الفائق في غريب الحديث والأثر

3 - حرف السِّين

السِّين مَعَ الْهمزَة
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حَدِيث المبعث ذكر أَن جِبْرِيل قَالَ لَهُ: اقْرَأ قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَلم أدر مَا أَقرَأ فَأخذ بحلى فأبنى حَتَّى أجهشت بالبكاء فَقَالَ: اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق فَرجع بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ترجف بوادره.
سأب سأت سَاد سأبه وسأته وسأده: أَخَوَات بِمَعْنى خنقه. وَكَذَلِكَ ذأته وذأطه وذعطه. جهشت نَفسه للبكاء والحزن والشوق إِذا اهتاجت وتهيأت من قَوْلهم: جهش الْقَوْم عَن الْموضع إِذا ثَارُوا: وَرَأَيْت جاهشة من النَّاس وأجهشته عَن الْأَمر وأجهضته: أعجلته وَقَالَ النَّضر: الجهشة: الْعبْرَة. البادرة: اللحمة الَّتِي بَين الْمنْكب والعنق. قَالَ: ... وَجَاءَت الخيلُ مُحْمَرًّا بوادِرُها ... وَقيل: الَّتِي بَين الْإِبِط والثدي وَقيل هِيَ المنحر. وبُدر: طعن فِي بادرته وَيُقَال للخائف: رجفت بوادره وأرعدت فرائصه. الضَّمِير فِي بهَا للكلمات أَو الْآيَات فقد روى أَن الْمنزل عَلَيْهِ بديا من هَذِه السُّور خمس آيَات. اسْتَأْذن عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَهْط من الْيَهُود فَقَالُوا: السامُ عَلَيْكُم يَا أَبَا الْقَاسِم فَقَالَت عَائِشَة: عَلَيْكُم السام والذَّام واللعنة والأفن والدام. فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهَا: لَا تقولي ذَلِك فَإِن الله لَا يحب الْفُحْش وَلَا التفاحش. ويروى أَنه قَالَ لَهَا: إِن الله يحب الرِّفْق فِي الْأَمر كُله ألم تعلم مَا قَالُوا قَالُوا: السام عَلَيْكُم. فَقَالَ: قد قلت: عَلَيْكُم.

(2/143)


4 - هَكَذَا رَوَاهُ قَتَادَة وَقَالَ: مَعْنَاهُ: تسامون دينكُمْ يُقَال: سئمه وَمِنْه سأما وسأما وسآمةً وسَآماً. قَالَ النَّابِغَة: ... على إِثْر الأدِِلة والبغاَيا ... وخَفقِ الناجياتِ من السآم ... أَي تخفق من السآم بِمَعْنى تضطرب من ملال السّير والإعياء. وروى من الشآم بِمَعْنى غَزْو عَمْرو بن هِنْد الشآم. وَرَوَاهُ غَيره السام وَهُوَ الْمَوْت. فَإِن كَانَ عَرَبيا فَهُوَ من سَام يسوم إِذا مضى لِأَن الْمَوْت مضى. وَمِنْه قيل لِلذَّهَبِ وَالْفِضَّة سَام لمضائهما وجولانهما فِي الْبِلَاد وَلذَلِك سمي الدِّرْهَم قرقوفا والقرقوف: الْخَفِيف الجوال. وفى كَلَامهم: أَبيض قرقوف لَا شعر وَلَا صوف فِي كل بلد يطوف. وَكَانَ خَالِد بن صَفْوَان إِذا حصل فِي يَده دِرْهَم قَالَ: يَا عيار كم تعير وَكم تَطوف وَتَطير لأطيلن ضجعتك. ثمَّ يطرحه فِي الصندوق ويقفل عَلَيْهِ. وَقَالُوا [348] فِي البرسام: مَعْنَاهُ ابْن الْمَوْت وبر بالسُّرْيَانيَّة: الابْن وَقد تصرفت فِيهِ الْعَرَب فَقَالُوا: بلسام وجرسام. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رد السَّلَام على الْيَهُود إِنَّهُم يَقُولُونَ السام عَلَيْكُم فَقولُوا: وَعَلَيْكُم. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فى هَذِه الْحبَّة السوادء شِفَاء من كل دَامَ إِلَّا السام. قيل: وَمَا السام قَالَ: الْمَوْت. الدام: الدَّائِم. الأفن: النَّقْص وَرجل أفين ومأفون: نَاقص الْعقل. وَقد أفنها الحالب إِذا لم يدع فِي ضرْعهَا شَيْئا. الذام والذان والذاب: الْعَيْب. الْفُحْش: زِيَادَة الشىء على مقاداره.

(2/144)


ردعها عَن الْعدوان فِي الْجَواب. قَالَ النمر بن تولب: ... وَقد تَثَلَّم أنيابي وأدْرَكَنِي ... قِرْنٌ عليّ شَدِيد فاحشُ الغَلَبَهْ ... ساسم فِي (زخ) . (سآمة فِي (عب) . سئتاها فِي (قح) . سائرها فِي (أز) .
السِّين مَعَ الْبَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعَائِشَة وسمعها تَدْعُو على سَارِق: لَا تسبخى عَنهُ بدعائك عَلَيْهِ.
سبخ أى لَا تخففى يُقَال: اللَّهُمَّ شبخ عَنى الْحمى أى سلها وخففها. وَقَالَ اللحياني: سبَّخ الحرُّ تسبيخا إِذا صَار خوارا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {سبحا طَوِيلا} أَي رَاحَة وخفة. وَهَذَا مثل حَدِيثه الآخر: من دَعَا على من ظلمه فقد انتصر.
سبغ ثَلَاث كَفَّارَات: إسباغ الْوضُوء فِي السبرات وَنقل الْأَقْدَام إِلَى الْجَمَاعَات وانتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة.
سبر السبرة: شدَّة الْبرد قَالَ الحطيئة: ... عظامُ مَقيلِ الْهَام غُلْبٌ رقابُها ... يباكرن حَدَّ المَاء فِي السَّبَرَات ... سميت بذلك لِأَنَّهَا من محنة الله وبلائه من قَوْلك: اسبر مَا عِنْد فلَان أَي ابله وَمن ثمَّ كنى السّمع الْأَزَل بأبى سُبْرَة. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأم سَلمَة حِين تزَوجهَا وَكَانَت ثَيِّبًا: إِن شِئْت سبَّعت عنْدك ثمَّ سبَّعت عِنْد سَائِر نسَائِي وَإِن شِئْت ثلثت ثمَّ درت لَا أحتسب بِالثلَاثِ عَلَيْك.
سبع اشتقوا فعَّل من الْوَاحِد إِلَى الْعشْرَة فَمن ذَلِك سبع الْإِنَاء إِذا غسله سبع مَرَّات قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: ...

(2/145)


كَنَعْتِ الَّتِي جَاءَت تُسَبِّعُ سُؤْرها ... وَقَالَت حرَام أَن يُرَجَّلَ جارها ... وسبَّع الْمَوْلُود إِذا حُلق رَأسه وَذبح عَنهُ بعد سَبْعَة أَيَّام. وَقَالَ أَعْرَابِي لرجل أحسن إِلَيْهِ: سبَّع الله لَك أى جَزَاك بِوَاحِد سَبْعَة. وَسبع عِنْد امْرَأَته: أَقَامَ عِنْدهَا سبعا وَثلث: أَقَامَ ثَلَاثًا. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: للبكر [349] سبع وللثيب ثَلَاث. أَي زِيَادَة على النّوبَة عِنْد الْبناء. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن السبَاع.
سبع هُوَ أَن يسبع كل وَاحِد من الرجلَيْن صَاحبه أَي يطعن فِيهِ ويثلبه واشتقاقه من السَّبع لِأَنَّهُ يفعل بِعرْض أَخِيه مَا يَفْعَله السَّبع بالفريسة أَلا ترى إِلَى قَوْلهم: يمزق فروته وَيَأْكُل لَحْمه. وَعَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه الفخار بِكَثْرَة الْجِمَاع. وَعنهُ: أَنه كَثْرَة الْجِمَاع. وَمِنْه الحَدِيث: إِنَّه اغْتسل من سِبَاع كَانَ مِنْهُ فِي شهر رَمَضَان. وَكَأن ذَلِك من السَّبع لِأَن هَذَا الْعدَد يسْتَعْمل فِي الْكَثْرَة. وَمِنْه قَوْله عز وَعلا: {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِل} وَقَوله تَعَالَى: {إنْ تَسْتَغْفرْ لهمْ سبعين مرّة} . وَقَوله بَاب مَدِينَة الْعلم عَلَيْهِ السَّلَام: ... لأُصْبِحنَّ العاصيَ ابنَ العاصِي ... سبعين ألفا عَاقِدِي النَّواصِي ... ولبعض أهل الْعَصْر: ... وَقد خَطَبْتُ على أَعْوَاد منبره ... سَبْعاً دِقاقَ الْمعَانِي جَزْلة الْكَلم ... كنى بِهَذَا عَن السبَاع. وَلَقَد أحسن فِي إساءته غفر الله لَهُ وَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّه جواد كريم أَتَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سباطة قومٍ فَبَال ثمَّ تَوَضَّأ وَمسح على خفيه.

(2/146)


7 - سبط هِيَ الكناسة الَّتِي تطرح كل يَوْم بأفنية الْبيُوت فتكثر من سبط عَلَيْهِ الْعَطاء إِذا تَابعه وَأَكْثَره. تِسْعَة أعشراء الرزق فِي التِّجَارَة والجزء الْبَاقِي فِي السابياء. هى النِّتَاج.
سبأ وَيُقَال: إِن لفُلَان لسابياء وَبَنُو فلَان تروح عَلَيْهِم سابياء. ترَاد كَثْرَة الْمَوَاشِي وَهِي فِي الأَصْل الْجلْدَة الَّتِي يخرج مِنْهَا الْوَلَد من سبأت جلده إِذا سلخته وسبيُّ الْحَيَّة: مسلاخها. قَالَ كثير: ... يُجَرِّدُ سِرْبالاً عَلَيْهِ كأنَّهُ ... سَبيُّ هلالٍ لم تُخَرَّقْ شرانِقه ... ويعضد ذَلِك تسميتهم لَهَا مشيمة من شام السَّيْف من غمده إِذا سَله. وسلى من سلا عَن الْهم إِذا فرج. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: مَا لَك يَا ظبْيَان قَالَ: عطائي أَلفَانِ. قَالَ: اتخذ من هَذَا الْحَرْث والسابياء قبل أَن يليك غلمة من قُرَيْش لَا تعد الْعَطاء مَعَهم مَالا. لَعَلَّكُمْ ستدركون أَقْوَامًا يؤخرون الصَّلَاة فصلوا فِي بُيُوتكُمْ للْوَقْت الَّذِي تعرفُون وَاجْعَلُوا صَلَاتكُمْ مَعَهم سبْحَة. وروى: نَافِلَة.
سبح السُّبحة: من التَّسْبِيح كالعرضة من التَّعْرِيض والمتعة من التمتيع والسخرة من التسخير والمكتوبة والنافلة وَإِن التقتا فِي أَن كل وَاحِدَة مِنْهُمَا مسبح فِيهَا إِلَّا أَن النَّافِلَة جَاءَت بِهَذَا الِاسْم أخص من قبل أَن التسبيحات فِي الْفَرَائِض [35] نوافل فَكَأَنَّهُ قيل: النَّافِلَة سبْحَة على أَنَّهَا شَبيهَة الْأَذْكَار فِي كَونهَا غير وَاجِبَة. وَفِي حَدِيث ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: أَنه كَانَ يُصَلِّي سبحته فِي مَكَانَهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الْمَكْتُوبَة.

(2/147)


8 - وَأما السبحات وَهِي جمع سبْحَة كغرفة وغرفات فى قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن جبرئيل قَالَ: لله دون الْعَرْش سَبْعُونَ حِجَابا لَو دنونا من أَحدهَا لأحرقتنا سُبُحات وَجه رَبنَا فَهِيَ الْأَنْوَار الَّتِي إِذا رَآهَا الراءون من الْمَلَائِكَة سبحوا وهللوا لما يروعهم من جلال الله وعظمته. من أَدخل فرسا بَين فرسين فَإِن كَانَ يُؤمن أَن يسْبق فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ لَا يُؤمن أَن يسْبق فَلَا بَأْس بِهِ.
سبق أَي إِن كَانَ الْفرس الْمُحَلّل وَيُقَال لَهُ الدخيل بليدا يُؤمن سبقه فَهُوَ قمار لَا يجوز كَأَنَّهُمَا لم يُدخلا بَينهمَا شَيْئا وَإِن كَانَ جوادا رائعا لَا يُؤمن سبقه فَهُوَ جَائِز. وَالْأَصْل فِيهِ أَن الرَّهْن إِذا كَانَ من كلا المستبقين أَيهمَا سبق أَخذه فَهُوَ الْقمَار الْمنْهِي عَنهُ وَإِن كَانَ من أَحدهمَا جَازَ فَإِذا أدخلا الْمُحَلّل بَينهمَا ووضعا رهنين دون الْمُحَلّل أَيهمَا سبق أَخذ الرهنين وَإِن سبق الْمُحَلّل أخذهما وَإِن سبق فَلَا شَيْء عَلَيْهِ فَهُوَ طيب. رأى رجلا يمشي بَين الْقُبُور فِي نَعْلَيْنِ فَقَالَ: يَا صَاحب السبتين اخلع سبتيك وروى: السبتيين وسبتييك.
سبت السبت: كل جلد مدبوغ عَن أبي عَمْرو. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المدبوغ بالقرظ وَهُوَ من قَوْلهم: انسبتت البسرة إِذا جرى الإرطاب فِي كلهَا ولانت وَأَرْض سبتاء وَهِي اللينة السهلة لِأَن الْجلد إِذا دُبغ لَان. وَقيل: هُوَ من السبت وَهُوَ الْحلق لِأَن الشّعْر يسبت عَنهُ ويزال. [وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَنه قيل لَهُ: إِنَّك تلبس النِّعَال السبتية فَقَالَ: رَأَيْت النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يلبس النِّعَال الَّتِي لَا شعر عَلَيْهَا وَإِذا أحب أَن ألبسها. وَإِنَّمَا اعْترض عَلَيْهِ لِأَنَّهَا نعال أهل النِّعْمَة وَالسعَة] .

(2/148)


9 - وَفِي حَدِيث ابْن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا إِنَّه قيل لَهُ وَهُوَ بِمَكَّة: لَو أردْت لأخذت بسبتى فمشيت فيهمَا ثمَّ أمذح حَتَّى أَطَأ على الْمَكَان الَّذِي تخرج مِنْهُ الدَّابَّة. المذح: اصطكاك الفخذين وَإِنَّمَا يمذح السمين من الرِّجَال وَكَانَ عبد الله ابْن عَمْرو سمينا. أَرَادَ إِنِّي مَعَ سمني لَا أمذح حَتَّى أبلغ مَوضِع خُرُوج الدَّابَّة لقُرْبه من مَكَّة. وَمِنْه قَوْله: لَو شِئْت أَلا أنتقل حتتى أَضَع قدمي على الْمَكَان الَّذِي تخرج مِنْهُ الدَّابَّة [351] لفَعَلت من أجياد مِمَّا يَلِي الصَّفَا. وَقَوْلهمْ للنعل المحذوة من السبت: سبت كَقَوْلِهِم: فلَان يلبس الْقطن وَالصُّوف وَفُلَان يلبس الإبريسم يُرِيدُونَ الثِّيَاب المتخذة مِنْهَا. وَعَن الْحجَّاج أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ لبس نَعْلَيْه قَالَ: أروني سبتي قيل إِنَّمَا أمره بِالْخلْعِ لقذر كَانَ بهما. وَقيل: احتراما للمقابر وَيجوز أَن يكون لاختياله. إِن ذئبا اخْتَطَف شَاة من غنم أَيَّام المبعث فانتزعها الرَّاعِي مِنْهُ فَقَالَ الذِّئْب: من لَهَا يَوْم السَّبع
سبع قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الْموضع الَّذِي إِلَيْهِ الْمَحْشَر يَوْم الْقِيَامَة أَي من لَهَا يَوْم الْقِيَامَة. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ جلد رجلَيْنِ سبحا بعد الْعَصْر.
سبح أَي صليا من قَوْله تَعَالَى: {فَلَوْلاَ أنَّهُ كانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ} المُرَاد بِالْجلدِ ضرب من التعزيز. إِنِّي لأكْره أَن أرى أحدكُم سَبَهْلَلا لَا فِي عمل دنيا وَلَا فِي عمل آخِرَة قَالَ الْأَصْمَعِي: جَاءَ يمشي سَبَهْلَلا إِذا جَاءَ وَذهب فَارغًا من غير شَيْء. وَقَالَ أَبُو زيد: رَأَيْت فلَانا سَبَهْلَلا وَهُوَ المختال فِي مشيته. وَأنْشد:

(2/149)


0 - ... سبهلل الروحة لعاب الضُّحَى ... وَقَالَ رُؤْيَة: ... أَغْدُو قَرِينَ الفارغِ السَّبَهْلَلِ ... والسبغلل: مثله وَيُمكن أَن يُقَال: انهما من إسبال الذيل وإسباغه على زِيَادَة الْهَاء فِي الأول وَاللَّام فِي الثَّانِي. التنكير فِي دنيا وآخرة يَئُول إِلَى الْمُضَاف إِلَيْهِمَا وَهُوَ الْعَمَل كَأَنَّهُ قَالَ لَا فِي عمل من أَعمال الدُّنْيَا وَلَا فِي عمل من أَعمال الْآخِرَة. وَفِي الحَدِيث: لَا يجيئن أحدكُم يَوْم الْقِيَامَة سَبَهْلَلا أَي فَارغًا لَيْسَ مَعَه من عمل الْآخِرَة شَيْء. الزبير رَضِي الله عَنهُ قيل لَهُ: مر بنيك حَتَّى يتزوجوا فِي الغرائب فقد غلب عَلَيْهِم سبر أَبى بكر ونحوله.
سبر قَالَ الْمبرد: سبرتت الدَّابَّة لأعْلم لؤمها من كرمها وَكَيف حركتها وَمَا نَسَبهَا. وَيُقَال: إِنِّي لأعرف سبر أَبِيه فِيهِ أَي علامته وَشبهه. وانشد أَبُو زيد: ... أَنا ابنُ المضرحِيِّ أبي شُلَيْلِ ... وَهل يَخْفَى على النَّاس النَّهَارُ
علينا سِبْرُه ولكلِّ فَحْلٍ ... على أوْلادِه مِنْهُ نِجَارُ ... وَكَانَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ دَقِيق المحاسن نحيفا فَأمره الرجل بِأَن يزوجهم الغرائب ليجتمع لَهُم حسن أبي بكر وَشدَّة غَيره. حَتَّى بِمَعْنى كي مثلهَا فِي قَوْلك: أسلمت حَتَّى أَدخل الْجنَّة. سلمَان رَضِي الله عَنهُ رئي بِالْكُوفَةِ على حمَار عرى [352] وَعَلِيهِ قَمِيص سنبلانى.
سبل هُوَ السابغ المسنبل وَقد سنبل قَمِيصه إِذا جرله ذَنبا من خَلفه أَو أَمَامه

(2/150)


1 - وَالنُّون مزيدة لعدمها فِي أسبل وَكَذَا فِي السنبل لقَولهم: السبل فِي مَعْنَاهُ. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ لَا تمشين أَمَام أَبِيك وَلَا تجْلِس قبله وَلَا تَدعه باسمه وَلَا تستسب لَهُ.
سَبَب أَي لَا تجر إِلَيْهِ المسبة بِأَن تسب أَبَا غَيْرك فيسب أَبَاك. وَنَحْوه مَا روى عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: إِن من أكبر الْكَبَائِر أَن يسب الرجل وَالِديهِ قَالُوا وَكَيف يسب وَالِديهِ قَالَ: يسب الرجل فيسب أَبَاهُ وَأمه. ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ حبيب بن أبي ثَابت: رَأَيْت على ابْن عَبَّاس ثوبا سابريا أستشف مَا وَرَاءه.
سبر قَالَ ابْن دُرَيْد: كل رَقِيق عِنْدهم سابري وَمِنْه قَوْلهم: عرض سابري وَالْأَصْل فِيهِ الدروع السابرية وَهِي منسوبة إِلَى سَابُور. أستشف مَا وَرَاءه أَي أبصره وَيُقَال: كتبت كتابا فأستشفه أَي أتأمل مَا فِيهِ: هَل وَقع خلل أَو لحن. وَتقول لبزار: استشف هَذَا الثَّوْب أَي اجْعَلْهُ طاقاً وارفعه فِي ظلّ حَتَّى أنظر: أكثيف هُوَ أم سخيف. وَعَن ابْن الْأَعرَابِي عَن بعض الأعرابيات: هُوَ غنى يشف الْفقر من وَرَائه بِمَعْنى يسْتَشف وشف الثَّوْب عَن الْمَرْأَة شفوفاً وشفيفا إِذا أبدى مَا وَرَاءه. قَالَ مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر رَحِمهم الله: رَأَيْت ابْن عَبَّاس قدم مَكَّة مسبداً رَأسه فَأتى الْحجر فَقبله ثمَّ سجد لَهُ.
سبد السبد: الشّعْر من قَوْلهم: مَا لَهُ سبد وَلَا لبد. وَيُقَال للعانة: السبدة على الْكِنَايَة وَمِنْه سبد رَأسه إِذا طمَّ سبده مستقصياً. وَمثله جلد الْبَعِير إِذا

(2/151)


2 - كشط جلده وسبده إِذا أَعْفَاهُ عَن الْغسْل والدهن أى تَركه سبدا ساذجا بِلَا دهن وَلَا مَاء. قَالُوا: وَهُوَ المُرَاد فِي الحَدِيث وَيجوز أَن يكون من سبد رَأسه إِذا بله بِالْمَاءِ من السبد وَهُوَ طَائِر كثير السبد أَي الريش لينه جدا إِذا أَصَابَهُ أدنى ندى قطر ريشه مَاء. وَالْعرب تشبه بِهِ الْفرس إِذا عرق قَالَ: ... كَأَنَّهُ سُبَد بِالْمَاءِ مَغْسولُ ... وَمِنْه يَقُولُونَ لكل لثق ند سبد وَقد سبدت ثِيَابك. وللمحرم أَن يغْتَسل وَيدخل الْحمام وَلَا يغسل رَأسه وَلَا لحيته بخطمى وَنَحْوه. عَليّ بن الْحُسَيْن عَلَيْهِمَا السَّلَام كَانَ لَهُ سبنجونة من جُلُود الثعالب كَانَ إِذا صلى لم يلبسهَا.
سبنج هِيَ فَرْوَة من ثعالب وَكَانَ أَبُو حَاتِم يذهب إِلَى لون الخضرة آسمان جون. عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا كَانَت تضرب الْيَتِيم يكون فى [353] حجرها حَتَّى يسبط.
سبط أَي يَمْتَد على وَجه الأَرْض يُقَال: دخلت على الْمَرِيض فتركته مسبطا أى لقى لَا يتَكَلَّم وَلَا يَتَحَرَّك. شُرَيْح رَحمَه الله إِن امْرَأتَيْنِ اختصمتا إِلَيْهِ فِي ولد هرة فَقَالَ: ألقوه مَعَ هَذِه فَإِن هِيَ قرت وَدرت واسبطرت فَهُوَ لَهَا وَإِن هِيَ مرت وفرت واقشعرت فَلَيْسَ لَهَا وروى: هرت وازبأرت.
سبطر اسبطر فى معنى أسبط ولوفاقه لَهُ ثَلَاثَة الأحرف لَا يكون مِنْهُ اشتقاقا معنى وَإِن وَافقه لِأَن الرَّاء لَا تكون مزيدة. والمغنى امتدادها للإرضاع وسلسها لَهُ.

