المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح 42 - كِتَاب الْأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ
وقَوْل الله عَزَّ وَجَلَّ {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ
بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ
بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ
عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} الآية إلَى قَوْلِهِ {تَشْكُرُونَ}.
[1608] (6621) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ
أَبُوالْحَسَنِ، نا عَبْدُ الله، نا هِشَامُ بْنُ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا
بَكْرٍ لَمْ يَكُنْ يَحْنَثُ فِي يَمِينٍ قَطُّ حَتَّى
أَنْزَلَ الله كَفَّارَةَ الْيَمِينِ.
[1609] (4415) خ ونا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ:
حَدَّثَني أَبُوأُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ، عَنْ أبِي
بُرْدَةَ، عَنْ أبِي مُوسَى قَالَ: أَرْسَلَنِي أَصْحَابِي
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَسْأَلُهُ الْحُمْلَانَ لَهُمْ إِذْ هُمْ فِي جَيْشِ
الْعُسْرَةِ وَهِيَ غَزْوَةُ تَبُوكَ.
[1610] و (6721) نا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، نا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ الْقَاسِمِ بنِ
عَاصِمٍ الْتَّمِيمِيِّ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ
قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أبِي مُوسَى وَكَانَ بَيْنَنَا
وَبَيْنَهُ هَذَا الْحَيِّ مِنْ جَرْمٍ إِخَاءٌ
وَمَعْرُوفٌ، قَالَ: فَقُدِّمَ طَعَامٌ, وَقُدِّمَ فِي
طَعَامِهِ لَحْمُ دَجَاجٍ، قَالَ: وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ
مِنْ بَنِي تَيْمِ الله أَحْمَرُ كَأَنَّهُ مَوْلًى،
فَلَمْ يَدْنُ، فَقَالَ لَهُ أَبُومُوسَى: ادْنُ، فَإِنِّي
رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَأْكُلُ مِنْهُ.
قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا فقَذِرْتُهُ
فَحَلَفْتُ أَنْ لَا أَطْعَمَهُ أَبَدًا، فَقَالَ: ادْنُ
أُخْبِرْكَ عَنْ ذَلِكَ، أَتَيْنَا رَسُولَ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ مِنْ
الْأَشْعَرِيِّينَ أَسْتَحْمِلُهُ وَهُوَ يَقْسِمُ نَعَمًا
مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ، قَالَ أَيُّوبُ: أَحْسِبُهُ
قَالَ: وَهُوَ غَضْبَانُ.
قَالَ أَبُوأُسَامَةَ: وَلَا أَشْعُرُ، فَقُلْتُ: يَا
نَبِيَّ الله، إِنَّ أَصْحَابِي أَرْسَلُونِي إِلَيْكَ
لِتَحْمِلَهُمْ، فَقَالَ: «وَالله لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى
شَيْءٍ».
(3/210)
قَالَ أَيُّوبُ: «وَمَا عِنْدِي مَا
أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ».
قَالَ أَبُوأُسَامَةَ: وَرَجَعْتُ حَزِينًا مِنْ مَنْعِ
رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْ
مَخَافَةِ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ عَلَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى
أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمْ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَلَمْ أَلْبَثْ إِلَّا
سُوَيْعَةً.
قَالَ أَيُّوبُ: فَأُتِيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَهْبِ إِبِلٍ، فَقِيلَ: أَيْنَ
هَؤُلَاءِ الْأَشْعَرِيُّونَ، أَيْنَ هَؤُلَاءِ
الْأَشْعَرِيُّونَ (1).
