أساس البلاغة

كتاب الشين
ش أش أ
شأشأت بالحمار إذا زجرته ليمضي أو يلحق أو دعوته إلى العلف.

ش أب
جاء شؤبوب من مطر وشآبيب. وتقول: جواد يعبوب، يكفيك من جوده شؤبوب.

ش أز
مكان شئز وشأز وشأس: خشن، وقد شئز المكان. وأشأزه الهم: أقلقه.

ش أف
شئفت رجله وشئفت إذا خرجت عليها الشأفة وهي قرحة، وقيل: تشققت مثل سئفت بالسين.
ومن المجاز: بينهم شأفة: عداوة. وقد شئفت له مثل شنفت له إذا شنفت له إذا شنئته. واستأصل الله تعالى شأفتهم: عداوتهم وأذاهم. قال الكميت:
ولم نفتأ كذلك كل يوم ... لشأفة واغرٍ مستأصلينا

ش أم
هو من أهل الشأم، ورجل شآم، وقد أشأم، وتقول: جمع بين المتفرق، وقرن المشئم بالمعرق. وقعد شأمة: يسرة. والشأم عن مشأمة القبلة و" هم أصحاب المشأمة ". وشائم بأصحابك: ياسر، واعتمد على رجله الشؤمى: اليسرى، ومضى على شؤمي يديه. وشئم فلان وهو مشئوم، وأصابهم بالشؤم والمشأمة، وجرى لهم الطائر الأشأم والطير الأشائم. قال:
فإذا الأشائم كالأيا ... من والأيامن كالأشائم
وقال زهير:
فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم ... كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم
أي غلمان طائر أشأم من كل مشئوم، وتشأمت به وتشاءمت.

ش أن
ما شأنك؟ وهذا شأن من الشأن، وكلفني شؤونك. وفاضت شؤونه وهي عروق الدمع.

ش أ
وعدا شأواً، وهو بعيد الشأو، وشأوته: سبقته، وتشاءوا.

ش ب ب
شببت النار: رفعتها. وشبّ الصبي شباباً، وقوم شبّان وشباب وشببة، وسقى الله تعالى عصر الشبيبة وعصور الشبائب، وتقول: كان عصر شبابي، أحلى من العسل الشبابي؛ منسوب إلى بني شبابة من أهل الطائف. وأشبه الله تعالى. وشب الفرس شباباً وشبيباً. وتقول: المرء في شبابه، كالمهر في شبابه.

(1/490)


ومن المجاز والكناية: شبت الحرب بينهم. وسمعت من يحي النار وهو يقول:
تشبّبي تشبّب النميمة ... تسعى بها زهراً إلى تميمه
وهو كقولهم: أوقد بالنميمة ناراً. قال عمر بن أبي ربيعة:
ليس كالعهد إذ علمت ولكن ... أوقد الناس بالنميمة ناراً
وشبّ الخمار وجهها، وهو شبوب لوجهها. والجوهر يشب بعضه بعضاً. و" لبس رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مدرعة سوداء فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: ما أحسنها عليك يشب سوادها بياضك وبياضك سوادها " أي يرفعه ويزيده. ورجل مشبوب: حسن الوجه. قال العجاج:
ومن قريش كل مشبوب أغر
وطلعت المشبوبتان أي الزهرتان وهما الزهرة والمشتري لحسنهما وإشراقهما. وقال الشاخ:
وعنس كألواح الإران نسأتها ... إذا قيل للمشبوبتين هما هما
وشب له كذا وأشب: رفع وأتيح. قال: يصف امرأة مذءوبة:
أشب لها القلوب من بطن قرقري ... وقد يجلب الشيء البعيد الجوالب
ولقيته في شباب النهار، وقدم في شباب الشهر. وقال مليح الهذليّ يصف ظعائن:
مكثن على حاجاتهن وقد مضى ... شباب الضحى والعيس ما تتبرح
وقصيدة حسنة الشباب وهو التشبيب. قال كثير:
إذا شبّبت في غير ابن ليلى ... عروض قصيدة بغض الشباب
وكان جرير أرق الناس شباباً. وكان أبو الحسن الأخفش يقول: الشباب قطيعة لجرير دون الشعراء، وشبب قصيدته بفلانة. قال عمر بن أبي ربيعة:
فبتلك أهذي ما حييت صبابة ... وبها الحياة أشبب الأشعارا
وأشب الله تعالى قرنك. وأشب فلان بنين إذا شب بنوه. وهو مشبوب الأظافر: محدّدها كأنها تلتهب لحدتها. قال:
صعب البديهة مشبوب أظافره ... مواثب أهرت الشدقين حساس

ش ب ث

(1/491)


تشبث به، وشابثه. وكأن فرنده مدارج شبثان وهو جمع شبث.

ش ب ح
لاح لي شبح: شخص، وهم أشباح بلا أرواح، و" أدق من شبح باطل " وهو الهباء، وقيل: الأسماء ضربان أسماء الأشباح وهي التي أدركتها الرؤية والحس، وأسماء الأعمال وهي التي لا تدركها الرؤية ولا الحس، وهو كقولهم: أسماء الأعيان وأسماء المعاني. وشبح الإهاب: مدّه بين الأوتاد، وشبحه وشبّحه بين العقابين. ورجل مشبوخ الذراعين، وشبح الداعي: مد يديه في الدعاء ورفعهما. قال جرير:
فعليك من صلوات ربك كلّما ... شبح الحجيج مبلدين وغاروا
هبطوا غور تهامة.
ومن المجاز: الحرباء يشبح على العود أي يمد يديد كالداعي.

ش ب ر
شبره يشبره: قدّره بشبره، وهو أشبر من صاحبه: أوسع شبراً.
ومن المجاز: هو قصير الشبر مقارب الخلق. قالت الخنساء:
معاذ الله ينكحني حبركي ... قصير الشبر من جشم بن بكر
وشبره مالاً وأشبره: أعطاه، والشبر العطاء وهو من الشبر كما قيل: الباع واليد: للكرم والنعمة. ومن لك بان تشبر البسيطة: لمن يتكلّف ما لا يطيق.

ش ب ط
قربوا إليهم شبابيط كالبرابط وهي سمك صغار الرءوس دقاق الأذناب عراض الأوساط، الواحد شبوط وشبه به البربط.

ش ب ع
رجل شبعان، وامرأة شبعى، وقوم شباع، وتقول: قوم إذا جاعوا كاعوا، وتراهم سباعاً إذا كانوا شباعاً، وقد شبع شبعاً، وأصاب شبعا لبطنه وهو القدر الذي يشبع منه، وتروّوا وتشبّعوا.
ومن المجاز: شبعت من هذا الأمر ورويت إذا مللته وكرهته. وأشبع الثوب صبغاً، وثوب شبيع الغزل: كثيره. وأشبع الرجل كلامه. وساق في هذا المعنى فصلاً مشبعاً. وكل ما وفّرته فقد أشبعته. وتشبع بأكثر مما عنده. وامرأة شبعى الوشاح والخلخال والدرع إذا كانت سمينة. وهذا بلد قد شبعت غنمه أي خصيب.

ش ب ق
تخرج المرأة تفلة فإن العبق، يهيج الشبق.

ش ب ك
اشتبكت الرياح، واشتبكت النجوم. وشبك أصابعه تشبيكاً. وشبك الأشياء فتشبكت، وشابك بينها فتشابكت. وشيء مشبك. ورأيته ينظر من الشباك. ونصبوا الشبكة والشبك والشباك، ورأيت على الماء الشباك وهم الصيادون بالشبك. قال الراعي:
أو رعلة من قطا فيحان حلأها ... من ماء يثربة الشباك والرصد
ومن المجاز: اشتبكت الأرحام، وبينهم أرحام مشتبكة ومتشابكة، وتقول: بينهما شبهة سبب، لا شبكة نسب؛ ولحمة شابكة. واشتبك الظلام. وهجمنا على شبكة وشباك وهي آبار متقاربة.

(1/492)


قال جرير:
سقى ربي شباك بني كليب ... إذا ما الماء أسكن في البلاد

ش ب ل
لبوة مشبل: معها أشبالها.
ومن المجاز: أشبلت فلانة بعد بعلها: صبرت على أولادها لم تتزوج، ومنه أشبلت عليه إذا عطفت، وتقول: هي في إشبالها، كاللّبوة على أشبالها.

ش ب م
ماء شبم. وغداة شبمة. ويوم شديد الشبم. وجعل الشبام ف يفم الجدي لئلا يرضع وهو عويد. ويقال: هو كالأسد المشبم. وشدت المرأة الشبامين: خيطي البرقع في قفاها. قال:
إذا أنا في عهد الشباب الرائع ... أجر برديّ إلى المصانع
هناك أغلي شبم البراقع

ش ب هـ
ماله شبه وشبه وشبيه، وفيه شبه منه، وقد أشبه أباه وشابهه، وما أشبههبأبيه. وفي الحديث " اللبن يشبه عليه " وتشابه الشيئان واشتبها، وشبّهته به وشبّهته إياه، واشتبهت الأمور وتشابهت: التبست لإشباه بعضها بعضاً. وفي القرآن المحكم والمتشابه. وشبه عليه الأمر: لُبّس عليه، وإياك والمشبهات: الأمور المشكلات. ووقع في الشبهة والشبهات. وعنده أواني الشبه والشبه. قال يصف ناقة:
تدين لمزرور إلى جنب حلقة ... من الشبه سواها برفق طبيبها

ش ب
وكأنهم شبا الأسنة وكأنه شباة سنان.
ومن المجاز: رجل شباة: سفيه. قال الأعشى:
فما أنا عما تفعلون بغافل ... ولا بشباةٍ جهله يتدفق
وفرس شباة: حديدة تمطو في العنان وتثب فيه. قال:
ومن دونها قوم حموها أعزة ... بسمر القنا والمرهفات البواتر
وكل شباة في اللجام كأنها ... إذا ضمها المشوار قدح المخاطر

ش ت ت
شت الشعب شتاتاً. وشتتهم الله تعالى فتشتتوا. وفرقهم البين المشت فتفرقوا شتّى وأشتاتاً. وقال معاوية: في الحيس طيبات جمعن من شتى. وصار جمعهم شتيتاً. وثغر شتيت: مفلج. وشتان ما هما، وشتان ما بينهما. قال:
شتان خلو نائم ... وهو على سهر مكب

ش ت ر
رجل أشتر وبه شتر وهو انقلاب الجفن الأسفل.

ش ت
ويوم شاتٍ، وليلة شاتية، وشتونا بمكان كذا، وهو مشتانا، وأشتوا: دخلوا في الشتاء،

(1/493)


وهذا وقت الشتاء والمشتاة. قال طرفة:
نحن في المشتاة ندعو الجفلى
وشتوة باردة، ومكان شتوي. قال ذو الرمة:
كأن الندى الشتوي يرفض ماؤه ... على أشنب الأنياب متسق الثغر

ش ث ن
رجل شثن الأصابع، وبنان شثن. قال امرؤ القيس:
وتعطو برخص غير شثن كأنه ... أساريع ظبي أو مساويك إسحل
وأسد شثن البراثن. قال الطرماح يصف كلباً:
معيد قمطر الرجل مختلف الشبا ... شرنيث شوك الكفّ شثن البراثن

ش ج ب
نشروا ثيابهم على المشاجب. وشجب فلان: هلك شجباً، وهو شجب وشاجب. قال عنترة:
فمن يك في قتله يمتري ... فإن أبا نوفل قد شجب

ش ج ج
شجّه في رأسه أو وجهه شجة منكرة. والشجاج عشر. وبينهم شجاج أي مشاجة قد شج بعضهم بعضاً. ورجل أشج بين الشجج: به شجة.
ومن المجاز: ما بالدار إلا نؤيٌ وشجيج القذال ومشجج وهو الوتد. قال:
أقوين إلا شجيجاً لا انتصار به ... بان الذين أصابوه ولم يبن
وأنشد سيبويه:
ومشجج أما سواء قذاله ... فبدا وغيب ساره المعزاء
وشج المفازة: قطعها. قال زهير:
يشج بها الأماعز وهي تهوي ... هويّ الدلو أسلمها الرشاء
وشجت السفينة البحر. وشج الشراب بالمزاج. وفلان يشج مرة ويأسو مرة إذا أخطأ وأصاب.

ش ج ر
واد شجير، وأرض شجرة: كثيرة الشجر، وهذه الأرض أشجر من هذه. وكنا في الشجراء وهي الجشر الملتف كالأجمة. وقد شاجر المال إذا فنى البقل فصار إلى الشجر يرعاه. وبعير مشاجر. واشتجر القوم وتشاجروا: اختلفوا، وبينهم مشاجرة، وشجر ما بينهم. وبات مرتفقاً ومشتجراً: من شجر الفم وهو مفتحه. والضاد من الحروف الشجرية. وشجرته

(1/494)


بالرمح: طعنته، وتشاجروا بالرماح. وفلان شجير وشطير: غريب. وتقول: ما رأيت شجيرين، إلا سجيرين: صديقين. وما شجرك عن كذا: ما صرفك. وشجروا فاه فأوجروه إذا فتحوه بعود.
ومن المجاز: هو من شجرة النبوّة. ومن شجرة طيبة. وما أحسن شجرة ضرعها أي شكله وهيئته.

