الدلائل في غريب الحديث

حَدِيثُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ

(2/949)


515 - وَقَالَ فِي حَدِيثِ عَوْفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ «لأَنْ يَمْتَلِئَ مَا بَيْنَ عَانَتِي إِلَى رَهَابَتِي قَيْحًا يَتَخَضْخَضُ مِثْلَ السِّقَاءِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شَعَرًا» .
حَدَّثَنَاهُ مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا قُتَيْبَةُ، قَالَ: نا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي شَمَّاسَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَمَّاسَةَ الْمُهْرِيِّ , أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ ذَلِكَ.

(2/950)


الرَّهَابَةُ: هُوَ الْعَظْمُ الْمُشْرِفُ مِنَ الصَّدْرِ عَلَى الْبَطْنِ، وَهُوَ غُرْضُوفٌ يَنْثَنِي.
وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: أَبُو زَيْدٍ، قَالَ: الْكِلَابِيُّونُ: الرَّهَابَةُ: لِسَانُ الصَّدْرِ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْحَسَنِ الْخَارِجِيُّ: بَيْنَا كَذَلِكَ نَحْنُ جَالَتْ طَعْنَةٌ ... نَجْلَاءُ بَيْنَ رَهَابَتِي وَتَرَائِبِي
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الرَّاهِبَةُ: هِيَ آخِرُ فَلَكِ الزَّوْرِ، تُقْطَعُ عِنْدَهَا الْجَوَانِحُ، وَتَفْرُقُ عِنْدَهَا الضُّلُوعُ.
وَقَالَ الرَّهَابَةُ: مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنَ النِّسَاءِ، قَالَ الْعَبْدِيُّ: وَمِنْ ذَهَبٍ يُسَنُّ عَلَى رَهَابِ
قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ يَتَحَرَّكُ، وَلَا يُصَوِّتُ خُثْوَرَةً، يُقَالُ فِيهِ: يَتَخَضْخَضُ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الْخَضْخَاضُ: وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْقَطِرَانِ، يُقَالُ: وَجَأَهُ بِالْخِنْجَرِ، فَخَضْخَضَ بِهِ بَطْنَهُ، وَأَمَّا الْخَضَاضُ: فَإِنَّهُ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ مِنَ الْحُلِيِّ، وَقَالَ: وَلَوْ أَشْرَفَتْ مِنْ كُفَّةِ السِّتْرِ عَاطِلًا ... لَقُلْتُ غَزَالٌ مَا عَلَيْهِ خَضَاضُ
تَمَّ حَدِيثُ عَوْفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَيَتْلُوهُ:

حَدِيثُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ

(2/951)


وَقَالَ فِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَهُ، وَبَعَثَ مَعَهُ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لِوَائِلٍ: أَرْدِفْنِي خَلْفَكَ، قَالَ: لَا تَكُنْ مِنْ أَرْدَافِ الْمُلُوكِ، قَالَ: فَأَعْطِنِي نَعْلَكَ، قَالَ: لَا تُقِلُّهَا قَدَمَكَ، وَلَكِنِ انْتَعِلْ ظِلَّ النَّاقَةِ، قَالَ وَائِلٌ: فَلَمَّا وَلِيَ مُعَاوِيَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَدِمْتُ عَلَيْهِ، فَأَقْعَدَنِي مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، وَذَكَّرَنِي الْحَدِيثَ.
قَالُوا: رِدْفُ الْمُلُوكِ: الَّذِي يَحْمِلُهُ الْمَلِكُ خَلْفَهُ، وَيَكُونُ عَنْ يَمِينِهِ إِذَا شَرِبَ، وَإِذَا نَحَرَ جَزُورًا أَعْطَاهُ الْعَجْزَ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَتَى سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَرْضًا لَهُ، فَانْتَهَى إِلَى مَوْضِعٍ فِيهِ

(2/952)


غِلَظٌ، فَتَرَكَ النَّاسَ كُلَّهَم، فَبَقِيَ سُلَيْمَانُ عَلَى دَابَّتِهِ، فَالْتَفَتَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، فَقَالَ: ارْتَدِفْ، فَأَبَى، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتَ لَكُنْتَ أَكْرَمَ مَنْ أَرْدَفَهُ النُّعْمَانُ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَقِلْنِي، قَالَ: لَا تَعْلُوهُ وَاللَّهِ أَبَدًا.
تَمَّ حَدِيثُ وَائِلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَيَتْلُوهُ: