الدلائل في غريب الحديث

حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ

(2/958)


520 - وَقَالَ فِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: " عَزَلَكَ مُعَاوِيَةُ، وَقَلَاكَ وَاسْتَثْقَلَكَ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ: أَنَا كَمَا قَالَ:
نَآكَ رَبُّكَ وَاعْتَرَتْكَ خَصَاصَةٌ ... فَلَعَلَّ رَبَّكَ أَنْ يَعُودَ مُؤَيِّدَا
".
يُرْوَى عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ.
تَقُولُ: نَآنِي الرَّجُلُ إِذَا نَأَى عَنِّي، وَنَاءَكَ إِذَا نَأَى عَنْكَ، قَالَ الشَّاعِرُ: أَعَاذِلُ إِنْ يُصْبِحْ صَدَايَ بِقَفْرةٍ ... وَحِيدًا نَآنِي نَاصِرِي وَقَرِيبِي
تَرَى أَنَّ مَا أَلْقَيْتُ لَمْ أَكْ رَبَّهُ ... وَأَنَّ الَّذِي أَنْفَقْتُ كَانَ نَصِيبِي
حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، قَالَ: يُقَالُ: نَأَيْتُهُمْ، وَنَأَيْتُ عَنْهُمْ، وَأَنْشَدَ الْأَصْمَعِيُّ لِابْنِ أَحْمَرَ:
فَلَئِنْ نَأَيْتُ لَقَدْ نَأَيْتُ بَنِي أَبِي ... وَمَضَتْ عَنَاجِيج الشَّبَابِ الْأَصْيَدِ
تَمَّ حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ يَتْلُوهُ:

حَدِيثُ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ

(2/959)


وَقَالَ فِي حَدِيثِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْكُوفَةِ، فَلَمَّا دَخَلَهَا سَأَلَ عَنْ قَبْرِ زِيَادٍ، فَدُلَّ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ تَحْتَ الْأَحْجَارِ حَزْمًا وَجُودًا ... وَخَصِيمًا أَلَدَّ ذَا مِعْلَاقِ
حَيَّةٌ فِي الْوِجَارِ أَرْبَدُ لَا يَنْفَعُ ... السَّلِيمَ مِنْهُ نَفْثَةُ رَاقِ
يُرْوَى عَنِ الْهَيْثَمِ عَنْ عَوَانَةَ.
وَالْبَيْتَانِ لِلْمُهَلْهِلِ، يُقَالُ: إِنَّ فُلَانًا لَذُو مِعْلَاقٍ إِذَا كَانَ شَدِيدَ الْخُصُومَةِ، وَيُقَالُ: مِعْلَاقُ الرَّجُلِ: لِسَانُهُ.
تَمَّ حَدِيثُ الضَّحَّاكِ رَحِمَهُ اللَّهُ يَتْلُوهُ: