُمُ القَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ
العِضَاهِ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي العِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ
بِالشَّجَرِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - تَحْتَ شَجَرَةٍ
فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، ثُمَّ نَامَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ
وَهُوَ لا يَشْعُرُ بِهِ، فَقال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ
هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي، فَقال: مَنْ يَمْنَعُكَ؟ قُلْتُ: اللهُ، فَشَامَ
السَّيْفَ، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ». ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ. متفق عليه
(3).
- رفقه - صلى الله عليه وسلم -:
1 - قال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ
رَحِيمٌ (128)} [التوبة:128].
2 - وَعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ أعْرابِيّاً بَالَ فِي
المَسْجِدِ، فَثَارَ إِلَيْهِ النَّاسُ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2908)، ومسلم برقم (2307)، واللفظ له.
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4317)، ومسلم برقم (1776)، واللفظ له.
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2913) , واللفظ له، ومسلم برقم (843).
(1/542)
ليَقَعُوا بِهِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «دَعُوهُ، وَأهْرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ
ذَنُوباً مِنْ مَاءٍ، أوْ سَجْلا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ
مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ». متفق عليه (1).
3 - وَعَنْ أنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضيَ اللهُ عَنهُ قال: قال النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم -: «يَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا، وَسَكِّنُوا وَلا
تُنَفِّرُوا». متفق عليه (2).
4 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ: «يَا عَائِشَةُ! إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ
الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى العُنْفِ،
وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ». متفق عليه (3).
- عفوه - صلى الله عليه وسلم -:
1 - قال الله تعالى: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ
إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)} [المائدة:13].
2 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّهَا قالتْ: مَا خُيِّرَ
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ أمْرَيْنِ إِلا أخَذَ
أيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْماً، فَإِنْ كَانَ إِثْماً كَانَ أبْعَدَ
النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
لِنَفْسِهِ إِلا أنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ للهِ بِهَا.
متفق عليه (4).
- رحمته - صلى الله عليه وسلم -:
1 - قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
(107)} [الأنبياء:107].
2 - وَعَنْ أبي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: خَرَجَ عَلَيْنَا
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأُمَامَةُ بِنْتُ أبِي العَاصِ عَلَى
عَاتِقِهِ، فَصَلَّى، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَفَعَهَا.
متفق عليه (5).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6128) , واللفظ له، ومسلم برقم (284).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6125)، ومسلم برقم (1734).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6927) , ومسلم برقم (2593)، واللفظ له.
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3560) , واللفظ له، ومسلم برقم (2327).
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5996) , واللفظ له، ومسلم برقم (543).
(1/543)
3 - وَعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ
عَنْهُ قال: قَبَّلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الحَسَنَ بْنَ
عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الأقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِساً،
فَقَالَ الأقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ
مِنْهُمْ أحَداً، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -
ثُمَّ قال: «مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ». متفق عليه (1).
4 - وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى
الله عليه وسلم - قال: «إذَا صَلَّى أحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ،
فَإنَّ مِنْهُمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالكَبِيرَ، وَإذَا صَلَّى
أحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ». متفق عليه (2).
5 - وَعَنْ المَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: مَرَرْنَا بِأَبِي ذَرّ
بِالرّبَذَةِ، وَعَلَيْهِ بُرْدٌ وَعَلَى غُلاَمِهِ مِثْلُهُ، فَقُلْنَا:
يَا أَبَا ذَرّ! لَوْ جَمَعْتَ بَيْنَهُمَا كَانَتْ حُلّةً، فَقَالَ: إنّهُ
كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ إخْوَانِي كَلاَمٌ، وَكَانَتْ أُمّهُ
أَعْجَمِيّةً، فَعَيّرْتُهُ بِأُمّهِ، فَشَكَانِي إلَى النّبِيّ - صلى الله
عليه وسلم -، فَلَقِيتُ النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: «يَا
أَبَا ذَرّ! إنّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيّةٌ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله
مَنْ سَبّ الرّجَالَ سَبّوا أَبَاهُ وَأُمّهُ، قَالَ: «يَا أَبَا ذَرَ
إنّكَ امْرؤٌ فِيكَ جَاهِلِيّةٌ، هُمْ إخْوَانُكُمْ، جَعَلَهُمُ الله
تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَأَطْعِمُوهُمْ مِمّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ
مِمّا تَلْبَسُونَ، وَلاَ تُكَلّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ
كَلّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ». متفق عليه (3).
6 - وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ غُلاَمٌ يَهُودِيٌّ
يَخْدُمُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ،
فَقَالَ لَهُ: «أَسْلِمْ». فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ،
فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَسْلَمَ،
فَخَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ:
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5997) , واللفظ له، ومسلم برقم (2318).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (703) , واللفظ له، ومسلم برقم (467).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (30)، ومسلم برقم (1661)، واللفظ له.
(1/544)
«الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ
النَّارِ». أخرجه البخاري (1).
- ضحكه - صلى الله عليه وسلم -:
1 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا رَأيْتُ النَّبِيَّ
- صلى الله عليه وسلم - مُسْتَجْمِعاً قَطُّ ضَاحِكاً حَتَّى أرَى مِنْهُ
لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ. متفق عليه (2).
2 - وَعَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم - مُنْذُ أسْلَمْتُ، وَلا رَآنِي إِلا تَبَسَّمَ فِي
وَجْهِي. متفق عليه (3).
- بكاؤه - صلى الله عليه وسلم -:
1 - عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «اقْرَأْ عَلَيَّ». قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ، آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: «نَعَمْ».
فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ، حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ:
{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ
عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}. قَالَ: «حَسْبُكَ الآنَ». فَالتَفَتُّ إِلَيْهِ
فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ. متفق عليه (4).
2 - وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: زَارَ النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم - قَبْرَ أمِّهِ، فَبَكَى وَأبْكَى مَنْ حَوْلَهُ،
فَقَالَ: «اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أنْ أسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ
لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أنْ أزُورَ قَبْرَهَا فَأذِنَ لِي، فَزُورُوا
القُبُورَ، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ». أخرجه مسلم (5).
3 - وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: شَهِدْنَا بِنْتَ رَسُولِ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
جَالِسٌ عَلَى القَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ. أخرجه البخاري
(6).
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (1356).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6092) , واللفظ له، ومسلم برقم (899).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6089) , واللفظ له، ومسلم برقم (2475).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5050) , واللفظ له، ومسلم برقم (800).
(5) أخرجه مسلم برقم (976).
(6) أخرجه البخاري برقم (1342).
(1/545)
4 - وَعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
يُصَلِّي وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الرَّحَى مِنَ البُكَاءِ - صلى
الله عليه وسلم -. أخرجه أبو داود والنسائي (1).
- شفقته - صلى الله عليه وسلم - على أمته:
1 - قال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ
رَحِيمٌ (128)} [التوبة:128].
2 - وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى
الله عليه وسلم -: «مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَوْقَدَ نَاراً
فَجَعَلَ الجَنَادِبُ وَالفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهَا، وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ
عَنْهَا، وَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَأَنْتُمْ
تَفَلَّتُونَ مِنْ يَدِي». أخرجه مسلم (2).
- انبساطه - صلى الله عليه وسلم -:
1 - قال الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ
الْجَاهِلِينَ (199)} [الأعراف:199].
2 - وَعَنْ أنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: إِنْ كَانَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لَيُخَالِطُنَا، حَتَّى يَقُولَ لأخٍ
لِي صَغِيرٍ: «يَا أبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ». متفق عليه (3).
3 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كُنْتُ ألْعَبُ
بِالبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَانَ لِي
صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ،
فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي. متفق عليه (4).
_________
(1) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (904) , وهذا لفظه، وأخرجه النسائي برقم
(1214).
(2) أخرجه مسلم برقم (2285).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6129) , واللفظ له، ومسلم برقم (2150).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6130) , واللفظ له، ومسلم برقم (2440).
