وأمْعَرَتِ الأَرْض: لم يَك فِيهَا نَبَات.
وأمْعَرَ الرجل: افْتقر، وَفِي الحَدِيث " مَا أمْعَرَ حَجَّاج
قطُّ " أَي مَا افْتقر حَتَّى لَا يبْقى عِنْده شَيْء، وَالْحجاج:
المداوم لِلْحَجِّ، وَورد رؤبة مَاء لعكل وَعَلِيهِ فتية تسقى صرمة
لأَبِيهَا فأُعجب بهَا فَخَطَبَهَا، فَقَالَت: أرى سنا فَهَل من
مَال؟ قَالَ: نعم، قِطْعَة من إبل، قَالَت: فَهَل من ورق؟ قَالَ:
لَا، قَالَت: يالعكل أكِبَراً وإمْعاراً؟ فَقَالَ رؤبة:
لمَّا ازْدَرَتْ نَقْدِي وقَلَّتْ إبْلي ... تألَّقَتْ واتَّصَلَتْ
بعُكْلِ
خِطْبِي وهَزَّتْ رَأسَها تَسْتَبْلِي ... تَسْألُنِي عَنِ
السَّنين كَمْ لي
وأمْعَرَه غَيره: سلبه مَاله فأفقره، قَالَ دُرَيْد بن الصمَّة:
جزيتُ عِياضا كفرَه وفجورَه ... وأمْعَرته من المُدَفِّئة الأُدْمِ
وَرجل مَعِرٌ: بخيل قَلِيل الْخَيْر، وَهُوَ أَيْضا قَلِيل
اللَّحْم.
والمَعِرُ: الْكثير اللَّمْس للْأَرْض.
وتمعَّرَ لَونه وَوَجهه ومَعَّرَ وَجهه: غيَّره.
مقلوبه: (ر م ع)
رَمَعَ الرجل رَمَعانا وتَرَمَّعَ كِلَاهُمَا: تحرَّك، وَقيل
رَمَعَ بِرَأْسِهِ: إِذا سُئِلَ فَقَالَ: لَا، حكى ذَلِك عَن أبي
الْجراح.
ورَمِعَ الشَّيْء رَمَعانا: اضْطربَ.
والرَّمَّاعَة: مَا تحرّك من رَأس الصَّبِي الصَّغِير، سميت بذلك
لاضطرابها، فَإِذا اشتدت وَسكن اضطرابها فَهِيَ اليافوخ.
والرَّمَّاعة: الاست تَرَمَّعُ أَي تحرّك فتجيء وَتذهب، مثل
الرَّمَّاعة من يافوخ الصَّبِي.
وتَرَمَّعَ فِي طمته: تسكع فِي ضلالته يَجِيء وَيذْهب.
ورَمَعَ أنف الرجل وَالْبَعِير يَرْمَع رَمَعانا وتَرَمَّعَ،
كِلَاهُمَا: تحرّك من غضب وَقيل: هُوَ
(2/155)
أَن ترَاهُ كَأَنَّهُ يَتَحَرَّك من
الْغَضَب.
وقبح الله أُمًّا رَمَعَتْ بِهِ رَمْعا: أَي وَلدته.
والرُّماع: دَاء فِي الْبَطن يصفر مِنْهُ الْوَجْه، ورُمِع ورُمِّع
ورَمِعَ رَمَعَا وأرْمَعَ: أَصَابَهُ ذَلِك، وَالْأول أَعلَى،
أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
بِئْسَ غَدَاءُ العَزَبِ المَرْمُوعِ ... حَوْأبَةٌ تُنْقِضُ
بالضُّلُوعِ
واليَرْمَعُ: الْحَصَى الْبيض تلأْلأُ فِي الشَّمْس. وَقَالَ رؤبة
يذكر السراب:
ورَقْرَقَ الأْبصَارَ حَتَّى أقْدَعا ... بِالبِيد إيقادُ
النَّهارِ اليَرْمَعا
وَقَالَ اللحياني: هِيَ حِجَارَة لينَة رقاق بيض، وَقيل: هِيَ
حِجَارَة رخوة، والواحدة من كل ذَلِك يَرْمَعَةٌ.
وَيُقَال للمغموم: تركته يفت اليرْمَعَ. وَفِي مثل.
كفَّا مطلَّقة تفتُّ اليَرْمَعا يضْرب مثلا للنادم على الشَّيْء.
ورَمَعٌ: منزل بِعَيْنِه للأشعريِّين.
ورِمَعٌ ورُماعٌ: موضعان.
مقلوبه: (م ر ع)
المَرْعُ: الْكلأ، وَالْجمع أمْرُعٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
أكَلَ الجمِيَم وطاوعَتْه سَمْحَجٌ ... مِثْلُ القَناةِ
وأزْعَلَتْهُ الأمْرُعُ
ومَرُعَ الْمَكَان مُرْعا ومَرَاعةً ومَرِعَ مَرَعا وأَمْرَع،
كُله: أخصب.
وَمَكَان مَرِعٌ ومَرِيعٌ: مُمْرِعٌ.
(2/156)
وأمْرَعَ الْقَوْم: أَصَابُوا الْكلأ.
وغيث مَرِيعٌ ومِمْرَاعٌ: تُمْرِعُ عَنهُ الأَرْض.
ومَمارِيعُ الأَرْض: مكارمها، أَعنِي بمكارمها الَّتِي هِيَ جمع
مكرمَة، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة وَلم يذكر لَهَا وَاحِدًا.
وَرجل مَرِيعُ الجناب: كثير الْخَيْر، على الْمثل.
وأَمرعَت الأَرْض: شبع مَالهَا كُله، قَالَ:
أمْرَعَتِ الأرْضُ لَوَ أنَّ مالاَ
لَوْ أنَّ نُوقا لَك أوْ جِمالاَ
أوْ ثَلَّةً مِنْ غَنمٍ إمَّالا
والمُرْعُ: طير صغَار لَا تظهر إِلَّا فِي الْمَطَر واحدته
مُرَعةٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَيْسَ المُرَعُ تكسير مُرَعَةٍ
إِنَّمَا هُوَ من بَاب تَمْرَة وتمر لِأَن فعلة لَا تكسر لقلتهَا
فِي كَلَامهم أَلا تراهم قَالُوا هَذَا المُرَعُ فذكَّروا، فَلَو
كَانَ كالغرف لأنثوا.
ومارِعَةُ: مَلِكٌ فِي الدَّهْر الأول.
وَبَنُو مارِعةَ: بطن يُقَال لَهُم الموارِعُ.
ومَرْوَعُ: أَرض، قَالَ رؤبة:
فِي جَوْفِ أجْنى مِن حِفاَ فيْ مَرْوَعا
الْعين وَاللَّام وَالنُّون
العِلاَن والمُعالَنَةٌ والإعلانُ: المجاهرة، عَلَنَ الْأَمر
يَعْلُنُ ويَعْلِنُ وعَلِنَ عَلَنا، وعَلانِيَةً فيهمَا،
واعتَلَنَ، وأعْلَنَهُ وأعْلَنَ بِهِ. أنْشد ثَعْلَب:
حَتَّى يَشُكَّ وُشاةٌ قد رَمَوْكَ بِنا ... وأعْلَنُوا بِك فِينَا
أيَّ إعْلانِ
واستسرَّ الرجل ثمَّ اسْتَعْلَنَ: أَي تعرَّض لِأَن يُعْلَنَ بِهِ.
وعالَنه: أعْلَن إِلَيْهِ الْأَمر، قَالَ قعنب بن أم صَاحب:
(2/157)
كُلٌّ يُرَاجِى على البغضاءِ صَاحِبَهُ ...
وَلنْ أُعالِنَهُمْ إِلَّا كَمَا عَلَنُوا
وَرجل عُلُنَّةٌ: لَا يكتم سره.
وَقَالَ اللحياني: رجل عَلانِيةٌ وَقوم عَلانُونَ وَرجل عَلانِيّ
وَقوم عَلانِيُّونَ: وَهُوَ الظَّاهِر الْأَمر الَّذِي أمره
عَلانِيَةٌ.
وعُلْوَانُ الْكتاب، يجوز أَن يكون فِعْلُه فَعْوَلْتَ من
العَلانِيَةِ.
مقلوبه: (ل ع ن)
لعَنَهُ يَلْعَنُه لَعْنا: طرده، وَرجل لَعِينٌ ومَلْعُونٌ،
وَالْجمع مَلاعِينُ، عَن سِيبَوَيْهٍ. قَالَ عليُّ: إِنَّمَا أذكر
مثل هَذَا الْجمع لِأَن حكم مثل هَذَا أَن يجمع بِالْوَاو
وَالنُّون فِي الْمُذكر، وبالألف وَالتَّاء فِي الْمُؤَنَّث.
لكِنهمْ كسروه تَشْبِيها بِمَا جَاءَ من الْأَسْمَاء على هَذَا
الْوَزْن. وَقَوله عز وَجل: (وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ) . قَالَ
ابْن عَبَّاس: اللاَّعِنُونُ: كل شَيْء فِي الأَرْض إِلَّا
الثَّقلين. ويروى عَن ابْن مَسْعُود انه قَالَ: اللاعِنُون:
الِاثْنَان إِذا تلاعَنا لحقت اللَّعْنَةُ بمستحقها مِنْهُمَا
فَإِن لم يَسْتَحِقهَا وَاحِد مِنْهُمَا رجعت على الْيَهُود.
وَقيل: اللاَّعنون: كل من آمن بِاللَّه من الْإِنْس وَالْجِنّ
وَالْمَلَائِكَة.
واللُّعَنَةُ: الْكثير اللَّعْنِ للنَّاس.
واللُّعْنَةُ: الَّذِي لَا يزَال يُلْعَنُ. وَجمعه اللُّعَنُ،
قَالَ:
والضَّيْفَ أكْرِمْهُ فإنَّ مَبِيَتهُ ... حَقٌّ وَلَا تَكُ
لُعْنَةً للنُّزَّلِ
ويطَّرد عَلَيْهِمَا بَاب. وَحكى اللحياني: لَا تَكُ لُعْنَةً على
أهل بَيْتك: أَي لَا يُسبَّنَّ أهل بَيْتك بسببك.
وَامْرَأَة لعين، بِغَيْر هَاء فَإِذا لم تذكر الموصوفة فبالهاء.
واللَّعِينُ: الَّذِي يَلْعَنُه كل أحد.
واللَّعينُ: المشتوم المطرود، قَالَ الشماخ:
ذَعَرْتُ بِهِ القَطا ونَفَيْتُ عَنهُ ... مَقامَ الذّئْبِ
كالرَّجُلِ اللَّعيِنِ
واللَّعِينُ: الشَّيْطَان صفة غالبة لِأَنَّهُ طُرد من السَّمَاء.
وَقيل: لِأَنَّهُ أُبعد من رَحْمَة الله.
(2/158)
واللَّعْنَةُ: الدُّعَاء عَلَيْهِ. وَحكى
اللحياني: أَصَابَته لَعْنَةٌ من السَّمَاء ولُعْنَةٌ.
والْتَعَنَ الرجل: أنصف فِي الدُّعَاء على نَفسه.
وتلاعَنَ الْقَوْم: لَعَنَ بَعضهم بَعْضًا.
ولاعن امْرَأَته فِي الحكم مُلاعَنَةً ولِعانا.
ولاعَنَ الْحَاكِم بَينهمَا لِعانا: حَكَمَ.
والتَّلاعُنُ: كالتشاتم.
والتَّلاعُنُ: أَن يَقع فعل كل وَاحِد مِنْهُمَا بِنَفسِهِ.
واللَّعْنَةُ فِي الْقُرْآن: الْعَذَاب.
ولعَنَه اللهُ يَلْعَنُه لَعْنا: عذَّبه.
وَقَوله تَعَالَى (والشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرآنِ) قَالَ
ثَعْلَب: يَعْنِي شَجَرَة الزقوم، قيل: أَرَادَ المَلْعُونَ آكلها.
وأبَيْتَ اللَّعْنَ: تحيَّة كَانَت تُحَيَّا بهَا الْمُلُوك فِي
الْجَاهِلِيَّة: أَي لَا أتيت أَيهَا الْملك أمرا تُلْعن عَلَيْهِ.
والمَلاعِنُ: مَوَاضِع التبرز وَقَضَاء الْحَاجة.
واللَّعِينُ: مَا يتَّخذ فِي الزَّرْع كَهَيئَةِ الرجل.
واللَّعِينُ المِنْقَرِيُّ من فرسانهم وشعرائهم.
مقلوبه: (ن ع ل)
النَّعْلُ والنَّعْلَةُ: مَا وقيت بِهِ الْقدَم من الأَرْض:
مُؤَنّثَة، فَأَما قَول كثير:
لَهُ نَعَلٌ لَا تَطَّبِي الكَلْبَ رِيحُها ... وإنْ وُضِعَتْ
وَسْطَ المجالِس شُمَّتِ
فَإِنَّهُ حرك حرف الْحلق لانفتاح مَا قبله كَمَا قَالَ بَعضهم:
يَغَذُو فِي يَغْذُو: وَهُوَ مَحْمُوم، وَهَذَا لَا يعد لُغَة
إِنَّمَا هُوَ مُتبع مَا قبله، وَلَو سُئِلَ رجل عَن وزن يغذو
ومحموم لم يقل: إِنَّه يَفَعُلُ وَلَا مَفَعُول.
وَالْجمع نِعالٌ.
ونَعِل نَعَلاً وتَنَعَّلَ وانتَعل: لبس النَّعْلَ.
ونَعْلُ الدَّابَّة: مَا وقى بِهِ حافرها وخُفُّها.
(2/159)
ونَعَلَ الْقَوْم: وهب لَهُم نِعالاً، عَن
اللحياني.
وأنْعَلُوا وهم ناعِلُونَ - نَادِر -: كثرت نِعالُهمْ، عَنهُ
أَيْضا، قَالَ: وَكَذَلِكَ كل شَيْء من هَذَا، إِذا أردْت أطْعمتهم
أَو وهبت لَهُم قلت فَعَلْتُهُمْ بِغَيْر ألف، وَإِذا أردْت أَن
ذَلِك كثر عِنْدهم قلت: أفْعَلُوا.
وأنْعَلَ الدَّابَّة وَالْبَعِير ونَعَّلَهُما.
وَرجل ناعِلٌ ومُنْعِلٌ: ذُو نَعْلٍ.
وحافر ناعِلٌ: صلب، على الْمثل، قَالَ:
يَرْكَبُ قَيْناهُ وَقِيعا ناعِلاَ
الوقيع: الَّذِي قد ضرب بالميقعة أَي المطرقة، يَقُول: قد صلب من
توقيع الْحِجَارَة حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْتَعِلٌ.
وَفرس مُنْعَلٌ: شَدِيد الْحَافِر، وَفرس مُنْعَلُ يَد كَذَا أَو
رجل كَذَا، أَو الْيَدَيْنِ أَو الرجلَيْن: إِذا كَانَ الْبيَاض
فِي مآخير أرساغ رجلَيْهِ أَو يَدَيْهِ وَلم يستدر. وَقيل: إِذا
جَاوز الْبيَاض الْخَاتم، وَهُوَ أقل وضح القوائم فَهُوَ إنْعالٌ
مَا دَامَ فِي مُؤخر الرسغ مِمَّا يَلِي الْحَافِر.
وانتَعَل الرجل الأَرْض: سافَرَ راجِلاً.
ونَعْلُ السَّيْف: حَدِيدَة فِي أَسْفَل غمده، مُؤَنّثَة أَيْضا،
قَالَ:
إِلَى مَلِكٍ لَا تَنْصُفُ السَّاقَ نَعْلُهُ ... أجَلْ لَا وإنْ
كانَتْ طِوَالاً مَحَامِلُه
ويروى حمائله. وَصفه بالطول وَهُوَ مدح.
والنَّعْلُ من الأَرْض: الْقطعَة الصلبة الغليظة شبه الأكَمَةِ
يَبْرق حصاها وَلَا تنْبت شَيْئا. وَقيل: هِيَ قِطْعَة تسيل من
الْحرَّة، مُؤَنّثَة قَالَ:
فِدىً لامْرِئٍ والنَّعْلُ بيني وبينَه ... شَفى غيمَ نَفْسِي من
رُءُوسِ الحَوَاثِرِ
وَالْجمع نِعالٌ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف قوما منهزمين:
(2/160)
كأنَّهُمْ حَرْشَفٌ مَبْثُوثٌ ... بالجرّ
إذْ تَبْرُقُ النِّعالُ
وَفِي الحَدِيث " إِذا ابْتَلَّتِ النِّعالُ فالصّلاةُ فِي
الرّحالِ ".
والمَنْعَلُ والمَنْعَلَةُ: الأَرْض الغليظة، اسْم وَصفَة.
والنَّعْلُ: الْعقب الَّذِي يلْبسهُ ظهر السية. وَقيل: هِيَ
الْجلْدَة الَّتِي على ظهر السية، وَقيل: هِيَ جلدتها الَّتِي على
ظهرهَا كُله.
والنَّعْلُ: الرجل الذَّلِيل يُوطأ كَمَا تُوطأ الأَرْض.
وَبَنُو نُعَيْلَةَ بطن.
الْعين وَاللَّام وَالْفَاء
العَلَفُ: قضيم الدَّابَّة، عَلَفَها يَعْلِفُها عَلْفا فَهِيَ
مَعْلُوفَةٌ وعَلِيفٌ، وَقَوله:
يَعْلِفُها اللَّحْمَ إذَا عَزَّ الشَّجَرْ ... والخَيْلُ فِي
إطْعامِها اللَّحمَ ضرَرْ
إِنَّمَا يَعْنِي انهم يسقون الْخَيل الألبان إِذا أجدبت الأَرْض
فتقيمها مقَام العَلَف.
والمِعْلَفُ: مَوضِع العَلَفِ.
وَالدَّابَّة تَعْتَلِفُ: تَأْكُل.
وتَسْتَعِلُف: تطلب العَلَفَ.
والعَلُوفةُ: مَا يَعْلِفُونَ، وَجَمعهَا عُلُفٌ وعَلائِفُ قَالَ:
فأفأْتَ أدُمْا كالهِضَابِ وجامِلاً ... قد عُدْنَ مثْل عَلائِفِ
المِقْضَابِ
وَحكى أَبُو زيد: كَبْش عَلِيفٌ فِي كباش عَلائِفَ.
قَالَ اللحياني: هِيَ مَا ربط فعلف وَلم يسرح وَلَا رعى، قَالَ:
وَإِن شِئْت حذفت مِنْهُ
(2/161)
الْهَاء، وَكَذَلِكَ كل فعولة من هَذَا
الضَّرْب من الْأَسْمَاء إِن شِئْت حذفت مِنْهُ الْهَاء نَحْو
الركوبة والحلوبة والجَزُورَةِ وَمَا أشبه ذَلِك.
والعَلِيفَةُ والمُعَلَّفَةُ جَمِيعًا: النَّاقة أَو الشَّاة
تُعْلَفُ للسمن وَلَا ترسل للرعي، وَقَالَ اللحيانيُّ:
العَلِيفَةُ: المْعُلوفَة وَجَمعهَا عَلائِفُ فَقَط.
والعُلْفى - مَقْصُور -: مَا يَجعله الْإِنْسَان عِنْد حصاد شعيره
لخفير أَو صديق، وَهُوَ من العَلَفِ، عَن الهجري.
والعُلَّفُ: ثَمَر الطلح، وَقيل اوعية ثمره. وَقَالَ أَبُو حنيفَة:
العُلَّفَةُ: ثَمَرَة الطلح كَأَنَّهَا هَذِه الخروبة الْعَظِيمَة
الشامية إِلَّا إِنَّهَا أعبل، وفيهَا حب كالترمس اسمر ترعاه
السَّائِمَة، وَلَا ياكله النَّاس إِلَّا الْمُضْطَر. الْوَاحِدَة
عُلَّفَةٌ، وَبهَا سمي الرجل.
وأعْلَفَ الطلح: بَدَأَ عُلَّفُه.
والعِلْفُ: شجر يكون بِنَاحِيَة الْيمن، ورقه مثل ورق الْعِنَب
يكبس فِي المجانب فيشوى ويجفف وَيرْفَع، فَإِذا طبخ اللَّحْم طرح
مَعَه فَقَامَ مقَام الْخلّ.
وعِلافٌ: رجل من الأزد، قيل: هُوَ أول من عمل الرّحال قيل لَهَا
عِلافِيَّة لذَلِك، وَقيل: العِلافِيُّ: أعظم مَا يكون من الرّحال
وَلَيْسَ بمنسوب إِلَّا لفظا كعمري، قَالَ ذُو الرمة:
أحمّ عِلافِيٌّ وأبْيَضُ صَارِمٌ ... وأعْيَسُ مُهْرِيٌّ وأرْوَعُ
ماجِدُ
وَرجل عُلْفُوفٌ: كثير اللَّحْم وَالشعر.
وتيس عُلْفُوفٌ: كثير الشّعْر.
وَشَيخ عُلْفُوفٌ: كَبِير السن.
والعُلْفُوفُ: الجافي من الرِّجَال وَالنِّسَاء، وَقيل: هُوَ
الَّذِي فِيهِ غرَّة وتضييع، قَالَ الْأَعْشَى
حُلْوَةُ النَّشْرِ والبَدِيهَةِ والعِلاَّ ... تِ لَا جَهْمَةٍ
وَلَا عُلْفُوفِ
(2/162)
مقلوبه: (ع ف ل)
العَفَلُ والعَفَلَةُ: شَيْء يخرج فِي حَيَاء النَّاقة شبه الأدرة
وَرُبمَا كَانَ فِي النَّاس تَحت الصفن، عَفِلَتْ عَفَلاً وَهِي
عَفْلاءُ.
والعَفَلُ: كَثْرَة شَحم مَا بَين رجْلي التيس والثور وَلَا يكَاد
يسْتَعْمل إِلَّا فِي الْخصي مِنْهُمَا. وَلَا يسْتَعْمل فِي
الْأُنْثَى.
والعَفْل: الْخط الَّذِي بَين الدبر وَالذكر.
والعَفْلُ: شَحم خصي الْكَبْش وَمَا حوله قَالَ بشر:
جَزِيزُ القَنا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرَةً ... حَدِيثُ الخِصَاءِ
وَارِمُ العَفْل مُعْبَرُ
والعَفْل: الْموضع الَّذِي يجس من الْكَبْش إِذا أَرَادوا أَن
يعرفوا سمنه من غَيره.
مقلوبه: (ف ع ل)
الفِعْل: كِنَايَة عَن كل عَمَلٍ مُتَعَدٍّ أَو غير مُتَعَدٍّ.
فَعَل يَفْعَل فَعْلاً، وفَعَلَهُ وَبِه، وَالِاسْم الفِعْلُ
وَقيل: فَعَلَه يَفْعَلُه فِعْلاً مصدر وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا
سَحَرَه يسْحَرُهُ سِحْراً. وَقَوله تَعَالَى فِي قصَّة مُوسَى
عَلَيْهِ السَّلَام وَفرْعَوْن (وفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي
فَعَلْتَ) أَرَادَ الْمرة الْوَاحِدَة كَأَنَّهُ قَالَ: قتلت
النَّفس قتلتك. وَقَرَأَ الشّعبِيّ: فِعْلَتَك بِكَسْر الْفَاء على
معنى وَقتلت القِتلة الَّتِي قد عرفتها، لِأَنَّهُ قَتله بوكزة.
هَذَا عَن الزّجاج، قَالَ. وَالْأول أَجود.
والفَعالُ: اسْم للْفِعْل الْحسن.
والفَعَلَةُ: صفة غالبة على عَمَلَةِ الطين والحفر وَنَحْوهمَا
لأَنهم يَفْعلون.
وكنى ابْن جني بالتَّفْعِيل عَن تقطيع الْبَيْت لِأَنَّهُ إِنَّمَا
يزنه بأجزاء مادتها كلهَا " ف ع ل " كَقَوْلِك فَعُولُنْ
مَفاعِيلُنْ، وفاعِلاتُنْ فاعِلُنْ، ومُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ،
وَغير ذَلِك من ضروب مقطَّعات الشِّعر.
وفاعِلِيَّانْ مِثَال صِيغ بعض ضروب مربع الرمل كَقَوْلِه:
يَا خَلِيَليَّ ارْبَعا فاسْتَنْطِقا رَسماً بِعُسْفانْ
فَقَوله " مَنْبِعُسْفان " فاعِلِيَّان.
وَقَوله تَعَالَى (وَالَّذِينَ هُمْ للزَّكاةِ فاعِلُون) قَالَ
الزّجاج: مَعْنَاهُ مؤتون.
(2/163)
وفِعالُ الفاسِ والقدوم والمطرقة: نصابها
قَالَ ابْن مقبل:
وتَهْوِى إذَ العِيسُ العِتاقُ تَفاضَلَتْ ... هُوِىَّ قَدُومِ
القَينِ جالَ فِعَالُها
وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
أتَتْهُ وهْيَ جانِحَةٌ يَدَاها ... جُنُوح الهِبْرِقيّ عَلى
الفِعالِ
والفَعِلَةُ: الْعَادة والفَعْلُ: كِنَايَة عَن حَيَاء النَّاقة
وَغَيرهَا من الْإِنَاث.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سُئِلَ الزبيرِي عَن جرحه فَقَالَ:
أرَّقني وَجَاء بالمُفْتَعَلِ، أَي جَاءَ بِأَمْر عَظِيم، قيل
لَهُ: أتقوله فِي كل شَيْء؟ قَالَ: نعم، أَقُول جَاءَ مَال بني
فلَان بالمُفْتَعَلِ وَجَاء بالمُفْتَعَلِ من الْخَطَأ.
مقلوبه: (ل ف ع)
الالْتِفاعُ والتَّلَفُّعُ: الالتحاف بِالثَّوْبِ وَهُوَ أَن
يشْتَمل بِهِ حَتَّى يُجَلل جسده. وَقَوله:
مَنَعَ القَرَارَ فجئتُ نحوَكَ هارِبا ... جَيْشٌ يَجُرُّ
ومِقْنَبٌ يَتَلَفَّعُ
يَعْنِي يَتَلَفَّعُ بالقتام.
واللِّفاعُ والمِلْفَعَةُ: مَا تُلُفِّعَ بِهِ من رِدَاء أَو
لِحَاف أَو قناع.
وانه لحسن اللِّفْعَةِ، من التَّلَفُّعِ.
ولَفَّعَ الْمَرْأَة: ضمهَا إِلَيْهِ، مُشْتَقّ من اللِّفاعِ.
وَابْن اللَّفَّاعَةِ: ابْن المعانقة للفحول.
ولَفَعَ الشيب رَأسه يَلْفَعُه لَفْعا، ولَفَّعه فَتَلَفَّع:
شَمله، وَقيل: المُتَلَفِّعُ: الأشيب وَقَوله:
وقَدْ تَلَفَّعَ بالقُورِ العَساقِيلُ
أَرَادَ تلفع القور بالعساقيل، فَقلب واستعار.
ولَفَّعَ المزادة: قَلبهَا فَجعل أطِبَّتها فِي وَسطهَا.
(2/164)
والتَفَعَتِ الأَرْض: اسْتَوَت خضرتها
ونباتها.
وتَلَفَّعَ المَال: نَفعه الرَّعْي.
مقلوبه: (ف ل ع)
فَلَعَ رَأسه بِالسَّيْفِ وَالْحجر يَفْلَعُه فَلْعا فانْفَلَع
وتَفَّلَعَ: شقَّه.
وَقيل: كل مَا تشقق فقد انْفَلَع وتَفَلَّعَ.
وَسيف فَلُوعٌ ومِفْلَعٌ: قَاطع.
والفِلْعَةُ: الْقطعَة.
وَفِي السب: قبح الله فَلْعَتَها، وَقَالَ كرَاع: الفَلَعَةُ:
الْفرج، وقبح الله فَلَعَتَها كَأَنَّهُ اسْم ذَلِك الْمَكَان
مِنْهَا.
الْعين وَاللَّام وَالْبَاء
عَلِبَ النَّبَات عَلَبا فَهُوَ عَلِبٌ: جسأ.
واسْتَعْلَبَ البقل: وجده عَلِبا.
وعَلِبَ اللَّحْم عَلَبا واسْتَعْلَبَ: صلب.
وعَلِبَ عَلَبا: تَغَيَّرت رَائِحَته بعد اشتداده.
وعَلِبَت يَده: غلظت.
واسْتَعْلَبَ الْجلد: غلظ وَاشْتَدَّ.
والعَلِبُ: الْمَكَان الغليظ الشَّديد الَّذِي لَا ينْبت
الْبَتَّةَ.
والعُلْبُ والعَلِبُ: الضَّب الضخم المسن لِشِدَّتِهِ.
وَرجل عِلْبٌ: لَا يطْمع فِيمَا عِنْده من كلمة أَو غَيرهَا.
وانه لَعِلْبُ شَرّ: أَي قويٌّ عَلَيْهِ، كَقَوْلِك: انه لحك شَرّ.
والعِلْباءُ - مَمْدُود -: عصب الْعُنُق وَهُوَ الْعقب، قَالَ
اللحياني: العلباء مُذَكّر لَا غير.
وعَلَبَ السَّيف والسكين وَالرمْح يَعْلُبُه ويعِلبه عَلْبا،
وعلَّبَه: حزم مقبضه بِعِلْباءِ الْبَعِير.
وعَلِبَ الْبَعِير عَلَبا وَهُوَ أعْلَبُ وَهُوَ دَاء يَأْخُذهُ
فِي عِلْباوَيِ الْعُنُق فترم مِنْهُ الرَّقَبَة وتنحني.
والعِلابُ: سمة فِي طول الْعُنُق على العِلْباء.
وعلْبىَ عَبده: ثَقَب عِلْباءَهُ وَجعل فِيهِ خيطا.
(2/165)
وعَلْبَى الرجل: انحط عِلْباوَاهُ كِبراً
قَالَ:
إذَا المرْءُ عَلْبَى ثُمَّ أصْبَحَ جِلْدُه ... كَرَحْضٍ غَسيلٍ
فالتَّيَمُّنُ أرْوَحُ
التَّيَمُّن: أَن يوضع على يَمِينه فِي الْقَبْر.
وعِلْباءُ اسْم رجل سمي بعِلباءِ الْعُنُق، قَالَ:
إنّي لمنْ أنْكَرَنِي ابْنُ اليَثرِبي ... قَتَلْتُ عِلْباء
وهِنْدَ الجَمَلِي
وابْناً لِصَوْحانَ على دِينِ عَلِي
أَرَادَ ابْن اليثربي والجملي وَعلي فَخفف بِحَذْف الْيَاء
الْأَخِيرَة.
والعُلْبَةُ: قدح ضخم من جُلُود الْإِبِل، وَقيل: العُلْبَةُ من
خشب. كالقدح الضخم يحلب فِيهَا، وَقيل: إِنَّهَا كَهَيئَةِ
الْقَصعَة من جلد وَلها طوق من خشب، وَالْجمع عُلَبٌ وعِلابٌ.
وَقيل: العِلاَبُ: جفان تحلب فِيهَا النَّاقة، قَالَ:
صَاحِ يَا صَاحِ هَلْ سَمِعْتَ بِرَاعٍ ... رَدَّ فِي الضَّرْعِ
مَا قَرَى فِي العِلاَبِ
ويروى: فِي الحلاب.
وعَلَبَ الشَّيْء يَعْلُبُه عَلْبا وعُلُوبا: أثر فِيهِ.
والعَلْبُ: أثر الضَّرْب وَغَيره، وَالْجمع عُلُوبٌ، قَالَ طرفَة:
كأنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ فيِ دَأَيَاتِها ... مَوَارِدُ منْ
خَلْقَاءَ فِي ظهْر قَرْدَدِ
وَطَرِيق مَعْلُوبٌ: أثر فِيهِ السابلة.
والعِلْبَةُ: غُصْن عَظِيم تتَّخذ مِنْهُ مقطرة قَالَ:
فِي رِجْلِه عِلْبَةٌ خَشْناءُ من قَرَظٍ ... قَدْ تَيَّمَتْهُ
فَبالُ المَرْءِ مَقْبُولُ
وعَلِبَ السَّيْف عَلَبا: تثلم حَده.
(2/166)
والمعْلُوبُ: سيف الْحَارِث بن ظَالِم، صفة
لَازِمَة، فإمَّا أَن يكون من العَلْبِ الَّذِي هُوَ الشَّديد
وَإِمَّا أَن يكون من التثلم كَأَنَّهُ عُلِبَ، قَالَ الْكُمَيْت:
وسيفُ الحارثِ المَعْلُوبُ أرْدَى ... حُصَيْنا فِي الجَبابِرَةِ
الرَّدِينا
وعِلْباءُ: اسْم.
وعُلْيَبٌ وعِلْيَبٌ: وَاد مَعْرُوف على طَرِيق الْيمن، وَقيل:
مَوضِع، وَالضَّم أَعلَى، وَهُوَ الَّذِي حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ
وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فُعْيَلٌ غَيره، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
والأثْلُ مِنْ سَعْيا وحَلْيَةَ مُنزَلٌ ... والدَّوْمُ جاءَ بِهِ
الشُّجُونُ فَعُلْيَبُ
واشتقه ابْن جني من العَلْبِ الَّذِي هُوَ الْأَثر والحز، وَقَالَ:
أَلا ترى أَن الْوَادي لَهُ أثر.
واعْلَنْبَي الديك وَالْكَلب والهر: تهَيَّأ للشر.
مقلوبه: (ع ب ل)
العَبْلُ: الضخم من كل شَيْء، وَالْأُنْثَى عَبْلَةٌ وَجَمعهَا
عِبالٌ.
وَقد عَبُلَ عَبالَةً فَهُوَ أعْبَلُ: غلظ وأبيض.
وجبل أعْبَلُ، وصخرة عَبْلاءُ: بَيْضَاء صلبة وَقيل العَبْلاءُ:
الصَّخْرَة من غير أَن تخص بِصفة، فَأَما ثَعْلَب فَقَالَ: لَا
يكون الأعْبَلُ والعَبْلاءُ إِلَّا أبيضين، وَقَول أبي كَبِير
الْهُذلِيّ:
صَدْيانَ أجْرَى الطَّرْفَ فِي مَلْمُومَةٍ ... لَوْنُ السَّحابِ
بهَا كَلَوْنِ الأعْبَلِ
عَنى بالأَعْبَلِ الْمَكَان ذَا الْحِجَارَة الْبيض.
والعَبَنْبَلُ: الشَّديد الْعَظِيم مُشْتَقّ من ذَلِك، قَالَت
امْرَأَة:
كُنْتُ أُحِبُّ ناشِئا عَبَنْبَلاَ ... يَهْوَى النَساءَ ويُحِبُّ
الغَزَلاَ
والعَبَلُ: كل ورق مفتول غير منبسط كورق الأرطى والأثل والطرفاء
وَأَشْبَاه ذَلِك، وَقيل: هُوَ ثَمَر الأرطى، وَقيل: هُوَ هدبة
إِذا غلظ فِي القيظ واحمرَّ وَصلح أَن يدبغ بِهِ.
(2/167)
وَقيل: العَبَلُ: الْوَرق الدَّقِيق.
وَقيل: هُوَ شبه الْوَرق، وَلَيْسَ بِهِ.
والعَبَلُ: الْوَرق السَّاقِط والطَّالع، ضد. وَقد أعْبَلَ الشّجر،
فيهمَا، قَالَ ذُو الرمة:
إِذا ذَابتِ الشمْسُ اتَّقى صَقَرِاتها ... بأفْنانِ مرْبُوع
الصَّرِيمَةِ مُعْبِلِ
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: أعْبَلَ الشّجر: إِذا خرج ثمره، قَالَ: وَلم
أجد ذَلِك مَعْرُوفا.
وعَبَلَ الشّجر عَبْلاً: حث عَنهُ الْوَرق.
وَألقى عَلَيْهِ عَبالَّتَهُ: أَي ثقله. وَالتَّخْفِيف فِيهَا
لُغَة، عَن اللحياني.
والمِعْبَلَةُ: نصل طَوِيل عريض. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ
حَدِيدَة مصفحة لَا عير لَهَا.
وعَبَلَ السهْم: جعل فِيهِ مِعْبَلةً.
والعَبُولُ: الْمنية. وعَبَلتْه عَبُولٌ، كَقَوْلِهِم: غالته غول،
قَالَ المرار الفقعسي:
وإنَّ المالَ مُقْتَسَمٌ وإنّي ... بِبَعْضِ الأَرْض عابِلَتي
عَبُولُ
وَمَا عَبَلَك: أَي مَا شغلك وحبسك.
والعَبَالُ: الجبلى من الْورْد وَهُوَ يغلظ ويعظم حَتَّى تقطع
مِنْهُ العصي، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة. قَالَ: ويزعمون أَن عَصا
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام كَانَت مِنْهُ.
وَبَنُو عَبِيلٍ قَبيلَة قد انقرضوا.
وعَبْلَةُ اسْم. والعَبَلاتُ بطن من بني أُميَّة الصُّغْرَى من
قُرَيْش نسبوا إِلَى أمّهم عَبْلَةَ إِحْدَى نسَاء تَمِيم حركوا
ثَانِيَة على من قَالَ فِي التَّسْمِيَة حَارِث، قَالَ
سِيبَوَيْهٍ: النّسَب إِلَيْهِ عَبْلِىٌّ على مَا يجب فِي الْجمع
الَّذِي لَهُ وَاحِد من لَفظه.
والعَبْلاءُ مَوضِع.
وعَوْبَلٌ: اسْم.
مقلوبه: (ل ع ب)
اللَّعِبُ ضد الْجد، لَعِبَ لَعِبا ولِعْبا ولَعَّبَ وتَلاعَبَ
وتَلَعَّبَ قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
تَلَعَّبَ باعثٌ بِذِمَّةِ خالِدٍ ... وأوْدَى عِصَامٌ فِي
الخُطُوبِ الأوَائلِ
(2/168)
والتَّلْعابُ: اللَّعِبُ، صِيغَة تدل على
تَكْثِير الْمصدر كَفعَّل فِي الفِعْل على غَالب الْأَمر. قَالَ
سِيبَوَيْهٍ: هَذَا بَاب مَا تكْثر فِيهِ الْمصدر من فَعَلْتَ
فتلحق للزوائد وتبنيه بِنَاء آخر كَمَا أَنَّك قلت فِي فَعَلْتُ
فَعَّلْتُ حِين كثرت الفِعْلَ. ثمَّ ذكر المصادر الَّتِي جَاءَت
على التَّفْعال كالتَّلْعاب وَغَيره. قَالَ: وَلَيْسَ شَيْء من
هَذَا مصدر فَعَلْتُ وَلَكِن لما أردْت التكثير بنيت الْمصدر على
هَذَا كَمَا بنيت فَعَلْتُ على فَعَّلْتُ.
وَرجل لاعِبٌ ولَعِبٌ ولِعِبٌ، على مَا يطرد فِي هَذَا النَّحْو،
وتِلْعابٌ وتِلْعابَةٌ وتِلِعَّابٌ وتِلِعَّابَةٌ وَهُوَ من الْمثل
الَّتِي لم يذكرهَا سِيبَوَيْهٍ. قَالَ ابْن جني: وَأما
تِلعَّابَةٌ فَإِن سِيبَوَيْهٍ وَإِن لم يذكرهُ فِي الصِّفَات فقد
ذكره فِي المصادر نَحْو تَحَمَّل تِحِمَّالاً. وَلَو أردْت الْمرة
الْوَاحِدَة من هَذَا لوَجَبَ أَن تكون تِحِمَّالةً فَإِذا ذكر
تِفِعَّالا فَكَأَنَّهُ قد ذكره بِالْهَاءِ. وَذَلِكَ لِأَن
الْهَاء فِي تَقْدِير الِانْفِصَال على غَالب الْأَمر، وَكَذَلِكَ
القَوْل فِي تلقامة، وَسَيَأْتِي ذكره: وَلَيْسَ لقَائِل أَن يدعى
أَن تلعابة وتلقامة فِي الأَصْل الْمرة الْوَاحِدَة ثمَّ وصف بِهِ
كَمَا قد يُقَال ذَلِك فِي الْمصدر نَحْو قَوْله تَعَالَى (إنْ
أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً) أَي غائراً وَنَحْو قَوْله:
فإنَّما هيَ اقْبالٌ وإدْبارُ
من قبل أَن من وصف بِالْمَصْدَرِ فَقَالَ: هَذَا رجل زور وَصَوْم
وَنَحْو ذَلِك فَإِنَّمَا صَار ذَلِك لَهُ لِأَنَّهُ أَرَادَ
الْمُبَالغَة ويجعله هُوَ نفس الحَدِيث لِكَثْرَة ذَلِك مِنْهُ.
والمرة الْوَاحِدَة هِيَ أقل الْقَلِيل من ذَلِك الْفِعْل، فَلَا
يجوز أَن يُرِيد معنى غَايَة الْكَثْرَة فَيَأْتِي لذَلِك بِلَفْظ
غَايَة الْقلَّة، وَلذَلِك لم يجيزوا: زيد إقبالة وإدبارة على زيد
إقبال وإدبار، فعلى هَذَا لَا يجوز أَن يكون قَوْلهم: رجل
تِلِعَّابَةٌ وتلقامة على حد قَوْلك هَذَا رجل صَوْم، لَكِن
الْهَاء فِيهِ كالهاء فِي علامَّة ونسَّابة للْمُبَالَغَة. وَقَول
النَّابِغَة الْجَعْدِي:
تَجَنَّبْتُها إِنِّي امرُؤٌ فِي شَبِيبَتِي ... وتِلْعابَتِي عَن
رِيبَةِ الجارِ أَجنَبُ
فَإِنَّهُ وضع الِاسْم الَّذِي جرى صفة مَوضِع الْمصدر، وَكَذَلِكَ
أُلْعَبانٌ مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي.
ولاعَبَه مُلاعَبَةً ولِعابا: لَعِبَ مَعَهُ.
وألْعَبَ الْمَرْأَة: جعلهَا تَلْعَبُ.
وألْعَبَها جاءها بِمَا تَلْعَبُ بِهِ. وَقَول عبيد بن الأبرص:
(2/169)
قد بِتُّ أُلْعِبُها وَهْناً وتُلْعِبُني
... ثُمَّ انْصرَفْتُ وهِي مِنِّي على بالِ
يحْتَمل أَن يكون على الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَجَارِيَة لَعُوبٌ:
حَسَنَة الدِّلِّ، وَالْجمع لَعائِبُ.
والمِلْعَبَة: ثوب لَا كم لَهُ يلْعَب فِيهِ الصَّبِي.
واللَّعَّاب: الَّذِي حرفته اللَّعِبُ.
وَبينهمْ أُلْعُوبَةٌ من اللَّعِبِ.
واللُّعْيَةُ: الأحمق يُسخر بِهِ ويُلعب، يطَّرد عَلَيْهِ بَاب.
واللُّعْبَةُ: نوبَة اللَّعِب.
واللُّعْبَةُ: مَا يُلْعَبُ بِهِ كالشطرنج وَنَحْوه.
واللُّعْبَةُ: التمثال. وَحكى اللحياني: مَا رَأَيْت لَك لُعْبَةً
أحْسَنَ من هَذِه. وَلم يزدْ على ذَلِك.
ولَعِبَتِ الرّيح بالمنزل: درسته.
ومَلاعِبُ الرّيح: مدارجها.
وَتركته فِي مَلاعِب الْجِنّ: أَي حَيْثُ لَا يدْرِي أَيْن هُوَ.
ومُلاعِبُ ظِلِّهِ: طَائِر بالبادية، يثنى فِيهِ الْمُضَاف والمضاف
إِلَيْهِ ويجمعان.
ومُلاعِبُ الأسِنَّةِ: عَامر بن مَالك.
واللَّعَّاب: فرس من خيل الْعَرَب مَعْرُوف، قَالَ الْهُذلِيّ:
وطابَ عَنِ اللَّعَّابِ نَفْسا وَرَبِّهِ ... وغادَرَ قَيْسا فِي
المَكَرّ وعَفْزَرَا
واللُّعابُ: مَا سَالَ من الْفَم. لَعَبَ يَلْعَبُ ولَعِبَ
وألْعَبَ: سَالَ لُعابُه، وَالْأولَى أَعلَى قَالَ لبيد:
لَعِبْتُ على أكْتافِهمْ وحُجورِهِم ... وَليدًا وسَّمْوني لبيداً
وعاصمِا
وَرَوَاهُ ثَعْلَب: لَعَبْتُ على أكتافهم وصدورهم.
(2/170)
وَهُوَ أحسن، وَقيل: لَعَبَ الرجل: سَالَ
لُعابُه. وألعَبَ: صَار لَهُ لُعابٌ يسيل من فَمه.
ولُعاب الْحَيَّة وَالْجَرَاد: سمهما.
ولُعابُ النَّحْل: عسله.
ولُعابُ الشَّمْس: شَيْء ترَاهُ كَأَنَّهُ ينحدر من السَّمَاء إِذا
حميت وَقَامَ قَائِم الظهيرة. قَالَ جرير:
أُنِخْنَ لِتَهْجِيرٍ وقَدْ وَقَدَ الحَصَى ... وذَابَ لُعابُ
الشَّمْسِ فوْقَ الجماجمِ
والاسْتِلْعابُ فِي النّخل: أَن ينْبت فِيهِ شَيْء من الْبُسْر بعد
الصرام.
واللَّعْباءُ: مَوضِع، أنْشد الْفَارِسِي:
تَرَوَّحْنا مِنَ اللَّعْباءِ قَصْراً ... وأعْجَلْنا إلاهَةَ أنْ
تَؤُوبا
ويروى: الإلاهَةَ. الإهَةُ: اسْم للشمس.
مقلوبه: (ب ع ل)
البَعْلُ: الأَرْض المرتفعة الَّتِي لَا يُصِيبهَا مطر إِلَّا مرّة
وَاحِدَة فِي السّنة، قَالَ سَلامَة ابْن جندل:
إذَا مَا عَلَوْنا ظَهْر بَعْلٍ عَرِيضَةٍ ... تَخَالُ عَلَيْها
قَيْضَ بَيْضٍ مُفلَّقِ
أنَّثَها على مَعْنى الأَرْض.
وَقيل: البَعْلُ: كل شجر أَو زرع لَا يسقى. وَقيل: البَعْلُ: مَا
سقته السَّمَاء، وَقد اسْتَبْعلَ الْموضع.
والبَعْلُ من النّخل: مَا شرب بعروقه من غير سقِِي وَلَا مَاء
سَمَاء. وَقيل: هُوَ مَا اكْتفى بِمَاء السَّمَاء. وَبِه فسر ابْن
دُرَيْد مَا فِي كتاب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لأكيدر بن عبد الْملك " لكم
(2/171)
الضامنة من النّخل وَلنَا الضاحية من البعل
" الضامنة: مَا أطاف بِهِ سور الْمَدِينَة. والضاحية: مَا كَانَ
خَارِجا. وَأنْشد:
أقْسَمْتُ لَا يذْهَبُ عَنِّي بَعْلُها ... أوْ يَسْتَوِي
جَثِيُثها وجَعْلُها
والبَعْلُ: مَا أُعطى من الإتاوة على سقِِي النّخل قَالَ
الْأنْصَارِيّ:
هُنالِكَ لَا أُبالِي نَخْلَ بَعْلٍ ... ولاَ سَقْيٍ وإنْ عَظُمَ
الإتاءُ
واستَبْعَل الْموضع وَالنَّخْل: صَار بَعْلاً.
والبَعْلُ: الذّكر من النّخل.
والبَعْلُ: الزَّوْج. وَالْجمع بِعالٌ وبُعُولٌ وبُعُولَةٌ، قَالَ
سِيبَوَيْهٍ ألْحقُوا الْهَاء لتأكيد التَّأْنِيث. وَالْأُنْثَى
بَعْلٌ وبَعْلةٌ قَالَ:
شَرُّ قَرِينٍ لِلكبِيِرِ بَعلتُهْ ... تُولغُ كَلْبا سُؤْرَهُ أوْ
تَكْفِتُهْ
وبَعَلَ يَبْعَل بُعُولَةً وَهُوَ بَعْلٌ: صَار بَعْلاً قَالَ:
يَا رُبَّ بَعْلٍ ساءَ مَا كَانَ بَعَلْ
واستَبْعَلَ كَبَعَلَ.
وتَبَعَّلَتِ الْمَرْأَة: أطاعت بَعْلَها.
وتَبَعَّلَتْ لَهُ: تزينت.
والتَّباعُلُ والمُباعَلَةُ والبِعالُ: ملاعبة الْمَرْء أَهله.
وَقيل: البِعالُ: النِّكَاح. وَمِنْه الحَدِيث فِي أَيَّام
التَّشْرِيق " إِنَّهَا أَيَّام أكل وَشرب وبِعال ". وروى عَن ابْن
عَبَّاس " أَن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(2/172)
كَانَ إِذا أَتَى يَوْم الْجُمُعَة قَالَ:
يَا عَائِشَة الْيَوْم يَوْم تَبَعُّلٍ وقِران " يَعْنِي بالقران:
التَّزْوِيج.
وباعَلَتِ الْمَرْأَة: اتَّخذت بَعْلاً.
وباعلَ الْقَوْم قوما آخَرين مُباعَلةً وبِعالاً: تزوج بَعضهم
إِلَى بعض.
وبَعْلُ الشَّيْء: ربُّه ومالكه.
وبَعْلٌ والبَعْلُ جَمِيعًا: صنم، سمي بذلك لعبادتهم إِيَّاه
كَأَنَّهُ رَبهم، وَقَوله جلّ وَعز (أتَدْعُونَ بَعْلاً) قيل:
مَعْنَاهُ: تدعون رَبًّا، وَقيل: هُوَ صنم.
