أساس البلاغة كتاب الذال
ذ أب
رجل مذءوب: فزعته الذئاب أو وقع في غنمه الذئب، وقد ذئب فلان، وارض
مذأبة، وأدأبت الأرض. وسرج واسع الذئبة، وسروج واسعة الذئب وهي ما بين
الجديتين من الفرجة. قال العجاج:
لولا الأبازيم وأن المنسجا ... ناهيَ من الذئبة أن تفرّجا
لأقحم الفارس عنه زعجا
ولها ذؤابة وذوائب وهي الشعر المنسدل من وسط الرأس إلى الظهر. وغلام
مذأب: له ذؤابة.
ومن المجاز: هو ذئب في ثلة. وهم أذؤب وذئاب، وهم من ذؤبان العرب: من
صعاليكهم وشطارهم. وقد ذؤب فلان ذآبة: خبث كالذئب. وأكلتهم الضبع،
وأكلهم الذئب أي السنة. وأصابتهم سنة ضبع، وسنة ذئب على الوصف. وأنشد
النضر:
وقد ساق قبلي من معدّ وطيىءٍ ... إلى الشام جوحات السنين وذئبها
وذأبته مثل سبعته. وتذأبته الجن: فزعته. وتذأبته الريح: أتته من كل
جانب فعل الذئب إذا حذر من وجه جاء من وجه آخر. ويقال: تذائبته نحو
تكأدته وتكاءدته. وهم ذؤابة قومهم وذوائبهم. قال طفيل:
فأقلت الأيام عنا ذؤابة ... بموقعنا في محرب بعد محرب
أي أقلعت ونحن ذؤابة بسبب وقوعنا في محاربة بعد محاربة وما عرف من
بلائنا فيها. وفلان من الذنائب، لا من الذوائب؛ ونار ساطعة الذوائب.
وقال الجعديّ:
أعجلها أقدحي الضحاء ضحًى ... وهي تناصي ذوائب السلم
أغصانها العلا. وعلوت ذؤابة الجبل أو ذؤاب الجبل. قال أبو ذؤيب:
بأرى التي تأرى اليعاسيب أصبحت ... إلى قلة دون السماء ذؤابها
ويقال في التهديد: لأقرعن مروتك، ولأفتلن في ذؤابتك؛ وجاء فلان وقد
فتلت ذؤابته إذا أزيل عن رأيه. وأقرّ لي بحقي حتى نفث فلان في ذؤابته
فأفسده. وفي قائم سيفه ذؤابة تذبذب وهي علاقته سير فيه. ولشراك نعله
ذؤابة وهي ما أصاب الأرض من المرسل على القدم. ولكوره ذؤابة وهي عذبته:
جلدة معلقة خلف الأخرة من
(1/307)
أعلاها. قال:
قالا صدقت ورفّعوا لمطيهم ... سيرا يطير ذوائب الأكوار
ذ أف
موت ذؤاف وذعاف: وحيٌّ.
ذ أل
" خشّ ذؤالة بالبالة " وهو علم للذئب من ذأل ذألانا إذا عدا.
ذ ب ب
ذبّ عن حريمه وذيّبَ عنه. قال الطرماح:
أذبب عن أحساب قحطان إنني ... أنا ابن بني بطحائها حيث حلّت
وذبّت شفتاه من العطش. قال:
هم سقوني عللا بعد نهل ... من بعد ما ذب السان وذبل
وإنه لأزهى من الذباب. وهو أهون عليّ من ونيم الذباب. وأبخر من أبي
الذبان وهو عبد الملك بن مروان. وفرس مذبوب: دخل الذباب في منخره.
وتذبذب الشيء: ناس في الهواء. والمنافق مذبذب. وناست ذباذب الهودج وهي
أشياء تعلّق منه.
ومن المجاز: هو أعزّ عليّ من ذباب العين وهو إنسانها. وبه ذباب سلال
وذبابة. وعلى فلان ذبابة من دين وذبابات أي بقايا. وبه ذبابة من جوع،
وصدرت وبها ذبابة من عطش. وتقول: ما تركت في الإناء صبابه، وفيّ من
العطش ذبابه؛ وضربه بذباب سيفه وهو حدّ طرفه. يقال: ثمرة السوط يتبعها
ذباب السيف. وانظر إلى ذنابي أذنيه وفرعي أذنيه وهما ما حدّ من أطراف
أذني الفرس والأصل الذباب الطائر وهو مثل في القلة. وأصابني ذباب أي شر
وأذًى. وذبب النهار: مضى لم يبق منه إلا ذبابة. وذبّب في السير: جدّ
حتى لم يترك ذبابة منه. وجاءنا راكب مذيّب. وهذا قرب مذبب. وطعن ورمى
غير تذبيب. ورجل ذب الرّياد: قلق لا يقر به مكان زوّارٌ للنساء. قال:
قد كنت مفتاح أبواب مغلّقة ... ذب الرياد إذا ما خولس النظر
وأصله الوحشيّ يرود ههنا وههنا. قال الطرماح يصف ثوراً:
كأعين ذبّ رياد العشيّ ... إذا ورّكت شمسه جانحه
مالت للغروب. ويوم ذباب ومد: يكثر فيه البق على الوحش فتذبها بأذنابها
فجعل فعلها لليوم. ويقال: أذنابها مذابّها. وأتاهم خاطب فذبّوه أي
ردوه.
ذ ب ح
(1/308)
" وفديناه بذبح عظيم " وهو ما يهيأ للذبح.
ونُهي عن ذبائح الجن وهي ما ذبح للطيرة: نحو أن تشتري داراً فتذبح
لتستخرج العين ولئلا يصيبك مكروه من جنها، ولا تأكل ذبيحة مجوسي.
وأصابته الذبحة وهي داء في حلقه.