(1/546)
- عدله - صلى الله عليه وسلم -:
1 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّ قُرَيْشاً أهَمَّهُمْ شَأْنُ
المَرْأةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقالوا: وَمَنْ يُكَلِّمُ
فِيهَا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقالوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ
عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم -. فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه
وسلم -: «أتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ». ثُمَّ قَامَ
فَاخْتَطَبَ ثُمَّ قال: «إِنَّمَا أهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أنَّهُمْ
كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ
فِيهِمُ الضَّعِيفُ أقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللهِ لَوْ أنَّ
فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا». متفق عليه (1).
2 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ،
فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، وَكَانَ يَقْسِمُ
لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا، غَيْرَ أَنَّ
سَوْدَةَ بِنْتَ زُمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ
زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضَا
رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. متفق عليه (2).
- غضبه - صلى الله عليه وسلم - لأمر الله:
1 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَفِي البَيْتِ قِرَامٌ فِيهِ صُوَرٌ،
فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ ثُمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ فَهَتَكَهُ، وَقَالَتْ:
قال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مِنْ أشَدِّ
النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ هَذِهِ
الصُّوَرَ». متفق عليه (3).
2 - وَعَنْ أبِي مَسْعُودٍ رَضيَ اللهُ عَنهُ قال: أتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ
- صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي لأتَأخَّرُ عَنْ صَلاةِ الغَدَاةِ،
مِنْ أجْلِ فُلانٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا، قال: فَمَا رَأيْتُ رَسُولَ اللهِ
- صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3475) , واللفظ له، ومسلم برقم (1688).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2688) واللفظ له، ومسلم برقم (1463).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6109) , واللفظ له، ومسلم برقم (2107).
(1/547)
قَطُّ أشَدَّ غَضَباً فِي مَوْعِظَةٍ
مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، قال: فَقَالَ: «يَا أيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ مِنْكُمْ
مُنَفِّرِينَ، فَأيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ، فَإِنَّ
فِيهِمُ المَرِيضَ وَالكَبِيرَ وَذَا الحَاجَةِ». متفق عليه (1).
- حلمه - صلى الله عليه وسلم -:
1 - قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ
كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ
عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا
عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُتَوَكِّلِينَ (159)} [آل عمران:159].
2 - وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَجُلا أتَى
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَقَاضَاهُ فَأغْلَظَ، فَهَمَّ بِهِ
أصْحَابُهُ، فَقال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «دَعُوهُ فَإِنَّ
لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقالا». ثُمَّ قال: «أعْطُوهُ سِنّاً مِثْلَ سِنِّهِ».
قالوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِلا أمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ، فَقال: «أعْطُوهُ
فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أحْسَنَكُمْ قَضَاءً». متفق عليه (2).
3 - وَعَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أمْشِي
مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ
غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فَأدْرَكَهُ أعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً
شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - قَدْ أثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ
جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قال: مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ،
فَالتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.
متفق عليه (3).
4 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضيَ اللهُ عَنهَا زَوْجَ النّبِيّ - صلى الله عليه
وسلم - حَدّثَتْهُ أَنّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -:
يَا رَسُولَ الله! هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ
أُحُدٍ؟ فَقَالَ: «لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ، وَكَانَ أَشَدّ مَا
لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6110) , واللفظ له، ومسلم برقم (466).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2306) , واللفظ له، ومسلم برقم (1601).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3149) , واللفظ له، ومسلم برقم (1057).
(1/548)
عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ،
فَلَمْ يُجِبْنِي إلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ
عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إلاّ بِقَرْنِ الثّعَالِبِ. فَرَفَعْتُ
رَأْسِي فَإذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإذَا
فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي. فَقَالَ: إنّ الله عَزّ وَجَلّ قَدْ سَمِعَ
قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ
الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ. قَالَ: فَنَادَانِي مَلَكُ
الجِبَالِ وَسَلّمَ عَلَيّ. ثُمّ قَالَ: يَا مُحَمّدُ! إنّ الله قَدْ
سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الجِبَالِ، وَقَدْ بَعَثَنِي
رَبّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ. فَمَا شِئْتَ؟ إنْ شِئْتَ أَنْ
أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ». فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله - صلى
الله عليه وسلم -: «بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ الله مِنْ أَصْلاَبِهِمْ
مَنْ يَعْبُدالله وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً». متفق عليه (1).
