الصحاح تاج اللغة وصحاح
العربية باب الذال:
فصل الالف:
[أخذ] أخذت الشئ آخذه أخذا:
تناولته. والإخذُ بالكسر، الاسمُ. والأمْر منه خُذ، وأصله اُؤْخُذْ
إلاَّ أنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفاً. وكذلك القول في الامر
من أكل وأمر وأشباه ذلك. وقولهم: خذ عنك، أي خذ ما أقول، ودَعّ عنك
الشكَّ والمِراءَ. يقال: خُذِ الخِطامَ، وخُذْ بالخِطامِ بمعنىً.
ونجومُ الأخذِ: منازلُ القمرِ، لأنَّ القمر يأخذ كل ليلة في منزلٍ
منها. وآخَذَهُ بذنبه مؤاخذة. والعامة تقول: واخذه. ويقال: ائتخذوا في
القتال، بهمزتين، أي أخذ بعضُهم بعضاً. والاتِّخاذُ: افتعالٌ أيضاً من
الأخذ: إلاَّ أنه أُدغِم بعد تليين الهمزة وإبدال التاء، ثم لما كثر
استعماله على لفظ الافتعال توهموا أن التاء أصلية فبنوا منه فعل يفعل،
قالوا: تخذ يتخذ. وقرئ:
(لتخذت عليه أجرا) *.
(2/559)
وقولهم: أخذت كذا يبدلون الذال تاء
فيدغمونها في التاء، وبعضهم يظهر الذال وهو قليل. والاخيذ: الأسيرُ،
والمرأةُ أَخيذَةٌ. والأُخْذَةُ بالضم: رُقْيَةٌ كالسِحر، أو خَرَزةٌ
تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ، من التَأْخيذِ. وأَخِذَ الفَصيلُ
بالكسر يَأْخذُ أَخَذاً: اتَّخَمَ من اللبن. ويقال أيضاً: رَجُلٌ
أَخِذٌ، أي رَمِدٌ. وبعينه أخذ بالضم، مثال جنب، أي رمد. وحكى المبرد
أن بعض العرب يقول: استخذ فلان أيضا (1) ، يريد اتخذ، فيبدل من إحدى
التاءين سينا، كما أبدلوا التاء مكان السين في قولهم ست. ويجوز أن يكون
أراد استفعل من تخذ يتخذ، فحذف إحدى التاءين تخفيفا كما قالوا ظلت من
ظللت. قال الاصمعي: المستأخذ: لمطأطئ رأسه من رمدٍ أو وجعٍ.
والتأْخاذُ: تَفْعالٌ من الاخذ. قال الشاعر الاعشى:
_________
(1) في اللسان: " استخذ فلان أرضا ".
(2/559)
ليعودن لمعد عكرة * دلج الليل وتأخاذ المنح
(1) . - والاخاذة: شئ كالغدير، والجمع إخاٌذ، وجمع الإخاذِ أُخُذٌ مثال
كتاب وكتب، وقد يخَّفف. قال الشاعر: وغادَرَ الأُخْذَ والأَوْخاذَ
مُتْرَعَةً * تَطْفو وأَسْجَلَ أنهاء وغدرانا - وفى حديث مسروق بن
الاجدع قال: " ما شبهت بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلا الاخاذ،
تكفى الاخاذة الراكب، وتكفى الاخاذة الراكبين، وتكفى الاخاذة الفئام من
الناس ". والاخاذة والاخاذ أيضا: أرض يجوزها الرجل لنفسه أو السلطانُ.
ويقال: ذهبَ بنو فلان ومن أخذ أخذهم بالفتح، أي ومن سار بسيرتهم. وحكى
ابن السكيت: ومن أخذ أخذهم برفع الذال ونصب الهمزة، وإخذهم بكسر الهمزة
مع رفع الذال، أي ومن أخذه إخذهم وسيرتهم. وحكى أبو عمرو: استعمل فلان
على الشام
_________
(1) قال ابن برى: والذى في شعر الاعشى: ليعيدن لمعد عكرها * دلج الليل
وتأخاذ المنح - أي عصفها. يقال: رجع فلان إلى عكره، أي إلى ما كان
عليه، والمنح: جمع منحة، وهى الناقة يعيرها صاحبها لمن يحلبها وينتفع
بها، ثم بعيدها.
(2/560)
وما أَخَذَ إخْذَهُ بالكسر، أي لم يأخذ ما
وجبَ عليه من حسن السيرة. ولا تقل: أخذه. ويقال: لو كنت منّا لأخذت
بإخْذنا، أي بخلائقنا وشكلنا.
[إذ] إذ: كملة تدل على ما مضَى من
الزمان، وهو اسمٌ مبنيُّ على السكون. وحقُّه أن يكون مضافاً إلى جملة،
تقول: جئتك إذْ قام زيدٌ، وإذْ زيد قائم وإذ زيدٌ يقوم. فإذا لم تضَفْ
نَوَّنْتَ. قال أبو ذؤيب: نَهَيْتُكَ عن طِلابِكَ أمَُّ عَمْرو *
بِعاقِبَةٍ وأَنْتَ إذٍ صَحِيحُ - أراد حينئذٍ، كما تقول: يومئذ
ولَيْلتئذ. وهو من حروف الجزاء: إلاَّ أنه لا يجازى به إلاَّ معَ ما.
تقول: إذا ما تأتني آتك، كما تقول: إنْ تَأْتِني وقتاً آتك. قال الشاعر
عباس بن مرداس يمدح النبي صلى الله عليه وسلم: إذ ما أتيت على الامير
(1) فقل له * حقا عليك إذا اطمأن المجلس -
_________
(1) قوله " الامير " في نسخة " على الرسول " وهو الصواب. وقبله كما في
سيرة ابن هشام ج 4 ص 107: يا أيها الرجل الذى تهوى به * وجناء مجمرة
المناسم عرمس - إما أتيت على النبي فقل له * حقا عليك إذا إطمأن المجلس
- يا خير من ركب المطى ومن مشى * فوق التراب إذا تعد الانفس = -
(2/560)
وقد تكون للشئ توافقه في حالٍ أنت فيها.
ولا يليها إلا الفعل الواجب. تقول، بينما أنا كذا إذْ جاء زيد.
فصل الباء
[بذذ] بذه يبذه بذا، أي غلبه وفاقه.
والبذ أيضا: اسم كورة من كور بابك الخرمى. وحال فلان بذة، أي سيِّئةٌ.
وقد بَذِذْتَ بَعدي بالكسر، فأنت باذ لهيئة، وبذ الهيئةِ، أي رَثُّها،
بيِّن البّذاذَةِ البذوذة.
[بغدذ] بغداذ، وبغداد، وبغدان
بالنون، ومغدان معرب، يذكر ويؤنث. وأنشد الكسائي: فياليلة خرس الدجاج
طويلة * ببغدان ما كادت عن الصبح تنجلي - قال: يعنى خرسا دجاجها.
فصل الجيم
[جبذ] جبذت الشئ مثل جذبته، مقلوب
منه.
= إلى آخر القصيدة ربما يروى: " إذ ما أتيت على الامين "، فحرفه النساخ
وليس من المعقول أن يقول: يمدح النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول على
الامير. وما أنشده ابن برى كما في اللسان لم يظهر به معنى البيت،
فتأمل. وكتبه أحمد حسن الشريف.
(2/561)
والجنبذة بالضم: ما ارتفع من الشئ واستدار
كالقبة. قال يعقوب: والعامة تقول: جنبذة، بفتح الباء.
[جذذ] جذذت الشئ: كسرته وقطعته.
والجُذاذُ والجِذاذُ: ما تقطّعَ منه، وضمُّه أفصح من كسره. و * (عطاء
غير مَجْذوذٍ) *، أي غيرَ مقطوعٍ الكسائي: يقال لحجارةِ الذهبِ جذاذ،
لانها تكسر. والجذاذات: القراضات. والانجذاذ: الانقطاع. قال الفراء:
يقال رَحِمٌ جَذَّاءُ وحَذَّاءُ، بالجيم والحاء ممدودان، وذلك إذا لم
توصَل. وما عليه جُذَّةٌ، أي شئ من الثياب. والجذيذة: السويق.
[جرذ] الجَرَذُ بالتحريك: كلُّ ما
حدث في عُرقوب الدابة من تَزَيُّدٍ أو انتفاخِ عصبٍ. والجُرَذُ: ضربٌ
من الفأر، والجمع الجُرْذانُ (1) . وأرض جرذة: ذات جرذان. أبو عبيد:
رجل مُجَرَّذٌ، إذا كان مُجَرِّباً في الامور.
_________
(1) بضم الجيم وكسرها، كما في اللسان.
(2/561)
[جلذ]
الجلذاء بالكسر ممدود: الارض الغليظة. والجلذاءة أخص منها. وقولهم: "
أسهل من جلذان ". وهو حمى قريب من الطائف لين مستو كالراحة. والجلذى
بالضم، من الإبل: الشديدُ الغليظُ. قال الراجز: صوى لها ذا كدنة جلذيا
* أخيف كانت أمه صفيا - والناقة جلذية. قال علقمة:
جلذية كأتان الضحل علكوم (1) * والجلذى أيضا: السير السريع. قال الراجز
ابن ميادة:
لتقربن قربا جلذيا (2) * واجلوذ بهم السير اجلوذا، أي دامَ مع السُرعة،
وهو من سير الابل.
فصل الحاء
[حذذ] الحَذَذُ: خِفّة الذَنَبِ.
بعيرٌ أَحَذُّ وقَطاةٌ حَذَّاءُ، وهي التي خف ريش ذنبها.
_________
(1) صدره:
هل تلحقني بأولى القوم إذ شحطوا * شحطوا: بعدو.
(2) بعده: مادام فيهن فصيل حيا * وقد دجاء الليل فهيا هيا -
(2/562)
ورجل أحذ بيّن الحَذّذِ، أي خفيفُ اليدِ.
قال الفرزدق يهجو عُمَر بن هُبيرة: أَوَلَّيْتَ العِراقَ ورافِدَيْهِ *
فَزارِياً أَحَذَّ يدِ القميصِ - واليمينُ الحَذَّاءُ: التى يحلف
صاحبها بسرعة. ومن قالها بالجيم يذهب إلى أنه جذها جذ العير الصليانة.
ورحم حَذّاءُ، وجَذَّاءُ عن الفرّاء: إذا لم تُوصَلْ. والحَذَذُ في
العَروضِ من باب الكامل: إسقاط الوَتِدِ من عجز مُتَفاعِلُنْ فيبقى
مُتَفا، فيُنْقَلُ إلى فَعِلُنْ. والقصيدةُ حذَّاءُ. وقرب حذ حاذ، أي
سريع، مثل حثحاث (1) .
[حنذ] حَنَذْتُ الشاةَ أَحْنِذُها
حَنْذاً، أي شَوَيْتُها وجعلتُ فوقها حِجارةً مُحْماةً لتُنضِجَها، فهي
حَنيذٌ. وحَنَذْتُ الفرسَ أَحْنِذُهُ حَنْذاً، وهو أن تُحْضِرَه شَوطاً
أو شوطين، ثم تُظاهِرُ عليه الجِلالَ في الشمس ليعرق، فهو محنوذ وحنيذ.
فإن لم يعرق قيل: كبا. ومنه قولهم: إذا سقيت
_________
(1) وحذ الشئ يحذه حذا، إذا قطعة قطعا سريعا. والحذة: القطعة من اللحم.
(2/562)
فأحنذ، أي عرق شرابك، أي صب فيه قليل ماء.
والحنذ: شدة الحر وإحراقه. قال العجاج يصف حمارا وأتانا:
ورهبا من حنذره أن يهرجا (1) * يقال: حنذته الشمس، أي أحرقته. وحنذ
بالتحريك: موضع قريب من المدينة. قال الراجز (2) : تأبري ياخيرة الفسيل
* تأبري من حنذ فشولى * إذ ضن أهل النخل بالفحول
[حوذ] الحَوْذُ: السَوْقُ السريعُ.
تقول: حُذْتُ الإِبِلَ أَحوذُها حَوْذاً، وأَحْوَذْتُها مثله.
والاحوذي: الخفيف في الشئ لحِذْقِهِ، عن أبي عمرو. وقال الشاعر (3) يصف
جناحَي قطاة:
على أحوذيين استقلت عليهما (4) * وقال آخر:
_________
(1) قبله:
حتى إذا ما الصيف كان أمجا
(2) أحيحة بن الجلاح.
(3) هو حميد بن ثور.
(4) البيت بتمامه: على أحوذيين استقلت عشية * فما هي إلا لمحة وتغيب -
(2/563)
أتتك عيس تحمل المشيا * ماء من الطثرة (1)
أحوذيا - يعنى سريع الاسهال. وقال الاصمعي: الأَحْوَذيُّ: المُشَمِّرُ
في الأمورِ القاهرُ لها، الذي لا يَشِذّ (2) عليه منها شئ. قال لبيد
يصف حمارا وأتانا: إذا اجمعت وأحوذ جَانِبَيْها * وأَوْرَدَها على عوجٍ
طِوالِ - قال: يعني ضمَّها ولم يفُتْه منها شئ. وعنى بالعوج القوائم.
وحاذُ مَتْنِهِ وحالُ مَتْنِهِ واحدٌ، وهو موضعُ اللِبْدِ من ظهر
الفرس. وفي الحديث: " مؤمنٌ خفيف الحاذِ "، أي خفيف الظهرِ. والحاذانِ:
ما وقع عليه الذَنَبُ من أدبارِ الفخذين. والحاذُ: نبتٌ، واحدته حاذة،
عن أبى عبيد. والحوذان: نبت نوره أصفر. واسْتَحْوَذَ عليه الشيطانُ أي
غلب. وهذا جاء بالواو على أصله كما جاء استروح واستصوب. وقال أبو زيد:
هذا الباب كله يجوز أن يتكلم به على الاصل. تقول العرب: استصاب
واستصوب، واستجاب واستجوب، وهو قياس مطرد عندهم. وقوله تعالى:
(ألم نستحوذ عليكم) * أي ألم نغلب على أموركم ونستول على مودتكم.
_________
(1) الطثرة: الحمأة، والماء الغليظ.
(2) في المطبوعة الاولى: " يشد "، وهو تحريف مطبعى.
(2/563)
فصل الخاء
[خنذ] الخِنْذيذُ: رأسُ الجبلِ
المشرفُ. والخنذيذ: الفحل. قال بشر: وخنذيذ ترى الغرمول منه * كطى الزق
علقه التجار - والخنذيذ: الخصى، وهو من الأضداد. وحكى أبو عبيد:
الخَناذيذُ: الخيلُ. وأنشَدَ قول خُفاف بن قَيس، من البراجم:
وخَناذيذَ خصية وفحولا (1) * فوصفها بالجودة، أي منها فحولٌ ومنها
خِصيانٌ. فخرج الآن من حد الاضداد.
[خوذ] المخاوذة: المخالفة إلى الشئ.
يقال: بنو فلانٍ خاوَذُونا إلى الماء. وخِواذُ الحُمَّى: أن تأتيَ لوقت
غير معلوم.
فصل الدال
[دبذ] الديابوذ: ثوب ينسج بنيرين،
كأنّه جمع دَيْبوذٍ على فَيْعولٍ. قال أبو عبيد: أصله بالفارسية دوپوذ.
وأنشد للاعشى يصف الثور:
_________
(1) صدره:
وبراذين كابيات وأتنا:
(2/564)
عليه ديابوذ تسربل تحته * أرندج إسكاف
يخالط عظلما - وربما عربوه بدال غير معجمة.
