الدلائل في غريب الحديث حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ رَحِمَهَا
اللَّهُ
(3/1178)
656 - وَقَالَ فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ
بِنْتِ قَيْسٍ رَحِمَهَا اللَّهُ «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ،
لَمَّا أُصِيبَ خَلَا الْقَوْمُ فِي بَيْتِهَا نَجِيًّا، وَكَانَتِ
امْرَأَةً نَجُودًا» .
حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْمُنْذِرِ، قَالَ: نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ نَشِيطٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ
أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(3/1179)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: النَّجُودُ: الَّتِي
لَيْسَ مَعَهَا أَحَدٌ، يَعْنِي أَنَّهَا لَا وَلَدَ لَهَا،
وَأَنْشَدَ:
تَلُوذُ النَّجُودُ بِأَذْرَائِنَا ... مِنَ الضُّرِّ فِي أَزَمَاتِ
السِّنِينَا
وَيُقَالُ فِي غَيْرِ هَذَا: النَّجُودُ: الْمَاضِيَةُ مِنَ الْإِبِلِ
وَالأُتُنِ، فَمَنْ حَمَلَهُ عَلَى هَذَا أَرَادَ أَنَّهَا كَانَتْ
ذَاتَ رَأْيٍ وَحَزْمٍ.
تَمَّ حَدِيثُ فَاطِمَةَ يَتْلُوهُ
حَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ سَكَنٍ رَحِمَهَا اللَّهُ
(3/1180)
657 - وَقَالَ فِي حَدِيثِ أَسْمَاءَ
بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ سَكَنٍ رَحِمَهَا اللَّهُ " قَالَتْ: أَنَا
قَيَّنْتُ عَائِشَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ".
حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نَا عَلِيُّ بْنُ
الْمَدِينِيِّ، قَالَ: نَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ، يَقُولُ: أَتَيْتُ أَسْمَاءَ
بِنْتَ يَزِيدَ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ
(3/1181)
التَّقَيُّنُ: التَّزَيُّنُ بِأَلْوَانِ
الزِّينَةِ، وَاقْتَانَتِ الرَّوْضَةُ، إِذَا ازْدَانَتْ بِأَلْوَانِ
زَهْرَتِهَا، كَمَا قَالَ:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... كَمَا اقْتَانَ
بِالْنَبْتِ الْعِهَادِ الْمُحَوَّفُ
وَالْقَيْنُ وَالْقَيْنَةُ: الْعَبْدُ وَالْأَمَةُ، وَقَدْ جَرَى فِي
الْعَامَّةِ أَنَّ الْقَيْنَةَ: الْمُغَنِّيَةُ، وَقَالَ ابْنُ
الْكَلْبِيِّ: أَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الْحَدِيدَ مِنَ الْعَرَبِ
الْهَالِكُ بْنُ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَلِذَلِكَ قِيلَ
(3/1182)
لِبَنِي أَسَدٍ: الْقُيُونُ.
وَقَالَ النَّابِغَةُ:
. . . . . . . . . . . . . . ... كَالَهَالِكِيِّ تَنَحَّى يَنْفُخُ
الْفَحَمَا
وَيُقَالُ لِلْحَدَّادِ: مَا كَانَ قَيْنًا، وَلَقَدْ قَانَ يَقِينُ
قِيَانَةً، وَيُقَالُ: قِنْ إِنَاءَكَ هَذَا عِنْدَ الْقَيْنِ، وَقَالَ
رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بَعْدَنَا ... ظِبَاءٌ بِذِي
الْحَصْحَاصِ نُجْلٌ عُيُونُهَا
وَلِي كَبِدٌ مَقْرُوحَةٌ قَدْ بَدَا بِهَا ... صُدُوعُ الْهَوَى لَوْ
كَانَتْ قَيْنٌ يَقِينُهَا
تَمَّ حَدِيثُ أَسْمَاءَ رَحِمَهَا اللَّهُ وَيَتْلُوهُ: |