المحكم والمحيط الأعظم

الْحَاء وَالْقَاف وَالرَّاء
الحَقْرُ فِي كل الْمعَانِي: الذِّلَّةُ. حَقَرَ يَحْقِرُ حَقْراً وحُقْرِيّةً.

(2/571)


والحَقِيرُ: ضد الخَطِيرِ. ويؤكد فَيُقَال: حَقِيرٌ نقيرٌ. وحَقْرٌ نَقْرٌ. وَقد حَقُر حَقْراً وحَقارَة.
وحَقَرَ الشَّيْء يَحْقِرهُ حَقْراً ومحْقَرَةً وحَقارَة.
واحْتَقَرَه واسْتَحْقَرَه: رَآهُ حَقِيرًا.
وحَقَّرَه: صَيَّرَهُ حَقِيراً قَالَ بعض الاغفال:
حُقِّرْتِ أَلا يَوْمَ قد سَيرِى ... إِذْ أَنا مثل الفَلَتانِ العَيْرِ
حُقِّرْتِ: أَي صَيَّرَكِ اللهُ حَقِيرَةً، هًلاَّ تَعَرَّضْتِ إِذْ أَنا فَتى.
وحَقَّرَ الْكَلَام: صَغَّرَه.
والحروفُ المحقورةُ: هِيَ القافُ وَالْجِيم والطاء وَالدَّال وَالْبَاء، يجمعهما جد قُطْبٌ، سُمِّيَت بذلك لِأَنَّهَا تُحْقَرُ فِي الوقْفِ وتُضْغَط عَن موَاضعهَا وَهِي حُرُوف القلقلة لِأَنَّك لَا تستطيعُ الوقوفَ عَلَيْهَا إِلَّا بِصَوْتٍ وَذَلِكَ لشدَّة الحفْزِ والضغط وَذَلِكَ نَحْو الْحق واذهب واخرج. وَبَعض الْعَرَب اشد تصويتا من بعض.
وَفِي الدُّعَاء: حَقْراً لَهُ ومحْقَرَةً وحَقارَةً وَكله رَاجع إِلَى معنى الصغر.
وَرجل حَيْقَرٌ: ضَعِيف. وَقيل: لئيم الأَصْل.

مقلوبه: (ح ر ق)
الحَرَقُ: النَّار، قَالَ:
شَدّاً سَرِيعا مثل إضْرامِ الحَرَقْ
وَقد تَحَرَّقَتْ. والتَّحْرِيق: تأثيرها فِي الشَّيْء.
وأحْرَقَتْه النَّار وحَرَّّقَتْه فاحترَقَ وتَحَرَّق.
والحُرْقَةُ: حَرَارَتهَا أَيْضا.
والحُرْقَةُ: مَا يجده الْإِنْسَان من لَذْعَةِ حُبّ أَو حُزْن أَو طَعْم شَيْء فِيهِ حرارة.
والحَرُوقاءُ والحَرُوقُ والحُرَّاقُ والحَرَّوقُ: مَا تُقْدَحُ بِهِ النَّار. قَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ الخِرَق المخرَّقَةُ الَّتِي يَقَعُ فِيهَا السقط.

(2/572)


والحَرَّاقاتُ: سفن فِيهَا مَرَامي نيران. وَقيل هِيَ مَرَامي انفسها.
والحَرَّاقاتُ: مَوَاضِع القَلاَّئينَ والفَحّامين.
واحْرِق لنا فِي هَذِه القَصبة نَارا: أَي اقْبِسْها عَن ابْن الاعرابي.
ونارٌ حِراقٌ: لَا تبقي شَيْئا. وَرجل حِرَاق: لَا يُبْقِى شَيْئا إِلَّا افْسَدَهُ. مثل بذلك.
ورَمىٌ حِرَاقٌ: شَدِيد، مثل بذلك أَيْضا.
والحَرَقٌ: أَن يُصيب الثوْبَ احتراقٌ من النَّار.
والحَرَقُ: احتراقٌ يُصيبُهُ من دَق القَصَّارِ.
وعمامَةٌ حَرَقانِيَّةٌ: وَهُوَ ضرب من الوشى فِيهِ لون كَأَنَّهُ محْترِقٌ.
والحَرَقٌ والحَرَيقُ: اضطرام النَّار وتحرقها.
والحرِيق أَيْضا: اللَّهَبُ. قَالَ غيلانٌ الربعِي
يُثِرْن من اكْدَرِها بالدَّقْعاءْ ... مُنْتَصبا مثل حرِيق القَصْباءْ
والحَرُوقَةُ: المَاء يُحْرَق قَلِيلا ثمَّ يُذَرُّ عَلَيْهِ دقيقٌ قليلٌ فيَتَنافَتُ: أَي ينتفخ ويَتَعافَرُ عِنْد الغَلَيانِ.
والحرِيقَةُ: النَّفيتَة. وَقيل الحرِيقَةُ: المَاء يُغْلَى ثمَّ يُذرُّ عَلَيْهِ الدَّقِيق فيُلعق، وَهُوَ أغْلظ من الحِساء وَإِنَّمَا يستعملونها فِي شدَّة الدَّهْر وَغَلَاء السّعر وعَجَفِ المَال وكَلَبِ الزَّمَان.
والحَرِيقُ: مَا احْرَقَ النَّباتَ من حَرًّ أَو برد أَو ريح أَو غير ذَلِك من الْآفَات وَقد احْتَرَقَ النَّبَات. وَفِي التَّنْزِيل (فأصَابها إعْصَارٌ فِيهِ نارٌ فاحترَقَتْ) .
وَهُوَ يتَحَرَّقُ جُوعا كَقَوْلِك يَتَضَرَّم.
ونَصْلٌ حَرِقٌ: حَديدٌ كَأَنَّهُ ذُو احْرَاقٍ، أراهُ على النَّسَبِ قَالَ أَبُو خرَاش:
فأدْركَهُ فاشْرَعَ فِي نَساهُ ... سِنانا نَصْلُه حَرِقٌ حَدِيدُ
وماءٌ حُرَاقٌ وحُرَّاقٌ: مِلحٌ. وَكَذَلِكَ الْجمع.
وأحْرَقَنا فلانٌ: بَرَّحَ بِنَا وآذانا قَالَ:

(2/573)


احْرَقَنِي النَّاس بتكليفهم ... مَا لقى النَّاس من النَّاس
والحُرْقانُ: المَذَحُ فِي الفخِذَين.
وحَرَقَ نابُ الْبَعِير يَحْرِقُ ويَحْرُقُ حَرْقا وحَرِيقا: صَرَفَ. وحرَقَ الْإِنْسَان وَغَيره نابه، يَحْرُقُهُ، ويِحْرِقُه حَرِقا وحُرِيقا وحُرُوقا فعل ذَلِك من غَيْظٍ وغضبٍ. وَقيل الحُرُوق مُحدث.
والحارِقَةُ: العَصَبةُ الَّتِي تجمع بَين رَأس الْفَخْذ والورك. وَقيل: هِيَ عَصَبَةٌ مُتَّصِلةٌ بَين وابلة الفَخذِ والعَضُد. وَقيل: الحارقة فِي الخُرْبَةِ: عَصَبَةٌ تُعَلِّقُ الفَخِذَ بالوَرِكِ وَبهَا يمشي الْإِنْسَان. وَقيل: الحارقتان: عصبتان فِي رُءُوس أعالي الفخذين فِي اطرافهما ثمَّ تدخلان فتكونان فِي نقرتي الْوَرِكَيْنِ مُلْتزَقَتيَن ثابتَتين فِي النُّقْرتين فيهمَا مَوْصِلٌ مَا بَين الْفَخْذ والورك، وَإِذا زَالَت الحارقةُ عَرَج الَّذِي يُصيبه ذَلِك. وَقيل: الحارِقَةُ: عَصَبَةٌ أَو عِرْقٌ فِي الرجل.
وحَرِقَ حَرَقا وحُرِق حَرْقا: انْقَطَعت حارقته قَالَ:
تَرَاهُ تحتَ الفَتَنِ الوَرِيق ... يشول بالمحجن كالمحروق
قَالَ ابْن الاعرابي: اخبر انه يقوم على أَطْرَاف اصابعه حَتَّى يتَنَاوَل الغُصْنَ فيميله إِلَى إبِله فَهُوَ يرفع رجله لينال الْغُصْن الْبعيد مِنْهُ فيجذبه.
والحَرَق فِي النَّاس وَالْإِبِل: انْقِطَاع الحارقة.
وَرجل حَرِقٌ: اكثر من محروق، وبعير محروق اكثر من حرق، واللغتان فِي كل وَاحِد من هذَيْن النَّوْعَيْنِ فصيحتان.

(2/574)


والحارِقةُ أَيْضا: عَصَبةٌ أَو عِرْقٌ فِي الرَجْل عَن ابْن الاعرابي.
والحَرْقُوَةُ: أَعلَى الحلْقِ أَو اللهاة.
وحَرِقَ الشّعْر حَرَقا فَهُوَ حَرِقٌ: قَصُرَ فَلم يَطُلْ أَو تَقَطَّعَ قَالَ أَبُو كَبِير:
ذهَبَتْ بَشاشَتُه واصبحَ وَاضحا ... حَرِقَ المَفارِق كالُبرَاءِ الاعْفَرِ
وحَرِق ريش الطَّائِر فَهُوَ حَرِقٌ: انْحَصَّ. قَالَ عَنترَةُ يصف غُرابا:
حَرِقُ الجَناحِ كَأَن لْحَيْ رَأسه ... جَلَمانِ بالاخْبارِ هَش مُولَعُ
والحَرَقُ فِي الناصِيَة كالسَّفا، وَالْفِعْل كالفعل.
وحَرِقَت اللِّحْيَةُ فَهِيَ حَرِقَةٌ: قَصْرَ شعر ذقنها عَن شعر العارضين.
وحَرَق الْحَدِيد بالمِبْرَدِ يَحْرُقُهُ ويَحْرِقُه حَرْقا، وحَرَّقَه: بَرَدَهُ، وقُرِيء (لَنُحَرِّقَنَّهُ) و (لَنَحرُقَنَّه) هما سَوَاء فِي الْمَعْنى، وَلَيْسَت حرقة مكثرة عَن حرقة كَمَا ذهب إِلَيْهِ الزّجاج من أَن لنحرقنه بِمَعْنى لنبردنه مرّة بعد مرّة لِأَن الْجَوْهَر المبرود لَا يحْتَمل ذَلِك، وَبِهَذَا رد عَلَيْهِ الْفَارِسِي قَوْله والحِرْقُ والحِراقُ والحِرُوقُ كلُّهُ: الكُشُّ الَّذِي تُلْقَحُ بِهِ النّخل، اعني بالكُشّ الشِّمْرَاخَ الَّذِي يُؤْخَذ من الْفَحْل فَيْدَسُّ فِي الطَّلْعَة.
والحارِقَةُ والحارُوقُ من النِّسَاء: الضيقة. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ " خْيرُ النِّساء الحاِرقَةُ " وَقَالَ ثَعْلَب: الحارِقَةُ: هِيَ الَّتِي تُقامُ على أَربع. قَالَ. وَقَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ: مَا صَبر على الحارِقَةِ إِلَّا أسْماءُ بِنْتُ عُمِيْسٍ. هَذَا قَول ثَعْلَب. وَعِنْدِي أَن الحارِقِةَ فِي حَدِيث عَليّ هَذَا إِنَّمَا هُوَ اسْم لهَذَا الضَّرْب من الْجِمَاع.
والمُحارَقَةُ: المباضَعَةُ على الجَنْبِ.
والحارقَةُ: السَّبع.
والحُرْقَتان: تَيْمُ وسَعْدُ، وهما رَهْطُ الاعشى قَالَ:
عَجِبْتُ لأهل الحُرْقَتَيْنِ كَأنَّما ... رَأوْني نَفِيا من إياد وترخم

(2/575)


ومُحَرق: لقب ملك، وهما مُحَرقان، مُحَرّقٌ الْأَكْبَر وَهُوَ امْرُؤ الْقَيْس اللَّخْمي، ومُحَرّقٌ الثَّانِي وَهُوَ عَمْرُو بنُ هِنْد مُضَرّطُ الحجارَة يُسمى بذلك لتَحْرِيقه بني تَمِيم يَوْم أوَارَةَ، وَقيل لتَحْرِيقه نخل ملهم.
وحَرَاقٌ وحُرَيقٌ وحُرَيْقاءُ: أَسمَاء.
وحُرَيْقُ بن النعْمان وحُرَقَةُ بنته قَالَ:
نُقْسِمُ بِاللَّه نُسْلِمُ الحَلَقَةْ ... وَلَا حُرَيْقا وأخْتَهُ حُرَقَهْ
والحُرَقَةُ أَيْضا: حَيّ، وَكَذَلِكَ الحَرُوقَة.
والمُحَرِّقَةُ: بَلَدٌ.

مقلوبه: (ق ح ر)
الْقَحْرُ: المُسِنُّ وَفِيه بَقِيَّةٌ وجَلَدٌ، وَقيل: إِذا ارْتَفع فَوق المُسنَّ وهرم فَهُوَ قحر وإنقحر، فَهُوَ ثَان لإنقحل الَّذِي قد نفى سِيبَوَيْهٍ أَن يكون لَهُ نَظِير. وَكَذَلِكَ جمل قحر، وَالْجمع اقحر وقحور وإنقحر كقحر، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، وَالِاسْم القحارة والقحورة.
والقُحارِيَةُ من الْإِبِل كالقحر، وَقيل: القُحارِيَةٌ مِنْهَا: الْعَظِيم الْخلق، وَقَالَ بَعضهم: لَا يُقَال فِي الرجل إِلَّا قَحْرٌ، فَأَما قَول رؤبة:
تَهْوِى رُءُوسُ القاحِرَاتِ الْقُحَّرِ ... إِذا هَوَتْ بَين اللُّهَى والحنجر
فعلى التَّشْنِيعِ، وَإِلَّا فَلَا فعل لَهُ.

مقلوبه: (ر ح ق)
الرَّحيقُ: من أَسمَاء الخَمْرِ، قيل: هِيَ من اعْتِقها واتفضلها، وَقيل: هِيَ صفوتها وَمَا لَا غِشَّ فِيهِ، وَقيل: الرَّحِيقُ: السهل من الْخمر.
والرَّحِيق والرّحاقُ: الصافي. وَلَا فعل لَهُ.

مقلوبه: (ق ر ح)
القَرْحُ والقُرْحُ: عض السِّلاَحِ وَنَحْوه مِمَّا يَخْرُجُ بالبَدان. وَقيل: القَرْحُ: الْآثَار.

(2/576)


والقَرْحَ: الْأَلَم. وَقَالَ يَعْقُوب: كَأَن القَرْحَ: الجِرَاحاتُ بِأَعْيَانِهَا، وَكَأن القُرْحَ: المها. وَرجل قَرِحٌ وقَرِيحٌ: ذُو قَرْحٍ.
والقرِيحُ: الجَرِيحُ من قوم قَرْحَى وقَرَاحَي وَقد قَرَحَه يَقْرَحُهُ قَرْحا، قَالَ المتنخل:
لَا يُسْلِمُونَ قَرِيحا حلَّ وَسْطَهُمُ ... يَوْم اللِّقاءِ وَلَا يُشْوُونَ من قَرَحُوا
أَي لَا يخْطئُونَهُ.
وَقيل سُمِّيَتِ الجِرَاحاتُ قَرْحا بالمصدرِ، وَالصَّحِيح أَن القْرَحَةَ: الجِرَاحَةُ وَالْجمع قَرْحٌ وقُروح.
وَرجل مَقْروحٌ: بِهِ قُرُوحٌ.
والقَرْحُ أَيْضا: البَثْرُ إِذا تَرامى إِلَى فَساد.
والقُرْحُ: جرب شَدِيد يَأْخُذ الفُصْلاًنَ: فَلَا تكَاد تنجو.
وفصِيلٌ مَقْرُوحٌ، قَالَ أَبُو النَّجْم:
يَحى الفَصِيلَ القارِحِ المَقْرُوحا
واقْرَحَ الْقَوْم أصَاب مَوَاشِيهمْ القَرْحُ وإبِلَهُمُ القُرْحُ.
وقَرِحَ قلب الرجل من الْحزن، وَهُوَ مثل بِمَا تقدم.
وقَرَحَهُ بِالْحَقِّ قَرْحا: رَماه بِهِ.
والاقتراحُ: ارْتِجالُ الْكَلَام.
والاقْتِراحُ: ابتداع الشَّيْء من غير أَن تَسْمَعَهُ. وَقد اقتَرحَه فيهمَا.
واقْتَرح عَلَيْهِ بِكَذَا: تحكَّم.
واقترَح الْبَعِير: رَكبه من غير أَن يركبه أحد.
واقْتُرِحَ السَّهمُ، وقُرحَ: بُدِيْ عَمَلُهُ.
وقَرِيحةُ الْإِنْسَان: طبعه، من ذَلِك.
وقَريحَةُ الشَّبَاب: أوَّلُه.
وَقيل: قَريحةُ كل شَيْء: اوله.

(2/577)


والقرِيحةُ والقُرْحُ: أول مَا يخرج من الْبِئْر حِين تُحْفَرُ، قَالَ ابْن هرمة:
فانك كالقَرِيحة عَام تُمْهَى ... شَرُوبُ المَاء ثمَّ يعود ماجا
رَوَاهُ أَبُو عبيد: بالقَريحة، وَهُوَ خطأ.
وَهُوَ فِي قُرْحِ سنه: أَي فِي اولها. قَالَ ابْن الاعرابي: قلت لاعرابي: كم اتى عَلَيْك؟ فَقَالَ: أَنا فِي قُرْح الثَّلَاثِينَ.
وقَرِيحُ السَّحاب: مَاؤُهُ حِين ينزلُ.
والقُرْحُ: ثلاثُ لَيَال من أول الشَّهْر.
والقُرْحانُ من الْإِبِل: الَّذِي يُصبه جرب وَمن النَّاس: الَّذِي لم يصبهُ جدري. وَكَذَلِكَ الِاثْنَان والجميع والمؤنث. وَفِي حَدِيث عمر أَن أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدمُوا مَعَه الشَّام وَبهَا الطَّاعونُ. فَقيل لَهُ: " إنَّ مَنْ مَعَك من أَصْحَاب رَسُول الله قُرْحانٌ، فَلَا تدخلْهم على هَذَا الطَّاعُون " فَمَعْنَى قَوْلهم لَهُ: قُرْحانٌ، انه لم يٌصِبهُم دَاء قبل هَذَا. وَقد جمعه بَعضهم بِالْوَاو وَالنُّون.
وَفرس قارِحٌ: أَقَامَت أَرْبَعِينَ يَوْمًا من حملهَا واكثر حَتَّى شعر وَلَدهَا.
والقارِحُ: النَّاقة أول مَا تَحْملُ. وَالْجمع قَوَارحُ وقُرَّحٌ وَقد قَرَحَتْ تقْرَح قُرُوحا وقِراحا وَقيل: القُرُوحُ: فِي أول مَا تِشُولُ بذنبها، وَقيل: إِذا تمّ حملهَا: فَهِيَ قارح. وَقيل: هِيَ الَّتِي لَا تشعر بلقاحها حَتَّى يستبين حملهَا، وَذَلِكَ أَن لَا تشول بذنبها، وَلَا تبشر. وَقَالَ ابْن الاعرابي: هِيَ قارح أَيَّام يقرعها الْفَحْل فَإِذا استبان حملهَا فَهِيَ خَلفَةٌ ثمَّ لَا تزَال خَلِفَةً حَتَّى تدخل فِي حد التَّعْشيرِ.
والتَّقْرِيحُ: أول نَبَات العَرْفَج. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: التَّقْرِيحُ: أول شَيْء يَخْرُجُ من البَقْل وَهُوَ الَّذِي ينْبت فِي الحَبّ.
وتَقْرِيحُ البَقْل: نَبَات اصله وَهُوَ ظُهُورُ عوده. قَالَ: وَقَالَ رجل لآخر: مَا مطر ارضك؟ فَقَالَ: مُركِّكَةٌ فِيهَا ضُرُوسٌ وثرد يَذُرُّ بقلُهُ وَلَا يُقَرِّحُ اصلُه. ثمَّ قَالَ ابْن الاعرابي: ويَنْبُتُ البَقلُ حِينَئِذٍ مُقْتَرِحا صلبا. وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يكون مقرحا إِلَّا أَن يكون اقترح لُغَة فِي قرح. وَقد يجوز أَن يكون قَوْله " مْقُتَرِحا " أَي مُنْتصبا قَائِما على اصله.

(2/578)


والتَّقْرِيحُ: التَّشْويكُ.
ووَشْمٌ مُقَرَّحٌ: مُغَرَّزٌ بالابرة.
وتَقرَيحٌ الأَرْض: ابْتِدَاء نباتها.
والقارحٌ من ذِي الْحَافِر بِمَنْزِلَة البازل من الْإِبِل. قَالَ الاعشى فِي الْفرس:
والقارحَ العدا وكل طمِرَة ... لَا تَسْتطيعٌ يَدُ الطَّوِيل قَذَالهَا
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة فِي الْحمار:
إِذا انشَقَّتِ الظَّلماءُ اضحَتْ كَأَنَّهَا ... وَأي مُنطَّوٍ بَاقِي الثَّميلة قارِحُ
وَالْجمع قَوارِحٌ وقُرَّحٌ، وَالْأُنْثَى قارِحٌ وقارِحَةٌ، وَهِي بِغَيْر الْهَاء أَعلَى، وَقَول أبي ذُؤَيْب:
جاوَزْتهُ حِين لَا يمشي بعَقْوَته ... إِلَّا المَقانِبُ والقُبُّ المَقارِيحُ
قَالَ ابْن جني: هَذَا من شَاذ الْجمع، يَعْنِي أَن يُكَسَّرَ فاعلٌ على مَفاعيلَ، وَهُوَ فِي الْقيَاس كَأَنَّهُ جمع مِقْرَاحٍ كمِذْكارٍ ومذَاكِيرَ ومئنات ومآنيث وَقد قَرَحَ الفَرَسَ يقْرَحُ قُرُوحا وقرِحَ قَرَحا وَحكى اللحياني اقرح، قَالَ: وَهِي لُغَة رَدِيئَة.
وقارِحُةُ: سنة الَّذِي صَار بِهِ قارحا، وَقيل: قُرُوحه: انْتِهَاء سنه. وَقيل: إِذا ألْقى الْفرس اقصى أَسْنَانه فقد قَرَحَ. وقُرُوحُه: وُقُوعُ السن الَّذِي يَلِي الرَّباعية، وَلَيْسَ قُرُوحُه بنباته وَله أَربع أَسْنَان يتَحَوَّل من بَعْضهَا إِلَى بعض يكون جذعا ثمَّ ثنيا ثمَّ رباعيا ثمَّ قارحا، وَقد قرح نابه.
والقُرْحةُ: كل بَيَاض يكون فِي جبهة الْفرس ثمَّ يَنْقَطِع قبل أَن يبلغ المَرْسِن. وتُنْسبُ القُرْحةُ إِلَى خِلْقَتِها فِي الاستدارة والتَّثليث والتربيع والاستطالة والقلة. وَقيل: إِذا صَغُرت الغُرَّةُ فَهِيَ قُرْحَةٌ وَقد قَرِحَ قَرَحا واقْرَحَ وَهُوَ اقْرَحُ. وَقيل الاقْرَحُ: الَّذِي غُرَّتُه مِثْلُ الدِّرْهَم أَو اقل بَين عَيْنَيْهِ أَو فَوْقهمَا من الهامة.
والاقْرَحُ: الصّبْح لِأَنَّهُ بَيَاض فِي سَواد قَالَ ذُو الرمة:

(2/579)


وسوج إِذا اللّيلُ الخُدارِيَ شَقَّهُ ... عَن الرَّكْبِ مَعْرُوفُ السماوة اقرح
يَعْنِي الْفجْر وَالصُّبْح.
ورَوْضَةٌ قَرْحاءُ: فِي وَسطهَا نور ابيض، قَالَ ذُو الرمة يصف رَوْضَة:
حَوَّاءُ قَرْحاءُ أشْراطيَّةٌ وكَفَتْ ... فِيهَا الذَّهابُ وحفتها الَبرَاعِيمُ
وَقيل: القَرْحاءُ: الَّتِي بَداَ نَبُتها.
والقُرْحانُ: ضرب من الكمأة بيض صغَار ذَوَاتُ رُءُوس كرَءُوس الْفطر قَالَ أَبُو النَّجْم:
واوْقَرَ الظَّهْرَ إِلَى الْجَانِي ... من كمأة حُمْرٍ وَمن قُرْحانِ
واحدتُه قُرْحانةٌ. وَقيل: واحدُها اقرح.
والقَرَاحُ: المَاء الَّذِي لَا يُخالطه ثُفْلٌ من سَويق وَلَا غَيره، وَهُوَ المَاء الَّذِي يشرب اثر الطَّعَام. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القَرِيحُ: الْخَالِص، كالقَرَاحِ وانشد قَوْلَ طرفَة:
من قَرْقَف شيبت بِمَاء قَريحْ
ويُرْوَى قديح أَي مغترف. وَقد تقدم.
والقَرَاحُ من الارضين: الَّتِي لَيْسَ فِيهَا مَاء وَلم يخْتَلط بهَا شجر، بِمَنْزِلَة المَاء القَرَاحِ.
والقَرَاحُ من الأَرْض: كل قِطْعَة على حيالها من مَنابِتِ النَّخْلِ وَغير ذَلِك، وَالْجمع: اقرِحَةٌ كقَذال واقْذِلَة. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القَرَاحُ: الأَرْض المُخْلَصَةُ لزرع أَو لغرس.
والقِرْوَاحُ والقِرْياحُ والقِرْحِياءُ كالقَرَاح.
والقرْوَاحُ أَيْضا: البارز الَّذِي لَيْسَ يستره من السَّمَاء شَيْء.
وناقة قِرْوَاحٌ: طَوِيلَة القوائم. قَالَ الْأَصْمَعِي: قلت لاعرابي: مَا النَّاقة القِرْوُاح؟

(2/580)


قَالَ الَّتِي كَأَنَّهَا تمشي على ارماحٍ.
ونخلة قِرْوَاحٌ: مَلْساءُ جَرْداءُ طَوِيلَة. قَالَ الانصاري.
أدِينُ وَمَا دَيني عَلَيْكُم بَمغْرمَ ... وَلَكِن على الشُّمِّ الجلادِ القَرَاوحِ
أَرَادَ: القراويح، فاضطر فَحذف.
وَكَذَلِكَ هضبة قِرْوَاحٌ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
هَذَا ومَرْقَبَة عَيْطاءَ قُلَّتُها ... شَمَّاءُ ضَحْيانَةٌ للشمس فْروَاحُ
أَي هَذَا قد مضى لسبيله ورْبَّ مَرْقَبَة.
ولقيه مُقارَحَةً: أَي كفاحا.
والقُرَاحيُّ: الَّذِي يلْتَزم الْقرْيَة وَلَا يخرج إِلَى الْبَادِيَة قَالَ جرير:
تُدافعُ عنكمْ كل يَوْمِ عَظيمَةٍ ... وَأَنت قُرَاحيُّ بِسيف كواظم
وَقيل: قُرَاحي: منسوبٌ إِلَى قُرَاح وَهُوَ اسْم مَوضِع.
وَبَنُو قَرِيح: حَيّ.
وقُرْحانُ: اسْم كلب.
وقُرْحٌ وقرْحِياءُ: موضعان. انشد ثَعْلَب:
وأشْرَبْتُها الاقران حَتَّى أنخْتُها ... بقُرْحَ وَقد ألْقَيْنَ كل جَنِينَ
وَهَكَذَا انشده غير مَصْرُوف، وَلَك أَن تصرفه.

مقلوبه: (ر ق ح)
التَّرْقيح والترَقُّحُ: إصْلاح الْمَعيشَة، قَالَ:
يترُكُ مَا رَقَّحَ من عَيْشه ... يَعِيثُ فِيهِ هَمَجٌ هامِجُ
وتَرَقَّحَ لِعِيَالِهِ: كَسَبَ وطَلَب واحْتال، هَذِه عَن اللحياني.

(2/581)


والرَّقاحيُّ: التَّاجِر الْقَائِم على مَاله المصلح لَهُ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف درة:
بكَفَّيْ رقاحِي يُرَيدُ نَمَاءها ... فيُبرِزُها للْبيع فَهِيَ فَرِيجُ
يَعْنِي بارزة ظَاهِرَة، وَالِاسْم: الرقاحة، وَمِنْه قَوْلهم فِي تَلْبِيَة الْجَاهِلِيَّة: جئْنَاك للنَّصاحة وَلم نات للرَّقاحَة.
وَهَذَا آخِره وَالله اعْلَم ///

(2/582)


الْحَاء وَالْقَاف وَاللَّام الحَقْلُ: قراح طيب يزرع فِيهِ. وَحكى بَعضهم فِيهِ الحَقْلة. وَمن أمثالهم: " لَا تنْبت البقلة إِلَّا فِي الحقلَةُ " وَلَيْسَت الحقلة بمعروفة. وأراهم أنثوا الحقلة فِي هَذَا الْمثل لتأنيث البقلة، أَو عنوا الطَّائِفَة مِنْهُ.
والحقلُ: الزَّرْع إِذا استجمع خُرُوج نَبَاته، وَقيل: هُوَ إِذا ظهر ورقه وأخضر، وَقيل: هُوَ إِذا كثر ورقه، وَقيل هُوَ الزَّرْع مَا دَامَ أَخْضَر، وَقيل: الحقلُ الزَّرْع إِذا تشعب ورقه من قبل أَن تغلظ سوقه.
وَهَذِه الْمعَانِي مُتَقَارِبَة وَيُقَال مِنْهَا كلهَا: أحقل الزَّرْع وأحقلت الأَرْض.
والمَحُاقِلُ: الْمزَارِع.
والمُحَاقَلةُ: بيع الزَّرْع قبل بود صَلَاحه، وَقيل: بيع الزَّرْع فِي سنبله بِالْحِنْطَةِ، وَقيل: الْمُزَارعَة بِالثُّلثِ وَالرّبع أَو أقل من ذَلِك أَو أَكثر، وَقيل: المحاقلة اكتراء الأَرْض بِالْحِنْطَةِ.
والحَقْلةُ والحِقْلةُ - الْكسر عَن الَّلحيانيّ - مَا يبْقى فِي الْحَوْض من المَاء الصافي وَلَا تُرى أَرض الْحَوْض من وَرَائه.
والحَقْلةُ: من أدواء الْإِبِل، وَلَا أَدْرِي أَي دَاء هُوَ. وَقد حقِلت حَقْلةً وحقَلاً، قَالَ:
ذَاك وتَشِفى حَقلةَ الأمرَاضِ
وحَقِل الْفرس حَقَلا: أَصَابَهُ وجع فِي بَطْنه من أكل التُّرَاب، وَهِي الحَقْلةُ. والحِقْلُ: دَاء يكون فِي الْبَطن.
والحِقْلُ: الهودج، قَالَ ابْن أَحْمَر:
فَمَا الشَّمْس تبدو يومَ غْيمٍ فأشرقتْ ... بِهِ شامةُ العنقاءِ فالنِير فالذَّبلُ
بدا حاجبٌ مِنْهَا وضَنَّت بحاجبٍ ... بأحسنَ مِنْهَا يومَ زَان بهَا الحِقْلُ

(3/3)


والحِقلُ والحُقال والحقِيلةُ: مَاء الرُّطْبِ فِي الامعاء، وَالْجمع حقائلُ، قَالَ:
إِذا الغُروضُ اضطمَّت الحقائلا
وَرُبمَا صيره الشَّاعِر حَقلا.
والحقيلةُ: حسافة التَّمْر.
والحقيلُ: نبت - حَكَاهُ ابْن دُرَيْد وَقَالَ: لَا أعرف صِحَّته.
وحقِيلٌ: مَوضِع بالبادية، أنْشد، سِيبَوَيْهٍ:
لَهَا بحَقيلٍ فالنَميَرةِ مَنزِلٌ ... ترى الوحْش عُوذاتٍ بِهِ ومَتاليا
وحَقْلٌ: وَاد بالحجاز. والحقلُ، بِالْألف وَاللَّام مَوضِع لَا أَدْرِي أَيْن هُوَ.
والحَوْقلةُ: سرعَة الْمَشْي ومقاربة الخطو. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ الإعياء والضعف.
وحوْقل الرجل: أدبر. وحوقل: نَام. وحوقل الرجل: عجز عَن امْرَأَته عِنْد الْعرس. والحَوقلُ: الشَّيْخ إِذا فتر عَن النِّكَاح. وَقيل: هُوَ الشَّيْخ المسن، من غير أَن يخْتَص بِهِ الفاتر عَن النِّكَاح.
والحَوْقَلُ: ذكر الرجل.
والحوقَلة: الغرمول اللين.
وحوقلَ الشَّيْخ: اعْتمد بيدَيْهِ على خصريه، قَالَ:
يَا قوْمِ حوقلتُ أَو دنوتُ
وَبعد حِيقالِ الرجالِ الموتُ
وحوقلَه: دَفعه.
والحوقَلةُ: القارورة الطَّوِيلَة الْعُنُق تكون مَعَ السقاء.
والحيْقلُ: الَّذِي لَا خير فِيهِ، وَقيل: هُوَ اسْم.

مقلوبه: (ح ل ق)
الحَلْقُ: مساغ الطَّعَام وَالشرَاب، وَالْجمع الْقَلِيل أحلاقٌ، قَالَ:
إِن الَّذين يسوغُ فِي أحْلاقِهم ... زادٌ يُمَنُّ عليهمُ للِئامُ

(3/4)


وأنشده الْمبرد: فِي أَعْنَاقهم، فَرد ذَلِك عَلَيْهِ عَليّ بن حَمْزَة.
وَالْكثير حُلُوقٌ وحُلُق الْأَخِيرَة عزيزة، أنْشد الْفَارِسِي:
حَتَّى إِذا ابتلَّتْ حلاقِيمُ الحُلُقْ
وحلَقه يحلُقُه حلقا: أصَاب حلْقه. وحُلِقَ شكا حَلْقَه، يطَّرد عَلَيْهِمَا بَاب.
والحُلقومُ: كالحلقِ فعلوم عِنْد الْخَلِيل، وفعلولٌ عِنْد غَيره، وسياتي.
وحُلوقُ الأَرْض: مجاريها وأوديتها، على التَّشْبِيه بالحلوق الَّتِي هِيَ مساوغ الطَّعَام وَالشرَاب. وَكَذَلِكَ حُلوقُ الأودية والحياض.
وحلَّق الْإِنَاء من الشَّرَاب: امْتَلَأَ إِلَّا قَلِيلا، كَأَن مَا فِيهِ من المَاء انْتهى إِلَى حَلْقه. ووفى حَلقَة حَوْضه، وَذَلِكَ إِذا قَارب أَن يملأه إِلَى حلقه.
وحَلْقُ التمرة والبسرة: مُنْتَهى ثلثهَا، كَأَن ذَلِك مَوضِع الحلقِ مِنْهَا.
وبسرة حُلْقانةٌ: بلغ الإرطاب حَلْقَها، وَقيل: هِيَ الَّتِي بلغ الإرطاب قَرِيبا من التفروق من أَسْفَلهَا، وَالْجمع حُلقان.
ومُحَلْقِنةٌ: كحُلقانةٍ، وَالْجمع مُحلقنٌ، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: يُقَال: حلَّق الْبُسْر، وَهِي، الحواليق - بثبات الْيَاء. وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ عِنْدِي على النّسَب، إِذْ لَو كَانَ على الْفِعْل لقَالَ: محاليق وَأَيْضًا فَإِنِّي لَا أَدْرِي مَا وَجه ثبات الْيَاء فِي حَواليقَ.
والحلْقُ فِي الشّعْر من النَّاس والمعز، كالجز فِي الصُّوف، حَلَقُه يَحلِقِ حلْقا فَهُوَ حالق وحَلاَّقٌ، وحلَّقه واحتلقه، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
لَا هُمَّ إِن كَانَ بَنو عَمِيرَة
أهلَ التِّلِبّ هَؤُلا مَقُصورَه
فَابْعَثْ عَليهم سَنَةً قاشوره
تحتلِقُ المالَ احتِلاقَ النُّورَه
وَرَأس حليق: محلوق، قَالَت الخنساء:
وَلَكِنِّي رَأَيْت الصَّبرَ خيرا ... من النَّعْلَيْنِ وَالرَّأْس الحليقِ

(3/5)


والحُلاقةُ: مَا حُلِقَ مِنْهُ، يكون ذَلِك فِي النَّاس والمعز.
والحليق: الشّعْر المحلوقُ، وَالْجمع حِلاقٌ. وَقد احتَلَق بِالْمُوسَى وَغَيرهَا.
والمِحلَقُ: الكساء الَّذِي يُحْلَقُ فِيهِ الشّعْر من خشونته، قَالَ الشَّاعِر:
يَنفِضن بالمشافرِ الهَدَالقِ
نَفْضَك بالمحاشيءِ المَحالقِ
وضرع حالِقٌ: ضخم يَحلِق شعر الفخذين من ضخمه.
وَقَالُوا: " بَينهم، احلقي وقومي " أَي بَينهم بلَاء وَشدَّة، وَهُوَ من حلق الشّعْر، كَأَن النِّسَاء يئمن فيحلقن شعورهن، قَالَ:
يومُ أديمِ بَقَّةِ الشَّرِيمِ
أفضلُ من يومِ احلِقي وقومي
وَإِنَّمَا أضيف إِلَى الْفِعْل على الْحِكَايَة، فحقيقته من يَوْم يُقَال فِيهِ.
وَمِمَّا يدعى بِهِ على الْمَرْأَة: عقرى. حَلْقى، وعقرا حلقا، فَأَما عقرى وعقرا فقد تقدم، وَأما حلقى وحلقا فَمَعْنَاه انه دعِي عَلَيْهَا بِأَن تئيم فتحلق شعرهَا، وَقيل: مَعْنَاهُ، أوجع الله حلْقَها، وَلَيْسَ بِقَوي، وَقيل: مَعْنَاهُ إِنَّهَا مشئومة، وَلَا أحقه.
وجبل حالِقٌ: لَا نَبَات فِيهِ، كَأَنَّهُ حُلِقَ، وَهُوَ فَاعل بِمَعْنى فعول، كَقَوْل بشربن أبي خازم:
ذكرتُ بهَا سلمى فبِتُّ كأنَّما ... ذكرتُ حبيبا فاقدا تَحت مَرْمسِ
أَي مفقودا. وَقيل: الحالِقُ من الْجبَال، المنيف المشرف، وَلَا يكون إِلَّا مَعَ عدم نَبَات.
والحَلْقَةُ: كل شَيْء اسْتَدَارَ كحلقة الْحَدِيد وَالْفِضَّة وَالذَّهَب، وَكَذَلِكَ هُوَ من النَّاس، وَالْجمع حِلاقٌ على الْغَالِب، وحِلَقٌ على النَّادِر، كهضبة وهضب، والحَلَقُ عِنْد سِيبَوَيْهٍ

(3/6)


اسْم للْجمع وَلَيْسَ بِجمع، لِأَن فعلة لَيست مِمَّا يكسر على فَعَلِ، وَنَظِير هَذَا مَا حَكَاهُ من قَوْلهم: فلكة وفلك. وَقد حكى سِيبَوَيْهٍ فِي الحَلْقة فتح اللَّام، وأنكرها ابْن السّكيت وَغَيره، فعلى هَذِه الْحِكَايَة حَلَقٌ جمع حلَقةٍ، وَلَيْسَ حِينَئِذٍ اسْم جمع، كَمَا كَانَ ذَلِك فِي حلَقٍ الَّذِي هُوَ اسْم لجمع حَلْقَةٍ. وَلم يحمل سِيبَوَيْهٍ حَلَقا إِلَّا على انه جمع حَلْقَةٍ بِسُكُون اللَّام، وَإِن كَانَ قد حكى حَلقَة بِفَتْحِهَا. وَقَالَ الَّلحيانيّ: حلْقةُ الْبَاب وحلَقتُه بِإِسْكَان اللَّام وَفتحهَا وَقَالَ كرَاع: حلْقةُ الْقَوْم وحلَقتهم. وَحكى الْأمَوِي: حِلْقةُ الْقَوْم، بِالْكَسْرِ، قَالَ: وَهِي لُغَة بني الْحَارِث بن كَعْب. وَجمع الْحلقَة وحِلَقٌ وحَلَقٌ وحِلاقٌ، فَأَما حِلَق فَهُوَ بَابه، وَأما حَلَقٌ فَإِنَّهُ اسْم لجمع حِلْقة كَمَا كَانَ اسْما لجمع حَلْقَةٍ، وَأما حِلاقٌ فنادر لِأَن فِعالاً لَيْسَ مِمَّا يغلب على جمع فِعلة.
وَأما قَول الْعَرَب " الْتَقت حَلْقتا الْبَطن " بِغَيْر حذف ألف " حلقتا " لسكونها وَسُكُون اللَّام، فَإِنَّهُم جمعُوا فِيهِ بَين ساكنين فِي الْوَصْل غير مدغم أَحدهمَا فِي الآخر، وعَلى هَذَا قِرَاءَة نَافِع: (مَحْيايْ ومماتي) بِسُكُون يَاء محياي، لَكِنَّهَا ملفوظ بهَا ممدودة، وَهَذَا مَعَ كَون الأول مِنْهُمَا حرف مد. وَمِمَّا جَاءَ فِيهِ بِغَيْر حرف لين، وَهُوَ شَاذ لَا يُقَاس عَلَيْهِ، قَوْله:
رَخَّين أذيالَ اُلحِقىّ وارتَعْنْ
مَشىَ حَييَّاتٍ كَأَن لم يُفْزَعْن
إِن تُمنَع اليومَ نساءٌ تُمنَعْن
قَالَ الْأَخْفَش: اخبرني بعض من أَثِق بِهِ انه سمع:
أَنا جريرٌ كُنيتي أَبُو عَمْرْو
أجُبْنا وغيرةً خلفَ السِّتْرْ
قَالَ: وَقد سَمِعت من الْعَرَب:
أَنا ابنُ ماويَّةَ إِذْ جدَّ النَّقْرْ
قَالَ ابْن جني لهَذَا ضرب من الْقيَاس، وَذَلِكَ أَن السَّاكِن الأول وَإِن لم يكن مدا فَإِنَّهُ

(3/7)


قد ضارع بسكونه الْمدَّة، فَكَمَا أَن حرف اللين إِذا تحرّك جرى مجْرى الصَّحِيح، فصح فِي نَحْو عوض وحول، أَلا تراهما لم تقلب الْحَرَكَة فيهمَا كَمَا قلبت فِي ريح وديمة لسكونهما؟ وَكَذَلِكَ مَا أُعل للكسرة قبله نَحْو ميعاد وميقات، أَو الضمة قبله نَحْو مُوسر وموقن، إِذا تحرّك صَحَّ فَقَالُوا: مواعيد ومواقيت، ومياسر ومياقن، فَكَمَا جرى الْمَدّ مجْرى الصَّحِيح لحركته، كَذَلِك يجْرِي الْحَرْف الصَّحِيح مجْرى حرف اللين لسكونه، أَو لَا ترى إِلَى مَا يعرض للصحيح إِذا سكن من الْإِدْغَام وَالْقلب نَحْو: من رَأَيْت وَمن لقِيت، وعمبر، وَامْرَأَة شمباء، فَإِذا تحرّك صَحَّ فَقَالُوا: الشنب وَالْعِنَب وَأَنا رَأَيْت وَأَنا لقِيت، وَكَذَلِكَ أَيْضا تجْرِي الْعين من " ارتَعْنْ " وَالْمِيم من " أبي عَمْرو " وَالْقَاف من " النقر " سكونها، مجْرى حرف الْمَدّ فَيجوز اجتماعها من السَّاكِن بعْدهَا.
وَفِي الرَّحِم حلْقتان: إِحْدَاهمَا على فَم الْفرج عِنْد طرفه، وَالْأُخْرَى الَّتِي تنضم على المَاء وتنفتح للْحيض، وَقيل: إِنَّمَا الْأُخْرَى الَّتِي يبال مِنْهَا.
وحلَّق الْقَمَر: صَار حوله دارة كالحلْقةِ.
وضربوا بُيُوتهم حِلاقا، أَي صفا وَاحِدًا حَتَّى كَأَنَّهَا حَلْقةٌ.
وحلَّق الطَّائِر: إِذا ارْتَفع فِي الْهَوَاء واستدار، وَهُوَ من ذَلِك، قَالَ النَّابِغَة:
إِذا مَا التقى الجمعانِ حلَّق فَوْقهم ... عصائبُ طيرٍ تهتدي بعصائبِ
وَقَالَ غَيره:
وَلَوْلَا سُليمانُ الأميرُ لحلَّقت ... بِهِ من عِتاقِ الطيرِ عنقاءُ مُغرِبُ
إِنَّمَا يُرِيد: حلَّقت فِي الْهَوَاء فَذَهَبت بِهِ. وَكَذَلِكَ قَوْله أنْشدهُ ثَعْلَب:
فحَيَّت فحيَّاها فهبَّ فحلَّقت ... مَعَ النجمِ رُؤْيا فِي المنامِ كذُوبُ
والمُحَلَّق: اسْم رجل سمي بذلك لِأَن فرسه عضته فِي وَجهه فَتركت فِيهِ أثرا على شكل الحَلْقةِ، وإياه عَنى الْأَعْشَى بقوله:
تُشَبُّ لمقرورين يصطلْيانها ... وَبَات على النارِ النَّدَى والمُحَّلق
فَأَما قَول النَّابِغَة الْجَعْدِي:

(3/8)


وذكرتُ من لبن المحلَّق شربةً ... والخيلُ تعدو بالصعيدِ بَدادِ
فَإِنَّهُ زعم بعض أهل اللُّغَة انه عَنى نَاقَة سمتها على شكل الْحلقَة، وَذكر على إِرَادَة الشَّخْص أَو الضَّرع.
والحَلْقةُ: اسْم لجملة السِّلَاح، وَإِنَّمَا ذَلِك لمَكَان الدروع، غلبوا هَذَا النَّوْع من السِّلَاح، أَعنِي الدروع، لشدَّة غنائه، ويدلك على أَن المراعي فِي هَذَا إِنَّمَا هِيَ الدروع أَن " النُّعْمَان " قد سمى دروعه حَلْقةً.
والحِلْقُ الْخَاتم من الْفضة بِغَيْر فص.
والحِلق خَاتم الْملك، قَالَ:
وأُعطيَ مِنَّا الحِلْقَ أبيضُ ماجِدٌ ... رديفُ مُلوكٍ مَا تَغبُّ نوافِلُهْ
والحِلْقُ: المَال الْكثير.
وناقة حالقٌ: حافل، وَالْجمع حَوالقُ وحُلَّق. والحالقُ: الضَّرع الممتلئ، لذَلِك. وَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ الضَّرع، وَلم يحله. وَعِنْدِي انه الممتلئ. وَالْجمع كالجمع. قَالَ الحطيئة:
وَإِن لم تكن إِلَّا الأماليسُ أَصبَحت ... لَهَا حُلَّقٌ ضَرَّاتُها شَكِراتِ
أبدل ضراتها من حُلَّق، وَجعل شكرات خبر أَصبَحت. وشكرات: ممتلئة من اللَّبن.
وحَلَق اللَّبن: ذهب، والحالقُ: الَّتِي ذهب لَبنهَا كِلَاهُمَا عَن كرَاع. وَحلق الضَّرع يحلِقُ حلوقا: ذهب لبنه، وَقيل: حُلوقُه ارتفاعه إِلَى الْبَطن وانضمامه.
والحالِقُ: الضامر.
والحاِلُق: السَّرِيع الْخَفِيف.
وحَلِق قضيب الْفرس وَالْحمار حَلَقا: أحمرَّ وتقشَّر، قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ ثَوْر النمري يكون ذَلِك من دَاء لَيْسَ لَهُ دَوَاء إِلَّا أَن يُخصى فَرُبمَا سلم وَرُبمَا مَاتَ، قَالَ الشَّاعِر:
خَصَيْتُكَ يَا ابنَ جَمْرَة بالقَوافي ... كَمَا يُخصى من الحَلَقِ الحمارُ

(3/9)


والحلاوُقُ: صفة سوء، وَهُوَ مِنْهُ، كَأَن مَتَاع الْإِنْسَان يفْسد فتعود حرارته إِلَى مَا هُنَالك.
والحُلاق فِي الأتان: أَن لَا تشبع من السفاد وَلَا تعلق مَعَ ذَلِك، وَهُوَ مِنْهُ.
وحَلَقَ الشَّيْء يَحْلِقُه حَلْقا: قشره.
والحالِقُ: المشئوم على قومه، كَأَن يَحلِقُهم أَي يقشرهم.
وحَلاقِ: الْمنية، معدولة عَن الحالقة لِأَنَّهَا تَحْلقُ أَي تقشر. قَالَ مهلهل:
مَا أُرجِّى بالعيش بعد نَدَامى ... قد أَرَاهُم سُقُوا بكأسِ حَلاقِ
وحَلاقِ: السّنة المجدبة، كَأَنَّهَا تقشر النَّبَات. والحالوق: الْمَوْت، لذَلِك.
والحُلَّقُ: نَبَات لورقه حموضة يخلط بالوسمة للخضاب، الْوَاحِدَة حُلَّقَة.
والحالقُ من الْكَرم وَنَحْوه: مَا التوى وَتعلق بالقضبان. والمحالقُ والمحاليقُ: مَا تعلق بالقضبان من تعاريش الْكَرم.
والحَلْق: شجر ينْبت نَبَات الْكَرم يرتقى فِي الشّجر وَله ورق شَبيه بورق الْعِنَب، حامض يطْبخ بِهِ اللَّحْم، وَله عناقيد صغَار كعناقيد الْعِنَب الْبري، يحمر ثمَّ يسود فَيكون مرا، وَيُؤْخَذ ورقه فيطبخ، وَيجْعَل مَاؤُهُ فِي العصفر فَيكون أَجود لَهُ من حب الرُّمَّان، واحدته: حَلْقةٌ، هَذِه عَن أبي حنيفَة.
والحوْلَقُ والحَيْلَقُ: من أَسمَاء الداهية.
والحلائقُ: مَوَاضِع، قَالَ أَبُو الربيس الثَّعْلَبِيّ:
أُحبُّ ترابَ الأرضِ أَن تنزِليِ بهَا ... وَذَا عوسجٍ، والجِزعَ جِزْعَ الحلائق

مقلوبه: (ق ح ل)
قَحلَ الشَّيْء يقحَلُ قُحولا، وقَحِل قحولا وقَحَلا: كِلَاهُمَا، يبس. وقَحَل جلده، وتقحَّل، وتَقَهَّل - على الْبَدَل - يبس من الْعِبَادَة خَاصَّة، عَن يَعْقُوب. والقُحال: دَاء يُصِيب الْغنم فتجف جلودها حَتَّى تَمُوت.
وَرجل قَحْلٌ، وَامْرَأَة قَحْلةٌ: مسنان.

(3/10)


وَرجل اِنقَحْلٌ، وَامْرَأَة اِنقَحْلةٌ: مخلقان من الْكبر والهرم، أنْشد الْأَصْمَعِي:
لمَّا رأتْني خَلَقا اِنْقَحْلا
وَقد يُقَال الإنقَحْلُ فِي الْبَعِير.
قَالَ ابْن جني: يَنْبَغِي أَن تكون الْهمزَة فِي أول اِنقَحْلٍ للإلحاق بِمَا اقْترن بهَا من النُّون بِبَاب جردحل، وَمثله مَا روى عَنْهُم من قَوْلهم: رجل إنزهوا وَامْرَأَة إنزهوة، إِذا كَانَا ذَوي زهو، وَلم يحك سِيبَوَيْهٍ من هَذَا الْوَزْن إِلَّا انقحلا وَحده.

مقلوبه: (ل ح ق)
اللَّحَقُ واللُحوقُ واللَّحاقُ: الْإِدْرَاك. لحق الشَّيْء وألحقَه، وَكَذَلِكَ لحِقَ بِهِ وألحْقَ. وَفِي الْقُنُوت: " إنَّ عذابَك بالكافرِين مُلحِقٌ ".
وَألْحق فلَانا فلَانا، وألحَقه بِهِ، كِلَاهُمَا جعله يَلحقه. وتلاحَق الْقَوْم: أدْرك بَعضهم بَعْضًا.
وقوس لَحَقٌ ومِلْحاقٌ: سريعة السهْم لَا تُرِيدُ شَيْئا إِلَّا لحِقَته.
وناقة مِلْحاقٌ: تَلحَق الْإِبِل فَلَا تكَاد الْإِبِل فَوْقهَا فِي السّير.
واللَّحَقُ: كل شَيْء لحق شَيْئا أَو أُلحِقَ بِهِ من الْحَيَوَان والنبات وَحمل النّخل، وَقيل: اللَّحَقُ فِي النّخل أَن يرطب وَيتم ثمَّ يخرج فِي بَطْنه شَيْء يكون أَخْضَر قل مَا يُرطب حَتَّى يُدْرِكهُ الشتَاء فيسقطه الْمَطَر. وَقد يكون نَحْو ذَلِك فِي الْكَرم.
وكل ثَمَرَة تَجِيء بعد ثَمَرَة فَهِيَ لَحَقٌ، وَالْجمع ألحاقٌ، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة. وَقد ألحق الشّجر.
واللَّحقُ أَيْضا من النَّاس كَذَلِك، يلحقون بِقوم بعد مضيهم، قَالَ:
يُغنيكَ عَن بُصرَى وَعَن أَبْوَابهَا
وَعَن حِضارِ الرومِ واغترِابها
ولَحَقٍ يلحقُ من أعرابها
تَحت لواءِ الْمَوْت أَو عُقابِها
ولَحَقُ الْغنم: أَوْلَادهَا الَّتِي كَادَت تلحَقُ بهَا.
واللَّحَقُ: الشَّيْء الزَّائِد، قَالَ ابْن عُيَيْنَة:

(3/11)


كَأَنَّهُ بينَ أسطرٍ لَحَقُ
وَالْجمع كالجمع.
واللَّحَقُ: الزَّرْع العذى، وَهُوَ مَا سقته السَّمَاء.
ولاحقٌ: اسْم فرس، قَالَ النَّابِغَة:
فيهم بناتُ الأعوَجيّ ولاحقٍ ... وُرْقا مَرَاكِلُها من المِضْمارِ
ولاحقٌ: اسْم فرس سعيد بن زيد شهد عَلَيْهِ يَوْم السَّرْح، وَلَيْسَ بلاحقٍ الْمُتَقَدّم، لِأَن ذَلِك فِي الْجَاهِلِيَّة وَهَذَا فِي الْإِسْلَام.
واللِّحاقُ: قرَاب السَّيْف عَن الهجري وَأنْشد:
وسيفُ القَرَنْبَي فِي اللحاقِ وقلبُهُ ... غداةَ الْتَقَوْا بالقاعِ غيرُ وقورِ

مقلوبه: (ق ل ح)
القَلَحُ والقُلاحُ: صفرَة تعلو الْأَسْنَان فِي النَّاس وَغَيرهم، وَقيل: هُوَ أَن تكْثر الصُّفْرَة على الْأَسْنَان وتغلظ ثمَّ تسود أَو تخضر. وَقد قَلِحَ قَلَحا فَهُوَ قَلِحٌ وأقلَحُ.
والأقلَحُ: الْجعل، لقذر فِي فِيهِ، صفة غالبة.
وقَلَّح الرجل وَالْبَعِير: عالج قَلَحهما. وَفِي الْمثل: عود يُقَلَّحُ.
وَرجل مُقَلَّح: مذلل مجرب.

مقلوبه: (ل ق ح)
اللِّقاحُ: اسْم مَاء الْفَحْل من الْإِبِل وَالْخَيْل. وَقد ألقح لفحل النَّاقة، ولَقِحت هِيَ لَقَاحا ولَقَحاً ولَقْحا: قَبِلَتْه. وَهِي لاقحٌ من إبل لواقحَ ولَقوحٌ من إبل لُقُحٍ. وَفِي الْمثل: اللَّقُوحُ الربعيَّة مَال وَطَعَام. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّاقة لَقوحٌ أول نتاجها شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة، ثمَّ يَقع عَنْهَا اسْم اللقوح. وَقيل: اللقوحُ الحلوبة. وَجمع اللقوحِ لُقُحٌ ولَقائحُ ولِقَاحٌ.
والملقُوحُ والملقوحةُ: مَا لَقِحته هِيَ من الْفَحْل. وَقد يُقَال للأمهات: الملاقيحُ. وَنهى عَن أَوْلَاد الملاقيح وَأَوْلَاد المضامين فِي الْمُبَايعَة، لأَنهم كَانُوا يتبايعون أَوْلَاد الشَّاء فِي بطُون الْأُمَّهَات وأصلاب الْآبَاء، فالملاقيحُ الْأُمَّهَات، والمضامين الْآبَاء.

(3/12)


واللِّقْحَةُ: النَّاقة من حِين يسمن سَنَام وَلَدهَا، لَا يزَال ذَلِك اسْمهَا حَتَّى تمْضِي لَهَا سَبْعَة اشهر ويفصل وَلَدهَا وَذَلِكَ عِنْد طُلُوع سُهَيْل، وَالْجمع لِقَحٌ ولِقاحٌ، فَأَما لِقَحٌ فَهُوَ الْقيَاس، وَأما لِقاحٌ فَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: كسروا فِعلة على فِعال كَمَا كسروا فُعلةَ عَلَيْهِ حِين قَالُوا: جُفرة وجِفار، قَالَ: وَقَالُوا لِقاحانِ أسودان، جعلوها بِمَنْزِلَة قَوْلهم: إبلان، أَلا ترى أَنهم يَقُولُونَ: لِقاحةٌ وَاحِدَة، كَمَا يَقُولُونَ قِطْعَة وَاحِدَة؟ قَالَ: وَهُوَ فِي إبل أقوى لِأَنَّهُ لَا يكسر عَلَيْهِ شَيْء. وَقيل: اللَّقْحةُ واللِقْحةُ: النَّاقة الحلوب، وَلَا يُوصف بِهِ، وَلَكِن يُقَال لِقحةُ فلَان، وَجمعه كجمع مَا قبله. وَقَوله:
وَلَقَد تقيَّل صَاحِبي من لِقْحةٍ ... لَبَنًا يحِلُّ ولحمُها لم يُطعَمِ
عَنى باللِّقْحةِ فِيهِ الْمَرْأَة الْمُرضعَة، وَجعل الْمَرْأَة لِقْحةً لتصح لَهُ الأحجية، وتقيل: شرب القيل وَهُوَ شرب نصف النَّهَار.
واستعار بعض الشُّعَرَاء اللَّقْحَ لإنبات الْأَرْضين المجدبة فَقَالَ يصف السَّحَاب:
لَقحَ العِجافُ لَهُ لسابعِ سبعةٍ ... فشربن بعد تحلُّؤٍ فرَوِينا
يَقُول: قبلت الأرضون مَاء السَّحَاب كَمَا تقبل النَّاقة مَاء الْفَحْل.
وَقد أسرَّت النَّاقة لَقَحا ولَقاحا وأخفت لَقَحا ولَقاحا، قَالَ غيلَان:
أسَرَّت لَقاحا بعد مَا كَانَ راضَها ... فِرَاسٌ وفِيها عِزَّةٌ ومَياسرُ
أسَرَّت: كتمت وَلم تبشر بِهِ، وَذَلِكَ أَن النَّاقة إِذا لقحت شالت بذنبها وزمت بأنفها واستكبرت فَبَان لَقْحُها، وَهَذِه لم تفعل من هَذَا شَيْئا، ومياسر: لين، وَالْمعْنَى إِنَّهَا تصعب مرّة وتذل أُخْرَى. قَالَ:
طوَت لَقْحا مثلَ السِّرَار فبشرت ... بأسحمَ ريَّانِ العسيبةِ مُسبِلِ
قَوْله: مثل السرَار، أَي مثل الْهلَال فِي لَيْلَة السرَار. وَقيل: إِذا نتجت بعض الْإِبِل وَلم تنْتج بَعْضهَا فَهِيَ عشار، فَإِذا نتجت كلهَا فَهِيَ لِقاحٌ.
وتلقَّحت النَّاقة، شالت بذنبها لتوهم أَنَّهَا لاقحٌ، وَلَيْسَت كَذَلِك.
واللَّقَحُ أَيْضا: الْحَبل، يُقَال: امْرَأَة سريعة اللَّقَح، وَقد يسْتَعْمل ذَلِك فِي كل أُنْثَى،

(3/13)


فإمَّا أَن يكون أصلا وَإِمَّا أَن يكون مستعارا.
وألقَح النَّخْلَة بالفحالة ولقَّحها، وَذَلِكَ أَن يدع الكافور، وَهُوَ وعَاء طلع النّخل، لَيْلَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا بعد انفلاقه، ثمَّ يَأْخُذُونَ شمراخا من الفحال، قَالَ: وأجوده مَا قد عتق وَكَانَ من عَام أول، فيدسون ذَلِك الشمراخ فِي جَوف الطلعة، وَذَلِكَ بِقدر، قَالَ: وَلَا يفعل ذَلِك إِلَّا رجل عَالم بِمَا يفعل مِنْهُ، لِأَنَّهُ إِن كَانَ جَاهِلا فَأكْثر مِنْهُ أحرق الكافور فأفسده، وَإِن أقل مِنْهُ صَار الكافور كثير الصيصاء - يَعْنِي بالصيصاء مَا لَا نوى لَهُ - وَإِن لم يفعل ذَلِك بالنخلة لم ينْتَفع بطلعها ذَلِك الْعَام. واللَّقحُ: اسْم مَا أَخذ من الْفَحْل ليدس فِي الآخر. وجاءنا زمن اللَّقاح أَي التلقيح. واستلقحَت النَّخْلَة: آن لَهَا أَن تُلْقَحَ.
وألقحت الرّيح الشَّجَرَة وَنَحْوهَا من كل شَيْء. واللواقحُ من الرِّيَاح: الَّتِي تحمل الندى ثمَّ تمجه فِي السَّحَاب فَإِذا اجْتمع فِي السَّحَاب صَار مَطَرا، وَقيل: إِنَّمَا هِيَ ملاقحُ، فَأَما قَوْلهم لواقحُ فعلى حذف الزَّائِد، قَالَ الله سُبْحَانَهُ: (وأرْسلنا الرياحَ لواقحَ) ، قَالَ ابْن جني: قِيَاسه ملاقحُ، لِأَن الرّيح تُلقِحُ السَّحَاب، وَقد يجوز أَن يكون على لَقِحت هِيَ، فَإِذا لَقِحت فزكت ألقحت بالسحاب، فَيكون هَذَا مِمَّا اكْتفى فِيهِ بِالسَّبَبِ من الْمُسَبّب، وضده قَول الله تَعَالَى: (فَإِذا قَرَأت الْقُرْآن فاستَعِذْ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ) أَي، فَإِذا أردْت قِرَاءَة الْقُرْآن، فَاكْتفى بالمسبب الَّذِي هُوَ الْقِرَاءَة من السَّبَب الَّذِي هُوَ الْإِرَادَة. وَنَظِيره قَول الله تَعَالَى: (يَا أَيهَا الذينَ آمنُوا إِذا قُمتُم إِلَى الصلاةِ) أَي إِذا أردتم الْقيام إِلَى الصَّلَاة. وريحٌ لاقحٌ، على النّسَب، تَلقَح الشّجر عَنْهَا، كَمَا قَالُوا فِي ضِدّه: عقيم. وحربٌ لاقحٌ: مثل بِالْأُنْثَى الْحَامِل، قَالَ الْأَعْشَى:
إِذا شمَّرت باليأسِ شهباءُ لاقحٌ ... عوانٌ شديدٌ همزُها وأظَلَّتِ
يُقَال همزته بناب، أَي عضضته، وَقَوله:
ويك يَا علقمةَ بنَ ماعزِ ... هَل لَك فِي اللَّواقح الحرائزِ
قيل: عَنى باللواقحِ السِّيَاط، لِأَنَّهُ لص خَاطب لصا.
وشقيحٌ لقيحٌ، إتباع.

(3/14)


واللِّقْحةُ واللَّقحةُ: الْغُرَاب.
وَقوم لَقَاحٌ: لم يدينوا وَلم يملكُوا وَلم يصبهم سباء، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
لَعَمْرُ أبِيكَ والأنباءُ تَنْمِى ... لنَعِمَ الحَيُّ فِي الجُلَّى رِياحُ
أبَوْا دينَ الملوكِ فهم لَقاحٌ ... إِذا هِيجوا إِلَى حربٍ أشاحوا
وَقَالَ ثَعْلَب: الحيُّ اللَّقاحُ، مُشْتَقّ من لقاحِ النَّاقة لِأَن النَّاقة إِذا لَقِحت لم تطاوع الْفَحْل. وَلَيْسَ بِقَوي.

الْحَاء وَالْقَاف وَالنُّون
حقَن الشَّيْء يَحقِنُهُ حَقنا، فَهُوَ محقونٌ وحقينٌ: حَبسه. وَفِي الْمثل: " أبي الحَقينُ الْعذرَة ". وكل شراب حُقِن فِي سقاء فَهُوَ حقينٌ. وحقن اللَّبن فِي الْقرْبَة وَالْمَاء فِي السقاء، كَذَلِك.
وحقنَ الْبَوْل يَحقِنُهُ حَقْنا: حَبسه، وَلَا يُقَال أحقَنَه وَلَا حَقْنَني هُوَ. وبعير مِحقانٌ: يَحقنُ الْبَوْل فَإِذا بَال أَكثر.
واحتقنَ الْمَرِيض: احْتبسَ بَوْله.
والحُقْنَةُ: دَوَاء يُحْقَنُ بِهِ الْمَرِيض المحتَقنُ.
وحَقَنَ دمَ الرجل: حل بِهِ الْقَتْل فأنقذه.
واحتَقنَ الدمُ: اجْتمع فِي الْجوف.
وحقَنَ اللَّبن فِي السقاء يحقِنُه حَقْنا: صبه فِيهِ ليخرج زبدته.
والمحْقَنُ: الَّذِي يَجْعَل فِي فَم السقاء والزق ثمَّ يصب فِيهِ الشَّرَاب أَو المَاء.
والحاقِنَةُ: الْمعدة. صفة غالبة لِأَنَّهَا تَحقِنُ الطَّعَام.
والحَاقِنةُ: مَا بَين الترقوة والعنق.
والحاقتانِ: مَا بَين الترقوتين وحبلي العاتق. ولألزقن حواقنك بذواقنك: حواقنه مَا حقن الطَّعَام من بَطْنه وذواقنه أَسْفَل بَطْنه وَركبَتَاهُ وَقَالَ بَعضهم: الحواقِنُ مَا سفل من الْبَطن، والذواقن مَا علا.
واحتقنت الرَّوْضَة: أشرقت جوانبها على سرارها، عَن أبي حنيفَة.

(3/15)


مقلوبه: (ح ن ق)
الحَنَقُ: شدَّة الاغتياظ، قَالَ:
وَلىّ جَمِيعًا يُبارِي ظِلَّه طَلقا ... ثمَّ انثنى مَرِسا قد آدَهُ الحَنَقُ
أَي أثقله الْغَضَب، حَنِق حَنَقا وحَنِقا فَهُوَ حنِقٌ وحنِيقٌ، قَالَ:
وبعضُهُمُ على بعضٍ حنيقُ
وَقد أحْنقَه.
وحنِق الْأَمِير على جرته: حقد على رَعيته. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: " لَا يَصلُحُ هَذَا الأمرُ إِلَّا لمن لَا يَحنَق على جِرَّتِه " التَّفْسِير لِابْنِ الْأَعرَابِي.
والإحناق: لزوق الْبَطن بالصلب، قَالَ لبيد:
بطليحِ أسفارٍ تركْنَ بَقِيَّة ... مِنْهَا فأحنق صُلْبُها وسَنامُها
والمُحنِقُ من الْإِبِل: الضامر من هياج أَو غرث. وإبل محانيقُ، كَأَنَّهُمْ توهموا وَاحِدهَا مِحناقا. قَالَ ذُو الرمة:
محانيقُ يَنفُضنَ الخِدامَ كَأَنَّهَا ... نَعامٌ وحادِيهنَّ بالخَرْقِ صادحُ
أَي رَافع صَوته بالتطريب.
وَقيل: الإحناق لكل شَيْء من الْخُف والحافر.
والمُحنِقُ أَيْضا من الْحمير: الضامر اللَّاحِق الْبَطن بِالظّهْرِ لشدَّة الْغيرَة.

مقلوبه: (ن ق ح)
التنقيحُ: تشذيبك عَن الْعَصَا أُبَنَها حَتَّى تخلص. وكل مَا نحيت عَنهُ شَيْئا فقد نقحته، قَالَ ذُو الرمة:
من مُجحِفاتِ زمنٍ مِرّيدِ ... نَقَّحن جسمي عَن نُضارِ العودِ

(3/16)


ونَقَّح الشَّيْء: قشره، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد لغليم من بني دبير:
إليكَ أَشْكُو الدهرَ والزلازِلا
وكلَّ عامٍ نَقَّح الحَمائلا
يَقُول نقَّحوا حمائل سيوفهم، أَي قشروها فَبَاعُوهَا لشدَّة زمانهم.
ونقَّح النّخل: أصلحه وقشره.
ونقَّح الْكَلَام: فتشه وَأحسن النّظر فِيهِ، وَقيل: أصلحه وأزال عيوبه.
وَرجل مُنقَّحٌ: أَصَابَته البلايا، عَن الَّلحيانيّ قَالَ بَعضهم: هُوَ مُشْتَقّ من ذَلِك.
ونَقَح الْعظم ينقَحُه نقحا: استخرج مخه، وَالْخَاء لُغَة، وَكَأَنَّهُ بِالْحَاء اسْتِخْرَاج المخ واستئصاله، وَكَأَنَّهُ بِالْخَاءِ تخليصه، وكلتا الْكَلِمَتَيْنِ تتعاقبان كثيرا.
والنَّقْحُ: سَحَاب أَبيض صَيْفِي، قَالَ العجير السَّلُولي:
نَقْحٌ بوَاسِقُ يَجْتلي أوساطَها ... برقٌ خلال تَهلُّلٍ ورَبابِ

مقلوبه: (ق ن ح)
قنَحَ يقنَح قَنْحا، وتقنَّح: تكاره على الشَّرَاب بعد الرّيّ والأخيرة أَعلَى. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَنَح من الشَّرَاب يَقْنَح قنْحا: تمززه.
وقنَح الْعود والغصن يَقْنَحه قنْحا: إِذا عطفه حَتَّى يصير كالصولجان، وَهُوَ القُنَّاحُ والقُنَّاحةُ.
والقِنْحُ: اتخاذك قُنَّاحةً تشد بهَا عضادة بابك، وتسميها الفُرسُ قانه حَكَاهُ صَاحب الْعين، وَلَا أَدْرِي كَيفَ ذَلِك لِأَن تَعْبِيره عَنهُ غير حسن، وَعِنْدِي أَن القِنْح هَاهُنَا لُغَة فِي القُنَّاحِ.

الْحَاء وَالْقَاف وَالْفَاء
الحِقْفُ: الرمل المعوج. وَقيل: الرمل المستطيل الْمُرْتَفع كالدكاوات. وَجمعه أحقافٌ وحُقُوفٌ وحِقافٌ وحِقَفَةٌ وأحقِفَةٌ، الْأَخِيرَة اسْم للْجمع فِعْلا لَا يجمع على أفعِلة، قَالَ ابْن هرمة:
أَمْسَى فَبَاتَ إِلَى أرطاةِ أحقفَةٍ ... يَلُفُّه نَضَدٌ فِي البحرِ هضَّابُ

(3/17)


فَأَما قَوْله تَعَالَى (إِذْ أنذر قومَه بالأحقافِ) فَقيل: هِيَ من الرمل، أَي أَنْذرهُمْ هُنَالك، وَقيل: الْأَحْقَاف هَاهُنَا جبل مُحِيط بالدنيا من زبرجدة خضراء تلتهب يَوْم الْقِيَامَة فتحشر النَّاس من كل أفق، فَإِن كَانَ ذَلِك فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ: خوَّفهم بالتهاب ذَلِك الْجَبَل.
وَقد احقوقَف الرمل. وكل مَا طَال واعوجَّ فقد احقوقَف، كَظهر الْبَعِير وشخص الْقَمَر قَالَ:
سمَاوَةُ الهلالِ حَتَّى احقَوقَفا
وظبي حاقِفٌ، فِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا أَن مَعْنَاهُ صَار فِي حِقفٍ، وَالْآخر انه ربض فاحقوقَف ظَهره وكل مَوضِع دخل فِيهِ فَهُوَ حِقْفٌ. وَرجل حاقِفٌ: إِذا دخل فِي الْموضع، كل ذَلِك عَن ثَعْلَب.

مقلوبه: (ق ح ف)
القِحْفُ: الْعظم الَّذِي فَوق الدِّمَاغ من الجمجمة، وَقيل: قِحْفُ الرجل: مَا انْفَلق من جمجمته فَبَان، وَلَا يدعى قِحِفا حَتَّى يبين، وَلَا يَقُولُونَ لجَمِيع الجمجمة قِحْفٌ إِلَّا أَن ينكسر مِنْهُ شَيْء فَيُقَال للمنكسر قِحْفٌ، وَإِن قطعت مِنْهُ قِطْعَة فَهُوَ قِحْفٌ أَيْضا. وَقيل: القِحْفُ الْقَبِيلَة من قبائل الرَّأْس وَهِي كل قِطْعَة مِنْهَا. وَجمع كل ذَلِك أقحافٌ وقُحوفٌ وقِحَفَةٌ. ورماه بأقحاف رَأسه، أَي رَمَاه بالأمور الْعِظَام. مثل بذلك. وقَحَفَه يقحَفُه قَحْفا: قطع قِحْفَه، قَالَ الشَّاعِر:
يَدَعْنَ هامَ الجُمجُمِ المقحوفِ ... صُمَّ الصَّدَا كالحَنظلِ المنقوفِ
والقِحْفُ: الْقدح. والقِحفُ: الكسرة من الْقدح. وَالْجمع كالجمع.
وقَحَف مَا فِي الْإِنَاء يَقْحَفُه قَحْفا، واقتَحفه. شربه. وَقيل لأبي هُرَيْرَة: أتُقَبِّل وَأَنت صَائِم؟ قَالَ: نعم، وأقْحَفُها، أَعنِي: أشْرب رِيقهَا وأترشَّفه.
والقِحْفُ والقِحافُ: شدَّة الشّرْب. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس على الشَّرَاب حِين قَالَ لَهُ: قتل أَبوك: " الْيَوْم قِحافٌ وَغدا نِقافٌ ".

(3/18)


وقِحافُ الشَّيْء ومقاحَفُته واقتِحافُه: أَخذه والذهاب بِهِ.
والقاحِفُ من الْمَطَر كالقاعف: إِذا جَاءَ مفاجأة فاقتحفَ كل شَيْء. وسيل قُحافٌ: كثير يذهب بِكُل شَيْء.
وكل مَا اقتُحِفَ من شَيْء واستخرج: قُحافةٌ، وَبِه سمي الرجل.
والمِقحَفةُ: الْخَشَبَة الَّتِي يُقحَفُ بهَا الحبُّ.
وقحَف يَقحَف قُحافا: سعل، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وَبَنُو قُحافةَ: بطن.
وقُحَيفٌ العامري: أحد الشُّعَرَاء، وَقيل هُوَ قحيف الْعقيلِيّ، كَذَلِك نسبه أَبُو عبيد فِي مُصَنفه.

مقلوبه: (ف ح ق)
الفَحْقَةُ: رَاحَة الْكَفّ بلغَة أهل الْيمن.
وأفحقَ الشَّيْء: ملأَهُ، وَقيل: حاؤه بدل من هَاء أفهقه.
وتَفَيْحق فِي كَلَامه: توسع وتنطع، وَقيل: حاؤه بدل من هَاء تفيهق.

مقلوبه: (ف ق ح)
التفَقُّحُ: التفتح. وفقَح الجرو وفَقَّح، وَذَلِكَ أول مَا يفتح عَيْنَيْهِ وَهُوَ صَغِير. قَالَ أَبُو عبيد فِي حَدِيث عبيد الله بن جحش: " إنَّا فقَّحنا وصَأصأتُم " أَي وضح لنا الْحق وعشيتم عَنهُ، فَهُوَ مستعار.
وفقَّح الشّجر: انشقت عُيُون ورقه وبدت أَطْرَافه.
والفُقَّاحُ: عشبة نَحْو الأقحوان فِي النَّبَات والمنبت، واحدته: فُقَّاحةٌ، وَهِي من نَبَات الرمل، وَقيل: الفُقَّاحُ أَشد انضمام ثَمَرَة من الأقحوان، يلزق بِهِ التُّرَاب كَمَا يلزق بالتربة والحمصيص، وَقيل: فُقَّاحُ كل نبت: زهره حِين يتفتح على أَي لون كَانَ، واحدته فُقَّاحةٌ، قَالَ عَاصِم بن مَنْظُور:
كأنَّك فُقَّاحةٌ نَوَّرَتْ ... مَعَ الصُّبْح فِي طَرَف الحائرِ
وَامْرَأَة فُقَّاحٌ - بِغَيْر هَاء، عَن كرَاع: حَسَنَة الْخلق حادرته.
وفُقَّاحةُ الْيَد وفَقْحَتُها: راحتها - يَمَانِية - سميت بذلك لاتساعها.

(3/19)


والفَقْحةُ: منديل الْإِحْرَام. كل ذَلِك بلغتهم.
والفَقْحةُ: الدُبُر الْوَاسِع، ثمَّ كثر حَتَّى سمي كل دبر فَقحةً، قَالَ جرير:
وَلَو وُضِعت فِقاحُ بني نُمير ... على خبَثِ الحَديدِ إِذن لذابا
وفقَح الشَّيْء يفقَحه فَقْحا: سفَّه كَمَا يسف الدَّوَاء - يَمَانِية.

الْحَاء وَالْقَاف وَالْبَاء
الحَقَبُ: الحزام الَّذِي يَلِي حقو الْبَعِير. وَقيل: الحقَبُ حَبل يشد بِهِ الرحل فِي بطن الْبَعِير لِئَلَّا يُؤْذِيه التصدير.
وحَقِب حَقَبا فَهُوَ حَقِبٌ: تعسر عَلَيْهِ الْبَوْل من وُقُوع الحقَبِ على ثيله. وَلَا يُقَال نَاقَة حَقِبةٌ، لِأَن النَّاقة لَيْسَ لَهَا ثيل.
والحقَبُ والحِقابُ: شَيْء تعلق بِهِ الْمَرْأَة الْحلِيّ وتشده فِي وَسطهَا، وَالْجمع حُقُبٌ.
والحِقابُ: خيط يشد فِي حقو الصَّبِي تدفع بِهِ الْعين.
والحَقَبُ فِي النجائب: لطافة الحقوين وَشدَّة صفاقهما وَهِي مِدْحَة.
والحِقابُ: الْبيَاض الظَّاهِر فِي أصل الظفر.
والأحقَبُ: الحمارُ الوحشي الَّذِي فِي بَطْنه بَيَاض، وَقيل: هُوَ الْأَبْيَض مَوضِع الحقَبِ، وَالْأول أقوى.
والحقيبةُ: الرفادة فِي مُؤخر القتب. وكل شَيْء شدّ فِي مُؤخر رَحل أَو قتب فقد احتُقِبَ. والمُحقِبُ: المردف.
واحتَقبَ خيرا أَو شرا. واستحقبه: ادخره، على الْمثل، لِأَن الْإِنْسَان حَامِل لعمله ومدخر لَهُ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
فاليوم أُسقَي غيرَ مستحقبٍ ... إِثْمًا من اللهِ وَلَا واغلِ
والحُقْبُ: الْقَبَائِل الخساس لِأَنَّهَا تستردف وتستتبع، وَلم أسمع لَهَا بِوَاحِد، قَالَ الأخطل:
وَفِي الحُقْبِ من أفْناءِ قِيسٍ كأنَّهُمْ ... بمنعَرجِ الثرثارِ خُشْبٌ على خُشْبِ

(3/20)


والحِقْبةُ من الدَّهْر: مُدَّة لَا وَقت لَهَا.
والحِقْبةُ: السّنة، وَالْجمع حِقَبٌ وحُقوبٌ كحلية وحلى.
والحُقْبُ والحُقُبُ: ثَمَانُون سنة، وَقيل: أَكثر من ذَلِك، وَقيل: الحُقُبُ السّنة عَن ثَعْلَب. وَقَوله تَعَالَى: (أَو أمضِيَ حُقُبا) قيل مَعْنَاهُ: سنة، وَقيل مَعْنَاهُ: سِنِين. وبسنين فسره ثَعْلَب، فالحُقُبُ على تَفْسِير ثَعْلَب يكون أقل من ثَمَانِينَ، لِأَن مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام لم ينْوِ أَن يسير ثَمَانِينَ سنة وَلَا أَكثر، وَذَلِكَ أَن بَقِيَّة عمره فِي ذَلِك الْوَقْت لَا تحْتَمل ذَلِك.
وَالْجمع من ذَلِك كُله: أحقابٌ وأحقُبٌ. قَالَ ابْن هرمة:
وَقد وَرِث العبَّاسُ قبلَ محمدٍ ... نبيَّينِ حلاَّ بطنَ مكَّةَ أحْقُبا
وقارة حَقْباءُ: مستدقة طَوِيلَة فِي السَّمَاء، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
ترَى القُنَّة الحقباءَ مِنْهَا كَأَنَّهَا ... كُميتٌ يبارِي رَعْلَةَ الخيلِ فارِدُ
وَهَذَا الْبَيْت منحول.
وحَقِبَ الْمَطَر حَقَبا: احْتبسَ. وكل مَا احْتبسَ فقد حقِب، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والحُقْبَةُ: سُكُون الرّيح، يَمَانِية.
وحَقِبَ الْمَعْدن وأحقبَ: لم يُوجد فِيهِ شَيْء.
والأحقَبُ - زَعَمُوا - اسْم بعض الْجِنّ الَّذين جَاءُوا يسمعُونَ الْقُرْآن من النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والحِقابُ: جبل بِعَيْنِه، قَالَ الشَّاعِر:
يضُمّها والبَدَنَ الحِقابُ
الْبدن: الوعل المسن.

مقلوبه: (ق ح ب)
قَحَب الْبَعِير يَقْحُب قَحْبا وقُحابا: سعل، وَلَا يقحُب مِنْهَا إِلَّا الناحز أَو المغد. وقحب الرجل وَالْكَلب، وقحَّب: سعل. وَرجل قَحْبٌ، وَامْرَأَة قحْبٌة: كثيرا السعال

(3/21)


مَعَ الْهَرم، وَقيل: هما كثيرا السعال من هرم أَو غير هرم. وَقيل: أصل القحاب فِي الْإِبِل، وَهُوَ فِيمَا سوى ذَلِك مستعار. وبالدابة قَحْبَةٌ، أَي سعال. وسعال قاحِبٌ: شَدِيد.
والقَحْبَةُ: الْفَاجِرَة، وَأَصلهَا من السعال، أَرَادوا إِنَّهَا تسعل أَو تنحنح ترمز بِهِ. وَيُقَال للشاب إِذا سعل: عمرا وشبابا، وللشيخ: وَرْياً وقُحابا.
والقُحبةُ المسنة من الْغنم وَغَيرهَا.
والقُحابُ: فَسَاد الْجوف.

مقلوبه: (ح ب ق)
الحَبْقُ والحَبِق والحُباقُ: الضرط، وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الْإِبِل وَالْغنم، وَقد يسْتَعْمل فِي النَّاس. حبَق يَحبِق حَبْقا وحَبِقا وحُباقا، لفظ الِاسْم وَلَفظ الْمصدر فِيهِ سَوَاء. وأفعال الضرط تَجِيء كثيرا متعدية بِحرف كَقَوْلِهِم: عَفَق بهَا وحصأ بهَا. وَيُقَال للْأمة: يَا حَباقِ كَمَا يُقَال: يَا دفار.
والحَبَقُ: الفوذنج، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحَبَقُ نَبَات طيب الرّيح مربع السُّوق، وورقه نَحْو ورق الْخلاف، وَمِنْه سهلي وَمِنْه جبلي، وَلَيْسَ بمرعى، قَالَ: والحَباقىَ الحنْدَقُوَقي، لُغَة حيرية، أنْشد الْأَصْمَعِي لبَعض البغداديين:
لَيْت شعري مَتى تَخِبُّ بِي النا ... قةُ بَين العُذيبِ فالصِّنِّينِ
مُحِقبا زُكرةً وخُبزَ رُقاقٍ ... وحَباقي وَقطعَة من نُونِ
وَمَا فِي النحى حَبَقَةٌ، أَي لطخ وضر، عَن كرَاع، كَقَوْلِك: مَا فِي النحى عبقة.
والحُباقُ: بطن من بني تَمِيم، قَالَ:
يُنادي الحُباقَ وحُمَّاتِها ... وَقد شيَّطوا رأسَهُ فالتهبْ

مقلوبه: (ق ب ح)
القُبْحُ: ضد الْحسن، يكون فِي الصُّورَة وَالْفِعْل. قَبُح قُبْحا وقُبوحا وقُباحا وقَباحةً وقُبوحةً. وَهُوَ قبيحٌ، وَالْجمع قِباحٌ وقَباحَي، وَالْأُنْثَى قبيحةٌ، وَالْجمع قبائحُ وقِباحٌ. وقبَّحه الله: صيره قبيحا، قَالَ: الحطيئة:

(3/22)


أرى لَك وَجها شوَّه الله خَلقَه ... فقُبِّح من وجهٍ وقُبِّح حاملُه
وأقبح: أَتَى بقبيح. واستقبحَ الشَّيْء: رَآهُ قبيحا. وَقَالَ الَّلحيانيّ: أَقْبِحْ إِن كنت قابحا، وَإنَّهُ لَقبيحٌ وَمَا هُوَ بقابحٍ فَوق مَا قَبحَ. قَالَ: وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ فِي هَذِه الْحُرُوف، إِذا أردْت أفعل ذَاك، إِن كنت تُرِيدُ أَن تفعل. وَقَالُوا: قُبْحا لَهُ وشقحا، وقَبْحا لَهُ وشقحا، الْأَخِيرَة إتباع.
وقَبَحه الله: نحاه عَن كل خير. وَفِي التَّنْزِيل (ويومَ القيامةِ هم المَقبوحِينَ) أَي من المحين عَن الْخَيْر.
وقبحَ لَهُ وَجهه: أنكر عَلَيْهِ مَا عمل.
والقبيحُ: طرف عظم الْعَضُد مِمَّا يَلِي الْمرْفق، وَقيل: رَأس الْعَضُد الَّذِي يَلِي الذِّرَاع، وَهُوَ أقل الْعِظَام مشاشا، وَإِذا كسر لم يجْبر. وَقيل: القبيحانِ: الطرفان الدقيقان اللَّذَان فِي رُءُوس الذراعين، وَقيل القبيحان ملتقى السَّاقَيْن والفخذين قَالَ: أَبُو النَّجْم:
حَيْثُ تُلاقي الإبرَةُ القَبِيحا
وَيُقَال لَهُ أَيْضا: القباح. وَقَالَ أَبُو عبيد: يُقَال لعظم الساعد مِمَّا يَلِي النّصْف مِنْهُ إِلَى الْمرْفق: كسر قبيحٍ، قَالَ:
فَلَو كنتَ عَيْراً كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ ... أَو كنتَ كِسراً كنتَ كِسْر قَبِيح
وَإِنَّمَا هجاه بذلك لِأَنَّهُ أقل الْعِظَام مشاشا وَهُوَ أسْرع الْعِظَام انكسارا وَهُوَ لَا يجْبر أبدا، وَقَوله: كسر قَبِيح، هُوَ من إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه، لِأَن ذَلِك الْعظم يُقَال لَهُ كسر.

مقلوبه: (ب ق ح)
البَقيحُ: البلح، عَن كرَاع، وَلست مِنْهُ على ثِقَة.

(3/23)


الْحَاء وَالْقَاف وَالْمِيم
الحَقْمُ: ضرب من الطير يشبه الْحمام، وَقيل: هُوَ الْحمام - يَمَانِية.
والحَقيمانِ: مُؤَخرا الْعَينَيْنِ مِمَّا يَلِي الصدغين.

مقلوبه: (ح م ق)
الحُمْقُ: ضد الْعقل. حَمُق حُمْقا وحُمُقا وحَماقةً، وحَمِق وانحمق واستَحمقَ.
وَرجل أحمَقُ وحَمِقٌ، قَالَ رؤبة:
ألَّفَ شَتَّى بالراعِي الحَمِقْ
وَالْجمع حَمْقى، بنوه على فَعْلى لِأَنَّهُ شَيْء أصيبوا بِهِ، كَمَا قَالُوا: هلكى، وَإِن كَانَ هَالك لفظ فَاعل. وَقَالُوا: مَا أحْمَقه! وَقع التَّعَجُّب فِيهَا بِمَا أفعَلَه وَإِن كَانَت كالخِلَقِ.
وَحكى سِيبَوَيْهٍ: حُمْقانُ، فَلَا أَدْرِي أَهِي صِيغَة بناها كخبط فرقد، أم لَفْظَة عَرَبِيَّة.
وَأَتَاهُ فأحمَقَه: وجده أحمَقَ.
وأحمَقَ بِهِ: ذكره بحُمْقٍ.
وأحمَقَ الرجل وَالْمَرْأَة: ولدا الحَمْقى.
وَامْرَأَة محمِقٌ ومُحمِقَةٌ - الْأَخِيرَة على الفِعلِ، قَالَ بعض نسَاء الْعَرَب:
لستُ أُبالي أَن أكون مُحِمقَة
إِذا رأيتُ خُصْيَة مُعَلَّقَة
وَقد قيل فِي هَذَا الْمَعْنى: حَمِقَةٌ، على النّسَب كطعم وَعمل، وَالْأَكْثَر مَا تقدم.
والأحموقةُ، مَأْخُوذ من الحُمْق.
والمُحمِقاتُ: اللَّيَالِي الَّتِي يطلع الْقَمَر فِيهَا لَيْلَة كُله فَيكون فِي السَّمَاء وَمن دونه سَحَاب، فترى ضوءا وَلَا ترى قمرا، فتظن انك قد أَصبَحت وَعَلَيْك ليل، مُشْتَقّ من الحُمْقِ. وَفِي الْمثل: غروني غرور المحمقات.

(3/24)


والبقلة الحمقاءُ: الَّتِي تسميها الْعَامَّة الرجلة لِأَنَّهَا متلعبة، فشبهت بالأحمق الَّذِي يسيل لعابه، وَقيل: لِأَنَّهَا تنْبت فِي مجْرى السُّيُول.
والحُمَيقاءُ: الْخمر لِأَنَّهَا تعقب شاربها الحُمق.
وَفرس مُحْمِقٌ: نتاجها لَا يسْبق.
وحَمُقت السُّوق وانحمقت: كسدت.
وانحمقَ الثَّوْب: أخلق.
وانحمقَ الرجل: ضعف عَن الْأَمر، قَالَ:
والشيخُ يُضرَبُ أَحْيَانًا فينحمقُ
والحَمِقُ: الْخَفِيف اللِّحْيَة.
والحُماق والحَماقُ والحُمَيقاءُ: مثل الجدري يتفرق فِي الْجَسَد، وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ شَيْء يخرج بالصبيان، وَقد حُمِقَ.
والحُماقُ والحَمِيقُ والحَمَقِيقُ: نبت.
والحُمَيقيقُ: طَائِر يصيد العظاء وَالْجَنَادِب وَنَحْوهمَا.

مقلوبه: (ق ح م)
القَحْمُ، الْكَبِير السن، وَقيل: القَحْمُ فَوق المسن مثل القحر، قَالَ رؤبة:
رأيْنَ قَحْما شابَ واقلحَمَّا
طَال عَلَيْهِ الدَّهرُ فاسْلَهَمَّا
وَالْأُنْثَى قحمةٌ. وَزعم يَعْقُوب أَن ميمها بدل من يَاء قَحْبٍ. والقَحُوُمُ كالقَحْمِ.
والقَحْمةُ: المسنة من الْغنم وَغَيرهَا كالقحبة. وَالِاسْم القَحامةُ والقُحومةُ، وَهُوَ من المصادر الَّتِي لَيست لَهَا أَفعَال.
وقَحَم الرجل يَقحُم قحوما، واقتحم وانقحم - وهما افصح - رمى بِنَفسِهِ فِي نهر أَو وهدة أَو فِي أَمر من غير رؤبة، وَقيل إِنَّمَا جَاءَت " قَحَم " فِي الشّعْر وَحده.
والقُحَمُ: الْأُمُور الْعِظَام الَّتِي لَا يركبهَا كل أحد.

(3/25)


وقُحَمُ الطَّرِيق: مَا صَعب مِنْهَا.
واقتحَم الْمنزل: هجمه.
واقتحمَ الْفَحْل الشول: اهتجمها من غير أَن يُرْسل فِيهَا.
والإقحامُ: الْإِرْسَال فِي عجلة.
وبعير مُقحِمٌ: يذهب فِي الْمَفَازَة من غير مسيم وَلَا سائق.
وقَحَم الْمنَازل: طواها.
وَقَول عَائِذ بن منقذ الْعَنْبَري، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:
تُقحم الرَّاعِي إِذا الرَّاعِي أكَبّْ
سره فَقَالَ: تُقَحِّم، لَا تنزل الْمنَازل وَلَكِن تطوى، فتُقحِّمه منزلا منزلا، يصف إبِلا. وَقَوله:
مُقَحِّمُ السَّيِرِ ظَنونُ الشِّربِ
يَعْنِي انه يقتحم منزلا بعد منزل، يطويه فَلَا ينزل فِيهِ، وَقَوله: ظنون الشّرْب، أَي لَا يدْرِي أبه مَاء أم لَا. والقُحمَةُ الانقحامُ فِي السّير، قَالَ:
لمَّا رأيتُ العامَ عَاما أسحما
كلَّفتُ نَفسِي وصحَابي قُحَما
والمُقحمُ: الْبَعِير الَّذِي يربع ويثتى فِي سنة وَاحِدَة فيقتحم سنا على سنّ قبل وَقتهَا، وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا لِابْنِ الهرمين أَو السَّيئ الْغذَاء. وأُقْحِمَ الْبَعِير: قدم إِلَى سنّ لم يبلغهَا، كَأَن يكون فِي جرم رباع وَهُوَ ثني فَيُقَال: رباع، لِعَمِّهِ، أَو يكون فِي جرم ثني وَهُوَ جذع فَيُقَال: ثنى، لذَلِك أَيْضا.
وَقيل المُقحَمُ الحِقُّ وَفَوق الحِقِّ مِمَّا لم يبزل.
وقُحْمَةُ الْأَعْرَاب وقُحَمَتُهم: سنة جدبة تقتحِم عَلَيْهِم. وَقد أُقحِموا وقُحِموا فانقحموا: أُدخلوا بِلَاد الرِّيف هربا من الجدب. وأقحمتهم السّنة الْحَضَر وَفِي الْحَضَر: أدخلتهم إِيَّاه. وكل مَا أدخلته شَيْئا فقد أقحمته إِيَّاه وأقحمته فِيهِ، قَالَ:

(3/26)


فِي كلّ حَمْدٍ أبادَ الحمدَ نُقحمُها ... لَا نشتري الحمدَ إلاَّ دونَه قُحَمُ
والقُحْمَةُ: ركُوب الْإِثْم، عَن ثَعْلَب.
والقُحمةُ: الْمهْلكَة، وَفِي حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: إِن للخصومة قُحَما.
وأسود قاحِمٌ: شَدِيد السوَاد، كفاحم.
والتقحيمُ: رمي الْفرس فارسه على وَجهه، قَالَ:
يُقَحِّمُ الفارسَ لَوْلَا قَبْقَبُهُ
وقَحَمَ إِلَيْهِ يقحَمُ: دنا.
والقُحَمُ: ثَلَاث لَيَال من آخر الشَّهْر، لِأَن الْقَمَر قَحمَ فِي دنوه إِلَى الشَّمْس.
واقتَحمتْه عَيْني: ازدرته، وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:
من الناسِ أقوامٌ إِذا صادفوا الغَنِى ... تولَّوا وَقَالُوا للصديق وقحَّموا
فسره
فَقَالَ
: أغظوا
لَهُ وجفوه.

مقلوبه: (م ح ق)
المحْقُ: النُّقْصَان وَذَهَاب الْبركَة. وَشَيْء ماحِقٌ: ذَاهِب. وَقد محَق وامحَّق وامتَحق. ومَحَقَه وأْمحقه. لُغَة، وأباها الْأَصْمَعِي. وَشَيْء مَحِيقٌ. ممحوقٌ، قَالَ يصف رمحا عَلَيْهِ سِنَان من حَدِيد أَو قرن:
يُقلِّبُ صَعْدةً جرداءَ فِيهَا ... نقيعُ السَّمِّ أَو قَرنٌ مَحِيقُ
والمُحَاقُ والمِحاقُ: آخر الشَّهْر إِذا امَّحق الْهلَال فَلم ير، قَالَ:
أتَوْني بهَا قبلَ المحاقُ بليلةٍ ... فَكَانَ محاقا كلَّه ذَلِك الشَّهرُ
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سمي المُحاقُ مُحاقا لِأَنَّهُ طلع من الشَّمْس فمَحقتْه فَلم يره أحد.

(3/27)


قَالَ: والمحاق أَيْضا أَن يستسر الْقَمَر لَيْلَتَيْنِ فَلَا يرى غدْوَة وَلَا عَشِيَّة. وَيُقَال لثلاث لَيَال من الشَّهْر ثَلَاث مُحاقٌ.
وامتحاق الْقَمَر: احتراقه، وَهُوَ أَن يطلع قبل طُلُوع الشَّمْس فَلَا يرى، يفعل ذَلِك لَيْلَتَيْنِ من آخر الشَّهْر.
ومحِقَ الرجل وامَّحق: قَارب الْمَوْت، من ذَلِك، قَالَ:
أبوكَ الَّذِي يَكوِي أنوفَ عُنوقهِ ... بأظفارِهِ حَتَّى أنَسَّ وأمحقا
وماحقُ الصَّيف: شدته. وَيَوْم ماحِقٌ، بيِّن المحْقِ شَدِيد الْحر، قَالَ سَاعِدَة:
ظلَّت صوافنَ بالأَرْزانِ صاديةً ... فِي ماحقٍ من نَهَار الصَّيفِ مُحْتَدِمِ
والمحْقُ الخفيُّ: النّخل المقارب بَينه فِي الْغَرْس، عَن أبي حنيفَة.

مقلوبه: (ق م ح)
القمحُ: البُرُّ حِين يجْرِي الدَّقِيق فِي السنبل، وَقيل: من لدن الإنضاج إِلَى الاكتناز. وَقد أقمحَ السنبل.
والقميحةُ: الجوارشن.
وقمحَ الشَّيْء واقْتَحمه: سفَّه. واقتحمه أَيْضا: أَخذه فِي رَاحَته فلطعه. وَالِاسْم القُمْحة كاللُّقمة.
والقُمْحةُ: مَا مَلأ فمك من المَاء.
والقُمَحَةُ والقُمَّحانُ والقُمُّحانُ: الذريرة. وَقيل: الزَّعْفَرَان، وَقيل: الورس، وَقيل: زبد الْخمر قَالَ النَّابِغَة:
إِذا فُضَّت خواتِمُهُ عَلاهُ ... يَبِيسُ القُمَّحانِ من المُدامِ
يَقُول: إِذا فتح رَأس الْحبّ من حباب الْخمر العتيقة رَأَيْت عَلَيْهَا بَيَاضًا يتغشاها مثل الذريرة. قَالَ أَبُو حنيفَة: لَا أعلم أحدا من الشُّعَرَاء ذكر القُمَّحانَ غير النَّابِغَة، قَالَ: وَكَانَ النَّابِغَة يَأْتِي الْمَدِينَة وينشد بهَا النَّاس وَيسمع مِنْهُم، وَكَانَت بِالْمَدِينَةِ جمَاعَة الشُّعَرَاء، قَالَ:

(3/28)


وَهَذِه رِوَايَة الْبَصرِيين للبيت، وَرَوَاهُ غَيرهم: علاهُ يبيس القُمُّحانِ.
وتقَمَّح الشَّرَاب: كرهه لإكثار مِنْهُ أَو عيافة لَهُ أَو قلَّة ثفل فِي جَوْفه أَو لمَرض. والقامحُ: الكاره للْمَاء بأية عِلّة كَانَت. وقَمَحَ الْبَعِير يَقْمَحُ قموحا، وقامَحَ: رفع رَأسه وَلم يشرب المَاء. وناقة مُقامحٌ بِغَيْر هَاء - من إبل قماحٍ، على طرح الزَّائِد، قَالَ بشر بن أبي خازم:
وَنحن على جوانبها قُعودٌ ... نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإبلِ القِماح
وَالِاسْم القُماحُ. والقامحُ والمُقامحُ أَيْضا من الْإِبِل: الَّذِي اشْتَدَّ عطشه حَتَّى فتر فتورا شَدِيدا.
وَشهر قُماحٍ وقِماحٍ: شهرا الكانون لِأَنَّهُ يكره فيهمَا شرب المَاء إِلَّا على ثفل، قَالَ الْهُذلِيّ:
فَتى مَا ابنُ الأغَرّ إِذا شَتَوْنا ... وحُبَّ الزادُ فِي شَهْري قُماحِ
ويروى: قِماحِ، وَقيل: سميا بذلك لِأَن الْإِبِل فيهمَا تُقامِحُ عَن المَاء فَلَا تشربه.
وبعير مُقمَحٌ: لَا يكَاد يرفع بَصَره.
والمقمَحُ: الذَّلِيل. وَفِي التَّنْزِيل (فهمُ مُقْمَحُونَ) أَي خاشعون أذلاء لَا يرفعون أَبْصَارهم.
والمُقمَحُ: الرافع رَأسه لَا يكَاد يَضَعهُ، كَأَنَّهُ ضِدّه.
والقِمْحَى والقِمْحاةُ: الفيشة.

الْحَاء وَالْكَاف والشين
الحَكْشُ: الظُّلم، وَرجل حَكِش: ظَالِم، أرَاهُ على النّسَب.
وحَوْكَشٌ: اسْم.

مقلوبه: (ح ش ك)
الحَشْكُ: شدَّة الدرة فِي الضَّرع. وَقيل: سرعَة تجمع اللَّبن فِيهِ. وحَشَكَت النَّاقة فِي

(3/29)


ضرْعهَا لَبَنًا تَحْشِكَه حَشْكا وحُشُوكا، وَهِي حَشُوكٌ: جمعته. وَكَذَلِكَ الشَّاة. قَالَ عَمْرو ذُو الْكَلْب:
يَا لَيْتَ شِعِري عَنْك والأمْرُ عَمَمْ
مَا فَعَلَ اليومَ أويسٌ فِي الغَنمْ
صُبَّ لَهَا فِي الرّيحِ مِرّيخٌ أشَم
فاجتال مِنها لَجْبهً ذاتَ هَزَمْ
حاشِكَةَ الدِّرَّةِ وَرْهاءَ الرَّخَمْ
وحَشَكَها يحْشِكُها حَشْكا، إِذا تَركهَا لَا يحلبها حَتَّى يجْتَمع اللَّبن فِي ضرْعهَا. قَالَ:
غَدَتْ وهيَ مَحْشُوكَةٌ حافِلٌ ... فَرَاح الذّئارُ عليَها صحِيحا
وَالِاسْم من كل ذَلِك الحَشَكُ، كالنَّفْضِ والنَّفَضِ، والقَبْضِ والقَبَضِ، قَالَ زُهَيْر:
كَمَا استَغاثَ بسيءٍ فَزُّ غَيْطَلةٍ ... خافَ العُيُونَ وَلم يُنْظَرْ بِهِ الحَشَكُ
وَقيل: أَرَادَ الحَشْكَ فحرك للضَّرُورَة. وَقيل: الحَشْكُ والحَشَكُ لُغَتَانِ.
وحَشَكَت السحابة تَحشِكُ حَشْكا: كثر مَاؤُهَا. وحشَكت النَّخْلَة وَهِي حاشِك: كثر حملهَا.
وحَشَكَ الْقَوْم حَشْكا، حشدوا وتجمعوا. وحشَكَ الْقَوْم على مِيَاههمْ حَشَكا، بِفَتْح الشين: اجْتَمعُوا، عَن ثَعْلَب وَخص بذلك بني سليم كَأَنَّهُ إِنَّمَا فسر بذلك شعرًا من أشعارهم، وكل ذَلِك رَاجع إِلَى معنى الْكَثْرَة.
والرياح الحَواشِكُ: الْمُخْتَلفَة، وَقيل: الشَّدِيدَة، واحدتها حاشِكَةٌ بِالْهَاءِ، حَكَاهُ أَبُو عبيد.

(3/30)


والحشَاك: الْخَشَبَة الَّتِي تشد فِي فَم الجدي لِئَلَّا يرضع.
وحَشَك نَفسه: إِذا علاهُ البهر. وَالْعرب تَقول: اللَّهُمَّ اغْفِر لي قبل حَشَكِ النَّفس وأز الْعُرُوق: الحشك اجتهادها فِي النزع وَشدَّة حفزها النَّفس، وأز الْعُرُوق ضرباتها.
وحَشَكَت الْقوس: صلبت، قَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا كَانَت الْقوس طروحا ودامت على ذَلِك فَهِيَ حاشِكٌ. قَالَ سَاعِدَة ابْن جؤية الْهُذلِيّ:
فَورَّكَ ليْنا أخْلَص القَينْ أّثْرَه ... وحاشِكةً يَحْصِى الشمالَ نَذِيرُها
والحَشَّاكُ، مَوضِع. والحَشَّاكُ، نهر.