ش ج ع
رجل شجاع وشجيع، وقوم شجعاء وشجعة وشجعان، وامرأة شجاعة وشجيعة، ونساء شجاعات وشجيعات وشجائع، وشجع شجاعة. وتشجعوا فحملوا عليهم. وما شجعك على هذا أي جرأك. وشاجعته فشجعته. وتقول: ما تغني عنك المساجعة، إذا طلبت منك المشاجعة. وامرأة شجعة وشجعاء: جريئة على الرجال في كلامها وسلاطتها.
ومن المجاز: نفثه الشجاع وهو الحية الجريئة الشديدة. وبه جوع شجاع. قال:
أردّ شجاع الجوع قد تعلمينه ... وأوثر غيري من عيالك بالطعم

ش ج ن
هو أخو شجن وأشجان وشجون وهي الهموم والحاجات التي تهم. وأنشد ابن الأعرابي:
من كان يرجو بقاء لا نفاد له ... فلا يكن عرض الدنيا له شجنا
وأنشد أبو زيد:
ذكرتك حيث استأمن الوحش والتقت ... رفاق من الآفاق شتّى شجونها
و" الحديث ذو شجون ": ذو شعب وبينهما شجنة رحم، والرحم شجنة من الله. والشجنة: الشعبة.

ش ج
وشجاه الهم شجوا. وأمر شاج: محزن. وبكى فلان شجوه، وبكت الحمامة شجوّها. وتشاجت فلانة على زوجها: تحازنت عليه. وشجي بالعظم وغيره شجي. قال:
في حلقكم عظم وقد شجينا
وتقول: عليك بالكظم، وإن شجيت بالعظم. ورجل شج. وفي مثل " ويل للشجي من الخلي " وروي مشدداً بمعنى المشجو، وعزي إلى الأصمعيّ وأنشد:
ويل الشجي من الخليّ فإنه ... نصب الفؤاد بحزنه مهموم

(1/495)


وقال أبو داود:
من لعين بدمعها موليه ... ولنفس بما عناها شجية
وأشجاه بكذا: أغصه به. قال:
إني أتاني خبر فأشجان ... أن الغواة قتلوا ابن عفان
خليفة الله بغير برهان
ومن المجاز: في حلقه شجاً ما ينتزع وهو ما يشجى به. قال سويد:
ويراني كالشجا في حلقه ... عسراً مخرجه ما ينتزع

ش ح ب
هو شاحب اللون وقد شحب وشحب شحوباً. قال:
تقول ابنتي لما رأتني شاحباً ... كأنك فينا يا أبات غريب
وقال أبو زيد: الشحوب في لغة بني كلاب: الهزال وأنشد:
بمنزلة أما اللئيم فسامن ... بها وكرام القوم باد شحوبها

ش ح ث
رجل شحاثٌ شحاذ وهو الملح في مسألته.

ش ح ج
شجني الشواحج بالضحى: الغبربان. ومراكبهم بنات شحّاج وهي البغال والحمير. والشحيج: ترجيع الصوت.

ش ح ح
هو يشح بماله. وهو يشاحني بكذا. وهما يتشاحان عليه أن لا يفوتهما. وقوم شحاح وأشحة على الخير. وعن نهار الضبابيّ: أوصى فلان بكذا في صحته وشحته. ورجل شحيح وشحاح. وخطيب شحشح: ماض في خطبته.
ومن المجاز: زند شحاح: لا يرى. وإبل شحائح: قليلات الدر. وأنشد الكسائيّ:
تروح علينا ثلّة في ضروعها ... نحاء تروّى كل غاد ورائح
يوفين أرفاداً ويملأن بعدها ... أساقي ليست بالبكاء الشحائح

ش ح ذ
سكين شحيذ.
ومن المجاز: فلان يشحذ الناس: يسألهم ملحاً عليهم. وهو شحاذ. ورأيته يتشحذ. وشحذته ببصري: حدجته. ووابل شحاذ: ملح. واشحذ له غرب ذهنك. وهذا الكلام مشحذة للفهم.

ش ح ر
كأنه العنبر الشحري: منشوب إلى شحر عمان وهو ساحله.

ش ح ط
منزل شاحط. ولا أنساك على شحط الدار. والقتيل يتشحّط في الدم. والولد يتشحط في السلي: يضطرب. وتقول: ما أرنّ الشوحط، إلا خرّ يتشحط؛ وهو من شجر القسيّ.

ش ح م
هو لحيم شحيم، شحم، شاحم،

(1/496)


مشحم، شحام: سمين، محبّ للشحم، مطعم له، مستكثر منه، بيّاع له.
ومن المجاز: علقت القرط في شحمة أذنها استعيرت لتلك اللحمة للينها. وكأن بنانها شحمة الأرض وهي دود لطيف. وهم بشحم الكلى أي في نعمة وخصب. قال الأعشى:
وكانوا بشحم الكلى قبلها ... فقد جرّبوها لمرتادها
الضمير للحرب. وعن ابن الأعرابي: لقيت الأصمعي بشحم كلاه أي بجن نشاطه. وفلان يلوك الجود شحمة ماله. وقال أبو نواس:
فتىً لا تلوك الخمر شحمة ماله ... ولكن أياد عود وبوادي

ش ح ن
شحن السفينة: ملأها وأتمّ جهازها كلّه " في الفلك المشحون " وبينهما شحناه: عداوة، وهو مشاحن لأخيه. ويقال: للشيء الشديد الحموضة: إنه ليشحن الذباب أي يطرده.

ش ح
وشحا فاه: فتحه، وشحا فوه بنفسه، وشحا اللجام فم الفرس، وجاءت الخيل شواحي: فواغر، وتقول: شحا فاه، فحسا لهاه، ومنه فرس بعيد الشحوة وهي سعة الخطو وبعد الوثوب.
ومن المجاز: إناء واسع الشحوة أي الجوف. ورجل بعيد الشحوة في مقاصده. قال:
رميت بالنفس بعيد الشحوه ... ثم توكلت على ذي القوة

ش خ ب
شخبت اللقاح وشخبت اللبن: حلبت، أشخب وأشخب، وانشخب اللبن انشخاباً. وفي مثل " شخب في الإناء وشخب في الأرض " لمن يصيب ويخطيء وهو ما يمتد من اللبن كالخيط عند الحلب وهو فعل بمعنى مفعول كالخبز والقوت.
ومن المجاز: أوداجه تشخب دماً كأنها تحلبه.

ش ح ت
هو شخت وشخيت: دقيق، وقوائمه شخات.
ومن المجاز: فلان شخت الخلق: دنيّه. قال:
أقاسيم جزأها صانع ... فمنها النبيل ومنها الشخت

ش خ خ
شخّ ببوله: أرسله بصوت.

ش خ س
تشاخس فوه إذا اختلفت أسنانه، وشاخس فاه الدهر ودلك عند الهرم. وكرف الحمار ثم شاخس إذا فتح فاه رافعاً رأسه بعد شم الروثة.
ومن المجاز: فلان أخلاقه متشاكسه، وأفعاله متشاخسة.

ش خ ص
رأيت أشخاصاً وشخوصاً، وامرأة شخيصة، كقولك: جسيمة. وشخص من مكانه، وأشخصته.

(1/497)


ومن المجاز: شخّص الشيء إذا عينه، وشيء مشخص، وشخص بصر الميت، وشخص إليك بصري، والأبصار نحوك شاخصة وشواخص، وتقول: سمعت بقدومك فقلبي بين جناحيّ راقص، وبصري تحت حجاجيّ شاخص. وشخص بفلان إذا ورد عليه أمر أقلقه. وأشخص فلان بفلان إذا اغتابه. وأشخصت له في المنطق إذا تجهمته، ومنطق شخيص: فيه تجهم. وأشخص الرامي إذا جاز سهمه الغرض من أعلاه، وأشخص بسهمه وأشخص سهمه، وقد شخص السهم، وسهم شاخص. ورمي بالشاخصات. قال حميد بن ثور:
تغلغل سهم بين صدّين أشخصت ... به كف رام وجهةً لا يريدها
وقال آخر:
لها أسهم لا قاصرات عن الحشا ... ولا شاخصات عن فؤادي طوالع ش د خ
شدخ الشيء الأجوف أو الرخص إذا كسره أو غمزه، ويقال: شدخ الرأس والحنظل، وشدخ البسر فانشدح، وحنظل وبسر مشدخ، وعندهم المشدخ وهو بسر يغمز وييبس للشتاء. وغلام شادخ: شاب. وغرة شادخة: غشت الوجه من الناصية إلى الأنف.
ومن المجاز: شدخ دماءهم تحت قدمه: أبطلها، ومنه قيل ليعمر بن الملوح الذي حكم بين خزاعة وقصيّ حين اقتتلوا فأبطل دماء خزاعة وقضى بالبيت لقصيّ: الشداخ، وله يقول قصيّ:
إذا خطرت بنو الشداخ حولي ... ومد البحر من ليث بن بكر

ش د د
رجل شديد وشديد القوى، وقوم شداد وأشداء. وشد العقدة فاشتدت. " فشدوا الوثاق ": وشده الله: قواه يشده فاشتد، ويقال: شد الله منك. وهو شديد على قومه، وقد شدد عليهم. ومن شدد شدد الله تعالى عليه. ورجل شديد مشد: شديد الدابة. وأشد القوم. وهذا مشد العصابة. وشاده: قاواه " ومن يشاد الدين يغلبه ". وشدّ في العدو واشتدّ. وأتاني شداً. قال:
وبقي الهيق يشد شدّاً ... يكاد عنه الجلد أن ينقدّا
وامش في شدة الأرض وصلابتها. وقاسيت من فلان الشدة. وبلغ أشده. وفلان شديد ومتشدد: بخيل، وفيه شدة وتشدد. وأتانا شد النهار وشد الضحى وهو ارتفاعه. وشدوا عليهم شدة صادقة. قال خداش بن زهير:
يا شدة ما شددنا غير كاذبة ... على سخينة لولا الليل والحرم

ش د ق
هو أشدق: واشع الشدقين وهما نهيتا

(1/498)


الفم من الجانبين. وتقول: غضبوا فانقلبت أحداقهم، وأزبدت أشداقهم. ورجل أشدق: واسع الشدق، وقوم شدق، وفيهم شدق.
ومن المجاز: خطيب أشدق: مفوه كليم. ومنه قيل لعمرو بن سعيد: الأشدق، وتشدق في كلامه: تشبه بالأشدق تفصحاً. ونزلوا بشدق الوادي. ونزلنا بشدق العراق: بناحيته. وأقبل سيل فأفعم أشداق الأودية.

ش د ن
جارية كأنها شدن: ظبي. وقد شدن أي ترعرع. وظبية مشدن، وقد أشدنت. وناقة شدنية. وشدن بلد أو فحل.

ش د هـ
هو مشدوه: مسغول مدهوش، وهو في مشاده: في مشاغل.

ش د
وشدا من العلم شيئاً وهو شاد، وأخذ منه شداً: طرفاً وذرواً. قال:
فاطم ردي لي شداً من نفسي
وكذلك شداً من الغناء، ثم قيل للمغني: الشادشي، وهو يشدو بكذا: يغنّي به، وذكره يشدو به الشداه، ويحدو به الحداه.

ش ذ ب
شذب الشجرة. ونخل مشذب، وطار عن النخل شذبه وهو ما قطع عنه.
ومن المجاز: فرس مشذب: طويل استعير من الجذع المشذب. قال يصف فرساً:
بمشذب كالجذع صا ... ك على حواجبه خضابه
يعني دم الصيد. وفي الأرض شذب من كلأ: بقية منه. وبقي عنده شذب من مال. وما بقي له إلا شذب من العسكر. وتشذب القوم: تفرقوا.

ش ذ ذ
شذ عن الجماعة شذوذاَ: انفرد عنهم. وهو من شذاذ القوم: من الذين هم فيهم وليسوا منهم. وجاءني شذان الناس: متفرقوهم.
ومن المجاز: هو شاذ عن القياس. وهذا مما شذ عن الأصول. وكلمة شاذة. وأصابه شذان الحصى: ما تفرق منه.

ش ذ ر
التقط الشذر من المعدن والشذور. وتشذر القوم وغيرهم: تفرقوا. وذهبت غنمك شذر مذر. وأقبل يتشذّر. يتهدّد. ولبست الجارية شوذرها: إتبها. قال:
كأن إذا استقبلته أجنحاته ... شواذر جافتها ثديٌّ نواهد

ش ذ
والسفيه وأذاه، كالكلب وشذاه؛ وهو ذبانه.
ومن المجاز: لقيت منه الأذى والشذا، وضرمت شذاته واضطرمت إذا اشتدّت أذاته. قال الطرماح:
لعل حلومكم تأوي إليكم ... إذا شمرت واضطرمت شذاتي
وقال:
ضرم الشذاة على الحمي ... ر إذا غدا صخب الصلاصل
وضرم شذاه إذا اشتد جوعه. ونامت شذاته وماتت شذاته إذا كفي شرّه، والأصل شذا الكلب: ذبابه وهو مؤذ.