قَالَ أَبُوأُسَامَةَ: إِذْ سَمِعْتُ صوت بِلَالٍ
يُنَادِي: أَيْن عَبْدُ الله بْنُ قَيْسٍ، فَأَجَبْتُهُ
فَقَالَ: أَجِبْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَدْعُوكَ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ قَالَ: «خُذْ
هَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ»،
لِسِتَّةِ أَبْعِرَةٍ ابْتَاعَهُنَّ حِينَئِذٍ مِنْ سَعْدٍ
«فَانْطَلِقْ بِهِنَّ (2) إِلَى أَصْحَابِكَ فَقُلْ: إِنَّ
الله أَوْ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ فَارْكَبُوهُنَّ»
, فَانْطَلَقْتُ بِهِنَّ فَقُلْتُ: إِنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُكُمْ عَلَى
هَؤُلَاءِ، وَلَكِنِّي وَالله لَا أَدَعُكُمْ حَتَّى
يَنْطَلِقَ مَعِي بَعْضُكُمْ إِلَى مَنْ سَمِعَ مَقَالَةَ
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا
تَظُنُّوا أَنِّي حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا لَمْ يَقُلْهُ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَوا:
وَالله إِنَّكَ عِنْدَنَا لَمُصَدَّقٌ، وَلَنَفْعَلَنَّ
مَا أَحْبَبْتَ، فَانْطَلَقَ أَبُومُوسَى بِنَفَرٍ
مِنْهُمْ حَتَّى أَتَوْا الَّذِينَ سَمِعُوا رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْعَهُ إِيَّاهُمْ ثُمَّ
إِعْطَاءَهُمْ بَعْدُ فَحَدَّثُوهُمْ بِمِثْلِ مَا
حَدَّثَهُمْ بِهِ أَبُومُوسَى.
وقَالَ أَيُّوبُ عَنْهُ: فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ
غُرِّ الذُّرَى، قَالَ: فَانْدَفَعْنَا، فَقُلْتُ
لِأَصْحَابِي: أَتَيْنَا رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْتَحْمِلُهُ فَحَلَفَ أَنْ لَا
يَحْمِلَنَا ثُمَّ
_________
(1) هكذا كررها في الأصل مرتين.
(2) في الأصل بهم، وسيعيدها بعد سطر على الصواب.
(3/211)
أَرْسَلَ إِلَيْنَا فَحَمَلَنَا نَسِيَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينَهُ،
وَالله لَئِنْ تَغَفَّلْنَا رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينَهُ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا،
ارْجِعُوا بِنَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَلْنُذَكِّرْهُ يَمِينَهُ فَرَجَعْنَا
فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله أَتَيْنَاكَ نَسْتَحْمِلُكَ
فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا (ثُمَّ حَمَلْتَنَا) (1)
فَظَنَنَّا أَوْ تَعَرَفْنَا أَنَّكَ نَسِيتَ يَمِينَكَ،
قَالَ: «انْطَلِقُوا فَإِنَّمَا حَمَلَكُمْ الله، إِنِّي
وَالله إِنْ شَاءَ الله لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ
فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ
الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا».
[1611] (6623) (6719) وقَالَ خ: نا أَبُوالنُّعْمَانِ، نا
حَمَّادٌ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أبِي
بُرْدَةَ: «إِلَّا كَفَّرْتُ يَمِينِي وَأَتَيْتُ الَّذِي
هُوَ خَيْرٌ، أَوْ أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ
وَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب مِنْ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ
الْخُمُسَ لِنَوَائِبِ الْمُسْلِمِينَ مَا سَأَلَ
هَوَازِنُ, الباب (3133) , وفِي بَابِ الْيَمِينِ فِي
الْغَضَبِ (6678) , وفِي بَابِ الِاسْتِثْنَاءِ فِي اليمين
(6718) , وفِي بَابِ الْكَفَّارَةِ قَبْلَ الْحِنْثِ
وَبَعْدَهُ (6721) , وفِي بَابِ لَحْمِ الدَّجَاجِ (5518)
, وفِي بَابِ قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ
وَمَا تَعْمَلُونَ} (7555)، وفِي بَابِ لَا تَحْلِفُوا
بِآبَائِكُمْ (6649) , وفِي بَابِ مَنْ لَمْ يَسْأَلْ
الْإِمَارَةَ أَعَانَهُ الله عَلَيْهَا (؟)، وفِي بَابِ
مَنْ سَأَلَ الْإِمَارَةَ وُكِلَ إِلَيْهَا (؟).