(2/152)


3 - ازبأر نَحْو اقشعر وَيجوز أَن يكون من الزبرة وَهِي مُجْتَمع الْوَبر فِي الْمرْفقين والصدر لِأَنَّهَا تنفش زبرتها. وَفِي حَدِيث عَطاء رَحمَه الله: إِنَّه سُئل عَن الرجل يذبح الشَّاة ثمَّ يَأْخُذ مِنْهَا يدا أَو رجلا قبل أَن تسبطر قَالَ: مَا أخذت مِنْهَا فَهُوَ ميتَة. فى الحَدِيث: شبعت سليم يَوْم الْفَتْح.
سبع أى تمت سَبْعمِائة رجل وَهُوَ نَظِير تثبيت الْمَرْأَة ونيبت النَّاقة. سبيج فِي (فر) .
السِّين مَعَ التَّاء
النبى صلى ألله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ أَبُو قَتَادَة مَعَه فِي سفر قَالَ: فَبينا نَحن لَيْلَة متساتلين عَن الطَّرِيق نعس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: يَا رَسُول الله لَو عدلت فَنزلت حَتَّى يذهب كراك قَالَ: فابغنا مَكَانا خمرًا فعدلت عَن الطَّرِيق فَإِذا أَنا بعقدة من شجر فنزلنا فَمَا استيقظنا إِلَّا بالشمس [فقمنا] وهلين من صَلَاتنَا وشكونا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعَطش فَدَعَا بالميضأة فَجَعلهَا فِي ضبنه ثمَّ الْتَقم فمها فَالله أعلم: أنفث فِيهَا أم لَا فَشرب النَّاس حَتَّى رووا وروى: فتكات النَّاس على الميضأة فَقَالَ: احسنوا الملاء فكلكم سيروي.
ستل يُقَال: تساتل الْقَوْم وتسيتلوا وتسيسبوا إِذا تتابعوا وَاحِدًا فِي إِثْر وَاحِد وكل شَيْء تتَابع كالدمع فِي قطراته. وَالْعقد إِذا انْقَطع سلكه متساتل. وَهُوَ يساتله أَي يُتَابِعه والستل: التبع. والمساتل: الطّرق الضيقة لِأَن النَّاس يتساتلون فِيهَا. يُقَال: مَكَان خمر كثير وَقد خمر الْمَكَان وخمر فِي الْخمر: توارى فِيهِ. الْعقْدَة: شجر لَا يبيد وَهُوَ [354] مَا يلجأ النَّاس إِلَيْهِ إِذا لم يَجدوا عشبا. وَقَالَ: عرّام: الْعقْدَة (7) : شجر عندنَا يُقَال لَهُ الرتم. وَيُقَال للْأَرْض الْكَثِيرَة الشّجر: عقدَة.

(2/153)


4 - الوهل: الْفَزع يُقَال: وَهل مِنْهُ يوهل وهلا ووهل إِلَيْهِ: فزع إِلَيْهِ. الميضاءة والميضأة على مفعالة ومفعلة: مطهرة كَبِيرَة يتَوَضَّأ مِنْهَا. الضبن: مَا بَين الكشح والإبط. وَقد جَاءَ فى الْإِضَافَة فَمه وَإِن كَانَ الْأَكْثَر الأشبح فوه. قَالَ: ... يصبح ظمآن وَفِي الْبَحْر فمُه ... وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل: يُقَال: رَأَيْت فَمه بِفَتْح الْفَاء وَأخرج لِسَانه من فَمه بِكَسْرِهَا وَهَذَا فَمه بضَمهَا. فتكاتّ النَّاس أَي تزاحموا وَلَهُم كتبت أَي صَوت. الْمَلأ: حسن الْخلق. قَالَ [الْجُهَنِيّ] : ... تَنَادَوْا يَا لَبُهْثةَ إذْ رَأَوْنَا ... فَقُلْنَا أحْسِني مَلأً جُهَيْنَا ... وَقيل لِلْخلقِ الْحسن: ملاء لِأَنَّهُ أكْرم مَا فِي الرجل وأفضله من قَوْلهم لكرام الْقَوْم ووجوههم: مَلأ. قَالَ الْمَازِني عَن أبي عُبَيْدَة: يُقَال لكرام الْقَوْم: مَلأ ثمَّ يَقُولُونَ: مَا أحسن ملأَهُ أَي خلقه وَإِنَّمَا قيل للكرام: مَلأ لأَنهم يتمالؤون أَي يتعاونون. سعد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ خطب امْرَأَة بِمَكَّة فَقَالَ: لَيْت عِنْدِي من رَآهَا أَو من يُخْبِرنِي عَنْهَا فَقَالَ رجل مخنث: أَنا أنعتها لَك إِذا أَقبلت قلت: تمشي على سِتّ وَإِذا أَدْبَرت قلت: تمشي على أَربع.
سِتّ أَرَادَ بالست يَديهَا وثدييها مَعَ رِجْلَيْهَا وَأَنَّهَا لعظم ثديها وعبالة يَديهَا تمشي مكبة فَكَأَنَّهَا تمشى على سِتّ وبالأربع إلتيها مَعَ رِجْلَيْهَا وأنهما كادتا تمسان الأَرْض لرجحانهما. وهى بنت غيلَان الثقيفية الَّتِي قيل فِيهَا: إِنَّهَا تقبل بِأَرْبَع وتدبر بثمانٍ وَكَانَت تَحت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَهِي سَبَب اتِّخَاذ النعش الْأَعْلَى وَذَلِكَ أَنَّهَا هَلَكت فِي خلَافَة عمر رَضِي الله عَنهُ فصلى عَلَيْهَا وَرَأى خلقهَا من تَحت الثَّوْب ثمَّ هَلَكت بعْدهَا

(2/154)


5 - زَيْنَب بنت جحش وَكَانَت خَلِيقَة فَقَالَ عمر: إِنِّي لأخاف أَن يرى مِنْهَا مثل مَا رُئي من بنت غيلَان فَهَل عنْدكُمْ حِيلَة فَقَالَت أَسمَاء بنت عُمَيْس: قد رَأَيْت بِالْحَبَشَةِ نعوشا لموتاهم فَعلمت نعشا لِزَيْنَب فَلَمَّا رَآهُ عمر قَالَ: نعم خباء الظعينة. فِي الحَدِيث: أَيّمَا رجل أغلق على امْرَأَته بَابا وأرخى دونهَا بإستارة فقد تمّ صَدَاقهَا.
ستر هِيَ الستارة ونظيرها الإعظامة فِي العظامة وَهِي مَا تعظم بِهِ الْمَرْأَة عجيزتها.
السِّين مَعَ الْجِيم
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم [355] إِن أَعْرَابِيًا بَال فِي الْمَسْجِد فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن هَذَا الْمَسْجِد لَا يبال فِيهِ إِنَّمَا بني لذكر الله وَالصَّلَاة ثمَّ أَمر بسجل من مَاء فأفرغ على بَوْله
سجل هى الدَّلْو الملأى واستعير للنصيب كَمَا استعير لَهُ الذُّنُوب. اشْترى أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ جَارِيَة فَأَرَادَ وَطأهَا فَقَالَت: إِنِّي حَامِل فَرفع ذَلِك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن أحدكُم إِذا سجع ذَلِك المسجع فَلَيْسَ بِالْخِيَارِ على الله وَأمر بردهَا.
سجع أَي قصد ذَلِك الْمَقْصد. قَالَ ذُو الرمة: ... قَطَعْتُ بهَا أَرضًا تَرَى وَجْهَ رَكْبِها ... إِذا مَا علوْها مُكْفَأَ غيرَ ساجِع ... أَي غير قَاصد لجِهَة وَاحِدَة. وَمِنْه سجع الْكَلَام وَهُوَ ائتلاف أواخره على قصد ونسق وَاحِد وَكَذَلِكَ سجع الْحَمَامَة: موالاتها الصَّوْت على نمط وَاحِد. كره وَطْء الحبالى من السَّبي بقوله: لَا يسقين أحدكُم مَاءَهُ زرع غَيره. فى حَدِيث المولد: وَلَا تضروه فِي يقظة وَلَا مَنَام سجيس اللَّيَالِي وَالْأَيَّام.
سجس أَي أبدا. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: لَا آتِيك سجيس عجيس أَي الدَّهْر وسجيسه: آخِره. وَمِنْه قيل للْمَاء الكدر: سجيس لِأَنَّهُ آخر مَا يبْقى والعجيس: تَأْكِيد

(2/155)


6 - وَهُوَ فِي معنى الآخر أَيْضا من عجيس اللَّيْل وَهُوَ آخِره. وَيُقَال للمتأخر فِي الْقِتَال: عاجس ومتعجس. وروى أَبُو عَمْرو: سديس عجيس وَهُوَ كَمَا قيل للدهر: الأزلم الْجذع. أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما مَاتَ قَامَ عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام على بَاب الْبَيْت الَّذِي هُوَ مُسجى فِيهِ فَقَالَ: كنت وَالله للدّين يعسوبا أَولا حِين نفر النَّاس عَنهُ وآخرا حِين فيَّلوا وطرت بعبابها وفزت بحبابها وَذَهَبت بفضائلها كنت كالجبل لَا تحركه العواصف وَلَا تزيله القواصف.
سجى تسجبية الْمَيِّت: تغطيته بِثَوْب من اللَّيْل السَّاجِي لِأَنَّهُ يُغطي بإظلامه. اليعسوب: فَحل النَّحْل تمثل بِهِ فِي سبقه إِلَى الْإِسْلَام غَيره لِأَن اليعسوب يتَقَدَّم النَّحْل إِذا طارت فتتبعه وَهُوَ يفعول من العسب فِي أَصله. فيَّلوا أَي فالت آراؤهم فى قتال مَا نعى الزَّكَاة. عباب المَاء: أول زخيره وارتفاعه. وحبابه: معظمه. قَالَ طرفَة: ... يشق حَبَابَ الماءِ حيزومُها بهَا ... القاصف: الرّيح الَّتِي تقصف كل شَيْء أَي تكسره. ابْن الْحَنَفِيَّة رحمهمَا الله قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الْإِحْسَان} هى مسجلة للبر والفاجر.
سجل أَي مُرْسلَة مُطلقَة فِي الْإِحْسَان إِلَى كل أحد برًّا كَانَ أَو فَاجِرًا. يُقَال: هَذَا مسجل للعامة من شَاءَ أَخذ وَمن شَاءَ ترك. وأسجل الْبَهِيمَة مَعَ أمهَا وأزجلها. وَعَن ابْن الأعربى: فعلت كَذَا والدهر إِذْ ذَاك مسجل أَي [356] لَا يخَاف أحد أحدا. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَت لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام يَوْم الْجمل حِين ظهر على النَّاس

(2/156)


7 - فَدَنَا من هودجها ثمَّ كلمها بِكَلَام: ملكت فاسجح. فجهزها عِنْد ذَلِك باحسن جهاز وَبعث مَعهَا أَرْبَعِينَ امْرَأَة حَتَّى قدمت الْمَدِينَة. أَي سهِّل قَالَ ابْن مقبل: ... فَرُدِّي فُؤَادي أَو أثِيبي ثوابَه ... فقد يملك الْمَرْء الْكَرِيم فيسجح ...
سجح من قَوْلهم للرفيق: سجيح وَرجل أسجح: سهل الْخَدين. ومشية سجح. وَهُوَ مثل سَائِر ذكرت أَصله فِي كتاب المستقصي. فِي الحَدِيث: أهْدى لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طيلسان من خَز سجلآطى.
سجلاطي هُوَ الَّذِي على لون السجلاط وَهُوَ الياسمين وَيُقَال: سجلاطي وسجلاط كرومي وروم. قَالَ حميد بن ثَوْر: ... تَخَيَّرْن إمَّا أُرْجُوانا مُهَذَّبا ... وَإِمَّا سجلاط الْعرَاق الممختما ... وَقيل: الْكَلِمَة رُومِية. كَانَ كسْرَى يسْجد للطالع.
سجد قَالَ يَعْقُوب: الطالع من السِّهَام الَّذِي تجَاوز الْغَرَض من أَعْلَاهُ شَيْئا. وَالَّذِي يَقع من عَن يَمِينه وشماله هُوَ العاضد. قَالَ ابْن الأعرابى نَحوه. وَأنْشد للمرار بن منقذ. ... فَمَا لَك إِذْ ترمين يَا أمّ هيثمٍ ... حُشاشة قلبِي شلَّ مِنْك الْأَصَابِع
لَهَا أسُهمٌ لَا قاصِراتٌ عَن الحَشى ... وَلَا شاخصاتٌ عَن فُؤَادِي طوالع ... وَقَالَ القتبي: هُوَ السهْم السَّاقِط فَوق الْعَلامَة وَكَانُوا يعدونه كالمقرطس. قَالَ: وَقَوله يسْجد: سُجُوده أَن يتطامن لَهُ إِذا رمى وَيسلم لرامية هَكَذَا فسر. وَلَو قيل: الطالع الْهلَال فقد جَاءَ عَن بعض الْأَعْرَاب: مَا رَأَيْتُك مُنْذُ طالعين وَأَن كسْرَى كَانَ يتطامن لَهُ إِذا طلع إعظاما لَهُ لم يبعد عَن الصَّوَاب.

(2/157)


8 - السجة فِي (جب) . سج فِي (فر) . اسجر فى (مغ) . مسجى فى (قي) سجحا فِي (زن) . سجانته فِي (سد) . السجسج فى (سل) .
السِّين مَعَ الْحَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحمى لجرش حمى وَكتب لَهُم بذلك كتابا فَمن ادَّعَاهُ من النَّاس فَمَا لَهُ سحت.
سحت يُقَال: مَال فلَان سحت أى لَا شىء على من اسْتَهْلكهُ وَدَمه سحت أى لَا شىء على من سفكه واشتقاقه من السُّحت وَهُوَ الإهلاك والاستئصال وَمِنْه السُّحت لما لَا يحل كَسبه لِأَنَّهُ يسحت الْبركَة. أَتَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله بن مَسْعُود وَهُوَ بَين أبي بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا وَعبد الله يصلى فَافْتتحَ النِّسَاء فسحلها.
سحل أَي قَرَأَهَا كلهَا وأصل السحل: [357] السح أَي الصب. يُقَال: باتت السَّمَاء تسحل وَقَالَ الْكُمَيْت: ... لنا عارضٌ ذُو وابل أطلقت لَهُ ... وِكاء ذمِّي الْأَبْطَال عَزْلاَءُ تَسْحَلُ ... وانسحل الْخَطِيب: إِذا اسحنفر فى كَلَامه كَأَنَّهُ انصب فِيهِ. وَهُوَ بَين أبي بكر وَعمر أَي كَانَ يمشي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهما عَن يَمِينه وشماله. أَتَتْهُ أم حَكِيم بنت الزبير بكتف فَجعلت تسحلها [لَهُ] فَأكل مِنْهَا ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ. السحل والسحف والسحو: أَخَوَات وَهِي القشر والكشط وَقيل لسيح الْمَطَر سحل لِأَنَّهُ يقشر الأَرْض بوقعه أَلا تراهم يَقُولُونَ للمطرة (7) : سحيفة وساحية وحريصة ويروى: تسحاها. قَالَت عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: كفن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ثَلَاثَة

(2/158)


9 - أَثوَاب سحُولِيَّة كُرْسُف لَيْسَ فِيهَا قَمِيص وَلَا عِمَامَة وَرُوِيَ: فِي ثَوْبَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ وَرُوِيَ: حضوريين. سحول وَحُضُور: قَرْيَتَانِ من قرى الْيمن. قَالَ طرفَة. ... وبالسَّفْحِِ آياتٌ كأنَّ رُسُومَها ... يَمَانٍ وَشَتْهُ رَيْدَةٌ وسَحُول ... وَقيل: السحولية الْمَقْصُورَة كَأَنَّهَا نسبت إِلَى السحول وَهُوَ الْقصار لِأَنَّهُ يسحلها أَي يغسلهَا فينفي عَنْهَا الأوساخ. وروى بِضَم السِّين على أَنه نسب إِلَى السحول جمع سحل وَهُوَ الثَّوْب الْأَبْيَض وَقيل الثَّوْب من الْقطن. قَالَ: ... كأنّ بريقه برْقَان سحل ... جلا عَن مَتنه حَرضٌ وَمَاء ... وَكَأن الَّذِي سوغ فِي هَذَا الْموضع النِّسْبَة إِلَى الْجمع أَن مَا فِي قَوْلك لَو قلت: رجل سحولى إِذا كَانَ يَبِيع السحول أَو يلبسهَا كثيرا أَو يلابسها فِي الْجُمْلَة مِمَّا يمْنَع من تسويغه إِذْ الْمَقْصُود الإيذان بملابسة الرجل هَذَا الْجِنْس لَا معنى فِي الْجِنْس وَهُوَ الْجمع مَفْقُود هَاهُنَا لِأَن الأثواب هِيَ السحول فِيمَا يرجع إِلَى الثوبية وَلَكِن السحول فِيهَا اخْتِصَاص بلون فنسبها إِلَيْهَا لتفاد هَذِه الخصوصية فِيهَا وَيُؤذن بِأَنَّهَا مِنْهَا فِي اللَّوْن وَهَذِه مُفَارقَة بَيِّنَة مرخصة فِي ترك الرُّجُوع إِلَى الْوَاحِد. وَرَأَيْت فِي تَهْذِيب الأزهرى بخطة السِّين مضومة فِي اسْم الْقرْيَة وَالثيَاب المنسوبة إِلَيْهَا. وَهَذَا خلاف مَا أروى وَأرى فِي الْكتب المضبوطة. الكرسف: الْقطن وَقد وصف بِهِ كَقَوْلِهِم: مَرَرْت بحية ذِرَاع وَهِي امْرَأَة كلبة وَلَيْلَة غم. أدنى مَا يُكفن فِيهِ الرجل ثَوْبَان وَأَكْثَره ثَلَاثَة. وَهِي لفائف كلهَا عِنْد الشَّافِعِي وَكره الْقَمِيص وَهَذَا [358] الحَدِيث ينصره وَهِي عِنْد أَصْحَابنَا قَمِيص ة إِزَار ورداء. لَاعن صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين عُوَيْمِر وَامْرَأَته ثمَّ قَالَ: انْظُرُوا فَإِن جَاءَت بِهِ

(2/159)


0 - أسحم احتم فَلَا أَحسب عويمرا إِلَّا قد كذب عَلَيْهَا فَجَاءَت بِهِ على النَّعْت الذى نَعته بِهِ وَكَانَ ينْسب بعد إِلَى أمه.
سحم الأسحم: الْأسود. والأحتم: الغربيب من الحاتم وَهُوَ الْغُرَاب وَيجوز أَن يكون قَوْلهم فِي الأدهم: الأتحمى والتحمة: الدهمة مقلوبا من هَذَا. يَمِين الله تَعَالَى سحاء لَا يغيضها شَيْء اللَّيْل وَالنَّهَار.
سحح هِيَ من السح كالهطلاء من الهطل فِي أَنَّهَا فعلاء من غير أفعل. وَنَحْوهمَا حدواء فِي قَول العجاج: ... حَدْواء جَاءَت من جبال الطّور ... وهى الرّيح الَّتِى تحدر السَّحَاب. الغيض: النَّقْص يُقَال: غاض المَاء وغاض بِنَفسِهِ. وَالْمعْنَى: اتِّصَال عطائه ودوام نعمائه وَأَنَّهَا لَا تفتر لَيْلًا وَلَا نَهَارا رزقنا الله التَّوْفِيق لشكرها كَمَا رزقناها. وفى الحَدِيث أبي بكر: أَنه قَالَ لأسامة رَضِي الله عَنْهُمَا حِين أنفذ جَيْشه إِلَى الشَّام: أغر عَلَيْهَا غَارة سحاء لَا تتلاقي عَلَيْك جموع الرّوم. أَي تسح عَلَيْهِم الْبلَاء دفْعَة من غير تلبث كَمَا قَالَ الْقَائِل: ... وربة غَارة أَوضعت فِيهَا ... كسحِّ الخزرجيّ جَريم تَمْرِ ... وَرُوِيَ: مسحاء أَي خَفِيفَة سريعة من مسحهم يمسحهم إِذا مر بهم مرا خَفِيفا قيل للرسحاء: مسحاء لخفة حقيبتها وَرُوِيَ: سنحاء من سنح لَهُ الشَّيْء. عمر رَضِي الله عَنهُ من زافت عَلَيْهِ دَرَاهِمه فليأت بهَا السُّوق فَلْيقل: من يبيعني بهَا سحق ثوب أَو كَذَا وَكَذَا وَلَا يُخَالف النَّاس عَلَيْهَا أَنَّهَا جِيَاد.
سحق السحق: الْخلق من الثِّيَاب وَقد سحق سحوقة مثل خلق خلوقة وأسحق أخلق. وَسمي بذلك لِأَنَّهُ [الَّذِي] سحقه مر الزَّمَان سحقاً حَتَّى رق وبلى. وَمِنْه قيل للسحاب الرَّقِيق: سحق.

