الصحاح تاج اللغة وصحاح
العربية باب الصاد:
فصل الالف:
[أجص] الاجاص دخيل، لان الجيم
والصاد لا يجتمعان (1) في كلمة واحدة من كلام العرب. الواحدة إجاصة.
قال يعقوب: ولا تقل إنجاص.
[أصص] الأُصُّ: الأصلُ. والأَصيصُ:
الرِعدةُ. والاصيص أيضا: ما تكسر من الآنية، وهو نصف الجرة أو الخابية
تزرع فيه الرياحين. وقول عديّ: يا ليتَ شِعْري وأنا ذو عَجَّةٍ (2) *
متى أَرى شَرْباً حوالى أصيص * يعنى به أصل الدن. أبو عمرو: وناقة
أَصوصُ، أي شديدةٌ. وقد أَصَّتْ تؤص، حكاه عنه أبو عبيد.
_________
(1) قوله لا يجتمعان الخ وكذلك القاف مع الجيم. قال م ر في الكلام عى
الجص: والذى يظهر أن القاعدة أكثرية لا كلية. وذكر كلمات عربية اجتمعا
فيها.
(2) قوله " ذو عجة " بفتح العين وشد الجيم، كما ضبطه م ر بقلمه. قال:
وفى رواية: " ذو ضجة ".
(3/1029)
فصل الباء
[بخص] البَخَصُ بالتحريك: لحمُ
القدمِ وفِرْسِنِ البعير، ولحمُ أصول الأصابع مما يلي الراحة، الواحدة
بَخَصَةٌ. والبَخَصُ أيضاً: لحمٌ ناتئٌ فوقَ العينين أو تحتهما كهيئة
النفخة. تقول منه: بَخِصَ الرجلُ بالكسر فهو أَبْخَصُ، إذا نَتأ ذلك
منه. وبَخَصْتُ عينَه أَبْخَصُها بَخْصاً، إذا قلعتها مع شحمتها (1) .
قال يعقوب: ولا تقل بخست.
[برص] البَرَصُ: داءٌ ; وهو بياضٌ.
وقد بَرِصَ الرجلُ فهو أَبْرَصُ، وأَبْرَصَهُ الله. وسامُّ أَبْرَصَ من
كبار الوزغ، وهو معرفة إلا أنه تعريف جنس. وهما اسمان جعلا واحدا، إن
شئت أعربت الاول وأضفته إلى الثاني، وإن شئت بنيت الاول على الفتح
وأعربت الثاني بإعراب ما لا ينصرف. واعلم أن كل اسمين جعلا واحدا فهو
على ضربين
_________
(1) وقيل بخصها بخصا: عارها. قال اللحيانى: هذا كلام العرب، والسين لغة
فيه. اهـ. م ر.
(130 - صحاح - 3)
(3/1029)
أحدهما أن يبنيا جميعا على الفتح، نحو خمسة
عشر، ولقيته كفة كفة، وهو جارى بيت بيت، وهذا الشئ بَيْنَ بَيْنَ، أي
بين الجيِّد والردئ، وهمزة بين بين، أي بين الهمزة وحرف اللين، وتفرق
القوم أخول أخول، وشغر بغر، وشذر مذر. والضرب الثاني: أن يبنى آخر
الاسم الاول على الفتح، ويعرب الثاني بإعراب ما لا ينصرف، ويجعل
الاسمان اسما لشئ بعينه، نحو حضرموت وبعلبك، ورامهرمز، ومارسرجس، وسام
أبرص. وإن شئت أضفت الاول إلى الثاني فقلت: هذا حضرموت أعربت حضرا
وخفضت موتا. وفى معدى كرب ثلاث لغات ذكرناها في باب الباء. وتقول في
التثنية: هذان ساما أبرص، وفى الجمع: هؤلاء سوام أبرص، وإن شئت قلت
البرصة والابارص (1) ، ولا تذكر سام. قال الشاعر: والله لو كنت لهذا
خالصا * لكنت عبدا آكل الابارصا (2)
_________
(1) والابارصة أيضا.
(2) آكل فعل مضارع. وأنشده ابن جنى اسم فاعل منصوب، أراد آكلا الابارص،
فحذف التنوين لالتفاء الساكنين اهـ. م ر.
(3/1030)
[بصص]
البَصيصُ: البريقُ. وقد بَصَّ الشئ يبص: لمع. والبصاصة: العين. ويقال
بَصَّصَ الجَرْوُ: فتح عينيه، مثل جصص (1) . وبصبص الكلب وتبصبص: حرك
ذنبَهُ. والتَبَصْبُصُ: التملُّقُ (2) . وخِمْسٌ بَصْباصٌ، أي جادٌّ
ليس فيه فُتور.
[بعص] تبعصص الشئ: اضطرب. قال
يعقوب: يقال لِلْحَيَّةِ إذا قُتلتْ فَتَلَوَّتْ: قد تَبَعْصَصَتْ. قال
العجَّاج يصف ناقته:
كأَنَّ تحتي حيَّةً تبعصص * قال أبو عبيد: البعصوصة: دويبة.
[بلص] البَلصوص: طائرٌ، والجمع
البَلَنْصى على غير قياس. قال سيبويه: النون زائدة، لانك تقول للواحد
البلصوص. أبو زيد: بَلأَصَ الرجلُ مني بَلْأَصَةً، بالهمز، أي فر.
_________
(1) زاد في المخطوطة: " وبصص ".
(2) قوله " التملق " هذا هر الصواب، وأما قول القاموس تبصبص الشئ تبلق،
فصوابه. تبصبص، إذا تملق، كما نبه عليه م ر.
(3/1030)
[بوص]
البَوْصُ: السَبْقُ والتقدُّمُ. قال امرؤ القيس أَمِنْ ذِكْرِ لَيْلى
إذْ نأَتْكَ تَنوصُ * فَتَقْصُرُ عنها خُطْوَةً وتَبوصُ * وخِمْسٌ
بائِصٌ، أي مستعجل. ومنه قول الشاعر (1) : حتى وردن لتم خمس بائص * جدا
تعاوره الرياح وبيلا * والبوص بالضم: اللون. يقال. حالَ بوصُهُ، أي
تغيَّر لونه. قال يعقوب (2) : ما أحسن بوصَهُ، أي سَحْنته ولونه.
والبوصيُّ: ضربٌ من سفن البحر، وهو معرب. قال الأعشى: مِثلَ الفُراتيِّ
إذا ما طَما * يَقْذِفُ بالبوصيِّ والماهِرِ (3) * وبوصان: بطن من بنى
أسد. والبوص والبوص (4) : العجيزة. قال الاعشى
_________
(1) الراعى
(2) أي ابن السكيت.
(3) قبله: ما جعل الجد الظنون الذى * جنب صوب اللجب الماطر
(4) أي بفتح الباء وضمها.
(3/1031)
عريضة بوص إذا أدبرت * هضيم الحشاشخته
المحتضن (1)
[بيص] قولم: وقعوا في حَيْصَ
بَيْصَ، أي في اختلاط لا محيص لهم منه. وكذلك حِيصَ بِيصَ، بكسر
أوائلهما. وجعلتم الأرض عليه حَيْصَ بَيْصَ، أي ضيَّقْتُم عليه
فصل التاء
[ترص] أترصت الشئ وترصته، أي أحكمته
وقوّمته، فهو متْرَصٌ وَتَريصٌ، مثل ماء مسخن وسخين، وحبل مبرم وبريم.
قال ذو الاصبع العدواني يصف نبلا: ترص أفواقها وقومها * أنبل عدوان
كلها صنعا (2) * وميزانٌ تَريصٌ أي مُقَوَّمٌ، وقيل محكم. وقد ترص
تراصة.
_________
(1) قبله: من كل بيضاء ممكورة * له بشر ناصع كاللبن
(2) أنبلها: أحذقها بعمل النبل، وهى السهام.
(3/1031)
فصل الجيم
[جصص] الجِصُّ والجَصُّ (1) : ما
يبنَى به، وهو معرب. والجصاص: الذى يتخذه. وجصص دراه، مثل قَصَّصَ.
وجَصَّصَ الجروُ: فَتَحَ عينيه، مثل بصص وبصبص.
فصل الحاء
[حرص] الحِرْصُ: الجَشَعُ. وقد
حَرَصَ على الشئ يحرص بالكسر، فهو حَريصٌ. والحَرْصُ: الشَقُّ.
والحارِصَةُ: الشَجَّةُ التي تشقُّ الجلد قليلاً، وكذلك الحرصة. قال
الراجز:
وحرصة يغفلها المأموم * وحرص القصار الثوب يحرصه، أي خَرَقه بالدقّ.
والحَريصةُ والحارِصةُ: السحابةُ التي تَقْشِرُ وجهَ الأرض بمطرها.
_________
(1) الاول بالكسر وهو الافصح كما في شروح الفصيح، خلافا لابن الكيت حيث
منعه، وللقاموس حيث قلله. والثانى بالفتح وإن أنكره ابن دريد، كما
يفيده م ر
(3/1032)
[حريص]
يقال: ما عليها حربصيصة ولا خربصيصة، أي شئ من الحلى.
[حرقص] الحرقوص: دويبة كالبرغوث (1)
وربما نبت له جناحان فطار. قال الراجز: ما لقى البيض من الحرقوص * من
مارد لص من اللصوص * يدخل تحت الغلق المرصوص * بمهر لا غال ولا رخيص
(2) * أراد بلا مهر.
[حصص] رجلٌ أَحَصُّ بيِّن الحَصَصِ،
أي قليلُ شعرِ الرأسِ. وقد حَصَّتِ البيضةُ رأسَه. قال أبو قيس ابنُ
الأسلت: قد حَصَّتِ البَيْضَةُ رأسي فَما * أَطْعَمُ نَوْماً غَيْرَ
تَهْجاعِ * وسَنَةٌ حَصَّاءُ، أي جرداءُ لا خيرَ فيها قال جرير
_________
(1) قال الازهرى: ولا حمة لها إذا عضت، ولكن عضتها تؤلم ألما لا سم
فيه، كسم الزنابير اهـ، م ر، أي بخلاف ما في القاموس.
(2) قال ابن برى: معنى الرجز أن الحرقوص يدخل في فرج الجارية البكر.
قال: ولهذا يسمى عاشق الابكار. فهذا معنى قوله " تحت الغلق المرصوص بلا
مهر " اهـ. م ر
(3/1032)
يأوى إليكم بلا من ولا حجد * من ساقه السنة
الحَصَّاءُ والذِيبُ (1) * كأنه أراد أن يقول " والضَبُعُ "، وهي السنة
المجْدِبَةُ، فوضع الذيبَ موضعه لأجل القافية. والحاصَّةُ: الداء الذي
يتناثر منه الشعر. وانْحَصَّ شعرهُ انْحِصاصاً، أي تناثر. وطائر أحص
الجناح. قال تأبّط شرّاً: كأنَّما حَثْحَثوا حُصّاً قَوادِمُهُ * أو
أُمّ خِشْفٍ بذي شث وطباق * والاحصان: العبدُ والحمارُ، لأنَّهُما
يماشيان أثمانهما حتَّى يَهرَما فيُنْتَقَص أثمانهما ويموتا.
والحِصَّةُ: النصيبُ. وأَحْصَصْتُ الرجلَ، أي أعطيتهُ نصيبَه. وتحاصَّ
القومُ يَتَحاصُّونَ، إذا اقتسموا حِصَصاً. وكذلك المُحاصَّةُ.
والحُصُّ بالضم: الوَرْسُ، ويقال الزعفرانُ. قال عمرو بن كلثوم:
مُشَعْشَعَةً كأنَّ الحُصَّ فيها * إذا ما الماء خالطها سخينا *
والحصحص بالكسر: التراب والحجارة. وحصحص الشئ بان وظهر. يقال: الآن
حصحص الحق.
_________
(1) في ديوانه:
يأوى إليك فلا من ولا جحد:
(3/1033)
والحصحصة: تحريك الشئ في الشئ حتى يستمكن
ويستقرَّ فيه. وفي الحديث " أنَّ سَمُرَةَ ابن جُنْدُبٍ أُتِيَ برجل
عِنِّينٍ، فاشترى له جاريةً من بيت المال وأدخلها معه ليلةً، فلمَّا
أصبح قال له: ما صنعت؟ قال: فعلت حتَّى حَصْحَصْتُ فيه (1) . فسأل
الجارية فقالت: لم يصنَعْ شيئاً. فقال: خَلّ سبيلَها يا مُحَصْحِصُ ".
وكذلك البعيرُ إذا أثبت ركبتيه للنهوض بالثقل. قال حميد (2) : فحصحص في
صم الصفا (3) ثفناته * وناء بسَلْمى نوأةً ثم صَمَّما * (4) والحصحصة:
الإسراعُ في السير. الأصمعي: قَرَبٌ حَصْحاصٌ، مثل حَثْحاثٍ أي سريعٌ
ليس فيه فتور. وذو الحصحاص: موضع. وأنشد أبو الغمر الكلابي لرجل من أهل
الحجاز: ألا ليت شعرى هل تغير بعدنا * ظباء بذى الحصحاص نجل عيونها *
يعنى نساء. والحصاص بالضم: شدة العدو وسرعته. عن الاصمعي. وقد حص يحص
حصا. وفى حديث
_________
(1) في اللسان: " حتى حصحص فيها ".
(2) ابن ثور.
(3) في اللسان: " في صم الحصا ".
(4) في اللسان:
ورام القيام ساعة ثم صمما:
(3/1033)
أبى هريرة رضى الله عنه: " إن الشيطان إذا
سمع الاذان مر وله حصاص ". قال حماد بن سلمة: قلت لعاصم بن أبى النجود:
ما الحصاص؟ قال: أما رأيت الحمار إذا صر بأذنيه ومصع بذنبه وعدا؟ فذلك
حصاصه. قال أبو عبيد: يقال هو الضراط، في قول بعضهم. قال: وقول عاصم
أعجب إلى. وهو قول الاصمعي أو نحوه.
[حفص] الحَفْصُ: زَبيلٌ من جلودٍ،
وولدُ الأسد أيضاً. وأمُّ حَفْصَةَ: الدجاجة. وحفصت الشئ: جمعته، حكاه
ابن دريد.
[حمص] حمصَ الجرحُ يَحْمُصُ
حُموصاً: سكن وَرَمُهُ، وكذلك انْحَمَصَ الجرحُ. وحمصت الارجوحة: سكنت
فورتها. وحمص: بلد، يذكر ويؤنث (1) . والحمص: حبٌّ. قال ثعلب:
الاختيارُ فتح الميم. وقال المبرد: هو الحِمِّصُ بكسر الميم. ولم يأت
عليه من الاسماء إلا حلز وهو القصير، وجلق وهو اسم موضع بناحية الشام.
[حوص] الحَوْصُ: الخياطةُ والتضييقُ
بين الشيئين.
_________
(1) في المصباح: " وحمص البلد بالصرف وعدمه ".
(3/1034)
وقد حصت عين البازى أَحوصُها حَوْصاً
وحِياصَةً. وقولهم: لأَطْعَنَنَّ في حوصهم، أي لاخرقن ما خاطوا
وأُفسِدَنَّ ما أصلحوا. والحائِصُ: الناقةُ التي لا يجوز فيها قضيبُ
الفحل. قال الفراء: الحائِصُ مثل الرَتْقاء في النساء. والحَوَصُ
بالتحريك: ضيقٌ في مُؤْخِر العين. والرجلُ أَحْوَصُ، وقد حَوِصَ (1) .
ويقال بل هو الضيق في إحدى العينين. والمرأة حوصاء. ويقال: هو يحاوص
فلانا، أي ينظر إليه بمؤخر عينه ويخفى ذلك. والاحوصان: أحوص بن جعفر بن
كلاب واسمه ربيعة، وكان صغير العينين ; وعمرو ابن الاحوص، وقد رأس.
وقول الاعشى: أتانى وعيد الحوص من آل جعفر * فيا عبد عمرو لو نهيت
الاحاوصا * يعنى عبد عمرو بن شريح بن الاحوص. وعنى بالاحاوص من ولده
الاحوص، منهم عوف بن الاحوص، وعمرو بن الاحوص، وشريح بن الاحوص. وكان
علقمة بن علاثة
_________
(1) حوص كطرب، فهو أحوص.
(3/1034)
ابن عوف بن الاحوص، نافر عامر بن الطفيل
ابن مالك بن جعفر، فهجا الاعشى علقمة ومدح عامرا، فأوعده بالقتل.
[حيص] الفراء: حاص عنه يحيص حَيْصاً
(1) ، وحُيوصاً، ومَحيصاً، ومَحاصاً، وحَيَصاناً، أي عدل وحاد. يقال:
ما عنه مَحيصٌ، أي مَحيدٌ ومهربٌ. والانْحِياصُ مثله. يقال للأولياء:
حاصُوا عن العدوّ، وللأعداء: انهزموا. ويقال: وقعوا في حَيْصَ بَيْصَ،
أي في اختلاطٍ من أمرهم لا مَخرجَ لهم منه. ويقال: في ضيق وشدة. وهما
اسمان جعلا واحدا وبنيا على الفتح، مثل جارى بيت بيت. وأنشد الاصمعي
لامية بن أبى عائذ الهذلى: قد كنت خراجا ولوجا صيرفا * لم تلتحصنى حيص
بيص لحاص (2) *. وزعم بعضهم أيضا أنهما اسمان من حيص وبوص جعلا واحدا
وأخرج البوص على لفظ الحيص ليزدوجا.
_________
(1) وزاد في القاموس: " حيصة ".
(2) وحيص بيص الشاعر المشهور المعروف بابن الصيفي، واسمه سعيد بن محمد
أبو الفوارس التميمي، ولقب بحيص بيص لانه رأى الناس يوما في حركة مزعجة
وأمر شديد فقال: ما للناس في حيص بيص؟ فبقى هذا اللقب عليه.
(3/1035)
والحيص: الرواغ والتخلف. والبوْصُ: السبقُ
والفِرارُ. ومعناه كلُّ أمرٍ يُتَخلَّفُ عنه ويُفَرُّ. وحكى أبو عمرو:
وقع فلان في حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصَ وحِيصٍ بيص، وحكى: إنك لتحسب
على الارض حيصا بيصا. ويقال حيص بيص. قال الراجز يذكر خاطبا: صارت عليه
الارض حيص بيص * حتى يلف عيصه بعيصى
فصل الخاء
[خبص] الخَبيصُ معروفٌ، والخَبيصةُ
أخصُّ منه. والمِخْبَصَةُ: الملعقةُ يُعْمَلُ بها الخبيص
[خرص] الخَرْصُ: حَزْرُ ما على
النَخل من الرُطَب تمراً. وقد خَرَصْتُ النخل. والاسم الخِرْصُ بالكسر.
يقال: كم خِرْصُ أرضِك؟ والخَرَّاصُ: الكذَّاب. وقد خَرَصَ يَخْرُصُ
بالضم خَرْصاً، وتَخَرَّصَ، أي كَذَب. وخَرِصَ الرجل بالكسر فهو خرِصٌ،
أي جائعٌ مقرورٌ. ولا يقال للجوع بلا بردٍ خَرَصٌ. ويقال للبرد بلا جوع
خصر.
(3/1035)
والخرص والخرص بالضم والكسر: الحلقة من
الذهب والفضة ; والجمع لخرصان. قال الشاعر: عليهنَّ لُعْسٌ من ظِباءِ
تَبالةٍ * مُذَبْذَبَةُ الخِرْصانِ بادٍ نُحُورُها * والخُرْصُ
والخَرْصُ والخِرْصُ (1) : ما علا الجُبَّةَ من السِنانِ، عن ابن
السكيت. وربما سمى الرمح بذلك. قال حميد بن ثور: يعض منها الظلف الدئيا
* عض الثقاف الخرص الخطيا * وهو مثل عسر وعسر. والخرص والخِرْصُ (2) :
الجريدُ من النخل. قال الشاعر (3) : تَرى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقى
كأنها * تَذَرُّعُ (4) خِرْصانٍ بأيدي الشَواطِبِ * والخِرْصُ أيضاً:
عُوَيْدٌ محدَّدُ الرأسِ، يُغْرَزُ في عَقْدِ السِقاءِ. ومنه قولهم: ما
يَملِك فلانٌ خُرْصاً ولا خرصا، أي شيئا. قال ساعدة ابن جؤية الهذلى
يصف مشتار العسل
_________
(1) أي بالحركات الثلاث في الخاء. ولو قال كالقاموس " مثلثة " لاستغنى
عن التكرار. قاله نصر.
(2) بالضم والكسر.
(3) قيس بن الخطيم.
(4) يقال: تذرع الجريد، إذا وضعه في ذراعه فشطبه. في المطبوعة الاولى:
" تدرع " بالدال المهملة، صوابه في اللسان (قصد، خرص، ذرع) .
(3/1036)
معه سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حملَهُ * صفن
وأخراص يلحن ومسأب * والخريص: السنان. قال أبو دُواد: وتَشاجَرَتْ
أَبْطالُنا (1) * بالمَشْرَفيِّ وبالخَريصِ * وماءٌ خَريصٌ مثل خَصِرٍ،
أي باردٌ. قال الراجز:
مُدامَةً صرف بماء خريص * (2) والمخارص: الاسنة. قال بِشْرٌ: يَنْوي
مُحاوَلَةَ القِيامِ وقد مَضَتْ * فيه مَخارِصُ كُلِّ لدن لهذم
[خربص] أبو زيد: يقال ما عليها
خربصيصة، أي شئ من الحُليِّ. وقال أبو صاعدٍ الكلابيّ: ما في الوعاء
_________
(1) في اللسان: " أبطال ".
(2) قال ابن برى صواب إنشاده " مدامة صرفا " بالنصب ; لان صدره:
والمشرف المشمول يسقى به * مدامة صرفا بماء خريص * وهو لعدى بن زيد.
وذكر م ر لهذا الصدر عجزا آخر، وهو:
أخضر مطموثا كماء الخريص * قال: ويروى " الحريص " بالمهملة، أي السحاب.
والمشرف بكسر الراء: إناء كانوا يشربون به. والمشمول: الطيب البارد.
والمطموث: الممسوس.
(3/1036)
خربصيصة، أي شئ ; وكذلك في السقاء والبئر.
حكاه عنه يعقوب.
[خصص] خصه بالشئ خصوصا (1) ،
وخصوصية (2) والفتحُ أفصحُ، وخِصِّيصي. وقولهم: إنَّما يفعل هذا
خُصَّانٌ من الناس، أي خَواصُّ منهم. واخْتَصَّهُ بكذا، أي خَصَّهُ به.
والخَاصَّةُ: خلاف العامّة. والخُصُّ: البيتُ من القصب. قال الفَزاريّ:
الخُصُّ فيه تَقَرُّ أَعْيُنُنا * خَيْرٌ من الآجُرِّ والكَمَدِ *
والخَصاصَةُ والخَصاصُ: الفقرُ. والخَصاصةُ: الخَلَلُ، والثَقْبُ
الصغيرُ. يقال للقمر: بَدا من خَصاصَة الغَيْمِ. ويقال للفُرجِ التى
بين الاثافي: خصاص.
[خلص] خلص الشئ بالفتح يخلص
خُلوصاً، أي صار خالِصاً. وخَلَصَ إليه الشئ: وصل. وخلصته من كذا
تَخْليصاً، أي نجّيته فتَخَلَّصَ.
_________
(1) وزاد في القاموس " خصا ".
(2) هذه الكلمة من المخطوطة.
(3/1037)
وخُلاصَةُ السمنِ بالضم: ما خَلَص منه،
لانهم إذا طبخوا الزبد ليتخذوه سمنا طرحوا فيه شيئا من سويق أو تمر أو
أبعار غزلان، فإذا جاد وخلص من الثفل فذلك السمن هو الخلاصة والخلاص
أيضا بكسر الخاء، حكاه أبو عبيد. وهو الاثر. والثفل الذى يبقى أسفل هو
الخلوص، والقلدة، والقشدة، والكدادة. والمصدر منه الاخلاص. وقد
أَخْلَصْتُ السمنَ. والإخْلاصُ أيضاً في الطاعة: تَرْكُ الرياء. وقد
أَخْلَصْتُ لله الدينَ. وخالَصَهُ في العِشرة، أي صافاه. وهذا الشئ
خالصة لك، أي خاصَّةً. وفلانٌ خِلْصي، كما تقول: خِدْني، وخُلْصاني، أي
خالِصتي. وهم خُلْصاني، يستوي فيه الواحد والجماعة. واسْتَخْلَصَهُ
لنفسه، أي استخصه. والخلصاء: أرض بالبادية فيها عين ماء. قال الشاعر:
أشبهن من بَقَرِ الخَلْصاءِ أَعْيُنَها * وهُنَّ أَحْسَنُ من صيرانها
صورا (1) *
_________
(1) الصور، بكسر الصاد: لغة في الصور بضمها. والبيت شاهد على ذلك أيضا.
(131 - صحاح - 3)
(3/1037)
وذو الخلصة بالتحريك: بيت لخثعم كان يدعى
كعبة اليمامة، وكان فيه صنم يدعى الخلصة، فهدم.
[خلبص] خلبص الرجل: فر. قال الراجز
(1) : لما رأني بالبراز حصحصا * في الارض منى هربا وخلبصا (2)
[خمص] خَمَصَ (3) الجرحُ: لغة في
حمص، أي سكن ورمه. ذكره ابن السكيت في كتاب القلب والابدال. والاخمص:
ما دخل من باطن القدم فلم يصب الأرض. ورجلٌ خُمْصانٌ وخَميصُ الحَشا،
أي ضامرُ البطنِ، والجمع خِماصٌ. وامرأةٌ خَميصةٌ وخُمْصانَةٌ، عن
يعقوب.
_________
(1) عبيد المرى.
(2) وبعده: وكاد يقضى فرقا وخبصا * وغادر العرماء في بيت وصى
(3) خمص بطنه بثلاث لغات خمصا: خلا. وخمصت القدم خمصا من باب تعب:
ارتفعت عن الارض فلم تمسها. والرجل أخمص القدم، والمرأة خمصاء، والجمع
خمص.
(3/1038)
والخَمْصَةُ: الجوْعَةُ. يقال: " ليس
للبِطْنَةِ خيرٌ من خَمْصَةٍ تتبعها ". والمَخْمَصَةُ: المَجاعَةُ، وهو
مصدرٌ مثل المَغْضَبَةُ والمَعْتَبَةُ. وقد خَمَصَهُ الجوع خَمْصاً
ومَخْمَصَةً. والخَميصةُ: كساءٌ أسودُ مربّعٌ له عَلَمانِ. فإن لم يكن
مُعْلَماً فليس بِخَميصَةٍ. قال الأعشى: إذا جُرِّدَتْ يوماً حَسِبْتَ
خَميصَةً * عليها وجِرْيالَ النَضيرِ الدُلامِصا * قال الأصمعي:
شَبَّهَ شعرها بالخَميصَةِ، والخَميصَةُ سوداء.
[خنص] الخِنَّوْصُ: الخنزيرُ،
والجمع الخَنانيصُ.
[خوص] رجلٌ أَخْوَصُ بيِّن
الخَوَصِ، أي غائر العين. وقد خَوِصَ. والخُوصُ: ورقُ النخل، الواحدة
خوصَةٌ. وقد أَخْوَصَتِ النخلُ. وأَخْوَصَ العَرْفَجُ، أي تفطَّر بورق.
والخَوَّاصُ: الذي يبيع الخُوصَ (1) . وقولهم: تَخَوَّصْ منه، أي خذ
منه الشئ بعد الشئ.
_________
(1) وكذا ناسجه اهـ. م ر.
(3/1038)
وخوص ما أعطاك، أي خذْه وإن قَلَّ. وقال
الراجز (1) : يا ذائديها خوصا بأرسال * ولا تذوداها ذياد الضلال * أي
قربا إبلكما شيئا بعد شئ، ولا تدعاها تزدحم على الحوض. والارسال: جمع
رسل، وهو القطيع من الابل. وقال آخر: (2) أَقولُ للذَائِدِ خَوِّصْ
بِرَسَلْ * إنِّي أخاف النائبات بالاول
[خيص] الخَيْصُ: القليلُ من
النَوالِ، يقال: نلتُ منه خَيْصاً خائِصاً، أي شيئا يسيرا وخاص الشئ
يخيص، أي قل.
فصل الدال
[دحص] دَحَصَ المذبوحُ برجله
يَدْحَصُ دَحْصاً، أي ارتكضَ. قال علقمة: رَغا فوقهم سَقْبُ السماءِ
(3) فَداحِصٌ * بشكته لم يستلب وسليب *
_________
(1) أبو النجم.
(2) زياد العنبري:
(3) المراد بسقب السماء سقب ناقة صالح عليه السلام اهـ. م ر.
(3/1039)
[دخرص]
الدخريص: واحد دخاريص القميص (1) .
[درص (2) ] الدِرْصُ: ولدُ الفأرةِ
واليربوعِ والهِرَّةِ وأشباه ذلك. وفي المثل: " ضَلَّ دُرَيْصٌ نَفَقهُ
"، أي جُحْره. يُضربُ لمن يعيا بأمره. والجمع درصة وأدراص، عن الاصمعي.
وأم أدراص: اليربوع. قال طفيل (3) : فما أُمُّ أَدْراصٍ بأرضٍ
مَضَلَّةٍ * بأَغْدَرَ (4) من قَيْسٍ إذا الليل أظلما
[دعص] الدِعْصُ: قطعةٌ من الرمل
مستديرة. أبو زيد: أَدْعَصَ الحَرُّ فلاناً، أي قتله فماتَ (5) ، كما
يقال: أهرأه البردُ. والدَعْصاءُ: الأرضُ السهلةُ تَحْمَى عليها
الشمسُ، فتكون رمضاؤها أشد من غيرها.
_________
(1) وهو ما يوصل به البدن ليوسعه.
(2) قوله " درص " سقط قبله مادة. دخصت الجارية كمنع، دخوصا: امتلات
شحما ولحما. وهى موجودة في بعض النسخ. ويدل على ثوبتها كتابة القاموس
لها بالاسود كما أفاده. م ر.
(3) قال الصاغانى: وليس البيت لطفيل وإنما هو لعمرو ملاعب الالسنة
اهـ. ونقل م ر قولين آخرين فانظره.
(4) في المطبوعة الاولى: " بأعذر " صوابه من اللسان.
(5) هذه الكلمة من المخطوطة.
(3/1039)
[دعمص]
الدُعْموصُ: دُوَيْبَّةٌ تغوص في الماء، والجمع الدَعامِصُ أيضاً. قال
الأعشى (1) : فما ذَنْبُنا إنْ جاشَ بَحْرُ ابنِ عَمِّكُمْ * وبَحْرُكَ
ساجٍ لا يوارى الدعامصا * ودعيميص الرمل: اسم رجل كان داهيا، يضرب به
المثل يقال: هو دعيميص هذا الامر، أي عالم به.
[دغص] دغصت الابل بالكسر تدغص دغصا،
إذا امتلأت بطونُها من الكلأ حتَّى منعها ذلك أن تَجْتَرَّ. وهي
تَدْغَصُ بالصِلِّيانِ من بين الكلأ. والداغِصَةُ: العظمُ المدوَّرُ
الذي يتحرك على رأس الركبة.
[دلص] الدَليصُ والدِلاصُ: الليِّنُ
البرّاقُ. يقال: درعٌ دِلاصٌ وأدرعٌ دِلاصٌ، الواحد والجمع على لفظ
واحد. وقد دَلَصَتِ الدرعُ بالفتح تَدْلُصُ، ودَلَّصْتُها أنا
تَدْليصاً. قال الشاعر (2) : إلى صَهْوةٍ (3) تتلو مَحالاً كأنَّه *
صَفاً دَلَّصَتْهُ طَحْمَةُ السيلِ أَخْلَقُ *
_________
(1) يهجو علقمة بن علانة.
(2) ذو الرمة.
(3) في الاساس: " تحدو ".
(3/1040)
والدُلامِصُ: البَرَّاقُ، والدُلَمِصُ
مقصورٌ منه، والميم زائدة. وكذلك الدمالص والدملص. واندلص الشئ من يدى،
أي سقط. والدلوص، مثال الخنوص: الذى يدلص. قال الراجز: بات يضوز
الصليان ضوزا * ضوز العجوز العصب الدلوصا * فجاء بالصاد مع الزاى (1) .
[دمص] الدِمْصُ بكسر الدال: كلُّ
عِرْقٍ من الحائط ما خلا العرقَ الأسفل فإنه رِهْصٌ. والأَدْمَصُ: الذي
رَقَّ حاجبُه من أُخُرٍ وكَثُفَ من قُدُمٍ، أو رَقَّ من رأسه مواضعُ
وقلَّ شعره. والدومص: بيضة الحديد.
[ديص] داصَ يَديصُ دَيَصاناً، أي
راغَ وحادَ. قال الراجز: إنَّ الجَوادَ قد رأى وبِيصَها * فأَيْنما
داصَتْ يَدِصْ مَديصَها * وَداصَتِ السلْعةُ - وهي الغُدّة - إذا
حرَّكتَها بيدك فجاءت وذهبت. ووجل دياص، إذا كان لا يقدر عليه.
_________
(1) وهو ما يسمونه بالاكفاء.
(3/1040)
والدائص: اللص، والجمع الداصة، مثل قائد
وقادة، وذائد وذادة. والاندياص: انسلال الشئ من اليد. ويقال: انداص
فلانٌ علينا بشرِّه، وإنَّه لمُنْداصٌ بالشر.
فصل الراء
[ربص] التَرَبُّصُ: الانتظار.
والمُتَرَبِّصُ: المحتكِرُ. ولي في متاعي رُبْصَةٌ أي لى فيه تربص.
[رخص] الرُخْصُ: ضدُّ الغَلاء. وقد
رَخُصَ السعرُ، وأَرْخَصَهُ اللهُ فهو رخيص. وارتخصت الشئ: اشتريته
رخيصا. وارْتَخَصَهُ، أي عَدَّهُ رَخيصاً. والرُخْصَةُ في الأمر: خِلاف
التشديد فيه. وقد رُخِّصَ له في كذا تَرْخيصاً، فَتَرَخَّصَ هو فيه، أي
لم يَسْتَقْصِ. والرَخْصُ بالفتح: الناعمُ. يقال: هو رَخْصُ الجسد
بيِّن الرخوصة والرخاصة، عن أبى عبيد.
[رصص] رصصت الشئ أرصه رصا، أي ألصقت
بعضَه ببعض ومنه بنيان مرصوص. وكذلك الترصيص.
(3/1041)
والترصيص: أيضاً أن تَنْتَقِبَ المرأةُ فلا
يُرَى إلاّ عيناها. وتَراصَّ القومُ في الصفِّ، أي تلاصَقوا. والرَصاصُ
بالفتح معروف، والعامة تقوله بكسر الراء. وشئ مرصص: مطلى به.
[رعص] الارْتِعاصُ: الاضطرابُ. قال
الأصمعي: يقال ارْتَعَصَتِ الحيَّةُ، إذا ضُرِبَتْ فلوت ذنبها، مثل
تبعصصعت. قال العجاج: أنى لا أسعى إلى داعيه * إلا ارتعاصا كارتعاص
الحية
[رفص] الرُفْصَةُ: الماءُ يكون.
نَوْبَةً بين القوم، وهو قلبُ الفُرصةِ. وهم يترافصون الماء، أي
يتناوبونه. أبو زيد: ارْتَفَصَ السعرُ، أي غلا. حكاه عنه أبو عبيد. ولا
تقل ارتقص.
[رقص] رقص يرقص رقصا، فهو رقاص.