ومن المجاز: ذبح العطار الفأرة: فتقها. قال رؤبة:
كأن بين فكّها والفكّ ... فأرة مسك ذبحت في سك
وقال أبو ذؤيب:
كأن عينيّ فيها الصاب مذبوح
ومسك ذبيح. وقد ذبحه العطش: جهده. وذبح الدن: ببذله. وهذا مذج السيل،
وهذه مذابح السيل وهي خدود يخدّها. وذبحته العبرة: خنغته وأخذت بحلقه.
وذبحت فلاناً لحيته إذا سالت عن الذقن. قال الراعي:
من كل أشمط مذبوح بلحيته ... بادي الأذاة على مركوّه الطحل
على حوضه الكدر: منعه ماءه فهجاه. ويقال: ستصيب ذلك وليس دونه نكبة ولا
ذباح وهو شقاق في الرجل أي تصيبه عفواً. والطمع ذباح وهو داء في الحلق
وقيل نبات هو سم. قال النابغة:
واليأس مما فات يعقب راحة ... ولرب مطمعة تكون ذباحاً
ومررت بمذبح النصارى، وبمذابحهم وهي محاريبهم ومواضع كتبهم، ونحوها
المناسك للمتعبدات وهي في الأصل المذابح. والتقى بنو فلان فأجلوا عن
ذبيح أي قتيل.
ذ ب ر
ذبر الكتاب وزبره: كتبه أو قرأه بخفّة، وما أحسن ما يذبر الكتاب أي
يقرأه لا يتمكث فيه، وكتاب ذبر: سهل القراءة. قال ذو الرمة:
أقول لنفسي واقفاً عند مشرف ... على عرصات كالذبار النواطق
ذ ب ل
ذبل البقل ذبولاً. وروي الذبال بالسليط، ولا تكن كالذابةل تضيء للناس
وهي تحترق.
ومن المجاز: ذبلت شفتاه ولسانه من عطش أو كرب. وقناً ذابل ورماح ذوابل.
وفرس جيّاش على ذبله أي على ضموره وهزاله. وماله ذبل ذبله أي ذبل ما هو
غضّ من شبابه. وقيل له: ذبل لأنه إذا استوى شارف الذبول. ويقال للصبي:
ما
(1/309)
أكيسه ذبل ذبله. ومر يتذبل في مشيه: يتفتر
فيه ويتبختر.
ذ ح ل
طلبت عند فلان ذحلاً، ولي عندهم ذحول. قال عبد قيس بن خفاف البرجميّ:
ولا سابقي كاشح نازح ... بذحل إذا ما طلبت الذحولا
ذ خ ر
ذخر الشيء واذّخره: خبأه لوقت حاجته.
ومن المجاز: ذخر لنفسه حديثاً حسناً. وفلان ما يذخر منك نصحاً. وجعل
ماله ذخراً عند الله وذخيرة، وأعمال المؤمن ذخائر عند الله. وملأت
الدابة مذاخرها وهي المواضع التي تدّخر فيها العلف والماء من جوفها.
قال الراعي:
حتى إذا قتلت أدنى الغليل ولم ... تملأ مذاخرها للرّيّ والصدر
وتملأت مذاخر فلان إذا شبع. وجمعت لنا في مذاخرك عداوة. قال ابن مقبل:
حتى إذا ما قرى لي في مذاخره ... جهد العداوة في كفر وإدبار
وفرس مدخر ومذخرة إذا استبقت حضرها.
ذ ر أ
ذرأنا الأرض وذروناها: بذرناها.
وذرأ الله الخلق وبرأ، ومن الذاريء الباريء سواه، واللهم لك الذرأ
والبرء ومنك السقم والبرء؛ وقد علته ذرأة وهي بياض الشيب أول ما يبدو
في الفودرين وقد ذرىء رأسه ذرأً، ورجل أذرأ، وامرأة ذرءاء. وشاة ذرءاء:
بيضاء الرأس أو بيضاء الوجه. قال:
فمر ولما تسخن الشمس غدوة ... بذرءاء تدري كيف تمشي المنائح
أي منحت كثيراً فاعتادت ذلك فهي تسامحبالمشي لا تأبى. وملح ذرآني: أبيض
كأنه نسب إلى الذرإ بزيادة الألف والنون.
ذ ر ب
سيف وسنان ذرب ومذرب ومذروب، وذربه وذرّبه، وفيه ذرب وذرابة: حدة. وقيل
هو أن يسقى السم. قال جهم بن خلف المازنيّ:
يفتر عن عوج ديدات رهف ... مذرّبات تقلس السم نطف
والذراب: السم.
ومن المجاز: لسان ذرب، وفي لسانه ذرب وذرابة: حدة وبذاء. قال:
أرحني واسترح مني فإني ... ثقيل محملي ذرب لساني
وامرأة ذربة: سليطة صخّابة. وسمّ ذرب. وذرب الجرح: لم يقبل الدواء.
وذربت معدته وعربت: فسدت. وفي الحديث " إن في ألبان الإبل وأبوالها
شفاء من الذرب " وفلان ذرب الخلق: فاسده، وفيهم أذراب: مفاسد. وذربت
فلاناً إذا اهتجته، وفلان يضرب بيننا ويذرب.
ذ ر ح
(1/310)
طعام مذرح، جعل فيه اذراريح وهي سم. وتقول:
طولا قلبه على التباريح، وسقاه دم الذراريح؛ وذرح الزعفران في الماء
جعل فيه شيأ يسيرا منه، وأحمر ذريحي: قانيء.
ذ ر ر
ذر الملح على اللحم، والفلفل على الثريد. والدواء في العين، وهو
الذرور. وذر الحب في الأرض: بذره. وطيّبه بالذريرة وهي فتات قصب الطيب
وهو قصب يجاء به من الهند كقصب النشاب. وهذه ذرارة الطيب وغيره وهي ما
تناثر منه إذا ررته، ومنه قيل لصغار النمل وللمنبث في الهواء من
الهباء: الذر. كأنها طاقات الشيء المذرور، وكذلك ذرات الذهب. ومنه قيل:
ذرّ القرن والبقل إذا طلع أدنى شيء منه.