- صبره - صلى الله عليه وسلم -:
1 - قال الله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا
يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)} [الروم:60].
2 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضيَ اللهُ عَنهُ قال: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُوعَكُ فَمَسِسْتُهُ بِيَدِى
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيداً. فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا
يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ». قَالَ: فَقُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ
لَكَ أَجْرَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَجَلْ».
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ
يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلاَّ حَطَّ اللهُ بِهِ
سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا». متفق عليه (2).
3 - وَعَنْ خَبَّابِ بْنِ الأرَتِّ رَضيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: شَكَوْنَا
إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3231) , ومسلم برقم (1795)، واللفظ له.
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5667) , ومسلم برقم (2571)، واللفظ له.
(1/549)
مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ
الكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: ألا تَسْتَنْصِرُ لَنَا، ألا تَدْعُو لَنَا؟ فقال:
«قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي
الأرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى
رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمْشَطُ بِأمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا
دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ
لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأمْرُ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ
إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخَافُ إِلا اللهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ،
وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ». أخرجه البخاري (1).
- زهد النبي - صلى الله عليه وسلم -:
1 - قال الله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا
بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ
فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)} [طه:131].
2 - وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عَنهُ قال: قال رَسُولُ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم -: «اللهمَّ ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ قُوتاً». متفق عليه
(2).
3 - وَعَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا أنَّهَا كَانَتْ
تَقُولُ: وَاللهِ يَا ابْنَ أُخْتِي، إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى
الهِلَالِ، ثُمَّ الهِلَالِ، ثُمَّ الهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي
شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه
وسلم - نَارٌ. قَالَ: قُلْتُ: يَا خَالَةُ، فَمَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ؟
قَالَتْ:
الأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالمَاءُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - جِيرَانٌ مِنْ الأَنْصَارِ، وَكَانَتْ لَهُمْ
مَنَائِحُ، فَكَانُوا يُرْسِلُونَ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم
- مِنْ أَلْبَانِهَا فَيَسْقِينَاهُ. متفق عليه (3).
4 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ
مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مُنْذُ قَدِمَ المَدِينَةَ مِنْ
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (6943).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6460) , واللفظ له، ومسلم برقم (1055).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2567) , ومسلم برقم (2972)، واللفظ له.
(1/550)
طَعَامِ بُرٍّ، ثَلاَثَ لَيَالٍ تِبَاعاً،
حَتَّى قُبِضَ. متفق عليه (1).
5 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الحَارِثِ رَضِي اللهُ عَنْهُ قال: مَا تَرَكَ
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - دِينَاراً وَلا دِرْهَماً، وَلا
عَبْداً وَلا أمَةً، إِلا بَغْلَتَهُ البَيْضَاءَ الَّتِي كَانَ
يَرْكَبُهَا، وَسِلاحَهُ، وَأرْضاً جَعَلَهَا لإبْنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً.
أخرجه البخاري (2).
- حمده - صلى الله عليه وسلم -:
1 - قال الله تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ
وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)} [الإسراء:111].
2 - وقال الله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ
وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)}
[الفرقان:58].
3 - وَعَنِ المُغِيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: إِنْ كَانَ النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم - لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ، حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ،
أَوْ سَاقَاهُ، فَيُقَالُ لَهُ، فَيَقُولُ: «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْداً
شَكُوراً». متفق عليه (3).
4 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ
- صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةً مِنَ الفِرَاشِ، فَالتَمَسْتُهُ،
فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي المَسْجِدِ. وَهُمَا
مَنْصُوبَتَانِ،
وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ! أعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ،
وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أحْصِي
ثَنَاءً عَلَيْكَ، أنْتَ كَمَا أثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ». أخرجه مسلم (4).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5416) , ومسلم برقم (2970)، واللفظ له.
(2) أخرجه البخاري برقم (4461).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1130) , واللفظ له، ومسلم برقم (2819).
(4) أخرجه مسلم برقم (486).
(1/551)
شمايل النبي - صلى
الله عليه وسلم -
- «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أحْسَنَ النَّاسِ وَجْهاً،
وَأحْسَنَهُ خَلْقاً، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ البَائِنِ، وَلا بِالقَصِيرِ».
متفق عليه (1).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - إذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أعَادَهَا
ثَلاثاً، حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ، وَإذَا أتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ
عَلَيْهِمْ، سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلاثاً». أخرجه البخاري (2).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - إذَا اشْتَدَّ البَرْدُ بَكَّرَ
بِالصَّلاةِ، وَإذَا اشْتَدَّ الحَرُّ أبْرَدَ بِالصَّلاةِ». أخرجه البخاري
(3).
- وَ «كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ
عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ
كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدِهِ». متفق عليه (4).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ،
وَعَلا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ،
يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ». أخرجه مسلم (5).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَبْدَأ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ
بِالسِّوَاكِ». أخرجه مسلم (6).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ،
كَأَنَّ وَجْهَهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ». متفق عليه (7).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - كَثِيراً مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ
إِلَى السَّمَاءِ». أخرجه مسلم (8).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3549) , واللفظ له، ومسلم برقم (2337).
(2) أخرجه البخاري برقم (95).
(3) أخرجه البخاري برقم (906).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5016) , ومسلم برقم (2192)، واللفظ له.
(5) أخرجه مسلم برقم (867).
(6) أخرجه مسلم برقم (253).
(7) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3556) , ومسلم برقم (2769)، واللفظ له.
(8) أخرجه مسلم برقم (2531).
(1/552)
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا
مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَألَ،
وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ». أخرجه مسلم (1).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ،
نَفَثَ عَلَيْهِ بِالمُعَوّذَاتِ». أخرجه مسلم (2).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي
تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ، وَطُهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ». متفق
عليه (3).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ
أحْيَانِهِ». أخرجه مسلم (4).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ
تَوَجَّهَتْ، فَإذَا أرَادَ الفَرِيضَةَ، نَزَلَ فَاسْتَقْبَلَ
القِبْلَةَ». أخرجه البخاري (5).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ،
وَكَانَ أمْلَكَكُمْ لإِرْبِهِ». متفق عليه (6).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - لا يَطْرُقُ أهْلَهُ، كَانَ لا
يَدْخُلُ إِلا غُدْوَةً أوْ عَشِيَّةً». متفق عليه (7).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُبَاشِرُ نِسَاءَهُ فَوْقَ الإِزَارِ،
وَهُنَّ حُيَّضٌ». متفق عليه (8).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ العَسَلَ وَالحَلْوَاءَ،
وَكَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنَ العَصْرِ دَخَلَ عَلَى نِسَائِهِ، فَيَدْنُو
مِنْ إِحْدَاهُنَّ». متفق عليه (9).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (772).
(2) أخرجه مسلم برقم (2192).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (168) , واللفظ له، ومسلم برقم (268).
(4) أخرجه مسلم برقم (373).
(5) أخرجه البخاري برقم (400).
(6) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1927) , واللفظ له، ومسلم برقم (1106).
(7) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1800) , واللفظ له، ومسلم برقم (1928).
(8) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (303) , ومسلم برقم (294)، واللفظ له.
(9) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5268) , واللفظ له، ومسلم برقم (1474).
(1/553)
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم -
رَجُلاً سَهْلاً». أخرجه مسلم (1).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - لا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلا
نَهَاراً، فِي الضُّحَى، فَإِذَا قَدِمَ، بَدَأ بِالمَسْجِدِ، فَصَلَّى
فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ». متفق عليه (2).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُوجِزُ فِي الصَّلاةِ وَيُتِمُّ».
أخرجه مسلم (3).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - لا يَقُومُ مِنْ مُصَلاهُ الَّذِي
يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ أوِ الغَدَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ،
فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ». أخرجه مسلم (4).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - مَرْبُوعاً، بَعِيدَ مَا بَيْنَ
المَنْكِبَيْنِ، لَهُ شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أذُنيه». متفق عليه (5).