فصل الراء
[ربذ] الرِبْذَةُ بالكسر: الصوفَةُ
يُهْنَأُ بها البعير. قال الشاعر: يا عقيد اللؤم لولا نعمتي * كنت
كالرِبْذَةِ مُلْقىً بالفِنا - وكذلك خِرقة الصائِغ التي يَجلو بها
الحَلْيَ. قال النابغة: قبح الله ثم ثنى بلعن * ربذة الصائغ الجبان
الجهولا - والرَبَذَةُ بالتحريك: لغةٌ فيها. والرَبَذَةُ أيضا: موضع
فيه قبر أبى ذر الغفاري رضى الله عنه. والربذة أيضاً: واحدةُ الرَبَذِ،
وهي عُهونٌ تعلق في أعناق الابل، حكاه أبو عبيد في باب نوادر الفعل.
ويقال: رَبِذَتْ يده بالقِداحِ تَرْبَذُ رَبَذاً، أي خَفَّتْ.
والرَبِذُ: الخفيفُ القوائم في مشيه. ويقال أيضاً: فلانٌ ذو رَبِذات،
أي كثير السَقَطِ في كلامه.
(2/564)
وبين القوم رباذية، أي شر. قال الشاعر (1)
: وكانت بين آل أبى أبى * رباذية فأطفأها زياد -
[رذذ] الرَذاذُ: المطرُ الضعيف، وهو
فوقِ القِطْقِطِ. يقال: أَرَذَّتِ السماءُ، وأرض مرذة، حكاه الكسائي.
وقال أبو عبيد: أرضٌ مُرَذٌّ عليها، ولا يقال مُرَذَّةٌ ولا
مَرْذُوذَةٌ. الأموي: يومٌ مرذ: ذو رذاذ.
فصل الزاى
[زمرذ] الزمرذ بالضم: الزبرجد، وهو
معرب والراء مضمومة مشددة.
فصل السين
[شذذ] شَذَّ عنه يَشُذُّ ويَشِذُّ
شُذوذاً: انفرد عن الجمهور، فهو شَاذٌّ. وأَشَذَّهُ غيرُه. وشُذّاذُ
الناس: الذين يكونون في القوم وليسوا من قبائلهم. وشَذَّانُ الحصى
بالفتح والنون: المتفرق منه. قال امرؤ القيس:
_________
(1) زياد الطماحى.
(2/565)
يطايرشذان الحصى (1) بمناسم * صلاب العجى
ملثومها غير أمعرا - وشذان الناس أيضا: متفرقوهم.
[شجذ] الشَّجْذَةُ: المَطْرةُ
الضعيفةُ، وهي فوق البَغشَةِ. وقد أَشْجَذَتِ السماءُ، أي ضَعُف
مطرُها. قال امرؤ القيس: تُظْهِرُ (2) الوَدَّ إذا ما أَشْجَذَتْ *
وتُواريهِ إذا ما تَشْتَكِرْ -
[شحذ] شَحَذْتُ السكِّينَ
أَشْحَذُهُ شَحْذاً، أي حَدَّدْتُهُ. والمِشْحَذُ: المِسَنُّ.
والشَحَذانُ، بالتحريك: الجائع.
[شقذ] الشَقْذانُ: الذي لا يكاد
ينام، ولا يكون إلاَّ عَيوناً يصيب الناس بالعين. تقول منه: شقذ الرجل
بالكسر يشقذ شقذا فهو شَقِذٌ وشَقْذانٌ بالتحريك. وشَقِذَ أيضاً بمعنى
ذَهب وبَعُد. يقال: أَشْقَذَهُ
_________
(1) في ديوانه: " تطاير ظران الحصى "، وفى اللسان: " تطاير شذان ".
(2) في ديوانه: " تخرج ".
(72 - صحاح - ثان)
(2/565)
فَشَقِذَ، أي طرده فذهب. وأنشد الأصمعيُّ
للمحاربِيّ (1) : لقد غضبوا عَلَيَّ وأَشْقَذوني * فصِرْتُ كأنَّني
فَرّأٌ مُتارُ (2) - ابن الأعرابي: ما به شَقَذٌ ولا نَقَذٌ، أي ما به
حراك. وفلان يشاقذنى، أي يغادينى. والشقذ: ولد الحرباء، وجعمه شقذان،
مثل صنو وصنوان. والشقذاء: العقاب الشديدة الجوع.
[شمذ] شمَذَتِ الناقةُ تَشْمِذُ
بالكسر شماذا وشموذا، أي لقب فشالت بذنَبِها. قال أبو الجرّاح: من
الكباش ما يشتمذ ومنها ما يغل. والاشتماذ: أن يضرب الالية حتَّى ترتفع
فيَسْفَدَ. والغَلُّ: أن يفسد من غير أن يفعل ذلك.
[شوذ] المشوذ: العمامة. قال الوليد
بن عقبة وكان قد ولى صدقات تغلب:
_________
(1) عامر بن كبير.
(2) قبله: فإنى لست من غطفان أصلى * ولا بينى وبينهم اعتشار - متار:
يرمى تارة بعد تارة. ومعنى متار مفزع. يقال: أترته، أي أفزعته.
(2/566)
أذا ما شددت الرأس منى بمشوذ * فغيك منى
تغلب ابنة وائل. - وفى الحديث: " أمرهم أن يمسحوا على المشاوذ
والتساخين (1) ". وتشوذ الرجل واشتاذ، أن تعم.
فصل الطاء
[طبرزذ] الاصمعي: سكر طبرزد وطبرزل
وطبرزن ثلاث لغات معربات.
