المحكم والمحيط الأعظم
الْهَاء وَالضَّاد وَالنُّون
النُّهُوض: البراح من الْموضع وَالْقِيَام عَنهُ، نَهَض يَنْهَض
نَهْضاً ونُهوضاً، وانْتَهَض. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي لرويشد:
ودُونَ جُذُوٍّ وانْتِهاضٍ ورُبْوَةٍ ... كأنكُما بالرِّيق
مُخْتَنِقانِ
وَأنْشد الْأَصْمَعِي لبَعض الأغفال:
(4/199)
تَنْتَهِضُ الرِّعْدَةُ فِي ظُهَيْري
مِنْ لَدُنِ الظُّهْرِ إِلَى العُصَيْرِ
وانتهَضَ الْقَوْم وتَناهَضوا: نهضوا لِلْقِتَالِ.
وأنهَضَه: حَرَكَة للنُّهوض.
وأنْهَضَت الرّيح السَّحَاب: ساقته وَحَمَلته، قَالَ:
باتَتْ تُنادِيه الصَّبا فأَقْبَلا
تُنْهِضُه صُعْداً ويَأبَى ثِقَلا
والنَّهْضَة: الطَّاقَة وَالْقُوَّة.
وأنهَضَه بالشَّيْء: قواه على النَّهْضِ بِهِ.
والنَّاهِض: الفرخ الَّذِي قد اسْتَقل للنهوض، وَقيل: هُوَ الَّذِي وفر
جناحاه ونهض للطيران، وَقيل: هُوَ الَّذِي نشر جناحيه ليطير، وَالْجمع
نَوَاهِضُ، وَقَول لبيد يصف النبل:
رَقَمِيَّاتٌ عَلَيْها ناهِضٌ ... تُكْلِحُ الأرْوَقَ مِنهم والأيَلْ
إِنَّمَا أَرَادَ ريش ناهِضٍ، لِأَن السِّهَام لَا تراش بالناهِضِ
كُله، وَهَذَا لَا يجوز، إِنَّمَا تراش بريش النَّاهِضِ، وَمثله كثير.
وناهِضَةُ الرجل: قومه الَّذين ينْهض بهم فِيمَا يحزبه من الْأُمُور،
وَقيل: ناهضة الرجل: بَنو أَبِيه، وَالَّذين يغضبون بغضبه فينهضون
لنصره.
وتَناهَض الْقَوْم فِي الْحَرْب: نَهَضُوا.
والنَّاهِضُ: رَأس الْمنْكب، وَقيل: هُوَ اللَّحْم الْمُجْتَمع فِي
ظَاهر الْعَضُد من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا، وَكَذَلِكَ هُوَ من
الْقوس، وَقد يكون من الْبَعِير، وهما ناهضان، وَالْجمع نَوَاهِض.
وأنهُضُ الْبَعِير: مَا بَين الْكَتف والمنكب قَالَ:
(4/200)
وقَرَّبُوا كلَّ جُمِاليِّ عَضِهْ
أبْقَى السِّنافُ أثرا بأنْهُضِهْ
والنَّهْضَة، بِسُكُون الْهَاء: العتبة من الأَرْض تبهر فِيهِ
الدَّابَّة، أَو الْإِنْسَان يصعد فِيهَا من غمض، وَالْجمع نِهاضٌ،
قَالَ حَاتِم بن مدرك يهجو أَبَا العيوف:
أقُولُ لِصَاحِبَيَّ وقَدْ هَبَطْنا ... وحَلَّقْنا المَعارِضَ
والنِّهاضَا
يُقَال: طَرِيق ذُو مَعارضَ، أَي مراع تغنيهم أَن يتكفلوا الْعلف
لمواشيهم.
والنهْضُ: الضيم والقسر قَالَ:
أما تَرَى الحَجَّاجَ يَأبى النهْضَا
وإناء نَهْضَانُ، وَهُوَ دون الثُّلُثَانِ، هَذِه عَن أبي حنيفَة.
وناهِضٌ، ومُناهِضٌ، ونَهَّاضٌ: أَسمَاء.
الْهَاء وَالضَّاد وَالْفَاء
فَهَض الشَّيْء يَفْهَضُه فَهْضًا: كَسره وشدخه.
الْهَاء وَالضَّاد وَالْبَاء
الهَضْبَة: كل جبل خلق من صَخْرَة وَاحِدَة، وَقيل: كل صَخْرَة راسية
صلبة: هَضْبَةٌ، وَقيل: الهَضْبَة والهَضْبُ: الْجَبَل ينبسط على
الأَرْض، وَقيل: هُوَ الْجَبَل الطَّوِيل الْمُمْتَنع الْمُنْفَرد،
وَلَا يكون إِلَّا فِي حمر الْجبَال، وَالْجمع هِضَابٌ.
والأُهْضُوبَّة كالهَضْبِ، وَإِيَّاهَا كسر عبيد فِي قَوْله:
نحنُ قُدْنا من أهاضِيبِ المَلا الْ ... خَيْلَ فِي الأرْسانِ أمْثالَ
السعالِي
وَقَول الْهُذلِيّ:
(4/201)
لَعَمْرُ أبي عَمْرٍو لَقَدْ ساقَه المَنَى ...
إِلَى جَدَثٍ يُوزَى لَهُ بالأهاضِبِ
أَرَادَ بالأهاضِيب، فَحذف اضطرارا.
والهَضْبَة: المطرة الدائمة الْعَظِيمَة الْقطر، وَقيل: الدفعة مِنْهُ،
وَالْجمع هِضَبٌ، نَادِر، قَالَ ذُو الرمة:
فَباتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ ويُسْهِرُهُ ... تَذاؤُبُ الرّيحِ
والوَسْوَاسُ والهِضَبُ
وَهِي الأُهْضُوبة.
وهَضَبَت السَّمَاء: دَامَ مطرها أَيَّامًا لَا يقْلع.
وهَضَبَتْهُم: بلَّتهم بلاًّ شَدِيدا.
وهَضَب الْقَوْم فِي الحَدِيث: خَاضُوا فِيهِ دفْعَة بعد دفْعَة،
وَقَول أبي صَخْر الْهُذلِيّ:
تَصَابَبْتُ حَتَّى اللْيلِ مِنْهُنَّ رَغْبَتِي ... رَوَانيَ فِي
يوْمٍ مِنَ اللَّهْوِ هاضِبِ
مَعْنَاهُ: كَانُوا فِيهِ قد هَضَبوا فِي اللَّهْو، قَالَ وَهَذَا لَا
يكون إِلَّا على النّسَب، أَي ذِي هَضْبِ.
والهَضْبُ: الضخم من الضباب وَغَيرهَا.
وسرق لأعرابية ضَب، فَحكم لَهَا بضب مثله، فَقَالَت: لَيْسَ كضبي، ضبي
ضَب هَضْبٌ.
والهِضَبُّ: الشَّديد الصلب.
والهِضَبُّ من الْخَيل: الْكثير الْعرق، قَالَ طرفَة:
مِنْ عَناجِيجَ ذُكُورٍ وُقَّحٍ ... وهِضَبَّاتٍ إِذا ابْتَلَّ
العُذُرْ
مقلوبه: (ض هـ ب)
ضَهَّبَه بالنَّار: لوحه وَغَيره.
(4/202)
وضَهَّبَ اللَّحْم: شواه على حِجَارَة محماة،
وَقيل: ضَهَّبَه: شواه وَلم يُبَالغ فِي نضجه.
والضَّيْهَبُ: كل قف أَو حزن أَو مَوضِع من الْجبَال تحمى عَلَيْهِ
الشَّمْس حَتَّى ينشوي عَلَيْهِ اللَّحْم.
مقلوبه: (ب هـ ض)
البَهْضُ: مَا شَقَّ عَلَيْك، عَن كرَاع، وَهِي عَرَبِيَّة الْبَتَّةَ.
مقلوبه: (ض ب هـ)
الضَّبْهُ: مَوضِع، أنْشد ثَعْلَب لحذلمي:
فَضَارِبَ الضَّبْهِ وَذي الشُّجونِ
الْهَاء وَالضَّاد وَالْمِيم
هَضَمَ الدَّواءُ الطَّعامَ يَهْضِمه هَضْما: نهكه.
والهَضَامُ والهَضُومُ والهاضُوم: كل دَوَاء هَضَمَ طَعَامه كالجوارش.
وهَضَمَه يَهْضِمه هَضْما، واهْتَضَمه، وتَهَضَّمه: ظلمه وغصبه وقهره،
وَالِاسْم الهَضيمَة.
وَرجل هَضيمٌ: مظلوم.
وهَضَمَه هَضْما: نَقصه، وهَضَمَ لَهُ من حَقه يَهْضِمُ هَضْما: ترك
لَهُ مِنْهُ شَيْئا عَن طيب نفس.
وهَضَمَ الشَّيْء يَهْضِمه فَهُوَ مَهضُومٌ وهَضِيمٌ: كَسره.
وهَضَم لَهُ من مَاله يَهْضِم هَضْما: كسر وَأعْطى.
والهَضَّامُ: الْمُنفق لمَاله، وَهُوَ الهَضُوم أَيْضا، وَالْجمع
هُضُمٌ، قَالَ:
يَا حَبَّذا حِينَ تُمْسِي الرّيحُ بارِدَةً ... وَادي أُشَىٍّ
وفِتْيانٌ بِهِ هُضُمُ
وَيَد هَضُومٌ: تجود بِمَا لَدَيْهَا تلقيه فَمَا تبقيه، وَالْجمع
كالجمع، قَالَ الْأَعْشَى:
فأمَّا إِذا قَعَدُوا فِي النَّدِىّ ... فأحْلامُ عادٍ وأيْدٍ هُضُمْ
(4/203)
والهَضَمُ: خمص الْبَطن ولطف الكشح.
والهَضَمُ فِي الْإِنْسَان: قلَّة انجعار الجنبين ولطافتهما، وَرجل
أهْضَمُ وَامْرَأَة هَضْماءُ وهَضِيمٌ، وَكَذَلِكَ بطن هَضِيمٌ
ومَهْضُومٌ، وأهْضَمُ.
والهَضَمُ: استقامة الضلوع وانضمام أعالي الْبَطن، وَقيل الهَضَمُ:
استقامة الضلوع وَدخُول أعاليها، وَهُوَ من عُيُوب الْخَيل الَّتِي
تكون خلقَة قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:
خيطَ عل زَفرَةٍ فَتمَّ ولمْ ... يَرجِعْ إِلَى دِقَّةٍ وَلَا هَضِم
يَقُول: إِن هَذَا الْفرس لسعة جَوْفه، وإجفار محزمة كَأَنَّهُ زفر
فَلَمَّا اغترق نَفسه بنى على ذَلِك، فَلَزِمته تِلْكَ الزفرة، فصيغ
عَلَيْهَا لَا يفارقها، وَمثله قَول الآخر:
بُنِيَتْ مَعاقِمُها على مُطَوِائهَا
أَي كَأَنَّهَا تمطت فَلَمَّا تناءت أطرافها، ورحبت شحوتها صغت على
ذَلِك.
وَفرس أهضَمُ، قَالَ الْأَصْمَعِي، لم يسْبق الحلبة فرس أهضم قطّ،
وَإِنَّمَا الْفرس بعنقه وبطنه.
وَقَوله تَعَالَى: (ونَخلٍ طَلعُها هَضِيمٌ) أَي مُنهَضِم منضم فِي
جَوف الجف.
والهاضِم: مَا فِيهِ رخاوة أَو لين، صفة غالبة، وَقد هَضَمَه فانهضَم.
وقصبة مَهضومة ومُهَضَّمَةٌ وهَضيمٌ، للَّتِي يزمر بهَا، قَالَ لبيد
يصف نهيق الْحمار:
يُرَجِّعُ فِي الصُّوَى بِمُهَضَّماتٍ ... يَجُبْنَ الصَّدرَ مِن
قَصَبِ العَوالِي
شبه صَوت حلقه بمهضمات المزامير، قَالَ عنترة:
بَرَكَتْ على ماءِ الرِّداعِ كَأَنَّمَا ... بَرَكَتْ على قَصَبٍ
أجَشَّ مُهَضَّمِ
وَأنْشد ثَعْلَب لمَالِك بن نُوَيْرَة:
كأنَّ هَضِيما مِنْ سَرارٍ مُعَيَّنا ... تَعاوَرَهُ أجْوافُها مَطلَعَ
الفجرِ
(4/204)
والهَضْم والهِضْمُ: المطمئن من الأَرْض، وَقيل:
بطن الْوَادي، وَقيل: غمْضٌ رُبمَا أنبت، وَالْجمع أهضامٌ وهُضومٌ.
وَرجل أهضَمُ: غليظ الثنايا.
وأهضَم الْمهْر للإرباع: دنا مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الفصيل والبهمة،
إِلَّا أَنه فيهمَا للأرباع والأسداس جَمِيعًا.
والمَهضومةُ: ضرب من الطّيب يخلط بالمسك والبان.
والأهضامُ: البخور، وَقيل: هُوَ كل شَيْء يتبخر بِهِ غير الْعود
واللبنى، وَاحِدهَا هِضْمٌ وهَضْمٌ وهَضْمَةٌ، على توهم حذف الزَّائِد.
وأهضامُ تبَالَة: قراها.
وَبَنُو مُهَضَّمَةَ: حَيّ.
الْهَاء وَالصَّاد وَالدَّال
صَهَدَتْه الشَّمْس تَصْهَده صَهْداً وصَهَدانا: أَصَابَته وحميت
عَلَيْهِ.
والصَّيْهَدُ: شدَّة الْحر، قَالَ أُميَّة:
فَأورَدها فَيْحُ نَجمِ الفُرو ... غِ مِن صَيهَدٍ الصَّيفِ بَردَ
السِّمالِ
وَقَالَ أَبُو عبيد: الصَّيهَد هُنَا: السراب، وَهُوَ خطأ.
وهاجرة صَيْهَدٌ وصَيْهُودٌ: حارة.
والصَّيْهَد: الطَّوِيل.
والصَّهُودُ: الجسيم.
الْهَاء وَالصَّاد وَالرَّاء
هَصَرَ الشَّيْء يَهْصِرُه هَصْراً: جبذه وأماله.
والهَصْرُ: عطف الشَّيْء الرطب، كالغصن وَنَحْوه وكسره من غير بينونة،
وَقيل: هُوَ
(4/205)
عطفك أَي شَيْء، كَانَ هَصَرَهَ يَهْصِرُه هَصْراً
فانهصَر، واهتصَرَه، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الانهِصار والاهتِصار:
سُقُوط الْغُصْن على الأَرْض، وَأَصله فِي الشَّجَرَة، واستعاره أَبُو
ذُؤَيْب فِي الْعرض فَقَالَ:
وَيلُ أمِّ قَتْلَى فُوَيْقَ القاعِ من عُشَرٍ ... مِن آلِ عُجَرَةَ
أمسَى جَدُّهم هُصِرَا
وَأسد هَصُورٌ وهَيْصَرٌ وهَيصارٌ وهَصًّارٌ ومِهصَرٌ وهُصَرَةٌ
وهُصَرٌ ومُهتَصِرٌ: يكسر ويميل، من ذَلِك أنْشد ثَعْلَب:
وخَيْلٍ قد دَلَفْتُ لَهَا بِخَيْلٍ ... عَلَيْهَا الأُسدُ تَهتَصِرُ
اهتِصار
والهَصْرُ: شدَّة الغمز، وَرجل هَصِرٌ وهُصَر. وهَصَرَ قرنه يَهصِرُه
هَصراً: غمزه.
والمُهاصِرِيُّ: ضرب من البرود.
والهَصْرَة والهَصَرَةُ: خرزة يُؤْخَذ بهَا الرِّجَال.
وهاصِرٌ وهَصَّارٌ ومُهاصِرٌ: أَسمَاء.
مقلوبه: (ص هـ ر)
الصِّهْر: الْقَرَابَة، والصِّهْر: حُرْمَة الختونة، وصِهْرُ الْقَوْم:
ختنهم، وَالْجمع أَصْهَار وصُهَراءُ، الْأَخِيرَة نادرة، وَقيل: أهل
بَيت الْمَرْأَة: أَصْهَار، وَأهل بَيت الرجل: أختَان، وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي: الصِّهرُ: زوج بنت الرجل وَزوج أُخْته، والختن أَبُو
امْرَأَة الرجل وأخو امْرَأَته، وَمن الْعَرَب من يجعلهم أصهارا كلهم،
وَقد صاهر فيهم، وصاههم، أنْشد ثَعْلَب:
حَرائِرُ صاهَرْنَ المُلوكَ ولمْ يَزَلْ ... على النَّاس مِن أبنائهنَّ
أميرُ
وأصْهَرَ بهم وإليهم: صَار فيهم صِهراً.
وأصْهَرَ: مَتَّ بالصِّهرِ.
وَرُبمَا كنوا بالصِّهْرِ عَن الْقَبْر، لأَنهم كَانُوا يئدون
الْبَنَات فيدفنونهن فَيَقُولُونَ: زوجناهن من الْقَبْر، ثمَّ اسْتعْمل
هَذَا اللَّفْظ فِي الْإِسْلَام، فَقيل: نعم الصِّهرُ الْقَبْر، وَقيل:
إِنَّمَا هَذَا على الْمثل، أَي الَّذِي يقوم مقَام الصهر، وَهُوَ
الصَّحِيح.
وصَهَرَتْه الشَّمْس: تَصْهَرُه صَهراً: اشْتَدَّ عَلَيْهِ حرهَا
حَتَّى آلم دماغه، وانصَهَر هُوَ، قَالَ ابْن أَحْمَر:
(4/206)
تَروِي لَقىً أُلقِىَ فِي صَفصَفٍ ... تَصهَرُه
الشمسُ فَمَا يَنصَهِرْ
تروى: تَسوق إِلَيْهِ المَاء، أَي تصير لَهُ كالراوية، يُقَال: رويت
أَهلِي وَعَلَيْهِم ريا: أتيتهم بِالْمَاءِ.
والصَّهْرُ: الْحَار: حَكَاهُ كرَاع، وَأنْشد:
إِذْ لَا تزالُ لكمْ مُغَرْغِرَة ... تَغْلى وأعْلى لَوِنها صَهْرُ
فعلى هَذَا يُقَال: شَيْء صَهْرٌ: حَار.
وصَهَرَ الشَّحْم وَنَحْوه يَصْهَرُه صَهراً: أذابه. وَفِي
التَّنْزِيل: (يُصْهَرُ بِه مَا فِي بُطونهم والجُلودُ) أَي يذاب.
واصطَهرَه: أذابه وَأكله.
والصُّهارة: مَا أذبت مِنْهُ، وَقيل: كل قِطْعَة من الشَّحْم صغرت أَو
عظمت: صُهارَةٌ.
وَمَا بالبعير صُهارةٌ، أَي نقى، وَهُوَ المخ.
واصطَهَر الحرباء: تلألأ ظَهره من شدَّة حر الشَّمْس.
والصَّيْهورُ: شبه مِنْبَر يعْمل من طين أَو خشب يوضع عَلَيْهِ مَتَاع
الْبَيْت من صفر أَو نَحوه، وَلَيْسَ بثبت.
والصَّاهور: غلاف الْقَمَر، أعجمي مُعرب.
مقلوبه: (ر هـ ص)
الرَّهَص: أَن يُصِيب الْحجر حافرا أَو منسما فيذوى بَاطِنه، وَقد
رُهِصَت الدَّابَّة رَهْصًا، ورَهِصَتْ، وأرْهصَها الله، وَالِاسْم
الرَّهْصَة.
ودابة رَهِيصٌ ورَهيصَةٌ: مرهوصة، وَالْجمع رهصى.
والرَّواهِصُ من الْحِجَارَة: الَّتِي ترهص الدَّابَّة إِذا وطئتها،
وَقيل: هِيَ الثَّابِتَة الملتزقة المتراصة، واحدتها راهِصَة.
والرَّهْصُ: شدَّة الْعَصْر.
(4/207)
ورَهَصَه فِي الْأَمر رَهْصًا: لامه، وَقيل:
استعجله.
ورُهِصَ الْحَائِط: دعم.
والرِّهْصُ: سفل عرق الْحَائِط.
والرِّهْصُ: الطين الَّذِي يَجْعَل بعضه على بعض فيبنى بِهِ، قَالَ
ابْن دُرَيْد: لَا أَدْرِي مَا صِحَّته، غير انهم قد تكلمُوا بِهِ.
والرَّهَّاص: الَّذِي يعْمل الرِّهْصَ.
والمَرْهَصَة: الدرجَة والمرتبة، قَالَ الْأَعْشَى:
رَمَى بِكَ فِي أُخراهُم تَركُكَ العُلا ... وفُضِّلَ أقوامٌ عَلَيْك
مَراهِصَا
والإرهاص: الْإِثْبَات، وَاسْتَعْملهُ أَبُو حنيفَة فِي الْمَطَر
فَقَالَ: وَأما الفرغ الْمُقدم فَإِن نوءه من الأنواء الْمَشْهُورَة
الْمَذْكُورَة المحمودة النافعة، لِأَنَّهُ إرهاص للوسمى، وَعِنْدِي
انه يُرِيد إِنَّهَا مُقَدّمَة لَهُ وإيذان بِهِ.
والإرهاص على الذَّنب: الْإِصْرَار عَلَيْهِ، وَفِي الحَدِيث: " وَإِن
ذَنبه لم يكن عَن إرهاص ".
والأسد الرَّهيصُ: من فرسَان الْعَرَب مَعْرُوف.
الْهَاء وَالصَّاد وَاللَّام
الصَّهَلُ: حِدة الصَّوْت مَعَ بحح، كالصَّحَل.
والصَّهيلُ: من أصوات الْخَيل، صَهَل يَصْهَل ويَصهِل صَهِيلا.
وَفرس صَهَّالٌ: كثير الصَّهيل.
وَرجل ذُو صاهِلٍ: شَدِيد الصِّيالِ والهياج.
والصاهِلُ من الْإِبِل: الَّذِي يخبط بِيَدِهِ وَرجله وَتسمع لجوفه
دويا من عزة نَفسه.
وصاهِلةُ: اسْم.
وَبَنُو صاهِلَةَ: بطن.
(4/208)
الْهَاء وَالصَّاد وَالنُّون
النَّهْصُ: الظُّلم، وَقد تقدّمت فِي الضَّاد، وَهُوَ الصَّحِيح.
الْهَاء وَالصَّاد وَالْبَاء
هَبِصَ الْكَلْب: حرص على الصَّيْد وقلق نَحوه.
وهَبِصَ هَبْصَاً وهبَصاً، وَهُوَ هَبِصٌ وهابِصٌ: نشط ونزق، وَقَالَ
اللحياني: قفز، ونزا والمعنيان متقاربان، وَالِاسْم الهبَصَي.
وهبَصَ يَهبِصُ هَبْصاً: مَشى عجلا.
مقلوبه: (ص هـ ب)
الصَّهَب والصُّهبَة: أَن تعلو الشّعْر حمرَة وأصوله سود، فَإِذا دهن
خيل إِلَيْك انه أسود، وَقيل، هُوَ أَن يحمر الشّعْر كُله، صَهِبَ
صهَبا، واصهَبَّ، واصهابَّ، وَهُوَ أصهَبُ. وَقيل: الأصهبُ من الشّعْر:
الَّذِي تخلط بياضه حمرَة.
والأصهَب من الْإِبِل: الَّذِي لَيْسَ بشديد الْبيَاض، وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي: الْعَرَب قَول: قُرَيْش الْإِبِل: صُهْبُها وأدمها،
يذهبون فِي ذَلِك إِلَى تشريفها على سَائِر الْإِبِل، وَقد أوضحُوا
ذَلِك بقَوْلهمْ: خير الْإِبِل صُهُبها وحمرها، فجعلوها خير الْإِبِل،
كَمَا أَن قُريْشًا خير النَّاس عِنْدهم.
وَيُقَال للأعداء: صُهْبُ السبال وَإِن لم يَكُونُوا كَذَلِك، قَالَ:
جَاءُوا يَجرُّون الحديدَ جَرَّا
صُهبَ السِّبالِ يَبتغونَ الشَّرَّا
وَإِنَّمَا يُرِيد أَن عداوتهم لنا كعداوة الرّوم، وَالروم صُهبُ
السبال والشعور، وَإِلَّا فهم عرب، وألوانهم الأدمة والسمرة والسواد.
والصَّهباءُ: الْخمر، قيل: هِيَ الَّتِي عصرت من عِنَب بيض، وَقيل:
هِيَ تكون مِنْهُ وَمن غَيره، وَذَلِكَ إِذا ضربت إِلَى الْبيَاض،
قَالَ أَبُو حنيفَة: الصَّهباءُ: اسْم لَهَا كَالْعلمِ، وَقد جَاءَ
بِغَيْر ألف وَلَام، لِأَنَّهَا فِي الأَصْل صفة. قَالَ الْأَعْشَى:
(4/209)
وصَهباءَ طافَ يَهودِيُّها ... وأبْرزَها
وَعَلَيْهَا خَتَم
وأصهَبَ الرجل: ولد لَهُ أَوْلَاد صُهْبٌ.
والصُّهابِيُّ كالأصهَبِ، وَقَول هميان:
يُطيرُ عَنْهَا الوبَرَ الصُّهابِجا
أَرَادَ الصُّهابِيَّ، فَخفف وأبدل، وَقَول العجاج:
بِشعْشَعانِيٍّ صُهابِيٍّ هَدلْ
إِنَّمَا عَنى بِهِ المشفر وَحده، وَصفه بِمَا تُوصَف بِهِ الْجُمْلَة.
وصُهْبَى: اسْم فرس النمر بن تولب، وَإِيَّاهَا عَنى بقوله:
لقد غدَوتْ بِصُهْبَي وَهِي مُلهِبةٌ ... إلهابُها كضِرامِ النارِ فِي
الشِّيحِ
وَلَا أَدْرِي أشتقه من الصِّهَب الَّذِي هُوَ اللَّوْن، أم ارتجله
علما.
والصُّهابِيُّ: الوافر الَّذِي لم ينقص.
وَنعم صُهابِيٌّ: لم تُؤْخَذ صدقته، بل هُوَ بوفره.
والصُّهابِيُّ من الرِّجَال: الَّذِي لَا ديوَان لَهُ.
وَرجل صَيْهَبٌ: طَوِيل.
وصخرة صَيْهَبٌ: صلبة.
وَيَوْم صَيْهَبٌ: شَدِيد الْحر.
والصَّيْهَب: شدَّة الْحر، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَحده، وَلم يحكه
غَيره إِلَّا وَصفا.
وصُهابُ: مَوضِع: جَعَلُوهُ اسْما للبقعة، وَأنْشد الْأَصْمَعِي:
وأَّبِى الَّذِي تركَ الملوكَ وجَمعَهم ... بِصُهابَ هامِدُة كأمسِ
الدابرِ
(4/210)
وصُهَيبُ بن سِنَان: رجل، وَهُوَ الَّذِي أَرَادَهُ
الْمُشْركُونَ مَعَ نفر مَعَه على ترك الْإِسْلَام وَقتلُوا بعض
النَّفر الَّذين كَانُوا مَعَه، فَقَالَ لَهُم صُهَيبٌ: أَنا شيخ
كَبِير إِن كنت عَلَيْكُم لم أضركم وَإِن كنت مَعكُمْ لم أنفعكم،
فخلوني وَمَا أَنا عَلَيْهِ وخذوا مَالِي، فقبلوا مِنْهُ، وأتى
الْمَدِينَة فَلَقِيَهُ أَبُو بكر الصّديق، فَقَالَ لَهُ: ربح البيع
يَا صُهَيبُ، فَقَالَ لَهُ: وَأَنت ربح بيعك يَا أَبَا بكر، وتلا
قَوْله تَعَالَى: (ومن الناسِ مَن يْشِري نَفسَه ابتِغاءَ مَرضاةِ
اللهِ) .
الْهَاء وَالصَّاد وَالْمِيم
الهَصْمُ: الْكسر: وناب هَيْصَمٌ: يكسر كل شَيْء، وَأسد هَيصَمٌ، من
ذَلِك. وَقيل: سمى بِهِ لِشِدَّتِهِ، وَقيل: الهَيْصَم: اسْم للأسد.
والهَيْصَم: حجر أملس تتَّخذ مِنْهُ الحقاق. وَأكْثر مَا يتَكَلَّم
بِهِ بَنو تَمِيم، وَرُبمَا قلبت فِيهِ الصَّاد زايا.
وهَيصَمٌ: رجل.
والهَصَمْصَمُ: الْأسد.
مقلوبه: (هـ م ص)
الهَمَصَة: هنة تبقى من الدبرة فِي غارب الْبَعِير.