ومن المجاز: ذر قرن الشمس. وتقول: أنتم ولاة الدولة بكم ذرّ قرناها،
وصرّت أذناها، وقرّت عيناها؛ وذرّ الله عباده في الأرض: نشرهم. وما
أبين ذرّيّ سيفه وهو فرنده، لأنه يشبه آثار الذر. قال كثير:
لقد أبرزت منك الحوادث للعدا ... على رغمهم ذريّ عضب مصمم
وقيل هو بضم الذال كدهري، وقيل هو صفة للسيف بكثرة الماء.
ذ ر ع
ذرعت الثوب بذراعي وهي من طرف المرفق إلى طرف الوسطى ثم سمي بها العود
المقيس بها. وذرع في سيره وباع فيه إذا مد ذراعه وباعه. وناقة ذارعة
بائعة. وتقول: عندي ناقة تاجرة بائعة، وذارعة بائعة؛ وذرعت البعير:
وطئت على ذراعه ليركب صاحبي. وبعير قوي المذارع وهي قوائمه. وفرس ذريع:
واسع الخطو، وقد ذرع ذراعة. وقوائم ذريعات. وتحتي فرس ذريعة العنق.
وفلان ذريع المشية. وامرأة ذارع وذراع: سريعة اليدين بالغزل. ونخلة ذرع
رجل أي قامته. وتذرعت الإبل الماء: خاضته بأذرعها. قال أبو النجم:
تذرعت في الصفو من غديرها ... تذرّع العذراء في ظهورها
وذرع الرجل في سعيه تذريعاً: استعان بيده. ويقال للبشير إذا أومأ بيده:
قد ذرع البشير. قال:
تؤمل أنفال الخميس وقد رأت ... سوابق خيل لم يذرّع بشيرها
وذرّع في سباحته.
ومن المجاز: ضاق بالأمر ذرعا وذراعاً إذا لم يطقه. وأبطرت ناقتك ذرعها:
كلفّتها ما لم تطق. واقصد بذرعك، واربع على ظلعك: ارفق بنفسك ومالك
عليّ ذراع أي طاقة. وطفت في مذارع الوادي وهي أضواجه ونواحيه. وقد أذرع
في كلامه وهو يذرع فيه إذراعاً وهو الإكثار. وفلان ذريعتي إلى فلان.
وقد تذرعت به إليه أي توسلت. وسألته عن أمره فذرع لي منه شيئاً أي وطش.
وذرعت لفلان عند الأمير: شفعت له. وأنا ذريع له عنده. وناقة تذرع
المفازة وتذارعها:
(1/311)
تقطعها بسرعة كأنها تقيسها. قال الراعي:
قودا تذارع غول كل تنوفة ... ذرع النواسج مبرماً ويحيلا
وتذارعت افبل المفازة. ووقع فيهم موت ذريع: سريع فاش وذلك إذا لم
يتدافنوا. واستوى كذراع العامل وهو صدر القناة. وهو لك مني على حبل
الذراع أي حاضر قريب. وجعلت أمرك على ذراعك أي اصنع ما شئت.
ذ ر ف
دمع ذارف ومذروف وذريف. ودموع وعيون ذوارف. وقد ذرف دمعه ذروفاً، وذرفت
عينه الدمع ذرفاً. وسالت مذارف عينه أي مدامعها. وسمعت من يقول: رأيت
دمعه يتذارف: وذرفت على الستين زدت عليها.
ومن المجاز: مطر وسحاب ذارف. ورأيت في يده قدحاً يتذارف.
ذ ر ق
ذرق الحبارى بسلحه. وسمعت من يقول لكلام استهجنه: هذا كلام يذرق عليه.
ومن المجاز: إلى متى تذرق على الناس أي تبذأ عليهم. وفي الوعيد:
لأذرقنك إن لم تربع.
ذ ر ي
ذرّي الطعام بالمذراة. وله مذر ومنق. وذرت الريح التراب " تذروه الرياح
". وأذرت العين دمعها، وعيناه تذريان الدموع. وطعنته فأذريته عن فرسه.
وأذراه الفرس عن ظهره: رمى به. وضربته فأذريت رأسه. وذرا فوه. وذرا حدّ
نابه إذا انسحقت أسنانه وسقطت أعاليها. وبلغني عنه ذرو نم قول: طرف
منه. وأخذ في ذرو من الحديث إذا عرّض ولم يصرح. قال صخر بن حبناء:
أتاني عن مغيرة ذرو قول ... وعن عيسى فقلت له كذاكا
واتخذت الحائط ذراً لي: أويت إليه. وتذريت من برد الشمال بصخرة ونحوها.
والشّول إذا أحست بالبرد تذرت بالعضاه.
ومن المجاز: هو في ذروة النسب. وعلا ذروة الشرف. وبلغ الذرى. وأقبلت
ذرى الليل: أوائله. قال زهير:
على عجل مني غشاشا وقد دنا ... ذرى الليل واحمرّ النهار وأدبرا
وفلان يُذري فلاناً: يمدحه ويرفع شأنه. وذرّيته وسنيّته. وقد تذرى
السام وتفرّعه: إذا شرف وعلا وارتفع أمره. قال حميد:
أنا سيف العشيرة فاعرفوني ... حميداً قد تذريت السناما
وطالت ذروة فلان. وتذرّيت بني فلان. وتنصّيتهم وتفرّعتهم إذا تزوّجت في
أشرافهم وعليتهم.
(1/312)
وجاء ينفض مذرويه: يختال، وهما فرعا
الأليتين. ووقوس هنافة المذروين وهما موقعا الوتر من أعلا وأسفل. وأنا
في ذرى فلان وفي أذرائه. واستذريت به وتذريت. وإنه لكريم الذرى، منيع
الذرى.
ذ ع ر
ذعر فلان وهو مذعور وذعر. وفي الحديث " لايزال الشيطان ذعراً من المؤمن
". وامرأة ذعور: تذعر من الريبة. قال:
تنول بمعروف الحديث وإن ترد ... سوى ذاك تذعر منك وهي ذعور
وناقة دعور إذا مس ضرعها غارت. وسنة ذعرية: شديدة. قال الأفوه:
أبناء حرب يجتدى سيبها ... في السنة الذعرية الماحل
ذ ع ذ ع
أكلت ماله الحقوق وذعذعته النوائب. وذعذع السر: أذاعه. ورجل ذعذاع:
نمام. وتمرّط شعره وتذعذع.
ذ ع ف
يقال لسم الساعة: سم ذعاف. قال:
وصالك عندي الشهد المصفّى ... وهجرك عندي السم الذعاف
ذ ع ن
أذعن له إذا سلس وانقاد، وهوله مذعن. وتقول: هو في الإساءة إليك ممعن،
وأنت منقاد له مذعن. وأذعن فلان بحقي: أقر به. وناقة مذعان: سلسة
القياد. قال زهير:
تقرى الهموم إذا ضافت مذكرة ... حفاً منكّرة بالسير مذعاناً
أي نكّرها السير غيّرها. ويقال: رجل مذعان مطواع.
ذ ف ر
فيه ذفر. وهو حدة الرائحة أيما كانت. وله ذفرة شديدة. وروضة ذفرة. ومسك
أذفر. وفأرة ذفراء. وكتيبة ذفراء: لرائحة سهكها. وإبط ذفراء. ورجل ذفر:
به صنان. قال:
ومؤولق أنضجت كية رأسه ... فتركته ذفراً كريح الجورب
وقالت أعرابية في شيخ: أدبر ذفره، وأقبل بخره.
ذ ف ف
خادم خفيف ذفيف. وفيه خفة وذفافة. وقد خف في خدمته ودفف على راحلتك
جهازها: خففه.
ذ ق ن
خرّ على ذقنه. وذقنته ضربت ذقنه. وناقة ذقون: تمدّ خطامها وتحرّك رأسها
قوة ونشاطاً في السير. ونوق ذقن. ولألحقن حواقنك بذواقنك أي أطويك طياً
تجتمع له الحاقنة والذاقنة. وفي الحديث " توفّي رسول الله صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين
(1/313)
سحري ونحري وحاقنتي وذاقنتي " قيل: هما
أسفل الحلقوم وأعلاه لأن أسفله يلي ما يحقن الطعام وأعلاه يلي الذقن.
ومن المجاز: قولهم للحجر إذا قلبه السيل: كبّه السيل لذقنه. وهبّت
الريح فكبّت الشجر على أذقانه. قال امرؤ القيس:
يكبّ على الأذقان دوح الكنهبل
ذ ك ر
ذكرته ذكراً وذكرى. وذكرته تذكرة وذكرى " وذكر فإن الذكرى " وذكرت
الشيء وتذكرته. واجعله مني على ذكرٍ أي لا أنساه. وعقد رتيمة ليستذكر
بها الحاجة. واستذكر بدراسته، طلب بها الحفظ. قال الحارث ابن حرجة
الفزاريّ:
فأبلغ دريداً وأنت امرؤ ... متى ما تذكره يستذكر
وولد ذكر وذكور وذكران. والحصن ذكورة الخيل وذكارتها. وامرأة مذكار،
وقد أذكرت وفي الدعاء للمطلوقة " أيسرت وأذكرت " أي يسر عليها وولدت
ذكرا.
ومن المجاز: له ذكر في الناس أي صبت وشرف " وإنه لذكر لك ولقومك " ورجل
مذكور. وأرض مذكار: تنبت ذكور البقل وهي خلاف الأحرار التي تؤكل. قال:
فودّعن أقواع الشماليل بعدما ... ذوي بقلها أحرارها وذكورها
وذكور الطيب: ما لا ردع له. وفلاة مذكار: ذات هول. وطريق مذكر: مخوف.
ويوم مذكر: قد اشتدّ فيه القتال. وداهية مذكر: شديدة، وذلك أن العرب
كانت تكره أن تنتج الناقة ذكراً فضربوا الإذكار مثلاً لكل مكروه. وقال
كعب بن زهير:
وعرفت أني مصبح بمضيعة ... غبراء تعزف جنها مذكار
وقال الأصمعي: لا يقطعها إلا الذكر من الرجال. وقال أبو دؤاد:
مذكر تهلك المقانب فيه ... ينم البوم فيه كالمحزون
وقال أيضاً:
أوف فارقب لنا الأوابد واربأ ... وانفض الأرض إنها مذكار
وقال لبيد:
فإن كنت تبغين الكرام فأعولي ... أبا حازم في كل يوم مذكر
(1/314)
وقال الجعدي:
لداهية عمياء صماء مذكر ... تدر بسم في دم يتحلب
ومطر ذكر: شديد. وأصابت الأرض ذكور الأسمية وهي التي تجيء بالبرد
الشديد وبالسيل. قال:
بقدرة الله سماكيّ ذكر ... حيا لمن عاش وقتلاه هدر
وقول ذكر: صلب متين. وشعر ذكر كما يقال: شعر فحل. وسيف ذكر ومذكر وذو
ذكرة. ورجل ذكر. وذهبت ذكرته. وما ولدت النساء أذكر منك. ولا يفعل مثل
هذا إلا ذكورة الرجال. ويوم ذكر. قال الأغلب:
قد علموا يوم خنا بزينا ... وكان يوماً ذكراً مبيناً
هو قائد كسرى وجهه إلى بكر بن وائل يوم ذي قار في خيله فهزمته بكر بن
وائل، وفيه يقول أبو النجم:
واسأل جيوش خنابزين ليخبروا ... أنّا الحماة عشية البطحاء
ولي على هذا الأمر ذكر حق أي صك، ولي عليه ذكور حق أي صكوك.