ورَقَصَ الآلُ: اضطرب. ورَقَصَ الشراب: أخَذَ في الغليان. ورَقَّصَتِ
المرأةُ ولدَها تَرْقيصاً وأَرْقَصَتْهُ، أي نَزَّتْه. وأَرْقَصَ
الرجُل بعيرَه، أي حَمَله على الخبب.
(3/1041)
[رمص]
أبو زيد: رَمَصَ الله مُصيبَتك يَرْمُصُها رَمْصاُ، أي جَبَرَها.
ورَمَصْتُ بينهم، أي أصلحتُ ورَمَصَتِ الدجاجة، أي ذرقت. قال ابن
السكيت: يقال قَبَحَ الله أمَّا رَمَصَتْ به! أي ولدتْه. والرَمَصُ
بالتحريك: وسخٌ يجتمع في الموقِ فإن سالِ فهو غَمَصٌ، وإن جمد فهو
رَمَصٌ. وقد رَمَصتْ عينه بالكسر. والرجل أرمص.
[رهص] الرهص، بالكسر: العرق الاسفل
من الحائطِ. يقال: رَهَصْتُ الحائطَ بما يقيمه. أبو عبيد: الرَواهِصُ:
الصُخورُ المتراصفة الثابتة. والمَرْهَصَةُ بالفتح: الدَرَجة
والمرتَبَةُ. قال الأعشى: رَمى بك في أُخْراهُمُ تَرْكُكَ العُلى *
وفُضِّلَ أقوامٌ عليك مَراهِصا * والرَهْصَةُ: أن يَدوَى باطنُ حافر
الدابّة من حَجَرٍ تطؤه، مثل الوقْرَةِ. قال الشاعر (1) :
كبزغ البيطر الثقف رهص الكوادن (2) *
_________
(1) الطرماح.
(2) وصدره:
يساقطها تترى بكل خميلة:
(3/1042)
قال الكسائي: يقال منه رَهِصَتِ الدابةُ
بالكسر رَهَصاً، وأَرْهَصَها الله، مثل وَقِرَتْ وأَوْقَرَها الله. ولم
يَقُلْ رُهِصَتْ فهي مَرْهوصَةٌ ورَهيصٌ. وقد قاله غيره. والرَهْصُ:
العصرُ الشديدُ. يقال: رَهَصَني فلانٌ بحقِّه، أي أخذني أخذا شديدا.
فصل الشين
[شحص] قال الكسائي: إذا ذهب لبنُ
الشاة كلُّه فهي شَحْصٌ بالتسكين، الواحدة والجمع في ذلك سواء. وكذلك
الناقة. حكاه عنه أبو عبيد. وقال الاصمعي: هي الشحص بالتحريك. وأنا أرى
أنهما لغتان، مثل نهر ونهر، لاجل حرف الحلق. وقال العدبس: الشحص: التي
لم يُنْزَ عليها قطُّ. والعائِطُ: التي قد أُنزِيَ عليها فلم تحمل.
[شخص] الشَخْصُ: سواد الإنسان وغيره
تراه من بعيد. يقال: ثلاثة أَشْخُصٍ، والكثير شُخوصٌ وأَشْخاصٌ وشَخُصَ
الرجلِ بالضم، فهو شخيصٌ، أي جِسيمٌ والمرأةُ شَخيصَةٌ. وشَخَصَ بالفتح
شُخوصاً، أي ارتفع. يقال: شَخَصَ بصرهُ، فهو شاخِصٌ، إذا فتح عينيه
وجعل لا يطرف.
(3/1042)
ويقال للرجل إذا ورد عليه أمرٌ أقلقه
شُخِصَ به. وشَخَصَ من بلدٍ إلى بلدٍ شُخوصاً، أي ذهب. وأَشْخَصَهُ
غيره. وقولهم: نحن على سفر قد أَشْخَصْنا، أي حان شُخوصُنا. وأَشْخَصَ
الرامي، إذا جاز سهمُه الغرضَ من أعلاه. وهو سهمٌ شاخِصٌ. قال أبو
عبيد: يقال أَشْخَصَ فلانٌ بفلان وأشخس به، إذا اغتابه. حكاه عنه
يعقوب.
[شصص] الشص والشص: شئ يصاد به
السَمَكُ. ويقال لِلِّصِّ الذي لا يرى شيئاً إلا أتى عليه: شِصٌّ من
الشُّصوصِ. والشَصوصُ بالفتح: الناقةُ القليلةُ اللبَنِ، والجمع
الشَصائِصُ. قال الشاعر (1) : أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرَامَ وَأَنْ
* أُورَثَ ذَوْداً شَصائِصاً نَبَلاَ * وقد شَصَّتِ الناقةُ تشص شصوصا
(2) ، وكذلك أشصت بالالف. ويقال ناقةٌ شُصُصٌ، للتي ذهب لبنُها، يستوى
فيه الواحدة والجمع.
_________
(1) حضرمى بن عامر. وكان له تسعة أخوة ماتوا وورثهم.
(2) وزاد في القاموس: وشصاصا.
(3/1043)
ويقال نفى الله عنك الشَصائِصَ، أي
الشدائد. وشَصَّتْ معيشتُهم شُصوصاً. وإنَّهم لفي شَصاصاءَ (1) ، أي في
شدَّةٍ. قال الكسائي: لقيتُ فلاناً على شصاصاء، أي على عجلة، قال
الراجز: نحن نتجنا ناقة الحجاج * على شصاصاء من النتاج
[شقص] الشقص: القطعة من الارض،
والطائفة من الشئ. والشقيص: الشريك. يقال: هو شقيصى، أي شريكي في
شِقْصٍ من الأرض. والمِشْقَصُ من النصال: ما طالَ وَعَرُضَ. وقال
الشاعر:
سهام مشاقصها كالحراب
[شمص] شَمَصَ الدوابَّ شُموصاً:
ساقها سوقا عنيفا. وأنشد:
وحث بعيرهم حاد شموص (2) *
_________
(1) والشصاصاء: الجدب والقحط. عن كتاب ليس. وفى القاموس: السنة
الشديدة، والمركب السوء.
(2) في اللسان: " وساق بعيرهم ".
(3/1043)
[شنص]
فرسٌ شَناصٌ، أي طويلٌ، وشناصى أيضا. مثل دو ودوى، وقعسر وقعسرى، ودهر
دوار ودوارى. قال الراجز (1) :
وشناصى إذا هيج طمر (2)
[شوض] الشوص: الغسل والتنظيف. يقال
هو يَشوصُ فاهُ بالسِواكِ. والشَوْصَةُ: ريحٌ تعتقب في الأضلاع. وقال
جالينوسُ: هو ورمٌ في حجاب الأضلاع من داخلٍ. قال أبو عمرو: رجل
أَشْوَصُ إذا كان يضرب جفن عينيه كثيرا.
[شيص] الشيصُ والشيصاءُ: التمرُ
الذي لا يشتدُّ نواهُ، وإنما يَتَشَيَّصُ إذا لم تلقح النخل.
فصل الصاد
[صيص] قال الاموى: الصيص في لغة
بلحارث بن كعب: الحشف من التمر. والصيصُ والصيصاءُ: لغةٌ في الشيص
والشيصاء.
_________
(1) هو الشاعر المرار بن منقذ. من قصيدة له في المفضليات.
(2) صدره:
شندف أشدف ما روعته:
(3/1044)
والصيصاء أيضا: حَبُّ الحنظلِ الذي ليس في
جوفه لب. وأنشد أبو نصر لذى الرمة: بأرجائه القردان هزلى كأنها * نوادر
صيصاء الهبيد المحطم (1) * والصيصية: شوكة الحائك التي يُسوِّي بها
السَداةَ واللُحمةَ (2) قال دُرَيد بن الصِمَّة: فجئتُ إليها والرماحُ
تَنوشُهُ * كوَقْعِ الصَياصي في النَسيجِ المُمَدَّدِ * ومنه صَيصِيَةُ
الديك التي في رجليه. وصَياصي البقَرِ: قرونها. وربما كانت تركَّب في
الرماح مكانَ الأسِنَّة. والصَياصي: الحصون.
فصل العين
[عرص] العَرْصَةُ: كلُّ بُقعةٍ بين
الدُورِ واسعةٍ ليس فيها بناءٌ، والجمع العراص والعرصات.
_________
(1) وقبله كما في نسخة: إذا سمعت وطئ الركاب تنغشت * حشاشاتها في غير
لحم ولا دم * وكائن تخطت ناقتي من مفازة * إليك ومن أحواض ماء مسدم
(2) قال ابن برى: حق صيصية الحائك أن تذكر في المعتل لان لامها ياء لا
صاد اهـ. م ر.
(3/1044)
ولحم معرص، أي مُلْقًى في العَرْصَةِ (1)
للجُفوفِ. قال الشاعر (2) : سيَكْفيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ مُعَرَّصٌ *
وماءُ قُدورٍ في القصاع مشيب * ويروى بالضاد " معرض ". والعراص (3) :
السحاب ذو الرعد والبرق. قال (4) : يَرْقَدُّ في ظِلِّ عَرَّاصٍ
ويَنْفَحُه * حَفيفُ نافِجَةٍ عُثْنُونها حَصِبُ (5) * قال أبو زيد:
يقال عَرَصَتِ السماء تَعرِصُ عَرصاً، أي دام برقها. أبو عمرو: رمحٌ
عرَّاصٌ، إذا كانَ لَدْنَ المَهَزَّةِ. وأنشد: من كُلِّ أَسْمَرَ عراص
مهزته * كأنه برجا عادية شطن *
_________
(1) قوله في العرصة. وقال الليث: المعرص الذى يلقى في الجمر فيختلط
بالدماء ولا يجود نضجه، فإذا غيبته في الجمر فهو المملول، فإذا شويته
فوق الجمر فهو المفئود. وإذا شويته على حجارة أو مقلى فهو المضهب.
والمحنوذ: المشوى بالحجارة المحماة خاصة. اهـ م س.
(2) المخبل أو السليك.
(3) العراص والعرات: المضطرب. والنافجة: أول ريح تبدو بشدة.
(4) ذو الرمة يصف ظليما.
(5) رواية م ر " ويطرده " بدل " ينفحه ". وقال: يرقد أي يسرع في عدوه.
وعثنونها: أولها. وحصب بكسر الصاد: يأتي بالحصباء.
(3/1045)
قال: وكذلك السيف. وأنشد (1) : من كُلِّ
عَرَّاصٍ إذا هُزَّ اهتزع * مثل قدامى النسر ما مس بَضَعْ * والعَرَصُ،
بالتحريك: النشاطُ. وعَرِصَ الرجل بالكسر: نشط. عن الفراء. وعرص البيت
أيضا: خبثت ريحه من الندى.
[عرفص] العِرْفاصُ: السَوْطُ الذي
يُعاقِب به السلطان.
[عصص] العصعص، بالضم: عجب الذنب،
وهو عظمه. يقال: إنَّه أول ما يَخْلَقُ وآخر ما يَبْلى.
[عفص] العِفاصُ: جلدٌ يُلْبَس رأس
القارورة. وأما الذي يدخل في فمها فهو الصمام. وقد عفصت القارورة: شددت
عليها العِفاصَ. وأعفَصْتها، إذا جعلت لها عفاصا. والعنفص، بالكسر:
المرأة البذية القليلة الحياء. قال الأعشى: ليستْ بسوداَء ولا عِنْفِصٍ
* تُسارقُ الطَرْفَ إلى داعر * والعفص: الذي يتخذ منه الحِبرُ، مولَّدٌ
وليس من كلام أهل البادية
_________
(1) لابي محمد الفقعسى.
(132 - صحاح - 3)
(3/1045)
ويقال: طعامٌ عَفِصٌ وفيه عُفُوصَةٌ، أي
تقبض.