(2/160)


1 - على بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام إِن بني أُميَّة لَا يزالون يطعنون فِي مسحل ضَلَالَة
سحل وَلَهُم فى الأَرْض أجل وَنِهَايَة حَتَّى يهريقوا الدَّم الْحَرَام فِي الشَّهْر الْحَرَام وَالله لكَأَنِّي أنظر إِلَى غرنوق من قُرَيْش يَتَشَحَّط فِي دَمه فَإِذا فعلوا ذَلِك لم يبْق لَهُم فِي الأَرْض عاذر وَلم يبْق لَهُم ملك على وَجه الأَرْض بعد خمس عشرَة لَيْلَة. يُقَال: طعن فِي عنان كَذَا وَفِي مسحله إِذا جد فِيهِ وَمضى وَأَصله فِي الْفرس إِذا اسْتمرّ فِي سيره فَدفع فِيهِ بِرَأْسِهِ. قَالَ لبيد [يصف فرسا] : ... تَرْقَى وتَطْعُن فِي العِنان وتَنْتَحِي ... وِرْدَ الحَمامةِ إذْ أجدَّ حَمَامُها. ... يُقَال: هراق بقلب الْهمزَة هَاء وأهراق بزيادتها كَمَا زيدت السِّين فِي اسْتَطَاعَ فَهِيَ فِي مضارع الأول محركة وَفِي مضارع الثَّانِي سَاكِنة. الغرنوق: الشَّاب العاذر الْأَثر. بعد خمس عشرَة لَيْلَة: أَي من وَقت قَتله وَالْمرَاد مَا رَكبه الْحجَّاج عاملهم فِي قتال عبد الله بن الزبير. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ يلقى شَيْطَان الْكَافِر شَيْطَان الْمُؤمن شاحبا أغبر مهزولا وَهَذَا ساح.
سحح أَي سمين يُقَال: سحَّت الشَّاة تسحُّ سحوحا وسحوحة وشَاة ساح وَهُوَ من السحّ كَأَنَّهُ يسح الودك سحاًّ. يَعْنِي بالساح شَيْطَان الْكَافِر. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا خطبت بعد مقتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ بِالْبَصْرَةِ فَقَالَت: إِن لي حُرْمَة الأمومة وَحقّ الصُّحْبَة لَا يتهمني مِنْكُم إِلَّا من عصى ربه وَقبض رَسُول الله بَين سحرِي وَنَحْرِي وحاقنتي وذاقنتي وَأَنا إِحْدَى نِسَائِهِ فِي الْجنَّة وَبِه حصَّنني رَبِّي من كل وضيع وَبِي ميَّز مؤمنكم من منافقكم وَفِي رخَّص لكم فِي صَعِيد الأقواء وَأبي ثَانِي اثْنَيْنِ وروى: رَابِع أَرْبَعَة من الْمُسلمين وَأول من سمي

(2/161)


2 - صدِّيقا: قُبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ عَنهُ راضٍ قد طوَّقه وهف الْأَمَانَة وروى: الْإِمَامَة واضطرب حَبل الدّين فَأخذ بطرفيه وربق لكم أثناءه ووقذ النِّفَاق وغاض نبغ الرِّدَّة وأطفأ مَا حشت يهود وَأَنْتُم يَوْمئِذٍ جحَّظ تنتظرون الدعْوَة وروى: تنتظرون العدوة وتستمون الصَّيْحَة فرأب الثأي وأوذم السقاء وروى: وأوذم العطلة وامتاح من المهواة واجتهر دفن الرواء حَتَّى قَبضه الله إِلَيْهِ واطئاً على هام النِّفَاق مذكيا لِحَرْب الْمُشْركين يقظان اللَّيْل فِي نصْرَة الْإِسْلَام صفوحا عَن الْجَاهِلين بعيد مَا بَين اللابتين عركة للأذاة بجنبه خشَاش الْمرْآة والمخبر. وَإِنِّي أَقبلت أطلب بِدَم الإِمَام المركوبة مِنْهُ الْفقر الْأَرْبَع فَمن ردنا عَنهُ بِحَق قبلناه وَمن ردنا عَنهُ بباطل قَاتَلْنَاهُ فَرُبمَا ظهر الظَّالِم على الْمَظْلُوم وَالْعَاقبَة لِلْمُتقين. فَأخْبر الْأَحْنَف بِمَا قَالَت فَأَنْشَأَ فِيهَا أبياتا وَهِي: ... فَلَو كانتِ الأكْنانُ دونكِ لم يجد ... عَلَيْك مقَالا ذُو أذاة بقولِهَا
وَقَفْتِ بمُسْتنِّ السُّيولِ وقَلَّ مَنْ ... يثْوَى بهَا إِلَّا علاهُ بليلُها
[36] مخضت سِقائي غَدْرةً وملامةً ... وكلتاهما كَادَت يَغولُك غولُها ... فَلَمَّا بلغتهَا مقَالَته قَالَت: لقد استفرغ حلم الْأَحْنَف هجاؤه إيَّايَ أَلى كَأَن يستجم مثابة سفهه إِلَى الله أَشْكُو عقوق أبنائي ثمَّ أنشأت تَقول: ... بُنَيَّ اتّعظ إِن المواعظ سهلةٌ ... ويوشك أَن تخْتَار وَعْراً سبيلُها ... فَلَا تنسين فِي اللهِ حَقَّ أمومتي ... فَإنَّك أولى النَّاس ألاّ تَقُولهَا
[وَلَا تنطقن فِي أمة لي بالخنى ... حنيفية قد كَانَ بعلى رسولها ... فَاعْتَذر إِلَيْهَا الْأَحْنَف] (7) .
سحر السحر: الرئة وَالْمرَاد الْموضع المحاذي للسحر من جَسدهَا وروى: شجري قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ الذقن بِعَيْنِه حَيْثُ اشتجر طرفا اللجيتن من أَسْفَل. وَقيل: هُوَ التشبيك تُرِيدُ أَنَّهَا ضمته بِيَدَيْهَا إِلَى نحرها مشبكة بَين أصابعها

(2/162)


الحاقنة: النقرة بَين الترقوة وحبل العاتق الذاقنة: طرف الْحُلْقُوم. وَالْمعْنَى: أَنه قبض وَهِي ملازمته وضامته إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع من جَسدهَا. الأقواء: فِيهِ وَجْهَان: أَن يكون علما للمكان أَو جمع قيّ وَهُوَ القواء أَي الْمَكَان القفر. وَفِي حَدِيثهَا فِي قصَّة العقد: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض أَسْفَاره حَتَّى إِذا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ أَو بِذَات الْجَيْش انْقَطع عقد لي ثمَّ ذكرت أَن رَسُول الله أصبح على غير مَاء وَأَن آيَة التَّيَمُّم قد نزلت فَلَعَلَّ اسْم تِلْكَ الْبَيْدَاء الأقواء. رَابِع أَرْبَعَة أَي وَاحِد من الْأَرْبَعَة وهم: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعلي عَلَيْهِ السَّلَام وَزيد بن حَارِثَة وَأَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا. وهف الْأَمَانَة: الْإِقَامَة بهَا من الواهف وَهُوَ قيِّم الْبيعَة وهف يهف وهفا وَحَقِيقَة مَعْنَاهُ: الدنو وهف ووحف أَخَوان يُقَال: خُذ مَا وهف لَك أَي دنا وَأمكن كَمَا يُقَال: خُذ مَا أطف لَك وَمعنى الإطفاف الدنو. وحف يحف إِذا دنا. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد: ... أَقبلت الخودُ إِلَى الزَّاد تَحِفْ ... تُوقد للقِدْر مرَارًا وتَقِفْ ... وَذَلِكَ لِأَن الْقيم بالشَّيْء دانٍ مِنْهُ لَازم لَهُ لَا يرخص لنَفسِهِ فِي التَّجَافِي عَنهُ. وَيجوز أَن يكون من وهف النبت إِذا أَوْرَق واهتز لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يظْهر صَلَاحه فَشبه بِهِ مَا يظْهر من صَلَاح الشَّيْء بقيِّمه والمعتني بِشَأْنِهِ. ربق أثناءه. أَي جعل أوساط الْحَبل وَمَا عدا طَرفَيْهِ ربقا لكم شدَّ بهَا أَعْنَاقكُم كَمَا يفعل الرَّاعِي بهيمته تَعْنِي أَنه جمعهم على أمرٍ [361] فأطاعوه وَلم يستطيعوا الْخُرُوج مِنْهُ. نبغ الرِّدَّة: مَا نبغ مِنْهَا أَي ظهر وَمِنْه النَّابِغَة ونبغ الرَّأْس إِذا ثارت هبريته وَيُقَال لَهَا النُّبَّاغ. الحش: الإيقاد أَي مَا أوقدته من نيران الْفِتْنَة.

(2/163)


4 - تنتظرون الدعْوَة: أَي قد شارفتم أَن ينجم من يَدْعُو إِلَى غير دين الْإِسْلَام أَو يعدو على أَهله فَجعلت تِلْكَ المشارفة انتظارا مِنْهُم. رأب الثأي: إصْلَاح الْفساد يُقَال: ثأي الخرز ثأياً [وثئى ثأي] إِذا الْتَقت خرزتان فصارتا وَاحِدَة وأثأته الخارزة. أوذم السقاء: جعل لَهُ أوذاماً أَو شده بهَا. والوذم: كل سير قدرته طولا. العطلة: الدَّلْو المعطلة وَقيل العطلة: النَّاقة الْحَسَنَة. قَالَ: ... فَلَا نَتَجَاوَزُ العَطِلاتُ مِنْهَا ... إِلَى البَكْرِ المُقارِبِ والكَزُومِ
ولكِنَّا نَعِضّ السيفَ صَلْتاً ... بأسْوقِ عافيات اللَّحْم كُومِ ... أَي شدّ النَّاقة لتسنو. وَالْمرَاد تَسْوِيَة الْأَمر وإصلاحه. المهواة: الْبِئْر. اجتهر كسح يُقَال: ركية دفن وركى دفان. الرواء: المَاء الْكثير الَّذِي للواردة فِيهِ ري. اللابتان: حرتا الْمَدِينَة وَإِنَّمَا قصدت التَّمْثِيل بذلك لسعة عَظمته وفسحة صَدره عركة: من قَوْلهم فلَان يعرك الْأَذَى بجنبه أَي يحْتَملهُ. قَالَ: ... إِذا أنتَ لم تَعْرُكْ بجَنْبِكَ بَعْضَ مَا ... يُريبُ من الأَدنى رماك الأباعدُ ... الخشاش: الْمَاضِي الْخَفِيف تَعْنِي أَن الخفة والانكماش مخائلهما بادية عَلَيْهِ وَهِي فِي الْحَقِيقَة وَعند الْخِبْرَة على ذَلِك لَا تكذب مخائله. الْفقر (7) : جمع فقره (بِالضَّمِّ) . قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْبَعِير يقرم أَنفه وَتلك القرمة يُقَال لَهَا الْفَقْرَة فَإِن لم يلن قرم أُخْرَى ثمَّ أُخْرَى إِلَى أَن يلين فَضربت ذَلِك مثلا لما ارْتكب فِي عُثْمَان من النكايات بهتك الحُرم الْأَرْبَع وَهِي حُرْمَة صُحْبَة الرَّسُول وصهره وَحُرْمَة الشَّهْر وَحُرْمَة الْخلَافَة. وَكَانَ قَتله فِي الشَّهْر الْحَرَام يَوْم الْأَضْحَى. استجم الْبِئْر: تَركهَا أَيَّامًا لَا يَسْتَقِي مِنْهَا حَتَّى يجْتَمع مَاؤُهَا كَأَنَّهُ طلب جمومها.

(2/164)


5 - المثابة: الْموضع الَّذِي يثوب مِنْهُ المَاء أَرَادَ أَنه كَانَ يحلم عَن النَّاس وَلَا يتسافه عَلَيْهِم وَكَأَنَّهُ كَانَ يجمع سفهه من أَجلي. وعراً سَبِيلهَا: تَعْنِي خطة صعبة. سحرك فِي (خل) . فسحطوها فِي (عز) . منسح فِي (ند) . ساحة وسحساحة فِي (شَرّ) . ساح فِي (مت) . سحلت فِي (ثمَّ) . السحال فِي (زِيّ) . السحاء فِي (ند) .
السِّين مَعَ الْخَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على عَمه حَمْزَة فصنعت لَهُم سخينة فَأَكَلُوا مِنْهَا.
سخن [362] هِيَ شَيْء يُعمل من دَقِيق وَسمن أغْلظ من الحساء وَكَانَت قُرَيْش تحبها فنبزت بهَا. حضَّ النِّسَاء على الصَّدَقَة فَجعلت الْمَرْأَة تُلقي القرط والسخاب.
سخب فِي كتاب الْعين: السخاب: قلادة تتَّخذ من قرنفل وسك ومحلب وَنَحْوه وَلَيْسَ فِيهَا من اللُّؤْلُؤ والجوهر شَيْء وَالْجمع السخب. وَقيل: هُوَ نظم من خرز. قَالَ وَاثِلَة بن الْأَسْقَع رَضِي الله عَنهُ: كنت من أهل الصّفة فَدَعَا النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقرص فَكَسرهُ فِي قَصْعَة ثمَّ صنع فِيهَا مَاء سخنا وَوضع فِيهَا ودكاً وصنع مِنْهُ ثريدة ثمَّ سغسغها ثمَّ لبَّقها ثمَّ صعنبها وروى: شعشعها.
سخن يُقَال: يَوْم سخن وَنَظِيره رجل جد وحرّ. وَيُقَال: وجدت سخن المَاء أَي سخونته. وسخن المَاء وسَخَن وسِخن. سغسغها: روّاها بالسمن. وشعشعها: خلط بَعْضهَا بِبَعْض كَمَا يشعشع التُّرَاب.

(2/165)


6 - يُقَال: شعشعتها بالزيت. وَقيل طول رَأسهَا من الشعشاع وَهُوَ الطَّوِيل. لبَّقها: جمعهَا بالمقدحة وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ أَن تحكم تليينها وَقيل: أَن تكْثر ودكها. صعنبها: رفع صومعتها وحدد رَأسهَا. قَالَ لَهُ رجل: يَا رَسُول الله هَل أُنزل عَلَيْك طَعَام من السَّمَاء قَالَ: نعم أُنزل عليّ بمسخنة ويروى: أَتَانِي جبرئيل بِقدر يُقَال لَهَا الكفيت فَأكلت مِنْهَا أَكلَة فَأعْطيت قُوَّة أَرْبَعِينَ رجلا فِي الْجِمَاع. المسخنة: قدر كالتور. الكفيت: الكفت وَهِي الْقدر الصَّغِيرَة والزنتان مَعًا بِمَعْنى مفعول فِي الأَصْل من كفته إِذا ضمه وَجمعه وَالْمرَاد التَّضْيِيق والتصغير. زيد بن ثَابت رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ لَا يحيى من شهر رَمَضَان إِلَّا لَيْلَة سبع عشرَة فَيُصْبِح كَأَن السخد على وَجهه.
سخد هُوَ المَاء الغليظ الْأَصْفَر الذى يخرج من الْوَلَد إِذا نتج تَقول الْعَرَب: هُوَ بَوْل الحوار فِي بطن أمه. وَالَّذِي ختم بِهِ ثَعْلَب كتاب الفصيح قيل إِنَّه تعريب سخته وَهُوَ المحرق شبَّه مَا بِوَجْهِهِ من التهيج بالسخد فِي غلظه وَقد اسْتمرّ بهم هَذَا التَّشْبِيه حَتَّى سموا نفس الورم سخدا وَقَالُوا للمورم وَجهه: مسخّد. قَالَ رؤبة: ... كأنّ فِي أجلادهن سُخْدا ... وَنَظِيره قَوْلهم للسيف [363] : عقيقة لاستمرار تشبيههم لَهُ بعقيقة الْبَرْق ولقنوان الكروم غربان لذَلِك. الْأَحْنَف رَضِي الله عَنهُ تبادلوا تحَابوا وتهادوا تذْهب الإحن والسخائم وَإِيَّاكُم وحمية الأوغاب
سخم السخيمة: الحقد وَهِي من السخام أَلا ترى إِلَى قَوْلهم لِلْعَدو أسود الكبد.

(2/166)


7 - الوغب والوغد: اللَّئِيم الرذل وأوغاب الْبَيْت: أسقاطه مِنْهُ. والتساخين فِي (شو) وسخابها فِي (خر) . سخلا فِي (نب) . سخبهم فِي (مر) . سخْفَة فِي (ري) . السخينة فِي (بج) . السخبر فِي (ضل) . السخيمة فِي (اه) .
السِّين مَعَ الدَّال
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل لَهُ: هَذَا عَليّ وَفَاطِمَة قَائِمين بالسدة فَأذن لَهما فدخلا فأغدف عَلَيْهِمَا خميصة سَوْدَاء. هى ظلمَة على بَاب أَو مَا أشبههَا لتقي الْبَاب من الْمَطَر.
سدد وَقيل: هِيَ الْبَاب نَفسه. وَقيل: الساحة. أغدف: أرْخى. الخميصة عَن الْأَصْمَعِي: ملاءة من صوف أَو خَز معلمة فَإِن لم تكن معلمة فَلَيْسَتْ بخميصة سميت لرقتها ولينها وَصغر حجمها إِذا طويت. وَعَن بعض الْأَعْرَاب فِي وصفهَا: الخميصة الملاءة اللينة الرقيقة الواسعة الَّتِي تتسع منشورة وتصغر مطوية تَكْفِي من القرّ وتجمِّل الملبس لَيست بقردة ولاثخنية وَلَا عَظِيمَة الكور. وَفِي حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ذكر أول من يرد الْحَوْض فَقَالَ: الشعث رُءُوسًا الدُّنس ثيابًا الَّذين لَا تفتح لَهُم السدد وَلَا ينْكحُونَ الْمُنَعَّمَاتِ.
سد قالسدة هُنَا: الْبَاب. وَعَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ: أَنه أَتَى بَاب مُعَاوِيَة فَلم يَأْذَن لَهُ فَقَالَ: من يَأْتِ سدد السُّلْطَان يقم وَيقْعد وَمن يجد بَابا مغلقا يجد إِلَى جنبه بَابا فتحا رحبا إِن دَعَا أُجِيب وَإِن سَأَلَ أُعطي. يُرِيد بَاب الله تَعَالَى. وَعَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة رحمهمَا الله تَعَالَى: أَنه كَانَ يصلى فى السدة.

(2/167)


8 - وَعَن الْمُغيرَة رَضِي الله عَنهُ: أَنه كَانَ لَا يُصَلِّي فِي شدَّة الْمَسْجِد الْجَامِع يَوْم الْجُمُعَة مَعَ الإِمَام وَقيل: إِسْمَاعِيل السّديّ لِأَنَّهُ كَانَ تَاجِرًا يَبِيع الْخمر فِي سدة الْمَسْجِد. من قطع سِدْرَة صوَّب الله رَأسه فِي النَّار.
سدر السدر: شجر حمله النبق وورقه غسول. وَقَالَ الجاحظ: كَانُوا يتخذون بَين يَدي قصورهم السدر للغلة والظل وَالْحسن أَرَادَ سِدْرَة فِي الفلاة يستظل بهَا أَبنَاء السَّبِيل أَو فِي ملك رجل تحامل عَلَيْهِ [364] ظَالِم فقطعها. أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْإِزَار فَقَالَ: سدد وقارب.
سدد من السداد وَهُوَ الْقَصْد أَي اعْمَلْ بِالْقَصْدِ فِيهِ فَلَا تسبله إسبالا وَلَا تقلصه تقليصا. وقارب أَي اجْعَلْهُ مقاربا وسطا بَين التشمير والإرخاء. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام رأى قوما يصلُّون قد سدلوا ثِيَابهمْ فَقَالَ: كَأَنَّهُمْ الْيَهُود خَرجُوا من فهرهم.
سدل هُوَ إسبال الثَّوْب من غير أَن يضم جانبيه. فهرهم: مدرستهم الَّتِي يَجْتَمعُونَ فِيهَا قَالُوا: وَلَيْسَت عَرَبِيَّة مَحْضَة. أم سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا أَتَت عَائِشَة لما أَرَادَت الْخُرُوج إِلَى الْبَصْرَة فَقَالَت لَهَا: إِنَّك سُدَّة بَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمته وحجابك مَضْرُوب على حرمته وَقد جمع الْقُرْآن ذيلك فَلَا تندحيه وسكَّن عقيراك فَلَا تصحريها الله من وَرَاء هَذِه الْأمة لَو أَرَادَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يعْهَد إِلَيْك عهد علتِ علتِ بل قد نهاك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الفرطة فِي الْبِلَاد. إِن عَمُود الْإِسْلَام لَا يُثَاب بِالنسَاء إِن مَال وَلَا يرأب بِهن إِن صدع حماديات النِّسَاء غض الْأَطْرَاف وخفر الْأَعْرَاض وَقصر الوهازة مَا كنت قائلة لَو أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

(2/168)


9 - عارضك بِبَعْض الفلوات ناصة قلوصا من منهل إِلَى آخر. إِن بِعَين الله مهواك وعَلى رَسُوله تردين قد وجهت سدافته وروى: سجافته وَتركت عهيداه لَو سرت مسيرك هَذَا ثمَّ قيل: ادخلي الفردوس لاستحييت أَن ألْقى مُحَمَّدًا هاتكة حِجَابا قد ضربه عليّ. اجعلي حصنك بَيْتك ووقاعة السّتْر قبرك حَتَّى تلقينه وَأَنت على تِلْكَ أطوع مَا تكونين لله مَا لَزِمته وأنصر مَا تكونين للدّين مَا جَلَست عَنهُ لَو ذكرتك قولا تعرفينه نهشتني نهش الرقشاء المطرق. فَقَالَت عَائِشَة: مَا أقبلني لوعظك وَلَيْسَ الْأَمر كَمَا تظنين ولنعم الْمسير مسير فزعت فِيهِ إِلَى فئتان متناجزتان أَو متناحرتان إِن أقعد فَفِي غير حرج وَإِن أخرج فَإلَى مَالا بُد من الازدياد مِنْهُ. السدة: الْبَاب تُرِيدُ أَنَّك من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَنْزِلَة سدة الدَّار من أَهلهَا فَإِن نابك أحد بنائبة أَو نَالَ مِنْك نائل فقد نَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونال مِنْهُ فَلَا تعرضي بخروجك أهل الْإِسْلَام لهتك حُرْمَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَترك مَا يجب عَلَيْهِم من تعزيزه وتوقيره. ندح الشَّيْء [365] فَتحه ووسعه وَمِنْه أَنا فِي مندوحة من كَذَا وندحة نَحوه من الندح وَهُوَ المتسع من الأَرْض. العقيري: كَأَنَّهَا تَصْغِير العقرى فعلى من عقر إِذا بَقِي فِي مَكَانَهُ لَا يتَقَدَّم وَلَا يتَأَخَّر فَزعًا أَو أسفا أَو خجلا. وَأَصله من عقرت بِهِ إِذا أطلت حَبسه كَأَنَّك عقرت رَاحِلَته فَبَقيَ لَا يقدر على البراح. أَرَادَت نَفسهَا أَي سكني نَفسك الَّتِي صفتهَا أَو حَقّهَا أَن تلْزم مَكَانهَا وَلَا تَبْرَح بَيتهَا واعملي بقوله تَعَالَى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} . أصحر أَي خرج إِلَى الصَّحرَاء وأصحر بِهِ غَيره وَقد جَاءَ هُنَا معدًّى على حذف الْجَار وإيصال الْفِعْل. علت: ملت من قَوْله تَعَالَى: {ذَلِكَ أدنى أَلا تَعُولُوا} وروى: علت من عَال فِي الْبِلَاد وعار وَيجوز أَن يكون فعلت من عاله يعوله إِذا غَلبه وَمِنْه