ذ ك ي
أذكيت النار وذكّيتها. وذكت النار تذكو ذكاء. وأصابه ذكاء النار. وذكّ
النار بالذكوة وهي اتذكّى به. ودخلت والمصابيح تذكو. قال ذو الرمة:
وقد جرّد الأبطال بيضاً كأنها ... مصابيح تذكو في الذبال المفتل
وفرس مذكّ: أتت على قروحه سنة. وخيل مذكيات ومذاك. وقد ذكّى الفرس وبلغ
الذكاء. قال زهير:
يفضله إذا اجتهدا عليه ... تمام السن منه والذكاء
وذكيت الذبيحة. وشاة ذكيّ. وبلغت ذكاتها.
ومن المجاز: ذكت الشمس ذكاء، ومنه قيل لها: ذكاء، وللصبح ابن ذكاء لأنه
من ضوئها. وذكت الحرب، وأذكيتها. قال القطامي:
حتى إذا ذكت النيران بينهم ... للحرب يوقدن لا يوقدن للزاد
وفيه ذكاء: فطنة وتوقد. وقد ذكا يذكو، وذكي يذكى، وذكو فلان بعد
البلادة، ورجل ذكيٌّ، وقلب ذكي، وقوم أذكياء. وذكا المسك ذكاء، ومسك
ذكيٌّ: أذفر. وفي الحديث " ذكاة الأرض يبسها " وسحابة مذكية: مطرت
مراراً. وسحاب مذاك. قال الراعي:
وترعى القرار الحوّ حيث تجاوبت ... مذاك وأبكار من المزن دلح
واستذكى الفحل على العانة: اشتدّ عليها وتوقّد.
(1/315)
قال الشماخ:
تفادي إذا استذكى عليها وتتقي ... كما تتقي الفحل المخاض الجوامز
وله:
إذا ما جدّ واستذكى عليها ... أثرن عليه من رهج عصارا
ذ ل ف
امرأة ذلفاء. وفي أنفها ذلف وهو قصره وصغر الأرنبة وهو مستملح.
ذ ل ق
كأنه ذلق سنان، وذولق سنان وهو طرفه. وذلقته حدّدته. وسنان مذلق.
ومن المجاز: في لسانه ذلاقة وذلق. وقد ذلق لسانه، وهو ذليق اللسان،
وتكلم بلسان طلق ذلق وطلق ذلق وطلق ذلق. وحروف ذلق، وذولقية: خارجة من
دلق اللسان. وعدوّ ذليق: شديد. قال الهذلي:
أوائل بالشدّ الذليق وحشّني ... لدى المتن مشبوح الذراعين خلجم
طويل. وذلقت الفرس: ضمرته حتى ألقى فضول لحمه. قال عديّ:
فذلّقته حتى ترفع لحمه ... أداويه مكنوناً وأركب وادعاً
ذ ل ل
هو ذليل بيّن الذل والذلة والمذلة، وقوم أذلة وذلة كجلة وأذلاء، وقد ذل
له وتذلل، وأذلّه الله وذلله. واستذله العدو. وهو مستذل بينهم: مستهان.
وهو ذليل مذل: أصحابه أذلاء. ودابة ذلول: بينة الذل، وذللها صاحبها.
وقميص طويل الذلاذل، وارفع ذلال قميصك.
ومن المجاز: ركبوا كل صعب وذلول في أمرهم إذا بذلوا فيه الطاقة. وفلان
ذلول لأصحابه ومتذلل لهم. وقوم ذلل لمن أدل عليهم. وذلت له القوافي إذا
سهل عليه تقوال الشعر. وأجر الأمور على أدلالها. وأمور الله جارية على
أذلالها، وإن قضاء الله ماض على أذلاله، ودعه على أذلاله أي كما هو.
وفي حديث ابن مسعود " ما من شيء من كتاب الله إلا وقد جاء على أذلاله "
ركبوا ذل الطريق، والزم ذل الطريق وملكه وهو ما ذلل منه بكثرة الوطء،
وطريق مذلل ومعبد: مسلوك وذلل الكرم: دليت عناقيده. وشجرة مذللة:
ينالها كل أحد. قال:
لنا جنة بالطّفّ ذات حدائق ... مذللة الأغصان جار سعيدها
وشمر دلاذلك لهذا الأمر: تجلّد لكفايته. قال ذو الرمة:
قطعت بنهاض إلى صعدائه ... إذا شمرت عن ساق حمس ذلاذله
وفرس خفيف الذلاذل وهي الذنب. ولحقنا ذلاذل من الناس وذليذلات: أواخر
منهم.
ذ م ر
(1/316)
ذمره على الأمر: حضّه مع لوم ليجدّ فيه.
يقال: القائد يذمر أصحابه في الحرب: يسمعهم المكروه ليشحذهم، ورأيتهم
يتذامرون في الحرب. وأقبل يتذمر: يلوم نفسه على التفريط في فعله وهو
ينشطها لئلا تفرط ثانية، وفلان يتذمم ويتذمر، ويرفع أذياله ويتشمر. وهو
ذمر من الأذمار: شجاع. وذمر الراعي السليل: مسّ فهقته وهي مغرز الرأس
في العنق. وتسمى المذمر ليعلم أذكر هو أم أنثى. قال أحيحة:
وما تدري إذا ذمرت سقباً ... لغيرك أم يكون لك الفصيل
والمذمر للإبل كالقابلة للناس. وهو حامي الذمار إذا حمي ما لو لم يحمه
ليم وعنف من حماه وحريمه كقولهم: حامي الحقيقة.
ومن المجاز: بلغ الأمر المذمر. كقولهم: بلغ المخنق. قال الجعديّ:
وحيّ أبي بكر ولا حيّ مثلهم ... إذا بلغ الأمر العماس المذمرا
ذ م ل
ناقة ذمول، وقد ذملت تذمل ذميلا وذملانا وهو سير متوسط، وفي ذملان
العيس خير كثير، وذملت ناقتي: حملتها على الذميل.
ذ م م
ذم صاحبه ذمّاً ومذمة وذممه. ورجل ذامّ وذمام لأصحابه، وذميم وذم كحب
ومذمم. وإياك والمذام والملاوم. وأذم فلان وألام: أتى بما يذم عليه
ويلام. وهو مذم: مليم. وبلوت فلاناً فأذممته: خلاف أحمدته. وأردت ضربه
ثم تذممت من أجل حق أو حرمة أي ذممت نفسي وانتهيت. ويقال: تذمم منه:
استنكف واستحيا، وإني أتذمم من القوم أن أتحول من عندهم إلى غيرهم، ولم
أر منهم إلا ما أحب. واستذم إلى فلان: فعل ما يذمه عليه. ولفلان ذمة
وذمام ومذمة: عهد يلزم الذم مضيعه. وهو في ذمتي وذمامي. وأذهب مذمتهم
بشيء أي أعطهم ما تقضى به حق ذمامهم. وفي الحديث " ما يذهب عني مذمة
الرضاع " وهي ذمام المرضعة وحقها. ووفي فلان بما أذم أي بما أعطى من
الذمّة. قال المسيّب:
أنت الوفيّ بما تذم وبعضهم ... تودي بذمته عقاب ملاع
وأذم لي على فلان. واستذممت به، وتذممت به فأذم لي. وللجار عندك مستذم
ومتذمم. قال فائد بن الحبيب الأسديّ:
فنعشت قومك والذين تذمموا ... بك غير مختشع ولا متضائل
وهذا مكان مذمم. محرم له ذمة وحرمة.
ومن المجاز: أذمت ركاب القوم: تأخرت كلالا. قال بن ميّادة:
وحتى حملنا رحل كل مذمة ... وكل مذم بالفلاة وزاحف
كأنها أتت بما تذم عليه، أو قلّت قوتها على السير من الركية الذمّة
والركايا الذّمام وهي القيلة الماء. وأذم المكان: أجدب وقلّ خيره.
وفلان يذام عيشه: يزجّيه متبلغاً به. وذاممته أذامّه وهو من
(1/317)
معنى القلة. ورجل ذم وحمد، وأتينا منزلاً
ذماً وحمداً وصف بالمصدر.
ذ م ي
نجا فلان بذمائه، وما بقي منه إلا ذماء يتردد في خيال، وأبقى ذماءً من
الضب وهو الحشاشة. قال أبو ذؤيب يصف الثور والكلاب:
فأبدّهن حتوفهن فهارب ... بذمائه أو بارك متجعجع
ذ ن ب
فرس طويل الذنب والذنابي، وأخذت بذنابي الطائي. وفرس ذنوب: وافر هلب
الذنب. وذنب الإبل واستذنبها: اتبعها. قال:
شل الأجير استذنب الرواحلا
وذنّب الجراد تذنيباً: غرّز ليبض. وذنب الضب: أخرج ذنبه عند الحرش.
وذنبه الحارش: قبض على ذنبه. وأذنب العبد واستغفر الله تعالى من
الذنوب. وتذنب على فلان: مثل تجنى وتجرم. واصبب لي من ذنوبك وذنابك وهو
ملء الدلو من الماء. وغرف له بالمذنب وهي المغرفة. وسالت المذانب جمع
مذنب وهو المسيل في الحضيض إذا لم يكن واسعاً والتلعة في سفح أو سند.
ومن المجاز: هو من الأذناب والذنابي والنذائب. ونظر إليه بذنب عينه
وذنابها وذنابتها وذنابتها بالكسر والضم أي بمؤخرها. وبلغ الماء ذنب
الوادي والنهر وذنابته وذنابته. واتبعت ذنابة القوم، وذنابة الإبل.
وركب ذنب الريح: سبق فلم يدرك. وركب ذنب البعير: رضي بحظٍ مبخوس. وأرمى
على الخمسين وولته ذنبها. وأقام بأرضنا وغرز ذنبه: لا يبرح وأصله في
الجراد. واتبع ذنب الأمر إذا تلهف على أمر قد مضى. وبيني وبين فلان ذنب
الضب إذا تعاديا. ويقال للشيخ: استرخى ذنبه إذا فتر شيئه. وأنشد أبو
عبيدة:
وأغلقت بابها في القصر واحتجبت ... عند اليآسة من مالي ومن ذنبي
وذنبت القوم والطريق والأمر. والسحاب يذنب بعضه بعضاً. وهو متذانب قال:
تنصب بالغور ذات العشا ... يذنب منه صبير صبيرا
ومر يذنبه ويدبره. وفلان مذنوب: متبوع. وتذنبت الوادي: جئته من نح
ذنبه. قال ابن مقبل:
يا من يرى ظعناً كبيشة وسطها ... متذنبات الخل من أورال
وتذنب المعتم: أفضل من عمامته ذنباً أرخاه. وذنب البسر: أرطب من قبل
ذنبه، وبسر مذنب وهو التذنوب. وذنبت كلامه: تعلقت بأذنابه وأطرافه.
ولهم ذنوب من كذا أي نصيب.
(1/318)
قال عمرو ابن شأس:
وفي كل حيّ قد خبطت بنعمة ... فحق لشأس من نداك ذنوب
فقال الملك: نعم وأذنبة. وقال الأفوه الأوديّ:
عافوا الإتاوة فاستقت أسلامهم ... حتى ارتووا عللاً بأذنبة الردى
جمع سلم وهو الدلو لها عروة واحدة. وضربه على ذنوب متنه وهو لحمه الذي
يقال له: يرابيع المتن. قال ذو الرمة يصف شعراً:
وذو عذر فوق الذنوبين مسبل ... على البان يطوى بالمداري ويسرح
ذ ن ن
ذن أنف الفحل والإنسان إذا سال بماء خاثر يذن ذنينا. وذن الرجل يذن
ذنناً. ورجل أذن. وامرأة ذناء. وبه ذنان. وإن منخريه ليذنّان.
ومن المجاز: ذن أنف البرد. وامرأة ذناء: لا ينقطع طمثها. وقرحة ذناء:
لا ترقأ. وفلان يذن في مشيته إذا مشى بضعف. ومازال يذن في هذه الحاجة:
يتردد بتؤدة ورفق.
ذ هـ ب
ذهب من داره إلى المسجد ذهاباً ومذهباً. وذهب مذهباً بعيداً. وأذهبه:
جعله ذاهباً. وذهب به: مرّ به مع نفسه. وكثر عنده الذهب وكثرت عند أهل
الحجاز. ويقولون: أعطني ذهيبتي. وعندي ذهبة: قطعة من الذهب. ولفلان
ذهبان وأذهاب كثيرة. ورجل ذهب: يرى الذهب فيدهش ويبرق بصره من عظمه في
عينه. ولوح مذهب ومذهب. واطلب لي المذاهب وهي السيور المموهة بالذهب.
وكميت مذهب: تعلو حمرته صفرة. ووقعت الذهاب في أرضنا جمع ذهبة وهي
أمطار غزار.
ومن المجاز والكناية: ذهب فلان مذهباً حسناً. وذهب عليّ كذا: نسبته.
وذهب الرجل في القوم والماء في اللبن: ضل. وفلان يذهب إلى قول أبي
حنيفة أي يأخذ به. وذهبت به الخيلاء. وخرج إلى المذهب وهو المتوضأ عند
أهل الحجاز. وتقول: مثل مذهبكم وقدره، مثل مذهبكم وقذره؛ وذهب في
الأرض: كناية عن الإبداء. وأبعد فلان المذهب وأبعد الأثر. تنحى
للإبداء.
ذ هـ ل
ذهل عن الأمر ذهولاً وهو ذاهل عنه إذا تناساه عمداً أو شغل عنه.
وأذهلني عنه كذا. وما أذهلك عن حاجتي! ولي مشاغل ومذاهل. ورجل وفرس
ذهلول. قال:
أتته على الجرد الذهاليل فوقها ... دروع سليمان لها ومغافره
ذ هـ ن
ما رأينا بإبلك ذهنا يقيها السنة أي طرقاً وشحماً يقويها. وما برجلي
ذهن: قوة على المشي. قال:
أنوء برجل بها ذهنها ... وأعيت بها أختها العاثره
واستذهنت السنة القصب: ذهبت بذهنها وهو نقيها.
ومن المجاز: هو من أهل الذهن والأذهان. وهو القوة في العقل والمسكة.
واجعل ذهنك إلى ما أقول، وألق ذهنك. وقد ذهن ذهناً. وهو ذهن فطن زكن.
وما يذهن فلان شيئاً: ما يعقله. قال الطرماح يصف واعظاً:
وأدلّ في عظة على ما لم يكن ... أبداً ليذهنه ذوو الأبصار
وفلان يذاهن الناس ويفاطنهم: يباريهم بفطنته، وقد ذاهنني فذهنته وهو
مذهون. وقد ذهن: ذهب بذهنه. تقول: لقد غبنت وذهنت. واستذهنك حب الدنيا:
ذهب بذهنك.
ذ وب
ذاب الشحم والثلج وغيرهما ذوباً وذوباناً. وأذبته أنا وذوّبته. وشحم
مذاب ومذوب.
ومن المجاز: ذاب دمعه، وله دموع ذوائب. ونحن لا نجمد في الحق ولا نذوب
في الباطل. وهذا الكلام ذوب الروح. وذابت الشمس: اشتد حرّها. قال ذو
الرمة:
إذا ذابت الشمس اتقى صفراتها ... بأفنان مربوع الصريمة معبل
وهاجرة ذوّابة. قال:
وظلماء من جرّي نوار سريتها ... وهاجرة ذؤابة لا أقيلها
وقال الطرماح:
فيها ابن بجدتها يكاد يذيبه ... وقد النهار إذا استذاب الصيخد
وذاب لي عليه حق: ثبت ووجب. ويقال لمن أنضج حاجته وأتمها: قد أذاب
حاجته واستذابها. وأذاب عليهم العدو: أغار وانتهب. ويقال للثقيل: إنه
لذائب النفس. وهو أحلى من الذوب بالإذوابة أي من العسل الذي أذيب حتى
خلص من الشمع بالزبدة التي أذيبت وخلص منها السمن. وذاب جسم الرجل:
هزل. يقال: ثاب بعد ما ذاب. وناقة ذءوب: سمينة لأنه يجمع منها ما يذاب.
يقال: إن كانت جزوركم لذءوباً. وذابت حدقته: همعت. قال الجعدي:
يرمين بالحدق الذواب أميالاً
وأذابه الهم. والهم يشيب ويذيب.
ذ ود
ذاد الإبل عن الماء ذوداً وذياداً، وأداده
(1/319)
غيره: أعانه على ذيادها. قال:
ناديت في الحيّ ألا مذيدا ... فأقبلت فتيانهم تخويدا
ويقال: أذدني، كما يقال: أخطني في الاستعانة على الخياطة. وله ذود من
الإبل وأذواد وهو القطيع من الثلاثة إلى العشرة.
ومن المجاز: فلان يزود عن حسبه. وذاد عني الهم. وقال:
أذود القوافي عني ذيادا
والثور يذود عن نفسه بمذوده وهو قرنه.
والفارس بمذوده وهو مطرده. والمتكلم بمذوده وهو لسانه. قال زهير:
نجاء مجد ليس فيه وتيرة ... وتذبيبها عنها بأسحم مذود وقال حسان:
لساني وسيفي صارمان كلاهما ... ويبلغ ما لا يبلغ السيف مذودي
ورجال مذاود ومذاويد. قال ابن مقبل:
مذاويد بالبيض الحديث صقالها ... عن الركب أحياناً إذا الركب أوجفوا
ذ وق
ذقت الطعام، وتذوقته شيئاً بعد شيء. وهو مر المذاق. وما دفت اليوم
ذواقاً " ولا تفرّقوا إلا عن ذواق ".
