المحكم والمحيط الأعظم

الْحَاء وَالْوَاو
الحُوَّةُ: سَواد إِلَى الخضرة. وَقيل: حمرَة تضرب إِلَى السوَاد. وَقد حَوِىَ حَوًى واحْوَاوَى واحوَوَّى، مشدد، واحوَوَى، فَهُوَ أحْوَى. وَالنّسب إِلَيْهِ أَحْوِىٌّ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنَّمَا ثبتَتْ الْوَاو فِي احوَوَيتُ واحَواوَيت حَيْثُ كَانَتَا وسطا كَمَا أَن التَّضْعِيف وسطا أقوى، نَحْو اقتتل، فَيكون على الأَصْل، وَإِذا كَانَ مثل هَذَا طرفا اعتل، وَمن قَالَ: احَواوَيتُ، فالمصدر احْوِيَّاءً، لِأَن الْيَاء تقلبها كَمَا قلبت وَاو أَيَّام، وَمن قَالَ: احَويَيتُ، فالمصدر احوِوَاءً لِأَنَّهُ لَيْسَ هُنَالك مَا يقلبها كَمَا كَانَ ذَلِك فِي احوِيَّاءٍ، وَمن قَالَ: قِتَّالٌ: قَالَ: حِوَّاءٌ، وَقَالُوا: حَوَيْتُ، فَصحت الْوَاو لسكون الْيَاء بعْدهَا.

(3/401)


واحْوَاوَت الأَرْض: اخضرت. قَالَ ابْن جني: وتقديرها افعالَّتْ كاحمارَّت. والكوفيون يصححون ويدغمون وَلَا يعلون، فَيَقُولُونَ: احواوَّت الأَرْض واحوَوَّتْ، وَالدَّلِيل على فَسَاد مَذْهَبهم قَول الْعَرَب: احوَوَى، على مِثَال ارعَوَى وَلم يَقُولُوا: احَووَّ.
وشفة حَوَّاءُ: حَمْرَاء تضرب إِلَى السوَاد. وَكثر فِي كَلَامهم حَتَّى سموا كل أسود أحوى.
وَقَوله، انشده ابْن الْأَعرَابِي:
كَمَا ركدت حَوَّاءُ أعْطِىَ حُكَمه ... بهَا القَينُ من عودٍ تَعلَّل جاذِبُه
يَعْنِي بالحَّواءِ بكرَة صنعت من عود أحْوى أَي أسود، وركدت دارت، وَتَكون وقفت، والقين الصَّانِع.
وجميم أحْوَى: يضْرب إِلَى السوَاد من شدَّة خضرته، وَهُوَ أنْعَمُ مَا يكون من النَّبَات، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ مِمَّا يبالغون بِهِ.
والأحْوى: فرس قُتَيْبَة بن ضرار.
والحُوَّاءُ: نبت شبه لون الذِّئْب واحدته حُوَّاءةٌ، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: والحُوَّاءةُ بقلة لَازِقَة بِالْأَرْضِ، وَهِي سهلية، ويسمو من وَسطهَا قضيب عَلَيْهِ ورق أدق من ورق الاصل، وَفِي رَأسه برعومة طَوِيلَة فِيهَا بزرها.
والحُوَّاءةُ: الرجل اللَّازِم بَيته، شبه بِهَذِهِ النبتة.
وحُوَّةُ الْوَادي: جَانِبه.
وحَوَّاءُ: زوج آدم عَلَيْهِمَا السَّلَام.
والحَوَّاءُ اسْم فرس عَلْقَمَة بن شهَاب.

ومن خَفِيف هَذَا الْبَاب
حُو: زجر للمعز. وَقد حَوْحَى بهَا.
وَلَا يعرف الحوَّ من اللَّوِّ، أَي لَا يعرف الْكَلَام الْبَين من الْخَفي.

مقلوبه: (وح وح)
الوَحْوَحَةُ: صَوت مَعَ بَحَحٍ. ووَحْوَحَ الثور، صوَّت.

(3/402)


ووحْوَح بالبقر: زجرها.
ووحْوَح الرجل من الْبرد: ردد نَفسه فِي حلقه. قَالَ الْكُمَيْت:
ووحْوَحَ فِي حِضْنِ الفتاة ضَجيعُها ... وَلم يَكُ فِي النَّكْرِ المقاليتِ مشْخَبُ
وَتركهَا تُوَحوِحُ وتَوحْوَحُ، تصوّت من الطلق بَين القوابل.
والوَحْوَحُ والوَحْواحُ: المنكمش الْحَدِيد النَّفس، قَالَ:
يَا رُبَّ شيخٍ من لُكَيْزٍ وَحْوَحِ
يَغْدُو بدَلوٍ ورِشاءٍ مُصْلَحِ
وَقَالَ:
وذُعِرتُ من زاجرٍ وَحْواحِ
والوَحْوَحُ: ضرب من الطير، قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلَا أعرف مَا صِحَّتهَا.
ووَحْوَحٌ: اسْم.
وَمن خَفِيف هَذَا الْبَاب
وَحْ وِح: زجر الْبَقر.

الثلاثي المعتل
الْحَاء وَالْكَاف والهمزة
حَكَأَ الْعقْدَة حَكْأً واحكأها: شدها. قَالَ عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ:
أجْل أنَّ اللهَ قد فَضَّلكُم ... فَوق من أحكأ صُلْباً بإزارْ
أَرَادَ: فَوق من أحْكأَ إزاراً بصلب، أَي فَوق النَّاس أَجْمَعِينَ، لِأَن النَّاس كلهم يُحكِئون

(3/403)


أزرهم بأصلابهم.
واحتكأت هِيَ: اشتدت.
واحتَكأَ العقد فِي عُنُقه: نشب.
واحتكأ الشَّيْء فِي صَدره: ثَبت.
والحُكَأَةُ: دُوَيْبَّة، قيل هِيَ العظاية الضخمة، تهمز وَلَا تهمز.

مقلوبه: (وك ح)
الاوكحُ: التُّرَاب، فَوْعَلٌ عِنْد كرَاع، وَقِيَاس قَول سِيبَوَيْهٍ أَن يكون أفعل.

الْحَاء وَالْجِيم والهمزة
حجِئ بالشَّيْء: حجأً ضنَّ. وَهُوَ حَجِئٌ. قَالَ:
فَإِنِّي بالجَموحِ وأمِّ بَكْرٍ ... ودَوْلحَ فاعلموا، حَجِئٌ ضَنينُ
وحَجِئ بِالْأَمر، فَرح بِهِ وحَجِئ بالشَّيْء وحَجَأَ بِهِ حَجَأً: تمسك بِهِ وَلَزِمَه.
وَإنَّهُ لَحَجِئ أَن يفعل كَذَا، أَي خليق لُغَة فِي حَجِيّ، عَن الَّلحيانيّ.
وانهما لَحجِئان، وَأَنَّهُمْ لحجِئونَ، وَإِنَّهَا لحَجِئةٌ، وإنهما لحجئتانِ، وإنهن لحَجَايا كَقَوْلِك: خَطَايَا.

الْحَاء والشين والهمزة
حَشَأَه بالعصى حَشْأً، ضرب بِهِ جَنْبَيْهِ وبطنه.
وحشأه بِسَهْم يحشَؤُه حَشْأ: رَمَاه.
وحشَأ الْمَرْأَة حَشْأُ: نَكَحَهَا.
وحَشَأَ النَّار: أوقدها.
والمِحْشَأُ والمِحْشَاءُ: كسَاء أَبيض صَغِير يتخذونه مئزرا، وَقيل: هُوَ كسَاء أَو إِزَار غليظ يشْتَمل بِهِ. قَالَ:
يَنْفُضْنَ بالمشافِرِ الهَدالقِ
نَفْضَكَ بالمحاشِئِ المحالِقِ

(3/404)


يَعْنِي الَّتِي تحلق الشّعْر من خشونتها.

الْحَاء وَالضَّاد والهمزة
حَضَأت النَّار حَضْأً: التهبت. وحضأها يَحضَؤُها، فتحهَا لتلتهب، وَقيل: أوقدها.
والمِحْضَأُ: الَّذِي تُحْضَأُ بِهِ النَّار.
وَقَول أبي ذُؤَيْب:
فأَطْفئ وَلَا تُوقِدْ وَلَا تَكُ مِحضَأً ... لنارِ الأعادي أَن تَطيرَ شَدَاتُها
إِنَّمَا أَرَادَ: مثل محْضَأ، لِأَن الْإِنْسَان لَا يكون مِحْضَأً، فَمن هَاهُنَا قدَّرنا فِيهِ مثل.

الْحَاء وَالصَّاد والهمزة
حَصَأَ الصَّبِي من اللَّبن حَصْأً: رضع حَتَّى تمتلئ بَطْنه، وَكَذَلِكَ الجدي إِذا رضع من اللَّبن حَتَّى تمتلئ أنفحته.
وحَصَأت النَّاقة تحْصَأ حَصْأ: اشْتَدَّ شربهَا أَو أكلهَا أَو اشتدّا جَمِيعًا.
وحَصَأ من المَاء حَصْأ: روى. وأحْصَأ غَيره، أرواه.
وحَصَأَ بهَا حَصْأً: ضرط.
وَرجل حِنْصَأٌ: ضَعِيف.

الْحَاء وَالزَّاي والهمزة
حَزَأ الْإِبِل يَحْزَؤها حَزْءاً: جمعهَا وساقها. واحزَوزأتْ هِيَ، اجْتمعت.
واحْزَوزأ الطَّائِر: ضم جناحيه وتجافى عَن بيضه. قَالَ:
مُحْزَوزئين الزِّفَّ عَن مَكَوَيْهما
وحَزَأ السَّراب الشَّخْص يَحْزؤُه حَزْءاً: رَفعه، كحَزاه يَحْزُوه.

مقلوبه: (أز ح)
أزَحَ يأزِحُ أُزواحاً وتَأزَّحَ: تباطأ وتخلَّف. وَرجل أزْوَحٌ: متقبض دَاخل بعضه فِي بعض.

(3/405)


الْحَاء والطاء والهمزة
حَطَأَ بِهِ الأَرْض حَطْأً: ضربهَا بِهِ وصرعه قَالَ:
قد حَطَأتْ أُمُّ خُثَيْمٍ بأذَنْ
بِخَارِج الخَثْلَة مَفْسوءِ القَطَنْ
أَرَادَ: بأَذَّنَ: فخفَّف.
وحَطَأَه بِيَدِهِ حَطْأً، ضربه بهَا منشورة أَي مَوضِع أَصَابَت.
وحَطَأَ الْمَرْأَة حَطْأً: نَكَحَهَا.
وحطَأَ حطْأً: ضرط.
والحَطِئُ من النَّاس، على مِثَال فعيل: الرُّذال.
والحُطَيئةُ: شَاعِر مَعْرُوف.
والحِنْطَأُوُ والحِنْطَأَوَةُ، الْعَظِيم الْبَطن. والحنْطَأُوُ الْقصير، وَقيل: الْعَظِيم. والحنْطئُ: الْقصير، وَبِه فسر السكرِي قَول الأعلم الْهُذلِيّ:
والحنطِئُ يمْ ... ثحُ بالعظيمةِ والرغائبْ

الْحَاء وَالدَّال والهمزة
الحِدَأةُ: الطَّائِر. وَالْجمع حِدَأٌ وحِداءٌ، الْأَخِيرَة نادرة، قَالَ كثير عزة:
لكَ الويلُ من عَيْنَي خُبيبٍ وثابتٍ ... وحمزةَ أشباهِ الحِدَاءِ التوائمِ
وحِدْآنٌ أَيْضا.
والحَدَأةُ: الفأس ذَات الرأسين، وَالْجمع حَدَأٌ. وَالْكَسْر لُغَة. وَقيل الحَدأة الفأس الْعَظِيمَة، وَقيل الحِدَأُ رُءُوس الفؤوس. والَحَدأةُ: نصل السهْم.
وحَدِئ بِالْمَكَانِ حَدَأ: لزق.
وحدِئ إِلَيْهِ حدأ: لَجأ.

(3/406)


وحَدِئ عَلَيْهِ حَدَأً، نَصره وَمنعه.
وحَدِئ عَلَيْهِ: غضب.
وحَدَأ الشَّيْء حدْأً: صرفه.
وَقَوْلهمْ فِي الْمثل: حِدَأَ حِدَأَ وَرَاءَك بندقة، وَهُوَ " حِدَأةُ بن نمر سعد الْعَشِيرَة " وهم بِالْكُوفَةِ، وبندقة بن مظة وَهُوَ سُفْيَان بن سلهم بن الحكم بن سعد الْعَشِيرَة، وهم بِالْيمن، فأغارت حِدَأُ على بندقة فنالت مِنْهُم، ثمَّ أغارت بندقة على حِدأ، فأبادتهم.

مقلوبه: (أح د)
الأحَدُ من الْأَيَّام مَعْرُوف، تَقول: مضى الأحَدُ بِمَا فِيهِ، فتفرد وتذكر، عَن الَّلحيانيّ. وَالْجمع آحادٌ وأُحْدانٌ.
واستأحَدَ الرجل: انْفَرد.
وَمَا استأحَدَ بِهَذَا الْأَمر: لم يشْعر بِهِ، يَمَانِية.
وأُحُدٌ: جبل.

الْحَاء وَالتَّاء والهمزة
حَتأ الثَّوْب يَحتَؤُه حَتْأ وأحْتأه: خاطه. وَقيل: خاطه الْخياطَة الثَّانِيَة، وَقيل: كَفه، وَقيل: فتل هدبه وكفه، وَقيل: فتله فتل الأكسية.
والحَتِئُ: مَا فتله مِنْهُ.
وحتَأ الْعقْدَة وأحتَأها: شدها.
وحتَأَ الْمَرْأَة يَحتَؤُها حَتْأً: نَكَحَهَا.
والحِنْتَأوُ: الْقصير الصَّغِير، مُلْحق بجردحل.

الْحَاء والظاء والهمزة
رجل حِنْظَأْوٌ: قصير، عَن كرَاع

مقلوبه: (أح ظ)
أُحاظَةُ: اسْم رجل.

الذَّال والهمزة والحاء
ذأح السقاء ذَأْحاً: نفخه، عَن كرَاع.

(3/407)


الْحَاء وَاللَّام والهمزة
الحُلاءَةُ والحَلُوءُ: الَّذِي يحك بَين حجرين ليكتحل بِهِ. وَقيل: الحَلُوءُ حجر بِعَيْنِه يستشفى من الرمد بحكاكته. حَلأَه يَحلَؤُه حَلأً وأحْلأَه، كحله بالحَلُوءِ.
وحلأه بِالسَّوْطِ وَالسيف حَلأً: ضربه. وَعم بِهِ بَعضهم فَقَالَ: حَلأَه حَلأً ضربه.
وحَّلأَ الْمَاشِيَة عَن المَاء تَحْلِيَئًاً وتَحْلِئَةً، طردها أَو حَبسهَا عَنهُ. وَكَذَلِكَ حَّلأَ الْقَوْم عَن المَاء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَالَت قريبَة: كَانَ رجل عاشق لمرأة فَتَزَوجهَا، فَجَاءَهَا النِّسَاء فَقَالَ بَعضهنَّ لبَعض:
قد طالَ مَا حَلأَّتُماها لَا تَرِدُ
فخَلِّياها والسِّجالَ تَبِتَرِدْ
وحَلأَ الجِلْدَ يَحْلَؤُه حَلأً وحَليئَةً: قشره وبشره.
والحَلاَءةُ: اسْم مَاء، قَالَ:
كأنّي أرَاهُ بالحلاءةِ شاتِياً ... تُقَشِّرُ أعْلَى أنفِه أمُّ مِرْزَمِ
والتِّحْلِئُ والتِّحلِئَةُ: شعر وَجه الأديمِ ووسَخُه وسواده. والمِحْلأَةُ مَا حُلِئَ بِهِ. وَفِي الْمثل: حَلأَتْ حالِئَةٌ عَن كوعها، أَي أَن حَلأَها عَن كوعها إِنَّمَا هُوَ حذر الشَّفْرَة عَلَيْهِ لَا عَن الْجلد، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: حَلأَتْ حالئَةٌ عَن كوعها، مَعْنَاهُ: إِنَّهَا إِذا حَلأَتْ مَا على الإهاب أخذت محْلأَةً من حَدِيد، فوها وقفاها سَوَاء، فتحلأ مَا على الإهاب من تَحْلئةٍ وَهُوَ مَا عَلَيْهِ من سوَاده ووسخه وشعره، فَإِذا لم تبالغ المِحْلأةُ وَلم تقلع ذَلِك عَن الإهاب، أخذت الحالِئَةُ نشفة، وَهُوَ حجر خشن مثقب، ثمَّ لفت جانبا من الإهاب على يَدهَا، ثمَّ اعتمدت بِتِلْكَ النشفة لتقلع عَنهُ مَا لم تخرج المِحْلأَةُ، فَيُقَال ذَلِك للَّذي يدْفع عَن نَفسه ويحض على إصْلَاح شَأْنه، وَيضْرب هَذَا الْمثل لَهُ، أَي عَن كوعها عملت مَا عملت، أَي فَهِيَ أَحَق بشيئها وعملها، كَمَا تَقول: عَن حيلتي نلْت مَا نلْت، وَعَن عَمَلي كَانَ ذَلِك. قَالَ الْكُمَيْت:

(3/408)


كَحالِئَةٍ عَن كوعِها وَهِي تَبْتَغي ... صَلاحَ أديمٍ ضَيَّعَتهْ وتَعْمَلُ
وحَلأَ بِهِ الأَرْض: ضربهَا بِهِ.
وحَلأَ الْمَرْأَة: نَكَحَهَا.
والحَلاَءة: أَرض، حَكَاهُ ابْن دُرَيْد قَالَ: وَلَيْسَ بثبت، وَعِنْدِي انه ثَبت، قَالَ صَخْر الغي:
كأنيّ أرَاهُ بالحلاءةِ شاتياً ... تُقَعْقِعُ أعْلى أنفِه أمُّ مِرْزَمِ
وَإِنَّمَا قضينا بِأَن همزتها وضعية مُعَاملَة للفظ إِذا لم تجتذبه مَادَّة يَاء وَلَا وَاو.

الْحَاء وَالنُّون والهمزة
حَنَأت الأَرْض تَحْنَأُ: اخضرت والتف نبتها.
وأخَضَرُ حانِئٌ: شَدِيد الخضرة، عَن الَّلحيانيّ.
والحِنَّاء: مَعْرُوف. وَالْجمع حُنَّانٌ عَن أبي حنيفَة وَأنْشد:
وَلَقَد أروحُ بِلِمَّةٍ فينانةٍ ... سوداءَ لم تُخْضَبْ من الحُنَّانِ
وحَنًّأ رَأسه تحنيئاً وتَحنِئَةً: خضبه بِالْحِنَّاءِ.
وَابْن حِنَّاءةَ: رجل.

مقلوبه: (أح ن)
الإحنَةُ: الحقد، وأحِنَ عَلَيْهِ أحَناً وإحْنَةً، وأحَنَ، بِالْفَتْح، عَن كرَاع. وَقد آحَنَه.

مقلوبه: (أن ح)
أنَحَ يأنِح أنْحاً وأنِيحاً وأُنوحاً، وَهُوَ مثل الزَّفِير، يكون من الْغم وَالْغَضَب والبطنة وَالسكر والغيرة. وَهُوَ أنُوحٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
سَقَيْتُ بهَا دارَها إِذْ نَأَتْ ... وصدَّقَت الخالَ فِينَا الأَنوحا
الْخَال، المتكبر.
وأنَح أَيْضا، يأنِحُ أنيحاً، تأذى من مرض أَو بهر فتَنَحْنَح وَلم يَئِن.

(3/409)


والآنِحُ والأنَوحُ والأنَاح، هَذِه الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ: الَّذِي إِذا سُئِلَ الشَّيْء تَنحنحَ بُخْلاً. وَالْفِعْل كالفعل والمصدر كالمصدر.
وَالْهَاء فِي كل ذَلِك لُغَة أَو بدل.

الْحَاء وَالْفَاء والهمزة
الحَفَأُ: البردى. وَقيل: هُوَ البردى الْأَخْضَر مَا دَامَ فِي منبته، وَقيل: هُوَ أَصله الْأَبْيَض الرطب الَّذِي يُؤْكَل، قَالَ:
كذوائبِ الحَفَأ الرطيبِ غَطا بِه ... غَيْلٌ ومَدَّ بجانبيه الطُّحلُبُ
غطا بِهِ، ارْتَفع، والغيل، المَاء الْجَارِي على وَجه الأَرْض، وَقَوله: " وَمد بجانبيه الطحلب " قيل أَن الطحلب هُنَا ارْتَفع بِفِعْلِهِ، وَقيل: مَعْنَاهُ، مد الغيل، ثمَّ اسْتَأْنف جملَة أُخْرَى يخبر أَن الطحلب بجانبيه، كَمَا تَقول: قَامَ زيد أَبوهُ يضْربهُ، وَمد: امْتَدَّ.
الْوَاحِدَة مِنْهُ حَفأةٌ.
واحتَفَأ الحفَأ: اقتلعه من منبته.
وحفَأَ بِهِ الأَرْض: ضربهَا بِهِ. وَالْجِيم لُغَة.

مقلوبه: (أف ح)
أَفِيحٌ: مَوضِع قريب من بِلَاد مذْحج، قَالَ تَمِيم بن مقبل:
وَقد جَعَلْنَ أفِيحاً عَن شمائِلها ... بانَتْ مناكبُه عَنْهَا وَلم يَبِنِ

الْحَاء وَالْبَاء والهمزة
الحَبَأُ: جليس الْملك وخاصته، وَالْجمع أَحْباءٌ. وَحكى: هُوَ حِباءِ الْملك، أَي من خاصته.

مقلوبه: (ح أب)
حافِرٌ حَوْأبٌ: مُقَعَّبٌ.
وواد حَوْأبٌ: وَاسع.
ودلو حَوْأبٌ وحَوْأبَةٌ، كَذَلِك، وَقيل: ضخمة، قَالَ:

(3/410)


حَوْأبَةٌ تُنْقِضُ بالضلوعِ
أَي تسمع للضلوع نقيضا من ثقلهَا، وَقيل: هِيَ الحوأب، وَإِنَّمَا أنث على معنى الدَّلْو. والحوأبَةُ. أضخم مَا يكون من العِلاب.
وحَوْأبٌ: مَوضِع قريب من الْبَصْرَة، وَيُقَال لَهُ أَيْضا: الحَوأبُ، قَالَ:
مَا هِيَ إِلَّا شَربَةٌ بالحوْأبِ ... فَصَعِّدى من بعدِها أَو صَوّبِى
وَقَالَ كرَاع: الحوأبُ المنهل، فَلَا أَدْرِي أهوَ جنس عِنْده، أم منهل مَعْرُوف.
والحَوْأبُ: بنت كلب بن وبرة.

الْحَاء وَالْمِيم والهمزة
الحَمْأَةُ والحَمَأ: الطين الْأسود المنتن. وَفِي التَّنْزِيل: (من حَمَأ مَسْنُونٍ) ، وَقيل: حَمَأٌ اسْم لجمع حَمْأةٍ، كحلق اسْم جمع حَلقَة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَاحِدَة الحمَأِ حَمَأةٌ، كقصبة وَاحِدَة الْقصب.
وحَمئَ المَاء حَمَأً وحَمْأً: خالطته الحمْأةُ فكدر وتغيرت رَائِحَته.
وَعين حَمِئةٌ: فِيهَا حَمْأةٌ. وَفِي التَّنْزِيل: (وجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) . وَكَذَلِكَ الْبِئْر. وأحمَأَها، جعل فِيهَا الحمْأَةَ. وحَمَأَها يَحْمَؤُها حَمْأً، أخرج حَمْأَتها وترابها.
والحَمْءُ والحَمَأُ: أَبُو زوج الْمَرْأَة، وَقيل: الْوَاحِد من أقَارِب الزَّوْج وَالزَّوْجَة، وَهِي أقَلُّهما، وَالْجمع أْحمَاءٌ.
وحمِئَ: غضب، عَن الَّلحيانيّ، وَالْمَعْرُوف عِنْد أبي عبيد: جَمِئَ بِالْجِيم.

الْحَاء وَالْيَاء وَالْهَاء
حَيْهِ: من زجر المعزى، عَن كرَاع.
وَمَا أَنْت بِحَيْهٍ، حَكَاهُ ثَعْلَب وَلم يفسره.
وَمَا عِنْده حَيهٌ وَلَا سيه، وَلَا حِيْهٌ وَلَا سيه، عَنهُ أَيْضا، وَلم يفسره. وَالسَّابِق أَن مَعْنَاهُ: مَا عِنْده شَيْء.

(3/411)


الْحَاء وَالْقَاف وَالْيَاء
حاق بِهِ الشَّيْء حَيْقاً: نزل، وَقيل: هُوَ أَن يشْتَمل على الْإِنْسَان عَاقِبَة مَكْرُوه فعله. وَفِي التَّنْزِيل: (وحاقَ بِهمْ مَا كَانُوا بِهِ يَستهزِئونَ) قَالَ ثَعْلَب: كَانُوا يَقُولُونَ: لَا عَذَاب وَلَا آخِرَة، فحاقَ بهم الْعَذَاب الَّذِي كذبُوا بِهِ.
وأحاقَة الله بِهِ: أنزلهُ.
وَشَيْء مَحيقٌ ومَحْيوقٌ: مدلوك.
وحاق فِيهِ السَّيْف حَيْقاً: كحاك.
وحَيْقٌ: مَوضِع بِالْيمن.

مقلوبه: (ق ي ح)
القيحُ: المدَّةُ الْخَالِصَة لَا يخالطها دم، وَقيل: هُوَ الصديد الَّذِي كَأَنَّهُ المَاء وَفِيه شكْلَة دم. قاح الْجرْح قَيْحا، وأقاح.

الْحَاء وَالْكَاف وَالْيَاء
حكَيْتُ فلَانا وحاكيتهُ: فعلت مثل فعله، أَو قلت مثل قَوْله سَوَاء لم أجاوزه.
وأحكَيْتُ الْعقْدَة: شددتها، كَأحْكَأْتُها. وروى ثَعْلَب بَيت عدي:
أجْلِ إنَّ اللهَ قد فضَّلكُمْ ... فوقَ من أحْكَي بِصُلْبٍ وإزارْ
أَي فَوق من شدّ إزَاره عَلَيْهِ. قَالَ: ويروى
فَوق مَا أحكى بصُلبٍ وإزارْ
وَمَا احْتَكى ذَلِك فِي صَدْرِي، أَي مَا وَقع فِيهِ.
والحكاةُ، مَقْصُور: العظاية، وَقيل: الحَكاةُ، العظاية الضخمة، وَقيل: هِيَ دَابَّة تشبه العظاية وَلَيْسَت بهَا، روى ذَلِك ثَعْلَب. وَالْجمع حكى، من بَاب طَلْحَة وطلح.

مقلوبه: (ح ي ك)
حاكَ الثَّوْب حَيْكاً وحِياكا وحياكةً: نسجه.
وحاكَ فِي مَشْيه حَيْكاً وحَيكاناً فَهُوَ حائكٌ وحَيَّاكٌ: تبختر واختال. وَقيل: الحيَكانُ أَن يُحَرك مَنْكِبَيْه وَجَسَده حِين يمشي، مَعَ كَثْرَة لحم.

(3/412)


وَجَاء يَحيكُ ويَتَحايَكُ ويَتَحيَّكُ: كَأَن بَين رجلَيْهِ شَيْئا يفرج بَينهمَا إِذا مَشى. وَرجل حَيْكانَةٌ وحَيَّاكٌ، وَالْمَرْأَة حيَّاكة وحِيْكَى، سِيبَوَيْهٍ. أَصْلهَا حُيْكَى فَكرِهت الْيَاء بعد الضمة فَكسرت الْحَاء لتسلم الْيَاء، وَالدَّلِيل على إِنَّهَا فعلى، أَن فعلى لَا تكون صفة الْبَتَّةَ، وَهَذِه المشية فِي النِّسَاء مدح وَفِي الرِّجَال ذمّ، لِأَن الْمَرْأَة تمشي هَذِه المشية من عظم فخذيها. وَالرجل يمشي هَذِه المشية إِذا كَانَ أفحج.
وحاكَ القَوْل فِي الْقلب حَيْكاً: أَخذ.
وحاكَ فِيهِ السَّيْف والفأس حَيْكاً وأحاكَ: أثَّرَ.
وأحاكَتِ الشَّفْرَة اللَّحْم وحاكَتْ فِيهِ: قطعته.

مقلوبه: (ك ي ح)
الكِيحُ والكاحُ: عرض الْجَبَل، وَقيل: هُوَ سفحه وسفح سَنَده. وَالْجمع أكياحٌ وكُيوحٌ.

الْحَاء وَالْجِيم وَالْيَاء
هُوَ حَجٍ أَن يفعل كَذَا وحَجِىٌّ وحَجَىً، أَي خليق، فَمن قَالَ حَجٍ وحَجِىٌّ، ثنى وَجمع وأنث فَقَالَ: حَجِيانِ وحَجُونَ وحَجِيَةٌ وحَجيَتانِ وحَجِياتٌ، وَكَذَلِكَ حجِىٌّ فِي كل ذَلِك، وَمن قَالَ: حَجىً لم يثن وَلَا جمع وَلَا أنث، بل كل ذَلِك على لفظ الْوَاحِد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: لَا يُقَال حَجىً. وانه لمَحجْاةٌ أَن يفعل كَذَا، قَالَ الَّلحيانيّ: لَا يثنى وَلَا يجمع بل كل ذَلِك على لفظ وَاحِد.
وَمَا أحْجاه بذلك وأَحْجِ بِهِ، أَي مَا أخلقه بذلك وأخلق بِهِ، وَهُوَ من التَّعَجُّب الَّذِي لَا فعل لَهُ.
والحِجاءُ: الزمزمة، قَالَ:
زمزمَةُ المجوسِ فِي حِجائها
وحَجَى الْوَادي: منعرجه.
والحَجا: الملجأ، وَقيل: الْجَانِب، وَالْجمع أحْجاءٌ.
والحَجاةُ: نفاخة المَاء من قطر أَو غَيره، قَالَ:

(3/413)


أُقَلِّبُ طَرْفي فِي الفوارسِ لَا أَرى ... حِزَاقاً وعَيْني كالحَجاةِ من القَطْرِ
وَرُبمَا سموا الغدير نَفسه حَجاةً. وَالْجمع من كل ذَلِك حَجىً وحُجِىٌّ.
وحَجا الشَّيْء: حرفه، قَالَ:
وَكَأن نَخلاً فِي مُطَيْطةَ ثاوِياً ... والكِمْعُ بَين قَرارِها وحَجَاها
واستَحْجَى اللَّحْم: تغير رِيحه من عَارض يُصِيب الْبَعِير وَالشَّاة أَو مَا اللَّحْم مِنْهُ. وَفِي الحَدِيث، أَن عمر رَضِي الله عَنهُ، أطاف بِنَاقَة قد انْكَسَرت فَقَالَ: وَالله مَا هِيَ بمُغدٍّ فَيَستَحجِي لَحمهَا، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين. وَإِنَّمَا حملناه هَذَا كُله على الْيَاء لأنَّا لَا نَعْرِف من أَي شَيْء انقلبت أَلفه، فجعلناه من الْأَغْلَب عَلَيْهِ وَهُوَ الْيَاء، وَبِذَلِك أوصانا أَبُو عَليّ الْفَارِسِي.
وأحْجاءٌ: اسْم مَوضِع، قَالَ الرَّاعِي:
قَوالِصُ أطْرافِ المسُوحِ كأنَّها ... برِجْلَةِ أحْجاءٍ نَعامٌ نَوافِرُ

مقلوبه: (ح ي ج)
حِجْتُ أَحيجُ حَيْجاً، احتَجْتُ، عَن كرَاع والَّلحيانيّ، وَهِي نادرة لِأَن ألف الْحَاجة وَاو، فَحكمه: حُجْتُ كَمَا حكى أهل اللُّغَة، وَلَوْلَا قَوْله: حَيْجاً، لَقلت: إِن حجْتُ فَعَلْتُ، وَإنَّهُ من الْوَاو كَمَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فِي طِحْتُ.
والحاجُ: ضرب من الشوك. وَقيل: هُوَ الْكبر، وَقيل: هُوَ نبت غير الْكبر، وَقيل: هُوَ شجر، وَقيل: هُوَ ضرب من الحمض، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحاجُ مِمَّا تدوم خضرته وَتذهب عروقه فِي الأَرْض مذهبا بَعيدا، ويتداوى بطبيخه، وَله ورق دقاق طوال كَأَنَّهُ مساوٍ للشوك فِي الْكَثْرَة، واحدته حَاجَة.
وأحاجَت الأَرْض وأحيْجَتْ: كثر بهَا الحاجُ.

مقلوبه: (ج ي ح)
جاحَهُم الله جَيْحاً وجائِحَةً: دهاهم. مصدر كالعاقبة.
وجَيْحانُ: وَاد مَعْرُوف.

(3/414)


الْحَاء والشين وَالْيَاء
الحَشَى: مَا دون الْحجاب مِمَّا فِي الْبَطن كُله من الكبد وَالطحَال والكرش وَمَا تبع ذَلِك.
والحَشَى: ظَاهر الْبَطن وَهُوَ الحضن، وَقيل: هُوَ مَا بَين ضلع الْخلف الَّتِي فِي آخر الْجنب إِلَى الورك. وَالْجمع أحْشاءٌ.
والحَشَى: الرَّبو. وَرجل حَشٍ وحشْيانُ، قَالَ أَبُو جُنْدُب:
فَنَهَنهتُ أولىَ القَومِ عَنْهُم بِضَرْبةٍ ... تَنفَّسَ عَنْهَا كُلُّ حَشيانَ مُجحرِ
وَالْأُنْثَى حَشيَةٌ وحَشْيَا. وَقد حَشِيا حَشىً.
وأرنب مَحشِّيَةُ الْكلاب: تعدو الْكلاب خلفهَا حَتَّى تنبهر.
وحَشِىَ السقاء حَشىً، صَار لَهُ من اللَّبن شبه الْجلد من بَاطِن فلصق بِالْجلدِ فَلَا يعْدم أَن ينتن فيروح.
وَأَرْض حَشاةٌ: قَليلَة الْخَيْر سَوْدَاء.
والحَشِىُّ من النبت: مَا فسد أَصله وعفن، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
كأنَّ أصواتَ شُخْبِها إِذا خَما
صَوْتُ أَفاعٍ فِي حَشِىٍّ أغْشَما
ويروى: فِي حَشِىٍّ، وَسَيَأْتِي ذكره.
وَكُنَّا فِي حَشى فلَان، أَي فِي كنفه وناحيته.
وتَحَشَّى فِي بني فلَان: إِذا اضطموا عَلَيْهِ وآووه.
وَجَاء فِي حاشِيَتِه، أَي فِي قومه الَّذين فِي حَشاه.
وَهَؤُلَاء حاشِيَتُه، أَي أَهله وخاصته. وَهَؤُلَاء حاشِيَتَه، بِالنّصب، أَي فِي ناحيته وظله.
وحاشا: من حُرُوف الِاسْتِثْنَاء. تجر مَا بعْدهَا كَمَا تجر حَتَّى مَا بعْدهَا. وحاشيْتُ من الْقَوْم فلَانا، استثنيت.

(3/415)


وَحكى الَّلحيانيّ: شتمتهم وَمَا حَشيتُ أحدا وَمَا تحَشَّيتُ، أَي مَا قلت حاشا فلَان وَمَا استثنيت مِنْهُم أحدا.
وحاشا للهِ وحاشَ: أَي بَرَاءَة لله ومعاذ الله. قَالَ الْفَارِسِي: حذفت مِنْهُ اللَّام كَمَا قَالُوا: وَلَو تَرَ مَا أهل مَكَّة، وَذَلِكَ لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال.
والحَشَا: مَوضِع، قَالَ:
إنَّ بأجزاعِ البُريراءِ فالحَشا ... فوكْزٍ إِلَى النَّقْعين من وَبِعانِ

مقلوبه: (ح ي ش)
الحَيشُ: القرع. قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:
ذلكَ بَزِّي وسَلِيهمْ إِذا ... مَا كفتِ الحَيْشُ عَن الأرجُل

مقلوبه: (ش ح ي)
شَحا فَاه يَشْحاه شَحْياً: فَتحه، وَالْوَاو أعرف.

مقلوبه: (ش ي ح)
الشَّيحُ والشائحُ والمُشِيحُ: الجاد الحذر. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
وشايَحْتَ قبل الْيَوْم انك شيحُ
وَقَالَ الأفوه:
وبِرَوضةِ السُّلاَّنِ منَّا مَشْهَدٌ ... والخيلُ شائحةٌ وَقد عظُمَ الثُّبَا
وَقَالَ:
بِذَبِّي الذمَّ عَن حَسَبي بِمَالي ... وضَربي هامَةَ البَطَلِ المشيحِ
وأشاحَ على حاجتَهِ وشايَحَ مُشايَحَةً وشياحاً.

(3/416)


والشِّياحُ: الحذار وَالْجد فِي كل شَيْء.
والشائحُ: الغيور.
وأشاحَ بِوَجْهِهِ عَن الشَّيْء: نحاه.
وهُمْ فِي مَشِيحاءِ ومَشْيوحاءَ من أَمرهم، أَي اخْتِلَاط.
والمَشْيوحاءُ: أَن يكون الْقَوْم فِي أَمر يبتدرونه.
والشِّيْحُ: ضرب من برود الْيمن.
والشِّيحُ: نَبَات سهيلي تتَّخذ مِنْهُ المكانس، وَهُوَ من الأمرار، لَهُ رَائِحَة طيبَة وَطعم مر، وَهُوَ مرعى للخيل والنَّعم، ومنابته القيعان والرياض، قَالَ:
فِي زاهِرِ الرَّوْضِ يُغَطِّى الشِّيحا
وَجمعه شِيحانٌ، قَالَ:
يلوذُ بِشيحانِ القُرى من مُسفَّةٍ ... شآميَّةٍ أَو نَفْحِ نَكْباءَ صَرْصَرِ
وَقد أشاحت الأَرْض.
والمَشيوحاءُ: الأَرْض الَّتِي تنْبت الشِّيحَ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا كثر نَبَاته بمَكَان قيل: هَذِه مشيوحاءُ.

الْحَاء وَالضَّاد وَالْيَاء
حاضَت الْمَرْأَة حَيْضا ومَحِيضاً وَهِي حائِضٌ، همزت وَإِن لم تجر على الْفِعْل لِأَنَّهُ أشبه فِي اللَّفْظ مَا اطرد همزه من الْجَارِي على الْفِعْل نَحْو قَائِم وصائم وَأَشْبَاه ذَلِك، ويدلك على أَن عين حائضٍ همزَة وَلَيْسَت يَاء خَالِصَة، كَمَا لَعَلَّه يَظُنّهُ كَذَلِك ظان، قَوْلهم: امْرَأَة زائر من زِيَارَة النِّسَاء، أَلا ترى أَنه لَو كَانَت الْعين صَحِيحَة لوَجَبَ ظُهُورهَا واوا وَأَن يُقَال: زاور؟ وَعَلِيهِ قَالُوا: العائر للرمد وَإِن لم يجر على الْفِعْل، لما جَاءَ مَجِيء مَا يجب همزه وإعلاله فِي غَالب الْأَمر، وَمثله الحائش، وَسَيَأْتِي.
وَجمع الحائضِ حوائِض وحُيَّضٌ. والحيْضَةُ، الْمرة الْوَاحِدَة. والحِيَضُة، الِاسْم. وَقيل: الحِيْضَةُ الدَّم نَفسه. والحِياضُ: دم الحَيْضَةِ قَالَ الفرزدق:
خَواقُ حياضِهن يَسيلُ سَيْلاً ... على الأعقابِ تَحسبهُ خِضَابا

(3/417)


أَرَادَ خَواقَّ، فخفَّف.
وتَحيَّضَت الْمَرْأَة، تركت الصَّلَاة أَيَّام حَيْضِها. وَفِي حَدِيث النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انه قَالَ للْمَرْأَة: " تحَيَّضِي سِتاً أَو سَبْعاً ".
والمُستَحاضَةُ: الَّتِي لَا يرقأ دم حَيْضها. وحاضَت السمرَة: خرج مِنْهَا الدودم وَهُوَ شَيْء شبه الدَّم، وَإِنَّمَا ذَلِك على التَّشْبِيه.

مقلوبه: (ض ح ي)
الضَّحْيانُ من كل شَيْء: البارز للشمس، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
وَلَو أَن الَّذِي يُتْقَى عَلَيْهِ ... بضَيْحان أشَمَّ بِهِ الوُعولُ
قَالَ ابْن جني: كَانَ الْقيَاس فِي ضَحْيانٍ ضَحْوانٌ لِأَنَّهُ من الضَّحْوةِ، أَلا ترَاهُ بارزا ظَاهرا وَهَذَا هُوَ معنى الضَّحوةِ؟ إِلَّا انه استخف بِالْيَاءِ.
وَالْأُنْثَى ضَحْيانَةٌ.
وَقَوله، انشده ابْن الْأَعرَابِي:
يَكفيكَ جَهْلَ الأحمقِ المُستَجهلِ
ضَحْيانَةٌ من عقَداتِ السَّلْسَلِ
فسره فَقَالَ: ضَحْيانَةٌ، عصى نَبتَت فِي الشَّمْس حَتَّى طبختها وأنضجتها فَهِيَ أَشد مَا تكون، وسلسل جبل من الدهناء، وشجرة طلح، فَإِذا كَانَت ضَحْيانةً وَكَانَت من طلح، ذهبت فِي الشدَّة كل مَذْهَب. وضَحِىَ للشمس وضَحَى يَضْحَى ضُحِيًّا وضُحُوّا، برز.
واستَضْحَى للشمس، برز لَهَا وَقعد عِنْدهَا فِي الشتَاء خَاصَّة.
وضواحي الرجل: مَا ضَحَى مِنْهُ للشمس وبرز، كالمنكبين والكتفين، قَالَ الشَّاعِر:
سَمينُ الضواحِي لم تُؤَرِّقْه لَيْلَة ... وأنعَمَ، أبكارُ الهمومِ وعُونُها

(3/418)


وضواحِي كلِّ شَيْء: نواحيه البارزة للشمس.
والضواحِي من النّخل: مَا كَانَ خَارج السُّور، صفة غالبة لِأَنَّهَا تضْحَى للشمس. وَفِي كتاب النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ل " أكيدر بن عبد الْملك ": " لكم الضامنة من النّخل، وَلنَا الضاحِيَةُ من البعل. يَعْنِي بالضامنة مَا أطاف بِهِ سور الْمَدِينَة.
وضَواحِي الرّوم: مَا ظهر من بِلَادهمْ وبرز.
وَلَيْلَة ضَحْياءُ وضَحْيا وضَحْيانٌ وضَحْيانةٌ وإضْحِيانٌ وإضحيانَةٌ مضيئة لَا غيم فِيهَا، وَخص بَعضهم بِهِ اللَّيْلَة الَّتِي يكون الْقَمَر فِيهَا من أَولهَا إِلَى آخرهَا.
وَيَوْم إضْحِيانٌ: مضيء لَا غيم فِيهِ، وَكَذَلِكَ قمر ضَحيانٌ: قَالَ:
مَاذَا تُلاقينَ بِسَهِب إنسانْ
من الجَعلاتِ بِهِ والعرفانْ
من ظُلُماتٍ وسِراج ضَحيانْ
وقمر إضحِيانٌ، كضَحيانٍ.
وَبَنُو ضحيانَ: بطن.
وعامر الضَّحيانُ: مَعْرُوف.
وَفَارِس الضحياءِ، مَمْدُود، من فرسانهم.
والضَّحياءُ: فرس عَمْرو بن عَامر.
وضَحياءُ: مَوضِع، قَالَ أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ:
عفَت ذاتُ عِرق عَصْلُها فرِئامُها ... فضحياؤها قَفْرٌ قد اجْلىَ سَوامُها

مقلوبه: (ض ي ح)
الضَّيحُ والضَياحُ: اللَّبن الْكثير المَاء. قَالَ: خَالِد بن مَالك الْهُذلِيّ:
يَظَلُّ المُصرِمونَ لَهُم سُجُودا ... وَلَو لم يُسْقَ عندهُمُ ضَياحُ
وَقد ضاحَه ضَيْحاً وضَيَّحه، قَالَ ابْن دُرَيْد: ضِحتُه ممات.
وكل دَوَاء أَو سم يصب فِيهِ المَاء ثمَّ يجدح: ضَياحٌ ومُضَيَّحٌ، وَقد تَضَيَّحَ.

(3/419)


وَجَاء بِالرِّيحِ والضِّيحِ، عَن أبي زيد، الضِّيحُ إتباع للريح، فَإِذا افرد لم يكن لَهُ معنى. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الْعَامَّة تَقول: جَاءَ بالضيح وَالرِّيح، وَهَذَا مَا لَا يعرف.
وضاحَت الْبِلَاد: خلت. وَفِي دُعَاء الاسْتِسْقَاء: اللَّهُمَّ ضاحَتْ بِلَادنَا. أَي خلت جدبا.
والمُتَضَيِّحُ: الَّذِي يَجِيء آخر النَّاس فِي الْورْد. وَفِي الحَدِيث: " من لم يقبل الْعذر مِمَّن تنصل إِلَيْهِ، صَادِقا كَانَ أَو كَاذِبًا، لم يرد على الْحَوْض إِلَّا مُتَضَحِّياً "، التَّفْسِير لأبي الْهَيْثَم، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
والمُضَيَّحُ: مَوضِع، قَالَ تَوْبَة:
تَرَبَّعُ لَيْلَى بالمُضَيَّحِ فالحِمَى

الْحَاء وَالصَّاد وَالْيَاء
الحَصَاةُ من الْحِجَارَة مَعْرُوفَة، وَجَمعهَا حَصَياتٌ وحَصىً وحُصِىٌّ. وَقَول أبي ذُؤَيْب:
مُصَحْصحَةٍ تَنْفي الحَصَى عَن طريقِها ... يُطَيِّرُ أحشاءَ الرعيبِ انِثرارُها
يصف طعنة يَقُول: هِيَ شَدِيدَة السيلان حَتَّى إِنَّه لَو كَانَ هُنَالك حَصىً لدفعته.
وحَصَيْتُه: ضَربته بالحَصَى.
وَأَرْض محْصاةٌ: كَثِيرَة الحَصَى.
والحصاة: دَاء يَقع فِي المثانة، وَهُوَ أَن يخثر الْبَوْل فيشتد حَتَّى يصير كالحصاة. وَقد حُصِىَ.
وحَصَاةُ الْقسم: الْحِجَارَة الَّتِي يتصافنون عَلَيْهَا المَاء.
والحَصَى: الْعدَد الْكثير، تَشْبِيها بالحصى من الْحِجَارَة فِي الْكَثْرَة. قَالَ الْأَعْشَى:
ولستَ بالأكثرِ مِنْهُم حَصىً ... وإنَّما العِزَّةُ للكاثِرِ
والحَصاةُ: الْعقل والرزانة. وَفُلَان ذُو حَصَاةٍ وأَصَاةٍ، أَي عقل ورأي.
وَمَاله حَصَاةٌ وَلَا أَصَاةٌ، أَي رَأْي يرجع إِلَيْهِ.

(3/420)


والحَصَاةُ: الْقطعَة من الْمسك.
وأحْصَى الشَّيْء: أحَاط بِهِ. وَفِي التَّنْزِيل: (وأحصى كلَّ شيءٍ عَدَدًا) .
وَقَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
فوَرَّك لَيْنًا أخلَص القَينُ أَثْرَه ... وحاشِكةً يُحصِى الشِمالَ نذيرُها
قيل: يُحْصى فِي الشِمالِ، يُؤثر فِيهَا.

مقلوبه: (ح ي ص)
حاصَ يحيصُ حَيْصًا: رَجَعَ.
وحاصَ الْفرس يَحيصُ حَيْصًا فَهُوَ حَيوصٌ، لم يستقم فِي حَضَره.
وحاصَ عَن الشَّيْء حَيْصاً وحُيوصاً وحَيَصانا وحَيْصوصَةً ومَحَاصاً ومَحيصاً، وحايَصه، وتحايَص عَنهُ: كُله، عدل وحاد.
وحاص عَن الشَّرّ: حاد عَنهُ فَسلم مِنْهُ.
والحِياصَةُ: سيرٌ فِي الحزام.
وَوَقع الْقَوْم فِي حيصَ بَيْصَ، وحِيصَ بِيصَ، وحَيْصٍ بَيْصٍ، وحاص باص: أَي فِي اخْتِلَاط من أَمر لَا مخرج لَهُم مِنْهُ.
وحَيْصَ بَيصَ: جُحر الفأر.
وانك لتحسب على الأَرْض حَيْصًا بَيْصًا: أَي ضيقَة.
والحائصُ من النِّسَاء: الضيقة، وَمن الْإِبِل: الَّتِي لَا يجوز فِيهَا قضيب الْفَحْل كَأَن بهَا رتقا.

مقلوبه: (ص ي ح)
صاحَ صَيْحةً وصِياحاً وصُياحاً، وصيَّحَ: صوَّت بأقصى طاقته، يكون ذَلِك فِي النَّاس وَغَيرهم. قَالَ:
وصاحَ غُرابُ البينِ وانشقَّت العَصَا ... ببَيْنٍ كَمَا شقَّ الأديمَ الصوانِعُ
وَقَالَ الْهُذلِيّ:

(3/421)


يُصَيِّحُ بالأسحارِ فِي كلِّ صارَةٍ ... كَمَا ناشَدَ الذمَّ الكفيلَ المعَاهِدُ
ولقيته قبل كل صَيْحٍ وَنَفر: الصيحُ الصياحُ، والنفر التَّفَرُّق.
وَغَضب من غير صيْحٍ وَلَا نفر، أَي من غير شَيْء صِيحَ بِهِ، قَالَ:
كَذوبٌ مَحولٌ يجعلُ اللهَ جُنَّةً ... لأيمانِه من غَيرِ صيْحٍ وَلَا نَفْرٍ
وَصَاح العنقود يَصيحُ، إِذا استتمَّ خُرُوجه من أكمته وَطَالَ وَهُوَ فِي ذَلِك غض.
وَقَول رؤبة:
كالكَرْمِ إِذْ نادَى من الكافورِ
إِنَّمَا أَرَادَ: صَاح، فِيمَا زعم أَبُو حنيفَة، فَلم يستقم لَهُ، فَإِن كَانَ ذَلِك فَإِنَّمَا فر من صاحَ إِلَى نَادَى، لِأَنَّهُ لَو قَالَ: صَاح من الكافور، لَكَانَ الْجُزْء مطويا، فَأَرَادَ رؤبة أَن يُسلمهُ من الطي فَقَالَ: نَادَى، فتم الْجُزْء.
وتصَيَّحَ البقل والخشب وَالشعر وَنَحْو ذَلِك: تشقق ويبس، وصَيَّحَتْه الرّيح وَالْحر.
وتَصيَّح الشَّيْء: تكسر وتشقق، وصَحَّتُه أَنا وانصاحَ الثَّوْب: تشقق من قبل نَفسه.
وانصاحت الأَرْض: تغطى بَعْضهَا بالنبات وَبَقِي بَعْضهَا فَكَانَت كَالثَّوْبِ المنشق، قَالَ عبيد:
وأمست الأرضُ والقيعانُ مثريةً ... مِن بَينِ مُرتَتِقٍ مِنْهَا ومُنْصَاحِ

(3/422)


الْحَاء وَالسِّين وَالْيَاء
الحِسْيُ: السهل من الأَرْض يستنقع فِيهِ المَاء، وَقيل: هُوَ غلظ فَوْقه رمل يجْتَمع فِيهِ مَاء السَّمَاء فَكلما نزحت دلوا جَمَّت أُخْرَى. وَحكى الْفَارِسِي عَن احْمَد ابْن يحيى: حِسْيٌ وحِسيً، وَلَا نَظِير لَهَا إِلَّا مِعْيٌ ومِعيً، وَإِنِّي من اللَّيْل وَإِنِّي. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي فِي حِسْيٍ: حَسىً، بِفَتْح الْحَاء مِثَال قفا. وَالْجمع من كل ذَلِك أحساءٌ وحِساءٌ.
واحْتَسَى حِسْياً احتفره. وَقيل: الاحتساءُ نبث التُّرَاب لخُرُوج المَاء.
واحتَسى مَا فِي نَفسه: اختبره. قَالَ:
يَقُول نِساءٌ يَحْتَسِين مودَّتي ... لِيَعلمْنَ مَا أُخفي ويعلمنَ مَا أُبدى
والحَسَي وَذُو حُسَي، مقصوران: موضعان.
وحِسْيٌ: مَوضِع. قَالَ ثَعْلَب: إِذا ذكر كثير غيقة فمعها حِسيً، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فمعها حسْنَي.

مقلوبه: (ح ي س)
الحَيْسُ: الأقط يخلط بِالتَّمْرِ وَالسمن. وحاسَه حَيْساً وحَيِّسه، خلطه. قَالَ:
وَإِذا تكون عظيمةٌ أدعَى لَهَا ... وَإِذا يُحاس الحيْسُ يُدعَى جُندبُ
وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:
عصَتُ سَجاحُ شَبَثَاً وقَيْسا
ولَقَيَتْ من النكاحِ وَيْسا
قد حيِسَ هَذَا الدينُ عِنْدِي حَيْسا
معنى حِيسَ هَذَا الدَّين: خلط كَمَا يخلط الحيْسُ، وَقَالَ مرّة: فرغ مِنْهُ كَمَا يفرغ من الحَيْسِ.
والمحيوسُ: الَّذِي أحدقت بِهِ الْإِمَاء من كل وَجه، يُشبَّه بالحيْسِ وَهُوَ يخلط خلطا شَدِيدا، وَقيل: إِذا كَانَت أمه وجدته أمَتَينِ فَهُوَ مَحْيوسٌ.

(3/423)


وَرجل حَيوسٌ: قَتَّال، لُغَة فِي حَؤوُسٍ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

مقلوبه: (س ي ح)
السَّيْحُ: المَاء الظَّاهِر الْجَارِي على وَجه الأَرْض. وَجمعه سُيوحٌ. وَقد ساح سَيْحاً وسَيَحاناً.
والسِّياحَةُ: الذّهاب فِي الأَرْض لِلْعِبَادَةِ وَالتَّرَهُّب، وَقد ساح، وَمِنْه المَسيحُ بن مَرْيَم فِي بعض الْأَقَاوِيل، كَانَ يذهب فِي الأَرْض فأينما أدْركهُ اللَّيْل صف قَدَمَيْهِ وَصلى حَتَّى الصَّباح، فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ مفعول بِمَعْنى فَاعل.
وَفِي الحَدِيث: " أُولَئِكَ أمَّةُ الهُدَى لَيْسُوا بالمسايِيح، يَعْنِي الَّذين يَسيحون فِي الأَرْض بالنميمة وَالشَّر، وسياحة هَذِه الْأمة الصّيام وَلُزُوم الْمَسَاجِد ".
وَقَوله تَعَالَى: (الحامِدونَ السائحونَ) قَالَ الزّجاج: السائحونَ فِي قَول أهل التَّفْسِير واللغة جَمِيعًا، الصائمون، قَالَ: وَمذهب الْحسن أَنهم الَّذين يَصُومُونَ الْفَرْض، وَقيل: أَنهم الَّذين يديمون الصّيام، وَهُوَ مِمَّا فِي الْكتب الأول، وَقيل إِنَّمَا قيل للصَّائِم سائح لِأَن الَّذِي يسيح متعبدا، يسيح وَلَا زَاد مَعَه، إِنَّمَا يطعم إِذا وجد الزَّاد.
والسَّيْحُ: المِسْحُ المخطط، وَقيل: السيحُ مسْحٌ مخطط يسْتَتر بِهِ ويفترش، وَقيل: السيحُ العباءة المخططة، وَقيل: هُوَ ضرب من البرود. وَجمعه سُيوحٌ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
إِنِّي وَإِن تُنكَرْ سُيوحُ عَباءتي ... شفاءُ الدَّقي يَا بَكرَ أمَّ تَميمِ
وبُردٌ مُسَيَّحٌ: مخطط.
وجراد مُسيَّحٌ كَذَلِك، قَالَ الْأَصْمَعِي: المُسَيَّحُ من الْجَرَاد، الَّذِي فِيهِ خطوط سود وصفر وبيض. واحدته مُسَيَّحةٌ.
وانْساحَ الثَّوْب وَغَيره: تشقق. وَكَذَلِكَ الصُّبْح.
وانساحَ الْبَطن: اتَّسع ودنا من السّمن.

مقلوبه: (س ح ي)
سَحا الطين يَسْحِيه ويَسْحاه سحْياً: قشره. والمِسْحاةُ: مَا سُحِيَ بِهِ، واستعاره رؤبة لحوافر الْحمر، قَالَ:

(3/424)


سَوَّى مَساحِيهنَّ تقطيطُ الحُقَقْ
واستَحَى اللَّحْم: قشره، عَن ابْن الْأَعرَابِي وكل مَا قشر عَن شَيْء سحايَةٌ.
وسيل ساحِيَةٌ: يقشر كل شَيْء ويجرفه، الْهَاء للْمُبَالَغَة.
وَأرى الَّلحيانيّ حكى: سَحَيْتُ الْجَمْر جرفته، وَالْمَعْرُوف سَخَيْتُ، بِالْخَاءِ.
وسِحايَةُ القرطاس وسِحاءَتُه، مَا أَخذ مِنْهُ، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ: وسَحا من القرطاس، أَخذ مِنْهُ شَيْئا.
وسَحا الْكتاب وسَحَّاه وأسْحاه: شده بسِحاءة.
وَمَا فِي السَّمَاء سِحاءةٌ من سَحَاب.
والسِّحاءُ: نبت تَأْكُله النَّحْل فيطيب عسلها عَلَيْهِ، واحدته سِحاءةٌ.
والسَّحاةُ، بِفَتْح السِّين وَالْقصر: شَجَرَة شاكة وثمرتها بَيْضَاء، وَهِي عشبة من عشب الرّبيع مَا دَامَت خضراء، فَإِذا يَبِسَتْ فِي القيظ فَهِيَ شَجَرَة.

الْحَاء وَالزَّاي وَالْيَاء
حَزَي حَزْياً وتَحَزَّى: تكهن. قَالَ رؤبة:
لَا يأخذُ التأفِيكُ والتحَزِّي
فِينَا وَلَا قَول العِدَى ذُو الأَزِّ
وحَزَا النخلَ حَزْياً: خَرَصه.
وحَزَي الطير حَزْياً: زجرها.
وحَزاه السراب يحْزيه حَزْياً رَفعه.
والحَزَى والحَزاءُ جَمِيعًا: نبت يشبه الكرفس، وَهُوَ من أَحْرَار الْبُقُول، ولريحه خمطة تزْعم الْأَعْرَاب أَن الْجِنّ لَا تدخل بَيْتا يكون فِيهِ الحَزَى، وَالنَّاس يشربون مَاءَهُ من الرّيح، ويعلق على الصّبيان إِذا خشِي على أحدهم أَن يكون بِهِ شَيْء. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحَزاءُ نَوْعَانِ، أَحدهمَا مَا تقدم، وَالثَّانِي شَجَرَة ترْتَفع على سَاق مِقْدَار ذراعين أَو أقل، وَلها ورقة

(3/425)


طَوِيلَة مدمجة دقيقة الْأَطْرَاف على خلقَة أكمة الزَّرْع قبل أَن تتفقأ، وَلها برمة السلمة، وَطول وَرقهَا كطول الإصبع، وَهِي شَدِيدَة الخضرة وتزداد على الْمحل خضرَة، وَهِي لَا يرعاها شَيْء، فَإِن غلط بهَا الْبَعِير فذاقها فِي ضِعَاف العشب قتلته على الْمَكَان. الْوَاحِدَة حَزاةٌ وحَزاءةٌ.

مقلوبه: (ز ي ح)
زاح الشَّيْء زَيْحاً وزُيوحاً وزِيُوحاً وزَيَحاناً، وانزاحَ: ذهب وتباعد. وأزَحْتُه.

مقلوبه: (ح ي ز)
الحَيزُ: السّير الرويد. وحازَ الْإِبِل يَحيزُها سَارهَا فِي رفق.
والتحُّيزُ: التلوّي والتقلُّب.
وتحيَّزَ الرجل: أَرَادَ الْقيام فَأَبْطَأَ ذَلِك عَلَيْهِ، وَالْوَاو فيهمَا أَعلَى.
وحَيْزِ حَيْزِ: من زجر المعزى، قَالَ:
شمطاءُ جَاءَت من بِلَاد البَرِّ
قد تركتْ حَيْزِ وَقَالَت حَرّ
وَرَوَاهُ ثَعْلَب: حَيْهِ.

الطَّاء والحاء وَالْيَاء
طَحَا الشَّيْء يَطحِيه طَحْياً: بَسطه. ومظلة طاحِيَةٌ ومَطْحِيَّةٌ: عَظِيمَة وَقد طَحاها طَحْياً.
وطَحَا بك قَلْبك يَطْحَى طحَياً: ذهب.
وَأَقْبل التيس فِي طَحيائه، أَي هبابه

مقلوبه: (ط ي ح)
طاحَ طَيْحاً: تاه. وطيحَّ نَفسه. وطاحَ الشَّيْء طَيْحاً: فنى وَذهب. وأطاحه هُوَ، أفناه وأذهبه. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
نَضْرِبُهم إِذا اللِّواءُ رَنَّقَا
ضَرْباً يُطيحُ أذرُعاً وأَسْوُقا

(3/426)


وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ:
لَيُبْكَ يزيدُ ضارِعٌ لخُصومةٍ ... ومختبطٌ مِمَّا تطِيحُ الطوائِحُ
وَقَالَ: الطوائِحُ، على حذف الزَّائِد أَو على النّسَب، قَالَ ابْن جني: أول الْبَيْت مَبْنِيّ على اطِّراح ذكر الْفَاعِل، وَأَن آخِره قد عوود فِيهِ الحَدِيث عَن الْفَاعِل لِأَن تَقْدِيره فِيمَا بعد: ليبكه مختبط مِمَّا تطِيُح الطوايحُ، فَدلَّ قَوْله: ليبك، على مَا أَرَادَ من قَوْله: ليَبْكِ.
والطائِحُ: المشرف على الْهَلَاك. وَالْفِعْل كالفعل.
وطوَّحتهم طَيحاتٌ: أهلكتهم خطوب، كَذَا حكوه، وَالصَّوَاب طَيَّحْتُهم، لقَولهم: طَيْحاتٌ.
وَذَهَبت أَمْوَالهم طَيْحاتٍ: أَي مُتَفَرِّقَة بعيدَة.
والمُطَيَّحُ: الْفَاسِد.
وطيحَّ بِثَوْبِهِ: رمى بِهِ.

الْحَاء وَالدَّال وَالْيَاء
حَدِيَ بِالْمَكَانِ حَدًي: لزمَه فَلم يبرحه.
وتَحَدَّي الرجل: تَعَمّده. وتَحدَّاه، باراه ونازعه. وَهِي الحُدَيَّا.
وَأَنا حُدَيَّاكَ فِي هَذَا الْأَمر، أَي ابرز لي فِيهِ، قَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم:
حُدَيَّا الناسِ كُلِّهم جَمِيعًا ... مُقارَعةً بنيهم عَن بَنِينا
وحُدَيَّا النَّاس: واحدهم، عَن كرَاع.

مقلوبه: (ح ي د)
الحيْدُ: مَا شخص من نواحي الشَّيْء، وَجمعه أحيادٌ وحُيودٌ. وحَيْدُ الرَّأْس، مَا شخص من نواحيه. وحَيْدُ الْجَبَل، شاخص يخرج مِنْهُ فيتقدم كَأَنَّهُ جنَاح. وكل ضلع شَدِيدَة الاعوجاج حَيْدٌ. وَكَذَلِكَ الْعظم. والحِيدُ والحُيودُ: حُرُوف قرن الوعل، قَالَ مَالك بن خَالِد الخناعي:

(3/427)


تاللهِ يَبقى على الأيامِ ذُو حِيَدٍ ... بِمُشمَخرٍّ بِهِ الظَّيَّانُ والآسُ
وحادَ عَن الشَّيْء حَيْداً وحَيَداناً ومَحِيداً وحَيْدُودةً، عدل، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ قَالَ:
يَحيدُ حذارَ الموْتِ من كلِّ رَوْعَةٍ ... ولابُدَّ من موتٍ إِذا كَانَ أَو قَتْلِ
والحَيَدَي: الَّذِي يَحِيدُ، يُقَال: حمَار حَيَدَي، قَالَ أُميَّة الْهُذلِيّ:
أَو اصْحَمَ حامٍ جَرامِيزُه ... حَزَابِيَةٍ حَيَدَي بالدِحالِ
قَالَ ابْن جني: جَاءَ بِحيَدَي للمذكر. وَقد حكى غَيره: رجل دلظي، للشديد الدّفع، إِلَّا انه قد روى مَوضِع حَيَدَي: حَيِّدٍ، فَيجوز أَن يكون هَكَذَا رَوَاهُ الْأَصْمَعِي لَا حَيَدَي. وَكَذَلِكَ أتان حَيَدَي، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
سِيبَوَيْهٍ: حادانُ، فعلان مِنْهُ، ذهب بِهِ إِلَى الصّفة، اعتلَّت ياؤه لأَنهم جعلُوا الزِّيَادَة فِي آخِره بِمَنْزِلَة مَا فِي آخِره الْهَاء، وجعلوه مُعْتَلًّا كاعتلاله، وَلَا زِيَادَة فِيهِ وَإِلَّا فقد كَانَ حكمه أَن يَصح كَمَا صَحَّ الجولان.
والحَيادُ: الطَّعَام، قَالَ الشَّاعِر:
وَإِذا الرّكابُ ترَوَّحَتْ ثمَّ اغتدتْ ... بعدَ الرَّوَاحِ فَلم تَعُجْ لحَيادِ
وحَيْدةُ: اسْم، قَالَ:
حيدةُ خالِي ولقِيطٌ وعَلِى
وحاتِمُ الطائِيُّ وهَّابُ المِئىِ
أَرَادَ: وحاتم الطَّائِي، فَحذف التَّنْوِين.
وحَيْدةُ: أَرض، قَالَ كثير:

(3/428)


ومَرَّ فأَرْوَى يَنْبُعاً فَجنُوبَهُ ... وَقد حِيدَ مِنْهُ حَيْدةٌ فَعباثِرُ
وَبَنُو حَيْدانَ: بطن، قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: هُوَ أَبُو مهرَة بن حَيْدانَ.

مقلوبه: (د ح ي)
دَحَيْتُ الشَّيْء أَدْحاه دَحْياً: بسطته، لُغَة فِي دَحَوتُه، حَكَاهَا الَّلحيانيّ. وَفِي الحَدِيث: داحِي المَدْحِيَّاتِ، يَعْنِي الْأَرْضين.
وأُدْحِىُّ النعام وإدحيتَّهُا، مبيضها، يكون من الْبَاء وَالْوَاو.
والأُدْحِىُّ: من منَازِل الْقَمَر، شبه بأُدْحِىّ النعام.
ودِحْيَةُ الْكُلِّي، حَكَاهُ ابْن السّكيت بِالْكَسْرِ وَحَكَاهُ غَيره بِالْفَتْح، قَالَ أَبُو عَمْرو: وأصل هَذِه الْكَلِمَة السَّيِّد بِالْفَارِسِيَّةِ.
وَبَنُو دُحَيّ: بطن.
والدَّحيّ: مَوضِع.

مقلوبه: (د ي ح)
دَيَّح فِي بَيته: أَقَامَ.
وديَّحَ مَاله: فرقة، كدَوَّحَة.
والدَّيْحانُ: الْجَرَاد، عَن كرَاع، لَا يعرف اشتقاقه: هُوَ عِنْد كرَاع فيعال، وَهُوَ عندنَا فعلان.

الْحَاء وَالتَّاء وَالْيَاء
حتَيتُ الثَّوْب وأحْتَيتُه: خطته، وَقيل: فتلته فتل الأكسية.
وَفرس مُحْتاتٌ: موثق الْخلق، مُشْتَقّ مِنْهُ، وَهُوَ مقلوب اللَّام إِلَى مَوضِع الْعين، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
ونَهْبٍ كجُمَّاعِ الثريا حَوَيتُه ... غِشاشاً بمحتاتِ الصّفاقَيْن خَيْفَقِ
والحتيُّ: سويق الْمقل، وَقيل: رديئه، وَقيل: يابسه، قَالَ الْهُذلِيّ:

(3/429)


لَا دَرَّ دَرِّىَ إِن أطعمتُ نازِلَكُم ... قِرْفَ الحَتِيِّ وعِنْدي البُرُّ مَكنوزُ
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحتيُّ مَا حَتَّ عَن الْمقل إِذا أدْرك فَأكل. وَقيل: الحَتِيُّ، قشر الشهد، عَن ثَعْلَب وَأنْشد:
وأتَتْه بزَغْدبٍ وحَتِي ... بعد طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمالِ
الحَتِيُّ، مَتَاع الْبَيْت. وَهُوَ أَيْضا عرق الزبيل وكفافه الَّذِي فِي شفته.

مقلوبه: (ت ي ح)
تاحَ الشَّيْء يَتيحُ: تهَيَّأ، قَالَ:
تاحَ لَهَا بعْدك حِنزابٌ وأَي
وأتاحَه الله، هيأه. وأتاح الله لَهُ خيرا وشرا وأتاحه، قدره لَهُ. وتاحَ لَهُ الْأَمر، قدر عَلَيْهِ. وَأمر مِتيَاحٌ: مُتاحٌ مُقَدّر، قَالَ:
مَا هاجَ مِتياح الهَوَى المُتاحِ
وَرجل مِتْيَحٌ: لَا يزَال يَقع فِي بلية. وقلب مِتيَحٌ، كَذَلِك. قَالَ:
أفِي أثرِ الأظعانِ عينُك تلمَحُ ... نعم لاتَ هَنَّا إِن قَلبَكَ مِتْيَحُ
وَرجل مِتْيَحٌ: يعرض فِي كل شَيْء وَيدخل فِيمَا لَا يعنيه، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، قَالَ:
إنَّ لنا لكنَّهْ
مِبَقَّةٌ مِفَنَّهْ
مِتْيَحَةٌ مِعَنَّه
وَكَذَلِكَ تَيَّحَان، وتِيَّحان، قَالَ:

(3/430)


وزَبُّوناتِ أشوسَ تَيَّحانِ
وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا فرس شَيَّئانُ وشَيَّئانُ، وَرجل هَيِّبانٌ وهَيِّبانٌ.
وَفرس مِتيَحٌ وتَيَّاحٌ وتَيِّحانٌ: يعْتَرض فِي مَشْيه نشاطا ويميل على قطريه.

الْحَاء والظاء وَالْيَاء
حُظَيُّ: اسْم رجل، عَن ابْن دُرَيْد، وَقد يجوز أَن تكون هَذِه الْيَاء واوا، على انه ترخيم تَصْغِير محظ أَي مفضل، لِأَن ذَلِك من الحُظْوَةِ.

الْحَاء والذال وَالْيَاء
وحَذَي اللَّبن اللِّسَان يَحْذِيه حَذْياً: قرصه. وَكَذَلِكَ النَّبِيذ وَنَحْوه.
وحَذَي الإهاب حَذْياً: أَكثر فِيهِ من التخريق. وحَذَي يَده بالسكين حَذْياً، قطعهَا. والحِذْيَةُ من اللَّحْم: مَا قطع طولا.
وَرجل مِحذاءٌ: يَحْذِي النَّاس.
وَجَاء الرّجلَانِ حِذْيتَينِ، أَي كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى جنب صَاحبه.
وأحْذَى الرجل: أعطَاهُ مِمَّا أصَاب.
وَالِاسْم: الحِذيَةُ والحَذِيَّةُ والحُذْيَا والحُذَيَّا.
وَأَخذه بَين الحُذَيَّا وَالْخلْسَة: أَي بَين الْهِبَة والاستلاب.
وحُذْياي من هَذَا الشَّيْء، أَي اعطني. والحُذَيَّا: هَدِيَّة الْبشَارَة.

مقلوبه: (ذ ح ي)
ذَحَتْهم الرّيح ذَحْياً، إِذا أَصَابَتْهُم وَلَيْسَ لَهُم مِنْهَا ستر، قَالَ الْهُذلِيّ:
وَنعم معرَّسُ الأضيافِ تَذحَى ... رِحالَهم شآمِيَةٌ بلَيِلُ

(3/431)


الْحَاء والثاء وَالْيَاء
الحَثْيُ: مَا رفعت بِهِ يَديك. وَقد حَثَي عَلَيْهِ التُّرَاب حَثْياً، وأحثاه. وحَثَى عَلَيْهِ التُّرَاب نَفسه. وحَثى التُّرَاب فِي وَجهه، رَمَاه.
والحَثا: التُّرَاب المَحثِيُّ أَو الحاثيِ. وتثنيته حَثَيانِ وحَثَوانِ، عَن الَّلحيانيّ.
والحَثا: حطام التِّبْن، عَنهُ أَيْضا. والحَثا أَيْضا دقاق التِّبْن، وَقيل: هُوَ التِّبْن المعتزل عَن الْحبّ، وَقيل: هُوَ أَيْضا التِّبْن خَاصَّة، قَالَ: كَأَنَّهُ حقيبة ملأى حَثى والواحدة من كل ذَلِك حَثاةٌ.
والحاثَياءُ: تُرَاب جُحر اليربوع وَقيل: جُحْره.
والحَثاةُ: أَن يُؤْكَل الْخبز بِلَا أَدَم، عَن كرَاع.

مقلوبه: (ح ي ث)
حيثُ: ظرف من الْأَمْكِنَة مُبْهَم، مضموم وَبَعض الْعَرَب يَفْتَحهُ. وَزَعَمُوا أَن أَصْلهَا الْوَاو وَإِنَّمَا قلبوا الْوَاو يَاء قلب الخفة. وَهَذَا غير قوي. وَقَالَ بَعضهم: اجْتمعت الْعَرَب على رفع حيثُ فِي كل وَجه، وَذَلِكَ أَن أَصْلهَا حَوثَ، فقلبت الْوَاو يَاء لِكَثْرَة دُخُول الْيَاء على الْوَاو فَقيل حَيْثُ، ثمَّ بنيت على الضَّم لالتقاء الساكنين، واختير لَهَا الضَّم ليشعر ذَلِك بِأَن أَصْلهَا الْوَاو، وَذَلِكَ لِأَن الضمة مجانسة للواو فكأنهم أتبعوا الضَّم الضَّم. قَالَ الْكسَائي: وَقد يكون فِيهَا النصب يحفزها مَا قبلهَا إِلَى الْفَتْح، قَالَ الْكسَائي: وَسمعت فِي بني تَمِيم من بني يَرْبُوع وطُهيَّةَ من ينصب الثَّاء على كل حَال: فِي الْخَفْض وَالنّصب وَالرَّفْع، فَيَقُول حَيْثُ الْتَقَيْنَا، وَمن حَيْثُ لَا يعلمُونَ، وَلَا يُصِيبهُ الرّفْع فِي لغتهم، وَقَالَ: سَمِعت فِي بني أَسد بن الْحَارِث بن ثَعْلَبَة وَفِي بني فقعس كلهَا، يخفضونها فِي مَوضِع الْخَفْض وينصبونها فِي مَوضِع النصب فَيَقُولُونَ: من حَيْثُ لَا يعلمُونَ، وَكَانَ ذَلِك حَيْثُ الْتَقَيْنَا. وَحكى الَّلحيانيّ عَن الْكسَائي أَيْضا، أَن مِنْهُم من يخْفض بِحيثُ، وَأنْشد:
أما ترى حَيْثُ سُهَيلٍ طالعاً

(3/432)


قَالَ: وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ.
وَقَوله، أنْشدهُ ابْن دُرَيْد:
بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثاثَا
مَوْر الكثيبِ فَجَرى وحَاثا
يجوز أَن يُرِيد: وحَثا، فَقلب.

الْحَاء وَالرَّاء وَالْيَاء
حَرَي الشَّيْء حَرْياً: نقص. وأحراه الزَّمَان.
والحارِيةُ: الأفعى الَّتِي قد كَبرت وَنقص جسمها وَلم يبْق إِلَّا رَأسهَا ونفسها وسمها. وَالذكر حَار، قَالَ:
أَو حارِياً من القُتَيْراتِ الأُوَلْ
أبَتَر قيدَ الشِّبرِ طولا أَو أقَلْ
والحَرَا والحَرَاةُ: نَاحيَة الشَّيْء.
والحَرَا: مَوضِع الْبيض، قَالَ:
بَيْضَةٌ ذادَ هَيْقُها عَن حَرَاها ... كلَّ طارٍ عَلَيْهِ أَن يَطْرَاها
وَالْجمع أحْراءٌ.
والحَرَا: الكِناسُ.
والحَرَا والحَرَاةُ: الصَّوْت، وَخص ابْن الْأَعرَابِي بِهِ مرّة صَوت الطير.
وحَرَاةُ النَّار، مَقْصُور، التهابها.
والحَرَي: الخليق، كَقَوْلِك: بالحَرَي أَن يكون ذَلِك، وَإنَّهُ لحريً بِكَذَا وحَرٍ حَرِيٌّ، فَمن قَالَ: حَريً، لم يُغَيِّرهُ عَن لَفظه فِيمَا زَاد على الْوَاحِد وَسوى بَين الجنسين، أَعنِي الْمُذكر والمؤنث لِأَنَّهُ مصدر، وَمن قَالَ: حَرٍ وحَرِيّ، ثنى وَجمع وأنث فَقَالَ: حَرِيانِ وحَرُونَ وحَرِيَةٌ وحريَتا وحَرِيَاتٌ، وحَرِيَّانِ وحَرِيُّونَ، وحَرِيَّةٌ وحَرِيَّتانِ. قَالَ الَّلحيانيّ: وَقد يجوز

(3/433)


أَن تثنى مَا لَا تجمع، لِأَن الْكسَائي حكى عَن بعض الْعَرَب أَنهم يثنون مَا لَا يجمعُونَ فَيَقُول: إنَّهُمَا لحريَّان أَن يفعلا، وَكَذَلِكَ روى بَيت عَوْف ابْن الْأَحْوَص الْجَعْفَرِي:
أوْدَى بَنِيَّ فَمَا برجْل منهمُ ... إِلَّا غُلامَا بيئَةٍ ضَنَيانِ
بِالْفَتْح، كَذَا انشده أَبُو عَليّ الْفَارِسِي وَصرح بِأَنَّهُ مَفْتُوح.
وَإنَّهُ لَمَحْرى أَن يفعل ذَلِك، عَن الَّلحيانيّ، وَإنَّهُ لمَحْرَاةٌ أَن يفعل، وَلَا يثنى وَلَا يجمع وَلَا يؤنث.
وَهَذَا الْأَمر مَحْراةٌ لذَلِك. وأَحرِ بِهِ، قَالَ:
ومُستَبْدلٍ من بعدِ غضَيَا ضُرَيمةً ... فأحْرِ بِهِ لِطولِ فَقْرٍ وأَحْرِيا
أَي: وأحْرِيَنْ.
وَمَا أحْرَاه بِهِ.
وَقَوْلهمْ فِي الرجل إِذا بلغ الْخمسين: حَرَي، قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ هُوَ حَرًي أَن ينَال الْخَيْر كُله.
وَحكى الَّلحيانيّ: مَا رَأَيْت من حرَاتِه وحَرَاه، لم يزدْ على ذَلِك شَيْئا. وحَرًي أَن يكون ذَلِك، فِي معنى عَسى.
وتَحَرَّى ذَلِك: تَعَمَّده.
وحِرَاءٌ: جبل بِمَكَّة، يذكر وَيُؤَنث، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: مِنْهُم من يصرفهُ وَمِنْهُم من لَا يصرفهُ يَجعله اسْما للبقعة، وَأنْشد:
ورُبَّ وَجْهٍ من حِراءٍ مُنْحَنِ
وَأنْشد أَيْضا:
ستَعلَمُ أيُّنا خيرا قَدِيما ... وأعظَمَنا بِبطنِ حِراءَ نَارا

(3/434)


مقلوبه: (ح ي ر)
حارَ بَصَرُه يَحارُ حَيْرةً وحَيْراً وحَيراناً، وتحَّيَر، إِذا نظر إِلَى الشَّيْء فعَشِيَ.
وتحيَّر واستحارَ وحارَ، لم يهتد لسبيله. وَهُوَ حائِرٌ وحَيْرانُ، من قوم حَيارَى، وَالْأُنْثَى حَيْرَى.
وَحكى الَّلحيانيّ: لَا تفعل ذَلِك أمك حَيْرَى، أَي مُتَحِّيرةٌ، كَقَوْلِك: أمك ثَكْلَى، وَكَذَلِكَ الْجَمِيع، يُقَال: لَا تَفعلُوا ذَلِكُم أُمَّهَاتكُم حَيْرَى.
وَقَول الطرماح:
يَطوِى البعيدَ كطَيِّ الثوبِ هِزَّتُهُ ... كَمَا تَردَّدَ بالديمُومَةِ الحارُ
أَرَادَ: الحائُر، كَمَا قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
....وهِيَ أدْماءُ سارُها
يُرِيد: سائرها.
وَقد حَّيرَه الْأَمر.
والحَيرُ: التحَيُّرُ، قَالَ:
حَيْرانُ لَا يُبْرِئُه من الحَيَرْ
وحارَ المَاء فَهُوَ حائرٌ، وتحَّيرَ: تردد. وَأنْشد ثَعْلَب:
فهُنَّ يَروِينَ بِظمءٍ قاصِرٍ ... فِي رَبَبِ الطِّينِ بماءٍ حائرٍ
والحائرُ: مُجْتَمع المَاء، وَقيل هُوَ حَوْض يسيب إِلَيْهِ مسيل المَاء من الأمطار، وَقيل: الحائر الْمَكَان المطمئن يجْتَمع فِيهِ المَاء فيتحير لَا يخرج مِنْهُ، قَالَ:
صَعدَةٌ نابِتَةٌ فِي حائر ... أيْنما الريحُ تميَّلْها تَملْ
وَقَالَ أَبُو حنيفةَ: من مُطمئنَّات الأَرْض الحائرُ، وَهُوَ المكانُ المطمئنُّ الْمُرْتَفع

(3/435)


الْحُرُوف، وَلَا يُقَال: حَيْرٌ، إِلَّا أَن أَبَا عبيد قَالَ فِي تَفْسِير رؤبة:
حَتَّى إِذا مَا هاج حِيرانُ الذُّرَقْ
الحيرانُ جمع حَيْرٍ، وَلم يقلها أحد غَيره، وَلَا قَالَهَا هُوَ إِلَّا فِي تَفْسِير هَذَا الْبَيْت، وَلَيْسَ ذَلِك أَيْضا فِي كل نُسْخَة.
وَاسْتعْمل حسان بن ثَابت الحائرَ فِي الْبَحْر فَقَالَ:
ولأنتِ أحْسَنُ إِذْ برزتِ لنا ... يومَ الخروجِ بساحةِ العَقْرِ
من دُرَّةٍ أغْلىَ بهَا مَلِكٌ ... ممَّا تربَّبَ حائرُ البَحْرِ
وَالْجمع من كل ذَلِك: حِيرَانٌ وحُورَانٌ.
وَقَالُوا: لهَذِهِ الدَّار حائرٌ وَاسع. والعامة تَقول: حَيْرٌ، وَهُوَ خطأ.
والحائِرُ: كربلاء، سميت بِأحد هَذِه الْأَشْيَاء.
واستحارَ الْمَكَان بِالْمَاءِ وتَحَّيَرَ: تمَّلأ. وتَحَيَّر فِيهِ المَاء اجْتمع. وتحَيَّرَ المَاء فِي الْغَيْم اجْتمع، وَإِنَّمَا سمي مُجْتَمع المَاء حائِراً بتَحَيُّرِه فِيهِ يرجع أقصاه إِلَى أدناه.
وتحيَّرت الأَرْض بِالْمَاءِ لكثرته، قَالَ لبيد:
حتَّى تحيَّرت الدّبَارُ كأنَّها ... زَلَفٌ وأُلقِىَ قِتْيبُها المحزومُ
الدبار المشارات، والزلف المصانع.
واستَحارَ شباب الْمَرْأَة وتَحيَّرَ، امْتَلَأَ وَبلغ الْغَايَة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
ثلاثةُ أحوالٍ فلمَّا تجرَّمَتْ ... إِلَيْنَا بسوءٍ واستحارَ شبابُها
وَقَالَ النَّابِغَة الذبياني، وَذكر فرج الْمَرْأَة:

(3/436)


وَإِذا لمسْتَ لَمستَ أجْثَمَ جاثِماً ... مُتَحِّيراً بمكانِه مِلءَ اليَدِ
والحَيِّرُ: الْغَيْم ينشأ مَعَ الْمَطَر فيتحَيَّرُ فِي السَّمَاء وتَحَيَّر السَّحَاب، لم يتَّجه جِهَة.
والحائرُ: الودك. ومرقة مُتَحِّيرةٌ: كَثِيرَة الإهالة وَالدَّسم. وتحَيَّرت الْجَفْنَة، امْتَلَأت طَعَاما ودسما.
فَأَما مَا انشده الْفَارِسِي لبَعض الهذليين:
إمَّا صَرَمْتِ جديدَ الحِبا ... ل مني وغَّيركِ الآشِبُ
فياربَّ حَيْرى جُماديَّةٍ ... تَحَّدرَ فِيهَا النَّدى الساكِبُ
فَإِنَّهُ عَنى رَوْضَة مُتحيرةً بِالْمَاءِ.
والمحَارةُ: الصدفة، وَجَمعهَا مَحارٌ، قَالَ ذُو الرمة:
فأْلأَمُ مُرضَعٍ نُشِعَ المَحارَا
أَرَادَ: مَا فِي المحارِ.
ومَحارةُ الْأذن: صَدَفتُها، وَقيل: هِيَ مَا أحَاط بسموم الْأذن من قَعْر صحنيهما، وَقيل: محَارة الْأذن جوفها الظَّاهِر المتقعر. والمحارة أَيْضا: مَا تَحت الإطار.
والمحارَةُ: الحنك، وَمَا خلف الفراشة من أَعلَى الْفَم.
والمحارَةُ: منفذ النَّفس إِلَى الخياشيم.
والمحَارةُ: النقرة الَّتِي فِي كعبرة الْكَتف. والمحارَةُ: نقرة الورك.
والمحارَتانِ: رَأْسا الورك المستديران اللَّذَان تَدور فيهمَا رُؤُوس الفخذين.
والمحَارُ، بِغَيْر الْهَاء، من الْإِنْسَان: الحنك، وَمن الدَّابَّة حَيْثُ يحنك البيطار.
وَطَرِيق مُستَحيرٌ: يَأْخُذ فِي عرض مفازة وَلَا يدْرِي أَيْن منفذه، قَالَ:

(3/437)


ضاحِي الأخاديدِ ومُستحيرِه
فِي لَا حبٍ يَركَبْنَ ضِيفيَ نِيْرِهِ
واستحارَ الرجل بمَكَان كَذَا وَكَذَا: نزله أَيَّامًا.
والحِيَرُ والحَيَرُ: الْكثير من المَال والأهل قَالَ:
أعوذُ بالرحمَنِ من مالٍ حَيَرْ
يُصلِينيَ الله بِهِ حَرَّ سَقَرْ
وَقَوله انشده ابْن الْأَعرَابِي:
يَا من رأىَ النعمانَ كَانَ حِيَرَا
قَالَ ثَعْلَب: أَي كَانَ ذَا مَال كثير وخول وَأهل.
والحارةُ: كل محلّة دنت مَنَازِلهمْ.
والحِيرَةُ: بلد بِجنب الْكُوفَة ينزلها نَصَارَى الْعباد، وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا حارِيّ، وَهُوَ من نَادِر معدول النّسَب، قلبت الْيَاء فِيهِ ألفا وَهُوَ قلب شَاذ غير مقيس عَلَيْهِ غَيره.
وَالسُّيُوف الحارِيَّةُ: المعمولة بِالْحيرَةِ، قَالَ:
فلمَّا دخلناه أضَفْنا ظهورَنَا ... إِلَى كلِّ حارِيَ قَشيبٍ مُشَطَّبِ
يَقُول: أَنهم احتبوا بِالسُّيُوفِ. وَكَذَلِكَ الرّحال الحاريَّاتُ، قَالَ الشماخ:
يَسرِى إِذا نامَ بَنو السُرَياتْ
يَنامُ بَين شُعَبِ الحاريَّاتْ
والحاريُّ: أنماط نطوع تعْمل بِالْحيرَةِ تزين بهَا الرّحال، أنْشد يَعْقُوب:
عَقْماً ورَقْماً وحارِياًّ تُضاعفُه ... على قلائصَ أمثالِ الهَجانِيعِ
والمُستَحيرَةُ: مَوضِع، قَالَ مَالك بن خَالِد الخناعي:

(3/438)


ويَمَّمْتُ قاعَ المستَحيرَةِ إنَّني ... بِأَن يَتلاحَوا آخِرَ اليومِ آربُ
وَلَا أفعل ذَلِك حِيرىَّ دهر، وحيرَى دهر، أَي أمد الدَّهْر. وحيرى دهر مُخَفّفَة من حيرِىّ، كَمَا قَالَ الفرزدق:
تأمَّلتُ نَسْراً والسّماكَيْنِ أْيهُما ... عليَّ من الغيثِ استَهلَّتْ مواطِرُه
وَقد يجوز أَن يكون وَزنه فعلى، فَإِن قيل: كَيفَ ذَلِك وَالْهَاء لَازِمَة لهَذَا الْبناء فِيمَا زعم سِيبَوَيْهٍ؟ فَإِن هَذَا قد يكون نَادرا من بَاب انْقَحْلٍ وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: لَا آتيكَ حِيرِىَّ الدَّهْر، أَي طول الدَّهْر، وحِيَرَ الدَّهْر، قَالَ: وَهُوَ جمع حِيرىٍّ. وَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا.
والحِيارانِ: مَوضِع، قَالَ الْحَارِث بن حلزة:
وَهُوَ الربُّ والشهيدُ على يو ... مِ الحِيَارَينِ والبلاءُ بلاءُ

مقلوبه: (ر ح ي)
الرَّحَى: الْحجر الْعَظِيم، أُنْثَى.
والرحَى الَّتِي يطحن فِيهَا، وَالْجمع أرْحٍ وأرحاءٌ ورُحِيٌّ ورِحِيٌّ وأرحِيَةٌ، الْأَخِيرَة نادرة، قَالَ:
ودارت الحربُ كدَوْر الأرحِيَه
وكرهها بَعضهم. ورحيْتُ الرَّحَى، عملتها وأدرتها.
ورَحَّت الحيَّة: استدارت كالرَّحَى، وَلِهَذَا قيل لَهَا: إِحْدَى بَنَات طبق، قَالَ الراجز:
يَا حَيَّ لَا أفْرَقُ أَن تَفِحِّي
أَو أَن تُرَحِّيْ كرَحَى المُرَحِّى
والأرحاءُ: عَامَّة الأضراس، وَاحِدهَا رَحىً، وَخص بَعضهم بِهِ بَعْضًا: فَقَالَ قوم: للْإنْسَان اثْنَتَا عشرَة رَحىً، فِي كل شقّ سِتّ، فست من أَعلَى وست من أَسْفَل وَهِي الطواحن، ثمَّ النواجذ بعْدهَا وَهِي أقْصَى الأضراس، وَقيل: الأرحاء بعد الضواحك وَهِي

(3/439)


ثَمَان، أَربع فِي أَعلَى الْفَم وَأَرْبع فِي أَسْفَله تلِي الضواحك، قَالَ:
إِذا صَمَّمَتْ فِي مُعظم البيضِ أدركتْ ... مراكِزَ أرْحاءِ الضُّروسِ الأواخِرِ
وأرحاءُ الْبَعِير والفيل: فراسنهما.
والرَّحَى: الصَّدْر، قَالَ:
أُجُدٌ مُداخَلَةٌ وآدمُ مِصْلَقٌ ... كَبْداءُ لاحِقةُ الرَّحَا وشَمَيذَرُ
ورَحى النَّاقة: كركرتها، قَالَ الشماخ:
فنِعمَ المعتَرى ركدتْ إِلَيْهِ ... رَحَى حَيزومِها كَرَحَى الطحينِ
والرَحَى: قِطْعَة من النجفة مشرفة تعظم نَحْو ميل، وَالْجمع أرحاء. وَقيل: الأرحاءُ قطع من الأَرْض غِلَاظ دون الحبال تستدير وترتفع عَمَّا حولهَا.
ورَحَى الْحَرْب: حومتها، قَالَ:
ثمَّ بالدبَراتِ دارت رَحَانا ... ورَحَى الحربِ بالكُماةِ تَدورُ
ورَحَى الْحَرْب معظمة، وَهِي المَرْحَى، قَالَ:
على الجُرْدِ شُبَّانَا وشِيباً عَلَيْهِم ... إِذا كَانَت المَرْحَى الحديدُ المُجَرَّبُ
ومَرْحَى الْجمل: مَوضِع بِالْبَصْرَةِ دارت عَلَيْهِ رَحَى الْحَرْب.
ورَحَى الْقَوْم: سيدهم.
والرَّحَى: جمَاعَة الْعِيَال.
والرَّحَى: نبت تسميه الْفرس اسبانخ.
والرَّحَى: فرس للنمر بن قاسط، وَزعم قوم أَن فِي شعر هُذَيْل رُحيَّات وفسروه بِأَنَّهُ مَوضِع، وَهَذَا تَصْحِيف، إِنَّمَا هُوَ زُخَيَّاتٌ، بالزاي وَالْخَاء.

(3/440)


مقلوبه: (ر ي ح)
الأَرْيَحُ: الْوَاسِع من كل شَيْء.
والأرْيَحِيُّ: الْوَاسِع الْخلق المنبسط إِلَى الْمَعْرُوف. وَالْعرب تحمل كثيرا من النَّعْت على أفعَلِيّ كأريَحيّ وأحمري. وَالِاسْم الأرْيَحِيَّةُ. وَأَخذه لذَلِك أرَيحِيَّةٌ، أَي خفَّة وهشة وَزعم الْفَارِسِي أَن يَاء أريَحِيَّةٍ بدل من الْوَاو، فَإِن كَانَ هَذَا، فبابه الْوَاو.
وكل خمر راحٌ ورَياحٌ، وَبِذَلِك علم أَن ألفها منقلبة عَن يَاء، وَقَالَ بَعضهم: سميت رَاحا لِأَن صَاحبهَا يرتاحُ إِذا شربهَا، وَسَيَأْتِي ذكرهَا فِي الْوَاو.
وأَريَحُ: مَوضِع بِالشَّام، قَالَ صَخْر الغي يصف سَيْفا:
فَلَوْتُ عَنهُ سيوفَ أريَحَ إِذْ ... باءَ بكَفِّي فَلم أكَدْ أجِدُ
والأريَحِيُّ: السَّيْف، إِمَّا أَن يكون مَنْسُوبا إِلَى هَذَا، وَإِمَّا أَن يكون لاهتزازه، قَالَ:
وأريَحِيًّا عضباً وَذَا خُصَلٍ ... مُخْلَولِقَ المَتنِ سابِحاً نَزِقا
وأريِحاءُ وأرْيِحا: بلد. النّسَب إِلَيْهِ أريَحِيٌّ، وَهُوَ من شَاذ معدول النّسَب.

الْحَاء وَاللَّام وَالْيَاء
الحَلْيُ: مَا تزين بِهِ من مصوغ المعدنيات أَو الْحِجَارَة، قَالَ:
كأنَّها من حُسُنٍ وشارَهْ
والحَلْيِ حَلْيِ التِّبْرِ والحجارَهْ
مَدفَعُ مَيْثَاءَ إِلَى قَرارَه
وَالْجمع حُلِيٌّ، وَقد أَنْعَمت شرح هَذَا فِي بَاب الْحلِيّ فِي " الْكتاب الْمُخَصّص " قَالَ الْفَارِسِي: وَقد يجوز أَن يكون الْحلِيّ جمعا، وَتَكون الْوَاحِدَة حَلْيَةً، كشرية وشرى وهدية وهَدْيٍ.
والحِلْيَةُ كالحَلْيِ، وَالْجمع حِلًي وحُلًي. قَالَ بَعضهم: يُقَال حِلْيَةُ السَّيْف وحَلْيُه، وكرِهَ آخَرُونَ حَلْيَ السَّيْف وَقَالُوا: هِيَ حِلْيَتُه، قَالَ الْأَغْلَب الْعجلِيّ:

(3/441)


جارَيةٌ من قيسِ بنِ ثَعلبَه
بيضاءُ ذاتُ سُرَّةٍ مُقَبَّبَه
كَأَنَّهَا حِليَةُ سيفٍ مُذَهَّبَه
وَحكى أَبُو عَليّ: حَلاةٌ فِي حِلْيَةٍ، وَهَذَا فِي الْمُؤَنَّث كشبه وَشبه فِي الْمُذكر.
وَقَوله تَعَالَى: (ومِن كلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طرِياً وتستخرجون حِلْيَةً تَلبَسونَها) جَازَ أَن يخبر عَنْهُمَا بذلك لاختلاطهما، وَإِلَّا فالحِلْيةُ إِنَّمَا تستخرج من الْملح دون العذب.
وحَلِيَت الْمَرْأَة حَلْياً، وَهِي حالٍ وحالِيَةٌ: استفادت حَلْياً أَو لبسته.
وحليَتْ صَارَت ذَات حَلْيٍ. وتَحَلَّت، لبست حَلْياً.
وحَلاَّها ألبسها حَلْياً أَو اتَّخذهُ لَهَا.
وَقَوله تَعَالَى: (يُحَلَّونَ فِيهَا من أساوِرَ من ذَهَبٍ ولؤلؤا) عداهُ إِلَى مفعولين لِأَنَّهُ فِي معنى يلبسُونَ. وَفِي حَدِيث النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ يحلينا رعاثا من ذهب ولؤلؤ ". وحَلَّي السَّيْف: كَذَلِك.
وحَلِيَ فِي عَيْني وصدري، قيل: لَيْسَ من الحلاوَةِ وَإِنَّمَا هِيَ مُشْتَقَّة من الحَلْيِ الملبوس، لِأَنَّهُ حسن فِي عَيْنك كحسن الحَلْيِ.
وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: حَلِيَتْه الْعين، وَأنْشد:
كَحْلاء تَحْلاَها العيونُ النُّظَّرُ
والحِلْيَةُ: الْخلقَة.
والحِليَةُ: الصّفة وَالصُّورَة.
والتَّحْلِيَةُ: الْوَصْف. وتَحَلاَّه، عرف صفته.
والحَلاَ: بثر يخرج بأفواه الصّبيان، عَن كرَاع، وَإِنَّمَا قضينا بِأَن لامه يَاء لما تقدم من أَن اللَّام يَاء أَكثر مِنْهَا واوا.
والحَلِيُّ: مَا أَبيض من يبيس السبط والنصي، واحدته حَلِيَّةٌ، قَالَ:

(3/442)


لمَّا رأتْ حَليلَتي عَيْنيَّهْ
ولِمَّتِي كأنَّها حَلِيَّه
تقولُ هَذِه قُرَّةٌ عَلَيَّه
وحَلْيَةُ: مَوضِع، قَالَ الشنفري:
بريحانةٍ من بَطنِ حَلْيةَ نَوَّرتْ ... لَهَا أرَجٌ، مَا حولَها غيرُ مُسْنِتِ
وَقَالَ بعض نسَاء أَزْد ميدعان:
لَو بَيْنَ أبياتٍ بِحَلْيَةَ مَا ... ألهاهُمُ عَن نصركِ الجُزُرُ
وحُلَيَّةُ: مَوضِع، قَالَ أُميَّة بن أبي عَائِذ الْهُذلِيّ:
أَو مُغْزِلٌ بالخَلّ أَو بِحُلَيَّةٍ ... تَقْرُو السلامَ بشادنٍ مخْماصِ
قَالَ ابْن جني: يحْتَمل حُلَيَّةُ الحرفين جَمِيعًا، يَعْنِي الْوَاو وَالْيَاء، وَلَا ابعد أَن يكون تحقير حَلْيَةٍ، وَيجوز أَن تكون همزَة مُخَفّفَة من لفظ حَلأْتُ الْأَدِيم، كَمَا تَقول فِي تَخْفيف الحطيئة الحطية.
وإحْليَّاءُ: مَوضِع، قَالَ الشماخ:
فأيقنتْ أنَّ ذَا هاشٍ منيَّتُها ... وأنَّ شَرْقِيَّ إحليَّاءَ مشغولُ

مقلوبه: (ح ي ل)
الحَيْلَةُ: جمَاعَة الْمعز، وَقَالَ الَّلحيانيّ: القطيع من الْغنم، فَلم يخص معزا من ضَأْن وَلَا ضأنا من معز.
والحيلةُ: حِجَارَة تحدر من جَوَانِب الْجَبَل إِلَى أَسْفَله حَتَّى تكْثر، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَمن كَلَامهم: أَتَيْته فَوجدت النَّاس حوله كالحيْلةِ، أَي محدقين كإحداق تِلْكَ الْحِجَارَة بِالْجَبَلِ.

(3/443)


والحَيْلُ: المَاء المستنقع فِي بطن وَاد. وَالْجمع أحيالٌ وحُيولٌ.
وحالَ الشَّيْء يَحيلُ حيولاً تغير، كحالَ حُؤولاً.
وحالت النَّاقة تَحِيلُ حيالاً، لم تَحْمِلْ، وَالْوَاو فِي ذَلِك أعرف.
وَمَاله حَيْلٌ، أَي قُوَّة، وَالْوَاو أَعلَى، وَقد تقدم.
وحَيْلِ حَيْلِ، من زجر المعزى.

مقلوبه: (ل ح ي)
اللِّحيَةُ: اسْم يجمع من الشّعْر مَا نبت على الْخَدين والذقن، وَالْجمع لِحىً، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالنّسب إِلَيْهِ لَحَوِيّ.
وَرجل ألحَى ولِحيانيّ: طَوِيل اللِّحيةِ، وَهُوَ من نَادِر معدول النّسَب، فَإِن سميت رجلا بِلحيةٍ ثمَّ أضفت إِلَيْهِ فعلى الْقيَاس.
والتحى الرجل: صَار ذَا لِحيةٍ، وكرهها بَعضهم.
واللَّحْىُ: الَّذِي ينْبت عَلَيْهِ الْعَارِض. وَالْجمع ألْحٍ ولُحِىٍّ ولِحاءٌ، قَالَ ابْن مقبل:
تَعرّضُ تَصْرِفُ أنيابُها ... ويَقذِفْن فَوق اللحاءِ التُّفالاَ
واللَّحيانِ: حَائِط الْفَم، وهما العظمان اللَّذَان فيهمَا الْأَسْنَان من دَاخل الْفَم، يكون للْإنْسَان وَالدَّابَّة. وَالنّسب إِلَيْهِ لَحَويّ.
وتَلَحَّى الرجل: تعمم تَحت حلقه، هَذَا تَعْبِير ثَعْلَب، وَالصَّوَاب: تعمم تَحت لَحْيَيْهِ ليَصِح الِاشْتِقَاق.
ولَحيا الغدير: جانباه، تَشْبِيها باللَّحْيَينِ اللَّذين هما جانبا الْفَم، قَالَ الرَّاعِي:
وصَبَّحْن بالصَّقرينِ صوبَ غَمامةٍ ... تَضَمَّنها لحيَا غديرٍ وخانِقُه
واللِّحا: مَا على الْعَصَا من قشرها، يمد وَيقصر.
ولِحاءُ كل شَجَرَة قشرها. وَالْجمع أَلحِيَةٌ ولُحِيّ ولِحِيّ.
ولَحَاها يَلْحاها لَحياً والتَحاها: أَخذ لحاءَها.
ولَحَي الرجل يَلْحاه لحياً: لامه وَشَتمه وعنفه.
ولحاه الله لحياً: قشره ولعنه، من ذَلِك. وَقَول رؤبة:

(3/444)


قَالَت ولمْ تُلْحِ وَكَانَت تُلحِي
عليكَ سَيْبَ الخُلَفاءِ البُجْحِ
مَعْنَاهُ: لم تأت بِمَا تُلْحَي عَلَيْهِ حِين قَالَت: اطلب سيب الْخُلَفَاء، وَكَانَت تلحي قبل الْيَوْم حِين كَانَت تَقول لي: اطلب من غَيرهم من النَّاس، فتاتي بِمَا تلام عَلَيْهِ.
ولاحَى الرجل مُلاحاةً ولِحاءً: شاتمه. وَفِي الْمثل: " من لاحَاكَ فقد عاداكَ "، قَالَ:
وَلَوْلَا أَن ينالَ أَبَا طرِيفٍ ... إسارٌ من مَليكٍ أَو لِحاءُ
وتَلاحَى الرّجلَانِ، تشاتما.
واللِّحاءُ: اللَّعْن.
واللِّحاء: العذل.
وَقد سمت لَحْياً ولُحَيًّا ولحْيانَ، وَهُوَ أَبُو بطن. وَبَنُو لِحيان من هُذَيْل. وَبَنُو لحيَةَ بطن، النّسَب إِلَيْهِ لحَوِيّ على حد النّسَب إِلَى اللِّحْيَة.
ولِحْيَةُ التيس: نبتة.

مقلوبه: (ل ي ح)
اللَّياحُ واللِّياحُ: الثور الْأَبْيَض.
وَيُقَال أَيْضا للصبح لياحٌ، ويبالغ فِيهِ فَيُقَال: أَبيض لَياحٌ.
قَالَ الْفَارِسِي: أصل هَذِه الْكَلِمَة الْوَاو وَلكنهَا شذت، فَأَما لِياحٌ فياؤه منقلبة للكسرة الَّتِي قبلهَا، كانقلابها فِي قيام وَنَحْوه، وَأما رجل مِلْياحٌ فِي مِلْواحٍ، فَإِنَّمَا قلبت فِيهِ الْوَاو يَاء للكسرة الَّتِي فِي الْمِيم، فتوهموها على اللَّام حَتَّى كَأَنَّهُمْ قَالُوا: لِواحٌ، فقلبوها يَاء لذَلِك، وَلَيْسَ هَذَا بَابه، إِنَّمَا ذَكرْنَاهُ لنحذر مِنْهُ، وَسَيَأْتِي فِي بَاب الْوَاو.

الْحَاء وَالنُّون وَالْيَاء
حَنَا يَده حِنَايَةً: لواها.
وحَنَى الْعود وَالظّهْر: عطفهما.
وحَنَى عَلَيْهِ: عطف.
وحَنَى الْعود: قشره.

(3/445)


والأعراف فِي كل ذَلِك الْوَاو، وَلذَلِك آخر تقصى تصاريفه إِلَى حد الْوَاو.
والحانِيَةُ: الْحَانُوت، وَالْجمع حَوانٍ، وَقد قدمت أَن الَّلحيانيّ جعل حَوانِيَ جمع حَانُوت. وَالنّسب إِلَى الحانية حانِيٌّ، قَالَ عَلْقَمَة:
كأسُ عَزيزٍ من الأعنابِ عَتَّقَها ... لبعضِ أربابِها حانِيَّةٌ حُومُ
وَلم يعرف سِيبَوَيْهٍ حانِيةً لِأَنَّهُ قد قَالَ: كَأَنَّهُ أضَاف إِلَى مثل نَاحيَة، فَلَو كَانَت الحانية عِنْده مَعْرُوفَة لما احْتَاجَ إِلَى أَن يَقُول: كَأَنَّهُ أضَاف إِلَى نَاحيَة، قَالَ: وَمن قَالَ فِي النّسَب إِلَى يثرب يثربي، وَإِلَى تغلب تغلبي، قَالَ فِي الْإِضَافَة إِلَى حانية حانوي وَأنْشد:
فَكيف لنا بالشُّرْبِ إِن لم تكن لنا ... دوانقُ عِنْد الحانَوِيّ وَلَا نَقْدُ

مقلوبه: (ح ي ن)
الحِينُ: الدَّهْر، وَقيل: وَقت من الدهرِ مُبْهَم، لجَمِيع الْأَزْمَان كلهَا طَالَتْ أَو قصرت، يكون سنة وَأكْثر من ذَلِك، وَخص بَعضهم بِهِ أَرْبَعِينَ سنة، أَو سبع سِنِين، أَو سنتَيْن، أَو سِتَّة اشهر، أَو شَهْرَيْن. وَقَوله تَعَالَى: (تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها) قيل: كل سنة، وَقيل: كل سِتَّة اشهر، وَقيل: كل غدْوَة وَعَشِيَّة.
وَقَوله تَعَالَى: (فَتوَلَّ عَنْهُم حَتَّى حينٍ) أَي حَتَّى تَنْقَضِي الْمدَّة الَّتِي أمهلوا فِيهَا.
والجمعُ أحيانٌ، وأحايِينُ جمع الْجمع.
وَقَالُوا: لاتَ حينَ، بِمَعْنى ليسَ حينَ. وَفِي التَّنْزِيل: (ولاتَ حينَ مَناصٍ) .
وَأما قَول أبي وجزة:
العاطِفون تَحبنَ مَا مِنْ عاطفٍ ... والمُفضِلونَ يدا إِذا مَا أنْعَموا
فَقيل انه أَرَادَ: العاطفون، مثل القائمون والقاعدون، ثمَّ انه زَاد التَّاء فِي تحين كَمَا زَادهَا الآخر فِي قَوْله:
نَوِّلِي قبلَ نَأْيِ دارِي جُمَانَا ... وصِلِينا كَمَا زعمتِ تَلاَنَا

(3/446)


أَرَادَ: الْآن، فَزَاد التَّاء وَألقى حَرَكَة الْهمزَة على مَا قبلهَا، قَالَ أَبُو زيد: سَمِعت من يَقُول: حَسبك تلان، يُرِيد الْآن فَزَاد التَّاء، وَقيل: العاطفونه، فأجراه فِي الْوَصْل على حد مَا يكون عَلَيْهِ فِي الْوَقْف، وَذَلِكَ انه يُقَال فِي الْوَقْف: هَؤُلَاءِ مسلمونه، وضاربونه، فتلحق الْهَاء لبَيَان حَرَكَة النُّون كَمَا انشدوا:
أهَكَذَا يَا طيبَ تفعلونَه
أعَلَلاً ونحنُ مُنهِلونَه
فَصَارَ التَّقْدِير: العاطفونه، ثمَّ إِنَّه شبه هَاء الْوَقْف بهاء التَّأْنِيث، فَلَمَّا احْتَاجَ لإِقَامَة الْوَزْن إِلَى حَرَكَة الْهَاء قَلبهَا تَاء، كَمَا تَقول: هَذَا طلحه، فَإِذا وصلت صَارَت الْهَاء تَاء فَقلت: هَذَا طلحتنا، فعلى هَذَا قَالُوا: العاطفونه، وَفتحت التَّاء كَمَا فتحت فِي آخر رُبَّتَ وثُمَّتَ وذَيْتَ وكَيْتَ، وَقد تقدم بَيَان ذَلِك فِي " الْكتاب الْمُخَصّص ".
وحينئذٍ: تبعيد لِقَوْلِك الْآن.
وَمَا أَلْقَاهُ إِلَّا الحَيْنَةَ بعد الحَيْنِة، أَي الحينَ بعد الحينِ.
وعامله مُحايَنَةً وحِياناً: من الحينِ، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ، وَكَذَلِكَ اسْتَأْجرهُ مُحَايَنَةً وحِياناً، عَنهُ أَيْضا.
وأحانَ، من الْحِين: أزمن.
وحَّينَ الشَّيْء: جعل لَهُ حِيناً.
وحَيَّنَ النَّاقة وتَحَيَّنَها: حلبها مرّة فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة، وَالِاسْم الحيْنَةُ والحِينَ، قَالَ المخبل:
إِذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَكِ أَفْنُها ... وَإِن حُيِّنَتْ أْوفي على الوطبِ حِينْها
وَهُوَ يَأْكُل الحَيْنةَ والحينة: أَي الوجبة.
والحِينُ: يَوْم الْقِيَامَة.
والحَيْنُ: الْهَلَاك، قَالَ:
وَمَا كانَ إِلَّا الحَيْنُ يومَ لِقائِها ... وقَطْعُ جَديدِ حَبْلِها من حِبالكا

(3/447)


وَقد حَان.
وَفِي الْمثل: أتتك بحائنٍ رِجْلَاهُ.
وكل شَيْء لم يوفق للرشاد فقد حانَ. وحيَّنَه الله فتَحَّينَ.
والحائِنَةُ: النَّازِلَة ذَات الحَيْنِ، قَالَ:
بِتَبْلٍ غَير مُطَّلبٍ لَدَيْها ... ولكنَّ الحوائنَ قد تَحِين
وَقَوله تَعَالَى: (ولتَعَلَمُنَّ نَبَأَه بعدَ حينٍ) أَي بعد موت، عَن الزّجاج.
وَقَول مليح:
وحُبُّ ليَلى وَلَا تخشَى محونَتَه ... صدعٌ بنفسِك ممَّا لَيْسَ يُنتَقَدُ
يكون من الحَيْنِ وَيكون من المِحْنةِ، وَقد تقدم القَوْل عَلَيْهِ.
وحان الشَّيْء: قرب. وحانت الصَّلَاة، دنت، وَهُوَ من ذَلِك.
وحانَ سنبل الزَّرْع، يبس فآن حَصَاده.
وأحْيَنَ الْقَوْم: حانَ لَهُم مَا حاولوه، أَو حَان لَهُم أَن يبلغُوا مَا أَملوهُ، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
كيفَ تَنامُ بعدَ مَا أحْيَنَّا
أَي حَان لنا أَن نبلغ.
والحانةُ: الحانوتُ، عَن كرَاع.

مقلوبه: (ن ح ي)
النِّحْيُ والنَّحْيُ والنَّحَي: الزق، وَقيل: هُوَ مَا كَانَ للسمن خَاصَّة.
وَفِي الْمثل: " أشغل من ذَات النِّحيَيْن " وحديثهما مَعْرُوف. وَجمع النَّحيِ أَنحاءٌ ونُحِيٌّ ونِحاءٌ، عَن سِيبَوَيْهٍ: والنَّحْيُ أَيْضا: جرة فخار يَجْعَل فِيهَا اللَّبن ليمخض.
ونَحيَ اللَّبن يَنْحيه ويَنْحاه، مخضه.