مقلوبه: (ص هـ م)
الصَّيْهَم: الشَّديد قَالَ:
فَغدا على الرُّكبانِ غيرَ مُهَلَّلٍ ... بِهِراوةٍ شَكِسِ الخليقةِ
صَيِهَمِ
والصَّيْهَم: الْجمل الضخم.
والصّيْهَمُ: الَّذِي يرفع رَأسه، وَقيل: هُوَ الْعَظِيم الغليظ،
وَقيل: هُوَ الْجيد الْبضْعَة، وَقيل: هُوَ الْقصير، مثل بِهِ
سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي.
والصِّهْمِيمُ من الرِّجَال: الشجاع الَّذِي يركب رَأسه لَا يثنيه
شَيْء عَمَّا يُرِيد.
والصِّهميمُ من الْإِبِل: الشَّديد النَّفس الْمُمْتَنع السَّيئ
الْخلق، وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يرغو،
(4/211)
وَسُئِلَ رجل من أهل الْبَادِيَة عَن الصِّهْميِمِ
فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يزم بِأَنْفِهِ، ويخبط بيدَيْهِ، ويركض برجليه
قَالَ ابْن مقبل:
وقرَّبوا كلَّ صِهْمِيمٍ مناكِبُه ... إِذا تَداكأَ مِنْهُ دفعُه
شَنَفا
وَقَالَ يَعْقُوب: مناكبه: نواحيه: تداكأ: تدافع، وتدافعه: سيره.
الْهَاء وَالسِّين والطاء
هَطَس الشَّيْء يَهْطِسُه هَطْسا: كَسره، حَكَاهُ ابْن دُرَيْد، قَالَ:
وَلَيْسَ بثبت.
الْهَاء وَالسِّين وَالدَّال
هَدَسَه يَهْدِسُه هَدْسا: طرده وزجره. يَمَانِية مماته.
والهَدَس: شجر، وَهُوَ عِنْد أهل الْيمن الآس.
مقلوبه: (س هـ د)
سَهَدَ يَسْهَدُ سَهَداً وسُهْداً وسُهادا: لم ينم.
وَرجل سُهُدٌ: قَلِيل النّوم، قَالَ أَبُو كَبِير:
فَأتَتْ بهِ حوشَ الفؤادِ مُبَطَّنا ... سُهُدا إِذا مَا نامَ لَيلُ
الهَوْجَلِ
وَعين سُهُدٌ: كَذَلِك.
وَقد سَهَّده الْهم والوجع.
وَمَا رَأَيْت من فلَان سَهْدةً، أَي أَمر أعْتَمد عَلَيْهِ من خير أَو
بركَة أَو كَلَام مقنع وَشَيْء سَهْدٌ مَهْدٌ، أَي حسن.
والسَّهْوَدُ: الطَّوِيل الشَّديد.
وسُهدَدُ: اسْم جبل، لَا ينْصَرف، كَأَنَّهُ يذهبون بِهِ إِلَى
الصَّخْرَة أَو الْبقْعَة.
مقلوبه: (د هـ س)
الدُّهْسَة: لون يعلوه أدنى سَواد يكون فِي الرمال والمعز.
(4/212)
وَرمل أدْهَسُ، والدَّهاسُ من الرمل: مَا كَانَ
كَذَلِك لَا ينْبت شَجرا، وتغيب فِيهِ القوائم، وَقيل: هُوَ كل لين سهل
لَا يبلغ أَن يكون رملا وَلَيْسَ بِتُرَاب وَلَا طين، وَقَالَ ذُو
الرمة:
جَاءَت من البَيْضِ زُعراً لَا لِباسَ لَهَا ... إِلَّا الدَّهاسُ
وأمٌّ بُرَّةٌ وأبُ
وَهِي الدَّهَس.
وَقيل الدَّهَس: الأَرْض السهلة يثقل فِيهَا الْمَشْي، وَقيل: هِيَ
الأَرْض الَّتِي لَا يغلب عَلَيْهَا لون الأَرْض وَلَا لون النَّبَات،
وَذَلِكَ فِي أول نباتها، وَالْجمع أدهاسٌ، وَقد ادْهاسَّتِ الأَرْض.
وأَدْهَسَ الْقَوْم: سَارُوا فِي الدَّهَسِ، كَمَا يُقَال: أوعثوا:
سَارُوا فِي الوعث.
والدَّهْساءُ من الضَّأْن: الَّتِي على لون الدَّهَسِ.
والدَّهْساء من الْمعز كالصدآء، إِلَّا إِنَّهَا أقل مِنْهَا حمرَة.
مقلوبه: (س د هـ)
السَّدَه والسُّداهُ: شَبيه بالدَّهش، وَقد سَدِهَ.
الْهَاء وَالسِّين وَالتَّاء
السَّتْه، والسَّتَه، والإسْت مَعْرُوفَة، وَهُوَ من الْمَحْذُوف
المجتلبة لَهُ ألف الْوَصْل، وَقد يستعار ذَلِك للدهر، وَقَوله أنْشدهُ
ثَعْلَب:
إِذا كَشَفَ الْيَوْم العَماسُ عَن أسْتِهِ ... فَلَا يَرتَدِي مِثلي
وَلَا يَتنعَّمُ
يجوز أَن تكون الْهَاء فِيهِ رَاجِعَة إِلَى الْيَوْم، وَيجوز أَن تكون
رَاجِعَة إِلَى رجل مهجو، وَالْجمع أستاه، قَالَ عَامر بن عقيل
السَّعْدِيّ، وَهُوَ جَاهِل:
رِقابٌ كالمَواجنِ خاظِياتٌ ... وأستاهٌ على الأكوارِ كومُ
خاظيات: غِلَاظ سمان.
(4/213)
وَيُقَال: سَهٌ، وسُهٌ، فِي هَذَا الْمَعْنى
بِحَذْف الْعين قَالَ:
إنَّ عُبَيدًا هِيَ صِبيانُ السَّهْ
والسَّتَه: عظم الإست.
وَرجل أستَه: عَظِيم الإست، وَالْجمع سُتْهٌ، وسُتْهانٌ هَذِه عَن
اللحياني، وَامْرَأَة سَتْهاءُ، كَذَلِك، وَرجل سُتهُمٌ، وَالْأُنْثَى
سُتْهُمَةٌ كَذَلِك، وَالْمِيم زَائِدَة.
وسَتهْتُه أستَهُهُ سَتْها: ضربت أسته.
وَجَاء يَسْتَهُه، أَي يتبعهُ من خَلفه لَا يُفَارِقهُ، لِأَنَّهُ
يَتْلُو أسته.
والأستَه والسَّتِهُ: الطَّالِب للاسْتِ، وَهُوَ على النّسَب، كَمَا
يُقَال: رجل حرح، التَّمْثِيل لسيبويه.
وَكَانَ ذَلِك على أسْتِ الدَّهْر، أَي قدمه، قَالَ أَبُو نخيلة:
مَا زالَ مَجْنُوناً على أسْتِ الدَّهرِ
الْهَاء وَالسِّين وَالرَّاء
هَرَسَ الشَّيْء يَهْرِسُه هَرْسا: دقه وكسره، وَقيل: الهَرْسُ: دقك
الشَّيْء ولبينه وَبَين الأَرْض وقاية، وَقيل: هُوَ دقك إِيَّاه
بالشَّيْء العريض.
والمِهراسُ: الْآلَة المهروس بهَا.
والهَرِيس: مَا هُرِس، وَقيل: الهَرِيسُ: الْحبّ المهروس قبل أَن يطْبخ
فَإِذا طبخ فَهُوَ الهَريسةُ.
وَأسد هَرَّاسٌ: يَهرِس كل شَيْء.
والهِرْماسُ: من أَسمَاء الْأسد، وَقيل: هُوَ الشَّديد من السبَاع،
فعمال من الهَرْسِ على مَذْهَب الْخَلِيل، وَغَيره يَجعله فعلال،
وَسَيَأْتِي ذكره.
وهَرَس يَهرِس هَرْسا: أخْفى أكله، وَقيل: بَالغ فِيهِ، فَكَأَنَّهُ
ضد.
وإبل مَهاريسُ: شَدِيدَة الْأكل.
(4/214)
والهَرِس والأَهْرَس: الشَّديد المراس من الْأسد.
والهِرْسُ: الثَّوْب الْخلق، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
صِفْرِ المَباءَةِ ذِي هِرْسَينِ مُنعَجِفٍ ... إِذا نَظَرتَ إليهِ
قُلتَ قد فَرَجا
والهَرَاسُ: شجر كثير الشوك، قَالَ النَّابِغَة:
فَبِتُّ كأنَّ العائِداتِ فَرَشْنَنِي ... هَراسا بِهِ يُعلَى فِراشِي
ويُقْشَبُ
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الهَراسُ من أَحْرَار الْبُقُول، واحدته
هَراسَةٌ، وَبِه سمى الرجل.
وَأَرْض هَرِسَةٌ: ينْبت فِيهَا الهَراسُ.
والمِهْراسُ: حجر مستطيل منقور يتَوَضَّأ مِنْهُ.
والمِهراسُ: مَوضِع. ويقل: مِهراسٌ أَيْضا، قَالَ الْأَعْشَى:
فَرُكنِ مِهراسٍ إِلَى مارِدٍ ... فَقاعِ مَنفوحَةَ ذِي الحائِرِ
مقلوبه: (س هـ ر)
سَهِرَ سَهَراً: لم ينم لَيْلًا، وَمن دُعَاء الْعَرَب على
الْإِنْسَان: مَاله سَهِرَ وعَبِرَ.
وَقد أسهَرَني الْهم والوجع، قَالَ ذُو الرمة وَوصف حميرا وَردت مصايد:
وَقد أسْهَرَتْ ذَا أسهُمٍ باتَ جاذِلا ... لهُ فَوقَ زُجَّىْ
مِرْفَقَيهِ وَحاوِحُ
وَرجل سَهَّارُ الْعين: لَا يغلبه النّوم، عَن اللحياني.
وَقَالُوا: ليل ساهِرٌ، أَي ذُو سَهَرٍ، كَمَا قَالُوا: ليل نَائِم،
وَقَول النَّابِغَة:
كتَمتُك لَيْلًا بالجَمُومَينِ ساهِرا ... وهَمَّينِ: هَمًّا
مُستَكِنًّا وظاهِرا
جوز أَن يكون ساهرا نعتا لِليْل، جعله ساهرا على الاتساع، وَأَن يكون
حَالا من التَّاء فِي كتمتك، وَقَول أبي كَبِير:
(4/215)
فسَهِرْتُ عَنْهَا الكالِئَينِ فَلم أَنمْ ...
حَتَّى التَفَتُّ إِلَى السِّماكِ الأعزَلِ
أَرَادَ: سَهِرْت مَعَهُمَا حَتَّى نَامَا.
والساهِرَة: الأَرْض، وَقيل: وَجههَا، وَفِي التَّنْزِيل: (فَإِذا هُم
بِالساهِرَةِ) وَقيل: الساهِرَةُ: الفلاة، قَالَ أَبُو كَبِير:
يَرْتَدنَ ساهِرَةً كأنَّ حَميمَها ... وعَميمَها أسدافُ لَيلٍ مُظلِمِ
وَقيل هِيَ الأَرْض الَّتِي لم تُوطأ، وَقيل: هِيَ أَرض يجددها الله
يَوْم الْقِيَامَة.
والأسهَرانِ: عرقان يصعدان من الْأُنْثَيَيْنِ حَتَّى يجتمعا عِنْد
بَاطِن الفيشلة، وهما عرقا المنى، وَقيل: هما العرقان اللَّذَان يندران
من الذّكر عِنْد الإنعاظ، وَقيل: هما عرقان فِي الْمَتْن يجْرِي فيهمَا
المَاء ثمَّ يَقع فِي الذّكر، قَالَ الشماخ:
تُوائِلُ مِن مِصَكٍّ أنصَبَتهُ ... حَوالِبُ أَسْهَرَيهِ بالذَّنِينِ
وَأنكر الْأَصْمَعِي الأسهَرَينِ قَالَ: وَإِنَّمَا الرِّوَايَة
أسهَرَتهُ، أَي لم تَدعه ينَام. وَذكر أَن أَبَا عُبَيْدَة غلط، قَالَ
أَبُو حَاتِم، وَهُوَ فِي كتاب عبد الْغفار الْخُزَاعِيّ، وَإِنَّمَا
اخذ كِتَابه فَزَاد فِيهِ، اعني كتاب صفة الْخَيل، وَلم يكن لأبي
عُبَيْدَة علم بِصفة الْخَيل، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَو أحضرته فرسا
وَقيل: ضع يدك على شَيْء مِنْهُ مَا درى أَيْن يَضَعهَا.
والأَسْهَرانِ: عرقان فِي الْأنف، وَقيل: عرقان فِي الْعين.
والساهِرَة والسَّاهور، كالغلاف للقمر يدْخل فِيهِ إِذا كسف. قَالَ
أُميَّة:
قَمرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغمَدُ
وَقَالَ آخر يصف امْرَأَة:
(4/216)
كأنَّها عِرقُ سامٍ عِنْد ضارِبهِ ... أَو فِلْقَةٌ
مِن جَوِف ساهورِ
يَعْنِي شقة الْقَمَر.
والساهور والسَّهَرُ: نفس الْقَمَر.
والسَّاهُورُ: دارة الْقَمَر كِلَاهُمَا سرياني.
مقلوبه: (ر هـ س)
رَهسَه يَرْهَسُه رَهْساً: وَطئه وطأ شَدِيدا.
الْهَاء وَالسِّين وَاللَّام
الهَلْسُ والهُلاس: شبه السلال من الهزال.
وهلَسَه الدَّاء يَهْلِسُه هَلْسا: خامره، قَالَ الْكُمَيْت:
يُعالِجنَ أدواءَ السُّلالِ الهَوالِسا
والمَهْلُوس من الرِّجَال: الَّذِي يَأْكُل وَلَا يرى اثر ذَلِك فِي
جِسْمه.
وَركب مَهْلُوسٌ: قَلِيل اللَّحْم لازق على الْعظم يَابِس، وَقد هُلِسَ
هَلْسا.
وَرجل مُهْتَلَس الْعقل: ذاهبه.
وأهلَس فِي الضحك: أخفاه، قَالَ:
تَضحك مني ضَحِكا إهْلاسا
أَرَادَ: ذَا إهلاسٍ، وَإِن شِئْت جعلته بَدَلا من ضحك.
وهالَسَ الرجل: ساره، قَالَ حميد بن ثَوْر:
مُهالَسَةً والسِّتْرُ بيني وبينهُ ... بِداراً كتَحليلِ القَطا جازَ
بالضَّحْلِ
مقلوبه: (س هـ ل)
السَّهْلُ: كل شَيْء إِلَى اللين وَقلة الخشونة، وَالنّسب إِلَى سهلي،
على غير قِيَاس.
(4/217)
والسَّهِلُ كالسَّهْلِ، قَالَ الْجَعْدِي يصف
سحابا:
حَتَّى إِذا هَبطَ الأفلاجَ وانقطَعتْ ... عنهُ الجَنُوبُ وحلَّ
الغائِطَ السَّهِلا
وَقد سَهُلَ سُهولةً.
وسَهَّلَه: صيره سَهْلا، وَفِي الدُّعَاء: سَهَّلَ الله عَلَيْك
الْأَمر وَلَك، أَي حمل مؤونته عَنْك وخفف عَلَيْك.
والسَّهْل من الأَرْض: نقيض الْحزن، وَهُوَ من الْأَسْمَاء الَّتِي
أجريت مجْرى الظروف وَالْجمع سُهُولٌ.
وَأَرْض سَهلةٌ وَقد سَهُلتْ سهولةً، جَاءُوا بِهِ على بِنَاء وضده،
وَهُوَ قَوْلهم حزنت حزونة.
وأسهَلَ الْقَوْم: صَارُوا فِي السَّهْلِ، وَقَول غيلَان الربعِي يصف
حلبة:
وأسْهَلوهنَّ دُقاقَ البَطحاءْ
إِنَّمَا أَرَادَ أسْهلوا بِهن فِي دقاق الْبَطْحَاء، فَحذف الْحَرْف،
وأوصل الْفِعْل.
وبعير سُهْلِيٌّ: يرْعَى فِي السُّهولةِ.
وَرجل سَهْلُ الْوَجْه، عَن اللحياني، وَلم يفسره، وَعِنْدِي انه
يَعْنِي بذلك قلَّة لَحْمه، وَهُوَ مَا يستحسن.
والسّهْلَة: راب كالرمل يَجِيء بِهِ المَاء.
وَأَرْض سَهِلَةٌ: كَثِيرَة السَّهْلَةِ.
وإسْهالُ الْبَطن كالخلفة، وَقد أُسْهِلَ الرجل وأُسْهِلَ بَطْنه،
وأسْهَلَه الدَّوَاء.
والسَّهْلُ: الْغُرَاب.
وسَهْلٌ وسُهَيْلٌ: اسمان.
وسُهَيلٌ: كَوْكَب يمَان.
مقلوبه: (ل هـ س)
لَهَسَ الصَّبِي ثدي أمه لَهْسا: لطعه بِلِسَانِهِ وَلم يمصصه.
والمُلاهِس: المزاحم على الطَّعَام من الْحِرْص قَالَ:
(4/218)
مُلاهِسُ القومِ على الطعامِ
وجائِزٌ فِي قَرْقَف المُدامِ
شُربَ الهِجالِ الوُلَّهِ الهِيامِ
الْجَائِز: العابُّ فِي الشَّرَاب.
مقلوبه: (س ل هـ)
سَلِيهٌ مَلِيهٌ: لَا طعم لَهُ، كَقَوْلِك: سليخ مليخ، عَن ثَعْلَب.
الْهَاء وَالسِّين وَالنُّون
نَهَسَ الطَّعَام: تنَاول مِنْهُ.
ونَهَسَتْه الْحَيَّة: عضته، والشين لُغَة.
وناقة نَهُوس: عضوض، وَمِنْه قَول الْأَعرَابِي فِي وصف النَّاقة:
إِنَّهَا لعسوس ضوس شموس نهوس.
ونَهَسَ اللَّحْم يَنْهَسه نَهْساً ونَهسَانا: انتزعه بالثنايا
للْأَكْل.
ونسر مِنْهَسٌ، قَالَ العجاج:
مُضَبَّرُ اللَّحْيَينِ نَسْرا مِنْهَسا
وَرجل مَنْهُوسٌ ونَهيسٌ: قَلِيل اللَّحْم خَفِيف، قَالَ الأفوه الأودي
يصف فرسا:
يَغشَى الجَلاميدَ بأمثالِها ... مُرَكَّباتٍ فِي وَظيفٍ نَهيسْ
والنُّهَسُ: ضرب من الصرد، وَقيل: هُوَ طَائِر يصطاد العصافير: ويديم
تَحْرِيك ذَنبه، وَالْجمع نِهْسانٌ.
مقلوبه: (س ن هـ)
السَّنةُ: الْعَام، منقوصة، والذاهب مِنْهَا يجوز أَن يكون هَاء وواوا،
بِدَلِيل قَوْلهم فِي
(4/219)
جمعهَا: سَنَهاتٌ وسَنواتٌ، كَمَا أَن عضة كَذَلِك،
بِدَلِيل قَوْلهم: عضاه وعضوات.
والسَّنةُ مُطلقَة: السَّنةُ المجدبة، أوقعوا ذَلِك عَلَيْهَا إكبارا
لَهَا، وتشنيعا واستطالة، يُقَال: أَصَابَتْهُم السَّنةُ، وَالْجمع من
كل ذَلِك سَنَهاتٌ وسِنونَ، كسروا السِّين ليعلم بذلك انه قد أخرج عَن
بَابه إِلَى الْجمع بِالْوَاو وَالنُّون، وَقد قَالُوا سنينٌ، أنْشد
الْفَارِسِي:
دَعانِيَ مِن نَجدٍ فإنَّ سِنينَه ... لَعِبنَ بِنا شِيباً وشَيَّبنَنا
مُرْدا
فثبات نونه مَعَ الْإِضَافَة يدل على إِنَّهَا مشبهة بنُون قنسرين
فِيمَن قَالَ هَذِه قنسرين.
وسانَههَ مُسانَهَهً وسِناها، والأخيرة عَن اللحياني: عَامله بالسَّنةِ
واستأجره لَهَا.
وسانَهَت النَّخْلَة وَهِي سَنْهاءُ: حملت سَنةً وَلم تحمل أُخْرَى،
فَأَما قَوْله:
لَيسَتْ بِسَنهاءَ وَلَا رُجَّبِيَّةٍ ... وَلَكِن عَرايا فِي السنينَ
الجَوائِحِ
فقد تكون النَّخْلَة الَّتِي حملت عَاما وَلم تحمل آخر، وَقد تكون
الَّتِي أَصَابَهَا الجدب وأضرَّ بهَا، فنفى ذَلِك عَنْهَا.
وَأَرْض بني فلَان سَنةٌ، أَي مُجْدِبَة.
وسَنِهَ الطَّعَام وَالشرَاب سَنَها، وتَسَنَّهَ: تغير، وَعَلِيهِ وَجه
بَعضهم قَوْله تَعَالَى: (فانظُرْ إِلَى طَعامِك وشَرابِك لم
يَتَسَنَّهْ) .
الْهَاء وَالسِّين وَالْفَاء
السَّهَفُ، والسُّهاف: شدَّة الْعَطش، سَهِف سَهَفاً.
وَرجل ساهِفٌ ومَسْهوفٌ: عطشان.
وناقة مِسْهافٌ: سريعة الْعَطش.
والسَّهْفُ: تشحط الْقَتِيل فِي نَزعه واضطرابه.
والسَّهْفُ: حرشف السّمك.
والمَسْهَفَة: الْمَمَر، كالمسهكة، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
بِمَسْهَفَةِ الرِّعاءِ إِذا ... همُ راحوا وإنْ نَعَقُوا
(4/220)
وسَيْهَفٌ: اسْم.
مقلوبه: (س ف هـ)
السَّفَه والسَّفاهُ والسَّفاهة: خفَّة الْحلم، وَقيل: نقيض الْحلم،
وَقيل: الْجَهْل، وَهُوَ قريب بعضه من بعض، وَقد سَفِهَ حلمه ورأيه
وَنَفسه سَفَها وسَفاهَةً: حمله على السَّفَهِ، قَالَ اللحياني: هَذَا
هُوَ الْكَلَام العالي، قَالَ: وَبَعْضهمْ يَقُول: سَفُهَ، وَهِي
قَليلَة.
وسَفِهَ علينا وسَفُه: جهل، فَهُوَ سَفِيهٌ، وَالْجمع سُفَهاءُ
وسِفاهٌ، وَالْأُنْثَى سَفِيهةٌ، وَالْجمع سَفِيهاتٌ وسَفائِه وسُفُهٌ
وسِفاهٌ.
وسَفَّهَ الرجل: جعله سَفيها.
وسَفَّهه: نسبه إِلَى السَّفَهِ.
وسَفَّهَ الْجَهْل حلمه: أطاشه وأخفه، قَالَ:
وَلَا تُسَفِّهُ عندَ الوِردِ عَطْشَتُها ... أحلامَنا وشَرِيبُ
السَّوْءِ يَضْطَرِمُ
وسَفِهَ نَفسه: خسرها جهلا.
وَقَوله تَعَالَى: (ولَا تُؤتوا السُّفَهاءَ أموالكمُ الَّتِي جعَل
اللهُ لكُم قِياما) قَالَ اللحياني: بلغنَا انهم النِّسَاء وَالصبيان
الصغار، لأَنهم جُهَّالٌ بِموضع النَّفَقَة، قَالَ: وروى عَن ابْن
عَبَّاس أَنه قَالَ: " النِّسَاء أسفَهُ السُّفهاء ".
وَقَول الْمُشْركين للنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أتسفه
أَحْلَامنَا؟ مَعْنَاهُ: أتجهل أَحْلَامنَا؟ وَقَوله تَعَالَى: (فإنْ
كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحق سَفِيها أَو ضَعيفا) مَعْنَاهُ إِن كَانَ
جَاهِلا أَو صَغِيرا، وَقَالَ اللحياني: السَّفيهُ الْجَاهِل بالإملال،
وَهَذَا خطأ، لِأَنَّهُ قد قَالَ بعد هَذَا (أوْ لَا يستطيعُ أَن
يُمِلَّ هُوَ) .
وواد مُسْفَهٌ: مَمْلُوء، كَأَنَّهُ جَازَ الْحَد فَسَفُهَ، فَمُسفَهٌ
على هَذَا متوهم من بَاب أسفَهتُه: وجدته سَفيها، قَالَ عدي بن
الرّقاع:
فَمَا بهِ بَطنُ وادٍ غِبَّ نَضْحَتهِ ... وإنْ تَراغَبَ إِلَّا
مُسْفَهُ تَئِقُ
والسَّفَه: الخفة.
وثوب سَفِيهٌ: لهله سخيف.
(4/221)
وتَسفَّهتِ الرِّيَاح: اضْطَرَبَتْ.
وتَسَفَّهتِ الرّيح الغصون: حركتها واستخفتها، قَالَ ذُو الرمة:
مَشَيْنَ كَمَا اهتزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ ... أعالَيها مَرُّ
الرّياحِ النَّواسِمِ
وسَفِهَ المَاء سَفْهاً: أَكثر شربه فَلم يرو، وَالله أسفهه إِيَّاه،
وَحكى اللحياني: سَفِهتُ المَاء وسافَهتُه: شربته بِغَيْر رفق.
وسَفَهْتُ وسَفِهتُ، كِلَاهُمَا: شُغلت أَو شَغلت.
وسَفِهتُ نَصِيبي: نَسِيته، عَن ثَعْلَب.
الْهَاء وَالسِّين وَالْبَاء
السَّهْبُ والمُسْهِبُ والمُسْهَبُ: الشَّديد الجري البطيء الْعرق من
الْخَيل.
والمُسْهِبُ والمُسْهَبُ: الْكثير الْكَلَام، قَالَ الْجَعْدِي:
غَيرَ عَيِيٍّ وَلَا مُسْهِبِ
ويروى مُسْهَبِ وَقد اخْتلف فِي هَذِه الْكَلِمَة فَقَالَ أَبُو زيد:
المُسْهِب: الْكثير الْكَلَام، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أسهب الرجل
فَهُوَ مُسهَبٌ.
والمُسْهَبُ والمُسْهِبُ: الَّذِي لَا تَنْتَهِي نَفسه عَن شَيْء
طَمَعا وشرها.
وَرجل مُسْهَبٌ: ذَاهِب الْعقل، وَقيل: هُوَ الذَّاهِب الْعقل من لدغ
حَيَّة أَو عقرب، وَقيل: هُوَ الَّذِي يهذي من خرف.
والتَّسْهِيب: ذهَاب الْعقل، وَالْفِعْل مِنْهُ ممات، قَالَ ابْن هرمة:
أمْ لَا تَذَكَّرُ سَلمَى وهيَ نازِحةٌ ... إِلَّا اعتراكَ جَوَى سُقمٍ
وتَسهيبُ
وَرجل مُسْهَب الْجِسْم: إِذا ذهب جِسْمه من حب، عَن يَعْقُوب، وَحكى
اللحياني، رجل مُسْهِبُ الْعقل بِالْكَسْرِ، ومسهم، على الْبَدَل،
قَالَ: وَكَذَلِكَ الْجِسْم إِذا ذهب من شدَّة الْحبّ.
والمُسْهَبُ: الْمُتَغَيّر اللَّوْن من حب أَو فزع أَو مرض.
(4/222)
وَمَوْضِع مُسهِبٌ: لَا يمسك المَاء، عَن ابْن
الْأَعرَابِي.
والسُّهْبُ من الأَرْض: المستوى فِي سهولة، وَالْجمع سُهوبٌ، وَقيل:
سهُوبُ الفلاة: نَوَاحِيهَا الَّتِي لَا مَسْلَك فِيهَا.
وبئر سَهْبَةٌ: بعيدَة القعر.
والمُسهَبةُ من الْآبَار: الَّتِي تغلبك سهلتها حَتَّى لَا تقدر على
المَاء وتسهل.
وأسْهَب الْقَوْم: حفروا فَهَجَمُوا على الرمل أَو الرّيح، قَالَ:
حَوْضُ طَوِىُّ نِيلَ من إسهابِها
يَعتَلِجُ الآذِى مِن حَبابِها
وحفر الْقَوْم حَتَّى أسهَبوا، أَي لم يُصِيبُوا خيرا، هَذِه عَن
اللحياني.
والمُسهِب: الْغَالِب المكثر فِي عطائه.
وَمضى سَهْبٌ من اللَّيْل، أَي وَقت.
والسَّهْباءُ: بِئْر لبني سعد، وَهِي أَيْضا: رَوْضَة مَعْرُوفَة
مَخْصُوصَة بِهَذَا الِاسْم.
