طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية ط دار القلم

ص -297-     كتاب الرّهن:
الرّهن: حبس العين بالدّين وقد رهنه من حدّ صنع وأرهنه بالألف لغة فيه قاله في ديوان الأدب واستشهد بقول الشّاعر:

فلمّا خشيت أظافيره                             نجوت وأرهنتهم مالكا

قال: وكان الأصمعيّ يرويها وأرهنهم بغير تاء على المستقبل يعني اللّغة الفاشية من حدّ صنع كما تقول قمت وأصكّ عينه يعني عطف المستقبل على الماضي وهو هاهنا للحال دون محض الاستقبال.
وقال في مجمل اللّغة: رهنت الشّيء ولا يقال أرهنت والشّيء الرّاهن الثّابت الدّائم.
ورهن الشّيء أي دام ويقال أقام.
وحكم الرّهن دوام الحبس أيضا إلى أن يفتكّ والرّاهن المهزول من الإبل والنّاس وقال الشّاعر:

إمّا تري جسمي خلّا قد رهن

والخلّ بالفتح الرّجل النّحيف وهو من دوام الهزال به.
والإرهان في السّلعة الإغلاء فيها والإرهان الإسلاف وإرهان الأولاد إخطارهم في الوثائق.
والارتهان أخذ الرّهن والرّهن اسم المرهون أيضا وقول اللّه تعالى:
{فَرِهَانٌ

 

ص -298-     مَقْبُوضَةٌ}1 جمع رهن ويقرأ: "فرهن" بضمّ الرّاء والهاء وهو جمع رهان كالحمر جمع حمار وهو جمع الجمع وقال النّبيّ عليه السلام: "الرّهن بما فيه" أي يذهب بما فيه من الدّين.
وقال النّبيّ عليه السلام:
"لا يغلق الرّهن" من حدّ علم أي لا يصير للمرتهن بدينه بل للرّاهن افتكاكه بقضاء دينه وأصل الغلق الانسداد والانغلاق وقال زهير: 

وفارقتك برهن لا فكاك له                يوم الوداع فأمسى الرّهن قد غلقا

وقوله عليه السلام في آخر هذا الحديث لصاحبه غنمه: "وعليه غرمه" قال القاضي الإمام صدر الإسلام: أي للمرتهن فإنّ صاحب الرّهن هو المرتهن أمّا الرّاهن فهو صاحب المال لا صاحب الرّهن، وغنم الرّهن للمرتهن فإنّه يحيى به حقّه ، وعليه غرمه فإنّه إذا هلك فات دينه قال: ومعنى آخر؛ للرّاهن غنمه: أي إذا بيع، وزادت قيمته على الدّين فهي له، وعليه غرمه: أي إذا بيع بأقلّ من الدّين فعليه أداء الفضل.
وفكّ الرّهن تخليصه من حدّ دخل والاسم الفكاك بفتح الفاء وكسرها والافتكاك كالفكّ وأصله الإزالة ومنه فكّ الرّقبة وفكّ الخلخال وفكّ اليد من المفصل وقد انفكّت يده إذا زالت من المفصل وانفكّت رقبته أي زال رقّها ولا ينفكّ يفعل كذا أي لا يزال والفكك انفراج المنكب عن مفصله من حدّ علم وهو من الضّعف والاسترخاء والنّعت منك الأفكّ.
والدّين الحالّ خلاف المؤجّل وقد حلّ الدّين وحلّ المال من حدّ ضرب إذا كان مؤجّلا فمضى أجله والمصدر الحلّ بكسر الحاء والمحلّ بكسر الحاء يكون للمصدر وللزّمان والمكان من هذا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سورة البقرة: 283.

 

ص -299-     وإذا أخرجت الأرض المرهونة ريعا أي غلّة وأصله النّماء والزّيادة والفعل من حدّ ضرب وهذا بفتح الرّاء فأمّا الرّيع بكسر الرّاء فهو المكان المرتفع والجبل والطّريق.
والدّين معدوم حقيقة وهو بعرض الوجود بفتح الرّاء أي بتهيّئه وإمكانه وصار الشّيء معرّضا لكذا أي متهيّئا لأن يصير كذا وأعرض الشّيء أي أمكن.
وإذا قطف التّمر أي جدّه من حدّ ضرب والقطف بكسر القاف العنقود قال اللّه تعالى:
{قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ}1 والقطاف بكسر القاف اسم وقت القطف والقطاف بفتح القاف لغة فيه.
ومسألة القلب بضمّ القاف أي السّوار مسألة عظيمة والإبريق إناء يقال له بالفارسيّة كوز آبرى.
وإذا ارتهن تورا من صفر هو إناء يشرب فيه.
والشّيوع الطّارئ الحادث بالهمز من حدّ صنع يقال طرأ أي طلع والفقهاء يقولون في مصدره طريانا الشّيوع بالياء المليّنة ولا وجه له في الأصل إلّا على وجه تليين الهمزة.
ولو قال: قد أبق العبد فإنّه قد يستأني أي ينتظر وهو استفعال من الإنى بكسر الهمزة وفتح النّون وتسكينها أيضا وهو أحد الآناء وهي السّاعات وأنى الشّيء يأني أي حان قال اللّه تعالى:
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّه}2.
ودمه هدر أي باطل وقد هدر من حدّ ضرب وأهدره غيره.
والمضاربة تفسّر في أوّل كتابها.
ينحسر الماء عنه أي ينكشف والحسر الكشف من حدّ ضرب.
فإن فضل من ثمنه شيء أي زاد وبقي من حدّ دخل هي اللّغة الصّحيحة ومن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سورة الحاقة:23.
2 سورة ِالحديد: 16.

 

ص -300-     حدّ علم ضعيفة وبكسر الضّاد في الماضي وضمّها في المستقبل نادرة ومن حدّ شرف مسموعة.
والجثّة العمياء هي شخص الإنسان قائما أو قاعدا.
والتّفاوت الاختلاف، وغشيها زوجها أي جامعها غشيانا من حدّ علم وغشيه أي جاءه كذلك أيضا وتغشّاها زوجها بالتّشديد كذلك.