(3/448)


والنَحيُ: ضرب من الرطب، عَن كرَاع.
ونَحَا الشَّيْء يَنْحاه نحياً، ونحَّاه فَتَنَحَّى: أزاله.
ونَحَيت بَصرِي إِلَيْهِ: صرفته.
والناحِيَةُ والنَّاحاةُ: كل جَانب تَنَحَّى عَن الْقَرار، كناصية وناصاة.
وَقَوله:
ألِكْني إِلَيْهَا وخيرُ الرسُو ... لِ أعلَمُهم بنواحِي الخَبَرْ
إِنَّمَا يَعْنِي: أعلمهم بنواحي الْكَلَام.
وإبل نَحِيٌّ: مُتَنَحِّيَةٌ، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
ظلَّ وظلَّتْ عُصَباً نَحِيَّا
مثْلَ النَّحِيّ استبَرزَ النَّحِيَّا
وأنحى عَلَيْهِ ضربا: أقبل.
وأْنحَى لَهُ السِّلَاح: ضربه بهَا أَو طعنه أَو رَمَاه.
وأْنحَى لَهُ بِسَهْم أَو غَيره من السِّلَاح.
وتَنَحَّى وانْتَحى: اعْتمد.
وانتَحى فِي الشَّيْء: جد. وانتَحى الْفرس فِي جريه، أَي جد.
والنَّحْيُ من السِّهَام: العريض النصل الَّذِي إِذا أردْت أَن ترمي بِهِ اضطجعته حَتَّى ترسله.
والمَنْحاةُ: مَا بَين الْبِئْر إِلَى مُنْتَهى السانية، قَالَ جرير:
لقد وَلَدَتْ أُمُّ الفرزدَقِ فَخَّةً ... تَرى بَين فخْذَيها مَناحِيَ أَرْبَعا
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَنْحاةُ مسيل المَاء إِذا كَانَ ملتويا، وَأنْشد:
وَفِي أيْمانِهم بِيضٌ رِقاقٌ ... كباقِي السَّيلِ أصبحَ فِي المَناحِي

(3/449)


مقلوبه: (ن ي ح)
ناحَ الْغُصْن نَيْحاً ونَيحَانًا: مَال.
وناحَ الْعظم نَيحاً: اشْتَدَّ بعد رُطُوبَة، يكون ذَلِك فِي الْكَبِير وَالصَّغِير.
وَعظم نَيِّحٌ، شَدِيد. ونَيِّح الله عظمك، تَدْعُو لَهُ بذلك.
وَمَا نَيَّحه بِخَير، أَي مَا أعطَاهُ شَيْئا.

الْحَاء وَالْفَاء وَالْيَاء
حَفِيَ بِهِ حِفايَةً فَهُوَ حافٍ وحَفِيٌّ، وتَحّفى واحتَفى: لطف بِهِ واظهر السرُور والفرح بِهِ وَأكْثر السُّؤَال عَن حَاله.
وأحْفاه: برَّح بِهِ فِي الإلحاح عَلَيْهِ أَو سَأَلَهُ فاكثر عَلَيْهِ فِي الطّلب. وأحفى السُّؤَال، كَذَلِك.
وَقَوله تَعَالَى: (يسألونَكَ كأنَّك حَفِيٌّ عَنْهَا) مَعْنَاهُ: عَالم، وَقَالَ الزّجاج: يَسْأَلُونَك عَنْهَا كَأَنَّك فَرح بسؤالهم، وَقيل: مَعْنَاهُ كَأَنَّك أكثرت الْمَسْأَلَة عَنْهَا.
وحافى الرجل: نازعه فِي الْكَلَام.
واحتفى البقل: اقتلعه من الأَرْض، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الاحتفاء أَخذ البقل بالأظافير من الأَرْض، وَمِنْه الحَدِيث: إِنَّه قيل لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام: " مَتى تحل لنا الْميتَة؟ فَقَالَ: إِذا لم تحتَفوا بهَا بقلا، أَي إِذا لم تَجدوا فِي الأَرْض من البقل شَيْئا وَلَو بِأَن تَحتَفُوه فتنتفوه لصغره ". وَإِنَّمَا قضينا على أَن اللَّام فِي هَذِه الْكَلِمَات يَاء لَا وَاو، لما قدمنَا من أَن اللَّام يَاء أَكثر مِنْهَا واوا.

مقلوبه: (ح ي ف)
حافَ عَلَيْهِ فِي حكمه حَيْفاً: مَال وجار. وَرجل حائِفٌ، من قوم حافَةٍ وحُيَّفٍ وحُيُفٍ.
وحافَةُ كل شَيْء: ناحيته، وَالْجمع حِيَفٌ على الْقيَاس، وحِيفٌ على غير الْقيَاس، حكى ابْن الْأَعرَابِي عَن أبي الْجراح: جَاءَنَا بضيحة سجاجة ترى سَواد المَاء فِي حِيفِها.
وحافتَا اللِّسَان: جانباه.
وتَحيَّفَ الشَّيْء: أَخذ من جوانبه.
وَقَول الطرماح:

(3/450)


تَجنَّبَها الكُماةُ بكلِّ يومٍ ... مريضِ الشمسِ مُحْمَرِّ الحوافيِ
فسر بِأَنَّهُ جمع حافَةٍ، وَلَا أَدْرِي وَجه هَذَا إِلَّا أَن يجمع حافَةً على حَوائفَ كَمَا جمعُوا حَاجَة على حوائج، وَهُوَ نَادِر عَزِيز، ثمَّ يقلب.
وتَحيَّفَ مَاله: نَقصه وَأخذ من أَطْرَافه.
والحِيفَةُ: الطريدة لِأَنَّهَا تحيفُ مَا يزِيد فينقصه، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.
والحافانِ: عرقان تَحت اللِّسَان.
والحَيْفُ: الْهَام الذّكر، عَن كرَاع.
وَذَات الحِيَفةِ: من مَسَاجِد النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَين الْمَدِينَة وتبوك.

مقلوبه: (ف ي ح)
فاحَ الحَرُّ يَفِيحُ فَيْحاً: سَطَعَ وهاج. وَفِي الحَدِيث: " شِدَّةُ الحرِّ من فَيْح جَهَّنَم ".
وأفِحْ عَنْك من الظهيرة، أَي أقِم حَتَّى يسكن عَنْك حر النَّهَار ويبرد.
وفاحَت الرّيح، الطّيبَة خَاصَّة، فَيْحاً وفَيحَاناً: سطعت وأرجت، وَخص الَّلحيانيّ بِهِ الْمسك.
وفاحَت الْقدر فَيْحاً وفيحَاناً، غلت.
وفاح الدَّم فيحاً وفَيحاناً وَهُوَ فاحٍ: انصبَّ. وأفاحَه، قَالَ:
إِلَّا ديَاراً أَو دَماً مُفَاحَا
وشجة تَفيحُ بِالدَّمِ، تقذف.
والفَيْحُ والفَيَحُ: السعَة والانتشار. والأفيحُ والفَيَّاحُ. كل مَوضِع وَاسع. وروضة فَيْحاءُ: وَاسِعَة.
وَالْفِعْل من كل ذَلِك فاحَ يَفاحُ.
وفِيحِي فَيَاحِ: اتَّسِعي عَلَيْهِم وتفرقي قَالَ:

(3/451)


دَفَعْنا الخَيْلَ شَائِلَة عَلَيْهِم ... وقُلنا بالضُّحَى: فِيحِي فَياحِ
والفَيْحُ: خصب الرّبيع فِي سَعَة الْبِلَاد، وَالْجمع فُيوح، قَالَ:
تَرعَى السحابَ العَهْد والفيوحا
وفَيحانُ: اسْم أَرض، قَالَ الرَّاعِي:
أَو رَعْلَةٌ من قَطا فيحانَ حَّلأها ... عَن ماءِ يَثرِبةَ الشَّباكُ والرَّصَدُ

الْبَاء وَالْيَاء والحاء
بَيحَّ بِهِ: أشعره سرا.
والبِياحُ: ضرب من السّمك صغَار أَمْثَال شبر وَهُوَ أطيب السّمك، قَالَ:
يَا رُبَّ شيخٍ من بني رَبَاحِ
إِذا امتَلاَ البطنُ من البياحِ
صَاحَ بلَيْلٍ أنْكَرَ الصِّيَاحِ
والبَيَّاحَةُ: شبكة الْحُوت.
وبَيْحانُ: اسْم.

الْحَاء وَالْمِيم وَالْيَاء
حَمَى الشَّيْء حمياً وحميً وحِمايَةً ومَحْمِيَةً: مَنعه، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يَجِيء هَذَا الضَّرْب على مفعل إِلَّا وَفِيه الْهَاء لِأَنَّهُ إِن جَاءَ على مفعل بِغَيْر هَاء اعتل، فعدلوا إِلَى الأخف. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: حَمَيْتُ الأَرْض حَمْياً وحَميَّةً وحِمايَةً وحَمْوَةً، الْأَخِيرَة نادرة وَإِنَّمَا هِيَ من بَاب أشاوي.
والحِمْيَةُ والحِمَي: مَا حُمِيَ من شَيْء، يمد وَيقصر، وتثنيته حِمَيانِ على الْقيَاس،

(3/452)


وحِمَوانِ على غير الْقيَاس.
وكلأ حِمي: مَحْمِيّ. وحَماه من الشَّيْء وحَماه إِيَّاه، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
حَمَيْن العَراقيبَ العَصا وتركْنَه ... بِهِ نَفَسٌ عالٍ مُخالِطُه بُهْرُ
وحَمَى الْمَرِيض مَا يضرّهُ حِمْيةً: مَنعه إِيَّاه. واحتَمى هُوَ من ذَلِك وتَحَمَّى، امْتنع.
والحَمِيُّ: الْمَرِيض الْمَمْنُوع من الطَّعَام وَالشرَاب، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
وَجْدِي بِصَخْرةَ لَو تَجزِي المُحِبَّ بِهِ ... وَجْدُ الحَمِيِّ بماءِ المُزْنةِ الصَّادِي
وحَمَاه النَّاس يَحْمِيه إيَّاهُم حِمىً وحِمايَةً: مَنعه.
والحامِيَةُ: الرجل يحمي أَصْحَابه، وهم أَيْضا الْجَمَاعَة. وَفُلَان على حامِيَةِ الْقَوْم، أَي آخر من يحميهم فِي مضيهم.
وأَحْمَى الْمَكَان. جعله حمي لَا يقرب. وأحْمَاهُ، وجده حمى، وَقَالَ أَبُو زيد: حَمَيْتُ الحِمَى حَمْياً منعته، قَالَ: فَإِذا امْتنع مِنْهُ النَّاس وَعرفُوا انه حمي قلت: أَحمَيْتُه.
وعشب حَمِيّ: مَحْمِيّ.
وَذهب حسن الحماءِ: خرج من الحماءِ حسنا.
وحَمِيَ من الشَّيْء حَمِيَّةً ومَحْمِيَّةً: أنف، وَنَظِير المَحْمِيَةُ المَحْمِيَة من حسب، والمحمدة من حمد، والموددة من ود وَالْمَعْصِيَة من عصى.
واحتَمى فِي الْحَرْب: حَمِيَتْ نَفسه.
وَرجل حَمِيّ: لَا يحْتَمل الضيم. وأنف حَمِيّ، من ذَلِك، قَالَ الَّلحيانيّ: يُقَال حَميتُ فِي الْغَضَب حُمَيَّا. وحَمِيَت الشَّمْس وَالنَّار حَمْياً وحُمِياًّ وحُمُوّا، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ، اشْتَدَّ حرهَا. وأحماها الله، عَنهُ أَيْضا.
وحَمِىَ الْفرس حِميً: سخن وعرق.
وحَمِيَ المسمار وَغَيره فِي النَّار حَميا وحُمُوًّا سخن. وأحْمَى الحديدة وَغَيرهَا فِي النَّار: أسخنها.
والحُمَةُ: السم، عَن الَّلحيانيّ وَقَالَ بَعضهم: هِيَ الإبرة الَّتِي تضرب بهَا الْحَيَّة وَالْعَقْرَب والزنبور وَنَحْو ذَلِك، أَو تلدغ بهَا. وَالْجمع حُمَاتٌ وحُمىً.

(3/453)


وحُمَةُ الْبرد: شدته.
والحُمَيَّا: شدَّة الْغَضَب وأوله.
وحمَيَّا الكأس: سورتها وشدتها، وَقيل: إسكارها وحدتها وَأَخذهَا بِالرَّأْسِ.
وحُمَيَّا كل شَيْء شدته. وَفعل ذَلِك فِي حُمَيَّا شبابه، أَي فِي سورته ونشاطه.
والحامِيَةُ الْحِجَارَة الَّتِي تطوى بهَا الْبِئْر.
والحَوامِي: ميامن الْحَافِر ومياسره.
والحامِي: الْفَحْل من الْإِبِل يضْرب الضراب الْمَعْدُود، قيل: عشرَة أبطن، فَإِذا بلغ ذَلِك قَالُوا: هَذَا حامٍ، أَي حَمَى ظَهره، فَيتْرك فَلَا ينْتَفع مِنْهُ بِشَيْء وَلَا يمْنَع من مَاء وَلَا مرعى، قَالَ الله عز وَجل: (مَا جعل اللهُ من بَحِيرَةٍ وَلَا سائِبةٍ وَلَا وَصِيلةٍ وَلَا حامٍ) فَأعْلم انه لم يحرم شَيْئا من ذَلِك. وَقَالَ الشَّاعِر:
فَقَأتُ لَهَا عَيْنَ الفَحيلِ عيافةً ... وفيهنَّ رَعْلاءُ المسامعِ والحَامِي
واحمَوْمَي الشَّيْء: أسودَّ كالليل والسحاب، قَالَ:
تألَّقَ واحمَوْميَ وخيَّم بالرُّبا ... أحمُّ الذُّرَى ذُو هَيْدبٍ مُتراكِبِ
وَقد تقدم فِي الثنائي إِذْ كَانَ بِهِ أملك.
وحَمَاةُ: مَوضِع، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
عَشِيَّةَ جاوزنا حَماةَ وشَيْزرَا

مقلوبه: (م ح ي)
مَحَي الشَّيْء يَمحْاه مَحْياً فامَّحى وامْتَحى: ذهب أَثَره، وَكره بَعضهم امتَحى.

مقلوبه: (م ي ح)
ماحَ فِي مَشْيه يَميحُ مَيْحاً ومَيْحوحةً، وَهُوَ ضرب حسن من الْمَشْي.
وَامْرَأَة مَيَّاحَةٌ، قَالَ:
مَياحَةٌ تَمِيح مَشْياً رَهْوَجا

(3/454)


والمَيْحُ: مشي البطة.
وماحَت الرّيح الشَّجَرَة، أمالتها، قَالَ المرار الْأَسدي:
كَمَا ماحَتْ مُزَعْزِعَةٌ بِغيلٍ ... يَكادُ بِبعضِه بَعْضٌ يَميلُ
وتَميَّح الْغُصْن: تَمِّيل يَمِينا وَشمَالًا.
والمَيْحُ: أَن يدْخل الْبِئْر فَيمْلَأ الدَّلْو وَذَلِكَ إِذا قل مَاؤُهَا. وَرجل مائحٌ من قوم ماحَةٍ. وَالْعرب تَقول: هُوَ أبْصر من المائِحِ باست الماتح، يَعْنِي أَن الماتح فَوق المائِح، والمائِحُ يرى الماتح وَيرى استه. وَقد ماح أَصْحَابه يَميحُهم.
وَقَول صَخْر الغي:
كأنَّ بوانِيَه بالمَلاَ ... سَفائنُ أعجَمَ مايَحْنَ رِيفا
قَالَ السكرِي: مايَحْنَ، امتَحْنَ، أَي حملن من الرِّيف، هَذَا تَفْسِيره.
وماحَه مَيْحاً: أعطَاهُ، وكل من أعْطى مَعْرُوفا فقد ماحَ.
وَقَول العجير السَّلُولي:
ولي مَائِحٌ لم يُورَد الماءُ قبلَه ... يعَلَّى وأشْطَانُ الدلاءِ كَثيرُ
إِنَّمَا عَنى بالمائِحِ لِسَانه، لِأَنَّهُ يَميحُ من قلبه، وعنى بِالْمَاءِ الْكَلَام، وأشطان الدلاء. أَي أَسبَاب الْكَلَام كثير لَدَيْهِ غير مُتَعَذر عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا يصف خصوما خاصمهم فَغَلَبَهُمْ أَو قاومهم.
والمَيْحُ: الْمَنْفَعَة، وَهُوَ من ذَلِك.
وماحَ فَاه بِالسِّوَاكِ يَميحُ مَيْحاً: سوكه، قَالَ:
يَميحُ بِعُودِ الضَّرْوِ إغرِيضَ ثَغْبِه ... جَلاَ ظَلْمَه من دونِ أَن يَتهمَّما
وَقيل: هُوَ اسْتِخْرَاج الرِّيق بالمسواك، وَقَول الرَّاعِي يصف مرأة:
وعَذبُ الكَرَى يَشْفَى الصَّدَى بعدَ هَجْعَةٍ ... لَهُ من عُرُوقِ المُستَظلَّةِ مائِحُ

(3/455)


يَعْنِي بالمائِحِ السِّوَاك لِأَنَّهُ يَميحُ الرِّيق كَمَا يَميحُ الَّذِي ينزل فِي القليب فيغرف المَاء فِي الدَّلْو. وعنى بالمستظلة الأراكة ومَيَّاحٌ: اسْم.
ومَيَّاحُ: فرس عقبَة بن سَالم.

الْحَاء وَالْقَاف وَالْوَاو
الحَقْوُ: الكشح، وَقيل: معقد الْإِزَار، وَالْجمع أحْقٍ وأحْقاءٌ وحُقِىُّ وحِقاءٌ.
وحَقاه حَقْواً، أصَاب حَقْوَه.
وَرجل حَقٍ، يشتكي حَقْوَه، عَن الَّلحيانيّ. وحُقِيَ حَقْوُه فَهُوَ مَحْقُوّ ومَحْقيّ، شكا حَقْوَه، قَالَ الْفراء: بني على فعل كَقَوْلِه:
مَا أَنا بالجافي وَلَا المَجْفيّ
قَالَ: بناه على جفي، وَأما سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ: إِنَّمَا فعلوا ذَلِك لأَنهم يميلون إِلَى الأخف، إِذْ الْيَاء أخف عَلَيْهِم من الْوَاو، وكل وَاحِدَة مِنْهُمَا تدخل على الْأُخْرَى فِي الْأَكْثَر.
وَالْعرب تَقول: عذت بِحَقْوِه، إِذا عاذ بِهِ ليمنعه، قَالَ:
سَماعَ اللهِ والعلماءِ إِنِّي ... أعوذُ بِحَقْوِ خالِكَ يَا ابنَ عمْرِو
والحَقْوُ والحِقْوُ والحَقْوَةُ والحِقاءُ، كُله: الْإِزَار سمي بِمَا يلاث عَلَيْهِ. وَالْجمع كالجمع.
وحَقْوُ السهْم: مَوضِع الريش، وَقيل: مستدقه من مؤخره مِمَّا يَلِي الريش.
وحَقْوُ الثَّنية: جانباها.
والحَقْوُ: مَوضِع غليظ مُرْتَفع عَن السَّيْل، وَالْجمع حِقَاءٌ، قَالَ:
يُلْقِى ضِباعَ القُفِّ من حِقائِهِ
والحَقْوَةُ والحِقاءُ: وجع فِي الْبَطن يُصِيب الرجل من أَن يَأْكُل اللَّحْم بحتا فياخذه لذَلِك سلَاح. وَقد حُقِىَ فَهُوَ مَحقُوٌّ ومَحقِيّ، فمَحقُوّ على الْقيَاس، ومَحقيٌّ على مَا قدمنَا.
والحَقْوَةُ فِي الْإِبِل: نَحْو التقطيع يَأْخُذهَا من النحاز يتقطع لَهُ الْبَطن.
وحِقاءٌ: مَوضِع أَو جبل.

(3/456)


مقلوبه: (ح وق)
الحَوْقُ والحُوقُ: مَا اسْتَدَارَ بالكمرة، قَالَ:
غَمْزكَ بالكَبْساءِ ذاتِ الحُوقِ
وَقيل: حُوقُها حرفها، قَالَ ثَعْلَب: الحُوقُ استدارة فِي الذّكر، وَبِه فسر قَوْله:
وَقد وجَبَ المَهْرُ إِذا غابَ الحُوقُ
وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء.
وكمرة حَوْقاءُ: مشرفة.
وأَيْرٌ أحْوَقُ: عَظِيم الحُوقِ.
وحُوقُ الْحمار: لقب الفرزدق، قَالَ جرير:
ذكرتَ بَنَات الشمسِ والشمسُ لم تَلِدْ ... وهَيهاتَ من حُوقِ الحمارِ الكواكِبُ
وحاقَه حَوْقاً: دلكه.
وحاقَ الْبَيْت يَحوقه حَوْقاً: كنسه. والمِحْوَقَةُ: المكنسة. والحُواقَةُ: الكناسة.
وَأَرْض محوقَةٌ: قَليلَة النبت جدا لقلَّة الْمَطَر.
وحَوَّق عَلَيْهِ كَلَامه: عوجه.
وحُواقةُ: مَوضِع.

مقلوبه: (ق وح)
الأقحوانُ: البابونج أَو القراص، واحدته أقحوانة، وَيجمع على أقاح، وَقد حكى قُحْوانٌ، وَلم ير إِلَّا فِي شعر وَلَعَلَّه على الضَّرُورَة كَقَوْلِهِم فِي حد الِاضْطِرَار: سامة فِي أُسَامَة.
ودواء مَقحُوٌّ ومُقَحيًّ: جعل فِيهِ الأقحوان.
والأُقحوانَةُ: مَوضِع بالبادية، قَالَ:
مَنْ كَانَ يسألُ عَنَّا أينَ مَنزِلُنا ... فالأُقحوانَةُ مِنَّا منزِلٌ قَمَنُ

(3/457)


مقلوبه: (ق وح)
قاح الْجرْح يقوحُ: انتبر، وَقد تقدم فِي الْيَاء لِأَن هَذِه الْكَلِمَة يائية وواوية.
وقاحَ الْبَيْت قَوْحاً وقَوّحَه، لُغَة فِي حاقه، أَي كنسه، عَن كرَاع.

مقلوبه: (وق ح)
حافر وَقَاحٌ: صلب. وَجمعه وُقُحٌ. وَقد وقُحَ وَقاحَةً ووقوحَةً وقِحَةً وقَحَةً، الأخيرتان نادرتان، قَالَ ابْن جني: الأَصْل وَقْحَة، حذفوا الْفَاء على الْقيَاس كَمَا حذفت من عدَّة وزنة، ثمَّ انهم عدلوا بهَا عَن قعلة إِلَى فعلة فأقروا الْحَرْف بِحَالهِ وَإِن زَالَت الكسرة الَّتِي كَانَت مُوجبَة لَهُ فَقَالُوا: القَحَةُ، فتدرجوا بالقِحَةِ إِلَى القَحَةِ، وَهِي وَقْحَةٌ كجفنة، لَا لِأَن الْفَاء فتحت لأجل الْحَرْف الحلقي كَمَا ذهب إِلَيْهِ مُحَمَّد ابْن يزِيد. وَأبي الْأَصْمَعِي فِي القَحَة إِلَّا الْفَتْح.
ووَقِح وَقَحاً ووَقَح فَهُوَ واقحٌ، واستوقَح وأوقَح. وَكَذَلِكَ الْخُف وَالظّهْر.
ووقَّحَ الْحَافِر: كوى مَوضِع الحفي والأشاعر مِنْهُ بشحمة مذابة.
وَرجل وَقيحُ الْوَجْه ووَقاحُه: صلبه. وَالْأُنْثَى وَقاحٌ، بِغَيْر هَاء، وَالْفِعْل كالفعل والمصدر كالمصدر. وَزَاد الَّلحيانيّ فِي الْوَجْه: بيِّن الوُقْحِ والوُقوحِ.
وَرجل وقاحُ الذَّنب: صبور على الرّكُوب، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وَرجل مُوَقَّحٌ: أَصَابَته البلايا، عَن الَّلحيانيّ.

الْحَاء وَالْكَاف وَالْوَاو
حَكَوْت عَنهُ حَدِيثا، فِي معنى: حكيته.

مقلوبه: (ح وك)
حاكَ الثَّوْب حَوْكاً وحياكاً وحِياكةً: نسجه. وَرجل حائك من قوم حاكة وحَوَكَةٍ، وَهُوَ من الشاذ عَن الْقيَاس المطرد فِي الِاسْتِعْمَال، صحت الْوَاو فِيهِ لأَنهم شبهوا حَرَكَة الْعين التابعة لَهَا بِحرف اللين التَّابِع لَهَا فَكَأَن فعلا فعال، فَكَمَا يَصح نَحْو جَوَاب وجواد، كَذَلِك يَصح نَحْو بَاب الحَوَكَةِ والقود والغيب من حَيْثُ شبهت فَتْحة الْعين بِالْألف من بعْدهَا، أَفلا ترى إِلَى حَرَكَة الْعين الَّتِي هِيَ سَبَب الإعلال، كَيفَ صَارَت على وَجه آخر سَببا للتصحيح؟ وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء لِأَن هَذِه الْكَلِمَة يائية وواوية.

(3/458)


والشاعر يَحوكُ الشّعْر حَوْكاً: ينسجه ويلائم بَين أَجْزَائِهِ.
وحاكَ الشَّيْء فِي صَدْرِي حَوْكاً: رسخ.
والحَوْكُ: الباذروج، وَقيل: البقلة الحمقاء، وَالْأول أعرف.

مقلوبه: (ك وح)
كاوَحَه فَكاحَه كَوْحاً: قَاتله فغلبه. وكاحَه كَوْحاَ: غطه فِي مَاء أَو تُرَاب. وكوَّحَ الرجل: أذله.
وكوَّحَه: رده، قَالَ:
كَّوحْتُه مِنكَ بدونِ الجَهْدِ
وَرجع إِلَى كُوحِه، إِذا فعل شَيْئا من الْمَعْرُوف ثمَّ رَجَعَ عَنهُ.
والأكواحُ: نواحي الْجبَال، وَقد تقدم فِي الْيَاء، وَإِنَّمَا ذكرته هُنَا لظُهُور الْوَاو فِي التكسير.

مقلوبه: (وك ح)
وَكَحه بِرجلِهِ وَكْحاً: وَطئه وطأ شَدِيدا.
واستوكَحَتْ معدته: اشتدت.
واستوكحت الْفِرَاخ، وَهِي وُكُحٌ: غلظت. وَأرى وُكُحاً على النّسَب كَأَنَّهُ جمع واكِحٍ أَو وَكُوحٍ، إِذْ لَا بسوغ أَن يكون جمع مستوكِحٍ.
وأوكَحَ الرجل: منع وَاشْتَدَّ على السَّائِل قَالَ رؤبة:
إِذا الحقوقُ أحضَرتْه أوْكَحا
والأوكَحُ: التُّرَاب، وَقد تقدم فِي الْحَاء وَالْكَاف والهمزة، لِأَنَّهُ عِنْد عِنْد كرَاع فوعل، وَقِيَاس قَول سِيبَوَيْهٍ أَن يكون أفعل.

الْحَاء وَالْجِيم وَالْوَاو
الحِجَا: الْعقل والفطنة. وَالْجمع أحجاءٌ قَالَ ذُو الرمة:
ليَومٍ من الْأَيَّام شَبَّهَ طُولَه ... ذَوُو الرَّأْي والأحجاء منْقَلِعَ الصَّخْرِ

(3/459)


وَكلمَة مُحْجِيَةٌ: مُخَالفَة الْمَعْنى للفظ، وَهِي الأُحْجِيَّةُ والأُحْجُوَّةُ. وَقد حاجَيْتُه مُحَاجاةً وحِجاءً، فاطنته فَحجَوْتُه. واحتَجى هُوَ، أصَاب مَا حاجَيْتُه بِهِ، قَالَ:
فَناصِيتِي وراحِلَتِي ورَحْلي ... ونِسْعَا ناقَتِي لِمَن احتَجاها
وهم يتحاجَون بِكَذَا، وَهِي الحَجْوَى. وحُجَيَّاكَ مَا كَذَا، أَي أُحاجيكَ.
وَفُلَان لَا يحْجُو السِّرّ، أَي لَا يحفظه.
وسقاء لَا يَحْجُو المَاء، لَا يمسِكهُ.
وراع لَا يحجو إبِله، أَي لَا يحفظها. والمصدر من ذَلِك كُله الحَجْوُ، واشتقاقه مِمَّا تقدم.
وحَجَى بِالْمَكَانِ حَجْواً وتَحَجَّى، أَقَامَ، وَهُوَ من ذَلِك، وَأنْشد الْفَارِسِي:
حيثُ تَحَجَّى مُطِرقٌ بالفالِقِ
وكل ذَلِك من التَّمَسُّك والاحتباس وحَجَى الْفَحْل الشول يَحجُو: هدر فَعرفت هديره فَانْصَرَفت إِلَيْهِ.
وحَجَى بِهِ حَجْواً وتَحَجَّى، كِلَاهُمَا: ضنَّ.
والحَجْوَةُ: الحدقة.

مقلوبه: (ح وَج)
الحاجَةُ والحائجَةُ: المأربة.
وَقَوله تَعَالَى: (ولتبلغوا عَلَيْهَا حَاجَة فِي صُدُوركم) قَالَ ثَعْلَب: يَعْنِي الْأَسْفَار.
وَجمع الحاجَةِ: حاجٌ وحِوَجٌ، قَالَ الشَّاعِر:
لقد طَال مَا ثَبَّطَتنِي عَن صحابَتِي ... وَعَن حِوَجٍ قضَّاؤها من شَمالِيَا
وَجمع الحائِجَةِ حَوائِجُ. وَهِي الحوجاءُ، وحاجَةٌ حائِجَةٌ، على الْمُبَالغَة.

(3/460)


وحُجْتُ إِلَيْك أحوجُ حَوْجاً وحِجْتُ، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ وَأنْشد للكميت بن مَعْرُوف الْأَسدي:
غَنِيتُ فَلم أَرْدُدْكُمُ عِنْد بُغَيةٍ ... وحُجْتُ فَلم أكدُدْكُمُ بالأصابعِ
قَالَ: ويروى: وحِجْتُ. وَإِنَّمَا ذكرتها هُنَا لِأَنَّهَا من الْوَاو، وذكرتها فِي الْيَاء لقَولهم: حِجتُ حَيْجاً.
واحتجتُ وأحوَجتُ كحِجْتُ. وأحوجَه الله.
والمُحوجُ: المعدم، من قوم مَحاويجَ، وَعِنْدِي أَن محاوِيجَ إِنَّمَا هُوَ جمع مِحْواجٍ، إِن كَانَ قيل، وَإِلَّا فَلَا وَجه للواو.
والتحَوُّجُ: طلب الحاجةِ بعد الحاجَةِ.
وتحوَّجَ إِلَى الشَّيْء: احتاجَ إِلَيْهِ وأراده.
والحاجَةُ: خرزة لَا ثمن لَهَا لقلتهَا ونفاستها، قَالَ الْهُذلِيّ:
فَجَاءَت كخاصِي العَيرِ لم تَحْلَ جاجةً ... وَلَا حاجةٌ مِنْهَا تَلُوحُ على وَشْمِ
وَكَلمه فَمَا رد عَلَيْهِ حَوْجاءَ وَلَا لَوْجاءَ، وَمَا بَقِي فِي صَدره حوجاءُ وَلَا لوجاءُ إِلَّا قَضَاهَا. وَيُقَال: مَا فِي الْأَمر حَوْجاءُ وَلَا لَوْجاءُ، أَي شكّ، عَن ثَعْلَب.
وَيُقَال للعاثر: حَوجاً لَك، أَي سَلامَة.
وَحكى الْفَارِسِي عَن أبي زيد: حُجْ حُجَيَّاكَ، قَالَ: كَأَنَّهُ مقلوب مَوضِع اللَّام إِلَى الْعين.

مقلوبه: (ج ح و)
جحا بِالْمَكَانِ يَجحو: أَقَامَ بِهِ، كحجا.

(3/461)


وحَّيى الله جَحوتَك، أَي طلعتك.
وجَحوانُ: اسْم، قَالَ الشَّاعِر:
وقبليَ مَاتَ الخالدان كلاهُما ... عميدُ بني جحوانَ وَابْن المضلَّلِ

مقلوبه: (ج وح)
جاحَتْهم السّنة جَوْحاً وجِيَاحَةً وأجاحَتْهم واجتاحَتْهم: استأصلت أَمْوَالهم.
واجتاحَ الْعَدو مَاله: أَتَى عَلَيْهِ.
والجوحَةُ والجائحةُ: النَّازِلَة الْعَظِيمَة الَّتِي تجتاح المَال. وكل مَا استأصله فقد جاحَه واجتاحَه، وَقد تقدم عَامَّة ذَلِك فِي الْيَاء.
وجُوحانُ: اسْم.
ومَجاحٌ: مَوضِع، أنْشد ثَعْلَب:
لَعَنَ للهُ بطنَ لَقْفٍ مَسيلاً ... ومَجَاحاً فَلَا أحِبُّ مَجاحا
وَإِنَّمَا قضينا على مَجاحٍ أَن أَلفه وَاو لِأَن الْعين واوا اكثر مِنْهَا يَاء، وَقد يكون مَجاحٌ فعالا، فَيكون من غير هَذَا الْبَاب، وَقد تقدم هُنَاكَ.

مقلوبه: (وَج ح)
وَجَحَ الطَّرِيق: ظهر ووضح. وأوْجَحَت النَّار، أَضَاءَت وبدت. وأوجَحت غرَّة الْفرس اتَّضَحْت.
وَلَيْسَ دونه وِجاحٌ ووَجاحٌ ووُجاحٌ، أَي ستر، وَاخْتَارَ ابْن الْأَعرَابِي الْفَتْح. وَحكى الَّلحيانيّ: مَا دونه أُجاحٌ وإِجاحٌ، عَن الْكسَائي، وَحكى: مَا دونه أَجاحٌ، عَن أبي صَفْوَان وكل ذَلِك على إِبْدَال الْهمزَة من الْوَاو.
وَجَاء فلَان وَمَا عَلَيْهِ وَجاحٌ، أَي شَيْء يستر، وتبنى هَذِه الْكَلِمَة على الْكسر فِي بعض اللُّغَات، قَالَ:
أُسودُ شَرى لَقِينَ أُسودَ غابٍ ... ببَرْزٍ لَيْسَ بينهمُ وَجاحِ

(3/462)


وَالْمَعْرُوف وَجاحٌ، وَإِن كَانَت القوافي مجرورة.
وأوجَحَ الْبَيْت: ستره، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
وَقد أَشهَدُ البيتَ المحجَّبَ زانَه ... فِراشٌ وخِدرٌ مُوجَحٌ ولَطِائمُ
والمُوجَحُ: الملجأ، كَانَ أُلجئ إِلَى مَوضِع يستره. وَفِي حَدِيث عمر: من اسْتَطَاعَ مِنْكُم فَلَا يُصَلِّي وَهُوَ مُوجَحٌ، أَي مُلجأ من حدث، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
والوجاح: الصَّفا الأملس، قَالَ الأفوه:
وأَفْراسٌ مُذَلَّلةٌ وبِيضٌ ... كأنَّ متونَها فِيهَا الوجاحُ
وثوب وَجِيحٌ ومُوَجَّحٌ: قوي

الْحَاء والشين وَالْوَاو
حَشا الوسادة وَغَيرهَا حَشواً: ملأها. وَاسم ذَلِك الشَّيْء الحَشْوُ، على لفظ الْمصدر.
والحَشِيَّةُ: الْفراش المَحْشُوُّ.
والحشِيَّةُ: مرفقة أَو مصدعة أَو نَحْوهَا تعظم بهَا الْمَرْأَة بدنهَا أَو عجيزتها لتظن مبدنة أَو عجزاء، وَهُوَ من ذَلِك، أنْشد ثَعْلَب:
إِذا مَا الزُّلُّ ضاعَفْنَ الحشايَا ... كَفَاها أَن يُلاثَ بهَا الإزارُ
واحتَشَت الْمَرْأَة الحَشِيَّة واحتَشَت بهَا، كِلَاهُمَا: لبستها، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
لَا تَحْتَشي إِلَّا الصمِيمَ الصادِقا
يَعْنِي إِنَّهَا لَا تلبس الحشايا لِأَن عظم عجيزتها يغنيها عَن ذَلِك، وَأنْشد فِي التَّعَدِّي بِالْبَاء:
كَانَت إِذا الزُّلُّ احتَشَيْن بالنقَبْ
تُلقى الحشايا مَالهَا فِيهَا أَرَبْ
والاحتِشاءُ: الامتلاء.
واحتَشَت الْمُسْتَحَاضَة: حشَتْ نَفسهَا بالفارم وَنَحْوهَا، وَكَذَلِكَ الرجل ذُو الأبردة.

(3/463)


وحَشْوُ الرجل: نَفسه، على الْمثل. وَقد حُشِىَ بهَا وحَشِيَها، قَالَ يزِيد بن الحكم الثَّقَفِيّ:
وَمَا بَرِحَتْ نَفْسٌ لجوُجٌ حُشِيَتها ... تُذيبُك حَتَّى قيل: هَل أَنْت مُكتَوِى؟
وحُشِىَ الرجل غيظا وكبرا، كِلَاهُمَا على الْمثل، قَالَ المرار:
وحَشَوْتُ الغيظَ فِي أضلاعِه ... فَهُوَ يَمْشي حَظَلاناً كالنَّقِرْ
وَأنْشد ثَعْلَب:
وَلَا تأنفَا أَن تسألا وتُسَلِّما ... فَمَا حُشِىَ الإنسانُ شراًّ من الكِبْرِ
وحَشْوُ الْبَيْت من الشّعْر: أجزاؤه غير عروضه وضربه، وَهُوَ من ذَلِك.
والحَشْوُ من الْكَلَام: الْفضل وَمَا لَا يعْتد بِهِ، وَكَذَلِكَ هُوَ من النَّاس.
وحَشْوُ الْإِبِل وحاشِيَتُها: صغارها، وَقيل: صغارها الَّتِي لَا كبار فِيهَا.
وأتيته فَمَا أجلَّني وَلَا أحْشاني: أَي فَمَا أَعْطَانِي جليلة وَلَا حَاشِيَة.
وحاشِيَتَا الثَّوْب: جانباه اللَّذَان لَا هدب فيهمَا.
وعَيْشٌ رَقِيق الْحَوَاشِي: أَي ناعم.
وحِشْوَةُ الشَّاة وحُشْوَتُها: جوفها، وَقيل: حِشْوَةُ الْبَطن وحُشْوَتُه، مَا فِيهِ من كبد وطحال وَغير ذَلِك.
والمَحْشَي: مَوضِع الطَّعَام.
والحَشَا: مَا فِي الْبَطن. وتثنيته حَشَوانِ، وَقد تقدم فِي الْيَاء لِأَنَّهُ مِمَّا يثنى بِالْيَاءِ وَالْوَاو. وَالْجمع أحشاءٌ.
وحَشَوتُه: أصبت حَشاه.
وحِشْوَة النَّاس: رذالتهم. وَحكى الَّلحيانيّ: مَا اكثر حِشْوةَ أَرْضكُم وحُشْوَتَها، أَي حَشوها وَمَا فِيهَا من الدغل.
وَأَرْض حَشاةٌ: سَوْدَاء لَا خير فِيهَا.

(3/464)


مقلوبه: (ح وش)
الحُوشُ: بِلَاد الْجِنّ لَا يمر بهَا أحد من النَّاس، وَقيل: هم حَيّ من الْجِنّ.
والحُوشُ والحُوشِيَّةُ: إبل الْجِنّ، وَقيل: هِيَ الْإِبِل المتوحشة.
وَرجل حُوشِيٌّ: لَا يخالط النَّاس.
وليل حُوشِيّ: مظلم هائل.
وَرجل حُوشُ الْفُؤَاد: حديده، قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ:
فأتَتْ بِهِ حُوشَ الفؤادِ مُبطَّناً ... سُهداً، إِذا مَا نامَ ليلُ الهوُجَلِ
وحُشْنا الصَّيْد حَوْشاً وحِياشاً وأحَشْناه وأحْوَشناه: أخذناه من حواليه لنصرفه إِلَى الحبالة وضممناه.
وحُشْتُ عَلَيْهِ الصَّيْد وَالطير حَوْشاً وحِياشاً. وأَحَشْتُه عَلَيْهِ، وأحْوَشتُه عَلَيْهِ، وأحْوَشْتُه إِيَّاه، عَن ثَعْلَب: أعنته على صيدهما. وحاش الذِّئْب الْغنم، كَذَلِك. قَالَ:
يَحُوشُها الأعرَجُ حَوْش الحِلَّهْ
من كلِّ حمراءَ كلونِ الكِلَّه
الْأَعْرَج هَاهُنَا، ذِئْب مَعْرُوف.
والتحويش: التَّحْوِيل.
واحتوَشَ الْقَوْم فلَانا وتحاوشُوه بَينهم: جَعَلُوهُ وَسطهمْ.
والحَوْشُ: أَن تَأْكُل من جَوَانِب الطَّعَام.
والحائشُ جمَاعَة النّخل والطرفاء، وَهُوَ فِي النّخل أشهر، لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه، قَالَ الأخطل:
وكأنَّ ظُعْنَ الحَيِّ حائشُ قريةٍ ... دانِي الجَناةِ وطيِّبُ الأثمارِ
قَالَ ابْن جني: الحائشُ اسْم لَا صفة، وَلَا هُوَ جَار على فعل فأعلوا عينه، وَهُوَ فِي

(3/465)


الأَصْل وَاو من الحَوشِ، فَإِن قلت: فَلَعَلَّهُ جَار على حاشَ، جَرَيَان قَائِم على قَامَ، قيل: لم نرهم أجروه صفة وَلَا أعملوه عمل الْفِعْل، وَإِنَّمَا الحائش للبستان بِمَنْزِلَة الصُّور وَهِي الْجَمَاعَة من النّخل، وبمنزلة الحديقة. فَإِن قلت: فَإِن فِيهِ معنى الْفِعْل لِأَنَّهُ يَحوشُ مَا فِيهِ من النّخل وَغَيره وَهَذَا يُؤَكد كَونه فِي الأَصْل صفة وَإِن كَانَ قد اسْتعْمل اسْتِعْمَال الْأَسْمَاء كصاحب ووارد، قيل: مَا فِيهِ من معنى الفعلية لَا يُوجب كَونه صفة، أَلا ترى إِلَى قَوْلهم: الْكَاهِل وَالْغَارِب، وهما وَإِن كَانَ فيهمَا معنى الاكتهال والغروب فانهما اسمان، وَكَذَلِكَ الحائشُ لَا يُستنكر أَن يَجِيء مهموزا وَإِن لم يكن اسْم فَاعل، لَا لشَيْء غير مَجِيئه على مَا يلْزم إعلال عينه نَحْو قَائِم وبائع وصائم.
والحائِشُ: شقّ عِنْد مُنْقَطع صدر الْقدَم مِمَّا يَلِي الأخمص.
ولى فِي بني فلَان حواشَةٌ، أَي من ينصرني من قرَابَة أَو ذِي مَوَدَّة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وَمَا يَنْحاشُ لشَيْء، أَي مَا يكترث لَهُ. وزجر الذِّئْب وَغَيره فَمَا انحاش لزجره، قَالَ ذُو الرمة يصف بَيْضَة نعَامَة:
وبيضاءَ لَا تنحاشُ منا وأُمُّها ... إِذا مَا رأتَنْا زِيلَ مِنْهَا زَوِيلُها
وَإِنَّمَا حكمنَا على أَن انحاش من الْوَاو لما تقدم من أَن الْعين واوا اكثر مِنْهَا يَاء، وَسَوَاء فِي ذَلِك الِاسْم وَالْفِعْل.

مقلوبه: (ش ح و)
شَحا فَاه يَشحُوه ويشحَاه: فَتحه. وشَحَا هُوَ نَفسه: انْفَتح، وَقد تقدم فِي الْيَاء.
وشَحا الرجل يَشحو شحوا: باعد مَا بَين خطاه.
والشَّحوَةُ: الخطوة.
وَفرس رغيب الشَّحْوةِ: كثير الْأَخْذ من الأَرْض بخطوه.
وبئر وَاسِعَة الشَّحوَةِ وضيقتها: أَي الْفَم.
وتَشَحَّى الرجل فِي السّوم: إِذا استام بسلعته وتباعد عَن الْحق.

(3/466)


وشَحاةُ: مَاء. وَكَذَلِكَ شَحا، قَالَ:
ساقِي شَحا يَميلُ مَيْلَ السَّكرانْ
وَقد قيل: إِنَّمَا هِيَ وَشْحَا، فَاحْتَاجَ الشَّاعِر فَغَيره.
وأشْحَى: اسْم مَوضِع، قَالَ معن بن أَوْس:
قَعْرِيَّةٌ أكلَتْ أشْحَى ومَدفَعُه ... أكنافُ أشحى وَلم تُعقَلْ بأقيَادِ

مقلوبه: (وح ش)
الوحْشُ: كل شَيْء من دَوَاب الْبر مِمَّا لَا يسْتَأْنس. مؤنث، وَالْجمع وحُوشٌ لَا يكسر على غير ذَلِك، حمَار وحْشِيٌّ وثور وحشِيّ، كِلَاهُمَا مَنْسُوب إِلَى الوحْشِ.
وكل شَيْء لَا يسْتَأْنس بِالنَّاسِ وحْشِيٌّ.
وَأَرْض مَوْحوشَةٌ: كَثِيرَة الوحْشِ. واستَوحَشَ مِنْهُ، وَلم يأنس بِهِ فَكَانَ كالوحشِيّ. وَقَول أبي كَبِير:
وَلَقَد غَدوتُ وصاحبِي وحشِيَّةٌ ... تحتَ الرداءِ بصيرةٌ بالمُشْرفِ
قيل: عَنى بِوَحشِيَّةٍ ريحًا تدخل تَحت ثِيَابه، وَقَوله: بَصِيرَة بالمشرف، أَي من اشرف لَهَا أَصَابَته.
وَمَكَان وحْشٌ: خَال. وَأَرْض وَحْشةٌ.
وأوحَشَ الْمَكَان من أَهله وتَوحَّشَ، خلا. وأوحَشَ الْمَكَان، وجده وحْشاً خَالِيا.
ولقيته بِوَحْشٍ إصمت، أَي بقفر خَال لَا أحد بِهِ. وَحكى الَّلحيانيّ: تركته بوحْشِ إصمت، إصمتة، وَمَعْنَاهُ كمعنى الأول.
وَتركته بوحشِ الْمَتْن، عَنهُ أَيْضا، أَي بِحَيْثُ لَا يقدر عَلَيْهِ، ثمَّ فسر الْمَتْن فَقَالَ: وَهُوَ الْمَتْن من الأَرْض. وَكله من الْخَلَاء. وبلاد حِشونَ: قفرة خَالِيَة.
وَبَات وَحْشاً ووَحِشاً: لم يَأْكُل شَيْئا فَخَلا جَوْفه. وَالْجمع أوحاشٌ.
والوحشُ والموحِشُ: الجائع من النَّاس وَغَيرهم لخلوه من الطَّعَام. وتوحَّش جَوْفه، خلا

(3/467)


من الطَّعَام.
والتوَحُّشُ للدواء: الْخُلُو لَهُ.
ووَحْشِيُّ كل شَيْء: شقَّه الْأَيْسَر، وإنسيه شقَّه الْأَيْمن. وَقد قيل بِخِلَاف ذَلِك. وَقَالَ بَعضهم: إنسي الْقدَم مَا أقبل مِنْهَا على الْقدَم الْأُخْرَى، ووحشيُّها مَا خَالف إنسيها.
ووحشِيُّ الْقوس الأعجمية ظهرهَا، وإنسيها بَطنهَا الْمقبل عَلَيْك، وَقيل: وحشيُّها الْجَانِب الَّذِي لَا يَقع عَلَيْهِ السهْم، وإنسيها الْجَانِب الَّذِي يَقع عَلَيْهِ السهْم، لم يخص بذلك أَعْجَمِيَّة من غَيرهَا.
ووحشِيُّ كل دَابَّة: شقَّه الْأَيْمن، وإنسيه شقَّه الْأَيْسَر، وَقيل: الوحشيُّ من الدَّابَّة مَا يركب مِنْهُ الرَّاكِب ويحتلب مِنْهُ الحالب، وَإِنَّمَا قَالُوا: فجال على وحشيِّه، انصاع جَانِبه الوحشي، لِأَنَّهُ لَا يُؤْتى فِي الرّكُوب والحلب والمعالجة وكل شَيْء إِلَّا مِنْهُ، فَإِنَّمَا خَوفه مِنْهُ، والإنسي الْجَانِب الآخر. وَقيل: الوحشِيُّ الَّذِي لَا يقدر على أَخذ الدَّابَّة إِذا أفلتت مِنْهُ، وَإِنَّمَا تُؤْخَذ من الْإِنْسِي وَهُوَ الْجَانِب الَّذِي تركب مِنْهُ الدَّابَّة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْجَانِب الوَحِيشُ كالوحشِيّ، وَأنْشد:
بأقدامِنا عَن جارِنا أجنبيَّةٌ ... حَيَاء وللمُهدَي إِلَيْهِ طريقُ
لجارتِنا الشِّقُّ الوحيشُ وَلَا يَرَى ... لجارتِنا منَّا أخٌ وصدِيقُ
وتوحَّشَ الرجل: رمى بِثَوْبِهِ أَو بِمَا كَانَ. ووحش بِثَوْبِهِ وبسيفه وبرمحة، خَفِيف، رمى، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَالنَّاس يَقُولُونَ: وحَّش، مشدد. قَالَ مرّة: وحَشَ بثوبِه وبدِرعِه ووحَّشَ، مخفف ومثقل، خَافَ أَن يدْرك فَرمى بِهِ.
والوحْشيّ من التِّين: مَا نبت فِي الْجبَال وشواحط الأودية، وَيكون من كل لون: أسود وأحمر وأبيض، وَهُوَ أَصْغَر التِّين، وَإِذا أكل جنيا أحرق الْفَم، ويزبب، كل ذَلِك عَن أبي حنيفَة.
ووحشِيٌّ: اسْم رجل.
ووحشيَّةُ: اسْم امْرَأَة، قَالَ الوقاف أَو المرار الفقعسي:
إِذا تَركتْ وحشِيَّةُ النَّجْدَ لم يكُن ... لِعَينَيك مِمَّا تَشكوانِ طبيبُ

(3/468)


مقلوبه: (وش ح)
الوِشاحُ والإشاحُ، على الْبَدَل، والوُشاحُ، كُله: كرسان من لُؤْلُؤ وجوهر منظومان مُخَالف بَينهمَا، مَعْطُوف أَحدهمَا على الآخر. وَالْجمع أوشِحَةٌ ووُشُحٌ ووشائحُ، وَأرى الْأَخِيرَة على تَقْدِير الْهَاء، قَالَ كثير عزة:
كأنَّ قَنَا المُرَّانِ تَحت خُدودِها ... ظِباءُ المَلا نِيطَتْ عَلَيْهَا الوَشائحُ
وَقد تَوشَّحت الْمَرْأَة واتَّشحت.
والتوشُّحُ: أَن يَتَّشِحَ بِالثَّوْبِ ثمَّ يخرج طرفه الَّذِي أَلْقَاهُ على عَاتِقه الْأَيْسَر من تَحت يَده الْيُمْنَى، ثمَّ يعْقد طرفيهما على صَدره. وَقد وشَّحَه بِالثَّوْبِ. قَالَ معقل بن خويلد الْهُذلِيّ:
أَبَا مَعْقِلٍ، إِن كنتَ أُشِّحتَ حُلَّةً ... أَبَا معقلٍ، فَانْظُر بِنَبْلِكَ من تَرمي
والوشاحُ والوشاحةُ، مثل إزارٍ وإزارة، قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ:
مُستَشْعِراً تَحت الرداءِ وِشاحَه ... عَضباً غَموضَ الحَدِّ غير مُفَلَّلِ
والوِشاحُ: الْقوس.
والمُوَشَّحَةُ من الظباء وَالشَّاء وَالطير: الَّتِي لَهَا طرتان من جانبيها، قَالَ:
أَو الأُدْمِ المُوَّشَّحَةِ العَواطي ... بأيِديهنَّ من سَلَمِ النِّعافِ
والوَشْحاءُ من الْمعز: السَّوْدَاء الموشَّحةُ ببياض.
وثوب مُوَشَّحٌ، وَذَلِكَ لوشى فِيهِ، عَن الَّلحيانيّ.
ووَشْحَى: مَوضِع، قَالَ:
صَبَّحْنَ من وَشْحَى قَليباً سُكَّا
ودارة وَشْحاءَ: مَوضِع هُنَالك، عَن كرَاع.

(3/469)


الْحَاء وَالضَّاد وَالْوَاو
حضَا النَّار حَضْواً: حرك الْجَمْر بَعْدَمَا يهمد. وَقد تقدم فِي الْهَمْز.

مقلوبه: (ح وض)
حاضَ المَاء وَغَيره حَوْضاً، وحَوَّضَه: حاطه وَجمعه.
والحِيَاضُ: مجمع المَاء. وَالْجمع أحواضٌ وحِياضٌ.
وحوضُ الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِي تستقي مِنْهُ أمته يَوْم الْقِيَامَة، حكى أَبُو زيد: سقاك الله بحوضِ الرَّسُول وَمن حَوضِه.
وحوضُ الْمَوْت: مجتمعه، على الْمثل. وَالْجمع كالجمع.
والتَّحويضُ: عمل الحوضِ. والاحتِياض اتِّخَاذه، عَن ثَعْلَب، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
طمِعْنا فِي الثوابِ فَكَانَ حَوْراً ... كمُحتاضٍ على ظهرِ السَّرَابِ
واستَحوضَ المَاء: اتخذ لنَفسِهِ حَوْضاً. والمُحَوَّضُ: مَا يصنع حوالي الشَّجَرَة على شكل الشربة، قَالَ:
أما تَرى بكلّ عُرْضٍ مُعرِضِ
كلَّ رَداحٍ دَوْحَةِ المُحوَّضِ
وحَوْضَى: مَوضِع، قَالَ:
أَو ذِي وُشومٍ بِحَوْضَى بَات مُنْكَرِساً ... فِي ليلةٍ من جُمادَى أَخْضَلَتْ دَيِمَا

مقلوبه: (ض ح و)
الضَّحْو والضَّحْوةُ والضَّحِيَّةُ، على مِثَال العشية: ارْتِفَاع النَّهَار، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
رَقودُ ضَحِياتٍ كأنَّ لِسانَه ... إِذا واجَه السُّفَّارَ مِكحَالُ أَرْمَدا
والضَّحَى: فويق ذَلِك، أُنْثَى، وتصغيرها بِغَيْر هَاء لِئَلَّا يلتبس بتصغير ضَحْوةٍ.
والضَّحاءُ: إِذا امْتَدَّ النَّهَار وكرب أَن ينتصف.

(3/470)


وَقيل: الضُّحَى من طُلُوع الشَّمْس إِلَى أَن يرْتَفع النَّهَار وتبيض الشَّمْس جدا، ثمَّ بعد ذَلِك الضَحاءُ إِلَى قريب من نصف النَّهَار. وَقد تسمى الشَّمْس ضُحاً لظهورها فِي ذَلِك الْوَقْت.
وَأَتَيْتُك ضَحوةً، أَي ضُحىً، لَا تسْتَعْمل إِلَّا ظرفا إِذا عنيتها من يَوْمك، وَكَذَلِكَ جَمِيع الْأَوْقَات إِذا عنيتها من يَوْمك أَو ليلتك، فَإِن لم تعن ذَلِك صرفتها بِوُجُوه الْإِعْرَاب وأجريتها مجْرى سَائِر الْأَسْمَاء.
والضَّحِيَّةُ لُغَة فِي الضَّحوَةِ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، كَمَا أَن الغدية لُغَة فِي الْغَدَاة، وَسَيَأْتِي ذكر الغدية.
وضاحاه: أَتَاهُ ضُحىً. وأضْحَيْنا، صرنا فِي الضحَى وبلغناها.
وأضحى يفعل ذَلِك، أَي صَار فَاعِلا لَهُ فِي وَقت الضحىَ.
وضَحَّى بِالشَّاة: ذَبحهَا ضُحَى النَّحْر، هَذَا هُوَ الأَصْل، وَقد تسْتَعْمل التضحِيَةُ فِي جَمِيع أَوْقَات يَوْم النَّحْر. والضحِيةُ مَا ضَحَّيْتَ بِهِ وَهِي الأَضْحاةُ، وَجَمعهَا أَضْحىً، يذكر وَيُؤَنث، قَالَ:
رأيْتُكُمُ بني الحَذْواءِ لمَّا ... دَنا الأضْحَى وصللتِ اللِّحامُ
وَقَالَ:
أَلا ليتَ شِعرِي هَل تَعودَنَّ بعْدهَا ... على الناسِ أَضْحى تجمعُ الناسَ أَو فِطرُ
قَالَ يَعْقُوب: سمى الْيَوْم أَضْحى بِجمع الأضحاةِ الَّتِي هِيَ الشَّاة.
والأُضْحِيَّةُ والإضْحِيَّةُ، كالضَّحِيَّةِ. فَأَما قَوْله يرثي عُثْمَان رَحمَه الله:
ضَحَّوْا بأشْمَطَ عُنوانُ السجودِ بِهِ ... يُقَطَّعُ الليلَ تَسبِيحاً وقُرآنا
فَإِنَّهُ استعارهَ، أرادَ قِرَاءَة.
والضاحِيَةُ من الْإِبِل وَالْغنم: الَّتِي تشرب ضُحىً.
وتَضَحَّت الْإِبِل: أكلت فِي الضُّحَى. وضَحَّيْتُها أَنا. وَفِي الْمثل: ضَحِّ وَلَا تغتر. وَلَا

(3/471)


يُقَال ذَلِك للْإنْسَان، هَذَا قَول الْأَصْمَعِي، وَجعله غَيره فِي النَّاس وَالْإِبِل.
وَقيل: ضَحَّيُتها، غدَّيتها أَي وَقت كَانَ، والأعرف انه فِي الضُّحَى.
وضَحَّى الرجل: تغدى بالضحَى، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
ضَحَّيتُ حَتَّى أظْهَرَتْ بمَحلوبْ
وحَكَّتِ السَّاقَ ببطنِ العُرقُوبْ
يَقُول: ضَحَّيْتُ لِكَثْرَة أكلهَا، أَي تغديت تِلْكَ السَّاعَة انتظارا لَهَا. وَالِاسْم الضَّحاءُ، على مِثَال الْغَدَاء وَالْعشَاء.
وضَحا الرجل ضَحْواً وضُحُوّا وضُحِيًّا: برز للشمس.
وضَحا الرجل وضَحِىَ يَضْحَى، فِي اللغتين مَعًا، ضُحُوّا وضُحِيًّا: أَصَابَته الشَّمْس.
والمَضْحاةُ: الأَرْض البارزة الَّتِي لَا تكَاد الشَّمْس تغيب عَنْهَا.
وضَحا الطَّرِيق يَضحو ضُحُوّا: ظهر وبرز. وضاحِيَةُ كل شَيْء: مَا برز مِنْهُ.
وضواحِي الْإِنْسَان: مَا برز مِنْهُ للشمس كالمنكبين والكتفين.
وضَواحِي الرّوم: مَا ظهر من بِلَادهمْ.
وضواحِي الْحَوْض: نواحيه. وَهَذِه الْكَلِمَة واوية ويائية.
وَفعلت الْأَمر ضاحِيَةً، أَي ظَاهرا بَينا.
وَلَيْسَ لكَلَامه ضحى، أَي بَيَان وَظُهُور.
وضَحَّى عَن الْأَمر: بَينه وأظهره، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَحكى أَيْضا: أضْحِ لي عَن أَمرك، بِفَتْح الْهمزَة، أَي أوضح وَأظْهر. وأَضْحَى الشَّيْء: أظهره وأبداه، قَالَ الرَّاعِي:
حَفَرْنَ عُروقَها حتَّى أجَنَّتْ ... مَقاتِلَها وأضْحَيْنَ القُرونا
وضَحَّى عَن الشَّيْء: رفق بِهِ، قَالَ:
لَضَحَّتْ رُويداً عَن مَطالِبها عَمْرُو
وضَاحٍ: مَوضِع، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

(3/472)


أضَرَّ بِهِ ضاحٍ فنَبْطَا أسالَة ... فمَرٌّ فأعْلَى حَوْزِها فخُصورُها
قَالَ: أضرَّ بِهِ ضاحٍ، وَإِن كَانَ الْمَكَان لَا يدنو، لِأَن كل مَا دنا مِنْك فقد دَنَوْت مِنْهُ.

مقلوبه: (وض ح)
الوَضَحُ: بَيَاض الصُّبْح، وَالْقَمَر، والبرص، والغرة والتحجيل فِي القوائم وَغير ذَلِك من الألوان.
والوَضَحُ أَيْضا: بَيَاض غَالب فِي ألوان الشتَاء قد فَشَا فِي جَمِيع جَسدهَا، وَالْجمع أوْضاحٌ.
وَقد وضَحَ الشَّيْء وضوحاً وضِحَةً وضَحَةً، وَهُوَ واضِحٌ وو ضَّاحٌ، وأوضَحَ وتوضَّحَ: ظهر. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
وأغبَرَ لَا يَجْتازُه مُتَوَضّحُ الرِّ ... جال كفَرْقِ العامِرِيِّ يَلوحُ
أَرَادَ بالمُتَوضّحِ من الرِّجَال، الَّذِي يظْهر وَلَا يدْخل فِي الْخمر.
ووَضَّحَه هُوَ وأوضَحَه وأوْضَحَ عَنهُ.
والواضِحَةُ: الْأَسْنَان الَّتِي تبدو عِنْد الضحك، صفة غالبة.
وَإنَّهُ لَواضِحُ الجبين، إِذا أَبيض وَحسن وَلم يكن غليظا كثير اللَّحْم.
وَرجل وضَّاحٌ: حسن الْوَجْه أَبيض بسام.
وأوضَحَ الرجل وَالْمَرْأَة: ولد لَهما أَوْلَاد وُضَّحٌ.
وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ مِنْك أدنى واضِحةٍ، إِذا وضح لَك وَظهر حَتَّى كَأَنَّهُ مبيض.
وَرجل واضِحُ الْحسب ووَضَّاحُه: ظَاهره نقيه مبيضه، على الْمثل.
وَدِرْهَم وَضِحٌ: نقي أَبيض، على النّسَب. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: أَعْطيته دَرَاهِم أوضَاحاً كَأَنَّهَا ألبان شول رعت بدكداك مَالك، يَعْنِي بالأوضاحِ الْبيض من الدَّرَاهِم، وَقَوله: بدكداك مَالك، مَالك: رمل بِعَيْنِه، وَقل مَا ترعى الْإِبِل هُنَالك إِلَّا الحلى، وَهُوَ أَبيض، فَشبه الدَّرَاهِم فِي بياضها بألبان الْإِبِل الَّتِي لَا ترعى إِلَّا الحلى.
ولأوَاضِحُ: الْأَيَّام الْبيض: إِمَّا أَن تكون جمع الواضحِ فَتكون الْهمزَة بَدَلا من الْوَاو الأولى لِاجْتِمَاع الواوين، وَإِمَّا أَن تكون جمع الأوضَحِ. وَفِي الحَدِيث انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمر بصيام الأواضِحِ، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

(3/473)


والمُوضِحَةُ من الشجاج: الَّتِي بلغت الْعظم فأوضَحت عَنهُ، وَقيل: هِيَ الَّتِي تقشر الْجلْدَة الَّتِي بَين اللَّحْم والعظم أَو تشقها حَتَّى يَبْدُو وضَحُ الْعظم، وَهِي الَّتِي يكون فِيهَا الْقصاص خَاصَّة لِأَنَّهُ لَيْسَ من الشجاج شَيْء لَهُ حد يَنْتَهِي إِلَيْهِ سواهَا، وَأما غَيرهَا من الشجاج فَفِيهَا دِيَتهَا.
والوَضَحُ: اللَّبن، قَالَ:
عَقُّوا بِسَهْمٍ فَلم يَشْعُرْ بِهِ أحَدٌ ... ثمَّ استفاءوا وَقَالُوا: حَبَّذا الوضَحُ
وَأرَاهُ سمي بذلك لبياضه، وَقيل: الوضَحُ من اللَّبن، مَا لم يمذق.
ووضَحَ الرَّاكِب: طلع.
وَمن أَيْن أوضَحْتَ، بِالْألف، أَي من أَيْن خرجت، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وأوضَحْتُ قوما: رَأَيْتهمْ.
واستَوضَحَ الشَّيْء: وضع يَده على عَيْنَيْهِ فِي الشَّمْس ينظر هَل يرَاهُ؟ واستوضَحَ عَن الْأَمر: بحث.
والواضِحُ: ضد الخامل، لِوُضوحِ حَاله وَظُهُور فَضله، عَن السَّعْدِيّ.
ووَضَحُ الطَّرِيق: وَسطه.
والوَضَحُ: حلي من فضَّة، وَالْجمع أوضَاحٌ، وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقاد من يَهُودِيّ قتل جوَيْرِية على أوضاحٍ لَهَا.
وَقيل: الوَضَحُ الخلخال، فَخُصَّ.
والوُضَّحُ: الْكَوَاكِب الخنس إِذا اجْتمعت مَعَ الْكَوَاكِب المضيئة من كواكب الْمنَازل.
ووَضَحُ الطَّرِيقَة من الْكلأ: صغارها، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ مَا ابيض مِنْهَا، وَالْجمع أوضاحٌ، قَالَ ابْن أَحْمَر وَوصف إبِلا:
تَتَبَّعُ أَوْضَاحًا بِسُرَّةِ يَذبُلِ ... وتَرعَى هَشِيماً من حُلَيْمةَ بالِياَ
وَقَالَ مرّة هِيَ بقايا الْحلِيّ والصليان، لَا يكون إِلَّا من ذَلِك.

(3/474)


وَرَأَيْت أَوْضَاحًا: أَي فرقا قَليلَة هَاهُنَا وَهَاهُنَا، لَا وَاحِد لَهَا.
وتُوضِحُ: مَوضِع.

الْحَاء وَالْوَاو وَالصَّاد
حاصَ الثَّوْب حَوْصاً وحِياصَةً: خاطه. وحاصَ عين صقره، خاطها. وحاص شقوقا فِي رجله، كَذَلِك.
وَقيل: الحَوْصُ الْخياط بِغَيْر رقْعَة، وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا فِي جلد أَو خف بعير.
والحَوَصُ: ضيق فِي مُؤخر الْعين حَتَّى كَأَنَّهَا خيطت، وَقيل: هُوَ ضيق مشقها وَقيل: هُوَ ضيق فِي إِحْدَى الْعَينَيْنِ دون الْأُخْرَى.
وَقد حَوِصَ حَوصاً وَهُوَ أحوَص. وَقيل: الحَوْصَاءُ من الْأَعْين. الَّتِي ضَاقَ مشقها غائرة كَانَت أَو جاحظة.
والاحوَصانِ: من بني جَعْفَر بن كلاب، وَيُقَال لآلهم: الحُوصُ والأحاوِصَةُ والأحاوِصُ، قَالَ الْأَعْشَى:
أتانِي وَعيدُ الحُوصِ من آلِ جعفرٍ ... فيا عبدَ عَمْرٍو لَو نهيتَ الأحاوِصَا!
جمع على فعل ثمَّ على أفَاعِل، قَالَ أَبُو عَليّ: القَوْل فِيهِ عِنْدِي انه جعل الأول على قَول من قَالَ: الْعَبَّاس والْحَارث، وعَلى هَذَا مَا أنْشدهُ الْأَصْمَعِي:
أَحْوَى من العُوجِ وَقاحُ الحافِرِ
قَالَ: وَهَذَا مِمَّا يدلك من مذاهبهم على صِحَة قَول الْخَلِيل فِي الْعَبَّاس والْحَارث، انهم قَالُوهُ بِحرف التَّعْرِيف لأَنهم جَعَلُوهُ الشَّيْء بِعَيْنِه، أَلا ترى أَنه لَو لم يكن كَذَلِك لم يكسروه تكسيره؟ قَالَ فَأَما الآخر فَإِنَّهُ يحْتَمل عِنْدِي ضَرْبَيْنِ: يكون على قَول من قَالَ: عَبَّاس وحارث، وَيكون على النّسَب مثل الأحامرة والمهالبة، كَأَنَّهُ جعل كل وَاحِد حُوصِيًّا.
والأحوَصُ: اسْم شَاعِر.
والحَوْصاءُ: فرس تَوْبَة بن الْحمير.

مقلوبه: (ص ح و)
الصَّحْوُ: ذهَاب الْغَيْم، يَوْم صَحْوٌ، وسماء صَحْوٌ، وَقد أصْحَيا.

(3/475)


وأصْحَينا: أصحَتْ لنا السَّمَاء.
وصَحا السَّكْرَان صَحْواً وصُحُوّا، وأَصْحَى: ذهب سكره، وَكَذَلِكَ المشتاق، قَالَ:
صُحُوَّ ناسي الشوقِ مُسْتَبِلِّ
وَالْعرب تَقول: ذهب بَين الصَّحْوِ والسكرة، أَي بَين أَن يعقل وَلَا يعقل.
والمِصحاةُ: جَام يشرب فِيهِ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المصحاةُ إِنَاء، قَالَ: وَلَا أَدْرِي من أَي شَيْء هُوَ، وَقيل: هُوَ الطَّاسُ.

مقلوبه: (وح ص)
وحَصَه وَحصًا: سحبه، يَمَانِية.

مقلوبه: (ص وح)
تَصوَّحَ البقل وصَوَّحَ: تمّ تيبسه. وصَوَّحَتْه الرّيح، قَالَ ذُو الرمة:
وصَوَّحَ البقل نآجٌ تجيءُ بِهِ ... هَيْفٌ يمانِيَةٌ فِي مَرِّها نَكَبُ
وتَصَوَّحت الأَرْض من اليبس وَمن الْبرد: يبس نباتها.
والانصياحُ كالتصَوُّحِ. وانصاحَ الثَّوْب، تشقق من قبل نَفسه.
وتصَوُّحُ الشّعْر: تشققه من قبل نَفسه وتناثره. وَقد صَوَّحَه الجفوف.
والصُّواحَةُ: فضَالة من تشقق الصُّوف، وَقد صَوَّحَه.
والصُّوَاحُ: عرق الْخَيل خَاصَّة، وَقد يعم بِهِ.
وصُوحا الْوَادي: حائطاه، ويفرد فَيُقَال: صُوحٌ، فَأَما مَا أنْشدهُ بَعضهم:
وشِعْبٍ كشَكِّ الثوبِ شَكْسٍ طريقُه ... مَدارِجُ صُوحَيهِ عِذابٌ مَخاصرُ
تَعَسَّفْتُه باللَّيلِ لم يَهدِني لَهُ ... دَليلٌ وَلم يَشْهد لَهُ النعتَ خابِرُ
فَإِنَّمَا عَنى فَمَا قبَّله، فَجعله كالشعب لصغره، وَمثله بشك الثَّوْب وَهِي طَريقَة خياطته، لِاسْتِوَاء منابت أَضْرَاسه وَحسن اصطفافها وتراصفها، وَجعل رِيقه كَالْمَاءِ، وناحيتي

(3/476)


الأضراس كصُوحَيِ الْوَادي.
وصُوحُ الْجَبَل: أَسْفَله.
والصُّواحُ: الطَّلع حِين يجِف فيتناثر، عَن أبي حنيفَة.
وصُوحانُ: اسْم، قَالَ:
قَتَلْتُ عِلْبَاءً وهِنْدَ الجَمَلِ ... وابنًا لِصُوْحانَ على دينِ عَلِي
وصاحَةٌ: مَوضِع، قَالَ بشر بن أبي خازم:
تَعرُّضَ جابَةِ المِدْرَى خَذولٍ ... بِصَاحةَ فِي أسِرِتَّها السلامُ

الْحَاء وَالسِّين وَالْوَاو
حَسا الطَّائِر المَاء حَسْواً، وَهُوَ كالشرب للْإنْسَان، وَلَا يُقَال للطائر: شرب.
وحَسَا الشَّيْء حَسْواً وتحَسَّاه، قَالَ سِيبَوَيْهٍ التحَسِّي عمل فِي مهلة. واحتَساه كتَحَسَّاه. وَقد يكون الاحتِساءُ فِي النّوم وتقصي سير الْإِبِل، يُقَال: احتسى سير الْفرس والجمل والناقة، قَالَ:
إِذا احتَسَى يومَ هَجيرٍ هائِفُ
غُرُورَ عِيدِيَّاتِها الخَوانِفِ
وهنَّ يَطوِينَ عَلى التكالُّفِ
بالسَّوْمِ أَحْيَانًا وبالتقاذُفِ
جمع بَين الْكسر وَالضَّم، وَهَذَا الَّذِي يُسَمِّيه أَصْحَاب القوافي السناد فِي قَول الْأَخْفَش.
وَاسم مَا يُتَحَسى: الحَسِيَّةُ والحَساءُ والحَسُوُّ، وَأرى ابْن الْأَعرَابِي حكى فِي الِاسْم أَيْضا: الحَسْوَ، على لفظ الْمصدر، والحَسَا مَقْصُور على مِثَال الْقَفَا، وَلست مِنْهُمَا على ثِقَة، والحُسْوَةُ، كُله: الشَّيْء الْقَلِيل مِنْهُ.

(3/477)


فَأَما قَوْله، أنْشدهُ ابْن جني لبَعض الرجاز:
وحُسَّدٍ أوْشَلْتُ من حِظاظِها ... على أحاسِي الغيْظِ واكتِظاظِها
فعندي انه جمع حسَاءٍ على غير قِيَاس، وَقد يكون جمع أُحْسِيَّةٍ وأُحسُوَّةٍ كأهجية وأهجوة، غير أنني لم اسْمَعْهُ وَلَا رَأَيْته إِلَّا فِي هَذَا الشّعْر.
والحَسْوَةُ: الْمرة الْوَاحِدَة، وَقيل: الحَسْوَةُ والحُسْوَةُ لُغَتَانِ، وَهَذَانِ المثالان يعتقبان على هَذَا الضَّرْب كثيرا كالنَغبة والنُغبة، والجَرعة والجُرعة، وَفرق يُونُس بَين هذَيْن المثالين فَقَالَ: الفعلة للْفِعْل، والفعلة للاسم.
وَرجل حَسُوٌّ: كثير التَّحَسّي.
وَيَوْم كحسْوِ الطَّائِر: أَي قصير.

مقلوبه: (ح وس)
حاسَه حَوْساً: كَحساه.
والحَوْسُ: انتشار الْغَارة وَالْقَتْل، والتحرك فِي ذَلِك، وَقيل: هُوَ الضَّرْب فِي الْحَرْب، والمعاني مقتربة.
وحَاسَ حَوْساً: طلب.
وحاسَ الْقَوْم حَوْسا: طَلَبهمْ وداسهم وقريء: (فَحاسُوا خِلالَ الدّيارِ) .
وَرجل حَوَّاسٌ، طلاَّب بِاللَّيْلِ.
وحاسَ الْقَوْم حَوْساً: خالطهم ووطئهم، وأهانهم، قَالَ:
يَحوسُ قَبيلَة ويُبِيرُ أُخْرَى
وَفِي حَدِيث عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ: " بل تَحوسُكَ فِتْنَةٌ "، أَي تخالط قَلْبك وتحثك وتحركك على ركُوبهَا.
وَإنَّهُ لذُو حَوْسٍ وحَوِيسٍ، أَي عَدَاوَة، عَن كرَاع.
والتَحَوُّسُ: الْإِقَامَة كَأَنَّهُ يُرِيد سفرا وَلَا يتهيأ لَهُ لاشتغاله بِشَيْء بعد شَيْء.

(3/478)


والأحْوَسُ: الشَّديد الْأكل، وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يشْبع من الشَّيْء وَلَا يمله.
والأحْوَسُ والحئُوسُ، كِلَاهُمَا: الشجاع الحَمِسُ عِنْد الْقِتَال، الْكثير الْقَتْل للرِّجَال، وَقيل: هُوَ الَّذِي إِذا لقى لم يبرح، وَلَا يُقَال ذَلِك للْمَرْأَة. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
والبَطَلُ المُسْتَلِئمُ الحئُوس
وَقد حَوِسَ حَوساً.
والأحْوَس أَيْضا: الَّذِي لَا يبرح مَكَانَهُ أَو ينَال حَاجته، وَالْفِعْل كالفعل، والمصدر كالمصدر.
وإبل حوسٌ: بطيئات التحرك من مرعاهن، جمل أحَوسُ وناقة حَوساءُ. والحَوساءُ من الْإِبِل، الشَّدِيدَة النَّفس. وَقَوله:
حُوَاسات العَشاءِ خُبَعْثِناتٌ ... إِذا النَّكْباءُ راوحَتِ الشَّمالا
لَا أَدْرِي مَا معنى حُواساتٍ، إِلَّا إِن كَانَت الْمُلَازمَة للعشاء أَو الشَّدِيدَة الْأكل. وَكَذَلِكَ قَوْله:
أنْعَتُ غَيْثاً رائحاً عُلوِيَّا ... صَعَّدَ فِي نَخْلَة أحْوَسِياَّ
لَا أعرف مَعْنَاهُ إِلَّا أَن يُرِيد اللُّزُوم والمواظبة. وَقَول رؤبة:
وزوَّلَ الدَّعوَى الخلاطُ الحَوَّاس
قيل فِي تَفْسِيره: الحوَّاسُ، الَّذِي يُنَادي فِي الْحَرْب: يَا فلَان يَا فلَان، وَأرَاهُ من هَذَا، كَأَنَّهُ يلازم النداء ويواظبه.
وحَوسٌ: اسْم.
وحَوْساءُ وأحَوسُ: موضعان، قَالَ معن ابْن أَوْس:

(3/479)


وَقد عَلِمتْ نَخْلِي بأحْوسَ أنني ... أُقلُّ وَإِن كَانَت بلادِي اطِّلاعَها

مقلوبه: (س ح و)
سَحا الطين عَن الأَرْض يَسْحُوه ويَسْحَاه سَحْوًا: قشره. وَكَذَلِكَ سَحا القرطاس والشحم. والمِسْحاةُ: الْآلَة الَّتِي يُسْحَى بهَا، ومتخذها السَّحَّاءُ، وحرفته السِّحايَةُ.
والسِّحاءُ والسِّحاءَةُ والسِّحاةُ والسِّحايَةُ: مَا انقشر من الشَّيْء كسِحاءَةِ النواة والقرطاس. وَمَا فِي السَّمَاء سحاءَةٌ من سَحَاب، أَي قشرة، على التَّشْبِيه.
وسَحا القرطاس سَحْواً وسَحَّاه: أَخذ مِنْهُ سِحاءَةً أَو شده بهَا.
وانسَحَّت الليطة عَن السهْم: زَالَت عَنهُ.
والأُسْحِيَّةُ: كل قشرة تكون على مضائغ اللَّحْم من الْجلد.
وَقد تقدم عَامَّة ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَن هَذَا الْبَاب يائي وواوي.
وسَحا شعره واستَحاه: حلقه حَتَّى كَأَنَّهُ قشره.
واستحى اللَّحْم: قشره، أَخذ من سِحاءَةِ القرطاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وسِحاءتا اللِّسانِ: ناحيتاه.
وَرجل أُسْحوانٌ: جميل طَوِيل.
والأُسْحوانُ أَيْضا: الْكثير الْأكل.
والسَّحاةُ والسَّحاءُ من الْفرس: عرق فِي أَسْفَل لِسَانه.
والسِحاءُ والسَّحاةُ: نبت يَأْكُلهُ الضَّب.
وضب ساحٍ: يَأْكُل السَّحاءَ.
والسِّحاوة: الخفاش، وَهِي السَّحا والسِّحاءُ، إِذا فتح قصر: وَإِذا كسر مد.
والسَّحاة: النَّاحِيَة، كالساحة.
وَأرى الَّلحيانيّ قد حكى: سَحَوْتُ الْجَمْر: إِذا فرجته، وَالْمَعْرُوف سخوت، بِالْخَاءِ.

مقلوبه: (س وح)
السَّاحَةُ: النَّاحِيَة، وَهِي أَيْضا فضاء يكون بَين دور الْحَيّ.
وَالْجمع ساحٌ وسوحٌ، الأولى عَن كرَاع. والتصغير سُوَيحَةٌ.

(3/480)


الْحَاء وَالزَّاي وَالْوَاو
حَزا حَزْواً وتَحزَّى: تكهن.
وحَزا الطير حَزواً: زجرها، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَن هَذِه الْكَلِمَة يائية وواوية.
والمُحزَوْزَي: المنتصب، وَقيل: هُوَ القلق، وَقيل: المنكسر.
وحَزْوَى والحزْواءُ، وحَزَوْزَى: مَوَاضِع.

مقلوبه: (ح وز)
الحَوزُ: السّير الشَّديد والرويد. حازَ إبِله حَوْزاً وحَوَّزها: سَاقهَا سوقا رويدا.
وسوق حَوْزٌ، وصف بِالْمَصْدَرِ.
وَلَيْلَة الحَوْزِ: أول لَيْلَة توجه فِيهَا الْإِبِل إِلَى المَاء إِذا كَانَت بعيدَة مِنْهُ، سميت بذلك لِأَنَّهُ يرفق بهَا تِلْكَ اللَّيْلَة فيسار بهَا رويدا. وَقد حَوَّزها، قَالَ:
حَوَّزَها من بُرَقِ الغَميمِ
أهْدَأ يمشي مِشَيَةَ الظليمِ
وَقَوله:
وَلم تُحوَّزْ فِي رِكابِ العيرِ
عَنى انه لم يشْتَد عَلَيْهَا فِي السُّوق. وَقَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ لم يحمل عَلَيْهَا.
والأحوَزِيُّ والحُوزِيُّ: الْحسن السِّيَاقَة، وَفِيه مَعَ ذَلِك بعض النفار، قَالَ العجاج:
يَحوزُهنَّ وَله حُوزِيُّ
كَمَا يَحوزُ الفئَةَ الكَمِيُّ
والأحْوَزِيُّ والحُوزِيُّ أَيْضا: الجاد فِي أمره.

(3/481)


والحُوزِيُّ: المتنزه فِي الْمحل الَّذِي يحْتَمل وَيحل وَحده وَلَا يخالط الْبيُوت بِنَفسِهِ وَلَا مَاله.
وانحاز الْقَوْم: تركُوا مركزهم ومعركة قِتَالهمْ ومالوا إِلَى مَوضِع آخر.
وتَحوَّز عَنهُ وتَحيَّزَ: تنحى، وَهِي تفعيل أَصْلهَا تَحيْوَزَ فقلبت الْوَاو يَاء لمجاورة الْيَاء، وأدغمت فِيهَا.
وتَحَوَّزَ عَن فرَاشه: تنحى.
والحَوْزاءُ: الْحَرْب تحوزُ الْقَوْم، حَكَاهَا أَبُو رياش فِي شرح أشعار الحماسة فِي قَول جَابر بن ثَعْلَب:
فهَلاَّ على أخلاقِ نَعْلَىْ مَعصَّبٍ ... شَغَبْتَ وَذُو الحوزاءِ يَحفِزُه الوتْرُ
الْوتر هُنَا: الْغَضَب.
والتَحَوُّزُ: التلبث والتمكث.
والتحَيُّزُ والتحوُّزُ: التلوي والتقلب، وَخص بَعضهم بِهِ الْحَيَّة. وَمن كَلَامهم: مَالك تَحَوَّزُ كَمَا تحوَّزُ الْحَيَّة، وتَحَّيزُ.
وتحوَّزَ الرجل وتَحيَّز: أَرَادَ الْقيام فَأَبْطَأَ ذَلِك عَلَيْهِ.
وكل من ضم شَيْئا إِلَى نَفسه من مَال أَو غير ذَلِك فقد حازَه حَوْزاً وحِيازَةً، وحازَه إِلَيْهِ واحتازَه إِلَيْهِ.
وَقَوْلهمْ، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، إِذا طلعت الشعريان يَحوزهما النَّهَار فهنالك لَا يجد الْحر مزيدا، وَإِذا طلعتا يحوزُهما اللَّيْل فهناك لَا يجد القر مزيدا. لم يفسره، وَهُوَ يحْتَمل عِنْدِي أَن يكون: يضمهما، وَأَن يكون: يسوقهما.
وحَوْزُ الدَّار وحَيْزُها: مَا انْضَمَّ إِلَيْهَا من الْمرَافِق وَالْمَنَافِع.
وكل نَاحيَة على حِدة: حَيِّزٌ. وَالْجمع أحيازٌ، نَادِر، فَأَما على الْقيَاس فَحَيائِزُ، بِالْهَمْز فِي قَول سِيبَوَيْهٍ وحياوِزُ بِالْوَاو فِي قَول أبي الْحسن.
والحَوْزُ: مَوضِع يحوزُه الرجل يتَّخذ حواليه مسناة، وَالْجمع أحْوازٌ.
وَهُوَ يحمي حَوْزَتَه، أَي مَا يَلِيهِ ويَحوزُه.
والحُوَّازُ: مَا يَحوزُه الْجعل من الدحروج، وَهُوَ الخرء الَّذِي يدحرجه، قَالَ:

(3/482)


سَمينُ المَطايا يَشربُ الشُّربَ والحَسَا ... قِمَطْرٌ كَحُوَّازِ الدحاريج أَبتر
والحَوْزُ: الطبيعة من خير أَو شَرّ.
وحازَها حَوْزاً: نَكَحَهَا.
وحاوَزَه: خالطه.
وَأمر محوزٌ، مُحكم.
والحائزُ: الْخَشَبَة الَّتِي تنصب عَلَيْهَا الأجذاع.
وَبَنُو حَويزةَ: قَبيلَة، أَظن ذَلِك.
وأحْوَزُ وحَوَّازٌ: اسمان.
وحَوْزَةُ: اسْم مَوضِع، قَالَ صَخْر ابْن عَمْرو:
قَتَلتُ الخالِدَيْنِ بهَا وعَمْراً ... وبِشْرًا يومَ حَوْزةَ وابنَ بِشْرِ

مقلوبه: (ز وح)
زاحَ الشَّيْء زَوحًا وأزاحَه: أزاغه عَن مَوْضِعه ونحاه وزاح هُوَ يزوح وزاحَ الرجل زَوْحًا: تبَاعد، وَقد تقدم فِي الْيَاء.
والزَّواح: الذّهاب، عَن ثَعْلَب وَأنْشد:
إِنِّي سليم يَا نُوَي ... قَةُ إِن نَجَوتُ من الزواحِ

الْحَاء وَالْوَاو والطاء
حاطَه حَوْطاً وحِياطةً: حفظه وتعهده. وَقَول الْهُذلِيّ:
وأَحْفَظُ مَنْصِبي وأحوطُ عِرضي ... وبعضُ الْقَوْم لَيْسَ بِذِي حِيَاطِ
أَرَادَ: حِياطةً، وَحذف الْهَاء كَقَوْل الله تَعَالَى: (وإقَام الصَّلاةِ) يُرِيد الْإِقَامَة وَكَذَلِكَ حَوَّطه، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
عَليَّ وَكَانُوا أهلَ عِزّ مقَدَّمٍ ... ومَجْدٍ إِذا مَا حَوَّط المجدُ نائلي

(3/483)


ويروى: حَوَّضَ، وَقد تقدم.
وتَحوَّطَه: كحَوَّطه.
واحتاط الرجل، أَخذ فِي أُمُوره بالأحزم. والحَوْطَةُ والحِيْطَةُ والحَيْطَةُ: الاحتياطُ.
وحاطَه الله حَوْطاً وحيِاطةً، وَالِاسْم الحيطةُ: صانه وكلأه.
وَالْعير يَحوطُ عانته: يجمعها.
والحائط: الْجِدَار لِأَنَّهُ يَحوطُ مَا فِيهِ، وَالْجمع حِيطانٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَكَانَ قِيَاسه حُوطاناً، وَحكى ابْن الْأَعرَابِي فِي جمعه: حِياطٌ، كقائم وَقيام، إِلَّا أَن حائِطاً قد غلب عَلَيْهِ الِاسْم، فَحكمه أَن يكسر على من يكسر عَلَيْهِ فَاعل إِذا كَانَ اسْما، قَالَ ابْن جني: الْحَائِط اسْم بِمَنْزِلَة السّقف والركن وَإِن كَانَ فِيهِ معنى الحَوْطِ.
وحَوَّطَ حائِطاً، عمله.
والحِوَاطُ: حَظِيرَة تتَّخذ للطعام لِأَنَّهَا تحوطه.
والمَحاطُ: الْمَكَان الَّذِي يكون خلف المَال وَالْقَوْم يستديرهم ويحوطهم، قَالَ العجاج:
حَتَّى رأى من خَمَرِ المَحاطِ
وحُواطُ الْأَمر: قوامه.
وكل من بلغ أقْصَى شَيْء وأحصى علمه، فقد أحاطَ بِهِ.
وأحاطت الْخَيل بِهِ وحاطَتْ واحتاطَتْ: أحدقت.
وَقَوله تَعَالَى: (واللهُ مِن ورائِهم مُحيطٌ) أَي لَا يعجزه اُحْدُ، قدرته مُشْتَمِلَة عَلَيْهِم. وحاطَهم قصاهم وبقصاهم: قَاتل عَنْهُم.
وحَوْطُ الحضائر: رجل من النمر بن قاسط، هُوَ أَخُو الْمُنْذر بن امْرِئ الْقَيْس لأمه، جد النُّعْمَان بن الْمُنْذر.
وتَحوطُ وتَحِيطُ وتحِيطُ والتَّحوُّطُ والتَّحِيطُ، كُله: اسْم: اسْم للسّنة الشَّدِيدَة.

مقلوبه: (ط ح و)
طَحاه طَحْواً وطُحُوّا: بَسطه. وَفِي التَّنْزِيل: (والأرضِ وَمَا طَحاها)

(3/484)


وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء، وَأما قِرَاءَة الْكسَائي: طحيها، بالإمالة وَإِن كَانَت من ذَوَات الْوَاو، فَإِنَّمَا جَازَ ذَلِك لِأَنَّهَا جَاءَت مَعَ مَا يجوز أَن يمال وَهُوَ يَغْشَاهَا وبناها، على انهم قد قَالُوا مظلة مَطْحِيَّةٌ، فلولا أَن الْكسَائي أمال تَلَاهَا من قَوْله تَعَالَى: (والْقَمَر إِذا تَلَاهَا) لقلنا إِنَّه حمله على قَوْلهم مظلة مطحية، ومظلة مَطْحُوَّةٌ: عَظِيمَة. وضربه ضربا طَحا مِنْهُ، ي امْتَدَّ.
وطَحا بِهِ قلبه وهمه يَطْحا طَحْواً: ذهب بِهِ فِي مَذْهَب بعيد، مَأْخُوذ من ذَلِك.
وطَحا يَطْحُو طُحُواّ، بَعُدَ، عَن ابْن دُرَيْد.
والطُّحَىُّ: مَوضِع، قَالَ مليح:
فأضْحَى بأجْزاعِ الطُّحَىِّ كأنَّه ... فَكيكُ أُسارَى فُكَّ عَنهُ السلاسِلُ
وَقد يكون من الْيَاء.
وطاحِيَةُ: أَبُو بطن من الأزد، من ذَلِك.

مقلوبه: (ط وح)
طاحَ يَطوحُ ويَطيحُ طَوْحاً: أشرف على الْهَلَاك، وَقيل: هلك أَو ذهب.
وطَوَّحه هُوَ، وطوَّحَ بِهِ: حمله على ركُوب مفازة يخَاف فِيهَا هَلَاكه، قَالَ أَبُو النَّجْم:
يُطَوَّحُ الهادِي بِهِ تَطوِيحَا
والمُطَوَّحُ: الَّذِي طُوّحَ بِهِ الأَرْض، أَي ذهب بِهِ. وطوَّحَه، بَعثه إِلَى أَرض لَا يرجع مِنْهَا، قَالَ:
ولكنَّ البُعوثَ جَرَت علينا ... فصِرنا بينَ تَطويحٍ وغُرْمَ
وتَطَوَّحَ: إِذا ذهبَ وجاءَ فِي الهواءِ، قَالَ ذُو الرمة:
ونَشْوانَ من كأسِ النُّعاسِ كأنَّه ... بِحَبْلَينِ فِي مَشْطونَةٍ يَتَطَوَّح
قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي طاحَ يَطيحُ، انه فعل يفعل، لِأَن فعل يفعل لَا يكون من بَنَات الْوَاو

(3/485)


كَرَاهِيَة الالتباس ببنات الْيَاء، كَمَا أَن فعل يفعل لَا يكون فِي بَنَات الْيَاء كَرَاهِيَة الالتباس ببنات الْوَاو أَيْضا، فَلَمَّا كَانَ ذَلِك عدما الْبَتَّةَ، ووجدوا فعل يفعل فِي الصَّحِيح، كحسب يحْسب وَأَخَوَاتهَا، وَفِي المعتل كولي يَلِي وأخواته، حملُوا طاح يطيح على ذَلِك، وَله نَظَائِر: كتاه يتيه وماه يميه.
وَهَذَا كُله فِيمَن لم يقل إِلَّا طَوَّحَه وتوهه وماهت الرَّكية موها، وَأما من قَالَ: طَيَّحه وتيَّهه وماهت الرَّكية ميها، فقد كفينا القَوْل فِي لغته، لِأَن طاح يطيح وأخواته على هَذِه اللُّغَة من بَنَات الْيَاء كباع يَبِيع وَنَحْوهَا.
وطوَّحَ بِثَوْبِهِ: رمى بِهِ فِي مهلكة.
وطَوَّحَ نَفسه: توهها.
وتَطاوَحَ: ترامى. وطاوَحَه راماه قَالَ:
فَأَما وَاحِدًا فكَفاكَ مِني ... فمَنْ ليَدٍ تُطاوِحُها أيادِي
تُطاوِحها: أَي ترامى بهَا. والأيادي جمع أيد الَّتِي هِيَ جمع يَد، أَي أكفيك وَاحِدًا، فَإِذا كثرت الأيادي فَلَا طَاقَة لي بهَا.
وطوَّحَ الشَّيْء وطَيَّحَه: ضيعه.

مقلوبه: (وط ح)
الوَطْحُ: مَا تعلق بالأظلاف ومخالب الطير من العرة والطين وَأَشْبَاه ذَلِك. واحدته وَطْحَةٌ.
والوَطْحُ: الدّفع باليدين فِي عنف.
وتَواطح الْقَوْم: تداولوا الشَّرّ بَينهم، قَالَ:
يَتَواطَحون بِهِ على دِينَار
والوَطيحُ: حصن بِخَيْبَر.

الْحَاء وَالدَّال وَالْوَاو
حَدا الْإِبِل وحَدا بهَا حَدْواً وحُداءً: زجرها وساقها. وتَحادَتْ هِيَ، حَدا بَعْضهَا

(3/486)


بَعْضًا، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
أرِقْتُ لَهُ حَتَّى إِذا مَا عُروضُه ... تَحادَتْ وهاجَتْها بُروقٌ تطِيرُها
وَرجل حَادٍ وحَدَّاءٌ، قَالَ:
وكأنَّ حَداءً قُراقِريَّا
وَبينهمْ أُحْدِيَّةٌ وأُحدُوَّةٌ، أَي نوع من الحُداءِ يَحْدونَ بِهِ، عَن الَّلحيانيّ. وحَدَا الشَّيْء حَدْواً واحتَداهُ، تبعه، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة وَأنْشد:
حَتَّى احتداه سَننَ الدَّبُورِ
وحَدا العير أتنه، وَهُوَ مِنْهُ، قَالَ ذُو الرمة:
حادي ثَلاث من الحقْبِ السَّماحيجِ
وحدا الريش السهْم، كَذَلِك.
والحَوادي: الأرجل لِأَنَّهَا تتلو الْأَيْدِي، قَالَ:
طِوالُ الأيادي والحَوادي كَأَنَّهَا ... سمَاحِيجُ قُبٍّ طارَ عَنْهَا نُسالُها
وَلَا أَفعلهُ مَا حدا اللَّيْل النَّهَار، أَي مَا تبعه.
وَبَنُو حادٍ: قَبيلَة من الْعَرَب.
وحَدْواءُ: مَوضِع بِنَجْد.
وحَدْوَى: مَوضِع.

مقلوبه: (ح ود)
الحُمَّى تُحاوِدُه، أَي تعهده. وَهُوَ يحاودنا بالزيارة، أَي يزورنا بَين الْأَيَّام.
وحاوِدٌ: اسْم.

(3/487)


مقلوبه: (د ح و)
دَحا الله الأَرْض يَدحُوها ويَدْحاها دَحْواً: بسطها. وَفِي الحَدِيث: رب المَدْحُوَّاتِ، يَعْنِي الْأَرْضين، وَقد تقدم هَذَا فِي الْيَاء لِأَن هَذِه الْكَلِمَة واوية ويائية.
والأُدْحِىُّ والإدْحِىُّ والأُدْحِيَّةُ والإدْحِيَّةُ والأُدْحُوَّةُ: مبيض النعام فِي الرمل، وَزنه أفعول، من ذَلِك، لِأَن النعامة تدحوه برجلها ثمَّ تبيض فِيهِ.
والأُدْحِىُّ: منزل بَين النعائم والذابح يُقَال لَهُ الْبَلدة.
والمطر يَدْحَى الْحَصَى عَن وَجه الأَرْض دَحْواً: يَنْزعهُ، قَالَ أَوْس بن حجر:
يَنزِعُ جلدَ الحَصَى أجَشُّ مُبْتَرِكٌ ... كأنَّه فاحِصٌ أَو لاعِبٌ داحي
ودَحا الْفرس يَدْحُو دَحْواً، رمى بيدَيْهِ رميا لَا يرفع سنبكه عَن الأَرْض كثيرا.
ودَحا الْمَرْأَة يَدحُوها: نَكَحَهَا.
والدَّحْوُ: استرسال الْبَطن إِلَى أَسْفَل وعظمه، عَن كرَاع.

مقلوبه: (وح د)
الوَاحدُ: أول عدد الْحساب. وَقد ثنى، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
فلمَّا التَقَيْنا واحِدَيْنِ عَلَوْتُه ... بِذِي الكَفِّ إِنِّي للكُماةِ ضَرُوبُ
وَجمع بِالْوَاو وَالنُّون، قَالَ:
فقد رجَعُوا كَحَيٍّ واحِدِينا
وَرجل واحِدٌ: مُتَقَدم فِي بَأْس أَو علم أَو غير ذَلِك، كَأَنَّهُ لَا مثيل لَهُ فَهُوَ وَحده لذَلِك، قَالَ أَبُو خرَاش:
أقَبْلتُ لَا يَشتَدُّ شَدِّى واحِدٌ ... عِلْجٌ أَقَبُّ مُسَيَّرُ الأقْرابِ
وَالْجمع أُحْدانٌ، قَالَ الْهُذلِيّ:

(3/488)


يحمي الصَّرِيمةَ أُحْدانُ الرّجالِ لَهُ ... صَيْدٌ، ومُجتَرِئٌ بالليلِ هَمَّاسُ
وَأما قَوْله:
طارُوا إِلَيْهِ زَرافاتٍ وأُحْدانَا
فقد يجوز أَن يَعْنِي: أفرادا، وَهُوَ أَجود لقَوْله: زرافات، وَقد يجوز أَن يَعْنِي بِهِ الشجعان الَّذين لَا نَظِير لَهُم فِي الْبَأْس.
وَأما قَوْله:
لِيَهْنِئ تُراثيِ لَا مرِيءٍ غيرِ ذِلَّةٍ ... صَنابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ
سَرِيعاتُ مَوْتٍ رَيِّثَاتُ إفاقَةٍ ... إِذا مَا حُمْلُنَ حَمْلُهنَّ خفِيف
فَإِنَّهُ عَنى بالأحدان السِّهَام الْأَفْرَاد الَّتِي لَا نَظِير لَهَا، وَأَرَادَ: لَا مريء غير ذِي ذلة أَو غير ذليل، والصنابر السِّهَام الرقَاق، والحفيف الصَّوْت، والريثات البطاء، وَقَوله: " سريعات موت ريثات إفاقة " يَقُول: يمتن من رمى بِهن لَا يفِيق مِنْهُنَّ سَرِيعا، وحملهن خَفِيف، على من يحملهن.
وَحكى الَّلحيانيّ: عددت الدَّرَاهِم أفرادا ووحادا، قَالَ: وَقَالَ بَعضهم أَعدَدْت الدَّرَاهِم أفرادا ووحادا ثمَّ قَالَ: وَلَا أَدْرِي أَعدَدْت، أَمن العَدَدِ أم من العُدَّةِ.
والوَحَدُ والأحَدُ كالواحِدِ، همزته بدل من وَاو.
وأحدَ عشر أَيْضا، همزته بدل من وَاو. وحادي عشر، مقلوب مَوضِع الْفَاء إِلَى اللَّام، لَا يسْتَعْمل إِلَّا كَذَلِك، وَهُوَ فَاعل نقل إِلَى عالف فَانْقَلَبت الْوَاو الَّتِي هِيَ الأَصْل يَاء لانكسار مَا قبلهَا.
وَحكى يَعْقُوب: معي عشرَة فإحداهن لي، أَي اجعلهن أحد عشر، وَرَوَاهُ الْفراء: فأحدهن لي، أَي اجعلهن كَذَلِك، وَظَاهر ذَلِك يؤنس بِأَن الْحَادِي فَاعل، وَالْوَجْه، إِن كَانَ

(3/489)


هَذَا الْمَرْوِيّ صَحِيحا، أَن يكون الْفِعْل مقلوبا من وحدت إِلَى حَدَوتُ وَذَلِكَ انهم لما رَأَوْا الْحَادِي فِي ظَاهر الْأَمر على صُورَة فَاعل، صَار كَأَنَّهُ جَار على حَدَوْتُ، جَرَيَان غاز على غزوت.
وإحْدَى، صِيغَة مَضْرُوبَة للتأنيث على غير بِنَاء الْوَاحِد كَبِنْت من ابْن، وَأُخْت من أَخ، وَقد أَنْعَمت شرح هَذِه الْكَلِمَة وتقصيت تعليلها فِي " الْكتاب الْمُخَصّص " فِي بَاب الْعدَد.
وَرجل أَحَدٌ ووَحَدٌ ووحِدٌ ووحْدٌ ووحيدٌ ومُتَوَحِّدٌ، الْأُنْثَى وحَدَةٌ، حَكَاهُ أَبُو عَليّ فِي التَّذْكِرَة وَأنْشد:
كالبيدانَةِ الوَحَده
ووَحِدَ ووحُدَ وَحادةً وحِدَةً ووَحْداً، وتوحَّدَ: بَقِي وَحْدَه يَطَّرِد إِلَى الْعشْرَة، عَن الشَّيْبَانِيّ: وأوحَدَ الله جَانِبه أَي بَقِي وَحده.
وأوحَدَه للأعداء: تَركه، وَقد أَنْعَمت شرح ذَلِك هُنَالك أَيْضا.
وَحكى سِيبَوَيْهٍ: الوَحْدَةُ، فِي معنى التوَحُّدِ.
وَدخل الْقَوْم مَوْحَدَ موحَدَ، وأُحادَ أُحادَ، أَي واحِداً واحِداً، معدول عَن ذَلِك، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فتحُوا مَوْحَدَ إِذْ كَانَ اسْما مَوْضُوعا لَيْسَ بمصدر وَلَا مَكَان.
ومررت بِهِ وحْدَه، مصدر لَا يثنى وَلَا يجمع وَلَا يُغير عَن الْمصدر، وَهُوَ بِمَنْزِلَة قَوْلك أفرادا، وَإِن لم يتَكَلَّم بِهِ، وَأَصله: أوْحَدتُه بمروري إيحاداً، ثمَّ حذفت زيادتاه فجَاء على الْفِعْل، وَمثله قَوْلهم: عمرك الله إِلَّا فعلت، أَي عمَّرتك لله تعميرا.
وَقَالُوا: هُوَ نَسِيج وحْدِه وعيير وَحده وجحيش وَحده، فأضافوا إِلَيْهِ فِي هَذِه الثَّلَاثَة وَهُوَ شَاذ. وَأما ابْن الْأَعرَابِي فَجعل وَحده اسْما ومكنه فَقَالَ: جلس وَحده، وعَلى وَحده، وجلسا على وحديهما، وعَلى وَحدهمَا، وجلسوا على وحدهم.
وحِدَةُ الشَّيْء: تَوَحّدُه. وَهَذَا الْأَمر على حِدَتِه وعَلى وَحْدِه.
وَحكى أَبُو زيد: قُلْنَا هَذَا الْأَمر وَحْدَيْنا، وقالتاه وحْدَيهما، وَهَذَا أَيْضا خلاف لما ذكرنَا.
وأوحَدَه النَّاس: تَرَكُوهُ وَحده. وَقَول أبي ذُؤَيْب:
مطَأطَأةً لم يُنْبِطُوها وإنَّها ... لَيَرضَى بهَا فُرَّاطُها أُمَّ واحِدِ

(3/490)


أَي انهم تقدمُوا يحفرونها يرضون بهَا أَن تصير أما لوَاحِد، أَي أَن تضم وَاحِدًا وَهِي لَا تضم اكثر من وَاحِد، هَذَا قَول السكرِي.
والوَحْدُ من الْوَحْش: المُتَوحِّدُ، وَمن الرِّجَال الَّذِي لَا يعرف نسبه وَلَا أَصله.
والتوحيدُ. الْأَيْمَان بِاللَّه وَحده لَا شريك لَهُ. وَالله الأوحَدُ والمتوَحِّدُ وَذُو الوَحدانِيَّةِ.
والمِيحادُ: جُزْء كالمعشار.
والميحادُ: الأكمة المنفردة.
وَذَلِكَ أَمر لست فِيهِ بأوحَدَ، أَي لَا أخص بِهِ.
وَفُلَان لَا واحَدَ لَهُ أَي لَا نَظِير لَهُ.
وَلَا يقوم لهَذَا الْأَمر إِلَّا ابْن إحْداها، أَي كريم الْآبَاء والأمهات، من الرِّجَال وَالْإِبِل. وَقَوله:
حتَّى استثاروا بِي إحْدَى الإحَدِ
لَيْثاً هِزَبراً ذَا سِلاَحٍ مُعْتَدِ
فسره ابْن الْأَعرَابِي بِأَنَّهُ واحِدٌ لَا مثيل لَهُ، يُقَال: هَذَا إحدَى الإحَدِ وأَحَدُ الأحَدِينَ وواحِدُ الآحادِ.
وإحْدَى بَنَات طبق: الداهية، وَقيل: الْحَيَّة، سميت بذلك لتلويها حَتَّى تصير كالطبق.
وَبَنُو الوَحْدِ: قوم من تغلب، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَقَوله:
فَلَو كنتمُ مِنَّا أخَذْنا بأخذِكم ... ولكنَّها الأوحادُ أسفلَ سافِل
أَرَادَ بني الوحَدِ من بني تغلب، جعل كل وَاحِد مِنْهُم أحدا، وَقَوله: أَخذنَا بأخذكم، أَي أدركنا إبلكم فرددناها عَلَيْكُم.
والوحِيدُ: مَوضِع بِعَيْنِه، عَن كرَاع.
والوَحيدُ: نقا من انقاء الدهناء، قَالَ الرَّاعِي:
مَهاريسُ لاقَتْ بالوحيدِ سَحابَةً ... إِلَى أُمُلٍ الغرَّافِ ذاتِ السلاسِلِ
والوُحدانُ: رمال متقطعة، قَالَ الرَّاعِي:

(3/491)


حَتَّى إِذا هَبَطَ الوُحْدانَ وانكشفَتْ ... عَنهُ سلاسِلُ رَمْلٍ بَينهَا رُبَدُ
وَقيل الوُحدانُ: اسْم مَوضِع.

مقلوبه: (د وح)
الدَّوحَةُ: الشَّجَرَة الْعَظِيمَة المتسعة، وَالْجمع دَوْحٌ، وأدْواحٌ جمع الْجمع.
وَقَول الرَّاعِي:
غَداةً وحَوْلَيَّ الثَرى فَوق مَتْنِه ... مَدَبُّ الأَتيِّ والأَراكُ الدُّوائحُ
قَالَ أَبُو حنيفَة: الدَّوائحُ: الْعِظَام، والواحدة دَوْحَةٌ، وَكَأَنَّهُ جمع دائحة وَإِن لم يتَكَلَّم بِهِ.
والدَّوحَةُ: المظلة الْعَظِيمَة، يُقَال: مظلة دَوْحَةٌ.
والدَّوْحُ، بِغَيْر هَاء: الْبَيْت الضخم الْكَبِير من الشّعْر، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وداحَ بَطْنه: عظم واسترسل إِلَى أَسْفَل، قَالَ الراجز:
فاصبحوا حَوْلك قد داحُوا السُّرَرْ
وأكَلوا المَأدومَ من بعدِ القَفَرْ
أَي قد داحَتْ سُرَرُهم.
وانداحَ بَطْنه، كَداحَ. وبطن مُنْداحٌ: خَارج مدور. وَقيل متسع دَان من السّمن.
ودَوَّحَ مَاله: فرقه، كدَيَّحة، وَقد تقدم.

مقلوبه: (ود ح)
أوْدَحَ الرجل: أقرَّ، حَكَاهُ ابْن السّكيت وَأنْشد:
أوْدَحَ لمَّا أنْ رأى الجَدَّ حَكَمْ
ووَدحانُ: مَوضِع، وَقد سموا بِهِ رجلا.

الْحَاء وَالتَّاء وَالْوَاو
حَتا حَتْواً: عدا عدوا شَدِيدا.

(3/492)


وحَتَا هدب الكساء حتواً: كَفه. وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:
ونَهْبٍ كجُمَّاعِ الثريَّا حَوَيتُه ... غِشاشاً بمُحتاتِ الصِفاقَينِ خَيْفَقِ
المُحتاتُ: الموثق الْخلق، وَإِنَّمَا أَرَادَ مُحْتَتِيًا فَقلب مَوضِع للام إِلَى الْعين، وَإِلَّا فَلَا مَادَّة لَهُ يشتق مِنْهَا. وَكَذَلِكَ زعم ابْن الْأَعرَابِي انه من قَوْلك: حَتَوْتُ الكساء، إِلَّا انه لم يُنَبه على الْقلب، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء. لِأَن الْكَلِمَة واوية ويائية.

مقلوبه: (ح وت)
الحُوتُ: السّمك، وَقيل: هُوَ مَا عظم مِنْهُ. وَالْجمع أَحْواتٌ وحِيتانٌ، وَقَوله:
وصاحِبٍ لَا خيرَ فِي شَبابِهِ
أصبحَ سَوْمُ العِيسِ قد رَمَى بِه
على سَبَنْدَي طالَ مَا اغتَلى بِه
حُوتاً إِذا مَا زادَنا جِئنا بِه
إِنَّمَا أَرَادَ مثل حُوتٍ لَا يَكْفِيهِ مَا يلهمه ويلتقمه، فنصبه على الْحَال كَقَوْلِك: مَرَرْت بزيد أسدا شدَّة، وَلَا يكون إِلَّا على تَقْدِير مثل وَنَحْوهَا، لِأَن الحُوتَ اسْم جنس لَا صفة فلابد إِذا كَانَ حَالا من أَن يقدر فِيهِ هَذَا وَمَا أشبهه.
والحَوْتُ والحَوتَانُ: حومان الطَّائِر والوحشي حول الشَّيْء، وَقد حاتَ بِهِ يَحوتُ، قَالَ طرفَة:
وَمَا لَقِيتُ مِثْلَما لَقيتُ
كطائرٍ ظَلَّ بِنَا يَحُوتُ
يَنْصَبُّ فِي اللُّوْح فَمَا يَفوتُ
والحَوْتاءُ من النِّسَاء: الضخمة الخاصرتين المسترخية اللَّحْم.

(3/493)


وَبَنُو حُوتٍ: بطن.

مقلوبه: (وح ت)
طَعَام وَحْتٌ: لَا خير فِيهِ.

مقلوبه: (وت ح)
طَعَام وَتْحٌ: لَا خير فِيهِ، كوحت.
والوَتْحُ والوَتِحُ والوَتيحُ: الْقَلِيل من كل شَيْء، وَقد وتَحَ عطاءه وأوْتَحَه فوَتُحَ وَتاحَةً ووُتُوحَةً.
وأوتَحَ الرجل: قلَّ مَاله.
وتَوَتَّحَ الشَّرَاب: شربه قَلِيلا قَلِيلا.
وَمَا أغْنى عني وَتَحةً، بِفَتْح التَّاء، كَقَوْلِك: مَا أغْنى عني عَبَكةً، وَقيل: مَعْنَاهُ مَا أغْنى عني شَيْئا.
وأوتَحَ الرجل: جهده وَبلغ مِنْهُ، قَالَ:
مَعْها كفرخانِ الدَّجاج رُزَّحَا
قَرْقَمَهُم عَيْشٌ خَبِيث أوتحا
هَذِه رِوَايَة ثَعْلَب. وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: أوتخا، وَفَسرهُ بِمَا فسر بِهِ ثَعْلَب أوتحا، وَاحْتمل ابْن الْأَعرَابِي الْخَاء مَعَ الْحَاء لاقترابهما فِي الْمخْرج.

الْحَاء والظاء وَالْوَاو
الحُظْوَةُ والحِظوَةُ والحِظَةُ: المكانة. وَجمعه حِظاً وحِظاءٌ، وَقد حَظِىَ.
وحَظِيَت الْمَرْأَة عِنْد زَوجهَا، وحظِىَ هُوَ عِنْدهَا. وَامْرَأَة حَظِيَّةٌ. وَفِي الْمثل: إِلَّا حَظِيَّةً فَلَا ألية، أَي إِلَّا تكن مِمَّن يحظى عِنْده فَإِنِّي غير ألية، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَو عَنَتْ بالحِظِيَّةِ نَفسهَا، لم يكن إِلَّا نصبا إِذا جعلت الحظيَّةَ على التَّفْسِير الأول.
وَفِي الْمثل: حَظِيِّينَ بَنَات صلفين كنات، يضْرب للرجل عِنْد الْحَاجة يطْلبهَا، يُصِيب بَعْضهَا ويعسر عَلَيْهِ بعض.
وَرجل لَهُ حِظْوَةٌ وحُظْوةٌ وحِظَةٌ، أَي حَظّ من الرزق.
والحَظْوَةُ والحُظْوَةُ: سهم صَغِير قدر ذِرَاع، وَقيل: الحَظَوةُ سهم صَغِير يلْعَب بِهِ الصّبيان.

(3/494)


والحَظْوةُ: كل قضيب نابت فِي اصل شَجَرَة لم يشْتَد بعد.
وَالْجمع من كل ذَلِك حِظاءٌ، مَمْدُود.
وحُظَىٌّ: اسْم رجل إِن جعلته من الحُظوةِ، وَإِن كَانَ مرتجلا غير مُشْتَقّ فَحكمه الْيَاء، وَقد تقدم.

الْحَاء والذال وَالْوَاو
حَذا النَّعْل حَذْوا وحِذاءً: قدرهَا وقطعها. وَرجل حَذَّاءٌ: جيد الحذْوِ. وَفِي الْمثل: من يَك حذَّاءً تَجِد نعلاه.
وحَذا النَّعْل بالنعل، والقذة بالقذة: قدرهما عَلَيْهِمَا. وَفِي الْمثل: حَذْوَ القذة بالقذة.
والحِذاءُ: النَّعْل.
والحِذاءُ: مَا يطَأ عَلَيْهِ الْبَعِير من خفه، وَالْفرس من حَافره، يشبه بذلك.
وحَذاني فلَان نعلا وأحذاني: أعطانيها، وَكره بَعضهم أحذاني.
وَرجل حاذٍ: عَلَيْهِ حِذاءٌ.
وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ضَالَّة الْإِبِل: " مَعهَا حِذاؤها وسِقاؤها " عَنى بالحِذاءِ أخفافها، وبالسقاء يُرِيد إِنَّهَا تقوى على وُرُود الْمِيَاه.
وحذا حَذوَه: فعل فعله، وَهُوَ مِنْهُ.
وحاذى الشَّيْء: وازاه. والحِذاءُ: الإزاء.
والحَذْوُ من أَجزَاء القافية: حَرَكَة الْحَرْف الَّذِي قبل الردف، تجوز ضمته مَعَ كَسرته، وَلَا يجوز مَعَ الْفَتْح غَيره، نَحْو ضمة " قُول " مَعَ كسرةِ " قِيل "، وفتحة " قَول " مَعَ فَتْحة " قَيْل " وَلَا يجوز " بَيْعٌ " مَعَ " بِيع ". قَالَ ابْن جني: إِذْ كَانَت الدّلَالَة قد قَامَت على أَن أصل الردف إِنَّمَا هُوَ للألف، ثمَّ حملت الْيَاء وَالْوَاو عَلَيْهَا، وَكَانَت الْألف، يَعْنِي الْمدَّة الَّتِي يردف بهَا، لَا تكون إِلَّا تَابِعَة للفتحة وصلَة لَهَا ومُحَتذاةً على جِنْسهَا، لزم من ذَلِك أَن تسمى الْحَرَكَة قبل الردف حَذْواً، أَي سَبِيل حرف الروى أَن يحتذى الْحَرَكَة قبله، فتأتي الْألف بعد الفتحة وَالْيَاء بعد الكسرة وَالْوَاو بعد الضمة. قَالَ ابْن جني: فَفِي هَذِه السمة من الْخَلِيل رَحمَه الله دلَالَة على أَن الردف بِالْوَاو وَالْيَاء المفتوح مَا قبلهَا، لَا تمكن لَهُ كتمكن مَا تبع من الروى حَرَكَة مَا قبله.
يُقَال: هُوَ حِذاءَك وحِذوَتَك، وحِذَتَك، ومُحاذاكَ: ودارى حَذوةَ دَارك، وحُذوَتها وحِذَتَها وحَذْوَها وحَذوُها، أَي إزاءها، قَالَ:

(3/495)


مَا تَدلُكُ الشمسُ إِلَّا حَذْوَ مَنْكِبِه ... فِي حَوْمةٍ دونهَا الهاماتُ والقَصَرُ
وَجَاء الرّجلَانِ حِذَتَيْن، أَي جَمِيعًا، كل وَاحِد مِنْهُمَا لجنب صَاحبه.
وحاذى الْمَكَان: صَار بحذائه.
والحِذوةُ من اللَّحْم كالحِذْيَةَ.
وحَذاه حَذْواً: أعطَاهُ.
والحِذوةُ والحَذِيَّةُ والحُذْيا والحُذَيَّا: الْعَطِيَّة، وَقد تقدم عَامَّة هَذِه الْكَلِمَة الَّتِي هِيَ الْعَطِيَّة بتصاريفها فِي الْيَاء لِأَنَّهَا يائية بِدَلِيل الحِذَيةِ، وواوية بِدَلِيل الحِذوَة.
وحذا الشَّرَاب اللِّسَان يحوه حَذوا: قرصه، لُغَة فِي حَذاه يَحذِيه، حَكَاهَا أَبُو حنيفَة قَالَ: وَالْمَعْرُوف حذا يَحذِي، وَقد تقدم.
والحَذِيَّةُ: اسْم هضبة، قَالَ أَبُو قلَابَة:
يئستُ من الحَذِيَّةِ أمَّ عَمْرو ... غَداةَ إذِ انَتحَوني بالجَنابِ
قَالَ ابْن جني: لَام الحَذِيَّةِ وَاو لقَوْله:
وقائلةٍ مَا كَانَ حِذوةَ بعلِها ... غداتَئذ مِن شاءِ قِردٍ وكاهلِ

مقلوبه: (ح وذ)
حاذ حَوذا، كحاط حَوطاً. والحوْذُ: الطلق. وحاذ إبِله يحوذُها حَوْذا: سَاقهَا سوقا شَدِيدا، كحازها حوزا، وروى هَذَا الْبَيْت:
يَحوذُهنَّ وَله حُوذِيُّ
فسره ثَعْلَب بِأَن معنى قَوْله حوذي، امْتنَاع فِي نَفسه، وَلَا أعرف هَذَا إِلَّا هَاهُنَا، وَالْمَعْرُوف:
يحوزهن، وَله حوزيّ

(3/496)


وطرد أحوذُ: سريع، قَالَ بخدج:
لَاقَى النُّخَيلاتُ حِناذا مِحنَذا
مِني وشَلاً للأعادي مِشقَذا
وطرَداً طرْدَ النعامِ أحوذا
وأحوَذ السّير: سَار سيرا شَدِيدا.
والأحوذِيُّ: السَّرِيع فِي كل مَا أَخذ فِيهِ، وَأَصله فِي السّفر.
وأحوَذ ثَوْبه: ضمه إِلَيْهِ. قَالَ لبيد يصف حمارا وأتنا:
إِذا اجتمعتْ وأحوَذَ جانبيها ... وأوردها على عُوجٍ طِوالِ
وَأمر محُوذٌ: مضموم مُحكم، كمحوز. وجاد مَا أحوَذَ قصيدته: أَي أحكمها.
وحاذَهَ يَحوذُه حَوْذا: غَلبه.
واستحوَذ عَلَيْهِ الشَّيْطَان واستحاذَ، غلب. وَأما ابْن جني فَقَالَ: امْتَنعُوا من اسْتِعْمَال استحوذ مُعْتَلًّا، وَإِن كَانَ الْقيَاس دَاعيا إِلَى ذَلِك مُؤذنًا بِهِ، لَكِن عَارض فِيهِ إِجْمَاعهم على إِخْرَاجه مصححا ليَكُون دَلِيلا على أصُول مَا غير من نَحوه، كاستقام واستعان.
وَقَوله تَعَالَى: (استحوذ عَلَيْهِم الشيطانُ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: غلب على قُلُوبهم.
والحاذُ: الْحَال، وَمِنْه قَوْله: الْمُؤمن خَفِيف الحاذِ.
والحاذُ: طَريقَة الْمَتْن، وَاللَّام أَعلَى من الذَّال.
والحاذانِ: مَا استقبلك من فَخذي الدَّابَّة، إِذا استدبرتها، قَالَ:
وتلُفُّ حاذَيْها بِذِي خُصَلٍ ... ريَّانَ مثلِ قوادمِ النَّسْرِ
والحاذَانِ: لحمتان فِي ظَاهر الفخذين، يكون فِي الْإِنْسَان وَغَيره، قَالَ:

(3/497)


خفيفُ الحاذِ نَسَّالُ الفَيافي ... وعَبْدٌ للصحابةِ غيرُ عبدِ
والحاذُ نبت، وَقيل شجر عِظَام ينْبت نبتة الرمث، لَهَا غصنة كَثِيرَة الشوك. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحاذُ من شجر الحمض، يعظم، ومنابته السهل والرمل، وَهُوَ ناجع فِي الْإِبِل تخصب عَلَيْهِ رطبا ويابسا، قَالَ الرَّاعِي وَوصف إبِله:
إِذا أخلفتْ صَوْبَ الربيعِ قَضَى لَهَا ... عَرادٌ وحاذٌ مُلبِسٌ كلَّ أجرَعا
وَإِنَّمَا قضينا على أَن ألف الحاذِ وَاو، لما قدمنَا من أَن الْعين واوا اكثر مِنْهَا يَاء.
والحَوْذانُ: نبت يرْتَفع قدر الذِّرَاع لَهُ زهرَة حَمْرَاء فِي أَصْلهَا صفرَة. وورقته مُدَوَّرَة، والحافر يسمن عَلَيْهِ، وَهُوَ من نَبَات السهل، حُلْو طيب الطّعْم، وَلذَلِك قَالَ الشَّاعِر:
آكلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ
والحَوذانُ: نَبَات مثل الهندباء ينْبت متسطحا فِي جلد الأَرْض وليانها لازقا بهَا، وقلما ينْبت فِي السهل، وَله زهرَة صفراء، واحدتها حَوْذانةٌ.
وحَوْذانَةُ وحَوْذانُ وَأَبُو حَوذانَ: أَسمَاء رجال، مِنْهُ. أنْشد يَعْقُوب لرجل من بني الهماز:
لَو كَانَ حَوذانةُ بالبلاد ... قَامَ لَهَا بالدَّلوِ والمِقاطِ
أيامَ أَدْعُو يَا بني زيادِ ... أزرقَ بَوَّالا على البساطِ
مُنجحرا مُنحَجَر الصُّدَّادِ
الصُّدَّادُ: الوزغ، وَرَوَاهُ غَيره، بَابي زِيَاد.
وروى: " أَوْرَق بوالا على الْبسَاط " وَهَذَا هُوَ الإكفاء.

(3/498)


وَقَول عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن الْجراح:
أتتكَ قوافٍ من كريمٍ هجوتَه ... أَبَا الحَوذِ فانظرْ كَيفَ عنكَ تذودُ
إِنَّمَا أَرَادَ أَبُو حوذانَ، فَحذف وَغير بِدُخُول الْألف وَاللَّام، وَمثل هَذَا التَّغْيِير كثير فِي أشعار الْعَرَب كَقَوْل الحطيئة:
جَدلاء مُحكَمةٌ من صنعِ سَلاَّمِ
يُرِيد سُلَيْمَان، فَغير، مَعَ انه غلط فنسب الدروع إِلَى سُلَيْمَان، وَإِنَّمَا هِيَ لداود عَلَيْهِمَا السَّلَام. وكقول النَّابِغَة:
ونَسْج سُليمٍ كلَّ قَضَّاءَ ذائلِ
يَعْنِي سُلَيْمَان أَيْضا، وَقد غلط كَمَا غلط الحطيئة، وَمثله فِي أشعار الْعَرَب الجفاة كثير.

مقلوبه: (ذ ح و)
ذحا يَذحَى ذَحْوا. سَاق وطرد. وذحا الْإِبِل يذحاها ذَحْواً طردها، قَالَ أَبُو خرَاش:
وَنعم مُعَرّسُ الأقوام تَذحَى ... رحالَهم شآميةٌ بلَيِلُ
أَرَادَ: تَذحَى رواحلهم، وَقيل: أَرَادَ انهم ينزلون رحالهم فتاتي الرّيح فتستخفها فتقلعها فَكَأَنَّهَا تسوقها وتطردها، فعلى هَذَا لَا حذف هُنَالك.
وذَحا الْمَرْأَة يذحوها ذَحْواً: نَكَحَهَا، هَذِه عَن كرَاع.

مقلوبه: (ذ وح)
ذاحَ إبِله يَذوحُها ذَوْحا: جمعهَا وساقها سوقا عنيفا. وَلَا يُقَال ذَلِك فِي الْإِنْس، إِنَّمَا يُقَال فِي المَال إِذا حازه. وذاحتْ هِيَ، سَارَتْ سيرا عنيفا.
وذاحه ذَوحا، وذوَّحه: فرقه.
وذوَّح غنمه: بددها، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

(3/499)


أَلا أَبْشِرِي بِالْبيعِ والتذويحِ
فأنتِ مالُ الشَّوْهِ والقُبوحِ
وكل مَا فرقه فقد ذوَّحه.

مقلوبه: (وذ ح)
الوَذَحُ: مَا تعلق بأصواف الْغنم من البعر وَالْبَوْل. وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ مَا يتَعَلَّق من القذر بألية الْكَبْش. الْوَاحِدَة مِنْهُ وَذَحَةٌ، وَقد وذِحَتْ وَذَحا.

الْحَاء والثاء وَالْوَاو
حثا عَلَيْهِ التُّرَاب حثوا، واحتثاه: هاله، وَالْيَاء أَعلَى، وَقد تقدّمت.
وحثا الراب نَفسه، وَغَيره، يحثو ويَحثَى، الْأَخِيرَة نادرة، وَنَظِيره: جبا يجبي وقلا يقلي.
والحثا: التُّرَاب المحثوُّ أَو الحاثي، وثنيته حَثَوانِ وحثَيان. وَقد تقدم فِي الْيَاء.
والحاثياءُ: جُحر من جحرة اليربوع، وَقيل هُوَ التُّرَاب الَّذِي يحثوه بِرجلِهِ.
وَأَرْض حَثواءُ: كَثِيرَة التُّرَاب.
والحَثاةُ: أَن يُؤْكَل الْخبز بِغَيْر أَدَم، عَن كرَاع، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَن لامه تحتملها مَعًا.

مقلوبه: (ح وث)
حَوْثُ: لُغَة فِي حيثُ، إِمَّا لُغَة طَيء وَإِمَّا لُغَة تَمِيم. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هِيَ لُغَة طَيء فَقَط، يَقُولُونَ: حَوْثُ عبد الله زيد. وَقد أعلمتك أَن أصل حَيْثُ إِنَّمَا هُوَ حوث. وَمن الْعَرَب من يَقُول: حوث: فَيفتح، رَوَاهُ الَّلحيانيّ عَن الْكسَائي، كَمَا أَن مِنْهُم من يَقُول حَيْثَ.
والحَوثاءُ: الكبد.
وَامْرَأَة حَوثاءُ: سَمِينَة تَارَة.
وأحاثَه: حرَّكه وفرَّقه، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَقَوله، أنْشدهُ ابْن دُرَيْد:
بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثاثا
مَوْرُ الكثيبِ فَجرى وحاثا

(3/500)


لم يفسره، وَعِنْدِي انه أَرَادَ: وأحاثا، أَي فرق وحرك، فَاحْتَاجَ إِلَى حذف الْهمزَة فحذفها، وَقد يجوز أَن يُرِيد: وحثا، فَقلب.
وأوقع بهم فلَان فتركهم حَوْثاً بَوْثاً، أَي فرقهم.
وتركتهم حوثا بوثا، أَي مُخْتَلفين.
وحاثِ باثِ، مبنيان على الْكسر: قماش النَّاس. وَقَالَ الَّلحيانيّ: تركته حَاثِ باثِ، وَلم يفسره.
وَإِنَّمَا قضينا على ألف حاث إِنَّهَا منقلبة عَن الْوَاو، وَإِن لم يكن هُنَالك مَا اشْتقت مِنْهُ، لما قدمنَا من أَن انقلاب الْألف إِذا كَانَت عينا عَن الْوَاو، اكثر من انقلابها عَن الْيَاء.

الْحَاء وَالرَّاء وَالْوَاو
الحَرْوَةُ: حرقة يجدهَا الرجل فِي حلقه وصدره وَرَأسه، من الغيظ والوجع.
والحَرْوَةُ: الرَّائِحَة الكريهة مَعَ حِدة فِي الخياشيم.
والحَرْوَةُ والحَراوَةُ: حرافة تكون فِي طعم الْخَرْدَل وَمَا أشبهه.

مقلوبه: (ح ور)
حَار إِلَى الشَّيْء، وَعنهُ، يحورُ حَوْراً ومحاراً ومَحارَةً وحُؤورَا: رَجَعَ عَنهُ وَإِلَيْهِ، وَقَوله:
فِي بئرِ لَا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ
أَرَادَ فِي بِئْر لَا حوؤر، فأسكن الْوَاو الأولى وحذفها لسكونها وَسُكُون الثَّانِيَة بعْدهَا.
وكل شَيْء تغير من حَال إِلَى حَال فقد حَار حَوْراً، قَالَ لبيد:
وَمَا المرءُ إِلَّا كشِّهابِ وضوئِهِ ... يَحورُ رَماداً بعد إِذْ هُوَ ساطعُ
وحارَت الغصة: انحدرت كَأَنَّهَا رجعت من موَاضعهَا، وأحارها صَاحبهَا، قَالَ جرير:
ونُبِّئتُ غسَّانَ بنَ واهصةِ الخُصَي ... يُلَجْلجُ مِنِّي مُضغةً لَا يُحيرها
والحَوْرُ: النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة لِأَنَّهُ رُجُوع من حَال إِلَى حَال. وَفِي الحَدِيث: " نَعُوذ

(3/501)


بِاللَّه من الحَوْرِ بعد الكور " مَعْنَاهُ النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة. وحُورٌ من محارة، أَي نُقْصَان فِي نُقْصَان، وَرُجُوع فِي رُجُوع.
وَالْبَاطِل فِي حُورٍ، أَي فِي نقص وَرُجُوع. وكل ذَلِك من النُّقْصَان وَالرُّجُوع.
والحَوْرُ: مَا تَحت الكور من الْعِمَامَة، لِأَنَّهُ رُجُوع عَن تكويرها.
وكلمته فَمَا رَجَعَ إِلَى حَواراً وحِوارا ومُحاورةً وحَوِيراً ومجورة، أَي جَوَابا.
وأحار عَلَيْهِ جَوَابه: رده.
وهم يتحاورون، أَي يتراجعون الْكَلَام.
والمُحاوَرةُ: مُرَاجعَة الْمنطق، وَقد حاوَره. والمَحورَةُ من المُحاورةِ، مصدر كالمشورة من الْمُشَاورَة.
وَمَا جَاءَتْنِي عَنهُ مَحورةٌ، أَي مَا رَجَعَ أليَّ عَنهُ خبر.
وَإنَّهُ لضعيف الحِوارِ أَي المحاوَرة.
وَقَوله:
وأصفرَ مضبوحٍ نظرتُ حِوارَه ... على النارِ واستودعتُه كَفَّ مُجمِدِ
ويروى: حَوِيرُة، إِنَّمَا يَعْنِي بحواره وحويره، خُرُوج الْقدح من النَّار، أَي نظرت لفلج والفوز.
واستحار الدَّار: استنطقها، من الحِوارِ الَّذِي هُوَ الرُّجُوع عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وَمَا يعِيش بأحْورَ، أَي بعقل يرجع إِلَيْهِ، قَالَ ابْن أَحْمَر:
وَمَا أنس م الأشياءِ لَا أنْس قولَها ... لجارِتها: مَا إِن يعيشُ بأحْوَرَا
أَرَادَ، من الْأَشْيَاء.
وَحكى ثَعْلَب: اقْضِ مَحُورتَك، أَي الْأَمر الَّذِي أَنْت فِيهِ.

(3/502)


والحَوَرُ: أَن بشتد بياضُ بياضِ الْعين وَسَوَاد سوادها وتستدير حدقتها ويبيض مَا حواليها. وَقيل: الحَوَرُ شدَّة سَواد المقلة فِي شدَّة بَيَاض الْجَسَد، وَلَا تكون الأدماء حوراء. وَقيل: الحَوَرُ أَن تسود الْعين كلهَا مثل الظباء وَالْبَقر، وَلَيْسَ فِي بني آدم حَوَرٌ، وَإِنَّمَا قيل للنِّسَاء حور الْعُيُون لِأَنَّهُنَّ شبهن بالظباء وَالْبَقر. وَقَالَ كرَاع: الْحور أَن يكون الْبيَاض محدقا بِالسَّوَادِ كُله، وَإِنَّمَا يكون هَذَا فِي الْبَقر والظباء ثمَّ يستعار للنَّاس، وَهَذَا إِنَّمَا حَكَاهُ أَبُو عبيد فِي البرج، غير انه لم يقل: إِنَّمَا يكون فِي الظباء وَالْبَقر. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أَدْرِي مَا الْحور فِي الْعين.
وَقد حوِر حَوَرا واحوَرَّ، وَهُوَ أحوَرُ، وَامْرَأَة حَوراءُ، وَعين حوراء، وَالْجمع حُورٌ.
فَأَما قَوْله:
عيناءُ حوراءُ من العِينِ الحِير
فعلى الِاتِّبَاع لعين، والحوراء الْبَيْضَاء، لَا يقْصد بذلك حَوَر عينيها. والأعراب تسمي نسَاء الْأَمْصَار حواريات بياضهن وتباعدهن عَن قشف الأعرابيات بنظافتهن، قَالَ الفرزدق:
فقلتُ أَن الحوارياتِ مَعْطَبَةٌ ... إِذا تَفَتَّلْن من تحتِ الجلابيبِ
وَقَالَ آخر:
فَقل للحَواريَّاتِ يبكينَ غيْرَنَا ... وَلَا تَبْكِنا إِلَّا الكلابُ النوابحُ
والتحوير: التبييض.
والحَواريُّون: القَصَّارون لتبييضهم الثِّيَاب، وَبِه سمي أنصار عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام حواريين، لأَنهم كَانُوا قصارين، ثمَّ غلب حَتَّى صَار كل نَاصِر وكل حميم حواريَّا.
وَقَالَ بَعضهم: الحواريون صفوة الْأَنْبِيَاء الَّذين قد خلصوا لَهُم، وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " الزبير ابْن عَمَّتي وَحَوَارِيي من أمتِي " وَقيل: كل مبالغ فِي نصْرَة آخر حواريٌّ. وَخص بَعضهم بِهِ أنصار الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام. وَقَوله، أنْشدهُ أَبُو زيد:

(3/503)


بَكِّى بعيِنكِ واكِفَ القَطْرِ ... ابنَ الحوارِي العالِيَ الذِّكْرِ
إِنَّمَا اراد، ابْن الْحوَاري، يَعْنِي بالحواري الزبير رَضِي الله عَنهُ، وعنى بِابْنِهِ عبد الله ابْن الزبير.
والاحوِرارُ: الابيضاض وقصعة مُحَّوَرة: مبيضة بالسنام، قَالَ:
يَا وَرْدُ إِنِّي سأموتُ مَرَّه
فمَن حليفُ الجَفنةِ المُحْوَرَّه
والحَوَرُ: خَشَبَة يُقَال لَهَا الْبَيْضَاء.
والحُوَّاري: الدَّقِيق الْأَبْيَض وَهُوَ لباب الدَّقِيق وأجوده وأخلصه، وَقد حور الدَّقِيق.
والأحْوَريُّ: الْأَبْيَض الناعم من أهل الْقرى، قَالَ عتيبة بن مرداس الْمَعْرُوف بِأبي فسوة:
تكُفُّ شَبا الأنيابِ مِنْهَا بمشفَرٍ ... خَريعٍ كسِبْتِ الأحوريِّ المُخَصَّرِ
والحَورُ: الْبَقر لبياضها، وَجمعه أحوار، أنْشد ثَعْلَب:
للهِ دَرُّ منازِلٍ ومنازلٍ ... إنَّا بُلين بهؤلا الأحوارِ
والحَوَرُ: الْجُلُود الْبيض الرقَاق، تعْمل مِنْهَا الأسفاط، وَقيل السلفة، وَقيل الْحور الْأَدِيم الْمَصْبُوغ بحمرة، قَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ الْجُلُود الْحمر الَّتِي لَيست بقرظية. وَالْجمع أحوارٌ، وَقد حَوَّره.
وخُفّ مُحَوَّرٌ: بطانته بحَوَرِ.
والحُوَارُ والحِوَارُ، الْأَخِيرَة رَدِيئَة عِنْد يَعْقُوب، ولد النَّاقة من حِين يوضع إِلَى أَن يعظم. وَقيل: هُوَ حُوارٌ سَاعَة تضعه أمه خَاصَّة. وَالْجمع أحوِرَةٌ وحِيرانٌ فيهمَا، قَالَ

(3/504)


سِيبَوَيْهٍ: وفَّقوا بَين فُعال وفِعال، كَمَا وفَّقوا بَين فُعال وفعيل، قَالَ: وَقد قَالُوا حُورَانٌ، وَله نَظِير، سمعنَا الْعَرَب تَقول زُقاق وزِقاق.
وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وَقَالَ بض الْعَرَب: اللَّهُمَّ أحر رباعنا، أَي اجْعَل رباعنا حيرانا.
وَقَوله:
أَلا تخافون يَوْمًا قد أظلَّكُمُ ... فِيهِ حُوَارٌ بأيدي الناسِ مَجرورُ
فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: هُوَ يَوْم مشئوم عَلَيْكُم، كشؤم حُوَارِ نَاقَة ثَمُود على ثَمُود.
والمِحْوَرُ: الحديدة الَّتِي تجمع بَين الخطاف والبكرة، وَهِي أَيْضا الْخَشَبَة الَّتِي تجمع المحالة، قَالَ الزّجاج: قَالَ بَعضهم: قيل لَهُ محور للدوران، لِأَنَّهُ يرجع إِلَى الْمَكَان الَّذِي زَالَ مِنْهُ. وَقيل: إِنَّمَا قيل لَهُ محور، لِأَنَّهُ بدورانه ينصقل حَتَّى يبيض.
وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:
يَا مَيَّ مَالِي قَلِقَتْ مَحاوِري
وَصَارَ أشباهَ الفَغَى ضرائِري
يَقُول: اضْطَرَبَتْ عليَّ أموري، فكنى عَنْهَا بالمحاور.
والمِحورُ: الهَنَةُ الَّتِي يَدُور فِيهَا لِسَان الإبزيم فِي طرف المنطقة وَغَيرهَا.
والمِحوَرُ: الْخَشَبَة الَّتِي يبسط بهَا الْعَجِين.
وحَوَّر الخبزة: هيأها وأدارها ليضعها فِي الْملَّة.
وحوَّر عين الدَّابَّة: حجر حولهَا، وَذَلِكَ من دَاء يُصِيبهَا.
وحَوَّر عين الْبَعِير: ذَا أدَار حولهَا ميسما.
وانه لذُو حَوِيرٍ، أَي عَدَاوَة ومضادة، عَن كرَاع.
وَبَعض الْعَرَب يُسَمِّي النَّجْم الَّذِي يُقَال لَهُ المُشْتَرِي، الأحْوَرَ.
والحَوَرُ: أحد النُّجُوم الثَّلَاثَة الَّتِي تتبع بَنَات نعش، وَقيل هُوَ الثَّالِث من بَنَات نعش الْكُبْرَى، اللاصق بالنعش.

(3/505)


والحارَةُ: الخُطُّ والناحية.
والمحارةُ: الصدفة، وَالْجمع محاور ومحار، قَالَ السيك بن السلكة:
كَأَن قوائمَ النَّحام لمَّا ... تَوَلَّى صُحْبتي أُصُلاً مَحَاُر
أَي كَأَنَّهَا صدف تمر على كل شَيْء.
والمَحارةُ: بَاطِن الحنك. والمَحارةُ: منسم الْبَعِير، كِلَاهُمَا عَن أبي العميثل الْأَعرَابِي.
والحَوَرُ، بِفَتْح الْوَاو، عَن كرَاع: نبت، وَلم يحله.
وَمَا أصبتُ مِنْهُ حَوْراً وحَوَرْوَراً، أَي شَيْئا.
وحَوْرانُ: مَوضِع.
وحُوَّارونَ: مَدِينَة بِالشَّام، قَالَ الرَّاعِي:
ظَلِلْنا بحُوَّارينَ فِي مُشمَخرَّةٍ ... تَمُرّ سحابٌ تحتَنا وثلوجُ
وحَوْريتٌ: مَوضِع، قَالَ ابْن جني: دخلت على أبي عَليّ رَحمَه الله، فحين رَآنِي قَالَ: أَيْن أَنْت؟ أَنا أطلبك. قلت: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: مَا تَقول فِي حَوْريتٍ؟ فخضنا فِيهِ فرأيناه خَارِجا عَن الْكتاب، وصانع أَبُو عَليّ عَنهُ فَقَالَ: لَيْسَ من لُغَة ابْني نزار، فَأَقل الحفل بِهِ لذَلِك. قَالَ: وَأقرب مَا ينْسب إِلَيْهِ أَن يكون فعليتا، لقُرْبه من فِعليتٍ، وفِعليتٌ مَوْجُود.

مقلوبه: (ر ح و)
الرَّحا: مَعْرُوفَة، وتثنيتها رَحَوانِ، وَالْيَاء أَعلَى.
ورَحَوْتُ الرحَا: عملتها، ورحيتُ أَكثر.

مقلوبه: (وح ر)
الوَحَرَةُ: وزغة تكون فِي الصحارى، أَصْغَر من العظاءة، وَهِي على شكل سَام أبرص، وَجَمعهَا وَحَرٌ.
والوَحَرَةُ: ضرب من العظاء، وَهِي صَغِيرَة حَمْرَاء تعدو فِي الجبابين، لَهَا ذَنْب دَقِيق تمصع بِهِ إِذا غَدَتْ، وَهِي أَخبث العظاء لَا تطَأ طَعَاما وَلَا شرابًا إِلَّا سمته.
ووَحِر الرجل وَحَراً: أكل مَا دبت عَلَيْهِ الوَحَرةُ أَو شربه فأثر فِيهِ سمها.

(3/506)


وَلبن وَحِرٌ: وَقعت فِيهِ الوَحَرَةُ.
وَامْرَأَة وَحَرَةٌ: سَوْدَاء دَمِيمَة، وَقيل حَمْرَاء.
والوَحَرةُ من الْإِبِل: القصيرة.
وَفِي صَدره وَحْرٌ ووَحَرٌ، أَي وغر من غيظ وحقد. وَقد وحِرَ صَدره عليَّ، يَحِرُ وَحَراً، ويَوْحَرُ عليَّ، فَهُوَ وَحِرٌ.

مقلوبه: (ر وح)
الريحُ: نسيم الْهَوَاء، وَكَذَلِكَ نسيم كل شَيْء، وَهِي مُؤَنّثَة. وَفِي التَّنْزِيل: (كمَثَلِ ريحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَت حَرْثَ قوْمٍ) .
والرِّيحةُ: طَائِفَة من الرّيح، عَن سِيبَوَيْهٍ قَالَ: وَقد يجوز أَن يدل الْوَاحِد على مَا يدل عَلَيْهِ الْجَمِيع. وَحكى بَعضهم: ريحٌ وريحةٌ، مَعَ كَوْكَب وكوكبة، وأشعر انهما لُغَتَانِ.
وَجمع الرّيح أرواحٌ، وأراويحُ جمع الْجمع. وَقد حكيت أرياحٌ وأراييحُ، وَكِلَاهُمَا شَاذ وَأنكر أَبُو حَاتِم على عمَارَة بن عقيل جمعه الريحَ على أرياحٍ، قَالَ: فَقلت لَهُ فِيهِ: إِنَّمَا هُوَ أَرْوَاح، فَقَالَ: قد قَالَ الله تَعَالَى: (وَأرسلنَا الرياحَ لواقِحَ) وَإِنَّمَا الأرواحُ جمع روحٍ. قَالَ فَعلمت ذَلِك انه لَيْسَ مِمَّن يجب أَن يُؤْخَذ عَنهُ.
وَيَوْم راحٌ: شَدِيد الريحِ، يجوز أَن يكون فَاعِلا ذهبت عينه وَأَن يكون فعلا، وَلَيْلَة راحَةٌ، وَقد رَاح يَراحُ ريْحاً.
ورِيحَ الغدير وَغَيره: أَصَابَته الرّيح. وغصن مَريح ومَروحٌ: أَصَابَته الرّيح، وَكَذَلِكَ مَكَان مَريح ومروح.
وشجرة مَروحَةٌ ومَرِيحةٌ: صفقتها الرّيح فَأَلْقَت وَرقهَا. وراحت الرّيح الشَّيْء أَصَابَته، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف ثورا:
ويعوذُ بالأَرْطَى إِذا مَا شَفَّه ... قَطْرٌ، وراحَتْه بليْلٍ زَعْزَعُ
وَرَاح الشّجر: وجد الرّيح وأحسها، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة وَأنْشد:
تَعوجُ إِذا مَا أقبلتْ نحوَ ملعبٍ ... كَمَا انعاج غُصنُ البانِ راحَ الجنائبا
وريحَ الْقَوْم وأراحوا: دخلُوا فِي الرّيح.
وَقيل أراحوا دخلُوا فِي الرّيح، وريحوا

(3/507)


أَصَابَتْهُم الرّيح فجاحتهم.
والمَرْوَحةُ: الْموضع الَّذِي تخترقه الرّيح، قَالَ:
كَأَن راكَبها غُصْنٌ بمَرْوَحةٍ ... إِذا تدلَّت بِهِ أَو شاربٌ ثَمِلُ
والمِروَحةُ: الَّتِي يُترَوَّحُ بهَا، كسرت لِأَنَّهَا آلَة. وَقَالَ الَّلحيانيّ هِيَ الِمرْوَحُ.
والمِرْوَحُ والمِروَاحُ: الَّذِي يذرى بِهِ الطَّعَام فِي الرّيح، عَنهُ أَيْضا.
وَقَالُوا: فلَان يمِيل مَعَ كل ريح، على الْمثل. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ: " ورعاع الهمج يميلون مَعَ كل ريح "، على الْمثل.
واستروَحَ الغُصنُ: اهتز بالريحِ.
ويومٌ رَيِّحٌ ورَوْحٌ: طيِّبُ الريحِ. وعَشيَّةٌ ريّحةٌ ورَوْحةٌ كَذَلِك.
والرَّوْحُ: برد نسيم الريحِ.
والرائحةُ: النسيم، طيبا كَانَ أَو نَتنًا.
ورِحْتُ رَائِحَة، طيبَة أَو خبيثة، أرَاحُها وأرِيحُها وأرحْتُها وارْوَحْتُها، وَجدتهَا. وَفِي الحَدِيث: " من أعَان على مُؤمن أَو قتل مُؤمنا لم يَرَحْ رَائِحَة الْجنَّة " من رِحتُ أراحُ.
وَقَالَ الَّلحيانيّ: أرْوَحَ السَّبع الريحَ وأراحَها واستروحَها واستراحها: وجدهَا، قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول: راحها، بِغَيْر ألف، وَهِي قَليلَة.
واستروَحَ الْفَحْل واستراح: وجد ريح الْأُنْثَى.
ودهن مُرَوَّحٌ، مطيَّبُ الرائحةِ.
وذريرة مُروَّحةٌ، مطيبة كَذَلِك.
وأرْوَحَ اللَّحْم: تَغَيَّرت رَائِحَته، وَكَذَلِكَ المَاء. وَقَالَ الَّلحيانيّ: أرْوَحَ الطَّعَام وَغَيره، أخذت فِيهِ الرّيح وَتغَير.
وأرْوَحِني الضَّب: وجد ريحي، وَكَذَلِكَ أرْوَحني الرجل.
والاسترواحُ: التشَّمُّم.
وَرَاح يَراحُ رَوحاً: برد وطاب. وَقيل يَوْم رائح وَلَيْلَة رَائِحَة: طيبَة الرّيح.

(3/508)


والرَيْحانُ: كل بقل طيب الرّيح، واحدته ريحانةٌ، قَالَ:
برَيْحانةٍ من بطنِ حلْيَةَ نَوَّرتْ ... لَهَا أرجٌ مَا حولهَا غير مُسنتِ
وَالْجمع رياحين، وَقيل: الريحان أَطْرَاف كل بقلة طيبَة الرّيح إِذا خرج عَلَيْهَا أَوَائِل النُّور: والريحانة: الطَّاقَة من الريحان.
والريحانةُ: اسْم للحنوة كَالْعلمِ.
وَالريحَان: الرزق، على التَّشْبِيه بِمَا تقدم. وَسُبْحَان الله وريحانَه، أَي واسترزاقه، وَهُوَ عِنْد سِيبَوَيْهٍ من الْأَسْمَاء الْمَوْضُوعَة مَوضِع المصادر، وَقَالَ النمر بن تولب:
سلامُ الإلهِ ورَيحانُهُ ... ورحمتُه وسَماءٌ درَرْ
وَقَوله تَعَالَى: (والحَبُّ ذُو العَصْفِ والرَّيْحانُ) قيل هُوَ الرزق.
وأصل كل ذَلِك رَيْوِحان، قلبت الْوَاو يَاء لمجاورتها الْيَاء، ثمَّ أدغمت ثمَّ خففت على حد ميت وَلم يسْتَعْمل مشددا لمَكَان الزِّيَادَة، كَأَن الزِّيَادَة عوض من التَّشْدِيد. وَلَا يكون فعلانا على المعاقبة لَا تَجِيء إِلَّا على بعد اسْتِعْمَال الأَصْل، وَلم يسمع رَوَحانُ.
وَرَاح مِنْك مَعْرُوفا وأروح: نَالَ.
والرَّواحُ والراحةُ والمرايَحَةُ والرَّويِحةُ والرَّواحةُ: وجدانك الفرجة بعد الْكُرْبَة.
والرَّوْحُ أَيْضا: السرُور والفرح، واستعاره عَليّ رَضِي الله عَنهُ لليقين فَقَالَ: " فباشروا رَوْحَ الْيَقِين.. " وَعِنْدِي انه أَرَادَ الفرحة وَالسُّرُور اللَّذين يحدثان من الْيَقِين. وَرجل أرْيَحِيٌّ: مهتز للندى وَالْمَعْرُوف والعطية.
وَالِاسْم: الأرْيَحِيَّةُ والتَريُّحُ، عَن الَّلحيانيّ وَعِنْدِي أَن التريُّحَ مصدر تريَّحَ، وَقد تقدم جَمِيع ذَلِك فِي الْيَاء.
وَرَاح لذَلِك الْأَمر يَراح رَوَاحاً ورُءوحا وراحاً ورِياحةً، أشرق لَهُ وَفَرح بِهِ، قَالَ الشَّاعِر:
إِن البخيلَ إِذا سألتَ بَهَرْتَه ... وَترى الكريمَ يَراحُ كالمختالِ

(3/509)


وَقد يستعار للكلاب وَغَيرهَا، أنْشد الَّلحيانيّ:
خوصٌ تَراحُ إِلَى الصّياح إِذا غدتْ ... فعلَ الضِّراءِ تَراحُ للكَلاَّبِ
وارتاح لِلْأَمْرِ، كَراحَ.
وَنزلت بِهِ بلية فارتاح الله لَهُ برحمة فأنقذه مِنْهَا. قَالَ العجاج:
فارتاح ربّي وَأَرَادَ رَحْمَتي ... ونعمةً أتْمَّها فتمَّتِ
أَرَادَ بارتاح، نظر اليَّ ورحمني، فَأَما الْفَارِسِي فَجعل هَذَا الْبَيْت من جفَاء الْأَعْرَاب.
والرَّاحةُ: ضد التَّعَب، وأراح الرجل وَالْبَعِير وَغَيرهمَا.
وَقد أراحني وروَّح عني فاسترحتُ: وَقَالَ الَّلحيانيّ: أراح الرجل استراح، وأراح الرجل مَاتَ كَأَنَّهُ استراح، قَالَ العجاج:
أراح بعد الغَمِّ والتغمُّمِ
والتروِيحَةُ فِي شهر رَمَضَان، سميت بذلك لاستراحة الْقَوْم بعد كل أَربع رَكْعَات.
والراحة: الْعرس لِأَنَّهَا يُستراحُ إِلَيْهَا.
وراحةُ الْبَيْت: ساحته.
وراحةُ الثَّوْب: طيه.
والمطر يستروِحُ الشَّيْء، يحييه، قَالَ:
يستروِحُ العلمُ مَن أَمْسَى لَهُ بَصرٌ ... وَكَانَ حَيَّا، كَمَا يَستروحُ المطرُ
والرَّوْحُ: الرَّحْمَة، وَفِي التَّنْزِيل: (ولَا تيأسوا من رَوْحِ اللهِ) ، أَي من رَحْمَة الله. وَالْجمع أرواحٌ.
والرُّوحُ: النَّفس، تذكر وتؤنث. وَفِي التَّنْزِيل: (ويسألونكَ عَن الرُوحِ قل الروحُ من

(3/510)


أمْرِ ربّي) ، وَتَأْويل الرّوح أَنه مَا بِهِ حَيَاة النَّفس.
وَقَوله تَعَالَى: (يُلقِي الرُّوحَ من أمرِه على مَن يَشَاء من عِبادِه) قَالَ الزّجاج: جَاءَ فِي التَّفْسِير أَن الرّوح الْوَحْي، وَجَاء انه الْقُرْآن، وَجَاء أَيْضا انه أَمر النُّبُوَّة، فَيكون الْمَعْنى: يلقى الْوَحْي أَو أَمر النُّبُوَّة.
وَقَوله تَعَالَى: (يومَ يقومُ الروحُ والملائكةُ صفَّا) ، قَالَ الزّجاج: الروحُ خلق كالإنس وَلَيْسَ هُوَ بالإنس.
ورُوحُ الله: حُكمُه وَأمره.
والرُّوحُ: جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام، وَفِيه (نزل بِهِ الروحُ الأمينُ) .
والروحُ: عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام.
والرَّوحُ: حفظَة على الْمَلَائِكَة الْحفظَة على بني آدم، ويروى أَن وُجُوههم مثل وُجُوه الْإِنْس. وَقَوله: (تَنَزَّلُ الملائكةُ والرُّوحُ) يَعْنِي أُولَئِكَ.
والرُّوحانيُّ من الْخلق: نَحْو الْمَلَائِكَة مِمَّن خلق الله روحا بِغَيْر جَسَد، وَهُوَ من نَادِر معدول النّسَب. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: حكى أَبُو عُبَيْدَة أَن الْعَرَب تَقوله لكل شَيْء كَانَ فِيهِ روح، من النَّاس وَالدَّوَاب وَالْجِنّ.
والرَّواحُ: الْعشي، وَقيل من لدن زَوَال الشَّمْس إِلَى اللَّيْل. ورُحنا رَواحا، وتَروَّحْنا: سرنا فِي ذَلِك الْوَقْت أَو عَملنَا. أنْشد ثَعْلَب:
وأنتَ الَّذِي خّبرتَ انك راحلٌ ... غداةَ غدٍ، أَو رائحٌ بهَجيرِ
وَرجل رائحٌ من قوم رَوَحٍ، اسْم للْجمع، ورَءوحٌ من قوم روحٍ.
وَكَذَلِكَ الطير، قَالَ الْأَعْشَى:
مَا تَعيفُ اليومَ فِي الطيرِ الرَوَحْ
ويروى: الرُّوُحْ، وَقيل الرَّوَحُ فِي هَذَا الْبَيْت، المفترقة، وَلَيْسَ بِقَوي.
وَرجل روَّاحٌ بالْعَشي، عَن الَّلحيانيّ كرَءُوح، وَالْجمع روَّاحونَ، لَا يكسر.
وَخَرجُوا برياحٍ من الْعشي وروَاحٍ وأرواحٍ، أَي بأوَّل. وَقَوله:

(3/511)


وَلَقَد رأيتُك بالقوادمِ نظرةً ... وعليَّ من سَدَفِ العَشِيّ رِياحُ
بِكَسْر الرَّاء، فسره ثَعْلَب فَقَالَ: مَعْنَاهُ وَقت.
وَقَالُوا: قَوْمك رائح، عَن الَّلحيانيّ، حَكَاهُ عَن الْكسَائي قَالَ: وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا فِي الْمعرفَة، يَعْنِي انه لَا يُقَال قوم رائحٌ.
والإراحة: رد الْإِبِل وَالْغنم من الْعشي.
والمُراحُ: مأواهما ذَلِك الأوان، وَقد غلب على مَوضِع الْإِبِل.
والترويحُ كالإراحة. وَقَالَ الَّلحيانيّ: أراح الرجل إراحة وإراحا، إِذا راحت عَلَيْهِ إبِله وغنمه وَمَاله، وَقَول أبي ذُؤَيْب:
كَأَن مصاعيبَ زُبِّ الرُّؤو ... سِ فِي دارِ صِرْمٍ تَلاقَى مُريحا
يُمكن أَن يكون، أراحتْ لُغَة فِي راحت، وَيكون فَاعِلا فِي معنى مفعول. ويروى: تُلاقى مُرِيحاً، أَي الرجل الَّذِي يريحها.
ورُحْت الْقَوْم رَوْحاً ورَواحا، ورُحت إِلَيْهِم: ذهبت إِلَيْهِم رَواحاً، ورحتُ عِنْدهم.
وَرَاح أَهله وروَّحهم وتروَّحهم: جَاءَهُم رَواحا.
والروائحُ: أمطار الْعشي، واحدتها رائحةٌ، هَذِه عَن الَّلحيانيّ. وَقَالَ مرّة: أصابتنا رائحةٌ، أَي سَمَاء.
والمُراوَحَةُ عملان فِي عمل، يعْمل ذَا مرّة وَذَا مرّة. قَالَ لبيد:
وولىَّ عامِداً لَطَياتِ فَلْجٍ ... يُراوحُ بَين صَونٍ وابتذالِ
يَعْنِي يبتذل عدوه مرّة ويصون أُخْرَى، أَي يكف بعد اجْتِهَاد.
وراوَح الرجل بَين جَنْبَيْهِ، إِذا انْقَلب من جنب إِلَى جنب. أنْشد يَعْقُوب:
إِذا اجْلَخدَّ لم يكد يُراوِحُ
هِلْباجَةٌ حَفَيْسَأٌ دُحادِحُ

(3/512)


وناقة مُراوحٌ: تبرك من وَرَاء الْإِبِل.
والرَيِّحَةُ من العضاه والنصي والعمقى والعلقى والحلب والرخامي: أَن يظْهر النبت فِي أُصُوله الَّتِي بقيت من عَام أول. وَقيل هُوَ مَا نبت إِذا مَسّه الْبرد من غير مطر. وَحكى كرَاع فِيهِ الرِّيحةَ، على مِثَال فعلة، وَلم يحك من سواهُ إِلَّا رَيِّحة، على مِثَال فَيِّحة.
وتروَّح الشّجر وَرَاح يَراحُ: تفطَّرَ بالورق قبل الشتَاء من غير مطر، قَالَ الرَّاعِي:
وخالَف المجدَ أقوامٌ لَهُم ورَقٌ ... راحَ العِضاهُ بِهِ، والعِرقُ مدخولُ
وتروّح النبت وَالشَّجر: طَال.
والرَّوَحُ: اتساع مَا بَين الفخذين. والرَّوَحُ انقلاب الْقدَم على وحشيها، وَقيل هُوَ انبساط فِي صدر الْقدَم. وَرجل أروَحُ، وَقد رَوِحَتْ قدمه رَوَحاً، وَهِي روحاءُ.
والرَّوَحُ: السعَة.
وقصعة روحاءُ: وَاسِعَة كرَحَّاءَ، وَقيل قريبَة القعر.
وَمَا فِي وَجهه رائحةُ دم، أَي شَيْء مِنْهُ، وَقَالَ كرَاع فِي المنجد: جَاءَنَا وَمَا فِي وَجهه رائحةُ دمٍ، أَي دمٌ.
وأراح عَلَيْهِ حَقه وأروَحه، كِلَاهُمَا: رده، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ.
وراحَ الْفرس يُراحُ رَاحَة: تحصَّن.
وأرَحْتُه أَنا وهرحْتُه أهْرِيحُه هراحةً وَهُوَ مُهْراحٌ، على الْبَدَل، حصَّلته. وَكَذَلِكَ غَيره من الدَّوَابّ، حَكَاهُ الَّلحيانيّ عَن الْكسَائي.
والراحةُ: بطنُ اليدِ، وَالْجمع راحاتٌ وراحٌ.
قَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا كَانَ الثرى فِي الأَرْض مِقْدَار الراحةِ فَهُوَ المُرَحِّى قَالَ: كَذَا الرِّوَايَة بِتَقْدِيم الْحَاء، على الْقلب.
وَقَالُوا: تركته على أنقى من الراحةِ، أَي لَا شَيْء لَهُ.
وراحَةُ الْكَلْب: نبت.
وَبَنُو رَواحَةَ: بَطْنٌ.

(3/513)


ورَوْحانُ: موضِعٌ.
والرَّوحاءُ: مَوضِع، وَالنّسب إِلَيْهِ روحاني على غير قِيَاس.
ورَوْح ورَواحٌ: اسمانِ.
///الْحَاء وَاللَّام وَالْوَاو الحَلاوَةُ: ضد المرارة، وَقد حَلِىَ وحَلا وحَلُوَ حَلاوَةً وحَلْواً وحُلْوانا، واحْلَوْلَى، وَهَذَا الْبناء للْمُبَالَغَة فِي الْأَمر.
وحَلِىَ الشَّيْء واستحلاه وتَحلاّهُ واحْلَوْلاه. قَالَ ذُو الرمة:
فَلَمّا تَحَلَّى قَرْعَهَا القَاعَ سَمْعُه ... وبانَ لهُ وَسْطَ الأَشَاءِ انْغِلالُها
يَعْنِي أَن الصَّائِد فِي القترة إِذا سمع وَطْء الْحمير فَعلم أَن وَطْؤُهَا فَرح بِهِ وتَحلَّى سَمعه ذَلِك. وَقَالَ حميد:
فَلَمَّا أَتى عَامَانِ بَعْدَ انْفِصالهِ ... عَنِ الضَّرْعِ واحْلَوْلى دِمَاثاً يَرُودُها
وَقَول حَلِىٌّ: يَحْلَوْلِى فِي الْفَم، قَالَ كثير عزة:
نُجِدُّ لَكَ القَوْلَ الحَلِىَّ ونَمْتَطي ... إلَيْكَ بَنَاتِ الصَّيْعَرىِّ وشَدْقَمِ
وحَلِىَ بقلبي وعيني يَحْلَى وحَلا يَحْلُو حَلاوَةً وحُلْوَاناً. وَفصل بَعضهم بَينهمَا فَقَالَ: حَلا الشَّيْء فِي فمي، وحَلِيَ بعيني إِلَّا انهم يَقُولُونَ: هُوَ حُلْوٌ فِي الْمَعْنيين. وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: لَيْسَ حَلِىَ من حَلاَ فِي شَيْء، هَذِه لُغَة على حدتها، كَأَنَّهَا مُشْتَقَّة من الحَلْيِ الملبوس، لِأَنَّهُ حسن فِي عَيْنك كحسن الحَلْيِ، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوي وَلَا مرضِي.
وحَلِي مِنْهُ وحَلاَ: أصَاب مِنْهُ خيرا وحَلَّى الشَّيْء وحَّلأَه، كِلَاهُمَا: جعله ذَا حَلاوةٍ، همزوه على غير قِيَاس، والحُلْوُ من الرِّجَال: الَّذِي يستخفه النَّاس ويستحلونه، أنْشد الَّلحيانيّ:
وَإِنِّي لَحُلْوٌ تَعْتَرِينيِ مَرَارَة ... وإنّي لصَعَبُ الرَّأْسِ غَيْرُ ذَلُولِ
وَالْجمع حُلْوُون، وَلَا يكسر. وَالْأُنْثَى حُلْوة وَالْجمع حُلْوَاتٌ، وَلَا يكسر أَيْضا. وَحكى

(4/3)


ابْن الْأَعرَابِي: رجل حَلُوّ، على مِثَال عَدو،: حُلْو، وَلم يحكها يَعْقُوب فِي الْأَشْيَاء الَّتِي زعم انه حصرها، كحسو وفسو.
والحُلْوُ الْحَلَال: الرجل الَّذِي لَا رِيبَة فِيهِ، على الْمثل، لِأَن ذَلِك يُستَحلَى مِنْهُ. قَالَ:
أَلا ذَهَبَ الحُلْوُ الحَلالُ الحُلاحِلُ ... ومَنْ قَوْلُهُ حُكْمٌ وعَدْلٌ ونَائلُ
والحَلْواءُ: كل مَا عولج بحلاوة من الطَّعَام، يمد وَيقصر. والحلواء أَيْضا: الْفَاكِهَة الحُلْوَة.
وناقة حَلِيَّة: علية فِي الْحَلَاوَة، عَن الَّلحيانيّ. هَذَا نَص قَوْله، وَأَصلهَا حَلْوَّة.
وَمَا يُمر وَمَا يُحْلِى، أَي مَا يتَكَلَّم بحلو وَلَا مر وَلَا يفعل فعلا حلوا وَلَا مرا، فَإِن نفيت عَنهُ انه يكون مرا مرّة وحُلْواً أُخْرَى قلت: مَا يمر وَلَا يحلو. وَهَذَا الْفرق عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وحلا الرجل الشَّيْء يَحْلُوه: أعطَاهُ إِيَّاه، قَالَ أَوْس بن حجر:
كأنِّي حَلَوْتُ الشِّعْرَ يَوْمَ مَدَحْتُهُ ... صَفَا صَخْرةٍ صمَّاءَ يَبْسٍ بِلالُها
وحلا الرجل حَلْوا وحُلْوَاناً، وَذَلِكَ أَن يُزَوجهُ ابْنَته أَو أُخْته أَو امْرَأَة مَا بِمهْر مُسَمّى على أَن يَجْعَل لَهُ من الْمهْر شَيْئا مُسَمّى.
وحُلْوانُ الْمَرْأَة: مهرهَا، وَقيل: هُوَ مَا كَانَت تُعْطى على متعتها بِمَكَّة، والحُلْوَان أَيْضا: أُجْرَة الكاهن. وَفِي الحَدِيث: " نهى عَن حلوان الكاهن ". وَقَالَ الَّلحيانيّ: الحُلْوَان: أُجْرَة الدَّلال خَاصَّة، والحلوان: مَا أَعْطَيْت من رشوة وَنَحْوهَا.
ولأَحْلُوَنَّك حُلْوَانَكَ: أَي لأجزينك جزاءك، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وحلاوة الْقَفَا، وحُلاَوَتُه، وحَلاوَاؤُه، وحَلاوَاهُ، وحَلاءَتُه، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ،: وَسطه. وَالْجمع حَلاوَي.
والحِلْوُ: حف صَغِير ينسج بِهِ، وَشبه الشماخ لِسَان الْحمار بِهِ فَقَالَ:
قُوَيْرِحُ أعْوَامٍ كأنَّ لِسانَه ... إِذا صَاحَ حِلْوٌ زَلَّ عَنْ ظَهْرِ مِنْسَجِ
وَأَرْض حلاوة: تنْبت ذُكُور البقل.

(4/4)


والحُلاوَى من الجنبة: شَجَرَة تدوم خضرتها. وَقيل: هِيَ شَجَرَة صَغِيرَة ذَات شوك، والحُلاوَي: نبتة زهرتها صفراء، وَلها شوك كثير وورق صَغِير مستدير مثل ورق السذاب، وَالْجمع حُلاوَياتٌ، وَقيل: الْجمع كالواحد.
والحُلاوَةُ: مَا يحك بَين حجرين فيكتحل بِهِ. وَلست من هَذِه الْكَلِمَة على ثِقَة لقَولهم: الحَلْوُ فِي هَذَا الْمَعْنى، وَقَوْلهمْ: حَلأْته، أَي كَحَلْتُه.
وحلوة: فرس عبيد بن مُعَاوِيَة.