[طرمذ] الطَرْمَذَةُ: ليس من كلام
أهل البادية. قال الراجز:
طرمذة منى على طرماذ (2) * والمطرمذ: الذى له كلام وليس له فعل.
فصل العين
[عوذ] عُذْتُ بفلانٍ واسْتَعَذْتُ
به، أي لجأت إليه. وهو عياذي، أي ملجئي.
_________
(1) واحدها تسخن وتسخان، وهو الخف.
(2) قال في اللسان: وأنشد الليث: لما رأيت القوم في إغذاذ * وأنه السير
إلى بغداذ * جئت فسلمت على معاذ * تسليم ملاذ على ملاذ * طرمذة منى على
الطرماذ:
(2/566)
وأعذت غيرى به وعوذته به معنى. وقولهم معاذ
الله، أي أعوذُ بالله مَعاذاً، تجعله بدلا من اللفظ بالفعل، لانه مصدر
وإن كان غير مستعمل، مثل سبحان. ويقال أيضاً: مَعاذَةَ الله، ومعاذَ
وجهِ الله، ومعاذَةَ وجهِ الله، وهو مثل المعنى والمعناة، والمأتى
والمأتاه. ويقال: عَوْذٌ بالله منك، أي أعوذُ بالله منك. قال الراجز:
قالتْ وفيها حَيْدَةٌ وذُعْرُ * عَوْذٌ برَبِّي منكمُ وحَجْرُ (1) -
والعوذَةُ والمَعاذَةُ والتَعْويذُ، كلُّه بمعنًى. ومُعَوَّذُ الفرس:
موضع القلادة. ودائرة المُعَوَّذِ تستحبُّ. وقرأت المُعَوِّذَتَيْنِ
بكسر الواو، وهما سورتان. والعوذُ: الحديثاتُ النِتاجِ من الظباء
والإبل والخيل، واحدتها عائِذٌ، مثل سائل وحول. ويجمع أيضا على عُوذان
مثل راع ورعيان، وحائر وحوران: تقول: هي عائذ بيِّنة العُؤوذِ، وذلك
إذا ولدتْ عشرة أيام أو خمسة عشريا يوماً، ثم هي مُطْفِلٌ بعدُ. يقال:
هي في عِياذِها، أي بحدثان نتاجها.
_________
(1) تقول العرب: عند الامر ينكرونه حجرا له أي دفعا له، وهو بتثليث
الحاء. وحيدة: فعلة من حاد عن الشئ، إذا تنحى. والعوذ: مصدر عاذ بالله
عوذا وعياذا.
(2/567)
والعوذ: النبت في أصل الشَوك أو في المكان
الحَزْنِ، لا يكاد المال يناله. قال الشاعر كثير: خَليلَيَّ (1)
خُلْصانَيَّ لم يُبقِ حُبِّها * من القلبِ إلا عُوَّذاً سَيَنالُها -
ويقال أيضاً: أطيبُ اللحم عُوَّذُهُ، وهو ما عاذَ بالعظم ولزِمه. وما
تركتُ فلاناً إلا عَوَذاً منه بالتحريك، وعَواذاً منه، أي كراهةً.
وأفْلَتَ منه فلان عوذا، إذا خوفه ولم يضربه، أو ضربه وهو يريد قتله
فلم يقتله. وعيذ الله بكسر الياء مشددة: اسم قبيلة. يقال: هو من بنى
عيذ الله، ولا تقل عائذ الله ويقال للجودى أيضا عيذ. وعائذة: أبوحى من
ضبة، وهو عائذة ابن مالك بن ضبة. قال الشاعر حواس الضبى: متى تسأل
الضبى عن شر قومه * يقل لك إن العائذى لئيم -
فصل الغين
[غذذ] غذيذةُ الجرحِ: مدَّته. وقد
غَذَّ الجرحُ يَغِذُّ غَذًّا، إذا سال ذلك منه. ويقال للبعير إذا كانت
به دَبَرَةٌ فبرأت وهي تَنْدى، قيل: به غَاذٌّ. وتركتُ جرحَه يَغِذُّ.
والمُغاذُّ من الإبل: العَيوفُ الذي يعافُ الماءَ. والاغذاذ في السير:
الاسراع.
_________
(1) في اللسان: " خليلاى ".
(2/567)
فصل الفاء
[فخذ] فَخِذٌ وفَخْذٌ وفِخْذٌ أيضاً
بكسر الفاء. يقال: رميتُه ففَخَذْتُهُ، أي أصبتُ فَخِذَه. والفَخِذُ في
العشائر: أقلُّ من البطن، أوَّلُها الشَعْبُ، ثم القبيلة، ثم الفصيلة،
ثم العِمارة، ثم البطن، ثم الفَخِذُ. والتَفْخيذُ: المُفاخَذَةُ (1) .
وأما الذي في الحديث: " بات يُفَخِّذُ عشيرته (2) "، أي يدعوهم فخذا
فخذا،
[فذذ] الفَذُّ: الفردُ. يقال:
ذَهَبا فَذَّيْنِ. والفَذُّ: أوَّل سهامِ الميسرِ، وهى عشرة: أولها
الفذ، ثم التوأم، ثم الرقيب، ثم الحلس، ثم النافس، ثم المسبل، ثم
المعلى. وثلاثة لا أنصباء لها: وهى السفيح، والمنيح، والوغد. وتمرٌ
فَذٌّ، أي متفرقٌ. وأفَذَّتِ الشاةُ، أي ولدت واحداً، فهي مُفِذٌّ. فإن
كان ذلك عادتها فهي مِفْذاذٌ. ولا يقال ناقةٌ مُفِذٌّ: لأنَّها لا تلد
إلا واحدا.