[1612] (6625) خ ونا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ
بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا
أَبُوهُرَيْرَةَ عَنْ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالله لَأَنْ يَلِجَّ أَحَدُكُمْ
بِيَمِينِهِ فِي أَهْلِهِ آثَمُ لَهُ عِنْدَ الله مِنْ
أَنْ يُعْطِيَ كَفَّارَتَهُ الَّتِي افْتَرَضَ الله عَزَّ
وَجَلَّ عَلَيْهِ».
_________
(1) زيادة من الصحيح سَقَطَت عَلَى النَّاسِخِ مِنْ
انْتِقَالِ النَّظَرِ فيما يظهر.
(3/212)
[1613] (6626) خ ونا إِسْحَاقُ، نا يَحْيَى
بْنُ صَالِحٍ، نا مُعَاوِيَةُ هو ابنُ سَلام، عَنْ
يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ
اسْتَلَجَّ فِي أَهْلِهِ بِيَمِينٍ فَهُوَ أَعْظَمُ
إِثْمًا ليبَيِّن (1) يَعْنِي الْكَفَّارَةَ».
بَاب كَيْفَ كَانَتْ يَمِينُ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقَالَ أَبُوبَكْرٍ: لَاهَا الله, يُقَالَ وَالله وَتَالله
وَبِالله.
[1614] (7391) خ نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ابْنِ
مُبَارَكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ
عَبْدِ الله بن عمر قَالَ: أَكْثَرُ مَا كَانَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْلِفُ: «لَا
وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب مُقَلِّبِ الْقُلُوبِ من الأسماء
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ
وَأَبْصَارَهُمْ} (7391) , وبَاب قوله {يَحُولُ بَيْنَ
الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} (6617).
[1615] (6631) خ ونا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ،
عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
«يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَالله لَوْ تَعْلَمُونَ مَا
أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا».
[1616] (6632) خ ونا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوعَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ،
أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ الله بْنَ هِشَامٍ قَالَ:
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ
_________
(1) في الصحيح: لِيَبَرَّ، فإن كان الذي ثبت في نسختنا قد
سلم من التصحيف، فالمعنى: ليظهر أمر الكفارة فيخرجها أو
نحو ذلك، ولم يذكر هذا الحرف ابن بطال بل قَالَ في الشرح:
«ليبر»، يعنى الكفارة، للنسفى، وكذا عند ابن الفاسى أهـ
ابن الفاسي عيسى بن سعادة، وفي سنن البيهقي 10/ 33: ليس
تغني الكفارة، تصحيف والله أعلم.
(3/213)
لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ الله، لَأَنْتَ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا نَفْسِي،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ
إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ» , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ
الْآنَ وَالله لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الْآنَ يَا عُمَرُ».
وَخَرَّجَهُ في: مناقِبِ عُمَر (3694) , وبابِ المصَافَحَة
(6264).
بَاب لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ
[1617] (6647) خ نَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، نا ابْنُ
وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ سَالِمُ
بنُ عبد الله: قَالَ عبد الله بْنُ عُمَرَ.
و (6646) نا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ،
عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، أَنَّ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكَ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَسِيرُ فِي رَكْبٍ
يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَقَالَ: «أَلَا إِنَّ الله
يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ كَانَ
حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِالله أَوْ لِيَصْمُتْ».
زَادَ سَالِمٌ: قَالَ عُمَرُ: فَوَالله مَا حَلَفْتُ بِهَا
مُنْذُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب السُّؤَالِ بِأَسْمَاءِ الله
تَعَالَى وَالِاسْتِعَاذَةِ بِهَا (7401) , وبَاب كَيْفَ
يُسْتَحْلَفُ (2679) , وبَاب مَنْ لَمْ يَرَ إِكْفَارَ
المتأولين (6108).
وَخَرَّجَهُ في: أَيَّامُ الْجَاهِلِيَّةِ (3836) ,
لِقَوْلِهِ فِيهِ: وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ
بِآبَائِهَا.