والبَعْلُ: الصَّنَم معموما بِهِ، عَن الزجاجي. وَقَالَ كرَاع:
البَعْلُ صنم كَانَ لقوم يُونُس صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وبَعِلَ بأَمْره بَعَلاً فَهُوَ بَعِلٌ: برم فَلم يدر كَيفَ يصنع
فِيهِ.
والبَعَلُ: الدهش عِنْد الروع.
وبَعِلَ بَعَلاً: فرق ودهش.
وَامْرَأَة بَعِلَةٌ: لَا تحسن لبس الثِّيَاب.
وباعَلَهُ: جالسه.
وَهُوَ بَعْلٌ على أَهله: أَي ثقل.
وبَعَل على الرجل: أَبى عَلَيْهِ، وَفِي حَدِيث الشورى: " فَقَالَ
عمر: قومُوا فتشاوروا فَمن بَعَلَ عَلَيْكُم أَمركُم فَاقْتُلُوهُ
" التَّفْسِير للهروي فِي الغريبين.
وبَعْلَبَكُّ مَوضِع. تَقول: هَذَا بَعْلَبَكُّ وَدخلت بَعْلَبَكَّ
ومررت بِبَعْلبَكَّ فَلَا تصرف، وَمِنْهُم من يضيف الأول إِلَى
الثَّانِي وَيجْرِي الأول بِوُجُوه الْإِعْرَاب.
مقلوبه: (ب ل ع)
بَلِعَ الشَّيْء بَلْعا وابتلعه وتَبَلَّعه: جرعه الْأَخِيرَة عَن
ابْن الْأَعرَابِي، وَفِي الْمثل " لَا يصلح رَفِيقًا من لم
يَتَبَلَّعْ ريقا ".
والبُلْعَةُ من الشَّرَاب: كالجرعة.
والبَلُوع: الشَّرَاب.
وبَلِعَ الطَّعَام وابتَلَعه: لم يمضغه.
والمَبْلَعُ والبُلْعُمُ والبُلْعُومُ، كُله: مجْرى الطَّعَام،
وَإِن شِئْت قلت: إِن البَلْعَمَ
(2/173)
والبُلعُومَ رباعي.
والبالُوعَةُ، والبَلَّوعَةُ: بِئْر تحفر فِي وسط الدَّار ويضيق
رَأسهَا يجْرِي فِيهَا مَاء الْمَطَر.
وَرجل بَلْعٌ: كَأَنَّهُ يَبْتَلعُ الْكَلَام.
والبُلَعَةُ: سم البكرة، وَجَمعهَا بُلَعٌ.
وبَلَّعَ فِيهِ الشيب: بدا، وَقيل: كثر، فَأَما قَول هميان:
لمَّا رَأتْنِي أُمُّ عمْرٍ صَدَفَتْ ... قَدْ بَلَّعَتْ بِي
ذُرْأةٌ فأَلحفَتْ
فَإِنَّمَا عداهُ بقوله بِي لِأَنَّهُ فِي معنى قد أَلَّمتْ، أَو
أَرَادَ: فِي، فَوضع بِي مَكَانهَا للوزن حِين لم يستقم لَهُ أَن
يَقُول فِي.
وتَبَلَّع فِيهِ الشيب كَبَلَّع، والغين فيهمَا جَمِيعًا لُغَة عَن
ابْن الْأَعرَابِي.
وسَعْدُ بُلَعَ: من منَازِل الْقَمَر.
وَبَنُو بُلَعَ: بطين من قضاعة.
وبُلَعُ: اسْم مَوضِع. قَالَ الرَّاعِي:
بَلْ مَا تَذَكَّرَ مِنْ هِنْدٍ إِذا احتجبتْ ... بِاْبنْي عُوَارٍ
وأمْسَى دُونَها بُلَعُ
الْعين وَاللَّام وَالْمِيم
العِلْمُ: نقيض الْجَهْل، عَلِمَ عِلْما، وعَلُمَ هُوَ نَفسه،
وَرجل عالمٌ وعلِيمٌ من قوم عُلَماء فيهمَا جَمِيعًا. قَالَ
سِيبَوَيْهٍ: يَقُول عُلَمَاء من لَا يَقُول إلاَّ عَالما. قَالَ
ابْن جني: لما كَانَ العِلْم إِنَّمَا يكون الْوَصْف بِهِ بعد
المزاولة لَهُ وَطول الملابسة صَار كَأَنَّهُ غريزة، وَلم يكن على
أول دُخُوله فِيهِ. وَلَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ مُتَعَلِّما لَا
عَالما، فَلَمَّا خرج بالغريزة إِلَى بَاب فَعُلَ صَار عالِمٌ فِي
الْمَعْنى كَعَلِيمٍ فَكسر تكسيره ثمَّ حملُوا عَلَيْهِ ضِدّه
فَقَالُوا جهلاء كَعُلَماء وَصَارَ عُلَماءُ كحلماء لِأَن العِلْمَ
محلمة لصَاحبه، وعَلى ذَلِك جَاءَ عَنْهُم: فَاحش وفحشاء، لما
كَانَ الْفُحْش ضربا من ضروب الْجَهْل ونقيضا للحلم.
وعَلاَّمٌ وعَلاَّمَةٌ من قوم عَلاَّمِينَ، وعُلاَّم من قوم
عُلاَّمِين. هَذِه عَن اللحياني والعَلاَّمُ
(2/174)
والعَلاَّمَةُ: النَّسابة، وَهُوَ من
الْعلم. قَالَ ابْن جني، رجل عَلامَة وَامْرَأَة عَلامَة لم تلْحق
الْهَاء لتأنيث الْمَوْصُوف بِمَا هِيَ فِيهِ وَإِنَّمَا لحقت
لإعلام السَّامع أَن هَذَا الْمَوْصُوف بِمَا هِيَ فِيهِ قد بلغ
الْغَايَة وَالنِّهَايَة، فَجعل تَأْنِيث الصّفة أَمارَة لما
أُرِيد من تَأْنِيث الْغَايَة وَالْمُبَالغَة وَسَوَاء كَانَ
الْمَوْصُوف بِتِلْكَ الصّفة مذكرا أَو مؤنثا، يدل على ذَلِك أَن
الْهَاء لَو كَانَت فِي نَحْو امْرَأَة عَلامَة وفروقة وَنَحْوه
إِنَّمَا لحقت لِأَن الْمَرْأَة مُؤَنّثَة لوَجَبَ أَن تحذف فِي
الْمُذكر فَيُقَال رجل فروق، كَمَا أَن التَّاء فِي قَائِمَة
وظريفة لما لحقت لتأنيث الْمَوْصُوف حذفت مَعَ تذكيره فِي نَحْو
رجل ظريف وقائم وكريم وَهَذَا وَاضح.
وَقَوله تَعَالَى (إِلَى يَوْمِ الوَقْتِ المعْلُومِ) أَي الَّذِي
لَا يُعلمهُ إِلَّا الله، وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة.
وعلَّمَه العلْمَ وأعْلَمَه إِيَّاه فَتَعَلَّمه. وَفرق
سِيبَوَيْهٍ بَينهمَا فَقَالَ: عَلَّمْتُ كأدبت وأعْلَمْتُ كآذنت.
وعالَمه فَعَلَمَهُ يَعْلُمُه: أَي كَانَ أعلم مِنْهُ وَحكى
اللحياني: مَا كنت أَرَانِي أَن أعْلُمَهُ وعَلِمَ بالشَّيْء: شعر.
وعَلِمَ الْأَمر وتَعَلَّمهُ: أتقنه. وَقَالَ يَعْقُوب إِذا قيل
لَك: اعْلمَ كَذَا قلت: قد عَلِمْتُ، وَإِذا قيل تَعَلَّمْ لم تقل:
قد تَعَلَّمْتُ، وَأنْشد:
تَعَلَّمَ أنَّه لَا طَيْرَ إلاَّ ... عَلىَ مُتَطَيِّرٍ وهيَ
الثُّبُورُ
وعَلِم الرجل: خَبره.
وأحَبَّ أَن يَعْلَمَهُ: أَي يُخبرهُ.
وَفِي التَّنْزِيل (وآخَرِينَ مِنْ دُوِنِهمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ
اللهُ يَعْلَمُهُمْ) .
وأحَبَّ أنْ يَعْلَمَهُ: أَي أَن يَعْلَمَ مَا هُوَ.
وَالْأَيَّام المعلومات: عشر ذِي الْحجَّة، وَقد تقدم تعليلها فِي
ذكر الْأَيَّام المعدودات.
ولقيه أدنى عَلَمٍ: أَي قبل كل شَيْء.
والعَلَمُ والعَلَمَةُ والعُلْمَةُ: الشق فِي الشّفة الْعليا،
وَقيل: فِي إِحْدَى جانبيها. وَقيل أَن تَنْشَق فَتبين. عَلِمَ
عَلَما وَهُوَ أعْلَمُ.
وعَلَمَهُ يَعْلِمُه عَلْما: شقّ شفته الْعليا. وكل بعير أعْلَمُ
خلقَة.
(2/175)
وعَلَمَ الشَّيْء يَعْلِمُهُ ويَعْلُمُه
عَلْما: وسمه.
وعَلَّمَ نَفسه وأعْلَمَها: وسمها بسيما الْحَرْب.
وأعْلَمَ الْفرس: علق عَلَيْهَا صُوفًا أَحْمَر أَو أَبيض فِي
الْحَرْب.
والعَلامَةُ: السمة. وَالْجمع عَلامٌ، وَهُوَ من الْجمع الَّذِي
لَا يُفَارق واحده إِلَّا بإلقاء الْهَاء، قَالَ عَامر بن
الطُّفَيْل:
عَرَفْتَ بجَوِّ عارِمَةَ المُقاما ... بِسلَمْى أَو عَرَفْتَ بهَا
عَلاما
والمَعْلَمْ: مَكَانهَا.
والعَلامَةُ والعَلَمُ: الْفَصْل يكون بَين الْأَرْضين.
والعَلامَةُ والعَلَمُ: شَيْء ينصب فِي الفلوات تهتدي بِهِ
الضَّالة.
وَبَين الْقَوْم أعْلُومَةٌ: كَعلامَةٍ عَن ابْن العميثل
الْأَعرَابِي.
والعَلَمُ: الْجَبَل الطَّوِيل. وَقَالَ اللحياني: الْعلم:
الْجَبَل. فَلم يخص الطَّوِيل، وَالْجمع أعْلامٌ وعِلامٌ قَالَ:
قَدْ جُبْتُ عَرْضَ فَلاِتها بِطِمِرَّةٍ ... واللَّيْلُ فوقَ
عِلامِهِ مُتَقَوِّضُ
قَالَ كرَاع: ونظيه جبل وأجبال وجبال، وجمل وأجمال وجمال، وقلم
وَأَقْلَام وقلام.
واعْتَلَم الْبَرْق: لمع فِي العَلَم، قَالَ:
بَلْ بُرَيْقا بِتُّ أرقُبُه ... بَلْ لَا يُرَى إلاَّ إِذا
اعتَلَما
خزم فِي أول النّصْف الثَّانِي، وَحكمه.
لَا يرى إِلَّا إِذا اعْتَلَما.
والعَلَمُ: رسم الثَّوْب ورقمه وَقد أعْلَمَه.
والعَلَمُ الرَّايَة. وَقيل: هُوَ الَّذِي يعْقد على الرمْح.
فَأَما قَول أبي صَخْر الْهُذلِيّ:
يَشُجُّ بِها عَرْضَ الفَلاةِ تَعَسُّفا ... وأمَّا إِذا يَخْفى
مِنَ أرْضٍ عَلامُها
فَإِن ابْن جني قَالَ فِيهِ: يَنْبَغِي أَن يحمل على انه أَرَادَ "
عَلَمُها " فأشبع الفتحة: فَنَشَأَتْ
(2/176)
بعْدهَا ألف. كَقَوْلِهِم:
ومِنْ ذَمّ الرّجالِ بِمُنْتزَاحِ
يُرِيد بمُنْتَزحٍ.
وأعْلام الْقَوْم: ساداتهم، على الْمثل، الْوَاحِد كالواحد.
ومَعْلَمُ الطَّرِيق: دلَالَته، وَكَذَلِكَ مَعْلمُ الدَّين، على
الْمثل.
ومَعْلَمُ كل شَيْء: مظنته.
وَفُلَان مَعْلَمٌ للخير، كَذَلِك.
وَكله رَاجع إِلَى الوسم والعِلْمِ.
والعاَلمُ: الْخلق كُله. وَقيل: هُوَ مَا احتواه بطن الْفلك قَالَ
العجاج:
فَخِنْدِفٌ هامَةُ هَذَا العَاَلمِ
جَاءَ بِهِ مَعَ قَوْله:
يَا دَارَ سَلْمَى يَا اسْلَمي ثُمَّ اسلمي
فَأَسَّسَ هَذَا الْبَيْت، وَسَائِر أَبْيَات القصيدة غير
مُؤَسَّسٍ، فعاب رؤبة على أَبِيه ذَلِك، فَقيل لَهُ: قد ذهب عَنْك
أَبَا الجحاف مَا فِي هَذِه، إِن أَبَاك كَانَ يهمز العألم
والخأتم. يذهب إِلَى أَن الْهَمْز هَاهُنَا يُخرجهُ من التأسيس
إِذْ لَا يكون التأسيس إِلَّا بِالْألف الهوائية. وَحكى اللحياني
عَنْهُم: بأز، بِالْهَمْز. وَهَذَا أَيْضا من ذَلِك وَحكى بَعضهم:
قوقأت الدَّجَاجَة وحلأت السويق ورثأت الْمَرْأَة زَوجهَا ولبأ
الرجل بِالْحَجِّ، وَهُوَ كُله شَاذ لِأَنَّهُ لَا أصل لَهُ فِي
الْهَمْز. وَلَا وَاحِد للْعالمَ من لَفظه، لِأَن عَالما جمع
أَشْيَاء مُخْتَلفَة، فَإِن جعل عَالم اسْما لوَاحِد مِنْهَا صَار
جمعا لِأَشْيَاء متفقة، وَالْجمع عالمُونَ وَفِي التَّنْزِيل
(الحَمْدُ للهِ رَبّ العالَمِينَ) وَلَا يجمع شَيْء على فَاعل
بِالْوَاو وَالنُّون إِلَّا هَذَا.
والعُلاَم: الباشق.
(2/177)
والعُلاَّم: الْحِنَّاء. وحكاهما جَمِيعًا
كرَاع بِالتَّخْفِيفِ، وَأما قَول زُهَيْر فِيمَن رَوَاهُ كَذَا:
حَتى إذَا مَا هَوَتْ كَفُّ العُلامِ لَهَا ... طارَتْ وَفِي
كَفِّه من رِيشِها بِتَكُ
فَإِن ابْن جني: روى عَن أبي بكر مُحَمَّد بن الْحسن عَن أبي
الْحُسَيْن احْمَد بن سُلَيْمَان المعبدي عَن ابْن أُخْت أبي
الْوَزير عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العُلامُ هُنَا: الصَّقْر.
قَالَ: وَهَذَا من طريف الرِّوَايَة وغريب اللُّغَة.
والعَيْلَمُ: الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء. وَقيل: هِيَ الملحة من
الركايا. وَقيل: هِيَ الواسعة.
وَرُبمَا سبّ الرجل فَقيل: يَا ابْن العَيْلَمِ، يذهبون إِلَى
سعتها.
والعَيْلَمُ: الْبَحْر.
والعَيْلَمُ: المَاء الَّذِي عَلَيْهِ الأَرْض، وَقيل: العَيْلَمُ:
المَاء الَّذِي علته الأَرْض يَعْنِي المندفن، حَكَاهُ كرَاع.
والعَيْلَمُ: الضفدع، عَن الْفَارِسِي.
والعَيْلامُ: الضبعان. وَفِي خبر إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام "
إِنَّه يحمل أَبَاهُ ليجوز بِهِ الصِّرَاط فَينْظر فَإِذا هُوَ
عَيْلامٌ ".
وعُلَيمٌ: اسْم رجل، وَهُوَ أَبُو بطن، وَقيل هُوَ عُلَيمُ بن جناب
الْكَلْبِيّ.
وعَّلامٌ وأعْلَمُ وَعبد الأعْلَم أَسمَاء. قَالَ ابْن دُرَيْد:
وَلَا أَدْرِي إِلَى أَي شَيْء نسب عبد الأعلم.
مقلوبه: (ع م ل)
العَمَلُ: المهنة وَالْفِعْل. وَالْجمع أَعمال. عَمِلَ عَمَلاً
وأعْمَلَه واسْتَعْمَلَه.
واعْتَمَلَ: عَمِلَ بِنَفسِهِ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
إنَّ الكرِيم وأبِيكَ يَعْتَمِلْ
إنْ لمْ يَجِدْ يَوْما عَلى مَنْ يتَّكِلْ
فَيكتَسِي منْ بَعدِها ويكْتَحِلْ
أَرَادَ: من يتكل عَلَيْهِ. فَحذف " عَلَيْهِ " هَذِه، وَأَرَادَ "
على " مُتَقَدّمَة، أَلا ترى انه: يَعْتَمِلُ
(2/178)
إِن لم يجد من يتكل عَلَيْهِ.
وَقيل: العَملُ لغيره، والِاعتِمالُ لنَفسِهِ.
وأعملَ رَأْيه وآلته وَلسَانه واستَعْمله: عمل بِهِ.
وَرجل عَمِلٌ: ذُو عَمَلٍ. حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَأنْشد لساعد بن
جؤية:
حَتى شآها كِليلٌ مَوْهِنا عَمِلٌ ... باتَتْ طِرابا وباتَ
اللَّيلَ لم يَنمِ
نصب سِيبَوَيْهٍ موهنا بِعَمِلٍ، وَدفعه غَيره من النَّحْوِيين
فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ ظرف، وَهَذَا حسن مِنْهُ لِأَنَّهُ
إِنَّمَا يحمل الشَّيْء على إِعْمَال فعل إِذا لم يُوجد من إعماله
بُد.
والعَمِلَةُ: العَمَلُ. إِذا أدخلُوا الْهَاء كسروا الْمِيم.
والعَمِلَةُ والعِمْلَةُ: مَا عُمِلَ.
والعِمْلَةُ: حَالَة العَمَلِ.
وعِمْلَةُ الرجل: باطنته فِي الشَّرّ خَاصَّة. وَكله من العَمَلِ.
والعِمْلَةُ والعُمْلَةُ والعُمالةُ والعَمالةُ والعِمالةُ -
الْأَخِيرَة عَن اللحياني - كُله: أجْرُ مَا عُمِلَ.
والعَمَلَةُ: الْقَوْم يَعْمَلُون بِأَيْدِيهِم.
وعامَلَهُ: سامه بِعَمَل.
والعامِلُ فِي الْعَرَبيَّة: مَا عَمِلَ عَمَلاً مَا، فَرفع أَو
نصب أَو جر كالفعل الرافع والناصب والجازم وكالأسماء الَّتِي من
شَأْنهَا أَن تعْمل أَيْضا وكأسماء الفِعْلِ. وَقد عَمِل الشَّيْء
فِي الشَّيْء: أحدث فِيهِ نوعا من الْإِعْرَاب.
وعَمِلَ بِهِ العِمِلِّينَ: بَالغ فِي أَذَاهُ وعَمِلَهُ بِهِ.
وَحكى ابْن الْأَعرَابِي عَمِلَ بِهِ العِمْلينَ بِكَسْر الْعين
وَسُكُون الْمِيم. وَقَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا هُوَ العملين بِكَسْر
الْعين وَفتح الْمِيم وتخفيفها.
واليَعْمَلَةُ من الْإِبِل: النجيبة المُعْتَمَلةُ، وَلَا يُقَال
ذَلِك إِلَّا للْأُنْثَى. هَذَا قَول أهل اللُّغَة، وَقد حكى أَبُو
عَليّ يَعْمَلٌ ويَعْمَلَةٌ، واليَعْمَلُ عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسْم
لِأَنَّهُ لَا يُقَال: جمل يَعْمَلٌ وَلَا نَاقَة يَعْمَلَةٌ،
إِنَّمَا يُقَال: يَعْمَلٌ ويَعْمَلَةٌ، فيُعْلَمُ انه يَعْنِي
بهما الْبَعِير والناقة. وَلذَلِك قَالَ: لَا نَعْلَمُ يَفْعَلاً
جَاءَ وَصفا. وَقَالَ فِي بَاب مَا ينْصَرف: إِن سميته بيَعْمَلٍ
جمع يَعْمَلَةٍ فحجر
(2/179)
بِلَفْظ الْجمع أَن يكون صفة للْوَاحِد
الْمُذكر، وَبَعْضهمْ يرد هَذَا وَيجْعَل اليَعْمَل وَصفا.
وَقَالَ كرَاع: اليَعْمَلَةُ: النَّاقة السريعة، اشتق لَهَا اسْم
من الْعَمَل.
وناقة عَمِلَةٌ بَيِّنَة العَمالَةِ: فارهة وَقد عَمِلَتْ، قَالَ
الْقطَامِي:
نِعْمَ الفَتى عَمِلَتْ إلَيْه مَطِيَّتِي ... لَا نَشْتَكي جَهْدَ
السِّفارِ كِلانا
وحبل مُسْتَعْمَلٌ: قد عُمِلَ بِهِ ومهن.
وعَمِلَ الْبَرْق عَمَلاً فَهُوَ عَمِلٌ: دَامَ، قَالَ سَاعِدَة:
حَي شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عمِلٌ ... باتَتْ طِرَابا وباتَ
اللَّيْلَ لمْ يَنَمِ
وعُمِّلَ فلَان على الْقَوْم: أُمر.
والعَوَامِلُ: الأرجل.
والعَوَامِلُ: بقر الْحَرْث والدياسة.
وعامِلُ الرمْح وعامِلَتُه: صَدره.
وَحكى اللحياني: لم أر النَّفَقَة تَعْمَل كَمَا تَعْمَل بِمَكَّة.
وَلم يفسره إِلَّا أنَّه أتبعه بقوله: وكما تنْفق بِمَكَّة،
فَعَسَى أَن يكون الأول فِي هَذَا الْمَعْنى.
وَبَنُو عامِلَةَ وَبَنُو عُمَيلَة حَيَّان من الْعَرَب.
وعَمَلي: مَوضِع.
مقلوبه: (م ع ل)
مَعَل الْحمار وَغَيره يَمْعَلُه مَعْلاً: استل خصييه.
ومَعَلَ الشَّيْء مَعْلاً: اختطفه.
ومَعَلَهُ مَعْلاً: اختلسه. وَقَوله:
إنيِّ إِذا مَا الأمْرُ كَانَ مَعْلاَ ... وأوْخَفَتْ أيْدي
الرّجال الغِسْلا
يَعْنِي اختلاسا. وَقَوله: وأوخفت أَيدي الرِّجَال الغسلا: أَي
قلبوا أَيْديهم فِي الْخُصُومَة
(2/180)
كَأَنَّهُمْ يضْربُونَ الخطمى.
ومَعَلَه عَن حَاجته مَعْلاً: أعْجَلَه وأزْعَجَه.
والمَعْلُ: مد الرجل الحوار من حَيَاء النَّاقة يعجله بذلك. وَقيل:
هُوَ استخراجه بعجلة.
ومعَل أمره يَمْعَلُه مَعْلاً: عجَّله قبل أَصْحَابه وَلم يتئد.
ومَعَلَ أمره، أَيْضا: أفْسَدَهُ بإعجالِهِ.
والمعْلُ: سير النَّجاء.
ومَعَلَ السَّير يَمْعَلُه مَعْلاً: أسْرع، قَالَ:
إِن يَنزِلُوا لَا يَرْقُبُوا الإصْباحا ... وإنْ يَسِيرُوا
يَمْعَلُوا الرَّوَاحا
أَي يعجلوا ويسرعوا.
ومَعَلَ ركابه يَمَعَلها: قطع بَعْضهَا عَن بعض، عَن ثَعْلَب.
ومَعَلَ الْخَشَبَة مَعْلاً: شقها.
وَمَالك مِنْهُ مَعْلٌ: أَي بُد
مقلوبه: (ل م ع)
لَمعَ الشَّيْء يَلْمَعُ لمْعا ولَمعانا ولُمُوعا ولَمِيعا
وتَلْماعا، وتلَمَّعَ، كُله برق، قَالَ أُميَّة ابْن أبي عَائِذ:
وأعْقَبَ تَلْماعا بِزَأْرٍ كَأنَّهُ ... تَهَدُّمُ طَوْدٍ
صَخْرُهُ يَتكلَّل
يصف سحابا.
وَقَالَ الطرماح:
حَتى تَركْتَ جَنابَهُمْ ذَا بَهْجَةٍ ... وَرْدَ الثَّرَى
مُتَلَمِّعَ التَّيْمَارِ
وَأَرْض مُلْمِعَةٌ ومُلَمعَةٌ ومُلَمِّعَةٌ ولمَّاعَةٌ: يَلْمَعُ
فِيهَا السراب.
واليَلْمَعُ: السَّراب، للمعانِهِ. وَفِي الْمثل " أكْذَبُ مِنْ
يَلْمَعٍ "
(2/181)
ويَلْمَعُ: اسْم برق الخلب، للمعانه
أَيْضا.
واليَلْمَعُ: مَا لمَعَ من السِّلَاح كالبيضة والدرع.
وخد مُلَمَّعٌ: صقيل.
ولَمَعَ بِثَوْبِهِ وسيفه لَمْعا، وألمَعَ: أَشَارَ، ولمَعَ
أَعلَى. قَالَ الْأَعْشَى:
حَتى إِذا لمَعَ الدَّلِيلُ بِثَوْبِهِ ... سُقِيَتْ وصَبَّ
رُوَاتُها أوْشالَها
ويروى: أشوالها.
ولمَعَتِ الْمَرْأَة بسوارها وثوبها، كَذَلِك. قَالَ عدي بن زيد
الْعَبَّادِيّ:
عَنْ مُبْرِقاتٍ بالبَريِقِ تَبْ ... دُو بالأكُفّ اللاَّمِعاتِ
سُورُ
ولمَعَ الطَّائِر بجناحيه يلمعُ. وألمَعَ بهما: حركهما فِي طيرانه.
وألمعَتِ النَّاقة بذنبها وَهِي مُلْمِعٌ: رفعته فَعلم أَنَّهَا
لاقح.
وألمَعَتْ وَهِي مُلْمِعٌ أَيْضا: تحرّك وَلَدهَا فِي بَطنهَا.
ولمَعَ ضرْعهَا لمَعاً وتَلمَّعَ وألمَعَ، كُله: تلوَّن ألوانا
عِنْد الْإِنْزَال.
والإلماعُ فِي ذَوَات المخلب والحافر: إشراق الضَّرع واسوداد
الحلمة بِاللَّبنِ للْحَمْل.
واللَّمْعَةُ: السوَاد حول حلمة الثدي خلقَة. وَقيل: اللُّمْعَةُ:
الْبقْعَة من السوَاد خَاصَّة. وَقيل: كل لون خَالف لونا: لُمْعَةٌ
وتَلْمِيعٌ.
وَشَيْء مُلَمَّعٌ: ذُو لُمَع، قَالَ لبيد:
مَهْلاً أبيْتَ اللَّعْنَ لَا تَأكُلْ مَعَهْ ... إنَّ اسْتَهُ
مِنْ بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ
واللُّمْعَةُ: الْموضع الَّذِي يكثر فِيهِ الْحلِيّ، وَلَا يُقَال
لَهَا لُمْعَةٌ حَتَّى تبيض، وَقيل: لَا تكون اللُّمْعَةُ إِلَّا
من الطريفة والصليان إِذا يبسا.
وألَمَعَ الْبَلَد: كثر كلؤه، وَذَلِكَ حِين يخْتَلط كلأ عَام أول
بكلأ الْعَام.
واللَّمْعُ: الطرح وَالرَّمْي.
وعُقاب لَمُوعٌ: سريعة الاختطاف.
(2/182)
والتمَعَ الشَّيْء: اختلسه.
وأَلَمَع بالشَّيْء: ذهب بِهِ. قَالَ متمم بن نُوَيْرَة:
وعمْراً وجَوْنا بالمُشَقَّرِ أَلمَعا
يَعْنِي ذهب بهما الدَّهْر. وَيُقَال: أَرَادَ اللَّذين مَعًا.
فَأدْخل عَلَيْهِ الْألف وَاللَّام صلَة.
وأَلَمَعَ بِمَا فِي الْإِنَاء من الطَّعَام وَالشرَاب: ذهب.
والتُمِعَ لَونه: ذهب. وَحكى يَعْقُوب فِي الْمُبدل: التَمَعَ.
واللَّوَامعُ الكبد. قَالَ رؤبة:
يَدَعْنَ مِنْ تَخْرِيِقِهِ اللَّوَامِعا ... أوْهِيَةً لَا
يَبْتَغِينَ رَافِعا
والَّلامِعَةُ واللّمّاعَةُ: اليافوخ من الصَّبِي مَا دَامَت رطبَة
فَإِذا اشتدت وعادت عظما فَهِيَ اليافوخ.
واليَلْمَعُ والألمَعُ والألمَعِيُّ واليَلْمَعِيُّ: الداهي
الَّذِي يتظنن الْأُمُور فَلَا يُخطئ. وَقيل: هُوَ الْحَدِيد
اللِّسَان وَالْقلب. قَالَ أَوْس ابْن حجر:
الألمَعِيُّ الَّذي يَظُنُّ لكُ الظَّنّ ... كَأنْ قَدْ رَأى وقَدْ
سَمِعا
واليَلْمَعِيُّ والألمَعِيُّ: الملاذ، وَهُوَ الَّذِي يخلط الصدْق
بِالْكَذِبِ.
مقلوبه: (م ل ع)
المَلْعُ: الذّهاب فِي الأَرْض. وَقيل: الطّلب. وَقيل: السرعة
والخفة. وَقيل شدَّة السّير. وَقيل: الْعَدو الشَّديد. وَقيل: هُوَ
فَوق الْمَشْي دون الخبب. مَلَعَ يَمْلَعُ مَلْعا ومَلَعانا.
وجمل مَلُوعٌ ومَيْلَعٌ: سريع. وَالْأُنْثَى مَلُوعٌ ومَيْلَعٌ،
ومَيْلاعٌ نَادِر فِيمَن جعله فَيْعَالا وَذَلِكَ لاخْتِصَاص
الْمصدر بِهَذَا الْبناء.
وعُقاب مَلاعٍ - مُضَاف - وعُقاب مَلاعٌ ومِلآعٌ ومَلُوعٌ:
خَفِيفَة الضَّرْب والاختطاف، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(2/183)
كأنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بِلَبُونِهِ ...
عُقابُ مَلاعٍ لَا عُقابُ القَوَاعِلِ
مَعْنَاهُ أَن الْعقَاب كلما علت فِي الْجَبَل كَانَ أسْرع
لانقضاضها. يَقُول: فَهَذِهِ عِقَاب مَلاعٍ أَي تهوى من علو
وَلَيْسَت بعقاب القواعل وَهِي الْجبَال الْقصار. وَقيل: اشتقاقه
من المَلْعِ الَّذِي هُوَ الْعَدو الشَّديد. وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي: عِقَاب مَلاعٍ تصيد الجرذان وحشرات الأَرْض.
والمَلِيعُ. الأَرْض الواسعة. وَقيل: الَّتِي لَا نَبَات فِيهَا،
قَالَ أَوْس بن حجر:
ولاَ مَحالةَ مِنْ قَبرٍ بِمَحْنِيَةٍ ... أوْفى مَليعٍ كَظَهْرِ
التُّرْسِ وَضَّاحِ
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ الفلاة الواسعة يحْتَاج فِيهَا
إِلَى المَلْعِ الَّذِي هُوَ السرعة. وَلَيْسَ هَذَا بِقَوي،
وَقَول عَمْرو بن معدي كرب:
فَأسَمَعَ واثْلأبَّ بِنا مَلِيعُ
يجوز أَن يكون المليع هَاهُنَا الفلاة، وَأَن يكون مَلِيعٌ موضعا
بِعَيْنِه.
والمَيْلَعُ: الطَّرِيق الَّذِي لَهُ سندان مد الْبَصَر.
ومَيْلَعُ: اسْم كلبة، قَالَ رؤبة:
والشَّدُّ يُدْنِي لاحِقا وهِبْلَعا ... وصَاحِبَ الحِرْجِ ويُدْني
مَيْلَعا
ومَيِلعُ: هضبة بِعَينهَا، قَالَ المرار الفقعسي:
رَأيْتُ ودُونَها هَضَباتُ سَلْمَى ... حُمُولَ الحَيِّ عالِيَةً
مَلِيعا
ومَلاعِ: مَوضِع.
(2/184)
الْعين وَالنُّون وَالْفَاء
العُنْفُ: الْخرق بِالْأَمر وَقلة الرِّفْق بِهِ، عَنَفَ بِهِ
يَعْنُفُ عَنْفا وعَنافَةً وعَنُفَ وأعْنّفَه وعَنفَهُ.
والعَنِفُ والعَنِيفُ: المُعْنَُِ قَالَ:
شَدَدْتُ عَلَيْها الوَطءَ لَا مُتظالِعا ... وَلَا عَنِفا حَتَّى
يَتِمَّ جُبُورُها
وَلَا عَنِفا أَي غير رَفِيق بهَا وَلَا طب باحتمالها، وَقَالَ
الفرزدق:
إِذا قادَني يَوْمَ الْقِيَامَة قائدٌ ... عَنِيفٌ وسَوَّاقٌ
يسُوقُ الفرزْدقا
والأعْنَف كالعَنِيِفِ والعَنِفِ، كَقَوْلِك: الله أكبر بِمَعْنى
كَبِير، وَكَقَوْلِه:
لَعَمْرُك مَا أدْرِي وَإِنِّي لأوْجَلُ
بِمَعْنى وَجل، قَالَ جرير:
تَرَفَّقْتَ بالكِيرَيْنِ قَينَ مُجَاشعٍ ... وأنْتَ بِهَزّ
المشْرَفِيَّةِ أعْنَفُ
والعَنِيفُ: الَّذِي لَا يحسن الرّكُوب. وَقيل: الَّذِي لَا عهد
لَهُ بركوب الْخَيل. وَالْجمع عُنُفٌ قَالَ:
لم يَرْكَبُوا الخَيْلَ إلاَّ بَعْدَما هَرِمُوا ... فَهُمْ ثِقالٌ
عَلى أكْتافِها عُنُفُ
واعْتَنفَ الشَّيْء: أَخذه بِشدَّة.
واعْتَنَف الشَّيْء: كرهه، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
لم يَخْترِ البَيْتَ على التَّعَزُّبِ ... وَلَا اعْتِنافَ
رُجْلَةٍ عَنْ مَركب
يَقُول: لم يخْتَر كَرَاهَة الرجلة فيركب ويدع الرجلة وَلكنه
اشْتهى الرجلة.
واعْتنف الأَرْض: كرهها واستوخمها.
واعْتَنَفَتْه الأَرْض نَفسهَا: نبت عَلَيْهِ، عَن ابْن
الْأَعرَابِي كَذَلِك وَأنْشد:
(2/185)
إذَا اعْتَنفَتْنِي بَلْدَةٌ لم أكُنْ
لَهَا ... نَسِيبا وَلم تُسْدَدْ عَليَّ المطالِبُ
وَقَوله أنْشدهُ اللحياني:
فَقَذَفَتْ بِبِضْعَةٍ فِيهَا عُنُفْ
فسره فَقَالَ: فِيهَا غلظ وصلابة.
وعُنْفُوَانُ كل شَيْء: أَوله، وَقد غلب على الشَّبَاب والنبات.
قَالَ عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ
أنشأْتَ تَطَّلِبُ الَّذِي ضَيَّعْتَه ... فِي عُنْفُوَانِ
شَبابِكَ المُتَرجْرِجِ
وعُنْفُوَانُ الْخمر: حدَّتها.
والعُنْفُوَان: مَا سَالَ من الْعِنَب من غير اعتصار.
والعُنْفُوَة: يبيس النصي وَهُوَ قِطْعَة من الْحلِيّ.
مقلوبه: (ع ف ن)
عَفِنَ الشَّيْء عَفَنا وعُفُونَةً فَهُوَ عَفِنٌ. وتعفَّنَ: فسد
من ندوة وَغَيرهَا فتفتت عِنْد مَسّه.
وعَفَنَ فِي الْجَبَل عَفْنا كعثن: صعد، كلتاهما عَن كرَاع. أنْشد
يَعْقُوب:
حَلَفْتُ بِمن أرْسَى ثِبيراً مكَانَهُ ... أزُورُكُمُ مَا دَام
للطُّورِ عافِنُ
مقلوبه: (ن ع ف)
النَّعْفُ من الأَرْض: الْمَكَان الْمُرْتَفع فِي اعْتِرَاض.
وَقيل: هُوَ مَا انحدر عَن السفح وَغلظ وَكَانَ فِيهِ صعُود وهبوط.
وَقيل: هُوَ نَاحيَة من الْجَبَل أَو نَاحيَة من رَأسه. وَقيل:
هُوَ مَا ارْتَفع عَن الْوَادي إِلَى الأَرْض وَلَيْسَ بالغليظ
وَكَذَلِكَ نَعْفُ التل. قَالَ:
مِثْلَ الزَّحالِيفِ بِنَعْفِ التَّلّ
ونَعْفُ الرَّملة: مقدمها وَمَا اسْترق مِنْهَا، وَالْجمع من كل
ذَلِك نِعافٌ.
ونِعافٌ نُعَّفٌ على الْمُبَالغَة كبطاح بُطح.
وانْتَعَفَ الرجل: ارْتقى نَعْفا.
(2/186)
والنَّعَفَةُ: ذؤابة النَّعْل.
والنَّعَفَةُ والنَّعْفَةُ: أدَمَةٌ تضطرب خلف آخِرَة الرحل من
أَعْلَاهُ.
مقلوبه: (ن ف ع)
النَّفْعُ: ضد الضّر. نَفَعَهُ يَنْفَعُهُ نَفْعا ومَنْفَعَةً
قَالَ:
كَلاَّ ومَنْ مَنْفَعَتِي وضَيْرِي ... بِكَفِّه ومَبْدَئي
وحَوْرِي
وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
قالَتْ أُمَيْمَةُ مَا لجِسْمِك شاحِبا ... مُنْذُ ابْتُذِلْتَ
ومِثْلُ مالِكَ يَنفعُ
أَي اتخذ من يَكْفِيك فَمثل مَا لَك يَنْبَغِي أَن تودع نَفسك
فِيهِ.
وَرجل نَفُوعٌ ونَفَّاع: كثير النَّفَعِ.
والنَّفِيعَةُ والنُّفاعَةُ والمَنْفَعَةُ: مَا انْتُفِعَ بِهِ.
واستَنَفْعَهُ: طلب نَفْعَه، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
ومُسْتَنْفِعٍ لمْ تَجْزِه بِبَلائِه ... نَفَعْنَا ومَوْلىً قد
أجَبْنا لِيُنْصَرَا
والنِّفْعَةُ: جلد يشق فَيجْعَل فِي جَانِبي المزاد. وَفِي كل
جَانب نِفْعَةٌ، وَالْجمع نِفْعٌ ونِفَعٌ عَن ثَعْلَب.
ونافعٌ ونَفَّاعٌ ونُفَيْعٌ أَسمَاء، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي:
نُفَيْعٌ شَاعِر من تَمِيم، فإمَّا أَن يكون تَصْغِير نَفْعٍ، أَو
نَفَّاعٍ بعد التَّرْخِيم.
مقلوبه: (ف ن ع)
الفَنَعُ: طيب الرَّائِحَة.
والفَنَعْ نفحة الْمسك، قَالَ سُوَيْد:
وفُرُوعٌ سابغٌ أطْرَافُها ... عَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي
فَنَعْ
والفَنَعُ: نشر الثَّنَاء الْحسن.
(2/187)
وَمَال ذُو فَنَعٍ وَذُو فنأ - على
الْبَدَل -: أَي كثر. قَالَ أَبُو محجن:
وقَد أجُودُ وَمَا مَالِي بِذِي فَنَعٍ ... وأكْتمُ السِّرَّ فِيهِ
ضَرْبَةُ العُنُقِ
والفَنَعُ: الْكَرم وَالعطَاء، قَالَ الْأَعْشَى:
وجَرَّبُوه فَمَا زَادَت تَجارِبُهُم ... أَبَا قُدَامَةَ إِلَّا
الحَزْمَ والفَنَعا
وسَنِيعٌ فَنِيعٌ: أَي كثير عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والفَنَعُ: الْكثير من كل شَيْء، عَنهُ أَيْضا، فَأَما استشهاده
على ذَلِك بقول الزبْرِقَان:
أظِلَّ بَيْتِيَ أمْ حَسْناءَ ناعِمَةً ... عَيَّرْتَنِي أمْ
عَطاءَ اللهِ ذَا الفَنَعِ
فانه لم يضع الشَّاهِد مَوْضِعه لِأَن هَذَا الَّذِي أنْشدهُ لَا
يدل على الْكثير، إِنَّمَا يدل على الْكَثْرَة وَهُوَ إِنَّمَا
اسْتشْهد بِهِ على الْكثير.
وَفرس ذُو فَنَعٍ فِي سيره: أَي زِيَادَة.
الْعين وَالنُّون وَالْبَاء
العِنَبُ مَعْرُوف، واحدته عِنَبَة وَيجمع العِنَبُ أَيْضا على
أعنابٍ وَهُوَ العِنَباءُ أَيْضا، قَالَ:
تُطْعِمْنَ أحْيانا وحِينا تَسْقِينْ ... العِنَباءَ المُتَنَقَّى
والتِّينْ
وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا السيراء وَهُوَ ضرب من البرود هَذَا قَول
كرَاع.
والعِنَبُ: الْخمر، حَكَاهَا أَبُو حنيفَة، وَزعم إِنَّهَا لُغَة
يَمَانِية، كَمَا أَن الْخمر الْعِنَب أَيْضا فِي بعض اللُّغَات،
قَالَ الرَّاعِي فِي الْعِنَب الَّتِي هِيَ الْخمر
ونازَعَنِي بِها إخْوَانُ صِدْقٍ ... شِوَاءَ الطَّيْرِ والعِنَبَ
الحَقِينا
(2/188)
وَرجل عانِبٌ: ذُو عِنَبٍ.
والعِنَبَةُ: بثرة تخرج بالإنسان تعدى.
والعُنَّابُ من الثَّمر مَعْرُوف. وَرُبمَا سمي ثَمَر الْأَرَاك
عُنَّابا.
العُنَّابُ: العُبيراء.
والعُنَّابُ: الجبيل الصَّغِير الدَّقِيق المنتصب الْأسود.
والعُنابُ: الرجل الْعَظِيم الْأنف قَالَ:
وأخْرَق مهْبُوت الْترَاقِي مُصَعَّدِ ال ... بَلاعم رِخْوِ
المَنْكِبَينِ عُنابِ
وعُنابُ الْمَرْأَة: بظرها، قَالَ:
إِذا دَفَعَتْ الفَصِيلَ بِرِجْلِها ... بَدَا مِنْ فُرُوجِ
البُرْدَتَينِ عُنابُها
وَقيل: هُوَ مَا يقطع من البظر.
وظبي عَنَبانٌ: نشيط، قَالَ:
كَمَا رَأيْتَ العَنَبانَ الأشْعَبا ... يَوْما إِذا رِيعَ
يُعَنِّي الطَّلبا
الطَّلَبُ: اسْم جمع طَالب.
وَقيل: العَنَبانُ: الثقيل من الظباء فَهُوَ ضد، وَقيل: هُوَ المسن
من الظباء، وَلَا فعل لَهما، وَقيل: هُوَ تَيْس الظباء.
والعُنْبُبُ: كَثْرَة المَاء. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي
فَصَبَّحَتْ والشَّمسُ لم تَقَضَّبِ ... عَيْنا بِغُضْيانِ ثَجُوجَ
العُنبُبِ
ويروى: تُقَضَّب. ويروى: نجوج.
وعُنْبَبٌ: مَوضِع. وَقيل: وَاد. ثلاثي عِنْد سِيبَوَيْهٍ: وَحمله
ابْن جني على انه فُنْعَل،
(2/189)
قَالَ: لِأَنَّهُ يعب المَاء، وَقد تقدم
فِي الثنائي.
وعُنَّابٌ: اسْم رجل.
والعُنابَةُ اسْم مَوضِع، قَالَ كثير عزة:
وقُلْتُ وقَدْ جَعَلْنَ بِرَاقَ بَدْر ... يَمينا والعُنابَة عَن
شِمالِ
مقلوبه: (ع ب ن)
جمل عَبَنٌ وعَبَنٌّ: ضخم الْجِسْم عَظِيم قَالَ حميد:
أمينٌ عَبَنُّ الخَلْقِ مُختَلِفُ الشَّبا ... يَقُول المُمارِي
طالَ مَا كانُ مُقْرَما
وَرجل عَبَنًّي: عَظِيم. ونسر عَبَنًّي: عَظِيم. وَقيل: عَظِيم
قديم.
مقلوبه: (ن ع ب)
نَعَبَ الْغُرَاب وَغَيره يَنْعَبُ نَعْبا ونَعِيبا ونُعابا
وتَنْعابا ونَعَبانا: صوَّت. وَقيل: مد عُنُقه وحرك رَأسه فِي
صاحه.
ونَعَبَ الْمُؤَذّن كَذَلِك.
والنَّعِيبُ أَيْضا: صَوت الْفرس.
وَفرس مِنْعَبٌ: جواد يمد عُنُقه كَمَا يفعل الْغُرَاب. وَقيل:
المِنْعَبُ: الَّذِي يَسْطُو بِرَأْسِهِ وَلَا يكون فِي حَضَره
مزِيد.
والمِنْعَبُ: الأحمق المصوِّت. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
فلِلسَّاق أُلُهوبٌ وللسَّوْطِ دِرَّةٌ ... وللزَّجْرِ مِنْهُ
وقْعُ أهْوَجَ مِنْعبِ
ونَعَبَ الْبَعِير يَنْعَبُ نَعْبا وَهُوَ ضرب من السّير. وَقيل:
هِيَ السرعة كالنحب.
وناقة ناعِبةٌ ونَعُوبٌ ونَعَّابَةٌ ومِنْعَبٌ: سريعة.
وريح نَعْبٌ: سريعة المر، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
أحْدَرْنَ واسْتَوى بِهِنَّ السَّهْبُ ... وعارَضَتْهُنَّ جَنُوبٌ
نَعْبُ
(2/190)
وَلم يُفَسر هُوَ النَّعْبَ إِنَّمَا فسره
غَيره، إِمَّا ثَعْلَب وَإِمَّا أحد أَصْحَابه.
وَبَنُو ناعِبٍ: حَيّ، وَبَنُو ناعِبَةَ بطن مِنْهُم.
مقلوبه: (ن ب ع)
نَبَعَ المَاء ونَبِع ونَبُع - عَن اللحياني - يَنْبَع ويَنْبُع
ويَنْبِعُ - الْأَخِيرَة عَن اللحياني - نَبْعا ونُبُوعا: تفجر،
فَأَما قَول عنترة:
يَنْباعُ من ذِفْرَي غَضُوب جَسْرةٍ ... زَيَّافَةٍ مِثْلِ
الفَنِيقِ المُكْدَمِ
فَإِنَّهُ أَرَادَ يَنْبَعَ فاشبع فَتْحة الْبَاء فَنَشَأَتْ
بعْدهَا ألف. فَإِن سَأَلَ سَائل فَقَالَ: إِذا كَانَ يَنْباعُ
إِنَّمَا هُوَ إشباع فَتْحة بَاء ينبَعُ، فَمَا تَقول فِي يَنْباعُ
هَذِه اللَّفْظَة إِذا سَمَّيْتَ بهَا رجلا؟ أتصرفه معرفَة أم لَا؟
فَالْجَوَاب أَن سَبيله أَلا يصرف معرفَة وَذَلِكَ أَنه وَإِن
كَانَ أَصله يَنْبَعُ فَنقل إِلَى يَنْباعُ فَإِنَّهُ بعد النَّقْل
قد أشبه مِثَالا آخر من الْفِعْل وَهُوَ يَنْفَعِلُ مثل ينقاد
وينحاز، فَكَمَا انك لَو سميت رجلا ينقاد أَو ينحاز لما صرفته
فَكَذَلِك يَنْباعُ وَإِن كَانَ قد فقد لفظ يَنْبَعُ وَهُوَ
يَفْعَلُ فقد صَار إِلَى يَنْباع الَّذِي هُوَ وزن ينحاز. فَإِن
قلت: إِن يَنْباعُ يَفْعالُ وينحاز يَنْفَعل، وَأَصله ينحوز، فَكيف
يجوز أَن يشبه ألف يفعال بِعَين ينفعل؟ فَالْجَوَاب أنَّا إِنَّمَا
شبهناه بهَا تَشْبِيها لفظيا فساغ لنا ذَلِك، وَلم نُشبههُ شبها
معنويا فَيفْسد علينا ذَلِك، على أَن الْأَصْمَعِي قد ذهب فِي
يَنْباعُ إِلَى انه ينفعل وَقَالَ: يُقَال انْباع الشجاع يَنْباعُ
انْبِياعا: إِذا تحرّك من الصَّفّ مَاضِيا فَهَذَا ينفعل لَا
محَالة لأجل ماضيه ومصدره لِأَن انباع لَا يكون إلاَّ انْفَعَل
والانْبِياعُ لَا يكون إِلَّا انْفِعالاً، أنْشد الْأَصْمَعِي:
يُطْرِقُ حِلْما وأناةً مَعاً ... ثُمَّتَ يَنْباعُ انْبِياعَ
الشُّجاعِ
ويَنْبُوعُة: مفجرة.