- وَ «كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجِلا، لَيْسَ
بِالسَّبِطِ وَلا الجَعْدِ، بَيْنَ أذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ». متفق عليه (6).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَنَامُ أوَّلَ اللَّيْلِ وَيُحْيِ
آخِرَهُ». متفق عليه (7).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - رَحِيماً رَقِيقاً». أخرجه مسلم (8).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أهْلِهِ، فَإِذَا
سَمِعَ الأذَانَ خَرَجَ». أخرجه البخاري (9).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (1213).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3088) , ومسلم برقم (716)، واللفظ له.
(3) أخرجه مسلم برقم (469).
(4) أخرجه مسلم برقم (670).
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3551) , واللفظ له، ومسلم برقم (2338).
(6) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5905) , واللفظ له، ومسلم برقم (2338).
(7) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1146) , ومسلم برقم (739)، واللفظ له.
(8) أخرجه مسلم برقم (1641).
(9) أخرجه البخاري برقم (5363).
(1/554)
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم -
يَأْكُلُ بِثَلاَثِ أَصَابِعَ، وَيَلْعَقُ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ
يَمْسَحَهَا». أخرجه مسلم (1).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - رَحِيماً رَفِيقاً». أخرجه البخاري
(2).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَرِهَ شَيْئاً عَرَفْنَاهُ فِي
وَجْهِهِ». متفق عليه (3).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَأْكُلُ شَيْئاً حَتَّى يَعْلَمَ
مَا هُوَ». متفق عليه (4).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - لَا يُسْأَلُ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ
أَوْ سَكَتَ». أخرجه الحاكم (5).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَلَّفُ فِي المَسِيرِ فَيُزْجِي
الضَّعِيفَ وَيُرْدِفُ وَيَدْعُو لَهُمْ». أخرجه أبو داود (6).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اكْتَحَلَ اكْتَحَلَ وِتْراً».
أخرجه أحمد (7).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - تُعْجِبُهُ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ».
أخرجه أحمد وأبو داود (8).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَعَا لِأَحَدٍ بَدَأَ
بِنَفْسِهِ». أخرجه أحمد وأبو داود (9).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَبِيتُ اللَّيَالِي المُتَتَابِعَةَ
طَاوِياً وَأَهْلُهُ لَا يَجِدُونَ عَشَاءً، قَالَ: وَكَانَ عَامَّةُ
خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِيرِ». أخرجه أحمد والترمذي (10).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2032).
(2) أخرجه البخاري برقم (631).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6102) , ومسلم برقم (2320)، واللفظ له.
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5391) , ومسلم برقم (1946)، واللفظ له.
(5) صحيح/ أخرجه الحاكم برقم (2591).
(6) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (2639).
(7) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (17562).
(8) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (26364) , وأخرجه أبو داود برقم (4074).
(9) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (21126) , وهذا لفظه، وأخرجه أبو داود برقم
(3984).
(10) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (2303) , وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(2360).
(1/555)
- وَ «كَانَ أَحَبُّ الثِّيَاب إِلَى
رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - القَمِيصَ». أخرجه أبو داود والترمذي
(1).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - إِذا أَرَادَ الحَاجَةَ أَبْعَدَ».
أخرجه أحمد والنسائي (2).
- وَ «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ
وَيُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بالوَرْسِ وَالزَّعْفَرَانِ». أخرجه أبو داود
والنسائي (3).
- وَ «كَانَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمُ فِضَّةٍ
يَتَخَتَّمُ بهِ فِي يَمِينِهِ». أخرجه النسائي (4).
- وَ «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ بالمُدِّ
وَيَغْتَسِلُ بالصَّاعِ». أخرجه أبو داود والنسائي (5).
- وَ «كَانَ أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم
- العَمَلَ الصَّالِحَ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ العَبْدُ وَإِنْ كَانَ
يَسِيراً». أخرجه أحمد وابن ماجه (6).
_________
(1) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (4025) , وأخرجه الترمذي برقم (1762).
(2) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (15746) , وأخرجه النسائي برقم (16).
(3) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (4210) , وأخرجه النسائي برقم (5244).
(4) صحيح/ أخرجه النسائي برقم (5197).
(5) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (92) , وأخرجه النسائي برقم (347)، وهذا
لفظه.
(6) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (26726) , وأخرجه ابن ماجه برقم (1225).
(1/556)
|