مقلوبه: (ح ول)
الحَوْلُ: سنة بأسرها، وَالْجمع أحْوَالٌ وحُوُولٌ وحُؤُولٌ، حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ.
وحالَ الحَوْلُ حَوْلاً: تمّ.
وأحَاله الله علينا: أتمه. وَحَال عَلَيْهِ الحَوْلُ حَوْلاً وحُؤُولاً: أَتَى.
وأحال الشَّيْء واحْتالَ: أَتَى عَلَيْهِ حول كَامِل. قَالَ رؤبة:
أوْرَقَ مُحْتَالاً ذَبِيحاً حِمْحِمُهْ
وأحالت الدَّار، وأحْوَلَتْ، وحَالَتْ وحِيلَ بهَا: أَتَى عَلَيْهَا أَحْوَال، قَالَ:
حالَتْ وحِيلَ بِها وغَيَّرَ آيَها ... صرْفُ البِلَى تَجْرِي بِهِ الرّيحانِ
وَقَالَ الْكُمَيْت:
أَأبْكَاكَ بِالعُرُفِ المَنْزِلُ ... ومَا أنْت والطَّلَلُ المُحْوِلُ
وأحْوَلَ الصَّبِي: أَتَى عَلَيْهِ حول من مولده. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
فَألْهَيْتُهَا عَن ذِي تَمائِمَ مُحْوِلِ
وَقيل: مُحْوِلٌ: صَغِير من غير أَن يحد حول عَن ابْن كيسَان.
وأحْوَلَ بِالْمَكَانِ، وأحال: أَقَامَ بِهِ حولا. وَقيل: أزمن من غير أَن يحد حَوْلٌ.
وأحال الحَوْلَ: بلغه وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

(4/5)


أزَائِدَ لَا أحلْتَ الحَوْلَ حَتى ... كَأنَّ عَجوزكُمْ سُقِيَتْ سِمامَا
يُحلِّئُ ذُو الزّيادَةِ لِقْحَتَيْهِ ... ومَنْ يَغلِبْ فَإِن لَه طَعامَا
ي أماتك الله قبل الْحول حَتَّى تصير عجوزكم من الْحزن عَلَيْك كَأَنَّهَا سقيت سماما. وَجعل لبنهما طَعَاما، أَي غلب على لقحتيه فَلم يسق أحدا مِنْهُمَا.
وَنبت حَوْلِيّ: أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ، كَمَا قَالُوا فِيهِ: عَامي. وجمل حَولي، كَذَلِك. وَأَرْض مُستَحالَةٌ: تركت حولا وأحوالا قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
وحالَتْ كَحَوْل القَوْسِ طُلَّتْ وعُطِّلَتْ ... ثَلاَثاً فَزَاغَ عَجْسُها وظُهارُها
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: حَال وتر الْقوس: زَالَ عِنْد الرَّمْي، وَقد حَالَتْ الْقوس وترها، هَكَذَا حَكَاهُ حالَتْ.
وَرجل مُسْتَحالٌ: فِي طرفِي سَاقه اعوجاج، وَقيل: كل شَيْء تغير عَن الاسْتوَاء إِلَى العوج فقد حالَ واستَحالَ، وَفِي الْمثل: " ذَاك أحْوَلُ من بَوْل الْجمل " وَذَلِكَ أَن بَوْله لَا يخرج مُسْتَقِيمًا، يذهب فِي إِحْدَى الناحيتين.
والحَوْلُ، والحَيْلُ، والحِوَلُ، والحِيلَةُ والحَويلُ، والمَحالَةُ، والاحْتِيالُ، والتَّحَوُّل والتَّحَيُّلَ كل ذَلِك: الحذق وجودة النّظر. وَالْقُدْرَة على دقة التَّصَرُّف.
والحِيَل والحِوَلُ: جمع حِيلَةٍ.
وَرجل حُوَلٌ وحُولَةٌ وحُوَّلٌ وحَوَالِيٌّ وحُوَالِيٌّ وحَوَلْوَلٌ: شَدِيد الاحتيال. قَالَ:
حَوَلْوَلٌ إِذا وَنى القَوْمُ نَزَلْ
وَرجل حَوَلْوَلٌ: مُنكر كميش، وَهُوَ من ذَلِك. وَمَا أحْوَلَهُ وأحْيَلَهُ، وَهُوَ أحْوَلُ مِنْك وأحْيَلُ، معاقبة.

(4/6)


وَلَا مَحَاَلَةَ من ذَلِك، وَمَا أحْوَلَه، أَي لابد.
والمُحالُ من الْكَلَام: مَا عدل بِهِ عَن وَجهه وحَوَّله: جعله مُحالاً.
وأحالَ: أَتَى بمُحالٍ.
وَرجل محْوَالٌ: كثير مَحالِ الْكَلَام.
وَكَلَام مُستحيلٌ: مُحَالٌ.
وَهُوَ حَوْلَه، وحَوْلَيْهِ، وحَوَالَيْهِ، وحَوَالَهُ. فَأَما قَول امْرِئ الْقَيْس:
ألَسْتَ تَرَى السُّمَّارَ والنَّاسَ أحْوَالِي
فعلى انه جعل كل جُزْء من الجرم الْمُحِيط بهَا حَوْلاً ذهب إِلَى الْمُبَالغَة بذلك، أَي انه لَا مَكَان حَوْلَها إِلَّا وَهُوَ مَشْغُول بالسمار، فَذَلِك أذْهَبُ فِي تعذرها عَلَيْهِ.
واحتْوَلَه الْقَوْم: احتوشوا حَوَالَيْهِ.
وحاوَل الشَّيْء مُحاوَلَةً وحِوَالاً: رامه، قَالَ رؤبة:
حِوَالَ حَمْدٍ وائْتِجارِ المُؤْتَجِرْ
وكل مَا حجز بَين شَيْئَيْنِ فقد حَال بَينهمَا حولا، وَاسم ذَلِك الشَّيْء الحِوَالُ، والحَوَلُ كالحِوَالِ.
وحَوَالُ الدَّهْر: تغيره وتصرفه. قَالَ نعقل بن خويلد الْهُذلِيّ:
أَلا مِنْ حَوَالِ الدَّارِ أصْبَحْتُ ثاوِياً ... أُسامُ النِّكاحَ فِي خِزَانَةِ مَرْثَدِ
وتَحَّولَ عَن الشَّيْء: زَالَ عَنهُ إِلَى غَيره. وَقَول النَّابِغَة الْجَعْدِي:
أكَظَّكَ آبائيِ فَحَوَّلْتَ عَنْهُمُ ... وقُلْت لَهُ يَا ابْنَ الحَيا لَا تَحَوَّلا
يجوز أَن يسْتَعْمل فِيهِ حَوَّلْت مَكَان تَحَوَّلْت. وَيجوز أَن يُرِيد: حَوَّلْتَ رحلك، فَحذف الْمَفْعُول، وَهَذَا كثير.
وحَوَّله إِلَيْهِ: أزاله، وَالِاسْم الحِوَلُ والحَوِيلُ.

(4/7)


وَفِي التَّنْزِيل: (لَا يَبْغُونَ عنْها حِوَلاً) وَأنْشد الَّلحيانيّ:
أُخِذَتْ حَمولَتُه فَأصْبَحَ ثاوِياً ... لَا يَسْتَطيعُ عَنِ الدّيارِ حَويلاً
وحَالَ الشَّيْء حَوْلاً وحُؤُولاً وأحالَ، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، كِلَاهُمَا: تَحَوَّلَ، وَفِي الحَدِيث: " مَنْ أحَالَ دَخَلَ الجَنَّةَ " يُرِيد: من أسْلَمَ، لِأَنَّهُ تَحَوَّل عَمَّا كَانَ يعبد إِلَى الْإِسْلَام.
والحَوَالَةُ: تَحْوِيلُ نهر إِلَى نهر.
والحائلُ: الْمُتَغَيّر اللَّوْن. يُقَال: رماد حائِلٌ، ونبات حائِلٌ.
وحَوَّلَ كساءه: جعل فِيهِ شَيْئا ثمَّ حمله على ظَهره. وَالِاسْم الْحَال.
والحالُ أَيْضا: الشَّيْء يحملهُ الرجل على ظَهره مَا كَانَ. وَقد تَحَوَّلَ حَالا: حملهَا.
والحالُ: العجلة الَّتِي يدب عَلَيْهَا الصَّبِي. قَالَ عبد الرَّحْمَن بن حسان:
مَا زَالُ يَنْمِى جَدُّهُ صَاعِداً ... مُنْذُ لَدُنْ فارَقَه الحالُ
والحائل: كل شَيْء تحرّك فِي مَكَانَهُ، وَقد حالَ يحُولُ.
واستَحالَ الشَّخْص: نظر إِلَيْهِ هَل يَتَحَرَّك.
وناقة حائلٌ: حمل عَلَيْهَا فَلم تلقح، وَقيل: هِيَ الَّتِي لم تحمل سنة أَو سنتَيْن أَو سنوات. وَكَذَلِكَ كل حَامِل يَنْقَطِع عَنْهَا الْحمل سنة أَو سنوات حَتَّى تحمل. وَالْجمع حِيالٌ وحُوَّل وحُولَلٌ، الأخيرةُ اسْم للْجمع. وحائِلُ حُولٍ وحُولَلٍ على الْمُبَالغَة، كَقَوْلِك رجل رجال. وَقيل: إِذا حمل عَلَيْهَا سنة فَلم تلقح فَهِيَ حائِلٌ، فَإِن لم تحمل سنتَيْن فَهِيَ حائِلُ حُولٍ وحُولَلٍ. ولقحت على حُول وحُولَلٍ، وَقد حالَتْ حُؤُولا وحِيالاً، وأحالَتْ، وحَوَّلَتْ وَهِي مُحَوِّلٌ، وَقيل: المُحَوِّلُ: الَّتِي تنْتج سنة سقبا، وَسنة قلوصا.
والحائلُ: الْأُنْثَى من أَوْلَاد الْإِبِل سَاعَة تُوضَع. وشَاة حَائِل، ونخلة حَائِل، وحالت النَّخْلَة: حملت عَاما وَلم تحمل آخر.
والحالُ كينة الْإِنْسَان، وَمَا هُوَ عَلَيْهِ من خير أَو شَرّ، يذكر وَيُؤَنث، وَالْجمع أحْوَال وأحْوِلَة، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ، وَهِي شَاذَّة، لِأَن وزن حَال فعل، وَفعل لَا يكسر على

(4/8)


أفْعِلَةٍ، وَهِي الْحَالة أَيْضا.
وتحَوَّلَه بِالنَّصِيحَةِ وَالْوَصِيَّة وَالْمَوْعِظَة: توخى الْحَال الَّتِي ينشط فِيهَا لقبُول ذَلِك مِنْهُ، وَكَذَلِكَ روى أَبُو عَمْرو الحَدِيث: " كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَوَّلُنا بِالْمَوْعِظَةِ " بِالْحَاء غير مُعْجمَة، وَقَالَ: هُوَ الصَّوَاب، وَفَسرهُ بِمَا تقدم، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
وحالاتُ الدَّهْر وأحْوَالُه: صروفه.
وَالْحَال: الْوَقْت الَّذِي أَنْت فِيهِ.
وأحالَ الْغَرِيم: زجَّاه عَنهُ إِلَى غَرِيم آخر، وَالِاسْم الحَوالَةُ.
وَالْحَال: التُّرَاب اللين الَّذِي يُقَال لَهُ: السهلة.
وَالْحَال: الطين الْأسود والحمأة، وَفِي الحَدِيث: " أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ، لما قَالَ فِرْعَوْن (آمَنْتُ أنَّه لَا إلهَ إلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنو إسْرائيل) ، أخذت من حَال الْبَحْر فَضربت بِهِ وَجهه " وَخص بَعضهم بِالْحَال الحمأة دون سَائِر الطين الْأسود.
والحالُ اللَّبن، عَن كرَاع.
وَالْحَال: ورق السمر يخبط فِي ثوب وينفض، يُقَال: حالٌ من ورق، ونفاض من ورق.
وَحَال الرجل: امْرَأَته، هذلية، قَالَ الأعلم:
إِذا لَذَكَرْتَ حالَكَ غَيْرَ عَصْرٍ ... وأفْسَدَ صُنْعَها فيكَ الوَجيفُ
غير عصر، أَي غير وَقت ذكرهَا.
والمَحالَة: منجون يَسْتَقِي عَلَيْهِ المَاء، وَقيل: هِيَ البكرة الْعَظِيمَة يستقى عَلَيْهَا، وَالْجمع مَحالٌ ومَحاوِلُ.
والمَحالَةُ والمَحالُ: وَاسِط الظّهْر، وَقيل: المَحالُ: الفقارة، واحدته مَحالَةٌ، وَيجوز أَن يكون فعالة، وَقد تقدم هُنَالك.
والحَوَلُ فِي الْعين: أَن يظْهر الْبيَاض فِي مؤخرها، وَيكون السوَاد من قبل المأق، وَقيل: الحَوَلُ: إقبال الحدقة على الْأنف. وَقيل: هُوَ ذهَاب حدقتها قبل مؤخرها، وَقيل:

(4/9)


الحَوَلُ: أَن تكون الْعين كَأَنَّمَا تنظر إِلَى الْحجَّاج. وَقيل: هُوَ أَن تميل الحدقة إِلَى اللِّحاظ، وَقد حَوِلَتْ وحالَتْ تحالُ وَقَول أبي خرَاش:
إِذا مَا كَانَ كُسُّ القَوْم رُوقاً ... وحالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِيرِ
قيل مَعْنَاهُ: انقلبت. وَقَالَ مُحَمَّد بن حبيب: صَار أحْوَلَ، قَالَ ابْن جني: يجب من هَذَا تَصْحِيح الْعين، وَأَن يُقَال حَوِلَتْ كَعوِرَتْ وصيد، لِأَن هَذِه الْأَفْعَال فِي معنى مَا لَا يخرج إِلَّا على الصِّحَّة. وَهُوَ احْوَلَّ واعورَّ وأصيدَّ فعلى قَول مُحَمَّد يَنْبَغِي أَن يكون حَالَتْ شاذا كَمَا شَذَّ اجتاروا، فِي معنى اجتوروا. واحوَلَّتْ وَرجل أحْوَلُ وحَوِلٌ، جَاءَ على الأَصْل لِسَلَامَةِ فعله، لأَنهم شبهوا حَرَكَة الْعين التابعة لَهَا بِحرف اللين التَّابِع لَهَا، فَكَأَن فعلا فعيل، فَكَمَا يَصح نَحْو طَوِيل كَذَلِك يَصح حَوِلٌ من حَيْثُ شبهت فَتْحة الْعين بِالْألف من بعْدهَا.
وأحالَ عينه وأحْوَلَها: صيرها حَوْلاءَ.
والحولَةُ: الْعجب. قَالَ:
ومِنْ حُولَةِ الأيَّامِ والدَّهْرِ أنَّنا ... لَنا غَنَمٌ مَقْصُورَةٌ ولَنا بَقَرْ
ويوصف بِهِ، فَيُقَال: جَاءَ بِأَمْر حُولَةٍ.
والحِوَلاءُ والحُوَلاءُ من النَّاقة كالمشيمة للْمَرْأَة، وَهِي جلدَة مَاؤُهَا أَخْضَر، وفيهَا أغراس وعروق وخطوط حمر تأتى بعد الْوَلَد فِي السَّلَى الأول، وَذَلِكَ أول شَيْء يخرج مِنْهُ، وَقد يسْتَعْمل للْمَرْأَة. وَقيل: الحِوَلاءُ: غلاف أَخْضَر كَأَنَّهُ دلو عَظِيمَة مَمْلُوءَة مَاء تنفقيء حِين تقع إِلَى الأَرْض، ثمَّ يخرج السلى فِيهِ القرنتان، ثمَّ يخرج بعد ذَلِك بِيَوْم أَو يَوْمَيْنِ الصاءة، وَلَا تحمل حاملة أبدا مَا كَانَ فِي الرَّحِم شَيْء من الصاءة والقذر، أَو تخلص وتنقى.
ونزلوا فِي مثل حُوَلاَءِ النَّاقة، وَفِي مثل حُوَلاءِ السلى، يُرِيدُونَ بذلك الخصب وَالْمَاء، لِأَن الحُوَلاء ملأى مَاء ريا.
وَرَأَيْت أَرضًا مثل الحُوَلاَءِ، إِذا اخضرت وأظلمت خضرتها، وَذَلِكَ حِين يتفقأ بَعْضهَا وَبَعض لم يتفقأ، قَالَ:
بأغَنَّ كالحُوَلاَءِ زَانَ جَنابَهُ ... نَور الدكادِكِ سوقُهُ يَتَحصَّدُ

(4/10)


واحْوَالَّت الأَرْض، إِذا اخضرت واستوى نباتها.
والحِوَلُ: الْأُخْدُود الَّذِي تغرس فِيهِ النّخل على صف.
وأحال عَلَيْهِ: اسْتَضْعَفَهُ.
وأحال عَلَيْهِ بِالسَّوْطِ يضْربهُ: أقْبَلَ.
وأحال عَلَيْهِ المَاء: أفرغه، قَالَ:
يُحيلُ فِي جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُهُ ... حَبْوَ الجَوَارِي تَرَى فِي مائِه نُطَفا
وَقَالَ:
يُحيلونَ السجالَ على السجالِ
وأحال اللَّيْل: انصَبَّ على الأَرْض وأقْبَلَ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي فِي صفة نخل:
لَا تَرْهَبُ الذّئْبَ عَلى أطْلاَئِها ... وَإِن أحالَ اللَّيْلُ منْ وَرَائِها
يَعْنِي أَن النّخل إِنَّمَا أَوْلَادهَا الفسلان، والذئاب لَا تَأْكُل الفسيل، فَهِيَ لَا ترهبها عَلَيْهَا وَإِن انصب اللَّيْل من وَرَائِهَا وَأَقْبل.
وَالْحَال: مَوضِع اللبد من ظهر الْفرس. وَقيل: هِيَ طَريقَة الْمَتْن، قَالَ:
كأنَّ غُلامِي إذْ عَلا حالَ مَتْنِهِ ... عَلى ظَهْرِ بازٍ فِي السَّمَاءِ مُحَلِّقِ
وَحَال فِي ظهر دَابَّته حولا وأحال: وثب واستوى فِيهِ. وَفِي الْمثل: " تَجَنَّبَ رَوْضَة وأحال يعدو ".
وَيُقَال لولد النَّاقة سَاعَة تلقيه من بَطنهَا إِذا كَانَت أُنْثَى: حائِل، وَأمّهَا أم حائلٍ، قَالَ:
فَتِلْكَ الَّتي لَا يَبْرَحُ القَلْبَ حُبُّهَا ... وَلَا ذِكْرُها مَا أرْزَمَتْ أُمُّ حائِلِ
وَالْجمع حُوَّل وحَوَائِلُ.

(4/11)


والحِيالُ: خيط يشد من بطان الْبَعِير إِلَى حقبه، لِئَلَّا يَقع الحقب على ثيله.
وَهَذَا حِيالَ كلمتك، أَي مُقَابلَة كلمتك، عَن ابْن الْأَعرَابِي. ينصبه على الظّرْف، وَلَو رَفعه على الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر جَازَ، وَلَكِن كَذَا رَوَاهُ عَن الْعَرَب.
والحَويلُ: الشَّاهِد، والحَوِيل: الْكَفِيل. وَالِاسْم الحَوَالَةُ.
وحاوَلْتُ لَهُ بَصرِي، إِذا حددته نَحوه ورميته بِهِ، عَن الَّلحيانيّ.
وَبَنُو حَوَالَةَ: بطن، وَبَنُو مُحَوَّلَةَ: بَنو عبد الله بن غطفان، وَكَانَ اسْمه عبد الْعُزَّى فَسَماهُ النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام عبد السَّلَام، فسموا بني مُحَوَّلَةَ لذَلِك.
وحَوِيل: اسْم مَوضِع، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:
تَحُلُّ بِأطْرَافِ الوِحافِ ودونَها ... حَوِيلٌ فَرَيْطَاتٌ فَرَعْمٌ فَأخْرَبُ

مقلوبه: (ل ح و)
لَحَا الشَّجَرَة يَلْحُوها لَحْواً: قشرها، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
واعْوَجَّ عُودُكَ مِنْ لَحْوٍ ومِنْ قِدَمٍ ... لَا يَنْعَمُ الغُصْنُ حَتَّى يَنْعَمَ الوَرَقُ
ولَحَا الرجل لَحْواً: شَتَمَه، وَحكى أَبُو عُبَيْدَة: لَحَيْتُه ألْحَاهُ لَحْواً، وَهِي نادرة، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء.

مقلوبه: (وح ل)
الوَحَلُ: الطين الَّذِي ترتطم فِيهِ الدَّوَابّ. وَالْجمع أوْحال ووُحُول.
واسَتْوْحَل الْمَكَان: صَار فِيهِ الوَحَلُ.
ووَحِلَ وَحَلاً، فَهُوَ وَحِلٌ: وَقع فِي الوَحَلِ. قَالَ لبيد:
فَتَوَلَّوْا فَاتِراً مَشْيُهُمْ ... كَرَوَايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بِالوَحَلْ
ووَاحَلَني فَوَحَلْتُه أحِلُه: كنت أخوض لِلْوَحَلِ مِنْهُ.
والمَوْحِل: الْموضع الَّذِي فِيهِ الوحل.

(4/12)


وأوْحَلَ فلَان فلَانا شرا: أثقله بِهِ.
ومَوْحَلٌ: مَوضِع، قَالَ:
مِنْ قُللِ الشِّحْرِ فَجَنْبَيْ مَوْحَلِ

مقلوبه: (ل وح)
اللَّوْحُ: كل صفيحة عريضة من صَفائح الْخشب. وَفِي التَّنْزِيل: (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) يَعْنِي مستودع مشيئات الله، وَإِنَّمَا هُوَ على الْمثل. وكل عَظِيم عريض لَوْحٌ، وَالْجمع مِنْهُمَا ألْوَاح، وألاويحُ جمع الْجمع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم يكسر هَذَا الضَّرْب على أفْعُلٍ كَرَاهِيَة الضَّم على الْوَاو. وَقواهُ عز وَجل: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألْوَاحِ) قَالَ الزّجاج: قيل فِي التَّفْسِير: إنَّهُمَا كَانَا لَوْحَينِ، وَيجوز فِي اللُّغَة أَن يُقَال للَّوحَينِ ألْوَاح، وَيجوز أَن يكون ألْوَاح جمع اكثر من اثْنَيْنِ.
وألْوَاحُ الْجَسَد: عِظَامه مَا خلا قصب الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ.
والمِلْوَاحُ: الْعَظِيم الألْوَاحِ، قَالَ:
يَتْبَعْنَ إثْرَ بازِلٍ مِلْوَاحِ
ولوح الْكَتف: مَا ملس مِنْهَا عِنْد مُنْقَطع غَيرهَا من أَعْلَاهَا، وَقيل: اللَّوْحُ: الْكَتف إِذا كتب عَلَيْهَا.
واللُّوْحُ واللُّوحُ، وَالْفَتْح أَعلَى،: أخف الْعَطش، وعمَّ بَعضهم بِهِ جنس الْعَطش وَقَالَ الَّلحيانيّ: اللُّوحُ: سرعَة الْعَطش، وَقد لاَحَ يَلُوحُ لَوْحاً ولُوَاحاً ولُوُوحا، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ، ولَوَحاناً، والْتاحَ.
ولَوَّحَه: وعطشه.
وبعير مِلْوَحٌ ومِلْوَاحٌ: سريع الْعَطش، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء. وَرجل مِلْوَاح، ومِلْياح كَذَلِك، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، فَأَما مِلْوَاح فعلى الْقيَاس، وَأما مِلْياح فنادر، وَكَأن هَذِه الْوَاو إِنَّمَا قلبت يَاء عِنْدِي لقرب الكسرة، كَأَنَّهُمْ توهموا الكسرة فِي لَام مِلْوَاحٍ حَتَّى كَأَنَّهُ لِوَاح فَانْقَلَبت الْوَاو يَاء لذَلِك.
ومرأة مِلْوَاح كالمذكر، قَالَ ابْن مقبل:

(4/13)


بِيضٌ مَلاويحُ يَوْمَ الصَّيْفِ لَا صُبُر ... عَلى الهَوَانِ وَلَا سُودٌ وَلَا نُكُعُ
ولاحَه الْعَطش لَوْحاً، ولَوَّحَه: غَيره وأضمره، وَكَذَلِكَ السّفر وَالْبرد والسقم والحزن.
وقدح مُلَوَّح: مغير بالنَّار، وَكَذَلِكَ نصل مُلَوَّح، وكل مَا غيرته النَّار فقد لَوَّحَتُْ، ولَوَّحَتْه الشَّمْس كَذَلِك.
والمِلْوَاحُ: الضامر، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى، قَالَ:
مِنْ كُلِّ شَقَّاءِ النَّسا مِلْوَاحِ
واللَّوْح: النظرة، كاللمحة.
ولاحَه ببصره لَوْحَةً: رَآهُ ثمَّ خفى عَنهُ.
ولاحَ الْبَرْق يَلُوحُ لَوْحاً ولُوُوحاً لَوَحانا وألاح: أومض، وَقيل: ألاح: أَضَاء مَا حوله قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
رأيْتُ وأهْليِ بِوَادي الرَّجي ... عِ مِنْ نَحْوِ قَيْلَةَ بَرْقاً مُلِيحاَ
وألاح بِالسَّيْفِ ولَوَّحَ: لمع بِهِ وحركه.
ولاحَ النَّجْم: بدا، وألاَحَ: أَضَاء واتَّسع ضوءه، قَالَ المتلمس:
وقَدْ ألاَحَ سُهَيْل بَعْدَ مَا هَجَعُوا ... كَأنَّهُ ضَرَمٌ بالكَفِّ مَقْبُوسُ
ولاَحَ لي أمْرك، وتَلَوَّحَ: بانَ ووضح.
ولاَحَ الرجل يَلُوحُ لُؤُوحا: برز وَظهر. وَقَول أبي ذُؤَيْب:
وَزَعْتَهُمُ حَتَّى إِذا مَا تَبَدَّدُوا ... سِرَاعا ولاحَتْ أوْجَهٌ وكُشُوحُ
إِنَّمَا يُرِيد انهم رَمَوْهُ فَسَقَطت ترستهم ومعابلهم، وَتَفَرَّقُوا فأعوروا لذَلِك وَظَهَرت مقاتلهم.

(4/14)


ولاَحَ الشيب فِي رَأسه: بدا.
ولَوَّحَهُ الشيب: بيَّضه، قَالَ:
مِنْ بَعْدَ مَا لَوَّحَكَ القَتِيرُ
وَقَول خفاف بن ندبة، أنْشدهُ يَعْقُوب فِي المقلوب:
فَإمَّا تَرَى رَأسِي تَغَيَّرَ لَوْنُهُ ... ولاحَتْ لَوَاحيِ الشَّيْبِ فِي كل مَفْرِقِ
فَقَالَ: أَرَادَ لَوَائِحَ فَقلب.
وألاحَ بِثَوْبِهِ، ولَوَّحَ، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ: أَخذ طرفه بِيَدِهِ من مَكَان بعيد ثمَّ أداره ولمع بِهِ ليريه من يحب أَن يرَاهُ. وكل من لمع بِشَيْء وأظهره فقد لاحَ بِهِ، ولَوَّح، وألاحَ، وهما أقل.
وأبيض لِياح ولَياح، وَذَلِكَ إِذا بولغ فِي وَصفه بالبياض، قلبت الْوَاو فِي لَياحٍ يَاء اسْتِحْسَانًا لخفة الْيَاء، لَا عَن قُوَّة عِلّة.
واللِّياحُ: الثور الوحشي، وَذَلِكَ لبياضه.
واللِّياحُ أَيْضا: الصُّبْح.
ولقيته بِلِياحٍ، إِذا لَقيته عِنْد الْعَصْر وَالشَّمْس بَيْضَاء، الْيَاء فِي كل ذَلِك منقلبة عَن وَاو للكسرة قبلهَا، وَأما لَياح فشاذ، انقلبت واوه يَاء لغير عِلّة إِلَّا طلب الخفة.
والألْوَاحُ: مَا لاحَ من السِّلَاح، واكثر مَا يعْنى بذلك السيوف لبياضها، قَالَ ابْن احمر:
تُمْسِي كَألْواحِ السِّلاحِ وتُضْ ... حِي كالمَهاةِ صَبيحَةَ القَطْرِ
واللُّوحُ: الْهَوَاء بَين السَّمَاء وَالْأَرْض، قَالَ:
لِطائِرٍ ظَلَّ بِنا يَخوتُ ... يَنْصَبُّ فِي اللُّوحِ فَما يَفوتُ

(4/15)


وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ اللوحُ واللَّوْحُ، لم يحك فِيهِ الْفَتْح غَيره.
ولَوَّحَه بِالسَّيْفِ وَالسَّوْط والعصا: علاهُ بضربة.
وألاحَ بحقي: ذهب.
وَقلت لَهُ قولا فَمَا ألاحَ مِنْهُ، أَي مَا استحيا وألاحَ من الشَّيْء: حاذر وأشفق، قَالَ:
يُلِحْنَ مِنْ ذِي دأَبٍ شِرْواطِ
ويروى: ذِي زجل.
وألاح عَن الشَّيْء: اعْتمد.
والمِلْواحُ: البومة تخاط عَيناهَا وتشد، فَإِذا رَآهَا الصَّقْر سقط عَلَيْهَا فأُخذ.

مقلوبه: (ول ح)
الوَلِيحُ والوَليحَةُ: الضخم الْوَاسِع من الجوالق، وَقيل: هُوَ الجوالق مَا كَانَ، والوَليحُ أَيْضا: الغرائر والأعدال يحمل فِيهَا الطّيب والبز وَنَحْوه، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
يضِيءُ رَبابا كَدُهْمِ المخا ... ضِ جُلِّلْنَ فَوْقَ الوَلايا الوَليحا
وَقَالَ الَّلحيانيّ: الوَليحَةُ: الغرارة.
والمِلاحُ: المخلاة، وَأرَاهُ مقلوبا من الوَليحِ، إِذا لم أجد مَا أستدل بِهِ على ميمه، أَهِي زَائِدَة أم أصل؟ وَحملهَا على الزِّيَادَة اكثر. وَفِي حَدِيث الْمُخْتَار لما قتل عمر بن سعد جعل رَأسه فِي مِلاحٍ وعلقه، حكى اللَّفْظَة الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

الْحَاء وَالنُّون وَالْوَاو
حَنَى الشَّيْء حَنْواً وحَنَّاهُ: عطفه، قَالَ يزِيد بن الْأَعْوَر الشني:

(4/16)


يَدُقُّ حِنْوَ القَتَبِ المُحَنَّي ... إِذا عَلا صَوَّانَهُ أرَنَّا
وَقد تقدم فِي الْيَاء.
وانحنى العودُ وتحَنَّى: انعطف.
والحَنِيَّةُ: الْقوس، وَالْجمع حَنِىٌّ وحَنايا، وَقد حَنَوْتُها أحْنُوها حَنْواً.
وحَنَتِ الْمَرْأَة على وَلَدهَا حُنُوًّا، وأحْنَتْ، الْأَخِيرَة عَن الْهَرَوِيّ: عطفت عَلَيْهِم بعد زَوجهَا فَلم تتَزَوَّج، وَاسْتَعْملهُ قيس بن ذريح فِي الْإِبِل، فَقَالَ:
فَأُقْسِمُ مَا عُمْشُ العُيونِ شَوارِف ... رَوائِمُ بَوٍّ حانِياتٌ على سَقْبِ
وحنَت الشَّاةُ حُنُواًّ، وَهِي حَانٍ: أَرَادَت الْفَحْل وأمكنته، وَقيل: الحاني: الَّذِي اشْتَدَّ عَلَيْهَا الاستحرام.
والحانِيَةُ والحَنْواءُ من الْغنم: الَّتِي تلوى عُنُقهَا لغير عِلّة، وَكَذَلِكَ هِيَ من الْإِبِل، وَقد يكون ذَلِك عَن عِلّة، أنْشد الَّلحيانيّ عَن الْكسَائي:
يَا خالِ هَلاَّ قُلْتَ إذْ أعْطَيْتَنِي ... هِيَّاكَ هِيَّاكَ وحَنَوْاءَ العُنُقْ؟
وحَنَا يَد الرجل حَنْوًا: لواها، وَقَوله:
بَرَكَ الزَّمانُ عَلَيْهِمُ بِجِرانِهِ ... وألَحَّ مِنْكَ بِحَيْثُ تُحْنَى الإصْبَعُ
يَعْنِي انه اخذ الْخِيَار الْمَعْدُودين، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَمثله قَول الْأَسدي:
فَإنْ عُدَّ مَجْدٌ أوْ قَديمٌ لِمَعْشَرٍ ... فَقَوْمي بِهمْ تُحْنَى هُناكَ الأصابِعُ
وَقَالَ ثَعْلَب: معنى قَوْله " حيثُ تُحْنَى الإصْبَعُ " أَن تَقول: فلَان صديقي، وَفُلَان صديقي، فتعد بأصابعك. وَقَالَ: فلَان مِمَّن لَا تُحْنَى عَلَيْهِ الْأَصَابِع، أَي لَا يعد فِي الأخوان.

(4/17)


والحِنْوُ: كل شَيْء فِيهِ اعوجاج أَو شبه الاعوجاج، كعظم الْحجَّاج واللحى والضلع، والقف والحقف ومنعرج الْوَادي، وَالْجمع أحْناءٌ وحُنِىّ وحِنِىّ.
وحِنْوُ الرحل والقتب والسرج: كل عود معوج من عيدانه.
والحِنْوَانِ: الخشبتان المعطوفتان اللَّتَان عَلَيْهِمَا الشبكة ينْقل عَلَيْهِمَا الْبر إِلَى الكدس. وَقَول هميان بن قُحَافَة:
وانْعاجَتِ الأحْناءُ حَتَّى احْلَنْقَفَتْ
إِنَّمَا أَرَادَ الْعِظَام الَّتِي هِيَ مِنْهُ كالأحْناءِ.
وأحْناءُ الْأُمُور: مَا تشابه مِنْهَا، قَالَ:
أزَيْد أَخا وَرْقاءَ إنْ كُنْتَ ثائِراً ... فَقَدْ عَرَضَتْ أحْناءُ حَقٍّ فَخاصِمِ
والمَحْنِيَةُ من الْوَادي: منعرجه حَيْثُ يَنْعَطِف، وَهِي المَحْنُوَةُ والمَحْناةُ، قَالَ:
سَقَى كلَّ مَحْناةٍ منَ الغَرْبِ والمَلا ... وجيدَ بِه من المِرَبُّ المُحَلَّلُ
وَهُوَ من ذَلِك.
وتَحَنَّى الحِنْوُ: اعوجَّ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
فِي إثْرِ حَيٍّ كانَ مُسْتَباؤُهُ ... حَيْثُ تَحَنَّى الحِنْوُ أوْ مَيْثاؤُهُ
ومَحْنِيَةُ الرمل: مَا انحنى عَلَيْهِ الحقف. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: المحنية مَا انحنى من الأَرْض رملا كَانَ أَو غَيره، ياؤه منقلبة عَن وَاو، لِأَنَّهَا من حَنَوْتُ، وَهَذَا يدل على انه لم يعرف حَنَيْتُ، وَقد حَكَاهَا أَبُو عبيد وَغَيره.
والحَوانِي: أطول الأضلاع كُلهنَّ فِي كل جَانب من الْإِنْسَان ضلعان من الحَوانِي، فانهن أَربع أضلع من الجوانح يلين الواهنتين بعدهمَا.
وَفِيه حِنايَةٌ يَهُودِيَّة، أَي انحِناء.
وناقة حَنْواءُ: حدباء.
والحانوتُ: فاعول من حَنَوْتُ، تَشْبِيها بالحَنِيَّةِ من الْبناء، ياؤه بدل من وَاو، حَكَاهُ

(4/18)


الْفَارِسِي فِي البصريات قَالَ: وَيحْتَمل أَن يكون فَلْعوتاً مِنْهُ، وَيُقَال: الحانوتُ والحانِيَةُ والحاناةُ، كالناصية والناصاة، والحانِيَّةُ: الخمارون نسب إِلَى الحانِيَةِ، وعَلى ذَلِك قَالَ:
حانِيَّةٌ حُومُ
فَأَما قَول الآخر:
دَنانيرُ عِنْدَ الحانَوِيَ وَلَا نَقْدُ
فَهُوَ نسب إِلَى الحاناة.
والحَنْوَةُ: نَبَات سهلي طيب الرّيح، وَقيل هِيَ عشبة وضيئة ذَات نور أَحْمَر، وَلها قضب وورق، طيبَة الرّيح، إِلَى الْقصر والجعودة مَا هِيَ، وَقيل: هِيَ آذريون الْبر، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحَنْوَةُ الرَّيحانة، قَالَ: وَقَالَ أَبُو زِيَاد: من العشب: الحَنْوَُة، وَهِي قَليلَة شَدِيدَة الخضرة، طيبَة الرّيح، وزهرتها صفراء وَلَيْسَت بضخمة، قَالَ جميل:
بهَا قُضُب الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوَةٌ ... ومِنْ كل أفْواهِ البُقول بِها بَقْلُ
وحَنْوَةُ: فرس عَامر بن الطُّفَيْل.
والحِنْوُ: مَوضِع، قَالَ الْأَعْشَى:
نحنُ الفَوارِسُ يَوْمَ الحِنْوِ ضاحِيَةً ... جَنْبَىْ فُطَيْمَةَ لَا مِيلٌ وَلَا عُزْلُ
وَقَالَ جرير:
حَيّ الهِدَمْلَةَ مِنْ ذاتِ المَواعيسِ ... فَالحِنْوُ أصْبَحَ قَفْراً غَيرَ مَأنوسِ

(4/19)


والحَنِيَّانِ: واديان معروفان، قَالَ الفرزدق:
أقَمْنا ورَثَّيْنا الديارَ وَلَا أرَى ... كَمَرْبَعِنا بَينَ الحَنِيَّيْنِ مَرْبَعا
وحِنْوُ قُراقِرٍ: مَوضِع.

مقلوبه: (ح ون)
الحانَة: مَوضِع بيع الْخمر، قَالَ أَبُو حنيفَة: أظنها فارسية، وَأَن أَصْلهَا خانة.

مقلوبه: (ن ح و)
النَّحْوُ: الْقَصْد، يكون ظرفا واسما، نحاه يَنْحوه ويَنْحاه نَحْواً، وانْتَحاهُ. ونَحْوُ الْعَرَبيَّة مِنْهُ، إِنَّمَا هُوَ انْتِحاءُ سمت كَلَام الْعَرَب فِي تصرفه من إِعْرَاب وَغَيره كالتثنية وَالْجمع والتحقير والتكسير وَالْإِضَافَة وَالنّسب وَغير ذَلِك، ليلحق من لَيْسَ من أهل اللُّغَة الْعَرَبيَّة بِأَهْلِهَا فِي الفصاحة، فينطق بهَا وَإِن لم يكن مِنْهُم، أَو إِن شَذَّ بَعضهم عَنْهَا رُدَّ بِهِ إِلَيْهَا، وَهُوَ فِي الأَصْل مصدر شَائِع، أَي نَحَوْتُ نَحْواً، كَقَوْلِك: قصدت قصدا، ثمَّ خص بِهِ انْتِحاءُ هَذَا الْقَبِيل من الْعلم، كَمَا أَن الْفِقْه فِي الأَصْل مصدر فقهت الشَّيْء، أَي عَرفته، ثمَّ خص بِهِ علم الشَّرِيعَة من التَّحْلِيل وَالتَّحْرِيم، وكما أَن بَيت الله تَعَالَى خص بِهِ الْكَعْبَة وَإِن كَانَت لبيوت كلهَا لله تَعَالَى، وَله نَظَائِر فِي قصر مَا كَانَ شَائِعا فِي جنسه على أحد أَنْوَاعه، وَقد استعملته الْعَرَب ظرفا وَأَصله الْمصدر، وَأنْشد أَبُو الْحسن:
تَرْمِى الأماعِيزَ بمُجْمَراتِ ... بِأرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ
يَحْدو بهَا كلُّ فَتىً هَيَّاتِ ... وهُنَّ نَحوَ البَيْتِ عامِداتِ
وَالْجمع أنحاء ونُحُوٌّ. سِيبَوَيْهٍ: شبهوها بعتو، وَهَذَا قَلِيل. وَفِي بعض الْكَلَام إِنَّكُم لتنظرون فِي نُحُوٍّ كَثِيرَة. أَي فِي ضروب من النَّحْوِ.
وَرجل ناحٍ من قوم نُحاةٍ: نَحْوِىٌّ، وكأنما هَذَا إِنَّمَا هُوَ على النّسَب، كَقَوْلِك تامِر وَلابْن.

(4/20)


وانْتَحى لَهُ، وتَنَحَّى: اعْتمد.
وأنْحَى عَلَيْهِ ضربا: أقبل. وَقد تقدم عَامَّة ذَلِك فِي الْيَاء.
ونَحا الرجل وانْتَحى: مَال على أحد شقيه، أَو انْحَنَى فِي قوسه.
والانْتِحاءُ: اعْتِمَاد الْإِبِل فِي سَيرهَا على الْجَانِب الْأَيْسَر، ثمَّ صَار الانتحاء الِاعْتِمَاد فِي كل وَجه.
ونحا بَصَره إِلَيْهِ يَنْحُوه ويَنْحاه: صرفه.
ونحا الرجل: صرفه، قَالَ العجاج:
لَقَدْ نَحاهُمْ جَدُّنا والنَّاحِي
والنَّحَواء: الرعدة، وَهِي أَيْضا التمطي قَالَ:
وَهَمٌّ تَأخُذُ النُّحَواءُ مِنْهُ ... يُعَدُّ بِصَالِبٍ أَو بالمُلالِ
وَبَنُو نحْوٍ: بطن من الأزد.

مقلوبه: (وح ن)
الحِنَةُ: الحقد، وَحَنَ عَلَيْهِ حِنَة مثل وعده عدَّة. وَقَالَ الَّلحيانيّ: وَحِنَ عَلَيْهِم، بِكَسْر الْحَاء، حِنَةً.

مقلوبه: (ن وح)
ناحَتِ الْمَرْأَة تَنوح نَوْحا ونُواحا ونِياحا ونِياحَة ومَناحَة، ونَاحَتْهُ، ونَاحَتْ عَلَيْهِ.
والمَناحَةُ والنَّوْحُ: النِّسَاء يجتمعن للحزن، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فَهُنَّ عُكوفٌ كَنَوْح الكرِي ... م قَدْ شَفَّ أكْبادَهُنَّ الهَوِىُّ
وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

(4/21)


أَلا هَلَك امْرُؤٌ قامَتْ عَلَيْهِ ... بِجَنْب عُنَيْزَةَ البَقَرُ الهُجودُ
سَمِعْنَ بمَوْتِه فَظَهَرْنَ نَوْحا ... قِياما مَا يُحَلُّ لَهُنَّ عُودُ
صيَّر الْبَقر نَوْحا على الِاسْتِعَارَة، وَجمع النَّوْح أنْواح قَالَ لبيد:
كَأنَّ مُصَفَّحاتٍ فِي ذُراهُ ... وأنْواحاً عَليْهِنَّ المآلِي
ونَوْحُ الْحَمَامَة: مَا تبديه من سجعها على شكل النوح، وَالْفِعْل كالفعل، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فَوَاللهِ لَا ألْقَى ابْنَ عَمٍّ كأنَّهُ ... نُشَيْبَةُ مَا دامَ الحَمامُ يَنوحُ
وحمامة نائحةٌ ونَوَّاحَةٌ.
واسْتَناحَ الرجل، كناحَ.
واسْتَناح الرجل، بَكَى حَتَّى استبكى غَيره، وَقَول أَوْس:
ومَا أَنا مِمَّنْ يَسْتَنيحُ بِشَجْوِهِ ... يُمَدّ لَهُ غَرْبا جَزورٍ وجَدْوَلُ
مَعْنَاهُ: لست أرْضى أَن أُدْفع عَن حَقي وَأَمني حَتَّى أحْوج إِلَى أَن أَشْكُو فأستعين بغيري، وَقد فسر على الْمَعْنى الأول، وَهُوَ أَن يكون يَسْتَنيح بِمَعْنى يَنُوح.
واستَناح الذِّئْب: عوى فَأَذنت لَهُ الذئاب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
مُقْلِقَة لِلْمُسْتَنيحِ العَسَّاس
يَعْنِي الذِّئْب الَّذِي لَا يسْتَقرّ.
والتَّناوُح: التقابل، وَمِنْه تَناوُحُ الجبلين وتَناوُحُ الرِّيَاح.
ونوحٌ: اسْم نَبِي مَعْرُوف.

(4/22)


مقلوبه: (ون ح)
وانَحَ الرجل: وَافقه.

الْحَاء وَالْفَاء وَالْوَاو
الحَفا: رقة الْقدَم والخف والحافر، حَفِىَ حَفا، فَهُوَ حاف وحَفٍ، وَالِاسْم الحِفْوَة والحُفْوَة، وَقَالَ بَعضهم: حافٍ بيِّن الحُفْوَةِ والحِفْيَةِ والحِفْوَةِ والحِفايَةِ، وَهُوَ الَّذِي لَا شَيْء فِي رجله من خف وَلَا نعل، وَأما الَّذِي رقت قدماه من كَثْرَة الْمَشْي فَإِنَّهُ حاف بَين الحفا.
والحَفاءُ: الْمَشْي بِغَيْر خف وَلَا نعل.
والاحْتِفاءُ: أَن تمشي حافيا فَلَا يصيبك الحفا.
وأحْفَى الرجل: حَفِيَتْ دَابَّته.
وحَفِىَ بِالرجلِ حَفاوَة وحِفاوَةً وحِفايَةً، وتَحَفَّى بِهِ، واحتْفَى: بَالغ فِي إكرامه.
وتَحَفَّى إِلَيْهِ فِي الْوَصِيَّة: بَالغ.
وَأَنا بِهِ حَفِيٌّ، أَي بر مبالغ فِي الْكَرَامَة.
وحَفا الله بِهِ حَفْواً: أكْرمه.
وحَفا شَاربه حَفْواً، وأحْفاهُ: بَالغ فِي أَخذه.
وحَفاهُ من كل خير يَحْفوه حَفْواً: مَنعه.
وحَفاهُ حَفْواً: أعطَاهُ.
وأحْفاهُ: ألح عَلَيْهِ فِي الْمَسْأَلَة.
وأحْفَى السُّؤَال: رده.
وحافَى الرجل مُحافاةً: ماراه ونازعه فِي الْكَلَام

مقلوبه: (ح وف)
الحافَةُ والحَوْفُ: النَّاحِيَة والجانب، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَنَّهَا يائية واوية.
وتَحوَّفَ الشَّيْء: أَخذ حافَتَه، واخذ من حافَتِه.
وحافَ الشَّيْء حَوْفا: كَانَ فِي حافَتِه.
والحافَةُ: الثور الَّذِي فِي وسط الكدس. وَهُوَ أَشْقَى العوامل.
والحَوْفُ مركب للنِّسَاء لَيْسَ بهودج وَلَا رَحل.

(4/23)


والحَوْفُ: الثَّوْب. والحَوْفُ: جلد يشقق كَهَيئَةِ الْإِزَار تلبسه الصّبيان. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ جلد يقد سيورا، عرض السّير أَربع أَصَابِع أَو شبر تلبسها الْجَارِيَة صَغِيرَة قبل أَن تدْرك، وتلبسها أَيْضا وَهِي حَائِض، حجازية، وَهِي الرَّهْط، نجدية. وَقَالَ مرّة: هِيَ كالنقبة إِلَّا إِنَّهَا تقدد قددا عرض القدة أَربع أَصَابِع إِن كَانَت من أَدَم أَو خرق.
والحَوْفُ: الْقرْيَة، فِي بعض اللُّغَات.
والحَوْفُ: مَوضِع.
وحافَهُ: زَارَهُ، قَالَ ابْن الزبعري:
ونُعْمانُ قدْ غادَرْنَ تحتَ لِوائِهِ ... على لَحْمِهِ طَيرٌ يحُفْنَ وُقوعُ

مقلوبه: (ف ح و)
الفِحا والفَحا: البزر، وَخص بعهم بِهِ الْيَابِس مِنْهُ، وَجمعه أفحاء، وَقد فَحَّيْتُ الْقدر.
والفَحْوَةُ: الشهدة، عَن كرَاع.
وَعرفت ذَلِك فِي فَحْوَى كَلَامه وفَحْوائِه وفُحَوائِه، أَي معراضه مذْهبه، وَهُوَ يُفَحِّى بِكَلَامِهِ إِلَى كَذَا، أَي يذهب.

مقلوبه: (وح ف)
الوَحْفُ من النَّبَات وَالشعر: مَا غزر وأثَّت أُصُوله واسود، وَقد وَحِفَتْ ووَحُفَ وَحافَةً ووُحوفَةً. والواحِفُ، كالوَحْفِ قَالَ ذُو الرمة:
تَمادَتْ على رَغْمِ المَهارِي وأبْرَقَتْ ... بأصْفَرَ مِثْلِ الوَرْس فِي واحِفٍ جَثْلِ
والوَحْفاءُ: الأَرْض السَّوْدَاء، وَقيل: الْحَمْرَاء وَالْجمع وَحافَي.
والوَحْفَةُ: أَرض مستديرة مُرْتَفعَة سَوْدَاء، وَالْجمع وِحاف.
والوَحْفَةُ: صَخْرَة فِي بطن وَاد أَو سَنَد ناتئة فِي موضعهَا سَوْدَاء، وَجَمعهَا وِحافٌ، قَالَ:
دَعَتْها التَّناهِي بِرَوْضِ القَطا ... فَنَعْفِ الوِحافِ إِلَى جُلْجُلِ

(4/24)


وزبدة وَحْفَةٌ: رقيقَة. وَقيل: هُوَ إِذا احْتَرَقَ اللَّبن ورقت الزبدة. وَالْمَعْرُوف وخفة.
والوَحفَةُ: الصَّوْت.
ووَحَف إِلَيْهِ وَحْفا: جلس، وَقيل: دنا.
ووَحَفَ الرجل وَاللَّيْل: تدانيا، عَن ابْن الْأَعرَابِي. ووَحَف إِلَيْهِ: جَاءَهُ وغشيه، عَنهُ أَيْضا، وَأنْشد:
لمَّا تآزَيْنا إِلَى دِفْء الكُنُفْ ... أقبلتِ الخَوْدُ إِلَى الزَّادِ تَحِفْ
ووَحَف الْبَعِير بِنَفسِهِ وَحْفا: رمى.
ومَوْحِفُ الْإِبِل: مبركها.
والموْحِفُ: مَوضِع، وَكَذَلِكَ وِحافٌ ووَاحِفٌ.

مقلوبه: (ف وح)
فاحَ الْمسك فَوْحا وفُؤُوحا وفَوَحانا: انتشرت رَائِحَته، وَعم بَعضهم بِهِ الرائحتين مَعًا.
وفَوْحُ الْحر: شدَّة سطوعه.
وأفِحْ عَنْك من الظهيرة، أَي أقِم حَتَّى يسكن حر النَّهَار ويبرد، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَن هَذِه الْكَلِمَة يائية وواوية.

الْحَاء وَالْبَاء وَالْوَاو
حَبا الشَّيْء: دنا، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
وأحوَى كأيْمِ الضَّالِ أطرَقَ بَعدَما ... حَبا تحتَ فَيْنانٍ من الظِّلِّ وارِفِ
وحَبَوْتُ للخمسين: دَنَوْت مِنْهَا.
وحَبَتِ الشراسيف حَبْوا: طَالَتْ وتدانت.

(4/25)


وحَبتِ الأضلاع إِلَى الصلب: اتَّصَلت وَدنت.
وحَبا المسيل: دنا بعضه إِلَى بعض.
وَرجل حابِي الْمَنْكِبَيْنِ: مرتفعهما إِلَى الْعُنُق، وَكَذَلِكَ الْبَعِير.
والاحتِباءُ بِالثَّوْبِ: الاشتمال بِهِ، وَالِاسْم الحِبْوَةُ والحِبْيَة، وَقَول سَاعِدَة ابْن جؤية:
أرْىُ الجَوَارِسِ فِي ذُؤَابةِ مُشرِفٍ ... فِيهِ النُّسورُ كَمَا تحَبَّى المَوكِبُ
يَقُول: استدارت النسور فِيهِ كَأَنَّهُمْ ركب مُحْتَبُونَ، والحُبوَةُ: الثَّوْب الَّذِي يُحتَبي بِهِ.
والحابيَةُ: رَملَة مُرْتَفعَة مشرفة منبتة.
والحابِي: نبت، سمى بِهِ لِحُبُوّهِ وعُلوِّهِ.
وحبَا حُبُوًّا: مَشى على يَدَيْهِ وبطنه.
وحَبا الصَّبي حَبْوًا: مَشى على أسته وَشرف بصدره.
والحَبِى: السَّحَاب الَّذِي يشرف من الْأُفق على الأَرْض، فعيل من ذَلِك، وَقيل: هُوَ السَّحَاب الَّذِي بعضه فَوق بعض قَالَ:
تُضيءُ حَبِيًّا فِي شَمارخَ بِيضٍ
قيل لَهُ: حَبىّ، من حَبا، كَمَا قيل لَهُ: سَحَاب من سحب أهدابه، وَقد جَاءَ بكليهما شعر الْعَرَب، قَالَت امْرَأَة:
وأقبلَ يزحَف زَحْفَ الكبي ... رِ سِياقَ الرَعاءِ البِطاءِ العِشارا
وَقَالَ أَوْس:
دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأرضِ هَيدَبُهُ ... يكَاد يدفَعُه من قامَ بالراحِ
وَقَالَت صبية مِنْهُم لأَبِيهَا فتجاوزت ذَلِك:

(4/26)


أناخَ بذِي بَقرٍ بَركَهُ ... كَأَن على عَضُديْهِ كِتافا
وحَبا الْبَعِير حَبوا: كلف تُسنم صَعب الرمل فَأَشْرَف بصدره ثمَّ زحف، قَالَ رؤبة:
أوْدَيْت إِن لم تحْبُ حَبْوَ المُعْتَنِكْ
وَمَا جَاءَ إِلَّا حَبْواً، أَي زحفا.
والحابِي من السِّهَام: الَّذِي يزحف إِلَى الهدف.
وحَبا المَال حَبْواً: رزم فَلم يَتَحَرَّك هزالًا.
وحَبتِ السَّفِينَة: جرت.
وحَبا لَهُ الشَّيْء فَهُوَ حابٍ وحَبِىٌّ: اعْترض، قَالَ العجاج يصف قرقورا:
فَهْوَ إِذا حَبا لهُ حَبِىُّ
أَي اعْترض لَهُ موج.
وحَبا الرجل حَبْواً: أعطَاهُ، وَالِاسْم الحَبْوَةُ والحِبْوَةُ والحِباءُ، وَجعل الَّلحيانيّ جَمِيع ذَلِك مصَادر. وَقيل: الحِباءُ الْعَطاء بِلَا من وَلَا جَزَاء، وَقيل حَباهُ: أعطَاهُ وَمنعه، عَن ابْن الْأَعرَابِي، لم يحكه غَيره.
وحَبا لَهُ مَا حوله يحبوه: حماه وَمنعه، قَالَ ابْن أَحْمَر:
وراحتِ الشَّوْلُ وَلم يحْبُها ... فَحلٌ وَلم يَعتَسَّ فِيهَا مُدِرّْ
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: لم يحْبُها: لم يلْتَفت إِلَيْهَا، أَي أَنه شغل بِنَفسِهِ، وَلَوْلَا شغله بِنَفسِهِ

(4/27)


لحازها وَلم يفارقها.
وحابَى الرجل حِباءً: نَصره واختصه وَمَال إِلَيْهِ، قَالَ:
اصْبِرْ يزيدُ فقد فارَقتَ ذائِقَةٍ ... واشكُرْ حِباءَ الَّذِي بالمُلكِ حاباكا
وَرجل أحبى: ضنين شرير، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
والدَّهْرُ أحْبَى لَا يَزَاَلُ ألَمُهْ ... تَدُقُّ أركانَ الجِبالِ ثُلَمُهْ
وحَبا جعيران: نَبَات.
وحُبَىٌّ والحُبَيَّا: موضعان، قَالَ الرَّاعِي:
جَعَلن حُبَيّا باليمينِ ونَكَّبَتْ ... كُبَيْساً لِوِرْدٍ مِن ضَئيدَةَ باكِرِ
وَقَالَ الْقطَامِي:
مِن عَن يَمينِ الحُبَيَّا نَظَرةٌ قَبَلُ
وَكَذَلِكَ حُبَيَّاتٌ. قَالَ عمر بن أبي بيعَة:
ألم تَسألِ الأطلالَ والمُترَبَّعا ... بِبطنِ حُبَيَّاتٍ دوارِسَ بَلْقَعا

مقلوبه: (ح وب)
الحَوْبُ والحَوْبَةُ: الأبوان وَالْأُخْت وَالْبِنْت، وَقيل: لي فيهم حَوْبَةٌ وحُوبَةٌ وحِيبَةٌ، أَي قرَابَة من قبل الْأُم، وَكَذَلِكَ كل ذِي رحم محرم.
والحَوْبَةُ: رقة فؤاد الْأُم، قَالَ الفرزدق:
فَهَبْ لي خُنَيْسا واحتسِبْ فِيهِ مِنَّةً ... لِحَوْبَةِ أمٍّ مَا يَسوغُ شَرابُها

(4/28)


والحَوْبَةُ والحِيبَةُ: الهمُّ وَالْحَاجة، قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ:
ثمَّ انصرَفتُ وَلَا أبُثَّكَ حِيبَتِي ... رَعِشَ البَنانِ أطيشُ مَشْىَ الأصْوَرِ
وَفِي الدُّعَاء على الْإِنْسَان: ألحق الله بِهِ الحَوْبَةَ، أَي الْحَاجة والمسكنة.
والحَوْبُ: الْجهد والمسكنة وَالْحَاجة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
وصُفَّاحةٍ مثلِ الفَنِيقِ مَنحتها ... عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبتْهُ أقارِبُهْ
وَقَالَ مرّة: ابْن حَوْبٍ: رجل مجهود مُحْتَاج، لَا يَعْنِي فِي كل ذَلِك رجلا بعْيِنِه، إِنَّمَا يُرِيد هَذَا النَّوْع.
والحَوْبُ والحُوبُ: الْحزن، وَقيل الوحشة وَبِه فسر الْهَرَوِيّ قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ، وَقد ذهب إِلَى طَلَاق أم أَيُّوب،: " إِن طَلَاق أم أَيُّوب لَحُوبٌ ".
التَّفْسِير عَن شمر، وَقيل: هُوَ الوجع.
والتَّحَوُّبُ: التوجع والشكوى.
وتحَوَّب فِي دُعَائِهِ: تضرع.
والتَّحَوُّبُ أَيْضا: الْبكاء فِي جزع وصياح، وَرُبمَا عَم بِهِ الصياح، قَالَ العجاج:
وصَرَّحَتْ عنهُ إِذا تحَوَّبا ... رَواجِبُ الجَوْفِ السَّحيلَ الصُّلَّبا
وَفِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام " اللَّهُمَّ اقبل تَوْبَتِي وَارْحَمْ حَوْبتي " فحوبتي يجوز أَن يكون هُنَا توجعي، وَأَن يكون تخشعي وتمسكني.
والحَوْبَةُ والحُوبَةُ: الرجل الضَّعِيف، وَالْجمع حَوْبٌ، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة إِذا كَانَت ضَعِيفَة زمنة.
وَبَات بِحِيبَةِ سوء وحَوبَةِ سوء أَي بِحَال سوء، لَا يُقَال إِلَّا فِي الشَّرّ، وَقد اسْتعْمل مِنْهُ فعل، قَالَ:
وإنُ قَلُّوا وحابوا

(4/29)


ونزلنا بِحِيبَةٍ من الأَرْض وحُوبَةٍ، أَي بِأَرْض سوء.
والحَوْباءُ: النَّفس، قَالَ رؤبة:
وقاتلٍ حَوْباءَهُ من اجلي ... لَيْسَ لهُ مِثلي وَأَيْنَ مِثلي
وَقيل الحوباء: روح الْقلب قَالَ:
ونفسٌ تجودُ بحَوْبائها
والحُوبُ والحَوْبُ والحابُ: الْإِثْم. والحَوْبَةُ: الْمرة الْوَاحِدَة مِنْهُ، قَالَ المخبل:
فَلَا تُدْخِلنَّ الدهرَ قَبرَك حوبَةً ... يقوم بهَا يوْما عليكَ حَسِيبُ
وَقد حابَ حَوْبا وحَوْبَةً قَالَ الزّجاج: الحُوبُ الِاسْم والحَوْبُ فعل الرجل، تَقول حَابَ حَوباً، كَقَوْلِك: قد خَان خونا.
وتَحَوَّبَ الرجل: تأثم، قَالَ ابْن جني: تَحَوَّب: ترك الحُوبَ، من بَاب السَّلب وَنَظِيره تأثم، أَي ترك الْإِثْم، وَإِن كَانَت تَفَعَّلَ للإثبات اكثر مِنْهَا للسلب، وَذَلِكَ نَحْو تقدم وَتَأَخر وتعجل وتأجل.
والمُحَوَّبُ والمُتَحَوَّبُ الَّذِي يذهب مَاله ثمَّ يعود.
والحَوْبُ: الْجمل، ثمَّ كثر حَتَّى صَار زجرا لَهُ، يُقَال للجمل إِذا زجر: حَوْبَ وحَوْبِ وحابِ.
وحَوَّبَ الْإِبِل: قَالَ لَهَا: حَوْب، فَأَما قَوْله:
هيَ ابنةُ حَوْبٍ أمُّ تِسعينَ آزَرَتْ ... أخاثِقَةٍ تَمْرِى جَباها ذَوائِبُه
فَإِنَّهُ تمنى كنَانَة عملت من جلد بعير وفيهَا تسعون سَهْما فَجَعلهَا أما للسهام، لِأَنَّهَا قد جمعتها، وَقَوله أخاثقة يَعْنِي سَيْفا، وجباها: حرفها. وذوائبه: حمائله، أَي انه تقلد السَّيْف ثمَّ تقلد بعده الكنانة، تمرى حرفها، يُرِيد حرف الكنانة.
وَقَالَ بَعضهم فِي كَلَام لَهُ: حَوْبٌ حَوْبْ إِنَّه يَوْم دعق وشوب، لالعا لبني الصوب.
الدعق: الْوَطْء الشَّديد.