ش ر ب

(1/499)


شرب الماء والعشل والدواء. ورجل شروب وشريب، وهو من الشرب. وسقاني بالمشربة وهي الإناء، وهذا مشرب القوم ومشربتهم، ومنه قيل للغرفة: المشربة لأنهم كانوا يشربون فيها وهي مشاربهم. وطعام ذو مشربة: من أكله شرب عليه. وهو شريبي: لمن يشاربك. وماء شروب: يصلح للشرب مع بعض كراهة، وله شرب من الماء. ومررت بالشاربة وهم الذين مسكنهم على ضفة النهر.
ومن المجاز: قول ذي الرمة:
إذا الركب راحوا راح فيها تقاذف ... إذا شربت ماء المطيّ الهواجر
و" أشربتني ما لم أشرب " إذا ادّعى عليه ما لم يفعل. وأشرب الثوب حمرة، وفيه شربة من الحمرة. وأشرب حب كذا، " وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ". وقال زهير:
فصحوت عنها بعد حب داخل ... والحب يشربه فؤادك داء
وشرب ما ألقى عليه شرباً إذا فهمه، يقال: اسمع ثم اشرب. والثوب يتشرب الصبغ: يتنشفه. ويقول الرجل لناقته: لأشربنك الحبال والنسوع. وأشربوا إبلكم الأقران: أدخلوها فيها وشدّوها بها. قال:
فأشربتها الأقران حتى أنختها ... بقرح وقد ألقين كل جنين
وقال أبو النجم:
يرتج منها تحت كفّ الذائق ... مآكم أشربن بالمناطق
وشرب السنبل الدقيق إذا جرى فيه، ويقال للسنبل حينئذ: شارب قمح بالإضافة. وأكل فلان مالي وشربه. و" أكل عليه الدهر وشرب ". قال الجعدي:
سألتني عن أناس هلكوا ... شرب الدهر عليهم وأكل
وسمعت من يقول: رفع يده فأشربها الهواء ثم قال بها على قذالي. وقال الراعي:
إذا شرب الظمءُ الأداوى ونضبت ... ثمائلها حتى بلغن العزاليا
ذهبت بقايا مائها. وللسيف شاربان وهما الأنفان في أسفل قائمه. واشرأب له إذا رفع رأسه كالمقامح عند الشرب. ويقال للمنكر الصوت: سخب الشوارب يشبه بالحمار وهي عروق الحلقوم.

(1/500)


قال أبو ذؤيب:
صخب الشوارب لايزال كأنه ... عبد لآل أبي ربيعة مسبع

ش ر ج
عقد شرج العيبة: عراها، وأشرجها. وخباء مشرج. وهذا شرجه وشريجه: لدته. قال يوسف بن عمر: أنا شريج الحجاج. وإذا شق العود بنصفين فأحدهما شريح الآخر. وأصبحوا في هذا الأمر شرجين: فرقتين. وشرّج الشيء: مزجه وجعله شريجين: لونين. قال أبو ذؤيب:
قصر الصبوح لها فشرج لحمها ... بالنّيّ فهي تتوخ فيها الإصبع
وشرج اللبن: نضده. ورجل أشرج: له خصية واحدة.
ومن المجاز: المؤمن بي شريجي غم وسرور. وأشرج صدره على كذا.

ش ر ح
شرح الله تعالى صدره للإسلام، وانشرح صدره. وشرح اللحم وشرحه، وأخذ شريحة من اللحم وشرائح.
ومن المجاز: شرح أمره: أظهره. وشرح المسئلة. بيّن جوابها. وشرح المرأة: أتاها مستلقية، ومنه: غطت مشرحها أي فرجها. قال دريد بن الصمة:
فإنك واعتذارك من سويد ... كحائضة ومشرحها يسيل
يعني أنك تتبرأ من دمه وأنت متدنس به. وفلان يشرح إلى الدنيا. ومالي أراك تشرح إلى كل دنيّة وهو إظهار الرغبة إليها.

ش ر خ
هو في شرخ الشباب: في ريعانه. وهو شرخي: لدتي. وصبيّ شارخ: حدثٌ. قال الأعشى:
وما إن أرى الدهر في صرفه ... يغادر من شارخ أو يفن
ولايزال فلان بين شرخي رحله إذا كان مسفاراً. ووضع الوتر بين شرخي الفوق وهما زنمتاه. وشرح ناب البعير: شق. وخرجوا وفي أيديهم الشروخ، جمع شرخ وهو بالفارسية: ناجح.

ش ر د
بعير شارد وشرود، وإبل شرد وشرد، وبه شراد، وشردته، وشرد عني فلان: نفر، وهو طريد شريد، ومطرد مشرد، وقد شردته عني وشردت به. وتقول: حسبتك راشداً، فوجدتك شارداً.
ومن المجاز والكناية: قافي شرود: عاثرة في البلاد، وقواف شرد وشرد. قال:
شرود إذا الراوون حلّوا عقالها ... محجلة فيها كلام محجل

(1/501)


وقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لخوّات " أما يشرد بك بعيرك ". فقال: أمّا منذ قيّده الإسلام فلا.

ش ر ر
شر فلان يشر شرارة، وهو شرير. ونار ذات شرار وشرر، وطارت منها شرارة وشررة، وتقول: كان أبوك نار شرارة، وأنت منها شراره. وشرّه في الشمس وأشره وشرره وشرشره: بسطه. وضربه الكلب بشراشر ذنبه وهي أطرافه، وما تشرشر منه أي تفرق. قال ابن هرمة:
فعوين يستعجلنه ولقينه ... يضربنه بشراشر الأذناب
ومن المجاز: ألقى عليه شراشيره إذا حرص عليه وأحبه. قال ذو الرمة:
وكائن ترى من رشده في كريهة ... ومن غيةٍ تلقى عليها الشراشر
وأشرّ الأمر: أظهره.

ش ر س
فيه شكاسة وشراسة، وهو عسر شرس. ومارسه فشارسه، وهو ذو شراس وشريس، وقد لان شريسه. قال:
قد علمت عمرة بالغميس ... أن أبا المسوار ذو شريس
وله نفس شريسة: قال:
فظلت ولي نفسان نفس شريسة ... ونفس تعنّاها الفراق جزوع

ش ر ط
شرط عليه كذا واشترط، وشارطه على كذا، وتشارطا عليه، وهذا شرطي وشريطتي. وطلع الشرطان: قرنا الحمل وذلك في أول الربيع. ونوء أشراطي. قال:
من باكر الأشراط أشراطي
ومن ثم قيل لأوائل كل شيء يقع أشراطه، ومنه أشراط الساعة، ومنه: أشرط إليه رسولاً إذا قدّمه وأعجله. يقال: أفرطه وأشرطه. وهؤلاء شرطة الحرب: لأول كتيبة تحضرها. قال يرثي أخاه:
ألا لله درك من ... فتى قومٍ إذا رهبوا
فكان أخي لشرطتهم ... إذا يدعى لها يثب
ومنه: صاحب الشرطة، والصواب في الشرطي سكون الراء نسبة إلى الشرطة والتحريك خطأ لأنه نسب إلى الشرط الذي هو جمع. وأشرط نفسه وما له في هذا الأمر إذا قدّمها.

(1/502)


قال أوس يصف فرساً:
فأشرط فيها نفسه وهو معصم ... وألقى بأسباب له وتوكلا
وهو من شرط الناس والمال وأشراطهم. ويقال للجالب: هل في حلوبتك شرط قال: لا، كلها لباب. وقد تشرط فلان في عمله إذا تتوق وتكلّف شروطاً ما هي عليه. وشدّه بالشريط والشرط وهي خيوط من خوص. وشرطه الحجام بمشرطه، وتقول رب شرط شارط، أوجع من شرط شارط.

ش ر ع
عمل بالشرع والشريعة والشرعة، وشرع الله تعالى الدين. وشرع في الماء شروعاً، وورد المشرع والشريعة. والشرائع نعم الشرائع من وردها رويَ إلا دويَ. وأشرعت الماعشية وشرعتها. وشرع الباب إلى الطريق، وأشرعته. والناس فيه شرع: سواء. و" شرعك ما بلغك المحل " وركبوا فيها فمدّوا الشرع، وضربوا الشرع؛ وهي الأوتار الواحدة شرعة.
ومن المجاز: مدّ البعير شراعه إذا مدّ عنقه شبهت بشراع السفينة، وبعير شراعي العنق وشراعيها. قال:
شراعية الأعناق تلقى قلوصها ... قد استلأت في مسك كوماء بازل
أي هي في بدن البازل وجسامتها وهي قلوص. ثم قيل: رمح شراعيّ: طويل.

ش ر ف
علا شرفاً من الأرض، وعلوا أشرافاً وهو المكان المشرف، وحلّوا مشارف الأرض: أعاليها، ومنه: شارف الشأم. واستشرف الشيء: رفع رأسه ينظر إليه. قال مزرد:
تطاللت فاستشرفته فرأيته ... فقلت له آأنت زيد الأراقم
وصعد مستشرفاً: عالياً. ومدينة شرفاء، ومدائن شرف: ذوات شرف، وشرفت المدينة. وأذن شرفاء: طويلة القوف. ومنكب أشرف: له ارتفاع حسن. ورجل أشرف: خلاف الأهدإ. وحارك شريف: رفيع. قال:
ويحملني في الروع أجرد سابح ... ممر ككر الأندريّ سنوف
إذا واضح التقريب أخّر سرجه ... له حارك عال أشم شريف
ومن المجاز: لفلان شرف وهو علو المنزلة، وهو شريف من الأشراف، وقد شرفت فلاناً وشرفت عليه فهو مشروف ومشروف عليه. وشرّفه الله تعالى. وتشرف بنو فلان: قتل شريفهم. قال عبد الرحمن بن حسان:
ألم تر أن القوم أمس تشرفوا ... بأغلب عود لا دنيّ ولا بكر
وفي الحديث " أمرنا أن تستشرف العين

(1/503)


والأذن " يعني في الأضاحي أي تتفقد وتتأمل فعل الناظر المستشرف أو تطلبا شريفتين بسلامتهما من العيوب. وناقة شارف: عالية السن، وقد شرفت وشرفت شروفاً، ونوق شرف وشوارف. قال ذو الرمة:
قلائص ما تنفك تدمى أنوفها ... على منزل من عهد خرقاء شاعف
كما كنت تلقى قبل في كل منزل ... أقامت به ميّ فتيٍّ وشارف
وهو من مجاز المجاز. وبعير عظيم الشرف وهو السنام، وإبل عظام الأشراف. وقال الراعي:
لم يبق نصي من عربكتها ... شرفاً يجن سناسن الصلب
وقال:
أسعيد إنك في بني مضر ... شرف السنام وموضع القلب
وقطع شرفه وأشرافهم: أنوفهم، ويقال: قطع أشرافه. قال عدي:
كقصير إذا لم يجد غير أن جد ... ع أشرافه لمكر قصير
وهو على شرف من كذا إذا كان مشارفاً يقال في الخير والشر: وأشرف على الموت وأشفى عليه. وأشرفت نفسه على الشيء. حرصت عليه وتهالكت. قال الكميت لمسلمة بن هشام:
وعليك إشراف النفو ... س غداو إلقاء الشراشر
يعني يحرص الناس على بيعتك بالخلافة. وشارف البلد. وساروا إليهم حتى إذا شارفوهم. وهذا شرفة ماله، وهذه شرفة أموالهم: لخيارها. وفرس مشترف: سامي النظر سابق. قال جرير:
من كل مشترف وإن بعد المدى ... ضرم الرقاق مناقل الأجرال

ش ر ق
شرقت الشمس شروقاً: طلعت، وأشرقت: أضاءت، ويقال: طلع الشرق والشارق: للشمس، وتقول: لا أفعل ذلك ما ذرّ شارق، وما درّ بارق. وقعدوا في المشرقة، وتشرقوا. قال:
وما العيش إلا نومة وتشرق ... وتمر كأكباد الجراد وماء
ونظر إليّ من مشريق الباب وهو الشق الذي تقع فيه

(1/504)


الشمس. وشجرة شرقية: تطلع عليها الشمس من شروقها إلى نصف النهار. وهو يسكن شرقيّ البلد وغربيّه وشرّق اللحم في الشمس، ومنه: أيام التشريق. وخرجوا إلى المشرق: المصلى. وشرق وغرب. وشرق بالربق وبالماء، وأخذته شرقة كاد يموت منها. وما دخل شرق فمي شيء أي شق فمي، من شرق الشيء إذا شقه، ومنه: شرقت الثمرة إذا قطفتها. ويقولون في النداء على الباقلي: شرق الغداة طريّ أي قطف الغداة.
ومن المجاز: جفنه شرق بالدمع. وشرق بهم الوادي. كما تقول: غص. وثوب شرق بالجاديّ، وأشرقته بالصبغ، وهو مشرق حمرة، ومنه: لحم شرق: أحمر لا دسم عليه. وأشرقت فلاناً بريقه إذا لم تسوغ له ما يأتي من قول أو فعل. ورجل مشراق إذا كان ذلك عادته. قال مضرس:
وعوراء قد قيلت فلم أسمع لها ... ولم أك مشراقاً بها من يجيزها
وشرق ما بينهم بشرّ إذا وقع الشر بينهم. وشرقت الشمس: خالطتها كدورة.

ش ر ك
شركته فيه أشركه، وشاركته، واشتركوا، وتشاركوا، وهو شريكي، وهم شركائي، ولي فيه شركة وشرك، وأشركه في الأمر. وأشرك بالله تعالى، وهو من أهل الشرك. وطريق مشترك. ورأي وأمر مشترك. قال زهير يصف ظعناً:
ما إن يكاد يخليهم لوجهتهم ... تخالج الأمر إن الأمر مشترك
ورأيت فلاناً مشتركاً إذا كان يحدث نفسه كالموسوس. ونصب الصائد الشركة والشرك والأشراك. وشرك النعل، وأصلحوا شكر نعالكم.
ومن المجاز: مضوا على شراك واضح. وقال السمهري العكليّ:
طواها اعتقال الرجل في مدلهمة ... إذا شرك الموماة أودى نظامها
هو وضع الرجل قدّام الواسطة كالوروك.

ش ر م
شرمه فانشرم: قطعه قطعاً يسيراً. ورجل أشرم: مشروم الأرنبة. وجاء أبرهة حجر فشرم أنفه فسمي الأشرم. وارأة شريم: مفضاة. وقال:
يوم أقيمي بقّة الشريم ... أفضل من يوم احلقي وقومي
أي يا واسعة الحر الشريم، وروي:
يوم أديم بقّة الشريم
من قولهم: كلّفني أديم بقّةٍ وهو الأمر الشديد. ومصحف قد تشرمت حواشيه: تمزقت.

ش ر هـ
شره على الطعام: حرص عليه، وهو شره.

ش ر و

(1/505)


ماله شروى: مثل، وهو وهي وهما وهم وهنّ شرواك. قالت الخنساء:
أخوان كالصقرين لم ... ير ناظر شرواهما
ورأيت سِرياً، ركب شَرياً؛ فرساً مختاراً. وهو أحلى من الأرى، وأمر من الشرى. وكأنهم أسود الشرى وهو جانب الفرات. ودخلوا أشراء الحرم: نواحيه. وأصابه الشرى، وقد شري جلده، وشري غضباً: استشاط، وهما تشاريان: يتغاضبان. وشرى الفرس في لجامه والبعير في زمامه: مده وجذبه. وشريَ البرق: كثر لمعانه. وأنشد الأصمعي:
ترى البرق لم يغتمض ليلة ... يموت فواقاً وسشرى فواقاً
وشري الشر بينهم. وأغربت بين القوم وأشريت. واستشرى البعير عراً. واستشرى في الأمر وفي العدو: لج فيه.
ومن المجاز: " اشتروا الضلالة بالهدى ": استبدلوه " يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ".

ش ز ب
فرس شازب، وخيل شرّبٌ، وقد شربت شزوباً وهو الضمر واليبس. قال طرفة:
وقناً سمر وخيل شزب ... ضمر من طول تعلاك اللجم
ورجل شاحب شازب: شديد النحافة.

ش ز ر
حبل مشزور: مفتول ممايلي اليسار وهو أشد لفتله. وطحن بالرحى شزراً وبتاً: إدارة عن يمين ويسار. قال:
ونطحن بالرحى شزراً وبتاً ... ولو نعطى المغازل ما عيينا
وطعن شزر: من ناحية ليست على سجيحة. ونظر إليه شزراً وهو نظر في إعراض كنظر المباغض.

ش ز ز
فيه كزازة وشزازة: يبس شديد لا ينقاد للتثقيف.

ش ز ن
نزلوا شزناً من الأرض: غلظاً. قال الأعشى:
تيممت قيساً وكم دونه ... من الأرض من مهمهٍ ذي شزن
وهو في شزن من العيش. وتشزن له: تخشن في الخصومة وغيرها. وتشزن عليه: تعسر. وتشزن للسفر: تهجهز له. ورماه عن شزن وشزن:

ش س ع

(1/506)


أدنى من اشسع. قال:
وأدنى إلى المرء من شسعه ... وأبعد وصلاً من الكوكب
وشسع النعل: جعل لها شسوعاً. وسفر شاسع، وقد شسع شسوعاً.
ومن المجاز: له شسع من المال: قليل منه، وقيل: ذهب بشسع ماله: بأكثره. قال بعض بني سعد:
عداني عن بنيّ وشسع مالي ... حفاظ شفني ودم ثقيل
ورجل شسع مال: قائم عليه لازم لرعيته. ونزلنا بشسع من الوادي: بطرف منه، ورأيتهم حلولاً بشسعي الدهناء: بطرفها. وشسع بعض أعضائه من الثوب: نتأ. قال بلال بن جرير:
لها شاسع تحت الثياب كأنه ... قفا الديك أوفى غرفةً ثم طرباً

ش س ف
بعير شاسف: قاحل. قال لبيد:
تتقي الريح بدف شاسف ... وضلوع تحت صلب قد نحل

ش ط أ
شاطأت صاحبي إذا مشيت على شاطيء وهو على آخر. وأشطا الشجر والنبات: أخرج شطأه وهو ما ينبت حواليه. وتقول: طال أشاؤه، وكثرت أشطاؤه.

ش ط ب
لها قد كالشطبة وهي اسعفة الخضراء. وأعطني شطبة من السنام ومن الأديم وهي قطعة تقطع طولاً، وشطبته: قطعته طولاً. وسيف مشطب وذو شطب وهي طرائقه.
ومن المجاز: جارية شطبة، وغلام شطب إذا كانا تارّين. وقال ذو الرمة:
بطعن كتضريم الحريق اختلاسه ... وضرب بشطبات صوافي روانق
وأرض مشطبة: قد خط فيها السيل.

ش ط ر
أخذ شطره، وشطرت الشيء: جعلته شطرين. ومنه: مشطور الرجز. وشطر بصره ونظره: كأنه ينظر إليك وإلى آخر. وثوب مشطور: أحد طرفيه أطول من الآخر. وشاطرته مالي. و" حلب الدهر أشطره ". وولده شطرة: نصف ذكور ونصف إناث. وإناء شطران: نصفان. وشعر شطران: سواد وبياض. وحي شطير ومنزل شطير: بعيد. ورجل شطير: منفرد. قال:
لا تتركني فيهم شطيراً ... إني إذاً أهلك أو أطيرا
وقصد شطره: نحوه. وفلان شاطر: خليع. وشطر على أهله: راغمهم.

ش ط ط
شطّت الدار. وعقبة شاطة، وقد شطت شطوطاً. وأشط في السوم واشتط. و" لا وكس ولا

(1/507)


شطط ". وأشط في الحكم، " ولا تشطط ". وأشطوا في طلبه: أمعنوا. وجارية شاطة: مقدودة، وحسنة الشطاط وهو القوام.
ومن المجاز: أخذ شطي السنام: شقبه.

ش ط ن
شطنت الدار. ونوى شطون. وعندي شطن قوي وهو الحبل الطويل يستقى به وتربط به الدابة، وكأنه شيطان، في أشطان. و" إنه لينزو بين شطنين " وهو الفرس يستعصي فيشد بحبلين من جانبين ويشبه به الأشر. وشيطن فلان وتشيطن، وفيه شيطنة.
ومن المجاز: بئر شطون: بعيدة القعر. وركبه شيطانه إذا غضب. وعن أبي الوجيه العكليّ: كان ذلك حين ركبني شيطاني، قيل: وأي الشياطين تعني؟ قال: الغضب. قال منظور ابن رواحة:
ولما أتاني ما يقول ترقصت ... شياطين رأسي وانتشين من الخمر
وقال ابن ميادة:
فلما أتاني ما تقول محارب ... بعثت شياطيني وجن جنونها
ونزع شيطانه: كبره. وكأنه شيطان الحماطة وهو الداهية من الحيات.

ش ط
وجاءت تسحب ثياباً شطويّه، وتمشي مشية قطويّه، وشطاة: بلد تنسج فيه ثياب الكتان، ومشية القطاة مستملحة. قال:
ودفعتها فتدافعت ... مشي القطاة إلى الغدير
ش ط ط
شظظت الغرارة إذا أدخلت الشظاظين في العروتين، كما تقول: زررت القميص إذا أدخلت الزر في العروة. و" ألصّ من شظاظ " وهو لص كان في الجاهلية صلب في الإسلام. وأشظ: أنعظ.

ش ظ ف
هو في شظف من العيش. قال ابن الرقاع:
ولقد لقيت من المعيشة لذةً ... ولقيت من شظف الأمور شدادها
وفي خلقه شظف. وأنه لشظف الخلق. قالت عبلة العبسية:
لقد منيت ببعل غير ذي شظف ... جل قواه كريم زنده واري
وأرض شظفة: خشناء. وعود شظف: متكسر، وهم يتشظفون المليل: يتكسرونه.

ش ظ م

(1/508)


فرس ورجل شيظم، وفتيان شياظمة: طوال جسام.

ش ظ ي
فرس سليم الشظى وهو عظيم لازق بالوظيف، وشظى الفرس: دوى شظاه. وطارت شظية من عود أو قصبة أو عظم: شقة، وتشظى العود: تشقق، وشظيته. قال أبو النجم:
سمر تشظى جندل الإكام
وفي الحديث " لما أراد الله أن يخلق لإبليس نسلاً وزوجة ألقى عليه الغضب فطارت منه شظية من نار فخلق منها امرأته ".
ومن المجاز: تشظى القوم: تفرقوا. وقال الطرماح:
تتشظى عنه الضراء فما ... تثبت أغماره ولا صيده أي الكلاب عن الثور. وشظيتهم. قال:
وردهم عن لعلع وبارق ... ضرب يشظيهم عن الخنادق
وتشظى الصدف عن اللؤلؤ. قالت:
يا من أحسّ بنيّ اللذين هما ... كالدرّتين تشظّى عنهما الصدف

ش ع ب
شعب الشعاب القدح، وله مشعب جيد وهو مثقبه. وتقول: أشعبه فما ينشعب. وشعبه: صدعه فانشعب، وانشعب الطريق والنهر. وظبي أشعب: متباين القرنين جداً، وظباء شعب. وتشعبتهم الفتنة. وشعب الرجل أمره. وشعبته المنية، ونشطته شعوب والشعوب. وقطع شعبة من الشجرة. وهذه عصا في رأسها شعبتان. وذهبوا في شعاب مكة: والعرب شعوب. وفلان شعوبي ومن الشعوبية وهم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم.
ومن المجاز: التأم شعب بني فلان وشت شعبهم. قال الطرماح:
شت شعب الحي بعد التئام ... وشجاك اليوم ربع المقام
وأنا شعبة من دوحتك، وغصن من سرحتك. وفرس منيف الشعب وهي أقطاره كرأسه وحاركه وحجباته. قال:
أشم خنذيذ منيف شعبه
وترادفت عليه نوب الزمان وشعبه وهي حالاته. وقعد بين شعبتيها: بين رجليها. وقبض عليه بشعب يده وهي أصابعه. واغرز اللحم في شعب السفود. قال ذو الرمة:
وذي شعب شتّى كسوت فروجه

ش ع ث
رجل أشعث، وامرأة شعثاء، وبه شعث

(1/509)


وهو انتشار الشعر وتغيره لقلة التعهد.
ومن المجاز: قولهم للوتد: أشعث، لتشعث رأسه وشعث رأس السواك. ولم الله تعالى شعثكم، وجمع شعبكم، ولم الله تعالى شعوثكم. قال الطرماح:
ولمهم شعوث الحي حتى ... يصير معاً معاً بعد الشتات
وتشعث القوم: تفرقوا. وشعث مني فلان إذا غضّ منك. وشعثت من فلان شيئاً إذا انتشت منه. وشعثه بخير: أصابه به.

ش ع ذ
فلان شعوذي ومشعوذ ومشعبذ، وعمله الشعوذة والشعبذة وهي خفة في اليد وأخذ كالسحر، وقيل للبريد: الشعوذي لخفته، وتقول: رأيته يعوذن ويشعوذ.

ش ع ر
المال بيني وبينك شق الأبلمة وشق الشعرة. ورجل أشعر وشعراني: كثير شعر الجسد، ورجال شعر، ورأى فلان الشعرة: الشيب. والتقت الشعرتان، ونبتت شعرته: شعر عانته. وأشعر خفّه وجبته وشعرهما. وخف مشعر ومشعور: مبطن بالشعر. وميثرة مشعرة: مظهرة بالشعر. وأشعر الجنين. نبت شعره. وما أحسن ثنن أشاعره وهي منابتها حول الحوافر. وعليه شعار عليهم شعر، وأشعره: ألبسه إياه فاستشعره. وشعرت المرأة وشاعرتها: ضاجعتها في شعار. ولبني فلان شعار: نداء يعرفون به. وعظم شعائر الله تعالى وهي أعلام الحج من أعماله، ووقف بالمشعر الحرام. وما شعرت به: ما فطنت له وما علمته. وليت شعري ما كان منه، وما يشعركم: وما يدريكم. وهو ذكيّ المشاعر وهي الحواس واستشعرت البقرة: صوتت إلى ولدها تطلب الشعور بحاله. قال الجعدي:
فاستشعرت وأبى أن يستجيب لها ... فأيقنت أنه قد مات أو أكلا
وأشعر البدن. وأشعرت أمر فلان: علته معلوماً مشهوراً، وأشعرت فلاناً: جعلته علماً بقبيحة أشدتها عليه. وحملوا دية المشعرة، ودية المشعرة ألف بعير وهو الملك خاصة. وقد أشعر إذا قتل. وشعر فلان: قال الشعر، يقال: لو شعر بنقصه لما شعر. وتقول: بينهما معاشرة ومشاعرة. ورعينا شعريّ الراعي: ما نبت منها بنوء الشعري.
ومن المجاز: سكين شعيرته ذهب أو فضة، وأشعرت السكين. وأشعره الهم، وأشعره شراً: غشيه به. واستشعر خوفاً. وقال طفيل:
وراداً مدمّاةً وكمتاً كأنما ... جرى فوقها واستشعرت لون مذهب
ولبس شعار الهم. وداهية شعراء: وبراء. وجئت بشعراء: ذات وبر. وروضة شعراء: كثيرة العشب، وأرض شعراء: كثيرة الشعار بالفتح ذات شجر. وفلان أشعر الرقبة: للشديد يشبه بالأسد. وتقول: له شعر، كأنه شعر؛ وهو الزعفران قبل أن يسحق.

(1/510)


قال:
كأن دماءها تجري كميتاً ... على لبّاتها شعر مدوف

ش ع ع
نفس شعاع: تفرقت هممها وآراؤها فلا تتجه لأمر جزم. قال يخاطب نفسه:
فقدتك من نفس شعاع ألم أكن ... نهيتك عن هذا وأنت جميع
وتطايروا شعاعاً: متفرقين، وطال شعاع السنبل وهو سفاه إذا يبس.

ش ع ف
توقلوا شعف الجبال وشعافها. قال:
وكعباً قد حميناهم فحلوا ... محل العصم في شعف الجبال
وضرب على شعفة رأسه وشعافه. وشعف الحب فؤاده: علاه وغلب عليه. وكل شيء علا شيئاً فقد شعفه. وشعف بها فهو مشعوف. وقال امرؤ القيس:
لتقتلني وقد شعفت فؤادها ... كما شعف المهنوءة الرجل الطالي
لأنه يلذها فهي تشعف به.
ومن المجاز: له شعفتان وشعيفتان تنوسان أي ذؤابتان، وفي صفة يأجوج ومأجوج صهب الشعاف صغار العيون. ويقال لمن يعطيك قليلاً وأنت محتاج إلى الكثير " ما تفعل الشعفة في الوادي الرغب " وهي المطرة الهينة تبل وجه الصعيد وأعلاه. والرغب: الواسع.

ش ع ل
أشعلت النار في الحطب فاشتعلت. وكأنه شعلة قبس. وجاءوا بين أيديهم المشاعل، جمع مشعلة، وأضاءت الشعيلة وهي الفتيلة المشتعلة. قال لبيد:
أصاح ترى بريقاً هبّ وهناً ... كمصباح الشعيلة في الذبال
ومن المجاز: " واشتعل الرأس شيباً " وقال لبيد:
إن ترى رأسي أمسى واضحاً ... سلط الشيب عليه فاشتعل
وأشعلت الخيل في الغارة: بثثتها. وجراد مشتعل بالفتح والكسر. وأشعل إبله بالقطران. وأشعلت فلاناً فاشتعل غضباً.

ش ع
وغارة شعواء: متفرقة.

(1/511)


قال ابن الرقيات:
كيف نومي على الفراش ولما ... تشمل الشام غارة شعواء

ش غ ب
شغبت على القوم: هيجت عليهم الشر: وفلان طويل الشغب والشغب. قال:
ولا بقتاتة سبهللة ... عاضهة في كلامها شغب
وقال آخر:
أغص أخا الشغب الألد بريقه ... فينطق بعدي والكلام غضيض
وهو شغاب ومشغب. قال:
وإني على ما نال مني بصرفه ... على الشاغبي التاركي الحق مشغب
ومن المجاز: ناقة شغابة إذا لم تعتدل في المشي وتحيدت. وأتان ذات شغب وضضغن: مستعصية على الفحل. وطلبت منه كذا فتشاغب وامتنع إذا تعاصى.

ش غ ر
كلب شاغر. وشغرت الناقة: رفعت رجلها فضربت الفصيل. واشتغر عليه حسابه إذا لم يهتد له. واشتغرت عليه ضيعته: فشت و" لا شغار في الإسلام " وهو أن يزوجه أخته على أن يزوجه الآخر أخته ولا مهر إلا ذاك.
ومن المجاز: بلدة شاغر برجلها: لا تمتنع من غارة. وشغر السعر إذا نقص.

ش غ ف
" شغفها حباً ": أصاب به شغافها وهو غشاء القلب وغلافه وهو جلدة ألبسها. وأنشد أبو عبيدة:
يعلم الله أن حبك مني ... في سواد الفؤاد وشط الشغاف

ش غ ل
أنا في شغل شاغل. وشغلتني عنك الشواغل، وشغلت عنك، واشتغلت بكذا، وتشاغلت به، ولي أشغال وشغول ومشاغل، وفلان فارغ مشغول: متعلق بما لا ينتفع به. وهو " أشغل من ذات النحبين ".
ومن المجاز: دار مشغولة: فيها سكان. وجارية مشغولة: لها بعل. ومال مشغول: معلق بتجارة.

ش غ ي
رجل أشغى بين الشغا، وشغيت أسنانه: اختلفت نبتتها وتراكبت، وقيل: هو أن لا تقع الأسنان العليا على السفلى. وامرأة شغواء، وقيل للعقاب: شغواء لفضل منقارها الأعلى.

ش ف ر
قعدوا على شفير النهر والبئر والقبر. وقرحت أشفار عينيه من البكاء وهي منابت الهدب الواحد شفر بالضم وقد يفتح. وسيف كليل الشفرة. وسيوف كليلة الشفار. وشحذ الجزار شفرته وشفاره.

(1/512)


ومن المجاز: " ما بالدار شفر ". وما رأيت منهم شفرا أي أحداً وهو من شفر العين أي ذا شفر كقولهم: ما بها عين تطرف. قال توبة ابن مضرس:
وسائلة عن توبة بن مضرس ... وهان عليها ما أصاب به الدهر
رأت إخوتي بعد التوافي تفرّقوا ... فلم يبق إلا واحداً مهم شفر
و" ما تركت السنة شفرا ولا ظفراً " أي شيئاً وقد فتحوا شفراً وقالوا طفرا بالفتح على الإتباع.

ش ف ع
شفعت له إلى فلان، وأنا شافعه وشفيعه، ونحن شفعاؤه، وأهل شفاعته، وتشفعت له إليه فشفعني فيه، واللهم اجعله لنا شفيعاً مشفّعاً، واستشفعني إليه فشفعت له، واستشفع بي، وإن فلاناً ليستشفع به. قال الأعشى:
واستشفعت من سراة الحيّ ذا ثقةٍ ... فقد عصاها أبوها والذي شفعا
وقال آخر:
مضى زمن والناس يستشفعون بي ... فهل لي إلى ليلى الغداة شفيع
وكان وتراً فشفعته بآخر، وهو مشفوع به. وامرأة مشفوعة، وأصابتها شفعة: عين. وأخذ الدار بالشفعة.
ومن المجاز: فلان يعاديني وله شافع أي معين يعينه على عداوتي كما يعين الشافع المشفوع له. قال النابغة:
أتاك امرؤ مستعلن لي بغضه ... له من عدو مثل ذلك شافع
وقال الأحوص:
كأن من لامني لأصرمها ... كانوا علينا بلومهم شفعوا
وقال قيس بن خويلد:
إذا صدرت عنه تشمت مخاضها ... إلى السّرْو تدعوها إليه الشفائع
يريد الرياض التي في هذا المكان كأنها شفعت إليها حتى أتتها. وشاة شافع: معها ولدها. وناقة شفوع: تجمع بين محلبين.

ش ف ف
شف الثوب يشف شفيفاً: رقّ، واستشف الثوب: نشره في الضوء وفتشه ليطلب عيباً إن كان فيه، وثوب شف: رقيق يستشف ما وراءه: يبصر، وزجاجة شفافة، ورقيقة المستشف. قال ذو الرمة:
وألمحن لمحاً عن حدود أسيلة ... رواء خلاماً إن تشف المعاطس

(1/513)


وقال:
وشففن عن أجياد آرام رملة ... فلاة فكنّ القتل أو شبه القتل
وشف جسمه: رق من النحول شفوفاً، وشفه الحزن يشفه. ونفسه مشعوفة مشفوفة. واشتف ما في الإناء وتشافه، و" ليس الريّ عن التشاف "، وما في الإناء شفافة، وماء مشفوف. وشربت شرباً ليس فيه شفوف: قلة. قال أبو ثمامة بن عازب الضبي:
وقلن ألا تعشار أول مشرب ... غداً ثم شرب ليس فيه شفوف
وهبت الشفان. وتقول: عند هبوب الشفان، وتقلص الشفتان. ولها شفيف: برد، وقد شفّت شفيفاً. قال يصف ثوراً:
ألجاه شفان لها شفيف ... في دفء أرطاة لها دفوف
ووجدت في أسناني شفيفاً: برداً.
ومن المجاز: قول ذي الرمة:
أخي قفرات دببت في عظامه ... شفافات أعجاز الكرى فهو أخضع

ش ف ق
غاب الشفق.
ومن المجاز: ثوب شفق: سخيف رديء النسج، وشفقه النساج. وأشفقت العطاء أو تحته. ولي عليه شفقة وشفق: رحمة ورقة وخوف من حلول المكروه به مع نصح، وأشفقت عليه أن يناله مكروه، وأنا مشفق عليه وشفيق وشفق. قال:
قل للأمير أمير آل محمد ... قول امريء شفق عليك محامي
وأنا مشفق من هذا الأمر: خائف منه خوفاً يرق القلب ويبلغ منه.

ش ف هـ
شافهته بحديثي. ورجل شفاهي: عظيم الشفة. وماء مشفوه: كثرت عليه الواردة. وما أظن إبلك إلا ستشفه علينا الماء. وما التفت الشفاه على كلام أحسن منه.
ومن المجاز: قول أبي مسلم لرؤبة: أتيتنا وأموالنا مشفوهة. وطعام مشفوه: كثرت عليه الأيدي. وفي الحيدث " إذا صنع لأحدكم خادمه طعاماً فليقعده معه فإن كان مشفوهاً فيضع في يده منه أكلة " وكاد العيال يشفهون مالي. وما سمعت به ذات شفة وذات فم: كلممة، وما كلمني ببنت شفة. وفلان خفيف الشفة: قليل الاستجداء. وله في الناس شفة حسنة: ذكر جميل، وما أحسن شفة الناس عليك. وشافهت البلد والأمر إذا دانيته.

ش ف ي

(1/514)


شفي مريضهم واستشفى من علته، وأشفني هب لي ما يشفيني. وأشفى على الهلاك. وخرزه بالإشفى وبالأشافي.
ومن المجاز: " شفاء العي السؤال ". وقال ذو الرمة:
فأدلى غلامي دلوه يبتغي بها ... شفاء الصدى والليل أدهم أبلق
أراد الماء. واستشفى برأيه. ومواعظه لقلوب الأولياء أشاف، وفي أكباد الأعداء أشاف؛ الأول جمع جمع الشفاء. وهو على شفا الهلاك. وما بقي منه إلا شفاً أي طرف ونبذ.

ش ق ح
قبيح شقيح. و" نهي عن بيع ثمر النخل قبل أن يشقح ": أن يزهى.

ش ق ر
أحمر كالشقر وهو شقائق النعمان، وقيل: السنجرف. قال:
وتساقي القوم كأساً مرة ... وعلا الخيل دماء كالشقر
وأبثه شقوره. وأشأم من الشقراء.

ش ق ص
أخذ شقصه. وهو شقيصي: شريكي. وشقص الشاة تشقيصاً: عضاها. ويقال للقصاب: المشقص. وفي الحديث " من باع الخمر فليشقص الخنازير ".

ش ق ق
برجله شقوق وشقاق. وفي القدح شق وشقوق. ولا تكتب بقلم ملتو، ولا ذي مشق غير مستو. وأخذ شقه: نصفه " لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس " بمشقتها ومجهودها. ووقع في شق من هذا الأمر ومشقة ومشاق. وشق عليه ذلك. وقعدوا في شق من الدار: في ناحية منها. وخذ من شق الثياب: من عرضها ولا تختر. وقد اشتق الفرس في عدوه: مال في أحد شقيه. وسمعت بمكة من يقول لحامل الجوالق: استشق به أي حرفه على أحد شقيه حتى ينفذ الباب. وطارت من الخشبة أو القصبة شقة: شظية. وشقه فانشق، وشققه فتشقق. وأعطني شقة من الثوب وشققاً. وعنده شقاق الكتان. و" بعدت عليهم الشقة ": الطريق، وشقة شاقة، وقطعوا شقق الفلا وشاقه. وبينهما شقاق ومشاقة. وفرس أشق أمق. ونزلوا في شقيقة من شقائق الرمل وهي أرض صلبة بين رملتين تنبت الشجر والعشب.
ومن المجاز: " شق فلان عصا المسلمين ": خالفهم. وانشقت العصا بينهم: تفرقوا. وشق الصبح والناب وبصر الميت شقوقاً. ورأيت برقا يشق شقاً إذا استطال ولم يأخذ يميناً وشمالاً.

(1/515)


وقال الشماخ:
إذا ما الليل كان الصبح فيه ... أشق كمفرق الرأس الدهين
أراد ذنب السرحان. وتشقق الفرس: ضمر. واشتق في الكلام والخصومة: أخذ يميناً وشمالاً وترك القصد. قال رؤبة:
وكيد مطال وخصم مبده ... ينوي اشتقاقاً في الضلال المتيه
وقال:
لو صخبت حولاً وحولاً لم تفق ... يشتق في الباطل منها الممتذق
تذهب في كل شق منه. واشتق الطريق في الفلاة: مضى فيها. قال الشماخ:
وأغبر وراد العداد كأنه ... إذا اشتق في جوز الفلاة فليق
يرد العد سالكوه، فليق صبح، وقيل: موضع حلقوم البعير. وهو أخي وشقيقي وشق نفسي. ورجل شاق: مطرمذ يتنفج ويقول كان وكان ويتبجح بصحبة السلطان وما أشبه ذلك. ويقال للفصيح: هدرت شقشقته وأصلها لهاة الفحل ولا تكون إلا للعربيّ.