مقلوبه: (ب هـ س)
البَهْسُ: الْمقل مَا دَامَ رطبا، والشين لُغَة، وَقد تقدم.
والبَهْسُ: الجرأة.
وبَيْهَسٌ: من صِفَات الْأسد، مُشْتَقّ مِنْهُ.
وبُهَيْسَةُ: اسْم امْرَأَة، قَالَ نفر جد الطرماح:
أَلا قَالَت بُهَيْسَةُ مَا لِنَفْرٍ ... أرَاهُ غَيَّرَتْ مِنْهُ
الدُّهور
ويروى بُهَيْشَةٍ بالشين، وَقد تقدم.
مقلوبه: (س ب هـ)
السَّبَه: ذهَاب الْعقل من الْهَرم.
وَرجل مَسْبوهٌ، ومُسبَّهٌ وسَباهٍ: مدله ذَاهِب الْعقل، أنْشد ابْن
الْأَعرَابِي:
ومُنتَخَبٍ كأنَّ هالةَ أُمُّهُ ... سَباهِي الفُؤَادِ مَا يعيشُ
بِمَعْقُولِ
(4/223)
هالَةُ هُنَا: الشَّمْس، وَمُنْتَخب: حذر كَأَنَّهُ
لذكاء قلبه فزع، ويروى " كَأَن هَالة أمه " أَي هُوَ رَافع رَأسه صعدا
كَأَنَّهُ يطْلب الشَّمْس، فَكَأَنَّهَا أمه.
وَقَالَ كرَاع: السُّباهُ، بِضَم السِّين: الذَّاهِب الْعقل، وَهُوَ
أَيْضا الَّذِي كَأَنَّهُ مَجْنُون من نشاطه، وَالظَّاهِر من هَذَا انه
غلط، إِنَّمَا السُّباهُ: ذهَاب الْعقل، أَو النشاط الَّذِي كَأَنَّهُ
مَجْنُون.
وَرجل سَبِهٌ وسَباهٍ وسَباهِيَةٌ: متكبر.
الْهَاء وَالسِّين وَالْمِيم
هَسَمَ الشَّيْء يَهْسِمُه هَسْماً: كَسره.
مقلوبه: (هـ م س)
الهَمْسُ: الْخَفي من الصَّوْت وَالْوَطْء وَالْأكل، وَقد هَمسوا
الْكَلَام هَمْسا، وَفِي التَّنْزِيل: (فَلَا تَسمَعُ إِلَّا هَمْسا) .
والهَموس والهَمِيسُ جَمِيعًا، كالهْمسِ فِي جَمِيع هَذِه الْأَشْيَاء،
وَقيل: الهَمِيسُ: المضغ الَّذِي لَا يفغر بِهِ الْفَم، وَكَذَلِكَ
الْمَشْي الْخَفي الْحس قَالَ:
وهنَّ يَمشينَ بِنا هَميسا
وَقيل الهَمسُ والهَميسُ: حس الصَّوْت فِي الْفَم مِمَّا لَا إشراب
لَهُ من صَوت الصَّدْر، وَلَا جهارة فِي الْمنطق، وَلكنه كَلَام فِي
الْفَم كالسر.
وتَهامسَ الْقَوْم: تساروا، قَالَ:
فَتهامَسوا سِراً وَقَالُوا عَرِّسوا ... فِي غيرِ تَمئِنَةٍ بغيرِ
مُعَرَّسِ
والحروف المهموسة عشرَة أحرف، وَهِي: الْهَاء والحاء وَالْخَاء
وَالْكَاف والشين وَالصَّاد وَالتَّاء وَالسِّين والثاء وَالْفَاء،
ويجمعها فِي اللَّفْظ قَوْلك: " ستشحثك خصفة " قَالَ سِيبَوَيْهٍ:
وَأما المهموس فحرف ضعف الِاعْتِمَاد من مَوْضِعه حَتَّى جرى مَعَه
النَّفس: قَالَ بعض النَّحْوِيين: وَأَنت تعْتَبر ذَلِك بِأَنَّهُ قد
يمكنك تَكْرِير الْحَرْف مَعَ جري النَّفس نَحْو، سسسس كككك، هههه،
وَلَو تكلفت ذَلِك فِي المجهور لما أمكنك. قَالَ ابْن جني: فَأَما
حُرُوف
(4/224)
الهمس فَإِن الصَّوْت الَّذِي يخرج مَعهَا نفس،
وَلَيْسَ من صَوت الصَّدْر إِنَّمَا يخرج منسلا، وَلَيْسَ كنفخ الزَّاي
والظاء والذال وَالضَّاد، وَالرَّاء شَبيهَة بالضاد.
وَأسد هَمُوسٌ وهَمَّاسٌ: شَدِيد الغمز بضرسه قَالَ الْهُذلِيّ:
يَحمي الصَّريمةَ أُحدانُ الرّجالِ لهُ ... صَيْدٌ ومُجترِئ بالليلِ
هَمَّاس
مقلوبه: (س هـ م)
السَّهْمُ: الْحَظ، وَالْجمع سُهُمانٌ وسُهْمَة، الْأَخِيرَة كأخوة.
والسَّهْم: الْقدح الَّذِي يقارع بِهِ، وَالْجمع سِهامٌ.
واستْهَمَ الرّجلَانِ: تقارعا.
وساهمَ الْقَوْم فَسَهَمُهمْ سَهما: قارعهم فقرعهم.
والسَّهْم: وَاحِد النبل. وَهُوَ مركب النصل وَالْجمع أسهُمٌ وسِهامٌ.
وَبرد مُسَهَّمٌ: مخطط بصور على شكل السّهام، وَقَالَ اللحياني:
إِنَّمَا ذَلِك لوشي فِيهِ، قَالَ ذُو الرمة يصف دَارا:
كَأَنَّهَا بعدَ أحوالٍ مَضَيْنَ لَهَا ... بالأشيَمَيْنِ يَمانٍ فِيهِ
تَسهِيمُ
والسَّهْم: مِقْدَار سِتّ أَذْرع فِي معاملات النَّاس ومساحاتهم.
والسَّهْم: حجر يَجْعَل على بَاب الْبَيْت الَّذِي يبْنى للأسد ليصاد
فِيهِ. فَإِذا دخله وَقع الْحجر على الْبَاب فسده.
والسُّهْمَة: الْقَرَابَة قَالَ عبيد:
قدْ يوصَلُ النازح النَّائِي وقدْ ... يُقطَعُ ذُو السُّهْمَةِ
القَريبُ
والسُّهام والسَّهامُ: الضمر وَتغَير اللَّوْن وذبول الشفتين.
سَهَمَ يَسْهمُ سُهاما وسُهوما، وَقَول عنترة:
(4/225)
والخَيلُ ساهِمَةُ الوجوهِ كأنّما ... يُسقَى
فوارِسُها نَقيعَ الحَنْظَلِ
فسره ثَعْلَب فَقَالَ: إِنَّمَا أَرَادَ أَن أَصْحَاب الْخَيل
تَغَيَّرت ألوانهم مِمَّا بهم من الشدَّة، أَلا ترَاهُ قَالَ:
يُسقَى فَوارِسُها نَقيعَ الحَنْظَلِ
فَلَو كَانَ السُّهامُ للخيل أَنْفسهَا لقَالَ: كَأَنَّمَا تسقى نَقِيع
الحنظل.
وَفرس ساهِمُ الْوَجْه، مَحْمُول على كريهة الجري وَقد سُهِمَ،
وَكَذَلِكَ الرجل إِذا حمل على كريهة الْحَرْب.
والسُّهُوم: العبوس من الْهم، قَالَ:
إنْ أَكُنْ موثَقاً لِكِسرَى أَسِيرًا ... فِي هُمومٍ وكُربَةٍ وسُهومِ
رَهنَ قَيدٍ فَمَا وَجدتُ بَلاءً ... كإسارِ الكريمِ عندَ اللَّئيمِ
والسُّهام دَاء يَأْخُذ الْإِبِل.
والسَّهام: وهج الصَّيف وغبارته، قَالَ ذُو الرمة:
كأنا على أولادِ أحقَبَ لاحَهُ ... رَمىُ السَّفا أنفاسَها بِسَهامِ
والسَّهام: لعاب الشَّيْطَان، قَالَ بشر بن أبي خازم:
وأرضٌ تَعِزفُ الجِنَّانُ فِيهَا ... فَيافِيها يَطيرُ بِها السَّهام
والسَّهام: الرّيح الحارة، وَاحِدهَا وَالْجمع سَوَاء، قَالَ لبيد:
ورَمَى دَوابِرَها السَّفا وتَهيَّجَتْ ... ريحُ المَصايِفِ سَوْمُها
وسَهامُها
والسَّهُوم: العُقاب.
وأسهَم الرجل فَهُوَ مُسهَمٌ، نَادِر: إِذا كثر كَلَامه، كأسهب فَهُوَ
مسهب، وَالْمِيم بدل من الْبَاء.
وَرجل مُسهَمُ الْعقل والجسم، كمسهب. وَحكى يَعْقُوب أَن ميمه بدل،
وَحكى اللحياني: رجل مُسهِم الْعقل، كمسهب، قَالَ: وَهُوَ على الْبَدَل
أَيْضا.
(4/226)
وسهْمٌ وسُهَيْمٌ: اسمان.
وسَهامٌ: مَوضِع، قَالَ أُميَّة بن أبي عَائِذ:
تَصَيَّفْتُ نَعْمانَ واصَّيَّفَتْ ... جُنوبَ سَهامٍ إِلَى سُرْدَدِ
مقلوبه: (س م هـ)
سَمَهَ الْبَعِير وَالْفرس فِي شوطه يَسْمَه سُمُوها: لم يعرف الإعياء.
والسُّمَّهُ، والسُّمَّهْىَ، والسُّمَّيْهَي كُله: الْبَاطِل.
وَذَهَبت إبِله السُّمَّيْهَي: تَفَرَّقت فِي كل وَجه، وَقيل:
السُّمَّيْهَي: التَّفَرُّق فِي كل وَجه من أَي حَيَوَان كَانَ.
وسَمَّه الرجل إبِله: أهملها، وَهِي إبل سُمَّهٌ. وَهَذَا قَول أبي
حنيفَة، وَلَيْسَ بجيد، لِأَن سُمَّه لَيْسَ على سَمَّه، إِنَّمَا هُوَ
على سَمَهَ.
والسُّمَّه: أَن يَرْمِي الرجل إِلَى غير غَرَض.
وبقى الْقَوْم سُمَّها، أَي متلددين، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كثر
عِيَال رجل من طَيء من بَنَات وَزَوْجَة، فَخرج بِهن إِلَى خَيْبَر
يعرضن لحماهن، فَلَمَّا وردهَا قَالَ:
قُلتُ لِحُمَّى خَيبرَ استَعِدِّي ... هَذي عِيالي فاجْهَدي وجِدّي
وباكِري بِصالِبٍ ووِرْدِ ... أعانَكِ اللهُ على ذَا الجُندِ
قَالَ: فأصابته الْحمى فَمَاتَ، وَبَقِي عِيَاله سُمَّها متلددين.
وسَمِهَ الرجل سَمَها: دهش.
وَرجل سامِهٌ: حائر من قوم سُمَّهٍ.
والسُّمَّهَى: مخاط الشَّيْطَان.
والسُّمَّهَةُ: خوص يسف ثمَّ يَجْعَل شَبِيها بالسفرة.
(4/227)
الْهَاء وَالزَّاي والطاء
الزَّهْوَطَةُ: عظم اللقم، عَن كرَاع.
الْهَاء وَالزَّاي وَالدَّال
الزُّهْدٌ - فِي الدَّين خَاصَّة -: ضد الْحِرْص على الدُّنْيَا.
والزَّهادةُ - فِي الْأَشْيَاء كلهَا -: ضد الرَّغْبَة: زهد، وزهد
وَهِي أَعلَى، يَزهَد فيهمَا، زُهْدا وزَهْدا بِالْفَتْح، عَن
سِيبَوَيْهٍ، وزَهادَةً فَهُوَ زاهِدٌ من قوم زُهَّادِ.
وزَهَّدَه فِي الْأَمر: رَغْبَة عَنهُ، وَقَوله تَعَالَى: (وكانُوا
فيهِ منَ الزَّاهِدِينَ) قَالَ ثَعْلَب: اشتروه على زُهدٍ فِيهِ.
والزَّهِيدُ: الحقير.
وَعَطَاء زَهِيدٌ: قَلِيل.
وازْدَهَدَ الْعَطاء: استقله.
وَرجل مُزهِدٌ: يُزْهَد فِي مَاله لقلته.
وَرجل زَهيدٌ وزاهِدٌ: لئيم مَزهودٌ فِيمَا عِنْده، وَأنْشد اللحياني:
يَا دِبْلُ مَا بِتُّ بلَيلٍ هاجِدا
وَلَا عَدَوْتُ الرَّكْعَتينِ ساجِدا
مَخافةً أَن تُنفِدِي المَزاوِدا
وتُغْبَقَي بَعدي غَبُوقا بارِدا
وتَسألي الفَرْضَ لَئِيما زاهِدا
وَرجل زَهيدٌ، وَامْرَأَة زَهيدٌ: قَلِيلا الطَّعَام.
وَأَرْض زَهادٌ: تسيل من أدنى مطرة وَهِي ضد الزغاب.
وزِهادُ التلاع والشعاب: صغارها، يُقَال: أَصَابَنَا مطر أسَال زَهادَ
الغرضان، الغرضان: الشَّاب الصغار من الْوَادي، وَلَا أعرف لَهَا
وَاحِدًا.
(4/228)
وواد زَهِيدٌ: قَلِيل الْأَخْذ من المَاء.
وزَهيدُ الأَرْض: ضيقها لَا يخرج مِنْهَا كَبِير مَاء، وَجمعه
زُهْدانٌ.
وَرجل زَهِيدٌ: ضيق.
وَرجل زَهِيدٌ: ضيق الْخلق، وَالْأُنْثَى زَهِيدَةٌ.
وزهَد النّخل يَزْهَدُه ويَزْهُدُه زَهْداً: خرصه وحزره.
الْهَاء وَالزَّاي وَالرَّاء
هَزَرَهُ بالعصا يَهْزُرُه: ضربه بهَا على جَنْبَيْهِ وظهره ضربا
شَدِيدا.
والهَزْرُ: الغمز الشَّديد، هَزَرَهَ يهزُرُه هَزْراً، فيهمَا وَرجل
مِهزَرٌ وَذُو هَزَرات: يغبن فِي كل شَيْء قَالَ:
إلاَّ تَدعْ هَزَرات لَستَ تارِكَها ... تُخلعْ ثِيابُكَ لَا ضَأنٌ
وَلَا إبِلُ
يَقُول: لَا تبقي لَهُ ضَأْن وَلَا إبل.
وَرجل هِزْرٌ: مغبون أَحمَق يطْمع فِيهِ.
والهَزْرَةِ والهَزَرَة: الأَرْض الرقيقة.
والهُزَرُ: قَبيلَة من الْيمن بيتوا فَقتلُوا والهُزَرُ: مَوضِع، قَالَ
أَبُو ذُؤَيْب:
لَقالَ الأباعِدُ والشَّامِتو ... نَ كَانُوا كلَيلَةِ أهلِ الهُزَرْ
يَعْنِي تِلْكَ لقبيلة أَو ذَلِك الْموضع.
ومَهْزورٌ: وَاد بالحجاز.
وهَيْزَرٌ: اسْم.
والهَزَوَّرُ: الضَّعِيف، زَعَمُوا.
(4/229)
مقلوبه: (هـ ر ز)
هَرْوَزَ الرجل وَالدَّابَّة: مَاتَا.
مقلوبه: (ز هـ ر)
الزَّهَرَة: نور كل نَبَات، وَالْجمع زَهَرٌ، وَخص بَعضهم بِهِ
الْأَبْيَض، وَقد أبنت فَسَاد ذَلِك فِي " الْكتاب الْمُخَصّص "،
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النُّور: الْأَبْيَض، والزَّهَرُ:
الْأَصْفَر، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يبيض ثمَّ يصفر، وَالْجمع أزهارٌ،
وأزاهيرُ جمع الْجمع، وَقد أزهَرَ الشّجر والنبات، وَقَالَ أَبُو
حنيفَة: أزْهَر النبت بِالْألف: إِذا نور، وزَهَرَ، بِغَيْر ألف، إِذا
حسن.
وأزهارَّ النَّبَات، كأزهَرَ، وَجعله ابْن جني رباعيا.
والزَّهْرَة: النَّبَات، عَن ثَعْلَب، وَأرَاهُ إِنَّمَا يُرِيد
النُّور.
وزَهْرَة الدُّنْيَا وزَهَرَتُها: حسنها وبهجتها، وَفِي التَّنْزِيل:
(زَهْرَةَ الحياةِ الدُّنيا) .
والزُّهْرَة: الْحسن وَالْبَيَاض، وَقد زَهِرَ زَهَراً.
والزَّاهِرُ والأزهَرُ: الْحسن الْأَبْيَض من الرِّجَال، وَقيل: هُوَ
الْأَبْيَض فِيهِ حمرَة. وَفِي حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام فِي
صفة النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ أزهرَ لَيْسَ
بالأبيض الأمْهَقِ ".
والزُّهْرُ: ثَلَاث لَيَال من أول الشَّهْر.
والزُّهَرَة: هَذَا الْكَوْكَب الْأَبْيَض قَالَ:
وأيقَظْتَني لِطُلوعِ الزُّهَرَهْ
وزَهَرَ السراج يَزْهَر زُهورا، وازدهَر: تلألأ، وَكَذَلِكَ الْوَجْه
وَالْقَمَر والنجم، قَالَ:
آلُ الزُّبَيرِ نُجومٌ يَستضاءُ بهِمْ ... إِذا دَجا الليلُ منْ
ظَلمائِه زَهَرا
وَقَالَ:
عَمَّ النُّجومَ ضَوءُه حينَ بَهَرْ
فَغَمَرَ النَّجمَ الَّذِي كَانَ ازْدَهَرْ
(4/230)
وَقَالَ العجاج:
ولَّى كمصباحِ الدُّجَى المَزْهورِ
قيل فِي تَفْسِيره: هُوَ من أزهَره الله، كَمَا يُقَال: مَجْنُون من
أجنَّه.
والأزهَر: الْقَمَر.
والأزْهَرانِ: الشَّمْس وَالْقَمَر، لنورهما وَقد زَهَر يَزْهَر
زَهْراً، وزَهْر فيهمَا، كل ذَلِك من الْبيَاض.
ودرة زَهْراءُ: بَيْضَاء صَافِيَة.
وأحمر زاهِرٌ: شَدِيد الْحمرَة، عَن اللحياني.
والازْدِهارُ بالشَّيْء: الاحتفاظ بِهِ، قَالَ جرير:
فَإنَّك قَيْنٌ وابنُ قَيْنَينِ فازدَهِرْ ... بِكيرِكَ إنَّ الكيرَ
للقَينِ نافعُ
قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ مُعرب من نبطي أَو سرياني، وَقَالَ ثَعْلَب:
ازدَهِرْ بهَا، أَي احتملها، قَالَ: وَهِي أَيْضا كلمة سريانية.
والمِزْهَر: الْعود الَّذِي يضْرب بِهِ.
والزَّاهِرِيَّة: التَّبَخْتُر، قَالَ أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ:
يَفوحُ المِسكُ مِنْهُ حينَ يَغدو ... ويَمشِي الزَّاهِرِيَّةَ غيرَ
خالِ
وَبَنُو زُهْرَةَ: أخوال النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقد سَمَّتْ الْعَرَب زاهِرا وأزهرَ وزُهَيْرا.
وزَهْرانُ: أَبُو قَبيلَة.
والمَزاهِرُ: مَوضِع، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي للدبيري:
أَلا يَا حماماتِ المَزاهرِ طالما ... بَكيْتُنَّ لَو يَرْثىِ لكنَّ
رَحِيمُ
مقلوبه: (ر هـ ز)
رَهَزَها يَرْهَزُها رَهْزا، فارتَهَزَتْ، وَهُوَ تحركهما جَمِيعًا.
(4/231)
الْهَاء وَالزَّاي وَاللَّام
الهَزْلُ: نقيض الْجد، هَزَلَ يَهزِلُ هَزْلا، وهَزِلَ فِي اللّعب
هَزَلا، الْأَخِيرَة عَن اللحياني، وهازَلَنِي، قَالَ:
ذُو الجِدِّ إنْ جَدَّ الرِّجالُ بهِ ... ومُهازِلٌ إنْ كانَ فِي
هَزْلِ
وَرجل هَزِيل: كثير الهَزْلِ.
وأهزَله: وجده لعابا.
وَقَول هَزْلٌ: هذاء، وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا هوَ بالهَزْلِ) قَالَ
ثَعْلَب: أَي لَيْسَ بهذيان.
والهُزَالة: الفكاهة.
والهُزالُ: نقيض السّمن، وَقد هُزِلَ الرجل وَالدَّابَّة هُزالا،
وهَزَل هُوَ هَزْلا وهُزْلا، وَقَوله أنْشدهُ أَبُو إِسْحَاق:
وَالله لَولا حَنَفٌ برِجْلِه
ودِقَّةٌ فِي ساقِه مِن هُزْلِه
مَا كانَ فِي فِتيانِكُم مِن مِثلِه
وهَزَلتُه أَنا أهزِلُه.
وهَزل الرجل يَهْزَل هَزْلا: موتت مَاشِيَته.
وأهزَل: هُزِلَتْ مَاشِيَته وَلم تمت، قَالَ:
يَا أُمَّ عبدِ اللهِ لَا تَستَعجلي
ورَفِّعِي ذَلاذِلَ المُرَحَّلِ
إِنِّي إِذا مُرُّ زَمانٍ مُعضِلِ
يُهزِلْ وَمن يُهزِلْ وَمن لَا يُهزَلِ
يُعِهْ وكلٌّ يَبْتَليه مُبتَلِى
(4/232)
يُهْزِلْ مَوْضِعه رفع، وَلَكِن أسكن للضَّرُورَة
وَهُوَ فعل للزمان.
وَقَالَ اللحياني: هَزَلْتُ الدَّابَّة أهْزُلُها هَزْلا وهُزالا،
وهزَلَهم الزَّمَان يَهْزِلُهم، وَقَالَ بَعضهم: هَزَل الْقَوْم،
وأهزَلوا: هُزِلَتْ أَمْوَالهم.
والهَزيلة من الْإِبِل: اسْم مُشْتَقّ، قَالَ:
حَتَّى إِذا نوَّرَ الجَرْجارُ وارتَفَعَت ... عَنْهَا هَزيلَتُها
والفَحْلُ قد ضَرَبا
وَالْجمع هَزائِلُ، وهَزْلَى.
والمَهازِلُ: الجدوب.
وأهْزَلَ الْقَوْم: حبسوا أَمْوَالهم عَن شدَّة وتضييق.
وَاسْتعْمل أَبُو حنيفَة الهَزْلَ فِي الْجَرَاد فَقَالَ: يَجِيء فِي
الشتَاء أَحْمَر هزلا لَا يدع رطبا وَلَا يَابسا إِلَّا أكله.
وَأَرْض مَهزُولةٌ: رقيقَة، عَنهُ أَيْضا.
وَاسْتعْمل الْأَخْفَش المَهْزولَ فِي الشّعْر فَقَالَ: الرمل: كل شعر
مَهزولٍ لَيْسَ بمؤتلف الْبناء، كَقَوْلِه:
أقفَرَ مِن أهْلِه مُلْحوبُ ... فالقُطَبيَّاتُ فالذنوبُ
وَهَذَا نَادِر.
وهَزَّالٌ، وهُزَيلٌ: اسمان.
مقلوبه: (ز هـ ل)
الزَهَلُ: امليساس الشَّيْء وبياضه، زَهِلَ زَهَلا.
والزُّهْلُول: الأملس من كل شَيْء.
مقلوبه: (ل هـ ز)
لَهَزَه الشيب يَلْهَزُه لَهْزاً: ظهر فِيهِ.
ولَهَزَه يَلهَزُه لهْزاً، ولَهَّزَه: ضربه بجمعه فِي لهازمه ورقبته،
وَقيل: اللَّهْزُ: الدّفع وَالضَّرْب.
(4/233)
ولهَزَ الفصيل أمَّه يَلْهَزها لهْزا: ضرب ضرْعهَا
عِنْد الرَّضَاع بِفِيهِ ليرضع.
ولهَزَه بِالرُّمْحِ: طعنه بِهِ فِي صَدره.
واللهِزُ: الشَّديد، قَالَ ابْن مقبل يصف فرسا:
وحاجِبٍ خاضعٍ وماضِغٍ لَهِزٍ ... والعينُ تَكشفُ عَنْهَا ضافِيَ
الشعَرِ
الضافي: السابغ المسترخي، وَهَذَا عِنْدهم غلط، لِأَن كَثْرَة الشّعْر
من الهجنة، وَقد لُهِزَ الْفرس لَهْزا، وَمِنْه قَول الْأَعرَابِي فِي
صفة فرس: لُهِزَ لَهْزَ العير، وأنف تأنيف السّير؛ أَي ضبر تضبير
العير، وقُدَّ قَدَّ السّير المستوي.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: اللاّهِزَة: الأكمة إِذا شرعت فِي الْوَادي
وانعرج عَنْهَا.
وَقد سموا لاهِزاً ولَّهازاً، ومِلْهَزا.
مقلوبه: (ز ل هـ)
زَلِهَ زَلَها: زمع وطمع.
الْهَاء وَالزَّاي وَالنُّون
هَوْزَنٌ: طَائِر.
وَبَنُو هَوازِنَ: بطن من ذِي الكلاع.
وهَوازِنُ: قَبيلَة، وَالنّسب إِلَيْهِم هوازني، لِأَنَّهُ قد صَار
اسْما للحي، وَلَو قيل: هَوْزَنِيٌّ لَكَانَ وَجها، أنْشد ثَعْلَب:
إنَّ أباكَ فَرَّ يومَ صِفِّينْ
لمَّا رأى عَكًّا والأشعَرِيِّينْ
وحابِسا يَستَنُّ بالطَّائِيِّينْ
وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوازِنِيِّينْ
مقلوبه: (ن هـ ز)
نَهَزَه نَهْزًا: دَفعه وضربه.
والنَّهْزُ: التَّنَاوُل بِالْيَدِ والنهوض للتناول جَمِيعًا.
(4/234)
والناقة تَنْهَزُ بصدرها، إِذا نهضت لتمضي. وناقة
نهوز، قَالَ:
نَهوزٌ بأُخراها زَجُولٌ برِجلِها
وَالدَّابَّة تَنْهزُ برأسها نَهْزا، إِذا ذبت عَن نَفسهَا. قَالَ ذُو
الرمة:
قِياما تَذُبُّ البقَّ عنْ نُخَرِاتها ... بِنَهْزٍ كإيماءِ الرُّؤوسِ
المَوانعِ
والنُّهزَة: الفرصة تجدها من صَاحبك.
وانتهزَها وناهَزَها: تنَاولهَا من قرب وبادرها.
وتناهزَ الْقَوْم، كَذَلِك، وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ:
ولقدْ عَلِمتُ إِذا الرّجالُ تَناهَزوا ... أتّى وأيُّكُمُ أعزُّ
وأمنَعُ
وناهزَ الْخمسين: قاربها، وناهزَ الْحلم ونَهَزَه: قاربه.
وإبل نَهْزُ مائَة، ونُهازُ مائَة، ونِهازُ مائَة، أَي قرابتها.
ونَهَزَ النَّاقة يَنْهزُها نَهْزا: ضرب ضَرَّتهَا لتدر صعدا.
والنَّهُوز من الْإِبِل: الَّتِي يَمُوت وَلَدهَا فَلَا تدر حَتَّى
يوجأ ضرْعهَا، وناقة نَهوز: لَا تدر حَتَّى يُنْهَز لحياها: أَي يضربا،
قَالَ:
أبقَى على الذُّلّ منَ النَّهُوزِ
وأَنْهَزتِ النَّاقة، إِذا نهز وَلَدهَا ضرْعهَا، قَالَ:
ولكنَّها كانتْ ثَلاثا مَياسِرا ... وحائِلَ حَولٍ أَنهَزَتْ فأَحلَّتِ
وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي " أُنْهِزَت " وَلَا وَجه لَهُ.
ونَهَزَ الدَّلْو يَنْهَزها نَهْزا: نزع بهَا، قَالَ الشماخ:
غدَوت لَهَا صُعْرَ الخُدودِ كَمَا غَدتْ ... على مَاء يَمْؤودَ
الدِّلاءُ النَّواهِزُ
يَقُول: غَدَتْ هَذِه الْحمر لهَذَا المَاء كَمَا غَدَتْ الدلاء
النواهز لماء يمؤود، وَقيل: النواهز:
(4/235)
اللواتي ينهزن فِي المَاء، أَي يحركن ليمتلئن،
فَاعل بِمَعْنى مفعول، وَالْأول أفضل.