_________
(1) قلت: لم أجد المفاخذة فيما عندي من الاصول. اه. مختار.
(2) وذلك لما أنزل الله عزوجل عليه: " وأنذر عشيرتك الاقربين. "
(2/568)
[فلذ]
الفِلْذُ: كبدُ البعير، والجمع أفْلاذٌ. والفِلْذَةُ: القطعةُ من
الكبدِ واللحم والمال وغيرها، والجمع فلذ. يقال: فَلَذْتُ له من مالي،
أي قطعت له منه. وافْتَلَذْتُهُ المالَ، أي أخذتُ من ماله فِلْذَةً.
قال كثيِّر: إذا المالُ لم تُوجِبْ عليك عَطاَءهُ. * صَنيعَةُ قُرْبى
أو صَديقٍ تُوامِقُهْ - مَنَعْتَ وبعضُ المَنْعِ حَزْمٌ وقُوَّةٌ * ولم
يَفْتَلِذْكَ المالَ إلا حَقائِقُهُ - والفالوذُ والفالوذَقُ معرَّبان.
قال يعقوب: ولا تقل الفالوذج.
فصل القاف
[قذذ] القذَذُ: ريش السهم، الواحدة
قُذَّةٌ. والقُذَّةُ أيضاً: البُرغوثُ (1) . والقِذانُ: البراغيث.
والقذتان: جانباء الحياء. وقذذت الريشَ: قطعت أطرافها. وأُذُنٌ
مَقْذوذَةٌ: كأنها بريت بريا.
_________
(1) والقذذ: البرغوث، قال الراجز: أسهر ليلى قذذ أسك * أحك حتى مرفقي
منفك -
(2/568)
والقذاذات: ما سقط من قَذِّ الريش.
وقَذَذْتُ السهمَ قَذًّا: جعلتُ له القُذَذَ. والأقَذُّ: السهم الذي لا
ريش له، والجمع قُذٌّ، وجمع القُذِّ قذاذ. قال الراجز:
من يثر بيات قِذاذٍ خُشْنِ * قال يعقوب: يقال للرجل إذا كان مخفَّف
الهيئةِ، والمرأة التي ليست بطويلة: رجلٌ مُقَذَّذٌ ورجلٌ مَزَلَّمٌ،
وامرأةٌ مُقَذَّذَةٌ وامرأة مزلمة. والمقذ، بالفتح: ما بين الاذنين من
خلف. يقال: رجل مُقَذَّذُ الشعرِ، إذا كان مُزَيَّناً.
[قنفذ] القُنْفُذُ والقُنْفَذُ (1)
: واحد القَنافِذِ، والأنثى قُنْفُذَةٌ. والقُنْفُذُ: مسيل (2)
العَرَقِ من خلف أذنى البعير. قال الشاعر ذوالرمة: كأن بذفراها عنية
مجرب * لها وشل في قنفذ الليت ينتح - والقنفذ: المكان الذي ينبت نبتاً
ملتفًّا. ومنه قنفذ الدراج، وهو موضع.
فصل الكاف
[كذذ] الكذان بالفتح: حجارة رخوة
كأنها مدر. قال الكميت يصف الرياح:
_________
(1) أي بضم الفاء وفتحها.
(2) في المطبوعة الاولى: " ميل " صوابه من اللسان
(2/569)
ترامى بكذان إلا كام ومروها * ترامى ولدان
الاصارم بالخشل -
[كوذ] الكاذتان: مانتأ من اللحم في
أعالي الفخذ، وقال الشاعر الكميت: فلما دنت للكاذتين وأحرجت * به حلبسا
عند اللقاء حلابسا - وأحرجت بالحاء من الحرج. يقول: لما دنت الكلاب من
الثور ألجأته إلى الرجوع للطعن.
فصل اللام
[لجذ] لجذنى فلان يلجذ بالضم
لَجْذاً، إذا أعطيته، ثمَّ سألك فأكثَرَ. ولَجِذَ الكلبُ الإناءَ
بالكسر لجذا ولجذا، أي لحسه. حكاه أبو حاتم، نقلته من كتاب الابواب من
غير سماع. ويقال للماشية إذا أكلت الكلأ: لُجِذَ الكلا (1) ، عن أبى
عبيد. وقال الاصمعي: لجذه، مثل لسه.
[لذذ] اللَذَّةُ: واحدة اللَذَّاتِ.
وقد لذذت الشئ بالكسر لذاذ ولذاذة، أي وجدته لذيذا.
_________
(1) في اللسان: " لجذت الكلا ".
(2/569)
والتذذت به وتلذذت به، بمعنًى. وشرابٌ
لَذٌّ ولَذيذٌ، بمعنًى. واسْتَلَذَّهُ: عدَّه لذيذاً. واللَذُّ: النوم
في قول الشاعر (1) : ولَذٍّ كطَعمِ الصَرْخَدِيِّ طَرَحْتُهُ *
عَشِيَّةَ خِمْسِ القومِ والعينُ عاشِقُه (2) - واللَذِ واللَذْ بكسر
الذال وتسكينها: لغةٌ في الذي. والتثنية اللَذا بحذف النون، والجمع
الذينَ، وربَّما قالوا في الرفع: اللذون.