ش ق
وهو شقيّ بيّن الشَّقوة والشِّقوة والشقاوة، وأشقاه الله تعالى، وما أشقاكم، وتقول: فلان يدعي لنفسه السعود، وهو أشقى من أشقى ثمود.
ومن المجاز: أشقى من رائض مهر أي أتعب منه، ولم يزل في شقاء من امرأته: في تعب. ومازلت تشاقي فلاناً منذ اليوم مشاقاة: تعاسره ويعاسرك. وشاقيته على كذا: صابرته: قال في صفة جمل:
إذا يشاقي الصابرات لم يرث

ش ك ر
شكرت لله تعالى نعمته. " واشكروا لي " وقد يقال: شكرت فلاناً، يريدون نعمة فلان، وقد جاء زياد الأعجم بهما في قوله:
ويشكر تشكر من ضامها ... ويشكر لله لا تشكر
وعليه: فلان محمود مشكور، وهو كثير الشكر والشكران والشكور. ورجل شكور، وقوم شكر، وتشكرت له ما صنع، وكاشرته وشاكرته: أريته أني شاكر له.
ومن المجاز: دابة شكور: يكفيها قليل العلف وهي تسمن عليه وتصلح، وناقة وشاة شكرة: تعتلف أي علف كان ويصبح ضرعها ملآن، وقد شكرت حلوبتهم، وضرة شكرى: حفول بالدرة. قال الراعي:
أغن غضيض الطرف باتت تعله ... صرى ضرة شكرى فأصبح طاوياً

(1/516)


وفردة شكرى، وفدر شكارى: سيالة دسماً. قال الراعي:
تبيت المحال الغرّ في حجراتها ... شكارى مراها ماؤها وحديدها
وشكر فلان: بعد أن كان شحيحاً صار سخياً. وشكرت الشجرة: كثر شكيرها وهي قضبان غضة تنبت من ساقها أو ورق صغار تحت ورقها الكبار. واشتكر الجنين: نبت عليه الشكير وهو الزغب، وكل شعر لين رقيق فهو شكير كشعر الشيخ والنابت تحت الضفائر، وفلانة ذات شكير وهو ما ولي الوجه والقفا. وقال عمر بن عبد العزيز لهلال بن مجاعة: هل بقي من شيوخ مجاعة أحد؟ فقال: نعم وشكير كثير، يريد الأحداث.

ش ك ز
بطن خفه بالأشكز. ورجل شكاز: معربد وهو من شكزه يشكزه إذا طعنه ونخسه بالأصابع.

ش ك س
هو شكس بين الشكاسة و" فيه شركاء متشاكسون ".
ومن المجاز: الليل والنهار يتشاكسان: يختلفان.

ش ك ك
رجل شكاك من قوم شكاك. وشككني أمرك وتشككت فيه، وهذا مما ينفي الشكوك، وشك عليّ الأمر إذا شككت فيه. وقال الركاض الدبيري:
يشك عليك الأمر مادام مقبلاً ... وتعرف ما فيه إذا هو أدبرا
وقال ابن أحمر:
وأشياء مما يعطف المرء ذا النهى ... تشك على قلبي فما أستبينها
وشكه بالرمح: خرقه وأدخله اللحم. وشك الجلد بالمسرد. وقال عنترة:
فشككت بالرمح الأصم ثيابه
وخرج في شكة تامة وهي السلاح، وهو شاك السلاح وشاك في السلاح. وبعير شاك: ظالع، وفيه شك. قال ذو الرمة:
كأنه مستبان الش أو جنب
ومن المجاز: ناقة شكوك: يشك في سمنها.

ش ك ل
هذا شكله أي مثله، وقلت أشكاله، وهذه الأشياء أشكال وشكول، وهذا من شكل ذاك: من جنسه " وآخر من شكله أزواج " وليس شكله شكلي، وهو لا يشاكله، ولا يتشاكلان. وأشكل المريض وشكل وتشكل، كما تقول: تماثل. وأشكل النخل: طاب بسره وحلا وأشبه أن يصير رطباً، ومنه: أشكل الأمر كما يقال: أشبه وتشابه. وامرأة ذات شكل

(1/517)


وشكلة، ومتشكلة وقد تشكلت وتدللت. وأصاب شاكلة الرمية: خاصرته. ورجل أشكل العين، وعين شكلاء، وفيها شكلة وهي حمرة في بياضها. ولي قبلك أشكلة وشكلاء: حاجة. وحبستني عنك أشكلة. وشكلت دابتي بالشكال.
ومن المجاز: أصاب شاكلة الصواب. وهو يرمي برأيه الشواكل. وامشوا في شاكلتي الطريق وهما جانباه، وطريق ظاهر الشواكل. قال يصف طريقاً:
له خلج تهوي فرادى وترعوى ... إلى كل ذي نيرين بادي الشواكل
ودابة بها شكال: إحدى يديه وإحدى رجليه بيضاوان. وشكل الكتاب: قيده، وهذا كتاب مشكول. والماء من الدم أشكل. قال جرير:
فمازالت القتلى تمج دماءها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
وجرى الشكيل على الشكيم وهو الروال على وزن فعال: اللعاب المختلط بالدم.

ش ك م
عض الفرس على الشكيمة والشكيم، وعضت الخيل على الشكائم والشكيم. قال:
يلح على كرائمنا بقتل ... كإلحاح الجواد على الشكيم
أراد بكرائمهم نفوسهم.
ومن المجاز: إن فلاناً لشديد الشكيمة إذا كان ذا حدّ وعارضة. وصقر ذو شكيمة. قال الراعي:
ضوارب بالأذقان من ذي شكيمة ... إذا ما هوى كالنيزك المتوقد
وقال:
أنا ابن سيّار على شكيمه ... إن الشراك قد من أديمه
أي على ما كان عليه سيار من حده وشدته وعزيمته. وقال جرير:
فأبقوا عليكم واتقوا ناب حية ... أصاب ابن حمراء العجان شكيمها
حدّها وشدتها. وارفع القدر بشكيمها وهي عراها. قال الراعي:
وكانت جديراً أن يقسم لحمها ... إذا صلّ بين الملجمين شكيمها
وهذا من إيماضهم في الاستعارة إلى أصلها حيث جعل المزاولين للقدر ملجمين ووصف الشكيم بالصليل كما يصل شكيم الدابة عند إلجامها. وفي الحديث " اشكموه " أي أعطوه حتى تلجموه،

(1/518)


كما قال: اقطعوا لسانه، والشكم: العطاء على سبيل المكافأة. قال:
وما خير معروف إذا كان للشكم
وقال كثير:
أويت لوامق لم تشكميه ... بوافدة تلذع بالزناد

ش ك هـ
بينهما مشابهة ومشاكهة. وشاكه أبا فلان: قارب.

ش ك
وشكوت إليه واشتكيت وتشكيت، وبلغته شكايتي وشكواي وشكوتي وشكاتي. وما شكيتك؟: مم تشكو، فتقول: شكيتي مرض أو غم وهي كالرمية اسم للمشكو كما أنها اسم للمرميّ، ويقال: أشكاني فشكوته، وشكوته فأشكاني الأول حمل على الشكاية وإلجاء إليها والثاني إزالة لها. قال جرير:
أشكو إليك فأشكني ذرية ... لا يشبعون وأمهم لا تشعب
وقال آخر:
تمد بالأعناق أو تثنيهاوتشتكي لو أننا نشكيها ونحوه أطلبته بمعنى الإحواج إلى الطلب والإسعاف بالطلبة. وشكوت إليه فلاناً فأشكاني منه أي أخذ لي منه ما أرضاني به. وشكّيت شاكيَ فلان: طيبت نفسه. وفلان شكي: شاك أو مشكو، فعيل أو فعول. ورأيت معه ركوة وشكوة وهي سقاء صغير. وكأنه مصباح في مشكاة وهي طويق في الحائط غير نافذ.

ش ل ف
امرأة شلافة: زانية.

ش ل ق
رجل شولقي: محب للحلاوة مولعبها. وفلان مشليق محليق: يفتح فاه إذا ضحك.

ش ل ل
جاء يشل النعم، وهو شلال النعم. وذهبوا شلالاً: متفرقين. قال ذو الرمة:
أما والذي حجت قريش قطينه ... شلالاً ومولى كل باقٍ وهالك
وشلت يده شللاً، ولا تشلل يداك. قال الحطيئة:
لقد قاتلت أمس قتال صدق ... فلا تشلل يداك أبا الرباب
ويقال: لا تشلل ولا تكلل. وألقى على الفرس شليله: جله. ولبس الشليل تحت الدرع وهو ثوب يلبس تحتها. قال دريد:
تقول هلال خارج من سحابة ... إذا جاء يعدو في شليل وقونس

(1/519)


وقال أوس:
وجئنا بها شهباء ذات أشلة ... لها عارض فيه الأسنة تلمع
وشلشل الماء: قطره بتتابع.
ومن المجاز: الصبح يشل الظلام. وقال:
والليل منهزم الظلام يشله ... ضوء كنكاصية الحصان الأشقر
وعين شلاء: ذهب بصرها، وقد أشله الله تعالى. وفي ثوبك شلل: أثر سواد أو غيره لا يذهب.

ش ل
وإئتني بشلو من أشلائها. وأشليت الكلب للصيد والشاة للحلب: دعوت. قال:
أشليت عنزي ومسحت قعبي
وقام إلى فرسه بأشلاء اللجام. ورأيته معرقاً كأشلاء اللجام وهي سيوره. قال امرؤ القيس:
فقمنا بأشلاء اللجام ولم نقد ... إلى غصن بانٍ ناضر لم يحرق
ومن المجاز: بقيت أشلاء من تميم: بقايا. وأدركه فاشتلاه واستشلاه: استنقذه.

ش م ت
شمت به، وأشمت به العدو " فلا تشمت بي الأعداء ". وبات بليلة الشوامت: بليلة شديدة تشمت به الشوامت، وبات طوع الشوامت: كما أحب من يشمت به. قال النابغة:
فارتاع من صوت كلاب فبات له ... طوع الشوامت من خوف ومن صرد
وشمت العاطس. وملك مشمت: محياً. قال كثير:
كأن ابن ليلى حين يبدو فتنجلي ... سجوف الحباء عن مهيب مشمت
ولا ترك الله تعالى له شامتة: قائمةً. وفسر قول النابغة: بأنه بات طوعاً لقوائمه.

ش م خ
شمخ بأنفه. وجبل شامخ، وجبال شوامخ وشمخ. ولبعضهم:
نرى شمخ الأطواد من شم خندف ... ذراهن في ضحضاح بحرك تغرق

ش م ر
شمر أذياله. وتشمر للعمل. ونزف ماء البئر وانشمر: ذهب. ولثة منشمرة: لازقة بأسناخ الأسنان. وأجاءه الخوف إلى شر شمر أي خاف شراً فرده الخوف إلى شر منه. قال طلق بن حنظلة:
والهقل قد أيقن بالشر الشمر ... يفري بهن في الخبار والصحر
يدف بين الطيران والحضر
ومن المجاز: شمر للأمر، وشمر له أذياله، ومنه:

(1/520)


رجل شمري. وشمر هذا الشيء: أرسله. وشمرت السهم: أرسلته. قال الشماخ:
كما سطع المريخ شمّره الغالي
وشمر الملاح السفينة. ونجاء مشمر: جاد. قال النمر:
وقال أخو جرم ألا لا هوادة ... ولا وزر إلا النجاء المشمر وقال النابغة:
مشمرين على خوص مزممة ... ترجو الإله وترجو البر والطعما
الأرزاق، مشمرين: جادين. وشمرت الحرب، وشمرت عن ساقها. قال بشر:
إذا ما شمرت حرب عوان ... يخاف الناس عرتها كفاها
وشمر النخل: صرمه. وشمر الصقر: أرسله.

ش م ز
قلت له كذا فاشمأز منه.

ش م س
يوم شامس ومشمس، وقد أشمست الأيام وأقمرت الليالي: وتشمس الحرباء. قال ذو الرمة:
كأن يدي حربائها متشمساً ... يدا مذنب يستغفر الله تائب
ودابة شموس، وخيل شمس: لا تكاد تستقر، وقد شمست شماساً. وكأنه سماس من شمامسة النصارى وهو من بعض رءوسهم يحلق وسط رأسه ويلزم البيعة.
ومن المجاز: رجل شموس الأخلاق. وقد شمس لي فلان إذا أبدى عداوته وكاد يوقع. قال:
شمس العداوة حتى يستقاد لهم ... وأعظم الناس أحلاماً إذا قدروا

ش م ص
شمصه: نزقه. والخيل تشمص بالقنا.

ش م ط
رجل أشمط، وامرأة شمطاء، وقالوا: شمط الرجل في لحيته وشمط المرأة في رأسها، يقال: شمطاء، ولا يقال: شيباء. وشمط بين الماء واللبن: خلط. وشمط ماله: خلط حلاله بحرامه. وإياك أن تشمط أبا عرك إلى أباعر فلان. وإنه لشميط الذنابي: فيها سواد وبياض. وطرح في برمته الشمط بالفتح والكسر أي التابل. وهذه قدر تسع الشاة بشمطها. وجاءت الخيل شماطيط: فرقاً.
ومن المجاز: طلع الشميط وهو الصبح. قال:
وأعجلها عن حاجة لم تفه بها ... شميط يتلى آخر الليل ساطع
وكان يقول أبو عمرو لأصحابه: أشمطوا أي خوضوا في الفنون، مرة في نحو ومرة في فقه ومرة في ديث.