ومن المجاز: ذقت فلاناً، وذقت ما عنده. وتقول: ذقت الناس وأكلتهم،
ووزنتهم وكلتهم، فما استطبت طعومهم، ولا استرجحت حلومهم. وهو حسن الذوق
للشعر إذا كان مطبوعاً عليه. وما ذقت عماضاً. وما ذقت اليوم في عيني
نوماً. وذاق القوس: تعرّفها ينظر ما مقدار إعطائها. وذق قوسي لتعرف
لينها من شدّتها. قال الشماخ:
فذاق فأعطته من اللين جانباً ... لها ولها إن يغرق السهم حاجر
وقد ذاقتها يدي. وتذاوق التجار السلعة. وقال ابن مقبل:
أو كاهتزاز رديني تذاوقه ... أيدي الكماة فزادوا متنه ليناً
وذاقت كفّي فلانة إذا مستها. قال أبو النجم
ترتج منها بعد كف الذائق ... مآكم أشربن بالمناطق
(1/320)
وفي الحديث " إن الله يبغض الذوّاقين
والذوّاقات " كلما تزوّج أو تزوّجت مدّ عينه أو مدّت عينها إلى أخرى أو
آخر. وفلان مستذاق: مجرب. قال جرير:
وعهد الغانيات كعهد قينٍ ... ونت عنه الجعائل مستذاق
أي ذيق كذبه وخبرت حاله. استذاق الأمر لفلان: انقاد له وطاوع. ولا
يستذيق لي الشعر إلا في فلان. ودعني أتذوق طعم فلان. وتذوقت طعم فراقه.
ذ وي
عود ذاو، وعيدان ذاوية، وقد ذوي العود والبقل: يبس. وطعنه فخرج ذو بطنه
وذات بطنه وبنات بطنه أي أمعاؤه. وذو بطن فلانة جارية أي جنينها. ووضعت
ذا بطنها. وأحال الضب والكلب على ذي بطنه إذا رجع على قيئه فأكله. قال
خداش:
كما أكب على ذي بطنه الهرم
يعني الضب لطول عمره. وهو من الأذواء والذوين وهم ملوك اليمن الذين
أسماؤهم ذو رعين وذو كلاع وذو يزن. وسمعت ذا فيه أي كلامه، وذات فيه أي
كلمته وجاؤا من ذي أنفسهم وذات أنفسهم: طائعين، وجاءت من ذي نفسها وذات
نفسها: طائعة. ولقيته ذا صباح وذات يوم وذات ليلة. وأتانا ذات العويم
وذات الزمين. وأصلح الله ذات بينهم. وهو قليل ذات اليد. وقال ذلك من
ذات نفسه. قال ذو الرمة:
وإن هوى صيداء في ذات نفسه ... بسائر أسباب الصبابة راجح
ولقيته أوّل ذات يدين. وجلس ذات اليمين وذات الشمال. وأتينا ذا يمن وهو
اليمن. ولا بذي تسلم ما كان كذا، واذهب بذي تسلم واذهبا بذي تسلمان،
واذهبوا بذي تسلمون، وكذلك المؤنث.
ومن المجاز: قولك للشيخ: ذوي عوده، وخوى عموده. ويقال: كان ذلك كذا
وكلا أي قليلاً مثل هذه الكليمة. قال الطّرماح:
كذا وكلا إذا حبست قليلاً ... تعللها بمسود الدرين
ذ ي خ
(1/321)
ما هم شيخة، إنما هم ذيخة؛ جمع ذيخ وهو
الضبعان.
ذ ي ع
ذاع سره ذيوعاً. وأذاع الخبر والسر، وأذاع به، وهو مذيع ومذياع. تقول:
فلان للأسرار مذياع، وللأسباب مضياع. وفي الحديث " ليسوا بالمذاييع
البذر ".
ومن المجاز: تركت متاعي بمكان كذا فأذاع به الناس: ذهبوا به. وأذاعوا
بما في الحوض من الماء: شربوه كله. وذاع الجور: انتشر. وذاع في جلده
الجرب.
ذ ي ل
" شمر ذيلاً، وادّرع ليلاً " وجر ذيله وأذياله وذيوله. وقد ذال الثوب
يذيل. وقميص ذائل. ودرع ذائلة. وأذال ثيابه وذيلها. وملاء مذيل. وذالت
الجارية وتذيلت: تبخترت ساحبة ذيلها. قال طرفة
فذالت كما ذالت وليدة مجلس ... تري ربها أذيال سحل ممدد
وقال الطرماح:
إن الفؤاد هفا للبائن الغرد ... لما تذيل خلف العنس الخرد
(1/322)
وأذاله: أهانه. وذال بنفسه ذيلاً. وهو في
ذيل ذائل: في هون شديد. وأذال فرسه وغلامه: لم يحسن القيام عليهما
فهزلا وفسدا. و" إنه لأخيل من مذالة " وهي الأمة.
ومن المجاز: جرت بها الرياح ذيولها وأذيالها. وجاءنا أذيال من الناس
وذيول أي أواخر منهم. وثور ذيال، وفرس ذيال: طويل الذنب شبه ذنبه
بالذيل. ويقال: فرس طويل الذيل. قال ابن مقبل:
وكل علندي قصّ أسفل ذيله ... فشمر عن ساق وأوظفة عجر
وقد تذيل في استنانه: حرك ذنبه نشاطاً. وذيل كلامه تذييلاً، وتذيل في
كلامه وتسرح: تبسط فيه غير محتشم. وفلان طويل الذيل: غنيّ. وذالت حاله
وتذايلت: تواضعت. وذالت الحمامة: سحبت ذنبها. وأذالت المرأة قناعها:
أرسلته. وأذال ماله: ابتذله بالإنفاق، ولم يصنه. يقال: أذل مالك، يصن
عرضك.
ذ ي م
ذامه وذأمه: عابه. وهو مذيم ومذءوم. وهو يتقي الذيم والذام. وفي مثل "
لا تعدم الحسناء ذاماً ". وتقول: لايزال مذيماً، من لا يزال مضيماً؛
ومن احتمل الضيم، استحق الذيم.
(1/323)
|