[عقص] العَقيصَةُ: الضفيرةُ. يقال
لفلان عَقيصَتانِ. وعَقْصُ الشعرِ: ضَفْرُهُ ولَيُّهُ على الرأس. قال
أبو عبيد: ولهذا قول النساءِ: لها عِقْصَةٌ. وجمعها عقص وعقاص. مثل
رهمة ورهم ورهام. وأنشد لامرئ القيس: غَدائِرُهُ مُسْتَشْزِراتٍ إلى
العُلى * تَضِلُّ العِقاصُ في مثنًى ومُرسَلِ * ويقال: هي التي تتَّخذ
من شعرها مثل الرمَّانة. وكلُّ خُصلة منه عَقيصَةٌ. والجمع عِقاصٌ (1)
وعَقائِصُ. وتيسٌ أعْقَصُ بيِّن العَقَصِ، وهو الذي التوى قرناه على
أذنيه من خلفه. والعَقِصُ: رملٌ متعقِّدٌ لا طريقَ فيه. قال الراجز:
كيف اهتدتْ ودونها الجَزائِرُ * وعَقِصٌ من عالجٍ تياهِرُ * والعَقِصُ
أيضاً: البخيل والسيئ الخلق. وقد عقص بالكسر عَقَصاً. والمِعْقَصُ:
السهم المعوجُّ. قال الشاعر (2)
_________
(1) وزاد في القاموس: عقص.
(2) الاعشى.
(3/1046)
ولو كنتم تمرا لكنتم حُشافَةً (1) * ولو
كنتمُ سهماً لكنتم معاقصا
[علص] العِلّوْص: وجعٌ في البطن،
مثل العلوز.
[عنص] يقال في أرض بنى فلان عَناصٍ
من النبت، وهو القليل المتفرِّق وما بقي من ماله إلا عَناصٍ، وذلك إذا
ذهب معظمه وبقي نبذٌ منه، وبقيت في رأسه عَناصٍ، إذا بقي في رأسه
شَعَرٌ متفرِّقٌ في نواحيه. قال أبو النجم: إن يمس رأسي أشمط العناصى *
كأنما فرقه مناصى * الواحدة عنصوة، وهى فعلوة بالضم. وبعضهم يقول عنصوة
وثندوة وإن كان الحرف الثاني منهما نونا، ويلحقهما بعرقوة وترقوة
وقرنوة.
[عوص] اعْتاصَ عليه الأمر، أي
التوى. واعْتاصَتِ الناقةُ، إذا ضربها الفحلُ فلم تحمِل ولا علَّة بها.
وشاةٌ عائِصٌ، إذا لم تحمل أعواماً. وأعْوَصَ بالخصم، إذا لوى عليه
أمره.
_________
(1) في اللسان: " جرامة " أي تمرا مجروما. والحشافة: أردأ التمر.
(3/1046)
والعويص من الشعر: ما يصعُب استخراج معناه.
والكلمةُ العَوْصاءُ: الغريبةُ. يقال: قد أعْوَصْتَ يا هذا. وقد عوص
الشئ، بالكسر. والعوصاء: الشدة. وفلان يركب العَوْصاءَ، أي يركب أصعبَ
الامور.
[عيص] العيص: الشجر الكثير الملتف.
والمنبت معيص. والعيص: الاصل. والاعياص من قريش: أولاد أمية بن عبد شمس
الاكبر. وهم أربعة: العاص، وأبو العاص، والعيص، وأبو العيص.
فصل الغين
[غصص] الغُصَّةُ: الشَجى، والجمع
غُصَصٌ. والغَصَصُ بالفتح: مصدر قولك غَصِصْتَ يا رجل تَغَصُّ، فأنت
غاصٌّ بالطعام وغَصَّانُ. وأغْصَصْتُهُ أنا. والمنزل غاصٌّ بالقوم، أي
ممتلئٌ بهم.
[غفص] غافصتُ الرجلَ، أي أخذته على
غرة.
(3/1047)
[غمص]
غَمِصَهُ يَغْمِصَهُ غَمَصاً واغْتَمَصَهُ، أي استصغره ولم يره شيئاً.
يقال غَمَصَ (1) فلان النعمة، إذا لم يشكرها. وغَمَصْتُ عليه قولاً
قاله، أي عِبته. ويقال للرجل إذا كان مطعوناً عليه في دينه: إنه لمغموص
عليه. والغمص في العين: ما سال من الرَمَصِ. وقد غَمِصَتْ عينه بالكسر
غَمَصاً. والغُمَيْصاءُ: إحدى الشعرَيينِ، ويقال لها الغَموصُ أيضاً،
وهي التي في الذراع. تزعم العرب أن الشعريين أختا سهيل، فالعبور تراها
(2) إذا طلعت كأنها تستعبر، والغميصاء لا تراها فقد بكت حتى غمصت.
والغميصاء أيضا: موضع.
[غوص] الغَوْصُ: النزول تحت الماء.
وقد غاصَ في الماء. والهاجمُ على الشئ غائص. والغواص: الذى يَغوصُ في
البحر على اللؤلؤ. وفعله الغياصة.
_________
(1) غمص كضرب وسمع وفرح.
(2) في المخطوطات: " فالعبور تراه "، " والغميصاء لا تراه ".
(3/1047)
فصل الفاء
[فحص] الفحص: البحث عن الشئ. وقد
فَحَصَ عنه، وتَفَحَّصَ، وافْتَحَصَ، بمعنًى. وربَّما قالوا فَحَصَ
المطرُ الترابَ: قَلَبَهُ. والأُفْحوصُ: مَجْثِمُ القَطاةِ لأنَّها
تَفْحَصُهُ. وكذلك المَفْحَصُ. يقال: ليس له مَفْحَصُ قطاةٍ. وفي
الحديث: " فَحَصوا عن رُؤوسِهِمْ " كأنَّهم حلقَوا وسطها وتركوها مثل
أفاحيصِ القطا.
[فرص] الفُرْصَةُ: الشِربُ
والنوبَةُ. يقال: وجد فلان فُرْصَةً، أي نُهْزَةً. وجاءت فُرْصَتُكَ من
البئر، أي نوبتك. وبنو فلان يتفارصون بئرَهم، إذا كانوا يتناوبونها.
وانتهز فلانٌ الفُرْصَةَ، أي اغتنمها وفاز بها. وأفْرَصَتْني
الفُرْصَةُ، أي أمكنتني. وأفْرَصْتُها: اغتنمتها. والفَريصُ: الذي
يفارِصُكَ في الشِرْبِ والنوبةِ. والفَرْصُ، بالفتح: القطعُ.
والمِفْرَصُ والمِفْراصُ: الذي يُقطع به الفضة. قال الاعشى:
(3/1048)
وأدفع عن أعراضكم وأعيركم * لسانا كمفراص
الخفاجى ملحبا * وقد يكون الفرص الشق. يقال: فَرَصْتُ النعلَ، إذا خرقت
أذنيها للشِراكِ. والفُرْصَةُ: الريح التي يكون منها الحَدَبُ.
وفُرافِصَةُ: الأسد. وبه سمى الرجل فرافصة. والفرصة بالكسر: قطعة قطن،
أو خرقة تَمَسَّحُ (1) بها المرأة من الحيض. قال الأصمعيّ: "
الفَريصَةُ اللحمة بين الجنب والكتف، التي لا تزال تُرْعَدُ من
الدابَّة، وجمعها فَريصٌ وفَرائِصُ. وفَريصُ العنقِ: أوداجُها، الواحدة
فَريصَةٌ عن أبي عبيدة. تقول منه: فَرَصْتُهُ، أي أصبت فَريصَتَهُ.
قال: وهو مقتل. وفى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنى
لاكره أن أرى الرجل ثائرا فريص رقبته قائما على مريته (2) يضربها "
قال: كأنه أراد عصب الرقبة وعروقها، لانها هي التى تثور في الغضب.
[فصص] فَصُّ الخاتم: واحد الفُصوصِ،
والعامة تقول فص بالكسر
_________
(1) في اللسان: " تتمسح ".
(2) مريته تصغير المرأة.
(3/1048)
قال ابن السكيت: كلُّ ملتقى عظيمين فهو
فَصٌّ، يقال للفرس: إنَّ فُصوصَهُ لَظِماءٌ، أي ليست برهلةٍ كثيرة
اللحمِ. وفَصُّ الأمرِ: مَفْصِله، قال الشاعر: ورُبَّ امْرِئٍ خِلتَهُ
مائقاً (1) * ويأتيك بالأمر من فصه * والفصفصة بالكسر: الرطبة، وأصلها
بالفارسية " إسفست ". قال النابغة يصف فرسا (2) : وقارفت وهى لم تجرب
وباع لها * من الفصافص بالنمى سفسير * النمى: الفلوس. وفص الجرح فصيصا:
لغة في فزَّ، أي نَدِيَ وسالَ. وفصصْتُ كذا من كذا وافْتَصَصْتُهُ، أي
فصلته وانتزعته، فانْفَصَّ أي انفصل. وقال الفراء: أفْصَصْتُ إليه من
حقِّه شيئاً، أي أخرجت. وما اسْتَفَصَّ منه شيئاً، أي ما استخرج.
_________
(1) في اللسان " تزدريه العيون ".
(2) الصواب أنه لاوس يصف ناقة. اهـ م ر. ثم قال: والرطبة من علف
الدواب، أي بفتح الراء، وتسمى القت.
(3/1049)
[فيص]
المفاوصة في الحديث: البيان. يقال ما أفاصَ بكلمةٍ. قال يعقوب: أي ما
تخلَّصها ولا أبانها. قال: ويقال: والله ما فِصتُ، كما تقول: والله ما
برِحت. ويقال: قبضتُ على ذنَب الضبّ فأفاصَ من يدي حتَّى خلَّص ذنبه.
قال الأصمعيّ: قولهم: ما عنه مَحيص ولا مَفيص، أي ما عنه مَحيدٌ. وما
استطعت أن أفيص منه، أي أحيد. وقول امرئ القيس: منابته مثل السدوس
ولونه * كشوك السيال فهو عذب يفيص (1) * قال الاصمعي: ما أدرى ما يفيص.
وقال غيره: هو من قولهم فاصَ في الأرض، أي قَطَرَ وذهب. يقال: ما
فِصْتُ، أي ما برحت.
فصل القاف
[قبص] القَبْص (2) : التناول بأطراف
الأصابع. ومنه قرأ الحسن: " فَقَبَصْتُ قَبْصَةً من أثر الرسول ".
_________
(1) الضمير في منابته للثغر. وروى " يفيص " بضم الياء من الافاصة.
يقال: أفاص الكلام: أبانه. قال ابن برى: فيكون يفيص على هذا حالا، أي
هو عذب في حال كلامه اهـ. م ر.
(2) قبص كضرب.
(3/1049)
والقبص، بالتحريك: وجعٌ يصيب الكبد عن أكل
التمر على الريق ثمَّ يشرب عليه الماء. قال الراجز: أرفقة تشكو الجحاف
والقبص * جلودهم ألين من مس القمص * تقول منه: قبص الرجل، بالكسر.
والقَبَصُ أيضاً: الخفَّة والنشاط، عن أبى عمرو. وقد قبص الرجل فهو
قَبِص. والقَبَصُ أيضاً: مصدر قولك هامةٌ قَبْصاءٌ، أي ضخمة مرتفعة.
قال الراجز:
بهامة قبصاء كالمهراس * والقِبْص بالكسر: العدد الكثير من الناس: قال
الكميت: لكم مسجِدا اللهِ المَزُورانِ والحَصى * لكم قِبْصُهُ من بين
أثرى وأقترا * والمقبص (1) : الحبل الذي يمدُّ بين يدي الخيل في
الحلبة. ومنه قولهم: أخذته على المقبص. والقبيصة: ما تناولته بأطراف
أصابعك. وقبيصة أيضا: اسم رجل، وهو إياس بن قبيصة الطائى.
_________
(1) قوله المقبص، أي كمجلس، كذا ضبطوه في نسخ الصحاح. ويقال كمنبر أيضا
كما في م ر.