(2/169)


0 - قَوْلهم: عيل صبره وَعيلَ مَا هُوَ عائله أَي غلبت على رَأْيك وَمَا هُوَ أولى بك. للْعَرَب فِي عدت يَا مَرِيض ثَلَاث لُغَات: الْكسر وَالضَّم الخالصان والإشمام. الفرطة والفروطة: التَّقَدُّم. وَيُقَال للمسفار: فلَان ذُو فرطة وفروطة فِي الْبِلَاد: وَقَوْلهمْ: بعير فرطي أَي صَعب مَنْسُوب إِلَى الفرطة. وَكَذَلِكَ قَوْلهم: فِيهِ فرطية أَي صعوبة قَالَ: ... سَيْراً ترى فِيهِ القَعود الأوْرَقَا ... من بعد فُرْطَّيته قد أرْنَقَا ... أثابه: إِذا قوّمه وَهُوَ مَنْقُول من ثاب إِذا رَجَعَ لِأَنَّهَا رَجَعَ للمائل إِلَى الاسْتقَامَة. يُقَال: حماداك أَن تفعل كَذَا أَي قصاراك وَغَايَة أَمرك الَّذِي تحمد عَلَيْهِ. غض الْأَطْرَاف: أوردهُ القتيبي هَكَذَا وَفسّر الْأَطْرَاف بِجمع طرف وَهُوَ الْعين. وَيدْفَع ذَلِك أَمْرَانِ: أَحدهمَا: أَن الْأَطْرَاف فِي جمع طرف لم يرد بِهِ سَماع. بل ورد بردِّه وَهُوَ قَول الْخَلِيل أَيْضا أَن الطّرف لَا يثني وَلَا يجمع وَذَلِكَ لِأَنَّهُ مصدر طرف إِذا حرَّك جفونه فِي النّظر. وَالثَّانِي: أَنه غير مُطَابق لخفر الْأَعْرَاض وَلَا أكاد أَشك أَنه تَصْحِيف. وَالصَّوَاب: غض الإطراق وخفر الْأَعْرَاض. وَالْمعْنَى أَن يغضضن من أبصارهن مطرقات أَي راميات بأبصارهن إِلَى الأَرْض ويتخفرن من السوء معرضات عَنهُ. الوهازة: الخطو يُقَال:: هُوَ يتوهز ويتوهس إِذا وطىء وطئا ثقيلا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الوهازة: مشْيَة الخفرات والأوهز: الرجل الْحسن المشية. نَص النَّاقة: دَفعهَا فِي السّير. السدافة والسجافة [366] الستارة وتوجيهها: هتكها وَأخذ وَجههَا كَقَوْلِك لأخذ قذى العي تقذيته. قَالَ العجاج يصف جَيْشًا: ... يوجِّه الأَرْض ويستاق الشّجر ... أَو تغييرها وَجعلهَا لَهَا وَجها غير الْوَجْه الأول. والعهيدي: من الْعَهْد كالجهيدي والعجيلي من الْجهد والعجلة يُقَال: لأبلغن جهيداي فى الْأَمر وَهُوَ يمشي العجيلي.

(2/170)


1 - وقاعة السّتْر وموقعته: موقعة على الأَرْض إِذا أَرْسلتهُ وروى: وقاعة السّتْر أَي ساحة السّتْر وموضعه. الضَّمِير فِي لَزِمته للستر وَالْمعْنَى أطوع أَوْقَات كونك وأنصرها وَقت لزومك وَوقت جلوسك. الرقشاء: الأفعى. الشّعبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى مَا سددت على خصم قطّ. أَي مَا قطعت عَلَيْهِ. مستدة فِي (كب) . مسدفون فِي (بو) . سداد فِي (هد) . السدف فِي (قَشّ) . سدوس فِي (رو) . سدانة فِي (اث) . سدى فِي (شدّ) . أسدريه فِي (بض) . أسدى فِي (عص) .
االسين مَعَ الرَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على عَائِشَة تبرق أسارير وَجهه.
سرر هِيَ خطوطه جمع أسرار جمع سرّ أَو سرر قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لرجل: هَل صمت من سرار هَذَا الشَّهْر شَيْئا قَالَ: لَا. قَالَ: فَإِذا أفطرت من شهر رَمَضَان فَصم يَوْمَيْنِ. السرَار بِالْفَتْح وَالْكَسْر: حِين يستسر الْهلَال فِي آخر الشَّهْر. أَرَادَ: سرار شعْبَان. قَالُوا: كَانَ على ذَلِك الرجل نذر فَلَمَّا فَاتَهُ أمره بِقَضَائِهِ. كَانَ على صَدره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحسن أَو الْحُسَيْن فَبَال فَرَأَيْت بَوْله أساريع.
سرع أى طرائق الْوَاحِد أسروع سمى لَا طراده من السرعة وَهِي أَن تطّرد الحركات من غير أَن يتخللها سُكُون وَتوقف.

(2/171)


2 - لَيْسَ للنِّسَاء سروات الطَّرِيق.
سرى جمع سراة وَهِي ظهرهَا ومعظمها أَي لَا يتوسطنها وَلَكِن يَمْشين فِي الجوانب. قَالَ لأَصْحَابه يَوْم أحد: الْيَوْم تسرون فَقتل حَمْزَة. أَي يقتل سريكم كَقَوْلِهِم: تشرفوا وتكموا إِذا قُتل شريفهم وكميهم. إِن الْمُشْركين أَغَارُوا على سرح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذَهَبُوا بالعضباء وأسروا امْرَأَة من الْمُسلمين فنوموا لَيْلَة فَقَامَتْ الْمَرْأَة كَانَت إِذا وضعت يَديهَا على سَنَام بعير أَو عَجزه رفع بغامه حَتَّى انْتَهَت إِلَى نَاقَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فلئمت بغامها فاستوت عَلَيْهَا وَكَانَت نَاقَة مجرَّسة. وَعَن سَلمَة بن الْأَكْوَع رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: لما أغار عبد الرَّحْمَن بن عُيَيْنَة الْفَزارِيّ على سرح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ناديت: [367] يَا صَبَاحَاه ثمَّ خرجت أقفوا آثَارهم فَألْحق رجلا فأرشقه بِسَهْم فَوَقع فِي نغص كتفه فَقلت: ... خُذْها وَأَنا ابنُ الأكوعِ ... وَالْيَوْم يَوم الرضَّعِ ... قَالَ: فَمَا زلت أرميهم وأعقرهم حَتَّى ألقوا أَكثر من ثَلَاثِينَ رمحا وَثَلَاثِينَ بردة لَا يلقون شَيْئا إِلَّا جعلت عَلَيْهِ آراماً وأتاهم عُيَيْنَة بن بدر ممداًّ لَهُم فقعدوا يتضحون وَقَعَدت على قرن فَوْقهم فَنظر عُيَيْنَة فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي أرى فَقَالُوا: لَقينَا من هَذَا البرح. وَفِي حَدِيثه: أَن خيلا أغارت على سرح الْمَدِينَة فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجَاء أَبُو قَتَادَة وَقد رجَّل شعره فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنِّي لأرى شعرك حَبسك فَقَالَ: لآتينك بِرَجُل سلم.
سرح يُقَال: سرح المَال إِذا أطلقهُ يرْعَى ويسرح بِنَفسِهِ وَالْمَال سارح والسَّرح نَحْو الصَّحب وَالشرب والتَّجر فِي جمع فَاعل وَلَيْسَ بتكسير وَلكنه من أَسمَاء الجموع كالضئين والمعيز والأشياء والقصباء وَنَحْو ذَلِك. وَيجوز أَن يكون كالصيد وَضرب الْأَمِير تَسْمِيَة للْمَفْعُول بِالْمَصْدَرِ.

(2/172)


3 - العضباء: علم لناقة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَنْقُول من قَوْلهم: نَاقَة عضباء وَهِي القصيرة الْيَد. نوَّموا: مُبَالغَة فِي نَامُوا إِذا استثقلوا فِي النّوم. مجرَّسة أَي مجربة مُعْتَادَة للرُّكُوب يُقَال: رجل مجرب وَمُجَرَّد ومجرس ومضرس. النغض بِالْفَتْح وَالضَّم: فرع الْكَتف لِأَنَّهُ ينفض إِذا أسْرع الْمَاشِي وَقيل: هُوَ غرضوفها وَهُوَ النَّاغض. الرضع: جمع راضع وَهُوَ اللَّئِيم يُرِيد: الْيَوْم يَوْم هلاكهم وارتفاع الْيَوْم على الِابْتِدَاء. وَيجوز نَصبه على الظَّرْفِيَّة على أَن الْيَوْم بِمَعْنى الْوَقْت والحين. حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ عَن نَاس من الْعَرَب. الْبردَة: شملة من صوف. الآرام: جمع إرم وَهُوَ الْعلم والأرمي والأيرم والأيرمي مثله. يُقَال: هَذِه السّنة كالأريام. قَالَ: ... عيدية سَنامها كالأَيْرِم ... يتضحَّون: يتغدَّون. الْقرن: جبيل مُنْفَرد. البرح: شدَّة الْأَذَى. رجل سلم: أَي أَسِير. قَالَ الفرزدق: ... وقوفا بهَا صحبى على كأننى ... بهَا سلم فى كف صَاحبه نَار ... وَكَذَلِكَ قوم سلم. قَالَ: ... فاتقين مَرْوَان فِي الْقَوْم السَّلَم ... لما احضر بني شَيبَان وكلم سراتهم قَالَ لَهُ الْمثنى بن حَارِثَة: إِنَّا نزلنَا بَين صيرتين: الْيَمَامَة والشمامة. فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَمَا هَاتَانِ الصيرتان فَقَالَ: أَنهَار كسْرَى ومياه الْعَرَب نزلنَا بَينهمَا.

(2/173)


4 - سرى السراة: السَّادة جمع سرى وَهُوَ غَرِيب لضمة [368] فَاء أخواتها نَحْو غزَاة وقضاة. الصيرة: فعلة من صَار يصير إِلَيْهِ النَّاس ويحضرونه وَيُقَال للحاضرة: الصائرة وَقد صَارُوا إِذا حَضَرُوا المَاء. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لَئِن بقيت إِلَى قَابل ليَأْتِيَن كل مُؤمن حَقه أَو حَظه حَتَّى يأتى الراعى بسرو حمير عرق جَبينه فِيهِ. وروى: لَئِن بقيت لأسوين بَين النَّاس حَتَّى ياتي الرَّاعِي حَقه فِي صفنه لم يعرق جَبينه.
سرو السرو: مَا انحدر عَن الْجَبَل وارتفع عَن الْوَادي والنعف والخيف نَحوه. قَالَ ابْن مقبل: ... بسَرْوِ حمْيَر أَبْوَال البغال بِهِ ... الصفن والصفنة: خريطة الرَّاعِي وَقيل: شبه الركوة. ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا إِذا بعتم السَّرق فَلَا تشتروه.
سرق هُوَ شقق الْحَرِير الْبيض مِنْهُ خَاصَّة قَالَ: ... ونَسجَتْ لوامعُ الحَرور ... سَبَائِباً كَسَرقِ الْحَرِير ... والواحدة سَرقَة كلمة معربة. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: إِن رجلا قَالَ لَهُ: إِن عندنَا بيعا لَهُ بِالنَّقْدِ سعر وبالتأخير سعر فَقَالَ: مَا هُوَ فَقَالَ: سرق الْحَرِير فَقَالَ: إِنَّكُم معشر أهل الْعرَاق تسمون أَسمَاء مُنكرَة فَهَلا قلت: شقق الْحَرِير ثمَّ قَالَ: إِذا اشْتريت وَكَانَ لَك فبعه كَيفَ شِئْت. قيل: فِي الأول مَعْنَاهُ إِذا بعتموه نَسِيئَة فَلَا تشتروه من المُشْتَرِي بِدُونِ الثّمن كَأَنَّهُ سمع أَن بَعضهم فعل فِي السرق هَكَذَا وَإِلَّا فَهُوَ مَنْهِيّ عَنهُ فِي كل شىء.

(2/174)


5 - وَفِي الثَّانِي: إِنَّه رخص فِي السعرين إِذا فَارقه على أَحدهمَا فَأَما إِذا فَارقه عَلَيْهِمَا جَمِيعًا فَهُوَ غير جَائِر لِأَنَّهُ يكون بيعَتَيْنِ فِي بيعَة. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ لرجل: إِذا أتيت مني فانتهيت إِلَى مَوضِع كَذَا وَكَذَا فَإِن هُنَاكَ سرحة لم تعبل وَلم تجرد وَلم تسرف وَلم تسرح وَقد سُرَّ تحتهَا سَبْعُونَ نَبيا فَانْزِل تحتهَا.
سرح هِيَ وَاحِدَة السَّرْح ضرب من الشّجر وَقيل: هِيَ شَجَرَة بَيْضَاء. وَقيل: كل شَجَرَة طَوِيلَة سرحة وَمِنْه قَول عنترة: ... بَطل كَأَن ثيابَه فِي سَرْحَةٍ ... والسرياح من الْخَيل: الطَّوِيل مَأْخُوذ من لَفظهَا. لم تعبل: لم يُؤْخَذ عبلها وَهُوَ وَرقهَا. لم تجرد أَي لم يصبهَا الْجَرَاد لم تسرف: لم تصبها السرفة. لم تسرح: لم يصبهَا السَّرْح أَي الْإِبِل وَالْغنم السارحة. وَقيل: هُوَ مَأْخُوذ من لفظ السرحة كَمَا يُقَال: شَجَرَة الشَّجَرَة إِذا أَخذ مِنْهَا غصنا أَو وَرقا. سُرَّ: من سررت الصَّبِي إِذا قطعت سرره. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن وجنة الْكَافِر فغذا مَاتَ [269] الْمُؤمن تخلى لَهُ سربه يسرح حَيْثُ يَشَاء.
سرب يُقَال: خلِّ سربه أَي وجهته الَّتِي يمر فِيهَا. وَقَالَ الْمبرد: فلَان وَاسع السرب أَي المسالك والمذاهب أَرَادَ أَنَّهَا لِلْمُؤمنِ كالسن فِي جنب مَا أُعد لَهُ من المثوبة وللكافر كالجنة فِي جنب مَا أُعد لَهُ من الْعقُوبَة. وَقيل: إِن الْمُؤمن صرف نَفسه عَن الملاذ وَأَخذهَا بالشدائد فَكَأَنَّهُ فِي السجْن

(2/175)


6 - وَالْكَافِر أمرحها فِي الشَّهَوَات فَهِيَ لَهُ كالجنة. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا إِن للحم سَرفًا كسرف الْخمر.
سرف قيل: هُوَ الضراوة. وَالْمعْنَى: إِن من اعتاده ضرى بِأَكْلِهِ فأسرف فِيهِ فعل المعاقر فِي ضراوته بِالْخمرِ وَقلة صبره عَنْهَا. وَمِنْه الحَدِيث: إِن للحم ضراوة كضراوة الْخمر وَإِن الله يبغض الْبَيْت اللَّحْم وَأَهله. وَوجه آخر: أَن يُرِيد بالسرف الْغَفْلَة يُقَال: رجل سرف الْفُؤَاد أَي غافل وسرف الْعقل أَي قَلِيل الْعقل قَالَ طرفَة: ... إِن امْرأً سَرِفَ الْفُؤَاد يَرَى ... عَسَلاَ بِمَاء سحابةٍ شَتْمِي ... وَيجوز أَن يكون من سرفت الْمَرْأَة صبيها إِذا أفسدته بِكَثْرَة اللَّبن يَعْنِي الْفساد الْحَاصِل من جِهَة غلظة الْقلب وقسوته والجرأة على الْمعْصِيَة والانبعاث للشهوة. ذُكر لَهَا رَضِي الله عَنْهَا الْمُتْعَة فَقَالَت: وَالله مَا نجد فِي كتاب الله إِلَّا النِّكَاح والاستسرار. ثمَّ تلت: {والذيِنَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إلاّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَو مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهم} .
سرر أَرَادَت التَّسَرِّي وَهُوَ استفعال من السّريَّة على من جعلهَا من السِّرّ وَهُوَ النِّكَاح أَو من السرُور. معنى الْمُتْعَة: أَن الرجل كَانَ يشارط الْمَرْأَة شرطا على شَيْء بِأَجل مَعْلُوم يسْتَحل بِهِ فرجهَا ثمَّ يفارقها من غير تَزْوِيج وَلَا طَلَاق أُحلّ ذَلِك للْمُسلمين بِمَكَّة ثَلَاثَة أَيَّام حِين حجُّوا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ حُرّم. طَاوس رَحمَه الله تَعَالَى من كَانَت لَهُ إبل لم يؤد حَقّهَا أَتَت يَوْم الْقِيَامَة كأسر مَا كَانَت تخبطه بأخفافها. وروى: كابشر مَا كَانَت.

(2/176)


7 - قَالُوا: مَعْنَاهُ كأسمن مَا كَانَت وأوفره وخيره وسر كل شَيْء: لبّه. وَقَالَ أَعْرَابِي لرجل: انْحَرْ الْبَعِير فلتجدنه ذَا سرّ أَي ذَا مخ. وَالْوَجْه أَن يكون من السرُور لِأَنَّهَا إِذا سمنت وحملت شحومها سرّت النَّاظر إِلَيْهَا وأبهجته. وَقيل فِي الأبشر: هُوَ من الْبشَارَة وَهِي الْحسن. يسرو فِي (رت) . بسرره فِي (رغ) . وسره فِي (شه) . للمسربة فِي (صف) . سارحتكم فِي (ضح) . لسربخ فِي (عب) . المسارح فِي [37] (غث) . سرى فِي (لح) . مساريع فِي (فر) . سروعتين فِي (خب) . دَقِيق المسربة فِي (شَذَّ) . وَفِي (مَعَ) . لَا سربة فِي (نق) . سرحا فى (كو) . فيسر بِهن فِي (بن) .
السِّين مَعَ الطَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي سفر ففقدوا المَاء فَأرْسل علياًّ عَلَيْهِ السَّلَام وَفُلَانًا يبغيان المَاء فَإِذا هما بِامْرَأَة على بعير لَهَا بَين مزادتين أَو سطيحتين فَقَالُوا لَهَا: انطلقي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: إِلَى هَذَا الَّذِي يُقَال لَهُ الصابىء قَالَا: هُوَ الَّذِي تعنين وَكَانَ الْمُسلمُونَ يغيرون على من حول هَذِه الْمَرْأَة وَلَا يصيبون الصرم الذى هى فِيهِ.
سطح السطيحة من جلدين. والمزادة: هِيَ الَّتِي تفأم بجلد ثَالِث بَين الجلدين لتتسع. الصرم: أَبْيَات من النَّاس مجتمعة وَقيل: فرقة من النَّاس لَيْسُوا بالكثير. قَالَ الطرماح: ... يَا دارُ أقْوَتْ بعد أصرَامها ... وَمن السطيحة حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه كَانَ بطرِيق الشَّام فأُتي بسطيحتين فيهمَا نَبِيذ فَشرب من إِحْدَاهمَا وعدى عَن الْأُخْرَى.

(2/177)


8 - أَي صرف وَجهه عَنْهَا. من قضيت لَهُ شَيْئا من حق أَخِيه فَلَا يأخذنه فَإِنَّمَا أقطع لَهُ إسطاما من النَّار.
سطم الإسطام والسطام: المسعار وَهُوَ الحديدة المفطوحة الطّرف الَّتِي تحرّك بهَا النَّار. أَي قطعت لَهُ مَا يشعل بِهِ النَّار على نَفسه ويسعرها. أَو قطعت لَهُ نَارا مسعرة محروثة وَتَقْدِيره ذَات إسطام. الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى عَلَيْهِ لَا بَأْس أَن يَسْطُو الرجل على الْمَرْأَة إِذا لم تُوجد امْرَأَة تعالجها وَخيف عَلَيْهَا.
سطو يَعْنِي إِذا نشب وَلَدهَا فِي بَطنهَا مَيتا وَلم تُوجد امْرَأَة تعالجها فللرجل أَن يدْخل يَده فِي رَحمهَا فيستخرج الْوَلَد. يُقَال: مسطها ومصها ومساها وسطا عَلَيْهَا. قَالَ: ... فاسط على أمك سطو الهاسي ... سَأَلَهُ الْأَشْعَث عَن شَيْء من الْقُرْآن فَقَالَ: إِنَّك وَالله مَا تسطِّر على بشىء.
سطر أَي مَا تلبس. يُقَال: سطر فلَان على فلَان إِذا زخرف الْأَقَاوِيل ونمقها كَمَا ينمق الْكَاتِب مَا يخطه وَتلك الْأَقَاوِيل الأساطير والسطر. فى الحَدِيث: الْعَرَب سطام النَّاس.
سطم [السطام] والسطيم: حدُّ السَّيْف. قَالَ كَعْب بن جعيل أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ: ... وأبيض مَصْقُول السِّطام مُهَنَّداً ... وَذَا حَلْقٍ من نسج دَاوُد مُسردَا ... أَي هم مِنْهُم كالحدّ من السَّيْف فِي شوكتهم وحدتهم. سَطَعَ فِي (بر) . بمسطح فِي (جو) .
السِّين مَعَ الْعين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا إسعاد وَلَا عقر [371] فِي الْإِسْلَام.
سعد هُوَ إسعاد النِّسَاء فِي المناحات تقوم الْمَرْأَة فتقوم مَعهَا أُخْرَى من جاراتها فتساعدها على النِّيَاحَة.