مقلوبه: (ش ح ك)
شَحَكَ الجدي شَحْكا، مَنعه الرَّضَاع والشِّحاكُ: عود يعرض فِي فَمه ليمنعه ذَلِك، كالحَشاكِ.

مقلوبه: (ك ش ح)
الكَشْحُ: مَا بَين الخاصرة إِلَى ضلع الْخلف، وَهُوَ من لدن السُّرَّة إِلَى الْمَتْن. قَالَ طرفَة:
وآليتُ لَا يَنْفَكُّ كَشْحى بِطانَةً ... لِعَضْبٍ رَقيقِ الشَّفْرَتَين مُهَنَّدِ
وَقيل: الكَشْحانِ جانبا الْبَطن من ظَاهر وباطن وهما من الْخَيل كَذَلِك. وَقيل: الكَشْحُ مَا بَين الحجبة إِلَى الْإِبِط. وَقيل: هُوَ الخصر. وَقيل: هُوَ الحشا.
والكَشْحُ، آخر جَانِبي الوشاح. وَقيل: إِن الكَشْحَ من الْجِسْم إِنَّمَا سمي بذلك لوُقُوعه عَلَيْهِ. وَجمع كل ذَلِك، كُشُوحٌ، لَا يكسر عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
كَأَن الظِّباءَ كُشُوحُ النِّسا ... ءِ يطفونَ فوْقَ ذُرَاهُ جُنُوحا
شبه بَيَاض الظباء ببياض الودع.
وكَشَحَهُ كشحا، أصَاب كَشْحَهُ.
وكَشِحَ كَشَحا: شكا كَشْحَهُ.

(3/31)


والكَشَحُ: دَاء يُصِيب الكشْحَ.
وطوى كشْحَةُ على أَمر: اسْتمرّ عله، وَكَذَلِكَ الذَّاهِب الْقَاطِع الرَّحِم. قَالَ الشَّاعِر:
طَوى كَشْحا خَليلُكَ والجَناحا ... لِبَينٍ مِنْكَ ثُم غَدَا صُرَاحا
وَكَذَلِكَ إِذا عاداك وفاسدك. قَالَ زُهَيْر:
وكانَ طَوَى كَشْحا على مُسْتكِنَّةٍ ... فَلا هُوَ أبدَاها ولمْ يَتجَمْجَمِ
والكاشحُ: الْعَدو الْبَاطِن الْعَدَاوَة كَأَنَّهُ يطويها فِي كشْحِه، أَو كَأَنَّهُ يوليك كَشْحَه ويعرض عَنْك بِوَجْهِهِ. وَالِاسْم، الكشاحَةُ. وكاشَحَنِي بالعداوة مُكاشُحَةً وكِشاحا.
والكِشاحُ، سمة فِي مَوضِع الكَشْحِ. وكَشح الْبَعِير وكشَّحَهُ، وسمه هُنَالك، التَّشْدِيد عَن كرَاع.
والكَشْحُ، الكي بالنَّار.
ومكشُوحٌ: اسْم رجل، مِنْهُ.
وكشَحَ الْعود كَشْحا: قشره.
وكشَحَ الْقَوْم عَن المَاء كَشْحا: ذَهَبُوا عَنهُ.

الْحَاء وَالْكَاف وَالضَّاد
الضَّحِكُ مَعْرُوف. ضَحِكَ ضَحِكا وضِحْكا وضَحْكا، وتضَحَّكَ وتَضاحَكَ فَهُوَ ضَاحِكٌ، وضَحَّاكٌ وضَحُوكٌ وضُحَكَةٌ: كثير الضِّحكِ، وضُحْكَةٌ: يُضْحَكُ مِنْهُ، يطرد على هَذَا بَاب. والضَّحَّاكُ مدح، والضُّحَكَةُ ذمّ، والضُّحْكَةُ أذمُّ. وَقد أضحكني الْأَمر. وهم يَتَضَاحَكُونَ.
وَقَالُوا: ضَحِكَ الزهر، على الْمثل، لِأَن الزَّهْرَ لَا يضْحَكُ حَقِيقَة.
والضَّاحِكَةُ: كل سنّ من مقدم الأضراس مِمَّا يَبْدُو عِنْد الضَّحِك.
والضَّحِكُ: الْعجب، وَهُوَ قريب مِمَّا تقدم.
والضَّحْكُ: الثغر الْأَبْيَض.
والضَّحْكُ، الْعَسَل، شبه بالثغر لشدَّة بياضه، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فجاءَ بِمَزْجٍ لم يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ ... هُوَ الضَّحْكُ إِلَّا أنَّهُ عمّلُ النَّحلِ

(3/32)


وَقيل: الضحْكُ، الشهد، وَقيل: الثَّلج، وَقيل: الزّبد.
والضَّحْكُ أَيْضا: الطّلع حِين ينشق. وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ مَا فِي جَوف الطلعة. وضَحِكَت النحلة وأضْحَكَتْ، أخرجت الضَّحْكَ.
وضَحِكَتِ الْمَرْأَة: حَاضَت، وَبِه فسر بَعضهم قَوْله تَعَالَى: (فَضَحِكَتْ فَبَشَّرناها بإسحَاقَ) . وَقد فسر على معنى الْعجب، أَي عجبت من فزع إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام.
وضحِكَت الأرنب ضِحْكا، حَاضَت. قَالَ:
وضِحْك الأرانبِ فَوْقَ الصَّفا ... كمِثْلِ دَمِ الجَوْفِ يَوْمَ اللِّقاءِ
يَعْنِي الْحيض، فِيمَا زعم بَعضهم. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِي قَول ابْن أُخْت تأبط شرا:
تَضْحَكُ الضَّبْعُ لِقَتْلىَ هُذَيْ ... لٍ وتَرَى الذّئْبَ لَهَا يستهلُّ
أَي أَن الضبع إِذا أكلت لُحُوم النَّاس أَو شربت دِمَاءَهُمْ طمثت. وَقد أضْحَكَها الدَّم. قَالَ:
وأضْحَكَت الضّباعَ سُيُوفُ سَعْدٍ ... لِقَتْلىَ مَا دُفِنَّ وَمَا وُدِينا
وَكَانَ ابْن دُرَيْد يرد هَذَا وَيَقُول: من شَاهد الضباع عِنْد حَيْضهَا فَيعلم إِنَّهَا تحيض؟ وَإِنَّمَا أَرَادَ الشَّاعِر إِنَّهَا تكشر لأكل اللحوم، وَهَذَا سَهْو مِنْهُ، فَجعل كشرها ضَحِكا. وَقيل: مَعْنَاهُ إِنَّهَا تستبشر بالقتلى إِذا أكلتهم، فيهر بَعْضهَا على بعض، فَجعل هريرها ضَحِكا. وَقيل: أَرَادَ إِنَّهَا تسر بهم، فَجعل السرُور ضَحِكا، لِأَن الضَّحِك إِنَّمَا يكون مِنْهُ، كتسمية الْعِنَب خمرًا. وتستهل، تصيح وتستعوي الذئاب.
وأضْحَكَ حَوْضه: ملأَهُ حَتَّى فاض، وَكَأن الْمَعْنى قريب بعضه من بعض، لِأَنَّهُ شَيْء

(3/33)


يمتلئ ثمَّ يفِيض، وَكَذَلِكَ الْحيض.
والضَّحُوكُ من الطّرق: مَا وضح واستبان. قَالَ:
على ضَحُوكِ النَّقْبِ مُجْرَهِدّ
أَي مُسْتَقِيم.
والضاحِكُ: حجر أَبيض يَبْدُو فِي الْجَبَل.
والضَّحاكُ بن عرقان، زعم ابْن دأب الْمدنِي انه الَّذِي ملك الأَرْض، وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ الْمَذْهَب، وَكَانَت أمه جنية فلحق بالجن.
وضَاحِكٌ: مَوضِع، قَالَ الأفوه:
فَسائِلْ حاجِبا عَنَّا وعَنْهُمُ ... بِبُرْقَةِ ضاحكٍ يَوْمَ الجِبابِ
وَقَالَ الهجري هُوَ شعب برضوى يدْفع سيله فِي الْبَحْر.

الْحَاء وَالْكَاف وَالصَّاد
كَحَص الأَرْض كَحْصاً، أثارها.
وكحَصَ الرجل يكْحَصُ كحْصاً، ولى مُدبرا عَن أبي زيد.
والكَحْصُ: ضرب من حَبَّة النَّبَات يشبه بعيون الْجَرَاد. قَالَ يصف درعا:
كأنَّ جَني الكَحْص اليَبِيسِ قَتيرُها ... إِذا نَثَرتْ سالَتْ وَلم تَتَجمَّعِ

الْحَاء وَالْكَاف وَالسِّين
الحَسَكُ: نَبَات لَهُ ثَمَرَة خشنة تعلق بأصواف الْغنم. وكل ثَمَرَة تشبهها نَحْو ثَمَرَة العُطْبِ، وَمَا أشبههه: حَسَكٌ، واحدته حَسَكَةٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ عشبة تضرب إِلَى الصُّفْرَة وَلها شوك يُسمى الحَسَكَ أَيْضا، مدحرج لَا يكَاد أحد يمشي فِيهِ إِذا يبس إِلَّا من فِي رجلَيْهِ خف أَو نعل. وَقَالَ أَبُو نصر فِي قَول زُهَيْر يصف القطاة:
جُونيَّةٌ كحصَاةِ القَسْمِ مَرْتَعُها ... بالسِيِّ مَا تُنْبِتُ الفَفْعاءُ والحَسَكُ

(3/34)


إِن الحسَكَ هَاهُنَا ثَمَرَة النَّفْل وَلَيْسَ هُوَ الحَسَكَ الشاك، لِأَن شَوْكَة الحَسَكِ لَا تسيغها القطاة بل تقتلها.
وأحْسَكَت البقلة، صَارَت لَهَا حَسَكَةٌ أَي شَوْكَة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: لَا يُحسِكُ من الْبُقُول غَيرهَا.
والحَسَكُ من أدوات الْحَرْب، رُبمَا اتخذ من حَدِيد فالقى حول الْعَسْكَر، وَرُبمَا اتخذ من خشب فنصب حوله.
والحَسَكُ والحَسَكَةُ والحَسيكَةُ: الحقد، على التَّشْبِيه.
وحَسِكَ عليَّ حَسَكا فَهُوَ حَسِكٌ: غضب.
والحِسْكِك: الْقُنْفُذ الضخم.
والحَساكِك: الصغار من كل شَيْء، حَكَاهُ يَعْقُوب عَن ابْن الْأَعرَابِي وَلم يذكر وَاحِدهَا.

مقلوبه: (س ح ك)
المُسْحَنْكِكُ من كل شَيْء: الشَّديد السوَاد. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يسْتَعْمل إِلَّا مزيدا. وَشعر سُحْكُوكٌ: أسود، وَأرى هَذَا اللَّفْظ على هَذَا الْبناء لم يسْتَعْمل إِلَّا فِي الشّعْر، قَالَ الشَّاعِر:
تَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ ضَحُوكُ
واستَنْوكتْ وللشَّبابِ نُوكُ
وَقد يَشيبُ الشَّعَرُ السُّحْكوكُ
واسحَنْكَكَ عَلَيْهِ الْكَلَام، تعذر فَلم يسْتَطع أَن يُطلقهُ، عَن أبي العميثل الْأَعرَابِي.

مقلوبه: (ك س ح)
كسَحَ الْبَيْت والبئر يَكْسَحه كَسْحا: كنسه. والمِكْسَحَةُ: المكنسة. قَالَ سِيبَوَيْهٍ هَذَا الضَّرْب مِمَّا يعْمل مكسور الأول، كَانَت فِيهِ الْهَاء أَو لم تكن. والكُساحَةُ: الكناسة. وَقَالَ الَّلحيانيّ: كُساحَةُ الْبَيْت، مَا كُسحَ من التُّرَاب فألقي بعضه على بعض.
واكتَسَحَ أَمْوَالهم: أَخذهَا كلهَا.

(3/35)


والكُساحُ: الزَّمانة فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ، وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الرجلَيْن. وَقد كَسِحَ كَسْحا، وَهُوَ أكسَحُ وكَسْحانُ وكَسيحٌ وكِسْحٌ. وَقيل: الأكْسَحُ، الْأَعْرَج. قَالَ الْأَعْشَى:
كلُّ وضَّاح كريمٍ جَدُّه ... وخَذُولِ الرّجْلِ منْ غيرِ كَسَحْ
والأكْسَحُ: المقعد، الْفِعْل كالفعل.
والمُكاسَحَةُ: المشاربة الشَّدِيدَة.

الْحَاء وَالْكَاف وَالزَّاي
حَزَكَهُ حَزْكا، أغضبهُ وضغطه.
وحَزَكهُ بالحبل يَحْزِكُهُ، حزمه وشده. واحتزَكَ بِالثَّوْبِ، احتزم.

مقلوبه: (ز ح ك)
زَحَكَ زَحْكا: كزحف، عَن كرَاع، وزحَكَ بِالْمَكَانِ، أَقَامَ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والزَّحْكُ: الدُّنوُّ. وتزاحَكَ الْقَوْم، تدانو وَقيل: تباعدوا، كَأَنَّهُ ضد.

الْحَاء وَالْكَاف والطاء
كَحَطَ الْمَطَر، لُغَة فِي قَحَطَ. وَزعم يَعْقُوب أَن الْكَاف بدل من الْقَاف.

الْحَاء وَالْكَاف وَالدَّال
اَلمحْكِدُ: الأَصْل. وَفِي الْمثل: " حبيب إِلَى عبد سوء مَحْكِدُه " يضْرب لَهُ ذَلِك عِنْد حرصه على مَا يهينه ويسوؤه.
وَرجع إِلَى مَحْكِدِه، إِذا فعل شَيْئا من الْمَعْرُوف ثمَّ رَجَعَ عَنهُ.
والمَحْكِدُ: الملجأ، حَكَاهُ ثَعْلَب وَأنْشد:
ليْس الإمامُ بالشَّحيح المُلْحدِ
وَلَا بوَبْرٍ بالجِحار مُقْرِد
إنْ يُرَ يوْما بالفَضَاء يُصطَد
أَو ينجَحرْ فالجُحْرُ شَرُّ محْكِد

(3/36)


مقلوبه: (ك د ح)
الكَدْحُ: عمل الْإِنْسَان لنَفسِهِ من خير أَو شَرّ. كدَحَ يَكدَحُ كَدْحا. وَفِي التَّنْزِيل: (إنَّكَ كادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحا) .
وكَدَحَ لأَهله كَدْحا، وَهُوَ اكْتِسَاب بِمَشَقَّة.
والكدح بِالسِّنِّ، دون الكدم، وَالْفِعْل كالفعل. وَقيل: الكَدْحُ، قشر الْجلد، يكون بِالْحجرِ والحافر. وكدَحَ جلده فانْكَدَحَ. وكدَّحَهُ فَتَكَدَّحَ، كِلَاهُمَا: خدشه فتخدش.
وحمار مُكَدَّحٌ: معضض. والكُدُوحُ، آثَار العض، وَاحِدهَا كَدْحٌ. وَعم بَعضهم بِهِ الْأَثر. وَوَقع من السَّطْح فتَكدَّحَ أَي تكسر. وَبدل الْهَاء من كل ذَلِك.
وكَدَحَ رَأسه بالمشط: فرج شعره بِهِ.
وكَوْدَحٌ: اسْم.

الْحَاء وَالْكَاف وَالتَّاء
الحَتْكُ والحَتَكانُ والتَّحتُّكُ: شبه الرتكان فِي الْمَشْي إِلَّا أَن الرتكان لِلْإِبِلِ خَاصَّة، والحَتْك للْإنْسَان وَغَيره. وَقيل: الحَتْكُ، أَن يُقَارب الخطو ويسرع رفع الرجل ووضعها.
وحَتَكَ الشَّيْء يَحْتِكُهُ حَتْكا، بَحثه. والطائر يَحتِكُ الْحَصَا بجناحيه حَتْكا، يبحثه. والحفان من النعام يَحْتِكُ الرمل بجناحيه حَتْكا، يفحصه ويبحثه أَيْضا.
والحتَكُ، صغَار النعام، وَهُوَ مِنْهُ.
والحَوْتَكُ: الصَّغِير من كل شَيْء. والحَوْتكُ أَيْضا: الْقصير، عَن ثَعْلَب، وحمار حَوْتِكيّ: قصير.
والحوْتَكِيَّةُ: عِمَّةٌ تَعَمَّمُ بهَا الْأَعْرَاب.
وَفِي حَدِيث الْعِرْبَاض: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخرج فِي الصُّفَّةِ وَعَلِيهِ الحَوْتكيَّة، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

مقلوبه: (ك ت ح)
الكَتْحُ: دون الكَدْحِ، من الْحَصَا، وَالشَّيْء يُصِيب الْجلد فيؤثر فِيهِ وَلَا يبلغ الكَدْحَ.
وكتَحَتْهُ الرّيح، سفت عَلَيْهِ التُّرَاب أَو نازعته ثَوْبه.
وكَتَحَ الدَّبا الأَرْض، أكل مَا عَلَيْهَا. قَالَ الشَّاعِر:
لهُمْ أشَدُّ عليكُمْ يومَ ذِلكُمُ ... من الكواتِحِ من ذَاك الدَّبا السُّودِ

(3/37)


الْحَاء وَالْكَاف والذال
كَذَحَتْه الرّيح، ككَتَحتْه.

الْحَاء وَالْكَاف والثاء
كثَحَت الرّيح الشَّيْء عَن الشَّيْء كثْحا وكثَّحتْه: كشفته.
والكَثْح كشف الرجل ثَوْبه عَن أسته عَرَبِيّ صَحِيح وكثَحتْته الرّيح: سفت عَلَيْهِ التُّرَاب، أَو نازعته ثَوْبه، ككَتَحتْه.
وكثَحَ الشَّيْء: جمعه، وفرقه، ضد.

الْحَاء وَالْكَاف وَالرَّاء
الاحتِكارُ: جمع الطَّعَام وَنَحْوه مِمَّا يُؤْكَل، واحتباسه انْتِظَار وَقت الغلاء بِهِ.
والحُكْرَة، والحَكَرُ جَمِيعًا: مَا احتُكِرَ.
وحكَرَه يَحكِرُهُ حَكْراً، ظلمه وتنقصه وأساء معاشرته.
وَرجل حَكِرٌ، على النّسَب. قَالَ الشَّاعِر:
ناعَمَتها أمُّ صِدْقٍ بَرَّةٌ ... وأبٌ يُكْرِمُها غيرُ حَكِرْ

مقلوبه: (ح ر ك)
الحرَكةُ: ضد السّكُون. حَرُكَ حَرَكَةً وحرَكا. وحَرَّكَه فتحرَّكَ.
وَمَا بِهِ حَراكٌ، أَي حَركةٌ.
والمِحراكُ: الْخَشَبَة الَّتِي تُحَرَّكُ بهَا النَّار.
والمَحَرَكُ، مُنْتَهى الْعُنُق عِنْد الْمفصل من الرَّأْس. والمَحَرَك، مقطع الْعُنُق.
والحارِكُ أَعلَى الْكَاهِل، وَقيل: الحارِكُ، منبت أدنى الْعرف إِلَى الظّهْر الَّذِي يَأْخُذ بالفارس إِذا ركب، وَقيل: الحارِكُ، عظم مشرف من جَانِبي الْكَاهِل اكتنفه فرعا الْكَتِفَيْنِ وكل ذَلِك اسْم كالكاهل وَالْغَارِب.
والحُرْكوك: الْكَاهِل.
والحَرْكَكَةُ: الحرقوف، وَالْجمع حراكِيكُ وَهَذَا الْجمع نَادِر، وَقد يجوز أَن يكون كَرَاهِيَة

(3/38)


التَّضْعِيف، كَمَا حكى سِيبَوَيْهٍ قراديد فِي جمع قردد، لِأَن هَذَا لَا يدغم لمَكَان الْإِلْحَاق.
وحَرَكَهُ يَحرُكُه حَرْكا: أصَاب مِنْهُ، أَي ذَلِك كَانَ.
وحِركَ حَرْكا: شكا، أَي ذَلِك كَانَ.
وحَرَكَه، أصَاب وَسطه، غير مُشْتَقّ.
وَرجل حَرِيكٌ، ضَعِيف الحَرَاكِيكِ، وَقيل: الحَرِيكُ الَّذِي يضعف خصره إِذا مَشى، كَأَنَّهُ يتقلع عَن الأَرْض، وَالْأُنْثَى حَرِيكَةٌ.
والحرِيكُ فِي بعض اللُّغَات، الْعنين.

مقلوبه: (ك ر ح)
الأُكَيْراحُ: بيُوت ومواضع يخرج إِلَيْهَا النَّصَارَى فِي بعض أعيادهم وَهُوَ مَعْرُوف. قَالَ الشَّاعِر:
يَا دَيْرَ حَنَّةَ من ذاتِ الأُكَيرَاح ... مَنْ يَصْحُ عنكَ فإنّي لستُ بالصَّاحي
وَقد جَاءَ مكبرا فَقيل: الأكْرَاحُ، وروى:
أما تَرَى مَا غَشِىَ الأكْرَاحا
والأعرف الأركاحُ.
قَالَ ابْن دُرَيْد: أَحسب الكارِحَةَ والكارِخَةَ حلق الْإِنْسَان أَو بعض مَا يكون فِي الْحلق مِنْهُ.

مقلوبه: (ر ك ح)
الرُّكحُ من الْجَبَل: النَّاحِيَة المشرفة على الْهَوَاء وَقيل: هُوَ مَا علا عَن السفح واتسع. والرُّكْح أَيْضا: الفناء. وجمعهما أرْكاحٌ ورُكوُحٌ. ورُكْحَةُ الدَّار: ساحتها، وترَكَّحَ فِيهَا: توسع.
والرَّكْحَةُ: الْبَقِيَّة من الثَّرِيد، تبقى فِي الْجَفْنَة.
وجفنة مُرْتَكِحَةٌ: مكتنزة بالثريد.
وركَحَ إِلَى الشَّيْء رُكُوحا: أناب. قَالَ:

(3/39)


ركَحتُ إِلَيْهَا بعدَ مَا كنتُ مُجْمِعا ... على صُرْمِها، وانسبْتُ بِاللَّيْلِ فائزَا
وأركَحَ إِلَيْهِ: اسْتندَ. وأركحَ إِلَى غنى مِنْهُ، على الْمثل.
والمِرْكاحُ من الرِّجَال والسروج: الَّذِي يتَأَخَّر فَيكون مركب الرجل فِيهِ على أَخَّرته، قَالَ الشَّاعِر:
كأنَّ فَاه واللِّجَامُ شاحِ
شرْخا غبيطٍ سَلِسٍ مِرْكاحِ
والرُّكْحُ: أَبْيَات النَّصَارَى، وَلست مِنْهَا على ثِقَة..
ورَكاحٌ: اسْم كلب، قَالَ لبيد:
فَأصْبح وانشقَّ الضَّبابُ وهاجَه ... أَخُو فَقْرِةٍ تُشْلِى رَكاحا وشائلا

الْحَاء وَالْكَاف وَاللَّام
الحُكْلَةُ: كالعجمة لَا يبين صَاحبهَا الْكَلَام.
والحُكْلَة والحَكْلَةُ، اللغثة.
والحُكْلُ من الْحَيَوَان: مَا لَا يسمع لَهُ صَوت كالذر والنمل، قَالَ:
ويَفْهَمُ قَوْلَ الحُكْلِ لَو أنَّ ذَرَّةً ... تُساوِدُ أخرَى لمْ يَفُتْهُ سِوَادها
وَكَلَام الحُكْلِ: كَلَام لَا يفهم، حَكَاهُ ثَعْلَب.
وحَكَلَ عَلَيْهِ الْأَمر وأحكَلَ واحتَكَلَ: الْتبس واشتبه، كعكل، وَقد تقدم.
وأحكَلَ عَلَيْهِم شرا، أبَرَّ، هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
أبَوا على الناسِ أبَوْا فأحكَلوا
تأَبى لهُمْ أرومةٌ وأوَّل
يَبْلى الحديدُ قَبْلَها والجَنْدَلُ

(3/40)


والحُكْلُ فِي الْفرس: امساح نساه ورخاوة كَعبه.
والحَوْكَلُ: الْقصير، وَقيل النحيل، قَالَ ابْن دُرَيْد، وَلَا أحقه.

مقلوبه: (ح ل ك)
الحُلْكَةُ والحَلَكُ، شدَّة السوَاد. وَقد حَلِكَ. وَشَيْء حالكٌ ومُحْلَولكٌ ومُحْلَنْكِكٌ وحَلَكوكٌ وحلكوك، وَلم يَأْتِ فِي الألوان فَعَلُولٌ إِلَّا هَذَا.
وَهُوَ أَشد سوادا من حَلَكِ الْغُرَاب، وأنكرها بَعضهم، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ، من حَنَكِ الْغُرَاب أَي منقاره، وَقيل: سوَاده، وَقيل: نون حنك بدل من لَام حلك، قَالَ يَعْقُوب: قَالَ: الْفراء: قلت لأعرابي، أَتَقول: كَأَنَّهُ حنك الْغُرَاب أَو حلكه؟ فَقَالَ: لَا أَقُول حلكه أبدا.
وَقَالَ أَبُو زيد: الحَلَكُ، اللَّوْن، والحنك المنقار. وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:
مِدَادٌ مِثْلُ حالِكَةِ الغُرابِ ... وأقْلامٌ كمُرْهَفَةِ الحِرَابِ
يجوز أَن يكون لُغَة فِي حَلَكِ الْغُرَاب، وَيجوز أَن يعْنى بِهِ ريشته: خافيته أَو قادمته، أَو غير ذَلِك من ريشه.
وَفِي لِسَانه حُلْكَةٌ، كَحُكْلة.
والحُلَكَةُ والحَلْكاءُ والحُلَكاءُ والحَلَكاءُ والحُلَّكَى: دُوَيْبَّة شَبيهَة بالعظاءة.

مقلوبه: (ك ح ل)
والكُحْلُ: مَا وضع فِي الْعين يشتفى بِهِ. كَحَلَها يَكْحَلُها ويكْحُلُها كَحْلاً فَهِيَ مَكْحُولَةٌ وكَحيلٌ، من أعين كَحْلى وكحائل، عَن الَّلحيانيّ، وكَحَّلَها، أنْشد ثَعْلَب:
فَمَا لكَ بالسلْطانِ أَن تحمِلَ القذى ... جُفونُ عُيونٍ بالقَذىَ لم تَكحَّلِ
وَقد اكْتَحل وتكَحَّلَ.
والمِكْحَلُ والمِكْحالُ، الْآلَة الَّتِي يُكتَحَل بهَا، قَالَ الشَّاعِر:
إِذا الْفَتى لم يَرْكَب الأهْوَالا
وخالفَ الأعمامَ والأخوَالا
فأعْطِه المِرْآةَ والمِكْحَالا
واسعَ لَهُ وعُدَّه عيالا

(3/41)


والمُكْحُلَةُ، الْوِعَاء، وَهُوَ أحد مَا شَذَّ مِمَّا يرتفق بِهِ فجَاء على مُفْعُلٍ، وبابه مِفْعَلٌ، وَنَظِيره المدهن والمسعط، قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلَيْسَ على الْمَكَان، إِذْ لَو كَانَ عَلَيْهِ لفتح، لِأَنَّهُ من " يفعَل ". وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: وَهُوَ للبيد فِيمَا زَعَمُوا:
كمِيشُ الإزَارِ يكْحَلُ العينَ إثمِداً ... ويَغدُو علينا مُسْفِرا غير واجمِ
فسره فَقَالَ: معنى " يكحل الْعين إثمدا "، يُرِيد انه يركب فَحْمَة اللَّيْل وسواده. والكَحَلُ فِي الْعين، أَن يَعْلُو منابت الأشفار سَواد خلقَة من غير كُحْلٍ، وَرجل أكْحَلُ، وَقد كَحِلَ. وَقيل: الكَحَلُ فِي الْعين أَن تسود مَوَاضِع الكُحْلِ.
وَقيل: الكَحْلاءُ، الشَّدِيدَة السوَاد، وَقيل: هِيَ الَّتِي ترَاهَا كَأَنَّهَا مَكْحُولةٌ وَإِن لم تُكْحَل.
والكَحْلاءُ من النعاج: الْبَيْضَاء السَّوْدَاء الْعَينَيْنِ.
وَجَاء من المَال بِكُحْلِ عينين، أَي بِقدر مَا يملؤها أَو يغشى سوادهما.
والكَحْلَةُ: خرزة سَوْدَاء تجْعَل على الصّبيان، وَهِي خرزة الْعين وَالنَّفس تجْعَل من الْجِنّ وَالْإِنْس، فِيهَا لونان: بَيَاض وَسَوَاد كالرب وَالسمن إِذا اختلطا، وَقيل: هِيَ خرزة يستعطف بهَا الرِّجَال. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هِيَ خرزة يُؤْخَذ بهَا النِّسَاء الرِّجَال.
وكُحْلُ لغيث، أَن يرى النبت فِي الْأُصُول الْكِبَار وَفِي الْحَشِيش مخضرا إِذا كَانَ قد أكل، وَلَا يُقَال ذَلِك فِي العضاه.
واكْتَحَلَت الأَرْض بالخضرة وكَحَّلتْ وتكَحَّلَتْ واكْحالَّتْ، وَذَلِكَ حِين ترى أول خضرَة النَّبَات.
والكَحْلاءُ: عشبة روية سَوْدَاء اللَّوْن ذَات ورق وقضب وَلها بطُون حمر وعرق أَحْمَر تنْبت بِنَجْد فِي أحوية الرمل. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الكَحْلاءُ عشبة سهلية تنْبت على سَاق، وَلها أفنان قَليلَة لينَة، وورق كورق الريحان اللطاف خضر، ووردة ناضرة لَا يرعاها شَيْء، وَلكنهَا حَسَنَة المنظر.
والإكْحالُ والكَحْلُ: شدَّة الْمحل.
وكَحْلُ: السّنة الشَّدِيدَة، تصرف وَلَا تصرف، على مَا يجب فِي هَذَا الضَّرْب من الْمُؤَنَّث الْعلم، قَالَ:

(3/42)


قَوْمٌ إِذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ بيوتَهمُ ... مَأوى الضَّريكِ ومأوى كُلّ قُرْضوب
وَحكى أَبُو عبيد، وَأَبُو حنيفَة فِيهَا: الكَحْلَ، بِالْألف وَاللَّام، وَكَرِهَهُ بَعضهم وكَحَلَتْهمُ السنون، أَصَابَتْهُم. قَالَ:
لسْنا كأقوامٍ إِذا كحلَتْ ... إحْدَى السِّنُونَ فجارُهُمُ تَمرُ
يَقُول: يَأْكُلُون جارهم كَمَا يُؤْكَل التَّمْر.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: كَحلَت السّنة تَكْحَلُ كَحْلاً، إِذا اشتدت.
وكَحْلَةُ: من أَسمَاء السَّمَاء، قَالَ الْفَارِسِي: وتأله قيس بن نشبة فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ منجما متفلسفا يخبر بمبعث النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بعث أَتَاهُ قيس فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّد: مَا كَحْلةُ؟ فَقَالَ: السَّمَاء. فَقَالَ: مَا محْلَةُ؟ فَقَالَ: الأَرْض فَقَالَ: اشْهَدْ انك لرَسُول الله، فَإنَّا قد وجدنَا فِي بعض الْكتب انه لَا يعرف هَذَا إِلَّا نَبِي.
وَقد يُقَال لَهَا الكَحْلُ.
والأكْحَلُ: عرق فِي الْيَد يُقَال لَهُ النسا، فِي الْفَخْذ، وَفِي الظّهْر الْأَبْهَر. وَقيل: الأكْحَل عرق الْحَيَاة يدعى نهر الْبدن، وَفِي كل عُضْو مِنْهُ شُعْبَة، لَهُ اسْم على حِدة، فَإِذا قطع فِي الْيَد لم يرقأ الدَّم.
والمِكْحالانِ: عظمان شاخصان فِيمَا يَلِي بَاطِن الذراعين فِي مركبهما، وَقيل: هما فِي أَسْفَل بَاطِن الذِّرَاع. وَقيل هما عظما الْوَرِكَيْنِ من الْفرس.
والكُحَيْلُ: الَّذِي تطلى بِهِ الْإِبِل للجرب، لَا يسْتَعْمل إِلَّا مُصَغرًا.
وكَحيلةُ وكَحْلٌ: موضعان.

مقلوبه: (ل ح ك)
لحَكَه لحْكا: أوجره الدَّوَاء.
واللَّحْكُ والمُلاحَكَةُ، شدَّة التئام الشَّيْء بالشَّيْء. وَقد لوحِكَ فتلاحَكَ، وَرُبمَا قيل: لحِكَ لَحكا ولحْكا، وَهِي مماتة. ومُلاحَكةُ الْبُنيان ز نَحوه، وتلاحُكُه: تلاؤمه، قَالَ الْأَعْشَى:

(3/43)


ودأيا تَلاحَكُ مثلُ الفؤو ... سِ لاءَمَ مِنْهَا السَّلِيلُ الفَقار

مقلوبه: (ل ك ح)
لَكَحَه يَلْكَحُه لَكْحا، ضربه بِيَدِهِ، وَهُوَ سبيه بالوكز، قَالَ:
يَلْهَزُهُ طَوْراً، وطوراً يَلْكَحُه

مقلوبه: (ك ل ح)
الكُلُوُحُ والكُلاحُ: بَدو الْأَسْنَان عِنْد العبوس. كَلَحَ يَكْلَحُ وتكَلَّحَ. أنْشد ثَعْلَب:
ولوى التَكَلُّحَ يَشْتكي سَغَبا ... وَأَنا ابنُ بدرٍ قاتِلُ السَّغَبِ
التكلُّحُ هَاهُنَا، يجوز أَن يكون مَفْعُولا من أَجله، وَيجوز أَن يكون مصدرا للوي، لِأَن لوى يكون فِي معنى فِي معنى تكَلَّحَ.
وَقد أكْلَحَه الْأَمر قَالَ لبيد يصف السِّهَام:
رَقَمِيَّاتٌ عَلَيها ناهِضٌ ... تُكْلِحُ الأرْوَقَ مِنْهُم والأيَلْ
ودهر كالحٌ على الْمثل.
وكَلاحِ، معدول: السّنة الشَّدِيدَة.
وقبَّح الله كَلْحَته، يَعْنِي الْفَم وَمَا حوله.
وَرجل كَوْلَحٌ: قَبِيح.

الْحَاء وَالْكَاف وَالنُّون
الحَنَكُ من الْإِنْسَان وَالدَّابَّة، بَاطِن أَعلَى الْفَم من دَاخل، وَقيل: هُوَ الْأَسْفَل فِي طرف مقدم اللحيين من أسفلهما. وَالْجمع أحْناكٌ، لَا يكسر على غير ذَلِك.
وحَنَّكَ الدَّابَّة: دلك حَنَكَها فأدماه.
والمِحْنَكُ والحِناكُ، الْخَيط الَّذِي يُحَنَّكُ بِهِ. وحَنَكَ الصَّبِي بِالتَّمْرِ وحَنَّكَه، دلك بِهِ حَنَكَه.