(3/214)
بَاب لَا يُحْلَفُ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى
وَلَا بِالطَّوَاغِيتِ
[1618] (6650) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ،
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ،
عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَلَفَ
فَقَالَ فِي حَلِفِهِ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ
لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ تَعَالَ
أُقَامِرْكَ فَلْيَتَصَدَّقْ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب كُلُّ لَهْوٍ بَاطِلٌ إِذَا شَغَلَهُ
عَنْ طَاعَةِ الله وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ
سَبِيلِ اللَّهِ} (601)، وفِي بَابِ مَنْ لَمْ يَرَ
إِكْفَارَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ مُتَأَوِّلًا أَوْ جَاهِلًا
(6107)، وفِي بَابِ تفسير قوله {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ
وَالْعُزَّى} سُورةُ النَّجم (4860).
بَاب إِذَا قَالَ أَشْهَدُ بِالله أَوْ شَهِدْتُ بِالله
[1619] (3650) خ نا إِسْحَاقُ، نا النَّضْرُ، نا شُعْبَةُ،
عَنْ أبِي جَمْرَةَ، سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ،
سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ (يَقُولُ): قَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[1620] (2651) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، نا سُفْيَانُ،
عَنْ مَنْصُورٍ، و (6658) نا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ، نا
شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِالله قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟
قَالَ: «قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ
الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ
شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ».
(3/215)
وقَالَ ابنُ حُصَيْنٍ: «يَشْهَدُونَ وَلَا
يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ،
وَيَنْذُرُونَ وَلَا يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمْ
السِّمَنُ».
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَانَ أَصْحَابُنَا يَنْهَوْنَنَا،
وقَالَ سُفْيَانُ: يَضْرِبُونَنَا عَلَى الشَّهَادَةِ
وَالْعَهْدِ وَنَحْنُ صِغَارٌ, وقَالَ شَيْبَانُ: أَنْ
نَحْلِفَ بِالشَّهَادَةِ وَالْعَهْدِ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ.
وَخَرَّجَهُ في: فَضْلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3650) (3651)، وفِي بَابِ إِثْمِ مَنْ
لم يَفِ بِالنَّذْرِ (6695).
بَاب
{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ
وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}
[1621] (6663) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا
يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ
عَائِشَةَ: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي
أَيْمَانِكُمْ}، قَالَتْ: أُنْزِلَتْ فِي قَوْلِهِ لَا
وَالله بَلَى وَالله.
وَخَرَّجَهُ في: تفسير المائدة (4613).
بَاب إِذَا حَنِثَ نَاسِيًا فِي الْأَيْمَانِ
وَقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ
فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ} وَقَالَ {لَا تُؤَاخِذْنِي
بِمَا نَسِيتُ}.
[1622] (6664) خ نا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، نا مِسْعَرٌ،
نا قَتَادَةُ، نا زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى، عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ قَالَ: «إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ
تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا وَسْوَسَتْ أَوْ حَدَّثَتْ
بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَكَلَّمْ».
(3/216)
وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْخَطَإِ
وَالنِّسْيَانِ فِي الْعَتَاقَةِ وَالطَّلَاقِ وَنَحْوِهِ
وَلَا عَتَاقَةَ إِلَّا لِوَجْهِ الله عَزَّ وَجَلَّ
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» , وَلَا نِيَّةَ لِلنَّاسِي
وَالْمُخْطِئِ (2528).
بَاب الْيَمِينِ الْغَمُوسِ
وقوله عَزَّ وَجَلَّ {وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ
دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا}
الآية إلَى قَوْلِهِ {عَظِيمٌ} دَخَلًا: مَكْرًا
وَخِيَانَةً.
[1623] (6920) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ الله، أَخْبَرَنَا
شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ
الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا
رَسُولَ الله مَا الْكَبَائِرُ؟ الحديث (1)، قَالَ:
قُلْتُ: وَمَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ؟ قَالَ: «الَّذِي
يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ».
بَاب
قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ
بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا
أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ} إلَى
قَوْلِهِ {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وَقَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً
لِأَيْمَانِكُمْ} إلَى قَوْلِهِ {سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
وَقَوْلِهِ تعالى {وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ
ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ
اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ
بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ
كَفِيلًا}.
_________
(1) نصه: قَالَ: " الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ " قَالَ: ثُمَّ
مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ " قَالَ:
ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " الْيَمِينُ الْغَمُوسُ ".