(3/1050)
[قرص]
القَرْصُ بالإصبعين. وقد قَرَصَهُ يقرصه بالضم قرصا. وقرص البراغيث:
لسعها. والقارِصَةُ: الكلمة المؤذية. قال الشاعر (1) : قَوارِصُ
تَأتيني وتَحْتَقِرونها * وقد يَمْلأُ القَطْرُ الإناَء فيُفْعَمُ *
وفي الحديث أن امرأةً سألته عن دمِ المحيض فقال: " اقْرُصيهِ بماءٍ "،
أي اغسليه بأطراف أصابعك. ويروى " قَرِّصيهِ " بالتشديد. قال أبو عبيد:
أي قَطِّعيهِ به. والقُرْصُ بالضم والقُرْصَةُ من الخبز. وجمع القُرْصِ
قِرَصَةٌ وأقراص، مثل غصن وغصنة وأغصان، وجمع القرصة قرص، مثل صبرة
وصبر. وقرصت المرأة العجين تَقرُصُهُ قَرْصاً، وقَرَّصَتْهُ تَقْريصاً،
أي قطعته قُرْصَةً قُرْصَةً. والتشديد للتكثير. وقُرْصُ الشمس: عينُها.
والقارِصُ: اللبن الذي يَحْذي اللسان. وفي المثل: " عَدا القارِصُ
فَحَزَرَ " أي جاوز إلى أن حَمِضَ. يعني تفاقم الأمر واشتدّ.
والقُرَّاصُ البابونج، وهو نَوْرُ الأقحُوان إذا يبس، الواحدة قراصة.
عن أبى عمرو.
_________
(1) الفرزدق.
(3/1050)
[قرفص]
القَرْفَصَةُ: أن تجمع الإنسان وتشدَّ رجليه ويديه. قال الشاعر: ظلَّتْ
عليه عُقابُ الموتِ ساقطةً * قد قَرْفَصَتْ روحه تلك المخاليبُ *
والقُرْفُصاءُ: ضربٌ من القعود، يمدُّ ويقصر. فإذا قلت قعد فلانٌ
القُرْفُصاء (1) ، فكأنَّك قلت: قعد قعوداً مخصوصاً، وهو أن يجلس على
أليَتيه ويُلْصِقَ فخذيه ببطنه ويحتبيَ بيديه يضعُهما على ساقيه، كما
يُحتبى بالثوب، تكون يداه مكان الثوب. عن أبى عبيد. وقال أبو المهدى:
هو أن يجلس على ركبتيه منكبًّا ويُلصقَ بطنه بفخذيه ويتأبَّط كفَّيه،
وهى جلسة الاعراب. وأنشد: لو امتخطت وبرا وضبا * ولم تنل غير الجمال
كسبا * ولو نكحت جرهما وكلبا * وقيس عيلان الكرام الغلبا * ثم جلست
القرفصا منكبا * تحكى أعاريب فلاة هلبا * ثم اتخذت اللات فينا ربا * ما
كنت إلا نبطيا قلبا *
_________
(1) القرفصى مثلثة القاف والفاء مقصورة، والقرفصاء، والقرفصاء بضم
القاف والراء على الاتباع.
(3/1051)
[قرمص]
(1) قال ابن السكيت: القَراميصُ: حُفَرٌ صغارٌ يستكِنُّ فيها الإنسان
من البرد، الواحدة قرموص. قال الشاعر: جاء الشتاء ولما أتخذ ربضا * يا
ويح كفى من حفر القراميص
[قرنص] باز مقرنص، أي مقتنى
للاصطياد. وقد قرنصته، أي اقتنيته.
[قصص] قَصَّ أثرَه، أي تتبَّعه. قال
الله تعالى: {فارتدا على آثارِهما قَصَصاً} . وكذلك اقْتَصَّ أثرَه،
وتَقَصَّصَ أثرَه. والقِصَّةُ: الأمرُ والحديث. وقد اقْتَصَصْتُ
الحديث: رويته على وجهه. وقد قَصَّ عليه الخبرَ قَصَصاً. والاسمُ أيضاً
القَصَصُ بالفتح، وُضِعَ موضع المصدر حتَّى صار أغلبَ عليه. والقِصَصُ،
بكسر القاف: جمع القصة التى تكتب.
_________
(1) في القاموس: القرمص، والقرماص: حفرة واسعة الجوف ضيقة الرأس يستدفئ
بها الصرد وفى الاساس: وقرمص الرجل وتقرمص: دخل في القرموص.
(3/1051)
والقصاص: القَوَدُ. وقد أقَصَّ الأميرُ
فلاناً من فلان، إذا اقْتَصَّ له منه فجرحه مثل جرحه، أو قتَلَه
قَوَداً. واسْتَقَصَّهُ (1) : سأله أن يُقِصَّهُ منه. وتَقاصَّ القومُ،
إذا قاصَّ كلُّ واحدٍ منهم صاحبَه في حسابٍ أو غيره. ويقال: ضربه حتَّى
أقَصَّهُ من الموت، أي أدناه منه. وقال الفراء: قَصَّهُ الموتُ
وأقَصَّهُ بمعنًى، أي دنا منه. وكان يقول: ضربه حتَّى أقَصَّهُ الموت.
وقَصَصْتُ الشَعرَ: قطعته. وطائرٌ مَقْصوصُ الجناح. والمِقَصُّ:
المقراضُ، وهما مِقَصَّانِ. قال الأصمعي: قُصاصُ الشَعْرِ حيث تنتهي
نبتَتُهُ من مقدّمه ومؤخّره. وفيه ثلاث لغاتٍ: قُصاصُ وقَصاصٌ وقِصاصٌ،
والضم أعلى. قال ابن السكيت: القَصيصَةُ: نبتٌ يخرج إلى جانبه الكمأةُ،
والجمع قَصيصٌ. وقد أقَصَّتِ الأرضُ، أي أنبتته. ويقال أيضاً: أقَصَّتِ
الشاة والفرس
_________
(1) قوله واستقصه سأله الخ فالسين والتاء للطلب. وأما قول القاموس:
واقتص فلانا سأله الخ. فهو وهم نبه عليه شارحه
(3/1052)
استبان حملهما، فهى مقص من خيل مقاص، عن
الاصمعي (1) . والقصيصة من الإبل: الزاملةُ يُحْمَلُ عليها الطعامُ
والمتاعُ لضعفها. والقَصُّ: رأس الصدر، يقال له بالفارسية " سَرْسينَه
". وكذلك القَصَصُ للشاة وغيرها. ومنه قولهم: هو ألْزَمُ لك من
شُعَيْراتِ قَصِّكَ (2) . والقَصَّةُ: الجِصُّ، لغةٌ حجازيةٌ. وقد
قَصَّصَ دارَهُ، أي جصصها. وفى الحديث: " الحائض لا تغتسل حتى ترى
القصة البيضاء "، أي حتى تخرج القطنة أو الخرقة التى تحتشى بها كأنها
قصة لا يخالطها صفرة ولا ترية (3) . والقصة بالضم: شعر الناصية. وقال
يصف فرسا
_________
(1) وقال ابن الاعرابي: لقحت الناقة، وحملت الشاة، وأقصت الفرس
والاتان، في أول حملها، وأعقت في آخره، إذا استبان حملها اهـ. م ر.
(2) أي أنه لا يفارقك ولا تستظيع أن تلقيه عنك. يضرب لمن ينتفى من
قريبه ولمن أنكر حقا يلزمه من الحقوق ا. م ر.
(3) الترية كعنية: ما تراه الحائض عند الاغتسال، وهو الشئ الخفى السير
أقل من الصفرة والكدرة اهـ. قاموس.
(3/1052)
له قصة فشغت حاجبي * هـ والعين تبصر ما في
الظلم * ورجل قصقصة بالضم، أي قصيرٌ غليظٌ مع شدَّة. وجملٌ قُصاقِصٌ،
أي عظيمٌ، وأسدٌ قَصاقِصُ بالفتح، وهو نعتٌ له في صوته. وحَيَّةٌ
قَصاقِصُ أيضاً، وهو نعت لها في خبثها.
[قعص] يقال: ضربه فأقْعَصَهُ، أي
قتله مكانه. والقَعْصُ: الموتُ الوَحِيُّ. يقال: مات فلانٌ قَعْصاً،
إذا أصابته ضربةٌ أو رميةٌ فمات مكانه. وفي الحديث: " منْ قُتِلَ
قَعْصاً فقد استوجب المآبَ (1) ". والقُعاصُ: داءٌ يأخذ الغنم لا
يُلْبِثُها أن تموت. وفي الحديث: " وموتانٌ يكون في الناس كقُعاصِ
الغنمِ ". وقد قعصت فهى مقعوصة.
[قفص] أبو عمرو: قَفَصْتُ الظبيَ
قَفْصاً، إذا شددتَ قوائمه وجمعتَها. حكاه عنه أبو عبيد. والقَفَصُ
بالتحريك: واحد الأقْفاصِ التي للطير.
_________
(1) قال ابن الاثير: أراد حسن المرجع بعد الموت اهـ. وقال الازهرى:
عنى قوله تعالى " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " فاختصر. اهـ م ر
بتصرف.
(3/1053)
[قلص]
قلص الشئ يقلص قلوصا: ارتفع. يقال: قَلَصَ الظلُّ. وقَلَصَ الماء، إذا
ارتفع في البئر، فهو ماءٌ قالِصٌ وقَلاَّصٌ وقَليصٌ. قال امرؤ القيس:
فأَوْرَدَها من آخرِ الليلِ مَشْرَباً * بَلاثِقَ خُضْراً ماؤُهُنَّ
قليص * وقال الراجز: يا ريها من بارد قلاص * قد جم حتى هم بانقياص *
وهى قلصة البئر، ويجمع قلصاتٍ للماء الذي يَجِمُّ فيها ويرتفع. وقَلَصَ
وقَلَّصَ وتَقَلَّصَ، كله بمعنى انضمَّ وانزوى. يقال: قَلَصَتْ
شَفَتُهُ، أي انزوتْ. وقَلَصَ الثوب بعد الغسل. وشفةٌ قالِصَةٌ وظلٌّ
قالِصٌ، إذا نقص. قال ابن السكيت: يقال أقْلَصَ البعير، إذا ظهر
سَنامُه شيئا. وأقْلَصَتِ الناقة، إذا سمِنتْ في الصيف. وناقة مقلاص،
إذا كان ذلك السمن إنَّما يكون منها في الصيف. وفرسٌ مُقَلِّصٌ بكسر
اللام: مُشْرِفٌ، أي مُشَمِّرٌ طويل القوائم. قال بشر: يُضَمَّرُ
بالأصائلِ فهو نَهْدٌ * أقب مقلص فيه اقورار * (133 - صحاح - 3)
(3/1053)
والقلوص من النوق: الشابة، وهي بمنزلة
الجارية من النساء. وجمع القَلوصِ قلص وقلائص، مثل قدوم وقدم وقدائم.
وجمع القلص قلاص، مثل سلب وسلاب (1) . وأنشد أبو عبيدة:
على قلاص تختطي الخطائطا (2) * وقال العدوى: القلوص أول ما يركب من
إناث الابل إلى أن تثنى، فإذا أثنت فهى ناقة. والقعود: أول ما يركب من
ذكور الابل إلى أن يثنى، فإذا أثنى فهو جمل. وربَّما سَمُّوا الناقة
الطويلة القوائم قَلوصاً. والقَلوصُ أيضاً: الأنثى من النعام من الرئال
(3) .
[قمص] قَمَصَ الفرسُ وغيره يَقْمُص
ويَقْمِصُ قَمْصاً وقُماصاً، أي اسْتَنَّ، وهو أن يرفع يديه ويطرحهما
معاً ويعجنَ برجليه. يقال هذه دابّةٌ فيها قِماصٌ. وفي المثل: " ما
بالعَيْر من قِماصٍ "، وهو الحمار. يُضْرَبُ لمن ذَلَّ بعد العز.
_________
(1) فيه أن السلاب، بوزن ثياب، وهى لباس المأتم السود، جمعها سلب ككتب.