واليَنْبُوعُ: الْجَدْوَل الْكثير المَاء وَكَذَلِكَ الْعين،
وَقَول أبي ذُؤَيْب:
ذَكَرَ الوُروُدَ بهَا وشاقي أمْرَه ... شُؤْما وأقْبَلَ حَيْنُه
يَتَنَبَّعُ
قيل مَعْنَاهُ: يظْهر وَيجْرِي قَلِيلا قَلِيلا. ويروى: حِينه
يَتَتَبَّع.
(2/191)
والنَّبْعُ: شجر يتَّخذ مِنْهُ القسي،
وَرُبمَا اقتدح بِهِ، الْوَاحِدَة نَبْعَةٌ. قَالَ الْأَعْشَى:
وَلَو رُمْتَ فِي ظُلْمَةٍ قادِحاً ... حَصَاةً بِنَبْعٍ
لأوْرَيْتَ نارَا
يَعْنِي انه مؤتى لَهُ حَتَّى إِنَّه لَو قدح حَصَاة بِنَبْعٍ
لأورى لَهُ، وَذَلِكَ مَا لَا يَتَأَتَّى لأحد، وَجعل النَّبْعَ
مثلا فِي قلَّة النَّار. حَكَاهُ أَبُو حنيفَة. وَقَالَ مرّة:
النَّبْعُ شجر أصفر الْعود رزينه ثقيله فِي الْيَد، وَإِذا تقادم
احمرَّ. قَالَ: وكل القسي إِذا ضمت إِلَى قَوس النَّبْعِ كرمتها
قَوس النَّبْعِ لِأَنَّهَا أجمع القسي للأرز واللين، يَعْنِي
بالأرز الشدَّة. قَالَ: وَلَا يكون الْعود كَرِيمًا حَتَّى يكون
كَذَلِك.
والنَّبَّاعة: الرَّمَّاعة من رَأس الصَّبِي قبل أَن تشتد، فَإِذا
اشتدت فَهِيَ اليافوخ.
ويَنْبُعُ: مَوضِع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة قَالَ كثير:
ومَرَّ فَأرْوَى يَنْبُعا فَجُنُوبَه ... وَقد حِيدَ مِنْهُ
حَيْدَة فَعَباثِرُ
ويَنابِعُ اسْم مَكَان.
ويُنابِعَي - مضموم الأول مَقْصُور - مَكَان فَإِذا فتح مد، هَذَا
قَول كرَاع، وَحكى غَيره فِيهِ الْمَدّ مَعَ الضَّم.
ويَنَابعات ويُنابعات: اسْم مَكَان قَالَ أَبُو بكر: وَهُوَ مِثَال
لم يذكرهُ سِيبَوَيْهٍ. وَأما ابْن جني فَجعله رباعيا وَقَالَ: مَا
أطرف بِأبي بكر أَن أوردهُ على انه الفَوَاَئِتِ أَلا يعلم أَن
سِيبَوَيْهٍ قَالَ: وَيكون على يفاعل نَحْو اليحامد واليرامع
فَأَما لحاق علم التَّأْنِيث وَالْجمع بِهِ فزائد على الْمِثَال
وَغير محتسب بِهِ فِيهِ. وَإِن رَوَاهُ راو يُنابِعات فَيُنابعُ
يفاعل كيضارب وَيُقَاتل نقل وَجمع.
الْعين وَالنُّون وَالْمِيم
العَنمُ: شجر لين الأغصان لطيفها يشبه بِهِ البنان وَهُوَ مِمَّا
يستاك بِهِ. وَقيل: العنم: أَغْصَان تنْبت فِي سوق العضاه رطبَة
لَا تشبه سَائِر أَغْصَانهَا، حمر اللَّوْن. وَقيل: هُوَ ضرب من
الشّجر لَهُ نور أَحْمَر تشبه بِهِ الْأَصَابِع المخضوبة، وَقيل:
هُوَ أَطْرَاف الخروب الشَّامي.
والعَنمُ أَيْضا: شوك الطلح وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العَنم: شَجَرَة
تنْبت فِي جَوف السمرَة لَهَا ثَمَر أَحْمَر: وَعَن الْأَعْرَاب
الْقدَم: العَنمُ: شَجَرَة صَغِيرَة خضراء لَهَا زهرَة شَدِيدَة
الْحمرَة. وَقَالَ مرّة: العَنمُ: الخيوط الَّتِي يتَعَلَّق بهَا
الْكَرم فِي تعاريشه. والواحدة من كل ذَلِك عَنَمَةٌ.
(2/192)
وبنان مُعْنُمٌ: مشبه بالعَنمِ، قَالَ
رؤبة:
وهْيَ تُرِيكَ مِعْضَداً ومِعْصَما ... غَيْلا وأطْرَافَ بَنانٍ
مُعْنَمَا
وضع الْجَمِيع مَوضِع الْوَاحِد، أَرَادَ وطرف بنان مُعْنما.
وبنان مُعَّنَمٌ: مخضوب، حَكَاهُ ابْن جني.
والعَنَمَةُ: ضرب من الوزغ وَالْجمع كالجمع. وَقيل: العَنمُ
كالعظاية إِلَّا أنَّها أَشد بَيَاضًا مِنْهَا وَأحسن.
وعَيْنمٌ: مَوضِع.
مقلوبه: (ع م ن)
عَمَنَ بِالْمَكَانِ يَعْمِنُ وعَمِنَ: أَقَامَ.
والعَمِيَنُة: أَرض سهلة، يَمَانِية.
وعُمانُ: مَدِينَة مُشْتَقَّة من ذَلِك، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم
يَقع فِي كَلَامهم اسْما إِلَّا لمؤنث. وَقيل: عمان اسْم رجل وَبِه
سمي الْبَلَد.
وأعْمَنَ وعَمَّنَ: أَتَى عُمانَ. قَالَ الْعَبْدي:
فَإِن تُتْهِمُوا أُنجِدْ خِلافا عَلَيْكُمُ ... وَإِن تُعْمِنَوا
مُسْتَحقِبي الحربِ أُعرِق
وَقَالَ رؤبة:
نَوَى شآمٍ بانَ أوْ مُعَمِّنِ
والعُمَانِيَّةُ: نَخْلَة بِالْبَصْرَةِ لَا يزَال عَلَيْهَا
السّنة كلهَا طلع جَدِيد، وكبائس مثمرة وَآخر مرطبة.
مقلوبه: (ن ع م)
النَّعِيمُ والنُّعْمَى والنِّعْمَةُ كُله: الْخَفْض والدعة
وَالْمَال. وَقَوله عز وَجل (وَمَنْ يُبدِّلْ نِعْمَةَ الله مِنْ
بَعْدِ مَا جاءَتْهُ) يَعْنِي فِي هَذَا الْموضع حجج الله
الدَّالَّة على أَمر
(2/193)
النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَوله تَعَالَى (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَن النَّعِيم)
أَي تُسألون يَوْم الْقِيَامَة عَن كل مَا استمتعتم بِهِ فِي
الدُّنْيَا.
وَجمع النِّعْمَةِ نِعَمٌ وأنْعُمٌ كشدة وَأَشد حَكَاهُ
سِيبَوَيْهٍ، قَالَ النَّابِغَة:
فَلَنْ أذْكُرَ النُّعْمانَ إلاَّ بِصَالحٍ ... فإنَّ لَهُ عِنْدِي
يُدِيًّا وأَنْعُما
والتَّنَعُّم: التَّرفُّه وَالِاسْم النَّعْمَةُ. ونَعِمَ الرجل
يَنْعَمُ ويَنْعِم. وَقَالَ ابْن جني: نَعِمَ فِي الأَصْل ماضي
يَنْعَمُ ويَنْعُمُ فِي الأَصْل مضارع نَعُمَ. ثمَّ تداخلت
اللغتان. فاستضاف من يَقُول نَعِمَ لُغَة من يَقُول يَنْعُم فَحدثت
هُنَاكَ لُغَة ثَالِثَة. فَإِن قلت: فَكَانَ يجب على هَذَا أَن
يستضيف من يَقُول نَعُمَ مضارع من يَقُول نَعِمَ فيتركب من هَذَا
لُغَة ثَالِثَة وَهِي نَعُمَ يَنْعَمُ. قيل: منع من هَذَا أَن
فَعُل لَا يخْتَلف مضارعه أبدا وَلَيْسَ كَذَلِك نَعِمَ، قد
يَأْتِي فِيهِ يَنْعِمُ ويَنْعَمُ، فَاحْتمل خلاف مضارعه، وفَعُل
لَا يحْتَمل مضارعه الْخلاف. فَإِن قلت: فَمَا بالهم كسروا عين
يَنْعِمُ وَلَيْسَ فِي ماضيه إِلَّا نَعِمَ ونَعُم. وكل وَاحِد من
فَعِلَ وفَعُل لَيْسَ لَهُ حَظّ من بَاب يَفْعَلُ، قيل: هَذَا
طَرِيقه غير طَرِيق مَا قبله، فإمَّا أَن يكون ينعِمُ بِكَسْر
الْعين جَاءَ على ماضٍ وَزنه فَعَلَ غير أَنهم لم ينطقوا بِهِ
اسْتغْنَاء عَنهُ بِنَعِمَ ونَعُمَ كَمَا استغنوا بترك عَنْ وذَرَ
ووَدَعَ، وكما استغنوا بملامح عَن تكسير لمحة أَو يكون فَعِل فِي
هَذَا دَاخِلا على فَعُل. أَعنِي أَن تكسر عين مضارع نَعِم كَمَا
ضُمَّت عين مضارع فَعُلَ.
وَكَذَلِكَ تَنَعَّمَ وتَناعَمَ وناعَمَ ونَعَّمَه ونَاعمَه.
ونَعَّمَ أَوْلَاده: ترفهم.
والنَّاعِمَةُ والمُناعِمَةُ والمُنَعَّمَُ: الْحَسَنَة الْعَيْش
والغذاء.
وَقَوله:
مَا أنْعَمَ العَيْشَ لَو أنَّ الفَتى حَجَرٌ ... تَنْبُو
الحَوَادِثُ عنْهُ وهْو مَلمُومُ
إِنَّمَا هُوَ على النّسَب لأَنا لم نسمعهم قَالُوا نَعِمَ
الْعَيْش، وَنَظِيره مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم هُوَ
أحْنَكُ الشاتين وأحْنَكُ البعيرين فِي انه اسْتعْمل مِنْهُ فِعْلُ
التَّعَجُّب وَإِن لم يَك مِنْهُ فِعْل، فتفَّهم.
وَنبت ناعمٌ ومُناعِمٌ ومُتَناعِمٌ: سَوَاء، قَالَ الْأَعْشَى:
(2/194)
وتَضْحَكُ عَنْ غُرّ الثَّنايا كَأنَّها
... ذُرَا أُقْحُوان نَبْتُهُ مُتَناعِمُ
والتَّنْعِيَمةُ: شَجَرَة عَظِيمَة ناعمة الْوَرق وَرقهَا كورق
السلق وَلَا تنْبت إِلَّا على مَاء. وَلَا ثَمَر لَهَا. وَهِي
خضراء غَلِيظَة السَّاق.
وثوب ناعِمٌ: لين. وَمِنْه قَول بعض الوصاف " وَعَلَيْهِم
الثِّيَاب النَّاعِمَةُ " وَقَالَ:
ونَحْمِي بهَا حَوْماً رُكاما ونِسْوَةً ... عَلَيْهِنَّ قَزٌّ
ناعِمٌ وحَرِيرُ
وَكَلَام مُنَعَّمٌ، كَذَلِك.
والنِّعْمةُ: الْيَد الْبَيْضَاء الصَّالِحَة.
ونِعْمَةُ الله: مَا أعطَاهُ العَبْد مِمَّا لَا يُمكن غَيره أَن
يُعْطِيهِ إِيَّاه كالسمع وَالْبَصَر. وَالْجمع مِنْهُمَا نِعَمٌ
وأنْعُمٌ. قَالَ ابْن جني: جَاءَ ذَلِك على حذف التَّاء فَصَارَ
كَقَوْلِهِم ذِئْب وأذؤب وَقطع وأقطع، وَمثله كثير، ونِعْماتٌ
ونِعِماتٌ، الإتباع لأهل الْحجاز. وَحَكَاهُ اللحياني. قَالَ:
وَقَرَأَ بَعضهم " تجْرِي فِي الْبَحْر بِنِعِمَاتِ الله " وَقَوله
تَعَالَى (وأسْبَغَ عَلَيكُمْ نِعَمَةُ ظاهِرَةً وباطِنَةً)
وَقَرَأَ بَعضهم (وأسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعْمَةً) فَمن قَرَأَ
نِعَمَهُ أَرَادَ جَمِيع مَا أنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِم، وَمن قَرَأَ
نْعَمَةً أَرَادَ مَا أعْطوا من توحيده. هَذَا قَول الزّجاج.
وأنْعَمَها الله عَلَيْهِ وأنْعَمَ بهَا. وَقَوله تَعَالَى: (وإذْ
تَقُولُ للَّذي أنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وأنْعَمْتَ عَلَيْه أمْسِكْ
عَلَيْكَ زَوْجَك) قَالَ الزّجاج معنى إنْعام الله تَعَالَى
عَلَيْهِ هدايته إِلَى الْإِسْلَام، وَمعنى إنعامِ النَّبِي صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِعْتَاقه إِيَّاه من الرّقّ، وَقَوله عز
وَجل: (وأمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدّثْ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ:
اذكر الْإِسْلَام وَاذْكُر مَا أبلاك بِهِ رَبك، وَقَوله تَعَالَى
(يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللهِ ثمَّ يُنْكِرُونها) قَالَ الزّجاج:
مَعْنَاهُ يعْرفُونَ أَن أَمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حق ثمَّ يُنكرُونَ ذَلِك.
والنِّعْمَةُ: المسرة.
ونَعِمَ الله بك عينا ونَعِمَكَ عينا. وأنْعم بك عينا: أقَرَّ بك
عين من تحبه، أنْشد ثَعْلَب:
أنْعَمَ اللهُ بالرَّسُولِ وبالمُرْ ... سِلِ والحامِلِ
الرِّسالَةَ عَيْنا
(2/195)
الرَّسول هَاهُنَا: الرسَالَة، وَلَا يكون
الرَّسُول لِأَنَّهُ قد قَالَ: وَالْحَامِل الرسَالَة. وحامل
الرسَالَة هُوَ الرَّسُول فَإِن لم تقل هَذَا دخل فِي الْقِسْمَة
تدَاخل، وَهُوَ عيب.
ونزلوا منزلا يَنْعِمُهُمْ ويَنْعَمُهُمْ بِمَعْنى وَاحِد عَن
ثَعْلَب: أَي يقرُّ أَعينهم ويحمدونه وَزَاد اللحياني:
ويَنْعُمُهُم عينا.
وَتقول: نَعْمَ ونُعْمَ عين ونُعْمَةَ عين ونَعْمَةَ عين ونِعْمَةَ
عين ونُعْمَى عين ومعام عين ونعام عين ونعيم عين ونعامى عين. قَالَ
سِيبَوَيْهٍ: نصبوا كل ذَلِك على إِضْمَار الْفِعْل الْمَتْرُوك
إِظْهَاره.
ونَعِمَ الْعود: اخضر ونضر، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
واعْوَجَّ عُودُك مِنْ لَحْوٍ ومنْ قِدمٍ ... لَا يَنْعِمُ
الغُصْنُ حَتى يَنْعِمَ الوَرَقُ
وَقَول الفرزدق:
وكُومٍ تَنْعِمُ الأضيافُ عَيْنا ... وتُصْبِحُ فِي مَبارِكِها
ثِقالاَ
يرْوى الأضيافُ والأضيافَ. فَمن قَالَ الأضيافُ بِالرَّفْع أَرَادَ
تَنْعِمُ الأضيافُ عينا بِهن لأَنهم يشربون من أَلْبَانهَا، وَمن
قَالَ تَنْعِمْ الأضْيافَ فَمَعْنَاه تَنَعمُ هَذِه الكوم بالأضياف
عينا فَحذف وأوصل فنصب الأضيافَ. أَي أَن هَذِه الكوم تسر بالأضياف
كسرور الأضيافِ بهَا، لِأَنَّهَا قد جرت مِنْهُم على عَادَة مألوفة
مَعْرُوفَة. فَهِيَ تأنس بِالْعَادَةِ. وَقيل: إِنَّمَا تأنس بهم
لِكَثْرَة الألبان فَهِيَ لذَلِك لَا تخَاف أَن تعقر وَلَا تنحر.
وَلَو كَانَت قَليلَة الألبان لما نَعِمَتْ بهم عينا لِأَنَّهَا
كَانَت تخَاف الْعقر والنحر.
وَحكى اللحياني يَا نُعْمَ عَيْني: أَي يَا قُرَّة عَيْني، وَأنْشد
عَن الْكسَائي:
صَبَّحك اللهُ بخَيرٍ باكِرِ ... بنُعْمِ عَيْنٍ وشَبابٍ فاخِرِ
والنَّعامَةُ مَعْرُوفَة، تكون للذّكر وَالْأُنْثَى وَالْجمع
نَعاماتٌ ونعائم ونعامٌ. وَقد تقع النَّعامُ على الْوَاحِد. قَالَ
أَبُو كثوة:
وَلَّى نَعَامُ بَنِي صَفْوَانَ زَوْزَأةً ... لمَّا رَأى أسَداً
فِي الغابِ قدْ وَثبا
(2/196)
والنعام أَيْضا بِغَيْر هَاء: الذّكر
مِنْهَا.
والنَّعامَةُ: الْخَشَبَة المعترضة تعلق مِنْهَا البكرة.
والنَّعامَتانِ: المنارتان عَلَيْهِمَا الْخَشَبَة المعترضة.
وَقَالَ اللحياني: النَّعَامتان: الخشبتان اللَّتَان على زرنوقي
الْبِئْر. الْوَاحِدَة نَعامَةٌ. وَقيل النعامةُ خَشَبَة تجْعَل
على فَم الْبِئْر. يقوم عَلَيْهَا الساقي.
والنَّعامَةُ: صَخْرَة نَاشِزَة فِي الْبِئْر.
والنَّعامةُ: كل بِنَاء كالظلة أَو علم يهتدى بِهِ، وَقيل: كل
بِنَاء على الْجَبَل كالظلة وَالْعلم. وَالْجمع نَعامٌ، قَالَ
أَبُو ذُؤَيْب:
بِهِنَّ نَعامٌ بَناها الرّجا ... لُ تَحْسِبُ آرَامَهُن
الصُّرُوحا
والنَّعامة: الْجلْدَة الَّتِي تغطي الدِّمَاغ.
والنَّعامَةُ من الْفرس: دماغه.
والنَّعامَةُ: بَاطِن الْقدَم.
والنَّعامَةُ: الطَّرِيق.
والنَّعامَةُ: جمَاعَة الْقَوْم.
وشالَتْ نَعامَتُهُم: ولَّوا، وَقيل: تحولوا عَن دَارهم. وَقيل
خَيرهمْ وَوَلَّتْ أُمُورهم، قَالَ ذُو الإصبع العدواني:
أزْرَى بِنَا أنَّنا شالَتْ نَعامَتُنا ... فَخالَنِي دُونَه بل
خِلْتُه دُوني
والنعامَةُ: الظُّلمة.
والنَّعامَةُ: الْجَهْل، يُقَال سَكَنَتْ نَعامَتُه، قَالَ المرار
الفقعسي:
ولَوْ أَنِّي حَدَوْتَ بِهِ ارْفأنَّتْ ... نَعامَتُه وأبْغَضَ مَا
أقُول
وأراكة نَعامَةٌ: طَوِيلَة.
وَابْن النَّعامَةِ: الطَّرِيق. وَقيل عرق فِي الرِّجْلِ، وَقيل:
صدر الْقدَم قَالَ عنترة:
(2/197)
فَيَكُونُ مَركَبُكَ القعودَ ورَحْلَهُ ...
وابنُ النَّعامَةِ عِنْد ذَلِك مَركَبِي
فسر بِكُل ذَلِك. وَقيل: ابْن النعامة: فرسه. وَقيل: رِجْلَاهُ.
والنَّعَمُ: الْإِبِل وَالشَّاء، يذكرو يؤنث، والنَّعْمُ لُغَة
فِيهِ، وَأنْشد:
وأشْطانُ النَّعامِ مُرَكَّزَاتٌ ... وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ
الحُلولُ
وَالْجمع أنْعامٌ. وأناعِيمُ جمع الْجمع. وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي: النَّعَمُ: الْإِبِل خَاصَّة. والأنعام الْإِبِل
وَالْبَقر وَالْغنم، وَقَوله تَعَالَى (فَجَزَاءٌ مِثلُ مَا قَتَلَ
مِنَ النَّعَمِ) قَالَ: ينظر إِلَى الَّذِي قتل مَا هُوَ. فتؤخذ
قِيمَته دَرَاهِم فَيتَصَدَّق بهَا وَقَوله جلّ وَعز (والَّذِينَ
كَفَرُوا يَتَمتَّعُونَ ويَأكُلُونَ كَمَا تَأكُلُ الأنْعامُ) ،
قَالَ ثَعْلَب مَعْنَاهُ لَا يذكرُونَ الله على طعامهم وَلَا يسمون
كَمَا أَن الْأَنْعَام لَا تفعل ذَلِك.
والنُّعامَى: ريح الْجنُوب قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
مَرَتْهُ النُّعامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ ... خِلافَ النُّعامَى منَ
الشأمِ رِيحَا
وَقَالَ اللحياني عَن أبي صَفْوَان: هِيَ ريح تَجِيء بَين الْجنُوب
وَالصبَا.
والنَعَامُ والنَّعائمُ: من منَازِل الْقَمَر ثَمَانِيَة كواكب.
أَرْبَعَة فِي المجرة تسمى الْوَارِدَة وَأَرْبَعَة خَارِجَة تسمى
الصادرة.
وأنْعَمَ أَن يُحسن أَو يُسيء زَاد.
وأنعم فِيهِ: بَالغ قَالَ:
سَمِينُ الضواحي لم تُؤَرّقْهُ لَيْلَةً ... وأنْعَمَ أبكارُ
الهُمُومِ وعُونُها
وَقَوله:
فَوَرَدَتْ والشَّمْسُ لمَّا تُنْعِمِ
(2/198)
من ذَلِك أَيْضا أَي لم تبالغ فِي
الطُّلُوع.
ونِعْمَ ضد بِئْسَ، وَلَا تعْمل من الْأَسْمَاء إِلَّا مَا فِيهِ
الْألف وَاللَّام أَو مَا أضيف إِلَى مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام
وَهُوَ مَعَ ذَلِك دَال على معنى الْجِنْس قَالَ أَبُو إِسْحَاق:
إِذا قلت زيد أَو نِعْمَ رجلا زيد فقد قلت: اسْتحق زيد الْمَدْح
الَّذِي فِي سَائِر جنسه فَلم يجز إِذا كَانَت تستوفي مدح
الْأَجْنَاس أَن تعْمل فِي غير لفظ جنس، وَحكى سِيبَوَيْهٍ أَن من
الْعَرَب من يَقُول نَعْمَ الرجل فِي نِعْمَ، كَانَ أَصله نَعِمَ
ثمَّ يُخَفف بِإِسْكَان الكسرة على لُغَة بكر بن وَائِل. وَلَا
تدخل عِنْد سِيبَوَيْهٍ إِلَّا على مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام
مظْهرا أَو مضمرا، كَقَوْلِك نِعْمَ الرجل زيد، فَهَذَا هُوَ
الْمظهر ونِعْمَ رجلا زيد فَهَذَا هُوَ الْمُضمر. وَقَالَ ثَعْلَب
حِكَايَة عَن الْعَرَب: نِعْمَ بزيد رجلا ونِعْمَ زيد رجلا. وَحكى
أَيْضا مَرَرْت بِقوم نِعْمَ قوما ونِعْمَ بهم قوما ونِعموا قوما،
وَلَا يتَّصل بهَا الضَّمِير عِنْد سِيبَوَيْهٍ أَعنِي انك لَا
تَقول: الزيدان نِعْما رجلَيْنِ وَلَا الزيدون نِعْمُوا رجَالًا.
وَقَالُوا: إِن فعلت ذَلِك فبها ونِعْمَتْ بتاء سَاكِنة فِي
الْوَقْف والوصل لِأَنَّهَا تَاء تَأْنِيث - كَأَنَّهُمْ أَرَادوا
ونِعْمَتِ الفعلة أَو الْخصْلَة. وَفِي الحَدِيث " من تَوَضَّأ
يَوْم الْجُمُعَة فبها ونِعْمَتْ، وَمن اغْتسل فالغُسْلُ أفضل "
كَأَنَّهُ قَالَ: فبالسنة أَخذ. وَقَالُوا: نَعِمَ الْقَوْم
كَقَوْلِك نِعْمَ الْقَوْم. قَالَ طرفَة:
مَا أقَلَّتْ قَدَمايَ إنَّهُمُ ... نَعِمَ الساعون فِي الْأَمر
المُبِرّ
هَكَذَا انشدوه نَعِمَ بِفَتْح النُّون وَكسر الْعين جَاءُوا بِهِ
على الأَصْل وَإِن لم يكثر اسْتِعْمَاله عَلَيْهِ، وَقد روى
نِعِمَ، بكسرتين على الإتباع.
ودققته دقا نِعِماَّ: أَي نِعْمَ الدق، وَيُقَال انه لرجل نِعِمَّا
وانه لَنَعِيمٌ.
وتَنَعَّمَهُ بِالْمَكَانِ: طلبه.
وتَنَعَّمَ الرجل: مَشى حافيا. قيل: هُوَ مُشْتَقّ من النَّعامَةِ
الَّتِي هِيَ الطَّرِيق، وَلَيْسَ بِقَوي.
وَقَالَ اللحياني: تَنَعَّمَ الرجل قَدَمَيْهِ: أَي ابتذلهما.
وأنْعَمَ الْقَوْم ونَعَّمَهُمْ: أَتَاهُم مُتَنَعِّماً على قدمه
حافيا قَالَ:
تَنَعَّمَها مِنْ بَعْدِ يَوْمٍ وليلةٍ ... فأصْبَحَ بَعْدَ
الأُنْسِ وهْوَ بَطينُ
(2/199)
والنُّعْمانُ: الدَّم.
وشقائق النُّعْمانِ: نَبَات أَحْمَر يشبه بِالدَّمِ.
والأُنَيْعِمُ والأَنْعَمانِ وناعِمَةُ ونَعْمانُ كلهَا مَوَاضِع
وهما نَعْمانانِ: نَعْمانُ الأرَاك بِمَكَّة وَهُوَ نعْمانُ
الْأَكْبَر، وَهُوَ وَادي عَرَفَة. ونَعْمانُ الْغَرْقَد
بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ نَعْمانُ الْأَصْغَر.
والأنْعَمان مَوضِع. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
صَحا قَلْبُه بَلْ لَجَّ وهْوَ لجُوجُ ... وزالَتْ لَهُ
بالأنْعَمَينِ حُدُوج
والتَّنْعيم: مَكَان بن مَكَّة وَالْمَدينَة.
ومسافر بن نِعْمَة بن كريز من شعرائهم، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.
وناعِمٌ ونُعَيمٌ ومُنَعَّمٌ وأنْعُمُ ونُعْمِىٌّ ونُعْمانُ
ونُعَيْمَانٌ وتَنَعْمُ كُلهنَّ أَسمَاء.
والتَّناعِمُ: بطن من الْعَرَب ينسبون إِلَى تَنْعُمِ بن عتِيك.
وَبَنُو نَعامٍ بطن.
والنَّعامَةُ فرس مَشْهُورَة فارسها الْحَارِث بن عباد وفيهَا
يَقُول:
قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامَةِ مِنِّي ... لَقِحَتْ حَرْبُ وَائلٍ
عَن حِيالِ
أَي بعد حِيَال.
وَأَبُو نَعامَة قطري.
وناعِمَةُ: اسْم امْرَأَة طبخت عشبا، يُقَال لَهُ الْعقار رَجَاء
أَن يذهب الطَّبْخ بغائلته فأكلته فَقَتلهَا فيسمى الْعقار لذَلِك
عقار ناعمة رَوَاهُ أَبُو حنيفَة.
ويَنْعَمُ: حَيّ من الْيمن.
ونَعَمْ ونعِمْ كَقَوْلِك بلَى إِلَّا أَن نعم فِي جَوَاب
الْوَاجِب وَهِي مَوْقُوفَة الآخر لِأَنَّهَا حرف جَاءَ لِمَعْنى
وَقَول الطَّائِي:
تَقُولُإنْ قُلْتُم: لَا: لَا، مُسلِّمةًلأمْرِكُمْ، و: نَعَمْ إِن
قُلْتمُ: نَعَمَا
قَالَ ابْن جني لَا عيب فِيهِ كَمَا يظنّ قوم، لِأَنَّهُ لم يقر
نَعَمْ على مَكَانهَا من الحرفية،
(2/200)
لكنه نقلهَا فَجَعلهَا اسْما فنصبها على حد
قَوْلك قلت خيرا أَو قلت ضيرا. وَقد يجوز أَن يكون قُلْتُمْ نَعَما
على مَوْضِعه من الحرفية فَيفتح للإطلاق كَمَا حرك بَعضهم لالتقاء
الساكنين بِالْفَتْح فَقَالَ قُم اللَّيْل وبع الثَّوْب. واشتق
ابْن جني نَعَمْ من النِّعْمَةِ وَذَلِكَ أَن " نَعَمْ " أشرف
الجوابين وأسرُّهما للنَّفس وأجلبهما للحمد، و" لَا " بضدها، أَلا
ترى إِلَى قَوْله:
وَإِذا قُلْتَ نَعَمْ فاصْبِرْ لَها ... بِنَجاح الوَعْدِ إنَّ
الخُلفَ ذَمّ
وَقَول الآخر أنْشدهُ الْفَارِسِي:
أبي جُودُه لَا البُخْل واسْتَعْجَلَتْ بهِ ... نَعَمْ منْ فَتى
لَا يَمْنَعُ الجُوسَ قاتِله
يرْوى بِنصب الْبُخْل وجره، فَمن نَصبه فعلى ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا
أَن يكون بَدَلا من " لَا " لِأَن " لَا " موضوعها للبخل،
فَكَأَنَّهُ قَالَ أَبى جوده الْبُخْل وَالْآخر أَن تكون " لَا "
زَائِدَة وَالْوَجْه الأول أَعنِي الْبَدَل أحسن لِأَنَّهُ قد ذكر
بعْدهَا " نعم " و" نعم " لَا تزاد فَكَذَلِك يَنْبَغِي أَن تكون "
لَا " هَاهُنَا غير زَائِدَة. وَالْوَجْه الآخر على الزِّيَادَة
صَحِيح أَيْضا. أَلا ترى انه لَو قَالَ لَك إِنْسَان: لَا تُطعم
وَلَا تأت المكارم وَلَا تقر الضَّيْف. فَقلت أَنْت: لَا، لكَانَتْ
هَذِه اللَّفْظَة هُنَا للجود لَا للبخل، فَلَمَّا كَانَت " لَا "
قد تصلح للأمرين جَمِيعًا أضيفت إِلَى الْبُخْل لما فِي ذَلِك من
التَّخْصِيص الْفَاصِل بَين الضدين.
ونَعَّمَ الرجل قَالَ لَهُ: نَعَمْ فَنَعِمَ بذلك بَالا كَمَا
قَالُوا بجلته أَي قلت لَهُ بجل أَي حَسبك. حَكَاهُ ابْن جني.
مقلوبه: (م ع ن)
مَعَنَ الْفرس وَنَحْوه يَمْعَن مَعْنا وأمْعَنَ، كِلَاهُمَا:
تَبَاعَدَ عادياً.
وأمْعَنَ الرجل: هرب وتباعد. قَالَ عنترة:
ومُدجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزالَهُ ... لَا مُمْعِنٍ هَرَبا وَلَا
مُسْتَسْلِمِ
وأمْعَن بحقي: ذهب.
وأمْعَن لي بِهِ: أقَرَّ بعد جحد.
والمَعْنُ: الشَّيْء السهل.
والمعْنُ: السهل الْيَسِير قَالَ النمر بن تولب:
(2/201)
وَلَا ضَيَّعْتُه فأُلامَ فِيهِ ... فَإِن
ضَياعَ ذلكَ غَيرُ مَعْنِ
أَي غير يسير وَلَا سهل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَي غير حزم
وَلَا كيس من قَوْله أمْعَنَ لي بحقي. وَلَيْسَ بِقَوي.
والمَعْنُ والماعُونُ: الْمَعْرُوف لتيسره وسهولته لدينا بافتراض
الله جلّ وَعز إِيَّاه علينا.
والماعونُ: الزَّكَاة وَهُوَ من السهولة والقلة لِأَنَّهَا جُزْء
من كل، قَالَ الرَّاعِي:
قَوْمٌ على الإسْلامِ لمَّا يَمْنَعُوا ... ماعُونَهُمْ
ويُبَدِّلُوا التَّنزِيلا
والماعُونُ: أسقاط الْبَيْت كالدلو والفأس وَالْقدر وَهُوَ مِنْهُ
أَيْضا، لِأَنَّهُ لَا يكرث معطيه وَلَا يَعْنِي كاسبه.
والماعُونُ: الْمَطَر لِأَنَّهُ يَأْتِي من رَحْمَة الله عفوا
بِغَيْر علاج كَمَا تعالج الْآبَار وَنَحْوهَا من فرض المشارب.
قَالَ:
يَمُجُّ صَبيرُهُ الماعُونَ صَباًّ ... إِذا نَسَمٌ مِنَ الهَيْفِ
اعترَاهُ
وزهر مَمْعُونٌ: مَمْطُور، أَخذ من ذَلِك. وَقَول الحذلمي:
يُصْرَعْنَ أوْ يُعْطِينَ بِالماعُونِ
فسره بَعضهم فَقَالَ: الماعونُ: مَا يمنعنه مِنْهُ وَهُوَ
يَطْلُبهُ مِنْهُنَّ فَكَأَنَّهُ ضد.
والماعُونُ فِي الْجَاهِلِيَّة: الْمَنْفَعَة والعطية. وَفِي
الْإِسْلَام: الطَّاعَة وَالزَّكَاة وَالصَّدَََقَة الْوَاجِبَة.
وَكله من السهولة والتيسر.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المَعْنُ والماعُونُ: كل مَا انتفعت بِهِ.
وَأرَاهُ: مَا انْتفع بِهِ مِمَّا يَأْتِي عفوا.
والمَعْنُ والمَعِينُ: المَاء السَّائِل، وَقيل: الْجَارِي على
وَجه الأَرْض. وَقيل المَاء العذب تاغزير، وكل ذَلِك من السهولة.
وَالْجمع مُعُنٌ ومُعُناتٌ ومُعْنانٌ.
(2/202)
والمُعْنانُ: المسايل والجوانب، لذَلِك
أَيْضا.
ومَعَنَ الْوَادي: كثر فِيهِ المَاء فسهل متناوله.
ومَعُنَ المَاء ومَعَنَ يَمْعَنُ مُعُونا، وأمعَنَ: سَالَ وَسَهل،
وأمْعَنَهُ هُوَ.
ومَعنَ الْموضع والنبت: روى من المَاء قَالَ تَمِيم بن مقبل:
يَمُجُّ بَرَاعِيمَ من عَضْرَسٍ ... تَرَاوَحَهُ القَطْرُ حَتى
مَعِنْ
وَفِي هَذَا الْأَمر مَعْنَةٌ: أَي إصْلَاح وَمَرَمَّة.
ومَعَنَها يَمْعَنُها مَعْنا، نَكَحَهَا.
والمَعْنُ الْجلد الْأَحْمَر يَجْعَل على الأسفاط قَالَ ابْن مقبل:
بِلاعِبٍ كمِقَدّ المَعْنِ وعَّسَهُ ... أيْدِي المَرَاسِلِ فِي
رَوْحاتِه خُنُفا
وَمَاله سَعْنَةٌ وَلَا معنة: أَي قَلِيل وَلَا كثير. وَقَالَ
اللحياني: مَعْنَاهُ: مَا لَهُ شَيْء وَلَا قوم.
وَبَنُو مَعْنٍ: بطن.
ومَعْنٌ: فرس الخمخام بن حَملَة.
ومَعِينٌ مَوضِع، قَالَ عَمْرو بن معدي كرب:
دَعانا مِنْ بَرَاقِشَ أوْ مَعِينٍ ... فَأسَمع واتلأبَّ بِنا
مَلِيعُ
وَقد يكون معِين هُنَا مَفْعُولا من عنته وَسَيَأْتِي ذكره.
مقلوبه: (م ن ع)
المَنْعُ، تحجير الشَّيْء: مَنَعَه يَمْنَعُه مَنْعا ومَنَّعَهُ
فامْتَنَع وتَمَنَّعَ.
وَرجل مَنُوعٌ: ضنين، وَفِي التَّنْزِيل (وَإِذا مَسَّهُ الخيرُ
مَنُوعا) .
ومَنِيعٌ: لَا يخلص إِلَيْهِ، فِي قوم مُنَعاءَ وَالِاسْم
المَنَعَةُ والمَنْعَةُ والمِنْعَةُ.
ومَنُعَ الشَّيْء مَناعَةً فَهُوَ مَنِيعٌ: اعتز وتعسر.
وَامْرَأَة مَنِيَعٌة ومُمْتَنِعَةٌ: لَا تؤاتى على فَاحِشَة.
وَالْفِعْل كالفعل.
(2/203)
وناقة مانِعٌ: مَنَعَتْ لَبنهَا، على
النّسَب، قَالَ أُسَامَة الْهُذلِيّ:
كأنّي أُصادِيها عَلى غُبْرِ مانعٍ ... مُقَلِّصَةٍ قَدْ
أهْجَرَتها فُحُولُها
ومَناعِ بِمَعْنى: امْنَعْ. قَالَ اللحياني: وَزعم الْكسَائي أَن
بني أَسد يفتحون مَناعَها ودَرَاكَها وَمَا كَانَ من هَذَا
الْجِنْس، وَالْكَسْر أعرف.
وقوس مَنْعَةٌ: مُمْتَنِعَةٌ متأبِّية شاقة قَالَ عَمْرو بن برَاء:
ارْمِ سَلاما وَأَبا العَرَّافِ ... وعاصِماً عَن مَنْعَةٍ قِذَافِ
والمُتَمَنِّعانِ: البكرة والعناق، يتَمنَّعان على السَّنَة
بفتائهما وأنَّهما تشبعان قبل الجلة وهما المقاتلتان الزَّمَان عَن
أَنفسهمَا.
وَرجل مَنيعٌ: قوى الْبدن شَدِيد.
وَحكى اللحياني لَا منْعَ عَن ذَلِك. قَالَ: والتأويل: حَقًا انك
أَنْت فعلت ذَاك.
ومانعٌ ومنِيعٌ ومُنَيْعٌ وأمْنَعُ أَسمَاء.
ومَناعِ: هضبة فِي جبل طَيء والمُناعَةُ اسْم بلد، قَالَ سَاعِدَة
بن جؤية:
أرَى الدَّهْرَ لَا يَبْقى عَلى حَدَثانِهِ ... أبُودٌ بأطْرَافِ
المُناعَةِ جَلْعَدُ
قَالَ ابْن جنى: المناعة تحْتَمل أَمريْن: أَحدهمَا أَن يكون فعالة
من مَنَع وَالْآخر أَن يكون مفعلة من قَوْلهم جَائِع نائع،
وَأَصلهَا مُنْوَعَةٌ فجرت مجْرى مقامة وَأَصلهَا مقومة.
الْعين وَالْفَاء وَالْمِيم
الفَعْمُ والأفْعَمُ: الفائض امتلاء. فَعُمَ فَعامَةً وفُعُومَةً
وافْعَوْعَمَ. قَالَ كَعْب:
مُفْعَوْعِمٌ صخِبُ الآذِىّ منْبَعِقُ ... كأنَّ فِيهِ أكُفَّ
القَوْمِ تَصْطَفقُ
وفَعَمَه يَفْعَمُه وأفْعَمَهُ: ملأَهُ.
وأفْعَمَ الْبَيْت طيبا: ملأَهُ على الْمثل.
(2/204)
وافْعَوْعَمَ هُوَ: امْتَلَأَ.
وفَعَمَتْهُ رَائِحَة الطّيب وأفْعَمْتهُ: مَلَأت أَنفه. والأعرف
فغمته بالغين مُعْجمَة. فَأَما قَوْله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي
لكثير:
أتِيٌّ ومَفْعُومٌ حَثِيثٌ كأنَّهُ ... غُرُوبُ السَّوَاني
أقْرَعَتْها النَّوَاضحُ
فَإِنَّهُ زعم أَنه لم يسمع مَفْعُوما إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْت،
قَالَ: وَهُوَ من أفْعَمْتُ. وَنَظِيره قَول لبيد:
الناطِقُ المَبرُوزُ والمَخْتُومُ
وَإِنَّمَا هُوَ من أبرزت وفَعُمَتِ الْمَرْأَة فَعامَةً
وفُعُومَةً، وَهِي فَعْمَةٌ: اسْتَوَى خلقهَا وَغلظ سَاقهَا.
وساعد فعْمٌ، قَالَ:
بساعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِبِ
ومُخَلْخلٌ فَعْمٌ. قَالَ:
فَعْمٌ مُخَلْخَلُها وَعْثٌ مُؤَزَّرُها ... عَذْبٌ مُقَبَّلها
طَعْمُ السَّدَافُوها
السدا: هُنَا البلح الْأَخْضَر بشماريخه وَاحِدهَا سداة، وَقيل:
هُوَ الْعَسَل، من قَوْلهم سَدَت النَّحْلُ تَسْدُ وسَداً.
الْعين وَالْبَاء وَالْمِيم
العَبامُ والعَباماءُ: الغليظ الْخلقَة فِي حمق. وَقيل: هُوَ
العيُّ الأحمق، وَقد عَبُمَ عَبامَةً.
والعَبامُ: المَاء الْكثير الغليظ.
تمّ الثلاثي الصَّحِيح بِحَمْد الله وَحسن عونه وَصلى الله على
مُحَمَّد نبيه وَآله وَأَصْحَابه
(2/205)
الثنائي المضاعف من
المعتل
الْعين وَالتَّاء
عَيَّ الْأَمر عِيّاً. وعَيِىَ وتَعايا، واسْتعْيا، هَذِه عَن
الزجاجي، وَهُوَ عَيُّ وعَيِيّ وعَيَّانُ: عجز عَنهُ وَلم يطق
إحكامه قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جمع العَيِيّ أعيِياءُ وأعِيَّاءُ،
التَّصْحِيح من جِهَة انه لَيْسَ على وزن الْفِعْل. والإعلال
لاستثقال اجْتِمَاع الياءين.
وَقد أعْياهُ الْأَمر، فَأَما قَول أبي ذُؤَيْب:
وَمَا ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَأْوِي مَلِيكُها ... إِلَى طُنُفٍ أعْيا
بِرَاقٍ ونَازِلِ
فَإِنَّمَا عدى أعيا بِالْبَاء لِأَنَّهُ فِي معنى برح،
فَكَأَنَّهُ قَالَ برح براق ونازل، وَلَوْلَا ذَلِك لما عداهُ
بِالْبَاء.
وعِييَ فِي الْمنطق عيًّا: حصر.
وأعْيا الْمَاشِي: كَلَّ.
وأعْيا السّير الْبَعِير وَنَحْوه: أكَلَّهُ وطلَّحه وإبل مَعايا:
مُعيية، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَأَلت الْخَلِيل عَن مَعايا؟ قَالَ:
الْوَجْه معاي، وَهُوَ المضطرد، وَكَذَلِكَ قَالَ يُونُس،
وَإِنَّمَا قَالُوا معايا كَمَا قَالُوا مدارى وصحارى وَكَانَت
مَعَ الْيَاء أثقل إِذْ كَانَت تستثقل وَحدهَا.
وَرجل عَياياءٌ: عَيِيّ بالأمور.
وَفِي الدُّعَاء عِي لَهُ وشىٌّ وَالنّصب جَائِز.
والمُعاياةُ: أَن تأتى بِكَلَام لَا يَهْتَدِي لَهُ. وَقد عاياهُ
وعَيَّاهُ تَعْيِيَةً.
والأُعْيِيَّةُ: مَا عايَيْتَ بِهِ.
وفحل عَياءٌ: لَا يَهْتَدِي للضراب. وَقيل: هُوَ الَّذِي لم يضْرب
نَاقَة قطّ وَكَذَلِكَ الرجل الَّذِي لَا يضْرب. وَالْجمع أعْياءٌ،
جَمَعُوهُ على حذف الزَّائِد حَتَّى كَأَنَّهُمْ كسروا فَعَلاً.
وفحل عَياياءٌ كَعَياءٍ، وَكَذَلِكَ الرجل وَمِنْه قَول
الْمَرْأَة: " زَوجي عياياء طباقاء، كل دَاء لَهُ دَاء ".
(2/206)
وداء عَياءٌ: لَا يبرأ مِنْهُ. وَقد
أعْياهُ الدَّاء. وَقَوله:
ودَاءٌ قَدَ اعْيا بالأطبَّاء ناجِسُ
أَرَادَ: أعيا الْأَطِبَّاء. فعداه بالحرف إِذْ كَانَت أعيا فِي
معنى برح على مَا تقدم.
وتَعَيَّا بِالْأَمر كَتَعَنَّي عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
حَتَّى أزُورَكُمُ وأعْلَمَ عِلْمَكُمْ ... إنَّ التَّعَيِّيَ لي
بأمْرِكَ مُمْرِضُ
وَبَنُو أعيا: حَيّ من جرم.
وعَيْعايَةُ: حَيّ من عدوان فيهم خساسة.
وعاعَى بالضأن عاعاةً وعِيعاءً: قَالَ لَهَا: عا وَرُبمَا قَالُوا:
عو، وعاي، وعَاء.
وعَيْعَى عَيْعاةً وعِيعاءً كَذَلِك.
مقلوبه: (ي ع)
اليَعْيَعَةُ واليَعْياع: من أَفعَال الصّبيان إِذا رمى أحدهم
الشَّيْء إِلَى الآخر وَقَالَ يع. وَقيل: اليعيعة حِكَايَة أصوات
إِذا تداعوا فَقَالُوا: ياع ياع.
الْعين وَالْوَاو
لَيْسَ عَنهُ العَوَّا بِالْقصرِ وَالْمدّ - وَالْقصر أَكثر -: نجم
مُؤَنّثَة، قَالَ الفرزدق:
فَلَو بَلَغَتْ عَوَّا السَّماكِ قبيلةٌ ... لزادَتْ عَلَيْهَا
نَهْشَلٌ وتَعَلَّتِ
والعَوَّى والعُوَّى والعَوَّاءُ والعُوَّةُ كُله: الدبر.
والعُوَّةُ: علم من حِجَارَة ينصب على غلظ الأَرْض.
والعَوّةُ الصَّوْت.
وعَوْعَى عَوْعاةً: زجر الضَّأْن.
مقلوبه: (وع)
خطيب وَعْوَعٌ: محسن، قَالَت الخنساء:
هُوَ القَرْم واللَّسِنُ الوَعْوَعُ
(2/207)
وَرُبمَا سمي الجبان وَعْوَعا.
ووَعْوَعَ الْكَلْب وَالذِّئْب وعْوَعَةً ووَعْوَاعا: عوى وَصَوت.
وَلَا يجوز كسر الْوَاو فِي وَعوَاعٍ كَرَاهِيَة للكسرة فِيهَا.
وَقد يُقَال ذَلِك فِي غير الْكَلْب وَالذِّئْب.
والوَعْوَاعُ: الصَّوْت والجلبة، قَالَ الْمسيب:
يَأْتِي عَلى القَوْمِ الكَثِيرِ سِلاحُهُمْ ... فيبيتُ مِنْهُ
القَوْمُ فِي وَعْوَاعِ
وَرجل وَعْوَاعٌ: مهذار قَالَ:
نِكْسٌ مِنَ القَوْمِ وَعْوَاعٌ وعَيّ
وَرجل وَعْوَاعٌ، وَهُوَ نعت قَبِيح.
والوَعْوَاعُ: أول من يغيث من الْمُقَاتلَة. وَقيل: الوَعْوَاعُ:
الْجَمَاعَة من النَّاس. قَالَ أَبُو زبيد يصف الْأسد:
وعاثَ فِي كَبَّةِ الوَعْوَاعِ والعِيرِ
وَقَالَ أَبُو كَبِير:
لَا يُجْفِلُونَ عَن المُضَافِ ولَوْ رَأوْا ... أوُلى الوَعاوِعِ
كالغَطاطِ المُقبِلِ
أَرَادَ وَعاوِيعَ، فَحذف الْيَاء للضَّرُورَة كَقَوْلِه:
قد نَكِرَتْ سادَاتها الرَّوَائِسا ... والبَكَرَاتِ الفُسَّج
العَطامِسا
والوَعْوَاعُ: ابْن آوى.
(2/208)
بَاب الثلاثي المعتل
الْعين وَالدَّال والهمزة
العِنْدَأْوَةُ: الْعسر والالتواء، وَقَالَ اللحياني: العندأوة:
أدهى الدَّوَاهِي. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: العندأوة: الْمَكْر
والخديعة. قَالَ: وَفِي الْمثل " إِن تَحت طريقتك لعندأوة " يُقَال
هَذَا للمطرق المطاول ليَأْتِي بداهية، ويشد شدَّة لَيْث غير
متَّق. والطريقة الِاسْم من الإطراق وَهُوَ السّكُون والضعف
واللين.
