ص -344-
كتاب الفرائض:
الفرائض:
جمع فريضة وهي المقدّرة والفرض
التّقدير من حدّ ضرب قال اللّه
تعالى: {نَصِيباً مَفْرُوضاً}1 أي مقدّرا فالفرائض الأنصباء المقدّرة المسمّاة لأصحابها مأخوذة
من قول اللّه تعالى في آية
المواريث:
{فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ}2.
والعصبة: قرابة الرّجل لأبيه من
قولهم عصب القوم بفلان من حدّ ضرب
أي أحاطوا به قال ذلك في مجمل
اللّغة، وقال الفقهاء: هو الذّكر
الّذي يدلي إلى الميّت بذكور أي
يتوصّل يقال أدلى دلوه أي أرسلها
وأدلى بحجّته أتى بها وأدلى بماله
إلى الحاكم أي رفعه إليه وأدلى
إليه برحمه أي توصّل.
وذوو الأرحام يرثون عندنا
بالتّعصيب أي نجعلهم كالعصبة وعند
قوم بالتّنزيل أي بإنزالهم منازل
أصولهم الّتي بها يتّصلون بالميّت
{فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ}3 قالوا كلمة فوق صلة كما في قوله تعالى: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ}4.
ومسائل التّشبيب من قولهم شبّب
بالمرأة أي قال فيها شعرا مطربا
وهو من الشّباب بالفتح الّذي هو
مصدر الشّابّ أي هو عمل أهل
الشّباب،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سورة النساء: 7.
2 سورة النساء: 11.
3 سورة النساء: 11.
4 سورة الأنفال: 12.
ص -345-
وقيل التّشبيب هو التّنشيط مأخوذ من شباب الفرس بكسر الشّين من
حدّ دخل وهو أن ينشط ويرفع يديه
جميعا وهذه المسائل تنشّط الشّارع
فيها وقيل هو من شبّ النّار من
حدّ دخل أي أوقدها أي هي تذكي
الخاطر.
وقوله تعالى:
{وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ
كَلالَةً}1
الرّجل هاهنا هو الميّت وقوله:
يورث أي ينال ميراثه على ما لم
يسمّ فاعله من قولك ورث لا من
قولك أورث ويصحّ فعل ما لم يسمّ
فاعله منه لأنّه فعل متعدّ تقول
ورثت فلانا ولا تقول ورثت من فلان
قال تعالى:
{وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ}2 وقال:
{وَهُوَ يَرِثُهَا}3
وقال:
{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ}4 ومنه قول النّبيّ عليه السلام:
"إنّا معاشر الأنبياء لا نورث" هو بفتح الرّاء رواية مشهورة وظنّ بعض الفقهاء أنّه نورّث بكسر
الرّاء أي لا نورّث أموالنا
ورثتنا والصّحيح المنقول لا نورث
أي لا يرثنا أحد وقوله
{يُورَثُ كَلالَةً}5 أي ينال إرثه على كونه ميّتا لا ولد له ولا والد والكلالة مصدر
الكلّ وهو الّذي لا ولد له ولا
والد له بل له إخوة وأخوات من
قولك تكلّل به الشّيء أي أحاط به
فتفهّمه فقد شرحت الآية شرحا
شافيا
{وَوَرِثَهُ}
أي بقي بعده فأخذ ماله واللّه
الوارث أي بعد فناء خلقه وهو خير
الوارثين.
ورجل هلك أي مات.
وفي الخبر:
"ما دام هذا
الحبر بين أظهركم" أي العالم بفتح الحاء وكسرها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سورة النساء: 12.
2 سورة النساء: 11.
3 سورة النساء: 176.
4 سورة النمل: 16.
5 سورة النساء: 12.
ص -346-
قال ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: إنّ الّذي أحصى رمل عالج عددا لم
يكن بالّذي يجعل في مال واحد
نصفين وثلثا أو ثلثين ونصفا فلو
قدّموا ما قدّم اللّه وأخّروا ما
أخّر اللّه ما عالت فريضة قطّ.
الإحصاء: الإحاطة بكلّ العدد.
وعالج اسم موضع معروف في العرب.
والعول: من حدّ دخل الزّيادة
والارتفاع وهو أن يجاوز سهام
الميراث سهام المال.
من شاء باهلته أي لاعنته وهو أن
يجتمع المختلفان فيقولان بهلة
اللّه بضمّ الباء أي لعنة اللّه
على المبطل منّا.
المشرّكة: بالتّشديد مسألة إثبات
الشّركة بين الإخوة الّذين هم
عصبة وبين الزّوج والأمّ والأختين
لأمّ.
والأكدريّة: مسألة موت المرأة عن
زوج وأخت وأمّ وجدّ سمّيت بها
لأنّها وقعت لرجل اسمه أكدر وقيل
لأنّها كدّرت على زيد مذهبه حيث
خالف في هذه المسألة أصله في
غيرها.
أطعم الجدّة السّدس أي أعطاها.
القربى والبعدى: تأنيث الأقرب
والأبعد.
والمناسخة: من النّسخ وهو النّقل
والتّحويل من حدّ صنع ومنه نسخ
الكتاب وانتساخه ونسخ الشّمس
الظّلّ ونسخ النّحل العسل من
خليّة إلى خليّة وهي بيت النّحل
الّذي يعسل فيه فالمناسخة أن يموت
إنسان عن مال وورثة فقبل أن يقسم
بينهم مات بعضهم فصار نصيبه لغيره
فيقسم الميراثان على أنصباء
الباقين. |