(3/217)
[1624] (2515) خ نا قُتَيْبَةُ، نا
جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أبِي وَائِلٍ، و (2416) نا
مُحَمَّدٌ، أَخْبَرنَا أَبُومُعَاوِيَةَ، عَنْ
الْأَعْمَشِ, حَ، و (6676) نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
نا أَبُوعَوَانَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أبِي وَائِلٍ،
عَنْ عَبْدِ الله قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ
يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ الله
وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ»، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ
بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إِلَى
آخِرِ الْآيَةِ.
[1625] (6677) فَدَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ:
مَا حَدَّثَكُمْ أَبُوعَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَوا:
كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فِيَّ أُنْزِلَتْ، كَانَتْ لِي
بِئْرٌ فِي أَرْضِ ابْنِ عَمٍّ لِي فَأَتَيْتُ رَسُولَ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
«بَيِّنَتُكَ أَوْ يَمِينُهُ»، قُلْتُ: إِذًا يَحْلِفُ
عَلَيْهَا.
زَادَ أَبُومُعَاوِيَةَ: وَيَذْهَبُ بَمَالِي, وقَالَ
مَنْصُورُ عَنْ أبِي وَائِلٍ: وَلَا يُبَالِي.
قَالَ أَبُوعَوَانَةَ (1): يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ
حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ
يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ الله
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْحُكْمِ فِي الْبِئْرِ وَنَحْوِهَا
(7183)، وفِي بَابِ كَلَامِ الْخُصُومِ بَعْضِهِمْ فِي
بَعْضٍ (2416)، وفِي بَابِ قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}
(7445) , وفِي بَابِ سُؤَالِ الْحَاكِمِ الْمُدَّعِيَ هَلْ
لَكَ بَيِّنَةٌ قَبْلَ الْيَمِينِ (2666) , وفِي بَابِ
الْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ فِي الْأَمْوَالِ
وَالْحُدُودِ (2669) , وفِي بَابِ الْخُصُومَةِ فِي
الْبِئْرِ وَالْقَضَاءِ فِيهَا (2356) , وفِي بَابِ إِذَا
اخْتَلَفَ الرَّاهِنُ
_________
(1) في الأصل: أَبُومعاوية، وهو سبق قلم، فاللفظ لأبي
عوانة.
(3/218)
وَالْمُرْتَهِنُ وغيرهما فَالْبَيِّنَةُ
عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى
عَلَيْهِ (2515) , وفِي بَابِ يَحْلِفُ الْمُدَّعَى
عَلَيْهِ حَيْثُمَا وَجَبَتْ عَلَيْهِ الْيَمِينُ (2673).
بَاب إِذَا حَرَّمَ طَعَامًا
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ
تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} إلَى قَوْلِهِ {قَدْ
فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}
وَقَوْلُهُ {لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ
اللَّهُ لَكُمْ} الآية.
[1626] (6691) خ نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا
حَجَّاجٌ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ.
ح, (6972) نا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا
أَبُوأُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَيُحِبُّ
الْعَسَلَ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ أَجَازَ عَلَى
نِسَائِهِ فَيَدْنُو مِنْهُنَّ، فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ
فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ يَحْتَبِسُ،
فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لِي: أَهْدَتْ لَهَا
امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِهَا عُكَّةَ عَسَلٍ فَسَقَتْ رَسُولَ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ شَرْبَةً،
فَقُلْتُ: أَمَا وَالله لَنَحْتَالَنَّ لَهُ، فَذَكَرْتُ
ذَلِكَ لِسَوْدَةَ، وقُلْتُ: إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ
فَإِنَّهُ سَيَدْنُو مِنْكِ فَقُولِي لَهُ: يَا رَسُولَ
الله أَكَلْتَ مَغَافِيرَ، فَإِنَّهُ سَيَقُولُ: لَا،
فَقُولِي لَهُ: مَا هَذِهِ الرِّيحُ، وَكَانَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ أَنْ
تُوجَدَ مِنْهُ الرِّيحُ، فَإِنَّهُ سَيَقُولُ: سَقَتْنِي
حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ، فَقُولِي لَهُ: جَرَسَتْ
نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، وَسَأَقُولُ ذَلِكِ، وَقُولِيهِ
أَنْتِ يَا صَفِيَّةُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى سَوْدَةَ
قَالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ لَقَدْ كِدْتُ أَنْ أُبَادِرَهُ بِالَّذِي قُلْتِ لِي
وَإِنَّهُ لَعَلَى الْبَابِ فَرَقًا مِنْكِ، فَلَمَّا
دَنَا قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟
قَالَ: «لَا» قَالَت: فَمَا هَذِهِ الرِّيحُ؟ قَالَ:
«سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ» , قَالَت: جَرَسَتْ
نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ قُلْتُ
لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَدَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ فَقَالَتْ
لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ
قَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ الله
(3/219)
أَلَا أَسْقِيكَ مِنْهُ، قَالَ: «لَا
حَاجَةَ لِي بِهِ»، قَالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: لَقَدْ
حَرَمْنَاهُ, قُلْتُ لَهَا: اسْكُتِي.