(2/178)


9 - وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن امْرَأَة أَتَتْهُ فَقَالَت: يَا رَسُول الله إِن فُلَانَة أسعدتني أفأسعدها فَقَالَ: لَا وَنهى عَن النِّيَاحَة. الْعقر: عقرهم الْإِبِل على الْقُبُور يَزْعمُونَ أَنه يكافىء الْمَيِّت بذلك عَن عقره للأضياف فِي حَيَاته. وَقيل: ليطعمها السبَاع فيدعى مضيافاً حَيا وَمَيتًا. عَن سَالم بن أبي الجعدر رَحمَه الله تَعَالَى: قَالَ: غلا السّعر على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: لَو سعَّرت لنا وروى: فَقَالُوا لَهُ: غلا السّعر فأسعر لنا فَقَالَ: إِن الله هُوَ المسّعر إِن الله هُوَ الْقَابِض الباسط الرازق إِنِّي لأرجو أَن ألْقى الله وَلَا يطالبنى أحد مِنْكُم بمظلمة.
سعر يُقَال: أَسعر أهل السُّوق وسعَّروا: إِذا اتَّفقُوا على سعر وَهُوَ من سعَّر النَّار إِذا رَفعهَا لِأَن السِّعر يُوصف بالارتفاع. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول فى التَّلْبِيَة: لبيْك وَسَعْديك.
سعد قَالَ أَبُو عَمْرو الْجرْمِي: مَعْنَاهُ إِجَابَة ومساعدةً والمساعدة: المطاوعة كَأَنَّهُ قَالَ: أجيبك إِجَابَة وأطيعك طَاعَة. وَقَالَ: وَلم نسْمع بسعديك مُفردا. وَحكى عَن الْعَرَب: سُبْحَانَهُ وسعدانه على معنى أُسبِّحه وأطيعه تَسْمِيَة الإسعاد بسُعدان كَمَا سمى التَّسْبِيح بسبحان: علمَان كعثمان ونعمان. وَنَظِير سعديك فِي الْحَذف قعدك وعمرك. والتثنية للتكرير والتكثير مثلهَا فِي حنانيك وهذاذيك. وَقَوله تَعَالَى: {ثمَّ ارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتيْنِ} . عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أُتي فِي نسَاء أَو إِمَاء ساعين فِي الْجَاهِلِيَّة فَأمر بأولادهن أَن يقومُوا على آبَائِهِم وَلَا يسترقوا.
سعى يُقَال: ساعت الْأمة إِذا فجرت وساعاها فلَان إِذا فجر بهَا وَهُوَ من السَّعْي كَأَن كل وَاحِد مِنْهَا يسْعَى لصَاحبه وَنَظِيره قَوْلهم: باغت من الْبَغي وَهُوَ الطّلب وَقيل للإماء: البغايا من ذَلِك وَمعنى تقويمهم على آبَائِهِم أَن تكون قيمتهم على الزانين لموالى

(2/179)


0 - لموَالِي الْإِمَاء البغايا ويكونوا أحراراً لاحقي الْأَنْسَاب بآبائهم. وَكَانَ عمر يلْحق أَوْلَاد الْجَاهِلِيَّة بِمن ادَّعاهم فِي الْإِسْلَام على شَرط التَّقْوِيم وَإِذا كَانَ الْوَطْء وَالدَّعْوَى جَمِيعًا فِي الْإِسْلَام فدعواه بَاطِلَة وَالْولد مَمْلُوك لِأَنَّهُ عاهر. أَرَادَ رَضِي الله عَنهُ أَن يدْخل الشَّام وَهُوَ يستعر طاعونا فَقَالَ لَهُ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن من مَعَك من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قرحانون فَلَا تدْخلهَا. أصل الاستعار الاشتعال ثمَّ استعير فَقيل: استعرت اللُّصُوص [372] واستعر
سعر الشَّرّ والجرب فِي الْبَعِير. وَالْمعْنَى الْكَثْرَة والانتشار وَالْأَصْل إِسْنَاد الْفِعْل إِلَى الطَّاعُون فأُسند إِلَى الشَّام وَأخرج مَا كَانَ الْفَاعِل مَنْصُوبًا على التَّمْيِيز كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً} وَإِنَّمَا يفعل هَذَا للْمُبَالَغَة والتأكيد.
القرحان: الأملس من الدَّاء وَأَصله من لم يصبهُ جدري وَلَا حصبة وللحذر عَلَيْهِ من أَن يصاب بِالْعينِ اشتقوا لَهُ الِاسْم من الْقرح. يَسْتَسْقِي فِي (اب) . سعاره فِي (قد) . تسعسع فِي (عق) . سعن فِي (قن) . السعانين فِي (قل) . المساعر فِي (عر) . سَاعَته فِي (خُذ) .
السِّين مَعَ الْغَيْن
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدم خَيْبَر بِأَصْحَابِهِ وهم مسغبون وَالثَّمَرَة مغضفة فَأَكَلُوا مِنْهَا فَكَأَنَّمَا مرَّت بهم ريح فصُرعوا. أَي داخلون فِي المسغبة وَنَظِيره: أقحطوا وأجدبوا.
سغب المغضفة: الَّتِي استرخت وَلما تدْرك من الغضف فى الْأذن.

(2/180)


1 - ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا سُئِلَ عَن الطّيب عِنْد الْإِحْرَام فَقَالَ: أما أَنا فأسغسغه فى رأسى ثمَّ أحب بَقَاءَهُ.
سغسغ أَي أثْبته فِيهِ وأقرره من سغسغ شَيْئا فِي التُّرَاب إِذا دحَّه فِيهِ وسغسغ الدّهن بِالْيَدِ على الرَّأْس إِذا عصر رَاحَته لتَكون أرسخ للدهن فِي الرَّأْس. سغله فِي (بر) . سغسغها فِي (سخ) .
السِّين مَعَ الْفَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل عَلَيْهِ عمر فَقَالَ: يَا رَسُول الله لَو أمرت بِهَذَا الْبَيْت فسُفر وَكَانَ فى بَيت أُهب وَغَيرهَا وروى: فِي الْبَيْت أُهب عطنة وروى: أَنه دخل عَلَيْهِ وَعِنْده أفِيق. السّفر: الكنس. وَأَصله الْكَشْف. والمسفرة: المكنسة.
سفر الأُهب: لَيْسَ بتكسير للإهاب وَإِنَّمَا هُوَ اسْم جمع وَنَحْوه: أفق وأدم وعُمد فِي جمع أفِيق وأديم وعمود. والإهاب: الْجلد غير المدبوغ. والأفيق: الَّذِي لم يتم دباغه وَقيل الَّذِي تمَّ دباغه وَلم يعرك وَلم يدهن فَإِذا فُعل بِهِ ذَلِك فَهُوَ أَدِيم. عطن وعفن وعرن: أَخَوَات. يُقَال: عطن الْجلد إِذا أنتن فَسقط صوفه أَو شعره. وعفن الشَّيْء إِذا فسد نَتنًا وعرن اللَّحْم وعرنت الْقدر وَهِي الزهومة. أَتَاهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَالك بن مرَارَة الرهاوي رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِنِّي قد أُوتيت من الْجمال مَا ترى مَا يسرني أَن أحدا يُفَضِّلُنِي بِشِرَاكَيْنِ فَمَا فَوْقهمَا فَهَل ذَلِك من البغى فَقَالَ رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّمَا ذَلِك من سفه الْحق وغمط النَّاس.
سفه السَّفه: الخفة والطيش تَقول سفه فلَان عليَّ إِذا استخفت بك [373] وَجَهل

(2/181)


2 - عَلَيْك وَمِنْه زِمَام سَفِيه وسفهت الرّيح الْغُصْن. وَفِي سفه الْحق وَجْهَان: أَحدهمَا: أَن يكون على حذف الْجَار وإيصال الْفِعْل كَأَن الأَصْل سفه على الْحق. وَالثَّانِي: أَن يضمن معنى فعل مُتَعَدٍّ كجهل ونكر وَالْمعْنَى الاستخاف بِالْحَقِّ وَألا يرَاهُ على مَا هُوَ عَلَيْهِ من الرجحان والرزانة. الغمز والغمص والغمط: أَخَوَات فِي معنى الْعَيْب والازدراء. وَفِي غمص وغمط لُغَتَانِ: فَعَل يَفْعَل وفَعِل يَفْعِل. ذَلِك: إِشَارَة إِلَى الْبَغي كَأَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا الْبَغي من سفه وَالْمعْنَى: فعل من سفه. رأى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيت أم سَلمَة جَارِيَة وَرَأى بهَا سفعة فَقَالَ: إِن بهَا نظرة فاسترقوا لَهَا.
سفع السفعة: الْمس من الْجُنُون وحقيقتها: الْمرة من السفع وَهُوَ الْأَخْذ يُقَال: سفع بناصية الْفرس ليركبه أَو يلجمه وسفع بِيَدِهِ فأقامه. وَفِي كَلَام قُضَاة الْبَصْرَة: اسفعا بِيَدِهِ. وَمِنْه قَول ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ لرجل رَآهُ: إنَّ بِهَذَا سفعة من الشَّيْطَان فَقَالَ لَهُ الرجل: لم أسمع مَا قلت فَقَالَ: نشدتك بِاللَّه هَل ترى أحدا خير مِنْك قَالَ: لَا قَالَ: فَلهَذَا قلت مَا قلت. جعل مَا بِهِ من الْعجب مسًّا من الْجُنُون. والنظرة: الْإِصَابَة بِالْعينِ يُقَال: إِن نظرة وَصبي مَنْظُور. قَالَ: ... مَا لقِيت حُمر أَبى سوار ... من نظرة مثل أجيج النارر ... وَكَأن الْمَعْنى أَن السفعة أدركتها من قبل النظرة فَاطْلُبُوا لَهَا الرّقية وَقيل: الشُّفْعَة الْعين وَصبي مسفوع: معِين: فَهِيَ على هَذَا فِي معنى النظرة سَوَاء. قدم عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبُو عَمْرو النَّخعِيّ رَضِي الله عَنهُ فِي وَفد من النخع فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِنِّي رَأَيْت فِي طريقي هَذَا رُؤْيا رَأَيْت أَتَانَا تركتهَا فِي الْحَيّ ولدت جدياً أسفع أحوى. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: هَل لَك من أمة تركتهَا

(2/182)


3 - مَسَرَّة حملا قَالَ: نعم تركت أمة لي أظنها قد حملت. قَالَ: فقد ولدت غُلَاما وَهُوَ ابْنك. قَالَ: فَمَا لَهُ أسفع أحوى قَالَ: ادن مني فَدَنَا. قَالَ: هَل بك من برص تكتمه قَالَ: نعم وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا رَآهُ مَخْلُوق وَلَا علم بِهِ. قَالَ: هُوَ ذَاك قَالَ: وَرَأَيْت النُّعْمَان بن الْمُنْذر عَلَيْهِ قرطان ودملجان ومسكتان. قَالَ: ذَاك ملك الْعَرَب عَاد إِلَى أفضل زية وبهجته. قَالَ: وَرَأَيْت عجوزا شَمْطَاء تخرج من الأَرْض قَالَ: تِلْكَ بَقِيَّة الدُّنْيَا قَالَ: وَرَأَيْت نَارا [374] خرجت من الأَرْض فحالت بيني وَبَين ابْن 6 لى يُقَال لَهُ: عَمْرو ورأيتها تَقول: لظى لظى بَصِير وأعمى أطعومنى أكلكم كلكُمْ أهلكم ومالكم. فَقَالَ: تِلْكَ فتْنَة تكون فِي آخر الزَّمَان. قَالَ: وَمَا الْفِتْنَة يَا رَسُول الله قَالَ: يقتل النَّاس إمَامهمْ ثمَّ يشتجرون اشتجار أطباق الرَّأْس وَخَالف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أَصَابِعه يحْسب الْمُسِيء أَنه محسن وَدم الْمُؤمن أحلّ من شرب المَاء. الأسفع: الَّذِي فِيهِ سَواد مَعَ لون آخر وَمِنْه السفعة فِي الدَّار وَهِي مَا فِيهَا من زبل أَو رماد أَو قمام متلبد فتراه مُخَالفا للون الأَرْض فِي مَوَاضِع وكل صقر أسفع وكل ثَوْر وَحشِي أسفع وَقيل للحمامة: السفعاء لعلاطيها. والأحوى: لون يضْرب إِلَى سَواد قَلِيل وَسميت أُمّنا حَوَّاء لأُدمة كَانَت فِيهَا المسكة: السوار وَجَمعهَا مسك. لظى: علم للنار غير منصرف واللظى: اللهب. وَالْمعْنَى: أَنا لظى ولظى الثَّانِيَة: إِمَّا أَن تكون تكريرا للْخَبَر أَو خبر مُبْتَدأ آخر. بَصِير وأعمى أَي النَّاس فِي شأني ضَرْبَان: عَالم يَهْتَدِي لما هُوَ الصَّوَاب وَالْحق وجاهل يركب رَأسه فيضلّ. الاشتجار: الاشتباك. أطباق الرَّأْس: عِظَامه وَهِي مُتَطَابِقَة متشبكة كَمَا تشبك الْأَصَابِع. أَرَادَ التحام الْحَرْب بَين النَّاس واختلاطهم فِي الْفِتْنَة وموج بَعضهم فِي بعض. أَنا وسفعاء الْخَدين الحانية على وَلَدهَا يَوْم الْقِيَامَة كهاتين وَضم إصبعه.

(2/183)


4 - أَرَادَ الَّتِي آمت من زَوجهَا وَقصرت نَفسهَا على وَلَدهَا وَتركت التصنع فشحب لَوْنهَا وَتغَير بالغموم وابتذال النَّفس فِي الاعتناء بِالْوَلَدِ. يُقَال: حنت الْمَرْأَة على وَلَدهَا تحنوا حنوًّا: إِذا أَقَامَت عَلَيْهِ بعد زَوجهَا وَلم تتَزَوَّج فهى حانية. أَتَى بِرَجُل فَقيل: إِن هَذَا سرق فكإنما أُسف وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 4
سفف هُوَ من قَوْلهم: أسففت الوشم وَهُوَ أَن تغرز الحديدة فِي الْبشرَة ثمَّ تحشو المغارز كحلا حَتَّى تسفه سفًّا أَي تغير وَسَهْم وأكمد لَونه حَتَّى عَاد كالبشرة الْمَفْعُول بهَا ذَاك وَهُوَ مستعار من سفّ الرجل الدَّوَاء وأسففته إِيَّاه. وَمِنْه: إِن رجلا أَتَاهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِن لي جيرانا أصِلُهم ويقطعونني وأُحسن إِلَيْهِم ويسيئون إليّ فَقَالَ: أَكَانَ كَذَلِك فكأنك إِنَّمَا تسفهم المل. أَي الرماد الحارّ وَقيل: الْجَمْر الَّذِي تشوي فِيهِ الخبزة وَلَا يُقَال لَهُ ملّ حَتَّى يخالطه رماد. إِن الله [375] رضى لكم مَكَارِم الْأَخْلَاق وَكره لكم سفسافها
سفسف هُوَ فِي الأَصْل مَا تهبي من غُبَار الدَّقِيق إِذا نُخل. ودُقاق التُّرَاب. وَيُقَال: سفسفت الدَّقِيق ثمَّ شبه بِهِ كل وسخ رَدِيء. عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَلا إِن الأسيفع أسيفع جُهَيْنَة قد رَضِي من دينه وأمانته بِأَن يُقَال لَهُ سَابق الْحَاج أَو قَالَ: سبق الْحَاج فادّان معرضًا فَأصْبح قدرين بِهِ فَمن كَانَ لَهُ: عَلَيْهِ دين فليغد بِالْغَدَاةِ فلنقسم مَاله بَينهم بِالْحِصَصِ.
سفع الأسيفع: [علم وَهُوَ فِي الأَصْل] تَصْغِير الأسفع صفة وعلماً [من السفعة] .

(2/184)


5 - جُهَيْنَة: من بطُون قضاعة بن مَالك بن حمير. وَعَن قطرب: إِنَّهَا منقولة من مصغر جهان على التَّرْخِيم يُقَال: جَارِيَة جهانة أَي شَابة. ادّان: افتعل من الدّين كاقترض من الْقَرْض. معرضًا: من قَوْلهم طأ معرضًا أَي ضع رجلك حَيْثُ وَقعت وَلَا تتق شَيْئا. وَأنْشد يَعْقُوب للبعيث: ... فطأ مُعْرِضاً إِن الحتوف كَثِيرَة ... وَإنَّك لَا تُبْقِي مِنَ المالِ بَاقِيا ... أَرَادَ فاستدان مَا وجد مِمَّن وجد والحقيقة بِأَيّ وَجه أمكنه وَمن أَي عرض تَأتي لَهُ غير مُمَيّز وَلَا مبال بالتَّبعة. رين بِهِ أَي غلب وفُعِلَ بِشَأْنِهِ. حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ ذكر قوم لوط وَخسف الله بهم فَقَالَ: وتتبعت أسفارهم بِالْحِجَارَةِ.
سفر جمع سفر وهم المسافرون وَهَذَا كَمَا يروي إِنَّهَا لما قلبت عَلَيْهِم رمى بقاياهم بِكُل مَكَان. كَعْب قَالَ لأبي عُثْمَان النَّهْدِيّ رحمهمَا الله تَعَالَى: إِلَى جانبكم جبل مشرف على الْبَصْرَة يُقَال لَهُ: سَنَام فَقَالَ: نعم قَالَ: فَهَل إِلَى جَانِبه مَاء كثير السافي قَالَ: نعم. قَالَ: فَإِنَّهُ أول مَاء يردهُ الدَّجَّال من مياه الْعَرَب.
سفى السافي: التُّرَاب الَّذِي تسفيه الرّيح أَي تحتمله وتهجم بِهِ على النَّاس وَغَيرهم وَنَظِيره: المَاء الدافق والسر الكاتم. وَالْمَاء الَّذِي ذكره هُوَ سفوان وَهُوَ على مرحلة من بَاب المربد بِالْبَصْرَةِ سمي بذلك لِكَثْرَة سافيه. ابْن الْمسيب رَحمَه الله لَوْلَا أصوات السافرة لسمعتم وجبة الشَّمْس والسافرة: أمة من الرّوم.
سفر هَكَذَا جَاءَ مُتَّصِلا بِالْحَدِيثِ وَكَأَنَّهُم سمُّوا بذلك لبعدهم وتوغلهم فِي الْمغرب.

(2/185)


6 - الوجبة: الْغُرُوب يَعْنِي صَوته فَحذف الْمُضَاف. النَّخعِيّ رَحمَه الله كره أَن يُوصل الشّعْر وَلَا بَأْس بالسفة.
سفف هِيَ شَيْء من القراميل والقراميل: مَا تصل بِهِ الْمَرْأَة شعرهَا من شعر أَو صوف. وَهُوَ من السَّفّ يُقَال: سفّ الخوص إِذا نسجه والعرقة المسفوفة سفّة. الشّعبِيّ رَحمَه الله كره أَن يُسفّ الرجل النّظر إِلَى أمه وَابْنَته وَأُخْته. يُقَال: أسفَّ النّظر إِذا أحده وَهُوَ من بَاب الْمجَاز كَأَنَّهُ جعل نظره [376] فِي اخذه المنظور إِلَيْهِ لحدّته بِمَنْزِلَة الساف لمنظره وَيقرب مِنْهُ قَوْلهم حَكَاهُ أَبُو زيد: إِنَّه لتعجمك عَيْني أَي كَأَنِّي أعرفك. سفه الْحق فِي (جلّ) . السفع فِي (عَن) . السفار فِي (نض) . سفعاء فِي (زو) . السفين فِي (فض) .
السِّين مَعَ الْقَاف
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ معَاذ إِمَام قومه فَمر فَتى بناضحه يُرِيد سقيَّة فأقيمت الصَّلَاة فَدخل مَعَهم فطوَّل معَاذ وَصلى الْفَتى ثمَّ خرج فذُكر ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ: أعدت فتَّاناً إِذا كنت إِمَامًا للنَّاس فَخفف.
سقى السَّقيّة: النّخل الَّذِي يُسقى بالسَّواني. الْعود: يَجِيء كثيرا بِمَعْنى الصيرورة. وَمِنْه قَول كَعْب: وددت أَن هَذَا اللَّبن يعود قطراناً فَقيل لَهُ: لم أَبَا إِسْحَاق قَالَ: تتبعت قُرَيْش أَذْنَاب الْإِبِل وَتركُوا الْجَمَاعَات وَقَالَ الشَّاعِر: ... أَطَعْتُ العُرْسَ فِي الشَّهَوَاتِ حَتّى ... أعادَتْنِي عَسِيفاً عَبْد عَبْدِ ...

(2/186)


7 - يُحشر مَا بَين السقط إِلَى الشَّيْخ الفاني مردا جردا مُكَحَّلِينَ أولى أفانين.
سقط السقط: الْوَلَد يسْقط قبل تَمَامه وَفِي حَرَكَة فائه ثَلَاث لُغَات. الأفانين: جمع أفنان جمع فنن وَهُوَ الْخصْلَة من الشّعْر قَالَ العجاج: ... يَنْفُضْنَ أَفْنَانَ السَّبِيبِ والعُذَرْ ... وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فِي ذكر أهل الْجنَّة: كل وَاحِد مِنْهُم فَتى شَاب أَمْرَد أَجْعَد أَبيض لَهُ جمَّة على مَا اشتهت نَفسه حشوها الْمسك الأذفر. عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ للَّذي قتل الظبي وَهُوَ محرم: خُذ شَاة من الْغنم فَتصدق بلحمها وأسق إهابها.
سقى أَي أعْطه من يَتَّخِذهُ سقاءً وَنَظِيره: أسقني عسلا وأقدنى خيلا وأسقني إبِلا. عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ جَاءَ ابْن أبي بكر إِلَيْهِ فَأَخذه بلحيته وَأَقْبل رجل مسقَّف بِالسِّهَامِ فَأَهوى بهَا إِلَيْهِ.
سقف الأسقف والمسقف: الطَّوِيل فِيهِ جنأ والنعام مَوْصُوفَة بالسَّقف والجنأ وَمِنْه السّقف لإظلاله وتجانئه على مَا تَحْتَهُ. سعد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ بسر بن سعيد: كُنَّا نجالسه وَكَانَ يتحدث حَدِيث النَّاس والأخلاق فَكَانَ يُساقط فِي ذَلِك الحَدِيث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
سقط أَي يلقيه فِي تضاعيف ذَلِك وَيَرْمِي بِهِ. قَالَ أَبُو حيَّة النميري. ... إِذا كُنَّ ساقَطْنَ الحَدِيث كأنَّهُ ... سِقاطُ حَصَى المَرْجَان من كَفِّ ناظِم ... ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ: كنت أجالس ابْن مَسْعُود فسقسق [377] على رَأسه عُصْفُور فنكته بِيَدِهِ.
سقسق يُقَال: زقزق الطَّائِر بذرقه وسقسق بِهِ إِذا رمى بِهِ وزقَّ وسقَّ مثله. نكته: أَي سلته بإصبعه.