(3/44)


وَأخذ يِحِناكِ صَاحبه، أَخذ بحنَكَهِ ولببه ثمَّ جَرّه إِلَيْهِ.
وحَنَكَ الدَّابَّة يَحْنِكُها ويَحْنُكُها حَنْكا واحتَنَكَها، شدّ فِي حِنكها الْأَسْفَل حبلا يَقُودهَا بِهِ. وحَنكَها يَحنِكُها ويَحْنُكُها، جعل الرسن فِي فِيهَا، من غير أَن يشتق من الحَنَكِ، رَوَاهُ أَبُو عبيد، وَالصَّحِيح عِنْدِي انه مُشْتَقّ مِنْهُ.
وَقَالُوا: أحْنَكُ الشاتين وأحْنَكُ البعيرين، أَي آكلهما بالحَنَكِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ من صِيغ التَّعَجُّب والمفاضلة، وَلَا فعل لَهُ عِنْده.
واستَحْنَكَ الرجل، قوي أكله بعد ضعف، وَهُوَ مِنْهُ.
واحْتَنَكَ الْجَرَاد الأَرْض، أَتَى على نبتها وَقَوله تَعَالَى: (لأحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَه) مَأْخُوذ من هَذَا.
واحتَنكَ الرجل، أَخذ مَاله كَأَنَّهُ أَكلَة بالحَنَكِ.
وأسود كحَنَكِ الْغُرَاب، يَعْنِي منقاره، وَقيل: سوَاده، وَقيل: نونه بدل من لَام حلك، وَقد تقدم.
وأسود حانِكٌ: شَدِيد السوَاد.
والحُنْكَةُ: السن والتجربة وَالْبَصَر بالأمور وحنَكَتْه التجارب وَالسّن حَنْكا وحَنَكا، وأحْنكَتْهُ وحَنَّكَتْه واحتَنَكَتْه، هذبته. وَقيل: ذَاك أَوَان نَبَات سنّ الْعقل، وَالِاسْم الحُنْكَة والحُنْكُ والحِنْكُ.
وَرجل مُحْتَنِكٌ وحَنْكٌ وحَنِيكٌ: مجرب، كَأَنَّهُ على حَنَك، وَإِن لم يسْتَعْمل. والحَنِيكُ، الشَّيْخ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَهُوَ قريب من الأول، وَأنْشد:
وهَبْتَه من سلْفَعٍ أفُوكِ
وَمن هِبٍِّ قد عَسا حَنِيكِ
يَحْمِلُ رَأسا مِثْلَ رَأس الدّيكِ
وَقد احتَنَكتْ السن نَفسهَا.
والحَنْكَةُ والحِناكُ، الْخَشَبَة الَّتِي تضم الغراضيف، وَقيل: هِيَ القدة الَّتِي تضم غراضيف الرحل.

(3/45)


مقلوبه: (ن ك ح)
النِّكاحُ: الْبضْع، وَذَلِكَ فِي نوع الْإِنْسَان خَاصَّة، وَاسْتَعْملهُ ثَعْلَب فِي الذُّبَاب. نَكَحَها يَنْكِحُها نَكْحا ونِكاحا. وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فَعَل يَفْعِلُ مِمَّا لَام الفِعْلِ مِنْهُ حاء إِلَّا ينْكح وينطح ويمنح وينضح وينبح ويرجح ويأنح ويأزح ويملح الْقدر. وَقَوله عز وَجل: (ولَا تَنكِحُوا مَا نَكح آباؤُكُمْ من النِّساء إلاَّ مَا قد سَلَفَ) الْمَعْنى، لَا تَنكِحوا كَمَا كَانَ من قبلكُمْ يَنْكحُ مَا نكحَ أَبوهُ (إلاَّ مَا قد سلَفَ، إِنَّه كَانَ فاحِشَةً) لَكِن مَا قد سلف فَإِنَّهُ كَانَ فَاحِشَة، أَي زنا ومقتا.
وَرجل نُكَحَةٌ ونِكْحٌ، كثير النِّكاحِ. وَقد يجْرِي النِّكاحُ مجْرى التَّزْوِيج. وأنْكَحَه الْمَرْأَة، زوجه إِيَّاهَا. وَالِاسْم، النُّكْحُ والنِّكْح. وَكَانَ الرجل فِي الْجَاهِلِيَّة يَأْتِي الْحَيّ خاطبا فَيقوم فِي ناديهم فَيَقُول: خِطْبٌ، أَي جِئْت خاطبا، فَيُقَال لَهُ: نِكْحٌ، أَي قد أنْكَحْناك إِيَّاهَا. وَيُقَال: نُكْحٌ إِلَّا أَن نِكْحا هُنَا أَكثر ليوازن خطبا، وَقصر أَبُو عبيد وَابْن الْأَعرَابِي قَوْلهم خطب، فَيُقَال: نِكْحٌ، على خبر أم خَارِجَة كَانَ يَأْتِيهَا الرجل فَيَقُول: خِطْبٌ، فَتَقول هِيَ: نِكْحٌ. ونِكْحُها، الَّذِي ينْكِحُها، وَهِي نِكْحَتُه، كِلَاهُمَا عَن الَّلحيانيّ، وَامْرَأَة ناكحٌ، ذَات زوج، قَالَ الشَّاعِر:
أحَاطتْ بخُطَّابِ الأيامَى وطُلِّقَتْ ... غَدَاةَ غدٍ مِنْهُنَّ مَنْ كانَ ناكِحا
وَقد جَاءَ فِي الشّعْر ناكِحَةٌ، على الفِعلِ، قَالَ:
ومِثلُكَ ناحتْ عَلَيْهِ النِّساءُ ... من بَين بِكْرٍ إِلَى ناكِحَه
ويقويه قَول الآخر:
لَصَلْصَلَةُ اللِّجامِ برأسِ طِرْفٍ ... أحَبُّ إليَّ من أنْ تَنْكِحِيِني
واستَنْكَحَ فِي بني فلَان، تزوج فيهم. وَحكى الْفَارِسِي: استَنكَحَها كَنَكَحها، وَأنْشد:
هُمُ قَتَلوا الطائيَّ بالحِجْرِ عَنْوَةً ... أَبَا جابِرٍ واستَنْكَحُوا أمَّ جابرِ

(3/46)


وتناكَحَ الْقَوْم، غلبهم النعاس، قَالَ الطرماح:
ماضٍ إِذا الأَنْكاسُ بَعْدَ الكَرَى ... تَناكَحَتْ أزواجُ أحْلامِها
وَأرَاهُ من النِّكاحِ، كَأَنَّهُمْ يحلمون بِأَن لَهُم أَزْوَاجًا يَنْكِحونها.

الْحَاء وَالْكَاف وَالْفَاء
كَفَحَه كَفْحا وكافَحَه مُكافَحةً وكِفاحا، لقِيه مُوَاجهَة. ولقيه كفْحا ومكافَحَةً وكِفاحا أَي مُوَاجهَة، جَاءَ الْمصدر فِيهِ على غير لفظ الفِعْل، وَهُوَ مَوْقُوف عِنْد سِيبَوَيْهٍ مطرد عِنْد غَيره. والمُكافحُ: الْمُبَاشر بِنَفسِهِ.
والكَفيحُ: الضَّيْف الَّذِي يَأْتِيك فجاءة، قَالَ عميرَة بن طَارق:
يَسوقُ الفِراءَ لَا تُحسِّينٍ غَيرَه ... كَفيحا وَلَا جاراً جَنِيبا وَلَا ابنما
وأكْفَحَ الدَّابَّة، تلقى فاها باللجام يضْربهُ بِهِ، وَهُوَ من ذَلِك. وكَفَحها باللجام كَفْحا، جذبها.
وكَفَحَ الْمَرْأَة يَكْفَحُها، وكافَحها، قبَّلها غَفلَة. وَفِي الحَدِيث: " إنّي لأكْفَحها وَأَنا صائمٌ ". وكفيحُ الْمَرْأَة: زَوجهَا، وَهُوَ من ذَلِك.
وكَفَحَتْه السمُوم كَفْحا، كلوحته. وتَكَفَّحَتْ السمائم أنْفُسها، كفَح بَعْضهَا بَعْضًا، قَالَ جندل بن الْمثنى الْحَارِثِيّ:
فَرَّجَ عَنها حَلَقَ الرَّتائِجِ
تَكَفُّحُ السَّمائِمِ الأواجِجِ
أَرَادَ الأواجَّ، ففك التَّضْعِيف للضَّرُورَة، كَقَوْلِه:
تَشْكُو الوَجى من أظْلَلٍ وأظْلَلِ
أَرَادَ: من أظَلّ وأظَلّ.

(3/47)


وكفَحَه بالعصا كَفْحا: ضربه بهَا.
وكَفَحَ عَنهُ كَفْحا: جبن.
وكَفَحَ الشَّيْء: كشف غطاءه، ككثحه.
والأَكْفَحُ، الْأسود.

الْحَاء وَالْكَاف وَالْبَاء
الحَبْكُ: الشد. واحتَبَكَ بِإِزَارِهِ، احتبى بِهِ وشده إِلَى بدنه.
والحُبْكَةُ، أَن تُرخى من أثْنَاء حجزتك من بَين يَديك لتحمل فِيهِ الشَّيْء، مَا كَانَ. وَقيل: هِيَ الحجزة بِعَينهَا. وتَحَبَّكَ، شدّ حجزته. وتحَبَّكَت الْمَرْأَة نطاقها، شدته فِي وَسطهَا.
والحُبْكَةُ الْحَبل يشد بِهِ على الْوسط. والحِباكُ: أَن يجمع خشب كالحظيرة ثمَّ يشد فِي وَسطه بِحَبل يجمعه.
والحُبْكَةُ والحِباكُ، القدة الَّتِي تضم الرَّأْس إِلَى الغراضيف من القتب والرحل، وَقد تقدمتا بالنُّون عَن أبي عبيد وَأرَاهُ مِنْهُ سَهوا. وَالْجمع، حُبَكٌ وحُبُكٌ: فحُبَكٌ جمع حُبكةٍ، وحُبُكٌ جمع حِباكٍ.
وحُبُكُ الرمل، حُرُوفه وأسناده، وَاحِدهَا حِباكٌ. وَكَذَلِكَ حُبُكُ المَاء وَالشعر الْجَعْد المتكسر، قَالَ زُهَيْر يصف مَاء:
مُكَلَّلٌ بعَميمِ النَّبْتِ تَنْسِجُه ... ريحٌ خَريقٌ لضَاحِي مائِهِ حبُكُ
والحَبِيكَةُ، كل طَريقَة من خصل الشّعْر، أَو الْبَيْضَة، وَالْجمع حَبِيكٌ وحبائِكُ وحُبُكٌ، كسفينةٍ وسَفينٍ وسفائنَ وسُفُنٍ.
وحُبُكُ السَّمَاء، طرائقها. وَقَوله تَعَالَى: (والسَّماءِ ذاتِ الحُبُكِ) ، أهل اللُّغَة يَقُولُونَ إِنَّهَا ذَات الطرائق الْحَسَنَة، وَجَاء فِي التَّفْسِير إِنَّهَا ذَات الْخلق الْحسن. وَالْوَاحد كالواحد.
وَفرس مَحْبوكُ الْمَتْن وَالْعجز، فِيهِ اسْتِوَاء مَعَ ارْتِفَاع، قَالَ أَبُو دَاوُد يصف فرسا:
مَرج الدّينُ فأعْدَدْتُ لَه ... مُشْرِفَ الحارِكِ محْبُوكَ الكَتَدْ

(3/48)


وجاد مَا حبَكهُ، إِذا أَجَاد نسجه. وحبَكَ الثَّوْب وَغَيره، يَحْبِكُه ويَحْبُكُه حَبْكا، واحتبكَه، كِلَاهُمَا: حسن أثر الصَّنْعَة فِيهِ. وثوب حَبِيكٌ، مَحْبُوك، وَكَذَلِكَ الْوتر. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي لأبي العارم:
فهَيَّاتُ حَشْرا كالشّهابِ يَسُوقُه ... ممَرٌّ حَبيكٌ عاونَتْه الأشاجعُ
وحبَكَهُ بِالسَّيْفِ، ضربه على وَسطه، وَقيل: هُوَ إِذا قطع اللَّحْم فَوق الْعظم. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: حَبكَه بِالسَّيْفِ يحْبِكُه ويحبُكُه حَبْكا، ضرب عُنُقه.
وحَبَك عروش الْكَرم، قطعهَا. والحَبَكُ والحَبَكَةُ جَمِيعًا، الأَصْل من أصُول الْكَرم.
والحبَكَةُ، الحبَّةُ من السويق، يُقَال: مَا ذقناه عِنْده حَبَكَة، وَيُقَال: عبكة، وَقد تقدم.

مقلوبه: (ك ح ب)
الكَحْبُ: الحصرم، واحدته كَحْبَةٌ، يَمَانِية. وَقد كَحَّبَ الْكَرم، إِذا ظهر كَحبُه. وَفِي حَدِيث الدَّجَّال: " تُقَعَّلُ الكُرُومُ ثمَّ تُكَحِّبُ " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
والكَحْبُ، البورق، وَالْوَاحد كالواحد.
والكَحْبُ بلغتهم أَيْضا: الدبر، وَقد كَحَبَه، ضرب ذَلِك مِنْهُ.
وكَوْحَبٌ، مَوضِع.

مقلوبه: (ك ب ح)
كَبَحَ الدَّابَّة يَكْبَحُها كَبْحا وأكْبَحَها، الْأَخِيرَة عَن يَعْقُوب، كِلَاهُمَا: جذبها باللجام كي تقف وَلَا تجْرِي.
وكَبَحه بِالسَّيْفِ كَبْحا، وَهُوَ ضرب فِي اللَّحْم دون الْعظم.

الْحَاء وَالْكَاف وَالْمِيم
الحُكْمُ، الْقَضَاء. وَجمعه أحكامٌ، لَا يكسر على غير ذَلِك. وَقد حَكَمَ عَلَيْهِ بِالْأَمر يَحكُمُ حُكماً وحُكُومَةً. وحكَمَ بَينهم، كَذَلِك. والحاكِمُ، مُنْفذُ الحكْمِ، وَالْجمع حُكَّامٌ، وَهُوَ الحَكَمُ. وحاكَمَهُ إِلَى الحكَمِ، دَعَاهُ. وحَكَّمُوه بَينهم، أَمرُوهُ أَن يحْكُمَ فِي الْأَمر فاحتَكَمَ، جَازَ فِيهِ حُكْمُه، جَاءَ فِيهِ المطاوع على غير بَابه، وَالْقِيَاس: فتَحَكَّمَ. وَحكى الزّجاج: فتحَكَّمَ، فجَاء بِهِ على بَابه.
وَالِاسْم، الأُحكُومَةُ والحُكُومَة. قَالَ الشَّاعِر:

(3/49)


ولمثْلُ الذِي جَمَعْتَ لرَيْب الدَّهْ ... ر يَأْبَى حُكُومَةَ المُقْتال
يَعْنِي: لَا تنفذ حكُومةُ من يحْتَكم عَلَيْك من الْأَعْدَاء، وَمَعْنَاهُ حكُومَةُ المحْتكم، فَجعل المحْتَكمَ المقتال، وَهُوَ المُفْتَعلُ من القَوْل، حَاجَة مِنْهُ إِلَى القافية، وَقيل: هُوَ كَلَام مُسْتَعْمل، يُقَال: اغتل عَليَّ أَي احتَكمْ.
وتَحْكيمُ " الحرورية " قَوْلهم: لَا حُكْمَ إِلَّا لله، وَكَأن هَذَا الْبَيْت على السَّلب، لأَنهم ينفون الحُكْم، قَالَ الشَّاعِر:
فكأنّي ممَّا أُزَيِّنُ مِنْهَا ... قَعَدِيّ يُزَيِّنُ التَحكيما
وَقيل: إِنَّمَا بَدْء ذَلِك فِي أَمر " عليّ " عَلَيْهِ السَّلَام و" مُعَاوِيَة " والحَكَمَين، يَعْنِي " أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ " و" عَمْرو بن الْعَاصِ ".
والحِكْمَةُ، الْعدْل وَالْعلم والحلم. وَقَوله تَعَالَى (يُؤْتي الحكْمةَ مَنْ يَشاءُ) فِي الحكْمَة قَولَانِ: قيل هِيَ النُّبُوَّة، وَقيل الْقُرْآن، وَكفى بِالْقُرْآنِ حِكْمَة لِأَن الْأمة صَارَت بِهِ عُلَمَاء بعد جهل. وَقَوله تَعَالَى (ولمَّا جاءَ عيسىَ بالبيِّنات قالَ قد جئْتُكُمْ بالحكْمَة) الحكمةُ هَاهُنَا، الْإِنْجِيل.
وَرجل حَكيمٌ، عدل حَلِيم.
وأحْكَمَ الْأَمر، أتقنه. وَقَوله تَعَالَى: (كِتابٌ أحْكِمَتْ آياتُهُ ثمَّ فُصِّلَتْ) جَاءَ فِي التَّفْسِير، أحْكِمتْ آيَاته بِالْأَمر وَالنَّهْي والحلال وَالْحرَام، ثمَّ فُصّلَتْ بالوعد والوعيد، وَالْمعْنَى، وَالله أعلم، أَن آيَاته أحْكمتْ وفُصّلَت بِجَمِيعِ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الدّلَالَة على التَّوْحِيد وثبيت النُّبُوَّة وَإِقَامَة الشَّرَائِع، وَالدَّلِيل على ذَلِك قَوْله تَعَالَى: (مَا فرَّطْنا فِي الكتابِ من شَيْء) وَقَوله تَعَالَى: (وتفصيلَ كلّ شَيْء) وَقَوله تَعَالَى: (فإذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ) قَالَ الزّجاج: معنى مُحْكَمةٌ، غير مَنْسُوخَة.
وأحْكَمتْه التجارب، على الْمثل، وَهُوَ من ذَلِك.
وَاسْتعْمل ثَعْلَب هَذَا فِي فرج الْمَرْأَة فَقَالَ: المكثفة من النِّسَاء، المحكمة الْفرج، وَهَذَا طريف جدا.
واحتَكَمَ الْأَمر واسْتَحْكَمَ: وثق.

(3/50)


وحَكَمَ الشَّيْء وأحكمَهُ، كِلَاهُمَا: مَنعه من الْفساد. وَقَوله تَعَالَى: (منْهُ آياتٌ محكماتٌ) روى عَن ابْن عَبَّاس انه قَالَ: المحْكَماتُ الْآيَات الَّتِي فِي آخر الْأَنْعَام وَهِي قَوْله تَعَالَى (قُلْ تَعالَوا أتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكَمْ) إِلَى آخر هَذِه الْآيَات. وَقَالَ قوم: معنى (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ) أَي أُحكمَتْ فِي الإبانَة، فَإِذا سَمعهَا السَّامع لم يحْتَج إِلَى تَأْوِيلهَا لبيانها، نَحْو مَا أنبأ الله بِهِ من أقاصيص الْأَنْبِيَاء وَنَحْوهَا.
وحَكَمَ عَن الْأَمر، رَجَعَ. وأحكَمه هُوَ عَنهُ، رجعه، قَالَ جرير:
أبَني حَنيفةَ أحْكموا سُفهاءَكم ... إنّي أخافُ عليكُمُ أَن أغْضَبا
أَي ردوهم وكفوهم وامنعوهم من التَّعَرُّض لي. وحكَمَ الرجل وحكَّمَهُ وأحْكَمَه مَنعه مِمَّا يُرِيد.
وحَكمةُ اللجام، مَا أحَاط بحنكي الدَّابَّة، وفيهَا العذران، سميت بذلك لِأَنَّهَا تَمنعهُ من الجري الشَّديد، مُشْتَقّ من ذَلِك، وَجمعه حَكَمٌ. وحَكَمَ الْفرس وأحْكَمه، جعل للجامه حَكمةً، قَالَ زُهَيْر:
القائدَ الخيْلَ مَنْكوبا دوابرُها ... قد أُحكِمَتْ حَكَماتِ القِدّ والأبَقا
ويروى " محْكُومَةً حَكَماتِ القِدّ " قَالَ أَبُو الْحسن: عدَّى أحْكِمَتْ لِأَن فِيهِ معنى قُلِّدَتْ، وقُلِّدَتْ متعدية إِلَى مَفْعولَين.
وحَكَمَةُ الْإِنْسَان، مقدم وَجهه.
وَرفع الله حَكَمَتَه، أَي رَأسه وشأنه.
وحَكَمَةُ الضائنة. ذقنها.
وَقد سموا: حَكَما وحُكَيْما وحَكِيماً وحَكَّاما وحَكمانَ.

مقلوبه: (ح م ك)
الحَمَكُ، الصغار من كل شَيْء، واحدته حَمَكَةٌ، وَقد غلبت على القملة، واقتيست فِي الذّرة. وَقيل: هِيَ أصل فِي القملة والذرة وَقيل: الحَمَكُ، الْقمل مَا كَانَ.
والحَمَكُ: رذال النَّاس، وَالْوَاحد كالواحد، وَأرَاهُ على التَّشْبِيه بالحمَك من الْقمل

(3/51)


والنمل. قَالَ:
لَا تَعْدليني برُذالات الحَمَكْ
والحمَكُ: الخروف، وَالْمَعْرُوف الْحمل.
والحمَكُ، فراخ القطا والنعام.
وَيجمع ذَلِك كُله أَن الحمَك الصغار من كل شَيْء.
وَهَذَا من حمَك هَذَا، أَي من أَصله وطبعه وَقَول الطرماح:
وابْن سَبيلٍ قرَّبْتَه أُصُلا ... من فَوْز حَمْكٍ منسوبةٍ قُلُدُة
أَرَادَ حَمْكا فَخفف للضَّرُورَة.
والحمَكُ، الأدلاء الَّذين يتعسفون الفلاة. وحَمِكَ فِي الدّلَالَة حَمْكا، مضى.

مقلوبه: (ك ح م)
الكَحْمُ، لُغَة فِي الكَحْب وَهُوَ الحصرم، واحدته كَحْمَةٌ، يَمَانِية.

مقلوبه: (م ح ك)
المحكُ: المشارة والمنازعة فِي الْكَلَام. والمحْكُ، التَّمَادِي فِي اللجاجة عِنْد المساومة وَالْغَضَب وَنَحْو ذَلِك. وَقد مَحكَ ومحَك محْكا ومَحَكا فَهُوَ ماحِك ٌو مَحِكٌ. وَقَول غيلَان:
كلَّ أغَرَّ محِكٍ وغَرَّا
إِنَّمَا أَرَادَ لذِي يلج فِي عدوه وسيره. وتماحَكَ البيعان والخصمان، تلاجا. قَالَ الفرزدق:
يَا ابنَ المَرَاغَةِ، والهجاء إِذا التَقَتْ ... أعْناقُه وتماحَكَ الخَصْمانِ
وَابْن مَحْكانَ التَّيْمِيّ السَّعْدِيّ، من شعرائهم.

(3/52)


مقلوبه: (ك م ح)
كَمَح الدَّابَّة باللجام كمْحا، جذبه إِلَيْهِ يقف وَلَا يجْرِي. وأكمَحَه، إِذا جذب عنانه حَتَّى تنتصب رَأسه وَمِنْه قَول ذِي الرمة:
تمورُ بضَبْعَيْها وتَرْمي بِجوْزِها ... حِذَاراً من الإيعادِ والرأسُ مُكمَحُ
ويروى: تَموجُ ذراعاها وَعَزاهُ أَبُو عبيد إِلَى ابْن مقبل.
وَقَالَ يَعْقُوب: كمحَه وأكمَحه، بِمَعْنى.
وأكمِح الرجل، رفع رَأسه من الزهو، كأكْمِخَ، عَن الَّلحيانيّ، والحاء أَعلَى.
وكمحَ كَمحا، تحرّك، قَالَ الْأَعْشَى:
وأُغَشّى الأنْفَ مِنْهُ سِمَةً ... تَدَعُ الناظِرَ مَا فيهِ كمَحْ
وفم كَوْمَحٌ، ضَاقَ من كَثْرَة أَسْنَانه وورم لثائه.
وَرجل كَوْمَحٌ وكَومَخٌ، عَظِيم الأليتين، قَالَ:
أشْبهَهُ فجاءَ رِخْواً أمْسَحا
ولمْ يجِئ ذَا ألْيَتَينِ كَومَحا
والكَوْمَحُ، الفيشلة.
والكَوْمَحَانِ، مَوضِع، قَالَ ابْن مقبل يصف السَّحَاب:
أناخَ برَمْلِ الكَوْمَحينِ إناخَةَ ال ... يمانيّ قِلاصاً حَطَّ عنهنَّ أكْوُرا

الْحَاء وَالْجِيم والشين
الجَحشُ: ولد الْحمار الوحشي والأهلي. وَقيل: إِنَّمَا ذَلِك قبل أَن يعظم. وَالْجمع جِحاشٌ وجِحَشَةٌ وجِحْشان. وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.
وَفِي الْمثل: " الجحْشَ لما بذَّك الأعيار " أَي سبقتك الأعيار فَعَلَيْك بالجحش. يضْرب هَذَا لمن يطْلب الْأَمر الْكَبِير فيفوته، يُقَال لَهُ: أطلب دون ذَلِك.

(3/53)


وَرُبمَا سمي المُهر جَحْشا، تَشْبِيها بِولد الْحمار.
وَيُقَال فِي الْغَيْن الرَّأْي الْمُنْفَرد بِهِ: جُحَيْشُ وَحده، كَمَا قَالُوا: عيير وَحده، يشبهونه فِي ذَلِك بالجحشِ. والعَيرِ.
والجحْشُ، ولد الظبية، هذلية، قَالَ: أَبُو ذُؤَيْب يصف ظَبْيَة:
بأسْفَلِ ذَاتِ الدَّبْرِ أُفْرِدَ جَحْشُها ... فَقَدْ وَلَهَتْ يَوْمَينِ فَهِيَ خَلُوجُ
والجَحْش أَيْضا، الصَّبِي بلغتهم.
والجَحْوَشُ، الْغُلَام السمين، وَقيل: هُوَ فَوق الجفر، والجفر فَوق الفطيم، وَقَالَ بَعضهم: هُوَ ابْن ثَلَاث سِنِين، وَقيل: ابْن أَربع سِنِين.
واجْحَشْشَ الْغُلَام، عظم بَطْنه، وَقيل: قَارب الِاحْتِلَام، وَقيل: احْتَلَمَ، وَقيل: إِذا شكّ فِيهِ.
وجَحَشَه يَجْحَشُه جَحْشا، خدشه، وَقيل: هُوَ أَن يُصِيبهُ شَيْء يسجح مِنْهُ كالخدش أَو أَكثر مِنْهُ.
وجَحَشَ عَن الْقَوْم، تنحى، وَمِنْه قَول النُّعْمَان بن بشير: فَبينا أَنا أَسِير فِي بِلَاد عذرة، إِذا بِبَيْت حريد جاحِشٍ عَن الْحَيّ.
والجَحِيُش، المتنحي عَن النَّاس، قَالَ:
كمْ ساقَ مِنْ دَارِ امرِئٍ جَحيشِ
وَقَالَ الْأَعْشَى:
إذَا نزَلَ الحيُّ حَلَّ الجَحِيشُ ... شَقِيَّا مُبِينا، غَوِيَّا غَيُورا
يَقُول: هُوَ يغار فيتنحى بحرمته عَن الْحَلَال، من رَوَاهُ الجحيش رَفعه ب " حل " وَقد يجوز أَن يكون خبر مُبْتَدأ مُضْمر من بَاب: مَرَرْت بِهِ الْمِسْكِين. أَي هُوَ الْمِسْكِين، أَو الْمِسْكِين هُوَ، وَمن رَوَاهُ الجحيش نَصبه على الظّرْف، كَأَنَّهُ قَالَ: نَاحيَة مُنْفَرِدَة، أَو جعله حَالا على زِيَادَة اللَّام، من بَاب: جَاءُوا الْجَمَّاء الْغَفِير، أَو جعل اللَّام زَائِدَة الْبَتَّةَ، دُخُولهَا كسقوطها، كَمَا أنْشدهُ الْأَصْمَعِي من قَوْله:

(3/54)


ولقَد نهَيْتُك عَنْ بَناتِ الأوبر
أَرَادَ بَنَات أوبر، فَزَاد اللَّام زِيَادَة ساذجة.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الجحيشُ، الفريد الَّذِي لَا يزحمه فِي دَاره مُزَاحم.
والجِحاشَ والمجاحَشَةُ، المزاولة فِي الْأَمر. وجاحَشَ الْقَوْم جِحاشا، زحمهم. وجاحَشَ عَن نَفسه وَغَيرهَا جِحاشا، دَافع.
والجِحاش أَيْضا، الْقِتَال.
والجَحْشَةُ، حَلقَة من صوف يَجْعَلهَا الرجل فِي ذراعه ويغزلها.
وَقد سموا: جَحْشا ومُجاحشا وجُحَيْشا. وَبَنُو جحاشٍ بطن مِنْهُم الشماخ بن ضرار.

مقلوبه: (ش ح ج)
الشَّحيجُ والشُّحاجُ: صَوت الْبَغْل وَالْحمار والغراب إِذا أسن، وَرُبمَا استعير للْإنْسَان، شَحَجَ يَشْحِجُ ويَشْحَجُ شَحيجا وشَحُاجا. وشَحجانا وتَشْحاجا وتَشَحَّجَ واستَشْحَجَ، قَالَ ذُو الرمة:
ومُسْتَشْحجاتٍ للفراقِ كَأَنَّهَا ... مَثاكيلُ من صُيَّابَةِ النوبِ نُوَّحُ
وَأرى ثعلبا قد حكى: شَحِجَ، بِالْكَسْرِ، وَلست مِنْهُ على ثِقَة.
وَقيل: شَحيجُ الْغُرَاب، تَرْجِيع صَوته، فَإِذا مد رَأسه قيل: نعب. وغراب شَحَّاجٌ، كثير الشَّحيج، وَكَذَلِكَ سَائِر الْأَنْوَاع الَّتِي ذكرنَا. وَقَول الرَّاعِي:
بأطيبَها ليْلَةً حَتَّى تَخَونَّها ... داعٍ دَعا فِي فُرُوع الصُّبْح شحَّاج
إِنَّمَا أَرَادَ: شَحاجيّ، وَلَيْسَ بمنسوب إِنَّمَا هُوَ كأحمر واحمري، وَإِنَّمَا أَرَادَ الْمُؤَذّن فاستعاره، وَمِنْه قَول الآخر:
والدهْرُ بالإنْسانِ دَوَّارِيُّ

(3/55)


أَي دوَّار.
وَبَنَات شَحَّاجٍ وشُحاجٍ: البغال.
والمِشْحَجُ والشَّحَّاجُ، الْحمار الوحشي، صفة غالبة.
وَفِي الْعَرَب بطْنَان ينسبان إِلَى شَحَّاج، كِلَاهُمَا من الازد، لَهُم بَقِيَّة فِيهَا.

الْحَاء وَالْجِيم وَالضَّاد
حضَجَ النَّار حَضْجا: أوقدها.
وحضَجَ بِهِ يَحْضج حَضْجا، صرعه.
وحضَجَ الْبَعِير حمله وبحمله حضْجا، طَرحه.
وحضَجَ بِهِ الأَرْض حَضْجا، ضربهَا بِهِ. وانحضَج، ضرب بِنَفسِهِ الأَرْض. وحضَجه، أَدخل عَلَيْهِ مَا يكَاد ينشق مِنْهُ وَيلْزق لَهُ بِالْأَرْضِ. وانْحَضَجَ، انقد من الغيظ فلزق بِالْأَرْضِ. وكل مَا لزق بالارض حِضْجٌ. والحِضْجُ، الطين اللازق بِأَسْفَل الْحَوْض. وَقيل: الحِضْجُ والحَضْجُ، المَاء الْقَلِيل، والطين يبْقى فِي أَسْفَل الْحَوْض، وَقيل: المَاء الَّذِي فِيهِ الطين فَهُوَ يتلزج ويمتد، وَقل: هُوَ المَاء الكدر. وحضْجٌ حاضجٌ، بالغوا بِهِ كشعر شَاعِر، قَالَ الشَّاعِر:
فَأسْأرَتْ فِي الحَوْضِ حضْجا حاضِجا ... قد عادَ من أنْفاسِها رَجارِجا
والحِضْجُ، الْحَوْض نَفسه.
وَالْفَتْح فِي كل ذَلِك لُغَة. وَالْجمع من كل ذَلِك أحْضَاجٌ، قَالَ رؤبة:
منْ ذِي عُبابٍ مائلٍ الأحْضَاجِ
يُرْبى عَلى تَعاقُمِ الهَجهاجِ

(3/56)


التَّعاقُمُ الوِرْد مرّة بعد مرّة كالتعاقب، على الْبَدَل.
وَرجل حضْجٌ، خسيس وَالْجمع أحْضَاجٌ.
والحِضَاجُ، الزق الضخم الْمسند، قَالَ: سَلامَة بن جندل:
لَنا خباءٌ ورَاوُوقٌ ومُسْمعَةٌ ... لَدَى حضَاجٍ بجوْن القارِ مَرْبُوبُ
وانحضَجَ الرجل، اتَّسع بَطْنه، وَهُوَ مِنْهُ.
والمحْضَجَةُ والمحْضَاجُ، خَشَبَة صَغِيرَة تضرب بهَا الْمَرْأَة الثَّوْب إِذا غسلته.

مقلوبه: (ج ح ض)
جِحِضْ، زجر للكبش.

الْحَاء وَالْجِيم وَالسِّين
سحَجَه الْحَائِط يَسْحَجُه سحْجا، وسحجَه، خدشه. قَالَ رؤبة:
جَأْبا تَرَى بِليِته مُسَحَّجا
أَي تَسْحيجا. قَالَ أَبُو حَاتِم: قَرَأت على الْأَصْمَعِي فِي جيمية العجاج:
جَأبا ترى بلِيِته مُسَحَّجا
فَقَالَ: تليله. فَقلت: بليته. فَقَالَ: هَذَا لَا يكون. قلت: اخبرني بِهِ من سَمعه من فلق فِي رؤبة أَعنِي أَبَا زيد الْأنْصَارِيّ. قَالَ هَذَا لَا يكون، فَقلت: جعله مصدرا، أَي تَسْحيجا. فَقَالَ: هَذَا لَا يكون. قلت: فقد قَالَ جرير:
ألمْ تعلَمْ مُسرَّحيَ القَوافي ... فَلَا عيَّا بِهن وَلَا اجتلابا
أَي تَسريحي، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يَدْفَعهُ، قلت لَهُ: فقد قَالَ الله تَعَالَى (ومَزقناهم كلَّ ممزق) فَأمْسك.
وسحج الشَّيْء الشَّيْء سحجا فَهُوَ مَسحوجٌ وسحيجٌ، حاكه فقشره قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

(3/57)


فجاءَ بهَا بَعدَ الكَلال كأنَّه ... من الأيْن مْحراسٌ أقذُّ سحيجُ
وبعير سَحّاج، يسحج الأَرْض بخفه، أَي يقشرها فَلَا يلبث أَن يحفى. وناقة مسحاجٌ كَذَلِك. وزمن مسحاجٌ وسَحَّاج، يقشر كل شَيْء، قَالَ أَبُو عَارِم الْكلابِي فِي صفة نخل:
مَا ضرَّها مَسُّ زمانٍ سحَّاجِ
وسحَج الْعود بالمبرد يسحَجه سحَجا، قشره. وسحَجت الرّيح الأَرْض كَذَلِك.
والسَّحْج: دَاء فِي الْبَطن قاشر، مِنْهُ.
وسحَج شعره بالمشط سَحْجا: سرحه تسريحا لينًا على فَرْوَة الرَّأْس.
وسحجه يَسحَجُه سَحْجا وَهُوَ سحيج، وسحَّجه: عضه فأثَّر فِيهِ، وَقد غلب على حمر الْوَحْش. والمِسحَج والمِسحاجُ مِنْهَا، العضاض، والمساحجُ آثَار تكادم الْحمر عَلَيْهَا.
والسحْجُ من جري الدَّوَابّ، دون تَشْدِيد.
وسحَج الْأَيْمَان يسحَجها، تَابع بَينهَا. وَرجل سحَّاج، وَكَذَلِكَ الْحلف، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
لَا تنكحنَّ نحضا بَجبَاجا
فدماً إِذا صيحَ بِهِ أفَاجا
وَإِن رأيتَ قُمُصاً وسَاجا
ولِمَّةً وحَلِفا سحَّاجا
وسيحوجُ: اسْم.