[1627] (4912) خ قَالَ: وحَدَّثَني إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ ابْنِ
جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ،
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ
بِنْتِ جَحْشٍ وَيَمْكُثُ عِنْدَهَا، فَوَاطَيْتُ أَنَا
وَحَفْصَةُ عَلَى أَيَّتُنَا دَخَلَ عَلَيْهَا فَلْتَقُلْ
لَهُ: أَكَلْتَ مَغَافِيرَ، إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ
مَغَافِيرَ، قَالَ: «لَا وَلَكِنِّي كُنْتُ أَشْرَبُ
عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَلَنْ أَعُودَ
لَهُ وَقَدْ حَلَفْتُ لَا تُخْبِرِي بِذَلِكَ أَحَدًا»،
قَالَ حجاجٌ: فَنَزَلَتْ {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ
تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ
أَزْوَاجِكَ} إلى {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ}
لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى
بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} لِقَوْلِهِ: «بَلْ شَرِبْتُ
عَسَلًا».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب دُخُولِ الرَّجُلِ عَلَى نِسَائِهِ
فِي الْيَوْمِ مختصرا (5216)، وفي تفسير سورة التحريم قوله
{لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} الآية (4912) ,
وفِي بَابِ مَا يُكْرَهُ مِنْ احْتِيَالِ الْمَرْأَةِ مَعَ
الزَّوْجِ وَالضَّرَائِرِ وَمَا نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ (6972).
قَالَ أَبُومُحَمّد (1): حَدِيثُ الْحُسَين عَنْ
الْحَجَّاجِ أَصَحُّ طُرُقِهِ.
قَالَ الْمُهَلَّبُ: فَلِذَلِكَ لَمْ أُخَرِّجْ حَدِيثَ
سَوْدَةَ فِيهِ وَإِنْ كَانَ أَكْمَلَ، وَحَدِيثُ عَطَاءٍ
أَوْلَى بِظَاهِرِ كِتَابِ الله عَزَّ وَجَلَّ وَأَكْمَلُ
فَائِدَةً (2).
_________
(1) هو الأصيلي.
(2) يصحح المصنف وشيخه الأصيلي أن تكون المرأتان
المتواطئتان هما عائشة وحفصة رضي الله عنهما، خلافا لرواية
أبِي أسامة، والله تعالى أعلم.
(3/220)
بَاب الْوَفَاءِ بِالنَّذْرِ
وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ}.
[1628] (6693) خ نَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، نا سُفْيَانُ،
عَنْ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُالله بْنُ مُرَّةَ،
عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ: «إِنَّهُ
لَا يَرُدُّ شَيْئًا».
[1629] (6694) ونَا أَبُوالْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ، نا أَبُوالزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَأْتِي ابْنَ آدَمَ النَّذْرُ
بِشَيْءٍ لَمْ أكُنْ قَدَّرْتُهُ, وَلَكِنْ يُلْقِيهِ
النَّذْرُ إِلَى الْقَدَرِ قَدْ قَدَّرْتُهُ،
فَيَسْتَخْرِجُ الله عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ
فَيُؤْتِيني عَلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ يُؤْتِيني عَلَيْهِ
مِنْ قَبْلُ» (1).
وَخَرَّجَهُ في: بَاب إِلْقَاءِ النَّذْرِ الْعَبْدَ إِلَى
الْقَدَرِ (6608) (6609).