الْعين وَالْبَاء والهمزة
الْعِبْءُ: الْحمل والثقل من أَي شَيْء كَانَ.
والعِبْءُ أَيْضا: الْعدْل.
وَهَذَا عِبءُ هَذَا: أَي مثله.
وَالْجمع من كل ذَلِك أعْباءٌ.
وَمَا أعْبأ بِهِ عَبْأً: أَي مَا أُبالِيهِ.
وَمَا أعبأ بِهَذَا الْأَمر أَي مَا أصنع، وَفِي التَّنْزِيل (قُلْ
مَا يَعْبَأُ بِكمْ ربيِّ) .
وعَبَأَ الْأَمر عَبْأ وعَبَّأهُ تَعْبِئَةً: هيأة. وعَبَأَ
الْمَتَاع يَعْبَؤُهُ وعَبَأَّهُ. كِلَاهُمَا: هيأه. وَكَذَلِكَ
الْخَيل والجيش.
وعَبأ الطِّيب يَعْبَؤُه عَبْأً: صنعه وخلطه قَالَ أَبُو زبيد:
كأنّ بِنَحْرِهِ وبمَنْكِبَيْهِ ... عَبِيراً باتَ تَعْبَؤُهُ
عَرُوسُ
والعَباءَةُ والعَباءُ: ضرب من الأكسية. وَالْجمع أعْبِئَةٌ.
وَرجل عَباءٌ: ثقيل وخم أَحمَق كعبام.
والمِعْبَأةُ: خرقَة الْحَائِض. عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وعَبْءُ الشَّمْس: ضوءها، لَا أَدْرِي أهوَ لُغَة فِي عَبِ
الشَّمْس أم هُوَ أَصله.
(2/209)
الْعين وَالْمِيم والهمزة
الإمَّعَةُ والإمَّعُ: الَّذِي لَا رَأْي لَهُ. وَلَا نَظِير لَهُ
إِلَّا رجل إمَّرٌّ وَهُوَ الأحمق قَالَ:
لَقِيُت شَيْخا إمَّعَهْ ... سَألْتُه عَمَّا مَعَهْ
فَقَالَ ذَوْدٌ أرْبَعَهْ
وَقَالَ آخر:
فَلا دَرَّ دَرُّكَ مِن صَاحبٍ ... فَأنتَ الوُزَاوِزَةُ
الإمَّعَهْ
ويروى عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ " كُنَّا
فِي الْجَاهِلِيَّة نعد الإمعة الَّذِي يتبع النَّاس إِلَى
الطَّعَام من غير أَن يُدعى، وَإِن الإمعة فِيكُم الْيَوْم المحقب
النَّاس دينه ". وَالدَّلِيل على أَن الْهمزَة أصل أَن إفعلا لَا
يكون فِي الصِّفَات، وَأما إيل فَاخْتلف فِي وَزنه فَقيل فِعَّلٌ
وَقيل فِعْيَلٌ.
وَقد تأمَّعَ واستأمع.
والإمَّعَةُ: المتردد فِي غير مَا صَنْعَة.
والإمَّعَةُ: الَّذِي لَا يثبت إخاؤه.
وَرِجَال إمَّعونَ، وَلَا يجمع بِالْألف وَالتَّاء.
الْعين وَالْهَاء وَالْيَاء
عاهَ المَال يَعِيهُ: أَصَابَته العاهة.
وَأَرْض مَعْيُوهَةٌ: ذَات عاهة.
وعَيَّهَ بِالرجلِ: صَاح.
وعِيهِ عِيهِ، وعاهِ عاهِ: زجر الْإِبِل لتحتبس.
مقلوبه: (هـ ي ع)
هاعَ يهاعُ ويَهِيعُ هَيْعا وهَاعا وهُيُوعا وهَيْعَة وهَيَعانا
وهَيْعُوعَةً: جبن وفزع. وَقيل: استخف عِنْد الْجزع. قَالَ
الطرماح:
(2/210)
أَنا ابنُ حُماةِ المجدِ منْ آلِ مالكٍ ...
إِذا جَعَلَتْ خُورُ الرّجالِ تَهِيعُ
وَقَالَ أَبُو قيس بن الأسلت:
الحزْمُ والقُوَّةُ خيرٌ من ... الإدهانِ والفَكَّةِ والهاعِ
وَرجل هائعٌ لائِعٌ وهاعٌ لاعٌ وهاعٍ لاعٍ - على الْقلب - كل ذَلِك
إتباع: أَي جبان.
والهيْعةُ: صَوت الصَّارِخ للفزع. وَقيل: الهيعة: الصَّوْت يفزع
مِنْهُ وَيخَاف، وَبِه فسر قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" خير النَّاس رجل مُمْسك بعنان فرسه كلما سمع هيعة طَار إِلَيْهَا
".
وهاعَ الرجل يَهِيعُ ويَهاعُ هَيْعا وهَيَعانا وهَاعا وهَيْعَةً -
الْأَخِيرَة عَن اللحياني -: جَاع فجزع وشكا. وَقيل: الهاعُ:
التَّجزع على الْجُوع وَغَيره.
والهاعُ: سوء الْحِرْص مَعَ الضعْف. وَالْفِعْل كالفعل.
والهَيْعَةُ كالحيرة، وَرجل مُتَهَيِّعٌ: متحير.
والهائعَةُ: الصَّوْت الشَّديد.
وَأَرْض هَيْعَةٌ: وَاسِعَة مبسوطة.
وهَاعَ الشَّيْء يَهِيعُ هِياعا: اتَّسع وانتشر.
وَطَرِيق مَهْيَعٌ: وَاضح بيِّن. وبلد مَهْيَعٌ: وَاسع. شَذَّ عَن
الْقيَاس فصح. وَكَانَ الحكم أَن يعتل لِأَنَّهُ مَفْعَلٌ مِمَّا
اعتلت عينه.
وتهَيَّعَ السراب وانهاع: انبسط على الأَرْض.
والهَيْعَةُ: سيلان الشَّيْء المصبوب على وَجه الأَرْض. وَقد هاعَ
يَهيعُ هَيْعا.
وهاعَ الشَّيْء يَهيعُ هَيعانا: ذاب، وَخص بَعضهم بِهِ ذوبان
الرصاص.
ومَهيَعٌ ومَهْيَعَةٌ كِلَاهُمَا مَوضِع قريب من الْجحْفَة.
الْعين وَالْقَاف وَالْيَاء
العِقْيُ: مَا يخرج من بطن الصَّبِي حِين يُولد: وَكَذَلِكَ هُوَ
من الْمهْر والجحش والفصيل والجدي وَالْجمع أعْقاءٌ. وَقد عَقَى
عَقْيا.
(2/211)
وعَقَّاهُ: سقَاهُ دَوَاء يسْقط عقيه.
والعِقْيانُ: ذهب ينْبت لَيْسَ مِمَّا يستذاب من الْحِجَارَة.
وأعْقَى الشَّيْء: صَار مُرًّا.
وَبَنُو العِقْيِ قَبيلَة. وهم العقاة.
مقلوبه: (ع ي ق)
العَيْقَةُ: الفناء من الأَرْض. وَقيل: الساحة.
والعَيْقَةُ: سَاحل الْبَحْر وناحيته. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
سادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ ثمانِيا ... يُلوِي بَعَيْقاتِ
البحارِ ويُحْنَبُ
والعَيْقُ: النَّصِيب من المَاء.
وعِيقْ، من أصوات الزّجر وَهُوَ يَعِيقُ فِي صَوته.
والعَيْقَةُ: مَوضِع.
الْعين وَالْكَاف وَالْيَاء
عَكَي بِإِزَارِهِ عَكْيا: أغْلظ معقده.
وعَكَي الضَّب بِذَنبِهِ: لواه.
والعَكِيُّ: اللَّبن الْمَحْض.
والعَكِيُّ أَيْضا: وطب اللَّبن وعكَّي الدُّخان: تصعَّد فِي
السَّمَاء، عَن أبي حنيفَة.
مقلوبه: (ع ي ك)
عاكَ عَيَكانا: مَشى وحرك مَنْكِبَيْه، كحاك.
والعَيْكُ: الشّجر الملتف، لُغَة فِي الأيك، واحدته عَيْكَةٌ.
مقلوبه: (ك ي ع)
كاعَ يَكيعُ ويَكاعُ - الْأَخِيرَة عَن يَعْقُوب - كَيْعا
وكَيْعُوعَةً فَهُوَ كائعٌ وكاعٍ - على الْقلب -: جبن، قَالَ:
(2/212)
حَتى اسْتَقَأْنا نِساءَ الحَيِّ ضَاحِيَةً
... وأصْبَحَ المرءُ عمرٌو مُثْبَتا كاعي
الْعين وَالْجِيم وَالْيَاء
العُجايَةُ: عصب مركب فِيهِ فصوص من عِظَام كأمثال فصوص الْخَاتم
تكون عِنْد رسغ الدَّابَّة. وَقيل هِيَ كل عصبَة فِي يَد أَو رجل.
وَقيل: هِيَ قدر مُضْغَة من لحم تكون مَوْصُولَة بعصبة تنحدر من
ركبة الْبَعِير إِلَى الفرسن، وَهِي من النَّاقة عصبَة فِي بَاطِن
يَدهَا، وَمن الْفرس مضيغة، وَقيل: هِيَ عصبَة بَاطِن الوظيف من
الْفرس والثور. وَالْجمع عُجيً وعُجِيٌّ، على حذف الزَّائِد
فيهمَا، وعَجايا، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
مقلوبه: (ع ي ج)
مَا عاجَ بقوله عَيْجا وعَيْجُوجَةً: لم يكترث لَهُ، أَو لم
يصدقهُ.
وَمَا عاجَ بِالْمَاءِ عَيْجا: لم يرو لملوحته. وَقد يُستعمل فِي
الْوَاجِب.
وَمَا عاجَ بالدواء: أَي مَا انْتفع.
وَمَا عاج بِهِ عَيْجا: لم يرضه.
الْعين والشين وَالْيَاء
العَيْشُ: الْحَيَاة. عاشَ عَيْشا وعِيشَةً ومَعِيشا ومَعاشا
وعَيْشُوشةً وأعاشه الله. قَالَ ابْن أبي دَاوُد وَسَأَلَهُ
أَبوهُ: مَا الَّذِي أعاشك بعدِي؟ فَأَجَابَهُ:
أعاشني بَعْدَكَ وادٍ مُبْقِلُ ... آكُلُ مِنْ حَوْذَانِه
وأَنْسِلُ
وعايَشَهُ: عَاشَ مَعَه، كَقَوْلِك عامره. قَالَ قعنب بن أم صَاحب:
وَقد علمْتُ على أَنِّي أُعايِشُهُمْ ... لَا نَبرَحُ الدَّهْرَ
إلاَّ بَيْنَنا إحَنُ
والعِيشَةُ: ضرب من الْعَيْش.
والمَعاشُ والمَعِيشُ والمعِيَشُة: مَا يُعاشُ بِهِ. وَجمع
المَعِيشَةِ مَعايِشُ على الْقيَاس، ومعائش على غير قِيَاس وَقد
قريء بهما. وَرويت عَن نَافِع مَهْمُوزَة وَجَمِيع النَّحْوِيين
الْبَصرِيين يَزْعمُونَ أَن همزها خطأ.
والمعاش: مَظَنَّة ذَلِك، وَفِي التَّنْزِيل (وجعلنَا النَّهار
مَعَاشا) أَي
(2/213)
ملتمسا للْعَيْشِ.
والمُتَعَيِّشُ: ذُو الْبلْغَة من العَيْش.
والعائِشُ: ذُو الْحَالة الْحَسَنَة.
والعَيْشُ: الطَّعَام، يَمَانِية.
وَفِي مثل " أَنْت مرّة عَيْش وَمرَّة جَيش " أَي تَنْفَع مرّة
وتضر أُخْرَى. وَقَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ أَنْت مرّة فِي عَيْش
رخي وَمرَّة فِي جَيش غزي. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قيل لرجل:
كَيفَ فلَان؟ قَالَ: عَيْش وجيش. أَي مرّة معي وَمرَّة عَليّ.
وعائِشَةُ اسْم امْرَأَة.
وَبَنُو عائِشَةَ قَبيلَة من تيم اللات.
وعَيَّاشٌ ومُعَيِّشٌ اسمان.
مقلوبه: (ش ي ع)
الشَّيْعُ: مِقْدَار من الْعدَد. كَقَوْلِهِم أَقمت عِنْده شهرا
أَو شَيْعَ شهر. وَكَانَ مَعَه مائَة رجل أَو شَيْعُ ذَلِك،
كَذَلِك.
وآتيك غَدا أَو شَيْعَه أَي بعده قَالَ عمر بن أبي ربيعَة:
قَالَ الخليط: غَداً تَصَدُّعُنا ... أوْ شَيْعَهُ أفَلا
تُشَيِّعُنا
والشَّيْعُ: ولد الْأسد إِذا أدْرك أَن يفرس.
والشِّيَعُة: الْقَوْم يَجْتَمعُونَ على الْأَمر. والشِّيَعُة:
أَتبَاع الرجل وأنصاره وَجَمعهَا شِيَعٌ وأشْياعٌ جمع الْجمع.
وَحكى فِي تَفْسِيره قَول الْأَعْشَى:
يُشَوِّعُ عُوناً ويَجْتالُها
يُشَوِّعُ: يجمع: وَمِنْه شِيَعُة الرجل. فَإِن صَحَّ هَذَا
التَّفْسِير فعين الشِّيَعِة وَاو. وَسَيَأْتِي فِي بَابه.
والأشْياعُ أَيْضا: الْأَمْثَال. وَفِي التَّنْزِيل (كَمَا فُعِلَ
بأشْياعِهمْ مِنْ قَبْلُ) أَي بأمثالهم من الْأُمَم الْمَاضِيَة
وَمن كَانَ مذْهبه مَذْهَبهم
(2/214)
والشِّيَعُة: الْفرْقَة. وَبِه فسر الزّجاج
قَوْله تَعَالَى (وَلَقَدْ أرْسَلْنا من قَبْلِكَ فِي شِيَعِ
الأوَّلِينَ) .
والشِّيَعُة: قوم يرَوْنَ رَأْي غَيرهم.
وشايَعَ الْقَوْم: صَارُوا شِيَعا.
وشايَعَهُ وشَيَّعَهُ: تَابعه.
وشَيَّعَتْهُ نَفسه على ذَلِك وشايَعْتُهُ، كِلَاهُمَا: تَبعته
وشجعته، قَالَ عنترة:
ذُلُلٌ رِكابي حَيْثُ شِئْتُ مُشايعي ... لُبىّ وأحْفِزُهُ بِرَأْي
مُبْرَمِ
وشيَّعَه على رَأْيه وشايَعَه، كِلَاهُمَا: تَابعه وقوَّاه.
وشَيَّعَهُ وشايَعَه، كِلَاهُمَا: خرج مَعَه ليودعه ويبلغه منزله.
وَقيل: هُوَ أَن يخرج مَعَه يُرِيد صحبته وإيناسه إِلَى مَوضِع
مَا.
وشَيَّعَ شهر رَمَضَان بِسِتَّة أَيَّام: حَافظ على سيرته فِيهَا،
على الْمثل.
وَفُلَان شِيعُ نسَاء: يشيعهن ويخالطهن.
وتَشَيَّعَ فِي الشَّيْء: اسْتهْلك فِي هَوَاهُ.
وشَيَّعَ النَّار فِي الْحَطب: أضرمها. قَالَ رؤبة:
شَداًّ كَمَا يُشَيَّعُ التَّضْرِيمُ
والشَّيُوعُ والشِّيَاعُ: مَا أوقدت بِهِ النَّار.
وشَيَّع الرجل بالنَّار: أحرقه. وَقيل: كل مَا أُحرق فقد شُيِّعَ.
والشِّيَاعُ: صَوت قَصَبَة ينْفخ فِيهَا الرَّاعِي قَالَ:
حَنِينَ النِّيبِ تَطْرَبُ للشِّيَاعِ
وشَيَّعَ الرَّاعِي فِي اليراع: ردد صَوته فِيهِ وأشاعَ
بِالْإِبِلِ وشايَعَ بهَا وشايَعَها مُشايَعَة وشِياعا: دَعَاهَا.
وشَيَّعَ بهَا وأشاع بهَا: زجرها، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
(2/215)
وشَاعَ الشيب شَيْعا وشَيَاعا وشَيَعَانا
وشُيُوعا وشَيْعُوعَةً ومِشيعَا: ظهر وتفرَّق.
وشاعَ فِيهِ الشيب - والمصدر مثل مَا تقدم - وتشيَّعه كِلَاهُمَا:
استطار.
وشاعَ الْخَبَر فِي النَّاس: انْتَشَر وافترق.
وأشاعَهُ: وأشاعَ ذكر الشَّيْء: أطاره وأظهره.
ولي فِي هَذَا الدَّار سهم شائعٌ وشاعٍ - مقلوب عَنهُ - أَي مشهر
منتشر.
وَرجل مِشْياعٌ: لَا يكتم شَيْئا.
وَفِي الدُّعَاء، حيَّاكم الله وشاعَكُمُ السَّلَام وأشاعَكُمُ
السَّلَام: أَي عمكم. وَقَالَ ثَعْلَب: معنى شاعَكُمُ السَّلَام
صحبكم وشَيَّعكم وَأنْشد:
أَلا يَا نَخْلَةً منْ ذاتِ عِرْقٍ ... بَرُودَ الظِّلِّ شاعَكُمُ
السَّلامُ
أَي: تبعكم السَّلَام. قَالَ: وَمعنى أشاعكمُ الله السَّلَام
أصحَبَكم إِيَّاه. وَلَيْسَ ذَلِك بِقَوي.
ونصيبه فِي الشَّيْء شائعٌ وشاعٍ وشاعٌ على الْقلب والحذف ومُشاعٌ
كل ذَلِك غير مَعْزُول.
وشاعَ الصدع فِي الزجاجة: استطار وافترق، عَن ثَعْلَب.
وَجَاءَت الْخَيل شَوَائعَ وشواعِيَ - على الْقلب: مُتَفَرِّقَة
قَالَ الأجدع بن مَالك وَهُوَ وَالِد مَسْرُوق:
وكأنَّ صَرْعاها كَعَابُ مُقامِرٍ ... ضُرِبَتْ على شَزَنٍ فَهُنَّ
شوَاعِي
وشاعَتِ القطرة من اللَّبن فِي المَاء وتَشَيَّعَتْ: تَفَرَّقت.
وأشاعَ ببوله إشاعَةً: حذف بِهِ وفرقه.
وأشاعَتِ النَّاقة ببولها واشْتاعَتْ: أَرْسلتهُ مُتَفَرقًا
وأشاعَتْ، أَيْضا: خدجت. وَلَا تكون الإشاعَةُ إِلَّا فِي
الْإِبِل.
وشاعَةُ الرجل: امْرَأَته.
والمُشَايِعُ: اللَّاحِق، قَالَ لبيد:
(2/216)
فيَمْضُونَ أرْسالاً ويَلْحَقُ بَعْدَهُم
... كَمَا ضَمَّ أُخْرى التَّالِياتِ المُشَايعُ
هَذَا قَول أبي عبيد. وَعِنْدِي أنَّه من قَوْلك شايَعْتُ
بِالْإِبِلِ: دعوتها.
والمِشْيَعَةُ: قُفَّةٌ تضع فِيهَا الْمَرْأَة قطنها والشَّيْعَةُ:
شَجَرَة لَهَا نور أَصْغَر من الياسمين أَحْمَر طيب تعبق بِهِ
الثِّيَاب. عَن أبي حنيفَة، كَذَلِك وَجَدْنَاهُ تعبق بِضَم
التَّاء وَتَخْفِيف الْبَاء فِي نُسْخَة موثوق بهَا. وَفِي بعض
النّسخ تعبق بتَشْديد الْبَاء.
وشَيْعُ الله: اسْم كتيم الله.
وَبَنَات مُشَيَّعَ: قُرىً مَعْرُوفَة، قَالَ الْأَعْشَى:
مِنْ خَمْرِ بابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزَاجِها ... أوْ خَمْرِ عانَةَ
أوْ بَناتِ مُشَيَّعَا
الضَّاد وَالْعين وَالْيَاء
ضَيْعَةُ الرجل: حرفته وصناعته.
والضَّيْعَةُ: الأَرْض المغلَّة وَالْجمع ضِيَعٌ وضِياعٌ. فَأَما
ضِيَعٌ فَكَأَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ على أَن واحدته ضِيعَة،
وَذَلِكَ لِأَن الْيَاء مِمَّا سَبيله أَن يَأْتِي تَابعا للكسرة.
وَأما ضِياعٌ فعلى الْقيَاس.
وأضاعَ الرجل: كثرت ضَيْعَتُه.
وَفُلَان أضْيَعُ من فلَان: أَي أَكثر ضِياعا مِنْهُ.
وفشت عَلَيْهِ ضَيْعَتُه: كثر عَلَيْهِ مَاله فَلم يطق خيالته.
وفشت عَلَيْهِ الضَّيْعَةُ: أَخذ فِيمَا لَا يعنيه من الْأُمُور.
والضَّيْعَةُ والضَّياعُ: الإهمال. ضاعَ الشَّيْء ضَيْعَةً وضَياعا
وأضاعَه وضَيَّعَه. وَفِي التَّنْزِيل (وَمَا كَانَ اللهُ
لِيُضِيعَ إيمانكُمْ) وَفِيه (أضاعُوا الصَّلاةَ) جَاءَ فِي
التَّفْسِير انهم صلوها فِي غير وَقتهَا. وَقيل تركوها الْبَتَّةَ.
وَهُوَ أشبه لِأَنَّهُ عَنى بِهِ الْكفَّار، وَدَلِيله قَوْله بعد
ذَلِك (إلاَّ مَنْ تابَ وآمَن) وَقَالَ:
أضاعُوني وأيَّ فَتى أضَاعُوا ... لِيَوْمِ كرِيهَةٍ وسِدَادِ
ثَغْرِ
(2/217)
وَفِي الْمثل " الصَّيف ضيعت اللَّبن "
هَكَذَا يُقَال إِذا خُوطِبَ الْمُذكر والمؤنث والاثنان والجميع،
لِأَن أصل الْمثل إِنَّمَا خُوطِبَ بِهِ امْرَأَة وَكَانَت تَحت
رجل مُوسر فَكَرِهته لكبره فَطلقهَا فَتَزَوجهَا رجل مملق فَبعثت
إِلَى زَوجهَا الأول تستمنحه فَقَالَ لَهَا هَذَا فأجابته: هَذَا
ومذقة خير، فَجرى الْمثل على الأَصْل.
وضاعَ عِيَاله بعده: خلوا من عائل فاختلوا.
والضَّياعُ: الْعِيَال نَفسه. وَفِي الحَدِيث " فَمن ترك ضيَاعًا
فإليَّ " التَّفْسِير للنضر حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
وتركهم بِضَيْعَةٍ ومَضِيعَةٍ ومَضيَعَةٍ.
وَمَات ضِيعَةً وضِيَعا وضَياعا: أَي غير مفتقد.
وتَضَيَّعَتِ الرَّائِحَة: فاحت وانتشرت، كتضوعت.
الْعين وَالصَّاد وَالْيَاء
عَصَاهُ عَصْياً وعِصْيانا ومَعْصِيَةً: لم يطعه، قَالَ
سِيبَوَيْهٍ: لَا يَجِيء هَذَا الضَّرْب على مَفْعِلٍ إِلَّا
وَفِيه الْهَاء، لِأَنَّهُ إِن جَاءَ على مَفْعِلٍ بِغَيْر هَاء
اعتل فعدلوا إِلَى الأخف.
واسْتعْصى عَلَيْهِ الشَّيْء: اشْتَدَّ، كَأَنَّهُ من الْعِصْيَان.
أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
عَلِقَ الفُؤَادُ بِرَيِّقِ الجَهْلِ ... فأبَرَّ واسْتَعْصَى على
الأهْلِ
والعاصي: الفصيل إِذا لم يتبع أمه لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ يعصيها.
وعِرق عاصٍ: لَا يَنْقَطِع دَمه، كَمَا قَالُوا: عاند، كَأَنَّهُ
يَعْصِي فِي الِانْقِطَاع الَّذِي يَبْغِي مِنْهُ.
وعصَيْتُه بالعصا وعَصِيتُه: ضَربته، كِلَاهُمَا لُغَة فِي
عصَوتُهُ، وَإِنَّمَا حكمناه على ألف الْعَصَا فِي هَذَا الْبَاب
إِنَّهَا يَاء لقَولهم عَصَيْتُه بِالْفَتْح، فَأَما عَصِيتُه
فَلَا حجَّة فِيهِ، لِأَنَّهُ قد يكون من بَاب شقيت وغبيت، فَإِذا
كَانَ كَذَلِك فلامه وَاو، وَالْمَعْرُوف فِي كل ذَلِك عصَوْته.
وعَصَى الطَّائِر يَعْصِي طَار، قَالَ الطرماح:
تُعِيرُ الرّيحَ مَنْكِبَها وتَعْصِي ... بأحْوَذَ غَيرِ مختلِفِ
النَّباتِ
(2/218)
وَابْن أبي عاصية من شعرائهم، ذكره ثَعْلَب
وَأنْشد لَهُ شعرًا فِي معن بن زَائِدَة وَغَيره، وَإِنَّمَا
حملناه على الْيَاء لأَنهم قد سموا بضده، وَهُوَ قَوْلهم فِي
الرجل: مُطِيع وَهُوَ مُطِيع بن إِيَاس، وَلَا عَلَيْك من
اخْتِلَافهمَا بالذكرية والإناثية، لِأَن الْعلم فِي الْمُذكر
والمؤنث سَوَاء فِي كَونه علما.
مقلوبه: (ع ي ص)
العِيصُ: منبت خِيَار الشّجر.
والعِيصُ: الأَصْل. وَفِي الْمثل: " عيصك مِنْك وَإِن كَانَ أشباً
" مَعْنَاهُ أصلك مِنْك وَإِن كَانَ غير صَحِيح. وَمَا أكْرم
عِيصَه، وهم آباؤه وأعمامه وأخواله وَأهل بَيته، قَالَ:
فَمَا شَجراتُ عِيصِك فِي قُرَيْشٍ ... بِعَشَّاتِ الفُروعِ وَلَا
ضَوَاحِي
والعِيصُ: السدر الملتف الأُصول، وَقيل: الشّجر الملتف النَّابِت
بعضه فِي أصُول بعض، تكون من الْأَرَاك وَمن السدر وَالسّلم
والعوسج والنبع. وَقيل: هُوَ جمَاعَة الشّجر ذِي الشوك. وَجمع كل
ذَلِك أعياص.
وأعْياص قُرَيْش: كرامهم.
وَجِيء بِهِ من عِيصِكَ: أَي من حَيْثُ كَانَ.
وعِيصٌ ومَعِيصٌ رجلَانِ من قُرَيْش.
وعِيصُو بن إِسْحَاق عَلَيْهِ السَّلَام أَبُو الرّوم.
وَأَبُو العِيصِ كنية.
والعَيْصاءُ: الشدَّة، كالعَوْصاءِ، وَهِي قَليلَة، وَأرى الْيَاء
معاقبة.
مقلوبه: (ص ي ع)
صِعْتُ الْغنم: فرقتها.
وصِعْتُ الْقَوْم: حملت بَعضهم على بعض.
وتَصَيَّعَ المَاء: اضْطربَ على وَجه الأَرْض، وَالسِّين أَعلَى.
الْعين وَالسِّين وَالْيَاء
عَسَى: طمع وإشفاق، وَهُوَ من الْأَفْعَال غير المتصرفة.
(2/219)
وعَسَيْتُ أَن أفعل كَذَا وعَسِيتُ: قاربت،
وَالْأولَى أَعلَى. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يُقَال عَسَيْت
الفِعْلَ وَلَا عَسَيْتُ للْفِعَلِ. قَالَ: أعلم انهم لَا يستعملون
عَسَى فعلك، استغنوا بِأَن تفعل عَن ذَلِك. كَمَا اسْتغنى أَكثر
الْعَرَب بعَسَى عَن أَن يَقُولُوا: عَسَيا وعَسَوْا، وبلو انه
ذَاهِب عَن لَو ذَهَابه. وَمَعَ هَذَا إِنَّهُم لم يستعملوا
الِاسْم الَّذِي فِي مَوْضِعه يفعل فِي عَسى وَكَاد، يَعْنِي انهم
لَا يَقُولُونَ: عَسَى فَاعِلا وَلَا كَاد فَاعِلا، فنرى هَذَا من
كَلَامهم للاستغناء بالشَّيْء عَن الشَّيْء. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ:
عَسى أَن تفعل كَقَوْلِك دنا أَن تفعل. وَقَالُوا: عَسى الغوير
أبؤسا، أَي كَانَ الغوير أبؤسا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.
وَعَسَى فِي الْقُرْآن من الله جلّ ثَنَاؤُهُ وَاجِب كَقَوْلِه
(فَعَسَى اللهُ أنْ يأتَي بالفَتْح) وَقد أَتَى الله بِهِ.
وَقَالَ: عَسى: كلمة تكون للشَّكّ وَالْيَقِين. قَالَ:
ظَنِّي بِهِمْ كعَسَى وَهُمْ بِتَنُوفَةٍ ... يَتنازعون جَوَانِبَ
الأمثالِ
وَهُوَ عَسى أَن يفعل كَذَا وعسٍ: أَي خليق. وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي: وَلَا يُقَال: عساً.
وَمَا أعْساه وأعْسِ بِهِ وأعْسِ بِأَن يفعل. وعَلى هَذَا وَجه
الْفَارِسِي قِرَاءَة نَافِع (فهَل عَسِيتُم) قَالَ: لأَنهم قد
قَالُوا: هُوَ عس بذلك، وَمَا أعساه وأعس بِهِ فَقَوله عس يُقَوي
عسيتم أَلا ترى أَن عس كحر وشج، وَقد جَاءَ فَعَلَ وفَعِلَ فِي
نَحْو ورى الزند وورى فَكَذَلِك عَسِيتم وعَسَيْتُم، فَإِن أسْند
الْفِعْل إِلَى ظَاهر فَقِيَاس عَسِيْتُمُ أَن يَقُول فِيهِ عَسِىَ
زيد مثل رضى، وَإِن لم يقلهُ فسائغ لَهُ أَن يَأْخُذ باللغتين
فيستعمل إِحْدَاهَا فِي مَوضِع دون الْأُخْرَى كَمَا فعل ذَلِك فِي
غَيرهَا، وَحكى اللحياني عَن الْكسَائي: بالعَسَى أَن يفعل، قَالَ:
وَلم أسمعهم يصرفونها مصرف أخواتها، يَعْنِي بأخواتها حرى وبالحرى
وَمَا شاكلها.
وَهَذَا الْأَمر مَعْساةٌ مِنْهُ أَي مخلقة. وَإنَّهُ لمعساةٌ أَن
يفعل، يكون للمذكر والمؤنث والاثنين وَالْجمع بِلَفْظ وَاحِد.
وعَسَى بِمَنْزِلَة كَانَ لم تسْتَعْمل إِلَّا فِي الْمثل السائر
وَهُوَ قَوْلهم: " عَسَى الغوير أبؤسا " حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.
مقلوبه: (ع ي س)
العَيْسُ مَاء الْفَحْل، وَقيل ضرابه. عاس الْفَحْل النَّاقة
عَيْسا: ضربهَا.
(2/220)
والعِيسُ والعِيْسَةُ: بَيَاض يخالطه شَيْء
من شقرة، وَقيل: هُوَ لون أَبيض مشرب صفاء فِي ظلمَة خُفْيَة وَهِي
فُعْلَةٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الألوان فِعْلَةٌ وَإِنَّمَا كسرت
لتصح الْيَاء كبيص.
وجمل أعْيسُ وناقة عَيْساءُ وظبي أعْيَسُ فِيهِ أدمة وَكَذَلِكَ
الثور، قَالَ:
وعَانَقَ الظِّلَّ الشَّبُوبُ الأعْيَسُ
وَقيل: العِيسُ: الْإِبِل تضرب إِلَى الصُّفْرَة رَوَاهُ ابْن
الْأَعرَابِي وَحده.
والعَيْساءُ: الجرادة الْأُنْثَى.
وعَيْساءُ: اسْم جدة غَسَّان السليطي، قَالَ جرير:
أساعِيَةٌ عَيْساءُ والضَّأنُ حُفَّلٌ ... فَما حاولَتْ عَيْساءُ
أمْ مَا عذيرُها
وَعِيسَى اسْم الْمَسِيح صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ
سِيبَوَيْهٍ: عِيسَى فِعْلى، وَلَيْسَت أَلفه للتأنيث، وَإِنَّمَا
هُوَ أعجمي، وَلَو كَانَت أَلفه للتأنيث لم ينْصَرف فِي النكرَة،
وَهُوَ ينْصَرف فِيهَا، قَالَ: أَخْبرنِي بذلك من أَثِق بِهِ،
يَعْنِي بصرفه فِي النكرَة. وَالنّسب إِلَيْهِ عِيسِىّ.
مقلوبه: (س ع ي)
السَّعْيُ: عَدو دون الشد، سَعَى يَسْعَى سَعْيا.
والسَّعْيُ: الْقَصْد، وَبِذَلِك فسر قَوْله تَعَالَى (فاسْعوْا
إلىَ ذِكْرِ الله) وَلَيْسَ من السَّعْيِ الَّذِي هُوَ الْعَدو،
وَقَرَأَ ابْن مَسْعُود (فامْضُوا إِلَى ذِكْرِ الله) وَقَالَ: لَو
كَانَت فَاسْعَوْا لسعيت حَتَّى يسْقط رِدَائي.
والسَّعْيُ: الْكسْب، وكل عمل من خير أَو شَرّ: سَعْيٌ. وَالْفِعْل
كالفعل. وَفِي التَّنْزِيل (لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى)
.
وسَعَى لَهُم وَعَلَيْهِم: عمل لَهُم وَكسب.
وأسْعَى غَيره: جعله يَسْعَى، وَقد روى بَيت أبي خرَاش:
أبْلِغْ عليًّا أطالَ اللهُ ذُلَّهُمُ ... إِن البُكَيرَ الذِي
أسْعَوْا بِهِ هَمَلُ
أسْعَوْا وأشْعَوْا.
وَقَوله تَعَالَى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) أَي أدْرك
مَعَه الْعَمَل: قَالَ
(2/221)
الزّجاج: يُقَال إِنَّه كَانَ قد بلغ فِي
ذَلِك الْوَقْت ثَلَاث عشرَة سنة.
والمَسْعاةُ: المكرمة والمعلاة فِي أَنْوَاع الْمجد.
ساعاهُ فَسَعاهُ - يَسْعِيه: أَي كَانَ أسعى مِنْهُ وسَعَى
الْمُصدق سِعايةً: مَشى لأخذ الصَّدَقَة فقبضها من الْمُصدق قَالَ:
سَعَى عِقالاً فَلم يَترُكْ لَنا سَبَداً ... فَكيف لَو قَدْ سَعَى
عَمْرٌو عِقالَينِ
وسَعَى عَلَيْهَا كعمل عَلَيْهَا، وَقد تقدم.
وسعى بِهِ يَسْعى سِعايةً: وشى.
واستَسْعَى العَبْد: كلفه من الْعَمَل مَا يُؤَدِّي بِهِ عَن نَفسه
إِذا أُعتق بعضه ليعتق بِهِ مَا بَقِي. والسِّعايَةُ: مَا كُلف من
ذَلِك.
وسَعَتِ الْأمة: بَغت.
وساعَى الْأمة: طلبَهَا للبغاء، وَعم ثَعْلَب بِهِ الأمَةَ والحرة،
وَأنْشد للأعشى:
ومِثِلكِ خَوْدٍ بادنٍ قَدْ طَلَبْتُها ... وساعَيْتُ مَعْصِياًّ
إلَيْها وُشاتُها
وَقيل: لَا تكون المساعاةُ إِلَّا فِي الْإِمَاء وخصصن بالمُساعاةِ
دون الْحَرَائِر لِأَنَّهُنَّ كن يسعين على مواليهن فيكسبن لَهُم
بضرائب كَانَت عَلَيْهِنَّ.
وسَعْيَا - مَقْصُور - اسْم مَوضِع، قَالَ ابْن جني: سَعْيَا من
الشاذ عِنْدِي عَن الْقيَاس نَظَائِره، وَقِيَاسه سَعْوَى،
وَذَلِكَ أَن فَعْلى إِذا كَانَت اسْما مِمَّا لامه يَاء فَإِن
ياءه تقلب واوا للْفرق بَين الِاسْم وَالصّفة، وَذَلِكَ نَحْو
الشَّروى والبقوى والتَّقوى. فَسَعْيَا إِذا شاذَّة فِي خُرُوجهَا
على الأَصْل كَمَا شذت القصوى وحزوى. وَقَوْلهمْ خُذ الْحَلْوَى
وأعطه المُرَّى، على انه قد يجوز أَن تكون سَعْيَا فَعْلَلاً من
سَعَيْتُ إِلَّا انه لم يصرفهُ لِأَنَّهُ علقه على الْموضع علما
مؤنثا.
وسِعْيَا لُغَة فِي شِعْيَا، وَهُوَ اسْم نَبِي من أَنْبيَاء بني
إِسْرَائِيل.
مقلوبه: (س ي ع)
السَّيْعُ: المَاء الْجَارِي على وَجه الأَرْض، وَقد انْساعَ.
وانْساع الجمد: ذاب وسال.
(2/222)
وساعَ المَاء والسراب سَيْعا وسُيُوعا
وتَسَيَّعَ كِلَاهُمَا: اضْطربَ على وَجه الأَرْض - وَقد تقدم فِي
الصَّاد - وسراب أسْيَعُ قَالَ:
فَهُنَّ يَخْبِطْنَ السَّرابَ الأسْيَعا
وَقيل: أفْعَلُ هُنَا للمفاضلة.
والسِّيَاعُ والسَّيَاعُ: الطين. وَقيل: الطين بالتبن، الْأَخِيرَة
عَن كرَاع. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: السَّيَاعُ: الطين الَّذِي يطين
بِهِ إِنَاء الْخمر. وَأنْشد لرجل من بني ضبة:
فَباكَرَ مَخْتُوما عَلَيْهِ سَيَاعُهُ ... هَذاذَيْك حَتَّى
أنْفَذَ الدَّنَّ أجمعا
وَقد تقدم تَفْسِير هذاذيك.
وسَيَّعَ الْمَكَان: طيَّنه بالسَّيَاعِ.
والمِسْيَعَةُ: خَشَبَة ملساء يطيَّن بهَا.
وسَيَّعَ الحبَّ طيَّنه بطين أَو جص.
وسَيَّعَ الزِّقَّ والسَّفينة: طلاهما بالقار طليا رَقِيقا.
والسَّيَاعُ: الزفت. قَالَ:
كَأنَّها فِي سَياعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ
وَقيل: إِنَّمَا شبَّه الزّفت بالطِّين. والقنديد هُنَا: الورس.
وساعَ الشَّيْء يَسِيعُ: ضَاعَ. وأساعَهُ هُوَ قَالَ سُوَيْد بن
كَاهِل الْيَشْكُرِي:
وكَفاني اللهُ مَا فِي نَفْسِهِ ... ومَتى مَا يَكْفِ شَيئا لَا
يُسَعْ
أَي لَا يضع.
وناقة مِسْياعٌ: تصبر على الإساعَةِ والجفاء وَمن الإتباع ضائع
سائعٌ، ومضيع، مُسِيعٌ ومضياع مِسْياعٌ. قَالَ:
(2/223)
وَيْلُ أمّ أجْيادَ شاةٍ شاةِ ممْتَنحٍ ...
أبيِ عِيالٍ قَليلِ الوَفْرِ مِسْياعِ
أجْيادُ: اسْم شَاة وتَسَيَّعَ البقل: هاج.
وأساعَ الرَّاعِي الْإِبِل فَساعَتْ: أساءَ حفظهَا فَضَاعَت.
وَرجل مِسْياعٌ: مِضْياعٌ والسَّيَاعُ: شجر البان.
مقلوبه: (ي س ع)
اليَسَعُ: اسْم مَعْرُوف أعجمي.
الْعين والزاء وَالْيَاء
العَزَاءُ: الصَّبْر. وَقيل: حسنه. عَزِىَ عَزَاءً فَهُوَ عَزٍ.
وعَزَّاهُ تَعْزِيَةً - على الْحَذف والعوض - قَالَ سِيبَوَيْهٍ:
لَا يجوز غير ذَلِك. قَالَ أَبُو زيد: الْإِتْمَام أَكثر فِي
لِسَان الْعَرَب يَعْنِي التَّفْعِيلَ من هَذَا النَّحْو،
وَإِنَّمَا ذكرت هَذَا ليعلم طَرِيق الْقيَاس. وَقيل عزَّيْتُه من
بَاب تظنَّيت، وَقد تقدم تَعْلِيله.
وتَعازَى الْقَوْم: عَزَّى بَعضهم بَعْضًا. عَن ابْن جني.
والتَّعْزُوَةُ: العَزَاءُ. حَكَاهُ ابْن جني عَن أبي زيد اسْم لَا
مصدر لِأَن تَفْعُلَة لَيست من أبنية المصادر، وَالْوَاو هُنَا
يَاء وَإِنَّمَا انقلبت للضمة قبلهَا كَمَا قَالُوا الفتوة.
وعَزَاهُ إِلَى أَبِيه عَزْيا: نسبه. وَإنَّهُ لحسن العِزْيَةِ،
عَن اللحياني.
واعْتزَى هُوَ وتَعَزَّى: انتسب.
والاعْتِزَاءُ: الادعاء والشعار فِي الْحَرْب، مِنْهُ.
والاعْتِزَاءُ: الانتماء.
وَأهل الشِّحر يَقُولُونَ: يَعْزِى مَا كَانَ كَذَا، كَمَا نقُول
نَحن: لعمري لقد كَانَ كَذَا. ويَعْزِيكَ مَا كَانَ كَذَا.
وَقَالَ بَعضهم: عَزْوِى كَأَنَّهَا كلمة يتلطف بهَا. وَقيل:
بِعِزّي. وَقد تقدم فِي الثنائي.
الْعين وَالْيَاء والطاء
العَيَطُ: طول الْعُنُق. رجل أعْيَط وَامْرَأَة عَيْطاءُ، وناقة
عيطاءُ كَذَلِك.
(2/224)
وهضبة عَيْطاءُ: مُرْتَفعَة.
وَقصر أعْيَطُ: منيف، وعزٌّ أعْيَطُ كَذَلِك على الْمثل، قَالَ
أُميَّة:
نَحْنُ ثَقِيفٌ عِزُّنا مَنِيعُ ... أعْيَطُ صَعْبُ المُرْتَقى
رَفِيعُ
وَرجل أعْيَطُ: أبي مُمْتَنع، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:
وَلَا يَشْعُرُ الرُّمْحُ الأصَمُّ كُعُوبُه ... بِثَرْوَةِ رَهْطِ
الأعْيَطِ المُتظَلِّمِ
المتظلم هُنَا: الظَّالِم. وتوصف بذلك حمر الْوَحْش. وَقيل:
الأعيط: الطَّوِيل الرَّأْس والعنق وَهُوَ سمج.
وعاطَتِ النَّاقة تَعِيطُ عِياطا وتَعَيَّطَتْ واعْتاطَتْ: لم تحمل
سِنِين من غير عقر، وَهِي عائِطٌ من إبل عُيَّطٍ وعِيطٍ وعِيطاتٍ
وعُوطٍ، الْأَخِيرَة على من قَالَ رسل. وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة
والعنز، وَرُبمَا كَانَ اعْتِياطُ النَّاقة من كَثْرَة شحمها
وَقَالُوا: عائِطُ عِيطٍ وعُوطٍ وعُوطَطٍ. فبالغوا بذلك.
والعُوطَطُ عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسْم فِي معنى الْمصدر قلبت فِيهِ
الْيَاء واوا، وَلم تجْعَل بِمَنْزِلَة بيض حَيْثُ خرجت إِلَى
مثالها هَذَا وَصَارَت إِلَى أَرْبَعَة أحرف وَكَأن الِاسْم هُنَا
لَا تحرّك ياؤه مَا دَامَ على هَذِه الْعدة. وَأنْشد:
مُظاهِرَةً نَيًّا عَتِيقا وعُوطَطا ... فَقَدْ أحكما خَلْقا لَهَا
مُتَبايِنا
والعائِطُ من الْإِبِل: البكرة الَّتِي أدْرك إِنَّا رَحمهَا فَلم
تلقح، وَقد اعْتاطتْ رَحمهَا.
والعائط من الْغنم: الَّتِي أُنْزي عَلَيْهَا فَلم تحمل، وَقد
اعْتاطَتْ. وَهِي مُعْتاطٌ، وَالِاسْم العُوطة والعُوطَطُ.
والتَّعَيُّطُ: أَن يَنْبع حجر أَو عود فَيخرج مِنْهُ شبه مَاء
فيصمغ أَو يسيل.
وتَعَيَّطَتِ الذفرى بالعرق: سَالَتْ قَالَ:
تَعَيَّطُ ذِفْرَاها بِجَوْنٍ كَأنَّهُ ... كُحَيْلٌ جرَى من
قُنْفُذِ اللِّيت نابعُ
وعِيطِ عِيطِ: كلمة يُنَادى بهَا عِنْد السكر أَو الْغَلَبَة. وَقد
عَيَّطَ.
(2/225)
ومَعْيَطُ: مَوضِع، قَالَ سَاعِدَة بن
جؤية:
هَلِ اقْتَني حَدثَانُ الدَّهْرِ مِنْ أحَدٍ ... كانُوا بمَعْيَطَ
لَا وَخْشٍ وَلَا قَزَمِ
" كَانُوا " فِي مَوضِع النَّعْت لأحد أَي هَل أبقى حدثان الدَّهْر
وَاحِدًا من أنَاس كَانُوا هُنَاكَ. قَالَ ابْن جني: مَعْيَطٌ
مَفْعَلٌ من لفظ عَيْطاء واعْتاطَتْ إِلَّا انه شَذَّ، وَكَانَ
قِيَاسه الإعلال مَعاطٌ كمقام ومَباعٍ غير أَن هَذَا الشذوذ فِي
الْعلم أسهل مِنْهُ فِي الْجِنْس. وَنَظِيره مَرْيَم ومكوزة.
مقلوبه: (ي ع ط)
يَعاطِ: زجرك الذِّئْب وَغَيره. أنْشد ثَعْلَب فِي صفة إبل:
وقُلُصٍ مُقَوَّرَةِ الألْياطِ
باتَتْ عَلى مُلَحَّبٍ أطَّاطِ
تَنْجُو إِذا قِيلَ لَهَا يَعاطِ
وَقد أيْعَطَ بِهِ ويَعَّطَ وياعَطَه.
ويَعاطِ وياعاطِ، كِلَاهُمَا: زجر لِلْإِبِلِ قَالَ:
تَنْجُو إِذا قيلَ لَهَا يَعاطِ
ويروى: ياعاطِ.
وَقيل يَعاطِ: كلمة ينذر بهَا الرَّقِيب أَهله إِذا رأى جَيْشًا،
قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:
فَهذَا ثَمَّ قَدْ عَلِمُوا مَكاني ... إِذا قالَ الرَّقِيبُ أَلا
يَعاطِ
مقلوبه: (ط ي ع)
الطَّيْعُ: لُغَة فِي الطَّوْعِ، معاقبة.
الْعين وَالدَّال وَالْيَاء
العَيْدَانَة: أطول مَا يكون من النّخل، وَلَا تكون عيْدانَةً
حَتَّى يسْقط كربها كُله وَيصير جذعها اجرد من أَعْلَاهُ إِلَى
أَسْفَله، عَن أبي حنيفَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: هِيَ كالرقلة.
مقلوبه: (ي د ع)
(2/226)
الأيْدَعُ: صبغ أَحْمَر: وَقيل هُوَ خشب
البقم، وَقيل: هُوَ دم الْأَخَوَيْنِ. وَقيل: هُوَ الزَّعْفَرَان.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ صبغ أَحْمَر يُؤْتى بِهِ من سقطرى
جَزِيرَة الصَّبْر السقطري وَقد يَدَّعْتُه.
وأيْدَعَ الْحَج: أوجبه، قَالَ جرير:
وربَّ الرَّاقِصَات إِلَى المَنايا ... بِشُعْثٍ أيْدَعوا حَجًّا
تَماما
فَأَما قَول رؤبة:
كَمَا اتَّقي مُحْرِمُ حَجٍّ أيْدَعا
فَقيل عَنى بالأيْدَعِ الزَّعْفَرَان، لِأَن الْمحرم يَتَّقِي
الطّيب. وَقيل: أَرَادَ: أوجب حجا على نَفسه.
الْعين وَالتَّاء وَالْيَاء
عَتَيْتُ لُغَة فِي عَتَوْتُ.
مقلوبه: (ت ي ع)
التَّيْعُ مَا يسيل على وَجه الأَرْض من جمد ذائب وَنَحْوه.
وَشَيْء تائعٌ: مائعٌ.
وتاعَ المَاء يَتِيع تَيْعا وتَوْعا - الْأَخِيرَة نادرة -
وتَتَيَّعَ كِلَاهُمَا: انبسط على وَجه الأَرْض.
وأتاعَ الرجل: قاء. قَالَ الْقطَامِي:
فَظلَّتْ تَعْبِطُ الأيْدِي كلُوماً ... تَمُجُّ عُرُوقُها عَلَقا
مُتاعا
وتَاعَ السنبل: يبس بعضه وَبَعضه رطب.
والتَّتَّايُع فِي الشَّيْء وعَلى الشَّيْء: التهافت فِيهِ
والمتابعة عَلَيْهِ والإسراع إِلَيْهِ، وَفِي حَدِيثه صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا يحملكم على أَن تَتايَعُوا فِي الْكَذِب
كَمَا تَتايَعُ الْفراش فِي النَّار " وَمِنْه قَول الْحسن بن
عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا " إِن عليا أَرَادَ أمرا فتتايعت
عَلَيْهِ الْأُمُور " يَعْنِي فِي أَمر الْجمل.
(2/227)
والتَّتايُعُ فِي الشَّرّ كالتَّتابُعِ فِي
الْخَيْر.
وتَتايَعَ الرجل: رمى بِنَفسِهِ فِي الْأَمر سَرِيعا.
وتتايَعَ الحيران: رمى بِنَفسِهِ فِي الْأُمُور من غير تثبت.
وتتايع الْجمل فِي مَشْيه: إِذا حرك ألواحه حَتَّى تكَاد تنفك.
والتِّيَعةُ: الْأَرْبَعُونَ من غنم الصَّدَقَة، وَقيل:
التِّيعَةُ: الْأَرْبَعُونَ من الْغنم من غير أَن تخص بِصَدقَة
وَلَا غَيرهَا.
الْعين والظاء وَالْيَاء
العَظايَةُ على خلقَة سَام أبرص أُعيظم مِنْهَا شَيْئا، والعظاءة
لُغَة، والجميع عظايا وعظاء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنَّمَا همزت
عظاءة وَإِن لم يكن حرف الْعلَّة فِيهَا طرفا لأَنهم جَاءُوا
بِالْوَاحِدِ على قَوْلهم فِي الْجَمِيع عظاء. قَالَ ابْن جني
وَأما قَوْلهم عظاءة وعباءة وصلاءة فقد كَانَ يَنْبَغِي لما لحقت
الْهَاء آخرا وَجرى الْإِعْرَاب عَلَيْهَا وقويت الْيَاء ببعدها
عَن الطّرف أَن لَا تهمز وَأَن لَا يُقَال إِلَّا عظاية وعباية
وصلاية فَيقْتَصر على التَّصْحِيح دون الإعلال، وَأَن لَا يجوز
فِيهِ الْأَمْرَانِ كَمَا اقْتصر فِي نِهَايَة وغباوة وشقاوة
وسعاية ورماية على التَّصْحِيح دون الإعلال إِلَّا أَن الْخَلِيل
رَحمَه الله قد علل ذَلِك فَقَالَ: انهم إِنَّمَا بنوا الْوَاحِد
على الْجمع فَلَمَّا كَانُوا يَقُولُونَ عظاء وعباء وصلاء فيلزمهم
إعلال الْيَاء لوقوعها طرفا أدخلُوا الْهَاء وَقد انقلبت اللَّام
همزَة فَبَقيت اللَّام معتلة بعد الْهَاء كَمَا كَانَت معتلة
قبلهَا. قَالَ: فَإِن قيل أَو لست تعلم أَن الْوَاحِد أقدم فِي
الرُّتْبَة من الْجمع وَأَن الْجمع فرع على الْوَاحِد؟ فَكيف جَازَ
للْأَصْل وَهُوَ عظاءة أَن يَبْنِي على الْفَرْع وَهُوَ عظاء؟ وَهل
هَذَا إِلَّا كَمَا عابه أَصْحَابك على الْفراء وَقَوله: إِن
الْفِعْل الْمَاضِي إِنَّمَا بني على الْفَتْح لِأَنَّهُ حمل على
التَّثْنِيَة فَقيل ضرب لقَولهم ضربا؟ فَمن أَيْن جَازَ للخليل أَن
يحمل الْوَاحِد على الْجمع، وَلم يجز للفراء أَن يحمل الْوَاحِد
على التَّثْنِيَة؟ فَالْجَوَاب: أَن الِانْفِصَال من هَذِه
الزِّيَادَة يكون من وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن بَين الْوَاحِد
وَالْجمع من المضارعة مَا لَيْسَ بَين الْوَاحِد والتثنية. أَلا
تراك تَقول: قصر وقصور وقصراً وقصوراً وَقصر وقصور فتعرب الْجمع
إِعْرَاب الْوَاحِد وتجد حرف إِعْرَاب الْجمع حرف إِعْرَاب
الْوَاحِد وَلست تَجِد فِي التَّثْنِيَة شَيْئا من ذَلِك إِنَّمَا
هُوَ قصران أَو قَصْرَيْنِ. فَهَذَا مَذْهَب غير مَذْهَب قصر وقصور
أَو لَا ترى إِلَى الْوَاحِد تخْتَلف مَعَانِيه كاختلاف مَعَاني
الْجمع؟ لِأَنَّهُ قد كَون جمع أَكثر من جمع كَمَا يكون الْوَاحِد
مُخَالفا للْوَاحِد فِي أَشْيَاء كَثِيرَة وَأَنت لَا تَجِد هَذَا
إِذا ثنيت إِنَّمَا تنتظم التَّثْنِيَة مَا فِي الْوَاحِد
الْبَتَّةَ وَهِي
(2/228)
لضرب من الْعدَد الْبَتَّةَ لَا يكون
اثْنَان أَكثر من اثْنَيْنِ كَمَا تكون جمَاعَة أَكثر من جمَاعَة.
هَذَا هُوَ الْأَمر الْغَالِب وَإِن كَانَت التَّثْنِيَة قد يُرَاد
بهَا فِي بعض الْمَوَاضِع أَكثر من الِاثْنَيْنِ فَإِن ذَلِك
قَلِيل لَا يبلغ اخْتِلَاف أَحْوَال الْجمع فِي الْكَثْرَة والقلة
فَلَمَّا كَانَت بَين الْوَاحِد وَالْجمع هَذِه النِّسْبَة وَهَذِه
المقاربة جَازَ للخليل أَن يحمل الْوَاحِد على الْجمع، وَلما بعد
الْوَاحِد من التَّثْنِيَة فِي مَعَانِيه ومواقعه لم يجز للفراء
أَن يحمل الْوَاحِد على التَّثْنِيَة كَمَا حمل الْخَلِيل
الْوَاحِد على الْجَمَاعَة.
وَقَالَت أعرابية لمولاها وَقد ضربهَا: رماك الله بداء لَيْسَ لَهُ
دَوَاء إِلَّا أَبْوَال العظاء. وَذَلِكَ مَا لَا يُوجد.
وعظاهُ الشَّيْء: ساءَه. وَمن أمثالهم " طلبت مَا يلهيني فَلَقِيت
مَا يعظيني " أَي: مَا يسوءني أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
ثمَّ تُغادِيكِ بِمَا يَعْظِيكِ
وعَظِىَ: هَلَكَ.
والعَظاءَةُ: بِئْر بعيدَة القعر عذبة بالمضجع بَين رمل السُّرَّة
وبيشة. عَن الهجري.
الْعين والذال وَالْيَاء
العِذْىَ: الْموضع الَّذِي ينْبت فِي الصَّيف والشتاء بِغَيْر نبع.
والعِذْىُ: الزَّرْع الَّذِي لَا يسقى إِلَّا من مَاء الْمَطَر
لبعده من الْمِيَاه، وَكَذَلِكَ النّخل. وَقيل: العِذْىُ من
النّخل: مَا سقته السَّمَاء. والبعل: مَا شرب بعروقه من عُيُون
الأَرْض من غير سَمَاء وَلَا سقِِي. وَقيل: العِذْىُ: البعل نَفسه.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العِذْىُ: كل بلد لَا حمض فِيهِ.
وإبل عَوَاذٍ: إِذا كَانَت فِي مرعى لَا حمض فِيهِ. فَإِذا أفردت
قلت: إبل عاذِيَةٌ. وَلَا أعرف معنى هَذَا. وَذهب ابْن جني إِلَى
أَن يَاء عِذْىٍ بدل من وَاو لقَولهم أرضون عذوات. فَإِن كَانَ
ذَلِك فبابه الْوَاو. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إبل عاذِيَةٌ
وعَذَوِيَّةٌ: ترعى الخُلَّةَ.
والعِذْىُ: مَوضِع بالبادية.
مقلوبه: (ع ي ذ)
العَيْذَانُ: السَّيئ الْخلق وَمِنْه قَول تماضر امْرَأَة زُهَيْر
بن جزيمة لأَخِيهَا الْحَارِث: لَا يَأْخُذن فِيك مَا قَالَ
زُهَيْر فَإِنَّهُ رجل بَيْذَارَةٌ عَيْذانُ شَنُوءَةٌ.
(2/229)
مقلوبه: (ذ ي ع)
ذاعَ الشَّيْء يَذِيع ذَيْعا وذَيَعانا: فَشَا.
وأذاعه وأذَاع بِهِ. وَفِي التَّنْزِيل (أذَاعُوا بِهِ) .
وَرجل مِذْياعٌ: لَا يَسْتَطِيع كتم خبر.
وأذَاعَ بالشَّيْء: ذهب.
وأذاعتِ الْإِبِل بِمَا فِي الْحَوْض: شربته، وَكَذَلِكَ النَّاس،
وَهُوَ من ذَلِك.
الْعين والثاء وَالْيَاء
عَثِىَ فِي الأَرْض عُثِياًّ وعِثِيًّا وعَثَيانا، وعَثا يَعْثَي -
عَن كرَاع نَادِر - كل ذَلِك: أفسد. وَقَالَ كرَاع: عَثا يَعْثَي
مقلوب من عاثَ يَعِيثُ. فَكَانَ يجب على هَذَا يعَثْيِ إِلَّا
أنَّه نَادِر، وَالْوَجْه عَثِىَ فِي الأَرْض يَعْثَى، وَفِي
التَّنْزِيل (ولَا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدينَ) .
والأعْثى: الأحمق الثقيل. لامه يَاء لقَولهم فِي جمعه عُثْىٌ.
والعِثْيانُ: الذّكر من الضباع.
مقلوبه: (ع ي ث)
عاثَ يَعِيثُ عَيْثا وعُيُوثا وعَيَثانا: أفسد وَأخذ بِغَيْر رفق.
وَقَالَ اللحياني: عَثِىَ لُغَة أهل الْحجاز وَهِي الْوَجْه. وعاثَ
لُغَة بني تَمِيم، قَالَ: وهم يَقُولُونَ: (ولَا تَعِيُثوا فِي
الأرْض) وَحكى السيرافي: رجل عَيْثان: مُفسد، وَامْرَأَة عَيْثَى.
وَقد مثل سِيبَوَيْهٍ بِصِيغَة الْأُنْثَى وَقَالَ: صحَّت الْيَاء
فِيهَا لسكونها وانفتاح مَا قبلهَا.
وعاثَ فِي مَاله: أسْرع إِنْفَاقه.
وعيَّثَ فِي السنام بالسكين: أثر، قَالَ:
فعيَّثَ فِي السَّنام غَدَاةَ قُرٍّ ... بِسِكِّينٍ مُوَثَّقَةِ
النِّصابِ
والتَّعْيِيثُ: إِدْخَال الْيَد فِي الكنانة يطْلب سَهْما. قَالَ
أَبُو ذُؤَيْب:
وبَدَا لهُ أقْرابُ هَذا رَائِغا ... عنهُ فَعَيَّثَ فِي
الكِنانَةِ يُرْجعُ
والتعْيِيث: طلب الْأَعْمَى الشَّيْء. وَهُوَ أَيْضا: طلب المبصر
إِيَّاه فِي الظلمَة. وَعند
(2/230)
كرَاع التغييث بالغين مُعْجمَة.
والعَيْثَةُ: أَرض على الْقبْلَة من العامرية. وَقيل: هِيَ رمل من
تكريت: ويروى بَيت الْقطَامِي:
سمعْتُها ورِعانُ الطَّوْدِ مُعْرِضَةٌ ... من دُونِها وكَثيبُ
العَيْثَةِ السَّهِلُ
والأعرف: وكَثيب الغَيْثَةِ.
مقلوبه: (ي ث ع)
ثاعَ المَاء يَثِيعُ ويَثاعُ ثَيْعَا وثَيَعانا: سَالَ.
الْعين وَالرَّاء وَالْيَاء
العُرْىُ: خلاف اللّبْس. عَرِىَ عُرْيا وعُرْيَة وتَعَرَّى،
وأعراهُ وعَرَّاه. وأعراه من الشَّيْء وأعْراهُ إِيَّاه. قَالَ
ابْن مقبل فِي صفة قدح:
بِهِ قُوَبٌ أبْدَى الحَصا عَن مُتُونِه ... سَفاسِقُ أعْراها
اللِّحاء المُشَبِّحُ
وَرجل عُرْيانٌ. وَالْجمع عُرْيانُونَ: وَلَا يكسر وَرجل عارٍ من
قوم عُراةٍ. وَامْرَأَة عُرْيانةٌ وعارٍ وعارِيَةٌ.
وَجَارِيَة حَسَنَة العُرْيَةِ والمُعَرَّى والمُعَرَّاةِ أَي
الْمُجَرّد.
وعَرِىَ الْبدن من اللَّحْم كَذَلِك. قَالَ قيس ابْن ذريح:
وللحُبّ آياتٌ تُبَيِّنُ بالفَتى ... شحُوبا وتَعْرَى منْ يَدَيْهِ
الأشاجعُ
ويروى: " تَبَيَّنُ ... شُحُوبٌ ".
والمعَارِي: مبادي الْعِظَام حَيْثُ ترى من اللَّحْم. وَقيل: هِيَ
الْوَجْه وَالْيَدَانِ وَالرجلَانِ لِأَنَّهَا بادية أبدا. قَالَ
أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ يصف قوما ضربوا فسقطوا على أَيْديهم
وأرجلهم:
مُتَكَوِّرِينَ على المَعارِي بيَنهُمْ ... ضَرْبٌ كَتَعْطاطِ
المَزَادِ الأثجَلِ
ويروى: الأنجل. ومتكورين أَي بَعضهم على بعض. وَقَول الرَّاعِي:
فَإِن تَكُ ساقٌ مِن مُزَيْنَة قَلَّصَتْ ... لقَيْسٍ بِحَرْبٍ لَا
تُجِنُّ المَعارِيا
(2/231)
قيل فِي تَفْسِيره: أَرَادَ الْعَوْرَة
والفرج.
والعُرْيانُ من الرمل: نقى أَو عقد لَيْسَ عَلَيْهِ شجر.
وَفرس عُرْىٌ: لَا سرج عَلَيْهِ. وَالْجمع أعراءٌ. وَلَا يُقَال
رجل عُرْىٌ.
واعْرَوْرَى الْفرس: صَار عُرْيا.
واعْرَوْرَاهُ: رَكبه عُرْيا، وَلَا يسْتَعْمل إِلَّا مرِيدا،
واستعاره تأبط شرا للمهلكة فَقَالَ:
يَظَلُّ بِمَوْماةٍ ويُمْسِي بِغَيِرِها ... جَحِيشا ويَعْرَوْرِى
ظُهُورَ المَهالِكِ
واعْرَوْرَى مني أمرا قبيحا: رَكبه. وَلم يَجِيء فِي الْكَلَام
افْعَوْعَلَ مجاوزا غير اعْرَوْرَيْتُ واحْلَوْلَيْتُ الْمَكَان
إِذا استحليته.
والمُعِرَّى من الْأَسْمَاء: مَا لم يدْخل عَلَيْهِ عَامل
كالمبتدإ.
والمُعَرَّى من الشّعْر: مَا سلم من الترفيل والإذالة والإسباغ.
وعَرَّاه من الْأَمر: خلَّصه وجرَّده.
والمَعارِي: الْمَوَاضِع الَّتِي لَا تنْبت.
والعَرَاءُ: الْمَكَان الفضاء لَا يسْتَتر فِيهِ شَيْء. وَقيل:
الأَرْض الواسعة. وَفِي التَّنْزِيل (فَنَبذناهُ بِالعَراءِ)
وَجمعه أعْراءٌ، قَالَ ابْن جني: كسروا فَعالاً على أفْعال حَتَّى
كَأَنَّهُمْ إِنَّمَا كسروا فَعَلاً، وَمثله جواد وأجواد وعياء
وأعياء.
وأعْرَى: سَار فِيهَا.
والعَرَاءُ: كل شَيْء أُعرى من سترته.
وأعْراءُ الأَرْض: مَا ظهر من متونها. واحدتها عُرٌىْ.
والعَرَى: الْحَائِط. وَقيل: كل مَا ستر من شَيْء: عَرًى.
والعَرَى والعَرَاةُ: الجناب والناحية. وَنزل فِي عراه أَي فِي
ناحيته وَقَوله أنْشدهُ ابْن جني:
أَو مُجْزَ عَنْهُ عَرِيَتْ أعْرَاؤُهُ
فَإِنَّهُ يكون جمع عَرًى من قَوْلك: نزل بِعَراهُ. وَيجوز أَن
يكون جمع عَرَاءٍ وَأَن يكون
(2/232)
جمع عُرْىٍ.
واعْرَوْرَى: سَار فِي الأَرْض وَحده.
وأعْراه النَّخْلَة: وهب لَهُ ثَمَرَة عامها.
والعَرِيَّةُ: النَّخْلَة المُعْراةُ. قَالَ الْأنْصَارِيّ:
لَيست بِسَنْهاءَ وَلَا رُجَّبِيَّة ... ولكنْ عَرَايا فِي
السِّنينَ الجَوَائحِ
والعَرِيَّةُ أَيْضا: الَّتِي تُعزل عَن المساومة عِنْد بيع
النّخل، وَقيل العَرِيَّةُ: النّخل الَّتِي قد أكل مَا عَلَيْهَا.
واسْتَعْرَى النَّاس فِي كل وَجه: أكلُوا الرطب، من ذَلِك.
والمعَارِي الْفرش وَقَول الْهُذلِيّ:
أبيتُ على مَعارِيَ واضِحاتٍ ... بِهنَّ مُلَوَّبٌ كَدَم العِباطِ
قيل عَنى بالمعارِي الْفرش. وَقيل عَنى أَجزَاء جسمها، وَاخْتَارَ
مَعارِيَ على مَعارٍ لِأَنَّهُ آثر إتْمَام الْوَزْن، وَلَو قَالَ
على مَعارٍ لما كسر الْوَزْن لِأَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ يصير من
مُفاعَلَتُنْ إِلَى مَفاعِيلُنْ وَهُوَ العصب، وَمثله قَول
الفرزدق:
فَلَو كَانَ عَبْدُ الله مَوْلىً هَجَوْتُه ... ولكنَّ عبدَ الله
مَوْلى مَوَالِيا
وعَرَيْتُه: أتيتُه. لُغَة فِي عَرْوتُه.
والعُرْيانُ: الْفرس المقلص الطَّوِيل القوائم.
والعُرْيانُ: اسْم رجل.
مقلوبه: (ع ي ر)
العَيْرُ: الْحمار أياً كَانَ. وَقد غلب على الوحشي، وَفِي الْمثل
" إِن ذهب عَيرٌ فَعَيرٌ فِي الرِّبَاط " وَالْجمع أعْيارٌ وعِيارٌ
وعُيُورٌ وعُيُورَةٌ وعِيارَاتٌ. ومَعْيُورَاءُ اسْم للْجمع،
فَأَما قَول الشَّاعِر:
أفِي السِّلْمِ أعْياراً جَفاءً وغِلْظَةً ... وَفِي الحرْبِ
أشْباهَ النِّساءِ العوَارِكِ
(2/233)
فَإِنَّهُ لم يجعلهم أعيارًا على
الْحَقِيقَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُخَاطب قوما، وَالْقَوْم لَا
يكونُونَ أعياراً، وَإِنَّمَا شبههم بهَا فِي الْجفَاء والغلظة،
ونصبه على معنى أتلونون وتنقلون مرّة كَذَا وَمرَّة كَذَا؟ وَأما
قَول سِيبَوَيْهٍ: لَو مثلت الأعيار فِي الْبَدَل من اللَّفْظ
بِالْفِعْلِ لَقلت أتعيرون إِذا أوضحت مَعْنَاهُ، فَلَيْسَ من
كَلَام الْعَرَب إِنَّمَا أَرَادَ أَن يصوغ فعلا ليرينا كَيْفيَّة
الْبَدَل من اللَّفْظ بِالْفِعْلِ. وَقَوله: لِأَنَّك إِنَّمَا
تجريه مجْرى مَاله فعل من لَفظه، يدلك على أَن قَوْله أتعيرون
لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب.
والعَيْرُ: الْعظم الناتئ وسط الْكَتف وَالْجمع أعيار. وكتف
مُعَيَّرَةٌ ومُعْيرَةٌ على الأَصْل: ذَات عَيْرٍ.
وعَيْرُ النصل وَالسيف: الناتئ وسطهما، قَالَ الرَّاعِي:
فَصَادَفَ سَهْمُه أحْجارَ قُفٍّ ... كَسَرْنَ العَيرَ مِنْهُ
والغِرَارَا
وَقيل: عَيْرُ النصل: وَسطه. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو
عَمْرو: نصل مُعْيَرٌ: فِيهِ عَيْرٌ.
والعَيْرُ من إِذن الْإِنْسَان وَالْفرس: مَا تَحت الْفَرْع من
بَاطِنه كعَيْرِ السهْم. وَقيل: العْيران: متْنا أُذُنِي الْفرس.
وعَيْرُ الْقدَم: الناتئ فِي ظهرهَا.
وعَيْرُ الورقة: الْخط الناتئ وَسطهَا كَأَنَّهُ جدير.
وعَيْرُ الصَّخْرَة: حرف ناتئ فِيهَا خلقَة.
وَقيل: كل ناتئ فِي وسط مستو: عَيْرٌ.
والعَيْرُ: مآقي الْعين، عَن ثَعْلَب. وَقيل: العَيْر: إِنْسَان
الْعين، وَقيل: لحظها. وَقَالَ تأبط شرا:
ونارٍ قَدْ حَضَأْتُ بُعَيْدَ هَدْءٍ ... بِدَارٍ مَا أرِيدُ بهَا
مُقاما
سِوَى تَحْلِيلِ رَاحِلَةٍ وعَيْرٍ ... أُكالِئُهُ مَخافَةَ أنْ
يَناما
وَفِي الْمثل " جَاءَ قبل عَيْرٍ وَمَا جرى " أَي قبل لَحْظَة
الْعين. وَقَوله:
(2/234)
أعَدْوَ القِبِصَّي قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا
جَرى ... ولمْ تَدْرِ مَا خُبْرِي ولَمْ أدْرِ مَالهَا
فسره ثَعْلَب فَقَالَ: مَعْنَاهُ: قبل أَن أنظر إِلَيْك. وَلَا
يتَكَلَّم بِشَيْء من ذَلِك فِي النَّفْي وَقَالَ اللحياني:
العَيرُ هُنَا: الْحمار الوحشي. وَمن قَالَ: قَبْلَ عايرٍ وَمَا
جرى: عَنى السهْم.
والعَيْر: ُ الوتد.
والعَيْرُ: الْجَبَل، وَقد غلب على جبل بِالْمَدِينَةِ.
والعَيْرُ: السَّيِّد والمَلِكُ. وَقَوله:
زَعمُوا أنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ العَيْ ... رَ لَنا وأنَّى
الوَلاءُ
قيل: مَعْنَاهُ: كل من ضرب بجفن على عير. وَقيل يَعْنِي الوتد أَي
من ضرب وتدا من أهل الْعمد. وَقيل: يَعْنِي إياداً لأَنهم أَصْحَاب
حمير، وَقيل: يَعْنِي جبلا، وَأدْخل عَلَيْهِ اللَّام كَأَنَّهُ
جعله من أجبل كل وَاحِد مِنْهَا عَيْرٌ، أَو جعل اللَّام زَائِدَة
على قَوْله:
ولقَدْ نَهَيْتُكَ عَن بَناتِ الأوْبَرِ
إِنَّمَا أَرَادَ بَنَات أوبر، فَقَالَ: كل من ضربه أَي ضرب فِيهِ
وتدا أَو نزله، وَقيل: يَعْنِي الْمُنْذر بن مَاء السَّمَاء
لسيادته، وَإِنَّمَا ذكره هَاهُنَا لِأَن شمرا قَتله يَوْم عين
أُباغَ، وَقيل يَعْنِي كليبا أَيْضا لسيادته، ويروى الْوَلَاء
بِالْكَسْرِ.
والعَيْرَانِ: المتنان يكتنفان ناحيتي الصلب.
والعَيْرُ: الطبل.
وعارَ الْفرس وَالْكَلب يعير عيارا: ذهب كَأَنَّهُ منفلت من صَاحبه
يتَرَدَّد.
وقصيدة عائِرَةٌ: سائرة، وَالْفِعْل كالفعل وَالِاسْم العِيارَةُ.
وَرجل عيَّارٌ: كثير الْمَجِيء والذهاب وَرُبمَا سمى الْأسد بذلك
لتردده فِي طلب الصَّيْد. قَالَ أَوْس بن حجر:
ليْثٌ عَلَيْهِ من البَرْدِىّ هِبْرِيَةٌ ... كالمَزْبَرَانِيِّ
عَيَّارٌ بأوْصَالِ
(2/235)
أَي يذهب وَيَجِيء. ويروى عَيَّالٌ،
وَسَيَأْتِي تَفْسِيره فِي بَابه.
والعَيرانَةُ من الْإِبِل: النَّاجِية فِي نشاط. من ذَلِك. وَقيل:
شبهت بالعير، وَلَيْسَ ذَلِك بِقَوي.
وعارَ الْبَعِير عَيَرَانا وعِياراً: إِذا كَانَ فِي شول فَتَركهَا
وَانْطَلق نَحْو أُخْرَى يُرِيد القرع.
وعارَ الرجل فِي الْقَوْم يَضْرِبهُمْ بِالسَّيْفِ عَيَرَانا: ذهب
وَجَاء.
وَأَعْطَاهُ المَال عائِرَةَ عينين أَيّمَا يذهب فِيهِ الْبَصَر
مرّة هُنَا وَمرَّة هُنَا.
وعِيرَانُ الْجَرَاد وعَوَائِرُه: أَوَائِله الذاهبة المتفرقة فِي
قلَّة.
وَمَا أَدْرِي أَي الْجَرَاد عارَهُ أَي ذهب بِهِ، لَا آتِي لَهُ،
فِي قَول الْأَكْثَر. وَقيل: يَعِيرُه ويَعُورُه، وَقَول مَالك بن
زغبة:
إِذا انْتَسئُوا فَوْتَ الرّماحِ أتَتْهُمُ ... عَوَائِرُ نَبْلٍ
كالجَرَادِ نُطِيرُها
عَنى بهَا الذاهبة المتفرقة، وَأَصله فِي الْجَرَاد فاستعاره.
وعِرْتُ ثَوْبه: ذهبت بِهِ.
وعَيَّرَ الدِّينَار: وازن بِهِ آخر.
وعَيَّرَ الْمِيزَان والمكيال وعايَرَهَمَا وعايَرَ بَينهمَا
مُعايَرَةً وعِيَاراً: قدرهما وَنظر مَا بَينهمَا.
والمعْيارُ من المكاييل: مَا عُيِّر.
والعِيرُ - مُؤَنّثَة -: الْقَافِلَة. وَقيل: العِيرُ: الْإِبِل
الَّتِي تحمل الْميرَة لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا، وَفِي
التَّنْزِيل (ولمَّا فَصَلَتِ العِيرُ) وَقد روى قَوْله:
زَعمُوا أنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَب العِيرَ....
بِالْكَسْرِ، أَي كل من ركب الْإِبِل لنا موَالٍ وَذَلِكَ لأَنا قد
أسَرْنا فيهم وَلنَا عَلَيْهِم نِعَمْ هَذَا قَول ثَعْلَب.
وَالْجمع عِيَرَاتٌ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جَمَعُوهُ بِالْألف
وَالتَّاء لمَكَان التَّأْنِيث، وحركوا الْيَاء لمَكَان الْجمع
بِالتَّاءِ وَكَونه اسْما فَأَجْمعُوا على لُغَة هُذَيْل لأَنهم
يَقُولُونَ جوزات وبيضات. قَالَ: وَقد قَالَ بَعضهم: عِيرَاتٌ
بالإسكان وَلم يكسر على الْبناء الَّذِي يكسر عَلَيْهِ مثله،
جعلُوا التَّاء عوضا من ذَلِك فِي أَشْيَاء كَثِيرَة، لأَنهم
مِمَّا يستغنون بِالْألف وَالتَّاء عَن التكسير وبعكس ذَلِك.
(2/236)
وَقَول أبي النَّجْم:
وأتَتِ النمَّلُ القُرَى بعيرِها ... من حَسَكِ التَّلْعِ وَمن
خافُورِها
إِنَّمَا استعاره للنمل، وَأَصله فِيمَا تقدم.
وَفُلَان عُيَيْرُ وَحده إِذا انْفَرد بأَمْره، وَهُوَ فِي الذَّم،
كَقَوْلِك: نَسِيج وَحده فِي الْمَدْح، وَقَالَ ثَعْلَب عُيَيْرُ
وَحده أَي يَأْكُل وَحده.
والعارُ: كل شَيْء لزم بِهِ عيب، وَالْجمع أعيارٌ قَالَ:
ونَبَتَّ شَرَّ بَنِي تَمِيم مَنْصِبا ... دَنِسَ المُرُوءَةِ
ظاهِرَ الأعيارِ
وَقد عيَّره الْأَمر قَالَ:
وعَيَّرَتْنِي بَنو ذُبْيان خَشْيَتَه ... وهَلْ علىَّ بأنْ أخشاكَ
مِنْ عارِ
وتعاير الْقَوْم: عَيَّر بَعضهم بَعْضًا.
والعارِيَّةُ: المنيحة، ذهب بَعضهم إِلَى أَنَّهَا من العارِ.
وَهُوَ قَول ضَعِيف، وَإِنَّمَا غرهم مِنْهُ قَوْلهم:
يَتَعَيَّرُون العَوَاريَّ، وَلَيْسَ على وَضعه إِنَّمَا هِيَ
معاقبة من الْوَاو إِلَى الْيَاء.
والمُسْتَعِيرُ: السمين من الْخَيل.
والمُعارُ: المسمَّن قَالَ:
أعيرُوا خَيْلَكُمْ ثمَّ ارْكُضُوها ... أحَقُّ الخيلِ بالرَّكْضِ
المُعارُ
وعَيْرُ السراة: طَائِر كَهَيئَةِ الْحَمَامَة قصير الرجلَيْن
مسرولهما أصفر الرجلَيْن والمنقار أكحل الْعَينَيْنِ صافي اللَّوْن
إِلَى الخضرة أصفر الْبَطن وَمَا تَحت جناحيه وباطن ذَنبه،
كَأَنَّهُ برد وشي، وَيجمع عُيُورَ السراة، والسراة: مَوضِع
بِنَاحِيَة الطَّائِف، ويزعمون أَن هَذَا الطَّائِر يَأْكُل ثَلَاث
مائَة تينة من حِين تطلع من الْوَرق صغَارًا وَكَذَلِكَ الْعِنَب.
والعَيْرُ: اسْم رجل كَانَ لَهُ وَاد مخصب، وَقيل: هُوَ اسْم
مَوضِع خصيب غيَّره الدَّهْر فأقفر، فَكَانَت الْعَرَب تستوحشه
قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(2/237)
ووَادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ مَضِلَّةٍ
... قَطَعْتُ بِسامٍ ساهمِ الوَجْهِ حُسَّان
وعَيْرٌ: اسْم جبل. قَالَ الرَّاعِي:
بأعْلامِ مَرْكُوزٍ فَعَيْرٍ فَغُرَّبٍ ... مَغَانِيَ أُمّ
الوَبْرِ إذْ هيَ ماهِيا
وَابْنَة مِعْيرٍ: الداهية. وَبَنَات مِعْيرٍ: الدَّوَاهِي.
مقلوبه: (ر ع ي)
رَعاهُ يَرْعاهُ رَعْيا ورِعايَةً: حفظه.
وكل من ولى أَمر قوم فَهُوَ رَاعيهم وهم رَعِيَّتُه: فَعِليَةٌ
بِمَعْنى مَفْعُولٍ.
وَقد استرعاه اياهم: استحفظه، وَفِي الْمثل " من استَرْعَى
الذِّئْب فقد ظلم " أَي من ائْتمن خائنا فقد وضع الْأَمَانَة غير
موضعهَا.
ورَعَى النُّجُوم رَعْيا ورَعاها: راقبها وانتظر مغيبها.
وراعَى أمره: حفظه وترقبه. وَقَوله عز وَجل (يَا أيُّها الَّذينَ
آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنا) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: قيل فِيهِ
ثَلَاثَة أَقْوَال، قَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ أرعِنا سَمعك. وَقيل:
كَانَ الْمُسلمُونَ يَقُولُونَ للنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: رَاعِنا، وَكَانَت الْيَهُود تساب بِهَذِهِ الْكَلِمَة
بَينهَا وَكَانُوا يسبون النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي نُفُوسهم فَلَمَّا سمعُوا هَذِه الْكَلِمَة اغتنموا أَن يظهروا
سبه بِلَفْظ يسمع وَلَا يلحقهم فِي ظَاهره شَيْء، فأظهر الله
النَّبِي وَالْمُسْلِمين على ذَلِك وَنهى عَن الْكَلِمَة. وَقَالَ
قوم قَوْله: راعِنا، من المراعاة والمكافأة فأُمروا أَن يخاطبوا
النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتعزيز والتوقير أَي
لَا تَقولُوا رَاعنا أَي كافئنا فِي الْمقَال كَمَا يَقُول
بَعْضكُم لبَعض.
ورَعا عَهده وَحقه: حفظه وَالِاسْم من كل ذَلِك الرَّعْيا
والرَّعْوَى وَأرى ثعلبا حكى الرُّعْوَى بِضَم الرَّاء وبالواو
وَهُوَ مِمَّا قلبت ياؤه واوا للتصريف وتعويض الْوَاو من كَثْرَة
دُخُول الْيَاء عَلَيْهَا، وللفرق أَيْضا بَين الِاسْم وَالصّفة،
وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مثله كالبقوي وَالْفَتْوَى وَالتَّقوى
والشروى والثنوى.
ورَاعي الْمَاشِيَة: حافظها، صفة غالبة غَلَبَة الِاسْم، وَالْجمع
رُعاةٌ ورِعاءٌ ورُعْيانٌ كسروه تكسير الْأَسْمَاء كحاجر وحجران
لِأَنَّهَا صفة غالبة وَلَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم على فَاعل يعتور
عَلَيْهِ فُعَلَةٌ وفِعالٌ إِلَّا هَذَا، وَقَوْلهمْ آس وأساة
وإساء، فَأَما قَول ثَعْلَبَة بن عبيد الْعَدوي فِي صفة نخل:
(2/238)
تَبِيتُ رُعاها لَا تخافُ نِزَاعَها ...
وَإِن لمْ تُقَيَّدْ بالقُيُودِ وبالأُبْضِ
فَإِن أَبَا حنيفَة ذهب إِلَى إِن رُعىً جمع رُعاةٍ لِأَن رُعاةً
وَإِن كَانَ جمعا فَإِن لَفظه لفظ الْوَاحِد فَصَارَ كمهاة ومهى
إِلَّا أَن مهاة وَاحِد وَهُوَ مَاء الْفَحْل فِي رحم النَّاقة،
ورعاة جمع، وَقَول أحيحة:
وتُصْبِحُ حيثُ يبيتُ الرِّعاءُ ... وَإِن ضَيَّعُوها وَإِن
أْهَمَلُوا
إِنَّمَا عَنى بالرِّعاءِ هُنَا حفظَة النّخل، لِأَنَّهُ إِنَّمَا
هُوَ فِي صفة النخيل. يَقُول: تصبح النّخل فِي أماكنها لَا
تَنْتَشِر كَمَا تَنْتَشِر الْإِبِل الْمُهْملَة.
والرَّعِيَّةُ: الْمَاشِيَة الرَّاعِيَةُ والمَرْعيَّةُ قَالَ:
ثمَّ مُطِرْنا مَطْرَةً رَوِيَّةْ ... فَنَبَتَ البَقْلُ وَلَا
رَعِيَّهْ
وَرجل تِرْعِيَّةٌ وتِرْعِىٌّ - بِغَيْر هَاء نَادِر - قَالَ تأبط
شرا:
ولسْت بِترِعْىٍّ طَوِيلٍ عَشاؤُه ... يُؤَنِّفُها مُسْتأنِفَ
النَّبْتِ مُبْهِلِ
وَكَذَلِكَ تُرْعيَّةٌ وتَرْعِيَّةٌ وتِرْعايَةٌ: صناعته وصناعة
آبَائِهِ الرّعايةُ - وَهُوَ مِثَال لم يذكرهُ سِيبَوَيْهٍ -.
والِّتْرِعَّيُة: الْحسن الالتماس والارتياد للكلأ للماشية.
ورَعَتِ الْمَاشِيَة تَرْعَى رَعْيا ورِعايَة وارْتعتْ وتَرَعَّت،
قَالَ كثير عزة:
ومَا أمُّ خشْفٍ تَرَعَّى بِهِ ... أرَاكا عَمِيماً ودَوْحا
ظَلِيلاَ
ورَعاها وأرْعاها، وَفِي التَّنْزِيل (كُلُوا وارْعَوْا
أنْعامَكُمْ) ، وَقَالَ الشَّاعِر:
كَأَنَّهَا ظَبيةٌ تَعطُو إِلَى فَننٍ ... تأكُلُ مِنْ طَيِّبٍ
وَالله يُرْعِيها
أَي ينْبت لَهَا مَا تَرْعَى.
وَالِاسْم الرِّعْيَةُ عَن اللحياني.
وأرْعاه الْمَكَان: جعله لَهُ مَرْعى، قَالَ الْقطَامِي:
(2/239)
فَمَنْ يَكُ أرْعاهُ الحِمى أخَوَاتُه ...
فماليَ منْ أُخْتٍ عَوَانٍ وَلَا بِكْرِ
والرِّعْيُ: الْكلأ، وَالْجمع أرْعاءٌ.
والمَرْعَى: كالرِّعْي. وَفِي التَّنْزِيل (والَّذي أخْرَجَ
المَرْعَى) وَفِي الْمِثَال " مرعى وَلَا كالسعدان " وَقَول أبي
الْعِيَال:
أفُطَيْمُ هَلْ تَدْرِينَ كمْ مِنْ مَتْلَفٍ ... جاوَزْتُ لَا
مَرْعى وَلَا مَسْكُونِ
عِنْدِي أَن المَرْعَى هُنَا فِي مَوضِع المَرْعِىّ لمقابلته
إِيَّاه بقوله، وَلَا مسكون. وَقد يكون المَرْعَى الرِّعْيَ أَي
ذُو رِعْيٍ.
وأرْعتِ الأَرْض: كثر رعيها.
والرَّعايا والرَّعاوِيَّة: الْمَاشِيَة المرعيَّة تكون للسوقة
وَالسُّلْطَان. والأرْعاوِيَّةُ: للسُّلْطَان خَاصَّة، وَهِي
الَّتِي عَلَيْهَا وسومة ورسومة.
وأرْعى عَلَيْهِ: أبقى، قَالَ أَبُو دهبل، أنْشدهُ أَبُو عَمْرو بن
الْعَلَاء:
إنْ كَانَ هَذَا السِّحْرُ منكِ فَلَا ... تُرْعِى عَلىَّ وجَدّدِي
سِحْرَا
وأرْعِني سَمعك، ورَاعِنِي سَمعك أَي اسْتمع إليَّ، وَفِي
التَّنْزِيل (لَا تَقُولُوا رَاعِنا) وَفِي مصحف ابْن مَسْعُود
راعونا.
وأرْعَى إِلَيْهِ: اسْتمع، وَقَول عمر رَضِي الله عَنهُ " وَرِّع
اللص وَلَا تُراعِه " فسره ثَعْلَب فَقَالَ: مَعْنَاهُ كَفه أَن
يَأْخُذ متاعك وَلَا تشهد عَلَيْهِ. ويروي عَن ابْن سِيرِين انه
قَالَ: مَا كَانُوا يمسكون عَن اللص إِذا دخل دَار أحدهم تأثما.
والرَّاعِيَةُ: مُقَدّمَة الشيب.
والرِّعْيُ: أَرض فِيهَا حِجَارَة ناتئة تمنع اللؤمة أَن تجْرِي.
وراعيةُ الأتن: ضرب من الجنادب.
مقلوبه: (ي ع ر)
اليَعْرُ واليَعْرَةُ: الشَّاة تشد عِنْد زبية الذِّئْب، قَالَ
البريق الْهُذلِيّ:
أُسائلُ عَنْهُم كلَّما جاءَ رَاكِبٌ ... مُقِيماً بأمْلاحٍ كَمَا
رُبِطَ اليَعْرُ
(2/240)
واليَعْر: الجدي، وَبِه فسر أَبُو عبيد
قَول البريق.
واليُعارُ: صَوت الْغنم، وَقيل: صَوت المعزى. وَقيل: هُوَ الشَّديد
من أصوات الشَّاء. ويَعَرَتْ تَيْعَرُ وتَيْعِرُ - الْفَتْح عَن
كرَاع - يُعاراً قَالَ:
وأمَّا أشْجَعُ الخُنْثَى فَوَلَّوْا ... تُيُوسا بالشّظِىّ لَهَا
يُعارُ
واليَعُورُ: الشَّاة تبول على حالبها. فتفسد اللَّبن.
وَاعْترض الْفَحْل النَّاقة يَعارَةً. إِذا عارضها فتنوخها. وَقيل:
اليَعارةُ أَلا تضرب مَعَ الْإِبِل وَلَكِن يُقَاد إِلَيْهَا
الْفَحْل، وَذَلِكَ لكرمها، قَالَ الرَّاعِي:
قَلائِصُ لَا يُلْقَحْنَ إلاَّ يَعارَةً ... عِراضاً وَلَا
يُشْرَيِنَ إلاَّ غَوَاليا
واليَعْرُ: ضرب من الشّجر.
ويَعْرٌ: بلد وَبِه فسر السكرِي قَول سَاعِدَة بن عجلَان:
تَركْتَهُمُ وظِلْتَ بِجَرّ يَعْرٍ ... وأنْتَ زَعمْتَ ذُو خَبَبٍ
مُعِيدُ
مقلوبه: (ر اع)
رَاعَ الطَّعَام وَغَيره يَريعُ رَيْعا ورُيُوعا ورَياعا هَذِه عَن
اللحياني - ورَيَعانا، وأرَاعَ ورَيَّعَ، كل ذَلِك: زكا وَزَاد،
وَقيل: هِيَ الزِّيَادَة فِي الدَّقِيق وَالْخبْز. وأرَاعَه
ورَيَّعَهُ.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: أرَاعَتِ الشَّجَرَة: كثر حملهَا. قَالَ:
ورَاعَتْ لُغَة قَليلَة.
وأرَاعَتِ الْإِبِل: كثر وَلَدهَا.
ورَاعَ الطحين رَيْعا: زَاد وَكثر.
وكل زِيَادَة: رَيْعٌ. وَفِي الحَدِيث " أملكوا الْعَجِين
فَإِنَّهُ أحد الرَّيْعَينِ " أَي أنعموا عجنه فَأن إنعامكم
إِيَّاه أحد الرَّيْعَينِ.
ورَيْعُ الْبذر: فضل مَا يخرج من النزل على أَصله.
ورَيْعُ الدرْع: فضول كمَّيتها على أَطْرَاف الأنامل، قَالَ قيس بن
خطيم الْأنْصَارِيّ:
(2/241)
مُضاعَفَةً يَغْشَى الأناملَ رَيْعُها ...
كأنَّ قَتِيرَيهْا عُيُونُ الجنادِبِ
وراع الشي رَيْعا: رَجَعَ.
ورَاعَ: كرَدّ، أنْشد ثَعْلَب:
حَتى إِذا فاءَ من أحْلامها ... ورَاع بَرْدُ الماءِ فِي أجرامِها
ورَاعَ عَلَيْهِ الْقَيْء: رَجَعَ.
وَلَيْسَ لَهُ رَيْعٌ أَي مرجوع.
وتَرَيَّعَ المَاء: جرى.
وتَرَيَّعَ الودك والسراب: جَاءَ وَذهب.
ورَيْعانُ السراب: مَا اضْطربَ مِنْهُ.
ورَيْع كل شَيْء ورَيْعانُه: أَوله، قَالَ:
قدْ كانَ يُلْهِيك رَيْعانُ الشَّبابِ فَقَدْ ... وَلىَّ الشبابُ
وَهَذَا الشَّيْب مُنْتَظرُ
والرِّيعَةُ والرَّيعُ والرَّيْعُ: الْمَكَان الْمُرْتَفع. وَقيل:
الرِّيعُ: مسيل الْوَادي من كل مَكَان مُرْتَفع، وَالْجمع أرْياعٌ
ورُيُوعٌ ورِياعٌ، الْأَخِيرَة نادرة قَالَ ابْن هرمة:
وَلَا حَلَّ الحَجيجُ مِنًي ثَلاثا ... عَلى عَرَضٍ وَلَا
اطَّلَعوا الرياعا
والرِّيعُ: الْجَبَل، وَالْجمع كالجمع.
والرِّيعُ: السَّبِيل سلك أَو لم يسْلك قَالَ:
كَظَهْرِ الُّترْسِ لَيْسَ بِهِنَّ رِيعُ
والرِّيعُ والرَّيْعُ: الطَّرِيق المنفرج فِي الْجَبَل، عَن
الزّجاج، وَقَوله تَعَالَى (أتَبْنُونَ بِكُلّ رِيعٍ آيَةً) وقريء:
بِكُل رَيْع، قيل فِي تَفْسِيره: بِكُل مَكَان مُرْتَفع، وَقيل:
بِكُل فج، وَقيل: بِكُل طَرِيق.
(2/242)
والرِّيُع: برج الْحمام.
وناقة مِرْياعٌ: سريعة الدرة، وَقيل: سريعة السّمن. وَأهْدى
أَعْرَابِي إِلَى هِشَام بن عبد الْملك نَاقَة فَلم يقبلهَا
فَقَالَ: إِنَّهَا مرباع مشرْياٌع مقراع مسناع مسياع فقبلها.
المِرْباعٌ: الَّتِي تنْتج أول الرّبيع. والمقراع: الَّتِي تحمل
أول مَا يقرعها الْفَحْل. والمسناع الْمُتَقَدّمَة فِي السّير.
والمسياع: الَّتِي تصبر على الإضاعة.
مقلوبه: (ي ر ع)
اليَرْعُ أَوْلَاد بقر الْوَحْش.
واليرَاُع: الْقصب. واحدته يَرَاعَةٌ.
واليرَاعَة: مزمار الرَّاعِي.
والَيرَاعَةُ: الأجمة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف مِزْمَارًا شبه
حنينه بِصَوْتِهِ:
سَبِيٌّ مِنْ يَرَاعَتِهِ نَفاهُ ... أتِىٌّ مَدَّه صُحَرٌ وَلُوبُ
سبي: مسبي. يَعْنِي مِزْمَارًا قصبته من أَرض غَرِيبَة اقتلعتها
السُّيُول فَأَتَت بهَا من مَكَان بعيد، فَكَأَنَّهَا لذَلِك سبي.
واليَرَاعَةُ واليرَاعُ: الجبان الَّذِي لَا عقل لَهُ وَلَا رَأْي،
مُشْتَقّ من الْقصب.
واليَرَاعُ: كالبعوض يغشى الْوَجْه. واحدته يَراعة.
واليَرَاعَةُ: طَائِر ترَاهُ بِاللَّيْلِ كَأَنَّهُ نَار.
واليَراعَةُ: مَوضِع بِعَيْنِه، قَالَ المثقب:
على طُرُقٍ عِنْدَ اليَرَاعَةِ تارَةً ... تُؤَازِي شَرِيرَ
البَحْرِ وهْوَ قَعيدها
الْعين وَاللَّام وَالْيَاء
عَلى السَّطْح عَلْيا وعِلْياً. وَفِي حرف ابْن مَسْعُود ظلما
وعِلْيا كل ذَلِك عَن اللحياني.
وعَلى: حرف جر مَعْنَاهُ الاستعلاء، تَقول: هَذَا على ظهر الْجَبَل
وعَلى رَأسه. وَيكون أَيْضا أَن يطوى مستعليا، كَقَوْلِك مر المَاء
عَلَيْهِ، وأمررت يَدي عَلَيْهِ، وَأما مَرَرْت على فلَان فَجرى
هَذَا كالمثل. وعلينا أَمِير كَقَوْلِك: عَلَيْه مَال، لِأَنَّهُ
شَيْء اعتلاه، وَهَذَا كالمثل، كَمَا يثبت الشَّيْء على الْمَكَان
كَذَلِك يثبت هَذَا عَلَيْهِ فقد يَتَّسِع هَذَا فِي الْكَلَام،
لَا يُرِيد سِيبَوَيْهٍ
(2/243)
بقوله: عَلَيْهِ مَال، لِأَنَّهُ شَيْء
اعتلاه، أَن اعتلاه من لفظ على، إِنَّمَا أَرَادَ إِنَّهَا فِي
مَعْنَاهَا وَلَيْسَت من لَفظهَا، وَكَيف يُظن بسيبويه ذَلِك.
وعَلى من " ع ل ى " واعتلاه من " ع ل و".
وَقد تَأتي على بِمَعْنى فِي، قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ:
وَلَقَد سَرَيْتُ عَلى الظَّلامِ بِمِغْشَمٍ ... جَلْدٍ من
الفِتْيانِ غَيرِ مُهْبَّلِ
أَي فِي الظلام وَيَجِيء على فِي الْكَلَام وَهُوَ اسْم، وَلَا
يكون إِلَّا ظرفا، ويدلك على أنَّه اسْم قَول بعض الْعَرَب: نَهَضَ
من عَلَيْهِ. قَالَ الشَّاعِر:
غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَ مَا تمّ ظِمْؤُها ... تَصِلُّ وعَنْ
قَيْضٍ بِزِيزَاء مَجْهَلٍ
وَقَالُوا رميت على الْقوس أَي عَنْهَا، قَالَ:
أرْمِي عَلَيْها وهْيَ فَرْعٌ أجمَعُ
وَقَالُوا: ثَبت عَلَيْهِ مَال أَي كثر، وَكَذَلِكَ يُقَال:
عَلَيْهِ مَال: يُرِيدُونَ ذَلِك الْمَعْنى، وَلَا يُقَال: لَهُ
مَال إِلَّا من الْعين كَمَا لَا يُقَال: عَلَيْهِ مَال إِلَّا من
غير الْعين. قَالَ ابْن جني: وَقد تسْتَعْمل على فِي الْأَفْعَال
الشاقة المستثقلة، تَقول: قد سرنا عشرا وَبقيت علينا ليلتان. و: قد
حفظت الْقُرْآن وَبقيت عليَّ مِنْهُ سورتان. و: قد صمنا عشْرين من
الشَّهْر وَبقيت علينا عشر. كَذَلِك يُقَال فِي الِاعْتِدَاد على
الْإِنْسَان بذنوبه وقبح أَفعاله. وَإِنَّمَا اطردت " على " فِي
هَذِه الْأَفْعَال من حَيْثُ كَانَت " عَلى " فِي الأَصْل
للاستعلاء والتفرع، فَلَمَّا كَانَت هَذِه الْأَحْوَال كلفا ومشاق
تخْفض الْإِنْسَان وتضعه وتعلوه وتتفرعه حَتَّى يخضع لَهَا ويخنع
لما يتسداه مِنْهَا كَانَ ذَلِك من مَوَاضِع " على " أَلا تراهم
يَقُولُونَ: هَذَا لَك، و: هَذَا عَلَيْك. فتستعمل اللَّام فِيمَا
تؤثره. و: " على " فِيمَا تكرههُ، قَالَت الخنساء:
سأْحملُ نفسِي على آلةٍ ... فإمَّا عَلْيها وإمَّا لَهَا
وعَلَيْكَ من أَسمَاء الفِعْل المغرى بِهِ، تَقول: عَلَيْك زيدا
أَي خُذْهُ. وَعَلَيْك بزيد
(2/244)
كَذَلِك، وَفسّر ثَعْلَب معنى قَوْله:
عَلَيْك بزيد فَقَالَ: لم يَجِيء بِالْفِعْلِ وَجَاء بِالصّفةِ
فَصَارَت كالكناية عَن الْفِعْل، فكأنك إِذا قلت: عَلَيْك بزيد
قلت: افْعَل بزيد، فاستغنى عَنهُ مثل مَا اسْتغنى عَن ضربت زيدا
بِأَن تَقول فعلت بِهِ. قَالَ ابْن جني: لَيْسَ زيدا من قَوْلهم
عَلَيْك زيدا مَنْصُوبًا بخذ الَّذِي دلّت عَلَيْهِ " عَلَيْك "
إِنَّمَا هُوَ مَنْصُوب بِنَفس عَلَيْك من حَيْثُ كَانَ اسْما لفعل
مُتَعَدٍّ.
مقلوبه: (ع ي ل)
عَال يَعِيلُ عَيْلاً وعَيْلَةً وعُيُولاً ومَعِيلاً: افْتقر
وَقَالُوا فِي الدُّعَاء على الْإِنْسَان: مَاله مَال وعالَ فمالَ:
عدل عَن الْحق. وعال افْتقر. وَقَالَ مرّة: مَال وعال الْمَعْنى
وَاحِد: افْتقر وَاحْتَاجَ. وَرجل عائل من قوم عَالَة وعُيَّلٍ،
قَالَ:
فَترَكْنَ نَهْداً عُيَّلاً أبْناؤُهُمْ ... وَبَنُو كِنانَةَ
كاللَّصُوتِ المُرَّدِ
وَالِاسْم العَيْلَةُ. وَفِي التَّنْزِيل (وإنْ خِفْتمْ عَيْلَةً)
.
وعِيالُ الرجل وعَيِّلُه: الَّذين يتكفل بهم، قَالَ:
سلامٌ على يَحْيى وَلَا يُرْجَ عِنْدَهُ ... وَلاءٌ وإنْ أزْرى
بِعَيِّله الفَقْرُ
وَقد يكون العَيِّلُ وَاحِدًا. ونسوة عَيائِل.
وَرجل مُعَيَّلٌ: ذُو عِيالٍ.
وعَيَّلَ عِيالَهُ: أهمَلهُمْ، قَالَ:
لقد عَيَّلَ الأيْتامَ طَعْنَةُ ناشِرَه
وَقيل: عَيَّلَهُمْ: صيرهم عِيالا.
وعالَ الرجل وأعالَ وأعْيَلَ وعَيَّلَ: كثر عِيالُهُ.
وأعال الذِّئْب والأسد والنمر إِذا التمس شَيْئا، والعَيِّل
مِنْهُنَّ: الملتمس الباحث، وَالْجمع عَياييلُ على غير قِيَاس،
أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
فِيهَا عَيايِيلُ أُسود ونُمر
(2/245)
وعالني الشَّيْء يُعِيلُني عَيْلاً
ومَعِيلاً: أعوزني.
وعال الْمِيزَان يَعِيلُ: جَار. وَقيل: زَاد، قَالَ أَبُو طَالب:
بميزانِ صِدْقٍ لَا يُغِلُّ شَعِيرَةً ... لَهُ شاهِدٌ من نَفسه
غَيْرُ عائِلِ
ومكيال عائل: زَائِد على غَيره، وَهَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وعال للضالة يَعِيلُ عَيْلاً وعَيَلانا إِذا لم يدر أَيْن يبغيها.
وعال فِي مَشْيه يَعِيلُ عَيْلاً وَهُوَ عَيَّال وتَعَيَّلَ: تمايل
واختال.
وعال فِي الأَرْض عَيْلاً وعُيُولاً وعِيُولا وَهُوَ عَيَّالٌ: ذهب
وَدَار كعار، قَالَ:
ليثٌ عَلَيْهِ من البَرْدِىّ هِبْرَيةٌ ... كالمَرْزُبانِيّ
عَيَّالٌ بأوْصالِ
وَيرى عيّار وَقد تقدم.
وَامْرَأَة عَيَّالَةٌ: متبخترة ميالة.
وعَيْلانُ: اسْم أبي قيس بن عَيْلانَ، وَقيل: كَانَ اسْم فرس
فأُضِيفَ إِلَيْهِ.
الْعين وَالنُّون وَالْيَاء
عَناهُ الْأَمر يَعْنِيه عِنايَةً وعُنِياًّ: أهمه، وَقَوله
تَعَالَى (لِكلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شأْنٌ يُغْنِيه)
وقريء " يَعْنِيه " فَمن قَرَأَ يَعْنِيه بِالْعينِ فَمَعْنَاه
لَهُ شَأْن لَا يهمه مَعَه غَيره. وَكَذَلِكَ شَأْن يُغْنِيه، أَي
لَا يقدر مَعَ الاهتمام بِهِ على الاهتمام بِغَيْرِهِ.
واعتنى هُوَ بأَمْره: اهتم.
وعُنِى بِالْأَمر عناية. وَلَا يُقَال: مَا أعناني بِالْأَمر لِأَن
الصِّيغَة مَوْضُوعَة لما لم يسم فَاعله وَصِيغَة التَّعَجُّب
إِنَّمَا هِيَ لما سمي فَاعله إِلَّا فِي أحرف مسموعة وَسَتَأْتِي
فِيمَا بعد.
وَجلسَ أَبُو عُثْمَان إِلَى أبي عُبَيْدَة فَجَاءَهُ رجل
فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ: كَيفَ تَأمر من قَوْلنَا عُنِيتُ بحاجتك؟
فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَة: اعن بحاجتي. فأومأت إِلَى الرجل أَن
لَيْسَ كَذَلِك، فَلَمَّا خلونا قلت لَهُ: إِنَّمَا يُقَال
لِتُعْنَ بحاجتي. قَالَ: فَقَالَ لي أَبُو عُبَيْدَة: لَا تدخل
إليَّ. قلت: لم، قَالَ: لِأَنَّك كنت مَعَ رجل خوزي سرق مني عَاما
أول قطيفة لي. فَقلت: لَا وَالله مَا
(2/246)
الْأَمر كَذَا وَلَكِنَّك سمعتني أَقُول
مَا سَمِعت، أَو كلَاما هَذَا مَعْنَاهُ وَحكى ابْن الْأَعرَابِي
وَحده: عَنِيتُ بأَمْره. بِصِيغَة الْفَاعِل عِنايَةً وعُنِياًّ.
فَأَنا بِهِ عَن.
وعَنَى الْأَمر يَعْنِي واعْتَنَى: نزل، قَالَ رؤبة:
إِنِّي وَقد تَعْنِي أمُورٌ تَعْتَنِي ... عَلى طَرِيقِ العُذْرِ
إنْ عَذرْتَنِي
وعَنَى عَناءً وتَعَنَّى: نصب.
وتَعَنَّى العَناءَ: تجشمه. وعَنَّاه هُوَ وأعْناه قَالَ أُميَّة:
وَإِنِّي بِلَيْلي والدّيارِ الَّتِي أرَى ... لَكالمُبْتَلي
المُعْنَى بشَوْقٍ مُوكَّل
وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:
عَنْسا تُعَنِّيها وعَنْسا تَرَحْلَ
فسره فَقَالَ: تُعَنِّيها: تحرثها وتسقطها.
والعَنْيَةُ: العناء.
وعَناءٌ عانٍ ومَعُنٍّ كَمَا يُقَال شعر شَاعِر وَمَوْت مائت،
قَالَ تَمِيم بن مقبل:
تَحَمَّلْنَ مِنْ جَبَّانَ بَعْدَ إقامَةٍ ... وبَعْدَ عَناءٍ مِنْ
فُؤَادِكَ عانِى
وَقَول الْأَعْشَى:
لَعَمْرِيَ مَا طُولُ هَذَا الزَّمنْ ... على المرءِ إلاَّ عَناءٌ
مُعَنْ
وعانَى الشَّيْء: قاساه.
وعَنَى فِيهِ الْأكل يَعْنِي - شَاذَّة - نجع، لم يحكها غير أبي
عبيد وَإِنَّمَا حكمنَا إِنَّهَا يائية لِأَن انقلاب الْألف عَن
الْيَاء أَكثر من انقلابها عَن الْوَاو.
ومَعْنى كل كَلَام ومَعَنْاتُهُ ومَعْنِيَّتُه: مقْصده. وَالِاسْم
العناء.
وَلَا تُعانِ اصحابك، أَي لَا تشاجرهم، عَن ثَعْلَب.
وَلم تَعْنِ بِلَادنَا الْعَام بِشَيْء أَي لم ينْبت وَالْوَاو
لُغَة. قَالَ ذُو الرمة:
(2/247)
وَلم يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ بِه
... من البَقْلِ إلاَّ يُبْسُها وهَجِيرُها
وأعناه الْمَطَر: أَنْبَتَهُ.
والعَناءُ: الضّر.
والعُنْيانُ: سمة الْكتاب، وَقد عَنَّاه وأعْناه. قَالَ يَعْقُوب:
وَسمعت من يَقُول: أعْنِ وأطن أَي عنونه واختمه.
مقلوبه: (ع ي ن)
الْعين: حاسة الْبَصَر: أُنْثَى تكون للْإنْسَان وَغَيره من
الْحَيَوَان، وَالْجمع أعيانٌ وأعْين وأعْيُناتٌ، الْأَخِيرَة جمع
الْجمع، وَالْكثير عُيون. وَزعم اللحياني أَن أعينا قد يكون للكثير
أَيْضا قَالَ الله عز وَجل (أم لهُمْ أعْينٌ يُبصرون بهَا)
وَإِنَّمَا أَرَادَ الْكثير. وَقَوْلهمْ: بِعَين مَا أرَينَّك
مَعْنَاهُ عجل حَتَّى أكون كَأَنِّي أنظر إِلَيْك بعيني وَقَول
الْعَرَب: إِذا سَقَطت الْجَبْهَة نَظَرَت الأَرْض بِإِحْدَى
عينيها فَإِذا سَقَطت الصرفة نظرت بعينيها جَمِيعًا. إِنَّمَا
جعلُوا لَهَا عينين على الْمثل وَقَوله تَعَالَى (وَلِتُصْنَعَ
عَلى عَيْنِي) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: لترى من حَيْثُ أَرَاك.
وعانَ الرجل عَيْنا فَهُوَ مَعِينٌ ومَعْيُونٌ: أَصَابَهُ بالعيِن،
قَالَ الزجاجي الْمعِين: الْمُصَاب بالعَيْنِ والمَعْيُونُ:
الَّذِي فِيهِ عين وَحكى اللحياني: إِنَّك لجميل وَلَا أعِنْكَ
وَلَا أعِينُك. الْجَزْم على الدُّعَاء وَالرَّفْع على الْإِخْبَار
أَي لَا أصبك بعينٍ.
وَرجل مِعْيانٌ. وعَيُونٌ: شَدِيد الْإِصَابَة بالعَينِ.
وَالْجمع عِينٌ وعُيُنٌ وَمَا أعْيَنَهُ.
وتعَّينَ الْإِبِل واعْتانَها: استشرفها ليَعينها، وَأنْشد ابْن
الْأَعرَابِي:
يَزِينُها للناظِرِ المُعْتانِ ... خَيْفٌ قَريبٌ العَهْدِ
بالحِيرَانِ
أَي إِذا كَانَ عهدها بالولاد قَرِيبا كَانَ أضخم لضرعها وَأحسن
وَأَشد امتلاء.
(2/248)
وأعانها: كاعتْانها.
والعَيْنُ والمُعَايَنَةُ: النّظر وَقد عايَنَه مُعاينَةً وعِيانا،
وَرَآهُ عِيانا: لم يشك فِي رُؤْيَته إِيَّاه ولقيه عِيانا أَي
مُعايَنَةً وَلَيْسَ فِي كل شَيْء قيل مثل هَذَا، وَلَو قلت لَقيته
لحاظا لم يجز، إِنَّمَا يحْكى من ذَلِك مَا سمع.
وَرَأَيْت عائنَةً من أَصْحَابه أَي قوما عَايَنُوني.
وَهُوَ عبد عَيْنٍ أَي مَا دَامَ مَوْلَاهُ يرَاهُ فَهُوَ فاره
وَأما بعده فَلَا، عَن اللحياني، قَالَ: وَكَذَلِكَ نصرفه فِي كل
شَيْء من هَذَا، كَقَوْلِك هُوَ صديق عَيْنِ.
ونَعِمَ الله بك عينا أَي أنعمها.
ولقيته أدنى عائنة أَي أدنى شَيْء تُدْرِكهُ العينُ.
والعَيَنُ: عظم سَواد العَيْنِ وسعتها. عَيِنَ عينا وعِينَةً،
الأخرة عَن اللحياني، وَهُوَ أعْيَنُ، وانه لبين العِينَةِ، عَن
اللحياني.
والعِينُ: بقر الْوَحْش كَذَلِك صفة غالبة. بقرة عيناء، وَلَا
يُقَال ثَوْر أعينُ، وَلَكِن يُقَال: الأعَينَ غير مَوْصُوف
كَأَنَّهُ نقل إِلَى حد الاسمية.
وعُيُونُ الْبَقر: ضرب من الْعِنَب على التَّشْبِيه بعيونِ الْبَقر
من الْحَيَوَان، قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ عِنَب أسود لَيْسَ
بالحالك، عِظَام الْحبّ، مدحرج، يزبب، وَلَيْسَ بصادق الْحَلَاوَة.
وثوب مُعَيَّنٌ: فِي وشيه ترابيع صغَار تشبه بعيون الْوَحْش.
وثور مُعَيَّنٌ: بَين عَيْنَيْهِ سَواد، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
فكأنَّه لَهَقُ السَّراةِ كأنَّه ... مَا حاجِبَيْهِ معَيَّنٌ
بسوَاد
والعِيْنَةُ للشاة: كالمحجر للْإنْسَان، وشَاة عَيناءُ إِذا أسود
ذَلِك مِنْهَا وأبيض سائرها، أَو كَانَ بكس ذَلِك.
وعَيْنُ الرجل: منظره.
والعَيْنُ: الَّذِي نظر للْقَوْم، يذكر وَيُؤَنث سمي بذلك
لِأَنَّهُ إِنَّمَا ينظر بِعَيْنيهِ وَكَأن نَقله من الْجُزْء
إِلَى الْكل هُوَ الَّذِي حملهمْ على تذكيره، وَإِلَّا فَإِن حكمه
التانيث، وَقِيَاس هَذَا عِنْدِي أَن من حمله على الْجُزْء فَحكمه
أَن يؤنثه وَمن حمله على الْكل فَحكمه أَن يذكرهُ. وَكِلَاهُمَا قد
حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَقَول أبي ذُؤَيْب:
(2/249)
وَلَو إنَّنِي استودَعْتُه الشمسَ
لارْتَقَتْ ... إِلَيْهِ المَنايا عَيْنُها ورسولُها
أَرَادَ نَفسهَا، وكا يجب أَن يَقُول: أعينها ورسلها لِأَن المنايا
جمع، فَوضع الْوَاحِد مَوضِع الْجمع.
والعَيْنُ: الَّذِي يبْعَث ليتحسس الْخَبَر، وَيُسمى ذَا
الْعَينَيْنِ.
وبعثنا عَيْنا يَعْتانُنا ويَعْتانُ لنا أَي ياتينا بالْخبر.
والمُعْتان: الَّذِي يَبْعَثهُ الْقَوْم رائدا، حكى اللحياني: ذهب
فلَان فاعْتانَ لنا منزلا مكلئا - فعداه - أَي ارتاده.
وعان لَهُم: كاعْتان، عَن الهجري، وَأنْشد لنا هض بن ثومة
الْكلابِي:
يُقاتِل مرَّةً ويَعِينُ أخْرَى ... فَفَرَّتْ بالصَّغار
وبَالهَوَانِ
وأعيانُ الْقَوْم: اشرافهم، على الْمثل بشرف العِينِ الحاسة.
وابْناعِيانٍ: طائران تزجر بهما العب، كَأَنَّهُمْ يرَوْنَ مَا
يتَوَقَّع أَو ينْتَظر بهما عِيانا. وَقيل: ابْناعِيانٍ خطان
يخطونهما للعيافة. ثمَّ يَقُول الَّذِي يخطهما: ابْني عيان اسرعا
الْبَيَان، قَالَ الرَّاعِي:
وأصْفَر عَطَّافٍ إِذا رَاح رَبُّه ... جَرَى ابْنا عِيانٍ
بالشِّواء المَضَّهبِ
والعَيْنُ: ينبوع المَاء، أُنْثَى، والجمعْ أعْينٌ وعُيُونٌ.
وعَيْنُ الرَّكية: مفجر مَائِهَا.
وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:
أولئكَ عَيْنُ الماءِ فيهم وعِنْدَهمْ ... منَ الخِيفَةِ
المَنْجاةُ والمُتَحَوَّلُ
فسره فَقَالَ: عينُ المَاء: الْحَيَاة للنَّاس.
وعان وأعْينَ: حفر فَبلغ العُيثونَ.
وعَيْنُ الْقَنَاة: مصب مَائِهَا.
(2/250)
وَمَاء مَعْيُونٌ: ظاهِرٌ جَار على وَجه
الأَرْض وَقَول بدر بن عمار الْهُذلِيّ
ماءٌ يَجِمُّ لحافرٍ مَعْيُونِ
قَالَ بَعضهم: جَرّه على الْجوَار، وَإِنَّمَا حكمه معْيُونٌ
بِالرَّفْع لِأَنَّهُ نعت لماء. وَقَالَ بَعضهم: هُوَ مفعول
بِمَعْنى فَاعل.
وَمَاء مَعِين: كمَعْيُونٍ، وَقد اخْتلف فِي وَزنه، فَقيل: هُوَ
مفعول وَإِن لم يكن لَهُ فعل، وَقيل هُوَ فعيل من المعن وَهُوَ
الاستقاء وَقد تقدم فِي الصَّحِيح.
وعانت الْبِئْر عَيْنا: كثر مَاؤُهَا.
وعان المَاء عَيْنا وعِيانا جرى.
وسقاء عَيَّنٌ وعَيِّنٌ - وَالْكَسْر أَكثر -: كِلَاهُمَا إِذا
سَالَ مَاؤُهُ عَن اللحياني، وَقيل العَيِّن والعَيِّن: الْجَدِيد،
طائية. وَكَذَلِكَ قربَة عَيِّنٌ: جَدِيد، طائية أَيْضا قَالَ:
مَا بالُ عَيْنِي كالشَّعيبِ العَيَّنِ
وَحمل سِيبَوَيْهٍ عينا على انه فعيل مِمَّا عينه يَاء، وَقد كَانَ
يُمكن أَن يكون فوعلا وفعولا من لفظ العَينِ وَمَعْنَاهَا، وَلَو
حكم بِأحد هذَيْن المثالين لحمل على مألوف غير منكور، أَلا ترى أَن
فوعلا وفعولا لَا مَانع لكل وَاحِد مِنْهُمَا أَن يكون فِي المعتل
كَمَا يكون فِي الصَّحِيح، وَأما فيعل بِفَتْح العينِ مِمَّا
عيْنَه يَاء فعزيز، ثمَّ لم تَمنعهُ عزة ذَلِك أَن حكم بذلك على
عَيَّنٍ وَعدل عَن أَن يحملهُ على أحد المثالين اللَّذين كل وَاحِد
مِنْهُمَا لَا مَانع لَهُ من كَونه فِي المعتل العْين كَونه فِي
الصحيحها فَلَا نَظِير لِعَيَّنٍ. وَالْجمع عيائن همزوا لقربها من
الطّرف.
وعَيْنُ الْقبْلَة: حَقِيقَتهَا.
والعَيْنُ من السَّحَاب: مَا اقبل من نَاحيَة الْقبْلَة وَعَن
يَمِينهَا يَعْنِي قبْلَة الْعرَاق، يُقَال: هَذَا مطر العَيْنِ،
وَلَا يُقَال: مُطِرْنَا بالعَين. وَقَالَ ثَعْلَب: إِذا كَانَ
الْمَطَر من نَاحيَة الْقبْلَة فَهُوَ مطر العَيْن.
والعَيْنُ: مطر أَيَّام لَا يقْلع. وَقيل: هُوَ الْمَطَر يَدُوم
خَمْسَة أَيَّام أَو سِتَّة قَالَ الرَّاعِي:
(2/251)
وأنآءُ حَتىٍّ تَحْتَ عَيْنِ مَطِيرَةٍ ...
عِظامِ البُيوت يَنزِلون الرَّوابيا
يَعْنِي حَيْثُ لَا تخفى نيرانهم، يُرِيدُونَ أَن تأتيهم الآضياف.
والعَيْنُ: النَّاحِيَة.
وعَيْنُ الرّكْبَة: نقرة فِي مقدمتها.
وعَيءنُ الشَّمْس: شعاعها الَّذِي لَا تثبت عَلَيْهِ العينُ.
وَقيل: العَيْنُ، الشَّمْس نَفسهَا، يُقَال: طلعت العينُ وَغَابَتْ
العينُ، حَكَاهُ اللحياني.
والعَيْنُ: المَال العتيد الْحَاضِر. وَمن كَلَامهم: عَيْنٌ غير
دين.
والعَيْنُ: الدِّينَار كَقَوْل أبي الْمِقْدَام:
حَبَشِيّ لَهُ ثَمانُونَ عَيْنا ... بينَ عَيْنَيْهِ قد يَسُوقُ
إفالا
والعَيْنُ: الذَّهَب عَامَّة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا:
عَلَيْهِ مائَة عَيْنا، وَالرَّفْع الْوَجْه لِأَنَّهُ يكون من
اسْم مَا قبله، وَهُوَ هُوَ.
والعَيْنُ فِي الْمِيزَان: الْميل قيل هُوَ أَن ترجح إِحْدَى كفتيه
على الْأُخْرَى، وَهِي أُنْثَى.
وَجَاء بالامر من عَيْنٍ صَافِيَة أَي من فصه.
وَجَاء بِالْحَقِّ بِعَيْنه أَي خَالِصا وَاضحا.
وعَيْنُ الْمَتَاع وَالْمَال وعِينَتُه: خِيَاره، وَقد اعْتانَه،
وَخرج فِي عينة ثِيَابه أَي فِي خِيَارهَا.
وعِينَهُ الْخَيل: جيادها، عَن اللحياني.
وعَيْنُ الشَّيْء: نَفسه وشخصه وَأَصله، وَالْجمع أعَيْانٌ.
وَهَذِه أعَيانُ دراهمك ودراهمك بأعْيانها عَن اللحياني، قَالَ:
وَلَا يُقَال فِيهَا: أعْيُنٌ وَلَا عُيُونٌ. وَهَؤُلَاء إخْوَتك
بأعْيِانهِم. وَلَا يُقَال فِيهِ: بأعْيُنهمْ - وَلَا عيونهم.
وعَيْنُ الرجل: شَاهده، وَمِنْه قَوْلهم: الْفرس الْجواد عينه
فراره. وفراره أَي إِذا رايته تفرست فِيهِ الْجَوْدَة من غير أَن
تفره عَن عَدو أَو غير ذَلِك.
وَمَا بهَا عَيْنٌ وعَيَنٌ وعائنٌ وعائنَة أَي أحد.
والأعْيانُ: اخوة يكونُونَ لأَب وَأم، وَلَهُم اخوة لعَلَّات.
(2/252)
وعَيَّن عَلَيْهِ: اخبر السُّلْطَان
بمساوئه شَاهدا كَانَ أَو غَائِبا.
والعَيْنُ والعينَةُ: الرِّبَا.
وعَيَّنَ التَّاجِر: أَخذ بالعِينَةِ أَو أعْطى بهَا.
والعِينَةُ: السّلف، تَعَيَّن عِينَةً، وعَيَّنَهُ إِيَّاهَا.
والعَيَنُ: أهل الدَّار: قَالَ:
تَشْرَبُ مَا فِي وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْ
والعَيَنُ: الْجَمَاعَة، قَالَ:
إِذا رَآني وَاحِدًا أَو فِي عَيَنْ ... يَعْرِفُنِي أطْرَقَ
إطْراقَ الطُّحَنْ
وصَنع ذَلِك على عَيْنٍ وعَلى عَيْنَيْنِ وعَلى عمد عَيْنٍ وعَلى
عمد عينين، كل ذَلِك بِمَعْنى وَاحِد أَي عمدا عَن اللحياني.
ولقيته قبل كل عائنة وعَيْنٍ أَي قبل كل شَيْء.
ولقيته أول ذِي عينين وعائنة وَأول عين أَي أول شَيْء ولقيته
مُعَاينَة ولقيته عَيْنَ عنة ومعاينة كل ذَلِك بِمَعْنى.
وَأَعْطَاهُ ذَاك عَيْنَ عنة أَي خَاصَّة من بَين أَصْحَابه.
والعَيْنُ: طَائِر أصفر الْبَطن اخضر الظّهْر بِعظم القمرى.
والعِيَانُ: حَلقَة تجْعَل على طرف اللؤمة وَالسَّلب والدجرين،
وَالْجمع أعْيِنَةٌ وعُيُنٌ سِيبَوَيْهٍ: ثقلوا لِأَن الْيَاء أخف
عَلَيْهِم من الْوَاو، يَعْنِي انه لَا يحمل بَاب عُيُنٍ على بَاب
خون بالاجماع لخفة الْيَاء وَثقل الْوَاو، وَمن قَالَ أزر فَخفف
وَهِي التميمية لزمَه أَن يَقُول عِينٌ فيكسر الْعين فَتُصْبِح
الْيَاء وَلم يَقُولُوا: عُيْنٌ كَرَاهِيَة الْيَاء الساكنة بعد
الضمة.
والمَعانُ: الْمنزل. يُقَال الْكُوفَة معَان منا، وَقد تقدم فِي
الصَّحِيح لِأَنَّهُ يكون فعالاً ومفعلاً.
وتَعَيَّنَ السقاء: رق من الْقدَم. وَقيل: التعَيُّن فِي الْجلد:
أَن تكون فِيهِ دوائر رقيقَة مثل
(2/253)
الأعْيُنِ. وَلَيْسَ ذَلِك بِقَوي.
وَشُعَيْب عَيِّنٌ وعَيَّنٌ: يسيل مِنْهَا المَاء. وَقد تقدم ذَلِك
فِي السقاء.
وعَيَّنَ الْقرْبَة إِذا صب فِيهَا المَاء حَتَّى تنسد آثَار
الخرز.
والمُعَيَّنُ من الْجَرَاد: الَّذِي يسلخ فتراه أَبيض وأحمر.
وأتيت فلَانا وَمَا عين لي بِشَيْء وَمَا عينني بِشَيْء أَي مَا
أَعْطَانِي شَيْئا، عَن اللحياني.
وعَّينَ فلَانا: اخبره بمساوئه فِي وَجهه، عَنهُ أَيْضا.
وعَيْنٌ مَوضِع. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وغُودِرَ طافِيا ... مَا بَينَ عَيْنَ الى
نَباتي الأثْأبُ
وعَيْنُونَةُ: مَوضِع وروى بَعضهم فِي الحَدِيث عِينَيْنِ بِكَسْر
الأول جبل وروى عينين بفتحة وَهُوَ الْجَبَل الَّذِي قَامَ
عَلَيْهِ ابليس يَوْم أحد فَنَادَى: إِن النَّبِي صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قتل. وَفِي الحَدِيث عُثْمَان إِن رجلا
قَالَ لَهُ: إِنِّي لم افر يَوْم عَيْنَيْنِ. قَالَ عُثْمَان: فَلم
تعيرني بذنب قد عَفا الله عَنهُ: حكى الحَدِيث الْهَرَوِيّ فِي
الغريبين.
وعَيْنُ التَّمْر: مَوضِع.
وَرَأس عَيْنٍ وَرَأس العَيْنِ: مَوضِع بَين حران ونصيبين. وَقيل
بَين ربيعَة وَمر. قَالَ المخبل:
وأنُكحْتَ هَزَّالاً خُلَيْدَةَ بَعْدَ مَا ... زَعمْتَ برأسِ
العَيْنِ أَنَّك قاتلُه
وعُيَيْنَةُ: اسْم مَوضِع.
وعَيْنانِ: اسْم مَوضِع بشق الْبَحْرين كثير النّخل قَالَ
الرَّاعِي:
يَحُثُّ بهنَّ الحادِياتِ كأَّنما ... يَحُثَّان جَبَّارًا
بِعَيْنَيْنِ مُكرَعا
والعَيْنُ: حرف هجاء وَهُوَ حرف مجهور يكون أصلا وَيكون بَدَلا
كَقَوْل ذِي الرمة:
اعَنْ تَرَسَّمْتَ مِنْ خَرْقاءَ مَنزلَةً ... ماءُ الصَّبابَةِ من
عَينَيْكَ مَسْجُومُ
يُرِيد أأَن. قَالَ ابْن جني: وَوزن عَيْنٍ فعل. وَلَا يجوز أَن
يكون فيعلا كميت وهين ولين ثمَّ حذفت عَيْنُ الْفِعْل مِنْهُ،
لِأَن ذَلِك هُنَا لَا يحسن من قبل أَن هَذِه حُرُوف جوامد بعيدَة
(2/254)
عَن الْحَذف وَالتَّصَرُّف، وَكَذَلِكَ
الْغَيْن.
وعَيَّنَ عَيْنا حَسَنَة. عَملهَا عَن ثَعْلَب.
مقلوبه: (ن ع ي)
النَّعْيُ: الدُّعَاء بِمَوْت الْمَيِّت والأشعار بِهِ. نَعاه
يَنْعاه نَعْيا ونُعْيانا. وأوقع ابْن محكان النعي على النَّاقة
العقير فَقَالَ:
زَيَّافَةٍ بِنْتِ زَيَّافٍ مُذَكَّرَةٍ ... لَّما نَعَوْها
لِرَاعي سَرْحنا انْتحبا
والنَّعِيُّ: المَنْعِيُّ والنَّاعي قَالَ:
قَامَ النَّعِيُّ فأسمَعا ... ونَعَي الكَرِيمَ الأرْوَعا
ونَعاءِ بِمَعْنى انع.
وتَناعَى الْقَوْم واستنعوا فِي الْحَرْب: نعوا قتلاهم ليحرضوا على
الْقَتْل.
ونعا عَلَيْهِ الشَّيْء ينعاه: عابه بِهِ.
ونَعَى عَلَيْهِ ذنُوبه. كرها لَهُ وشهره بهَا وَأرى يَعْقُوب حكى
فِي المقلوب نَعىَّ عَلَيْهِ ذنُوبه.
واستنعَتِ النَّاقة: تقدّمت.
واستَنْعَتْ: تراجعت نافرة أَو عدت بصاحبها.
واستَنْعى الْقَوْم: تفَرقُوا نافرين.
والإنعاءُ: أَن تستعير فرسا رَاهن عَلَيْهِ وَذكره لصَاحبه.
حَكَاهُ ابْن دُرَيْد، وَقَالَ: لَا أحقه.
والنُّعاءُ: صَوت السنور، وَأرى نونها مبدلة من مِيم المُعاءِ.
مقلوبه: (ن ي ع)
ناعَ يَنِيعُ نَيْعا: تمايل.
واستَناع: تقدم، كاسْتَنْعَى.
(2/255)
مقلوبه: (ي ن ع)
يَنَعَ الثَّمر يَيْنَعُ ويَيْنِعُ يَنْعا ويَنْعا ويُنُوعا فَهُوَ
يِانعٌ من ثَمَر يَنْعٍ، وأيْنَعَ، كِلَاهُمَا: أدْرك. قَالَ:
لقَدْ أمَرَتْني أُمُّ أوفْى سَفاهَةً ... لأهْجُرَ هَجْرًا حِين
أرْطبَ يانِعُهْ
أَرَادَ هجرا فسكن ضَرُورَة.
وثمر يَنِيعٌ وأينَعُ: يانعٌ، قَالَ:
يُفَضُّ عَلَيْهِ رمَّانٌ يَنِيعُ
وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميري:
لَهُ أرَجٌ مِنْ طِيبِ مَا يلْتَقِى بِهِ ... لأيْنَعَ يَنْدَى من
أرَاكٍ وَمن سِدْرِ
وَقد يكنى بالإيناعِ عَن إِدْرَاك المشوى والمطبوخ وَمِنْه قَول
أبي سمال للنجاشي: هَل لَك فِي رُؤُوس جذعان فِي كرش من أول
اللَّيْل إِلَى آخِره، قد أيْنَعَتْ وتَهرَّأت؟ - وَكَانَ ذَلِك
فِي رَمَضَان. قَالَ لَهُ النَّجَاشِيّ: أَفِي رَمَضَان؟ قَالَ
لَهُ أَبُو السمال: مَا شَوَّال ورمضان إِلَّا وَاحِد أَو قَالَ:
نعم. قَالَ فَمَا تسقيني عَلَيْهَا؟ قَالَ: شرابًا كالورس يطيب
النَّفس، يكثر الطّرق، ويدر فِي الْعرق يشد الْعِظَام، ويسهل للفدم
الْكَلَام، قَالَ: فَثنى رجله. فَلَمَّا أكلا وشربا أَخذ فيهمَا
الشَّرَاب فارتفعت أصواتهما فَنَذر بهما بعض الْجِيرَان فَأتى
عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ: هَل لَك فِي
النَّجَاشِيّ وَأبي سمال سكرانين من الْخمر؟ فَبعث إِلَيْهِمَا
عَليّ فَأَما أَبُو سمال فَسقط إِلَى جيران لَهُ، وَأما
النَّجَاشِيّ فأُخذ فأُتى بِهِ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله
عَنهُ، فَقَالَ: أَفِي رَمَضَان وصبياننا صِيَام؟ فَأمر بِهِ فجُلد
ثَمَانِينَ، وزاده عشْرين، فَقَالَ: أَبَا الْحسن مَا هَذِه
العلاوة؟ فَقَالَ لجرأتك على الله. قَالَ: فَجعل أهل الْكُوفَة
يَقُولُونَ: ضرط النَّجَاشِيّ. فَقَالَ: كلا إِنَّهَا ثَمَانِيَة
ووكاؤها شهر. كل ذَلِك حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي. وَأما قَول
الْحجَّاج: إِنِّي لأرى رؤوسا قد أيْنَعَتْ وحان قطافها.
فَإِنَّمَا أَرَادَ: قد قرب حمامها وحان صرامها أَو قطافها كَمَا
يقطف الْعِنَب.
وَقَالُوا: أَحْمَر يَانِع: كقانئ.
(2/256)
واليَنَعَةُ: خرزة حَمْرَاء. وَفِي حَدِيث
الْمُلَاعنَة " إِن وَلدته أُحيمر مثل اليَنَعَة ".
واليَنَعَةُ أَيْضا: ضرب من العقيق مَعْرُوف. حَكَاهُمَا
الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
الْعين وَالْفَاء وَالْيَاء
عاف الشَّيْء يَعافُه عَيْفا وعِيافَةً وعِيافا وعَيَفانا: كرهه.
وَقد غلب على كَرَاهِيَة الطَّعَام. وَقيل: العِيافُ الْمصدر.
والعِيافَةُ الِاسْم، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
كالثَّوْرِ يُضْرَبُ أنْ تَعافَ نِعاجُه ... وَجَبَ العِيافُ
ضَرَبْتَ أوْ لم تَضرِبِ
وَرجل عَيُوفٌ وعَيْفانُ: عائِفٌ. واستعاره النَّجَاشِيّ للكلاب
فَقَالَ يهجو ابْن مقبل:
تَعافُ الكِلابُ الضَّارِياتُ لُحومَهُمْ ... وتَأكُلُ مِنْ كَعْبِ
بنِ عوْفٍ ونَهشلِ
وَقَوله:
فإنْ تَعافُوا العَدْلَ والإيمانا ... فإنَّ فِي أيمانِنا نيرانا
فَأَنَّهُ يَعْنِي بالنيران سيوفا، أَي فَإنَّا نَضْرِبكُمْ
بسيوفنا، فَاكْتفى بِذكر السيوف من ذكر الضَّرْب بهَا.
وعافَ المَاء: تَركه وَهُوَ عطشان.
والعَيُوفُ من الْإِبِل: الَّذِي يشم المَاء وَهُوَ صَاف فيدعه
وَهُوَ عطشان.
وأعاف الْقَوْم: عافَتْ إبلهم المَاء.
وعاف الطَّائِر وَغَيره من السوانح يَعيفُه عِيافَةً: زَجره. قَالَ
ابْن جني: أصل عِفْتُ الطير فَعَلْتُ عَيَفْتُ، ثمَّ نقل من فَعَلَ
إِلَى فَعِلَ ثمَّ قلبت الْيَاء فِي فَعَلْتُ ألفا فَصَارَ عافتْ.
فَالتقى ساكنان الْعين المعتلة وَلَام الْفِعْل فحذفت الْعين
لالتقائهما. فَصَارَ التَّقْدِير عَفْتُ ثمَّ نقلت الكسرة إِلَى
الْفَاء لِأَن أَصْلهَا قبل الْقلب فعِلتُ فَصَارَ عِفْتُ،
فَهَذِهِ مُرَاجعَة أصل إِلَّا أنَّه ذَلِك الأَصْل الْأَقْرَب لَا
الْأَبْعَد، أَلا ترى أَن أول أَحْوَال هَذِه الْعين فِي صِيغَة
الْمِثَال إِنَّمَا هُوَ فَتْحة الْعين الَّتِي أبدلت مِنْهَا
الكسرة.
(2/257)
وَكَذَلِكَ فِي أشباه هَذَا من ذَوَات
الْيَاء.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: حملوه على فِعالَةٍ كَرَاهِيَة الفُعُول وَقد
تكون العِيافَةُ بالحدس وَإِن لم تَرَ شَيْئا.
وعافَ الطَّائِر عَيَفانا: حام فِي السَّمَاء.
وعافَ عَيْفا: حام حول المَاء وَغَيره قَالَ أَبُو زبيد:
كأنَّ أوْبَ مَساحِي القَوْمِ فوقَهُمُ ... طَيرٌ تعِيفُ على جُونٍ
مَزَاحِيفِ
وَأَبُو العَيُوف: رجل، قَالَ:
وكانَ أَبُو العَيُوفِ أَخا وجاراً ... وَذَا رَحِمٍ فقلتُ لَهُ
نِقاضَا
وَابْن العَيْفِ الْعَبْدي من شعرائهم.
مقلوبه: (ى ف ع)
اليَفاعُ: المشرف من الأَرْض أَو الْجَبَل، وَقيل: هُوَ قِطْعَة
مِنْهُمَا فِيهَا غلظ. قَالَ الْقطَامِي:
وأصْبَحَ سَيْلُ ذَلِك قَدْ تَرَقَّى ... إِلَى مَنْ كانَ مَنزِلُه
يَفاعا
وَقَول حميد بن ثَوْر:
وَفِي كُلّ نَشْزٍ لَهَا مَيْفَعٌ ... وَفِي كُلّ وَجْهٍ لَهَا
مُرْتَعى
فسره الْمُفَسّر فَقَالَ: مَيْفَعٌ كَيَفاعٍ. وَلست أَدْرِي كَيفَ
هَذَا، لِأَن الظَّاهِر من مَيْفَعٍ فِي الْبَيْت أَن يكون مصدرا
وَأرَاهُ توهم من اليفاع فعلا فجَاء بمصدر عَلَيْهِ، وَالتَّفْسِير
الأول خطأ ويقوى مَا قُلْنَاهُ قَوْله:
وَفِي كُلّ وَجْهٍ لَهَا مُرْتَعَى
واليافعُ: مَا أشرف من الرمل. قَالَ ذُو الرمة يصف خشفا:
(2/258)
تَنْفِى الطَّوارِفَ عَنْهُ دِعْصَتا
بَقَرٍ ... أوْ يافعٌ مِنْ فِرِندَادَيْن مَلْمُوُمُ
وجبال يَفَعاتٌ ويافِعاتٌ: مشرفات. وَقيل: كل مُرْتَفع: يافع،
أنْشد ابْن الْأَعرَابِي لأبي العارم الْكلابِي:
فأشْعَرْتُه تحتَ الظلامِ وبَيْننا ... منَ الْحَظِرِ المَنْظُودِ
فِي العينِ يافعُ
وتَيَفَّع الرجل: أوقد ناره فِي اليَفاعِ أَو اليَافع قَالَ رشيد
بن رميض الْعَنزي:
إِذا حانَ منهُ مَنزِلُ القَوْمِ أوْقَدَتْ ... لأُخرَاهُ أُولاهُ
سنا وتَيَفَّعوا
وَغُلَام يافِعٌ ويَفَعَةٌ وأفَعَةٌ ويَفَعٌ: شَاب، وَكَذَلِكَ
الْجَمِيع والمؤنث، وَرُبمَا كسر على الأيْفاعِ، وَقد أيْفَعَ
وَهُوَ يافعٌ على غير قِيَاس، قَالَ كرَاع: وَنَظِيره أبقل الْموضع
وَهُوَ بَاقِل: كثر بقله، وأورق النبت وَهُوَ وارق: طلع ورقه،
وأورس وَهُوَ وارس، كَذَلِك، وَأقرب الرجل وَهُوَ قَارب إِذا قربت
إبِله من المَاء وَهِي لَيْلَة الْقرب. وَنَظِير هَذَا اعني مَجِيء
اسْم الْفَاعِل على حذف الزِّيَادَة مَجِيء اسْم الْمَفْعُول على
حذفهَا أَيْضا. نَحْو أحبه فَهُوَ مَحْبُوب. وأضأده فَهُوَ مضئود.
وَنَحْوه.
وتَيَفَّع الْغُلَام: كأيْفَعَ.
وَجَارِيَة يَفَعَةٌ ويافِعَةٌ وَقد أيْفَعَتْ أَيْضا.
ويافَعَ فلَان أمة فلَان: فجر بهَا.
الْعين وَالْبَاء وَالْيَاء
العَبايَةُ: ضرب من الأكسية وَاسع فِيهِ خطوط سود كبار. وَالْجمع
عِباءٌ. والعَباءَةُ لُغَة فِيهِ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنَّمَا
همزت وَإِن لم يكن حرف الْعلَّة فِيهَا طرفا لأَنهم جَاءُوا
بِالْوَاحِدِ على قَوْلهم فِي الْجمع عَباءٌ كَمَا قَالُوا مسنية
ومرضية حِين جَاءَت على مسني ومرضي. وَقَالَ: العَباءُ: ضرب من
الأكسية وَالْجمع أعْبِيَةٌ، والعَباءُ على هَذَا وَاحِد. قَالَ
ابْن جني، وَقَالُوا: عباءَةٌ وَقد كَانَ يَنْبَغِي لما لحقت
الْهَاء آخرا وَجرى الْإِعْرَاب عَلَيْهَا وقويت الْيَاء لبعدها
عَن الطّرف أَلا تهمز وَألا يُقَال إِلَّا عَبايَةٌ فَيقْتَصر على
التَّصْحِيح دون الإعلال. وَأَن لَا يجوز فِيهِ الْأَمْرَانِ كَمَا
اقتصرت فِي نِهَايَة وغباوة وشقاوة وسعاية ورماية على التَّصْحِيح
دون الإعلال
(2/259)
لِأَن الْخَلِيل رَحمَه الله قد علل ذَلِك
فَقَالَ: إِنَّهُم إِنَّمَا بنوا الْوَاحِد على الْجمع، فَلَمَّا
كَانُوا يَقُولُونَ عَباءٌ فيلزمهم إعلال الْيَاء لوقوعها طرفا
فأدخلوا الْهَاء. وَقد انقلبت الْيَاء حِينَئِذٍ همزَة فَبَقيت
اللَّام معتلة بعد الْهَاء كَمَا كَانَت معتلة قبلهَا.
العَبا: الجافي، وَالْمدّ لُغَة، قَالَ:
كَجَبْهَةِ الشيخِ العَباءِ الثَّطّ
وَقيل: العَباءُ بِالْمدِّ: الثقيل الأحمق.
وعَبَّى الْجَيْش: أصلحه وهيأه.
والعَبَاةُ من السطاح: الَّذِي ينفرش على الأَرْض.
وابنُ عَبايةَ من شعرائهم.
وعَبايَةُ بن رِفَاعَة من رُوَاة الحَدِيث
مقلوبه: (ع ي ب)
العَيْبُ والعابُ: الوصمة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ أمالوا العاب
تَشْبِيها لَهُ بِأَلف رمي لِأَنَّهَا منقلبة عَن يَاء. وَهُوَ
نَادِر، وَالْجمع أعْيابٌ وعُيُوبٌ، الأولى عَن ثَعْلَب، وَأنْشد:
كَيْما اعِدَّكُمُ لأبْعَدَ مِنْكُمُ ... ولقَدْ يُجاءُ إِلَى
ذَوِي الأعيابِ
وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: إِلَى ذَوي الْأَلْبَاب.
والمَعابُ والمَعِيبُ: العَيْبُ، وَقَول أبي زبيد الطَّائِي:
إِذا اللَّثا رَقَأتْ بَعْدَ الكَرَى وذَوَتْ ... وأحْدَثَ
الرِّيقُ بالأفوَاهِ عَيَّابا
يجوز فِيهِ أَن يكون العيَّاب اسْما للعَيْبِ كالقذاف والجبان.
وَيجوز أَن يُرِيد عَيْبَ عَيَّابٍ فَحذف الْمُضَاف وَأقَام
الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه.
وَقد عابَ الشَّيْء عَيْبا: صَار ذَا عَيْب.
وعابَهُ عَيْبا وعابا وعَيَّبَهُ وتَعَيَّبَهُ، قَالَ الْأَعْشَى:
ولَيْسَ مُجِيرًا إنْ أَتَى الحَيَّ خائفٌ ... وَلَا قائِلاً إلاَّ
هُوَ المُتَعَيَّبَا
(2/260)
أَي وَلَا قَائِلا القَوْل المَعِيبَ
إِلَّا هُوَ.
وَرجل عَيَّابٌ وعَيَّابَةٌ وعُيَبَةٌ: كثير العَيْبِ لناس،
وَقَالَ:
اسْكُتْ وَلَا تَنْطِقْ فأنْتَ خَيَّابْ ... كُلُّكَ ذُو عَيْبٍ
وأنْتَ عَيَّابْ
وَأنْشد ثَعْلَب:
قَالَ الجَوَارِي مَا ذَهَبْتَ مَذْهَبا ... وعِبْنَنِي ولمْ أكُنْ
مُعَيَّبا
وَقَالَ:
وصَاحِبٍ لي حَسَنِ الدُّعابَةْ ... لَيْسَ بِذي عَيْبٍ وَلَا
عَيَّابَةْ
وَعابَ المَاء: نقب الشط فَخرج مجاوزه.
والعَيْبَةُ: وعَاء من ادم يكون فِيهَا الْمَتَاع، وَالْجمع عِيابٌ
وعِيَبٌ، فَأَما عِيابٌ فعلى الْقيَاس وَأما عيب فَكَأَنَّهُ
إِنَّمَا جَاءَ على جمع عَيْبَة وَذَلِكَ لِأَن الْيَاء مِمَّا
سَبيله أَن يَأْتِي تَابعا للكسرة وَكَذَلِكَ كل مَا جَاءَ من فعلة
مِمَّا عينه يَاء على فعل.
والعَيْبَةُ أَيْضا: زبيل من ادم ينْقل فِيهِ الزَّرْع المحصود
إِلَى الجرين فِي لُغَة هَمدَان.
وعَيْبَةُ الرجل: مَوضِع سره على الْمثل وَفِي الحَدِيث "
الْأَنْصَار عَيْبَتِي وكرشي ".
والعِيابُ: المندف.
مقلوبه: (ب ع ي)
بَعَيْتُ أبْعِي: مثل اجترمت وجنيت حَكَاهُ كرَاع، والأعرف
الْوَاو.
مقلوبه: (ب ي ع)
البَيْعُ: ضد الشِّرَاء.
والبَيْع: الشِّرَاء أَيْضا. وَقد بَاعه الشَّيْء وَبَاعه مِنْهُ
بيعا فيهمَا، قَالَ:
(2/261)
إِذا الثُّرَيَّا طَلَعَتْ عِشاءَ ...
فَبِعْ لِرَاعي غَنَم كِساءَ
وابتاع الشَّيْء: اشْتَرَاهُ.
وأباعَهُ: عرضه للْبيع، قَالَ:
فَرَضِيتُ آلاءَ الكُمَيْتِ فَمَنْ يَبِعْ ... فَرَسا فليسَ
جَوَادُنا بِمُباعِ
ويروى: أفلاءَ الْكُمَيْت.
وبايَعَه مُبايَعَةً وبِياعا: عَارضه للْبيع، قَالَ جُنَادَة بن
عَامر:
فإنْ أكُ نائِيا عَنهُ فَإِنِّي ... سُرِرْتُ بِأَنَّهُ غَبَنَ
البِياعا
وَقَالَ قيس بن الذريح:
كمَغْبُونٍ يعَضُّ على يَدَيْهِ ... تَبَيَّنَ غَبْنَه بَعْدَ
البِياعِ
والبَيِّعانِ: البَائِع وَالْمُشْتَرِي، وَجمعه باعَةٌ عِنْد كرَاع
وَنَظِيره عَيِّلَ وَعَالَة وَسيد وسَادَة وَعِنْدِي أَن ذَلِك
كُله إِنَّمَا هُوَ جمع فَاعل، فَأَما فَيْعَلٌ فَجَمعه بِالْوَاو
وَالنُّون.
والبَيْعُ: اسْم المَبِيعِ، قَالَ صَخْر الغي يصف سحابا:
فأقْبَل مِنْهُ طِوَالُ الذُّرَا ... كأنَّ عليهنَّ بَيْعا جَزِيفا
وَالْجمع بُيُوعٌ.
والبِياعاتُ: الْأَشْيَاء المُبتاعة للتِّجَارَة.
وَرجل بَيُوعٌ: جيد البَيْعِ، وبَيَّاعٌ: كَثِيرَة، وبَيِّعٌ
كبَيَوُعٍ، وَالْجمع بَيِّعُون وَلَا يكسر، وَالْأُنْثَى
بَيِّعَةٌ، وَالْجمع بَيِّعاتٌ، وَلَا يكسر، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.
والبَيْعَةُ: الصَّفْقَة على إِيجَاب البَيْعِ.
والبَيْعَةُ: الْمُتَابَعَة وَالطَّاعَة، وَقد تَبايَعُوا على
الْأَمر.
(2/262)
وبايَعَه عَلَيْهِ مُبايَعَةً: عاهده.
والبِيعَةُ: كَنِيسَة النَّصَارَى، وَقيل: كَنِيسَة الْيَهُود.
ونُبايُع - بِغَيْر همز - مَوضِع، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فَكَأَنَّهَا بالجِزْعِ جِزْعِ نُبايعٍ ... وأُلاتِ ذِي العَرْجاءِ
نَهْبٌ مُجْمَعُ
قَالَ ابْن جني هُوَ فعل مَنْقُول، وَزنه نفاعل كنضارب وَنَحْوه
إِلَّا انه سمى بِهِ مُجَردا من ضَمِيره فَلذَلِك أُعرب وَلم يُحك،
وَلَو كَانَ فِيهِ ضَمِيره لم يَقع فِي هَذَا الْموضع لِأَنَّهُ
كَانَ تلْزم حكايته إِن كَانَ جملَة كذرى حبا وتأبط شرا فَكَانَ
ذَلِك يكسر وزن الْبَيْت لِأَنَّهُ كَانَ يلْزمه مِنْهُ حذف سَاكن
الوتد فَيصير متفاعلن إِلَى متفاعل وَهَذَا لَا يُجِيزهُ أحد.
فَإِن قلت: فَهَلا نونته كَمَا ينون فِي الشّعْر الْفِعْل نَحْو
قَوْله:
منْ طَلَلٍ كالأتْحَمِىّ أْنهَجَنْ
وَقَوله:
دَايَنْتُ أرْوَى والدُّيُونُ تُقْضَنْ
فَكَانَ ذَلِك يَفِي بِوَزْن الْبَيْت لمجيء نون متفاعلن، قيل:
هَذَا التَّنْوِين إِنَّمَا يلْحق الْفِعْل فِي الشّعْر إِذا كَانَ
الْفِعْل قافية فَأَما إِذا لم يكن قافية فَإِن أحدا لَا يُجِيز
تنوينه، وَلَو كَانَ نُبَايِع مهموزا لكَانَتْ نونه وهمزته أصلين،
فَكَانَ كعذافير، وَذَلِكَ أَن النُّون وَقعت موقع أصل يحكم
عَلَيْهَا بالأصلية، والهمزة حَشْو فَيجب أَن تكون أصلا. فَإِن
قلت: فلعلها كهمزة حطائط وجرائض. قيل: ذَلِك شَاذ فَلَا يحسن
الْحمل عَلَيْهِ. وَصرف نبائع، وَهُوَ مَنْقُول مَعَ مَا فِيهِ من
التَّعْرِيف والمثال، ضَرُورَة.
الْعين وَالْمِيم وَالْيَاء
العَمَى: ذهَاب الْبَصَر كُله. عَمِىَ عَمىً واعْمَايَّ وتَعَمَّى
فِي معنى عَمِيَ، أنْشد الْأَخْفَش:
صَرَفْتَ وَلم تصْرِفْ أوَاناً وبادَرَتْ ... نُهاكَ دُمُوعُ
العَيْنِ حَتَّى تَعَمَّتِ
(2/263)
فَهُوَ أْعَمى وعَمٍ، وَالْأُنْثَى
عَمْياءُ وعَمِيَةٌ وَأما عَمْيَةٌ فعلى حد فَخْذٍ فِي فَخِذٍ
خففوا مِيم عَمِيَةٍ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.
وأْعماه وعَمَّاهُ: صيره أعْمى، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
وعَمَّى عَلَيْهِ الموتُ يَأتِي طَريقَةُ ... سِنانٌ كَعَسْرَاءِ
العُقابِ مِنهبُ
يَعْنِي بِالْمَوْتِ السنان فَهُوَ بدل من الْمَوْت ويروي: وعَمَّى
عَلَيْهِ الْمَوْت بَابَيْ طَرِيقه. يَعْنِي عَيْنَيْهِ.
والعَمَى ذهَاب نظر الْقلب، وَالْفِعْل كالفعل وَالصّفة كالصفة
إِلَّا انه لَا يُبني فِعْلُه على افْعالَّ لِأَنَّهُ لَيْسَ
بمحسوس، وَإِنَّمَا هُوَ على الْمثل وافْعالَّ إِنَّمَا هِيَ
للمحسوس فِي اللَّوْن والعاهة.
وَقَوله تَعَالَى (ومَا يَسْتَوِي الأعْمَى والبَصِيرُ وَلَا
الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الحَرور) قَالَ
الزّجاج: هَذَا مثل ضربه الله للْمُؤْمِنين والكافرين. الْمَعْنى:
وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى عَن الْحق وَهُوَ الْكَافِر، والبصير
وَهُوَ الْمُؤمن الَّذِي يبصر رشده، (ولَا الظُّلُماتُ وَلَا
النورُ) الظلماتُ: الضَّلَالَة. والنور: الْهدى. (ولَا الظِّلُّ
وَلَا الحَرُورُ) أَي لَا يَسْتَوِي أَصْحَاب الْحق الَّذين هم فِي
ظلّ من الْحق وَلَا أَصْحَاب الْبَاطِل الَّذين هم فِي حر دَائِم.
وَقَول الشَّاعِر:
وثَلاثٍ بَين اثْنَتَيْنِ بهَا يُرْ ... سِلُ أْعمَى بِمَا يَكيدُ
بَصيرَا
يَعْنِي الْقدح، جعله أعمى لِأَنَّهُ لَا بصر لَهُ، وَجعله بَصيرًا
لِأَنَّهُ يصوب إِلَى حَيْثُ يقْصد بِهِ الرَّامِي.
وتعامى: اظهر العَمَى، يكون فِي الْعين وَالْقلب.
وَقَوله تَعَالَى (ونَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيامَةِ أْعمَى) قيل هُوَ
مثل قَوْله (ونَحْشُرُ المجرِمينَ يَوْمَئِذ زُرْقا) وَقيل أعْمَى
عَن حجَّته، وتأويله انه لَا حجَّة لَهُ يَهْتَدِي إِلَيْهَا،
لِأَنَّهُ لَيْسَ للنَّاس على الله حجَّة بعد الرُّسُل، وَقد بشر
وأنذر ووعد وأوعد، وَقَوله تَعَالَى: (صُمّ بكمٌ عُمْيٌ) هُوَ على
الْمثل جعلهم فِي ترك الْعَمَل بِمَا
(2/264)
يبصرون ووعى مَا يسمعُونَ بِمَنْزِلَة
الْمَوْتَى لِأَن مَا بَين من قدرته وصنعته الَّتِي يعجز عَنْهَا
المخلوقون دَلِيل على وحدانيته.
والأْعمَيَان: السَّيْل والجمل الهائج. وَقيل: السَّيْل والحريق،
كِلَاهُمَا عَن يَعْقُوب قَالَ:
وَهَبْتُ إخاءَكَ للأَعْمَيَينِ ... ولِلأثرَمَينِ ولَمْ أظْلِمِ
والعَمْياءُ والعَمايَةُ والعُميَّةُ والعَمِيَّةُ كُله: الغواية
واللجاجة فِي الْبَاطِل.
والعُمِّيَّةُ والعِمِّيَّةُ: الْكبر، من ذَلِك حكى اللحياني:
تَركتهم فِي عُمِّيَّةٍ وعِمِّيَّةٍ، وَهُوَ من العَمَى.
وقتيل عِمِّيَّا أَي لم يدر من قَتله، وَفِي الحَدِيث هُوَ قَتِيل
عِمِّيَّا.
والأَعماءٌ: المجاهل يجوز أَن يكون وَاحِدهَا عَمىً. وأعماء
عامِيَةٌ على الْمُبَالغَة قَالَ رؤبة:
وبَلَدٍ عامِيَةٍ أعْماؤُه ... كأنَّ لَوْنَ أرْضِهِ سَمَاؤُهُ
وَقَوله عامِيَةٍ أْعماؤُهُ أَرَادَ متناهية فِي العَمى على حد
قَوْلهم ليل لائِل، وَكَأَنَّهُ قَالَ: أْعماؤُه عامِيَةٌ. فَقدم
وَأخر، وقلما يأْتونَ بِهَذَا الضَّرْب من المبالغ بِهِ إِلَّا
تَابعا لما قبله كَقَوْلِه شُغل شَاغِل ولَيل لائِل لكنه اضْطر
إِلَى ذَلِك فَقدم وَأخر.
ولقيته صَكَّةَ عُمَىّ وصَكَّةَ أْعَمى أَي فِي أَشد الهاجرة حرا،
وَذَلِكَ أَن الظبي إِذا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحر طلب الكناس وَقد
برقتْ عينه من بَيَاض الشَّمْس ولمعانها فيسدر بَصَره حَتَّى يصك
بِنَفسِهِ الكناس لَا يبصره. وَقيل: هُوَ أَشد الهاجرة حرا. وَقيل:
حِين كَاد الْحر يَعْمِي من شدته، وَلَا يُقَال فِي الْبرد. وَقيل:
حِين يقوم قَائِم الظهيرة. وَقيل: عُمَىٌّ: الْحر بِعَيْنِه:
وَقيل: عُمَىّ: رجل من عدوان كَانَ يُفْتِي فِي الْحَج فاقبل
مُعْتَمِرًا وَمَعَهُ ركب حَتَّى نزلُوا بعض الْمنَازل فِي يَوْم
شَدِيد الْحر، فَقَالَ عُمَىّ: من جَاءَت عَلَيْهِ هَذِه السَّاعَة
من غَد وَهُوَ حرَام لم يقْض عمرته فَهُوَ حرَام إِلَى قَابل.
فَوَثَبَ النَّاس يضْربُونَ حَتَّى وافوا الْبَيْت وَبينهمْ
وَبَينه من ذَلِك الْموضع ليلتان جوادان. فَضرب مثلا. وَقد
أَنْعَمت شرح هَذِه الْمَسْأَلَة من جِهَة النَّحْو فِي كتَابنَا
الموسوم بالمخصص.
وَقَوله:
(2/265)
يَحْسَبُه الجاهِلُ مَا كَانَ عَمَى ...
شَيخا على كُرْسِيِّه مُعَمَّما
أَي إِذا نظر إِلَيْهِ من بعيد، فَكَأَن العَمَى هُنَا الْبعد، يصف
وطب اللَّبن، يَقُول إِذا رَآهُ الْجَاهِل من بعد ظَنّه شَيخا
مُعَمَّما لبياضه.
والعَماءُ: السَّحَاب الْمُرْتَفع. وَقيل الكثيف، وَقيل: هُوَ
الْغَيْم الكثيف الممطر. وَقيل: هُوَ الرَّقِيق، وَقيل: هُوَ
الْأسود. وَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ الْأَبْيَض. وَقيل: هُوَ
الَّذِي هراق مَاءَهُ وَلم يتقطع تقطع الجفال، واحدته عَماءَةٌ.
وعَمَى الشَّيْء عَمْيا: سَالَ.
وعَمَى الموج عَمْيا: رمى بالقذى وَدفعه.
وعَمَى الْبَعِير بلغامه عَمْيا: هدر فَرمى بِهِ ايا كَانَ وَقيل:
رمى بِهِ على هامته.
واعْتَمَى الشَّيْء اخْتَارَهُ. وَالِاسْم العِمْيَةُ.
مقلوبه: (ع ي م)
عامَ إِلَى اللَّبن يَعامُ ويَعِيمُ عَيْما وعَيْمَةً: اشتهاه.
وَفِي الدُّعَاء على الْإِنْسَان مَاله آم وعامَ. آم: هَلَكت
امْرَأَته. وعامَ: هَلَكت مَاشِيَته فاشتاق إِلَى اللَّبن. وَقَالَ
اللحياني: عَام: فقد اللَّبن. فَلم يزدْ على ذَلِك. وَرجل
عَيْمانُ، وَامْرَأَة عَيْمَى - وجمعهما عِيام وعَيامَى.
وأعامَ الْقَوْم: هَلَكت إبلهم فَلم يَجدوا لَبَنًا.
والعَيْمَةُ أَيْضا: شدَّة الْعَطش، قَالَ أَبُو مُحَمَّد الحذلمي:
تُشْفىَ بهَا العَيْمَةُ من سَقامِها
والعَيْمَةُ من الْمَتَاع: خيرته.
واعْتامَ الشَّيْء: اخْتَارَهُ، قَالَ طرفَة:
أرَى الموتَ يَعْتامُ الكِرامَ ويَصْطَفِي ... عَقِيلَةَ مالِ
الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ
(2/266)
مقلوبه: (م ع ي)
المِعْيُ والمِعَي: من أعفاج الْبَطن، مُذَكّر وروى التانيث فِيهِ
من لَا يوثق بِهِ، وَالْجمع الأمعاء، وَقَول الْقطَامِي:
كأنَّ نُسُوعَ رَحْلِي حِينَ ضَمَّتْ ... حَوَالِبَ غُرَّزًا
ومِعاً جِياعا
أَقَامَ الْوَاحِد مقَام الْجمع كَمَا قَالَ تَعَالَى (يُخْرِجُكم
طِفْلاً) ومِعَى الفاوة: ضرب من رَدِيء تمر الْحجاز.
والمِعَى: كل مذنب بالحضيض ناصي مذنبا بالسند. وَقَالَ أَبُو
حنيفَة: المعى: سهل بَين صلبين، قَالَ ذُو الرمة:
بِصُلْبِ المِعَى أوْ بُرْقَةِ الثَّوْرِ لم يَدَعْلها جِدَّةً
جَوْلُ الصَّبا والجَنائِبِ
وَقيل: المِعَى: مسيل المَاء بَين الْحرار والمُعَىُّ: اسْم مَكَان
أَو رمل قَالَ العجاج:
وخِلْتُ أنْقاءَ المُعَىّ رَبْرَبا
وَقَالُوا: جَاءَ مَعا. وَجَاءُوا مَعَا أَي جَمِيعًا.
وَقَالَ عَليّ: مَعاً على هَذَا اسْم وألفه منقلبة عَن يَاء كرحى
لِأَن انقلاب الْألف فِي هَذَا الْموضع عَن الْيَاء أَكثر من
انقلابها عَن الْوَاو، وَهُوَ قَول يُونُس، وعَلى هَذَا يسلم قَول
حَكِيم بن معية التَّمِيمِي من الإكفاء وَهُوَ:
إنْ شِئْتِ يَا سْمرَاء أشْرَفْنا مَعَا ... دَعا كَلاِنا رَبَّه
فَأسَمعا
بالخيرِ خَيرَات وإنْ شَرّا فَأي ... وَلَا أرِيدُ الشرّ إِلَّا
أنْ تَأى
مقلوبه: (م ي ع)
ماعَ المَاء وَالدَّم والسراب وَنَحْوه يَمِيعُ مْيَعا: جرى على
وَجه الأَرْض منبسطا فِي هينة.
(2/267)
وأماعه إماعَةً وإماعا.
وماعَ الصفر وَالْفِضَّة يَميعُ: ذاب.
ومَيْعَةُ الْحَضَر والشباب وَالسكر: أَوله ونشاطه.
وَقيل: مَيْعَةُ كل شَيْء: معظمه.
والمائِعَةُ: ضرب من الْمَطَر.
الْعين وَالْهَاء وَالْوَاو
عَوَّهَ السّفر: عرسوا فَنَامُوا قَلِيلا.
وعَوَّهَ عَلَيْهِم: عرج وَأقَام. قَالَ رؤبة:
شَأز بمَنْ عَوَّهَ جَدْب المْنطَلَقْ
والعاهة: الآفة.
وعاهَ الزَّرْع وَالْمَال يَعوهُ عَوْها وأعاه: وَقعت فيهمَا
عاهَةٌ.
وَرجل مَعِيهٌ ومَعُوهٌ فِي نَفسه أَو مَاله: أَصَابَته عاهَةٌ
فيهمَا.
وأعاه الْقَوْم وأعْوهُوا: أصَاب ماشيتهم أَو إبلهم أَو زرعهم
العاهةُ.
وَطَعَام ذُو مَعْوَهَةٍ، عَن ابْن الْأَعرَابِي أَي من أَكلَة
إِصَابَته عاهَةٌ، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء.
وعَوْهِ عَوْهِ: من دُعَاء الجحش، وَقد عوه بِهِ.
وَبَنُو عَوْهَى: بطن من الْعَرَب بِالشَّام.
وعاهانُ بن كَعب من شعرائهم، فَعَلان فِيمَن جعله من " ع وه "
وفاعالٌ فِيمَن جعله من " ع هـ ن "، وَقد تقدم هُنَاكَ.
مقلوبه: (هـ وع)
هاعَ يَهُوعُ ويهاع هَوْعا وهُوَاعا وهَوْعاءَ: قاءَ. وَقيل: قاء
بِلَا كلفة، وَحكى اللحياني: هاعَ هَيْعُوعَةً فِي بَنَات الْوَاو،
وَلَا يتَوَجَّه اللَّهم إِلَّا أَن يكون محذوفا.
وتهَوَّعَ: تكلَّف الْقَيْء.
وهَوَّعَهُ: قيَّأه.
والهُوَاعَةٌ: مَا هاع بِهِ.
(2/268)
وَرجل هاعٌ لاعٌ: جزوع، وَامْرَأَة هاعَةٌ
لاعة، قَالَ ابْن جني: تَقْدِيره عندنَا فَعِلٌ مكسور الْعين.
وهُوَاع: ذُو الْقعدَة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
وقَوْمِي لَدَى الهيجاءِ أكْرَم موْقِفا ... إِذا كانَ يَوْمٌ مِنْ
هُوَاعَ عَصِيبُ
الْعين وَالْخَاء وَالْوَاو
الخَوْعُ: جبل أَبيض يلوح بَين الْجبَال، قَالَ رؤبة يصف ثورا:
كَمَا يَلُوحُ الخَوْعُ بَينَ الأجْبالِ.
وَقيل: هُوَ جبل بِعَيْنِه.
والخَوْعُ: منعرج الْوَادي.
والخَوْعُ: بطن فِي الأَرْض غامض، قَالَ أَبُو حنيفَة: ذكر بعض
الروَاة أَن الخَوْعَ من بطُون الأَرْض وانه سهل منبات ينْبت
الرمث، وَالْجمع أخْوَاعٌ.
والخُوَاعُ: شَبيه بالنخير أَو الشخير.
وخوَّعَ مَاله: نقص. وخَوَّعَةُ هُوَ وخوَّعَ مِنْهُ: نَقصه، قَالَ
طرفَة:
وجامِلٍ خَوَّع مِنْ نِيِبِه ... زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً
والسَّفيحْ
يَعْنِي مَا ينْحَر فِي الميسر مِنْهَا، قَالَ يَعْقُوب: ويروى: من
نبته، أَي من نَسْله.
وكل مَا نقص فقد خَوَّعَ.
والخَوْعُ: مَوضِع.
الْعين وَالْقَاف وَالْوَاو
العَقْوَةُ والعَقَاةُ: مَا حول الدَّار والمحلة، وَجَمعهَا
عِقاءٌ.
وعَقا يَعْقُو واعْتَقى: احتفر الْبِئْر فأنبط من جَانبهَا.
واعتقى فِي كَلَامه: اسْتَوْفَاهُ وَلم يقْصد، وَقل مَا يَقُولُونَ
عَقا.
وعَقَّى بالسَّهم: رمى بِهِ، قَالَ الْهُذلِيّ:
عَقَّوْا بِسَهْمٍ فَلم يَشْعُرْ بِهِ أحَدٌ ... ثمَّ اسْتَفاءُوا
وَقَالُوا حَبَّذَا الوَضَحُ
(2/269)
يَقُول: رموا بسهمهم نَحْو الْهَوَاء
إشعارا انهم قد قبلوا الدِّيَةَ وَرَضوا بهَا عوضا من الدَّم:
والوضح: اللَّبن، أَي قَالُوا: حبَّذا الْإِبِل الَّتِي نأخذها
بَدَلا من دم قتيلنا فنشرب أَلْبَانهَا.
وعقا العَلَم - وَهُوَ البند - علا فِي الْهَوَاء، وَأنْشد ابْن
الْأَعرَابِي:
وهْوَ إِذا الحَرْبُ عَقا عُقابُهُ ... كَرْهُ اللقاءِ تَلْتَظِي
حِرابُهُ
ذكر الْحَرْب على معنى الْقِتَال. ويروى: عَفا عُقابه أَي كثر.
والمُعَقِّى: الحائم على الشَّيْء الْمُرْتَفع كَمَا ترْتَفع
العُقاب، وَأنْشد فِي صفة دلو:
إِذا السُّقاةُ اضْطجَعُوا للأذْقانْ ... عَقَّتْ كَمَا عقَّتْ
دَلُوفُ العِقْبانْ
أَي حامت. وَقيل: ارْتَفَعت كَمَا ترْتَفع الْعقَاب فِي السَّمَاء.
واعْتَقى الشَّيْء: احْتَبَسَه، مقلوب عَن اعتاقَهُ وَقَالُوا:
عاقٍ على توهم عَقَوْتُه.
مقلوبه: (ع وق)
رجل عَوْقٌ: لَا خير عِنْده، وَالْجمع أعْواقٌ.
وَرجل عُوَقٌ: جبان، هذلية.
وعُقْتُه عَن الشَّيْء عَوْقا: صرفته وحبسته، أَصله عَوَقْتُ، ثمَّ
نقل من فَعَلَ إِلَى فَعُلَ ثمَّ قلبت الْوَاو فِي فَعُلْتُ ألفا
فَصَارَ عاقْتُ فَالتقى ساكنان الْعين المعتلة المقلوبة ألفا
وَلَام الْفِعْل فحذفت الْعين لالتقائهما فَصَارَ التَّقْدِير
عَقْت ثمَّ نُقلت الضمة إِلَى الْفَاء لِأَن أَصله قبل الْقلب
فَعُلْتُ فَصَارَ عُقْتُ، فَهَذِهِ مُرَاجعَة أصل إِلَّا أَنه
ذَلِك الأَصْل الْأَقْرَب لَا الْأَبْعَد أَلا ترى أَن أول
أَحْوَال هَذِه الْعين فِي صِيغَة الْمِثَال إِنَّمَا هُوَ فَتْحة
الْعين الَّتِي أُبدلت مِنْهَا الضمة، وَهَذَا كُله تَعْلِيل ابْن
جني.
وعَوَّقَه وتَعَوَّقَه، الْأَخِيرَة عَن ابْن جني، واعتاقه، كُله
صرفه وحبسه.
(2/270)
وَرجل عُوَقَةٌ وعُوَقٌ وعَوِقٌ ذُو
تَعْوِيقٍ، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَكَذَلِكَ
عَيِّقٌ، عَنهُ أَيْضا. وَقيل عَيِّقٌ إتباع لضَيِّقٍ يُقَال:
ضَيِّقٌ لَيِّق عَيِّقٌ.
وَرجل عُوَّقٌ: تَعْتاقه الْأُمُور عَن حَاجته قَالَ:
فِدىً لبني لَحيانَ أُميِّ فإنَّهُمْ ... أطاعُوا رَئيسا مِنْهُمُ
غَيرُ عُوَّقِ
وَقَوله:
فَلَو أَنِّي رَمَيْتُكِ مِنْ قَرِيبٍ ... لَعاقَك عَنْ دُعاءِ
الذّئْبِ عاقِ
إِنَّمَا أَرَادَ عائق فَقلب. وَقيل: هُوَ على توهم عَقَوْتُه،
وَقد تقدم.
والعَيُّوقُ: كَوْكَب أَحْمَر مضيء بحيال الثريا فِي نَاحيَة
الشمَال ويطلع قبل الجوزاء فَهُوَ قبل الجوزاء سمي بذلك لِأَنَّهُ
يعوق الدَّبَرَانَ عَن لِقَاء الثريا قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فَوَرَدْنَ والعَيُّونُ مَقْعَدَ رَابئ الضُّ ... ربَاءِ خَلْفَ
النَّجْمِ لَا يَتَتلَّعُ
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَزِمته اللَّام لِأَنَّهُ عِنْدهم الشَّيْء
بِعَيْنِه وَكَأَنَّهُ جعل من أمة كل وَاحِد مِنْهَا عَيُّوقٌ.
قَالَ: فَإِن قلت: هَل هَذَا الْبناء لكل مَا عَاق شَيْئا؟ قيل:
هَذَا بِنَاء خص بِهِ هَذَا النَّجْم كالدبران والسماك. وَقَالَ
ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: هَذَا عَيُّوقٌ طالعا بِحَذْف الْألف
وَاللَّام وَهُوَ ينويها فَلذَلِك يبْقى على تَعْرِيفه الَّذِي
كَانَ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ كل مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام من
أَسمَاء النُّجُوم الثَّابِتَة والدَّراري، فلك أَن تحذفهما مِنْهُ
وَأَنت تنويهما، فَيبقى فِيهِ تَعْرِيفه الَّذِي كَانَ مَعَ الْألف
وَاللَّام، وَقيل: العَيُّوقُ: نجم يَلِي الثريا إِذا طلع عُلِمَ
أَن الثريا قد طلعت.
وَمَا عاقَت الْمَرْأَة عِنْد زَوجهَا أَي مَا حظيت وَإِنَّمَا
حملناه على الْوَاو وَإِن لم نَعْرِف أَصله لِأَن انقلاب الْألف
عَن الْوَاو عينا أَكثر من انقلابها عَن الْيَاء.
والعُوَاقُ والعَوِيقُ: صَوت قنب الْفرس، وَقيل: هُوَ الصَّوْت من
كل شَيْء.
والعَوَقَةُ: حَيّ من الْيمن.
وعُوقٌ: مَوضِع.
وعُوقٌ: اسْم.
(2/271)
ويَعُوقُ: اسْم صنم كَانَ لكنانة عَن
الزّجاج.
مقلوبه: (ق ع و)
القَعْوُ: البكرة. وَقيل: شبهها. وَقيل: البكرة من خشب خَاصَّة.
وَقيل: هِيَ المحور من الْحَدِيد خَاصَّة، مَدَنِيَّة.
والقَعْوَانِ: خشبتان تكتنفان البكرة وَفِيهِمَا المحور، وَقيل:
هما الحديدتان اللَّتَان تجْرِي بَينهمَا البكرة. وَجمع كل ذَلِك
قُعِيٌّ لَا يكسر إِلَّا عَلَيْهِ.
وقَعا الْفَحْل على النَّاقة قَعْوا وقُعُوّا: وقعاها واقْتَعاها:
أرسل نَفسه عَلَيْهَا ضرب أَو لم يضْرب.
وَقعا الظليم والطائر يقْعُو قُعُوّا: سفد.
وَرجل قَعُوُّ العجيزتن: أرْسَحُ، وَقَالَ يَعْقُوب: قَعُوُّ
الأليتين ناتئهما غير منبطهما.
وَامْرَأَة قَعْوَاءُ: دقيقة الفخذين، وَقيل: هِيَ الدقيقة
عَامَّة.
وأقعى الرجل فِي جُلُوسه: تساند إِلَى مَا وَرَاءه.
وأقعى الْكَلْب والسبع: جلس على استه.
والقَعا - مَقْصُور - أَن تشرف الأرنبة ثمَّ تنبسط نَحْو القصبة
وَقد قَعِىَ قَعَا فَهُوَ أقْعَى وَالْأُنْثَى قَعْوَاءُ، وَقد
أقْعَى أَنفه.
مقلوبه: (وع ق)
رجل وَعْقَةٌ لَعْقَةٌ: نكد لئيم الْخلق، وَقد تَوَعَّق
واسْتَوْعَقَ وَالِاسْم الوَعْقُ والوَعْقَةُ.
وَرجل وَعِقٌ لَعِقٌ: حَرِيص جَاهِل. وَبِه وَعْقَةٌ، وَقد
وَعَّقَهُ الطمع وَالْجهل.
ووَعَّقَهُ نسبه إِلَى ذَلِك، قَالَ رؤبة:
مَخافَةَ اللهِ وأنْ تُوَعَّقا
أَي تنْسب إِلَى ذَلِك.
والوَعِيقُ والوُعاقُ: صَوت كل شَيْء.
والوَعِيقُ والوُعاقُ: صَوت قنب الدَّابَّة إِذا مشت، وَقيل:
الوَعِيق: صَوت يسمع من ظَبْيَة الْأُنْثَى من الْخَيل إِذا مشت
كالخقيق من الذّكر، وَقيل: هُوَ من بطن الْفرس المُقرف وَقد وَعَق.
وَقَالَ اللحياني: لَيْسَ لَهُ فعل، وَأرَاهُ حكى الوَغِيقَ بالغين
الْمُعْجَمَة وَهُوَ هَذَا الوَعِيقُ
(2/272)
الَّذِي ذكرنَا.
ووَاعِقَةُ: مَوضِع.
مقلوبه: (ق وع)
قاع الْفَحْل النَّاقة يقُوعُها قوعا وقِياعا، وقاع عَلَيْهَا
واقْتاعها وتَقَوَّعها: ضربهَا. وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:
يَقْتاعُها كُلُّ فَصِيلٍ مُكْرَمٍ ... كالحَبَشِيّ يَرْتَقِى فِي
السُّلَّمِ
فسره فَقَالَ: يَقْتاعُها: يَقع عَلَيْهَا، وَقَالَ: هَذِه نَاقَة
طَوِيلَة، وَقد طَال فصلانها فركبوها.
والقاعُ والقاعَةُ والقِيعُ: أَرض سهلة مطمئنة حرَّة لَا حزونة
فِيهَا وَلَا ارْتِفَاع وَلَا انهباط تنفرج عَنْهَا الْجبَال وَلَا
حَصى فِيهَا وَلَا حِجَارَة وَلَا تنْبت الشّجر، وَمَا حواليها
أرفع مِنْهَا، وَهُوَ مصب الْمِيَاه. وَقيل: هُوَ مَنْقعُ المَاء
فِي حر الطين، وَقيل: هُوَ مَا اسْتَوَى من الأَرْض وصلب وَلم يكن
فِيهِ نَبَات. وَالْجمع أقْوَاعٌ وأقْوُعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ وَلَا
نَظِير لَهُ إِلَّا جَار وجيرة، وَذهب أَبُو عبيد إِلَى أَن
القِيعَةَ تكون للْوَاحِد.
والقَوْعُ مِسْطح التَّمْر أَو البُرِّ عبدية، وَالْجمع أقْوَاعٌ.
والقاعَةُ: مَوضِع مُنْتَهى السانية من مجذب الدَّلْو.
وقاعَةُ الدَّار: ناحيتها وجمعهما قاعاتٌ.
والقُوَاعُ: الذّكر من الأرانب.
مقلوبه: (وق ع)
وقَع عَن الشَّيْء وَمِنْه يقَعُ وَقْعا ووُقُوعا: سقط. ووَقَع
الشَّيْء من يَدي، كَذَلِك. وَوَقع الْمَطَر بِالْأَرْضِ. وَلَا
يُقَال: سقط. هَذَا قَول اللُّغَة، وَقد حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ
فَقَالَ: سقط الْمَطَر مَكَان كَذَا فمكان كَذَا، وَقَول أعشى
باهلة:
وَأَلْجَأَ الكَلْبَ مَوْقُوعُ الصَقِيعِ بِهِ ... وألجأَ الحَيَّ
مِنْ تَنْفاحِها الحَجَرُ
إِنَّمَا هُوَ مصدر كالمجلود والمعقول.
والموقِعُ والمَوْقِعَةُ: مَوْضُوع الْوُقُوع، حكى الْأَخِيرَة
اللحياني.
(2/273)
ووقاعَةُ السّتْر: مَوْقِعُهُ إِذا أُرسل.
وَفِي حَدِيث أم سَلمَة أَنَّهَا قَالَت لعَائِشَة رَضِي الله
عَنْهُمَا " اجْعلي بَيْتَكِ حِصْنَكِ ووَقاعَةَ السِّترِ قَبْرَكِ
" حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
والمِيقَعَةُ: داءٌ يَأْخُذ الفصيل كالحصبة فَيَقَع فَلَا يكَاد
يقوم.
ووَقْعُ السَّيْف ووَقْعَتُه ووُقُوعُه: هَبَّتُه ونزوله بالضريبة،
وَالْفِعْل كالفعل.
ووقَعَ بِهِ مَا يُكْرَه يَقَعُ وُقُوعا ووَقِيَعَةً: نزل. وَفِي
الْمثل " الحذار أَشد من الوَقِيعَةِ " يضْرب ذَلِك للرجل يَعْظُمُ
فِي صَدره الشَّيْء فَإِذا وَقَع فِيهِ كَانَ أَهْون مِمَّا ظنَّ.
وأوْقع ظنَّه على الشَّيْء ووَقَّعَهُ، كِلَاهُمَا: قدَّرَه
وأنزله.
ووَقَع بِالْأَمر: أحدثه وأنزله.
أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
خَلِيليَّ طِيرَابِا لتَّفَرُّق أوْقَعا
وَقَوله تَعَالَى (وإِذا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ) قَالَ
الزّجاج مَعْنَاهُ وَالله أعلم: وَإِذا وَجب القَوْل عَلَيْهِم.
وأوْقع بِهِ مَا يسوءه، كَذَلِك.
ووَقَع مِنْهُ الْأَمر مَوْقِعا حسنا أَو سَيِّئًا: ثَبت لَدَيْهِ.
وأوقع بِهِ الدَّهر: سَطَا، وَهُوَ مِنْهُ.
والوَاقِعَةُ: الدَّاهية، وَقَوله (إِذا وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ)
يَعْنِي الْقِيَامَة.
والوَقْعَةُ والوَقِيعَةُ: الْحَرْب والقتال. وَقيل: المعركة وَقد
وَقَع بهم وأوقَعَ. وَقَوله:
فَإنَّك والتأبِينَ عُرْوَةَ بَعْدَما ... دَعاك وأيْدِينا
إِلَيْهِ شَوَارِعُ
لكالرَّجُلِ الحادِي وقَد تَلَع الضُّحَى ... وطَيْرُ المَنايا
فَوْقَهُنَّ أوَاقعُ
إِنَّمَا أَرَادوا وَاقِعُ جمع واقِعَةٍ فهمز الْوَاو الأولى.
والوَقْعَةُ: النَّومة فِي آخر اللَّيْل.
والوَقْعَةُ: أَن يقْضِي فِي كل يَوْم حَاجَة إِلَى مثل ذَلِك من
الْغَد، وَهُوَ من ذَلِك.
وتَبرَّزَ الوَقْعَةَ: أَتَى الْغَائِط مرّة فِي الْيَوْم، قَالَ
ابْن الْأَعرَابِي وَيَعْقُوب: سُئِلَ رجل
(2/274)
أسْرع فِي سيره: كَيفَ كَانَ سيرك؟ قَالَ:
" كنت آكل الوجبة وأنجو الوَقْعَةَ وأُعرس إِذا أفجرت وأرتحل إِذا
أسفرت وأسير المَلْعَ والخبب والوضع فأتيتكم لمِسْىِ سَبْع "
الوجبة: أَكلَة فِي الْيَوْم إِلَى مثلهَا من الْغَد. والمَلْعُ:
فَوق الْمَشْي وَدون الخبب. والوضع: فَوق الخبب. وَقَوله: لمِسْى
سبع أَي مسَاء سبع.
وَوَقع الطَّائِر: يَقَعُ وُقُوعا - وَالِاسْم الوَقْعْةَ - نزل
عَن طيرانه، فَهُوَ واقِعٌ.
وطير وُقَّعٌ ووُقُوعٌ: واقِعَةٌ.
ووَقِيَعَةُ الطَّائِر وموقعته: مَوضِع وُقُوعه.
وميقَعَهُ الْبَازِي: مَكَان يألفه فيقَعُ عَلَيْهِ.
والنسر الواقعُ: نجم، سمي بذلك لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ كاسر جناحيه من
خَلفه.
وانه لَوَاقِعُ الطير أَي سَاكن لَيِّنٌ.
ووقعَتِ الدَّوَابّ: ربضت.
ووَقَعَت: الْإِبِل ووَقَّعَتْ: بَركت وَقيل وقَّعتْ مشدد اطمأنَّت
بِالْأَرْضِ بعد الرّيّ أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
حَتَّى إِذا وَقَّعْنَ كالأَنْباثِ ... غَير خَفِيفاتٍ وَلَا
غِرَاثِ
وَإِنَّمَا قَالَ: غير خفيفات وَلَا غراث لِأَنَّهَا قد شبعت
وَرويت فَثقلَتْ.
ووَقَع فِي النَّاس وُقُوعا ووَقِيعَةً: اغتابهم، وَقيل هُوَ أَن
يذكر فِي الْإِنْسَان مَا لَيْسَ فِيهِ.
ووَقاعِ: دَائِرَة على الْجَاعِرَتَيْنِ، أَو حَيْثُ مَا كَانَت
عَن كي، وَقيل: هِيَ كَيَّةٌ تكون بَين القرنين، قَالَ عَوْف بن
الْأَحْوَص:
وكنتُ إِذا مُنِيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ ... دَلَفْتُ لَهُ فَأكْوِيهِ
وَقاعِ
ووَقَع فِي العَمَلِ وَقَوعا: أَخذ.
وواقَع الْأُمُور مُوَاقَعَةً ووِقاعا: داناها. وَأرى قَول
الشَّاعِر أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:
ويُطْرِقُ إطْرَاقَ الشُّجاعِ وعِنْدَهُ ... إِذا عُدَّتِ الهَيْجا
وِقاعٌ مُصَادِفُ
(2/275)
إِنَّمَا هُوَ من هَذَا، وَأما ابْن
الْأَعرَابِي فَلم يفسره.
وواقعَ الْمَرْأَة ووَقَع عَلَيْها: جامَعَها، أراهما عَن ابْن
الْأَعرَابِي.
والوَقيعُ: مَناقعُ المَاء، قَالَ أَبُو حنيفَة: الوقيعُ من
الأَرْض: الغليظ الَّذِي لَا ينشف المَاء وَلَا ينْبت، بيِّن
الوَقاعَةِ، وَالْجمع وُقُعٌ.
والوَقِيعةُ: مَكَان صلب يمسك المَاء وَكَذَلِكَ النقرة فِي
الْجَبَل قَالَ:
إِذا مَا اسْتَبالُوا الخَيْلَ كانَتْ أكُفُّهُمْ ... وَقائعَ
للأبْوَالِ والماءُ أبْرَدُ
يَقُول: كَانُوا فِي فلاة فاستبالوا الْخَيل فِي أكفِّهم
فَشَرِبُوا أبوالها من الْعَطش.
والوَقْعُ: الْمَكَان الْمُرْتَفع من الْجَبَل.
والتَّوْقِيعُ: رمى قريب.
والتَّوْقيعُ: الْإِصَابَة، أنْشد ثَعْلَب:
وَقد جَعَلَتْ بَوَائِقُ من أُمُورٍ ... تُوَقِّعُ دُونَهُ
وتَكُفُّ دُوني
وتوقَّع الشَّيْء واستوقَعَه: تَنَظَّرَه ونخوَّفه.
والوَقْعُ والتَّوقيعُ: الْأَثر الَّذِي يُخَالف اللَّوْن.
والتَّوقيعُ: سحج فِي ظهر الدَّابَّة من الرّكُوب، وَرُبمَا
انْحَصَّ عَنهُ الشّعْر وَنبت أَبيض وَهُوَ من ذَلِك.
وبعير مُوَقَّعُ الظّهْر: بِهِ آثَار الدبر. وَقيل: هُوَ إِذا
كَانَ بِهِ الدبر.
والتوقيعُ: إِصَابَة الْمَطَر بعض الأَرْض وإخطاؤه بَعْضًا. وَقيل:
هُوَ إنبات بَعْضهَا دون بعض.
والتوقيعُ فِي الْكتاب: إِلْحَاق شَيْء فِيهِ بعد الْفَرَاغ
مِنْهُ. وَقيل: هُوَ مُشْتَقّ من التوقيعِ الَّذِي هُوَ مُخَالفَة
للْأولِ.
ووَقَعَ المُدية وَالسيف والنصل يَقَعُها وَقْعا: أحدَّها وضربها.
ونصل وَِقيعُ: محدَّد، وَكَذَلِكَ الشَّفْرَة بِغَيْر هَاء. قَالَ
عنترة:
وآخَرُ مِنْهُمُ أجْرَرْتُ رُمْحِي ... وَفِي البَجْلِيِّ
مِعْبَلَةٌ وَقيعُ
(2/276)
وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي: وَفِي البَجلِيّ،
فَقَالَ لَهُ أَعْرَابِي كَانَ بالمربد: أَخْطَأت يَا شيخ، مَا
الَّذِي يجمع بَين عَبْسٍ وبجيلة.
واسْتوقعَ السَّيْف: احْتَاجَ إِلَى الشحذ.
والمِيَقَعَةُ: مَا وَقع بِهِ السَّيْف.
والمِيقَعُ والمِيقَعةُ: كِلَاهُمَا: المِطْرَقَةُ.
والوَقِيعَةُ كالمِيَقعةِ شَاذ لِأَنَّهَا آلَة والآلة إِنَّمَا
تأتى على مِفْعَلٍ قَالَ الْهُذلِيّ:
رأى شخْص مَسعودٍ بن سَعْدٍ بِكَفِّه ... حَدِيدٌ حَدِيثٌ
بالوَقِيَعَةِ مُعْتَدُ
والمِيقَعَةُ: خَشَبَة الْقصار.
ووَقِعَ الرجلو الْفرس وَقَعا فَهُوَ وَقِعٌ: حَفِىَ من
الْحِجَارَة أَو الشوك، وَقد وَقَعَه الْحجر.
وحافر وَقِيعٌ: وَقَعَتْهُ لحجارة فَضَّتْ مِنْهُ.
وَقدم مَوْقوعَةٌ: غَلِيظَة شَدِيدَة.
وَطَرِيق مُوقَّعٌ: مذلل.
وَرجل مُوقَّعٌ: قد أَصَابَته البلايا، هَذِه عَن اللحياني.
والوَقَعَةُ: بطن من الْعَرَب.
وموقوعٌ: مَوضِع أَو مَاء.
الْعين وَالْكَاف وَالْوَاو
العُكْوَةُ أصل اللِّسَان. وَالْأَكْثَر العَكَدَةُ.
والعُكْوةُ: أصل الذَّنب حَيْثُ عَرِىَ من الشّعْر وجمعهما عُكىً
وعِكاءٌ.
وعَكَى الذَّنَبَ: عطفه إِلَى العُكْوَةُ وعَقَدَه.
والضَّبُّ يَعْكُو بِذَنبِهِ: يلويه ويعقده هُنَالك.
والأعْكَى: الشَّديد العُكْوةَ.
وشَاة عَكْوَاءُ: بَيْضَاء الذَّنب وسائرها أسود، وَلَا فعل لَهُ،
وَلَا يكون صفة للذّكر.
وعُكْوَةُ كل شَيْء: غلظة ومعظمه.
(2/277)
والعُكْوَةُ: الحجزة الغليظة.
وعَكَا بِإِزَارِهِ عَكْواً: أعظم حُجزته وغلَّظها، وَقد تقدم
ذَلِك فِي الْيَاء.
وعَكتِ الْإِبِل عَكْوا: غلظت وسمنت من الرّبيع.
وإبل مِعْكاءُ: غَلِيظَة سَمِينَة ممتلئة. وَقيل: هِيَ الَّتِي
تكْثر فَيكون رَأس ذَا عِنْد عُكْوَةِ ذَا، قَالَ النَّابِغَة:
الواهِبُ المائةَ المِعْكاءَ زَيَّنَها ... سَعْدَانُ تُوضحَ فِي
أوْبارها اللِّبَدِ
والعُكْوةُ: الْوسط لغلظه.
والأعْكَى: الغليظ الجنبين، عَن ثَعْلَب. فَأَما قَول ابْنة الخس
حِين شاور أَبوهَا أَصْحَابه فِي شِرَاء فَحل: " اشتره سلجم
اللحيين أسجح الْخَدين، غائر الْعَينَيْنِ، أرقب أحزم أعكي أكوم،
إِن عصى غشم، وَإِن أُطيع اجرنثم "، فقد يكون الغليظ العُكْوَةِ
الَّتِي هِيَ أصل الذَّنب وَيكون الغليظ الجنبين والعظيم الْوسط،
وَسَيَأْتِي ذكر الأحزم والأرقب والأكوم فِي مَوْضِعه.
والعَكْوَةُ والعُكْوَةُ جَمِيعًا عَقَبٌ يشق ثمَّ يفتل فتلتين
كَمَا يفتل المخراق.
وعَكاهُ عَكْواً: شدَّه.
وعَكَّى على سَيْفه ورمحة: شَدَّ عَلَيْهِمَا عِلْباءً رَطْبا.
وعَكَّى بخرئه إِذا خرج بعضه وبقى بعض.
وعكَّى: مَاتَ.
وعَكَا بِالْمَكَانِ: أَقَامَ.
وعَكْوَةُ التَّمِيمِي من شعرائهم.
مقلوبه: (ك وع)
الكاعُ والكُوعُ: طرف الزَّنْد الَّذِي يَلِي الْإِبْهَام. وَقيل:
هُوَ من الْإِبْهَام إِلَى الزند. وَقيل: هما طرفا الزندين فِي
الذِّرَاع.
والكُوعُ: الَّذِي يَلِي الْإِبْهَام.
والكَاعُ: الَّذِي يَلِي الْخِنْصر وَجَمعهَا أكوَاعٌ.
وَرجل أكْوَعُ: عَظِيم الكُوع، وَقد كَوعَ كَوَعا.
(2/278)
وكَوَّعَه: ضربه وصيره معوج الأكْوَاعِ.
وكاعَ الْكَلْب يَكُوعُ: مَشى فِي الرمل وتمايل على كُوعِهِ.
وكاعَ كَوْعا: عُقِر فَمشى على كُوعه لِأَنَّهُ لَا يقدر على
الْقيام.
والكَوَعُ: يبس الرسغين وإقبال إِحْدَى الْيَدَيْنِ على
الْأُخْرَى.
وبعير أكْوَعُ وناقة كَوْعاءُ: يَابسا الرسغين.
والأكُوَعُ: اسْم رجل.
مقلوبه: (وع ك)
الوَعْكُ والوَعْكَةُ: سُكُون الرّيح وَشدَّة الْحر.
والوَعْكُ: أَذَى الحُمَّى ووجعها فِي الْبدن. ووَعَكَتْه وَعْكا:
دكَّتْهُ.