ش م ع

(1/521)


جاؤا بالسرج والشموع، وبالفتاة الشموع. وأشمع السراج: سطع نوره. وفتاة شموع: مزاحة طروب. وشمع فلان شموعاً. وفيه مشمعة. قال الهذلي:
سأبدؤهم بمشمعة وأثني ... بجهدي من طعام أو بساط
ويقال: أشامع أنت أم جاد. وقال أبو ذؤيب يصف حمرا:
فلبثن حناً يعتلجن بروضة ... فيجد حيناً في العلاج ويشمع

ش م ق
ما خلق الشمقمق، إلا لينادي بيا أحمق.

ش م ل
هو خير شامل، وشملهم الخير شمولاً، وأنا مشمول بنعمة الله تعالى، وجمع الله تعالى شملهم. وهو كريم الشمائل. وما ذلك من شمالي: من خلقي. قال لبيد:
هم قومي وقد أنكرت منهم ... شمائل بدّلوها من شمالي
وتقول: ليس من شمالي أن أعمل بشمالي وشملت الريح تشمل. وغدير مشمول: تضربه الشمال، وليلة مشمولة: باردة ذات شمال. قال النمر:
ولرفقة في ليلة مشمولة ... نزلت بها فغدت على أسآرها
وأشملنا: دخلنا في الشمال. والتف في شملته، واشتمل بثوبه. وهو حسن الشملة بالكسر. واشتمل به الشملة الصماء وهو أن يدير الثوب على جسده كله لا يخرج منه يده. قال:
أوردها سعد وسعد مشتمل ... يا سعد لا تروى بهذاك الإبل
والرحم مشتملة على الولد. وسقاه الشمول. قال الأصمعي: هي التي لها عصفة كعصفة الشمال. وضربه بالمشمل وهو سيف صغير يشتمل عليه الرجل بثوبه. وعليه مشملة: كساء مخمل كالقطيفة. وما بقي على النخلة من الرطب إلا شمل وشماليل: بقايا متفرقة.
ومن المجاز: هو مشتمل على داهية. وعجبت من حاله واشتماله على أخلاق جميلة وسير مرضية. واشتمل عليه: وقاه بنفسه. قال عبيد الله بن زياد للمنذر بن الزبير: إن شئت اشتملت عليك ثم كانت نفسي دون نفسك. ورجل مشمول الخلائق: طيبها. قال:
كأن لم أعش يوماً بصهباء لذة ... ولم أند مشمولاً خلائقه مثلي
ولم أدع. وخمر مشمولة: طيّبة الطعم. ونوًى مشمولةٌ: مفرقة بين الأحبة لأن الشمال تفرق السحاب. قال زهير:
جرت سنحاً فقلت لها أجيزي ... نوًى مشمولةً فمتى اللقاء

(1/522)


وزجرت له طير الشمال أي طير الشؤم. قال الحارث بن حرجة الفزاريّ:
وهون وجدي أنني لم أكن لهم ... غراب شمال ينتف الريش حاتماً
وقال شتيم بن خويلد:
أطعت غريب إبط الشمال ... ينحي بحد المواسي الحلوقا
أراد معاوية بن حذيفة بن بدر تشأم به. وأدفأتنا أم شملة وهي كنية الشمس وتكنى بها الدنيا. وضم عليه الليل شملته. قال ذو الرمة:
ضم الظلام على الوحشيّ شملته ... ورائح من نشاص الدلو منسكب

ش م م
تمتعت بشميمه. والأرواح تتشأم كما تتشام الخيل، وأشممته الريحان. ورجل أشم وامرأة شماء، ورجال ونساء شم. وفي عرنينه شمم: ارتفاع. وهو أبذخ من شمام.
ومن المجاز: شاممته: دانيته، وشاممنا العدو وناوشناهم. وشامم فلاناً: انظر ما عنده. ويقال للوالي: أشممني يدك، مكان ناولنيها. وعرضت عليه كذا فإذا هو مشم لا يريده ومعناه مشم أنفه: رافعه شامخ به. وقال:
جرى بين باب البون والهضب دونه ... رياح أسفت بالنقا وأشمت
أي أدنت النقا كأنها تسفه وتشمه. ورأيته من أمم وزمم وشمم. قال أبو داود:
ولت رجال بني شهران تتبعها ... خضراء يرمونها بالليل من شمم
وجبل أشم: طويل الرأس.

ش ن أ
شنئته شنأة وشنآناً، وهو عدو شانيء، ولا أبا لشانئك، ومشنوء من يشنؤك. وهو مشنأ، ومشنأ الخلق: للقبيح المنظر مصدر يستوي فيه الواحد وغيره. ورجل شنوءة: يتقزز من كل شيء.
ومن المجاز: شنئت حقك، وشنئت لك هذا فلا أرجع فيه أبداً إذا طابت له نفسه به وهو من قولهم: أبغض حق أخيك لأنه إذا أحبه منعه وإذا أبغضه أعطاه.

ش ن ب
ثغر أشنب، وفيه شنب وهو رقته وصفاؤه وبرده. ورمانة شنباء: إمليسية. وشنب يومنا: برد، ويوم شنب وشانب: بارد.

ش ن ج
شنج وتشنج: تقبض. وفي أعضائه تشنج وتشنيج. وشنج وجهه. وشنج الخياط القباء، وقباء مشنج. وفرس شنج النسا وذلك أقوى له وأشد. قال امرؤ القيس:
سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا ... له حجبات مشرفات على الفال

ش ن ع
فعل شنيع: قبيح، وشنع شناعة، وأنا أستشنع، وفلان يأتي أموراً شنعاً، وشنعت عليه

(1/523)


هذا الأمر: قبحته عليه. وله اسم شنيع، وقوم شنع الأسامي.

ش ن ف
في آذانهن الشنوف والقرطة. وشنفت له شنفاً: أبغضته. ورجل شنف.
ومن المجاز: شنف كلامه وقطره: حلاه.

ش
ن
ق

حل شناق القربة وهو عصامها الذي يشد به فوهاً، واشنق القربة: شدّها. ولا زكاة في الشنق والأشناق وهو ما بين الفريضتين. ولحم مشنق: مشرح مقطع. وشنق الجزار الجزور، وقل للقصاب يشنق اللحم تشنيقاً حسناً. وعجين مشنق: يقطع ويعمل بالزيت. وهو من أشناق الديات.
ومن المجاز: شنق الناقة بالزمام أو الخطام إذا جذب به رأسها ليكفها كما يكبح الدابة بالعنان، وبعير مشنوق. وأنشد طلحة بن عبيد الله قصيدة فمازال شانقاً ناقته حتى كتبت له. وشنقت رأس الدابة إذا شدّدتها إلى شجرة أو شيء مرتفع.

ش ن ن
شيخ كالشن البالي والشنة البالية. والماء يبرد في الشنان، وشن عليه الماء: صبه مفرقاً. وفي مثل " شنشنة أعرفها من أخزم " غريزة وطريقة، وفيه من أبيه شناشن.
ومن المجاز: في صفة القرآن " لا يتفه ولا يتشان " لا يخلق من الشنة، واستشن ما بينهما كما تقول: يبس الثرى بيني وبينه. واستشن فلان: هزل. وتشنن جلده من الهرم وتشنج. وجاء فلان بشنة: يراد جبهته المزوية. وقوس شنة: قديمة. قال:
معابل زرق وقوس شنّه ... ولا صريخ اليوم إلا هنّه
وأوقعوا في البلاد فشنوا فيها الغارة.

ش هـ ب
فيه شهبة وشهب وهو بياض يصدعه سواد خلاله، واشهاب واشتهب. قال:
قالت الخنساء لما جئتها ... شاب بعدي رأس هذا واشتهب
ومن المجاز: نصل أشهب: برد فذهب سواده. واشهاب الزرع: هاج. وسقاه الشهاب: الضياح. وعام أشهب، وسنة شهباء كما يقال: بيضاء وحمراء وغبراء وكهباء وظلماء، وشهبتهم السنة. وكتيبة شهباء: لشهبة الحديد. ويوم أشهب وليلة شهباء إذا هبت فيهما ريح باردة. وفلان شهاب حرب، وهؤلاء شهبان الجيش. قال ذو الرمة:
إذا عم داعيها أتته بمالك ... وشهبان عمرو كل شوهاء صلدم

ش هـ د
شهدته وشاهدته، وشوهدت منه حال جميلة. ومجلس مشهود. وكلمته على رءوس الأشهاد، وهم شهودي وشهدائي. والله يشهد لي، ولا أستشهده كاذباً، وهو من أهل المشهد والمشاهد، وشهدت بكذا وشهدت عليه، وأشهدني فلان " والله على كل شيء شهيد " وقتل شهيداص، واستشهد، ورزق الشهادة، وهو من الشهداء، وامرأة مشهد: خلاف مغيبة، وقد يقال مشهدة ومغيبة ومشهد ومغيب. وللفرس غائب وشاهد أي جرى غائب مصون وشاهد مبذول، كما يقال له: صون وبذل. وصلينا صلاة الشاهد وهي صلاة المغرب لأنها لا تقصر فيصليها الغائب كما يصليها الشاهد. وطلع الشاهد وهو معشي البقر. وتشهد المصلي.

ش هـ ر
شهر بكذا واشتهر به واشتهر، وشهره وشهره فهو مشهور وشهير ومشهر. قال:
كناصاة الأغر المشهر
واشتهروه بذلك وتشاهروه. ولبس المشهرة. ونهي عن الشهرتين. وشهر سيفه: انتضاه ورفعه على الناس. وطلع الشهر: الهلال. قال ذو الرمة:
فأصبح أجلي الطرف ما يستزيده ... يرى الشهر قبل الناس وهو نحيل
وأشهر الصبي، وصبي مشهر: أتى عليه شهر كما قيل: أحول فهو محول.

(1/524)


قال:
وما مشهر الأشبال رئبال غابة ... تنكبه غلب الليوث الخوادر
وسمع أعرابيّ: أترانا أشهرنا منذ لم نلتق. وهو يركب الشهرية والشهاري. والبرذون الشهري: بين الرمكة والفرس العتيق، والرمكة: البرذونة، والحجر: العربية.
ومن المجاز: اشتهرت فلاناً: استخففت به وفضحته، وجعلته شهرة. قال الأخطل:
فلأجعلن بني كليب شهرة ... بعوارم ذهبت مع القفال
بقواف.

ش هـ ق
له زفير وشهيق: إخراج نفس ورده. وجبل شاهق: ممتنع طولاً.
ومن المجاز: فحل ذو شاهق وصاهل إذا هاج فسمع له صوت خارج من جوفه. وإن فلاناً لذو شاهق وصاهل إذا اشتدّ غضبه. وشهقت عيني عليه إذا أعجبك فأدمت النظر إليه. قال مزاحم:
إذا شهقت عيني عليه عزوته ... لغير أبيه لست أبرح راقيا
أي أقول: هو هجين لأكسر الناظر إليه حتى لا يعان.

ش هـ ل
هو أشهل العين، وفي عينه شهلة: يشوب شوادها زرقة، وتقول: شهله، في عينها شهله؛ وهي العجوز.

ش هـ م
رجل شهم، وفيه شهامة.
ومن المجاز: فرس شهم: سريع نشيط. وقال طفيل:
وأصفر مشهوم الفؤاد كأنه ... غداة الندى بالزعفران مطيب
يريد القدح جعله لخروجه في أول القداح مذعور القلب ذكيه إذا وقع عليه الندى اصفرّ.

ش هـ
وطعام شهي، وقد شهو، وأشهيته، ورجل شهوان من قوم شهاوي. وتمنى وتشهى عليّ كذا. وتشهت عليه امرأته فأشهاها.

ش وب
شاب العسل بالماء. وكأن ريقتها خمر يشوبها عسل. ولهم المشاجب والمشاوب وهي أسفاط وحقق تتخذ من الخوص. وسقاه الشوب بالروب أي العسل باللبن، ويقال: سقاه الشوب بالذوب أي اللبن بالعسل.

ش ور
شورت به فتشور، ومنه قيل: أبدى الله تعالى شوارك أي عورتك كما قيل: الحياء. وفي حديث الزباء: أشوار عروس ترى. وشرت الدابة وشورتها: عرضتها للبيع. ويقال: شورها تنظر كيف مشوارها أي اختبرها تعلم كيف سيرتها. وفرس حسن المشوار. قال جرير:
طاح الفرزدق في الغبار وغمه ... غمر البديهة صادق المشوار
واعرضه في المشوار وهو مكان العرض. وشار العسل واشتاره. واستشاره فأشار عليه بالصواب، وشاوره، وتشاوروا واشتوروا، وعليك بالمشورة والمشورة في أمورك. وترك عمر رضي الله تعالى

(1/525)


عنه الخلافة شورى، والناس في ذلك شورى كقوله تعالى: " وإذ هم نجوى ": متناجين. ورجل حسن الشاره، حلو الإشاره. وفلان صير شير: حسن الصورة والشارة. وأومأ إليه بالمشيرة وهي السبابة.
ومن المجاز: الخطب مشوار، كثير العثار. واستشارت إبله: سمنت لأنه يشار إليها بالأصابع كأنها طلبت الإشارة. وفحل مستشير. قال ابن مقبل:
غدت كالفنيق المستشير إذا غدا ... سما فثناها عن سنان فأرقلا
من سانّ الناقة حتى نوخها أي تركها وجفر عنها.