والقلاص هنا: جمع القلص، وقد نبه على ذلك مترجمه فانظره
(2) وبعده:
يشدخن بالليل الشجاع الخابطا
(3) قوله من الرئال عبارة القاموس: " ومن الرئال " بواو العطف. وعبارة
اللسان: " القلوص من النعام الانثى الشابة من الرئال مثل قلوص الابل "
أي فهو مجاز، وحكى ابن خالويه أن القلوص ولد النعام حفانها ورئالها
اهـ م ر باختصار.
(3/1054)
ويقال للفرس: إنه لقامص العرقوب، وذلك إذا
شنح نساه فَقَمَصَتْ رجله. وقَمَصَ البحرُ بالسفينة، إذا حرَّكها
بالموجِ. والقَميصُ: الذي يُلْبَس. والجمع القُمْصانُ والأقْمِصَةُ.
وقَمَّصَهُ قميصا فتقمصه، أي لبسه.
[قنص] القانِصُ ": الصائدُ. وكذلك
القَنيصُ والقنَّاصُ. والقَنيصُ أيضاً: الصيدُ، وكذلك القنص بالتحريك.
وبنو قنص بن معد: قوم درجوا. والقنص بالتسكين: مصدر قَنَصَهُ، أي صاده.
واقْتَنَصَهُ، أي اصطاده. وتَقَنَّصَهُ، أي تصيَّده. والقانِصَةُ:
واحدة القوانِصِ، وهي للطير بمنزلة المصارين لغيرها.
[قيص] قَيْصُ السِنِّ: سقوطَها من
أصلها. قال أبو ذؤيب: فِراقٌ كَقَيْصِ السِنِّ فالصَبْرَ إنَّهُ *
لكلِّ أُناسٍ عَثْرَةٌ وجُبورُ * ويروى بالضاد المعجمة. قال الأمويّ:
انْقاصَتِ البئرُ: انهارتْ. وقال الأصمعيّ: المُنْقاصُ: المُنْقَعِرُ
من
(3/1054)
أصله. والمنقاض، بالضاد المعجمة: المنشقُّ
طولاً. وقال أبو عمرو: هما بمعنى واحد (1) . ومقيص ابن صبابة (2) ،
بكسر الميم: رجل من قريش قتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح.
فصل الكاف
[كرص] الكريص: الاقط.
[كصص] الكَصيصُ: الرِعدَةُ، ويقال
الحركةُ والالتواء من الجهد. ومنه قولهم: أفلت وله كصيص وأصيص وبصيص.
قال أبو عبيدة: هو الرعدة ونحوها. والكصيصة: الحبالة التى يصاد بها
الظبى.
_________
(1) قلت: وبهما قرئ " جدارا يريد أن ينقاص " بالصاد والضاد المخففتين،
نقله الازهرى اهـ. مختار.
(2) القاموس: " ومقيص بن صبابة صوابه بالسين ووهم الجوهرى ". قال في
الوشاح: تعاقب السين والصاد أمر شائع، بل متواتر، كالصراط، خصوصا إذا
اجتمعت مع القاف في كلمة كما هنا. قال النووي في التهذيب: قال الخليل
رحمه الله: كل صاد تجئ قبل القاف، وكل سين تجئ قبل القاف فللعرب فيه
لغتان، منهم من يجعلها سينا ومنهم من يجعلها صادا، لا يبالون متصلة
كانت بالقاف أو منفصلة، بعد أن تكون في كلمة واحدة، إلا أن الصاد في
بعضها أحسن والسين في بعضها أحسن. وخطيب مسقع، بالسين أحسن، والصاد
جائز.
(3/1055)
فصل اللام
[لحص] قال الأصمعيّ: الالْتِحاصُ
مثل الالتِحاجِ. يقال: الْتَحَصَهُ إلى ذلك الأمر والْتَحَجَهُ، أي
ألجأهُ إليه واضطره. وأنشد لامية بن أبى عائذ الهذلى: قد كنت خراجا
ولوجا صيرفا * لم تلتحصنى حيص بيص لحاص * ولحاص فعال من التحص، مبنية
على الكسر وهو اسم للشدة والداهية، لانها صفة غالبة، كحلاق: اسم
للمنية. وهى فاعلة تلتحصنى. وموضع حيص بيص نصب على نزع الخافض. يقول:
لم تلتحصنى، أي لم تلجئنى الداهية إلى ما لا مخرج لى منه. وفيه قول
آخر: يقال: التحصه الشئ، أي نشب فيه، فيكون حيص بيص نصبا على الحال من
لحاص. والالتحاص أيضا: الانسداد. يقال: الْتَحَصَتِ الإبرةُ، أي انسدَّ
سَمُّها. واللحيصُ: الضيِّقُ. قال الراجز: قد اشْتَرَوْا لي كَفَناً
رَخيصا * وبوَّءوني لحدا لحيصا
[لخص] التَلخيصُ: التبيينُ والشرحُ.
واللَخَصُ: أن يكون الجفنُ الأعلى لَحيماً. وقد لَخِصَ الرجلُ فهو
ألْخَصٌ.
(3/1055)
وضرع لخيص، بكسر الخاء، أي كثير اللحم لا
يكاد اللبن يخرج منه إلا بشدة.
[لصص] اللِصُّ: واحد اللُصوصِ.
واللُصُّ بالضم: لغةٌ فيه. ولِصٌّ بيِّن اللُصوصيَّةِ، وهو
يَتَلَصَّصُ. وأرضٌ مَلَصَّةٌ: ذاتُ لُصوصٍ. والأَلَصُّ: المتقارب
المنكبين يكادان يمسَّان أُذنيه. والأَلَصُّ أيضاً: المتقاربُ
الأضراسِ. وفيه لَصَصٌ. والتَلْصيصُ في البنيان: لغةٌ في الترصيصِ.
[لوص] فلانٌ يُلاوِصُ الشجر، أي
ينظر كيف يأتيها لقَلْعها. ويقال: أَلاصَهُ على كذا، أي أداره (1) على
الشئ الذى يرومه. وفى الحديث: " هي الكلمة التى ألاص عليها النبي صلى
الله عليه وسلم عمه " يعنى أبا طالب.
فصل الميم
[محص] مَحَصُ الظبيُ يَمْحَصُ، أي
يعدو. ومَحَصَ المذبوحُ برجله، مثل دحص.
_________
(1) قوله أي أداره، عبارة القاموس: أداره على الشئ وأراده منه.
(3/1056)
ومحصت الذهب بالنار، إذا خلَّصته ممَّا
يشوبه. والتَمْحيصُ: الابْتِلاءُ والاختِبارُ. والمُمْحوصُ والمَحيصُ:
الشديدُ الخَلْقِ من الابل.
[مصص] مصصت الشئ بالكسر أمصه
مَصًّا، وكذلك امتَصَصْتُهُ. والتَمَصُّصُ: المَصُّ في مهلة. وأمصصته
الشئ فمصه. وقولهم يا مصَّانُ، وللأنثى يا مصَّانَةُ: شتمٌ تقوله لمن
تُمِصُّه، أي يا ماص كذا من أمه. ولا تقل يا ماصان (1) . قال الشاعر
(2) : فإن تكن الموسى جرت فوق بظرها * فما خفضت (3) إلا ومصان قاعد *
ويقال أيضا: رجل مصان: إذا كان يرضع الغنم من لؤمه، عن أبى عبيد.
والمصمصة مثل المَضْمَضَةُ، إلا أنَّه بطرف اللسان، والمَضْمَضَةُ
بالفم كلِّه. وفرق ما بينهما شبيهٌ بفرقِ ما بين القبضة والقبصة.
_________
(1) في المطبوعة: " يا مصان " صوابه في المخطوطة واللسان.
(2) هو زياد الاعجم.
(3) في اللسان: " فما ختنت ".
(3/1056)
وفى الحديث: " كنَّا نتوضَّأُ مما
غَيَّرَتِ النارُ ونُمَصْمِصُ من اللبن ولا نُمَصْمِصُ من التمر ".
ويقال: مَصْمَصَ إناءه، إذا غسله. والماصة: داء يأخذ الصبى. والمصوص،
بفتح الميم: طعام. والعامة تضمه. والمصاص: خالص كل شئ. يقال: فلان مصاص
قومه، إذا كان أخلصهم نسَباً، يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع
والمؤنَّث. والمصاص أيضا: نبات. وفرس ورد مصامص، إذا كان خالصا في ذلك.
ومصيصة: بلد بالشأم، ولا تقل مصيصة بالتشديد.
[معص] أبو عمرو: المَعَصُ بالتحريك:
التواءٌ في عَصَبِ الرِجلِ، كأنَّه يقصُر عصبُها فتتعوَّج قدمُه ثم
يسوِّيه بيده. وقد مَعِصَ فلانٌ بالكسر يمعص معصا. وفى الحديث: " شكا
عمرو بن معدى كرب إلى عمر رضى الله عنه المعص، فقال: كذب عليك العسل "،
أي عليك بسرعة المشى. وهو من عسلان الذئب.
(3/1057)
[مغص]
قال ابن دريد: إبل أمْغاصٌ، إذا كانت خِياراً، لا واحد لها من لفظها.
وقال ابن السكيت: المَغَصُ (1) : خيارُ الإبل. قال: الواحدة مغصة. قال
الراجز: أنتم وهبتم مائة جرجورا * أدما وحمرا مغصا خبورا * قال:
والمغص، بالتسكين: تقطيع في المِعى (2) ووجعٌ. والعامة تقول مغص
بالتحريك. وقد مغض الرجل فهو ممغوص.
[ملص] المَلَصُ بالتحريك: الزَلَقُ.
وقد ملص الشئ من يدى بالكسر يَمْلَصُ. ورِشاءٌ مَلِصٌ، إذا كانت الكفُّ
تَزلَقُ عنه ولا تَستمكن من القبض عليه. قال الراجز يصف حبل الدلو: فر
وأعطاني رشاء ملصا * كذنب الذئب يعدى هبصا * وانملص الشئ: أفلت، وتُدغم
النون في الميم. وأمْلَصَتِ المرأةُ بولدها، أي أسقطت. والتَمَلُّصُ:
التخلُّصُ: يقال: ما كدت أتملص من فلان.
_______________
(1) هو بالتحريك، وبالاسكان لغة
(2) في المطبوعة " المعاء " صوابه في اللسان والمخطوطات.
(3/1057)
وسير إمليص، أي سريعٌ. وجاريةٌ ذات شِماصٍ
وملاص.
[موص] المَوْصُ: الغَسْلُ. وقد
مُصْتُ الشئ، أي غسلته. والمواصة: الغسالة.
فصل النون
[نحص] النَحوصُ: الأتانُ الحائلُ.
قال ذو الرمّة: يَحْدو (1) نَحائِصَ أشباهاً مُحَمْلَجَةً * وُرْقَ
السَرابيلِ في ألوانها خَطَبُ (2) * والنُحْصُ بالضم: أصلُ الجبلِ. وفي
الحديث: " يا ليتني غودِرْتُ مع أصحاب نُحْصِ الجبل ". قال أبو عبيد:
النُحْصُ: أصل الجبل وسفحه. وأصحاب النحص، هم قتلى أحد، أو غيرهم.
[نخص] نخصَ الرجلُ، بالخاء المعجمة،
ينْخُص بالضم، أي خَدَّدَ وهُزِلَ كِبَراً. وانْتَخَصَ لحمُه، أي ذهب.
وعجوزٌ ناخِصٌ: نَخَصَها الكِبرُ وخَدَّدَها
_________
(1) في اللسان: " يقرو ": ويروى: " يتلو " و " يقلو ".
(2) في اللسان:
قودا سماحيج في ألوانها خطب:
(3/1058)
[نشص]
نشص يتشص وينشص نشوصا: ارتفع. يقال: نَشَصَتْ ثَنِيَّتُهُ، أي ارتفعت
عن موضعها. حكاه يعقوب. ونشصت عن بلدي، أي انزعجتُ ; وأَنْشَصْتُ غيري.
قال أبو عمرو: أَنْشَصْناهُمْ عن منزلهم: أزعجناهم. ونَشَصَ الوترُ:
ارتفع. ونَشَصَتِ المرأة من زوجها، مثل نَشَزَتْ، فهي ناشِصٌ وناشِزٌ.
والنَشاصُ، بالفتح: السحابُ المرتفعُ. قال بشر: فلمَّا رَأَوْنا
بالنِسارِ كأنَّنا * نَشاصُ الثريا هيجته جنوبها
[نصص] قولهم: نَصَصْتَ ناقتي، قال
الأصمعيُّ: النَّصُّ السيرُ الشديدُ حتَّى يستخرج أقصى ما عندها. قال:
ولهذا قيل نصصت الشئ: رفعته. ومنه مِنَصَّةُ العروسِ. ونَصَصْتُ الحديث
إلى فلان، أي رفعته إليه. وسيرٌ نَصٌّ ونَصيصٌ. ونَصَصْتُ الرجلَ، إذا
استقصيت مسألته عن الشئ حتَّى تستخرج ما عنده. ونَصُّ كل شئ: منتهاه.
وفى حديث على
(3/1058)
رضى الله عنه: " إذا بلغ النساءُ نَصَّ
الحِقاقِ "، يعني منتهى بلوغ العقل. ونصنص البعير، مثل حصحص. ويقال:
نصنصت الشئ: حركته. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه حين دخل عليه عمر
رضي الله عنه وهو يُنَصْنِصُ لسانَهُ ويقول: هذا أوردني المواردَ. قال
أبو عبيد: هو بالصاد لا غير. قال: وفيه لغة أخرى ليست في الحديث:
نضنضت، بالضاد المعجمة.
[نعص] ناعص: اسم رجل، والعين غير
معجمة.
[نغص] نَغَّصَ الله عليه العيشَ
تَنْغيصاً، أي كدَّره. وقد جاء في الشعر نَغَّصَهُ، وأنشد الأخفش (1) :
لا أرى الموتَ يَسْبِقُ الموتَ شئ * نغص الموت ذا الغنى والفقيرا *
قال: فأظهر الموت في موضع الاضمار، وهذا كقولك: أما زيد فقد ذهب زيد،
وكقوله تعالى: {ولله ما في السموات وما في الارض وإلى الله ترجع
الامور} فثنى الاسم (2) وأظهره. وتنغصت عيشته، أي تكدرت.
_________
(1) لعدى بن زيد، وقيل لسوادة بن زيد بن عدى
(2) أي ذكره ثانية.
(3/1059)
ونَغِصَ الرجلُ بالكسر يَنْغَصُ نَغَصاً،
إذا لم يتمَّ مراده. وكذلك البعير إذا لم يتمَّ شُربه. قال لبيد:
فأَوْرَدَها العِراكَ ولم يَذُدْها * ولم يُشْفِقْ على نَغَصِ الدخال
[نفص] أَنْفَصَتِ الشاةُ ببوْلِها:
أخرجته دُفْعَةً دُفْعَةً، مثل أوزعتْ. قال الأصمعيّ: النُفاصُ: داءٌ
يأخذ الشاة فتنفص بأبوالها أي تدفعه دفعا حتى تموت، حكاه عنه أبو عبيد.
وأنفص بالضحك (1) ، أي أكثر منه. والنُفْصَةُ: دُفْعَةٌ من الدم. قال
الشاعر:
ترى الدماء على أكنافها نفصا (2)
[نقص] نقص الشئ نقصا ونقصانا،
ونَقَصْتُهُ أنا، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وانتقص الشئ، أي نقص. وانتقصته
أنا. واستنقص المشترى الثمن، أي استحَطَّ. والمَنْقَصَةُ: النَقْصُ.
والنَقيصَة: العيبُ، وفلان يَتَنَقَّصُ فلاناً، أي يقع فيه ويثلبه.
_________
(1) وفى الضحك أيضا.
(2) في اللسان:
ترمى الدماء على أكتافها نفصا
(3/1059)
[نكص]
النكوص: الاحجام عن الشئ. ويقال: نكص على عقبيه ينكص وينكص، أي رجع.
[نمص] النَمْصُ: نتفُ الشَعْرِ. وقد
تَنَمَّصَتِ المرأةُ ونَمَّصَتْ أيضاً، شدِّد للتكثير. قال الراجز: يا
ليتها قد لبست وصواصا * ونمصت حاجبها تنماصا (1) * والنامصة: المرأة
التى تزين النساء بالنمص. والمنمص والمنماص: المنقاش. والنمص بالكسر:
ضرب من النبت. والنَميصُ: النبتُ الذي قد أُكِلَ ثم نبتَ. قال الشاعر
امرؤ القيس: ويَأْكُلْنَ من قَوٍّ لَعاعاً ورِبَّةً * تَجَبَّرَ بعد
الاكل وهو نميص (2)
[نوص] قال الفراء: النوص: التأخر.
وأنشد لامرئ القيس
_________
(1) وبعده:
حتى يجيئوا عصبا حراصا
(2) في اللسان: " فهو نميص ". قال: يصف نباتا قد رعته الماشية فجردته
ثم نبت بقدر ما يمكن أخذه، أي بقدر ما ينتف.
(3/1060)
أمن ذكر ليلى إذْ نأَتْكَ تَنوصُ *
فَتَقْصُرُ عنها خطوة وتبوص * يقال: ناص عن قِرْنِهِ يَنوصُ نَوْصاً
ومَناصاً، أي فرَّ وراغ. وقال الله تعالى: {ولاتَ حين مَناصٍ} ، أي ليس
وقت تأخُّرٍ وفِرارٍ. والمَناصُ، أيضاً: الملجأ والمفرّ. والنَوْصُ،
الحمار الوحشي (1) . واسْتَناصَ، أي تأخر. وقولهم: ما به نَويصٌ، أي
قوةٌ وحَراكٌ. وناوَصَ الجَرَّة، أي مارسها. وقد فسرناه في الجرة.
فصل الواو
[وبص] وَبَصَ البرقُ وغيره يَبِصُ
وَبيصاً، أي بَرَقَ ولمع. قال ابن السكيت: يقال أوْبَصَتِ الأرضُ في
أوَّل ما يظهر نبتها. وأوْبَصْتُ ناري، وذلك أوَّل ما يظهر لهبُها.
ووَبَّصَ الجروُ تَوْبيصاً: فتح عينيه. ويقال: إنَّ فلاناً لَوابِصَةُ
سمعٍ، إذا كان يثق بكل ما يسمعه. ووابصة: اسم رجل.
_________
(1) لا يزال نائصا، رافعا رأسه.
(3/1060)
[وحص]
قال ابن السكيت: سمعتُ غير واحدٍ من الكلابيِّين يقولون: أصبحتْ وليس
بها وَحْصَةٌ أي برد. يعنى البلاد والايام. والحاء غير معجمة (1) .
[وصص] الوصوص: ثقب في الستر ونحوه
على مقدار العين يُنْظَرُ منه. والوَصْواصُ: البُرقعُ الصغيرُ. قال
المُثَقٍّبُ العبديُّ: أَرَيْنَ مَحاسِناً وكَنَنَّ أخرى (2) * وثقبن
الوصاوص للعيون * والتوصيص في الانتقاب: مثل الترصيص. والوصاوص: حجارة
الأياديم (3) ، وهي متونِ الأرضِ. قال الراجز (4) :
بصلبات تقص الوصاوصا (5) *
_________
(1) قوله غير معجمة وقد يستعمل بالمعجمة إبدالا، كما نقل عن يعقوب،
وأنه لا يستعمل إلا جحدا.
(2) ويروى:
ظهرن بكلة وسدلن رقما
(3) قال ابن برى: واحدته إيدامة، وهى فيعالة من أديم الارض.
(4) هو أبو الغريب النصرى.
(5) قبله: لقد رأيت الظعن الشواخصا * على جمال تهص المواهصا:
(3/1061)
[وقص]
الكسائي: وَقَصْتُ عنقَه أَقِصُها وَقْصاً، أي كسرتها، ولا يكون وقصت
العنق نفسها. قال الراجز: ما زال شيبان شديدا وهصه (1) * حتى أتاه قرنه
فوقصه * أراد فوقصه، فلما وقف على الهاء نقل حركتها وهى الضمة إلى
الصاد قبلها فحركها بحركتها. ووقص الرجل فهو مَوقوصٌ. ويقال أيضاً:
وَقَصَتْ به راحلتُه، وهو كقولك: خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخِطام.
والفرسُ يَقِصُ الإكامَ، أي يدقُّها. والوَقَصُ بالتحريك: قِصَرُ
العنقِ. تقول منه: وَقِصَ الرجلُ يَوْقَصُ وَقَصاً فهو أَوْقَصُ،
وأَوْقَصَهُ الله. والوَقَصُ أيضاً: كسارُ العيدانِ تُلقى على النار.
قال حُمَيد (2) : لا تَصْطَلي النارَ إلاَّ مُجْمَراً أَرِجاً * قد
كَسَّرَتْ من يَلَنْجوجِ له وَقَصا * ويقال: وَقِّصْ على نارِكَ.
والوَقَصُ أيضاً: واحد الأوْقاصِ في الصَدَقة، وهو ما بين الفريضتين،
نحو أن تبلغ الابل خمسا
_________
(1) في اللسان: " هبصه " وهو مطابق لما سيأتي في (هبص) .
(2) ابن ثور.
(134 - صحاح - 3)
(3/1061)
ففيها شاة، ولا شئ في الزيادة حتى تبلغ
عشراً. فما بين الخَمْسِ إلى العشر وقص. وكذلك الشنق. وبعض العلماء
يجعل الوقص في البقر خاصة، والشنق في الابل خاصة. وهما جميعا بين
الفريضتين. ويقال: مرَّ فلانٌ يَتَوَقَّصُ به فرسه، إذا نَزا نَزْواً
يُقارِبُ الخَطْوَ. وواقصة: منزل بطريق مكة.
[وهص] الوهص: كسر الشئ الرخو. وقد
وَهَصَهُ الله. والوَهْصُ أيضاً: شدة الوطئ. قال الراجز (1) :
على جمال تهص المواهصا (2) * يعنى مواضع الوهصة. وفى الحديث إن آدم
عليه السلام حين أهبط من الجنة وهصه الله، كأنه رمى به وغمزه إلى
الارض. ورجل موهوص الخلق، كأنَّه تداخلتْ عظامُه. ومُوَهَّصُ الخَلْقِ
أيضا. قال الراجز:
موهص ما يتشكى الفائقا (3) *
_________
(1) هو أبو الغريب النصرى.
(2) وقبله:
لقد رأيت الظعن الشواخصا * وبعده:
في وهجان يلج الوصاوصا
(3) قال ابن برى: صواب إنشاده " موهصا "، لان قبله: تعلمي أن عليك
سائقا * لا مبطئا ولا عنيفا زاعقا:
(3/1062)
فصل الهاء
[هبص] الهَبَص: النشاطُ. قال
الراجز:
ما زالَ شَيْبانُ شديداً هَبَصُهْ * وقد هبص فهو هبص، مثال تعب فهو
تعب. قال الراجز: فر وأعطاني رشاء ملصا * كذنب الذئب يعدى هبصا (1)
[هصص] هصصت الشئ: غمزته. وهصيص
مصغر: أبو بطن من قريش، وهو هصيص بن كعب بن لؤى بن غالب (2) .
فصل الياء
[يصص] أبو زيد: يَصَّصَ الجروُ: لغة
في جَصَّصَ وبَصَصَ، أي فتح، لان بعض العرب يجعل الجيم ياء، فيقول
للشجرة شيرة، وللجثجاث جثياث.
_________
(1) هكذا ضبطه بكسر الباء. ونقل م ر عن الصاغانى أن الصواب " الهبصى "
كجمزى. يقال: هو يعدو الهبصى، وهو مشية سريعة. فقول الشاعر " يعدى "
بمعنى يعدو. وفى اللسان: " يعدى الهبصى ".
(2) وفى الروض نقلا عن العين هصيص من الهص، وهو شدة القبض بالاصابع،
كما يطلق الهص على الدق والكسر، ومنه هصان، وعلى الصلب من كل شئ.
والهصهص كهدهد: الذئب اهـ. من م ر.
(3/1062)
|