والوَعْكُ، الْأَلَم يجده الْإِنْسَان من شدَّة التَّعَب. وَرجل
وَعْكٌ ووَعِكٌ: مَوْعُوكٌ. وَهَذِه الصِّيغَة على توهم فَعِلَ
كألم أَو على النّسَب كَطَعِمٍ.
والوَعْكَةُ: المعركة.
ووَعْكَةُ الْأَمر: دَفْعَتُهُ وشِدَّتُه.
والوَعْكَةُ: الْوَقْعَة الشَّدِيدَة فِي الجري.
والوَعْكَةُ: ازدحام الْإِبِل فِي الوِرد، وَقد أوْعَكتْ.
ووَعَكَهُ فِي التُّرَاب: مَعَكَهُ.
مقلوبه: (وك ع)
وكَعَتْه الْعَقْرَب وكْعا: ضَرَبَتْه وَقد يكون للأسود من
الحيَّات قَالَ:
ورَمُى نِبالٍ مِثْلُ وكعِ الأساوِدِ
ووَكَعَ الْبَعِير: سقط، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
خِرْقٌ إِذا وَكَعَ المَطِيُّ من الوَجا ... لمْ يَطْوِ دُونَ
رَفِيِقِهِ ذَا المِزْوَدِ
وَرَوَاهُ غَيره: رَكَعَ أَي انْكَبَّ وانثنى وَذُو المزود يَعْنِي
الطَّعَام لِأَنَّهُ فِي المِزْوَدِ يكون.
والوَكَع: ميل الْإِبْهَام قبل السبابَة حَتَّى يصير كالعقفة خلقَة
أَو عرضا، وَقد يكون فِي
(2/279)
إِبْهَام الرجل، وَكِعَ وَكَعا وَهُوَ
أوْكَعُ.
والأوْكَعُ: الأحمق الطَّوِيل.
وَرجل أوْكَعُ: يَقُول لَا إِذا سُئِلَ. عَن أبي العمثيل
الْأَعرَابِي.
ووَكُع الْفرس وَكاعَةً فَهُوَ وَكِيعٌ: صَلُبَ إهابه واشتدَّ،
وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، وَإِيَّاهَا عَنى الفرزدق بقوله:
ووَفْرَاءَ لم تُخْرَزْ بِسَيْرٍ وَكيعَةٍ ... غَدَوتُ بهَا طَيًّا
يَدِى برِشائها
ذَعَرْتُ بهَا سِرْبا نَقِيًّا جُلُوُدُه ... كنَجْم الثُّرَيَّا
أسفَرَتْ عَن عَمائها
والوَكِيعَةُ من الْإِبِل: الشَّدِيدَة المتينة.
وسقاء وَكِيعٌ: متين شَدِيد المخارز لَا ينضح.
ومزادة وَكِيَعٌة: قُوّرَ مَا ضعف من أديمها وخرز مَا صلب مِنْهُ.
وفَرْوٌ وَكِيعٌ: صلب متين.
وَقيل: كل صلب: وَكِيعٌ.
وَقيل: الوَكِيعَ من كل شَيْء: الغليظ المتين وَقد وكُع وكاعَةً
واسْتَوْكَعَ.
واسْتَوْكَعَتْ معدته: اشتدَّت.
واسْتَوْكَعَتْ الْفِرَاخ: غلظت وسمنت كاسْتَوْكَحَتْ.
ووَكُعَ الرجل وَكاعَةً فَهُوَ وَكِيعٌ: غلظ.
وَأمر وَكِيعٌ: مستحكم.
والمِيكَعُ: الجوالق لِأَنَّهُ يحكم ويشد قَالَ جرير:
جُرَّتْ فَتاةُ مُجَاشعٍ فِي مِنْقَرٍ ... غَيْرَ المِراءِ كَمَا
يُجَرُّ المِيكَعُ
ووَكِيعٌ: اسْم رجل.
مقلوبه: (ع وك)
عاكَ عَلَيْهِ يَعُوكُ عَوْكا: عطف وكرَّ.
(2/280)
وعَاكَتْ تَعُوكُ عَوْكا: رجعت إِلَى
بَيتهَا فَأكلت مَا فِيهِ. وَفِي الْمثل " إِذا أعياك جاراتك
فَعُوكي على ذِي بَيْتِك " أَي فارجعي إِلَى بَيْتك فكلي مِمَّا
فِيهِ.
وَمَا بِهِ عَوْكٌ وَلَا بَوْكٌ أَي حَرَكَة.
ولقيته قبل كُلّ عَوْكٍ وبَوْكٍ أَي قبل كل شَيْء.
الْعين وَالْجِيم وَالْوَاو
عَجَتِ الْمَرْأَة ابْنهَا عَجْواً: أخرت رضاعه عَن وقته. وَقبل:
داوته بالغذاء حَتَّى نَهَضَ.
والعُجْوَةُ والمُعاجاةُ: أَن لَا يكون لَهَا لبن يروي صبيها
فتعلله بِشَيْء سَاعَة، وَقد عَجَتْهُ.
وعَجَاه اللَّبن: غذاه، قَالَ الْأَعْشَى:
وتَعادَى عَنْهُ النَّهارُ فَما ... تَعْجُوهُ إلاَّ عُفاوَةٌ أوْ
فُوَاق
والعَجِىُّ: الفصيل تَمُوت أمه فيرضعه صَاحبه وَيقوم عَلَيْهِ،
وَكَذَلِكَ البهمة. وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ الَّذِي يغذى بِغَيْر
لبن، وَالْأُنْثَى عَجِيَّةٌ. وَقيل: الذّكر وَالْأُنْثَى جَمِيعًا
بِغَيْر هَاء. وَالْجمع من كل ذَلِك عُجايا وعَجايا والأخيرة أَقيس
قَالَ الشَّاعِر:
عَداني أنْ أزُورَك أنَّ بَهْمِي ... عَجايا كُلُّها إلاَّ قَلِيلا
والعَجِىُّ من النَّاس: الَّذِي يفقد أمه.
وعَجَوْتُهُ عَجْواً: أمَلْتُه. قَالَ الْحَارِث ابْن حلزة:
مُكْفَهِراًّ عَلى الحَوَادثِ لَا تَعْ ... جُوهُ للدَّهْرِ
مُؤْيِدٌ صَمَّاءُ
ويروى: لَا تَرْتُوه.
والعُجاوَة: قدر مُضْغَة من لحم تكون مَوْصُولَة بعصبة تنحدر من
ركبة الْبَعِير إِلَى الفرسن، وَهِي من الْفرس مَضِيغة وَقيل: هِيَ
عصبَة فِي بَاطِن يَد النَّاقة. وَقَالَ اللحياني: عُجاوَةُ
السَّاق: عصبَة تتقلَّع مَعهَا فِي طرفها مثل الْعَظِيم، وَجَمعهَا
عُجىً، كسروه على طرح الزَّائِد فكأنهم جمعُوا عُجْوَةً أَو
عُجاةً، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَن الْكَلِمَة يائية
وواوية أَيْضا.
(2/281)
وعَجا الْبَعِير: رغا.
وعَجا فَاه: فَتحه.
والعَجْوَةُ: ضرب من التَّمْر، وَقَالَ أَبُو حنيفَة العَجْوَةُ
بالحجاز أم التَّمْر الَّذِي إِلَيْهِ الْمرجع كالشهريز
بِالْبَصْرَةِ والتبي بِالْبَحْرَيْنِ والجذامي بِالْيَمَامَةِ.
وَقَالَ مرّة أُخْرَى: العَجْوَةُ: ضرب من التَّمْر. قَالَ: وَقيل
لأحيحة بن الجلاح: مَا أَعدَدْت للشتاء؟ قَالَ: ثَلَاثمِائَة
وَسِتِّينَ صَاعا من عَجْوَةٍ تُعْطى الصّبيان مِنْهَا خمْسا
فيردُّ عَلَيْك ثَلَاثًا.
مقلوبه: (ع وَج)
العَوَج: الانعطاف فِيمَا كَانَ قَائِما فَمَال، كالرمح والحائط.
والعِوَج فِي الأَرْض ألاَّ تستوي. وَفِي التَّنْزِيل (لَا تَرَى
فِيها عِوَجا وَلَا أمْتا) .
وعِوَجُ الطَّرِيق وعَوَجُهُ: زَيْغُه.
وعِوَجُ الدَّين والخلق: فَسَاده وميله، على الْمثل.
وَالْفِعْل من كل ذَلِك عَوِجَ عَوَجا وعِوَجا واعْوَجَّ وانْعَاجَ
وَهُوَ أعْوَجُ، وَالْأُنْثَى عَوْجاء وَقَوله تَعَالَى
(يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعيَ لَا عِوَجَ لَهُ) قَالَ
الزّجاج: الْمَعْنى لَا عِوَجَ لَهُم عَن دُعَائِهِ لَا يقدرُونَ
أَن لَا يتبعوه.
والعُوجُ: القوائم. صفة غالبة.
وخيل عُوجٌ مُجَنَّبَةٌ، وَهُوَ مِنْهُ.
وأعْوَجُ: فرس سَابق رُكب صَغِيرا فاعْوَجَّتْ قوائمه،
والأعْوَجِيَّةُ منسوبة إِلَيْهِ. وَأما قَوْله:
أحْوَى منَ العُوج وَقاحُ الحَافِرِ
فَأَنَّهُ أَرَادَ من ولد أعْوَج وَكسر أعْوَجَ تكسير الصِّفَات،
لِأَن أَصله الصّفة.
وعاجَ الشَّيْء عَوْجا وعِياجا وعَوَّجَه: عطفه.
وعاجَ عُنُقه عَوْجا: عطفه، قَالَ ذُو الرمة:
حَتَّى إِذا عُجْنَ مِنْ أجْيادِهِنَّ لَنا ... عَوْجَ الأخٍشَّةِ
أعْناقَ العناجِيجِ
(2/282)
وعاجَ بالمكانِ وَعَلِيهِ عَوْجا وعَوَّجَ
وتَعَوَّجَ: عَطَفَ.
وعاجَ نَاقَته وعَوَّجَها فانعاجت وتَعَوَّّجَتْ: عطفها، أنْشد
ابْن الْأَعرَابِي:
عُوجُوا عَليَّ وعوِّجوا صَحْبي ... عَوْجاً وَلَا كَتَعَوُّج
النَّحْبِ
عَوْجاً متعلِّق بِعُوجُوا لَا بِعَوّجُوا يَقُول: عُوجُوا مشاركين
لَا متفادين متكارهين كَمَا يتكاره صَاحب النحب على قَضَائِهِ.
وَمَاله على أَصْحَابه تَعِويج وَلَا تَعرِيج أَي إِقَامَة.
وناقة عاجَةٌ: لينَة الانعطاف.
وعاجٌ: مذعان، لَا نَظِير لَهَا فِي سُقُوط الْهَاء، كَانَت
فَعِلاً أَو فاعِلاً ذهبت عينه وَقَول ذِي الرمة:
عَهِدْنا بهَا لوْ تُسْعِفُ العُوجُ بالهَوَى ... رِقاقَ الثَّنايا
وَاضِحاتِ المَعاصِم
قيل فِي تَفْسِيره: العُوجُ: الْأَيَّام، وَيُمكن أَن يكون من
هَذَا لِأَنَّهَا تَعُوجُ وَتعطف.
وَمَا عُجْتُ من كَلَامه بِشَيْء أَي مَا باليت وَلَا انتفعت. وَقد
تقدم عِجْتُ فِي الْيَاء.
والعاجُ: أَنْيَاب الفيلة، وَلَا يُسمى غير الناب عاجا.
والعَوَّاجُ: بَائِع العاجِ حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.
وعاجِ عاجِ: زجرٌ للناقة، ينون على التنكير وَيكسر غير منون على
التَّعْرِيف. وَقَول بعض السعديين، أنْشدهُ يَعْقُوب:
يَا دارَ سَلْمَى بَيْنَ ذَات العُوجْ
يجوز أَن يكون موضعا، وَيجوز أَن يكون عَنى جمع حِقف أعْوَجَ أَو
رَملَة عَوْجاء.
وعُوجٌ اسْم رجل.
والعَوْجاءُ امْرَأَة والعَوْجاءُ: أحد أجبل طَيء، سمي بِهِ لِأَن
هَذِه الْمَرْأَة صلبت عَلَيْهِ، وَلها حَدِيث، قَالَ عَمْرو بن
جُوَيْن الطَّائِي، وَبَعْضهمْ يرويهِ لامرئ الْقَيْس:
إِذا أجَأٌ تَلَفَّعَتْ بِشعابِها ... عَليَّ وأمْسَتْ بالعَماءِ
مكَّلَلهْ
وأصبحت العَوْجاء يهتْزّ جِيدُها ... كجِيدِ عرُوسٍ أصْبحَتْ
مُتَبذِّلة
(2/283)
وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:
إِن تَأتِني وقدْ مَلأتُ أعْوَجا ... أُرْسِلُ فِيهَا بازِلاً
سَفَنَّجا
قَالَ: اعوجُ هُنَا اسْم حَوْض.
مقلوبه: (ج ع و)
الجَعْوَاءُ: الاست.
والجَعْوُ: مَا جمع من بعر أَو غَيره فَجعل كثوة.
مقلوبه: (ج وع)
الجُوعُ: نقيض الشَّبع. جَاع جَوْعا فَهُوَ جائِعٌ وجَوْعانُ
وَالْجمع جَوْعى وجِياعٌ ومجُوّعٌ وجُيَّعٌ، قَالَ:
بادَرْتُ طَبْخَتها بِقَوْمٍ جُيَّعِ
شبَّهوا بَاب جُيَّعٍ بِبَاب عِصِىِّ فقلبه بَعضهم. وَقد أجاعه
وجَوَّعَه قَالَ:
مُجَوَّعَ البَطْنِ كِلابِيّ الخُلُقْ
والمَجاعَةُ والمَجُوعَةُ والمَجْوَعَةُ: عَام الجُوعِ. وَقَالُوا:
إِن للْعِلْمِ إِضَاعَة وهجنة وَآفَة ونكدا واسْتِجاعَةً. إضاعته:
وضعك إِيَّاه فِي غير أَهله: واسْتِجاعَتُه: ألاَّ تَشبع مِنْهُ،
ونكده: الْكَذِب فِيهِ، وآفته: نسيانه، وهجنته: إضاعته.
وجاع إِلَى لِقَائِه: اشتهاه، كعطش، على الْمثل: وَفِي الدُّعَاء:
جُوعا لَهُ ونُوعا، وَلَا يقدم الآخر قبل الأول لِأَنَّهُ تَأْكِيد
لَهُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهُوَ من المصادر المنصوبة على إِضْمَار
الْفِعْل غير الْمُسْتَعْمل إِظْهَاره.
وجائِع نائعٌ، إتباعٌ، مثله.
والجَوْعَةُ: إقفار الْحَيّ.
(2/284)
وَرَبِيعَة الجُوعِ: بطن من تَمِيم.
مقلوبه: (وَج ع)
الوَجَعُ: اسْم لكل مرض، وَالْجمع أوجاعٌ، وَقد وَجِعَ وَجَعا
فَهُوَ وَجِعٌ من قوم وَجْعَى ووَجاعَى ووِجاعٍ وأوْجاعِ،
وأوْجَعْتُه أَنا.
ووَجِعَ عضوه: ألَمه، وأوْجَعَه هُوَ. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي:
أمضَّني الْجرْح فَوَجِعْتُه.
وَضرب وجَيعٌ: مُوجِعٌ، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ على فَعِيلٍ من
أفْعَلَ.
وأوْجَعَ فِي العدوِّ: أثخن.
وتَوَجَّعَ: تشكَّى الوجَعَ.
وتَوَجَّعَ لَهُ مِمَّا نزل بِهِ: رثى لَهُ.
والوَجْعاءُ: الدُّبر، قَالَ أنس بن مدرك الْخَثْعَمِي:
غَضِبْتُ للمرْءِ إذْ نِيكَتْ حَلِيلَتُه ... وإذْ يُشدُّ على
وَجْعائها الثَّفَرُ
وأُمُّ وَجَع الكبد: نبتة تَنْفَع من وَجَعِها.
الْعين والشين وَالْوَاو
العَشا: سوء الْبَصَر بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار، يكون فِي النَّاس
وَالدَّوَاب وَالْإِبِل وَالطير. وَقيل: هُوَ ذهَاب الْبَصَر،
حَكَاهُ ثَعْلَب، وَهَذَا لَا يَصح إِذا تأملته وَقيل: هُوَ أَلا
يبصر بِاللَّيْلِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أمالوا العَشا وَإِن كَانَ
من ذَوَات الْوَاو تَشْبِيها بذوات الْوَاو من الْأَفْعَال كغزا
وَنَحْوهَا، قَالَ: وَلَيْسَ يطَّرد فِي الْأَسْمَاء إِنَّمَا
يطَّرد فِي الْأَفْعَال وعَشِىَ عَشاً وَهُوَ عَشٍ وأعْشَى،
وَالْأُنْثَى عَشْوَاءُ.
وعَشَّى الطير: أوْقد لَهَا نَارا لِتَعْشَى مِنْهَا فيصيدها.
وعَشا عَن الشَّيْء يَعْشُو: ضعف بَصَره عَنهُ.
وخَبَطَه خَبْطَ عَشْواءَ: لم يتعمده، وَأَصله من النَّاقة
العَشْواءِ لِأَنَّهَا لَا تبصر مَا أمامها تخبط بِيَدِهَا وَلَا
تتعهد مَوَاضِع أخفافها، قَالَ زُهَيْر:
رَأيْتُ المنَايا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْتُمِتْهُ ومَنْ
تُخْطِيْء يُعَمَّرْ فيهْرَمِ
(2/285)
وتَعاشَى: أظهر العَشا وَلَيْسَ بِهِ.
وتعاشَى: تجاهل، على الْمثل.
وعَشا إِلَى النَّار وعَشاها عَشْواً وعُشُوّا واعْتَشاها
واعْتَشَى بهَا، كُله: رَآهَا لَيْلًا على بعد فقصدها مستضيئا
بهَا. قَالَ الحطيئة:
مَتى تَأتِهِ تَعْشُو إِلَى ضَوْءِ نارِه ... تَجدْ خيرَ نارٍ
عِنْدهَا خيرُ مُوقِدِ
أَي مَتى تأته لَا تتبين ناره من ضعف بَصرك. وَأنْشد ابْن
الْأَعرَابِي:
وُجُوها لَوَ أنَّ المُدْلجِينَ اعْتَشَوْا بِهاصَدَعْنَ الدُّجَى
حَتى تَرَى الليلَ ينجَلِي
والعاشِيةُ: كل شَيْء يَعْشُو بِاللَّيْلِ إِلَى ضوء نَار من
أَصْنَاف الْخلق.
والعُشْوَةُ والعِشْوَة: النَّار تستضيء بهَا.
والعاشِي: القاصد، وَأَصله من ذَلِك: لِأَنَّهُ يَعْشُو كَمَا
يَعْشُو إِلَى النَّار، وَقَالَ سَاعِدَة ابْن جؤية:
شِهابي الَّذِي أعشو الطَّرِيقَ بِضَوْئِهِ ... ودِرْعي، فَليْلُ
النَّاس بَعدك أسوَدُ
والعُشْوَةُ: مَا أَخذ من نَار ليقتبس أَو يستضاء بِهِ.
والعَشْوَةُ والعُشْوَةُ والعِشْوَةُ: ركُوب الْأَمر على غير
بَيَان.
وأوْطأنِي عَشْوةً وعِشْوَة وعُشْوَةً: لبس عَليَّ.
وعَشْوَةُ اللَّيْل وَالسحر وعَشْوَاؤُهُ: ظلمته.
والعِشاءُ: أول الظلام. وَقيل: هُوَ من صَلَاة الْمغرب إِلَى
الْعَتَمَة.
وَجَاء عَشْوَةَ أَي عِشاءً، لَا يتمكَّن، لَا تَقول مَضَت
عَشْوَةٌ.
والعَشِيُّ والعَشِيَّةُ: آخر النَّهَار، يُقَال جِئْته عَشِيَّةً
وعَشِيَّةَ، حكى الْأَخِيرَة سِيبَوَيْهٍ، وأتيته العَشِيَّةَ،
ليومك. وآتيه عَشىَّ غَد، بِغَيْر هَاء إِذا كَانَ للمستقبل،
وَأَتَيْتُك عَشِيًّا، غير مُضَاف، وآتيه بالعَشِيّ والغداة: كل
عَشِيَّةٍ وغداة، وَإِنِّي لآتيه بالعَشَايا والغَدَايا وَقَوله
تَعَالَى (ولهُمْ رِزْقُهُم فِيهَا بُكْرَةً وعشِيَّا) وَلَيْسَ
هُنَاكَ بكرَة وَلَا عَشِيّ وَإِنَّمَا أَرَادَ: لَهُم رزقهم فِي
مِقْدَار مَا بَين الْغَدَاة والعَشِيّ، وَقد جَاءَ فِي
التَّفْسِير أَن مَعْنَاهُ: وَلَهُم رزقهم فِي كل سَاعَة.
(2/286)
وتصغير العَشِيّ عُشَيْشِيانٌ على غير
قِيَاس.
ولقيته عُشَيْشِيَةً وعُيَشْيِشياتٍ وعُشَيْشيانات وعُشَيَّاناتٍ،
كل ذَلِك نَادِر وَحكى عَن ثَعْلَب أَتَيْته عُشَيْشَةً
وعُشَيْشِيانا وعُشَيِّيَانا، فَأَما مَا أنْشدهُ ابْن
الْأَعرَابِي من قَوْله:
هَيْفاءُ عَجْزَاءُ خَرِيدٌ بالعَشِي ... تَضْحك عنْ ذِي أُشُرٍ
عَذبٍ نَقِي
فَإِنَّهُ أَرَادَ: بِاللَّيْلِ، فإمَّا أَن يكون سمي اللَّيْل
عَشِياًّ لمَكَان الْعشَاء الَّذِي هُوَ الظلمَة، وَإِمَّا أَن
يكون وضع العَشِيَّ مَوضِع اللَّيْل لقُرْبه مِنْهُ، من حَيْثُ
كَانَ العشيُّ آخر النَّهَار، وَآخر النَّهَار مُتَّصِل بِأول
اللَّيْل، وَإِنَّمَا أَرَادَ الشَّاعِر أَن يُبَالغ بتخردها
واستحيائها، لِأَن اللَّيْل قد يعْدم فِيهِ الرقباء والجلساء
وَأكْثر من يستحيا مِنْهُ. يَقُول فَإِذا كَانَ ذَلِك مَعَ عدم
هَؤُلَاءِ فَمَا ظَنك بتخردها نَهَارا إِذا حَضَرُوا، وَقد يجوز
أَن يعْنى بِهِ استحيائها عِنْد المباعلة، لِأَن المباعلة أَكثر
مَا تكون لَيْلًا.
والعِشْيُ: طَعَام العَشِيّ والعِشاءِ، قلبت فِيهِ الْوَاو يَاء
لقرب الكسرة، والعَشاءُ كالعِشيْ، وَجمعه أعْشِيَةٌ.
وعَشِىَ وعَشا وتَعَشَّى، كُله: أكل العَشاءَ، قَالَ الْأَصْمَعِي:
وَمن كَلَامهم: لَا يَعْشَى إِلَّا بَعْدَمَا يَعْشُو، أَي لَا
يَعشَى إِلَّا بَعْدَمَا يتعشَّى.
وَإِذا قيل: تَعَشَّ: قلت مَا بِي من تَعَشٍّ أَي احْتِيَاج إِلَى
عَشاءٍ.
وَرجل عَشْيانٌ: مُتَعَشٍّ وَالْأَصْل عَشْوَان وَهُوَ من بَاب
أشاوي فِي الشذوذ وَطلب الخفة.
وعَشاه عَشْواً وعَشْيا، كِلَاهُمَا: أطْعمهُ العَشاءَ،
الْأَخِيرَة نادرة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
قَصَرنا عَلَيْهِ بالمَقِيظِ لِقاحَنا ... فَعَيَّلْنَه مِنْ بَينِ
عَشْىٍ وتَقِييلِ
وعَشَّاهُ وأعْشاه، كَعَشاهُ قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فأعْشَيْتُه من بَعْدَمَا راثَ عِشْيُهُ ... بِسَهم كَسيِرِ
التَّابِرِيَّةِ لَهْوقِ
عداهُ بِالْيَاءِ لِأَنَّهُ فِي معنى غذيته، وَقَوله:
باتَ يُعَشِّيها بِعَضْبٍ باتِرِ ...
(2/287)
يَقْصِدُ فِي أسْؤُقِها وَجائِرِ
أَي أَقَامَ لَهَا السَّيْف مقَام الْعشَاء.
وعِشْىُ الْإِبِل: مَا تَتَعَشَّاهُ، وَأَصله الْوَاو.
والعواشِي: الْإِبِل وَالْغنم الَّتِي ترعى بِاللَّيْلِ، صفة غالبة
وَالْفِعْل كالفعل.
وَفِي الْمثل " العاشِيَةُ تهيج الآبية " أَي إِذا رَأَتْ الَّتِي
تأبى الرَّعْي الَّتِي تَتَعَشَّى هاجتها للرعي فرعت.
وبعير عَشِيّ: يُطِيل العّشاء، قَالَ أَعْرَابِي وَوصف بَعِيرًا:
عَرِيضٌ عَرُوضٌ عَشِيّ عَطُوّ
وعَشا الْإِبِل وعَشَّاها: أرعاها لَيْلًا.
وجمل عَشٍ وناقة عَشِيَةٌ: يزيدان على الْإِبِل فِي الْعشَاء،
كِلَاهُمَا على النّسَب دون الْفِعْل، وَقَول كثير يصف سحابا:
خَفِىّ تَعَشَّى فِي البِحارِ ودُونَهُ ... منَ اللُّجّ خُضْرٌ
مُظْلماتٌ وسُدَّفُ
إِنَّمَا أَرَادَ أَن السَّحَاب تعشى من مَاء الْبَحْر، جعله
كالعَشاءِ لَهُ، وَقَول أُحيحة بن الجلاح
تَعَشَّى أسافِلُها بالجَبُوب ... وتَأتِى حَلُوبتُها منْ عَلُ
يَعْنِي بهَا النّخل، يَعْنِي إِنَّهَا تتعشَّى من أَسْفَل، أَي
تشرب المَاء وَيَأْتِي حملهَا من فَوق، وعنى بحلوبتها: حملهَا
كَأَنَّهُ وضع الحلوبة مَوضِع المحلوب.
وعَشِىَ عَلَيْهِ عَشيً: ظَلَمَه.
وعَشَّى عَن الشَّيْء: رفق بِهِ كضحَّى عَنهُ.
والعُشْواَنُ: ضرب من التَّمْر أَو النّخل.
والعَشْوَاء - مَمْدُود -: ضرب من مُتَأَخّر النّخل حملا.
مقلوبه: (ش ع ي)
أشْعَى الْقَوْم الْغَارة: أشعلوها.
(2/288)
وغارة شَعْوَاءُ: مُتَفَرِّقَة.
وشجرة شَعْواءُ: منتشرة الأغصان.
وأشْعَى بِهِ: اهتم قَالَ أَبُو خرَاش:
أبْلغْ عَلِيًّا أذَلَّ اللهُ سَعْيَهُمُ ... أنَّ البُكَيرَ الذِي
أشْعَوْا بِهِ هَمَلُ
قَالَ ابْن جني: هُوَ من قَوْلهم. غَارة شَعْوَاءُ وروى أسعوا بِهِ
بِالسِّين غير مُعْجمَة، وَقد تقدم.
والشَّعْوَاءُ: اسْم نَاقَة العجاج قَالَ: لم ترهب الشَّعْوَاء أَن
تناصا.
مقلوبه: (ش وع)
الشَّوْعُ: انتشار الشَّعر وتفرقه كَأَنَّهُ شوك، قَالَ الشَّاعِر:
وَلَا شَوْعٌ بِخَدَّيها ... وَلَا مُشْعَنَّةٌ قهْدَا
وَرجل أشوَعُ وَامْرَأَة شَوْعاءُ، وَبِه سمي الرجل أشْوَعُ.
وَقَول شاعٌ: منتشر متفرق، قَالَ ذُو الرمة:
يُقَطِّعْنَ لِلإبْساسِ شاعا كأنَّه ... جَدايا عَلى الأنْساءِ
مِنْها بَصَائِرُ
وشَوَّعَ الْقَوْم: جمعهم، وَبِه فسر قَول الْأَعْشَى:
يُشَوّعُ عَوْنا ويَجتالها
قَالَ وَمِنْه شِيَعةُ الرجل، وَالْأَكْثَر أَن تكون عين
الشِّيعَةِ يَاء لقَولهم أشياعٌ اللَّهمُّ إِلَّا أَن يكون من بَاب
أعياد أَو يكون يُشَوِّعُ على المعاقبة.
وشاعَةُ الرجل: امْرَأَته. وَإِن حملتها على معنى المُشايَعَةِ
واللزوم فألفها يَاء.
وَمضى شَوْعٌ من اللَّيْل وشُوَاعٌ أَي سَاعَة، حكى عَن ثَعْلَب،
وَلست مِنْهُ على ثِقَة.
(2/289)
والشُّوعُ: شجر البان، وَهُوَ جبلي قَالَ
أحيحة بن الجلاح:
مُعرَوْرِفٌ أسْبَلَ جَبَّارَهُ ... بِما فَتَيْهِ الشُّوعُ
والغِرْيَفُ
واحدته شُوعَةٌ وَجَمعهَا شِياعٌ.
مقلوبه: (وش ع)
وشَعَ الْقطن وَغَيره، ووَشَّعَهُ، كِلَاهُمَا: لفه والوَشِيعَةُ:
مَا وُشِّعَ مِنْهُ.
والوَشِيعَةُ: خَشَبَة أَو قَصَبَة يلف عَلَيْهَا الْغَزل، وَقيل:
قَصَبَة يَجْعَل فِيهَا الحائك لحْمَة الثَّوْب، وَالْجمع وَشِيعٌ
ووشائعُ.
ووَشَع الثَّوْب: رقمه بعَلَم أَو نَحوه.
وتوشَّع بِالْكَذِبِ: تحسَّن وتكثر. وَقَوله:
وَمَا جَلْسُ أبْكارٍ أطاعَ لِسَرْحِها ... جَنى ثَمرٍ
بالوادِيَينِ وَشُوعِ
قيل: وَشُوعٌ: كثير، وَقيل: إِن الْوَاو للْعَطْف والشُّوعُ: شجر
البان.
والتَّوْشِيعُ: دُخُول الشَّيْء فِي الشَّيْء.
وتوشَّع الشَّيْء: تفرق. والوَشوع: المتفرقة.
ووُشُوعُ البقل: أزاهيره. وَقل: هُوَ مَا اجْتمع على أَطْرَافه
مِنْهَا، وَاحِدهَا وَشْعٌ.
وأوْشع البقل: أخرج زهره، أَو اجْتمع على أَطْرَافه.
والوَشِيعَةُ والوَشِيعُ: حَظِيرَة الشّجر حول الْكَرم والبستان،
وجمعهما وشائعُ.
ووَشَّعُوا على كرمهم وبستانهم: حظَّروا.
والوَشِيعُ: كرم لَا يكون لَهَا حَائِط فَيجْعَل حوله الشوك ليمنع
من دخل إِلَيْهِ.
ووشَّعَ كرمه: جعل لَهُ وشِيعا.
والمُوَشَّعُ: سعف يَجْعَل مثل الحظيرة على الجوخان ينسج نسجا،
وَقَول العجاج:
(2/290)
صَافي النُّحاسِ لم يُوَشَّعْ بِكَدَرْ
وَقيل فِي تَفْسِيره: لم يُوَشَّعْ: لم يُخلط، وَهُوَ عِنْدِي
مِمَّا تقدم، وَمَعْنَاهُ لم يلبس بكدر لِأَن السعف لذِي يُسمى
النسيجة مِنْهُ المُوَشَّع يلبس بِهِ الجوخان.
والوَشْعُ: النبذ من طلع النّخل.
والوَشْعُ: الشَّيْء الْقَلِيل من النبت فِي الْجَبَل.
والوُشُوعُ: الضروب، عَن أبي حنيفَة.
ووَشَعَ الْجَبَل ووَشَع فِيهِ يَشَع فِيهِ - بِالْفَتْح - وَشْعا
ووُشُوعا وتَوَشَّعَه: علاهُ.
وَإنَّهُ لوَشوع فِيهِ: متوقل لَهُ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ:
وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى، وَأنْشد:
حَوْشاءُ فِي السَّهلِ وَشُوعٌ فِي الْجَبَل
والوَشُوعُ: الوجور يوجره الصَّبِي.
والوَشيع: جذع أَو غَيره على رَأس الْبِئْر إِذا كَانَت وَاسِعَة
يقوم عَلَيْهَا الساقي.
والوَشِيعُ ووَشِيعٌ، كِلَاهُمَا: مَاء مَعْرُوف، وَقَول عنترة:
شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأصْبَحَتْ ... زَوْرَاءَ تَنْفِرُ
عَنْ حِياض الدّيلمِ
إِنَّمَا هُوَ دحرض ووَشيعٌ ماءان معروفان فَقَالَ الدحرضين
اضطرارا.
الْعين وَالضَّاد وَالْوَاو
العُضْوُ والعِضْوُ: كل عظم وافر بِلَحْمِهِ وجمعهما أعْضَاءٌ.
وعَضَّى الذَّبِيحَة: قطعهَا أَعْضَاء.
وعَضَّى الشَّيْء: وَزَّعَهُ وفرَّقه قَالَ:
ولَيْسَ دِينُ الله بِالمُعَضَّى
والعَضِة: الْقطعَة والفرقة. وَفِي التَّنْزِيل (جعلُوا القُرْآنَ
عِضِينَ) .
والعِضَةُ: الْكَذِب، مِنْهُ. وَالْجمع كالجمع.
(2/291)
وَرجل عاضٍ بيَّن العُضُوّ: كاسٍ طَعِمٌ
مَكْفِىٌّ.
مقلوبه (ع وض)
العِوَضُ: الْبَدَل، وَبَينهمَا فرق لَا يَلِيق ذكره بِهَذَا
الْكتاب، وَالْجمع أعْوَاضٌ. عاضَهُ مِنْهُ وَبِه وعاضَهَ إِيَّاه
عَوْضاً وعِياضاً ومَعُوضَة وعَوَّضَه وأعاضَهُ - عَن ابْن جني -
وتَعَوَّضَ مِنْهُ واعْتاضَ: اتخذ العِوَض، واعْتاضَه مِنْهُ،
واستعاضَه وتَعَوَّضَه كُله: سَأَلَهُ العِوَض. وعاضه أصَاب مِنْهُ
العِوَض قَالَ:
هَلْ لكِ والعارِضُ مِنْكِ عائِضُ ... فِي مائةٍ يُسْئرُ مِنْهَا
القابِضُ
ويروى: فِي هجمة.
وَعوض - تبنى على الحركات الثَّلَاث -: الدَّهْر، معرفَة علم، وَمن
كَلَامهم: لَا أفْعَلُهُ عَوْضَ العائِضِينَ، أَي دَهْرَ الداهرين.
وَفِي الْقسم: عَوضُ لَا أفعل، يحلف بالدهر قَالَ الْأَعْشَى:
رَضيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أم تَحالَفا ... بأسَحم داجٍ عوْضَ لَا
نَتَفَرَّقُ
الأسحَمُ هَاهُنَا: الرَّحِم، وَقيل: هُوَ سَواد الحلمة.
وَلَا أَفعلهُ من ذَوي عَوْضٍ أَي أبدا، أضَاف الدَّهْر إِلَى
نَفسه، قَالَ ابْن جني يَنْبَغِي أَن تعلم أَن العِوَضَ من لفظ
عَوْضُ الَّذِي هُوَ الدَّهْر وَمَعْنَاهُ، والتقاؤهما أَن
الدَّهْر إِنَّمَا هُوَ مُرُور النَّهَار وَاللَّيْل وتصرُّم
أجزائهما، وَكلما مضى جُزْء مِنْهُ خَلفه جُزْء آخر يكون عِوَضاً
مِنْهُ، فالوقت الْكَائِن الثَّانِي غير الْوَقْت الْمَاضِي الأول،
قَالَ: فَلهَذَا كَانَ العِوَضُ أَشد مُخَالفَة للمُعَوَّضِ مِنْهُ
من الْبَدَل.
وعَوْضُ: صنم.
وَبَنُو عَوْضٍ: قَبيلَة.
وعِياضٌ: اسْم رجل.
(2/292)
وَكله رَاجع إِلَى معنى العِوَض الَّذِي
هُوَ الْخلف، قَالَ ابْن جني فِي عِيَاض اسْم رجل: إِنَّمَا أَصله
مصدر عُضْتُه أَي أعطيتُه.
مقلوبه: (ض وع)
الضَّعَةُ: شَجَرَة بالبادية. وَقيل: شجر مثل الثمام، وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي: هُوَ شجر أَو نبت - وَلَا تكسر الضَّاد - وَالْجمع
ضَعَوَاتٌ، قَالَ جرير:
مُتَّخِذاً فِي ضَعَوَاتٍ تَوْلَجا
التَّوْلَجُ والدَّوْلَجُ: الكِناس.
مقلوبه: (ض وع)
ضَاعَه ضَوْعا وضَوَّعَه كِلَاهُمَا: حرَّكه وراعه. وَقيل: حركه
وهيجه، قَالَ بشر:
سمِعْتُ بِدَارَةِ القَلْتَينِ صَوْتا ... لِحنْتَمَةَ الفُؤَادُ
بِهِ مَضُوعُ
وَقد انْضاعَ وتَضَوَّعَ، قَالَ الْهُذلِيّ:
فُرَيْخانِ يَنْضَاعان فِي الفَجْرِ كُلَّما ... أحَسَّا دَوِيَّ
الرّيحِ أَو صَوْتَ ناعبِ
وضاعَتِ الرّيح الْغُصْن: أمالته.
وضاعَنِي الْأَمر: أثقلني وأقلقني.
وضَاعَتِ الرَّائِحَة ضَوْعا وتَضَوَّعَتْ، كِلَاهُمَا: نَفَحَتْ
قَالَ:
إِذا التَفَتَتْ نَحْوِي تَضَوَّع رِيحُها ... نَسِيمَ الصَّبا
جاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ
وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: تَضَوَّعَ النَّتن، وَأنْشد:
يَتَضَوَّعْن لَو تَضَمَّخن بالمِسْ ... كِ صُماحا كأنَّه رِيحُ
مَرْقِ
المرق: صوف الْعِجَاف والمرضى.
(2/293)
وضَاع يَضُوع وتَضَوَّعَ: تضوَّر فِي
الْبكاء، وَقد غلب على بكاء الصَّبِي.
والضُّوَعُ والضِّوَعُ، كِلَاهُمَا: طَائِر من طير اللَّيْل
كالهامة إِذا أحس بالصباح صرخَ. وَقيل: هُوَ الكروان. وَجمعه أضواع
وضِيعان، وَقَالَ ثَعْلَب: الضُّوَعُ أَصْغَر من العصفور وَأنْشد:
مَنْ لَا يَدُلَّ على خَيرٍ عَشِيرَتَهُ ... حَتى يَدُلَّ على
بَيْضَاتِه الضُّوَعُ
قَالَ: لِأَنَّهُ يضع بَيْضَة فِي مَوضِع لَا يدْرِي أَيْن هُوَ،
والضُّوَاعُ: صَوته، وَقد تَضَوَّعَ.
وأضْوُعٌ: مَوضِع. وَنَظِيره: أقرن وأجرب وأسقف، وَهَذِه كلهَا
مَوَاضِع، وأذرح اسْم مَدِينَة الشراة فَأَما أعصر اسْم رجل
فَإِنَّمَا سمي بِجمع عصر، وَكَذَلِكَ أسْلُمٌ اسْم رجل إِنَّمَا
هُوَ جمع سلم.
مقلوبه: (وض ع)
الوَضْعُ: ضد الرّفْع. وَضعه يَضَعُه وَضْعا ومَوْضُوعا. وَأنْشد
ثَعْلَب. بَيْتَيْنِ فيهمَا:
مَوْضوع جُودِك ومَرْفُوعُه
عَنى بالموضوع مَا أضمره وَلم يتَكَلَّم بِهِ، وَالْمَرْفُوع: مَا
أظهره وَتكلم بِهِ.
وَاسم الْمَكَان المَوْضِع والمَوْضَعُ، الْأَخير نَادِر لِأَنَّهُ
لَيْسَ فِي الْكَلَام مَفْعَلٌ مِمَّا فاؤه وَاو اسْما وَلَا مصدرا
إِلَّا هَذَا، فَأَما موهب ومورق فللعلمية، وَأما ادخُلُوا
مَوْحَدَ مَوْحَدَ، ففتحوه إِذْ كَانَ اسْما مَوْضُوعا لَيْسَ
بمصدر وَلَا مَكَان وَإِنَّمَا هُوَ معدول عَن وَاحِد كَمَا أَن
عمر معدول عَن عَامر، وَهَذَا كُله قَول سِيبَوَيْهٍ.
والمَوْضَعَةُ لُغَة فِي الْموضع حَكَاهُ اللحياني عَن الْعَرَب
قَالَ: يُقَال: ارزن فِي مَوْضِعك ومَوْضَعَتِكَ.
وَإنَّهُ لحسن الوِضْعَةِ أَي الوضْعِ.
والوَضْعُ أَيْضا: الْمَوْضُوع، سمي بِالْمَصْدَرِ، وَله نَظَائِر،
مِنْهَا مَا تقدم، وَمِنْهَا مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله،
وَالْجمع أوضاعٌ.
والوَضيعُ: الْبُسْر الَّذِي لم يبلغ كُله فوُضِعَ فِي جؤن أَو
جرار.
وَقَوله تَعَالَى (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أنْ يَضَعْنَ
ثِيابَهُنَّ) قَالَ الزّجاج: قَالَ ابْن مَسْعُود: مَعْنَاهُ: أَن
يَضعْنَ الملحفة والرداء.
(2/294)
ووضَعَ عَنهُ الدَّين وَالدَّم وَجمع
أَنْوَاع الْجِنَايَة يَضَعُه وَضْعا: أسقط عَنهُ.
وَدين وَضِيعٌ: مَوْضُوع، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد لجميل:
فان غَلَبَتْك النَّفْسُ إلاَّ وُرُودَهُ ... فَذَنْبِي إِذا يَا
بَثنَ عَنْكِ وَضِيعُ
ووضَع الشَّيْء وَضْعا: اختلقه.
وتَوَاضَع الْقَوْم على الشَّيْء: اتَّفقوا عَلَيْهِ.
والضَّعةُ والضِّعَةُ: خلاف الرّفْعَة فِي الْقدر، وَالْأَصْل
وِضْعَةٌ حذفوا الْفَاء على الْقيَاس كَمَا حذفت من عدَّة، وزنة
ثمَّ إِنَّهُم عدلوا بهَا عَن فِعْلَةٍ إِلَى فَعْلَةٍ فأقروا
الْحَذف بِحَالهِ وَإِن زَالَت الكسرة الَّتِي كَانَت مُوجبَة لَهُ
فَقَالُوا الضَّعَةُ، فتدرجوا بالضِّعَةِ إِلَى الضَّعَةِ وَهِي
وَضْعَةٌ كجفنة وقصعة لَا لِأَن الْفَاء فتحت لأجل الْحَرْف الحلقي
كَمَا ذهب إِلَيْهِ مُحَمَّد بن يزِيد.
وَضُعَ وَضَاعَةً وَضَعَةً وضِعَةً فَهُوَ وَضِيعٌ واتضَع ووَضَعَه
ووَضَّعَه. وَقصر ابْن الْأَعرَابِي الضِّعَةَ - بِالْكَسْرِ - على
الْحسب. والضَّعَةَ - بِالْفَتْح - على الشّجر والنبات
الْمُتَقَدّم الذّكر.
ووضَعَ الرجل نَفسه يَضَعُها وَضْعا ووُضُوعا وضَعَةً وضِعَة
قبيحة، عَن اللحياني.
وتواضَعَ الرجل: ذل.
وتَواضَعَتِ الأَرْض: انخفضت عَمَّا يَليهَا، وَأرَاهُ على الْمثل.
ووُضعَ فِي تِجَارَته ضَعَةً ووَضِيَعةً وأُوضعَ ووَضِعَ وَضَعا:
غبن. وَصِيغَة مَا لم يسم فَاعله أَكثر قَالَ:
فَكانَ مَا رَبِحْتُ وَسْطَ الغَيْثَرهْ ... وَفِي الزّحام أنْ
وُضِعْتُ عَشَرَهْ
ويروى وَضِعْتُ.
والوضْعُ: أَهْون سير الدَّوَابّ وَالْإِبِل، وَقيل: هُوَ ضرب من
سير الْإِبِل دون الشد. وَقيل: هُوَ فَوق الخبب. وَضَعَتْ وَضْعا
ومَوْضوعا قَالَ ابْن مقبل فاستعاره للسراب:
وهَلْ عَلِمْتَ إِذْ لاذَ الظِّباءُ وقَدْ ... ظَلَّ السَّرَابُ
على حِزَّانِهِ يَضَعُ
وَقَالَ طرفَة:
(2/295)
مَرْفُوعُها زَوْلٌ وموضُوعُها ...
كمَرّغَيْثٍ لجِبٍ وَسْطَ رِيحْ
وأوْضَعُها هُوَ.
ووضَعَ الشَّيْء فِي الْمَكَان: أثْبته بِهِ.
والوَضِيَعةُ: قوم من الْجند يُوضَعُون فِي كورة لَا يغزون
مِنْهَا.
والوَضِيعَةُ: قوم كَانَ كسْرَى ينقلهم من أَرضهم فيسكنهم أَرضًا
أُخْرَى.
والوضِيعَةُ: حِنْطَة تدق، ثمَّ يصب عَلَيْهَا سمن فتؤكل.
والوَضائعُ: الْوَظَائِف، وَفِي حَدِيث طهفة " لكم يَا بني نهد
ودائع الشّرك ووضائع الْملك ".
والوضائع: كتب تكْتب فِيهَا الْحِكْمَة، وَفِي الحَدِيث " إِنَّه
نَبِي وَإِن اسْمه وَصورته فِي الوَضائع " وَلم أسمع لهاتين
الْأَخِيرَتَيْنِ بِوَاحِد، حَكَاهُمَا الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
ووَضَّعَ الخائط الْقطن، والباني الْحجر: نضد بعضه على بعض.
والمُوَضَّعُ: الَّذِي تزل رجله ويفرش وظيفه ثمَّ يتبع ذَلِك مَا
فَوْقه من خَلفه.
واتَّضَع بعيره: أَخذ بِرَأْسِهِ فَركب عُنُقه قَالَ رؤبة:
أعانَكَ اللهُ فَخَفَّ أثْقَلُهُ
عَلَيْكَ مَأْجُوراً وأنْتَ جمَلُهْ
قُمْتَ بِه لم يَتَّضِعْكَ أجْلَلُهْ
وَقَالَ آخر:
إِذا مَا اتَّضَعْنا كارِهينَ لِبَيْعَةٍ ... أناخُوا لأخْرَى
والأزِمَّةُ تُجْذَبُ
والوُضْعُ والتُّضْع - على الْبَدَل - كِلَاهُمَا: الْحمل على حيض،
وَقيل: هُوَ الْحمل فِي مقبل الْحيض، قَالَ:
تَقُولُ والجُرْدانُ فِيهَا مُكْتَنعْ ... أما تَخاف حَبَلاً عَلى
تُضُعْ
(2/296)
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الوُضْعُ: الْحمل قبل الْحيض
والتُّضْع: الْحمل فِي آخِره، قَالَت أم تأبط شرا: " وَالله مَا
حَملته وضعا وَلَا وَضعته يَتْنا وَلَا أَرْضَعَتْه غيلا وَلَا
أبته تئقا " وَيُقَال: مئقا، وَهُوَ أَجود الْكَلَام. فالوُضْعُ
مَا تقدم ذكره. واليتن: أَن تخرج رِجْلَاهُ قبل رَأسه. والتئق:
الغضبان والمئق من المأقة فِي الْبكاء وَزَاد ابْن الْأَعرَابِي
فِي قَول أم تأبط شرا " وَلَا سقيته هدبدا وَلَا أنمته ثئدا وَلَا
أطعمته قبل رئة كبدا " الهدبد: اللَّبن الثخين المتكبد، وَهُوَ
يثقل عَلَيْهِ فيمنعه من الطَّعَام وَالشرَاب. وتئد أَي على مَوضِع
ند. والكبد ثَقيلَة فانتفت من إطعامها إِيَّاه كبدا.
ووَضَعَت الْحَامِل الْوَلَد تَضَعُه وَضْعا وتُضْعا وَهِي وَاضع:
وَلدته.
ووَضَعَتِ الْمَرْأَة خِمارها، وَهِي وَاضع: خلعته.
وناقة واضِعٌ وواضعَةٌ: ترعى الحمض حول المَاء، وَقد وَضَعَتْ
تَضَعُ وَضِيَعةً.
ووَضَعَها: ألزمها المرعى.
وَقوم ذَوُو وَضِيعَةٍ: ترعى إبلهم الحمض، وَقيل: هم المقيمون فِي
الحمض.
والمُوَاضَعَةُ: المناظرة فِي الْأَمر.
وَبينهمْ وِضاعٌ أَي مراهنة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
ووَضعَ أَكْثَره شَعَراً: ضرب عُنُقه، عَن اللحياني.
ومَوْضُوعٌ: مَوْضعٌ. ودارة مَوْضُوعٍ هُنَالك.