ونَهَزَ الرجل: مد بعنقه وناء بصدره ليتهوع، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي
الغريبين.
وناهِزٌ، ومُناهِزٌ، ونُهَيزٌ: أَسمَاء.
مقلوبه: (ن هـ ز)
التَّنَزُّه: التباعد، وَالِاسْم النُّزْهةُ، وَمَكَان نَزهٌ ونَزِيهٌ،
وَقد نَزِه نَزاهةً ونَزاهِيَةً، وَأَرْض نَزْهة ونَزِهة: بعيدَة عذبة
نائية من الأنداء والمياه والغمق.
وتَنزَّه: خرج إِلَى الأَرْض النزهة، والعامة يغلطون فيجعلون
التَّنَزُّه: الْخُرُوج إِلَى الْبَسَاتِين وَالْخضر والرياض،
وَإِنَّمَا التَّنَزُّه حَيْثُ لَا يكون مَاء وَلَا ندى وَلَا جمع
نَاس، وَذَلِكَ شقّ الْبَادِيَة.
وَرجل نَزْهُ الْخلق ونَزِهُهُ، ونازِهُ النَّفس: عفيف متكرم يحل وَحده
وَلَا يخالط الْبيُوت بِنَفسِهِ وَلَا مَاله، وَالْجمع نُزَهاءُ
ونَزِهونَ ونِزاهٌ، وَالِاسْم النَّزْهُ والنَّزَاهةُ.
ونَزَّه نَفسه عَن الْقَبِيح: نحاها.
ونَزَّهَ الرجل: باعده عَن الْقَبِيح.
وَسَقَى إبِله ثمَّ نَزَّهَها: باعدها عَن المَاء.
وَهُوَ بِنُزْهَةٍ عَن المَاء، أَي بعد.
وَفُلَان نَزِيه، أَي بعيد.
وتَنزَّهوا بحرمكم عَن الْقَوْم: تباعدوا.
وَمَكَان نَزِيهٌ: خلاء لَيْسَ فِيهِ أحد.
ونُزْهُ الفَلا: مَا تبَاعد مِنْهَا قَالَ أُسَامَة ابْن حبيب
الْهُذلِيّ:
كأسْحَمَ فَرْدٍ على حافَةٍ ... يُشرِّدُ عنْ كتِفَيْهِ الْذُّبابا
أقَبَّ رَباعٍ بِنُزْهِ الفَلا ... ةِ لَا يَرِدُ الماءَ إِلَّا
ائْتِيابا
ويوى " إِلَّا انتيابا ".
والتَّنزِيه: تَسْبِيح الله عز وَجل، وإبعاده عَمَّا يَقُول
الْمُشْركُونَ.
(4/236)
الْهَاء وَالزَّاي وَالْفَاء
هَزَفَتْهُ الرّيح تَهزِفُهُ هَزْفا: استخفته.
والهِزَفُّ: الجافي من الظلمان، وَقَالَ يَعْقُوب: هُوَ الجافي الغليظ.
مقلوبه: (ز هـ ف)
الإزهاف: الْكَذِب.
وأَزهَفَ بِالرجلِ: اخبر الْقَوْم من أمره بِأَمْر لَا يَدْرُونَ أَحَق
هُوَ أم بَاطِل.
وأزهَف إِلَيْهِ حَدِيثا: أسْند إِلَيْهِ قولا لَيْسَ بِحسن.
وأزهَف فِي الْخَبَر: زَاد.
وأزهَف بِي فلَان: وثقت بِهِ فخانني.
والإزهاف: التزيين، قَالَ الحطيئة:
أشاقَتْكَ لَيلَى فِي اللِّمامِ وَمَا جرَتْ ... بِما أزهفَتْ يومَ
التقَينا وبَرَّتِ
والزُّهوف: الهلكة، وأزهفَه: أهلكه وأوقعه، قَالَ المرار:
وجَدتُ العواذِلَ يَنهَينَه ... وقدْ كنتُ أزْهِفُهُنَّ الزُّهوفا
أَرَادَ الإزهاف، فاقام الِاسْم مقَام الْمصدر، كَمَا قَالَ لبيد:
باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ
وكما قَالَ الْقطَامِي:
وبَعَدَ عَطائِك المِائةَ الرِّتاعا
وأزْهَفه: قَتله، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
وخَلْتَ وُعولا أشارَي بِها ... وقدْ أزهَفَ الطَّعنُ أبطالَها
(4/237)
وازْدَهَف الْعَدَاوَة: اكتسبها.
وَمَا ازدَهَف مِنْهُ شَيْئا، أَي مَا أَخذ، قَالَ بشر بن أبي خازم:
سائِلْ نُمَيرا غَداةَ النَّعْف مِن شَطَبٍإذْ فُضَّتِ الخَيلُ مِن
ثَهْلانَ مَا ازْدَهفوا
أَي مَا اخذوا من الْغَنَائِم. وفضت: فرقت.
وزَهِفَ زَهَفا. وازْدهَفَ: خف وَعجل.
وأَزْهفَه وازْدَهَفه: استعجله، قَالَ:
فيهِ ازدِهافٌ أيَّما ازدِهِاف
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كَأَنَّهُ قَالَ، تَزدَهِف أَيّمَا ازدِهاف،
وَلَكِن ازْدِهافا صَار بَدَلا من الْفِعْل أَن يلفظ بِهِ.
الْهَاء وَالزَّاي وَالْبَاء
الهَوْزَب: المسن الجريء من الابل، وَقيل: الشَّديد.
والهَوْزَب: النسْر، لسنه.
وهَزَّابٌ: اسْم رجل.
مقلوبه: (هـ ب ز)
هَبزَ يَهِبزُ هَبْزا وهُبوزا وهَبْزانا: هلك فجاءة، وَقيل: هُوَ
الْمَوْت أيا كَانَ.
والهَبْزُ: مَا اطْمَأَن من الأَرْض وارتفع مَا حوله، وَجمعه هُبوزٌ،
وَالرَّاء أَعلَى.
مقلوبه: (ب هـ ز)
بَهَزَه عني يَبْهزُه بَهْزاً: دَفعه دفعا عنيفا.
والبَهْز: الضَّرْب وَالدَّفْع فِي الصَّدْر بِالرجلِ وَالْيَد أَو
بكلتا الْيَدَيْنِ، وَرجل مِبْهَزٌ مفعل من ذَلِك، عَن ابْن
الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
أَنا طَليقُ اللهِ وابنُ هُرْمُزِ
أنقَذنِي مِن صاحبٍ مُشرِّزِ
(4/238)
شِكْسٍ على الأهلِ مِتَلٍّ مِبْهَزِ
إنْ قامَ نَحوي بالعَصا لمْ يُحجَزِ
مثل: يصرعه، وَرَوَاهُ ثَعْلَب " مثل " يثلهم: يُهْلِكهُمْ.
وبَهْزٌ: حَيّ من سليم.
الْهَاء وَالزَّاي وَالْمِيم
هَزَم الشَّيْء يَهْزِمه هَزْما فانهزَم: غَمَزَه بِيَدِهِ فَصَارَت
فِيهِ وقرة، كَمَا تفعل بالقثاء وَنَحْوه، وكل مَوضِع مُنْهَزِم مِنْهُ
هزمة، وَالْجمع هَزْمٌ وهُزُومٌ.
وهُزُومُ الْجوف: مَوَاضِع الطَّعَام وَالشرَاب لتطامنها، قَالَ:
حَتَّى إِذا مَا بَلَّتِ العُكُوما
من قَصَبِ الأجْوَافِ والهُزُوما
والهَزْمَة: مَا تطامن من الارض، وَالْجمع هُزُومٌ، قَالَ:
كَأَنَّهَا بالخَبْتِ ذِي الهُزُومِ
وقَد تدَلَّى قائدُ النُّجومِ
نَوَّاحَةٌ تَبكي على حَمِيمِ
وَجَاء فِي الحَدِيث فِي زَمْزَم إِنَّهَا هَزْمَة جِبْرِيل عَلَيْهِ
السَّلَام ضرب بِرجلِهِ فانخفض الْمَكَان فنبع المَاء.
وكل نقرة فِي الْجَسَد هَزْمَةٌ، وَالْجمع كالجمع.
وهَزَم الْبِئْر: حفرهَا.
والهزَائمُ: البئار الْكَثِيرَة المَاء، وَذَلِكَ لتطامنها، قَالَ
الطرماح:
أَنا الطَّرِمَّاحُ وعَمِّي حاتِمُ
وسَمْيِ شَكِيٌّ ولِساني عارِمُ
كالبَحْرِ حينَ تُنْهَزُ الهَزَائمُ
(4/239)
وهَزَمَهُ هَزْما: ضربه فَدخل مَا بَين وركيه
وَخرجت سرتها.
والهَزْمَة والهَزَمُ والاهْتِزامُ والتَّهَزُّم: الصَّوْت.
وهَزَمَت الْقوس تَهْزِم هَزْما، وتهَزَّمَتْ: صوتت، عَن أبي حنيفَة.
والهَزِيم والمَتَهَزِّم: الرَّعْد الَّذِي لَهُ صَوت شَبيه بالتسكر.
وتهَزَّمَت السحابة بِالْمَاءِ، واهْتَزَمَتْ: تشققت مَعَ صَوت عَنهُ،
قَالَ:
كانتْ إِذا حالِبُ الظَّلْماءِ نَبَّهَها ... قامَتْ إِلَى حالِبِ
الظَّلْماءِ، تَهتَزِمُ
أَي تهتزم بالحلب لكثرته.
والهَزِيم من الْخَيل: الشَّديد الصون، قَالَ النَّجَاشِيّ:
ونَجَّى ابنَ حَربٍ سابِحٌ ذُو عُلالةٍ ... أجشُّ هَزيمٌ والرّماحُ
دَوَانيِ
وَقدر هَزِمَةٌ شَدِيدَة الغليان يسمع لَهَا صَوت، وَقيل لابنَة الخس:
مَا أطيب شَيْء: قَالَت: لحم جزور سنمه، فِي غَدَاة شبمه، بشفار خذمه،
فِي قدور هَزَمه.
وقوس هَزُومٌ بَيِّنَة الهَزَمِ: مرنة، قَالَ عَمْرو ذُو الْكَلْب:
وَفِي اليمينِ سَمْحةٌ ذاتُ هَزَمْ
وتهزَّمت الْعَصَا، وانهزمَتْ: تشققت مَعَ صَوت، وَكَذَلِكَ الْقوس،
قَالَ:
ارمِ على قَوسكَ مَا لمْ تَنهزِمْ
رَمىَ المَضاءِ وجَوادِ بن عُثُمْ
وتهزَّمت الْقرْبَة: يَبِسَتْ وتكسرت فصوتت.
والهُزوم الكسور فِي الْقرْبَة وَغَيرهَا، وَاحِدهَا هَزْمٌ وهَزمَةٌ.
والهزيمة فِي الْقِتَال، الْكسر والفل، هَزَمه يهزِمُه هَزما فانهزَمَ،
وَهِي الهِزِّيَمى، وَقَوله:
وحُبِسْنَ فِي هَزْمِ الضَّريع فكلُّها ... حَدباءُ بادِيَةُ الضُّلوعِ
حَرُودُ
إِنَّمَا عَنى بهزمه يبيسه المتكسر، فإمَّا أَن يكون ذَلِك وَاحِدًا،
وَإِمَّا أَن يكون جمعا.
(4/240)
وغَيْثٌ هَزِيمٌ: لَا يسْتَمْسك، كَأَنَّهُ
مُنْهَزِم عَن سَحَابَة، قَالَ:
هَزِيمٌ كأنَّ البُلْقَ مَجْنوبةٌ بِهِ ... تَحامَينَ أَنهَارًا فهُنَّ
ضَوارِحُ
والهَزِمُ من الْغَيْث كالهَزيمِ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
تَأوِى إِلَى دْفء أرطاةٍ إِذا عَطَفَتْ ... ألقَتْ بَوانِيهَا عنْ
غَيِّثٍ هَزِمِ
قَوْله: " عنْ غَيِّثٍ هَزِمِ " يَعْنِي غزارتها وَكَثْرَة حلبها.
وهزَم لَهُ حَقه، كهضمه، وَهُوَ من الْكسر.
وأصابتهم هازِمَةٌ: أَي داهية.
وهُزِمْتُ عَلَيْك: عطفت قَالَ:
هُزِمْتُ عليكِ اليَومَ يَا ابنةَ مالكٍ ... فجودي علينا بالوِدادِ
وأنعِمي
والهَزائمُ: الْعِجَاف من الدَّوَابّ، واحدتها هَزيمةٌ.
والهَزْمُ: سَحَاب رَقِيق يعْتَرض وَلَيْسَ فِيهِ مَاء.
واهتزم الشَّاة: ذَبحهَا قَالَ:
إِنِّي لأخشَى وَيْحَكُمْ أَن تُحرَمُوا ... فاهتزِموا مِن قَبلِ أَن
تَنَدَّمُوا
والمِهزام: عود يَجْعَل فِي رَأسه نَار يلْعَب بِهِ صبيان الْأَعْرَاب،
قَالَ جرير:
كانتْ مجَرِّئَةً تَروزُ بِكَفِّها ... كمَرَ العبيدِ وتلعبُ
المِهْزاما
أَي تلعب بالمِهزام، فَحذف الْجَار وأوصل الْفِعْل، وَقد يجوز أَن
يَجْعَل المِهزامَ اسْما للعبة، فَيكون المِهزام هُنَا مصدرا لتلعب،
كَمَا حكى من قَوْلهم: قعد القرفصاء.
وَبَنُو الهُزَم: بطن.
والهَيْزَم: لُغَة فِي الهيصم، وَهُوَ الصلب الشَّديد.
(4/241)
وهَيْزَمٌ، ومِهزَمٌ، ومُهَزِّمٌ، ومِهزامٌ،
وهَزَّامٌ، كلهَا أَسمَاء.
مقلوبه: (هـ م ز)
هَمَزَ رَأسه يَهمِزُه هَمْزا: غمزه، قَالَ:
ومَن هَمَزْنا رأسَهُ تهشَّما
وهَمَز الجوزة بِيَدِهِ يَهمِزُها، كَذَلِك، وهَمَز الدَّابَّة
يَهمِزُها هَمْزاً: غمزها.
والمِهْمازُ: مَا هَمَزْتَ بِهِ، قَالَ الشماخ:
أَقَامَ الثِّقافُ والطَّريدةُ دَرأَها ... كَمَا قَوَّمتْ ضِغنَ
الشَّموسِ المَهَامِزُ
أَرَادَ " المهاميز " فَحذف الْيَاء ضَرُورَة، وَقد تكون جمع مِهْمَزٍ.
وهَمَزَه: دَفعه وضربه.
وقوس هَمُوزٌ وهَمَزَى: شَدِيدَة الدّفع والحفز للسهم، عَن أبي حنيفَة،
وَأنْشد لأبي النَّجْم وَذكر صائدا:
نَحَا شِمَالاً هَمَزَى نَضُوحَا
والهمَّازُ والهُمَزَة: الَّذِي يخلف النَّاس من ورائهم، وَيَأْكُل
لحومهم، وَيَقَع فيهم، وَهُوَ مثل الْغَيْبَة، يكون ذَلِك بالشدق
وَالْعين والراس، وَفِي التَّنْزِيل: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَميمٍ)
وَفِيه: (ويلٌ لكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) وَكَذَلِكَ امْرَأَة همزَة
لُمزَة، لم يلْحق الْهَاء لتأنيث الْمَوْصُوف بِمَا هِيَ فِيهِ،
وَإِنَّمَا لحقت لإعلام السَّامع أَن هَذَا الْمَوْصُوف بِمَا هِيَ
فِيهِ قد بلغ الْغَايَة وَالنِّهَايَة، فَجعل تَأْنِيث الصّفة إِمَارَة
لما أُرِيد من تَأْنِيث الْغَايَة وَالْمُبَالغَة.
وهَمَز الشَّيْطَان الْإِنْسَان: هَمس فِي قلبه وسواسا.
والهَمْزَةُ: النقرة، كالهزمة، وَقيل: هُوَ الْمَكَان المنخسف، عَن
كرَاع.
والهَمْزَة من الْحُرُوف مَعْرُوفَة.
(4/242)
وهَمَزَى: مَوضِع.
وهُمَيْزٌ وهَمَّازٌ: اسمان.
مقلوبه: (ز هـ م)
الزُّهُومَة: ريح لحم سمين منتن.
وَلحم زَهِمٌ: ذُو زُهومةٍ.
والزُّهْمُ: الرّيح المنتنة.
والزُّهْمُ: الشَّحْم، قَالَ أَبُو النَّجْم:
يذكرُ زُهْمَ الكَفَلِ المَشرُوحا
وَخص بَعضهم بِهِ شحوم النعام وَالْخَيْل.
والزُّهْم والزَّهَم: شَحم الْوَحْش من غير أَن يكون فِيهِ زُهومةٌ
وَلكنه اسْم لَهُ خَاص، وَقيل: الزُّهْمُ لما لَا يجتر من الْوَحْش،
والودك لما اجتر، وَالدَّسم لما أنبتت الأَرْض كالسمسم وَغَيره،
حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
وزَهِمَتْ يَده زَهَما فَهِيَ زَهِمَةٌ: صَارَت فِيهَا رَائِحَة
الشَّحْم.
والزَّهَمُ: بَاقِي الشَّحْم فِي الدَّابَّة وَغَيرهَا.
والزَّهِمُ: الَّذِي فِيهِ بَاقِي طرق، وَقيل: هُوَ السمين الْكثير
الشَّحْم، قَالَ زُهَيْر:
القائدَ الخَيْلِ مَنكوبا دَوابِرُها ... مِنها الشَّنونُ ومِنها
الزَّاهِقُ الزَّهِمُ
وزَهِمَ الْعظم، وأزْهَمَ: أمَخَّ.
والزُّهْم: الَّذِي يخرج من الزباد من تَحت ذَنبه فِيمَا بَين الدبر
والمبال.
والمُزاهَمَة: المقاربة والمداناة فِي السّير وَالْبيع وَالشِّرَاء
وَغير ذَلِك.
وأزْهَم الْأَرْبَعين أَو الْخمسين، أَو غَيرهَا من هَذِه الْعُقُود،:
قرب مِنْهَا.
وزَهْمانُ وزُهْمانُ: اسْم كلب، عَن الرياشي. وَمن أمثالهم: " فِي بطن
زَهمانَ زادُهُ " يُقَال ذَلِك إِذا اقتسم قوم مَالا أَو جزورا فأعطوا
رجلا مِنْهُم حَظه أَو أكل مَعَهم، ثمَّ جَاءَ بعد ذَلِك فَقَالَ:
أَطْعمُونِي.
(4/243)
وزُهامٌ، وزُهمانُ: موضعان.
مقلوبه: (ز م هـ)
زَمِهَ يَوْمنَا زَمَها: اشْتَدَّ حره، كدمه.
مقلوبه: (م ز هـ)
مَزَهَ مَزْها، كمزح، قَالَ:
للهِ دَرُّ الغانِياتِ المُزَّهِ
وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي " المُدَّهِ " بِالدَّال.
الْهَاء والطاء والذال
ذَهْوَطٌ: مَوضِع.
والذِّهْيَوْطُ على مِثَال عذيوط، مَوضِع وَحَكَاهُ صَاحب الْعين
الذُّهْيُوط، وَالصَّحِيح مَا قُلْنَاهُ.
الْهَاء والطاء وَالرَّاء
هَطَرَ الْكَلْب يَهْطِره هَطْرا: قَتله بالخشب.
مقلوبه: (هـ ر ط)
هَرَطَ الرجل عرض أَخِيه يَهْرِطه هَرْطا: طعن فِيهِ ومزقه، وَقيل:
الهَرْطُ فِي جَمِيع الْأَشْيَاء: المزق العنيف.
وناقة هِرْطٌ: مُسِنَّة، وَالْجمع أهراطٌ وهُروطٌ.
والهِرْط: لحم مهزول، كَأَنَّهُ مخاط، لَا ينْتَفع بِهِ لغثاثته.
والهِرْطُ والهِرْطَةُ: النعجة الْكَبِيرَة المهزولة.
وَالْإِنْسَان يَهْرِط فِي كَلَامه: يسفسف ويخلط.
والهَيْرَطُ: الرخو.
(4/244)
مقلوبه: (ط هـ ر)
الطُّهْرُ: نقيض النَّجَاسَة، وَالْجمع أطهار، وَقد طَهَرَ يَطْهُرُ،
وطَهُرَ، طَهْراً وطَهارَةً، والمصدران عَن سِيبَوَيْهٍ.
وَرجل طاهِرٌ، وطَهِرٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
أضَعتُ المالَ للأَحْسابِ حَتَّى ... خَرَجتُ مُبرَّأً طَهِرَ الثيابِ
قَالَ ابْن جني: جَاءَ طاهِرٌ على طَهُرَ، كَمَا جَاءَ شَاعِر على شعر
ثمَّ استغنوا بفاعل عَن فعيل، وَهُوَ فِي أنفسهم وعَلى بَال من تصورهم،
يدلك على ذَلِك تكسيرهم شَاعِرًا على شعراء، لما كَانَ فَاعل هُنَا
وَاقعا موقع فعيل كسر تكسيره، ليَكُون ذَلِك أَمارَة ودليلا على
إِرَادَته، وَأَنه مغن عَنهُ، وَبدل مِنْهُ. قَالَ أَبُو الْحسن:
لَيْسَ كَمَا ذكر، لِأَن طَهِيرا قد جَاءَ فِي شعر أبي ذُؤَيْب، قَالَ:
فَإنَّ بِني لِحْيانَ مَا إنْ ذكَرتُهم ... نَثاهُمْ إِذا أخْنَى
اللِّئامُ طَهِيرُ
كَذَا رَوَاهُ الْأَصْمَعِي بِالطَّاءِ، ويروى " ظهير " بالظاء،
وَسَيَأْتِي.
وَجمع الطاهِر أطْهَارٌ وطَهَاَرَى، الْأَخِيرَة نادرة. قَالَ امْرُؤ
الْقَيْس:
ثِيابُ بَني عَوْفِ طَهارَى نَقِيَّةٌ ... وأوجُههُمْ عندَ المشاهِدِ
غُرَّانُ
وَجمع الطَّهِرِ طَهِرونَ، وَلَا يُكسَّر.
وطَهُرََت الْمَرْأَة وطَهَرَت وطَهِرَتْ: اغْتَسَلت من الْحيض
وَغَيره، وَالْفَتْح أَكثر عِنْد ثَعْلَب، وَاسم أَيَّام طُهْرِها
الأطهارُ.
وطَهُرَت الْمَرْأَة وَهِي طاهِرٌ: انْقَطع عَنْهَا الدَّم. وَقَوله عز
وَجل: (ولَهُم فِيهَا ازواج مُطَهَّرَةٌ) قَالَ أَبُو إِسْحَاق
مَعْنَاهُ: إنَّهُنَّ لَا يحتجن إِلَى مَا تحْتَاج إِلَيْهِ نسَاء أهل
الدُّنْيَا بعد الْأكل وَالشرب، وَلَا يحضن وَلَا يحتجن إِلَى مَا
يُتَطهَّرُ مِنْهُ، وَهن مَعَ ذَلِك طاهِرات طَهارة الْأَخْلَاق
والعفة، فَمُطَهَّرَةٌ تجمع الطَّهَارَة كلهَا، لِأَن مطهرة أبلغ فِي
الْكَلَام من طَاهِرَة، وَقَوله عز وَجل: (أنْ طَهِّرا بَيْتِيَ
للطَّائِفينَ والعاكِفينَ) قَالَ أَبُو
(4/245)
إِسْحَاق مَعْنَاهُ: طهروه من تَعْلِيق الْأَصْنَام
عَلَيْهِ وَقَوله تَعَالَى: (يَتلو صُحُفا مُطَهَّرَةً) أَي مكرمَة
مطهَّرة من الأدناس وَالْبَاطِل، وَاسْتعْمل اللحياني الطُّهر فِي
الشَّاة فَقَالَ: إِن الشَّاة تقذى عشرا ثمَّ تطهر، وَهَذَا طريف جدا
لَا أَدْرِي أعن الْعَرَب حَكَاهُ أم هُوَ أقدم عَلَيْهِ.
وتَطهَّرَت الْمَرْأَة: اغْتَسَلت.
وطَهَّرَه بِالْمَاءِ: غسله، وَاسم المَاء الطَّهور، وكل مَاء نظيف
طَهورٌ.
والمِطْهَرَةُ: الْإِنَاء الَّذِي يتَوَضَّأ بِهِ ويُتطهَّرُ.
والمِطْهَرَةُ: الْإِدَاوَة: على التَّشْبِيه بذلك، قَالَ الْكُمَيْت
يصف القطا:
يَحْمِلْنَ قُدَّامَ الجَآ ... جِيءِ فِي أَساقٍ كالمَطاهِرْ
والمِطْهَرة: الْبَيْت الَّذِي يُتَطَهَّرُ فِيهِ.
والطُّهارَةُ: فضل مَا تَطهَّرْتَ بِهِ.
والتَّطَهُّر: التَّنَزُّه والكف عَن الْإِثْم وَمَا لَا يجمل.
وَرجل طَهِرُ الْخلق وطاهِرُه، وَالْأُنْثَى طاهِرَةٌ.
وانه لطاهِرُ الثِّيَاب، أَي لَيْسَ بِذِي دنس فِي الْأَخْلَاق،
وَقَوله تَعَالَى: (وثيابَكَ فطَهِّرْ) مَعْنَاهُ قَلْبك فطهر،
وَعَلِيهِ قَول عنترة:
فشَكَكْتُ بالرُّمحِ الأصَمِّ ثِيابَهُ ... ليسَ الكريمُ على القَنا
بِمُحَّرمِ
أَي قلبه. وَقيل: معنى (وثِيابَكَ فطَهِّرْ) أَي نَفسك، وَقيل:
مَعْنَاهُ لَا تكن غادرا، وَيُقَال للغادر: دنس الثِّيَاب، وَقيل:
مَعْنَاهُ: ثِيَابك فقصر، لِأَن الثَّوْب إِذا انجر على الأَرْض لم
يُؤمن أَن يُصِيبهُ مَا يُنجسهُ، وقصره يبعده من النَّجَاسَة.
وَالتَّوْبَة الَّتِي تكون بِإِقَامَة الْحَد، كالرجم وَغَيره طهُور
للمذنب، وَقد طهره الْحَد.
وَقَوله تَعَالَى: (لَا يَمَسُّه إِلَّا المُطَهَّرونَ) يَعْنِي
الْمَلَائِكَة، وَكله على الْمثل، وَقَوله عز وَجل: (أولئكَ الَّذين
لمْ يُرِدِ اللهُ أنْ يُطَهِّرَ قُلوَبهم) أَي أَن يهْدِيهم.
(4/246)
فَأَما قَوْلهم: طَهَرَه، إِذا أبعده، فالهاء فِيهِ
بدل من الْحَاء فِي طحره، كَمَا قَالُوا: مَدَهَه فِي مدَحَه.
مقلوبه: (ر هـ ط)
الرَّهْطُ: عدد جمع من ثَلَاثَة إِلَى عشرَة، وَقيل: من سبع إِلَى
عشرَة، لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه، وَلذَلِك إِذا نسب إِلَيْهِ نسب على
لَفظه فَقيل: رَهْطِيّ.
وَجمع الرَّهط أرْهُطٌ وأراهِطُ، وَالسَّابِق إِلَيّ من أول وهلة أَن
أراهط جمع أرهُط لضيقه عَن أَن يكون جمع رَهْط، وَلَكِن سِيبَوَيْهٍ
جعله جمع رَهْط قَالَ: وَهِي أحد الْحُرُوف الَّتِي جَاءَ بِنَاء
جمعهَا على غير مَا يكون فِي مثلهَا، وَلم تكسر هِيَ على بنائها فِي
الْوَاحِد، وَإِنَّمَا حمل سِيبَوَيْهٍ على ذَلِك علمه بعزة جمع
الْجمع، لِأَن الجموع إِنَّمَا هِيَ للآحاد، وَأما جمع الْجمع ففرع
دَاخل على فرع، وَلذَلِك حمل الْفَارِسِي قَوْله تَعَالَى: (فَرُهُنٌ
مَقبُوضةٌ) ، فِيمَن قَرَأَ بِهِ، على بَاب سَحْل وسُحُلٍ وَإِن قل،
وَلم يحملهُ على أَنه جمع رهان الَّذِي هُوَ تكسير رهن، لعزة هَذَا فِي
كَلَامهم.
وَقد يكون الرَّهْطُ من الْعَشِيرَة.
