الإيجاز في شرح
سنن أبي داود السجستاني 9 - باب " الرجل
يذكر الله سبحانه على غير طهر
18 - (صحيح) حدثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن أبي زائدة، عن
أبيه، عن خالد بن سلمة -يعني الفَأفَاءَ- عن البَهِيِّ، عن
عروة، عن عائشة، قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يذكر الله عزَّ وجل على كل أحيانه" (1).
حديث الباب، رواه مسلم.
قوله: "حدثنا ابن أبي رائدة عن أبيه"، هو يحيى بن زكريا بن
أبي زائدة، واسم أبي زائدة: ميمون بن فيروز (2).
قوله: "عن خالد بن سلمة -يعني الفَأفَاءَ-": أما الفأفاء؛
فبفاءين بينهما همزة ساكنة، يجوز تخفيفها (3). وأما قوله:
(يعني) فهو توصل إلى بيان وصفه بحيث لا يضاف الوصف إلى
الراوي عنه الذي لم يصفه به؛ لئلا يكون الواصف كاذبًا.
قوله: "عن البَهِيِّ"، هو بفتح الموحدة (4)، وتشديد الياء،
واسمه:
__________
(1) أخرجه مسلم (373) حدثنا أبو كُريب محمد بن العلاء به.
(2) انظر: "تهذيب الكمال" (31/ 305) والتعليق عليه.
(3) ضبطه السمعاني في "الأنساب" (10/ 138) بقوله: "بالألف
الساكنة بين الفاءين، وفي الآخر ألف أخرى" قال: "هذا اسم
لمن ينعقد لسانه وقت التكلم". وهو لقب لجماعة، ومنهم
المذكور، انظرهم في "نزهة الألباب" (2/ 65) لابن حجر،
و"ذات النقاب" (ص 88) للذهبي، و"كشف النقاب" (2/ 349 -
350) لابن الجوزي، و"الألقاب" (ق 119) للسخاوي.
(4) زاد في "شرح صحيح مسلم" (4/ 91 و6/ 133): "وكسر الهاء"
وقال: في الموطن الأول: "وهو لقب له".
(1/138)
أبو عبد الله بن يسار كنيته أبو محمد (1)،
مولى مصعب بن الزبير (2)، قيل له البَهي، لبهائه وجماله
(3).
قولها: "يذكر الله على كل أحيانه": تعني: مُحْدِثًا،
وجنبًا، وطاهرًا، وهذا في الذكر بغير القرآن، والمراد ما
سوى حالة القعود لقضاء الحاجة، وحالة الجماع ونحوهما (4).
...
__________
(1) قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (5/ 307): "أخبرني
باسمه وكنيته رجل من ولده، يُقال له محمد بن يحيى بن محمد
بن عبد الله البهي" وقال (6/ 299): "كان ثقة معروفًا، قليل
الحديث".
(2) قال المصنّف في "شرح صحيح مسلم" (4/ 91): "قال يحيى بن
معين وأبو علي الغساني وغيرهما قالا: وهو معدود في الطبقة
الأولى من الكوفيين، وكنيته أبو محمد، وهو مولى مصعب بن
الزبير، والله أعلم".
قلت: عدَّه مسلم في "طبقاته" (1404 - بتحقيقي) كوفيًّا،
وقال: "مولى الزبير".
قلت: لا تعارض، فمولى الأب مولى للابن في الحال أو المآل.
(3) انظر: "كشف النقاب" (1/ 120) رقم (234)، "ذات النقاب"
(36/ رقم 90)، "نزهة الألباب" (1/ 135) رقم (462)، و
"الألقاب" (ق 10) للسخاوي.
(4) قال المصنف في "شرح صحيح مسلم" (4/ 91): "هذا الحديث
أصل في جواز ذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد
وشبهها من الأذكار، وهذا جائز بإجماع المسلمين، وإنما
اختلف العلماء في جواز قراءة القرآن للجنب والحائض ... "
قال: "واعلم أنه يكره الذكر في حالة الجلوس على البول
والغائط وفي حالة الجماع".
وانظر تقريره عند المصنف في: "المجموع" (2/ 88 - 89)، و
"التحقيق" (90)، و"روضة الطالبين" (1/ 66)، و"المنهاج" (1/
91 - ط البشائر)، و"التنقيح" (1/ 331 - 332، 335).
(1/139)
|