(2/187)


8 - قَالَ ابْن معيز السَّعْدِيّ رَحمَه الله تَعَالَى: خرجت سحرًا أسقد بفرس لى فمررت على مَسْجِد بني حنيفَة فَسَمِعتهمْ يذكرُونَ مُسَيْلمَة الْكذَّاب ويزعمون أَنه نبيّ فَأتيت ابْن مَسْعُود فَأَخْبَرته فَبعث إِلَيْهِم الشُّرط فَجَاءُوا بهم فاستتابهم [فتابوا] فخلّى عَنْهُم وقدّم ابْن النواحة فَضرب عُنُقه. وروى: خرجت بفرس لي لأُسقده وروى: أسلقد فرسى.
سقد. سلقد يُقَال أسقد فرسه وسقَّده وسلقده ضمَّره. والسقدد والسلقد: الْفرس الْمُضمر. وَالْبَاء فِي أُسقد بفرس مثل فِي فِي قَوْله: يجرح فِي عراقيبها. وَالْمعْنَى: أفعل التضمير لفرسي. وَاللَّام فِي سلقد: مَحْكُوم بزيادتها مثلهَا فِي كلصم بِمَعْنى كصم إِذا فرّ وَنَفر وَلَعَلَّ الدَّال فِي هَذَا التَّرْكِيب معاقب للطاء لِأَن التضمير إِسْقَاط لبَعض السّمن إِلَّا أَن الدَّال جعلت لَهَا خُصُوصِيَّة بِهَذَا الضَّرْب من الْإِسْقَاط. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا كَانَ يَغْدُو فَلَا يمر بسقَّاط وَلَا صَاحب بيعةٍ إِلَّا سلم عَلَيْهِ.
سقط هُوَ الَّذِي يَبِيع سقط الْمَتَاع أَي رذاله. الْبيعَة من البيع كالركبة من الرّكُوب. عَمْرو كَانَت بَينه وَبَين عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا محاورة فَأَغْلَظ لَهُ عمر فقاوله عَمْرو فَلَمَّا فرغ من كَلَامه قَالَ لَهُ رجل من بني أُميَّة يُقَال لَهُ الأشجّ: إِنَّك وَالله سقعت الْحَاجِب وأوضعت بالراكب.
سقع السقع والصقع: الضَّرْب الشَّديد وَالْمرَاد: صككت وَجهه بِشدَّة كلامك وجبهته بِقَوْلِك. يُقَال: وضع الْبَعِير وضعا ووضوعا: أسْرع فِي سيره وأوضعه رَاكِبه وأوضع بالراكب: جعله موضعا لراحلته يُرِيد أَنَّك بهرته بالمقاولة حَتَّى ولّى عَنْك وَنَفر مسرعا. السقارون فِي (حن) . سقني فِي (لق) . مسقاته فِي (رع) . المسقويّ فِي (خم) . السقفاء فِي (ين) . سِقَايَة الْحَاج فِي (اث) . من سقيفاه فِي (ثو) . السواقط فِي (عو) . ساقي الْحَرَمَيْنِ فى (قف) .

(2/188)


9 - السِّين مَعَ الْكَاف
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خير المَال سكَّة مأبورة ومهرة مأمورة.
سِكَك هِيَ الطَّرِيقَة المصطفة من النّخل وَمِنْهَا قيل للأزقة: سِكَك لاصطفاف الدّور فِيهَا. والمأبورة: الملقحة وَقيل: المُرَاد سكَّة الحراثة. والمأبورة: الْمصلحَة قَالَ: ... فإنْ أَنْتِ لم تَرْضَىْ بسَعْيِي فاتْرُكِي ... لِيَ البيتَ آبُرْه وكُوني مَكانِيَا ... [378] أَي أصلحه. الْمَأْمُورَة: الْكَثِيرَة النِّتَاج وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول المؤمرة وَلَكِن زاوج بهَا الْمَأْبُورَة كَمَا قَالَ: مَأْزُورَات غير مَأْجُورَات. وَعَن أبي عُبَيْدَة: أَمرته بِمَعْنى آمرته أَي كثَّرته وَلم يقلهُ غَيره. وَيجوز أَن يُراد: أَنَّهَا لِكَثْرَة نتاجها كَأَنَّهَا مأمورة بذلك. وَمن سكَّة الحراثة قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا دخلت السِّكَّة دَار قوم إِلَّا ذلُّوا. يُرِيد أَن أهل الْحَرْث ينالهم المذلة لما يطالبون بِهِ من العُشر وَالْخَرَاج وَنَحْوهمَا. وَنَحْوه العزّ فِي نواصي الْخَيل والذل فِي أَذْنَاب الْبَقر. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن كسر سكَّة الْمُسلمين الْجَائِزَة بَينهم. أَرَادَ الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير المضروبة بالسكة وَإِنَّمَا كره تقويضها لما فِيهَا من ذكر الله أَو لِأَنَّهُ يضيع قيمتهَا وَقد نهى عَن إِضَافَة المَال أَو لكَرَاهَة التَّدنيق. وَعَن الْحسن رَحمَه الله: لعن الله الدانق وَأول من أحدث الدانق مَا كَانَت الْعَرَب تعرفه وَلَا أَبنَاء الْفرس. وَقيل: كَانَت تجْرِي عددا لَا وزنا فِي صدر الْإِسْلَام فَكَانَ يعمد أحدهم إِلَيْهَا فَيَأْخُذ أطرافها بالمقراض. اللَّهُمَّ أحينى مِسْكينا وأمتني مِسْكينا واحشرني فِي زمرة الْمَسَاكِين. قيل: أَرَادَ التَّوَاضُع والإخبات وَألا يكون من الجبارين.

(2/189)


0 - استقروا على سكناتكم فقد انْقَطَعت الْهِجْرَة.
سكن يُقَال: النَّاس على سكناتهم ومكناتهم ونزلاتهم أَي على أَحْوَالهم المستقيمة وَالْمعْنَى: كونُوا على مَا أَنْتُم عَلَيْهِ مستقرين فِي مواطنكم لَا تبرحوها فَإِن الله قد أعزَّ الْإِسْلَام وأغنى عَن الْهِجْرَة والفرار عَن الوطن حذار الْمُشْركين قَالَ ذَلِك عِنْد فتح مَكَّة. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِيمَا بَين العشاءين حَتَّى ينصدع الْفجْر إِحْدَى عشرَة رَكْعَة فَإِذا سكب الْمُؤَذّن بِالْأولَى من صَلَاة الْفجْر قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خفيفتين.
سكب أصل السكب الصب فاستعير للإفاضة فِي الْكَلَام كَمَا يُقَال هضب فِي الحَدِيث وَأخذ فِي خطْبَة فسحلها وَكَانَ ابْن عَبَّاس مثجًّا. كَانَ اسْم فرسه السكب وَمن أفراسه: اللحيف واللزاز والمرتجز. هُوَ من قَوْلهم: فرس سكب أَي كثير الجري. قَالَ أَبُو دَاوُد: ... وَقد أغْدُو بِطْرفٍ هَيْكَلٍ ذِي مَيْعة سَكْبِ ... وَنَحْوه قَوْلهم: مسح وبحر ويعبوب وَقيل: هُوَ السكب سمي بالسكب وَهُوَ شقائق النُّعْمَان قَالَ: ... كالسّكَب المحمّر فَوق الرابية ... وَقيل: اللحيف لِكَثْرَة شائله وَهُوَ ذَنبه. واللزاز لتلززه كَقَوْلِهِم: كناز ولكاك للناقة. والمرتجز: لحسن صهيله. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام خطبهم على مِنْبَر الْكُوفَة وَهُوَ يومئذٍ غير مسكوك.

(2/190)


1 - سِكَك أَي غير مسمر من السك [379] وَهُوَ تضبيب الْبَاب. والسكى: المسمار سِكَك وروى بالشين وَهُوَ المشدود الْمُثبت من قَوْلهم: رَمَاه فشكّ قدمه بِالْأَرْضِ أَي أثبتها. الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ وضع يَدَيْهِ على أُذُنَيْهِ وَقَالَ: استكَّتَا إِن لم أكن سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: الذَّهَب بِالذَّهَب وَالْفِضَّة بِالْفِضَّةِ مثل بِمثل. أَي صمَّتا قَالَ عبيد: ... دَعَا معاشِرَ فاستكت مسامعهم ... يالهف نَفْسِيَ لَو يَدْعُو بني أَسَدِ ... كَعْب رَحمَه الله تَعَالَى ذكر يَأْجُوج وَمَأْجُوج وهلا كهم فَقَالَ: ثمَّ يُرْسل الله السَّمَاء فتنبت الأَرْض حَتَّى إِن الرمانة لتشبع السكن.
سكن هم أهل الْبَيْت. قَالَ ذُو الرمة: ... فياكرم السَّكْنِ الَّذين تحملوا ... وَهُوَ نَحْو الصَّحْب وَالشرب. سكنها فِي (حَيّ) . سكت فِي (ذل) . السكينَة فِي (ام) . تمسكن فِي (با) .
السِّين مَعَ اللَّام
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على كل سلاقى من أحدكُم صَدَقَة ويجزىء من ذَلِك رَكْعَتَانِ يُصَلِّيهمَا من الضُّحَى. قَالَ الزّجاج: السلاميات: الْعِظَام الَّتِي بَين كل مفصلين من أَصَابِع الْإِنْسَان.
سلم وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: السلَامِي: كل عظم مجوف مِمَّا صغر من الْعِظَام وَلَا يُقَال لمثل الظنبوب والزند: سلامي إِنَّمَا يُقَال لَهُ قصب وَقيل: السلاميات فصوص أَعلَى الْقَدَمَيْنِ وَهِي من الْإِبِل فِي الأخفاف وَهِي عِظَام صغَار يجمعهن عصب. يجزىء: يغنى.

(2/191)


2 - لعن السلتاء والمرهاء.
سلت هِيَ الَّتِي لَا تختضب وَلَا تكتحل وَقد سلتت سلتا ومرهت مرهاً من السلت وَهُوَ القشر. وَمن قَوْلهم: رجل مره الْفُؤَاد أَي سقيمه ذاهبه. من تسلّم فِي شَيْء فَلَا يصرفهُ إِلَى غَيره.
سلم سلف هُوَ الَّذِي أسلم أَي أسلف دَرَاهِم فِي تمر فتسلمها أَي أَخذهَا فَلَيْسَ لَهُ أَن يصرف التَّمْر إِلَى الزَّبِيب فَيَقُول للْمُسلمِ: خُذ زبيباً مَكَان التَّمْر وَكَذَلِكَ مَا أشبهه. بَكت بنت أم سَلمَة على حَمْزَة رَضِي الله عَنْهُمَا ثَلَاثَة أَيَّام وتسلَّبت فَدَعَاهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأمرهَا أَن تنصى وتكتحل.
سلب تسلبت: لبست السلاب وَهُوَ سَواد المحدّ. وَقيل: خرقَة سَوْدَاء كَانَت تغطي رَأسهَا بهَا وَالْجمع سلب قَالَ ضَمرَة بن ضَمرَة. ... هَل تَخْمِشن إبلي عليَّ وجوهها ... أَو تعصِبَنّ رُءوسها بِسِلاَب ... وتنصَّت الْمَرْأَة إِذا سرَّحت شعرهَا ونصَّتها الماشطة ونصتها تنصوها أَخذ الْفِعْل من الناصية وَإِن كَانَ التسريح لسَائِر شعر الرَّأْس لِأَن الناصية الناصية فنِّزلت منزلَة جَمِيعه. اللَّهُمَّ اسْقِ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف من سليل الْجنَّة وروى: من سلسل الْجنَّة.
سلل السَّلِيل: الشَّرَاب الْخَالِص كَأَنَّهُ سلَّ من القذى حَتَّى خلص. والسلسل [38] والسلسال والسلاسل: السهل فِي الْحلق. طَاف صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْبَيْتِ يسْتَلم الْأَحْجَار. وروى: الْأَركان بِمِحْجَنِهِ.
سلم اسْتَلم: افتعل من السلمة وَهِي الْحجر. وَهُوَ أَن تتناوله وتعتمده بلمس أَو تَقْبِيل أَو إِدْرَاك بعصا وَنَظِيره استهم الْقَوْم إِذا أجالوا السِّهَام. واهتجم الحالب إِذا حلب فِي الهجم وَهُوَ الْقدح الضخم.

(2/192)


3 - المحجن: عَصا فِي رَأسهَا عقافة. أَخذ ثَمَانِينَ رجلا من أهل مَكَّة سلما. أَي مستسلمين معطين بِأَيْدِيهِم يُقَال: رجل سلم ورجلان سلم وَقوم سلم. قَالَ: ... فاتّقين مَرْوان فِي الْقَوْم السَلمْ ... عمر رَضِي الله عَنهُ لما أُتِي بِسيف النُّعْمَان بن الْمُنْذر دَعَا جُبَير بن مطعم فسَّلحه إِيَّاه ثمَّ قَالَ لَهُ: يَا جُبَير مِمَّن كَانَ النُّعْمَان قَالَ: كَانَ رجلا من أشلاء قنص بن معد.
سلح أى جعله سلاحه وَالسِّلَاح: مَا أعدته للحرب من آلَة الْحَدِيد وَالسيف وَحده يُسمى سِلَاحا وَعَن أَبى عُبَيْدَة: السِّلَاح مَا قوتل بِهِ وَالْجنَّة مَا اتَّقى بِهِ. الأشلاء: البقايا يُقَال: بَنو فلَان أشلاء قى بني فلَان أَي بقايا فيهم والشِّلو: الْبَقِيَّة فِي اللَّحْم وأشلاء اللجام: الَّتِي تقادمت فدق حديدها ولان فَلَيْسَ على الْفرس مِنْهُ أَذَى. وَقد ذكر الزبير بن بكار من ولد معد بن عدنان نزار وقضاعة وَعبيد الرماح وقنصا وقناصة وجنادة وعوفا وحبيباً وسلهماً. وَقَالَ: وَأما قنص بن معد فَلم يبْق مِنْهُم أحد وَمِنْهُم كَانَ النُّعْمَان بن الْمُنْذر الَّذِي كَانَ بِالْحيرَةِ وَقد نُسبوا فِي لخم وَأنْشد للنابغة ينْسب النُّعْمَان إِلَى معد: ... فَإِن يرجع النّعمان يفرح ونبتهجْ ... وَيَأْتِ مَعَدّا ملكُها وربيعُها ... وَكَانَ جُبَير أنسب الْعَرَب للْعَرَب وَذَلِكَ أَنه كَانَ أَخذ النّسَب عَن أبي بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا. إِن وليدة لَهُ يُقَال لَهَا مرْجَانَة أَتَت بِولد زنا فَكَانَ يحملهُ على عَاتِقه ويسلت خشمه.
سلت أَي يمسح مخاطه. وأصل السلت الْقطع والقشر وسلت الْقَصعَة لحستها. وَمِنْه: إِن عَاصِم بن سُفْيَان الثَّقَفِيّ حدَّث عمر رَضِي الله عَنْهُمَا بِحَدِيث فِيهِ تَشْدِيد على الْوُلَاة فَقَالَ عمر على جَبهته: إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون من يَأْخُذهَا بِمَا فِيهَا فَقَالَ سلمَان: من سلت الله أَنفه وألزق خدَّه بِالْأَرْضِ.

(2/193)


4 - أَي جدع أَنفه وَالضَّمِير فِي يَأْخُذهَا للخلافة وَكَأن سلمَان دَعَا على من يكون بدل عمر. وَمِنْه حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: إِنَّهَا قَالَت فِي الْمَرْأَة تَوَضَّأ وَعَلَيْهَا الخضاب: اسلتيه وأرغميه. أَي أهينيه وارمي بِهِ عَنْك [381] فِي الرَّغام. والخشم: مَا يسيل من الخياشيم. عَامر بن ربيعَة رَضِي الله عَنهُ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبعثنا ومالنا طَعَام إِلَّا السّلف من التَّمْر فنقسمه قَبْضَة قَبْضَة حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى تَمْرَة تَمْرَة. قَالَ لَهُ عبد الله بن عَامر: مَا عَسى أَن ينفعكم تَمْرَة تَمْرَة قَالَ: لَا تقل ذَاك فوَاللَّه مَا عدا أَن فقدناها ختللناها.
سلف السّلف: الجراب الضخم. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ أَدِيم لم يُحكم دبغه كَأَنَّهُ الَّذِي أصَاب أول الدّباغ وَلم يبلغ آخِره. اختللناها: أَي اختللنا إِلَيْهَا فَحذف الْجَار وأوصل الْفِعْل وَالْمعْنَى: احتجنا إِلَيْهَا من الْخلَّة وَهِي الْحَاجة. ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {فجَاءَتْهُ إحْدَاهُمَا تَمْشي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} : لَيست بسلفع.
سلفع هى الوقحة الجرئية على الرِّجَال. وَفِي الحَدِيث فِي ذكر النِّسَاء: شرهنَّ السلفعة البلقعة. أَي الخالية من كل خير. أَرض الْجنَّة مسلوفة وحصلبها الصوار وهواؤها السجسج.
سلف هى اللينة الملساء كَأَنَّهَا سلفت بالمسلفة. الحصلب: التُّرَاب. الصوار: الْمسك السجسج: أرق مَا يكون من الْهَوَاء.

(2/194)


5 - ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا دخل عَلَيْهِ سعيد بن جُبَير فَسَأَلَهُ عَن حَدِيث المتلاعنين وَهُوَ مترش برذعة رَحْله مُتَوَسِّد مرفقة أَدَم حشوها لِيف أَو سلب.
سلب هُوَ لِيف الْمقل. وَقيل: شجر بِالْيمن مِنْهُ الحبال. وَقَالَ شمر: السَّلب: قشر من قشور الشّجر يعْمل مِنْهُ السلال. يُقَال لسوقه: سوق السلابين. وَهِي مَعْرُوفَة بِمَكَّة. كَانَ رَضِي الله عَنهُ يكره أَن يُقَال: السّلم وَكَانَ يَقُول: الْإِسْلَام لله. وَكَانَ يَقُول: السّلف. السّلم: اسْم من الْإِسْلَام بِمَعْنى الإذعان والانقياد فكره أَن يسْتَعْمل فِي غير طَاعَة الله وَإِن كَانَ يذهب بِهِ مستعمله إِلَى معنى السّلف الَّذِي لَيْسَ من الْإِسْلَام. وَهَذَا من الْإِخْلَاص بَاب لطيف المسلك. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا ذكر الْأَرْضين السَّبع فوصفها فَقَالَ فى صفة الْخَامِسَة: فِيهَا حيات كسلاسل الرمل وكالخطائط بَين الشقائق.
سلسل قَالَ أَبُو عبيد: السلَاسِل رمل ينْعَقد بعضه على بعض وينقاد. الخطائط: الخطوط جمع خطيطة. الشقائق: قطع غَلِيظَة بَين جبلي الرمل جمع شَقِيقَة. أَبُو الْأسود الدؤَلِي رَحمَه الله وضع النَّحْو حِين اضْطربَ كَلَام الْعَرَب فَغلبَتْ السليقة.
سلق أَي اللُّغَة الَّتِي يسترسل فِيهَا الْمُتَكَلّم بهَا على سليقته أَي سجيته وطبيعته من غير تقيّد إِعْرَاب وَلَا تجنب لحن قَالَ: ... وَلست بنحويٍٍّ يلوكُ لسانَه ... وَلَكِن سليقيٌّ أَقُول فأُعرب ... سالفتي فِي (غب) . واسلب فِي (عذ) . لمسلٍ فِي (غث) : سلب فِي (خل) .

(2/195)


6 - فسلقاني فِي (هُوَ) . سلع فِي (فر) . سلت فِي (مض) . السلفعة فِي (قي) . سلقت فِي (بش) . سلفع [382] فِي (زو) . سلب فِي (جش) : سلق وسلائق فِي (صل) . سلم فِي (صو) . سليط فِي (زن) . سلم الْمُؤمنِينَ فِي (رب) . سلم فِي (سر) . أسلقد فِي (سُقْ) . بسلالة فِي (رص) . سالفها فِي (عب) . والسالفة فِي.
السِّين مَعَ الْمِيم
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من سمَّع النَّاس بِعَمَلِهِ سمَّع الله بِهِ أسامع خلقه وحقَّره وصغَّره وروى: سامع خلقه بِالرَّفْع.
سمع التسمعة: أَن يُسمِّع النَّاس عمله وينوِّه بِهِ على سَبِيل الرِّيَاء. وَيُقَال: إِنَّمَا يفعل هَذَا تسمعة وترئية أَي ليُسمع بِهِ ويُري. والأسامع: جمع أسمع جمع سمع يَعْنِي من نوَّه بِعَمَلِهِ رِيَاء وَسُمْعَة نوَّه الله بريائه وتسميعه وقرع بِهِ أسماع خلقه فتعارفوه وأشهروه بذلك فيفتضح. وَمن رَوَاهُ: سامع خلقه فَهُوَ صفة الله تَعَالَى. وَلَو روى بِالنّصب لَكَانَ الْمَعْنى. سمع بِهِ من كَانَ لَهُ سمع من خلقه. لما قدم الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَة أَرَادوا أَن يَأْتُوا النِّسَاء فِي أدبارهن وفروجهن فأنكرن ذَلِك فجئن إِلَى أم سَلمَة فَسَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك فَقَالَ: نِسَاؤُكُمْ حرث لكم فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم سماما وَاحِدًا.
سمم هُوَ من سمام الإبرة وَهُوَ خرتها أَي مأتى وَاحِدًا. وانتصاب سماماً على الظّرْف أَي فَأتوا حَرْثكُمْ فِي سمام وَاحِد إِلَّا أَنه ظرف مَحْدُود أجْرى مجْرى الْمُبْهم. قَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَمْرو بن عبسة رَضِي الله عَنهُ: أَي السَّاعَات أسمع قَالَ: جَوف اللَّيْل الآخر. ثمَّ قَالَ: إِذا تَوَضَّأت فغسلت يَديك خرجت خطاياك

(2/196)


7 - من يَديك وَأَنا ملك مَعَ المَاء فَإِذا غسلت وَجهك ومضمضت واستنشيت واستنثرت خرجت خَطَايَا وَجهك وفيك وخياشيمك مَعَ المَاء.
سمع أى أوفق لَا سَماع الدُّعَاء فِيهِ. وَهُوَ من بَاب نَهَاره صَائِم وليله قَائِم. جَوف اللَّيْل الآخر: الْجُزْء السَّادِس من أسداسه. الاستنشار وَالِاسْتِنْشَاق: أَخَوان. وَقد نشيت الرَّائِحَة ونشقتها. وَقَالَ ذُو الرمة: ... واسْتُنْشِيَ الغَرَبُ ... الاستنثار: اسْتِخْرَاج المَاء من الْأنف بعد الِاسْتِنْشَاق كَأَنَّك تطلب نثره وتفريقه. اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من قَول لَا يُسمع. أَي لَا يعْتد بِهِ وَلَا يُسْتَجَاب فَكَأَنَّهُ غير مسموح. وَمِنْه قَول الْمُصَلِّي: سمع الله لمن حَمده. وَقَالَ شُتَيْر بن الْحَارِث الضَّبِّيّ: ... دعوتُ الله حَتَّى خفت ألاّ ... يكونَ اللهُ يَسْمَعُ مَا أقولُ ... قَالَ قيس بن أبي غرزة رَضِي الله عَنهُ: كُنَّا نسمي السماسرة على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَتَانَا وَنحن بِالبَقِيعِ [383] فسمانا باسم هُوَ أحسن مِنْهُ فَقَالَ: يَا معشر التُّجَّار فاستمعنا إِلَيْهِ فَقَالَ: إِن هَذَا البيع يحضرهُ الْحلف وَالْكذب فشوبوه بِالصَّدَقَةِ.
سمسر هُوَ جمع سمسار. والسمسرة: البيع وَالشِّرَاء. قَالَ: ... قد وَكَّلَتْني طَلَّتي بالسَّمسرهْ ... وَيُقَال للمتوسط بَين البَائِع وَالْمُشْتَرِي سمسار. قَالَ الْأَعْشَى: ... فعشنا زَمَانا بينَنَا ... رسولٌ يحدّث أخبارَها
فَأَصْبَحت لَا أَسْتَطِيع الجوابَ ... سوى أَن أُراجع سِمْسارها ... يُرِيد السفير بَينهمَا.