والرَّهْطُ: جلد طائفي يشقق يلْبسهُ الصّبيان وَالنِّسَاء الْحيض،
قَالَ الْهُذلِيّ:
مَتى مَا أشَأْ غيرَ زَهْوِ المُلو ... كِ أجعَلْكَ رَهْطا عَلى
حُيَّضِ
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّهطُ: جلد يعد سيورا عرض السّير أَربع
أَصَابِع، أَو شبر، تلبسه الْجَارِيَة الصَّغِيرَة قبل أَن تدْرك،
وتلبسها أَيْضا وَهِي حَائِض. قَالَ: وَهِي نجدية، وَالْجمع رِهاط،
قَالَ الْهُذلِيّ:
بِضْربٍ من الجَماجمِ ذِي فُروغٍ ... وطَعْنٍ مِثلِ تَعطيطِ الرِّهاطِ
وَقيل: الرِّهاطُ وَاحِد، وَهُوَ أَدِيم يقطع كَقدْر مَا بَين الحجزة
إِلَى الرّكْبَة ثمَّ يشقق كأمثال الشّرك تلبسه الْجَارِيَة بنت
السَّبْعَة، وَالْجمع أرْهِطَةٌ.
والتَّرْهِيط: عظم اللقم، وَشدَّة الْأكل والدَّهَوَرةِ.
(4/247)
والرَّهْطَة والرُّهَطاءُ والرَّاهِطاءُ كُله من
جحرة اليربوع، وَهِي أول حفيرة يحتفرها.
والرَّهْطَى: طَائِر يَأْكُل التِّين عِنْد خُرُوجه من ورقه صَغِيرا،
وَيَأْكُل زمع عناقيد الْعِنَب، وَيكون بِبَعْض سروات الطَّائِف،
وَهُوَ الَّذِي يُسمى عير السراة، وَالْجمع رَهاطَي.
ورَهْطٌ: مَوضِع: قَالَ أَبُو قلَابَة الْهُذلِيّ:
يَا دارُ أعرِفُها وَحْشا مَنازِلُها ... بَينَ القَوائمِ من رَهْطٍ
فأَلْبانِ
ورُهاطٌ: مَوضِع بالحجاز، وَهُوَ على ثَلَاث لَيَال من مَكَّة، قَالَ
أَبُو ذُؤَيْب:
هَبَطْنَ بَطنَ رُهاطٍ واعتْصَبَنَ كَمَا ... يَسْقِى الجُذوعَ خِلالَ
الدُّورِ نَضَّاحُ
ومَرْجُ راهِطٍ: مَوضِع بِالشَّام.
الْهَاء والطاء وَاللَّام
الهَطْلُ والهَطَلانُ: تتَابع الْمَطَر المتفرق الْعَظِيم الْقطر،
وَقيل هُوَ: مطر دَائِم مَعَ سُكُون وَضعف، هَطَل يَهطِل هَطْلا
وهَطَلانا.
وديمة هُطُلٌ وهَطْلاءُ فعلاء لَا أفعل لَهَا، ومطر هَطِلٌ وهَطَّالٌ،
قَالَ:
ألحَّ عَلَيْهَا كلُّ أْسَحَم هَطَّالِ
والهَطْلُ: الْمَطَر الضَّعِيف الدَّائِم، وَقيل: هُوَ الدَّائِم مَا
كَانَ، وهطَلَ الدمع كَذَلِك، وهطلَت الْعين بالدمع تَهطِل.
وهَطَلَ يَهْطِل هَطَلانا: مضى لوجهه مشيا.
والهَطَّال: اسْم فرس زيد الْخَيل، قَالَ:
أُقَرِّبُ مَرْبِطَ الهَطَّالِ إِنِّي ... أرَى حَربا تُلَقَّح عنْ
حِيالِ
والهَطْل: الإعياء.
والهِطْلُ: المعيي، وخصَّ بَعضهم بِهِ الْبَعِير المعيي.
(4/248)
والهَطْلَى من الْإِبِل: الَّتِي تمشي رويدا قَالَ:
أبابيلَ هَطْلَى مِنْ مُراحٍ ومُهمَلِ
ومشت الظباء هَطْلَى، أَي رويدا، قَالَ:
تَمَشَّي بهَا الآرامُ هَطْلَى كَأَنَّهَا ... كواعِبُ مَا صِيغَتْ
لهنَّ عُقودُ
والهَطْلَى: الْمُهْملَة.
وَجَاءَت الْإِبِل هَطْلَى وهَطَلَى، أَي متقطعة، وَقيل: هَطْلى:
مُطلقَة لَيْسَ مَعهَا سائق.
والهَيْطَلُ، والهَياطِلُ والهَياطِلَةُ: جنس من التّرْك أَو الْهِنْد،
قَالَ:
حَمَلْتُهم فِيهَا معَ الهَياطِلَهْ
أثْقِلْ بهمْ مِنْ تسعةٍ فِي قافلَهْ
مقلوبه: (ط هـ ل)
طَهِلَ المَاء طَهَلا، فَهُوَ طَهِلٌ وطاهِل: أجن.
وَفِي الأَرْض طُهْلَةٌ من كلأ، أَي شَيْء مِنْهُ، وَذَلِكَ فِي أول
نباتها، وَقد أطهَلَت الأَرْض.
والطِّهْلِيَةُ: مَا انحت من الطين فِي الْحَوْض بعد مَا ليط
والطِّهْلِيَةُ من النَّاس: الأحمق الَّذِي لَا خير فِيهِ،
وَكِلَاهُمَا غير مَهْمُوز.
وَمَا فِي السَّمَاء طِهْلِئَةٌ، أَي سَحَابَة.
مقلوبه: (ل هـ ط)
لهَطَ يَلْهَط لَهْطاً: ضرب بِالْيَدِ وَالسَّوْط، وَقيل: ضرب بالكف
منشورة أَي الْجَسَد أَصَابَت.
ولهَطَت الْمَرْأَة فرجهَا بِالْمَاءِ لَهْطا: ضَربته بِهِ.
ولَهَط بِهِ الأَرْض: ضربهَا بِهِ.
مقلوبه: (ط هـ ل)
الطُّهْلَة: الْقَلِيل الضَّعِيف من الْكلأ، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.
(4/249)
الْهَاء والطاء وَالنُّون
الطَهَنَان: البرَّادة.
مقلوبه: (ن هـ ط)
نَهَطَه بِالرُّمْحِ نَهْطا: طعنه بِهِ.
الْهَاء والطاء وَالْفَاء
الهَطِفُ: اسْم رجل، وَهُوَ أَبُو قَبيلَة، كَانُوا أول من نحت الجفان،
قَالَ أَبُو خرَاش:
لَو كانَ حَيًّا لَغادهُمْ بِمُترَعَةٍ ... مِنَ الرَّواوِيقِ مِنْ
شِيزَي بني الهَطِفِ
والهَطَفَى: اسْم.
مقلوبه: (ط هـ ف)
الطَّهَف: نبت يشبه الدخن إِلَّا انه أرق مِنْهُ وألطف.
والطَّهَفُ: طَعَام يخبز من الذّرة. وَقيل: هُوَ شجر لَهُ حمل يجنى
ويختبز فِي الْمحل، واحدته طَهَفَةٌ.
والطَّهْفُ، بِسُكُون الْهَاء: عشبة حجازية ذَات غصنة وورق كَأَنَّهُ
ورق الْقصب، ومنبتها الصَّحرَاء ومتون الأَرْض، وثمرتها حب فِي أكمام
حَمْرَاء تختبز وتؤكل نَحْو القت.
وَفِي الأَرْض طَهْفَةٌ من كلأ للشَّيْء الرَّقِيق مِنْهُ.
والطَّهْفَة: أعالي الصليان، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا حسن أعالي
النبت، وَلم يكن بأث الأسافل فَتلك الطَّهفَة.
وأطهَفَ الصليان: نبت نباتا حسنا.
والطَّهَفُ، بِفَتْح الْهَاء: الْحِرْز.
والطَّهْفُ وطَهَفٌ وطَهِفٌ: اسمان.
مقلوبه: (ف ط هـ)
فَطِهَ الظّهْر فَطَها، كفرز.
(4/250)
الْهَاء والطاء وَالْبَاء
الهُبوط: نقيض الصعُود، هَبَطَ يَهْبِطُ هُبوطا، وهَبَطْتُه،
وأهبَطتُه، قَالَ:
مَا رَاعني إِلَّا جَناحٌ هابِطا
على البُيوتِ قَوْطَه العُلابِطا
أَي مُهبِطا قوطه، وَقد يجوز أَن يكون أَرَادَ هابطا على قوطه، فَحذف
وعدي.
وَأما قَوْله تَعَالَى: (وَإنَّ مِنْهَا لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشيِة
الله) فأجود الْقَوْلَيْنِ فِيهِ أَن يكون مَعْنَاهُ: وَإِن مِنْهَا
لما يهْبط من نظر إِلَيْهِ من خَشَبَة الله، وَذَلِكَ أَن الْإِنْسَان
إِذا فكر فِي عظم هَذِه الْمَخْلُوقَات تضاءل وخشع، وهبطت نَفسه لعظم
مَا شَاهد، فنسب الْفِعْل إِلَى تِلْكَ الْحِجَارَة، لما كَانَ
الْخُشُوع والسقوط مسببا عَنْهَا وحادثا لأجل النّظر إِلَيْهَا،
كَقَوْل الله سُبْحَانَهُ: (ومَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكنَّ اللهَ
رَمَى) هَذَا قَول ابْن جني، وَكَذَلِكَ أهبطته الركب، قَالَ عدي بن
زيد:
أهبَطتُه الرَّكْبَ يُعدِيني وأُلجْمِهُ ... للنائِباتِ بِسَيرٍ
مُخذَمِ الأكَمِ
والهَبُوط من الأَرْض: الحدور.
والهَبْطَة: مَا تطامن من الأَرْض.
وهَبَطنا أَرض كَذَا: نزلناها.
والهَبْطُ: أَن يَقع الرجل فِي شَرّ.
والهَبْطُ أَيْضا: النُّقْصَان.
وَرجل مَهبوطٌ: نقصت حَاله.
وهَبَطَ الْقَوْم يَهبِطونَ: إِذا كَانُوا فِي سفال ونقصوا، قَالَ
الشَّاعِر:
كلُّ بَنيِ حُرَّةٍ مَصيرُهُم ... قُلٌّ وإنْ أَكْثرُوا مِنَ العَددِ
إنْ يُغبَطوا يَهبِطوا وإنْ أمِروا ... يَوما فَهُمْ لِلفَناءِ
والنَّفَدِ
(4/251)
وَالْعرب تَقول: اللَّهُمَّ غبطا لَا هبطا، فالهبط:
مَا تقدم من النَّقْص والتسفل، والغبط: أَن تغبط بِخَير تقع فِيهِ.
وهَبَطَت إبلي وغنمي تَهبِطُ هُبوطا: نقصت، وهَبَطتُها هَبْطا،
وأهبَطْتُها وهَبَطَ ثمن السّلْعَة يَهبِطُ هُبوطا: نقص، وهبَطْتُه
أهبِطُه هبْطا، وأهبطته.
وَرجل مَهبوطٌ وهَبيِطٌ، وهَبَطَ الْمَرَض لَحْمه: نَقصه وأحدره،
وَهَبَطَ اللَّحْم نَفسه: نقص، وَكَذَلِكَ الشَّحْم، قَالَ أُسَامَة
الْهُذلِيّ:
ومِنْ أيْنِها بَعدَ إبدانِها ... ومِنْ شحمِ أثباجِها الهابطِ
والهَبِيط من الْإِبِل: الضامر، وَكله من النُّقْصَان.
وهبَط الرجل من بلد إِلَى بلد يَهْبِطُ هُبوطاً وهبَطانا.
وَرجل هَبَطانٌ: يَهبِطُ من بلد إِلَى بلد وهَبَطْتُه أَنا وأهبَطته.
والتِّهِبِّطُ: بلد.
قَالَ كرَاع: التِّهِبِّطُ طَائِر لَيْسَ فِي الْكَلَام على مِثَال
تفعل غَيره، وروى عَن أبي عُبَيْدَة: التَّهَبُّطُ، على لفظ الْمصدر.
مقلوبه: (ب هـ ط)
البَهَطُّ: كلمة سندية، وَهِي الْأرز يطْبخ بِاللَّبنِ وَالسمن
خَاصَّة، واستعملته الْعَرَب بِالْهَاءِ، فَقَالَت: بهطة طيبَة،
كَأَنَّهَا ذهبت بذلك إِلَى الطَّائِفَة مِنْهُ، كَمَا قَالُوا: لبنة
وعسلة.
الْهَاء والطاء وَالْمِيم
هَمَطَ يَهْمِط هَمْطا: خلط بالأباطيل.
وهَمَطَ الرجل، واهتَمَطه: ظلمه قَالَ:
ومِنْ شَديدِ الجَوْرِ ذِي اهْتِماطِ
والهَمَّاطُ: الظَّالِم.
واهْتَمَط عرضه: شَتمه وتنقصه.
واهْتَمَط الذِّئْب السخلة أَو الشَّاة: اخذها عَن ابْن الْأَعرَابِي.
(4/252)
مقلوبه: (ط هـ م)
المُطَهَّم من النَّاس وَالْخَيْل: الْحسن التَّام كل شَيْء مِنْهُ.
والمُطَهَّم أَيْضا: الْقَلِيل لحم الْوَجْه، عَن كرَاع، والمُطَهَّم
المنتفخ الْوَجْه ضد، وَقيل: المُطَهَّم: السمين الْفَاحِش. وَفِي صفة
الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لم يكن بالمطهم. وَهُوَ
يحْتَمل أَن يُفَسر بالوجوه الثَّلَاثَة.
وَمَا أدرِي أَي الطَّهْمِ هُوَ، وَأي الطُّهْمِ، أيْ أيُّ الْخلق، عَن
اللحياني.
مقلوبه: (م ط هـ)
مَطَهَ فِي الأَرْض يَمْطَهُ مُطُوها: ذهب.
الْهَاء وَالدَّال والثاء
الدَّهْثُ: الدّفع.
ودَهْثَةُ: اسْم رجل.
مقلوبه: (ث هـ د)
غُلَام ثَوْهَدٌ: تَامّ جسيم، وَقيل: ضخم سمين ناعم، وَجَارِيَة
ثَوْهَدَة وثَوْهَدَّة، عَن يَعْقُوب، وَأنْشد:
نَوَّامَةٌ وَقتَ الضُّحى ثَوْهَدَّهْ
شِفاؤُها مِنْ دائِها الكَمْهَدَّهْ
الْهَاء وَالدَّال وَالرَّاء
الهَدْرُ: مَا يبطل من دم وَغَيره، هَدَرَ يَهْدُرُ ويَهْدِرُ هَدْراً
وهَدَراً، وهَدَرْتُه وأهدَرْتُه.
ودماؤهم هَدَر بَينهم، أَي مُهْدَرَة.
وتَهادَرَ الْقَوْم: أهدَروا دِمَاءَهُمْ.
وضربه فهَدَرَ سحره، أَي أسْقطه.
والهَدْرُ والهادِرُ: السَّاقِط، الأولى عَن كرَاع.
(4/253)
وَبَنُو فلَان هِدَرَةٌ، وهُدَرَةٌ، وهَدَرَةٌ:
ساقطون لَيْسُوا بِشَيْء، وَالْفَتْح أَقيس، لِأَنَّهُ جمع هادر،
فَهُوَ مثل كَافِر وكفره، وَأما هِدَرَة فَلَا يكسر عَلَيْهِ فَاعل من
الصَّحِيح وَلَا المعتل، إِلَّا انه قد يكون من أبنية الجموع، وَأما
هُدَرَة فَلَا يُوَافق مَا قَالَه النحويون، لِأَن هَذَا بِنَاء من
الْجمع لَا يكون إِلَّا للمعتل دون الصَّحِيح نَحْو غزَاة وقضاة،
اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون اسْما للْجمع، وَالَّذِي روى هُدَرَة
بِالضَّمِّ إِنَّمَا هُوَ ابْن الْأَعرَابِي وَقد أنكر ذَلِك عَلَيْهِ.
وَرجل هَدَرَةٌ: سَاقِط، وَكَذَلِكَ الِاثْنَان وَالْجمع والمؤنث.
وهَدَرَ الْبَعِير يَهدِر هَدْرا وهَدِيرا: صوَّت فِي غير شقشقة،
وَكَذَلِكَ الْحمام، والجرة تَهدِرُ هَديرا وتَهْدارا، قَالَ الأخطل:
كُمَّتْ ثلاثةَ أحوالٍ بِطينَتِها ... حَتَّى إِذا صَرَّحَتْ مِنْ
بَعْدِ تَهْدارِ
وجرة هَدُورٌ بِغَيْر هَاء، قَالَ:
دَلَفْتُ لهُمْ بِباطِيةٍ هَدورِ
والهادِرُ: اللَّبن الَّذِي قد خثر أَعْلَاهُ ورق أَسْفَله، وَذَلِكَ
بعد الحزور.
وهَدَرَ العشب هَدِيرا: كثر وَتمّ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الهادِرُ من
العشب: الَّذِي لَا شَيْء أطول مِنْهُ، وَقد هَدَرَ يَهدِرُ هُدُورا.
وَأَرْض هادِرَةٌ: كَثِيرَة العشب متناهية.
والهَدَّار: مَوضِع، أَو وَاد.
وَأَبُو الهَدَّارِ: اسْم شَاعِر، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
يَمْتَحِقُ الشَّيخُ أَبُو الهَدََّارِ
مِثلَ أمتِحاقِ قمَرِ السِّرارِ
مقلوبه: (هـ ر د)
هَرَدَ الثَّوْب يَهْرِدُه هَرْدا: مزقه.
وهَرَد القَصار الثَّوْب هَرْدًا، فَهُوَ مَهْرودٌ وهَريد مزقه وخرقه،
وَكَذَلِكَ هَرَدَ عِرضه يَهرِده هَرْدا، على الْمثل.
(4/254)
وهَرِدَ الشواء: نضج.
وهَرَدَه يَهِردُه هَرْدا، وهَرَّدَه: أنعم إنضاجه.
والهَرْدُ: الِاخْتِلَاط، كالهرج.
وتركتهم يَهرِدون، أَي يموجون، كيهرجون.
والهُرْدُ: الْعُرُوق الَّتِي يصْبغ بهَا، وَقيل: هُوَ الكركم.
وثوب مَهرودٌ، ومُهَرَّدٌ: مصبوغ بالهُرْدِ، وَفِي الحَدِيث: " ينزل
عِيسَى ابْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام فِي ثَوْبَيْنِ مَهرُودَينِ ".
والهُرْدِيَّة: قصبات تضم ملوية بطاقات الْكَرم تحمل عَلَيْهِ قضبانه.
وهُرْدانُ وهَيْرُدانُ: اسمان.
والهِرْدَى والهِرْداءُ: نبت، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الهِرْدَى،
مَقْصُور: عشبة لم تبلغني لَهَا صفة، لَا أَدْرِي أمذكرة أَو
مُؤَنّثَة.
والهَيْرُدانُ: نبت كالهردى.
والهَيْرُدانُ: اللص، وَلَيْسَ بثبت.
وهُرْدان: مَوضِع.
مقلوبه: (د هـ ر)
الدَّهْرُ: الْأَبَد الْمَمْدُود، وَقيل: الدَّهْر: ألف سنة، وَقد حكى
فِيهِ الدَّهْر، بِفَتْح الْهَاء، فإمَّا أَن يكون الدَّهْر والدَّهَرُ
لغتين، كَمَا ذهب إِلَيْهِ البصريون فِي هَذَا النَّحْو، فَيقْتَصر على
مَا سمع مِنْهُ، وَإِمَّا أَن يكون ذَلِك لمَكَان حرف الْحلق فيطرد فِي
كل شَيْء، كَمَا ذهب إِلَيْهِ الْكُوفِيُّونَ، قَالَ أَبُو النَّجْم:
وجَبَلاً طَالَ مَعَداًّ فَاشْمَخَرّْ
أشَمَّ لَا يَسْطِيُعُهُ النَّاسُ الدَّهَرْ
وَجمع الدَّهرِ أدهُرٌ ودُهُورٌ، وَكَذَلِكَ جمع الدَّهَرِ، لأَنا لم
نسْمع أدهارا، وَلَا سمعنَا فِيهِ جمعا إِلَّا مَا قدمنَا من جمع
دَهْرٍ.
فَأَما قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تسبوا الدَّهْر
فَإِن الله هُوَ الدَّهْر " فَمَعْنَاه أَن مَا أَصَابَك من الدَّهْر
(4/255)
فَالله فَاعله، لَيْسَ الدَّهْر، فَإِذا شتمت
الدَّهْر فكأنك أردْت بِهِ الله.
وعامله مُداهَرَةً ودِهارا، من الدَّهْرِ، الْأَخير عَن اللحياني،
وَكَذَلِكَ اسْتَأْجرهُ مُداهَرَة ودِهارًا، عَنهُ.
وَرجل دُهْرِىٌّ: قديم، نسب إِلَى الدَّهر وَهُوَ نَادِر، قَالَ
سِيبَوَيْهٍ: فَإِن سميت بدهر لم تقل إِلَّا دهري على الْقيَاس.
وَرجل دهري يَقُول بِبَقَاء الدَّهْر، وَهُوَ مولد.
والدَّهارِيرُ: أول الدَّهرِ فِي الزَّمَان الْمَاضِي وَلَا وَاحِد
لَهُ، قَالَ الشَّاعِر:
حَتَّى كأنْ لمْ يكُن إِلَّا تذكُّرُة ... والدَّهرُ أيَّتَماَ حِين
دهارير
ودُهورٌ دَهاريرُ: مُخْتَلفَة، على الْمُبَالغَة.
والدَّهرُ: النَّازِلَة.
ودَهَرَهُمْ أَمر: نزل بهم مَكْرُوه.
وَمَا دَهْرِي كَذَا، أَي مَا همتي وغايتي، قَالَ:
لَعَمْرِي وَمَا دَهْرِي بِتأبينِ هالكٍ ... وَلَا جَزعا ممَّا أصابَ
فَأوْجَعا
والدَّهْوَرَةُ: جمعك الشَّيْء وقذفك بِهِ فِي مهواة. ودَهْوَرَ
اللُّقَمَ مِنْهُ.
وَقيل: دَهْوَرَ اللقم: كبرها.
ودَهْوَرَ: سلح.
ودَهْوَرَ كَلَامه: قحَّم بعضه فِي إِثْر بعض.
ودَهْوَرَ الْحَائِط: دَفعه فَسقط.
وتْدَهَوَرَ اللَّيْل: أدبَرَ.
والدَّهْوَرِيُّ من الرِّجَال: الصلب الضَّرْب.
ودَهْرٌ، ودُهَيرٌ، وداهِرٌ: أَسمَاء.
ودَهْرٌ: اسْم مَوضِع، قَالَ لبيد بن ربيعَة:
(4/256)
وأصبحَ راسِيا بِرُضامِ دَهْرٍ ... وسالَ بِهِ
الخَمائِلُ فِي الرِّهامِ
والدَّوَاهِرُ: ركايا مَعْرُوفَة، قَالَ الفرزدق:
إِذا لأتى الدَّواهِرَ عَنْ قَريبٍ ... بِخِزْيٍ غَيرِ مَصروفِ
العِقالِ
مقلوبه: (ر هـ د)
رَهَدَ الشَّيْء يَرْهَدُه رَهْداً: سحقه سحقا شَدِيدا، وَالْكَاف
أعرف.
والرَّهادَةُ: الرخاصة.
والرَّهِيدُ: الناعم: الرُّخص.
وقثاءة رَهِيدَةٌ رخصَة.
والرَّهِيدَةُ: بر يدق وَيصب عَلَيْهِ لبن.
مقلوبه: (د ر هـ)
دَرَهَ على الْقَوْم: هجم.
ودارِهاتُ الدَّهرِ: هواجمه عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
عَزِيزٌ عَليَّ فَقْدُهُ فَفَقَدتُه ... فَبانَ فَخَلَّى دارِهاتِ
النَّوائبِ
وَقَول أبي النَّجْم:
سُبِّى الحَماةَ وادْرَهِى عَليها
إِنَّمَا مَعْنَاهُ: اهجُميِ عَلَيْهَا وأقْدِمي.
والمِدْرَهُ: السَّيِّد الشريف، عَنهُ أَيْضا، سمي بذلك لِأَنَّهُ
يُقَوي على الْأُمُور ويهجم عَلَيْهَا، مُشْتَقّ من ذَلِك.
والمِدْرَهُ: الْمُقدم فِي اللِّسَان وَالْيَد عِنْد الْخُصُومَة
والقتال، وَقيل: هُوَ رَأس الْقَوْم والدافع عَنْهُم.
ودَرَهَ لِقَوْمِهِ يَدْرَه دَرْهاً: دفع.
وَهُوَ تُدْرَهِهِمْ، أَي الدَّافِع عَنْهُم، قَالَ الشَّاعِر:
(4/257)
أعطَى وأطرافُ العَوالي تَنوشُهُ ... مِنَ القَومِ
مَا ذُو تُدْرَهِ القَومِ مانعُهْ
وَلَا يُقَال: هُوَ تُدْرَهُهُمْ حَتَّى يُضَاف إِلَيْهِ " ذُو "
وَقيل: الْهَاء فِي كل ذَلِك مبدلة من الْهمزَة، لِأَن الدره الدّفع،
وَهَذَا لَيْسَ بِقَوي، بل هما أصلان: دره وَدَرَأَ، فَلَمَّا وجدنَا
الْهَاء فِي كل مُسَاوِيَة للهمزة علمنَا أَن إِحْدَاهمَا لَيست بَدَلا
من الْأُخْرَى، وانهما لُغَتَانِ.
ودَرَهَ الْقَوْم: جَاءَهُم من غير أَن يشعروا بِهِ.
وسكين دَرَهْرَهَةٌ: معوجة الرَّأْس، وَفِي الحَدِيث فِي المبعث: "
فجَاء الْملك بسكين دَرَهْرَهَةٍ " التَّفْسِير لِابْنِ الْأَنْبَارِي،
حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
مقلوبه: (ر د هـ)
الرَّدْهَةُ: النقرة فِي الْجَبَل يستنقع فِيهَا المَاء، وَهِي أَيْضا:
حفيرة فِي القف تحفر أَو تكون خلقَة فِيهِ، قَالَ طفيل:
كأنَّ رِعالَ الخَيلِ لمَّا تَبادَرَتْ ... بِوادي جَرادِ الرَّدْهَةِ
المُتصَوّبِ
وَالْجمع رَدْهٌ ورِدَاهٌ.
والرَّدْهَةُ: شبه أكمة خشنة كَثِيرَة الْحِجَارَة، وَالْجمع رَدَهٌ،
بِفَتْح الرَّاء وَالدَّال، هَذَا قَول أهل اللُّغَة، وَالصَّحِيح انه
اسْم للْجمع.
والرُّدَّهُ: تلال القفاف، فَأَما قَوْله:
مِنْ بَعدِ أَنْضادِ الرِّداهِ الرُّدَّهِ
فَمن بَاب أَعْوَام السنين العوم، كَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْمُبَالغَة
والإجادة.
والرَّدْهَةُ: الْبَيْت الَّذِي لَا أعظم مِنْهُ.
ورَدَهَ الْبَيْت يَرْدَهُهُ رَدْهاً: جعله عَظِيما كَبِيرا.
الْهَاء وَالدَّال وَاللَّام
الهَدِيلُ: صَوت الْحمام، وَخص بَعضهم بِهِ وحشيها كالدباسي والقماري
وَنَحْوهَا، هَدَل يَهْدِل هَدِيلا.
(4/258)
وَقيل: الهَديلُ: ذكر الْحمام، وَقيل: هُوَ فرخها،
وَقَالَ بَعضهم: تزْعم الْأَعْرَاب فِي الهَديلِ أَنه فرخ كَانَ على
عهد نوح فَمَاتَ ضَيْعَة وعطشا، فَيَقُولُونَ: إِنَّه لَيْسَ من حمامة
إِلَّا وَهِي تبْكي عَلَيْهِ، قَالَ نصيب:
فَقُلتُ أتَبكي ذاتُ طَوْقٍ تذَكَّرَتْ ... هَدِيلاً وقدْ أودَى وَمَا
كانَ تُبَّعُ
يَقُول: وَلم يخلق تبع بعد.
وهَدَلَ الشَّيْء يَهدِلُه هَدْلا: أرْسلهُ إِلَى أَسْفَل.
والهَدَلُ: استرخاء المشفر الْأَسْفَل، هَدِلَ يَهَدُل هَدَلا، وَهُوَ
هادِلٌ وأهْدَلُ، وشفة هَدْلاءُ: منقلبة عَن الذقن.
