المتواري على أبواب البخاري

(65 - كتاب الرّؤيا)
(334 - (1) بَاب كشف الْمَرْأَة فِي الْمَنَام)
فِيهِ عَائِشَة - رَضِي الله عَنْهَا -: قَالَ النَّبِي -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]-: أريتك فِي الْمَنَام مرّتين، قبل أَن أتزوجك إِذا رجل يحملك فِي سَرقَة من حَرِير، فَيَقُول: هَذِه امْرَأَتك فأكشفها فَإِذا هِيَ أَنْت، فَأَقُول: إِن يكن هَذَا من عِنْد الله يمضه. وَترْجم لَهُ: " بَاب الْحَرِير فِي الْمَنَام ".
قلت: رَضِي الله عَنْك! كَأَن البُخَارِيّ يقف على كَلَام من لَا يُوَافقهُ كَلَامه - وَالله أعلم - فيرّد عَلَيْهِ بالرمز فِي هَذِه التراجم. فَفِي النَّاس من قَالَ: " مَا احْتَلَمت قطّ إِلَّا بولىٍ وشاهدي عدل " - يُشِير إِلَى أَنه لَا يرى فِي الْمَنَام، إِلَّا مثل

(1/381)


مَا يجوز فِي الْيَقَظَة شرعا - وَهَذَا غير لَازم. فَإِن النَّائِم يرى أَمْثَالًا هُوَ فِيهَا غير مكلّف، أَلا ترى أَنه -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- رأى عَائِشَة، وكشف عَنْهَا قبل أَن يتَزَوَّج بهَا على سَبِيل التَّمْثِيل.
وَيحْتَمل أَن يكون إِنَّمَا رأى مِنْهَا مَا يجوز للخاطب أَن يرَاهُ، وَيكون الضَّمِير فِي قَوْله: " فأكشفها " للسرقة.
وَحَدِيث السوارين يكْشف الْإِشْكَال. وَالله أعلم.
(335 - (2) بَاب عَمُود الْفسْطَاط تَحت وسادته، وَدخُول الجنّة فِي الْمَنَام.)
فِيهِ ابْن عمر: رَأَيْت فِي يَدي سَرقَة من حَرِير، لَا أَهْوى بهَا إِلَى مَكَان فِي الجنّة إِلَّا طارت بِي إِلَيْهِ. فقصصتها على حَفْصَة، فقصّتها حَفْصَة على النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، فَقَالَ: إِن أَخَاك رجل صَالح.
[قلت: رَضِي الله عَنْك!] : روى غير البخارى هَذَا الحَدِيث بِزِيَادَة " عَمُود الْفسْطَاط وَوضع ابْن عمر لَهُ تَحت الوسادة "، وَلَكِن لم توَافق الزِّيَادَة شَرطه، فدرجها فِي التَّرْجَمَة تَنْبِيها. وَالله أعلم.

(1/382)


336 - (3) بَاب الطّواف بِالْكَعْبَةِ فِي الْمَنَام)
فِيهِ ابْن عمر: قَالَ النَّبِي -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- بَينا أَنا نَائِم رَأَيْت أَنِّي أَطُوف بِالْكَعْبَةِ، فَإِذا رجل آدم سبط الشّعْر بَين الرجلَيْن ينطف رَأسه مَاء. فَقلت: من هَذَا؟ فَقَالُوا: ابْن مَرْيَم. فَذَهَبت ألتفت فَإِذا رجل آخر جسيم أَعور الْعين الْيُمْنَى. فَقَالُوا: هَذَا الدَّجَّال.
قلت: رَضِي الله عَنهُ! ذكر الشَّارِح أَن الْكَعْبَة مِثَال الإِمَام الْأَعْظَم. ومصداق ذَلِك عِنْدِي، أَنى رَأَيْت قبل وَاقعَة بَغْدَاد - حرز الله الْمُسلمين عَن مصيبتها - كَأَنِّي فِي الْحرم شرّفه الله. وَكَانَ مَكَان الْكَعْبَة خَال مِنْهَا. وَكَانَ ذَلِك قبل الْوَاقِعَة بِنَحْوِ السنّة. وَالله أعلم.