(2/197)


8 - يكون فى آخر الزَّمَان قوم يتسمنون.
سمن أَي يدّعون مَا لَيْسَ لَهُم من الشّرف ليلحقوا بِأَهْل الشَّرف. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لَا يُقرّ رجل أَنه كَانَ يطَأ جَارِيَته إِلَّا ألحقت بِهِ وَلَدهَا. فَمن شَاءَ فليمسكها وَمن شَاءَ فليسمرها. قَالَ النَّضر: التسمير: الْإِرْسَال وَقد سَمِعت من يَقُول: أخذت غريمي ثمَّ سمرته
سمر أَي أَرْسلتهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التسمير: إرْسَال السهْم بالعجلة. والخرقلة: إرْسَاله بالتأني يُقَال: سمَّر فقد أخطأك الصَّيْد. وخرقل حَتَّى يخطئك. وروى عَن شمر: التسمير والتشمير مَعًا. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْمَعْرُوف فِي الْعَرَبيَّة بالشين من شمَّرت السَّفِينَة وَغَيرهَا. وَقَالَ الشماخ: ... كَمَا سَطع المِرِّيخُ شَمَّره الغَالِي ... وَفِيه وَجْهَان: أَحدهمَا أَن يكون السِّين بَدَلا من الشين كَقَوْلِهِم: مسدوه فِي مشدوه لِأَن معنى الْإِرْسَال فِي شمّر أوضح. وَالثَّانِي: أَن يكون قَائِما بِرَأْسِهِ مشتقاَّ من سمّرت الْإِبِل لَيْلَتهَا إِذا رعت فِيهَا لِأَنَّهَا تكون مُرْسلَة مخّلاة فِي ذَلِك وَكَأن معنى سمّره جعله كالسامر من الْإِبِل فِي إرْسَاله وتخليته. كَانُوا يرحلون إِلَيْهِ فَيَنْظُرُونَ إِلَى سمته وهديه ودله فيتشبهون بِهِ.
سمت السمت: أَخذ النهج وَلُزُوم المحجة. وسمت فلَان الطَّرِيق يسمت. وَأنْشد الْأَصْمَعِي لطرفة: ... خواضع بالرُّكْبان خُوصاً عيونُها ... وهنَّ إِلَى الْبَيْت الْعَتِيق سوامِتُ ...

(2/198)


9 - ثمَّ قَالَ: مَا أحسن سمته أَي طَرِيقَته الَّتِي ينتهجها فِي تحري الْخَيْر والتزييّ بزيّ الصَّالِحين. وَالْهدى: السِّيرَة السوية يُقَال: هدى هدْى فلَان إِذا سَار سيرته. وَفِي الحَدِيث: اهْدوا هدى عمار. وَقَالَ الشَّاعِر: ... ويجبرنى عَن غَائِب المرءِ هَدْيُهُ ... كفي الهَدْي عمّا غيّب المرءُ مُخْبِرا ... والدل: حسن الشَّمَائِل وَأَصله من دلِّ الْمَرْأَة وَهُوَ شكلها وَذَلِكَ يستحسن مِنْهَا [384] وَقد دلَّت تدل قَالَ: ... ودَلَّي دَلَّ ماجدةٍ صَنَاعِ ... وَمن النَّاس من يُقَاتل رِيَاء وَسُمْعَة وَمِنْهُم من يُقَاتل وَهُوَ يَنْوِي الدُّنْيَا وَمِنْهُم من ألحمه الْقِتَال فَلم يجد بدًّا وَمِنْهُم من يُقَاتل صَابِرًا محتسبا أُولَئِكَ هم الشُّهَدَاء.
سمع السمعة: بِمَعْنى التسميع كالسُّخرة بِمَعْنى التسخير فِي قَول عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: أَنا فِي سخرة الْعَرَب. ألحمه: أرهقه وَأخرجه يُقَال: أُلحم فلَان إِذا نشب فَلم يبرح وَهُوَ من الالتحام والتلاحم وهما التضايق. يُقَال: مأزق ملتحم ومتلاحم. وَقَالَ: ... إِنَّا لكرّارون خلف المُلْحِم ... أَي نكرّ وَرَاءه لنخلصه. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام خرج وَالنَّاس ينتظرونه للصَّلَاة قيَاما فَقَالَ مَالِي أَرَاكُم سامدين
سمد السامد: المنتصب إِذا كَانَ رَافعا رَأسه ناصباً صَدره. وَقَالَ حميد بن عبد الْعَزِيز ابْن عَم حميد بن ثَوْر: ... وَجَاء فِي عُصْبَةٍ غُلْبٍ رقابهمُ ... يميس وَسْطَهُمُ كالفحل قد سَمَدَا ... وَقيل للْمُغني: سامد لرفعه رَأسه. وَعَن ابْن عَبَّاس: أَنه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {سامِدُون}

(2/199)


0 - الْغناء فِي لُغَة حمير [يُقَال] : اسمدي لنا أَي غَنِي لنا. عَوْف بن مَالك رَضِي الله عَنهُ فَقدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فى بعض الْأَسْفَار للا فَانْطَلَقت لَا أَدْرِي أَيْن أذهب إِلَّا أَنِّي أسمِّت فهجمت على رجلَيْنِ فَقلت: هَل أحسستما من شَيْء قَالَا: لَا إِلَّا أَنا سمعنَا صَوتا وروى: هزيزا كهزيز الرحيين.
سمت قَالَ الْأَصْمَعِي: سمت فلَان الطَّرِيق إِذا لزمَه أَرَادَ: إِلَّا أَنِّي ألزم قصد السَّبِيل لَا أعدل عَنهُ. حسَّ بِهِ وأحسَّ بِهِ بِمَعْنى وَيُقَال: حست بِهِ وأحسست بِهِ قَالَ: ... أحَسْنَ بِهِ فهنّ إِلَيْهِ شُوسُ ... وَنَحْوهمَا: ظلت ومست يحذفون أول المثلين لتعذر الْإِدْغَام من حَيْثُ سكن الثَّانِي سكوناً لَازِما. الهزيز والأزيز: أَخَوان بِمَعْنى الصَّوْت. قَالَ: ... هَزيز أَشاءةٍ فِيهَا حريق ... عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا فِي حَدِيث الْإِفْك: وَلم تكن فِي نسَاء النَّبِي امراة تساميها غير زَيْنَب فعصمها الله.
سمى أَي تباريها وتعارضها. الزُّهْرِيّ رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ: بَلغنِي أَنه من قَالَ حِين يُمْسِي أَو يصبح: أعوذ بك من شَرّ السَّامَّة والحامَّة وَمن شَرّ مَا خلقت لم تضرّه دَابَّة. أَي الْخَاصَّة والعامة. قَالَ العجاج: ... هُوَ الَّذِي أنعم نُعمى عَمّت ... على الَّذين أَسْلمُوا وسمت ...

(2/200)


1 - الْحجَّاج كتب إِلَى عَامله: ابْعَثْ إليّ فلَانا مسمعا مزمرا.
سمع أَي مُقَيّدا [385] مسجوراً من المسمع والزمارة. وَفِي الحَدِيث: ويل للمسمنات يَوْم الْقِيَامَة من فَتْرَة فى الْعِظَام.
سمن هن اللَّاتِي يأكلن السمنة وَهِي دَوَاء يتسمن بِهِ. سما فِي (بر) . سمل [وَسمر] فِي (جو) . سمعمع فِي (شع) . [فَسَمت فِي (غو) ] . سمع الأَرْض وأسمال فِي (فر) . يسمو فِي (لح) . سمام فِي (جب) . [اسمح فِي (بل) ] وسمتوا فِي (دن) . اسمح فِي (بل) . لمسمار فِي (جح) . خبز السمراء فِي (خر) . السموكات مسامعه فِي (أَن) . ابْن سميَّة فِي (وي) .
السِّين مَعَ النُّون
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حضّ على الصَّدَقَة فَقَامَ رجل قَبِيح السُّنَّة صَغِير القمة يَقُود نَاقَة حسناء جملاء فَقَالَ: هَذِه صَدَقَة. السُّنّة: الصُّورَة يُقَال: مَا أحسن سنّة وَجهه وَقيل: سُنّة الخد: صفحته. وَقَالُوا:
سنَن هُوَ أشبه بِهِ سنة ومنة وأُمة أَي صُورَة وَقُوَّة عقل وقامة وَمِنْهَا: الْمسنون المصور. القمة: شخص الْإِنْسَان قَائِما أَو رَاكِبًا يُقَال: إِنَّه لحسن القمة على الرحل. وَنظر أَعْرَابِي إِلَى دِينَار فَقَالَ: مَا أَصْغَر قمتك وأكبر همتك الجملاء: الجميلة وَهِي فعلاء الَّتِي لَا أفعل لَهَا كديمة هطلاء. عَلَيْكُم بالسَّنا والسَّنُّوات.
سنا السّنا: نبت يتداوى بِهِ لَهُ إِذا يبس زجل. قيل: هُوَ شجر كالعشرق. وَقيل: هُوَ العشرق الْوَاحِدَة سناة. قَالَ الرَّاعِي: ... كَأَن دويّ الْحَليِ تَحت ثِيَابهَا ... دويُّ السَّنا لَاقَى الريَاح الزعازعا ...

(2/201)


2 - وَقد رَوَاهُ بَعضهم ممدودا وفى حَدِيث عَطاء رَحمَه الله تَعَالَى: لَا بَأْس أَن يتداوى الْمحرم بالسنا والعتر. والعتر: نبت ينْبت كالمرزنجوش مُتَفَرقًا قيل: لَا بَأْس بأخذهما من الْحرم للتداوي. السنوت: الْعَسَل. وَقيل: الرب. وَقيل: الكمون. وَقيل: ضرب من التَّمْر. وَيُقَال: فلَان سمن بسنوت. وفى حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَو كَانَ شَيْء يُنجي من الْمَوْت لَكَانَ السنا والسنوت وروى: السّمن والسنوت. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اللَّهُمَّ أعنِّي على مُضر بالسَّنة فجَاء مُضَرِي فَقَالَ: يَا نَبِي الله وَالله مَا يخْطر لنا جمل وَمَا يتزود لنا رَاع وروى: مَا يغط لنا بعير. فَدَعَا الله لَهُم فَمَا مضى ذَلِك الْيَوْم حَتَّى مُطِرُوا وَمَا مَضَت سابعة حَتَّى أعطن النَّاس فِي العشب.
سنة السّنة: الجدب يُقَال: أخذتهم السّنة. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بالسِّنِين} . وَهِي من الْأَسْمَاء الْغَالِبَة نَحْو: الدَّابَّة فِي الْفرس وَالْمَال فى الْإِبِل. وَقد خصوها بقلب لامهاتاء فى أسنتوا وفى تسنت فلَان بنت فلَان إِذا خطبهَا فِي السّنة وَهُوَ لئيم وَهِي كَرِيمَة لِكَثْرَة مَاله وَقلة مَالهَا [386] وَقد روى: السنوت بِمَعْنى السنين وَقَالَ حرش الزبيدِيّ: ... وجارهم أحمى إِذا ضِيمَ غيرُهُمْ ... وأخصَب رَحْلاً فِي السّنوت وأنزه ... وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: أعْطوا من الصَّدَقَة من أبقت لَهُ السّنة غنما وَلَا تعطوا من أبقت لَهُ السّنة غنمين. أَي يتَصَدَّق على ذِي الْقطعَة دون ذِي القطعتين وَلَا يَجْعَلهَا قطعتين إِلَّا الغنيُّ ذُو الْغنم الْكَثِيرَة. يخْطر من خطران الْفَحْل بِذَنبِهِ إِذا اغتلم يَعْنِي لما بِهِ من الضّر لَا يهدر.

(2/202)


3 - إِنَّمَا أعطنوا فى العشب لِأَن الغدران ان أمتلأت فَضربُوا الأعطان فى المراعى لاعند الْآبَار لارْتِفَاع الْخَالِصَة عَنْهَا. أعْطوا السن حظها من السنّ. أَرَادَ ذَوَات السن يَعْنِي الدَّوَابّ. وَالسّن الرَّعْي يُقَال: سنّ الْإِبِل إِذا صقلها بالرعي. عمر رَضِي الله عَنهُ خطب فَذكر الرِّبَا فَقَالَ: إِن مِنْهُ أبواباً لَا تخفي على أحد مِنْهَا السّلم فِي السن وَأَن تبَاع الثَّمَرَة وَهِي مغضفة لما تطب وَأَن يُبَاع الذَّهَب بالورق نسَاء. أَرَادَ [الرَّقِيق وَالدَّوَاب وَغَيرهمَا] من الْحَيَوَان. مغضفة أَي قد استرخت وَلما تدْرك تَمام الْإِدْرَاك. النِّسَاء: النَّسِيئَة. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن فرس الْمُجَاهِد ليستن فِي طوله فيُكتب لَهُ حَسَنَات أَي يُحضر ويمرح فِي حبله فَيكْتب لَهُ ذَلِك الاستنان حَسَنَات. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا ينفى من الضَّحَايَا وَالْبدن الَّتِى لن تستن وَالَّتِي نقص من خلقهَا. أَي لم تثن وَإِذا أثنت فقد أسنَّت لِأَن أول الإسنان الإثناء وَهُوَ أَن تنْبت ثنيتاها وأقصاه فِي الْإِبِل البزول وَفِي الْبَقر وَالْغنم الضلوع وَرَوَاهُ القتيبي بِفَتْح النُّون وَقَالَ: أَي لم ينْبت أسنانها كَأَنَّهَا لم تعط أسناناً كَقَوْلِهِم: لبن وَسمن وَعسل إِذا أعْطى شَيْئا مِنْهَا. وَالْأول هُوَ الرِّوَايَة عَن الْأَثْبَات. من خلقهَا فِي مَحل الرّفْع أَي نقص بعض خلقهَا. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا رئى على عَائِشَة أَرْبَعَة أَثوَاب سَنَد.
سَنَد هُوَ ضرب من البرود وَفِيه لُغَتَانِ: سَنَد وسِنْد وَالْجمع أسناد. قَالَ:

(2/203)


4 - ... جُبَّة أسنادٌ نقيّ لَوْنهَا ... لَو يضْرب الخيّاط فِيهَا بالإبر ... ابْن عُمَيْر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: تفاخر سَبْعَة نفر: مُضَرِي وأزدي ومدنيّ وشامي وهجرى وبكرى وطائفى. فَقَالَ المضرى: هاتوا كجزور وسنمة فِي غَدَاة شبمة فِي قدور رذمة وروى: هزمة. بمواسي خذمة معبوطة نَفسهَا غير ضمنة. وَقَالَ الْأَزْدِيّ: وَالله لقرص بَرى بأبطح قرى بلين قشري وروى [387] : عشري بِسمن وَعسل أطيب من هَذَا وَقَالَ الشامى: لخبزة أنبجانية بخلّ وزيت تنَال أدناها فيضرط أقصاها يتخطى إِلَيْهَا تخطى بَنَات المخاضر من الجرف أطيب من هَذَا وَقَالَ الْمدنِي: وَالله لفطس خنس بزبد جمس يغيب فِيهَا الضرس أطيب من هَذَا. وَقَالَ الطَّائِفِي: وَالله لعنب قطيف بوادي ثَقِيف أطيب من هَذَا. وَقَالَ الهجري: وَالله لتعضوض كَأَنَّهُ أَخْفَاف الرباع أطيب من هَذَا. وَقَالَ الْبكْرِيّ: وَالله لقارص قمارص يقطر مِنْهُ الْبَوْل قَطْرَة قَطْرَة أطيب من هَذَا.
سنم سنمة: عَظِيمَة السنام. شبمة: بَارِدَة. رذمة: ممتلئة تسيل يُقَال: رذم رذما. هزمة: من الهزيم وَهُوَ صَوت الغليان. خذمة: قَاطِعَة. معبوطة: منحورة من غير عِلّة. ضمنة: مَرِيضَة زمنة. قرّى: من القرّ وَهُوَ الْبرد. قشري: كَأَنَّهُ مَنْسُوب إِلَى القشرة وَهِي مطرة تقشر الْحَصَى عَن متن الأَرْض يُرِيد: لَبَنًا أدره المرعى الَّذِي ينبته هَذَا الْمَطَر أَو أَرَادَ اللَّبن الَّذِي يعلوه قشر من الرغوة. عشري: مَنْسُوب إِلَى الْعشْر وَهُوَ شجر. يُرِيد لبن إبل العُشر. أَو إِلَى العُشراء من النوق

(2/204)


5 - أنبجانية: هشة منتفخة وَالْبَاء فِيهَا عقيب الْفَاء وَمِنْهَا قيل للْمَرْأَة الضخمة السمحة: أنقجانية وأنفجانية. فطس خنس: يُرِيد تمر الْمَدِينَة لِأَنَّهَا صغَار الْحبّ لاطئة الأقماع. جمس: جامد يُقَال: جمس المَاء وَالسمن وَيجوز أَن يرْوى جمس (بِالضَّمِّ) صفة للتمر جمع جمسة وَهِي البسرة الَّتِي أرطبت كلهَا وَهِي صلبة لم تنهضم بعد. التعضوض: ضرب من التَّمْر. الرباع: الفصلان. القارص: اللَّبن الَّذِي يقرص اللِّسَان لحموضته. والقمارص: أَشد مِنْهُ لزِيَادَة الْمِيم وَنَظِيره الدمالص للبراق. مسنتبن فِي (بر) . سنت فِي (حب) . السنمة فِي (بج) . اسنتها فِي (رك) . اسْتنَّ الْيَوْم فِي (غي) . سنّهَا فِي (كرّ) . عَن سنة فِي (نَص) . السندرة فى (حد) . اسندوا فى (فق) . سنبك فِي (كف) : [السنم فِي (دك) . سنحاء فِي (سح) . السنخة فِي (اه) . سنحنح فِي (بن) . سنتَانِ فِي (أم) . سنخ فِي (ذمّ) . بالسنا فِي (شب) . مسناع فِي (هَل) .] .
السِّين مَعَ الْوَاو
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لِابْنِ مَسْعُود: أُذُنك على أَن ترفع الْحجاب وتستمع سوادى حَتَّى أَنهَاك.
سود أَي سراري يُقَال: سَواد وَسَوَاد كجوار وَجوَار وَقد ساوده وَحَقِيقَته: أَن يدني سوَاده من سوَاده. وَقيل لابنَة الخس: لم زَنَيْت وَأَنت سيدة نِسَائِك قَالَت: قرب الوساد [388] وَطول السوَاد. سوآء ولود خير من حسناء عقيم. يُقَال: رجل أَسْوَأ للقبيح وَامْرَأَة سوآء وَكَذَلِكَ كل كلمة أَو فعلة قبيحة قَالَ أَبُو زبيد:

(2/205)


6 - ... لم يَهَبْ حُرْمَةَ النديم وحُقَّتْ ... يَا لقومِي للسوأة السَّوْآء ... إِن رجلا قصّ عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رُؤْيا فاستاء لَهَا ثمَّ قَالَ: خلَافَة نبوة ثمَّ يُؤْتِي الله الْملك من يَشَاء.
سوء هُوَ مُطَاوع سَاءَهُ يُقَال: استاء فلَان بمكاني وَرجل مستاء أَي سَاءَ أمره. وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير: يُقَال استأت من السوء مثل استررت من السرُور وروى: فاستألها: أَي طلب تَأْوِيلهَا بِالتَّأَمُّلِ وَالنَّظَر. أَتَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بكبش أقرن يطَأ فِي سَواد وَينظر فِي سَواد ويبرك فِي سَواد ليضحي بِهِ
سود أَي هُوَ أسود القوائم أسود مَا يَلِي الْعين مِنْهُ من الْوَجْه وَكَذَلِكَ مَا يَلِي الأَرْض مِنْهُ إِذا ربض. وَقيل: أَرَادَ بقوله ينظر فِي سوادٍ سَواد الحدقة. قَالَ كثير: ... وَعَن نجلاء تدمَعُ فِي بياضٍ ... إِذا دَمَعَتْ وتنظرُ فِي سَوادِ ... يُرِيد: أَن خدّها أَبيض وحدقتها سَوْدَاء.
سوم إِن لله فُرْسَانًا من أهل السَّمَاء مسوَّمين وفرسانا من أهل الأَرْض معلمين ففرسانه من أهل الأَرْض قيس إِن قيسا ضراء الله. يُقَال: فَارس مسوّم ومعلم (بِالْفَتْح وَالْكَسْر) : وَهُوَ الَّذِي أعلم نَفسه بعلامة يعلم بهَا فِي الْحَرْب من ريشة يغرزها فى بيضته أوغير ذَلِك. والسومة والسيمي والسيمياء: الْعَلامَة. الضراء. جمع ضرو. وَهُوَ مَا ضرى بالفرس من السبَاع. وَقيس منعوتون بالفروسية كَانَ يُقَال: يسود السَّيِّد فِي تَمِيم بالحلم وَفِي قيس بالفروسية وَفِي ربيعَة بالجود. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للأصحابه: أَرَأَيْتُم لوأن رجلا وجد مَعَ امْرَأَته رجلا كَيفَ يصنع بِهِ فَقَالَ سعد بن عبَادَة: وَالله لأضربنه بِالسَّيْفِ وَلَا أنْتَظر أَن آتِي بأَرْبعَة شُهَدَاء.