وهَدِلَ الْبَعِير هَدَلا: أَخَذته القرحة فَهدِلَ مشفره.
وهَدِلَ فَهُوَ هَدِلٌ: طَال مشفره، وَذَلِكَ مِمَّا يمدح بِهِ قَالَ
الشَّاعِر:
بكُلِّ شَعْشاعٍ صُهابِيٍّ هَدِلْ
وَقيل: الهَدَلُ فِي الشّفة: عظمها واسترخاؤها، وَذَلِكَ للبعير،
وَإِنَّمَا يُقَال: رجل أهدَلُ، وَامْرَأَة هَدلاءُ مستعارا من
الْبَعِير.
والتَّهَدُّلُ: استرخاء جلدَة الخصية وَنَحْو ذَلِك، قَالَ الشَّاعِر:
كأنَّ خُصْيَيْهِ منَ التَّهَدُّلِ
ويروى: من التَّدَلْدُلِ.
والهَدالُ: مَا تهدَّلَ من الأغصان، قَالَ الْأَعْشَى:
ظَبيَةٌ مِنْ ظِباءِ وَجْرَةَ أدْما ... ءُ تَسُفُّ الكَباثَ تَحتَ
الهَدالِ
(4/259)
والهَدَالَةُ: شَجَرَة تنْبت فِي السمر لَيست
مِنْهُ، وتنبت فِي اللوز وَالرُّمَّان، وَفِي كل شَجَرَة، وثمرتها
بَيْضَاء، وَقيل: الهدالة: كل غُصْن نبت مُسْتَقِيمًا فِي طَلْحَة أَو
أراكة، وَهُوَ مِمَّا يشفى بِهِ المطبوب، وَالْجمع هَدالٌ.
والهَدالُ: شجر بالحجاز لَهُ ورق عراض أَمْثَال الدَّرَاهِم الضخام،
لَا ينْبت إِلَّا مَعَ شجر السّلع والسمر، يسحقه أهل الْيمن ويطبخونه.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: لبن هِدْلٌ، لُغَة فِي إدل: لَا يُطَاق حمضا،
وَأرَاهُ على الْبَدَل.
مقلوبه: (د هـ ل)
مضى دَهْلٌ من اللَّيْل، أَي صدر، قَالَ الشَّاعِر:
مَضَى مِنَ الليلِ دَهْلٌ وهْيَ واحِدةٌ ... كَأَنَّهَا طائِرٌ
بالدَّوِّ مَذْعورُ
هَذِه رِوَايَة يَعْقُوب، وَرَوَاهُ اللحياني: ذهل، بِالذَّالِ، وَهِي
نادرة.
وَلَا دَهْلَ، أَي لَا تخف، تبطية معربة قَالَ الشَّاعِر:
فَقُلتُ لهُ لَا دَهلَ مِ القَمْلِ بَعدَما ... مَلانَيْفَقَ
التُّبَّانِ منهُ بِعاذِرِ
مقلوبه: (ل هـ د)
أَلَهَدَ الرجل: ظلم وجار.
وأَلهَدَ بِهِ: أزرى، قَالَ الشَّاعِر:
تَعَلَّمْ، هَداكَ اللهُ، أنَّ ابنَ نَوفَلٍ ... بِنا مُلهِدٌ لَو
يَملِكُ الضَّلْعَ ضالِعُ
ولهَدَه الحِمْلُ يَلْهَدُه لَهْدا، فَهُوَ مَلهودٌ ولَهِيدٌ: أثقله
وضغطه.
واللَّهْدُ: انفراج يُصِيب الْإِبِل فِي صدورها من صدمة أَو ضغط حمل،
وَقيل: اللَّهْد: ورم فِي الفريصة من وعَاء يلح على ظهر الْبَعِير
فيرم.
واللَّهْدُ: دَاء يُصِيب النَّاس فِي أَرجُلهم وأفخاذهم، وَهُوَ
كالانفراج.
واللَّهْدُ: الضَّرْب فِي الثديين وأصول الْكَتِفَيْنِ.
ولَهَدَه يَلهَدُه لَهْدا، ولَهَّدَه: غمزه. قَالَ طرفَة:
(4/260)
بَطيءٍ عَنِ اللجُلَّى سريعٍ إِلَى الخَنا ...
ذَليلٍ بإجماعِ الرّجالِ مُلهَّدِ
وناقة لهِيدٌ: غمزها حملهَا فوثأها، عَن اللحياني.
ولَهَدَ مَا فِي الْإِنَاء يَلهَدُه لَهْدا: لحسه وَأكله، قَالَ عدي:
ويَلْهَدْنَ مَا أغْنى الوَلِيُّ فلمْ يُلِثْ ... كأنَّ بِحافاتِ
النِّهاءِ المَزارِعا
لم يلث: لم يبطيء أَن ينْبت، والنهاء: الْغدر، فَشبه الرياض بحافاتها
الْمزَارِع.
واللَّهِيَدُة: الرخوة من العصائد لَيست بحساء فتحسى وَلَا غَلِيظَة
فتلقم، وَهِي الَّتِي تجَاوز حد الحريقة والسخينة، وتقصر عَن العصيدة.
مقلوبه: (د ل هـ)
الدَّلْهُ والدَّلَهُ: ذهَاب الْفُؤَاد من هم أَو نَحوه، وَقد
دَلَّهَهُ الْهم أَو الْعِشْق فَتَدَلَّه، وَالْمَرْأَة تَدَلَّهُ على
وَلَدهَا: إِذا فقدته.
ودُلِّهَ الرجل: حُيِّرَ.
والمُدَلَّهُ: الَّذِي لَا يحفظ مَا فعل وَلَا مَا فعل بِهِ.
ودَلَهَ يَدْلَهُ دُلوها: سلا.
والدَّلُوهُ من الْإِبِل: الَّتِي لَا تكَاد تحن إِلَى إلْف وَلَا ولد،
وَقد دلَهَتْ دُلُوهاً.
وَذهب دَمه دَلْها، أَي هدرا
الْهَاء وَالدَّال وَالنُّون
الهُدْنَةُ والهِدانَة: الْمُصَالحَة بعد الْحَرْب، قَالَ أُسَامَة
الْهُذلِيّ:
فَسامونا الهِدانَةَ مِنْ قَرِيبٍ ... وهُنَّ مَعا قِيامٌ كالشُّحوبِ
والمَهْدُونُ: الَّذِي يطْمع مِنْهُ فِي الصُّلْح، قَالَ الراجز:
(4/261)
ولمْ يُعَوَّدْ نَومَةَ المَهدونِ
والهُدنَةُ، والهُدونُ، والمَهْدَنَةُ: الدعة والسكون هَدَنَ يَهدِنُ
هُدونا: سكن.
وهادَنَ الْقَوْم: وادعهم.
وهَدَنهُمْ يَهدِنُهُم هَدْنا: ربثهم بِكَلَام وَأَعْطَاهُمْ عهدا لَا
يَنْوِي أَن يَفِي بِهِ، قَالَ الشَّاعِر:
يَظَلُّ نَهارُ الوالِهينَ صَبابَةً ... وتَهدِنُهُمْ فِي النائمينَ
المضاجِعُ
وَهُوَ من التسكين.
وهَدَنَ الصَّبِي وَغَيره يَهدِنُه، وهَدَّنه: سكنه وأرضاه.
وهُدِنَ عَنْك فلَان: أرضاه مِنْك الشَّيْء الْيَسِير.
وَرجل هِدانٌ: بليد يرضيه الْكَلَام، وَالِاسْم الهَدْنُ والهُدنَةُ،
وَقيل: الهِدانُ: الأحمق الوخم الثقيل فِي الْحَرْب، وَقيل: الهِدانُ
والمَهدونُ: النوَّام الَّذِي لَا يُصَلِّي وَلَا يبكر فِي حَاجَة، عَن
ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
هِدانٌ كشَحمِ الأُرْنَةِ المُتَرجْرجُ
وَقَالَ:
ولمْ يَعَوَّدْ نَومَةَ المَهدونِ
وَقد تَهَدَّنَ، وَالِاسْم من كل ذَلِك الهَدْنُ.
والهَدِنُ: المسترخي.
وَإنَّهُ عَنْك لهَيْدانٌ، إِذا كَانَ يهابه.
والهَدْنَةُ: القيل الضَّعِيف من الْمَطَر، عَن ابْن الْأَعرَابِي،
وَقَالَ: هُوَ الرك، وَالْمَعْرُوف الدَّهْنَةُ.
مقلوبه: (هـ ن د)
هِنْدٌ وهُنَيْدَةٌ: اسْم للمائة من الْإِبِل خَاصَّة، وَقيل: هِيَ
اسْم للمائة وَلما دوينها وَلما فويقها، وَقيل: هِيَ المائتان، حَكَاهُ
ابْن جني عَن الزيَادي، قَالَ: وَلم أسمعهُ من غَيره.
(4/262)
والهُنَيدَةُ: مائَة سنة.
والهِندُ: مِائَتَان، حكى عَن ثَعْلَب.
ولقى هِندَ الأحامس، إِذا مَاتَ.
وَحمل عَلَيْهِ فَمَا هَنَّدَ، أَي مَا كذب.
وَمَا هَنَّدَ عَن شتمي، أَي مَا كذب وَلَا تَأَخّر.
وهَنَّدَتْه الْمَرْأَة: ورثته عشقا بالملاطفة والمغازلة، قَالَ:
يَعِدْنَ مَنْ هَنَّدْنَ والمُتَيَّما
وهَنَّدَ السَّيْف: شحذه، قَالَ:
كلُّ حُسامٍ مُحكَمِ التَّهْنِيدِ
يَقضِبُ عِنْد الهَزِّ والتَّجريدِ
سالِفَةَ الهامَةِ واللَّدِيدِ
والهِندُ: جيل مَعْرُوف.
وَقَول عدي بن زيد:
رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها ... تَقضِمُ الهِندِىَّ والغارا
إِنَّمَا عَنَّا الْعود الطّيب الرَّائِحَة الَّذِي من بِلَاد
الْهِنْد.
وَأما قَول كثير:
ومُقْرَبَةٌ دُهْمٌ وكُمْتٌ كَأَنَّهَا ... طَماطِمُ يُوفونَ الوُفورَ
هَنادِكُ
فَقَالَ مُحَمَّد بن حبيب: أَرَادَ بالهنادك رجال الْهِنْد، قَالَ ابْن
جني: فَظَاهر هَذَا القَوْل مِنْهُ يَقْتَضِي أَن تكون الْكَاف
زَائِدَة، قَالَ: وَيُقَال: رجل هندي وهندكي، وَلَو قيل: إِن الْكَاف
أصل وَإِن " هندي " و" هندكي " أصلان بِمَنْزِلَة سبط وسبطر لَكَانَ
قولا قَوِيا.
(4/263)
وَالسيف الهُنِدُوانِيُّ والمُهَنَّد: مَنْسُوب
إِلَيْهِم.
وهِندُ اسْم امْرَأَة، وَالْجمع أهنُدٌ وأهنادٌ وهُنودٌ، أنْشد
سِيبَوَيْهٍ لجرير:
أخالِدَ قد عَلِقتُكِ بعدَ هِنْدٍ ... فَشيَّبَنِي الخَوالِدُ
والهُنودُ
وهِندُ: اسْم رجل، قَالَ:
إِنِّي لمَنْ أنكرَنيِ ابنُ اليَثرِبي
قَتلتُ عِلباءَ وهِندَ الجَمَلِي
أَرَادَ هِنداً الْجملِي، فَحذف إِحْدَى ياءي النّسَب للقافية، وَحذف
التَّنْوِين من هِنْد لسكونه وَسُكُون اللَّام من الْجملِي، وَمثله
قَوْله:
لَتَجدَنِّي بالأميرِ بَرَّا
وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرَّا
إِذا غُطَيْفُ السُّلَمِىُّ فَرَّا
أَرَادَ: غطيف السّلمِيّ، فَحذف التَّنْوِين لالتقاء الساكنين. وَهُوَ
كثير حَتَّى أَن بَعضهم قَرَأَ: (قُل هوَ اللهُ أحدُ اللهُ) فَحذف
التَّنْوِين من أحد.
وبَنو هِنْد: فِي بكر بن وَائِل.
وَبَنُو هَنَّادٍ: بطن.
وَقَول الراجز:
وبَلدَةٍ يَدعو صَداها هِنْدَا
أَرَادَ حِكَايَة صَوت الصدا.
مقلوبه: (د هـ ن)
دَهَنَ رَأسه وَغَيره يَدْهُنُه دَهْنا: بله، وَالِاسْم الدُّهْنُ،
وَالْجمع أدهانٌ ودِهانٌ.
والدُّهْنَةُ: الطَّائِفَة من الدُّهنِ، أنْشد ثَعْلَب:
(4/264)
فَمَا ريحُ رَيحانٍ بمِسكٍ بِعَنبرٍ ... بِرَندٍ
بِكافورٍ بِدُهنَةِ بانِ
بِأطيبَ منْ رَيَّا حَبيِبي لوَ إنَّني ... وجَدْتُ حَبِيبيِ خَالِيا
بمكانِ
وَقد ادَّهَن بالدُّهنِ.
والمُدهُنُ: آلَة الدُّهْنِ، وَهُوَ أحد مَا شَذَّ من هَذَا الضَّرْب.
ولحية دهينٌ: مَدهُونَةٌ.
والدَّهْنُ والدُّهنُ من الْمَطَر: قدر مَا يبل وَجه الأَرْض، وَالْجمع
دِهانٌ.
ودَهَنَ الْمَطَر الأَرْض: بلها بِلَا يَسِيرا.
والدَّهِينُ من الْإِبِل: القليلة اللَّبن الَّتِي يمرى ضرْعهَا فَلَا
يدر قَطْرَة، قَالَ:
لِسانُكِ مِبرَدٌ لَا عَيبَ فيهِ ... ودَرُّكِ دَرُّ جاذِبَةٍ دَهِينِ
وَقد دَهُنَتْ ودَهَنَتْ دَهانَةً.
وفحل دَهينٌ: لَا يكَاد يلقح، كَأَن ذَلِك لقلَّة مَائه.
والمُدْهُن: مستنقع المَاء، وَقيل: هُوَ كل مَوضِع حفره سيل أَو مَاء
واكف فِي حجر.
والمُداهَنةُ والإدْهانُ: المصانعة واللين، وَقيل: المداهنة: إِظْهَار
خلاف مَا تضمر، والإدهانُ: الْغِشّ.
ودهَنَه بالعصا يَدهُنُه دَهْنا: ضربه.
والدِّهانُ: الْجلد الْأَحْمَر، وَقيل: الأملس، قَالَ مِسْكين
الدَّارمِيّ:
ومُخاصِمٍ قاوَمتُ فِي كَبَدٍ ... مِثل الدِّهانِ فكانَ لِي العُذرُ
يَعْنِي انه قاوم هَذَا المخاصم فِي مَكَان يزلق عَنهُ من قَامَ بِهِ،
فَثَبت هُوَ وزلق خَصمه، والعذر، هَاهُنَا: النجح.
وَقيل: الدِّهانُ: الطَّرِيق الأملس.
وَمَا أدهَنْتَ إِلَّا على نَفسك، أَي مَا أبقيت.
والدَّهْناءُ: الفلاة، والدَّهْناءُ: مَوضِع كُله رمل، وَقيل:
الدَّهْناءُ: مَوضِع من بِلَاد تَمِيم
(4/265)
مسيرَة ثَلَاثَة أَيَّام لَا مَاء فِيهِ، يمد
وَيقصر قَالَ:
لَستَ على أُمِّكَ بالدَّهنا تَدِلُّ
أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي، يضْرب للمتسخط على من لَا يُبَالِي تسخطه،
وَأنْشد غَيره:
ثمَّ مالَتْ لِجانبِ الدَّهناءِ
والدَّهناءُ، مَمْدُود: عشبة حَمْرَاء لَهَا ورق عراض يدبغ بِهِ.
والدِّهْنُ: شجر سوء كالدفلى قَالَ أَبُو وجزة:
وحدَّث الدِّهنُ والدِّفلَى خَبِيرَكمُ ... وسالَ تَحتكُمُ سَيلٌ فَمَا
نَشَفا
وَبَنُو دُهنٍ وَبَنُو داهِنٍ: حَيَّان.
مقلوبه: (ن هـ د)
نَهَدَ الثدي يَنهُدُ ويَنهَدُ نُهُودا: كَعْب.
ونَهَدَت الْمَرْأَة تَنْهُدُ وتَنهَدُ، وَهِي نَاهدٌ، ونَهَّدَتْ،
وَهِي مُنَهِّدٌ، كِلَاهُمَا: نَهَدَ ثديها.
وَفرس نَهْدٌ: جسيم مشرف، وَقيل: كثير اللَّحْم حسن الْجِسْم مَعَ
ارْتِفَاع، وَكَذَلِكَ منْكب نَهدٌ، وَقيل: كل مُرْتَفع نَهدٌ.
وأنهَدَ الْحَوْض والإناء: ملأَهُ أَو قَارب ملأَهُ، وَهُوَ حَوْض
نَهدانُ، وإناء نَهدان، وقصعة نَهدَى ونَهدانَةٌ، وَحكى ابْن
الْأَعرَابِي: نَاقَة تَنهَدُ الْإِنَاء، أَي تملؤه.
ونَهَدَ يَنْهَدُ نَهْداً، ونَهِدَ نَهَداً كِلَاهُمَا: شخص ونهض،
وأنهَدتُه أَنا.
ونَهَدَ إِلَيْهِ: قَامَ، عَن ثَعْلَب.
والمُناهدَة فِي الْحَرْب: أَن يَنهَد بعض إِلَى بعض، وَهُوَ فِي معنى
نَهَضَ، إِلَّا أَن النهوض قيام غير قعُود، والنُّهودُ: نهوض على كل
حَال.
والنَّهْدُ: العون.
وَطرح نَهْدَهْ مَعَ الْقَوْم: أعانَهُم وخارَجَهم.
وتَناهَدوا: تخارجوا، يكون ذَلِك فِي الطَّعَام وَالشرَاب.
وَقيل: النَّهْدُ: إِخْرَاج الْقَوْم نفقاتهم على قدر فِي الرّفْقَة،
وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ النِّهدُ، بِالْكَسْرِ قَالَ: وَالْعرب تَقول:
هَات نهْدَكَ، مَكْسُورَة النُّون، قَالَ: وَحكى عَمْرو بن عبيد عَن
(4/266)
الْحسن انه قَالَ: أخرجُوا نهْدَكُم، فَإِنَّهُ
أعظم للبركة، وَأحسن لأخلقكم، وَأطيب لنفوسكم.
وتناهَد الْقَوْم الشَّيْء: تناولوه بَينهم.
والنَّهْداءُ من الرمل، مَمْدُود، وَهِي كالرابية المتلبدة كَرِيمَة
تنْبت الشّجر.
والنَّهْدُ والنَّهِيدَةُ والنَّهِيدُ، كُله: الزبدة الضخمة
الْعَظِيمَة، وَقيل: النَّهِيدةُ: أَن يغلى لباب الهبيد، وَهُوَ حب
الحنظل، فَإِذا بلغ الحنظل إناه من النضج والكثافة ذَر عَلَيْهِ قميحة
من دَقِيق، وَقيل: النَّهيِدُ، بِغَيْر هَاء: الزّبد الَّذِي لم يتم
ذوب لبنه ثمَّ أكل.
ونَهْدٌ: قَبيلَة من قبائل الْيمن ونَهْدانُ ونُهَيْدٌ ومُناهِدٌ:
أَسمَاء.
مقلوبه: (ن د هـ)
النَّدْهُ: الزّجر عَن كل شَيْء والطرد عَنهُ بالصياح.
ونَدَهَ الْإِبِل يَنْدَهُها نَدْها: سَاقهَا وَجَمعهَا، وَلَا يكون
إِلَّا للْجَمَاعَة مِنْهَا، وَرُبمَا اقتاسوا مِنْهُ للبعير.
والنَّدْهَةُ والنُّدْهَةُ: الْكَثْرَة من المَال، وَقَالَ بَعضهم:
عِنْده نَدْهَةٌ من صَامت وماشية، ونُدْهَةٌ، وَهِي الْعشْرُونَ من
الْغنم وَنَحْوهَا، وَالْمِائَة من الْإِبِل أَو قرابتها، وَالْألف من
الصَّامِت أَو نَحوه.
الْهَاء وَالدَّال وَالْفَاء
الهَدَفُ: الْغَرَض المنتضل فِيهِ بِالسِّهَامِ.
والهَدَفُ: كل شَيْء عَظِيم مُرْتَفع.
والهَدَفُ: حيد مُرْتَفع من الرمل، وَقيل: هُوَ كل شَيْء مُرْتَفع
كحيود الرمل المشرفة، وَالْجمع أهداف، وَلَا يكسر على غير ذَلِك.
والهَدَفُ من الرِّجَال: الجسيم والطويل الْعُنُق العريض الألواح، على
التَّشْبِيه بذلك.
وَقيل: هُوَ الثقيل النّوم، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
إِذا الهَدَفُ المِعْزابُ صَوَّبَ رَأسَهُ ... وأعجبَهُ ضَفْوٌ مِنَ
الثَّلَّةِ الخُطْلِ
(4/267)
وَركب مستهدف: مُرْتَفع عريض، قَالَ:
وَإِذا طعَنتَ طعَنتَ فِي مُسْتَهدِفٍ ... رابِي المَجَسَّةِ
بالعَبِيرِ مُقَرْمَدِ
وَامْرَأَة مُهدِفَةٌ: مُرْتَفعَة الجهاز.
وأهدَفَ لَك الشَّيْء: انتصب.
والهِدْفَةُ: الْجَمَاعَة من النَّاس، وَقيل: الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة
من النَّاس يُقِيمُونَ ويظعنون.
وهدَفَ إِلَى الشَّرّ: أسْرع.
وأهدَفَ إِلَيْهِ: لَجأ.
مقلوبه: (ف هـ د)
الفَهْدُ: سبع يصاد بِهِ، وَفِي الْمثل: " أنوم من فَهدٍ " وَالْجمع
أفهُدٌ وفُهودٌ، وَالْأُنْثَى فَهْدَةٌ، والفَهَّادُ: صَاحبهَا.
وَرجل فَهدٌ: يشبه بالفَهدِ فِي ثقل نَومه.
وفَهِدَ الرجل فَهَدا: نَام وتغافل عَمَّا يجب عَلَيْهِ تعهده. وَفِي
الْخَبَر: " وَإِن دخل فَهِدَ وَإِن خرج أَسد وَلَا يسْأَل عَمَّا عهد
" والفَهدُ: مِسْمَار يسمر بِهِ فِي وَاسِط الرحل، وَهُوَ الَّذِي
يُسمى الْكَلْب.
وفَهْدَتا الْفرس: اللَّحْم الناتئ فِي صَدره عَن يَمِينه وشماله،
قَالَ أَبُو دَاوُد:
كأنَّ الغُضونَ مِنَ الفَهْدَتَينِ ... إِلَى طَرِف الزَّوْرِ حُبْكُ
العَقَدْ
والفَهدَةُ: الاستُ.
وَغُلَام فَوْهَدٌ: تَامّ تار ناعم، كثوهد، وَجَارِيَة فَوهَدَةٌ
وتوهدة، وَزعم يَعْقُوب أَن فَاء فَوهَدٍ بدل من ثاء ثوهد، أَو بعكس
ذَلِك.
مقلوبه: (د هـ ف)
دَهَفَ الشَّيْء يَدْهَفُهُ دَهْفاً، وأدهَفَه: أَخذه أخذا كثيرا.
(4/268)
الْهَاء وَالدَّال وَالْبَاء
الهُدْبَةُ والهُدُبَةُ: الشعرة النابتة على شفر الْعين، وَالْجمع
هُدْبٌ وهُدُبٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يكسر لقلَّة فعلة فِي
كَلَامهم، وَجمع والهُدْبِ والهُدُبِ أهدابٌ.
والهَدَبُ كالهُدْبِ واحدته هَدَبَةٌ.
وهَدِبَتِ الْعين هَدَباً، وَهِي هَدْباءُ: طَال هُدْبُها، وَكَذَلِكَ
أذن هَدباءُ، ولحية هَدباءُ.
ونسر أهدَبُ: سابغ الريش.
وهُدْبُ الثَّوْب: خمله، وَالْوَاحد كالواحد فِي اللغتين، وهَيدَبُه
كَذَلِك، واحدته هَيدَبَةٌ.
والهَيدَبُ: السَّحَاب الَّذِي يتدلى وَيَدْنُو مثل هُدبِ القطيفة،
وَقيل: هَيدَبُ السَّحَاب: ذيله، وَقيل: هُوَ أَن ترَاهُ يتسلسل فِي
وَجهه للودق ينصب كَأَنَّهُ خيوط مُتَّصِلَة، وَكَذَلِكَ هَيْدَبُ
الدمع، قَالَ الشَّاعِر:
بِدَمعٍ ذِي حَزازاتٍ ... على الخَدَّينِ ذِي هَيدَبْ
وَقَوله:
أرَيْتَ إِن أُعطِيَت نَهْدا كَعْثَبا
أذاكَ أم أُعطيتَ هَيْدا هَيْدَبا
لم يُفَسر ثَعْلَب هيدبا، إِنَّمَا فسر هيدا فَقَالَ: هُوَ الْكثير.
ولبد أهدَبُ: طَال زئبره، قَالَ:
عنْ ذِي دَرانيكَ ولِبدٍ أهدَبا
والدرنوك: المنديل.
وَفرس هَدِبٌ: طَوِيل شعر الناصية.
وهَدَبُ الشَّجَرَة: طول أَغْصَانهَا وتدليها، وَقد هَدِبَتْ هَدَبا
فَهِيَ هَدْباءُ.
(4/269)
والهَدَبُ: أَغْصَان الأرطى وَنَحْوه مِمَّا لَا
ورق لَهُ، واحدته هَدَبةٌ، وَالْجمع أهداب.
والهَدَبُ من ورق الشّجر: مَا لم يكن لَهُ عير نَحْو الأثل والطرفاء
والسرو والسمر.
والهُدَّابُ: اسْم يجمع هُدْبَ الثَّوْب وهَدَبَ الأرطى، واحدته
هُدَّابَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الهَدَبُ من النَّبَات: مَا لَيْسَ بورق إِلَّا
انه يقوم مقَام الْوَرق.
وأهْدَبَتْ أَغْصَان الشَّجَرَة، وَهِي هَدباءُ: تهدلت من نعمتها
واسترسلت. قَالَ أَبُو حنيفَة: وَلَيْسَ هَذَا من هَدَبِ الأرطى
وَنَحْوه.
وهَدَبَ الثَّمَرَة يَهْدِبُها هَدْبا: اجتناها وَقَول أبي ذُؤَيْب:
يَسْتَنُّ فِي عُرُض الصحراءِ فائِرُهُ ... كأنهُ سَبِطُ الأهْدابِ
مَملوحُ
قيل فِيهِ: الأهدابُ: الأكتاف، وَلَا أعرفهُ.
والهَيدَبُ والهُدُبُّ من الرِّجَال: العيي الثقيل، وَقيل: الأحمق،
وَقيل: الهَيْدَبُ: الضَّعِيف.
والهَيْدَبا: ضرب من مشي الْخَيل.
والهُدْبَةُ والهُدَبَةُ، الْأَخِيرَة عَن كرَاع: طوبئر أغبر يشبه
الهامة إِلَّا انه أَصْغَر مِنْهَا.
وهُدْبَةُ: اسْم رجل.
وَابْن الهَيْدَبا: من شعراء الْعَرَب.
وهَيْدَبٌ: فرس عبد عَمْرو بن رَاشد.
مقلوبه: (هـ ب د)
الهَبْدُ والهَبِيدُ: الحنظل، وَقيل: حبه، واحدته هَبِيدَةٌ، وَمِنْه
قَول بعض الْأَعْرَاب: فَخرجت لَا أتلفع بوصيدة، وَلَا أتقوت
بهَبِيدَةٍ.
وهَبَدَ الهَبِيدَ: طبخه أَو جناه.
وتهبَّدَ الرجل والظليم، واهْتَبَدا: أخذاه من شجرته، أَو استخرجاه
للْأَكْل.
وهَبُّودٌ: جبل، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
شَرْثانُ هاذاك ورا هَبُّودِ
(4/270)
وهَبُّودٌ: فرس عَلْقَمَة بن سياح.
مقلوبه: (ب هـ د)
بَهْدا، وَذُو بَهْدا: موضعان.
مقلوبه: (ب د هـ)
البَدْهُ والبُدْهُ، والبَدِيهةُ، والبَداهَةُ: أول كل شَيْء وَمَا
يفجؤك مِنْهُ، بدَهَهُ بِالْأَمر يَبْدَهُه بَدْها، وبادَهَهُ
مُبادَهَةً وبِداها: فاجأه.