ش وس
رجل أشوس، وامرأة شوساء، وقوم شوس. وفيه شوس وهو النظر بشق العين وقيل: أن يصغر عينه ويضم الأجفان، وقد تشاوس. قال أوس بن حجر:
رأيت يزيداً يدّريني بعينه ... تشاوس رويداً إنني من تأمل
ومن المجاز: بلي فلان بشوس الخطوب. وصرى مشاوس: بعيد الغور قليل لا يكاد يرى كأنه يشاوس الوارد. وأنشد أبو عمرو:
أدليت دلوي في صرًى مشاوس

ش وص
شاص أسنانه، ومالك لا تشوص أسنانك وهو سوكها عرضاً. وبفلان شوصة وهي ريح تتعقد في الأضلاع. وأعوذ بالله من الشوص واللوص.

ش وط
جرى شوطاً وأشواطاً. وفلان شوطه شوط باطل وهو الهباء أي ليس بشيء.

ش وظ
كأنه شواظ من نار، وتقول: فلان إذا اغتاظ، أرسل عليك الشواظ.
ومن المجاز: جمل به شواظ: هباب.

ش وف
شاف الصائغ الحلي يشوفه: يجلوه. والمرأة تشوف وجهها. وتشوفت: تزينت، وهذه جارية تشوف للرجال: تشرئب لهم. وتشوفت الأوعال: أشرفت من أعالي الجبل. وتشوف فلان أمره: طمح له.

ش وق
شقتني إليك وشوقتني، واشتقت إليك واشتقتك، وبرح بي الشوق، وبلغت مني الأشواق، وما أشوقني إليك. وقلب شيق.
ومن المجاز: شقت الطنب إلى الوتد: نطته به.

ش وك
شجرة شاكة وشوكة وشائكة ومشيكة. وشاكت إصبعه شوكة، وشيكت رجلي تشاك: وشوكت النخلة: خرج شوكها، وشوكت الحائط: جعلت عليه الشوك.
ومن المجاز: شوك الزرع، وزرع مشوك إذا خرج أوله. وشوك الفرخ: أنبت. وشوك ذدي الجارية وشاك وتشوك إذا بدا خروجه. قال:
أحببت هذي قديماً وهي ماشية ... وما تشوك ثدياها وما نهدا
وشوك البعير: طلعت أنيابه. وحلة شوكاء: خشنة المس. ولهم شوكة في الحرب. وفلان ذو شوكة. وهو شاك السلاح. و" جاؤا بالشوك والشجر ": بالعدد الجم.

(1/526)


ويقال لمن ضربته الحمرة: قد ضربته الشوكة. لأن الشوكة وهي إبرة العقرب إذا ضربت إنساناً فما أكثر ما تعتري منه الحمرة. قال القطاميّ يصف ضيفاً:
سرى في جليد الليل حتى كأنما ... تخزم بالأطراف شوك العقارب
وأصابهم شوك القنا وهي شبا الأشنة. ولا تشوكك مني شوكة: لا يلحقك مني أذى. ومشطته بشوكة الكتان وهي المشط الذي يمشط به تؤخذ طينة فتغرز فيها سلاء ويمشط بها.

ش ول
شال الميزان: ارتفعت إحدى كفتيه. قال الأخطل:
وإذا وضعت أباك في ميزانهم ... قفزت حديدته إليك فشالا
وشالت الناقة إذا رفعت ذنبها للقاح، وهي شائلة وهن شؤل، وشالت إذا ارتفع لبنها وهي شائل وهن شول. وشالت العقرب بذنبها. وشالت القربة والزق: ارتفعت قوائمها عند الملء أو النفخ. وأشال الحجر: رفعه. وأشال بضبعه. وضربته الشوالة بشولتها أي العقرب بذنبها. وتقول في الناصح الضار بنصحه: نصيحة شوله، ضرب بشوله.

ش
وه
رجل أشوه، وامرأة شوهاء، وشاهت الوجوه؛ قبحت. وشهه الله تعالى فهو مشوه. ولا تشوه عليّ: لا تصبني بعين. وهو رب الشويهة والبعير. وأرض مشاهة مأبلة.

ش وي
سمعت كذا فاقشعرت منه شواتي: جلدة رأسي. قال:
قالت فتيلة ماله ... قد جللت شيباً شواته
ورمي الصيد فأشواه إذا أصاب شواه وما ليس بمقتل. وشويت اللحم، واشتويته لنفسي، وأشويت أصحابي: أطعمتهم شواء.
ومن المجاز: أعطاني من الشوى وهو رذال المال. قال:
أكلنا الشوى حتى إذا لم ندع شوًى ... أشرنا إلى خيراتها بالأصابع
ويقال: كلّ ذلك شوًى ما سلم ديني أي هو حقير. قال:
وكنت إذا الأيام أحدثن هالكاً ... أقول شوًى ما لم يصبن صميمي
وتعشّى فلان فأشوى من عشائه أي أبق شوًى منه. وما بقي من الشاء إلا شواية: بقية يسيرة. ويقال: القتل الخطة التي لا شوى لها أي لا بقيا لها أي لا تشوى ولا تبقى.

(1/527)


وقال الهذلي:
فإن من القول التي لا شوى لها ... إذا زل عن ظهر اللسان انفلاتها

ش ي أ
أنت في لا شيء، ورأى غير شيء. وتأخرت عنه شيئاً أي تأخرا قليلاً. وروى الكسائي: يا شيء مالي: في التلهف على الشيء. وأنشد:
يا شيء مالي من يعمر يفنه ... مر الزمان عليه والتقليب
وقال زهير بن مسعود:
يا شيء ما هم حين يدعوهم ... داع ليوم الروع مكروب
وغلام مشيأ: مختلف الخلق كأن فيه من كل قبح شيئاً. وشيأ الله تعالى خلقه. ويقولون لمن أرادوا قيامه: إذا شئت.

ش ي ب
شيبه الحزن وأشابه، وبدا فيه الشيب

(1/528)


والمشيب، وشاب شيبة، ورجل أشيب، وقوم شيب. وشيب شائب. قال:
عجائز يطلبن شيئاً ذاهباً ... يخضبن بالحناء شيباً شائباً
يقلن كنا مرة شبائبا
ومن المجاز: شابت رءوس الإكام. ورأيت الجبال شيباً: يريد بياض الصقيع والثلج. وذهب شيبان وملحان: لشهري الشتاء وهما شهرا قماح. و" باتت بليلة شيباء " إذا غلبها على نفسها الزوج ليلة هدائها كأنها دهيت بأمر شديد تشيب منه الذوائب.

ش ي ح
رجل مشايح ومشيح وشيح: جاد حذر. قال أبو ذؤيب
تبعتهم ثم اعتقنقت أمامهم ... وشايحت قبل اليوم إنك شيح
وقال:
إذا سمعت الرز من رباح ... شايحن منه أيما شياح
ويقال: أشاح منه وشايح: حذر. وأشاح في الأمر وشايح: جدّ. وكلمته فأشاح بوجهه: أعرض. وعامل مشيح: جاد مواظب على عمله. قال أبو النجم.
قباً أطاعت راعياَ مشيحاً

ش ي خ
شاخ شيخوخة وشيخ تشييخاً، وهو شيخ، وهي شيخة: عجوز، وهم شيوخ وأشياخ ومشيخة ومشايخ ومشيوخاء وشيخان، وفي حديث رقيقة " شيخان قريش ". وأنشد المفضل:
فلا تصرمي الشيخان يا حمز إنهم ... هم يعصمون الناس في اليوم ذي الوغى
وقال:
بني لي به الشيخان من آل دارم ... بناء يرى عند المجرة عالياً
ومن المجاز: ورث من شيخه الكرم ومن أشياخه: من آبائه.

ش ي د
شاد القصر وأشاده وشيده: رفعه، وقصر مشيد ومشيّد، وقيل: المشيد المعمول بالشيد وهو الجص، والمشيد بالمعنيين.
ومن المجاز: أشاد بذكره: رفعه بالثناء عليه وأشاد عليه: أفشى عليه مكروهاً، ويقال: أشاد عليه قبيحاً وبقبيح. وفي الحديث " من أشاد على مسلم عورة يشينه بها شانه الله تعالى بها يوم القيامة "

(1/529)


وقال:
أتاني أنّ داهية نآداً ... أشاد بها على خطل هشام
وأشاد صوته وبصوته: رفعه. وأشاد بالضالة: عرفها.

ش ي ز
مشط من الشيز وهو خشبة سوداء يعمل منها، وجفان من الشيزى وهي شجر تعمل منه. قال الشماخ:
فتى يملأ الشيزى ويروى سنانه ... ويضرب في رأس الكميّ المدجج

ش ي ص
ما عندهم إلا الشيص والشيصاء وهو أردأ التمر والواحدة شيصة وشيصاءة، وقد أشاصت النخلة.

ش ي ط
شيط اللحم في الشيّ إذا دخنه وأحرق بعضه ولم ينضجه، وشاط لحم الشاوي وتشيط.
ومن المجاز: شاط دمه إذا بطل. قال الأعشى:
وقد يشيط على أرماحنا البطل
وأشاط السلطان دمه: أهدره. وأشاطوا لحم الجزور. إذا بضعوه وقسموه، وشاط لحم الجزور: ذهب مقسماً لم يبق منه شيء، ويقال: أشيط فلان كما يشاط لحم الجزور. وشيط الصقيع النبت. وشيط الدواء الجرح: أحرقه. وتشيط فلان من الهبة: نحل من كثرة الجماع وهلك. واستشاط غضباً. واستشاط في الحرب: استقتل. قال:
أشاط دماء المستشيطين كلهم ... وغل رءوس القوم فيها وسلسلوا
وناقة مشياط: يطير فيها السمن أي يسرع سمنها وهو من إسراع المشيط وعجلته، لا يصبر بالشواء حتى يسكن لسان النار.

ش ي ع
شيعته يوم رحيله. وشايعتك على كذا: تابعتك عليه. وتشايعوا على الأمر، وهم شيعته وشيعه وأشياعه. وهذا الغلام شيع أخيه: ولد بعده. وآتيك غداً أو شيعه. قال:
قال الخليط غداً تصدعنا ... أو شيعه أفلا تشيعنا
وأقمت عنده شهراً أو شيع شهر. وكان معه مائة رجل أو شيع ذلك. ونزلوا موضع كذا أو شيعه. وشاع الحديث والسر، وأشاعه صاحبه. ورجل مشياع مذياع. وقطرت قطرة من اللبن في الماء فتشيع فيه: تفرق. وأشاعت الناقة بولها وأشاعت به. وجاءت الخيل شوائع: متفرقة. وتشايعت الإبل. وله سهم في الدار شائع ومشاع. وشيع بالإبل وشايع بها: صاح بها، ومنه قيل لمنفاخ الراعي: الشياع. وشايع بهم الدليل فأبصروا الهدى: نادى بهم.
ومن المجاز: شيعنا شهر رمضان بصوم الستة. وشيعت النار بالحطب. وأعطني شياعاً كما تقول: شباباً: لما تشيع به وتشب. وشيع هذا بهذا: قوّه

(1/530)


به. قال الراعي:
إليك يقطع أجواز الفلاة بنا ... نص تشيعه الصهب المراسيل
ورجل مشيع القلب: للشجاع، وقد شيع قلبه بما يركب كل هول. وشاع في رأسه الشيب. وشاعكم الله تعالى بالسلام، وشاعكم السلام. قال:
ألا يا نخلة في ذات عرق ... برود الظل شاعكم السلام
وقال لبيد:
فشاعهم حمد وزانت قبورهم ... أسرة ريحان بقاع منور
وقد شيعه الغضب: استخفه وضرمه كما تشيع النار. ورجل مشيع: عجول.

ش ي م
برق مشيم، وقد شيم في فرع السحاب شيما. وشمت السيف: سللته وقربته. ورجل أشيم: به شامة، وامرأة شيماء. وهو حسن الشيمة والشيم، وتقول: ليس بمفطوم عن شيمه، مفطور عليها في المشيمه. وتشيم الحرق القصب: دخل فيه وخالطه. قال ساعدة
أفمنك لا برق كأن وميضه ... غاب تشيمه ضرام مثقب
ومن المجاز: قول ذي الرمة:
حتى إذا الهيق أمسى شام أفرخه ... وهن لا مؤيس نأياً ولا كثب
وشم ما بين البلدين: قدّر. وانظر كم بينهما. وإن فلاناً لموسر ولا أشيمه أي لا أنظر إليه من فقر يعني أنه غنيّ عنه. وتشيمه الشيب: خالطه. وماله شامة ولا زهراء: ناقة سوداء ولا بيضاء. وصاروا شاماً في البلاد: متفرقين تفرق الشام في الجسد. قال:
أتت أم اللهيم فصيرتهم ... أحاديثاً وشاماً في البلاد

ش ي ن
هو فعل شائن، وهذه شائنة من الشوائن. ووجهك شين، ووجهي زين.

ش ي ي
جاء بالعي والشيّ، وهو عييٌّ شييٌّ.

(1/531)