(4/30)


مقلوبه: (ب وح)
باحَ الشَّيْء: ظهر، وباحَ بِهِ بَوْحا وبؤُوُحا وبُؤوحة، وَرجل بَؤُوحٌ بِمَا فِي صَدره، وبَيحان وبَيَحانُ، معاقبة وَأَصلهَا الْوَاو.
وأباحه سرا فَباحَ بِهِ بَوْحا: أبثه إِيَّاه فَلم يَكْتُمهُ.
وبُوحُ: الشَّمْس، معرفَة مؤنث، سميت بذلك لظهورها.
وأباحَ الشَّيْء: أطلقهُ.
والإباحةُ: شبه النهبى، وَقد استباحه، قَالَ عنترة:
حَتَّى استَباحوا آلَ عَوْفٍ عَنْوَةً ... بالمَشْرَفيّ وبالوَشيجِ الذُّبَّلِ
والباحَةُ: عَرصَة الدَّار، وَالْجمع بوحٌ.
والباحةُ: النّخل الْكثير حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي عَن أبي صارم البهدي وَأنْشد:
أعطَى فأعطانِي يَداً ودارا ... وباحَةً خَوَّلها عَقارا
نصب عقارا على الْبَدَل من باحة، فتفهم.
والبُوحُ: الفَرْجُ، وَفِي الْمثل: " ابنُك ابنُ بوحِك " قيل مَعْنَاهُ: الفَرْجُ.
وَوَقع الْقَوْم فِي بُوحٍ، أَي اخْتِلَاط من أَمرهم وباحَهُم: صرعهم.
وتركهم بَوْحَى: صرعى، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

الْحَاء وَالْمِيم وَالْوَاو
حَمْوُ الْمَرْأَة وحَمُوها وحَماها: أَبُو زَوجهَا، وَكَذَلِكَ من كَانَ مِن قبله، يُقَال: هَذَا حَمُوها وَرَأَيْت حَماها ومررت بحَمِيها، وَالْأُنْثَى حَماةٌ، لَا لُغَة فِيهَا غير ذَلِك، قَالَ:

(4/31)


إِن الحَماةَ أولِعَتْ بالكَنَّهْ ... وأبَتِ الكَنَّةُ إِلَّا ظِنَّهْ
وحَمْوُ الرجل: أَبُو امْرَأَته أَو أَخُوهَا أَو عَمها، وَقيل: الأحماءُ من قبل الْمَرْأَة خَاصَّة، والأختان: من قبل الرجل. والصهر يجمع ذَلِك كُله.
والحَماتانِ من الْفرس: اللحمتان المجتمعتان فِي ظَاهر السَّاقَيْن من أعاليهما.
وحَمْوُ الشَّمْس: حرهَا.
وَقَوله أنْشدهُ يَعْقُوب:
ومُرْهَقٍ سالَ إمْتاعا بوَصْدَتِه ... لم يستَعِنْ وحَواميِ الموْتِ تَغشاه
قَالَ: إِنَّمَا أَرَادَ حوائم، من حام يحوم، فَقلب وَأَرَادَ بسال سَأَلَ فإمَّا أَن يكون أبدل، وَإِمَّا أَن يُرِيد لُغَة من قَالَ: سلت تسال.

مقلوبه: (ح وم)
الحَوْمُ: القطيع الضخم من الْإِبِل، أَكْثَره إِلَى الْألف، قَالَ رؤبة:
ونَعَماً حَوْماً بهَا مُؤبَّلا
وَقيل هِيَ الْإِبِل الْكَثِيرَة من غير أَن يحد عَددهَا.
وحَوْمَةُ كل شَيْء معظمه، كالبحر والحوض والرمل.
وحَوْمَةُ الْقِتَال: معظمه، وَأَشد مَوضِع فِيهِ.
وحَوْمةُ المَاء: غمرته، عَن الَّلحيانيّ.
وحامَ الطَّائِر على الشَّيْء حَوْما وحَوَمانا: روَّم.
وحامَت الْإِبِل حَوْلَ المَاء: حَوْما، كَذَلِك. وكل من رام أمرا فقد حامَ عَلَيْهِ حَوْما وحِياما وحُؤُوما وحَوَمانا.
والحَوْمُ: اسْم للْجَمِيع، وَقيل: جمع، وكل عطشان حائمٌ.

(4/32)


وإبل حَوائمُ وحُوَّمٌ: عطاش.
وهامَةٌ حائمةٌ: عطشى.
والحَوْمانةُ: مَكَان غليظ منقاد، وَجمعه حَوْمانٌ وحَوامينُ، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحَوْمانُ من السهل: مَا أنبت العرفج.
والحَوْمانُ: نَبَات بالبادية، واحدته حَوْمانةٌ

مقلوبه: (م ح و)
محا الشَّيْء يَمْحُوه، ويَمْحاه مَحْواً: أذهب أَثَره، وَقد تقدم فِي الْيَاء، لِأَن هَذِه الْكَلِمَة واوية ويائية.
والماحِي: من أَسمَاء النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّهُ يمحو الْكفْر بِإِذن الله.
والمَحْوُ: السوَاد الذب فِي الْقَمَر، كَأَن ذَلِك كَانَ نيرا فَمُحِيَ.
والمَحْوَة: المطرة تمحو الجدب، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وأصبحت الأَرْض مَحْوَةً وَاحِدَة، إِذا تغطى وَجههَا بِالْمَاءِ حَتَّى كَأَنَّهَا مُحِيَتْ.
وَتركت الأَرْض مَحْوَةً وَاحِدَة، إِذا جيدت كلهَا، كَانَت فِيهَا غُدْرَان أَو لم تكن.
ومحْوَةُ: الدبور، لِأَنَّهَا تمحو السَّحَاب، معرفَة، فَإِن قلت: إِن الْأَعْلَام اكثر وُقُوعهَا فِي كَلَامهم إِنَّمَا هُوَ على الْأَعْيَان المرئيات، فالريح إِن لم تكن مرئية فَأَنَّهَا على كل حَال جسم، أَلا ترى إِنَّهَا تصادم الأجرام، وكل مَا صادم الجرم جرم لَا محَالة، فَإِن قيل: وَلم قلت الْأَعْلَام فِي الْمعَانِي وَكَثُرت فِي الْأَعْيَان: نَحْو زيد وجعفر وَجَمِيع مَا علق عَلَيْهِ علم وَهُوَ شخص، قيل: لِأَن الْأَعْيَان أظهر للحاسة وَأبْدى إِلَى الْمُشَاهدَة، فَكَانَت أشبه بالعلمية مِمَّا لَا يرى وَلَا يُشَاهد حسا، وَإِنَّمَا يعلم تأملا واستدلالا، وَلَيْسَت كمعلوم الضَّرُورَة للمشاهدة.
وَقيل: لِأَنَّهَا تمحو الْأَثر، وَقيل: هِيَ الشمَال. قَالَ:
قد بَكَرَتْ مَحْوَةُ بالعَجَّاجِ ... فَدمَّرَتْ بَقيَّةَ الرَّجاجِ
وَقيل: هِيَ الْجنُوب.

(4/33)


والمَحُو: اسْم بلد، قَالَ:
لِتَجْرِ الحَوادثُ بعدَ الْفَتى الْ ... مُغادَرِ بالمَحْوِ إذلالَها

مقلوبه: (وح م)
وحِمَتِ الْمَرْأَة تَوْحَمُ وَحماً، إِذا اشتهت شَيْئا على حبلها، وَالِاسْم الوِحامُ والوَحامُ، وَامْرَأَة وَحْمَى وَفِي الْمثل: " وَحْمَى وَلَا حَبَلَ " ونسوة وِحامٌ ووَحامَى.
والوَحَمُ: اسْم للشَّيْء المشتهى قَالَ:
أزْمانَ ليلى عامَ ليلى وَحَمِى
أَي شهوتي، كَمَا يكون الشَّيْء شَهْوَة الحبلى، وَلَا تُرِيدُ غَيره وَلَا ترْضى مِنْهُ بِبَدَل.
ووَحَّمَ الْمَرْأَة، ووَحَّمَ لَهَا: ذبح لَهَا مَا تشَهَّتْ.
والوَحَمُ: شَهْوَة النِّكَاح، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
كَتمَ الحبَّ فأخفاهُ كَمَا ... تَكتمُ البِكرُ من النَّاس الوَحَمْ
وَقيل الوَحَمُ: الشَّهْوَة فِي كل شَيْء.
والتَّوْحيمُ: أَن ينطف المَاء من عود النَّواميِ إِذا كسر.
وَيَوْم وَحيمٌ: حَار، عَن كرَاع.

بَاب الثلاثي اللفيف
الْحَاء والهمزة وَالْيَاء
إيحا: كلمة تقال للرامي إِذا أصَاب، فَإِذا اخطأ قيل: برحى، وَقد تقدم.

الْحَاء والهمزة وَالْوَاو
أُحْوُ أَحْوُ: كلمة تقال للكبش إِذا أَمر بالسفاد.

(4/34)


الْحَاء وَالْيَاء وَالْوَاو
حَوَى الشَّيْء حَيّا وَحَوايَةً، واحتواه، واحتوَى عَلَيْهِ: جمعه وأحرزه.
والحَيَّةُ من الْهَوَام، تكون للذّكر وَالْأُنْثَى بِلَفْظ وَاحِد، وَقد قدمت ذكرهَا فِي المضاعف، وَهُوَ رَأْي الْفَارِسِي، وذكرتها هُنَا لِأَن أَبَا حَاتِم ذهب إِلَى إِنَّهَا من " ح وى " قَالَ: لِتَحَوّيها فِي لوائها. وَرجل حَوَّاءٌ وحاوٍ: يجمع الْحَيَّات، وَهَذَا يعضد قَول أبي حَاتِم أَيْضا.
وحَوَى الْحَيَّة: انطواؤها.
وَأَرْض مَحْوَاةٌ: كَثِيرَة الْحَيَّات.
والحَوِيَّةُ: مركب يهيأ للْمَرْأَة.
وحَوَّى حَوِيَّةً: ملها.
والحَوِيَّةُ: استدارة كل شَيْء.
وتَحَوَّى الشَّيْء: اسْتَدَارَ.
والحَوِيَّةَ: صفاة يحاط عَلَيْهَا بِالْحِجَارَةِ أَو التُّرَاب فيجتمع فِيهَا المَاء.
والحَوِيَّةُ والحاوِيَةُ والحاوِياءُ: مَا تحَوَّى من الأمعاء، وَهِي بَنَات اللَّبن، وَقيل: هِيَ الدوارة مِنْهَا، وَالْجمع حَوايا، تكون فعائل إِن كَانَت جمع حَوِيَّة، وفواعل إِن كَانَت جمع حاوِيَة أَو حاوِياء، وَقد تقدم شرح ذَلِك فِي " الْكتاب الْمُخَصّص ".
والحِواءُ والمُحَوَّى كِلَاهُمَا: جمَاعَة بيُوت النَّاس إِذا تدانت.
والتَّحوِيَةُ: الانقباض، هَذِه عبارَة الَّلحيانيّ، قَالَ: وَقيل للكلبة: مَا تصنعين مَعَ اللَّيْلَة الْمَطِيرَة؟ فَقَالَت أُحَوِّي نَفسِي وَأَجْعَل نَفسِي عِنْد استي. وَعِنْدِي أَن التَحَوِّي: الانقباض.
والتَّحوِيَةُ: الْقَبْض.
والحَوِيَّةُ: طَائِر صَغِير، عَن كرَاع.
والحَواة: الصَّوْت كالخواة، وَالْخَاء أَعلَى.
وحُوَىٌّ: اسْم، أنْشد ثَعْلَب لبَعض اللُّصُوص:

(4/35)


تقولُ وَقد نَكَّبتُها عَن بِلادِها ... أتفعلُ هَذَا يَا حُوَىُّ على عَمْدِ
والحاءُ: حرف هجاء، وَحكى صَاحب الْعين حَيَّيتُ حاء. فَإِذا كَانَ هَذَا فَهُوَ من بَاب عييت. وَهَذَا عِنْدِي من صَاحب الْعين صَنْعَة لَا عَرَبِيَّة، وَإِنَّمَا قضيت على الْألف أَنَّهَا واوٌ لِأَن هَذِه الْحُرُوف وَإِن كَانَت صَوتا فِي موضوعاتها فقد لحقت مُلْحق الْأَسْمَاء وَصَارَت كَمَال، وإبدال الْألف من الْوَاو عينا أَكثر من إبدالها من الْيَاء، هَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ. وَإِذا كَانَت الْعين واوا كَانَت الْهمزَة يَاء، لِأَن بَاب لويت اكثر من بَاب قُوَّة، أَعنِي انه أَن تكون الْكَلِمَة من حُرُوف مُخْتَلفَة أولى من أَن تكون من حُرُوف متفقة، لِأَن بَاب ضرب اكثر من بَاب رددت، وَلم اقْضِ أَنَّهَا همزَة، لِأَن ح وهمزة على النسق مَعْدُوم.
وَحكى ثَعْلَب عَن معَاذ الهراء أَنه سمع الْعَرَب تَقول: هَذِه قصيدة حاوِيَّةٌ أَي على الْحَاء. وَمِنْهُم من يَقُول: حائية. فَهَذَا يقوى أَن الْألف الْأَخِيرَة همزَة وضعية. وَقد قدمت عدم ح وهمزة على نسق.
وحم، قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ: لَا ينْصرُونَ، قَالَ: وَالْمعْنَى: يَا مَنْصُور اقصد بِهَذَا لَهُم، أَو يَا الله، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: حم لَا ينْصَرف، جعلته اسْما للسورة أَو أضفت إِلَيْهِ، لأَنهم أنزلوه بِمَنْزِلَة اسْم أعجمي، نَحْو هابيل وقابيل، وَأنْشد:
وجَدنا لكم فِي آلِ حامِيمَ آيَة ... تأوَّلها منا تقىٌ ومُعرِبُ
هَكَذَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ، وَلم يَجْعَل هُنَا حا مَعَ مِيم كاسمين ضم أَحدهمَا إِلَى صَاحبه، إِذْ لَو جَعلهمَا كَذَلِك لمد حا فَقَالَ: حاء مِيم، ليصير كحضرموت.
وحَيوَةُ: اسْم رجل، وَإِنَّمَا ذكرتها هُنَا لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام ح ي و، وَإِنَّمَا هِيَ عِنْدِي مَقْلُوبَة من ح وي إِمَّا مصدر حَوَيتُ حَيَّةً، مقلوب، وَإِمَّا مقلوب عَن الحيَّة الَّتِي هِيَ الهامة فِيمَن جعل الْحَيَّة من ح وي وَإِنَّمَا صحت الْوَاو لنقلها إِلَى العلمية وَسَهل ذَلِك لَهُم الْقلب، وَلَو أعلُّوا بعد الْقلب، وَالْقلب عِلّة، لتوالى إعلالان. وَقد يكون فيعلة من حوى يحوي ثمَّ قلبت الْوَاو يَاء للكسرة فاجتمعت ثَلَاث ياءات فحذفت الْأَخِيرَة فَبَقيت حَيَّة، ثمَّ أخرجت على الأَصْل فَقيل: حَيوَة.

مقلوبه: (وح ى)
وحَيَ وَحْيا: كتب، قَالَ ذُو الرمة:

(4/36)


لِقَدَرٍ كَانَ وَحاه الواحيِ
والوَحْيُ: الْمَكْتُوب أَيْضا، وعَلى ذَلِك جمعُوا فَقَالُوا: وحيٌ، قَالَ لبيد:
فَمَدافِعُ الرَّيَّانِ عُرّىَ رَسُمها ... خَلَقَا كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها
وأوحَى إِلَيْهِ: بَعثه. وأوحَى إِلَيْهِ: ألهمه، وَفِي التَّنْزِيل: (وَأوْحَى رَبكَ إِلَى النَّحْلِ) وَفِيه: (بِأَن رَبَّكَ أوحَى لَهَا) أَي اليها، فَمَعْنَى هَذَا أمرهَا. ووحى فِي هَذَا الْمَعْنى، قَالَ رؤبة:
وحَى لَهَا القَرارَ فاستَقَرَّتِ
وَقيل: أَرَادَ: أوحَى إِلَّا أَن من لُغَة هَذَا الراجز إِسْقَاط الْهمزَة مَعَ الْحَرْف.
ووَحَى إِلَيْهِ، وأوْحى: كلمة بِكَلَام يخفيه من غَيره.
ووَحَى إِلَيْهِ وأوْحَى: أَوْمَأ، وَفِي التَّنْزِيل: (فَأوحَى إليهمْ أَن سَبِّحوا بُكرَةً وعَشيَّا) ، قَالَ:
فَأوحتْ إِلَيْنَا والأنامل رُسلُها
وَقَول أبي ذُؤَيْب:
فقالَ لَهَا وقدْ أوحتْ إليهِ ... أَلا لله أمُّك مَا تَعيف
أوحَت إِلَيْهِ: كَلَّمتْه، وليستِ العُقاب متكلمة إِنَّمَا هُوَ على قَوْله:
قدْ قالتِ الأنساعُ للبطنِ الحقِ

(4/37)


وَهُوَ بَاب وَاسع.
والوَحَي: السَّيِّد من الرِّجَال، قَالَ:
عَلِمتُ أَنِّي إنْ عَلِقتُ بحَبلهِ ... نَشِبتْ يَدايَ إِلَى وَحيً لم يَصْقَع
يُرِيد: لم يذهب عَن طَرِيق المكارم، مُشْتَقّ من الصقع.
والوحَيُ والوَحَي والوَحاةُ: الصَّوْت يكون فِي النَّاس وَغَيرهم قَالَ أَبُو زبيد:
مُرْتَجِزِ الخَوفِ بِوَحيٍ أعْجمِ
وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
يَذودُ بِسَحْماوَيْنِ لم يَتَفلَّلا ... وحيَ الذئبِ عَن طَفل مَناسِمُه مُخْل
وَقد تقدم تَفْسِير هَذَا الْبَيْت فِي بَاب الأسحم، وَخص ابْن الْأَعرَابِي مرّة بالوحاة صَوت الطَّائِر.
والوَحا: العجلة. يَقُولُونَ: الوَحا الوَحا، والوَحاءَ الوَحاءَ، أَي الْإِسْرَاع، فيمدونها ويقصرونها إِذا جمعُوا بَينهمَا، فَإِذا أفردوه مدوه وَلم يقصروه، قَالَ أَبُو النَّجْم:
يَفيض عَنهُ الرَّبْوُ مِن وَحائِه
وَقد وَحَى وتَوَحَّى بالشَّيْء: أسْرع.
وَشَيْء وَحِيٌّ: عجل مسرع.
واستوْحَى الشَّيْء: حرَّكه وَدعَاهُ ليرسله.

مقلوبه: (ي وح)
يُوحُ: الشَّمْس، عَن كرَاع، وَحَكَاهُ يَعْقُوب: بُوحُ.

مقلوبه: (وي ح)
وَيْحٌ: كلمة تقال رَحْمَة، وَكَذَلِكَ وَيحَما، قَالَ حميد بن ثَوْر:

(4/38)


أَلا هَيَّما مِمَّا لَقيتُ وَهَيَّما ... ووَيحٌ لِمَنْ لم يدرِ مَا هُنَّ وَيْحَما
وَقيل: وَيحَه كوَيْلَه، وَقيل: وَيْحٌ: تقبيح. قَالَ ابْن جني: امْتَنعُوا من اسْتِعْمَال فعل الوَيْحِ لِأَن الْقيَاس نَفَاهُ وَمنع مِنْهُ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَو صرف الْفِعْل من ذَلِك لوَجَبَ اعتلال فائه كوعد، وعينه كباع، فتحاموا اسْتِعْمَاله، لما كَانَ يعقب من اجْتِمَاع إعلالين، وَلَا أَدْرِي أَدخل الْألف وَاللَّام على الويح سَمَاعا أم تبسطا وإدلالا.
انْتهى الثلاثي اللفيف.

أَبْوَاب الرباعي
الْحَاء وَالْقَاف
الحُرْقوص: هنى مثل الْحَصَاة أسيد أرقط بحمرة وصفرة، ولونه الْغَالِب عَلَيْهِ السوَاد يجْتَمع ويتلج تَحت الأناسي وَفِي أرفاغهم ويعضهم، ويشقق الأسقية، وَقيل: هِيَ دُوَيَّبةٌ مجزعة لَهَا حمة كحمة الزنبور تلدغ، تشبه أَطْرَاف السِّيَاط، وَلذَلِك يُقَال لمن ضرب: أَخَذته الحَراقيصُ. وَقيل الحُرْقوص: دُوَيْبَّةٌ سَوْدَاء مثل البرغوث أَو فَوْقه، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ دُوَيْبَّةٌ صَغِيرَة مثل القراد، وَأنْشد:
زُكْمَةُ عَمَّارٍ بَنو عَمَّارِ ... مِثلُ الحَراقيصِ على حِمارِ
وَقيل هُوَ النبر، وَقَالَ يَعْقُوب: هُوَ دويبة أَصْغَر من الْجعل.
والحُرْقُصاءُ: دويبة لم تحل.
والحَرْقَصَةُ: النَّاقة الْكَرِيمَة.
والصرَنْقَحُ: الْمَاضِي الجريء. وَقَالَ ثَعْلَب: الصَّرَنْقَحُ: الشَّديد الْخُصُومَة وَالصَّوْت وَأنْشد:
إِن مِن النِّسوان مَن هيَ رَوْضَةٌ ... تَهيجُ الرّياض قُبْلَها وتَصَوَّحُ
ومنهنَّ غُلٌّ مُقْفَلٌ مَا يَفُكُّهُ ... مِن القَوْمِ إِلَّا الأحْوَذِيُّ الصَّرَنْقَحُ

(4/39)


والصَّرَنْقَحُ أَيْضا: الْمُحْتَال.
وصَلقَح الدَّرَاهِم: قلَّبها.
والصَّلاقِحُ: الدَّرَاهِم عَن كرَاع، وَلم يذكر وَاحِدهَا.
والصَّلَنْقَح: الصياح. وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء، وَقَالَ بَعضهم: إِنَّهَا لَصَلَنَقَحَةُ الصَّوْت صُمادِ حِيَّة، فَأدْخل الْهَاء.
والقُراحِسُ: الشجاع الجريء، وَقيل: السَّيئ الْخلق.
والحُرْقوسُ: لُغَة فِي جَمِيع مَا تقدم من الحُقوص.
والحَساقِلُ: الصغار، كالحَساكِلِ، حَكَاهُ يَعْقُوب عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والقِلْحاس: الْقَبِيح.
والقُسْحُبُّ: الضخم، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي.
والسِّمْحاق من الشجاج: الَّتِي بَينهَا وَبَين الْعظم قشرة رقيقَة، وكل قشرة رقيقَة سِمْحاقٌ. وَقيل: السِّمْحاق من الشجاج: الَّتِي بلغت السِّحاءةَ الَّتِي بَين الْعظم وَاللَّحم، وَتلك السحاءة تسمى السمحاق. وَقيل: السمحاق: الَّتِي بَين الْعظم وَاللَّحم فَوق الْعظم وَدون اللَّحْم، وَلكُل عظم سمحاق، وَقيل: هِيَ الشَّجَّة الَّتِي تبلغ القشرة حَتَّى لَا يبْقى بَين اللَّحْم والعظم غَيرهَا.
وَفِي السَّمَاء سَماحيقُ من غيم.
وعَلى ثرب الشَّاة سَماحيق من شَحم، أَي شَيْء رَقِيق كالقشرة، وَكِلَاهُمَا على التَّشْبِيه.
والسِّمحاق: أثر الْخِتَان.
والسُّمحوق: الطَّوِيل الدَّقِيق.
وحَزْرَقَ الرجل: انْضَمَّ وخضع.
والمُحَزْرَق: السَّرِيع الْغَضَب، وَأَصله بالنبطية هَزْروقَي.
وحَزْرَق الرجل، وحَزْرَقَه: حَبسه وضيَّق عَلَيْهِ، قَالَ الْأَعْشَى:
فَذاك وَمَا أنجَى مِن الموتِ رَبَّه ... بِساباطَ حَتَّى مَاتَ وَهُوَ مُحْزرَق

(4/40)


ومحزرق: قَالَ ابْن جني: اخبر أَبُو صَالح السَّلِيل بن أَحْمد عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْعَبَّاس اليزيدي، عَن الْخَلِيل بن أَسد النوشجاني، عَن الثَّوْريّ قَالَ: قلت لأبي زيد الْأنْصَارِيّ: أَنْتُم تنشدون قَول الْأَعْشَى:
بِساباطَ حَتَّى ماتَ وهْو محَزْرَق
وَأَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ ينشده " محزرق " بِتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي. فَقَالَ: إِنَّهَا نبطية، وَأم أبي عَمْرو نبطية، فَهُوَ أعلم بهَا منا.
والقُرْزُحَة من النِّسَاء: الذميمة القصيرة. قَالَ:
عَبْلَةُ لَا دَلُّ الخَراملِ دَلُّها ... وَلَا زِيُّها زِيُّ القِباح القَرازِحِ
والقُرْزُح: ثوب كَانَت النِّسَاء الْأَعْرَاب يلبسنه.
والقُرْزحُ: شجر، واحدته قُرْزُحَةٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القُرْزحَة: شجيرة جعدة لَهَا حب أسود.
والقُرْزُحَةُ: بقلة، عَن كرَاع. وَلم يحلهَا، وَالْجمع قُرْزُحٌ.
وقُرْزُحٌ: اسْم فرس.
والحَزاقِلُ: خشارة النَّاس، قَالَ:
بِحَمْدِ أميرِ المؤمنينَ أقَرَّهُمْ ... شبَابًا وأغْزاكمْ حَزاقِلَةَ الجُنْدِ
وحِزْقِلٌ: اسْم رجل.
والزَّحْقَلَة: دهورتك الشَّيْء فِي بِئْر أَو من جبل.
والزُّحْلوقَة: اثر تزلج الصّبيان من فَوق إِلَى اسفل، وَقَالَ يَعْقُوب: هِيَ آثَار تزلج الصّبيان من فَوق طين أَو رمل إِلَى اسفل، وَقَالَ الْكُمَيْت:
ووَصْلُهُنَّ الصِّبا إِن كُنْتِ فاعِلَةً ... وَفِي مقامِ الصّبا زُحْلوقَةٌ زَلَلُ
يَقُول: مقَام الصِّبَا بِمَنْزِلَة الزُّحْلوقَةِ.

(4/41)


وتزحلقوا عَن الْمَكَان: تزلقوا عَلَيْهِ بأستاهم.
والمُزَحْلَق: الأملس.
وضربه فَقَحْزَنَه: صرعه.
والقَحْزَنَةُ: ضرب من الْخشب طولهَا ذِرَاع أَو شبر نَحْو الْعَصَا. حكى الَّلحيانيّ: ضربناهم بِقَحازِنِنا فارجعنوا، أَي بعصياننا فاضطجعوا.
وقَحْزَم الرجل: صرفه عَن الشَّيْء.
والحِنْفِظُ: ضرب من الطير، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَدْرِي مَا صِحَّته، وَقيل هُوَ الدراج.
وحِنْفِظٌ: اسْم.
وقَحْطَبَه بِالسَّيْفِ: ضربه.
وقَحْطَبَه: صرعه.
وقَحْطَبَةُ: اسْم رجل.
والحَرْقَدَةُ: عُقد الحنجور.
والحَراقِدُ: النوق النجيبة.
واقْدَحَرَّ للشر: تهَيَّأ، وَقيل تهَيَّأ للسباب والقتال.
وَهُوَ القِنْدَحْرُ.
والقَيْدَحور: السَّيئ الْخلق.
والقُرْدُح والقَرْدَحُ: ضرب من البرود.
والقُرْدُوح: الْقصير.
والقُدْوُح: الضخم من القردان.
وقَرْدَحَ الرجل: أقرّ بِمَا يطْلب مِنْهُ.
والمُقَرْدِحُ: المتذلل المتصاغر عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ عبد الله بن خَالِد: يَا بني إِذا وَقَعْتُمْ فِي شَيْء لَا تطيقون دَفعه فقردحوا لَهُ، فَإِن اضطرابكم مِنْهُ اشد لدخولكم فِيهِ.
وذهبوا شعاليل بقَدَحْرَةٍ وقِندَحْرَةٍ، أَي بِحَيْثُ لَا يقدر عَلَيْهِ، عَن الَّلحيانيّ.
والحَقَلَّدُ: عمل فِيهِ أَثم، وَقيل: هُوَ الْإِثْم بِعَيْنِه، قَالَ زُهَيْر:
تَقِيٌّ نَقِيٌّ لم يُكَثِّرْ غَنيمةً ... بِنهْكَةِ ذِي قُربى وَلَا بحَقَلَّدِ

(4/42)


والحَقَلَّدُ: الْبَخِيل السَّيئ الْخلق، وَقيل: السَّيئ الْخلق، من غير أَن يُقيد بالبخل.
والحَدْقَلَةُ: إدارة الْعين فِي النّظر.
والحُدَلِقَةُ: الْعين الْكَبِيرَة. وَقَالَ كرَاع: أكل الذِّئْب من الشَّاة الحدلقة، أَي الْعين. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ شَيْء من جَسدهَا لَا أَدْرِي مَا هُوَ.
والحَدَوْلَقُ: الْقصير الْمُجْتَمع.
والدَّحْقَلَة: انتفاخ الْبَطن.
والحَندَقوَقي والحَندَقوقُ والحِندَقوقُ: بقلة أَو حشيشة كالفث الرطب نبطية، وَيُقَال لَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ: الذرق.
والحَندَقوق: الطَّوِيل المضطرب، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي.
والقَحْدَمةُ والتقَحدمُ: الْهوى على الرَّأْس فِي بِئْر أَو من جبل، وَهِي بِالذَّالِ أَعلَى.
والقَمَحْدُوَة: الهنة النَّاشِزَة فَوق الْقَفَا، وَهِي بَين الذؤابة والقفا، منحدرة عَن الهامة، إِذا اسْتلْقى الرجل أَصَابَت الأَرْض من رَأسه، قَالَ:
فَإِن يُقبِلوا نطعُنْ صُدورَ نُحورِهمْ ... وَإِن يُدبِروا نضرِبْ أعالي القَماحِدِ
والقَمَحدُوَة أَيْضا: أَعلَى القَذالِ خلف الْأُذُنَيْنِ، وَهِي حد الْقَفَا، وَهِي أَيْضا مُؤخر القَذال، سِيبَوَيْهٍ: صحت الْوَاو فِي قَمَحدُوَة، لِأَن الْإِعْرَاب لم يَقع فِيهَا، وَلَيْسَت بِطرف فَيكون من بَاب عرق.
والدْحُموق والدُّمْحُوق: الْعَظِيم الْبَطن.
والقِنْذَحُر، والمُقذَحِرُّ: المتهئ للسباب الْمعد للشر، وَقيل: المُقذَحرُّ: العابس الْوَجْه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وذهبوا شعاليل بقَذَحْرَة وقِنذَحرَة، أَي بِحَيْثُ لَا يقدر عَلَيْهِ، عَن الَّلحيانيّ، وَقد تقدم فِي الدَّال عَنهُ أَيْضا.
والحَذلقَة: التَّصَرُّف بالظرف.
والمُتحَذلقُ: المتكيس. وَقيل: المُتحَذلقُ المتكيس الَّذِي يُرِيد أَن يزْدَاد على قدره.
وَرجل حِذلِقٌ: كثير الْكَلَام صلف، وَلَيْسَ وَرَاء ذَلِك شَيْء.

(4/43)


والحِذلاقُ: الشَّيْء المحدد، وَقد حُذلِقَ.
وتَقَحْذَم الرجل: وَقع منصرعا.
وتقَحذَم الْبَيْت: دخله.
والحَرْقَفَتان: رُؤُوس أعالي الْوَرِكَيْنِ بِمَنْزِلَة الحجبة قَالَ هدبة:
رأتْ ساعِديْ غُولٍ وَتَحْت قَميصهِ ... جَناجِنُ يَدمىَ حدُّها والحَراقِفُ
والحَرقَفَتانِ: مُجْتَمع رَأس الْفَخْذ وَرَأس الورك حَيْثُ يَلْتَقِيَانِ من ظَاهر.
وحَرقَفَ الرجل: وضع رَأسه على حراقيفه.
ودابة حُرقوفٌ: شَدِيدَة الهزال.
والحُرقوفُ: دويبة.
والفَرقحُ: الأَرْض الملساء.
وحَرْبَق عمله: أفْسدهُ.
وحَرْقمٌ: مَوضِع.
والحُلْقانةُ والحُلْقانُ من الْبُسْر: مَا بلغ الإرطاب ثُلثَيْهِ، وَقيل: الحلقانة للْوَاحِد، والحلقان للْجَمِيع، وَقد حَلْقَنَ، وَقيل نونه زَائِدَة، على مَا تقدم.
والقُنْحُلُ: شَرّ العبيد.
واحلَنْقَفَ الشَّيْء: أفرط اعوجاجه عَن كرَاع قَالَ هميان بن قُحَافَة:
وانعاجَتِ الأحْناءُ حَتَّى احْلنقَفتْ
والحَفَلَّقُ: الضَّعِيف الأحمق.
وقَحْلَف مَا فِي الْإِنَاء وقلحَفه: أكله أجمع.
والحَبَلَّقُ: الصَّغِير الْقصير.
والحَبَلَّقُ: غنم صغَار.
والحَبَلَّقةُ: غنم بجرش.
والحُلْقُوم: مجْرى النَّفس والسعال من الْجوف، وَهُوَ أطباق غراظيف لَيْسَ دونه

(4/44)


من ظَاهر بَاطِن الْعُنُق إِلَّا جلد، وطرفه الْأَسْفَل فِي الرئة، وطرفه الْأَعْلَى فِي أصل عَكَدةَ اللِّسَان، وَمِنْه مخرج النَّفس وَالرِّيح والبصاق وَالصَّوْت. وَقَوْلهمْ: نزلنَا فِي مثل حلقوم النعامة. إِنَّمَا يُرِيدُونَ بِهِ الضّيق.
والحَلْقمةُ: قطع الْحُلْقُوم.
وحَلْقَمَه: ذبحه فقطح حلقومه.
وحلقَم التَّمْر، كحلقنَ. وَزعم يَعْقُوب أَنه بدل.
وحَلاقيمُ الْبِلَاد: نَوَاحِيهَا، وَاحِدهَا حلقوم على الْقيَاس.
والحِمْلاقُ، والحُمْلاقُ، والحُمْلوق: مَا غطى الجفون من بَيَاض المقلة، قَالَ:
قالبُ حِملاقيَهِ قد كَاد يُجَنّ
والحِملاقُ: مَا لزق بِالْعينِ من مَوضِع الْكحل من بَاطِن، وَقيل: الحملاق: بَاطِن الجفن الْأَحْمَر الَّذِي إِذا قلب للكحل بَدَت حمرته.
وحَملق الرجل، إِذا فتح عَيْنَيْهِ، وَقيل: الحَماليق من الأجفان: مَا يَلِي المقلة من لَحمهَا، وَقيل: هُوَ مَا فِي المقلة من نَوَاحِيهَا.
والمُحَملِقة من الْأَعْين: الَّتِي حول مقلتيها بَيَاض لم يخالطها سَواد، وَقيل: حَماليقُ الْعين: بياضها أجمع مَا خلا السوَاد.
وحَمْلَقَ إِلَيْهِ: نظر، وَقيل: نظر نظرا شَدِيدا، قَالَ الراجز:
والليثُ إِن أوعدَ يَوْمًا حَملَقا ... بمُقلةٍ تْوقِدُ فصًّا أزرقا
والقِلْحَمُّ: المسن الضخم من كل شَيْء، وَقيل: هُوَ من الرِّجَال الْكَبِير.
والمُقْلَحِمُّ: الَّذِي يتضعضع لَحْمه.
والقِلَحْمُ على مِثَال سبطر: الْيَابِس الْجلد عَن كرَاع.
وقَلْحَمٌ: اسْم.

(4/45)


الْحَاء وَالْكَاف
كحْكَبٌ: مَوضِع.
وحَنْكَشٌ: اسْم.
والحَسْكلُ، بِالْفَتْح: الرَّدِيء من كل شَيْء.
والحِسكِلُ: الصغار من ولد كل شَيْء وَخص بَعضهم بالحسكل ولد النعامة أول مَا يُولد وَعَلِيهِ زغبه، الْوَاحِد حِسكِلَةٌ، قَالَ عَلْقَمَة:
تأوِى إِلَى حِسكِلٍ زُغْبٍ حَواصِلها ... كأنهن إِذا بَرَّكنَ جُرثومُ
وَيُقَال للصبيان: حسكل، وَترك عيالا يتامى حسكلا، أَي صغَارًا.
وحَساكِلَةُ الْجند: صغارهم، أَرَاهُم زادوا الْهَاء لتأنيث الْجَمَاعَة، قَالَ:
بفضلِ أميرِ المؤمنينَ أقرَّهم ... شبَابًا وأغراكُم حَساكِلةَ الجُندِ
والكِنْسَحُ: أصل الشَّيْء ومعدنه.
وحَزوْكَلٌ: قصير.
والزُّحلوكَةُ: المزلة، كالزحلوقة.
والتّزَحلُكُ، كالتزحلق.
والكَردَحةُ، الْإِسْرَاع فِي الْعَدو.
والكَردَحةُ: عَدو الْقصير المتقارب الخطو الْمُجْتَهد فِي عدوه، وَقد كَرْدَحَ، وَهِي الكَردَحاءُ.
والمُكَردَحُ: المتذلل المتصاغر.
والكِرداحُ: المتقارب الْمَشْي.
وكَردَحَه: صرعه.
والكُرادِحُ: الْقصير.
وكِرداحٌ: مَوضِع.
والكَلدحَةُ: ضرب من الْمَشْي.
والكِلدِحُ: الصلب.

(4/46)


والكِلدِحُ: الْعَجُوز.
وكَرْتحَه: صرعه.
وكَرتَح فِي مَشْيه: أسْرع.
والكَلْتَحَة: ضرب من الْمَشْي.
وكَلْتَحٌ: اسْم.
وَرجل كَنتحٌ: أَحمَق.
والكَحْثَلةُ: عظم الْبَطن.
وكحْثلٌ: اسْم.
وَرجل كُثْحُم اللِّحْيَة: كثيفها، ولحية كثحمة: قصرت وكثفت وجعدت.
والحَركَلةُ: ضرب من الْمَشْي.
والحَركَلةُ: الرجالة، كالحوكلة.
والفَرْكَحةُ: تبَاعد مَا بَين الأليتين، عَن كرَاع.
وحَبَوكَري، والحَبَوكَري، وحَبَوكَرٌ، وَأم حَبَوكَرٍ، وَأم حَبَوكَرَي، وَأم حَبَوْكَرانَ: الداهية.
والحَبَوْكَرَي أَيْضا: الصَّبِي الصَّغِير.
والحَبَوْكَرَي أَيْضا: معركة الْحَرْب بعد انْقِضَائِهَا.
والحَبَرْكَي: الطَّوِيل الظّهْر الْقصير الرجلَيْن، الَّذِي كَاد يكون مقْعدا من ضعفهما، وَحكى السيرافي عَن الْجرْمِي عكس ذَلِك، قَالَ:
يُصَعِّدُ فِي الأحناء ذُو عَجْرَفِيةٍ ... أحمُّ حَبَرْكَي مُزحِفٌ مُتماطرُ
والحَبَرْكَي: الْقَوْم الهلكى.
والكَرْبَحةُ والكَرْمَحةُ: عَدو دون الكردمة. والكردمة: الشد المتثاقل، وَقيل هما دون الكردحة وَهِي الْإِسْرَاع، وَقد تقدّمت.
والحَنكَل والحُناكِلُ: الْقصير، وَالْأُنْثَى حَنكَلةٌ لَا غير.
والحَنكَلُ أَيْضا: اللَّئِيم، قَالَ:

(4/47)


فكَيف تُساميني وأنتَ مُعَهْلَجٌ ... هُذرِامَةٌ جعدُ الأناملِ حَنكلُ
والحَنكَلةُ: الدَّميمة السَّوْدَاء من النَّاس قَالَ:
حَنْكَلةٌ فِيهَا قِبالٌ وفَجا
وحَنكَلَ الرجل: أَبْطَأَ فِي الْمَشْي.
وَرجل حَفَلكَي: ضَعِيف.
وكَحْلبٌ: اسْم.
وكَحلَبهُ بِالسَّيْفِ: ضربه.
وكَلحَبةُ والكَلحَبةُ، من أَسمَاء الرِّجَال.
والحَلْكَمُ: الْأسود، قَالَ هميان:
مَا مِنْهُم إِلَّا لئيمٌ شُبرُمُ ... أرصَعُ لَا يُدعى لخَيرٍ حَلْكَمُ
والكِلْحِمُ والكِلْمِحُ: التُّرَاب، كِلَاهُمَا عَن كرَاع والَّلحيانيّ، وَحكى الَّلحيانيّ: بِفِيهِ الكلحم والكلمح، فَاسْتعْمل فِي الدُّعَاء، كَقَوْلِك وَأَنت تَدْعُو عَلَيْهِ: الترب لَهُ.
والحفَنْكَي: الضَّعِيف كالحفلكي.

الْحَاء وَالْجِيم
جَحْجَبَ الْعَدو: أهلكه، قَالَ رؤبة:
كم من عِداً جمجمَهم وجَحجَبا
وجَحْجَبي: حَيّ من الْأَنْصَار.
وحَشرَج: ردد صَوت النَّفس فِي حلقه من غير أَن يُخرجهُ بِلِسَانِهِ.
والحشرَجةُ: صَوت الْحمار من صَدره، قَالَ رؤبة:

(4/48)


حَشْرَج فِي الجوِف سَحيلاً أَو شَهقْ
والحَشْرَجُ: شبه الْحسي تَجْتَمِع فِيهِ الْمِيَاه، وَقيل: هُوَ الْحسي فِي الْحَصَا.
والحشرَجُ: المَاء الَّذِي يجْرِي على الرضراض صافيا رَقِيقا.
والحَشْرَجُ: كوز صَغِير لطيف، قَالَ جميل:
فَلثِمتُ فاها آخِذا بِقُرونها ... شُربَ النزيف بِبَردِ مَاء الحشرَجِ
والحَشْرَجُ: الكذَّان، الْوَاحِدَة حشرجة، وَهُوَ أَيْضا النارجيل، يَعْنِي جوز الْهِنْد، كِلَاهُمَا عَن كرَاع.
والجَحْشَرُ والجُحاشِرُ، والجَحْرَشُ: الحادر الْخلق الْعَظِيم الْجِسْم العبل المفاصل، وَكَذَلِكَ الجُحاشرة، قَالَ:
جُحاشِرةٌ همٌّ كَأَن عِظامَه ... عَواثم كَسْر أَو أسيلٌ مُطَهّمُ
وجَحْشَرٌ: اسْم.
والجَحْشلُ والجُحاشل: السَّرِيع الْخَفِيف.
وجَحْشَنٌ: اسْم.
وجَحْنَشٌ: صلب شَدِيد.
وبعير جَحْشَمٌ: منتفخ الجبين، قَالَ:
نيطَتْ بِجَوزٍ جَحْشَمٍ كُماترِ
والجَمْحَشُ: الصلب الشَّديد.
وَامْرَأَة جَحْمَشٌ وجَحْمُوشٌ: عَجُوز كَبِيرَة.
والحِضَجْرُ: الْعَظِيم الْبَطن الواسعه، قَالَ:

(4/49)


حِضَجْرٌ كأمّ التوأمينِ تَوكَّأت ... على مِرفقَيها مُستهِلّةَ عاشرِ
وحَضاجرُ: اسْم للذّكر وَالْأُنْثَى من الضباع سميت بذلك لسعة بَطنهَا، قَالَ الحطيئة:
هلاَّ غَضِبتَ لِرَحلِ جا ... رِكَ إِذْ تُنبِّذُه حَضاجِرْ
قَالَ السيرافي: وَإِنَّمَا جعل اسْما لَهَا على لفظ الْجمع إِرَادَة للْمُبَالَغَة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سمعنَا الْعَرَب تَقول: وطب حِضَجْرٌ، وأوطب حضاجر، يَعْنِي وَاسِعَة عَظِيمَة، وَقَالَ ثَعْلَب: الحِضَجْرُ الوطب، ثمَّ سمى بِهِ الضبع سَعَة جوفها.
والحِضَجْرُة: الْإِبِل المتفرقة على رعائها من كثرتها.
وضَحْجَرَ الْإِنَاء: ملأَهُ، عَن أبي حنيفَة.
وَرجل حِنْضِجٌ: رخو لَا خير عِنْده.
وحِنْضِجٌ: اسْم.
والحَفْضَجُ والحِفْضِجُ، والحِفضاجُ، والحُفاضِجُ: الضخم الْبَطن والخاصرتين، المسترخي اللَّحْم، وَالْأُنْثَى فِي كل ذَلِك بِغَيْر هَاء وَالِاسْم الحَفْضَجةُ.
وَإِن فلَانا لمعصوب مَا حُفضِجَ لَهُ.
والحِضْجِمُ والحُضاجِمُ: الجافي الغليظ.
وهم على سُرْجوحَةٍ وَاحِدَة، إِذا اسْتَوَت أَخْلَاقهم.
والسّحْجَلةُ: دلك الشَّيْء أَو صقله، قَالَ ابْن دُرَيْد وَلَيْسَ بثبت.
والسَّمْحَجُ والسِّمحاجُ والسُّمْحوجُ: الأتان الطَّوِيلَة الظّهْر.
وَفرس سمْحَجٌ: قبَاء غَلِيظَة اللَّحْم معتزة. وَزعم أَبُو عبيد أَن جمع السّمْحجِ من الْخَيل سَماحيجُ، وكلا الْقَوْلَيْنِ غلظ، إِنَّمَا سَماحيجُ جمع سِماحجٍ أَو سُمحوجٍ، وَقد قَالُوا: نَاقَة سَمْحَجٌ.
وسماحِيجُ: مَوضِع قَالَ:
جرَّت عَلَيْهِ كل ريح سَيْهوجْ ... من عَن يمينِ الخَطّ أَو سَماحيجْ

(4/50)


أَرَادَ: جرت عَلَيْهِ ذيلها.
وَرجل جِلْحِزٌ وجِلْحازٌ: ضيق بخيل.
وحَزْجَلٌ: بلد، قَالَ أُميَّة:
أداحَيْتَ بالرّجلينِ رِجلاً تُغيرُها ... لِتُجْنَي وأمطٌ دون الْأُخْرَى وحَزجَلُ
أَرَادَ: الْأُخْرَى، فَحذف الْهمزَة وَألقى حركتها على مَا قبلهَا.
والبَحْزَجُ: الْبَقَرَة الوحشية، قَالَ رؤبة:
بِفاحمٍ وَحفٍ وعينيْ بَحْزَجِ
وَالْأُنْثَى بحزجةٌ.
والمُبَحْزَجُ: المَاء المسخن، قَالَ الشماخ يصف حمارا:
كَأَن على اكسائِها من لُغامهِ ... وَخِيفةَ خِطْمِىٍّ بماءٍ مُبحزَجِ
والجِلْحِطاءُ: الأَرْض الَّتِي لَا شجر فِيهَا، وَقيل: هِيَ الجلحظاء، بالظاء الْمُعْجَمَة، وَقيل: هِيَ الجلخطاء بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة والطاء غير الْمُعْجَمَة، وَقيل: هُوَ الحَزنُ، عَن السيرافي.
والحُدْرُجُ، والحُدْرُوجُ، والمُحَدْرَجُ، كُله: الأملس.
والمُحَدْرَجُ: المفتول، وَقَول القحيف الْعقيلِيّ:
صَبحْناها السياطَ مُحَدْرَجاتٍ ... فَعَزَّتْها الضَّليعةُ والضَّليعُ
يجوز أَن تكون الملس، وَيجوز أَن تكون المفتولة، وبالمفتولة فَسرهَا ابْن الْأَعرَابِي.
وحَدْرَج الشَّيْء، كدحرجه.
والحِدْرِجانْ: الْقصير، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي.
وحِدرِجانُ: اسْم، عَن السيرافي خَاصَّة.
والجَحْدَرُ: الْجَعْد الْقصير، وَالْأُنْثَى جَحدرةٌ وَالِاسْم الجَحدرةُ.
وجَحْدَرٌ: اسْم.

(4/51)


ودَحْرَج الشَّيْء فتدحرَجَ، أَي تتَابع فِي حدور.
والدُّحْروجةُ: مَا تَدَحرَج من القذر، قَالَ النَّابِغَة:
أضحتْ ينفِّرها الوِلدانُ من سَبأٍ ... كَأَنَّهُمْ تحتَ دَفَّيها دَحاريجُ
وجَحْدَلَه: صرعه، وقذه أَو لم يقذه.
وجَحْدَل الْأَمْوَال: جمعهَا.
وجَحْدَلَ إبِله: ضمهَا.
وجَحدلَها: أكراها، قَالَ ابْن احمر:
عَجِيجَ المُذكىً شدَّه بعدَ هَدأهٍ ... مُجَحْدِلُ آفاقٍ بعيدُ المذاهبِ
والجَلَدَحُ: المسن من الرِّجَال.
والجَلَنْدَحُ: الثقيل الوخم.
والجَلنْدَحةُ والجُلُندَحةُ، الصلبة من الْإِبِل.
والجُنْحُودُ وعَاء كالسفط لصغير، وَقيل: دويبة، وَلَيْسَ بثبت.
وحُنجورٌ: اسْم، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
أليسَ أكرمَ خلقِ الله قد عَلموا ... عِنْد الحِفاظِ بَنو عَمرو بن حُنْجُورِ
والحُنْدُج والحُندوجة: رَملَة طيبَة تنْبت ألوانا من النَّبَات قَالَ:
على أُقحُوانٍ فِي حَنادِجَ حُرةٍ ... يُناصي حشاها عانِكٌ مُتكاوِسِ
وَقيل: الحُندُجة: الرملة الْعَظِيمَة، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو خيرة وَأَصْحَابه: الحُندوج: رمل لَا ينقاد فِي الأَرْض، وَلكنه منبت.
وَرجل جَحْدَبٌ: قصير، عَن كرَاع، وَلَا أحقها، إِنَّمَا الْمَعْرُوف جَحْدَرٌ، بالراء، كَمَا تقدم.
والدِّحْجابُ والدُّحْجُبانُ: مَا علا من الأَرْض كَالْحرَّةِ والحزيز، عَن الهجري.
وجَحْدَمٌ: اسْم.

(4/52)


وَرجل جِلْحِظٌ وجِلحاظٌ وجِلْحِظاءُ: كثير الشّعْر على جسده، وَلَا يكون إِلَّا ضخما.
وَرجل جَحْظَمٌ: عَظِيم الْعَينَيْنِ.
وجَمْحَظَ الْغُلَام: شدّ يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ ثمَّ ضربه.
وجَحْمَظَ الْقوس: أطرها بالوتر.
والجَحْمَظة: القماط.
وَفِي بعض الحكايات: هُوَ بعض من جَحمظوه.
والجَحْمَظةُ: الْإِسْرَاع فِي الْعَدو، وَقد جَحمظَ.
والحُرْجُلُ والحُراجِلُ: الطَّوِيل.
والحَرْجَلُ والحَرْجَلةُ: الْجَمَاعَة من الْخَيل، تميمية.
والحَرْجَلةُ من النَّاس، كالعَرْجلةِ وَلَا يكونُونَ إِلَّا مشَاة.
والحَرْجَلةُ: الْقطعَة من الْجَرَاد.
والحَرْجَلةُ: الْحرَّة من الأَرْض، حَكَاهَا أَبُو حنيفَة فِي كتاب النَّبَات، وَلم يحكها غَيره.
وحَرْجَلٌ: اسْم.
والحُنْجُور: الْحلق.
والحنجرةَ: طبقان من أطباق الْحُلْقُوم مِمَّا يَلِي الغلصمة، وَقيل: الحَنْجَرة: رَأس الغلصمة حَيْثُ تحدد، وَقيل: هِيَ جَوف الْحُلْقُوم، وَالْجمع حَنْجَرٌ قَالَ:
مَنعتْ تميمٌ واللهازِمُ كلُّها ... نَمرَ العراقِ وَمَا يَلَذُّ الحَنْجَرُ
وَقَول النَّابِغَة:
من الوارداتِ الماءَ بالقاعِ تستقي ... بأعجازِها قبل استِقاءِ الحناجرِ
إِنَّمَا جعل للنخل حنَاجرَ على التَّشْبِيه بِالْحَيَوَانِ.
وحَنْجْرَ الرجل: ذبحه.
والمُحَنْجِرُ: دَاء يُصِيب فِي الْبَطن.