[لوذ] لاذَ به لِواذاً ولِياذاً، أي
لجأ إليه وعاذَ به. واللَوْذُ أيضاً: جانب الجبل وما يُطيف به، والجمع
ألواذٌ. ولاوَذَ القومُ مُلاوَذَةً، أي لاذَ بعضُهم ببعض. ومنه قوله
تعالى:
(يَتَسَلَّلونَ منكم. لِواذاً) *. ولو كان من لاذَ لقال: لِياذاً. وقول
الشاعر:
ولَمْ تَطْلُبِ الخَيْرَ المُلاوِذَ مِنْ عمرو (3)
_________
(1) الراعى.
(2) قبله: وسربال كتان لبست جديده * على الرحل حتى أسلمته بنائقه -
(3) في اللسان: وأنشد للقطامي: وما ضرها أن لم تكن رعت الحمى * ولَمْ
تَطْلُبِ الخَيْرَ المُلاوِذَ مِنْ بشر -
(2/570)
يعنى القليل. والوذان، بالفتح: اسم رجل.
فصل الميم
[ملذ] الملاذ (1) : المطرمذ. الكلاب
له كلام وليس له فعلٌ. ومَلَذَهُ بالرمحِ مَلْذاً: طعنه والمَلْذُ في
عدو الفرس: مد ضبعيه. قال الكميت يصف حمارا وأتنه: إذا ملذا التقريب
حاكين ملذه * وإن هو منه آل ألن إلى النقل - والملذان: الذي يظهِر
النُصْحَ ويضمِر غيره.
[منذ] مُنْذُ مبنيٌّ على الضم،
ومُذْ مبني على السكون وكلُّ واحدٍ منهما يصلح أن يكون حرف جرّ، فتجرُّ
ما بعدهما وتجريمها مجرى في ولا تدخلهما حينئذٍ إلا على زمان أنت فيه،
فتقول: ما رأيته مُنْذُ الليلةِ. ويصلح أن يكونا اسمين فترفع ما بعدهما
على التاريخ أو على التوقيت، فتقول في التاريخ: ما رأيته مُذْ يومُ
الجمعة، أي أول انقطاع الرؤية يومُ الجمعة، وتقول في التوقيت. ما رأيته
مذسنة. وقال سيبويه: منذ للزمان نظيرة من للمكان
_________
(1) الملاذ بشد اللام.
(2/570)
وناس يقولون: إن منذ في الاصل كلمتان: من،
إذ، جعلتا واحدة. وهذا القول لا دليل على صحته.
[موذ] الماذِيُّ: العسل الأبيض.
وقال الشاعر عدي ابن زيد: في سَماعٍ يأْذَنُ الشيخُ له * وحديثٍ مثلِ
ماذِيٍّ مُشارْ (1) - والماذِيَّةُ: الدرعُ اللينة السهلة. والماذية:
الخمر.
فصل النون
[نبذ] نبذت الشئ أنبذه: إذا ألقيته
من يدك. ونَبَّذْتَهُ، شدد للكثرة. والمَنْبوذُ: الصبيُّ تلقيه أمُّه
في الطريق. ونابَذَهُ الحربَ: كاشَفَه. وجلس فلانٌ نَبْذَةً ونُبْذَةً،
أي ناحيةً. وانْتَبَذَ فلانٌ، أي ذهبَ ناحيةً. ويقال: ذهَبَ مالُه وبقي
نَبْذٌ منه، وبأرض كذا نَبْذٌ من مالٍ ومن كلأ، وفي رأسه نَبْذٌ من
شَيْبٍ. وأصاب الأرضَ نَبْذٌ من مطر، أي شئ يسير.
_________
(1) قبله: وملاب قد تلهيت بها * وقصرت اليوم في بيت عذار -
(2/571)
والنبيذ: واحد الانبذة. يقال: نَبَذْتُ
نَبيذاً، أي اتخذته. والعامة تقول: أنبذت. ونَبَذَ العِرْقُ نَبَذاناً:
لغة في نبض. والمنبذة: الوسادة (1) .
[نجذ] الناجِذُ: آخرُ الأضراسِ،
وللإنسان أربعة نواجذَ في أقصى الأسنانِ بعد الارحاء، ويسمَّى ضِرْسَ
الحُلُمِ، لأنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل. يقال: ضَحِكَ حتَّى
بَدَتْ نواجذُه، إذا استغرب فيه. وقد تكون النواجذ للفرس، وهى الانياب
من الخف، والصوالغ من الظلف. قال الشماخ يذكر إبلا حداد الانياب:
يباكرن العضاه بمقنعات * نواجذهن كالحداء الوقيع - ورجل منجذ: مجرَّبٌ
أحكمتهُ الأمور. وقال الشاعر سحيم بن وثيل: أخو خَمسينَ مُجْتَمعٌ
أشدِّي - ونَجَّذَني مُداوَرَةُ الشُؤونِ (2) -
[نفذ] نفد السهم من الرمية (3) .
ونفذ الكتاب
_________
(1) في اللسان: " الوسادة المتكأ عليها. هذه عن اللحيانى ".
(2) قبله: وماذا يدرى الشعراء منى * وقد جاوزت حد الاربعين - وفى نسخة
" يبتغى "
(3) بكسر الميم وشد الياء.