وَفُلَان صَاحب بَدِيهةٍ: يُصِيب الرَّأْي أول مَا يفاجأ بِهِ.
والبُداهَةُ والبَديهَةُ: أول جري الْفرس.
وَلَك البَديهَةُ: أَي لَك أَن تبدأ، وَأرى الْهَاء فِي جَمِيع ذَلِك
بَدَلا من الْهمزَة.
الْهَاء وَالدَّال وَالْمِيم
الهَدْمُ: نقيض الْبناء، وهَدَمَه يَهدِمُه هَدْما، وهَدَّمَهُ،
فانهدَم وتهدَّمَ.
والهَدَمُ: مَا تهدَّمَ من نواحي الْبِئْر فِي جوفها، قَالَ الشَّاعِر:
تَمضِي إِذا زُجِرَتْ عَنْ سَوْأةٍ قُدُما ... كَأَنَّهَا هدَمٌ فِي
الجَفْرِ مُنقاضُ
وَقَوله فِي الحَدِيث: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الأهْدَمَينِ "
قيل فِي تَفْسِيره: هُوَ أَن يَنهدِمَ على الرجل بِنَاء أَو يَقع فِي
بِئْر، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين، وَلَا أَدْرِي مَا
حَقِيقَته.
والهِدْمُ: الثَّوْب الْخلق المرقع، وَقيل: هُوَ الكساء الَّذِي ضوعف
رقاعه، وَخص ابْن الْأَعرَابِي بِهِ الكساء الْبَالِي من الصُّوف دون
الثَّوْب، وَالْجمع أهدامٌ، وهِدَمٌ، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة،
وَهِي نادرة، وروى عَن الصموتي الْكلابِي، وَذكر حَبَّة الأَرْض
فَقَالَ: تنْحَل فَيَأْخُذ بَعْضهَا برقاب بعض فتنطلق هِدَما كالبسط.
وَشَيخ هِدْمٌ، على التَّشْبِيه بِالثَّوْبِ، وخُفٌّ هِدمٌ ومُهدَّمٌ
كَذَلِك، قَالَ:
عَليَّ خُفَّانِ مُهدَّمانِ
مُشتبِها الآنُفِ مُقْعَمانِ
(4/271)
وعجوز مُتهدِّمةٌ: هرمة فانية، وناب مُتهِّدَمٌة،
كَذَلِك.
والهَدِيمُ: مَا بَقِي من نَبَات عَام أول، وَذَلِكَ لقدمه.
وهَدِمَت النَّاقة هَدَما وهَدَمة، فَهِيَ هَدِمَةٌ، من إبل هَدامَى
وهَدِمَةٍ، وتهدَّمتْ وأهْدَمَتْ، وَهِي مُهدِمٌ، كِلَاهُمَا: إِذا
اشتدت ضبعتها فياسرت الْفَحْل وَلم تعاسره، وَقَالَ بَعضهم:
الهَدِمَةُ: الَّتِي تقع من شدَّة الضبعة.
وَفُلَان يتهدَّمُ عَلَيْك غَضبا: مثل بذلك.
وتَهدَّمَ عَلَيْهِ: توعده.
ودماؤهم بَينهم هَدْمٌ وهدَمٌ، أَي هدر.
وَقَالُوا دمنا دمكم، وهَدَمُنا هَدَمُكُمْ: أَي نَحن شَيْء وَاحِد فِي
النُّصْرَة، تغضبون لنا ونغضب لكم.
وتهادَم الْقَوْم: تهادروا.
والهُدامُ: الدوار يُصِيب الْإِنْسَان فِي الْبَحْر، وهُدِم الرجل:
أَصَابَهُ ذَلِك.
والهَدْمُ: أَن يضْربهُ فيكسر ظَهره، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وَذُو مَهْدَمٍ ومِهْدَمٍ: قيل من أقيال حِمير.
مقلوبه: (هـ م د)
هَمَدَ يَهمُدُ هُمودا، فَهُوَ هامِدٌ وهَمِدٌ وهَمِيدٌ: مَاتَ.
وأَهْمَدَ: سكت على مَا يكره، قَالَ الرَّاعِي:
وَإِنِّي لأْحمِي الأنْفَ مِنْ دونِ ذمَّتِي ... إِذا الدَّنِسُ
الواهِي الأمانَةِ أهمدَا
وهَمَدَتِ النَّار تَهْمُدُ هُمُودًا: طفئت طفوءا الْبَتَّةَ فَلم يبْق
لَهَا أثر، وَقيل: هُمودُها: ذهَاب حَرَارَتهَا.
ورماد هامِدٌ: قد تغير وَتَلَبَّدَ.
وشجرة هامِدَةٌ: قد اسودت وبليت.
وَأَرْض هامِدَةٌ: مقشعرة لَا نَبَات فِيهَا إِلَّا الْيَابِس المتحطم،
وَقد أهَمدَها الْقَحْط.
وهَمَدَ الثَّوْب يَهمُدُ هَمْدا وهُمُودا: تقطع وبلى، وَهُوَ من طول
الطي تنظر إِلَيْهِ فتحسبه صَحِيحا، فَإِذا مَسسْته تناثر من البلى،
وَقيل: الهامِدَ: الْبَالِي من كل شَيْء.
(4/272)
ورطبة هامِدَةٌ: إِذا صَارَت قشرة وصقرة.
والإهمادُ: الْإِقَامَة، قَالَ:؟ لمَّا رَأَتْنِي راضِيا بالإهْمادْ
كالكُرَّزِ المربوطِ بينَ الأوتادْ
والإهمادُ: السرعة، فَهُوَ من الأضداد، قَالَ:
مَا كانَ إِلَّا طَلَقُ الإهمادْ
وكَرُّنا بالأغْرُبِ الجِيادْ
حَتَّى تَحاجَزْنَ عَن الرُّوَّادْ
تَحاجُزَ الرِّيِّ ولمْ تَكادْ
وهَمْدانُ: قَبيلَة.
مقلوبه: (د هـ م)
الدُّهْمَةُ: السوَاد، والأدهَمُ: الْأسود، يكون فِي الْخَيل
وَالْإِبِل وَغَيرهمَا، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
أمِنْكِ البرْقُ أرقُبُهُ فَهاجا ... فَبِتُّ إخالُه دُهْما خِلاجا
وَالْعرب تَقول مُلُوك الْخَيل دُهْمُها، وَقد ادْهامَّ.
وادْهامَّ الزَّرْع: علاهُ السوَاد.
وحديقة دَهْماءُ: مُدْهامَّةٌ خضراء تضرب إِلَى السوَاد من نعمتها
وريها، وَفِي التَّنْزِيل: (مُدْهامَّتانِ) ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي
فِي صفة نخل:
دُهْما كَأَن اللَّيْلَ فِي زُهائها
لَا تَرْهَبُ الذِّئْبَ عَلى أَطْلائها
(4/273)
يعمي إِنَّهَا خضر إِلَى السوَاد من الرّيّ وَأَن
اجتماعها يرى شخوصها سُودًا، وزهاؤها: شخوصها، وأطلاؤها: أَوْلَادهَا،
يَعْنِي فسلانها، لِأَنَّهَا نخل لَا إبل.
والأدْهَمُ: الْقَيْد، لسواده، وَهِي الأَداهِمُ، كسروه تكسير
الْأَسْمَاء، وَإِن كَانَ فِي الأَصْل صفة، لِأَنَّهُ غلب غَلَبَة
الِاسْم، قَالَ جرير:
هُوَ القَيْنُ وابنُ القَينِ لَا قَيْنَ مِثْلُهُ ... لِفَطْحِ
المَساحي أَو لجَدْلِ الأَداهِمِ
والدُّهْمَةُ من ألوان الْإِبِل: أَن تشتد الورقة حَتَّى يذهب
الْبيَاض، بعير أدهَمُ، وناقة دَهماءُ، وَقيل الأدْهَمُ من الْإِبِل:
نَحْو الْأَصْفَر إِلَّا انه أقل سوادا. وَقَالُوا: لَا آتِيك مَا
حَنَّتِ الدَّهْماءُ، عَن اللحياني، وَقَالَ: هِيَ النَّاقة، لم يزدْ
على ذَلِك، وَعِنْدِي انه من الدُّهْمَةِ الَّتِي هِيَ هَذَا اللَّوْن.
وَالْوَطْأَةُ الدَّهْماءُ: الْجَدِيد، قَالَ الشَّاعِر:
سِوَى وَطْأةٍ دَهْماءَ مِن غَيرِ جَعْدَةٍ ... ثَنى أُخْتَها عَن
غَرْزِ كَبْداءَ ضَامِرِ
أَرَادَ غير جعدة.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أثر أدْهَمُ: جَدِيد، وَأثر أغبر: قديم دارس،
وَقَالَ غَيره: أثر أدْهَمُ: قديم دارس. فَهُوَ على هَذَا من الأضداد،
قَالَ:
وَفِي كلّ أرْضٍ جِئْتَها أنتَ وَاجِدٌ ... بهَا أثَراً مِنها جَديداً
وأدْهَمَا
والدَّهْماءُ: لَيْلَة تسع وَعشْرين.
والدُّهْمُ: ثَلَاث لَيَال من الشَّهْر، لِأَنَّهَا دُهْمٌ.
والدَّهْماءُ من الضَّأْن: الْخَالِصَة الْحمرَة.
وجاءتهم دَهْمٌ من النَّاس، أَي كثير.
ودَهِمُوهم ودَهَمُوهم يَدهَمُونَهم دَهْما: غشوهم، قَالَ بشر بن أبي
خازم:
فدَهَمْتُهُم دَهْما بِكلّ طِمِرَّةٍ ... ومُقَطِّعٍ حَلَقَ
الرِّحالَةِ مِرْجَمِ
وكل مَا غشيتك فقد دَهَمَكَ ودَهِمَكَ دَهْما، أنْشد ثَعْلَب لأبي
مُحَمَّد الحذلمي:
(4/274)
يَا سَعدُ عَمّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُهْ
يَومَ تَلاَقَى شاوُهُ ونَعَمُهْ
وَمَا أَدْرِي أَي الدَّهْمِ هُوَ، وَأي دَهْمِ الله هُوَ، أيْ أيُّ
خلق الله.
والدَّهْماءُ: الْعدَد الْكثير، ودَهْماءُ النَّاس: جَمَاعَتهمْ
وكثرتهم.
والدهْماءُ: سحنة الرجل.
وَفعل بِهِ مَا أدْهَمَه، أَي سَاءَهُ وأرْغمه، عَن ثَعْلَب.
والدُّهَيْمُ، وَأم الدُّهَيْمِ: الداهية.
والدَّهْماءُ: عشبة ذَات ورق وقضب كَأَنَّهَا القرنوة، وَلها نورة
حَمْرَاء يدبغ بهَا، ومنبتها قفاف الرمل.
وَقد سموا داهِما، ودُهَيما، ودُهْمانا.
والدُّهَيْمُ: اسْم نَاقَة.
ودُهْمانُ: بطن من هُذَيْل، قَالَ صَخْر الغي:
ورَهْطُ دُهْمانَ ورهط عاديه
والأدهَمُ: فرس عنترة بن مُعَاوِيَة، صفة غالبة.
مقلوبه: (م هـ د)
مَهدَ لنَفسِهِ يَمهَدُ مَهْدا: كسب وَعمل.
والمِهادُ: الْفراش. وَفِي التَّنْزِيل: (لهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ
ومِنْ فَوقِهم غَواشٍ) وَالْجمع أمهِدَةٌ ومُهُدٌ.
ومَهَدَ لنَفسِهِ خيرا، وامتَهَدَه: هيأه وتوطأه، قَالَ أَبُو
النَّجْم:
وامتَهَدَ الغارِبَ فِعلَ الدُّمَّلِ
ومَهْدُ الصَّبِي: مَوْضِعه الَّذِي يهيأ لَهُ ويوطأ وَفِي
التَّنْزِيل: (مَنْ كانَ فِي المَهْدِ صَبِيًّا) وَالْجمع مُهودٌ.
(4/275)
وسَهْدٌ مَهْدٌ: حسن، إتباع.
والمَهِيدُ: الزّبد الْخَالِص، وَقيل: هُوَ أزكاه عِنْد الإذابة وَأقله
لَبَنًا.
والمُهْدُ: النشز من الأَرْض، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
إنَّ أباكَ مُطْلَقٌ مِنْ جَهْدِ
إنْ أنتَ أكثرْتَ قُبورَ المُهْدِ
ومَهدَدُ: اسْم امْرَأَة، وَإِنَّمَا قضيت على مِيم مهدد إِنَّهَا أصل
لِأَنَّهَا لَو كَانَت زَائِدَة لم تكن الْكَلِمَة مفكوكة، وَكَانَت
مدغمة، كمسد ومرد.
مقلوبه: (د م هـ)
دَمِهَ يَوْمنَا، دَمَها فَهُوَ دَمِهٌ ودامِهٌ: اشْتَدَّ حره.
والدَّمَه: شدَّة حر الشَّمْس.
ودَمَهَتْهُ الشَّمْس: صخدته.
والدَّمَهُ: شدَّة حر الرمل والرمضاء، وَقد دَمِهَتْ دَمَها،
وادمَوْمَهَتْ.
مقلوبه: (م د هـ)
مَدَهَهُ يَمْدَهُهُ مَدْها، مثل مدحه، قَالَ رؤبة:
للهِ دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ
سَبَّحنَ واسترْجَعْنَ مِنْ تَألُّهِيِ
وَقيل: المَدْهُ فِي نعت الْهَيْئَة وَالْجمال، والمدح فِي كل شَيْء،
وَقيل: مَدَهْتُه فِي وَجهه، ومدحته إِذا كَانَ غَائِبا، وَقيل:
الْهَاء فِي كل ذَلِك بدل من الْحَاء.
الْهَاء وَالتَّاء والثاء
الثُّهاتُ: الصَّوْت وَالدُّعَاء، وَقد ثَهِتَ ثَهَتاً.
والثَّاهِتُ: الْحُلْقُوم، وَقيل: هُوَ البلذم، وَقيل: هُوَ جليدة يموج
فِيهَا الْقلب، وَهِي جرانه، قَالَ:
(4/276)
مُلِّيءَ فِي الصَّدرِ علَينا ضَبَّا
حَتَّى ورَى ثاهِتَهُ والخِلْبا
الْهَاء وَالتَّاء وَالرَّاء
الهَتْرُ: مزق الْعرض، هَتَرَه يَهْتِرُهُ هَتْراً، وهَتَّرَه.
وَرجل مُسْتَهْتَرٌ: لَا يُبَالِي مَا قيل فِيهِ، وَلَا مَا شتم بِهِ.
وَقَول هِتْرٌ: كذب.
والهِتْرُ: السقط من الْكَلَام، وَالْخَطَأ فِيهِ.
وَرجل مُهْتَرٌ: مُخطئ فِي كَلَامه.
والهَتْرَ ذهَاب الْعقل من كبر أَو مرض أَو حزن.
والمُهْتَرُ: الَّذِي أُفقد عقله من أحد هَذِه الاشياء، وَقد أَهْتُرُ،
نَادِر، وَقد قَالُوا: أُهْتِرَ، قَالَ يَعْقُوب: قيل لامْرَأَة من
الْعَرَب قد أُهْتِرَتْ: إِن فلَانا قد أرسل يخطبك، فَقَالَت: هَل
يعجلني أَن أحل؟ مَاله؟ أل وغل، وَمعنى قَوْلهَا أحل: أنزل، وَذَلِكَ
لِأَنَّهَا كَانَت على ظهر طَرِيق راكبة بَعِيرًا لَهَا، وَابْنهَا
يَقُودهَا، وَرَوَاهُ أَبُو عبيد: تل وغل، أَي صرع، من قَوْله
تَعَالَى: (وتَلَّه للجَبِينِ) .
وهَتَرَه الْكبر.
والتَهْتار تفعال من ذَلِك، وَهَذَا الْبناء يجاء بِهِ لتكثير الْمصدر.
والتَّهَتُّر كالتَّهتارِ.
والهِتْرُ: الْعجب، وهِتْرٌ هاتِرٌ، على الْمُبَالغَة، قَالَ أَوْس بن
حجر:
وَكَانَ إِذا مَا الْتَمَّ مِنها بِحاجَةٍ ... يُراجعُ هِتْرا منْ
تُماضِرَ هاتِراً
وَإنَّهُ لَهِتْرُ أهتارٍ، أَي داهية دواه.
وتَهاتَرَ الْقَوْم: ادَّعى كل وَاحِد مِنْهُم على صَاحبه بَاطِلا.
وَمضى هِتْرٌ من اللَّيْل، إِذا ذهب أقل من نصفه، حُكيَ عَن ابْن
الْأَعرَابِي.
(4/277)
مقلوبه: (هـ ر ت)
هَرَتَ عرضه وثوبه يَهرتُهُ ويَهرِتُه هَرْتا فَهُوَ هَرِيتٌ: مزقه.
والهَرَتُ: سَعَة الشدق، وَقد هَرِتَ، وَهُوَ أهرَتُ الشدق وهَرِيتُه.
وَفرس هَرِيتٌ وأهرت: متسع مشق الْفَم، وجمل هَرِيتٌ كَذَلِك، وحية
هَريتُ الشدق ومَهروتَتُه، أنْشد يَعْقُوب فِي صفة حَيَّة:
مَهروتَةُ الشِّدْقَينِ حَوْلاءُ النَّظَرْ
وَأسد أهرَتُ وهَريتٌ ومُنهَرِتٌ.
والهَرْتُ: شقك الشَّيْء لتوسعه، وَهُوَ أَيْضا جذبك الشدق نَحْو
الْأذن.
وَامْرَأَة هَرِيتٌ: مفضاة.
وَرجل هَرِيتٌ: لَا يكتم سرا، وَقيل: لَا يكتم سرا وَيتَكَلَّم مَعَ
ذَلِك بالقبيح.
وهرَتَ اللَّحْم: أنضجه.
وهاروتُ: اسْم مَلَكٍ أَو مَلِكٍ، والأعرف انه اسْم مَلَكٍ.
مقلوبه: (ت هـ ر)
التَّيْهورُ: مَا اطْمَأَن من الأَرْض، وَقيل: هُوَ مَا بَين أَعلَى
شَفير الْوَادي وأسفله العميق، نجدية، وَقيل: هُوَ مَا بَين أَعلَى
الْجَبَل وأسفله هذلية، وَهِي التَّيْهورَةُ، وضعت هَذِه الْكَلِمَة
على مَا وَضعهَا أهل التَّجْنِيس، فَأَما حَقِيقَة وَزنهَا وتصريفها
فقد ذكرتها فِي الْكتاب " الْمُخَصّص ".
والتَّوْهَرِيُّ: السنام الطَّوِيل، قَالَ عَمْرو بن قميئة:
فَأرسَلْتُ الغُلامَ ولمْ أُلَبِّثْ ... إِلَى خَيْرِ البَوارِكِ
تَوْهَرِيَّا
وَإِنَّمَا اثْبتْ هَذِه اللَّفْظَة فِي هَذَا الْبَاب لِأَن التَّاء
لَا يحكم عَلَيْهَا بِالزِّيَادَةِ أَولا، إِلَّا بثبت.
مقلوبه: (ت ر هـ)
التُّرُّهاتُ، والتُّرَّهاتُ: الأباطيل، واحدتها تُرَّهَةٌ، وَهِي
التُّرَّهُ، والجميع التَّرارِهُ، وَقيل: التُّرَّهُ والتُّرَّهَةُ
وَاحِد، وَهُوَ الْبَاطِل.
(4/278)
الْهَاء وَالتَّاء وَاللَّام
هَتَلَت السَّمَاء تَهْتِلُ هَتْلا وهُتولا وتَهْتالا وهَتَلانا: هطلت،
وَقيل: هُوَ فَوق الهطل، وَقيل: الهَتَلان: الْمَطَر الضَّعِيف
الدَّائِم.
وسحاب هُتَّلٌ: هطل، وَقيل: متتابعة الْمَطَر.
والهَتْلَى: ضرب من النبت، وَلَيْسَ بثبت.
والهَتِيلُ: مَوضِع.
مقلوبه: (هـ ل ت)
هَلَتَ دم الْبَدنَة، إِذا خدش جلدهَا بسكين حَتَّى يظْهر الدَّم، عَن
اللحياني.
والهَلْتَي: نبت، قَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو زِيَاد: من الطريفة
الهَلْتَي، وَهُوَ أَحْمَر ينْبت نَبَات الصليان والنصي، ولونه أَحْمَر
فِي رطوبته، ويزداد حمرَة إِذا يبس، وَهُوَ مائي، لَا تكَاد
الْمَاشِيَة تَأْكُله مَا وجدت شَيْئا من الْكلأ يشغلها عَنهُ.
والهلْتاءَةُ: الْجَمَاعَة من النَّاس يُقِيمُونَ ويظعنون، هَذِه
رِوَايَة أبي زيد، وَرَوَاهَا ابْن السّكيت بالثاء.
مقلوبه: (ت ل هـ)
تَلِهَ الرجل تَلَهاً: حَار.
وتَتَلَّه: جال فِي غير ضَيْعَة.
والتَّلَهُ: لُغَة فِي التّلف.
والمَتْلَهَةُ: المتلفة.
الْهَاء وَالتَّاء وَالنُّون
هَتَنَتِ السَّمَاء تَهتِنُ هَتْنًا وهُتونًا وهَتَنانًا وتَهْتانًا،
وتَهاتَنَتْ: صبَّتْ، وَقيل: هُوَ الْمَطَر فَوق الهطل، وَقيل:
الهَتَنان: الْمَطَر الضَّعِيف الدَّائِم.
ومطر هَتُونٌ: هطول، وسحابة هَتُونٌ، وسحائب هُتُنُ وهُتَّنٌ، وَكَأن
هُتَّناً على هاتِنٍ أَو هاتِنَةٍ، لِأَن فعلا لَا يكون جمع فعول.
(4/279)
مقلوبه: (ن هـ ت)
النَّهِيتُ والنُّهاتُ: الصياح، وَقيل: هُوَ مثل الزحير، وَقيل: هُوَ
الصَّوْت من الصَّدْر عِنْد الْمَشَقَّة.
والنَّهِيتُ أَيْضا: صَوت للأسد دون الزئير، نَهَتَ يَنهِتُ.
وَأسد نَهَّاتٌ ومُنَهِّتٌ، قَالَ:
ولأَحمِلَنْكَ على نَهابِرَ إنْ تَثِبْ ... فِيهَا، وإنْ كُنتَ
المُنَهِّتَ، تَعطَبِ
أَي وَإِن كنت الْأسد فِي الْقُوَّة والشدة، وَقد استعير للحمار.
الْهَاء وَالتَّاء وَالْفَاء
الهَتْفُ، والهُتافُ، والهَتافُ: الصَّوْت الجافي العالي، وَقد هَتَف
يَهتِفُ هَتْفا.
وهَتَفتِ الْحَمَامَة: ناحت.
وحمامة هَتُوفٌ: كَثِيرَة الهُتافِ.
وقوس هَتوفٌ وهَتَفَى مرنة مصوتة.
وريح هَتوفٌ: حنانة، وَالِاسْم الهَتَفَى.
مقلوبه: (هـ ف ت)
هَفَتَ يَهْفِتُ هَفْتاً: دق.
والهَفْتُ: تساقط الشَّيْء قِطْعَة قِطْعَة كالثلج والرذاذ
وَنَحْوهمَا، قَالَ:
كأنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المَنثُورِ
بَعدَ رَذاذِ الدِّيمَةِ الدَّيجورِ
عَلى قَراهُ فلَقُ الشُّذورِ
وَقد تَهافَتَ.
وتَهافَتَ الثَّوْب: تساقط بلَى، وتَهافَتَ الفَراشُ فِي النَّار،
كَذَلِك، وتَهافَتَ الْقَوْم: تساقطوا موتا.
(4/280)
وتَهافَتوا عَلَيْهِ: تتابعوا.
والهَفَاتُ: الأحمق.
مقلوبه: (ت ف هـ)
تَفِهَ الشَّيْء تَفَها وتُفُوها: قل وخس، وَفِي حَدِيث عبد الله بن
مَسْعُود، وَذكر الْقُرْآن: " لَا يَتْفَهُ وَلَا يَتَشانُّ ". يتشان:
يبْلى، من الشن.
وتَفِهَ الرجل تُفُوها فَهُوَ تافِهٌ: حمق.
والتُّفَهُ: عنَاق الأَرْض، وَهِي أَيْضا الْمَرْأَة المحقورة،
وَالْمَعْرُوف فيهمَا التُّفَّهُ، تَقول الْعَرَب: استغنت التُّفَّهُ
عَن الرُّفَّهِ، والرفه: التِّبْن.
الْهَاء وَالتَّاء وَالْبَاء
الهَبْتُ: الضَّرْب.
والهَبْتُ: حمق وتدليه.
وَفِيه هَبْتَةٌ، أَي ضَرْبَة حمق.
وَقد هُبِتَ فَهُوَ مَهبوتٌ وهَبِيتٌ، قَالَ طرفَة:
فالهَبيتُ لَا فُؤادَ لهُ ... والثَّبيتُ ثَبْتُه فَهَمُهْ
وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:
تُرِيكَ قَذىً بهَا إنْ كَانَ فِيها ... بُعَيْدَ النَّومِ نَشوَتُها
هَبيتُ
لم يفسره، وَعِنْدِي انه فعيل فِي معنى فَاعل: أَي نشوتها شَيْء
يَهبِتُ: أَي يحمق ويحير فيسكن وينوم.
والمَهبوتُ: المحطوط.
وهَبَتَه الله دَرَجَة يَهبِتُه هَبْتا: حطه، وَفِي الحَدِيث: "
هَبَتَه المَوتُ عِندي دَرَجَةً حينَ لمْ يَمُتْ شَهيدا " يَعْنِي حط
من قدره.
وهَبَتَ الرجل يَهبِتُه هَبْتا: ذلَّلَهُ.
(4/281)
والمَهْبوتُ: الطَّائِر يُرْسل على غير هِدَايَة،
قَالَ ابْن دُرَيْد: وأحسبها مولدة.
مقلوبه: (ب هـ ت)
بَهَتَ الرجل يَبْهَتُه بَهْتاً، وباهَتَه: استقبله بِأَمْر يقذفه بِهِ
وَهُوَ مِنْهُ بَرِيء لَا يُعلمهُ فَيَبْهَتُ مِنْهُ.
والبُهْتانُ والبَهيِتَةُ: الْبَاطِل الَّذِي يتحير من بُطْلَانه،
وَقَوله عز وَجل: (أتَأخُذُونَهُ بُهتاناً وإثماً مُبيناً) أَي
مُباهِتينَ آثمين.
والبَهُوتُ: المُباهِتُ، وَالْجمع بُهُتٌ وبُهُوتٌ، وَعِنْدِي أَن
بُهُوتا جمع باهِتٍ لَا جمع بَهوتٍ، لِأَن فَاعِلا مِمَّا يجمع على
فعول، وَلَيْسَ فعول مِمَّا يجمع عَلَيْهِ، فَأَما مَا حَكَاهُ أَبُو
عبيد من أَن عُذُوبا جمع عَذوبٍ فَهُوَ غلط، إِنَّمَا هُوَ جمع عاذِبٍ
فَأَما عَذُوبٌ، فَجَمعه عُذُبٌ.
والبَهْتُ والبَهِيَتُة: الْكَذِب.
والبَهْتُ: الِانْقِطَاع والحيرة، وَقد بَهُتَ وبَهِتَ وبُهِتَ الْخصم:
استولت عَلَيْهِ الْحجَّة، وَفِي التَّنْزِيل: (فَبُهِتَ الَّذِي
كَفَرَ) ابْن جني: قَرَأَهُ ابْن السميفع: (فَبَهَتَ الَّذِي كَفَرَ)
أَرَادَ فَبَهَتَ إِبْرَاهِيم الْكَافِر، فَالَّذِي على هَذَا فِي
مَوضِع نصب، قَالَ: وقرأه أَبُو حَيْوَة " فَبَهُتَ " بِضَم الْهَاء،
لُغَة فِي بَهِتَ، قَالَ: وَقد يجوز أَن يكون بَهَتَ بِالْفَتْح لُغَة
فِي بَهِتَ، قَالَ: وَحكى أَبُو الْحسن الْأَخْفَش قِرَاءَة " فَبَهِتَ
" كخرق ودهش، قَالَ: وبَهُتَ، بِالضَّمِّ، أَكثر من بَهِتَ،
بِالْكَسْرِ، يَعْنِي أَن الضمة تكون للْمُبَالَغَة، كَقَوْلِهِم: لقضو
الرجل.
وبَهَتَ الْفَحْل عَن النَّاقة: نحاه ليحمل عَلَيْهَا فَحل أكْرم
مِنْهُ.