بَاب النَّذْرِ فِي الطَّاعَةِ
وقوله {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ
مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا
لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}.
[1630] (6700) خ نا أَبُوعَاصِم، وَ (6696) أَبُونُعَيْمٍ،
نا مَالِكٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، (2)
عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ
الله فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا
يَعْصِهِ».
_________
(1) هكذا ثبت متنه على أنه حديث قدسي، وهو الصحيح، فقد
ذكره الحافظ في شرحه هكذا، وهو كذلك في الموطأ، وفي بعض
النسخ المطبوعة جاء متنه: " لَمْ يَكُنْ قُدِّرَ لَهُ،
قَدْ قُدِّرَ لَهُ، فَيُؤْتِي عَلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ
يُؤْتِي "، وهذا تغيير، والله أعلم.
(2) في الأصل: بن عبد الله، وهو سبق قلم.
(3/221)
وَخَرَّجَهُ في: بَاب النَّذْرِ فِيمَا لَا
يَمْلِكُ وَلا نذر فِي مَعْصِيَةٍ (6700) وفِي بَابِ مَا
يُحْذَرُ مِنْ زَهَرَةِ الدُّنْيَا وَالتَّنَافُسِ فِيهَا
(؟).
بَاب مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ نَذْرٌ
[1631] (6698) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ
الله بْنُ عَبْدِ الله، أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ
أَخْبَرَهُ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ الْأَنْصَارِيَّ،
اسْتَفْتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ فَتُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ
تَقْضِيَهُ فَأَفْتَاهُ أَنْ يَقْضِيَهُ عَنْهَا،
فَكَانَتْ سُنَّةً بَعْدُ.
وَخَرَّجَهُ في: كتابِ الإكراهِ وَفي تَرْكِ الحِيلِ
وَأنَّ لِكُلّ امْرئٍ مَا نَوَى (6959) , وفِي بَابِ مَا
يُسْتَحَبُّ لِمَنْ تُوُفِّيَ فُجَاءَةً أَنْ يُتَصَدَّقَ
عَنْهُ وَقَضَاءِ النذر عَنْ الْمَيِّتِ (2761).
بَاب النَّذْرِ فِيمَا لَا يَمْلِكُ وَلا نذرَ فِي
مَعْصِيَةٍ
[1632] (6704) خ ونا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا
وُهَيْبٌ، نا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ فَسَأَلَ
عَنْهُ فَقَالَوا: أَبُوإِسْرَائِيلَ، نَذَرَ أَنْ يَقُومَ
وَلَا يَقْعُدَ وَلَا يَسْتَظِلَّ وَلَا يَتَكَلَّمَ
وَيَصُومَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «مُرْهُ فَلْيَتَكَلَّمْ وَلْيَسْتَظِلَّ
وَلْيَقْعُدْ وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ».
بَاب مَنْ نَذَرَ أَنْ يَصُومَ أَيَّامًا فَوَافَقَ
أَيَّامَ النَّحْرِ أَوْ الْفِطْرِ
[1633] (6705) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أبِي بَكْرٍ
الْمُقَدَّمِيُّ، نا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا مُوسَى
بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَني حَكِيمُ بْنُ أبِي حُرَّةَ
الْأَسْلَمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ.
(3/222)
و (6706) نا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ،
نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ يُونُسَ عَنْ زِيَادِ بْنِ
جُبَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ
رَجُلٌ فَقَالَ: نَذَرْتُ أَنْ أَصُومَ كُلَّ يَوْمِ
ثَلَاثَاءَ أَوْ أَرْبِعَاءَ مَا عِشْتُ، فَوَافَقْتُ
هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ: أَمَرَ الله
بِوَفَاءِ النَّذْرِ وَنُهِينَا أَنْ نَصُومَ يَوْمَ
النَّحْرِ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ مِثْلَهُ، لَا
يَزِيدُ عَلَيْهِ.
زَادَ حَكِيمٌ: قَالَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ
اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} لَمْ يَكُنْ يَصُومُ يَوْمَ
الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ وَلَا يَرَى صِيَامَهُمَا.
(3/223)
|