مقلوبه: (ج ح س)
جحس جلده يَجْحَسُه قشره، والشين أعرف وجاحسه جِحاسا زاحمه، كجاحشه، حَكَاهُ يَعْقُوب فِي الْبَدَل، قَالَ: والجِحاس أَيْضا الْقِتَال. وَأنْشد:
إذَا كَعْكَعَ القِرْنُ عَن قِرْنِه ... أَبى لَك عزُّكَ إِلَّا شِمَاسَا

(3/58)


وَإِلَّا جلاداً بذِي رونَقٍ ... وإلاَّ نِزَالاً وَإِلَّا جِحاسا
وَأنْشد لرجل من بني فَزَارَة:
إِن عاشَ قاسَى لكَ مَا أُقاسي
من ضربِيَ الهاماتِ واحتباسي
والصفع فِي يومِ الوغى الجِحاسِ

مقلوبه: (س ج ح)
السجَحُ، لين الخد. وخد أسجَحُ، سهل طَوِيل قَلِيل اللَّحْم وَاسع. وَقد سجِحَ سَجَحا وسجاحَةً.
وخُلقُ سجيحٌ، لين سهل.
ومشي سجيح وسُجُحٌ، لين سهل، وَكَذَلِكَ المشية، بِغَيْر هَاء، قَالَ حسان:
ذَروا التَخاجؤُ وامشوا مِشية سُجُحا ... إنّ الرجالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذكيرِ
وسُجُح الطَّرِيق وسُجْحُه، محَجَّتُه، لسهولتها.
وبَنوَا بُيُوتهم على سُجُح وَاحِد وسَجيحَةٍ وَاحِدَة، أَي قدر وَاحِد.
والسجيحَةُ والسَّجْحَة والمسجوحُ، الْخلق وَأنْشد:
هُنَّا وهُنَّا وعَلى المسجوحِ
قَالَ أَبُو الْحسن: هُوَ كالميسور والمعسور وَإِن لم يكن لَهُ فعل، أَي انه من المصادر الَّتِي جَاءَت على مِثَال مفعول.
والأسجَحُ من الرِّجَال، الْحسن المعتدل. والسجحاءُ من الْإِبِل، التَّامَّة طولا وعظما.
والإسجاحُ، حسن الْعَفو.
ومِسجَح، اسْم رجل. وسَجَاحِ، اسْم لمراة المتنبئة، قَالَ:
عَصَتْ سجَاح شَبشا وقَيسا

(3/59)


ولَقيت من النِّكَاح وَيْسا
قد حِيس هَذَا الدينُ عِنْدِي حَيْسا

الْحَاء وَالْجِيم وَالزَّاي
الحجْزُ: الْفَصْل بَين الشَّيْئَيْنِ، حجز بَينهمَا يحجزُ حَجْزاً وحِجازة فاحتجز. وَاسم مَا فَصَل بَينهمَا: الحاجزُ.
والحجازُ، الْبَلَد الْمَعْرُوف، مِنْهُ، لِأَنَّهُ فصل بَين الْغَوْر وَالشَّام، وَقيل لِأَنَّهُ حجَز بَين نجد والسراة، وَقيل لِأَنَّهُ حجز بَين تهَامَة ونجد.
وأحجَز الْقَوْم واحتجزوا وانحجزوا: أَتَوا الحجازَ.
وتحاجزوا وانحجزوا واحتجزوا: تزايلو.
وحجزَه عَن الْأَمر يحجزه حجازة وحجِّيزي، صرفه. وحَجازَيْك كحنانيك، أَي احجز بَينهم حجزاً بعد حجز، كَأَنَّهُ يَقُول: لَا يَنْقَطِع ذَلِك، وليك بعضه مَوْصُولا بِبَعْض.
وحُجْزةُ الْإِزَار، خبنته. وحُجزَةُ السَّرَاوِيل مَوضِع التِكَّةِ، وَقيل حُجزة الْإِنْسَان معقد السَّرَاوِيل والإزار. والحجزةُ مركب مُؤخر الصفاق فِي الحقويين. واحتجز بِإِزَارِهِ، شده على وَسطه، من ذَلِك.
وتحاجز الْقَوْم، أَخذ بَعضهم بحُجز بعض. وَقَول النَّابِغَة يمدح غَسَّان:
رِقاقُ النعالِ طيبٌ حُجُزاتهم ... يُحَيَّونَ بالريحانِ يومَ السباسِبِ
قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ بالحجزاتِ الْفروج وَأَرَادَ أَنَّهَا عفيفة. والحُجْزُ: الْعَفِيف الطَّاهِر.
وَرجل شَدِيد الحُجْزَةِ، صبور على الشدَّة والجهد.
وحِجْزُ الرجل، أَصله ومنبته. وحُجْزُه أَيْضا، فصل مَا بَين فَخذيهِ من عشيرته. قَالَ:
فامْدَحْ كرِيم المُنْتَميَ والحِجْزِ

(3/60)


والحِجْزُ، النَّاحِيَة.
والحِجازُ، حَبل يلقى للبعير من قبل رجلَيْهِ ثمَّ يناخ عَلَيْهِ ثمَّ يشد بِهِ رسغا رجلَيْهِ إِلَى حقْوَيْهِ وعَجُزِه. حجَزَهَ يحْجِزُه حجزا. قَالَ ذُو الرمة:
حَتَّى إِذا كَرَّ مَحْجُوزاً بِنافِذةٍ ... وفائِضا، وكِلا رَوْقَيْهِ مُختضِبُ
قَالَ أَبُو حنيفَة: الحِجازُ حَبل يشد بِهِ العكم.
وحاجِزٌ: اسْم.

مقلوبه: (ج ز ح)
جَزَح لَهُ جَزْحا، أعطَاهُ عَطاء جزيلا. وَقيل: هُوَ أَن يُعْطي وَلَا يشاور أحدا، كَالرّجلِ يكون لَهُ شريك فيغيب عَنهُ فيعطي من مَاله وَلَا ينْتَظر. وجَزَحَ لي من مَاله يَجْزَحُ جَزْحا، أَعْطَانِي مِنْهُ شَيْئا. قَالَ الشَّاعِر:
وَإِنِّي إِذا ضَنَّ الرَّفُودُ بِرِفْدِه ... لمخْتَبِطٌ من تالِدِ المَالِ جازحُ
وجزَحَ الشَّجَرَة، ضربهَا ليَحُتَّ وَرقهَا.
وجِزِحْ: زجر للعنز المتصعبة عِنْد الْحَلب، مَعْنَاهُ: قِرِّي.

الْحَاء وَالْجِيم والطاء
جِحِطْ، زجر للغنم، كَجِحِضْ.

مقلوبه: (ج ط ح)
تَقول الْعَرَب للغنم إِذا اسْتَعْصَتْ عِنْد الْحَلب: جِطِحْ، أَي: قري فتقر، بِلَا اشتقاق فعل. وَقَالَ كرَاع: جِطِّحْ بشد الطَّاء وَسُكُون الْحَاء بعْدهَا، زجر للجدي وَالْحمل. وَقَالَ بَعضهم: جِدحْ، فَكَأَن الدَّال دخلت على الطَّاء، أَو الطَّاء على الدَّال.

الْحَاء وَالْجِيم وَالدَّال
الحِدْجُ: الْحمل.
والحِدْجُ من مراكب النِّسَاء يشبه المحفة، وَالْجمع أحْدَاجٌ وحُدُوجٌ. وَحكى الْفَارِسِي:

(3/61)


حُدُجٌ، وَأنْشد عَن ثَعْلَب:
قُمْنا فآنَسْنا الحمُولَ والحُدُجْ
وَنَظِيره ستر وَستر. أنْشد أَيْضا:
والمسجدانِ وبيتٌ نَحن عامِرُه ... لنا وزمزَم والأحواضُ والسُّتُرُ
والحُدُوجُ، الْإِبِل برحالها، قَالَ:
عَيْنا ابْن دَارَةَ خَيرٌ مِنْكُمَا نظرا ... إذِ الحدوجُ بِأَعْلَى عَاقل زُمَرُ
والحِدَاجَةُ، كالحِدْج. وحدَجَ الْبَعِير والناقة يَحْدِجُهما حَدْجا وحِدَاجا، وأحدَجَهما: شدّ عَلَيْهِمَا الحِدْجَ ووسقه، وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:
تُلَهِّى المرْءَ بالحَدثانِ لهْواً ... وتَحْدِجُه كَمَا حُدِجَ المُطيق
هُوَ مثل، أَي: تغلبه بدلهَا وحديثها حَتَّى يكون من غلبتها لَهُ كالمحْدُوج المركوب الذلول من الْجمال.
والمِحْدَجُ ميسم من مواسم الْإِبِل وحَدَجَه، وسمه بالمحْدَج.
وحدَجَ الْفرس يحْدِجُ حُدُوجا، نظر إِلَى شخص أَو سمع صَوتا فَأَقَامَ أُذُنَيْهِ نَحوه مَعَ عَيْنَيْهِ.
وحَدَجَه ببصره يَحْدِجُهُ حَدْجا وحدُوجا وحَدَّجَه: نظر إِلَيْهِ نظرا يرتاب بِهِ الآخر ويستنكره. وَقيل: هُوَ شدَّة النّظر وحدته. وَقيل: حَدجه ببصره وحَدَجَ إِلَيْهِ، ورماه بِهِ.
وحدجه بِسَهْم يحدِجُهُ حَدْجا، كَذَلِك.
وحَدَجَه بذنب غَيره يَحْدِجُه حَدْجا، حمله عَلَيْهِ ورماه بِهِ.
والحُدْجُ والحَدَجُ، الْبِطِّيخ والحنظل مَا دَامَ صغَارًا خضرًا قبل أَن يصفر. وَقيل: هُوَ من الحنظل مَا اشْتَدَّ وصلب من قبل أَن يصفر. قَالَ الراجز:
فَياشِلٌ كالحَدَجِ المُنْدَالِ
بَدَوْنَ من مُدَرّعِي أسمَالِ

(3/62)


واحدته حَدَجَةٌ. وَقد أحدَجَت الشَّجَرَة.
والحَدَجُ حسك العطب مَا دَامَ رطبا.
ومحدُوجٌ وحُدَيجٌ وحَدَّاجٌ، أَسمَاء.

مقلوبه: (ج ح د)
الجَحْدُ، نقيض الْإِقْرَار. جَحَدَه يَجْحَدُه جَحْداً وجُحُوداً، وجَحَدَهُ إِيَّاه وَقَوله تَعَالَى: (وجَحَدُوا بهَا) عداهُ بِالْبَاء لِأَنَّهُ فِي معنى كفرُوا. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: (ومَا كانُوا بآياتِنا يَجْحَدُونَ) أَي بكفرهم بِآيَاتِنَا.
والجَحْد والجُحْدُ والجَحَدُ: قلَّة الْخَيْر. وَقد جَحِدَ جَحْداً فَهُوَ جَحِدٌ وجَحْد، واجْحَدَ.
وَأَرْض جَحْدَةٌ، يابسة لَا خير فِيهَا، وَقد جَحِدَتْ. وجَحِدَ النَّبَات، قل ونكد.
والجحْدُ، الْقلَّة من كل شَيْء، وَقد جَحِدَ. وَرجل جَحِدٌ وجَحَدٌ، كَقَوْلِهِم نَكِدٌ ونَكَدٌ.
ونَكْداً لَهُ وجَحْداً، ونُكْداً لَهُ وجُحْداً، ونَكَداً لَهُ وجَحَداً: دُعَاء عَلَيْهِ.
والجُحادِيُّ، الضخم، حَكَاهُ يَعْقُوب، قَالَ: وَالْخَاء لُغَة.

مقلوبه: (د ح ج)
دَحَجَهُ يدْحَجُه دَحْجا، عركه كعرك الْأَدِيم، يَمَانِية، والذال لُغَة، وَهِي أَعلَى.

مقلوبه: (ج د ح)
المِجْدَحُ، خَشَبَة فِي رَأسهَا خشبتان معترضتان. والجَدْحُ والتَّجْدِيحُ، الْخَوْض بالمجدَح، يكون ذَلِك فِي السويق وَنَحْوه، وكل مَا خلط فقد جُدِحَ.
وجَدَحَ السويق وَغَيره، شربه بالمجدَح.
واستعاره بَعضهم للشر فَقَالَ:
ألمْ تَعْلَمي يَا عِصْمَ كيفَ حَفِيظَتي ... إِذا الشَرُّ خاضَتْ جانبَيْهِ المجادِحُ
وَقَول أبي ذُؤَيْب:
فنحالها بمُذَلَّقَين كأنَّما ... بهما من النَّضْح المجدَّح أيدَعُ
عَنى بالمجدَّح الدَّم المحرك، يَقُول: لما نطحها حرك قرنه فِي أجوافها. والمجْدُوحُ دم كَانَ

(3/63)


يخلط بِغَيْرِهِ فيؤكل فِي الجدب.
والمجْدَاحُ، تردد ريق المَاء فِي السَّحَاب.
والمِجْدَحُ والمُجْدَحُ، نجم تزْعم الْعَرَب أَنَّهَا كَانَت تمطر بِهِ، قيل: هُوَ الدبران، قَالَ:
وأطْعَنُ بالقَوْم شَطْرَ المُل ... كِ حَتى إِذا خَفَقَ المِجْدَحُ
وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: " لقد اسْتَسْقَيْت بِمَجَادِيح السَّمَاء "، قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ جمع مِجْدَح. قَالَ أَبُو الْحسن: لَا وَجه لَهُ إِلَّا أَن يكون من بَاب طوابيق فِي الشذوذ، أَو يكون جمع مِجْدَاح. وَقيل: المجْدَحُ نجم صَغِير بَين الدبران والثريا، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
باتَتْ وظَلَّتْ بأُوَام بَرْحِ
يَلْفَحُها المِجدَحُ أَي لَفْحِ
لهَا زِمجْرٌ فَوْقَها ذُو سَطْح
زمجر، صَوت، كَذَا حَكَاهُ بِكَسْر الزَّاي، وَقَالَ: ثَعْلَب: أَرَادَ زمجر، فسكن، فعلى هَذَا يَنْبَغِي أَن يكون " زَمْجرٌ " إِلَّا أَن الراجز لما احْتَاجَ إِلَى تَغْيِير هَذَا الْبناء، غَيره إِلَى بِنَاء مَعْرُوف وَهُوَ فِعَلّ، كسبطر وقمطر، وَترك فَعَلاّ بِفَتْح الْفَاء لِأَنَّهُ بِنَاء مَعْرُوف، لَيْسَ فِي الْكَلَام مثل قمطر بِفَتْح الْقَاف.
وجَدَّحَ الشَّيْء: لطخه، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فنَحا لَهَا بمُذَلَّقين كأنَّما ... بِهِما من النَّضْح المجدَّع أيدَعُ
أَرَادَ المجَدَّحَ بِهِ.
والمِجْدَاحُ، سَاحل الْبَحْر، عَن الهجري وَزعم إِنَّهَا لُغَة حَضرمَوْت وشقهم.

الْحَاء وَالْجِيم والظاء
الجِحاظُ: خُرُوج مقلة الْعين وظهورها جَحَظَت تجْحَظُ جُحُوظا.
وجَحَظَ إِلَيْهِ عمله: نظر فِي عمله فَرَأى سوء مَا صنع.

(3/64)


والجِحاظانِ، حدقتا الْعَينَيْنِ إِذا كَانَتَا خارجتين.
وجِحاظُ الْعين: محجرهما فِي بعض اللُّغَات.

الْحَاء وَالْجِيم والذال
الذَّحْجُ، كالسَّحْجِ سَوَاء. وَقد ذَحَجَه. وذَحَجَتْه الرّيح، جرَّته من مَوضِع إِلَى مَوضِع.
وذحَجَه ذَحْجا، عركه، وَالدَّال لُغَة، وَقد تقدم.
وذَحَجَت الْمَرْأَة بِوَلَدِهَا، رمت بِهِ عِنْد الْولادَة.
وأذْحَجَت الْمَرْأَة على وَلَدهَا: أَقَامَت.
ومَذحجٌ، " مَالك وطيء " سميا بذلك لِأَن أُمَّهما " مدلة بنت منجشان الْحِمْيَرِي " لما هلك بَعْلهَا " أدد " أذْحَجَتْ على ابنيها " طَيء وَمَالك " هذَيْن فَلم تزوج بعد " أدد ".
ومَذحجٌ، اسْم أكمة، وَقيل: بهَا سميت أم مَالك وطيء مَذْحِجَ ثمَّ صَار اسْما للقبيلة، وَالْأول أعرف.

الْحَاء وَالْجِيم والثاء
ثحَجَه بِرجلِهِ ثحْجا، ضربه مهرية مَرْغُوب عَنْهَا.

الْحَاء وَالْجِيم وَالرَّاء
الحجَرُ: الصَّخْرَة، وَالْجمع أحجارٌ واحجُرٌ، فِي الْقَلِيل، قَالَ ابْن هرمة:
والحِجْرُ والبَيْتُ والأستارُ حِيزَ لكُمْ ... ومَنْحَرُ البُدْنِ عندَ الأحْجُرِ السُّودِ
وَالْكثير، حِجارٌ وحِجارَةٌ، قَالَ:
كَأَنَّهَا من حِجارِ الغيلِ ألْبَسَها ... مضارِبُ الماءِ لوْنَ الطُّحلبِ اللَّزِب
وَفِي التَّنْزِيل: (وقودُها النَّاس والحجارةُ) قيل: هِيَ حِجَارَة الكبريت، ألحقوها الْهَاء لتأنيث الْجمع، كَمَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فِي البعولة والفحولة.
والحَجَرُ الأسوَدُ: حَجَرُ الْبَيْت، وَرُبمَا أفردوه قَالُوا: الحَجَرُ، إعظاما لَهُ، وَمن ذَلِك قَول عمر رَضِي الله عَنهُ: وَالله إِنَّك لحَجَرٌ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعل كَذَا مَا فعلت. وَأما قَول الفرزدق:

(3/65)


وَإِذا ذكَرْتَ اباكَ أوْ أيَّامَه ... أخْزَاكَ حيْث تُقَبَّلُ الأحجارُ
فَإِنَّهُ جعل كل نَاحيَة مِنْهُ حجَراً، أَلا ترى انك لَو مسست كل نَاحيَة مِنْهُ لجَاز أَن تَقول: مسست الحَجَرَ؟.
وَقَوله:
أما كفاها ابتياض الأزْدِ حُرْمَتها ... فِي عُقْرِ مَنزِلها إِذْ يُنْعَتُ الحَجَرُ
فسره ثَعْلَب فَقَالَ: يَعْنِي جبلا لَا يُوصل إِلَيْهِ.
واسْتَحْجَرَ الطين، صَار حَجَراً، كَمَا يَقُولُونَ: استنوق الْجمل، لَا يَتَكَلَّمُونَ بهما إِلَّا مزيدين، وَلَهُمَا نَظَائِر.
وَأَرْض حَجِرَةٌ وحَجيرَةٌ ومُتَحَجِّرَةٌ، كَثِيرَة الحِجارَةِ.
وَرُبمَا كنى بالحَجَرِ عَن الرمل، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَبِذَلِك فسر قَوْله:
عَشِيَّةَ أحجارِ الكِناس رَمِيمُ
قَالَ: أَرَادَ عَشِيَّة رمل الكناس، وَرمل الكناس من بِلَاد عبد الله بن كلاب.
والحِجْرُ والحَجْرُ والحُجْرُ والمْحْجَرُ، كل ذَلِك الْحَرَام، قَالَ حميد بن ثَوْر الْهِلَالِي:
فهمَمْتُ أَن أغْشَى إِلَيْهَا مَحْجَراً ... ولمثْلُها يُغْشَى إلَيْهِ المحْجَرُ
وَقد حَجَرَه وحجَّرَه. وَفِي التَّنْزِيل: (ويَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً) أَي حَرَامًا محرما.
والحاجورُ كالمحْجِرِ، قَالَ:
حَتى دَعَوْنا بأرْحامٍ لهُمْ سَلَفَتْ ... وقالَ قائِلُهُمْ: إِنِّي بِجاجُورِ
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَيَقُول الرجل للرجل: أتفعل كَذَا وَكَذَا يَا فلَان؟ فَيَقُول: حِجْراً أَي: سترا وَبَرَاءَة من هَذَا الْأَمر، وَهُوَ رَاجع إِلَى معنى التَّحْرِيم..

(3/66)


والحُجْرِي، الْحُرْمَة.
وحِجْرُ الْإِنْسَان، وحَجْرُه وحُجْرُهُ: حصنه. والحَجْرُ، الْمَنْع، حَجَرَ عَلَيْهِ يَحْجُرُ حَجْراً وحُجْراً وحُجْرَانا وحِجْراناً، منع مِنْهُ. وَلَا حُجْرَ عَنهُ، أَي لَا دفع، وَمِنْه قَوْله:
قالَتْ وفيهَا حَيْدَةٌ وذُعْرُ
عَوْذٌ بِرَبي مِنكُمُ وحُجْرُ
وَأَنت فِي حَجْرَتي، أَي منعتي.
والحُجْرَةُ من الْبيُوت، مَعْرُوفَة، لمنعها المَال والحِجارُ، حائطها.
واسْتَحْجَرَ الْقَوْم واحْتَجَرُوا، اتَّخذُوا حُجْرَةً.
والحَجْرَةُ والحَجْرُ، جَمِيعًا: النَّاحِيَة، الْأَخِيرَة عَن كرَاع. وَقعد حَجْرَةً وحُجْرَةً، أَي نَاحيَة، وَقَوله، أنْشد ثَعْلَب:
سَقانا فَلم يهجأ من الْجُوع نَقْرَةً ... سَمَاراً كإبْطِ الذئبِ سُود حواجرُه
لم يُفَسر ثَعْلَب الحواجر، وَعِنْدِي انه جمع الحَجْرَةِ الَّتِي هِيَ النَّاحِيَة، على غير قِيَاس، وَلها نَظَائِر قد ذكرتها فِي كتاب الْمُخَصّص. وَقَول الطرماح يصف الْخمر:
فَلمَّا فُتَّ عَنها الطِّينُ فاحَتْ ... وصَرَّحَ أجردُ الحَجَرَاتِ صافي
اسْتعَار الحَجَرَات للخمر لِأَنَّهَا جَوْهَر سيال كَالْمَاءِ.
والحُجُرُ، مَا يُحِيط بالظفر من اللَّحْم. والمَحْجِرُ، الحديقة، قَالَ لبيد:
بَكَرَتْ بِهِ جُرَشيَّةٌ مَقْطورَةٌ ... تَرْوِي المِحاجرَ بازِلٌ عُلْكُوُمُ
ومَحْجِرُ الْعين، مَا دَار بهَا وبدا من البرقع من جَمِيع الْعين.
وَقيل: هُوَ مَا يظْهر من نقاب الْمَرْأَة وعمامة الرجل إِذا اعتم، وَقيل: هُوَ مَا دَار بِالْعينِ من الْعظم الَّذِي فِي أَسْفَل الجفن، كل ذَلِك بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا، وَكسر الْجِيم وَفتحهَا. وَقَول الأخطل:

(3/67)


ويُصْبحُ كالخُفَّاشِ يَدْلُكُ عَيْنَه ... فقُبِّحَ من وجهٍ لئيمٍ وَمن حَجْرِ
فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: أَرَادَ محجِرَ الْعين.
وحَجَّرَ الْقَمَر، اسْتَدَارَ بِخَط دَقِيق من غير أَن يغلظ.
وحَجَّرَ عين الدَّابَّة، وحولها: حلق لداء يُصِيبهَا.
والحاجرُ، مَا يمسك المَاء من شفة الْوَادي ويحيط بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحاجرُ كرم مئنات وَهُوَ مطمئن، لَهُ حُرُوف مشرفة تحبس عَلَيْهِ المَاء وَبِذَلِك سمي حاجرا، وَالْجمع حُجْرَانٌ.
والحاجرُ، منبت الرمث ومجتمعه ومستداره.
والحاجِرُ أَيْضا، الْجدر الَّذِي يمسك المَاء بَين الدبار، لاستدارته أَيْضا.
والحِجْرُ: الْعقل لإمساكه وَمنعه وإحاطته بالتمييز، فَهُوَ مُشْتَقّ من القبيلين. وَفِي التَّنْزِيل: (هَل فِي ذَلِك قَسَمٌ لِذي حِجْرٍ) فَأَما قَول ذِي الرمة:
فَأخْفَيْتُ مَا بِي من صديقي وإنَّه ... لَذُو نَسَبٍ دانٍ اليَّ وَذُو حجْرِ
فقد قيل: الحِجْرُ هَاهُنَا الْعقل، وَقيل: الْقَرَابَة.
والحِجْرُ، الْفرس الْأُنْثَى، لم يدخلُوا فِيهِ الْهَاء لِأَنَّهُ اسْم لَا يشركها فِيهِ الْمُذكر، وَالْجمع أحْجارٌ وحُجُورٌ. وَقيل: أحْجارُ الْخَيل، مَا يتَّخذ مِنْهَا للنسل. لَا يفرد لَهَا وَاحِد.
وحِجْرُ الْإِنْسَان وحَجْرُهُ: مَا بَين يَدَيْهِ من ثَوْبه.
وحِجْرُ الرجل وَالْمَرْأَة وحَجْرُهما: متاعهما. وَالْفَتْح أَعلَى.
وَنَشَأ فلَان فِي حَجْرِ فلَان وحِجْرِهِ، أَي حفظه وستره.
والحِجْرُ: حِجْرُ الْكَعْبَة.
والحِجْرُ: ديار ثَمُود وَفِي التَّنْزِيل: (ولقد كَذَّبَ أصحابُ الحِجْرِ المُرسَلِينَ) وَقَالَ الزّجاج: الحِجرُ وَاد، والحِجْرُ أَيْضا، مَوضِع سوى ذَلِك.
وحَجَرٌ: قَصَبَة الْيَمَامَة، مُذَكّر مَصْرُوف، وَمِنْهُم من يؤنث وَلَا يصرف، كامرأة اسْمهَا سهل، وَقيل هِيَ سوقها. وَقَول الرَّاعِي وَوصف صائدا:

(3/68)


تَوَخَّى حيثُ قَالَ القَلْبُ مِنْهُ ... بحَجْرِيٍّ تَرَى فيهِ اضْطِمارَا
إِنَّمَا عَنى نصلا مَنْسُوبا إِلَى حَجْرٍ، قَالَ أَبُو حنيفَة: وحدائد حَجْرٍ مُقَدّمَة فِي الْجَوْدَة. وَقَالَ رؤبة:
حَتَّى إِذا توقَّدَتْ من الزَرَقْ
حَجْرِيةٌ كالجَمْرِ من سَنّ الذَّّلقْ
فَأَما قَول زُهَيْر:
لمَنْ الدّيارُ بِقُنَّةِ الحَجْرِ
فَإِن أَبَا عَمْرو لم يعرفهُ فِي الْأَمْكِنَة، وَلَا يجوز أَن تكون قَصَبَة الْيَمَامَة وَلَا سوقها، لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ معرفَة، إِلَّا أَن تكون الْألف وَاللَّام زائدتين كَمَا ذهب إِلَيْهِ أَبُو عَليّ فِي قَوْله:
ولَقَدْ جَنَيْتُكَ أكْمُوأ وعَساقِلاً ... وَلَقَد نَهْيتُكَ عَن بناتِ الأوبَرِ
وَإِنَّمَا هِيَ بَنَات أوبر، وكما روى احْمَد بن يحيى من قَوْله:
يَا لَيْتَ أُمَّ العَمْرِ كانَتْ صَاحِبي
وَقد أَنْعَمت شرح ذَلِك فِي الْكتاب الْمُخَصّص وَقَول الشَّاعِر:
أعْتَدْتُ لِلأبْلَجِ ذِي التَّمايُلِ
حَجْرِيَّةً خيضَتْ بِسُمّ ثامِلِ
يَعْنِي قوسا أَو نبْلًا منسوبة إِلَى حَجْرٍ هَذِه.
والحَاجِرُ: منزل من منَازِل الْحَاج فِي الْبَادِيَة.
والحَجُورَةُ، لعبة يلْعَب بهَا الصّبيان يخطون خطا مستديرا وَيقف فِيهِ صبي وهنالك

(3/69)


الصّبيان مَعَه.
وَقد سموا: حُجْراً وحَجَّاراً وحَجَراً وحُجَيراً والأحجارُ، بطُون من بني تَمِيم، سموا بذلك لِأَن أَسْمَاءَهُم جندل وجرول وصخر. وإياهم عَنى الشَّاعِر بقوله:
وكلَّ أنْثى حَمَلَتْ أحجاراً
يَعْنِي أمه. وَقيل: هِيَ المنجنيق.
وحَجُورٌ: مَوضِع مَعْرُوف من بِلَاد بني سعد. قَالَ الفرزدق:
لَوْ كُنْتَ تَدرِي مَا بِرَملِ مُقَيَّدٍ ... فَقُرَى عُمانَ إِلَى ذواتِ حَجُورِ
ومُحَجَّرٌ، مَاء بشرقي سلمى، قَالَ طفيل الغنوي:
فَذُوقُّوا كَمَا ذُقْنا غَدَاةَ مُحجَّرٍ ... من الغَيْظِ فِي أكْبادِنا والتَّحوُّبِ

مقلوبه: (ح ر ج)
الحِرْجُ والحَرَجُ: الْإِثْم. والحارجُ، الآثم، أرَاهُ على النّسَب لِأَنَّهُ لَا فعل لَهُ.
والحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرّجُ: الْكَاف عَن الْإِثْم.
والحَرَجُ الضّيق، قَالَ الزّجاج: الحَرَجُ فِي اللُّغَة، الضّيق، وَمَعْنَاهُ فِي الدَّين الْإِثْم. وحَرِجَ صَدره حَرَجا فَهُوَ حَرِجٌ وحَرَجٌ فَمن قَالَ: حرِج، ثنى وَجمع، وَمن قَالَ: حَرَج أفرد لِأَنَّهُ مصدر، وقريء: (يَجْعَلْ صَدرَه ضَيِّقا حَرِجا - وحَرَجا) .
والحَرِجُ، الَّذِي لَا يكَاد يبرح الْقِتَال. قَالَ:
مِنَّا الزُّوَيْرُ الحَرِجُ المغاوِرُ
والحَرِجُ، الْمضيق عَلَيْهِ، وَكَأن الْحَرج الَّذِي لَا يبرح الْقِتَال مضيق عَلَيْهِ.
والحَرِجُ، الَّذِي لَا نهزم، كَأَنَّهُ يضيق عَلَيْهِ الْعذر فِي الانهزام.
والحَرِجُ الَّذِي يهاب أَن يتَقَدَّم على الْأَمر وَهَذَا ضيق أَيْضا.

(3/70)


وحَرِجَ إِلَيْهِ. لَجأ عَن ضيق. وأحْرَجَه إِلَيْهِ، أَلْجَأَهُ وضيق عَلَيْهِ. وأحْرَجَ الْكَلْب والسبع أَلْجَأَهُ إِلَى مضيق فَحمل عَلَيْهِ.
وحَرِجَ الْغُبَار فَهُوَ حَرِجٌ، ثار فِي مَوضِع ضيق فانضم إِلَى حَائِط أَو سَنَد. قَالَ:
وغارَةٍ يَحْرَجُ القَتامُ لَهَا ... يَهْلِكُ فِيهَا المُناجِدُ البَطَلُ
وَقَالَ لبيد:
حَرِجا إِلَى أعْلامِهِنَّ قَتامُها
وَمَكَان حَرِجٌ وحَريجٌ، ضيق، قَالَ:
وَمَا أبهَمْتَ فَهُوَ حَجٍ حَريجُ
وحَرِجَتْ عيْنُهُ حَرَجا، حارت، قَالَ ذُو الرمة:
تَزدادُ للعَينِ إبهاجا إِذا سَفَرَتْ ... وتَحْرَجُ العَينُ فِيهَا حِين تَنْتَقِبُ
وَقيل: مَعْنَاهُ إِنَّهَا لَا تصرف وَلَا تطرف من شدَّة النّظر.
وحَرِجَ عَلَيْهِ السّحُور حَرَجا، إِذا أصبح قبل أَن يتسحر فَحرم لضيق وقته.
وحَرِجَتْ الصَّلَاة على الْمَرْأَة حَرَجا، حرمت وَهُوَ من الضّيق، لِأَن الشَّيْء إِذا حرم فقد ضَاقَ. والحَرَجَةُ: الغيضة لضيقها، وَقيل: الشّجر الملتف، وَهِي أَيْضا الشَّجَرَة تكون بَين الْأَشْجَار لَا تصل إِلَيْهَا الآكلة، وَهِي مَا رعى من المَال. وَالْجمع من ذَلِك كُله: حَرَجٌ وأحْرَاجٌ وحِراجٌ. قَالَ رؤبة:
عاذَ بِكُمْ مِن سَنَةٍ مِسْحاجِ
شَهْباءَ تُلْقِى وَرَقَ الحِرَاجِ
وَهِي المحاريجُ أَيْضا. وَقيل: الحَرَجَةُ تكون من السمر والطلح والعوسج وَالسّلم والسدر، وَقيل: هُوَ مَا اجْتمع من السدر وَالزَّيْتُون وَسَائِر الشّجر، وَقيل: هِيَ مَوضِع من الغيضة

(3/71)


تلتف فِيهِ شجرات قدر رمية حَجَرٍ.
قَالَ أَبُو زيد: سميت بذلك لالتفافها وضيق المسلك فِيهَا.
والحَرَجَةُ، مائَة من الْإِبِل.
وَركب الحَرَجَةَ، أَي الطَّرِيق، وَقيل معظمه، وَقد حكيت بجيمين.
والحَرَجُ: سَرِير يحمل عَلَيْهِ الْمَرِيض أَو الْمَيِّت، وَقيل: هُوَ خشب يشد بعضه إِلَى بعض، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
فإمَّا تَرَيْني فِي رِحالةِ جابِرٍ ... عَلى حَرجٍ كالقَرّ تخْفِقُ أكفاني
والحَرَجُ: مركب للنِّسَاء وَالرِّجَال لَيْسَ لَهُ رَأس.
والحَرَجُ والحِرْجُ، الشحص. والحَرَجُ من الْإِبِل، الَّتِي لَا تركب وَلَا يضْربهَا الْفَحْل ليَكُون أسمن لَهَا، إِنَّمَا هِيَ معدة، قَالَ لبيد:
حَرَج فِي مَرفَقِها كالفَتَل
والحَرَجُ والحُرْجُوجُ: النَّاقة الجسيمة الطَّوِيلَة على وَجه الأَرْض، وَقيل: الشَّدِيدَة، وَقيل: هِيَ الضامر.
والحُرجُوجُ: النَّاقة الوقادة الْقلب، قَالَ:
أذاكَ وَلم تَرحَلْ إِلَى أهْلِ مَسْجِدٍ ... بِرَحْلي حُرْجُوجٌ عَلَيها النمارِقُ
والحرجُوجُ: الرّيح الْبَارِدَة الشَّدِيدَة، قَالَ ذُو الرمة:
أنْقاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَها ... من آخرِ اللَّيْلِ ريحٌ غيرُ حرْجُوج
وحَرَجَ الرجل أنيابه يَحْرُجُها حَرَجا، حك بَعْضهَا إِلَى بعض من الحرد، قَالَ الشَّاعِر:
ويومٍ تُحْرَجُ الأضْرَاسُ فيهِ ... لأبطالِ الكُماةِ بِهِ أُوامُ

(3/72)


والحِرْجُ، الْقطعَة من اللَّحْم، وَقيل: هِيَ نصيب الْكَلْب من الصَّيْد، وَالْجمع أحْرَاجٌ، قَالَ جحدر يصف الْأسد:
وتَقَدُّمي للَّيْثِ أمْشِي نَحوه ... حَتَّى أكابِرَه على الأحْرَاج
والحِرْجُ: الودعة، وَالْجمع أحْرَاجٌ وحِرَاجٌ، وَقَول الْهُذلِيّ:
ألم تَقْتُلوا الحِرْجَينِ إِذْ أعرَضا لكُمْ ... يُمِرَّانِ بِالْأَيْدِي اللِّحاءَ المضَفَّرَا
إِنَّمَا عَنى بالحِرْجَين رجلَيْنِ أبيضين كالودعة، فإمَّا أَن يكون الْبيَاض هُنَا لونهما، وَإِمَّا أَن يكون كنى بذلك عَن شرفهما، وَكَانَ هَذَانِ الرّجلَانِ قد قشرا لحاء شجر الْكَعْبَة ليتخفرا بذلك، والمضفر المفتول كالضفيرة.
والحِرْجُ، قلادة الْكَلْب، وَالْجمع أحْراجٌ وحِرَجَةٌ، قَالَ:
بِنَوَاشطٍ غُضْفٍ يُقَلِّدُها ال ... أحْرَاجَ فَوْقَ مُتوِنها لُمَعُ
والحِرْجُ: جمَاعَة الْغنم، عَن كرَاع، وجممعه أحْرَاجٌ.
والحُرْجُ، مَوضِع مَعْرُوف.

مقلوبه: (ج ح ر)
الجُحْرُ: كل شَيْء تحتفره الْهَوَام وَالسِّبَاع لأنفسها، وَالْجمع أجْحارٌ وجِحَرَةٌ. وَقَوله:
مُقَبِّضاً نَفسِي فِي طُمَيِرِ
تَجَمُّعَ القُنْفُذِ فِي الجُحَيرِ
فَإِنَّهُ يجوز أَن يَعْنِي بِهِ شوكه ليقابل قَوْله:
مُقَبِّضاً نفسِي فِي طُمَير
وَقد يجوز أَن يَعْنِي بجحرِه، الَّذِي يدْخل فِيهِ، وَهُوَ المجحَرُ.
ومجاحِرُ الْقَوْم، مكامنهم. وأجْحَرَه فانجَحَرَ، أدخلهُ الجُحْر فدخله.

(3/73)


وجَحَرَ الضَّب، دخل جُحْرَه.
وأجْحَرَه إِلَى كَذَا، أَلْجَأَهُ.
والجواحِرُ، المتخلفات من الْوَحْش وَغَيرهَا، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
فألحقَنا بالهادِياتِ ودونَه ... جَواحِرُها فِي صَرَّةٍ لم تَقَّيل
وَقيل: الجاحِرُ من الدَّوَابّ وَغَيرهَا، المتخلف الَّذِي لم يلْحق.
والجَحْرَةُ: السّنة الشَّدِيدَة المجدبة القليلة الْمَطَر.
وجَحَرَتْ عينه، غارت.
وبعير جُحارِيَةٌ، مُجْتَمع الْخلق.

مقلوبه: (ج ر ح)
جَرَحَهَ يَجْرَحُه جَرْحا، أثر فِيهِ بِالسِّلَاحِ. وجَرَّحَه: أَكثر ذَلِك فِيهِ، قَالَ الحطيئة:
ملُّوا قِرَاهُ وهَرَّتْه كِلابهُمُ ... وجَرَّحوه بأنيابٍ وأضْرَاسِ
وَالِاسْم الجُرْحُ، وَالْجمع أجْرَاحٌ وجُرُوحٌ وجِرَاحٌ. والجِرَاحَةُ اسْم الضَّرْبَة أَو الطعنة، وَالْجمع جِراحاتٌ وجِرَاحٌ، على حد دجَاجَة ودجاج، فإمَّا أَن يكون مكسرا على طرح الزَّائِد، وَإِمَّا أَن يكون من الْجمع الَّذِي لَا يُفَارق واحده إِلَّا بِالْهَاءِ. وَرجل جَريحٌ، من قوم جَرْحَى، وَلَا يجمع جمع السَّلامَة لِأَن مؤنثه لَا تدخله الْهَاء. ونسوة جَرْحَى كرجال جَرْحَى.
وجَرَحَه بِلِسَانِهِ، شَتمه. وَمِنْه قَوْله:
لَا تَمْضَحَنْ عِرْضِي فإنيَ ماضحُ
عِرْضَكَ إِن شاتَمْتَني وقادِحُ
فِي ساقِ مَنْ شاتَمَني وجارحُ
وجَرَحَ السَّيْل الْموضع يَجْرَحُه، خد فِيهِ. وجَرَّحَ الرجل، غض شَهَادَته.
والاستِجْرَاحُ، النُّقْصَان، وَهُوَ مِنْهُ. حَكَاهُ أَبُو عبيد قَالَ: وَفِي خطْبَة عبد الْملك:

(3/74)


وعظتكم فَلم تزدادوا على الموعظة إِلَّا استجراحا.
واستَجْرَحَ الْقَوْم: ذهب خيارهم، عَن ثَعْلَب.
وجَرَحَ الشَّيْء واجترَحَه: كَسبه، وَفِي التَّنْزِيل: (وهُوَ الَّذِي يَتَوفَّاكُمْ باللَّيْلِ ويَعْلَمُ مَا جَرَحْتم بالنهارِ) وَفِيه: (أمْ حَسِبَ الَّذين اجْترَحوا السَّيِّئات) . وَفُلَان جارحُ أَهله وجارِحَتُهم: أَي كاسبهم.
والجَوَارحُ من الطير وَالْكلاب: ذَوَات الصَّيْد لِأَنَّهَا تجْرَحُ لأَهْلهَا أَي تكسب لَهُم. وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا عَلَّمْتمْ من الجوارحِ مُكَالبِينَ) .
وجوارحُ الْإِنْسَان: عوامل جسده، كيديه وَرجلَيْهِ، واحدتها جارِحةٌ، لِأَنَّهُنَّ يَجْرَحْنَ الْخَيْر أَو الشَّرّ: أَي يكتسبنه.
وجَرَحَ لَهُ من مَاله، قطع لَهُ قِطْعَة مِنْهُ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، ورد عَلَيْهِ ثَعْلَب ذَلِك فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ جزح بالزاي، وَكَذَلِكَ حَكَاهُ أَبُو عبيد.
وَقد سموا: جَرَّاحا، وكنوا بَابي الْجراح.

مقلوبه: (ر ج ح)
الرَّاجحُ: الوازن. ورجَحَ الشَّيْء بِيَدِهِ، وَزنه وَنظر مَا ثقله. وأرْجَحَ الْمِيزَان، أثقله حَتَّى مَال ورَجَحَ الشَّيْء يَرْجَحَ ويَرْجُحُ ويَرْجِح رُجُوحا ورَجاحا ورُجْحانا.
ورَجَحَ فِي مَجْلِسه يَرْجِحُ، ثقل فَلم يخف، وَهُوَ مثل.
والرَّجاحَةُ: الْحلم، على الْمثل أَيْضا، وهم مِمَّا يصفونَ الْحلم بالثقل كَمَا يصفونَ ضِدّه بالخفة والعجل. وَقوم رُجَّحٌ ورُجُحٌ ومَرَاجِيحُ ومَراجحُ، حلماء، واحدهم مِرْجَح ومِرْجاحٌ، وَقيل: لَا وَاحِد للمَرَاجح وَلَا المَرَاجيحِ من لَفْظهمَا. والحلم الراجحُ: الَّذِي يرزن بِصَاحِبِهِ.
وناوأنا قوما فرجَحْناهُمْ، أَي كُنَّا أوزن مِنْهُم وأحلم.
وأرْجَحَ للرجل، أعطَاهُ رَاجِحا.
وَالْمَرْأَة رَجاحٌ وراجحٌ ثَقيلَة العجيزة، من نسْوَة رُجَّحٍ، قَالَ:
إِلَى رُجّحِ الأكْفالِ هِيفٍ خُصُوُرها ... عِذَابِ الثَّنايا رِيقُهُنَّ طَهُورُ
وجفان رُجُح، ملاء مكتنزة. قَالَ أُميَّة ابْن أبي الصَّلْت:

(3/75)


إِلَى رُجُحٍ مِن الشِّيزَي مِلاءٍ ... لُبابَ البُرّ يُلْبَكُ بالشّهادِ
والأُرْجُوحَةُ والمَرْجوحَةُ: خَشَبَة تُؤْخَذ فَيُوضَع وَسطهَا على تل ثمَّ يجلس غُلَام على أحد طرفيها، وَغُلَام آخر على الطّرف الآخر، فترجَّح الْخَشَبَة بهما ويتحركان فيميل أَحدهمَا بِالْآخرِ.
وأراجيحُ الْإِبِل، اهتزازها فِي رتكانها. قَالَ:
عَلى رَبِذٍ سَهْوِ الأرَاجيحِ مِرْجَمِ
قَالَ أَبُو الْحسن: وَلَا أعرف وَجه هَذَا لِأَن الاهتزاز وَاحِد، والأرَاجيحُ جمع، وَالْوَاحد لَا يخبر بِهِ عَن الْجمع.
وَقد ارتجحَتْ، وناقة مِرْجاحٌ وبعير مِرَجاح.
والأرَاجيحُ، الفلوات الَّتِي تَتَرَجَّحُ فِيهَا الْإِبِل، وَلم أسمع لَهَا بِوَاحِد. قَالَ ذُو الرمة:
بلالٍ أبي عمْرو وَقد كانَ بَيْنَنا ... أرَاجيحُ يَحْسِرْنَ القِلاصَ النَّوَاجِيا
والترَجُّحُ، التذبذب بَين شَيْئَيْنِ، عَام فِي كل مَا يُشبههُ.

الْحَاء وَالْجِيم وَاللَّام
الحَجَلُ، الذّكر من القبج، الْوَاحِدَة حَجَلَةٌ، والحِجْلى، اسْم للْجمع، قَالَ:
فارْحَمْ أُصَيْبِتَي الَّذين كَأَنَّهُمْ ... حِجْلىِ تَدَرَّجُ بالشَّرَبَّةِ وُقَّعُ
والحجَلُ، صغَار الْإِبِل وَأَوْلَادهَا. قَالَ لبيد يصف الْإِبِل:
لَهَا حَجَلٌ قد قَرَّعَتْ من رُءوسهِ ... لَهَا فَوْقهُ ممَّا تُؤَلَّفُ واشِلُ
وَرُبمَا اوقعوا ذَلِك على فتايا الْمعز، قَالَ لُقْمَان العادي يخدع ابْني تقن بغنمه عَن

(3/76)


إبليهما: اشترياها ابْني تقن، إِنَّهَا المعزى حَجَلْ، بأحقيها عِجَل، يَقُول: إِنَّهَا فتية كالحَجَل من الْإِبِل. وَقَوله: بأحقيها عِجَل، أَي أَن ضروعها تضرب إِلَى أحقيها فَهِيَ كالقرب المملوءة، كل ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَرَوَاهُ بَعضهم: إِنَّهَا المعزى حِجَل، بِكَسْر الْحَاء، وَلم يفسره ابْن الْأَعرَابِي وَلَا ثَعْلَب، وَعِنْدِي أَنهم إِنَّمَا قَالُوا: حِجَل، فِي من رَوَوْهُ بِالْكَسْرِ، إتباعا للعِجَل.
والحَجَلَة: مثل الْقبَّة. وحَجَلَةُ الْعَرُوس مَعْرُوفَة، وَالْجمع حَجَلٌ وحِجالٌ. وحَجَّلَ الْعَرُوس، اتخذ لَهَا حَجَلَةً. وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:
ورَابِعةٍ أَلا أُحجِّلَ قِدْرَنا ... على لحمِها حِينَ الشِّتاءِ لَنَشْبَعا
فسره فَقَالَ: نسترها ونجعلها فِي حَجَلةٍ، أَي أَنا نطعمها الضيفان.
وحَجَلَ الْمُقَيد يَحْجُلُ ويَحْجِلُ حَجْلا وحَجَلانا: رفع رجلا وتريث فِي مَشْيه على رجل. وحَجَلَ الْغُرَاب يَحْجِلُ ويَحْجُلُ حَجْلا وحَجَلانا، وحَجَّلَ: نزا فِي مَشْيه، وَكَذَلِكَ الْبَعِير العقير. فَأَما مَا أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي من قَول الشَّاعِر:
وَإِنِّي امرُؤٌ لَا تَقْشَعِرُّ ذُؤَابَتِي ... من الذئْبِ يَعِوي والغُرَابِ المحَجَّلِ
فَإِنَّهُ رَوَاهُ بِفَتْح الْجِيم كَأَنَّهُ من التَّحْجِيلِ فِي القوائم، وَهَذَا بعيد لِأَن ذَلِك لَيْسَ بموجود فِي الْغرْبَان، وَالصَّوَاب عِنْدِي بِكَسْر الْجِيم، على انه اسْم الْفَاعِل من حَجَّلَ. وَفِي الحَدِيث: " إِن الْمَرْأَة الصَّالِحَة كالغراب الأعصم " وَهُوَ الْأَبْيَض الرجلَيْن أَو الجناحين، فَإِن ذهب إِلَى أَن هَذَا مَوْجُود فِي النَّادِر، فرواية ابْن الْأَعرَابِي صَحِيحَة.
والحَجْلُ والحِجْلُ جَمِيعًا: الخلخال، وَالْجمع أحْجالُ وحُجُولٌ.
وحِجْلا الْقَيْد: حلقتاه. قَالَ عدي ابْن زيد الْعَبَّادِيّ:
أعاذِلَ قد لاقَيْتُ مَا يَزَعُ الفَتى ... وطابَقْتُ فِي الحِجْلَينِ مَشْيَ المقيدِ
والحِجْلُ الْبيَاض، وَالْجمع أحجالٌ. والتَّحْجِيلُ بَيَاض يكون فِي قَوَائِم الْفرس كلهَا، قَالَ:

(3/77)


ذُو مَيْعَةٍ مُحَجَّل القوائمِ
وَقيل: هُوَ أَن يكون الْبيَاض فِي ثَلَاث قَوَائِم مِنْهُنَّ دون الْأُخْرَى، فِي رجل ويدين، قَالَ:
تَعادَى من قوائِمها ثَلاثٌ ... بتَحْجيلٍ، وقائمةٌ بهِيمُ
وَلِهَذَا يُقَال: مُحَجَّلُ الثَّلَاث، مُطلق يَد أَو رجل: وَهُوَ أَن يكون الْبيَاض أَيْضا فِي رجلَيْنِ وَفِي يَد وَاحِدَة، قَالَ:
مُحَجَّلُ الرّجْلَينِ منْه واليَدِ
أَو أَن يكون الْبيَاض مِنْهُ فِي الرجلَيْن دون الْيَدَيْنِ قَالَ:
ذُو غُرَّةٍ مُحَجَّلُ الرِّجْلَين
إِلَى الوظيفِ مُمْسكُ اليَديْن
أَو أَن يكون الْبيَاض فِي إِحْدَى رجلَيْهِ دون الْأُخْرَى وَدون الْيَدَيْنِ. وَلَا يكون التَّحْجيلُ فِي الْيَدَيْنِ خَاصَّة إِلَّا مَعَ الرجلَيْن، وَلَا فِي يَد وَاحِدَة دون الْأُخْرَى إِلَّا مَعَ الرجلَيْن.
والتَحْجِيلُ: بَيَاض قل أَو كثر حَتَّى يبلغ نصف الوظيف، ولون سائره مَا كَانَ، فَإِذا كَانَ بَيَاض التحْجيلِ فِي قوائمه كلهَا، قَالُوا: مُحَجَّل الأرْبَعِ.
والتَّحجيلُ بَيَاض فِي أخلاف النَّاقة من آثَار الصِّرار. والحَجْلاءُ من الضَّأْن، الَّتِي ابْيَضَّتْ أوظفتها.
وحَجَلَتْ عينه تَحْجُلُ حُجُولاً، وحجَّلت، كِلَاهُمَا: غارت، يكون ذَلِك للْإنْسَان وَالْبَعِير وَالْفرس، قَالَ:
فيُصْبحُ حاجِلةً عَيْنُهُ ... بحِنْوِ استِه، وصَلاهُ غُيوبُ
والحَوْجَلَةُ: القارورة الغليظة الْأَسْفَل. وَقيل: الحَوْجَلَةُ مَا كَانَ من الْقَوَارِير شبه قَوَارِير الذيرة، وَمَا كَانَ وَاسع الرَّأْس من صغارها شبه السكرجات وَنَحْوهَا. وَقيل: الحوْجَلَةُ

(3/78)


والحوْجَلَّةُ، القارورة فَقَط، عَن كرَاع، قَالَ: ونظيرها حَوصَلَةٌ وحوْصَلَّةٌ: وَهِي للطائر كالمعدة للْإنْسَان، ودوْخَلَةٌ ودَوْخَلَّةٌ: وَهِي وعَاء التَّمْر، وسَوجَلَةٌ وسَوْجَلَّةٌ: وَهِي غلاف القارورة. وقَوْصرَةٌ وقوصَرَّةٌ: وَهِي غلاف القارورة أَيْضا وَقَوله:
كأنَّ أعْيُنها فِيهَا الحَواجِيل
يجوز أَن يكون ألحق الْيَاء للضَّرُورَة، وَيجوز أَن يكون جمع حَوجَلَّةٍ بتَشْديد اللَّام فعوض الْيَاء من إِحْدَى اللامين.

مقلوبه: (ح ل ج)
حَلَجَ الْقطن يَحْلِجُهُ حَلْجا: ندفه. والمحْلاجُ، الَّذِي يُحْلَجُ بِهِ. والمحْلَجُ، الَّذِي يُحْلج عَلَيْهِ: وَهِي الْخَشَبَة أَو الْحجر، وَالْجمع مَحالجُ ومَحَاليجُ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلم يجمع بِالْألف وَالتَّاء، اسْتغْنَاء بالتكسير، ورُبَّ شَيْء هَكَذَا أَبُو الْحسن: لَيْسَ المحاليجُ عِنْدِي جمع محْلَجٍ كَمَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ، لِأَن مثل هَذَا قَلِيل، وَإِنَّمَا هُوَ جمع محلاج، وأحر بسيبويه انه لم يحمل محاليج على انه جمع محْلَجٍ إِلَّا بعد أَن لم يعرف محْلاجا.
وقطن حَليجٌ: مندوف مستخرج الْحبّ. وصانع ذَلِك، الحَلاَّجُ، وحرفته الحِلاجَةُ، فَأَما قَول ابْن مقبل:
كأنَّ أصْواتَها إِذا سَمِعْتَ بِها ... جَذْبُ المحابِضِ يَحْلِجْنَ المحَارِينا
ويروى: صَوت المحايض فقد روى بِالْحَاء وَالْخَاء، يَحْلِجْنَ ويَخْلِجْنَ، فَمن رَوَاهُ يحلجن، فَإِنَّهُ عَنى بالمحارين حبات الْقطن، ويحلجن يندفن، والمحابض أوتار الندافين، وَمن روى: يحلجن، فَإِنَّهُ عَنى بالمحارين قطع الشهد، ويخلجن يجذبن ويستخرجن، والمحابض المشاور.
وحَلَجَ الخبزة، دورها، والمحِلاجُ، الخشية الَّتِي يَدُور بهَا.
والحَليجَةُ، السّمن على المخض، والزبد يلقى فِي المخض فيسخنه المخض. وَقيل: الحَليجَةُ عصارة نحي أَو لبن ينتقع فِيهِ تمر، وَهِي حلوة. والحَليجُ بِغَيْر هَاء عَن كرَاع أَن يحلب اللَّبن على التَّمْر ثمَّ يماث.

(3/79)


وحَلَجَ فِي الْعَدو يَحْلجُ حَلْجا، باعد بَين خطاه. وَبينهمْ حَلْجةٌ بعيدَة أَو قريبَة أَي عقبَة سير. والحَلْجُ المر السَّرِيع.
وحَلَجَ الْمَرْأَة حَلْجا، نَكَحَهَا، وَالْخَاء أَعلَى.
وحَلَجَ السَّحَاب حَلْجا: أمطر، قَالَ سَاعِدَة ابْن جؤية الْهُذلِيّ:
أخيل برقاً مَتى حابٍ لَهُ زَجَلٌ ... إِذا يُفَتِّرُ من تَوْماضِهِ حَلجا
ويروى: خَلجا، مَتى هَاهُنَا بِمَعْنى مِنْ، أَو بِمَعْنى وسط، أَو بِمَعْنى فِي.
وَمَا تَحَلَّجَ ذَلِك فِي صَدْرِي: أَي مَا تردد فأشك فِيهِ.

مقلوبه: (ج ح ل)
الجَحْلُ، الحرباء، وَقيل: هُوَ الضَّب الْكَبِير المسن، وَقيل: هُوَ الْعَظِيم من اليعاسيب والجعلان، قَالَ عنترة:
كأنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَيْن جَحْلاً ... هَدوجا بينِ أقْلبَةٍ ملاحِ
يَعْنِي الجُعَلَ. وَالْجمع جُحُولٌ وجْحلانٌ.
والجَحْلُ: الزق، وَخص بَعضهم بِهِ الْعَظِيم مِنْهَا. وسقاء جَحْلٌ: عَظِيم. وَجَمعهَا جُحولٌ.
والجَحْلُ: الْعَظِيم الجنبين، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وضربه فَجَحَله، أَي صرعه.
والجُحالُ، السم الْقَاتِل.
وجَحْلٌ وجَحْلَةُ، اسمان.
وَامْرَأَة جَيْحَلٌ، غَلِيظَة الْخلق ضخمة. والجيْحَلُ الْعَظِيم من كل شَيْء. والجيْحَلُ الصَّخْرَة الْعَظِيمَة والملساء، قَالَ أَبُو النَّجْم:
منْه بعجُزٍ كالصّفاةِ الجيْحلِ
والجَيْحَلُ، الْجَبَل.

(3/80)


مقلوبه: (ل ح ج)
اللَّحَجُ من كسور الْعين، شبه اللحص، إِلَّا انه من تَحت وَمن فَوق.
واللَّحَجُ، الغمص.
واللَّحَجُ، غَار الْعين الَّذِي ينْبت عَلَيْهِ حرف الْحَاجِب.
واللُّحْجُ، كل ناتيء من الْجَبَل ينخفض مَا تَحْتَهُ.
واللُّحْجُ: الشَّيْء يكون فِي الْوَادي نَحْو من الدحل فِي أَسْفَله وأسفل الْبِئْر والجبل كَأَنَّهُ نقب. وَالْجمع من كل ذَلِك ألحاجٌ، لم يكسر على غير ذَلِك.
ولحى أَلحَجُّ، معوج. وَقد لحِجَ لحَجَا.
ولحِجَ بَينهم شَرّ، نشب.
ولحِجَ بِالْمَكَانِ، نشب فِيهِ وَلَزِمَه.
والملاحجُ: المضايق، وَرُبمَا سميت المحاجم مَلاحجَ.
ومنطق مُلَحَّجٌ، غير مستو، عَن ثَعْلَب وَأنْشد:
لَو قَتَلَتْ بالمنطقِ المَلجَّجِ
أَو بفَصيح لَيْسَ بالمُلَجَّجٍ
جَمِيع خَلْقِ الله لم تَحَرَّجِ
واللَّحْجُ، الْميل. والتَحَجُوا إِلَى كَذَا وَكَذَا، مالوا وألحجَهَمْ إِلَيْهِ، أمالهم. وَقَول رؤبة:
أوْ تَلْحَج الألْسُنُ فِيهَا مَلْحَجا
أَي تَقول فِينَا فتميل من الْحسن إِلَى الْقَبِيح.
ولحَّجَ عَلَيْهِ الْأَمر ولحْوَجَه، أظهر غير مَا فِي نَفسه.
وخطة مُلَحْوَجَةٌ، مخلطة عوجاء.
ولحْجٌ: اسْم مَوضِع.

(3/81)


مقلوبه: (ج ل ح)
الجَلَحُ، ذهَاب الشّعْر من مقدم الرَّأْس. وَقيل هُوَ إِذا زَاد قَلِيلا على النزعة. جَلِحَ جَلَحا فَهُوَ أجْلَحُ.
والجَلَحَةُ، انحسار الشّعْر ومنحسره عَن جَانِبي الْوَجْه.
وعنز جَلْحاءُ، جماء، على التَّشْبِيه بجلَحِ الشّعْر، وَعم بَعضهم بِهِ نَوْعي الْغنم فَقَالَ: شَاة جَلْحاءُ كجماء، وَكَذَلِكَ هِيَ من الْبَقر، وَقيل: هِيَ من الْبَقر، الَّتِي ذهب قرناها أُخُراً، وَهُوَ من ذَلِك لِأَنَّهُ كانحسار مقدم الشّعْر. قَالَ قيس بن عيزارة الْهُذلِيّ:
فسَكتَّهُمْ بالمالِ حَتى كأنَّهُمْ ... بواقِرُ جُلْحٌ سَكَّتتْها المراتعُ
ويروى: فأسكتَّهم. وأسكتتها المراتع.
وَأَرْض جَلْحاءُ، لَا شجر فِيهَا. وجَلحَتْ جَلَحا وجُلِحَتْ، كِلَاهُمَا: أكل كلؤها. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: جُلِحَتْ الشَّجَرَة أكلت فروعها، فَردَّتْ إِلَى الأَصْل، وَخص مرّة بِهِ الجنبة.
ونبات مَجْلُوحٌ، أكل ثمَّ نبت. والثمام المجْلُوحُ، والضعة المجْلُوحَةُ، الَّتِي أكلت ثمَّ نَبتَت، وَكَذَلِكَ غَيرهَا من الشّجر. قَالَ:
وجاوِزي ذَا السَّحَمِ المجلُوِح
وجَلَحَ المَال الشّجر يَجلَحُه جَلْحا وجلَّحه: أكله، وَقيل: أكل أَعْلَاهُ. وَنبت إجْليحٌ جُلِحَتْ أعاليه وأُكلت.
والمُجَلَّحُ، الْمَأْكُول الَّذِي ذهب فَلم يبْق مِنْهُ شَيْء، قَالَ ابْن مقبل:
ألم تَعْلَمِي ألاَّ يَذُمُّ صَحَابَتِي ... دَخِيلي إِذا اغبرَّ العِضَاهُ المجلَّحُ
وَكَذَلِكَ كلأ مجَلَّحٌ.
والمجلِّحُ، الْكثير الْأكل. وناقة مجاِلحةٌ، تَأْكُل السمر والعرفط كَانَ فِيهِ ورق أَو لم يكن.
والمجاليحُ من الْإِبِل وَالنَّخْل، اللواتي لَا يبالين قُحُوط الْمَطَر، قَالَ أَبُو حنيفَة: أنْشد

(3/82)


أَبُو عَمْرو:
غُلْبٌ مَجاليحُ عنْدَ المحْلِ كُفْأتُها ... أشْطانُها فِي عِذابِ البَحْرِ تَستَبق
الْوَاحِدَة مجْلاحٌ ومُجالحٌ.
والمُجالحُ أَيْضا، الَّتِي تدر فِي الشتَاء، وضرع مُجَالحٌ، مِنْهُ، وصف بِصفة الْجُمْلَة، وَقد يسْتَعْمل فِي الشَّاة. والمجلاحُ والمجلِّحَةُ، الْبَاقِيَة اللَّبن على الشتَاء، قل ذَلِك مِنْهَا أَو كثر. وَقيل: المجالحُ الَّتِي تقضم عيدَان الشّجر الْيَابِس فِي الشتَاء فَيبقى لَبنهَا على ذَلِك، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وَسنة مُجَلِّحَةٌ، مُجْدِبَة.
والجالِحةُ، مَا تطاير من رُءُوس النَّبَات فِي الرّيح شبه الْقطن، وَكَذَلِكَ مَا أشبهه من نسج العنكبوت وَقطع الثَّلج إِذا تهافت.
وَالْأَجْلَح، الهودج إِذا لم يكن مشرف الْأَعْلَى، حَكَاهُ ابْن جني عَن خَالِد بن كُلْثُوم، قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي، هُوَ الهودج المربع. وَأنْشد لأبي ذُؤَيْب:
ألاَّ تَكُنْ ظُعْنا تُبنَي هَوَادِجُها ... فَإِنَّهُنَّ حِسانُ الزّيّ أجْلاحُ
قَالَ ابْن جني: أجْلاحٌ جمع أجْلَحَ، وَمثله أعْزَلُ وأعْزَالٌ، وأفْعَل وأفْعالٌ قَلِيل جدا.
والتجْليحُ، السّير الشَّديد.
وجَلَّحَ فِي الْأَمر، ركب رَأسه.
وذئب مُجَلِّحٌ، جريء، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
عصافِيرٌ وذِبَّانٌ ودُودٌ ... وأجرأ من مُجَلَّحَةِ الذئابِ
وَقيل: كل مارِدٍ مقدم على شَيْء، مَجلِّحٌ.
والتَّجْليحُ، المكاشفة فِي الْكَلَام، وَهُوَ من ذَلِك.
وجُلاَحُ، والجُلاَحُ، وجُلَيحَةُ: أَسمَاء.

(3/83)


وَبَنُو جليحَةَ: بطن من الْعَرَب.
والجلْحاءُ، بلد مَعْرُوف.
ومُجَالحٌ، وَاد بتهامة، قَالَ كثير:
وَمن دُون حيثُ استُوقِدتْ من مجَالحٍ ... مَرَاحٌ ومَغْدىً للنَّوَاعِجِ سَبْسَبُ

مقلوبه: (ل ج ح)
اللُّجْجُ، نَحْو من الدحل فِي الْوَادي كاللُّحْجِ.
ولُجْحُ الْعين، كِفَّتُها كلُحْجِها. وَالْجمع من كل ذَلِك ألجاحٌ.

الْحَاء وَالْجِيم وَالنُّون
حَجَنَ الْعود يَحْجِنُهُ حَجْنا، وحَجَّنَه: عطفه. والحَجَنُ والحُجْنَةُ والتحَجُّنُ: اعوجاج الشَّيْء. والمْحجَنُ والمحْجَنةُ، الْعَصَا المعوجَّة. وكل مَعْطُوف معوجٍّ، كَذَلِك. قَالَ ابْن مقبل:
قد صَرَّحَ السَّيُر عَن كُتمانَ وابتُذِلَتْ ... وقْعُ المحَاجِنِ بالمهْرِيَّةِ الذُّقُنِ
أَرَادَ: وابتذلت المحاجنُ. وأنَّث الوقع لِإِضَافَتِهِ إِلَى المحاجِنِ.
وَفُلَان لَا يرْكض المِحْجَنَ، أَي لَا غناء عِنْده وأصل ذَلِك أَن يدْخل محْجَنٌ بَين رجْلي الْبَعِير، فَإِن كَانَ الْبَعِير بليدا لم يرْكض ذَلِك المحَجَنَ، وَإِن كَانَ ذكيا ركض المحْجَنَ وَمضى. والاحتِجانُ، الْفِعْل بالمْحجَنِ.
ومِحْجَنُ الطَّائِر منقاره لاعوجاجه.
والتحجِينُ سمة معوجة، اسْم كالتنبيت والتمتين.
وَأذن حَجْناءُ، مائلة أحد الطَّرفَيْنِ من قبل الْجَبْهَة سفلا، وَقيل: هِيَ الَّتِي أقبل أَطْرَاف إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى قبل الْجَبْهَة، وكل ذَلِك مَعَ اعوجاج.
وَشعر حَجِنٌ وأحْجَنُ، متسلسل مسترسل رجل فِي أَطْرَافه شَيْء من جعودة. وَقيل معقف. متداخل بعضه فِي بعض.
وأنف أحْجَنُ، مقبل الروثة نَحْو الْفَم. والحُجْنَةُ، مَوضِع الاعوجاج.
الحُجْنَةُ، مَا اختزنت من شَيْء واختصصت بِهِ نَفسك. واحتَجنَ الشَّيْء: احتوى عَلَيْهِ.

(3/84)


واحتَجَن عَلَيْهِ، حَجَّرَ. وحجِن عَلَيْهِ حَجَنا ضن. وحَجنَ بِهِ حَجنا، كحَجِنَ، وَهُوَ نَحْو الأول.
وحَجِنَ بِالدَّار، أَقَامَ.
وحُجْنَةُ الثمام وحَجَنَتُه، خوصته. وأحْجَنَ، خَرَجَتْ حَجَنَتُه. وَفِي حَدِيث " أصيل " حِين قدم من مَكَّة فَسَأَلَهُ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا فَقَالَ: تركتهَا قد أحْجَنَ ثمامها وأعذق إذخرها وأمشر سلمهَا. فَقَالَ: يَا أصيل، دع الْقُلُوب تقر.
والحَجَنُ قصد تنْبت فِي أَعْرَاض عيدَان الثمام والضعة.
والحَجَنُ، القضبان الْقصار الَّتِي فِيهَا الْعِنَب، واحدتها حَجَنَةٌ.
وَإنَّهُ لمِحْجَنُ مَال، يصلح المَال على يَدَيْهِ وَيحسن رَعيته، قَالَ:
قد عنَّت الجلْعَدُ شَيخا أعجَفا
مِحْجَنَ مالٍ أَيْنَمَا تَصَرَّفا
وحجَنَه عَن الشَّيْء، صدَّه، قَالَ:
ولابُدَّ للمشْغُوفِ من تَبَع الهوَى ... إِذا لم يزَعْه من هوَى النفسِ حاجِنُ
والغَزْوَة الحَجُونُ، الَّتِي تظهر غَيرهَا ثمَّ تخَالف إِلَى غير ذَلِك الْموضع، وَيُقَال: هِيَ الْبَعِيدَة، قَالَ الْأَعْشَى:
ولابُدَّ منْ غَزْوَةٍ فِي الرَّبيعِ ... حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورَا
والحَجُونُ، مَوضِع بِمَكَّة نَاحيَة من الْبَيْت، قَالَ الْأَعْشَى:
فَمَا أنتَ من أهْلِ الحَجونِ وَلَا الصَّفا ... وَلَا لكَ حَقُّ الشرْبِ من ماءِ زمزَمِ
والحَوْجَنُ، بالنُّون، الْورْد الْأَحْمَر عَن كرَاع.
وَقد سموا: حَجْنا، وحُجَيْنا، وحجْنَاء، وأحْجَنَ، وَهُوَ أَبُو بطن مِنْهُم، ومحْجَنا،

(3/85)


وَهُوَ مِحْجَنُ بن عُطَارِد الْعَنْبَري شَاعِر الْمَعْرُوف.