(2/571)
إلى فلان نفاذا ونفوذاً، وأَنْفَذْتُهُ
أنا. والتنفيذُ مثله. ورجلٌ نافِذٌ في أمره، أي ماضٍ. وأمرُهُ نافِذٌ
أي مطاعٌ. وقولهم: أتى ينفذ ما قال، أي بالمخرج منه. وطعنةٌ لها
نَفَذٌ، أي نافِذَةٌ. قال الشاعر قيس بن الخطيم: طَعَنْتُ ابنَ عبدِ
القيسِ طَعْنَةَ ثائرٍ * لها نفذ لولا الشعاع أضاءها (1) -
[نقذ] أنْقَذَهُ من فلان،
واسْتَنْقَذَهُ منه، وتَنَقَّذَهُ، بمعنًى، أي نجَّاه وخلَّصه.
والنَقَذُ بالتحريك: ما أَنْقَذْتَهُ، هو فَعَلٌ بمعنى مفعول، مثل
نَفَضٍ وقبض. والنَقائِذُ: من الخيل: ما أنْقَذْتَهُ من العدو وأخذته
منهم، الواحدة نقيذة. ومنقذ: اسم رجل.
_________
(1) بعده: ملكت بها كفِّي فأَنْهَرَتْ فَتْقَها * يَرى قائمٌ من دونِها
ما وراءها - فسر الازهرى هذا البيت فقال: لولا انتشار سنن الدم لاضاءها
النفذ حتى تستبين. وروى الاصمعي: " لولا الشعاع " بضم الشين وقال: هو
ضوء الدم وحمرته وتفرقه.
(2/572)
فصل الواو
[وجذ] الوَجْذ بالجيم: نُقْرَةٌ في
الجبل يجتمع فيها الماء، والجمع وجاذ. قال الراجز عمر بن جميل (1) :
أس جرامير على وجاذ (2)
[وقذ] وَقَذَهُ يَقِذُهُ وَقْذاً:
ضربه حتى استرخى وأشرف على الموت. وشاةٌ مَوْقوذَةٌ: قُتِلَتْ بالخشَب.
ويقال: وَقَذَهُ النعاسُ: إذا غلبه. قال الاعشى: يلويننى دينى النهار
وأقتضى * دَيْني إذا وَقَذَ النُعاسُ الرُقَّدا - ورجلٌ وَقيذٌ، أي ما
به طِرْقٌ. الأصمعي: المُوَقَّذَةُ: الناقةُ التي قد أثَّر الصِرارُ في
أخلافها. وقال العدبس: هي التى يرغثها الولد (3) ولا يخرج لبنها إلا
نزرا لعظم الضرع، فيوقذها ذاك ويأخذها له داء وورم.
فصل الهاء
[هذذ] الهَذُّ: الإسراع في القطعِ
وفى القراءة. يقال:
_________
(1) في اللسان: قال أبو محمد الفقعسى يصف الاثافي.
(2) قبله: غير أثافى مرجل جواذى * كأنهن قطع الافلاذ -
(3) أي يرضعها.
(2/572)
هو يهذ القرآنَ هَذًّا ويَهُذُّ الحديث
هَذًّا، أي يسرده. وسكِّينٌ هَذوذٌ: قطَّاعٌ. قال الأصمعيّ: تقول للناس
إذا أردت أن يكفوا عن الشئ: هجاجيك وهذاذ يك، على تقدير الاثنين. قال
عبدُ بني الحَسْحاس: إذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ مثله * هذا ذيك
حتى ليس للبرد لابس - تزعم النساء أنَّه إذا شقَّ عند البِضاع شيئاً من
ثوبِ صاحبه دام الوُدُّ بينهما، وإلا تهاجرا. واهتذذت الشئ: اقتطعته
بسرعة. وقال الشاعر (1) : وعبدُ يَغوثٍ تَحْجِلُ الطيرُ حولَه * قد
اهْتَذَّ عَرْشَيْهِ الحسام المذكر - ويروى: " قد احتز ".
_________
(1) ذو الرمة.
(2/573)
[هربذ]
الهِرْبِذُ بالكسر: واحدُ هَرابِذَةِ المجوسِ، وهم خَدَمُ النارِ،
فارسيٌّ معرَّب. والهَرْبَذَةُ: سَيْرٌ دون الخَبَبِ. وعَدا الجملُ
الهِرْبِذى، أي في شِقٍّ (1) . وقال الأصمعي: الهِرْبِذى: مِشيةٌ تشبه
مشى الهرابذة.
[همذ] الهَماذِيُّ: البعيرُ
السريعُ، وكذلك الناقةُ بلا هاء. وهَماذِيُّ المطرِ: شدته. حكاهما أبو
عبيد.
[هوذ] الهَوْذَةُ: القَطاةُ، وبها
سمِّي الرجلُ هَوْذَةَ. قال الأعشى: من يلق هوذة يسجد غير مُتَّئِبٍ *
إذا تَعَمَّمَ فوق التاج أو وضعا -
_________
(1) قوله أي في شق أي جانب. ونظيره ما يذكر في فصل العين من باب الضاد،
العرضنة أن يمشى معارضة. ويقال: هو يمشى العرضنة ويمشى العرضنى بألف
مقصورة، إذا مشى مِشيةً في شِقٍّ فيها بَغْيٌ من نشاطه اه. كذا نقله
وانقولى عن صاحب الصراح.
(73 - صحاح - 2)
(2/573)
|