(2/206)


7 - فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: انْظُرُوا إِلَى سيدنَا هَذَا مَا يَقُول.
سود هُوَ فيعل من سَاد يسود قلبت وواه يَاء لمجامعتها الْيَاء وسبقها إِيَّاهَا بِالسُّكُونِ وإضافته لَا تَخْلُو من أحد ثَلَاثَة أوجه: إِمَّا أَن يُضَاف إِلَى من ساده وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ هَاهُنَا وَإِمَّا أَن يُرَاد أَنه السَّيِّد عندنَا أَو الْمَشْهُود لَهُ بالسيادة بَين أظهرنَا أَو الَّذِي سوَّدناه على قومه كَمَا يَقُول السُّلْطَان: فلَان أميرنا وروى إِلَى سيدكم. وَفِي حَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَت أم الدَّرْدَاء: حَدثنِي سَيِّدي أَبُو الدَّرْدَاء أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِذا دَعَا الرجل لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب قَالَت الْمَلَائِكَة: آمين وَلَك. [389] أَرَادَت معنى السِّيَادَة تَعْظِيمًا لَهُ أَو أَرَادَت ملك الزَّوْجِيَّة من قَوْله تَعَالَى: {وأَلْفَيَا سَيِّدَها لَدَى الْبَابٍ} . وَقَالَ الْأَعْشَى: ... وسيِّد نعم ومُسْتادَها ... إِن رجلا قَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنِّي لقِيت أبي فِي الْمُشْركين فَسمِعت مِنْهُ مقَالَة قبيحة لَك فَمَا صبرت أَن طعنته بِالرُّمْحِ فَقتلته فَمَا سوَّأ ذَلِك عَلَيْهِ.
سمع أَي مَا قبحه وَلَا قَالَ لَهُ: أَسَأْت. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن السّوم قبل طُلُوع الشَّمْس.
سوم هُوَ الرَّاعِي يُقَال: سامت الْمَاشِيَة وسامها صَاحبهَا وأسامها وَلَا يُقَال لِلرَّاعِي: سائم وَلَكِن مُسيم. وَعَن الْمفضل أَن دَاء يَقع على النَّبَات فَلَا ينْحل حَتَّى تطلع الشَّمْس فَإِن أكل مِنْهُ المَال قبل طُلُوع الشَّمْس هلك وَإِن أكل من لَحْمه كلب كلب.
سود ذكر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتنا فَقَالَ رجل: كلا وَالله فَقَالَ: ... فَكنت الْخَلِيفَة من بَعْلهَا ... وسيدتيا ومستادها ...

(2/207)


8 - بلَى وَالله لتعودن فِيهَا أساود صُبَّا. الْأسود: الْعَظِيم من الْحَيَّات وَقد غلب حَتَّى اخْتَلَط بالأسماء فَقيل فِي جمعه الأساود وَقد حكى الْأَصْمَعِي كَأَنَّهُ من السودَان أَي من الْحَيَّات. وَقَالَ النَّضر فِي الصُّبّ: إِن الْأسود إِذا أَرَادَ الهش رفع صَدره ثمَّ انصبَّ على الملدوغ فَكَأَنَّهُ جمع صبوب على التَّخْفِيف كرُسْل فِي رُسُل وَهُوَ فِي الغرابة من حَيْثُ الْإِدْغَام كذبّ فِي جمع ذُبَاب فِي قَول بَعضهم وَقيل: الأساود جمع أَسْوِدَة جمع سَواد من النَّاس وَهُوَ الْجَمَاعَة. وصبَّي بِوَزْن غزَّي جمع صاب من الصبَّوة أَي جماعات مائلة إِلَى الدُّنْيَا متشوفة إِلَيْهَا أَو تَخْفيف صابىء من صبا عَلَيْهِ إِذا أنذر من حَيْثُ لَا يحْتَسب. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ تفقهوا قبل أَن تسودوا.
سود قَالَ شمر: أَي قبل أَن تزوجوا فتصيروا أَرْبَاب الْبيُوت. وَسيد الْمَرْأَة: بَعْلهَا.
سوء عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام صلى بِقوم فأسوأ برزخاً. الإسواء فِي الْقِرَاءَة والحساب كالإشواء فِي الرَّمْي يَعْنِي أسقط وأغفل. والبرزخ مَا بَين الشَّيْئَيْنِ فَسمى الْكَلِمَة أَو الْآيَة برزخا لِأَنَّهَا بَين مَا قبلهَا وَمَا بعْدهَا كالفاصل بَين الشَّيْئَيْنِ.
وروى: قَرَأَ برزخا فأسوأ حرفا من الْقُرْآن أَي طَائِفَة وَإِنَّمَا سَمَّاهَا برزخا لذَلِك أَيْضا لِأَنَّهَا تفصل مَا تقدمها وَمَا تأخرها عَنْهَا. [قَالَ] فِي خطبَته رَضِي الله عَنهُ حِين: قتل قامله على الأنبار: من ترك الْجِهَاد ألبسهُ الله الذُّلة وسيم الْخَسْف ودُيِّثَ بالصِّغار. فِي كتاب الْعين: السّوم: أَن تجشم إنْسَانا مشقة أَو خطة من الشَّرّ. فلَان
سوم يسوم سوءا إِذا داوم عَلَيْهِ لَا يزَال يعاوده ويلح عَلَيْهِ كسوم عَالَة وَإِنَّمَا العالة بعد الناهلة تحمل على شرب المَاء ثَانِيَة بعد النهل فتكره ويداوم عَلَيْهَا لكَي تشرب

(2/208)


9 - والسائمة تسوم الْكلأ سوما إِذا داومت [39] على رعيه. ديِّث: ذلِّل وَطَرِيق مديَّث. كَانَ رَضِي الله عَنهُ يَقُول: حبذا أَرض الْكُوفَة أَرض سَوَاء سهلة مَعْرُوفَة.
سوء أى مستوية وَمِنْه قيل للوسط: سَوَاء لَا ستواء الْمسَافَة مِنْهُ إِلَى الْأَطْرَاف. سهلة: أَي لَيست بحزنة وَإِن كسرت السِّين فَهِيَ الأَرْض الَّتِي ترابها كالرمل وَأَرْض الْكُوفَة شَبيهَة بذلك. مَعْرُوفَة: طيبَة الْعرف. ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يوضع الصِّرَاط على سَوَاء جَهَنَّم مثل حدِّ السَّيْف المرهف مدحضة مزلة فيمر أوَّلهم كالبرق ثمَّ كَالرِّيحِ ثمَّ كشد الْفرس التئق الْجواد. أَي على وَسطهَا. الشد: الْعَدو الشَّديد. التئق: الممتلىء نشاطا من أتأقت الإباء. سلمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ دخل عَلَيْهِ سعد يعودهُ فَجعل يبكي فَقَالَ سعد مَا يبكيك يَا أَبَا عبد الله قَالَ: وَالله مَا أبْكِي جزعاً من الْمَوْت وَلَا حزنا من الدُّنْيَا وَلَكِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عهد إِلَيْنَا ليكف أحدكُم مثل زَاد الرَّاكِب وَهَذِه الأساود حَولي وَمَا حوله إِلَّا مطهرة أَو إِجَابَة أَو جَفْنَة.
سود أَرَادَ الشخوص. قَالَ الْأَعْشَى: ... تناهيتُم عَنَّا وَقد كَانَ فيكُم ... أساوِدُ صَرْعَى لم يُوَسَّدْ قَتِيلُها ... وَيجوز أَن يُرِيد الْحَيَّات شبهها بهَا فِي استضراره بمكانها. زيد بن ثَابت رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ دخل على رجل بالأسواف وَقد صَاد نهسا فَأَخذه من يَده وأرسله.
سَوف الأسواف: مَوضِع بِالْمَدِينَةِ.

(2/209)


0 - النهس: طَائِر يشبه الصرد إِلَّا أَنه غير ملمع يديم تَحْرِيك ذَنبه يصيد العصافير عَن أَبى حَاتِم وَجمعه نهشان. كره صيد الْمَدِينَة لِأَنَّهَا حرم كمكة. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَصْحَاب الدَّجَّال عَلَيْهِم السِّيجان شواربهم كالصياصي وخفافهم مخرطمة. هِيَ الطيالسة الْخضر: الْوَاحِد سَاج. قَالَ الشماخ. ... بلَيْل كلون السَّاجِ أسودَ مظلمٍ ... قَلِيل الوغى داجٍ كلون الأرندج ...
سوج شبه شواربهم بالصياصي وَهِي قُرُون الْبَقر لأَنهم أطالوها وفتلوها حَتَّى صَارَت كالقرون الملتوية. مخرطمة: ذَات خراطيم. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا لقد رَأَيْتنَا وَمَا لنا إِلَّا الأسودان.
سود أَي التَّمْر وَالْمَاء وَكِلَاهُمَا يُوصف بِالسَّوَادِ تَقول الْعَرَب: إِذا ظهر السوَاد قلّ الْبيَاض وَإِذا ظهر الْبيَاض قلَّ السوَاد يعنون بِالسَّوَادِ التَّمْر وبالبياض اللَّبن. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَا سقاني فلَان من سُوَيْد قَطْرَة. والسويد: المَاء وَالْمَاء يُدعى الْأسود. أَبُو مجلز رَحمَه الله تَعَالَى خرج إِلَى الْجُمُعَة وَفِي الطَّرِيق عذرات يابسة فَجعل [391] يتخطاهن وَيَقُول: مَا هَذِه إِلَّا سودات فصلى وَلم يغسل قَدَمَيْهِ. السودة: الْقطعَة من الأَرْض فِيهَا حِجَارَة سود خشنة جعل الْعذرَة ليبسها وَعدم تعلقهَا بالحذاء كالحجارة. الدؤَلِي رَحمَه الله تَعَالَى وقف عَلَيْهِ أَعْرَابِي وَهُوَ يَأْكُل تَمرا فَقَالَ: شيخ هِمّ غابر ماضين ووافد مُحْتَاجين أكلني الْفقر وردني الدَّهْر ضَعِيفا مسيفا. فَنَاوَلَهُ تَمْرَة فَضرب بهَا وَجهه وَقَالَ: جعلهَا الله حظك من حظك عِنْده.

(2/210)


1 - سَوف المسيف: الَّذِي ذهب مَاله من السواف وَهُوَ دَاء يهْلك الْإِبِل يُقَال: وَقع فِي المَال سواف عَن أبي عَمْرو. وَكَانَ الْأَصْمَعِي يضمه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السواف بِالضَّمِّ: دَاء وَبِفَتْحِهَا هُوَ الفناء. وَأنْشد: ... ذَهَبْتَ فِي تَمَثُّل القوافي ... وَأَنت لَا تُورِد بالأخواف
غيرَ ثَمَان أينق عِجاف ... بُقْيا من الغُدّة والسُّواف ... فِي الحَدِيث إِذا رأى أحدكُم سواداً بلَيْل فَلَا يكن أجبن السوادين فَإِنَّهُ يخافك كَمَا تخافه.
سود هُوَ الشَّخْص مطرف رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ لِابْنِهِ لما اجْتهد فِي الْعِبَادَة: خير الْأُمُور أوسطها والحسنة بَين السيئتين وَشر السّير الْحَقْحَقَةُ.
سوء السيئتان: الغلو وَالتَّقْصِير. والحسنة بَينهمَا: هِيَ الاقتصاد. الْحَقْحَقَةُ: أرفع السّير وأتعبه لِلظهْرِ وَذَلِكَ أَن يلح فِي شده حَتَّى لَا تقوم عَلَيْهِ رَاحِلَته فيبقي مُنْقَطِعًا بِهِ وَهَذَا مثل. تساوق فِي (بر) . سور الرَّأْس فِي (جن) . بسواد الْبَطن فِي (شع) . المسوِّفة فِي (فس) . أَسْوِدَة فِي (أَن) . والأساود فِي (وه) . بأسوق فِي (بو) [سورية فِي (صل) . فَكَانَ سوادا فِي (جه) . بأسود الْعين فِي (ضرّ) . السوء فِي (دو) . السوَاد فِي (رس) . سَوَاء الْبَطن فِي (شَذَّ) . يَسُوق بهم فِي (قن) . إِلَّا السام فِي (لم) . سَوَاء الثغرة فِي (نس) ]
السِّين مَعَ الْهَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَفِي الْبَيْت سهوة عَلَيْهَا ستر.

(2/211)


2 - سَهْو هِيَ بَيت صَغِير منحدر فِي الأَرْض شَبيه بالخزانة يكون فيهتا الْمَتَاع وَقيل: كالصفة بَين يَدي الْبَيْت. وَقيل شَبيهَة بالرف أَو الطاق يوضع فِيهَا الشَّيْء كَأَنَّهَا سميت بذلك لِأَنَّهَا يُسهى عَنْهَا لصغرها وخفائها. بعث صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خيلاً فأسهبت شهرا لم يَأْته مِنْهَا خبر فَنزلت: {والْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} وروى: فأشهرت لم يَأْته مِنْهَا خبر.
سهب أَي فأمعنت فِي سَيرهَا يُقَال: أسهب فِي أَمر فَهُوَ مسهب بِالْفَتْح. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: إِنَّه قيل لَهُ ادْع لنا فَقَالَ: أكره أَن نَكُون من المسهبين. أَي المكثارين الممعنين فِي الدُّعَاء وَقَالَ: ... لَا تعذلني بضَغابيس الْقَوْم ... المسهَبين فِي الطَّعامِ والنَّوْم ... وَأَصله من السهب وَهِي الأَرْض الواسعة. عَن مطرف بن عبد الله بن الشخير رَضِي الله عَنهُ: [392] أَتَانَا أَعْرَابِي وَمَعَهُ كتاب من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبني زُهَيْر بن أقيش: إِنَّكُم إِن شهدتم أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وأعطيتم الخُمس من الْمغنم وَسَهْم النَّبِي والصفي فَأنْتم آمنون بِأَمَان الله. فَلَمَّا قرأناه انصاع مُدبرا. قَالُوا: صَاحب الْكتاب النمر بن تولب الشَّاعِر وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله يَقُول: ... إِنَّا أتينَاك وَقد طَال السَفَرْ ... نَقُود خيلا ضُمَّراً فِيهَا ضَرَرْ
نُطعمها اللَّحْم إِذا عز الشّجر ...
سهم السهْم فِي الأَصْل: وَاحِد السِّهَام الَّتِي يضْرب بهَا ثمَّ سمي مَا يفوز بِهِ الفالج سَهْما تَسْمِيَة بِالسَّهْمِ بالمضروب بِهِ ثمَّ كثر حَتَّى سُمي كل نصيب سَهْما. كَانَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سهم رجل شهد الْوَقْعَة أَو غَابَ عَنْهَا.

(2/212)


3 - والصفي: هُوَ مَا اصطفاه من عرض الْمغنم قبل الْقِسْمَة من فرس أَو غُلَام أَو سيف أَو مَا أحب. وَخمْس الْخمس. خص بِهَذِهِ الثَّلَاث عوضا من الصَّدَقَة الَّتِي حرمت عَلَيْهِ. انصاع: ولى مسرعا قَالَ ذُو الرمة: ... فانْصاع جانبُه الوحشيّ وانْكَدَرَتْ ... وَهُوَ مُطَاوع صاعه إِذا فرقه وَصَاع الشجاع الأقران إِذا فرقهم وطردهم. الضَّرَر: نُقْصَان يدْخل فِي الشَّيْء يُقَال: دخل عَلَيْهِ ضَرَر فِي مَاله وَالضَّرَر فِي الْخَيل: نقصانهتا من جِهَة الهزال والضعف. وَمعنى إطعامها اللَّحْم عِنْد عزة الشّجر أَنَّهَا إِذا لم تَجِد مسرحا نقص لَحمهَا هزالًا فَكَأَنَّهَا تطعم لَحمهَا. أَلا أَن عمل الْجنَّة حزنة بِرَبْوَةٍ وَإِن عمل النَّار سهلة بِسَهْوَةٍ.
سَهْو يُرِيد بالسهوة الْبَطْحَاء اللينة التربة شبه الْمعْصِيَة فِي سهولتها عَلَيْهِ بِالْأَرْضِ السهلة الَّتِي لَا حزونة فِيهَا وَهِي فِي الْبَطْحَاء أَيْضا فَلَا تشق على سالكها مشيا ومتوصلا. وَالطَّاعَة فِي صعوبتها عَلَيْهِ بِالْأَرْضِ الحزنة الكائنة فِي الربوة فَهِيَ تشق على السالك مصعدا ومشيا فِيهَا. وَهَذَا نَحْو قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: حُفت الْجنَّة بالمكاره وحُفت النَّار بالشهوات. سلمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ فِي الْكُوفَة: يُوشك أَن يكثر أَهلهَا فتملأ مَا بَين النهرين حَتَّى يَغْدُو الرجل على البغلة السهوة فَلَا يدْرك [أقصاها] هِيَ اللينة السّير الَّتِي لَا تتعب راكبها. قَالَ زُهَيْر: ... تُهَوِّنُ غَمَّ السّير عني فريدةٌ ... كِنازُ البَضِيع سَهْوَةُ السّير بازل
يلحبن لَا يأتلى الْمَطْلُوب والطلب ...

(2/213)


4 - فِي الحَدِيث: خير المَال عين ساهرة لعين نَائِمَة. يُرِيد عين مَاء تجْرِي لَيْلًا وَنَهَارًا فَجعل ذَلِك سهرا. وَالْعين النائمة: عين صَاحبهَا أَي هُوَ رَاقِد وَهِي تجْرِي لَا تَنْقَطِع. ثمَّ اسْتهمَا فِي (لح) [السهْمَان فِي (كب) . خرج سهمك فِي (بر) ] .
السِّين مَعَ الْيَاء
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهْدى إِلَيْهِ أكيدر دومة حلَّة سيراء فَأَعْطَاهَا عمر بن الْخطاب فَقَالَ: [393] يَا رَسُول الله أتُعطيني هَذِه الْحلَّة وَقد قلت أمس فى حلَّة عُطَارِد مَا قلت إِنَّمَا يلبس هَذِه من لَا خلاق لَهُ فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لم أعطكها لتلبسها وَلَكِن لتعطيها بعض نِسَائِك يتخذنها طرات بَينهُنَّ. وَفِي حَدِيث آخر: إِنَّه قَالَ لعَلي صلى الله عَلَيْهِمَا فِي بُرد سيراء: اجْعَلْهُ خمرًا أَو أقسمه بَين الفواطم. وَعَن عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: أُهديت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حلَّة سيراء فَأرْسل بهَا إليَّ فلبستها فَعرفت الْغَضَب فِي وَجهه وَقَالَ: إِنِّي لم أعطكها لتلبسها وَأمر بهَا فأطرتها بَين نسَائِي.
سير السيراء: نوع من البرود يخالطه حَرِير سمي سيراء لتخطيط فِيهِ وَالثَّوْب الْمسير الَّذِي فِيهِ سير أَي طرائق. وَيُقَال: سيرت الْمَرْأَة خضابها وَلم تبهم والتسيير: أَن تخضب أصابعها خضابا مخططا تخضب خطاًّ وَتَدَع خطا. قَالَ ابْن مقبل: ... وأَشْنَبَ تَجْلُوه بِعُود أراكة ورَخْصاً عَلَيْهِ بالخِضاب مُسَيّرا ... طرات: أَي قطعا من الطر وَهُوَ الْقطع. بَين: يتَعَلَّق بيتخذن أَو بطرّات لما فِيهِ من معنى الطر كَأَنَّهُ قَالَ: يقطعنه بَينهُنَّ. الفواطم: فَاطِمَة الزهراء البتول عَلَيْهَا وعَلى أَبِيهَا وبعلها أفضل الصَّلَوَات وأشرف

(2/214)


5 - التسليمات وَفَاطِمَة بنت أَسد بن هَاشم زوج أبي طَالب رَضِي الله عَنْهَا أم عَليّ وجعفر وَعقيل وطالب عَلَيْهِم السَّلَام وَهِي أول هاشمية ولدت لهاشمي وَفَاطِمَة أم أَسمَاء بنت حَمْزَة رَضِي الله عَنْهُم وَقيل الثَّالِثَة فَاطِمَة بنت عتبَة بن ربيعَة وَكَانَت قد هَاجَرت. وَأما فَاطِمَة المخزومية جدة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَبِيهِ وَفَاطِمَة بنت الْأَصَم أم خَدِيجَة عَلَيْهَا السَّلَام فَمَا أدركتا الْوَقْت الَّذِي قَالَ فِيهِ لعَلي صلى الله عَلَيْهِمَا ذَلِك. أطرتها: قسمتهَا شققا بَينهُنَّ. قَالَ: ... كَأَن فُؤَادِي يَوْم جَاءَ نعيُّها ... مُلاَءةُ قًزٍّ بَين أيْدٍ تُطِيرُها ... أَي تشققها. إِن أَصْحَابه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما هَاجرُوا إِلَى أَرض الْحَبَشَة قَالَ لَهُم النجاشى: امكثوا فَإِنَّكُم سيوم.
سيم تَفْسِيره فِي الحَدِيث الْأمان أَي أَنْتُم آمنون. وهى كلمة حبشية. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ السائبة وَالصَّدَََقَة ليومها.
سيب السائبة: العَبْد الَّذِي أُعتق سائبة. ليومها أَي ليَوْم الْقِيَامَة يَقُول: فَلَا يرجع لَهُ الِانْتِفَاع بهما فِي الدُّنْيَا يَعْنِي إِذا مَاتَ المُعتق وَورثه الْمُعْتق فليصرف مِيرَاثه فِي مثله وَلَا ينْتَفع بِهِ وَلَيْسَ على جِهَة الوحوب وَإِنَّمَا كَانُوا يكْرهُونَ أَن يرجِعوا فِيمَا جَعَلُوهُ لله عز وَجل وروى عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: أَنه فعل هَكَذَا تنزُّها. [394] سيابة فى (خص) . وَلَا سياحة فِي (زم) . السُّيُوب فِي (اب) . وَفِي (حب) . المساييح فِي (نو) . مسياع فِي (هَل) . [سيناء فِي (شَرّ) . سيبا فِي (صو) . و (حو) . سَائل الْأَطْرَاف فِي (شَذَّ) . مسيرَة فِي (بص) . تساير فِي (كب) ] .

(2/215)