(4/53)


وحَنجَرتْ عينه: غارت.
وارجَحَنَّ الشَّيْء: اهتز.
وارجَحنَّ: وَقع بِمرَّة.
وارجَحنَّ: مَال. قَالَ:
وشرابٌ خُسْرُوانيٌّ إِذا ... ذاقه الشيخُ تَغنى وارْجَحَنّ
ورحى مُرجَحِنّةٌ: ثَقيلَة، قَالَ النَّابِغَة:
إِذا رجَعتْ فِيهِ رَحىً مُرجحِنةٌ ... تَبعَّجَ ثَجّاجا غَزيرَ الحَوافلِ
وليل مُرجَحِنّ: ثقيل وَاسع.
وارجَحنَّ السراب: ارْتَفع، قَالَ الْأَعْشَى:
تَدُرُّ على أسؤقِ المُمترين ... رَكضا إِذا مَا السرابُ أرجَحَنّ
والحُجْرُوف: دويبة طَوِيل القوائم أعظم من النملة، قَالَ أَبُو حَاتِم: هِيَ العُجْرُوف. وَقد تقدّمت فِي الْعين.
وريحٌ حَرْجَفٌ: بَارِدَة، قَالَ الفرزدق:
إِذا اغْبرَّ آفاقُ السماءِ وهتَّكتْ ... سُتورَ بُيوتِ الحيّ نكباءُ حَرجَفُ
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا اشتدت الرّيح مَعَ برد ويبس فَهِيَ حَرجَفٌ.
وَلَيْلَة حَرْجَفةٌ: بَارِدَة الرّيح عَن أبي عَليّ فِي التَّذْكِرَة لَهُ.
والحَبْجَرُ والحِبَجْرُ: الْوتر الغليظ، قَالَ:
أرمِي عَلَيْهَا وَهِي شيءٌ بُجْرُ ... والقوسُ فِيهَا وترٌ حِبَجْرُ

(4/54)


والحُباجِرُ، كَذَلِك. وَلم يعين أَبُو عبيد الحِبَجْرُ من أَي نوع هُوَ، إِنَّمَا قَالَ: الحِبَجرُ: الغليظ، وَقد احبَجَرَّ، فَأَما مَا أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي من قَوْله:
تُخرِجُ مِنْهَا ذنَبا حُناجِرا
بالنُّون، فَلم يفسره، وَالصَّحِيح عِنْدِي " ذَنبا حُباجِرا " بِالْبَاء، كَمَا قدم، وَهُوَ الغليظ.
والحُبْجُر والحُباجِر: ذكر الْحُبَارَى والمُحبَنْجِرُ: المنتفخ غَضبا.
والحُبْرُج، والحُبارِجُ ذكر الحباري كالحُبْجُر والحُباجِر.
والحُبْرُج والحُبارِجُ: دويبة.
وَفرس جَحْرَبٌ وجُحارِبٌ: عَظِيم الْخلق.
والجَحْرَبُ من الرِّجَال: الْقصير الضخم الْجِسْم.
والجِحِنْبارُ: الضخم، وَقيل: الْوَاسِع الْجوف، عَن كرَاع، قَالَ: لَا يكَاد يُوجد على فِعِنلالٍ غَيره.
وحَرْجَمَ الْإِبِل: رد بَعْضهَا على بعض.
واحرَنْجَمَ الرجل: أَرَادَ الْأَمر ثمَّ كذب عَنهُ.
واحرَنْجَمَ الْقَوْم: اجْتمع بَعضهم إِلَى بعض.
واحرَنْجَمَتِ الْإِبِل: اجْتمعت وبركت.
وَرجل جَحْرَمٌ وجُحارِمٌ: سيئ الْخلق ضيقه، وَهِي الجَحْرَمة.
والحِنْجِلُ من النِّسَاء: الضخمة الصخابة البذيئة، عَن كرَاع.
والحُنْجُل: ضرب من السبَاع.
والحَفلّج والحُفالِجُ: الأفحج.
والجَحْفَل: الْجَيْش الْكثير، وَلَا يكون ذَلِك حَتَّى تكون فِيهِ خيل.
والجَحْفَلُ: السَّيِّد الْكَرِيم.
وتجَحفلَ الْقَوْم: تجمعُوا، وَهُوَ من ذَلِك.
وجَحْفَلةُ الدَّابَّة: مَا تنَاول بِهِ الْعلف، وَقيل الجَحفَلةُ من الْخَيل والحمر وَالْبِغَال، بِمَنْزِلَة الشّفة من الْإِنْسَان والمشفر للبعير، واستعاره بَعضهم لذوات الْخُف، فَقَالَ:

(4/55)


جابَ لَهَا لُقمانُ فِي قِلاتِها
مَاء نَقوعا لِصَدا هاماتِها
تَلهَمُه لَهما بِجَحْفَلاتِها
والجَحَنْفَلُ: الغليظ، وَهُوَ أَيْضا الغليظ الشفتين، نونه مُلْحقَة لَهُ بِبِنَاء سفرجل.
والحُباجِلُ: الْقصير الْمُجْتَمع الْخلق.
وَشَيخ جِلْحابٌ وجِلْحابةٌ: كَبِير مول.
والجِلحَبُّ: الْقوي الشَّديد، قَالَ:
وَهِي تريدُ العَزَبَ الجِلْحَبّا
والمُجْلَحِبُّ: الممتد، وَلَا أحقه.
والجِلْبِحُ من النِّسَاء: الدميمة القميئة القصيرة، قَالَ الضَّحَّاك العامري:
إِنِّي لأَقْلِي الجِلبِحَ العجوزا ... وأمِقُ الفَتِيَّة العُكْمُوزا
وحَمْلَجَ الْحَبل: فتله.
والحِمْلاجُ: الْحَبل المُحَملجُ.
والمُحَمْلَجةُ من الْحمير: الشَّدِيدَة الطي والجدل.
والحِمْلاجُ: قرن الثور والظبي، وَهُوَ أَيْضا: منفاخ الصَّائِغ.
وجَحْلَمهُ: صرعه، قَالَ:
وغادَروا سراتَكم مُجَحْلَمهْ
وجَحْلَمَ الْحَبل، مثل حَملَجَهُ.
واجْلَحَمَّ الْقَوْم: اجْتَمعُوا، قَالَ:

(4/56)


نضرِبُ جَمعَيْهِمْ إِذا اجلَحمُّوا
وجَلْمَحَ رَأسه: حلقه.
وَطَرِيق لَحْجَمٌ: وَاسع وَاضح، حَكَاهُ الَّلحيانيّ، وَأرى حاءه بَدَلا من هَاء لهْجَمٍ.
والحُنْجُفُ والحُنْجُفَةُ: رَأس الورك إِلَى الحجبة.
والحُنْجوف: طرف حرقفة الورك.
وحُنجوفٌ: دويبة.
والحِنْبِجُ: الْبَخِيل.
والحِنْبِجُ: أضخم الْقمل.
والحُنبُجُ: السنبلة الْعَظِيمَة، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، وَأنْشد لجندل بن الْمثنى فِي صفة الْجَرَاد:
يَفْرُكُ حبَّ السُّنبلِ الحُنابِجِ
والجَحْنَبُ والجَحَنَّبُ، كِلَاهُمَا: الْقصير الْقَلِيل. وَقيل: هُوَ الْقصير فَقَط، من غير أَن يُقيد بالقلة.
والحُنْبُج: الْعَظِيم.

الْحَاء والشين
الشَّحْشارُ: الطَّوِيل.
والطَّرْشَحة: الاسرخاء، وَقد طَرشَح.
والشُّنْحُوطُ: الطَّوِيل، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي.
والشَّمْحَطُ، والشِّمْحاطُ، والشُّمْحُوطُ: المفرط طولا.
والحِتْرِشُ والحُتْروشُ: الصَّغِير الْجِسْم النزق مَعَ صلابة.
وتَحَتْرَشَ الْقَوْم: حشدوا.

(4/57)


وشَرَاحيلُ وشَرَاحينُ: اسْم رجل، نونه بدل. وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: كل اسْم كَانَ فِي آخِره " إِ ى ل " أَو " أل "، فَهُوَ مُضَاف إِلَى الله جلّ وَعز، وَهَذَا لَيْسَ بِصَحِيح، إِذْ لَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ مصروفا، لِأَن الإلَّ والإلَ عربيان.
وحَرْشَنٌ: اسْم.
والحُرْشونُ: جنس من الْقطن لَا ينتفش وَلَا تديثه المطارق، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة وَأنْشد:
كَمَا تطايرَ مَنْدُوُف الحَراشينِ
والحَرْشَفُ: صغَار كل شَيْء.
والحَرشَفُ: الْجَرَاد مَا لم تنْبت أجنحته، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
كأنهُم حَرشَفٌ مَبْثُوثٌ ... بالجَوّ إِذْ تَبْرُقُ النِّعالُ
شبه الْخَيل بالجراد.
والحَرْشَفُ: ضرب من السّمك.
والحَرْشَفُ: فلوس السّمك.
والحَرْشَفُ: نبت.
وحَرْشَفُ السِّلَاح: مَا زين بِهِ.
والحَرشَفُ: الرَّجَّالة.
واحرنَفْشَ الديك: تهَيَّأ لِلْقِتَالِ وَأقَام ريش عُنُقه، وَكَذَلِكَ الرجل إِذا تهَيَّأ لِلْقِتَالِ وَالْغَضَب وَالشَّر. وَقَالَ هرم بن زيد الكليبي: " إِذا أَحْيَا النَّاس فأخصبوا قُلْنَا: قد أكلأت الأَرْض، وأخصب النَّاس، واحرنفشت العنز لأختها ولحس الْكَلْب الوضر " قَالَ: " واحرنفاش العنز: ازبئرارها وتنصب شعرهَا وزيفانها فِي أحد شقيها لتنطح صاحبتها، وَإِنَّمَا ذَلِك من الأشرحين ازدهت وأعجبتها نَفسهَا، ويلحس الْكَلْب الوضر لما يفضلون مِنْهُ، وَيدعونَ من إخلاص السّمن، فَلَا يَأْكُلُونَهُ من الخصب والسنق ".
واحرَنْفَشَ الْكَلْب والهر: تهيا لمثل ذَلِك.

(4/58)


واحرَنفَشتِ الرِّجَال: إِذا صرع بَعضهم بَعْضًا.
والشِّرْحافُ: الْقدَم الغليظة.
وَرجل شِرحافٌ: عريض صدر الْقدَم.
وشِرحافٌ: اسْم رجل، مِنْهُ.
واشرَحَّف الرجل للرجل، وَالدَّابَّة للدابة: تهَيَّأ لقتاله، قَالَ:
لما رأيتُ العبدَ مُشرَحِفَّا
للشرّ لَا يُعطىِ الرجالَ النِّصْفا
أعدمتُه عُضاضَهُ والكفَّا
والعُضاض: مَا بَين رَوْثَة الْأنف إِلَى أَصله، وَكَذَلِكَ التشرحف، قَالَ:
لما رأيتُ العبدَ قد تَشرْحَفا
والشِّرحافُ. والمُشرَحِفُّ: السَّرِيع، أنْشد ثَعْلَب:
تَردِى بشِرحاف المَغاورِ بعدَما ... نشرَ النهارُ سوادَ ليلٍ مُظلمِ
والفِرْشاحُ من النِّسَاء: الْكَبِيرَة السمجة، وَكَذَلِكَ هِيَ من الْإِبِل، قَالَ:
سَقَيْتُكمُ الفِرشاحَ نابا لأمِّكمْ ... تَدِبُّونَ للمَولى دَبيبَ العقاربِ
والفِرْشاح: الأَرْض الواسعة العريضة.
وحافر فِرشاحٌ: منبطح.
وتَفَرْشَحت النَّاقة: تفحَّجَتْ للحلب.
وفَرشَحَ الرجل: وثب وثبا متقاربا.
والفَرْشَحةُ: أَن يقْعد مسترخيا فيلصق فَخذيهِ بِالْأَرْضِ، كالفرشطة سَوَاء. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ أَن يقْعد وَيفتح مَا بَين رجلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الفرشحة: أَن يفرج بَين رجلَيْهِ ويباعد إِحْدَاهمَا من الْأُخْرَى، وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر: انه كَانَ يُفَرْشِحُ رجلَيْهِ فِي الصَّلَاة.

(4/59)


وأفعَى حِربِشٌ، وحِرْبيشٌ، كَثِيرَة السم، خشنة الْمس، شَدِيدَة صَوت الْجَسَد إِذا حكت بَعْضهَا بِبَعْض متحرِّشة.
والحِرْبيشُ: حَيَّة كالأفعى ذَات قرنين.
والشَّرْمَح والشَّرْمِحيُّ من الرِّجَال: القوى الطَّوِيل.
والشَّرْمحَةُ من النِّسَاء: الطَّوِيلَة الْخَفِيفَة الْجِسْم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ الطَّوِيلَة، وَلم يذكر خفَّة الْجِسْم، وَأنْشد:
والشَّرْمَحاتُ عِنْدهَا قُعودُ
يَقُول: هِيَ طَوِيلَة حَتَّى أَن النِّسَاء الشَّرامِح ليصرن قعُودا عِنْدهَا بِالْإِضَافَة إِلَيْهَا، وَإِن كن قائمات.
والشَّرَمَّحُ، كالشَّرْمَحِ قَالَ:
أظلَّ علينا بَين قَوسَينِ بُردَهُ ... أشمُّ طويلُ الساعدَين شَرَمَّحُ
والشّفَلَّحُ: الْحر الغليظ الْحُرُوف المسترخي.
والشّفَلَّحُ أَيْضا: الغليظ الشّفة المسرخيها، وَقيل: هُوَ من الرِّجَال: الْوَاسِع المنخرين الْعَظِيم الشفتين، وَمن النِّسَاء: الضخمة الأسكتين الواسعة الْمَتَاع.
وشفة شَفلَّحةٌ: غَلِيظَة.
ولثة شَفلَّحةٌ: كَثِيرَة اللَّحْم عريضة.
والشفَلَّحُ: ثَمَر الْكبر إِذا تفتح، واحدته شَفلَّحةٌ وَإِنَّمَا هِيَ تَشْبِيه.
والشفَلَّحُ: شجر، عَن كرَاع، وَلم يحله.
وحَشْبَلَةُ الرجل: مَتَاعه.
والبَحْشَلُ والبَحْشَلِيُّ من الرِّجَال: الْأسود الغليظ، وَهِي البَحْشَلةُ.
والحِنْفِيشُ: الْحَيَّة الْعَظِيمَة، وَعم كرَاع بِهِ الْحَيَّة.
وشَنْحَفٌ: طَوِيل.

(4/60)


وحَنْبَشٌ: اسْم رجل، قَالَ لبيد:
وَنحن أَتَيْنَا حَنْبَشاً بابنِ عَمهِ ... أَبى الحِصنِ إِذْ عافَ الشرابَ وأقسمَا

الْحَاء وَالضَّاد
الدُّحْرُضانِ: موضعان، أَحدهمَا دُحرُضٌ وَالْآخر وشيع قَالَ عنترة:
شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَينِ فأصبَحتْ ... زَوراءَ تَنفِرُ عَن حِياضِ الدَّيْلَمِ
والحَرفَضَة: النَّاقة الْكَرِيمَة، عَن ابْن دُرَيْد.
وحَفَرْضَضٌ: جبل من السراة فِي شقّ تهَامَة، هَذِه عَن أبي حنيفَة.
وحَضْرَبَ حبله ووتره: شده.
وكل مَمْلُوء مُحضربٌ، والظاء أَعلَى، والحضرمية: اللكنة.
وحَضرَم فِي كَلَامه: لحن وَخَالف بالإعراب عَن وَجه الصَّوَاب.
والحَضْرَمةُ: الْخَلْط.
وشاعر مُحَضْرَمٌ: أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام، وَالْخَاء أَعلَى وَأعرف.
والحَنْضَلةُ: المَاء فِي الصَّخْرَة، قَالَ أَبُو القادح:
حَنْضَلَة القادحِ فوقَ الصَّفا ... أبرزها المائِحُ والصادرُ
وَقَالَ آخر:
حَنْضَلَةٌ فوقَ صَفاً ظاهرٍ ... مَا أشبهَ الضاهِرَ بالناضرِ
الضاهر، والضهر: أَعلَى الْجَبَل، وَسَيَأْتِي ذكره. والناضر: الطحلب.
والحَنْضَلَةُ أَيْضا: القلت فِي صَخْرَة.
واضَمحلّ الشَّيْء، واضمحر، على الْبَدَل، عَن يَعْقُوب، وامْضَحلَّ، على الْقلب، كل ذَلِك: ذهب. وَالدَّلِيل على الْقلب أَن الْمصدر إِنَّمَا هُوَ على اضمحل دون امضحل، وَهُوَ الاضمحلال، وَلَا يَقُولُونَ: امضحلال.

(4/61)


الْحَاء وَالصَّاد
الصَّلْطَحةُ: العريضة من النِّسَاء.
واصْلَنطَحتِ الْبَطْحَاء: اتسعت، قَالَ طريح:
أَنْت ابْن مُصْلَنطِحِ البِطاحِ وَلم ... تَعطِف عليكَ الحِنِيُّ والوُلُجُ
يمدحه بِأَنَّهُ من صميم قُرَيْش، وهم أهل الْبَطْحَاء.
ونَصلٌ مُصَلْطَحٌ: عريض.
وَمَكَان صُلاطِحٌ: عريض، وَمِنْه قَول الساجع: صلاطح بلاطح. بلاطح إتباع.
والصَلَوْطَحُ: مَوضِع، قَالَ:
إِنِّي بِعيِنيَ إِذْ أمَّتْ حُمولُهمُ ... بطنَ الصلَوطَحِ لَا يَنْظُرْن من تَبِعا
والصّرْدَح: الْمَكَان الصب، وَكَذَلِكَ الصِّردَاحُ، وَالسِّين لُغَة.
والصَّرْدَحةُ: الصَّحرَاء الَّتِي لَا تنْبت، وَهِي غلظ من الأَرْض مستو.
والصَّردَحُ: الْمَكَان المستوي.
والصِّرْداح: الفلاة الَّتِي لَا شَيْء فِيهَا، عَن كرَاع.
والصُّلَوْدَحُ: الصلب.
والصِّلُنْدُحة: الصلبة.
والصمُّادِحُ والصمُّادِحِيُّ: الْخَالِص من كل شَيْء.
والصمُّادِحُ والصمُّادِحيُّ: الصلب الشَّديد.
وَصَوت صُمادِحٌ وصُمادِحيٌّ وصَمَيْدَحٌ: شَدِيد، قَالَ:
مَالِي عَدِمتُ صَوتَها الصَّمَيدحا
والصَّمَيدحُ: الْخِيَار، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد بَيْتا فِيهِ:
وسَطُوا الصّمَيدحَ وأنتَما

(4/62)


ونبيذ صُمادِحيٌّ: قد أدْرك وخلص.
والصّرَنْفَح: الشَّديد الْخُصُومَة وَالصَّوْت، كالصرنقح، وَصرح ثَعْلَب بِأَن الْمَعْرُوف إِنَّمَا هُوَ بِالْفَاءِ.
وحَرْبَصَ الأَرْض: أرسل فِيهَا المَاء.
والحِصْرِمُ: الثَّمر قبل النضج.
والحِصْرِمةُ بِالْهَاءِ: حَبَّة الْعِنَب حِين تنْبت عَن أبي حنيفَة. وَقَالَ مرّة: إِذا عقد حب الْعِنَب فَهُوَ حصرم، قَالَ: وَلَا يزَال الْعِنَب مَا دَامَ أَخْضَر حِصْرِما.
والحِصْرِم: العودق، وَهِي الحديدة الَّتِي تخرج بهَا الدَّلْو.
وَرجل حِصْرِمٌ ومُحَصْرَمٌ: ضيق الْخلق بخيل، وَقيل: حِصرِمٌ: فَاحش، ومُحَصْرَمٌ: قَلِيل الْخَيْر.
وَعَطَاء مُحَصْرَمٌ: قيل.
وحَصْرَمَ قوسه: شدّ وترها.
والحَصْرَمةُ: شدَّة فل الْحَبل.
والحَصْرَمةُ: الشَّيْخ.
وشاعر محَصْرَمٌ: أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام. وَقد تقدّمت فِي الضَّاد.
وحَصْرَمَ الْقَلَم: براه.
وحَصْرَمَ الْإِنَاء: ملأَهُ، عَن أبي حنيفَة. وتَحَصْرَمَ الزّبد: تفرق فِي شدَّة الْبرد فَلم يجْتَمع.
والحِصْلِبُ، والحِصْلِمُ: التُّرَاب.
والحِنْفِصُ: الصَّغِير الْجِسْم.
وصُنابِحٌ: اسْم أبي بطن من الْعَرَب، مِنْهُم صَفْوَان بن عَسَّال الصنَابحِي، صحب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

الْحَاء وَالسِّين
اسْحَنْطَرَ: وَقع على وَجهه.
وَجَارِيَة سَلْطَحَةٌ: عريضة.
والسُّلاطِحُ: العريض.

(4/63)


والسّلَنْطَحُ: الفضاء الْوَاسِع، وَقد تقدم فِي الصَّاد.
واسَّلَنْطَحَ: وَقع على وَجهه، كاسحنطر.
واسْلَنْطَحَ الْوَادي: اتَّسع.
والسِّرْداحُ والسِّرْداحةُ: النَّاقة الطَّوِيلَة، قَالَ:
أَن تركبَ الناجِيَةَ السَرْداحا
والسِّرْداح، أَيْضا، جمَاعَة الطلح، واحدته سِرداحةٌ.
والسِّرْداحُ: مَكَان لين ينْبت النجمة والنصي والعجلة.
وَأَرْض سِرْداحٌ: بعيدَة.
والسِّرْداحُ: الضخم، عَن السيرافي.
والحِنْدِس: الظلمَة.
والحَنادِسُ: ثَلَاث لَيَال من الشَّهْر، لظلمتهن.
وأسود حِنْدِسٌ: شَدِيد السوَاد، كَقَوْلِك: أسود حالك.
والدُّحْسُمُ والدُّحْمُسُ، والدُّحامِسُ والدُّحْسُمانِيُّ، كل ذَلِك: الْعَظِيم مَعَ سَواد.
والدُّماحِسُ: السَّيئ الْخلق.
والدُّحْسُمانِيُّ، والدُّحْمُسانِيُّ: السمين الحادر فِي أدمة.
ودَحْمَسَ اللَّيْل: أظلم.
وليل دَحْمَسٌ: مظلم، قَالَ:
وادَّرِعِيِ جِلبابَ ليلٍ دَحْمَس ... أسودَ داجٍ مثلَ لونِ السُّندسِ
وَأَرْض سِرْتاحٌ: كَرِيمَة.
والسُّلْحُوتُ: الماجنة، قَالَ:

(4/64)


أدركتُها تأفِرُ دونَ العُنْتُوتْ ... تلكَ الخَرِيعُ والهَلوكُ السُّلْحُوتْ
والحُرْسُون: الْبَعِير المهزول، عَن الهجري، وَأنْشد لعمَّار بن البولانية الْكَلْبِيّ:
وتابعٍ غيرِ متبوعٍ حَلائلُه ... يُزجينَ أقْعِدَةً حُدْبا حَراسِينا
وَالْقَصِيدَة الَّتِي فِيهَا هَذَا الْبَيْت مجرورة القوافي وأولها:
ودَّعتُ نَجْداً وَمَا قلبِي بمحزونِ ... وَداعَ من قد سَلا عَنْهَا إِلَى حينِ
والمُسْحَنْفِرُ: الْمَاضِي السَّرِيع، وَهُوَ أَيْضا: الممتد.
واسحَنْفَرَ الرجل فِي مَنْطِقه: مضى فِيهِ.
واسحَنْفَر الْمَطَر: كثر، قَالَ أَبُو حنيفَة: المُسْحَنْفِرُ: الْكثير الصب الْوَاسِع قَالَ:
أغرُّ هزيمٌ مُسْتَهِلٌّ رَبابُه ... لهُ فُرَّقٌ مُسْحَنْفِراتٌ صَوادِرُ
وَأَرْض حَرْبَسِيسٌ: صلبة كَعربَسِيسٍ.
والسُّرْحوب: الطَّوِيل الْحسن الْجِسْم، وَالْأُنْثَى سُرحوبة، وَلم يعرفهُ الكلابيون فِي الْإِنْس.
والسُّرْحوبة من الْإِبِل: السريعة الطَّوِيلَة، وَمن الْخَيل: الْعَتِيق الْخَفِيف. وَخص بَعضهم بِهِ الْأُنْثَى من الْخَيل.
وَقيل: فرس سُرحوبٌ: سرح الْيَدَيْنِ بالعدو.
والحِرْسِمُ: السم، عَن الَّلحيانيّ، وَقَالَ مرّة: سقَاهُ الله الحرسم، وَهُوَ الْمَوْت.
والحِرْمِسُ: الأملس.
وَأَرْض حِرْماسٌ: صلبة شَدِيدَة.
وسنون حَرامِسُ: شَدَّاد مُجْدِبَة، وَاحِدهَا حِرْمِسٌ.
والحُمارِسُ: الشَّديد.
والحُمارسُ: اسْم للأسد، أَو صفة غالبة، وَهُوَ مِنْهُ.
والحُمارِسُ: الجريء الشجاع، قَالَ:

(4/65)


ذُو نَخْوَةٍ حُمارِسٌ عُرضِيُّ
والحِسْفِلُ: الرَّدِيء من كل شَيْء.
والسُّلَحْفاة والسُّلْحَفاة والسُّلَحْفَى والسُّلَحفِيةَ: من دَوَاب المَاء، وَقيل: هِيَ الْأُنْثَى من الغيالم.
والفَلْحَس: الرجل الْحَرِيص، وَالْأُنْثَى فَلْحَسةٌ، وَيُقَال للكلب أَيْضا: فَلْحَسٌ.
والفَلْحَسُ: الْمَرْأَة الرسحاء.
وَرجل فَلنْحَسٌ: أكول: حَكَاهُ كرَاع، وَأرَاهُ فلحسا.
والحَلْبَسُ والحَلْبِسُ والحُلابسُ: الشجاع.
والحَلْبَسُ: الْحَرِيص الملازم للشَّيْء لَا يُفَارِقهُ.
وحَلْبَسٌ أَيْضا: من أَسمَاء الْأسد.
وحَلْبَسَ فَلَا حساس لَهُ، أَي ذهب، هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وبطن سَحْبَلٌ: ضخم قَالَ هميان:
وأدرَجَتْ بطونها السَّحابِلا
والسّحْبَلَةُ من الْخصي: المتدلية الواسعة.
والسَّحْبَلُ: الدَّلْو الضخمة، قَالَ:
أنزِعُ غَرْبا سَحْبَلا رَوِيَّا ... إِذا عَلا الزَّورَ هَوى هُوِيَّا
وواد سَحْبَلٌ: وَاسع، وَكَذَلِكَ سقاء سَحْبَلٌ. وسبَحللٌ.
والسَّحْبَلُ والسّبَحْلَلُ: الْعَظِيم المسن من الضباب.
صحراء سَحْبلٍ: مَوضِع، قَالَ جَعْفَر بن علبة:
لَهُم صَدرُ سَيفي يومَ صحراءِ سَحْبَل ... ولي مِنْهُ مَا ضَمّتْ عَلَيْهِ الأناملُ

(4/66)


والسِّبَحْلُ: الضخم.
والسِّبَحْلةُ: الْعَظِيمَة من الْإِبِل، وَهِي الغزيرة أَيْضا.
والسِّبَحْلةُ من النِّسَاء: الطَّوِيلَة الْعَظِيمَة، وَمِنْه قَول بعض نسَاء الْعَرَب تصف ابْنَتهَا:
سِبَحلَةٌ رِبَحْلَهْ تَنْمِيِ نباتَ النَّخلهْ
وَحكى الَّلحيانيّ: إِنَّه لَسِبَحْلٌ رِبَحلٌ. أَي عَظِيم وَقَالَ: هُوَ على الِاتِّبَاع، وَلم يُفَسر مَا عَنى بِهِ من الْأَنْوَاع.
وزق سِبَحلٌ: طَوِيل عَظِيم، وَكَذَلِكَ الرجل، وَقَول العجاج:
بِسَبْحَلِ الدَّنَّيْنِ عَيْسَجورِ
فَإِن ابْن جني قَالَ: أَرَادَ: بِسِبَحْلِ، فأسكن الْبَاء، وحرك الْحَاء، وَغير حَرَكَة السِّين.
والمُسْحَلِبُّ: الطَّرِيق الْبَين الممتد.
والمُسحَلِبُّ الْمُسْتَقيم.
وَجَاء يتَبَحْلَس، إِذا جَاءَ فَارغًا لَا شَيْء مَعَه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والحِلَّسْمُ: الْحَرِيص، قَالَ:
ليسَ بِقِصْلٍ حَلِسٍ حِلّسْمِ ... عندَ البُيوتِ راشِنٍ مِقَمِّ
والحِنْفِس، والحِفْنِس: الصَّغِير الْخلق، وَقد تقدم بالصَّاد.
والسِّنَّحْفُ: الْعَظِيم الطَّوِيل، وَفِي حَدِيث عبد الْملك: إِنَّك لَسِنَّحْفٌ.
والسِّنحاف مثله، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
والسَّحْنَبُ: الجريء الْمَاضِي.

الْحَاء وَالزَّاي
الزُّحْلُوط: الخسيس.
والحُنْزُرَة: شُعْبَة من الْجَبَل، عَن كرَاع.

(4/67)


وحَرْزَمه: ملأَهُ.
وحَرْزَمَه الله: لَعنه.
وحَرْزَمٌ: رجل.
وحَرْزَمٌ: جمل مَعْرُوف، قَالَ:
لأَعلِطَنَّ حَرْزَما بِعَلْطِ ... بِليتهِ عِنْد وُضوحِ الشرطِ
والحَلَزُون: دَابَّة تكون فِي الرمث.
والزُّحْلُوفَة كالزُّحْلُوقَة، وَقد تزحلف.
وزَحْلَفَ الشَّيْء: أزلَّه.
وازَلَحَفَّ الرجل وازحَلَفَّ لُغَتَانِ. مقلوب: تنحى وَتَأَخر، الأولى عَن الَّلحيانيّ وَالْأُخْرَى قَليلَة.
وإناء مُزَحْلَفٌ: مَمْلُوء.
والحَزَنْبَلُ: الحمقاء، وَقيل الْعَجُوز المتهدمة.
والحَزَنْبَل من الرِّجَال: الْقصير الموثق الْخلق، وَقيل: هُوَ الْقصير فَقَط.
وحَزَنْبَلٌ: نبت، عَن السيرافي. وَإِنَّمَا قضيت على النُّون بِالزِّيَادَةِ، وَإِن لم يشتق مَا ذهب فِيهِ لِكَثْرَة زيادتها ثَالِثَة فِيمَا يظهره الِاشْتِقَاق.
واحْزَأَلَّ الشَّيْء: ارْتَفع وَاجْتمعَ.
والحِنْزَابُ: الْحمار المقتدر الْخلق.
والحِنْزابُ: الْقصير الْقوي، وَقيل: الغليظ. وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ الرجل الْقصير العريض.
والحِنْزابُ والحُنْزُوبُ: جزر الْبر، واحدته حِنْزابةٌ، وَلم أسمع حُنْزوبةً.
والحُنْزوبُ والحِنْزابُ: جمَاعَة القطا، وَقيل: ذكر القطا.
والحِنْزابُ: الديك.
والحَيْزَبون: الْعَجُوز، قَالَ الْقطَامِي:
إِذا حَيْزَبونٌ توقدُ النارَ بَعدما ... تَلفَّعتِ الظَّلماءَ من كل جانبِ

(4/68)


وناقة حَيْزبونٌ: شهمة حَدِيدَة، وَبِه فسر ثَعْلَب قَول الحذلمي يصف إبِلا:
تَلْبِطُ فِيهَا كل حَيْزَبونِ
والزَّمَحْنُ والزِّمَحْنَةُ: السَّيئ الْخلق.

الْحَاء والطاء
دَحْلَطَ الرجل: خلط فِي كَلَامه.
وَرجل ثِلْطِح: هرم ذَاهِب الْأَسْنَان.
وَمَا عَلَيْهِ طِحْرِبَة وطُحْرَبَة وطُحْرُبة، أَي قِطْعَة خرقَة.
وَمَا فِي السَّمَاء طِحْرِبة، أَي قِطْعَة من السَّحَاب، وَقيل: لطخة غيم. وَأما أَبُو عبيد وَابْن السّكيت فخصا بهَا الْجحْد، واستعملها بَعضهم فِي النَّفْي والإيجاب.
والطَّحِرَبةُ: الفسوة، قَالَ:
وحاصَ منا فَرَقا وطَحربَا
وَمَا عَلَيْهِ طِحْرِمة، أَي خرقَة، كطحربة.
وَمَا فِي السَّمَاء طِحْرِمة، كطحربة، أَي لطخ من غيم.
وطَحْرَم السقاء: ملأَهُ.
وطَمْحَرَ: وثب وارتفع.
وطَمْحَرَ الْقوس: شدّ وترها.
وَرجل طُحامِرٌ وطَحْمَرِيرٌ: عَظِيم الْجوف.
وَمَا فِي السَّمَاء طَحْمَريرَةٌ، أَي شَيْء من سَحَاب، حَكَاهُ يَعْقُوب فِي بَاب مَا لَا يتَكَلَّم بِهِ إِلَّا بالجحد.
وطَمْحَر السقاء: ملأَهُ كطحمره.
والمُطْمَحِرُّ: الممتلئ.
وَشرب حَتَّى اطمَحَرَّ، أَي امْتَلَأَ وَلم يضرره، وَالْخَاء لُغَة، عَن يَعْقُوب.

(4/69)


والمُطْمَحِرُّ: الْإِنَاء الممتلئ.
وَرجل طُماحِرٌ: عَظِيم الْجوف، كطحامر.
وطَرْمَحَ الْبناء وَغَيره: علاهُ.
والطِّرِمَّاحُ: الْمُرْتَفع، وَهُوَ أَيْضا: الطَّوِيل، وَلَا يكَاد يُوجد فِي الْكَلَام على مِثَال فعلال إِلَّا هَذَا. وَقَوْلهمْ: السجلاط، لضرب من النَّبَات، وَقيل: هُوَ بالرومية سجلا طس. وَقَالُوا: سنمار، وَهُوَ أعجمي أَيْضا.
والطِّرِمَّاحُ: شَاعِر.
والطِّرْماحُ: الرافع رَأسه زهوا، عَن أبي العميثل الْأَعرَابِي.
والطِّرْماحُ، والطُّرْموح: الطَّوِيل.
والطُّرْحُوم، نَحوه، قَالَ ابْن دُرَيْد: أَحْسبهُ مقلوبا.
وضربه ضربا طَلَحْفا، وطِلَحْفا، وطِلَّحْفا وطِلْحافا، وطِلْحيِفا، أَي شَدِيدا.
والفِطَحْل: دهر لم يخلق النَّاس فِيهِ بعد.
وزمن الفِطَحْلِ: زمن نوح النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام. وَسُئِلَ رؤبة عَن قَوْله:
لَو أنني أوتيتُ عِلمَ الحُكْلِ ... عِلمَ سُليمانَ كَلامَ النملِ
أَو عمرَ نوحٍ زَمنَ الفِطَحْلٍ
فَقَالَ: زمن الفِطَحلِ: أَيَّام كَانَت الْحِجَارَة رطابا. وَقَالَ بَعضهم:
زمن الفِطَحْلِ إِذْ السِّلامُ رِطابُ
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: يُقَال: أَتَيْتُك عَام الفِطَحْلِ والهدملة، يَعْنِي زمن الخصب والريف.
وفُطْحُلٌ: اسْم قَالَ:
تَباعدَ مني فُطْحُلٌ إِذْ سَألتَهُ ... أمينَ فَزادَ الله مَا بَيْننَا بُعدا

(4/70)


وَرَأس مُفَلْطَحٌ وفِلطاح: عريض.
وفِلطاحٌ: مَوضِع.
والطُّحْلُب والطُّحْلَبُ: خضرَة تعلو المَاء المزمن، وَقيل: هُوَ الَّذِي يكون على المَاء كَأَنَّهُ نسج العنكبوت، والقطعة مِنْهُ طُحْلُبة.
وطَحْلبَ المَاء: علاهُ الطُّحْلُب، وَمَاء مُطَحلِبٌ: كثير الطُّحْلُب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَحكى غَيره مُطَحْلَبٌ وَقَول ذِي الرمة:
عَيْناً مُطَحلَبَةَ الأرجاءِ طامِيةً ... فِيهَا الضفادعُ والحيتانُ تَصطَخِبُ
يرْوى بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، وَأرى اللحياني قد حكى الطِّحْلِبَ فِي الطُّحْلُبِ.
وَمَاء طُلْحُومٌ: آجن.
وطِلْحامٌ: مَوضِع.
وفُنْطُحٌ: اسْم.
وعنز حُنَطِئَةٌ: عريضة ضخمة.

الْحَاء وَالدَّال
حُدَبِدٌ: خاثر، كهدبد، عَن كرَاع.
وحَدْرَدٌ: اسْم.
والدرْدِحُ: المسن، وَقيل: المسن الَّذِي ذهبت أَسْنَانه.
والدِّرْدِحُ من الْإِبِل: الَّتِي أكلت أسنانها ولصقت بحنكها من الْكبر.
والحِرْدَوْن: دويبة.
والحِنْدِير، والحِنْدِيرَة والحُنْدور، والحِنْدَوْرُ والحِندَوْرَة والحِندُورَة عَن ثَعْلَب بِكَسْر الْحَاء وَضم الدَّال، كُله: الحدقة، وَمِنْه قَوْلهم: جعلني على حنْدُرِ عينه.
وَإنَّهُ لَحُنادِر الْعين، أَي حَدِيد النّظر.
والحَرافِد: كرام الْإِبِل.
والحِفْرِد: حب الْجَوْهَر، عَن كرَاع.

(4/71)


والحِفْرِد: نبت.
والحِدْبار: الْعَجْفَاء الظّهْر.
ودابة حِدْبِيرٌ: بَدَت حراقيفه.
والحَرْدَب: حب العشرق، وَهُوَ مثل حب العدس.
وحَرْدَبَةُ: اسْم، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
عَليَّ دِماءُ البُدن إِن لم تُفارقي ... أَبَا حَردَبٍ لَيْلًا وأصحابَ حَردَبِ
قَالَ: زعمت الروَاة أَن اسْمه كَانَ حردبة فرخمه اضطرارا فِي غير النداء، على قَول من قَالَ ياحار، وَزعم ثَعْلَب انه من لصوصهم.
ودَرْبَحَ الرجل: حَنى ظَهره، عَن اللحياني.
ودَرْبَحَ: تذلل، عَن كرَاع، وَالْخَاء أعرف، وَسوى يَعْقُوب بَينهمَا.
والحَرْدَمة: اللجاج.
والحَرْمَد: الطين الْأسود، وَقيل: الحَرْمدُ: الْأسود من الحمأة وَغَيرهَا، وَقيل: الحَرْمد: الْمُتَغَيّر الرّيح واللون، قَالَ أُميَّة:
فَرَأى مغيبَ الشَّمْس عِنْد مآبها ... فِي عين ذِي خُلُبٍ وثأْطٍ حَرْمَدِ
وَعين محَرْمِدة: كثر فِيهَا الحمأة.
والحِرْمِدة: الغِرين، وَهُوَ التقن فِي اسفل الْحَوْض.
والحِمْرِد: الحمأة، وَقيل: الحِمْرِد: بَقِيَّة المَاء الكدر يبْقى فِي الْحَوْض.
ودَحْمَرَ الْقرْبَة: ملأها.
ودُحْمُورٌ: دويبة.
والحَنْدَل: الْقصير.
والبَحْدَلة: الخفة.
وبَحْدَلٌ: اسْم رجل.
ودَلْبَحَ الرجل: حَنى ظَهره، عَن اللحياني.

(4/72)


وبَلْدَح الرجل: أعيا وبلد.
وبَلْدَحُ: اسْم مَوضِع، وَفِي الْمثل: " لَكِن على بلدح قوم عجفى " عَنى بِهِ الْبقْعَة.
وبَلْدَحَ الرجل، وتَبَلْدَحَ: لم ينجز عدته.
وَرجل بَلَنْدَحٌ: لَا ينجز وَعدا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
إِنِّي إِذا عنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ
ذُو نَخوةٍ أَو جَدَلٍ بَلَنْدَحُ
أَو كَيذَبانٌ مَلَذانٌ مِمْسَحُ
والبَلَنْدَح: السمين الْقصير، قَالَ:
دِحْوَنَّةٌ مُكَردَسٌ بَلَنْدَح
وَقيل: هُوَ الْقصير من غير أَن يُقيد بِسمن.
والبَلَنْدَح: الفدم الثقيل المنتفخ الَّذِي لَا ينْهض لخير، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
يَا سَلْمَ أُسقيتِ على التَّزَحْزُحِ
لَا تَعْدِليني بامرئٍ بَلَنْدَحِ
مُقصِّرِ الهمّ قَريبِ المسرَح
إِذا أصابَ بِطنةً لم يَبرَح
وعَدَّها رِبْحاً وَإِن لم يَرْبَحِ
قَالَ: " قريب المسرح " أَي لَا يسرح بإبله بَعيدا، إِنَّمَا هُوَ قرب بَاب بَيته يرْعَى إبِله.
وابلَنْدَحَ الْمَكَان: عرض واتسع، وَأنْشد ثَعْلَب:
قد دَقَّت المَرْكُوَّ حَتَّى ابلَنْدَحا
أَي عرض، والمركو: الْحَوْض الْكَبِير.

(4/73)


والدَّحْلَمة: دهورتك الشَّيْء من جبل أَو بِئْر.
وَشَيخ دَحْمَلٌ: مسترخي الْجلد، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ. والدُّحامِل: الغليظ المكتنز.
والدُّمْحُلَة من النِّسَاء: الضخمة الغليظة.
والدُّماحِل: المتداخل الغليظ.
وَرمل دُماحِلٌ: متداخل، قَالَ:
عَقْدَ الرّياح العَقَدَ الدُّماحِلا
والحِنْدِمُ: شجر حمر الْعُرُوق. قَالَ يصف إبِلا:
حُمْراً ورُمْكا كعُروق الحِنْدِمِ
واحدته حِنْدِمة.
وحَنْدَمٌ: اسْم.
والحِنْدِمان: قَبيلَة، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي

الْحَاء وَالتَّاء
الحَنْتَرُ: الضّيق.
والحَنْتَرُ: الْقصير.
والحَتْرَبُ: الْقصير.
والحَبْتَرُ والحُباتِر: الْقصير، كالحترب، وَالْأُنْثَى حبتر.
والحَبْتَرُ: من أَسمَاء الثعالب.
وحَبْتَرٌ: اسْم رجل، قَالَ الرَّاعِي:
فأومأتُ إِيمَاء خَفيًّا لحَبْتَرٍ ... وَللَّه عَينا حَبترٍ أيَّما فَتى

(4/74)


والبُحْتُر: الْقصير، وَالْأُنْثَى بحترة.
وبُحْتُرٌ: أَبُو بطن من طَيء، وَهُوَ رَهْط الْهَيْثَم ابْن عدي. والبُحتُرِيَّة من الْإِبِل منسوبة إِلَيْهِم.
والحِلْتِيثُ، لُغَة فِي الحلتيت، عَن أبي حنيفَة.
والحُتْفُل: بَقِيَّة المرق وحتات اللَّحْم فِي أَسْفَل الْقدر، وَأَحْسبهُ يُقَال بالثاء.
وحَلْتَبٌ: اسْم يُوصف بِهِ الْبَخِيل.
والحَبْتَل والحُباتِل: الْقَلِيل الْجِسْم.
وحَتْلَمٌ: مَوضِع.
وحَنْتَفٌ: اسْم.
وحَفَيْتَنٌ: اسْم مَوضِع، قَالَ كثير عزة:
فَقد فُتْنَنِي لَما ورَدنَ حَفَيتَناً ... وهُنَّ على ماءِ الحَرَاضَةِ أبعَدُ
والحَنْتَمُ: جرار خضر تضرب إِلَى الْحمرَة، قَالَ طفيل يصف سحابا:
لَهُ هَيْدَبٌ دانٍ كأنَّ فُروجَه ... فُوَيقَ الْحَصَا والأرضِ أَرْفاضُ حَنْتَمِ
والحَنْتَمُ: سَحَاب سود، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
سَقى أمَّ عَمرٍو كلَّ آخرِ ليلةٍ ... حَناتِمُ سُحْمٌ ماؤهُنَّ ثَجيجُ
والواحدة حَنْتَمَةٌ، وأصل الحَنْتَم الخضرة، والخضرة قريبَة من السوَاد.
وحَنْتَمٌ: اسْم أَرض، قَالَ الرَّاعِي:
كأنكَ بالصحراء من فوقِ حَنْتَمٍ ... تُناغيكَ من تحتِ الخُدورِ الجَآذِرُ

الْحَاء والظاء
حَظْرَبَ الْوتر وَالْحَبل: أَجَاد فتله، وَشد توتيره.
وَرجل محَظْرَبٌ: شَدِيد الْخلق والعصب. قَالَ طرفَة:

(4/75)


وكائِنْ ترَى من لوذَعيٍّ مُحَظرَبٍ ... وَلَيْسَ لَهُ عِنْد العَزيمة جُولُ
وكل مَمْلُوء مُحَظْرَبٌ، وَقد تقدم فِي الضَّاد.
والتَّحَظرُبُ: امتلاء الْبَطن، هَذِه عَن اللحياني.
والحَنْظَلُ: ضرب من الشّجر المر، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ من الأغلاث، واحدته حَنْظَلَةٌ.
وحَنْظَلةُ: اسْم رجل، سمي بذلك.
وحَنْظَلةُ: قَبيلَة.
والحَمْظَلُ: الحنظل، ميمه مبدلة من نون حنظل.
وَذَات الحَنَاظِلِ: مَوضِع.
والبَحْظَلة: أَن يقفز الرجل قفزان اليربوع أَو الْفَأْرَة.

الْحَاء والذال
الحِرْذَوْنُ: العضاءة، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي عَن ثَعْلَب، وَهِي غير الَّتِي تقدّمت فِي الدَّال.
والحِرْذَوْنُ من الْإِبِل: الَّذِي يركب حَتَّى لَا تبقى فِيهِ بَقِيَّة.
والحَذافِيرُ: الأعالي، وَاحِدهَا حُذْفورٌ، وحِذْفارٌ.
وحِذْفارُ الأَرْض: ناحيتها، عَن أبي الْعَبَّاس من تذكرة أبي عَليّ.
وَأَخذه بحَذَافيره: أَي بِجَمِيعِهِ.
والحُذْفور: الْجمع الْكثير.
والحَذافيرُ: الْأَشْرَاف، وَقيل: هم المتهيئون للحرب.
وحَذْلَمَ فرسه: أصلحه.
وحَذْلم الْعود: براه وأحدَّه.
وإناء مُحَذْلَمٌ: مَمْلُوء.
والحُذْلُوم: الْخَفِيف السَّرِيع.

(4/76)


وتَحَذْلَمَ الرجل: تأدب وَذهب فضول حمقه.
وحِذْلِمٌ: اسْم مُشْتَقّ مِنْهُ.
وَمر يَتَذَحْلَمُ، كَأَنَّهُ يتدحرج، قَالَ رؤبة:
كَأَنَّهُ فِي هُوَّةٍ تَذَحْلَما

الْحَاء والثاء
رجل حَنْثَرٌ وحَنْثَرِيُّ: محمق.
والحَنْثَرَةُ: الضّيق.
والحَثْرَفةُ: الخشونة، والحمرة تكون فِي الْعين.
وتَحَثْرَفَ الشَّيْء من يَدي: تبدد.
وحَثْرَفَه من مَوْضِعه: زعزعه، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَيْسَ بثبت.
وحَثْرَبَتِ القليب: كدر مَاؤُهَا، واختلطت بِهِ الحمأة.
والحُثْرُبُ: الوضر يبْقى فِي أَسْفَل الْقدر.
والحُثرُب، والحُرْبُثُ: نَبَات سهلي، وَقيل: لَا ينْبت إِلَّا فِي جلد، وَهُوَ أسود، وزهرته بَيْضَاء، وَهُوَ ينسطح قضبانا، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
غَرَّكَ مني شَعَثِي ولَبَثِي ... ولَمِمٌ حَولَكَ مثلُ الحُربُثِ
قَالَ: شبه لمَمَ الشبَّان فِي سوادها بالحربث.
والحُرْبُث: بقلة نَحْو الأيهقان صفراء غبراء تعجب المَال، وَهِي من نَبَات السهل، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحُرْبُثُ: نبت ينبطح على الأَرْض لَهُ ورق طوال، وَبَين ذَاك الطول ورق صغَار. وَقَالَ أَبُو زِيَاد: الحُرْبُثُ: عشب من أَحْرَار البقل.
وبَحْثَرٌ الشَّيْء: بَحثه، كبعثرة، وقريء: (إِذا بُحْثِرَ مَا فِي القُبور) أَي بعث الْمَوْتَى.
وبَحْثَرَ الْمَتَاع: فرقه.
وَلبن مُبَحْثَرٌ: مُنْقَطع متحبب.
والحِثْرِمَة: الدائرة تَحت الْأنف فِي وسط الشّفة الْعليا.
والحِثْرِمَة: طرف الأرنبة، كِلَاهُمَا بِكَسْر الْحَاء وَالرَّاء، وَرَوَاهُ ابْن دُرَيْد بفتحهما، وَقد

(4/77)


رَوَاهُ بَعضهم بِالْخَاءِ مُعْجمَة مَعَ الْكسر فِي الْخَاء وَالرَّاء.
وَرجل حُثارِمٌ: غليظ الشّفة، وَالِاسْم الحَثْرَمَة.
والحُثْفُل: مَا بَقِي فِي أَسْفَل الْقدر، وَقد تقدّمت فِي التَّاء، وَقيل: الحُثْفُل: سفلَة النَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والحِثْلِب والحِثْلِم: عكر الدّهن أَو السّمن فِي بعض اللُّغَات.
وحِنْبِثٌ: اسْم.
الْحَاء وَالرَّاء
الرَبْحلُ: التار فِي طول، وَقل: التَّام.
وَجَارِيَة رِبَحْلَةٌ: لحيمة جَيِّدَة الْخلق فِي طول أَيْضا.
وبعير رِبَحْلٌ: عَظِيم.
وَرجل رِبْحْلٌ: عَظِيم الشَّأْن.
والحَرْمَلُ: حب كالسمسم، واحدته حَرْمَلَة وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحرمل نَوْعَانِ: نوع ورقه كورق الْخلاف، ونوره كنور الياسمين يطيب بِهِ السمسم، وحبه فِي سنفة كسنفة العشرق، وَنَوع سنفته طوال مُدَوَّرَة، قَالَ: والحرمل لَا يَأْكُلهُ شَيْء إِلَّا المعزى، قَالَ: وَقد تطبخ عروقه فيسقاها المحموم إِذا مَا طلته الْحمى، وَفِي امْتنَاع الحرمل على الآكلة قَالَ طرفَة، وذم قوما:
هُمُ حَرْمَلٌ أعيا على كلّ آكلِ ... مَبِيتاً وَلَو أمسَى سَوامُهم دَثْرَا
وحَرْمَلةُ: اسْم رجل، من ذَلِك، قَالَ:
أحْيا أباهُ هاشمُ بن حَرْمَلهْ
والحُرَيِملة: شَجَرَة نَحْو الرمانة الصَّغِيرَة، وَرقهَا أدق من ورق الرُّمَّان خضراء تحمل جراء دون جراء الْعشْر، فَإِذا جَفتْ انشقت عَن أَلين قطن، فتحشى بِهِ المخاد، فَتكون ناعمة جدا خَفِيفَة، وتهدى إِلَى الْأَشْرَاف.

(4/78)


وحَرْمَلاءُ: مَوضِع.
وبَرْبَحٌ: مَوضِع.

الْحَاء وَاللَّام
حُفائِل: مَوضِع، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
تَأبَّطَ نَعلَيهِ وشِقَّ فَرِيرِه ... وَقَالَ أليسَ الناسُ دونَ حُفائِلِ
وَقد تقدم فِي الثلاثي، لِأَن همزته تحْتَمل أَن تكون زَائِدَة وأصلا، فمثال مَا هِيَ زَائِدَة وأصلا، فمثال مَا هِيَ فِيهِ زَائِدَة حطائط وجرائض، وَمِثَال مَا هِيَ فِيهِ أصل عتائد، وبرائل، وَهَذَا كُله قَول سِيبَوَيْهٍ.
والحَنْبَلُ: الْقصير الضخم الْبَطن، وَهُوَ أَيْضا الْخُف الْخلق، وَقيل: الفرو الْخلق، وَأطْلقهُ بَعضهم فَقَالَ: هُوَ الفرو.
والحَنْبَل، والحِنْبالة: الْبَحْر.
والحَنْبَلُ، والحِنْبالُ، والحِنْبالَةُ: الْقصير الْكثير اللَّحْم.
والحَنْبَلَ: طلع أم غيلَان، عَن كرَاع، قَالَ أَبُو حنيفَة: أَخْبرنِي أَعْرَابِي من ربيعَة قَالَ: الحنبل: ثَمَر الغاف، وَهِي حبلة كقرون الباقلى، وَفِيه حب، فَإِذا جف كسر وَرمى حبه الظَّاهِر وصنع مِمَّا تَحْتَهُ سويق طيب مثل سويق النبق، إِلَّا انه دونه فِي الْحَلَاوَة.

بَاب الخماسي
الْحَاء وَالْقَاف
كَبْش شَقَحْطَبٌ: ذُو قرنين منكسرين.
والحَبَرْقَشُ: الضئيل من الْبكارَة والحملان، وَقيل: هُوَ الصَّغِير الْخلق من جَمِيع الْحَيَوَان.
والحَبَرْقَص: صغَار الْإِبِل، عَن ثَعْلَب.
وناقة حَبرْقَصةٌ: كَرِيمَة على أَهلهَا.
والحُبَرْقِيص: الْقصير الرَّدِيء، وَالسِّين فِي كل ذَلِك لُغَة.
والحِنْزَقْر والحِنْزَقْرَة: القصيرة من النَّاس.

(4/79)


والقِرْزَحْلَة: من خرز الضرائر تلبسها الْمَرْأَة فيرضى بهَا قيمها، وَلَا يَبْتَغِي غَيرهَا، وَلَا يَلِيق مَعهَا أحد.
والقِرْزَحلَة: خَشَبَة طولهَا ذِرَاع أَو شبر، نَحْو الْعَصَا، وَهِي أَيْضا: الْمَرْأَة القصيرة.
وقِرْدَحمةُ: مَوضِع.
وحُبَقْنِيقٌ: سيئ الْخلق.

الْحَاء وَالْكَاف
الحَبَرْكَلُ، كالحَزَنْبَلِ: وهما الغليظا الشّفة.

الْحَاء وَالْجِيم
الجَحْمَرِشُ من النِّسَاء: الثَّقِيلَة السمجة.
والجَحْمَرِشُ أَيْضا: الْعَجُوز الْكَبِيرَة، وَقيل: الْعَجُوز الْكَبِيرَة الغليظة.
وَمن الْإِبِل: الْكَبِيرَة السن.
وأفعى جَحْمَرِشٌ: خشناء غَلِيظَة.
والجَحْمَرِشُ الأرنب الضخمة، وَهِي أَيْضا الأرنب الْمُرْضع، وَلَا نَظِير لَهَا إِلَّا امْرَأَة صَهْصَلِقٌ، وَهِي الشَّدِيدَة الصَّوْت.
وناقة جِرْدَحلٌ: ضخمة غَلِيظَة.
وَذكر عَن الْمَازِني أَن الجردحل: الْوَادي، وَلست مِنْهُ على ثِقَة.

الْحَاء والشين
شُرَحْبِيلُ: اسْم رجل، وَقيل: هُوَ أعجمي، قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: كل اسْم كَانَ فِي آخِره إيل أَو إل فَهُوَ مُضَاف إِلَى الله جلّ وَعز، وَقد بَينا أَن هَذَا لَيْسَ بِصَحِيح، إِذْ لَو صَحَّ لصرف جِبْرِيل وأشباهه، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ مُضَاف إِلَى إيل وَإِلَى إل، وهما منصرفان، لِأَنَّهُمَا على ثَلَاثَة أحرف، فَكَانَ يَنْبَغِي أَن يرفعا مَكَان الرّفْع وينصبا فِي حَال النصب ويخفضا فِي حَال الْخَفْض كَمَا يكون عبد الله.

الْحَاء وَالسِّين
نَاقَة حَنْدَلِسٌ: ثَقيلَة الْمَشْي، وَهِي أَيْضا: النجيبة، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ الضخمة الْعَظِيمَة.
والحَنْدَلِسُ أَيْضا: أضخم الْقمل، قَالَ كرَاع: هِيَ فَنْعَلِل.

(4/80)


والحَبَلْبَس: الْحَرِيص الملازم للشَّيْء لَا يُفَارِقهُ، كالحلبس.

الْحَاء وَالتَّاء
مَا يَملك حَذْرَفُوتا، أَي شَيْئا.
وَكذب حَنْبَرِيتٌ: خَالص، وَكَذَلِكَ مَاء حَنْبَرِيت، وَصلح حَنْبَرِيتٌ وضاوي حَنبريتٌ: ضَعِيف.
والحِنْبَتْرُ: الشدَّة، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي.
وَمَالِي عَنهُ حُنْتَألٌ، أَي بُد، كَذَا وجدت هَذِه الْكَلِمَة فِي كتاب الْعين فِي بَاب الخماسي، وَهِي عِنْد سِيبَوَيْهٍ ربَاعِية، لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام مثل جردحل، وَهَذَا من أصح مَا تحرر فِيهِ أَنْوَاع التصاريف.
وَمِمَّا يلْحق بالسداسي.
حَبَطِقْطِقْ: حِكَايَة قَوَائِم الْخَيل إِذا جرت.
تمّ حرف الْحَاء بِحَمْد الله وَحسن توفيقه.

(4/81)