مقلوبه: (ح ن ج)
حَنَجَ الْحَبل يَحْنِجُه حَنْجا شدّ فتله. وابتذلت الْعَامَّة هَذِه الْكَلِمَة فَسَمت المخنث حَنَّاجا لتلويه، وَهِي فصيحة.
وحَنَجَ الشَّيْء عَن وَجهه حَنْجا، وأحْنَجه: أماله.
والحِنْجُ، الأَصْل.
والحِنْجَةُ، شَيْء من الأدوات.
وأحْنَجَ الْفرس، ضمر كأحنق.

مقلوبه: (ج ح ن)
الجَحِنْ، السَّيئ الْغذَاء. وَقيل: البطيء الشَّبَاب، وَالْأُنْثَى جَحْنَةٌ وجَحِنَةٌ، أنْشد ثَعْلَب:
كواحِدَةِ الأُدْحِىِّ لَا مُشْمَعِلَّةٌ ... وَلَا جَحْنَةٌ تحْتَ الثيابِ جَشُوبُ
وَقد جَحِنَ جَحَنا وجَحانَةً. وَقَول الشماخ:
وَقد عَرِقَتْ مغابِنُها وجادتْ ... بِدِرَّتها قِرَى جَحِنٍ قَتِينِ
أَرَادَ قرادا جعله جَحِنا لسوء غذائه. وَقَول النمر بن تولب:
فأنْبَتها نَباتا غَيرَ جَحْنٍ
إِنَّمَا هُوَ على تَخْفيف جَحِنٍ. والمجْحَنُ، كالجحِن.

مقلوبه: (ن ح ج)
النَّحْجُ: كِنَايَة عَن النِّكَاح، وَالْخَاء لُغَة.

مقلوبه: (ج ن ح)
جَنَحَ إِلَيْهِ يجْنَحُ ويجْنُحُ جُنوحا، واجتَنَح: مَال: وأجْنَحه هُوَ. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

(3/86)


فمَرَّ بالطيرِ مِنْهُ فاعِمٌ كَدِرٌ ... فِيهِ الظِباءُ وَفِيه العُصْمُ أجناحُ
إِنَّمَا هُوَ جمع جانحٍ، كشاهد وأشهاد، وَأَرَادَ موائل.
وجَنَحَ الرجل واجتَنَح، مَال على أحد شقيه وانحنى فِي قوسه.
وجَنَحَ اللَّيْل يَجْنَحُ جُنُوحا: أقبل.
وجِنْحُ اللَّيْل وجُنْحُهُ: جَانِبه، وَقيل: قِطْعَة مِنْهُ نَحْو النّصْف.
وجَناحُ الطَّائِر، مَا يخْفق بِهِ فِي الطيران، وَالْجمع أجنِحَةٌ وأجْنُحٌ.
وجَنَح الطَّائِر يجنَحُ جُنُوحا، إِذا كسر من جَناحَيْهِ وَوَقع إِلَى الأَرْض كاللاجئ إِلَى شَيْء. وجَناحُ الطَّائِر، يَده. وجَناحُ الْإِنْسَان عضده وَيَده، وَفِي التَّنْزِيل: (واضْمُمْ إليكَ جَناحَكَ من الرَّهْبِ) وَجمعه أجْنِحَةٌ وأجْنُحٌ، حكى الْأَخِيرَة عَن ابْن جني وَقَالَ: كسروا الجَناحَ، وَهُوَ مُذَكّر، على أفْعُلٍ وَهُوَ من تكسير الْمُؤَنَّث، لأَنهم ذَهَبُوا بالتأنيث إِلَى الريشة. وَكله رَاجع إِلَى الْميل لِأَن جَناحَ الْإِنْسَان والطائر فِي أحد شقيه.
وجَنَحَهَ يَجْنَحُه جَنحا: أصَاب جَناحَه.
وجَناحا الْعَسْكَر: جانباه.
وجَناحا الْوَادي: مجريان عَن يَمِينه وشماله.
وجَناحُ الرَّحَى: ناعورها.
وجَناحا النصل: شفرتاه.
والجَوَانُح: أَوَائِل الضلوع مِمَّا يَلِي الصَّدْر، سميت بذلك لجُنُوحِها على الْقلب، وَقيل: الجَوَانحُ، الضلوع الْقصار الَّتِي فِي مقدم الصَّدْر، الْوَاحِدَة جانحَةٌ. وَقيل: الجوَانحُ من الْبَعِير وَالدَّابَّة: مَا وَقعت عَلَيْهِ الْكَتف، وَهِي من الْإِنْسَان الدَّأيُ، وَهن مَا كَانَ من قبل الظّهْر، وَهن سِتّ: ثَلَاث عَن يَمِينك وَثَلَاث عَن شمالك.
وجُنِحَ الْبَعِير، انْكَسَرت جَوَانحُه من الْحمل الثقيل. وجَنَحَ الْبَعِير يَجْنَحُ جُنُوحا، انْكَسَرَ أول ضلوعه مِمَّا يَلِي الصَّدْر.
وناقة مُجَنَّحَةُ الجنبين واسعتهما. وجَنَحَت الْإِبِل، خفضت سوالفها فِي السّير، وَقيل: أسرعت.

(3/87)


وجَنَحَت السَّفِينَة تجْنَحُ جُنُوحا، انْتَهَت إِلَى المَاء الْقَلِيل فلزقت بِالْأَرْضِ فَلم تمض.
واجتنح الرجل فِي مَقْعَده على رَحْله، إِذا انكب على يَدَيْهِ كالمتكئ على يَد وَاحِدَة.
والمِجْنَحَةُ، قِطْعَة أَدَم تطرح على مقدم الرحل يَجْتَنُحُ عَلَيْهَا الرَّاكِب.
والجُنَاحُ، الْميل إِلَى الْإِثْم، وَقيل: هُوَ الْإِثْم عَامَّة.
والجُناحُ، مَا تحمل من الْهم والأذى، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
ولاقَيْتُ من جُمْلٍ وأسْبابِ حُبِّها ... جُناحَ الَّذِي لاقَيتُ من تِرْبها قبْلُ
قَالَ: وأصل ذَلِك من الجُناحِ الَّذِي هُوَ الْإِثْم.
وَيُقَال: أَنا إِلَيْك بجُناحٍ، أَي متشوق. كَذَا حَكَاهُ بِضَم الْجِيم وَأنْشد:
يَا لَهْفَ نفسِي بعد أُسْرَةِ واهبٍ ... ذَهَبُوا، وكنْتُ إليهمُ بجُناحِ
بِالضَّمِّ، أَي: متشوقا.
وجَنَحَ الرجل يَجْنَحُ جُنُوحا، أعْطى بِيَدِهِ.
وجنَاحٌ، اسْم رجل، وَاسم ذِئْب، قَالَ:
مَا رَاعَني إلاَّ جَناحٌ هابِطا ... على الجدارِ قُوطَها العُلابِطا
وجَناحٌ اسْم جبل، قَالَ الرَّاعِي:
دَعَتْنا فألْوَتْ بالنصيفِ ودُونها ... جَناحٌ ورُكْنٌ من خَنُوفَةَ ثهْمَدِ
والجَناحُ، اسْم فرس مَعْرُوف، قَالَ يزِيد ابْن المخزم:
أُجالِدُهم لَدَى كفَل الجَناحِ
وجَنَّاحٌ اسْم فرس عكاشة بن مُحصن شهد عَلَيْهِ يَوْم السَّرْح، وجَنَّاحٌ اسْم رجل.

(3/88)


وجَنَّاحٌ، اسْم خباء أبي مهدية الْأَعرَابِي وَفِيه يَقُول:
عَهْدِي بجَنَّاحٍ إِذا مَا اهتزّا
وأذْرَت الرّيحُ تُرَابا نَزَّا
أَن سوفَ تمْضِيهِ وَمَا ارمَأزَّا
تمضيه، أَي تمْضِي عَلَيْهِ.

مقلوبه: (ن ج ح)
النُّجْحُ والنَّجاحُ: الظفر بالشَّيْء. وَقد نجحَتْ حَاجَتي، وأنجحَت. ونجحَها الله، وأنجَحَها: أسعفني بإدراكها، حكى الأول الهجري وَقَالَ: دَعَا أَعْرَابِي فَقَالَ: نَجَحَ الله لَك الْعَمَل والأمل. وَقَول أبي ذُؤَيْب:
فِيهِنَّ أُمُّ الصُّبَيَّين الَّتِي تَبَلتْ ... قلبِي فَلَيْسَ لَهَا مَا عشْتُ إنجاحُ
أَرَادَ: فَلَيْسَ لحبي وسعيي فِيهَا إنجاحٌ مَا عِشْت.
وسير ناجحٌ ونجيحٌ، وشيك. وَكَذَلِكَ الْمَكَان قَالَ:
يُغَبِّقُهُنَّ قرَبا نَجيحا
وَقَالَ لبيد:
فمَضَيْنا فقَضَيْنا ناجحا ... مَوْطنا نَسْألُ عَنهُ مَا فَعَلَ
ونَهْضٌ نَجيحٌ، مجد، قَالَ أَبُو خرَاش الْهُذلِيّ:
يُقَرّبُه النهْضُ النجيحُ لمَا يرَى ... وَمِنْه بُدوٌّ تارَةً ومُثُولُ
ورأي نَجيحٌ، صَوَاب.
وتَناجَحَتْ عَلَيْهِ أحلامه، تتَابع صدقهَا.

(3/89)


وَقد سموا: نُجْحاً، ونَجيحا، ومُنْجِحا، ونَجاحا.

الْحَاء وَالْجِيم وَالْفَاء
الحَجَفُ: ضرب من الترسة، واحدته حجَفَةٌ. وَقيل هِيَ من الْجُلُود خَاصَّة، وَقيل هِيَ جُلُود من جُلُود الْإِبِل يُطَاق بَعْضهَا بِبَعْض قَالَ الْأَعْشَى:
لَسْنا بعيرٍ وبيتِ اللهِ مائرَةٍ ... لكنْ علينا دروعُ القومِ والحَجَفُ
والحُجافُ: مَا يعتري من كَثْرَة الْأكل، أَو من أكل شَيْء لَا يلائم. وَقيل: هُوَ أَن يَقع عَلَيْهِ الْمَشْي والقيء من التُّخمَة. وَرجل مَحْجُوفٌ قَالَ رؤبة:
يَا أَيهَا الدَّارئ كالمنْكُوفِ
والمتشكِّي مَغْلَةَ المجحُوفِ
الدارئ: الَّذِي درأت غدته أَي خرجت، والمنكوف: الَّذِي يشتكي نكفتيه وهما الغدتان اللَّتَان فِي رأدي اللحيين.
وجَحَفَةُ أَبُو ذرْوَة بن جَحَفَة، قَالَ ثَعْلَب: هُوَ من شعرائهم.

مقلوبه: (ح ف ج)
الحَفَنْجَي: الرخو الَّذِي لَا غناء عِنْده.

مقلوبه: (ج ح ف)
جَحَفَ الشَّيْء يَجْحَفُه جَحْفا: قشره.
والجَحْفُ والمجاحَفَةُ: أَخذ الشَّيْء واجترافه، إِلَّا أَن الاجتراف للشَّيْء الْكثير، والجَحْف للْمَاء والكرة وَنَحْوهمَا.
وسيل جُحافٌ: يذهب بِكُل شَيْء. وَقد اجْتَحَفَه.
والجُحْفَةُ، مَوضِع بالحجاز، زعم ابْن الْكَلْبِيّ أَن العماليق اخْرُجُوا بني عبيل، وهم إخْوَة عَاد، من يثرب فنزلوا الجُحْفةَ وَكَانَ اسْمهَا مهيعة فَجَاءَهُمْ سيل فاجْتحفُهمْ.
واجْتَحفْنا مَاء الْبِئْر، نزفناه بالكف أَو بِالْإِنَاءِ.
والجُحْفَةُ، مَا اجْتُحفَ مِنْهَا أَو بَقِي فِيهَا بعد الاجتحاف.

(3/90)


والجُحْفَةُ والجَحْفَةُ، بَقِيَّة المَاء فِي جَوَانِب الْحَوْض، الْأَخِيرَة عَن كرَاع.
والجَحْفَةُ، الْيَسِير من الثَّرِيد يكون فِي الْإِنَاء لَيْسَ يملؤه.
والجحْفَةُ أَيْضا، ملْء الْيَد.
وجَحَفَ لَهُم، غَرَفَ.
وتَجاحَفوا الكرة بَينهم، دحرجوها، بالصوالجة.
وتجاحُفُ الْقَوْم فِي الْقِتَال، تنَاول بَعضهم بَعْضًا بِالْعِصِيِّ وَالسُّيُوف. وَفِي الحَدِيث: " إِذا تَجاحَفَت قُرَيْش المُلك فاتركوا الْعَطاء " أَي تناولته. والجِحافُ مزاحمة الْحَرْب.
والجِحافُ: أَن تصيب الدَّلْو فَم الْبِئْر فتنخرق، قَالَ:
قد علمَتْ دَلْوُ بني مَنافِ
تَقْويمَ فَرْغَيْها عَن الجِحافِ
والجِحافُ، المزاولة فِي الْأَمر.
وجاحَفَ عَنهُ، كجاحش.
وَمَوْت جُحافٌ، شَدِيد، قَالَ ذُو الرمة:
وكمْ زَلَّ عَنْهَا من جُحافِ المقادِرِ
وَقيل: الجُحاف، الْمَوْت، فجعلوه اسْما لَهُ.
والمجاحَفَةُ، الدنو، وَمِنْه قَول الْأَحْنَف: إِنَّمَا أَنا لبني تَمِيم كعلبة الرَّاعِي يُجاحِفُونَ بهَا يَوْم الْورْد. وأجْحفَ بِالطَّرِيقِ، دنا مِنْهُ وَلم يخالطه. وأجْحَفَ بِالْأَمر، قَارب الْإِخْلَال بِهِ.
وسَنَةٌ مُجْحفَةٌ: مضرَّة بِالْمَالِ.
وأجْحفَ بهم الدَّهْر، استأصلهم.
والجُحْفَةُ، النقطة من المرتع فِي قرن الفلاة، وقرنها رَأسهَا وقلتها الَّتِي تشتبه بالمياه من جوانبها جَمْعَاء، فَلَا يدْرِي القارب أَي الْمِيَاه مِنْهُ أقرب بطرفها.
وجَحَفَ الشَّيْء بِرجلِهِ يَجْحَفُهُ جَحْفا، إِذا رفسه حَتَّى يَرْمِي بِهِ.

(3/91)


والجُحَافُ: وجع فِي الْبَطن يَأْخُذ من أكل اللَّحْم بحتا، كالحُجاف، وَقد جُحِف.
وجَحَّافٌ والجَحَّاف: اسْم.
وَأَبُو جُحيفة: آخر من مَاتَ بِالْكُوفَةِ من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

مقلوبه: (ف ح ج)
الفَحَجُ: تبَاعد مَا بَين أوساط السَّاقَيْن فِي الْإِنْسَان وَالدَّابَّة، وَقيل: تبَاعد مَا بَين الفخذين، وَقيل تبَاعد مَا بَين الرجلَيْن. وَقد فحَج فَحَجا وفَحَجَةً، الْأَخِيرَة عَن اللحاني، وتفحَجَّ وانفَحج، وَهُوَ أفْحَجُ. والفَحْجَل، الأفْحَجُ، زيدت اللَّام فِيهِ كَمَا قيل: عدد طيس وطيسل، أَي كثير، وَلذكر النعام هيق وهيقل، وَلَا يعرف سِيبَوَيْهٍ اللَّام زَائِدَة إِلَّا فِي عبدل.
وفَحوجٌ: اسْم.
والفُحْجُ، بطن، اسْم أَبِيهِم فَحُوجٌ.

الْحَاء وَالْجِيم وَالْبَاء
حَجَبَ الشَّيْء يَحْجُبُه حَجْبا وحِجابا، وحَجَّبَه: ستره. وَقد احتَجَبَ وتحجَّبَ.
والحاجبُ: البواب، صفة غالبة. وَجمعه، حَجَبَةٌ وحُجَّابٌ، وخطته الحِجابَةُ.
والحِجابُ: مَا احتُجِبَ بِهِ.
وكل مَا حَال بَين شَيْئَيْنِ حِجابٌ، وَالْجمع حُجُبٌ لَا غير، وَقَوله تَعَالَى: (ومن بَينا وَبَيْنك حِجابٌ) وَمَعْنَاهُ: وَمن بَيْننَا وَبَيْنك حاجز فِي النحلة وَالدّين، وَهُوَ مثل قَوْله: (قلوبُنا فِي أكِنَّةٍ) إِلَّا أَن معنى هَذَا أَنا لَا نوافقك فِي مَذْهَب.
والحجابُ: لحْمَة رقيقَة كَأَنَّهَا جلدَة قد اعترضت مستنبطة بَين الجنبين تحول بَين السحر والقصب.
وكل شَيْء منع شَيْئا فقد حجَبَه، كَمَا تحجُبُ الْأُم الْإِخْوَة عَن فريضتها.
والحاجِبانِ: العظمان اللَّذَان فَوق الْعَينَيْنِ، بلحمهما وشعرهما، صفة غالبة. وَقيل: الحاجبُ، الشّعْر النَّابِت على الْعظم، سمي بذلك لِأَنَّهُ يَحْجُبُ عَن الْعين شُعَاع الشَّمْس، قَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ مُذَكّر لَا غير. وَحكى: إِنَّه لمزجج الحواجبِ، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهُ حاجبا، قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَال فِي كل ذِي حاجبٍ.
وحاجِبُ الشَّمْس: نَاحيَة مِنْهَا، قَالَ:

(3/92)


تراءتْ لنا الشَّمْس تَحت غمامةٍ ... بَدا حاجبٌ مِنها وضَنَّت بحاجبِ
وحاجبُ كل شَيْء: حرفه. وَذكر الْأَصْمَعِي أَن امْرَأَة قدمت إِلَى رجل خبْزَة أَو قرصة فَجعل يَأْكُل من وَسطهَا فَقَالَت: كل من حَوَاجِبِها.
والحِجَابُ: مُنْقَطع الْحرَّة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فشرِبْنَ ثمَّ سمِعنَ حِسّا دُونَه ... شرَفُ الحجابِ وريْبُ قرْعٍ يُقرَعُ
وَقيل: إِنَّمَا يُرِيد حِجابَ الصَّائِد لِأَنَّهُ لابد لَهُ أَن يسْتَتر بِشَيْء.
والحَجبَتَان: حرفا الورك اللَّذَان يشرفان على الخاصرة. قَالَ طفيل:
وِرَاداً وحُوًّا مُشْرفا حَجباتُها ... بَناتُ حصانٍ قد تُعُولمَ مُنْجِبِ
والحجَبَتان: العظمان فَوق الْعَانَة المشرفان على مراق الْبَطن من يَمِين وشمال.
والحَجَبَتانِ من الْفرس: مَا أشرف على صفاق الْبَطن من وركيه.
وحاجِبٌ: اسْم. وحاجبُ الْفِيل: اسْم شَاعِر.
والحَجيبُ: مَوضِع، قَالَ الأفوه:
فَلَمَّا أَن رأونا فِي وغاها ... كآسادِ الغَرِيقةِ والحَجِيبِ
ويروى واللهيب.

مقلوبه: (ح ب ج)
حَبَجَه بالعصا يَحْبِجُهُ حَبْجا: ضربه.
وحَبَجَ يَحْبِجُ حَبْجا: ضرط.
حَبِجَت الْإِبِل حَبَجا فَهِيَ حَبِجَةٌ وحَباجَى: ورمت بطونها عَن أكل العرفج فتمرغت وزحرت.
وحُبِجَ الرجل حُباجا، وحَبِج: ورم بَطْنه وارتطم عَلَيْهِ. وَقيل الحَبَجُ، الانتفاخ حَيْثُمَا كَانَ، من دَاء أَو غَيره.

(3/93)


وَرجل حَبِجٌ: سمين.
وأحبَجَت النَّار: بَدَت بَغْتَة، وَكَذَلِكَ الْعلم، قَالَ العجاج:
عَلَوْتُ أخْشاه إِذا مَا أحْبَجا
والحَبَجُ: شجيرة سحيماء حجازية تعْمل مِنْهَا القداح، وَهِي عتيقة الْعود لَهَا وريقة تعلوها صفرَة، وَتَعْلُو صفرتها غبرة دون ورق الخباز.
والحوْبجَةُ: ورم يُصِيب الْإِنْسَان فِي يَدَيْهِ، يَمَانِية، حَكَاهَا ابْن دُرَيْد قَالَ: وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتهَا، فَلذَلِك أخرناها عَن موضعهَا.

مقلوبه: (ج ب ح)
جَبَحوا بكعابهم: رموا بهَا لينظروا أَيهَا يخرج فائزا.
والجَبْحُ والجِبْح والجُبْحُ: حَيْثُ تعسل النَّحْل إِذا كَانَ غير مَصْنُوع. وَالْجمع أجْبُحٌ وجُبُوحٌ وجِباح. وَقيل: هِيَ مَوَاضِع النَّحْل فِي الْجَبَل وفيهَا تعسل، قَالَ الطرماح:
جَني النَّحْلِ أضْحَى واتِناً بَين أجْبُحِ
وَقيل هِيَ حِجَارَة الْجَبَل، وَالْوَاحد كالواحد، والحاء لُغَة.

مقلوبه: (ب ج ح)
بجِح بَجَحا، وبجَحَ يَبْجَح، وابتَجحَ: فَرح، قَالَ:
ثُمَّ استَمَرَّ بهَا شَيْحانُ مُبْتَجحٌ ... بالبين عَنْك بِمَا يرآكَ شنآنا
وتَبَجَّحَ كابتجح. وَرجل بجَّاحٌ. وأبجَحَه الْأَمر وبجَّحه. وَفِي حَدِيث أم زرع: " وبَجَّحني فبَجَحْتُ ".
وَرجل باجحٌ: عَظِيم، من قوم بُجَّحٍ وبُجُحٍ، قَالَ رؤبة:
عليكَ سَيْبُ الخُلَفاءِ البُجَّحِ
وتَبَجَّحَ بِهِ: فَخر.

(3/94)


الْحَاء وَالْجِيم وَالْمِيم
أحْجَمَ عَن الْأَمر: كف أَو نكص هَيْبَة وَرجل مِحْجامٌ: كثير النكوص.
والحِجامُ: شَيْء يَجْعَل فِي فَم الْبَعِير أَو خطمه لِئَلَّا يعَض. وَقَالَ أَبُو حنيفَة الدينَوَرِي: هِيَ مخلاة تجْعَل على خطمه لِئَلَّا يعَض، وَقد حجَمه يحْجُمه حجما. وَرُبمَا قيل فِي الشّعْر: فلَان يَحْجُمُ فلَانا عَن الْأَمر أَي يكفه.
وإحجامُ الامرأة الْمَوْلُود، أول إرضاعة ترْضِعه، وَقد أحجمَتْ لَهُ.
وحجَم الْعظم يَحْجُمُه: عرقه.
وحَجَمَ ثدي الْمَرْأَة يَحْجُمُ حُجوما: بدا نهوده، قَالَ الْأَعْشَى:
قدْ حَجَمَ الثَّدْيُ على نَحْرِها ... فِي مَشْرِقٍ ذِي بَهْجَةٍ ناضرِ
وحجْمُ كل شَيْء: ملمسه الناتئ تَحت يدك، وَالْجمع حُجُومٌ وَقَالَ الَّلحيانيّ: " حَجْمُ الْعِظَام أَن يُوجد مس الْعِظَام من وَرَاء الْجلد " فَعبر عَنهُ تَعْبِيره عَن المصادر، فَلَا ادري اهو عِنْده مصدر أم اسْم.
والحجْمُ: المص. والحجَّامُ المصاص، وَقد حَجَمَ يَحْجَم ويحجُم حَجْما.
وحاجمٌ حجُومٌ، ومحجَمٌ: رَفِيق.
والمِحْجَمُ والمِحْجمَةُ: مَا تَحْجُمُ بِهِ، وحرفته الحِجامَةُ. واحتجَم، طلب الحِجامَةَ.
والحَوجَمَةُ: الْورْد الْأَحْمَر، وَالْجمع حُوْجَمٌ.

مقلوبه: (ح م ج)
التَّحْميجُ: فتح الْعين وتحديد النّظر كَأَنَّهُ مبهوت، قَالَ أَبُو الْعِيَال الْهُذلِيّ:
وحمَّجَ للجبانِ المو ... تُ حَتَّى قلبهُ يَجِبُ
أَرَادَ: حَمَّجَ الجبان للْمَوْت، فَقلب، وَقيل: تَحميجُ الْعَينَيْنِ، غؤورهما، وَقيل تصغيرهما لتمكين النّظر، وَقيل: إِذا تخاوص الْإِنْسَان فقد حَمَّج، وَقَوله:
وَقد يقودُ الخيلَ لم تُحمّجِ

(3/95)


فَقيل: تحميجهُا، هزالها مَعَ غؤور أعينها.
والتحميجُ، التَّغَيُّر فِي الْوَجْه من الْغَضَب وَنَحْوه.

مقلوبه: (ج ح م)
أجْحَم عَنهُ: كف، كأحْجَمَ.
وأجْحمَ الرجل: دنا أَن يهلكه.
والجحيم: النَّار الشَّدِيدَة التأجج وَقَالَ: الزّجاج: الْجَحِيم كل نَار بَعْضهَا فَوق بعض، وَهِي مُؤَنّثَة كجميع أَسمَاء النَّار وَكَذَلِكَ الجَحْمَةُ والجُحْمَةُ، قَالَ: سَاعِدَة بن جؤية:
إِن تأتِه فِي نهارِ الصَّيفِ لَا تَرَهُ ... إِلَّا يُجَمِّعُ مَا يَصْلى من الجُحَمِ
وجَحَم النَّار: أوقدها، وجحُمَتْ هِيَ جُحوما، عظمت وتأججت. وجَحِمَتْ جَحْما وجحَما: اضطرمت. وجمر جاحم: شَدِيد الاشتعال.
وجاحِمُ الْحَرْب: معظمهما، وَقيل: شدَّة الْقَتْل فِي معركتها.
والجُحامُ: دَاء يُصِيب الْإِنْسَان فِي عينه فترم، وَقيل: هُوَ دَاء يُصِيب الْكَلْب يكوى مِنْهُ بَين عَيْنَيْهِ.
وجَحْمَتا الْأسد: عَيناهُ.
وجحْمَتا الْإِنْسَان عَيناهُ، بلغَة أهل الْيمن خَاصَّة، قَالَ:
أيا جَحْمَتا بَكِّى على أُمّ واهبِ ... أكِيلَةِ قِلَّوبٍ بِبعضٍ المذانبِ
الْقُلُوب: الذِّئْب.
والتجحِيمُ: الاستثبات فِي النّظر لَا تطرف عينه، قَالَ:
كأنَّ عَيْنَيْهِ إِذا مَا جَحَّما ... عَيْنا أتانٍ تَبْتَغِي أَن تُرطَما
وَعين جاحِمَةٌ: شاخصة.

(3/96)


والأجْحَمُ: الشَّديد حمرَة الْعَينَيْنِ مَعَ سعتهما وَالْأُنْثَى جَحْماءُ، من نسْوَة جُحُمٍ وجَحْمَى.
والجوْحَمُ: الْورْد الْأَحْمَر، والأعرف تَقْدِيم الْحَاء.
وأجحمُ بن دندنة الْخُزَاعِيّ: أحد سَادَات الْعَرَب، وَهُوَ زوج خالدة بنت هَاشم ابْن عبد منَاف.

مقلوبه: (م ح ج)
محَجَ محْجا: أسْرع.
ومَحَج الْأَدِيم يَمْحَجُهُ مَحْجا: دلكه ليمرن.
ومحَجَ الْمَرْأَة يَمْحَجُها مَحْجا نَكَحَهَا والمحْجُ: مسحك شَيْئا عَن شَيْء حَتَّى ينَال الْمسْح جلد الشَّيْء لشدَّة مسحك، وَنَحْو ذَلِك. وَالرِّيح تَمْحَجُ الأَرْض محْجا، تذْهب بِالتُّرَابِ حَتَّى تتَنَاوَل من أدمة الأَرْض، قَالَ العجاج:
ومحْجُ أرواحٍ يُبارينَ الصَّبا ... أغْشَينَ مَعرُوفَ الديارِ التَّيرَبا
ويروى: التوربا، وَكِلَاهُمَا التُّرَاب.
ومحج الْعود محْجَا: قشره.
ومحَجَ الدَّلْو محْجا: خضخضها، كمخجها عَن الَّلحيانيّ، قَالَ الشَّاعِر:
قد أصبحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما
يَزيدُها مَحْجُ الدِّلا جمُوما
ويروى مخجُ الدلا، وَهِي أعرف وَأشهر.
وماحَجَه: ماطله.

(3/97)


مقلوبه: (ج م ح)
جَمَحَت الْمَرْأَة تَجْمَحُ جِماحا: خرجت من بَيت زَوجهَا إِلَى أَهلهَا قبل أَن يطلقهَا، قَالَ:
إِذا رأتني ذاتُ ضِغْنٍ حَنَّتِ
وجمَحتْ من زَوْجِها وأنَّتِ
وجمَحَ الْفرس بِصَاحِبِهِ جمْحا وجماحا: ذهب يجْرِي جَريا غَالِبا. وَفرس جامحٌ وجموحٌ، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي جَمُوحٍ سَوَاء.
وكل شَيْء مضى لشَيْء على وَجهه فقد جَمحَ، قَالَ:
إِذا عَزَمْتُ على أمْرٍ جَمَحَتُ بِهِ ... لَا كَالَّذي صَدَّ عَنهُ ثمَّ لم يُنِبِ
وجَمحت السَّفِينَة تجمَحُ جُموحا: تركت قَصدهَا فَلم يضبطها الملاحون.
وجمحوا بكعابهم: كجبَحُوا.
وتجامح الصّبيان بالكعاب، إِذا رموا كَعْبًا بكعب حَتَّى يُزِيلهُ عَن مَوْضِعه.
والجمامِيحُ: رُؤُوس الحلى والصليان وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يخرج على أَطْرَافه شبه السنبل، غير أنَّه لين كأذناب الثعالب، واحدته جُمَّاحةٌ.
والجُمَّاحُ: شَيْء يتَّخذ من الطين الْحر أَو من التَّمْر والرماد فيصلب وَيكون فِي رَأس المعراض رمى بِهِ الطير، قَالَ:
أصابَتْ حَبَّةَ القَلْبِ ... ولمْ تُخْطِئ، بجُمَّاحِ
وَقيل: الجُمَّاحُ، تَمْرَة تجْعَل على رَأس الْخَشَبَة يلْعَب بهَا الصّبيان، قَالَ الشَّاعِر:
حلَقَ الحوادثُ لمَّتي فَتركْنَ لي ... رَأساً يَصِلُّ كأنَّهُ جُمَّاحُ
وَقيل: الجُمَّاحُ، سهم يُجعل على رَأسه طين كالبندقة، يَرْمِي بِهِ الصّبيان الطير. وَقيل: الجُمَّاحُ، سهم صَغِير يلْعَب بِهِ الصّبيان، يجْعَلُونَ على رَأسه تَمْرَة لِئَلَّا يعقر، وروت الْعَرَب عَن راجز من الْجِنّ زَعَمُوا:

(3/98)


هَل يُبْلِغَنّيهِمْ إِلَى الصَباح
هَيْقٌ كأنَّ رأسَهُ جُمَّاح
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الجمَّاحُ، سهم الصَّبِي يَجْعَل فِي طرفه تَمرا معلوكا بِقدر عفاص القارورة بيكون أهْدى لَهُ، وَلَيْسَ لَهُ ريش، وَرُبمَا لم يكن لَهُ فَوق أَيْضا، قَالَ: وَجمع الجمَّاحِ جماميحُ وجمامحُ. قَالَ أَبُو الْحسن: إِنَّمَا يكون الجمامح، من ضَرُورَة الشّعْر كَقَوْل الحطيئة:
بزُبّ اللّحَى جُرْدِ الخُصَى كالجمامح
فَأَما
أَن
يُجْمَعَ
الجَمَّاحُ على جمامحَ، فِي غير ضَرُورَة الشّعْر فَلَا، لِأَن حرف اللين فِيهِ رَابِع، وَإِذا كَانَ حرف اللين رَابِعا فِي مثل هَذَا كَانَ ألفا أَو واوا أَو يَاء، فلابد من ثباتها يَاء فِي الْجمع والتصغير على مَا أحكمته صناعَة الْإِعْرَاب، فَإِذا لَا معنى لقَوْل أبي حنيفَة فِي جمع جُمَّاحٍ: جَمَاميح وجمامحُ، وَإِنَّمَا غره بَيت الحطيئة وَقد بَينا انه اضطرار.
وَقد سموا: جَمَّاحا وجُمَيحا وجُمَحا، وَهُوَ أَبُو بطن من قُرَيْش.

مقلوبه: (م ج ح)
مجَحَ يَمْجُحُ مَجْحا، كبَجَح، وتَمَجَّحَ، كتَبَجَّحَ.
وَرجل مَجَّاحٌ، بَجَّاحٌ بِمَا لَا يملك، يَمَانِية.
ومِجَاحٌ ومَجاحٌ: اسْم فرس مَعْرُوف من خيل الْعَرَب، قَالَ:
أقْدِمْ مَجاحُ إنَّه يومٌ نُكُرْ
مثْلي على مثْلك يحمي ويكُرّ
ومجَاحٌ: اسْم فرس أبي جهل بن هِشَام. ومَجاحٌ: اسْم مَوضِع، أنْشد ثَعْلَب:
لَعَنَ اللهُ بَطْنَ لَقْفٍ مَسِيلاً ... ومجَاحا، فَلَا أحِبُّ مَجَاحا
وَقد يكون مجاحا مَفْعَلاً كالمقام والمقال، فَيكون من غير هَذَا الْبَاب.

(3/99)


الْحَاء والشين وَالصَّاد
شحِصَ الرجل: لحَجَ.
وظبية شَحْص: مَهْزُولَة، عَن ثَعْلَب.
والشَحصَاءُ من الْغنم، السمينة. وَقيل: هِيَ الَّتِي لَا حمل لَهَا وَلَا لبن. والشَّحاصَةُ والشَحَصُ: القليلة اللَّبن. وَقيل: الشَّحَصُ: الَّتِي لم ينز عَلَيْهَا قطّ. الْوَاحِد والجميع فِيهِ سَوَاء.
والشَّحْصُ والشحَصُ: رَدِيُّ المَال وخشارته.

الْحَاء والشين وَالسِّين
قَالَ أَبُو حنيفَة: أَخْبرنِي بعض أَعْرَاب عمان قَالَ: الشَّحْسُ من شجر جبالنا، وَهُوَ مثل العتم وَلكنه أطول مِنْهُ، وَلَا يتَّخذ مِنْهُ القسي لصلابته، فَإِن الْحَدِيد يكل عَنهُ، وَلَو صنعت مِنْهُ القسي لم توات النزع.

الْحَاء والشين وَالزَّاي
الشَّحَزُ: كلمة مَرْغُوب عَنْهَا، يكنى بهَا عَن النِّكَاح.