والبَهْتُ: حجر مَعْرُوف.
مقلوبه: (ت ب هـ)
التَّابوهُ: لُغَة فِي التَّابوت، أنصارية، قَالَ ابْن جني: وَقد قريء
بهَا، قَالَ: وأراهم غلطوا بِالتَّاءِ الْأَصْلِيَّة، فَإِنَّهُ سمع
بَعضهم يَقُول: قعدنا على الفراه، يُرِيدُونَ على الْفُرَات.
الْهَاء وَالتَّاء وَالْمِيم
هَتَمَ فَاه يَهْتِمُه هَتْماً: ألْقى مقدم أَسْنَانه.
والهَتْمُ: انكسار الثنايا من أُصُولهَا خَاصَّة، وَقيل: من أطرافها،
هَتِمَ هَتَمَاً، وَهُوَ أهْتَمُ.
(4/282)
وتَهَتَّم الشَّيْء: تكسر قَالَ جرير:
إنَّ الأراقِمَ لنْ يَنالَ قَديمَها ... كَلبٌ عوَى مُتَهَتِّمُ
الأَسْنانِ
والهُتامَةُ: مَا تكسر من الشَّيْء.
والهَيْتَمُ: شَجَرَة من شجر الحمض جعدة. حكى ذَلِك أَبُو حنيفَة.
وَقَالَ: ذكر ذَلِك عَن شبيل بن عزْرَة، وَكَانَ راوية، وَأنْشد لرجل
من بني يَرْبُوع:
رَعَتْ بِقِرانِ الحَزْنِ رَوْضًا مُواصِلاًعَمِيماً منَ الظَّلاَّمِ
والهَيْتَمِ الجَعْدِ
وهاتِمٌ، وهُتَيْمٌ: اسمان، وَأرى هُتَيْما تَصْغِير ترخيم.
مقلوبه: (ت هـ م)
تَهِمَ الدّهن وَاللَّحم تَهَماً، فَهُوَ تَهِمٌ: تغير، وَفِيه
تَهَمَة، أَي خبث ريح نَحْو الزهومة.
والتَّهَمُ: شدَّة الْحر وركود الرّيح.
وتِهامَةُ: اسْم مَكَّة. يجوز أَن يكون اشتقاقه من هَذَا، وَيجوز أَن
يكون من الأول، لِأَنَّهَا سفلت عَن نجد فخبث رِيحهَا، وَالنّسب
إِلَيْهَا تَهامٍ على غير قِيَاس، كَأَنَّهُمْ بنوا الِاسْم على
تَهْمِىٍّ أَو تَهَمِىٍّ، ثمَّ عوضوا الْألف قبل الطّرف من إِحْدَى
الياءين اللاحقتين بعْدهَا، قل ابْن جني: هَذَا يدلك على أَن
الشَّيْئَيْنِ إِذا اكتنفا الشَّيْء من ناحيتيه تقاربت حالاهما وحالاه
بهما. ولأجله وبسببه مَا ذهب قوم إِلَى أَن حَرَكَة الْحَرْف تحدث
قبله، وَآخَرُونَ إِلَى إِنَّهَا تحدث بعده، وَآخَرُونَ إِلَى إِنَّهَا
تحدث مَعَه، قَالَ أَبُو عَليّ: وَذَلِكَ لغموض الْأَمر وَشدَّة
الْقرب، وَكَذَلِكَ القَوْل فِي شام ويمان. فَإِن قلت: فَإِن فِي
تهَامَة ألفا فَلم ذهبت فِي تهام إِلَى أَن الْألف عوض من إِحْدَى ياءي
الْإِضَافَة؟ قيل: قَالَ الْخَلِيل فِي هَذَا: إِنَّهُم كَأَنَّهُمْ
نسبوا إِلَى فعل أَو فعل، فكأنهم فكوا صِيغَة تهَامَة، فأصاروها إِلَى
تَهْمٍ أَو تَهَمٍ، ثمَّ أضافوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: تَهامٍ،
وَإِنَّمَا مثل الْخَلِيل بَين فَعْلٍ وفَعَلٍ وَلم يقطع
بِأَحَدِهِمَا، لِأَنَّهُ قد جَاءَ هَذَا الْعَمَل فِي هذَيْن المثالين
جَمِيعًا، وهما لشام واليمن. قَالَ ابْن جني: وَهَذَا التَّرْخِيم
الَّذِي أشرف عَلَيْهِ الْخَلِيل ظنا قد جَاءَ بِهِ السماع نصا، أنْشد
أَبُو عَليّ قَالَ: أنْشد احْمَد بن يحيى:
أرَّقَنِي الليلةَ بَرْقٌ بالتَّهَمْ
يالكَ بَرْقا مَنْ يَشُقْهُ لَا يَنَمْ
(4/283)
فَانْظُر إِلَى قُوَّة تصور الْخَلِيل إِلَى أَن
هجم بِهِ الظَّن على الْيَقِين، وَمن كسر التَّاء قَالَ: تِهِامٌّى،
هَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ.
وأْتهَمَ الرجل وتَتَهَّمَ: أَتَى تِهامةَ، قَالَ الممزق الْعَبْدي:
فأنْ تُتْهموا أُنجِدْ خلافًا علَيكمُ ... وإنْ تُعْمِنُوا مُستَحقِبي
الحربِ أُعرِقِ
وَقَالَ أُميَّة بن أبي عَائِذ الْهُذلِيّ:
شامٍ يَمانٍ مُنجدٍ مُتَتَهِّمٍ ... حِجازِيَّةٍ أعجازُهُ وهوَ
مُسْهِلُ
وتَهِمَ الرجل فَهُوَ تَهِمٌ: خبثت رِيحه.
وتَهِمَ الرجل فَهُوَ تَهِمٌ: ظهر عَجزه وتحير وَأنْشد ابْن
الْأَعرَابِي:
مَنْ مُبْلغُ الحَسْنا انَّ بَعلَها تهِمْ
وأنَّ مَا يُكْتَمُ منهُ قَدْ عُلِمْ
أَرَادَ الْحَسْنَاء، فقصر للضَّرُورَة، وَأَرَادَ أَن فَحذف الْهمزَة
للضَّرُورَة أَيْضا، كَقِرَاءَة من قَرَأَ: (أَنِ ارْضِعِيِه) .
مقلوبه: (ت م هـ)
تَمِهَ الدّهن وَاللَّبن وَاللَّحم تَمَهاً وتَماهَةً فَهُوَ تَمِهٌ:
تغير رِيحه وطعمه.
وشَاة مِتْماهٌ: يتَغَيَّر لَبنهَا سَرِيعا.
مقلوبه: (م ت هـ)
مَتَهَ الدَّلْو يَمْتَهُها مَتْهاً: متحها.
والمَتْهُ والتمَتُّهُ: الأخذُ فِي الغواية وَالْبَاطِل.
والتَّمَتُّهُ: التحمق والاختيال، وَقيل: هُوَ أَن لَا يدْرِي أَيْن
يقْصد وَيذْهب، وَقيل: هُوَ التمدح والتفخر.
وكل مُبَالغَة فِي شَيْء تَمَتُّهٌ.
وتَماتَه عَنهُ: تغافل.
(4/284)
الْهَاء والظاء وَالرَّاء
الظَّهْرُ من كل شَيْء: خلاف الْبَطن.
والظَّهْرُ من الْإِنْسَان: من لدن مُؤخر الْكَاهِل إِلَى أدنى الْعَجز
عِنْد آخِره، مُذَكّر لَا غير، صرح بذلك اللحياني، وَهُوَ من
الْأَسْمَاء الَّتِي وضعت مَوضِع الظروف، وَالْجمع أظْهُرٌ وظُهُورٌ،
وظٌهْرانٌ.
وقلَّب الْأَمر ظَهْراً لبطن: أنعم تَدْبيره، وقلَّب فلَان أمره ظهرا
لبطن، وظَهْرَه لبطنه، وظَهْرَه للبطن، قَالَ الفرزدق:
كَيَف تَرانِي قالِبا مِجَنِّي
أقلِبُ أمرِي ظَهرَه للبَطنِ
وَإِنَّمَا اخْتَار الفرزدق هَاهُنَا " للبطن " على قَوْله: " لبطن "
لِأَن قَوْله: " ظَهره " معرفَة، فَأَرَادَ أَن يعْطف عَلَيْهِ معرفَة
مثله وَإِن اخْتلف وَجه التَّعْرِيف، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا بَاب من
الْفِعْل يُبدل فِيهِ الآخر من الأول، وَيجْرِي على الِاسْم كَمَا
يجْرِي أَجْمَعُونَ على الِاسْم، وَينصب بِالْفِعْلِ، لِأَنَّهُ مفعول،
فالبدل أَن تَقول: ضرب عبد الله ظَهْرُه وبطنه، وَضرب زيد الظَّهرُ
والبطن، وقلب عَمْرو ظَهرُه وبطنه، فَهَذَا كُله على الْبَدَل، قَالَ:
وَإِن شِئْت كَانَ على الِاسْم بِمَنْزِلَة أَجْمَعِينَ. يَقُول: يصير
الظّهْر والبطن توكيدا لعبد الله، كَمَا يصير أَجْمَعُونَ توكيدا
للْقَوْم، كَأَنَّك قلت: ضرب كُله، قَالَ: وَإِن شِئْت نصبت فَقلت: ضرب
زيد الظَّهْرَ والبطن، وقُلِبَ زيد ظَهرَه وبطنه، فَالْمَعْنى انه قلب
على الظّهْر والبطن، قَالَ: وَلَكنهُمْ أَجَازُوا هَذَا، كَمَا
أَجَازُوا: دخلت الْبَيْت، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ دخلت فِي الْبَيْت،
وَالْعَامِل فِيهِ الْفِعْل، قَالَ: وَلَيْسَ المنتصب هَاهُنَا
بِمَنْزِلَة الظروف، لِأَنَّك لَو قلت: هُوَ ظَهره وبطنه وَأَنت
تَعْنِي شَيْئا على ظَهرِه لم يجز، وَلم يجيزوه فِي غير الظّهْر والبطن
والسهل والجبل، كَمَا لم يجز دخلت عبد الله، وكما لم يجز حذف حرف
الْجَرّ إِلَّا فِي الْأَمَاكِن، مثل دخلت الْبَيْت، واختص قَوْلهم:
الظَّهرَ والبطن، والسهل والجبل بِهَذَا، كَمَا أَن " لدن " مَعَ "
غدْوَة " لَهَا حَال لَيست فِي غَيرهَا من الْأَسْمَاء، وَقَوله صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا نزل من الْقُرْآن آيَة لَا لَهَا
ظَهْرٌ وبَطْنٌ، وكل حرف حد وكل حد مطلع " قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ
بَعضهم: الظَّهر: لفظ الْقُرْآن، والبطن:
(4/285)
تَأْوِيله، وَقيل: الظَّهرُ: الحَدِيث وَالْخَبَر،
والبطن: مَا فِيهِ من الْوَعْظ والتحذير والتنبيه، والمُطَّلَعُ: مأتى
الْحَد ومصعده: أَي قد عمل بهَا قوم أَو سيعملون.
وظهَرَه يَظْهَرُه ظَهْرا: ضرب ظَهْرَه.
وظَهِرَ ظَهَراً: اشْتَكَى ظَهرَه.
وَرجل ظَهِيرٌ: يشتكى ظَهره.
وبعير ظَهيرٌ: لَا ينْتَفع بظهره من الدبر، وَقيل: هُوَ الْفَاسِد
الظّهْر من دبر أَو غَيره، رَوَاهُ ثَعْلَب.
وَرجل ظَهِيرٌ ومُظَهَّرٌ: قوي الظَهرِ، وَقيل: هُوَ الصلب الشَّديد،
من غير أَن يعين مِنْهُ ظَهرٌ أَو غَيره، وَقد ظَهَرَ ظَهارَةً.
وَرجل خَفِيف الظَّهْرِ: قَلِيل الْعِيَال، وثقيل الظَّهرِ: كثير
الْعِيَال، وَكِلَاهُمَا على الْمثل.
وأقران الظَّهْرِ: الَّذين يجيئون من ورائك مَأْخُوذ من الظَّهرِ،
قَالَ أَبُو خرَاش:
لكانَ جميلٌ أَسْوَأ الناسِ تَلَّةً ... ولكنَّ أقرانَ الظُّهُورِ
مَقاتِلُ
وشدَّه الظُّهارِيَّةَ، إِذا شدَّه إِلَى خلف، وَهُوَ من الظَّهْرِ.
والظَّهْرُ: الركاب الَّتِي تحمل الأثقال فِي السّفر، لحملها إِيَّاهَا
على ظُهورِها.
وَفُلَان على ظَهرٍ، أَي مزمع للسَّفر غير مطمئن، كَأَنَّهُ قد ركب
ظَهْرا لذَلِك، قَالَ يصف أَمْوَاتًا:
ولَوْ يَستَطيعونَ الرَّواحَ ترَوَّحوا ... مَعيِ أوْ غدَوْا فِي
المُصْبِحِينَ على ظَهْرِ
وَالْبَعِير الظِّهْرِيُّ: الْعدة للْحَاجة، نسب إِلَى الظَّهْرِ نسبا
على غير قِيَاس، وَقد ظَهَّرَ بِهِ، واستَظهرَه.
وظَهَرَ بحاجة الرجل، وظَهَّرَها، وأظْهَرَها: جعلهَا بظَهْرٍ. وَمعنى
هَذَا الْكَلَام انه جعل حَاجته وَرَاء ظَهرِه تهاونا بهَا، كَقَوْلِه
تَعَالَى: (فَنبَذُوه وراءَ ظُهُورِهمْ) بِخِلَاف قَوْلهم: واجه
إِرَادَته، إِذا أقبل عَلَيْهَا بقضائها، وَجعل حَاجته بظَهرٍ كَذَلِك،
قَالَ الفرزدق:
(4/286)
تَميمُ بنَ قَيسٍ لَا تَكونَنَّ حاجَتِي ... بظَهرٍ
فَلا يَعيا عَليَّ جَوابُها
واتَّخذ حَاجته ظِهْرِيًّا: استهان بهَا، كَأَنَّهُ نَسَبهَا إِلَى
الظّهْر على غير قِيَاس، كَمَا قَالُوا فِي النّسَب إِلَى الْبَصْرَة:
بَصرِي وَفِي التَّنْزِيل: (واتَّخَذْتُموهُ وَراءكُمْ ظِهْرِيًّا)
وَقَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ: نبذتم ذكر الله وَرَاء ظهوركم.
وَحَاجته عنْدك ظاهِرَةٌ، أَي مطرحة وَرَاء الظَّهرِ.
وأظْهَرَ بحاجته، وأظَّهَر: جعلهَا وَرَاء ظَهرِه، وَأَصله اظْتَهَر.
وظهَرَ بِهِ وَعَلِيهِ يَظهَرُ: قوى، وَفِي التَّنْزِيل: (أوِ
الطِّفْلِ الَّذينَ لمْ يَظْهَروا على عَوْراتِ النِّساءِ) أَي لم
يطيقوا ذَلِك، وَقَوله:
خَلفْتَنا بَينَ قَوْمٍ يَظْهَرونَ بِنَا ... أموالُهُم عازِبٌ عنَّا،
ومَشغولُ
هُوَ من ذَلِك، وَقد يكون من قَوْلك: ظهَرَ بِهِ، إِذا جعله وَرَاء
ظَهرِه، وَلَيْسَ بِقَوي، وَأَرَادَ مِنْهَا عَازِب، وَمِنْهَا
مَشْغُول، وكل هَذَا رَاجع إِلَى معنى الظَّهْرِ.
وَطَرِيق الظَّهْرِ: طَرِيق الْبر، وَذَلِكَ حِين يكون فِيهِ مَسْلَك
فِي الْبر ومسلك فِي الْبَحْر.
والظَّهْرُ من الأَرْض: مَا غلظ وارتفع، والبطن: مَا لَان مِنْهَا
وَسَهل.
وسال الْوَادي ظَهْراً، إِذا سَالَ بمطر نَفسه، فَإِن سَالَ بمطر غَيره
قيل: سَالَ درءا، وَسَيَأْتِي ذكره، وَقَالَ مرّة: سَالَ الْوَادي
ظُهْرا، كَقَوْلِك: ظَهْرا.
وظَهَرتِ الطير من بلد كَذَا إِلَى بلد كَذَا: انحدرت مِنْهُ إِلَيْهِ،
وَخص أَبُو حنيفَة بِهِ النسْر فَقَالَ، يذكر النسور: إِذا كَانَ آخر
الشتَاء ظَهَرتْ إِلَى نجد تتحين نتاج الْغنم فتأكل أسلاءَها.
والظَّاهرُ: خلاف الْبَطن، ظَهَرَ يَظْهَرُ ظُهورا، فَهُوَ ظاهِرٌ
وظَهِيرٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فإنَّ بَنيِ لِحْيانَ إمَّا ذكَرْتُهُمْ ... نَثاهُمْ إِذا أخْنَى
اللِّئامُ ظَهيرُ
وروى " طهير " بِالطَّاءِ، وَقد تقدم، وَقَوله تَعَالَى: (وَذَرُوا
ظاهِرَ الإثمِ وباطِنَهُ) قيل: ظَاهره: المخالة على جِهَة الرِّيبَة،
وباطنه: الزِّنَا. قَالَ الزّجاج: وَالَّذِي يدل عَلَيْهِ الْكَلَام،
وَالله أعلم، أَن الْمَعْنى اتْرُكُوا الْإِثْم ظَهَرَا أَو بطن، أَي
لَا تقربُوا مَا حرم الله
(4/287)
جَهرا وَلَا سرا.
والظاهِرُ: من أَسمَاء الله جلّ وَعز، وَفِي التَّنْزِيل: (هُوَ
الأوَّلُ والآخِرُ والظاهِرُ والباطِنُ) .
وَهُوَ بَين ظَهْرَيهِم وظَهْرانَيْهِم، بِفَتْح النُّون، وَلَا يكسر
بَين أظهُرِهم.
ولقيته بَين الظَّهْرَينِ والظَّهْرَانَينِ، أَي فِي الْيَوْمَيْنِ أَو
الثَّلَاثَة، وَهُوَ من ذَلِك.
وكل مَا كَانَ فِي وسط شَيْء ومعظمه، فَهُوَ بَين ظَهْرَيِه،
وظَهْرانَيْهِ.
وَهُوَ على ظَهْرِ الْإِنَاء، أَي مُمكن لَك لَا يُحَال بَيْنكُمَا،
عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والظَّواهِرُ: أَشْرَاف الأَرْض.
والظُّهْرانُ: الريش الَّذِي يَلِي الشَّمْس والمطر من الْجنَاح، وَقيل
الظُّهارُ والظُّهرانُ: مَا جعل من ظهر عسيب الريشة، وَهُوَ الشق
الأقصر، وَهُوَ أَجود الريش، الْوَاحِد ظَهرٌ، فَأَما ظُهْرانٌ فعلى
الْقيَاس، وَأما ظُهارٌ فنادر، وَنَظِيره عرق وعراق، ويوصف بِهِ
فَيُقَال: ريش ظٌهارٌ وظُهْرانٌ، وَقد ظَهَّرْتُ السهْم.
والظَّهْرانِ: جنَاحا الجرادة الأعليان الغليظان، عَن أبي حنيفَة.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو زِيَاد: للقوس ظَهرٌ وبطن، فالبطن
مَا يَلِي مِنْهَا الْوتر، وظَهْرُها: الآخر الَّذِي لَيْسَ فِيهِ وتر.
وظاهَرَ بَين نَعْلَيْنِ وثوبين: لبس أَحدهمَا على الاخر، وَكَذَلِكَ
ظاهَرَ بَين درعين.
وَقيل: ظاهَرَ الدِّرع: لاءم بَعْضهَا على بعض، وَقَول وَرْقَاء بن
زُهَيْر:
رَأيتُ زُهَيْراً تَحتَ كَلْكَلِ خالدٍ ... فَجِئتُ إليهِ كالعَجُولِ
أُبادِرُ
فَشُلَّتْ يَميِني يَومَ أضرِبُ خالِداً ... ويَمنعُهُ مِني الحديدُ
المُظاهَرُ
إِنَّمَا عَنى بالحديد هُنَا الدرْع، فَسمى النَّوْع الَّذِي هُوَ
الدروع باسم الْجِنْس الَّذِي هُوَ الْحَدِيد، وَقَول أبي النَّجْم:
سُبِّى الحَماةَ وادْرَهِى عَليها
ثمَّ اقْرَعِي بالوَدِّ مَنْكِبَيْها
وظاهِرِي بِجَلِفٍ عَليها
(4/288)
هُوَ من هَذَا، وَقد قيل: مَعْنَاهَا: استَظهِرِي،
وَلَيْسَ بِقَوي.
وظهَرْتُ عَلَيْهِ: أعنته، وظهَر عليَّ: أعانني، كِلَاهُمَا عَن
ثَعْلَب.
وتَظاهَروا عَلَيْهِ: تعاونوا، وَفِي التَّنْزِيل: (وَإنْ تَظاهَرا
علَيهِ) .
وظاهَرَ بَعضهم بَعْضًا: أَعَانَهُ.
والظَّهِيرُ: العون، الْوَاحِد والجميع فِي ذَلِك سَوَاء، وَفِي
التَّنْزِيل: (وكَانَ الكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهيراً) يَعْنِي بالكافر
الْجِنْس، وَلذَلِك افرد وَفِيه: (والمَلائِكَةُ بعدَ ذلكَ ظَهيرٌ) ،
وَهَذَا كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم للْجَمَاعَة: هم صديق،
وهم فريق.
والظُّهْرَة، والظِّهْرَة: الْكسر، عَن كرَاع، كالظَّهيرِ، وهم
ظِهْرَةٌ وَاحِدَة، أَي يتظاهرون على الْأَعْدَاء.
وجاءنا فِي ظُهْرَتِه وظَهَرَتِه وظاهِرَتِه، أَي فِي عشريته الَّذين
يعينونه.
وظاهَرَ عَلَيْهِ: أعَان.
واستَظْهَرَه عَلَيْهِ: استعانه.
واسْتَظْهَرَ عَلَيْهِ بِالْأَمر: اسْتَعَانَ، وَفِي حَدِيث عَليّ
عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: " يُستْظْهَرُ بِحُجَجِ الله وبنعمه
على كِتَابه ".
والظُّهورُ: الظفر، ظَهَرَ عَلَيْهِ يَظْهَر ظُهُورا، وأظهَرُه الله
عَلَيْهِ.
وَله ظَهْرٌ، أَي مَال من إبل وغنم.
وظَهَر بالشَّيْء ظَهْراً: فَخر.
وَفُلَان من ولد الظَّهْرِ، أَي لَيْسَ منا، وَقيل: مَعْنَاهُ انه
يلْتَفت إِلَيْهِم. قَالَ ارطأة بن سهية:
فَمَنْ مُبلِغٌ أبناءَ مُرَّةَ أنَّنا ... وجَدنا بَنِي البَرْصاءِ
مِنْ وَلَدِ الظَّهرِ
وَفُلَان لَا يَظْهَر عَلَيْهِ أحد، أَي لَا يسلم.
والظَّهَرَةُ: مَا فِي الْبَيْت من الْمَتَاع وَالثيَاب. وَقَالَ
ثَعْلَب: بَيت حسن الظَّهَرَةِ والأهرة، فالظَّهَرَةُ: مَا ظَهَرَ
مِنْهُ، والأهرة: مَا بطن مِنْهُ.
(4/289)
وظَهَرَةُ المَال: كثرته.
وأظْهَرَنا الله على الْأَمر: أطلع.
والظَّهْرُ: مَا غَابَ عَنْك، يُقَال: تَكَلَّمت بذلك عَن ظهر غيب.
وظَهْرُ الْقلب: حفظه من غير كتاب، وَقد قَرَأَهُ ظاهِراً، واستَظهرَه.
والظَّاهِرَةُ: الْعين الجاحظة.
وظاهَرَ الرجل امْرَأَته، وَمِنْهَا مُظاهرَةً: وظِهارا: إِذا قَالَ:
هِيَ عَليّ كَظهر ذَات رحم محرم، وَقد تَظَهَّرَ مِنْهَا وتَظاهر.
وَقد ظَهْرٌ: قديمَة، كَأَنَّهَا تلقى وَرَاء الظَّهرِ لقدمها، قَالَ
حميد بن ثَوْر:
فتَغَيَّرَتْ إلاَّ دَعاِئمَها ... ومُعَرَّسا منْ جَوْنَةٍ ظَهْرِ
وتَظاهَرَ الْقَوْم: تدابروا، وَقد تقدم انه التعاون، فَهُوَ ضد.
وَقَتله ظَهْراً، أَي غيلَة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والظُّهْرُ: سَاعَة الزَّوَال، وَلذَلِك قيل: صَلَاة الظُّهْرِ، وَقد
يحذفون على السعَة فَيَقُولُونَ: هَذِه الظُّهْرُ، يُرِيدُونَ صَلَاة
الظُّهْرِ.
والظَّهِيرَةُ: حد انتصاف النَّهَار، وَقيل: إِنَّمَا ذَلِك فِي القيظ،
وَقيل: الظُّهرُ مُشْتَقّ مِنْهَا.
وأتاني مُظَهِّراً ومُظْهِراً، أَي فِي الظَّهِيرَة.
وأظهَرَ الْقَوْم: دخلُوا فِي الظَّهِيَرةِ، وَفِي التَّنْزِيل:
(وَحينَ تُظهِروُنَ) قَالَ ابْن مقبل:
وأظهَرَ فِي غُلاَّنِ رَقْد وسَيْلُهُ ... عَلاجيمُ لَا ضَحْلٌ وَلَا
مُتضَحْضِحُ
يَعْنِي أَن السَّحَاب أَتَى هَذَا الْموضع ظُهْراً، أَلا ترى أَن قبل
هَذَا:
فَأَضْحَى لهُ جِلْبٌ بِأكنافِ شُرْمَةٍ ... أجَشُّ سِماِكيٌّ منَ
الوَبْلِ أفصَحُ
وظُهَيْرٌ: اسْم.
(4/290)
ومُظْهِرُ بن ريَاح: أحد فرسَان الْعَرَب وشعرائهم.
والظَّهْرانُ وَمر الظَّهرانِ: مَوضِع من منَازِل مَكَّة، قَالَ كثير:
ولَقدْ حلَفْتُ لَها يَمِيناً صادِقاً ... باللهِ عندَ مَحارِمِ
الرَّحمنِ
بالرَّاقِصاتِ على الكَلالِ عَشِيَّةً ... تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ
الظَّهْرانِ
العرمض: هُنَا: صغَار الْأَرَاك: حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.
والظَّواهِرُ: مَوضِع، قَالَ كثير عزة:
عَفا رابِغٌ من أهلهِ فالظَّواهرُ ... وأكنافُ تُبْنَى قدْ عفَتْ
فالأصافرُ
الْهَاء والظاء وَالْبَاء
بَهَظَنِيِ الْأَمر، يَبْهَظُنِي بَهْظا: أثقلني وَبلغ مني
الْمَشَقَّة.
والقرن المَبْهوظُ: المغلوب.
وبَهَظَ رَاحِلَته يَبْهَظُ بَهْظا: أوقرها وَحمل عَلَيْهَا فأتعبها.
وكل من كلف مَا لَا يطيقه أَو لَا يجده: مَبهوظٌ.
وبَهَظَ الرجل: أَخذ بفقمه: أَي بذقنه ولحيته.
الْهَاء والظاء وَالْمِيم
شَيْء ظَهْمٌ: خلق، وَفِي حَدِيث عبد الله ابْن عمر: " فَدَعَا بصندوق
ظَهْمٍ " أَي خلق، كَذَا وَقع الحَدِيث مُفَسرًا.
الْهَاء والذال وَالرَّاء
هَذِرَ كَلَامه هَذَراً: كثر فِي الْخَطَأ وَالْبَاطِل.
والهَذَرُ: الْكثير الرَّدِيء، وَقيل: هُوَ سقط الْكَلَام.
وهَذَرَ فِي مَنْطِقه يَهذِرُ ويَهْذُر هَذْراً وتَهْذاراً، وَهُوَ
بِنَاء يدل على التكثير، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا بَاب مَا تكْثر
فِيهِ الْمصدر من فعلت، فتلحق الزَّوَائِد وتبنيه بِنَاء اخر، كَمَا
انك قلت فِي
(4/291)
فَعَلتُ فَعَّلتُ، ثمَّ ذكر المصادر الَّتِي جَاءَت
على التفعال كالتهذار وَنَحْوهَا، قَالَ: وَلَيْسَ شَيْء من هَذَا مصدر
فَعَلتُ، وَلَكِن لما أردْت التكثير بنيت: الْمصدر على هَذَا، كَمَا
بنيت فَعَلتُ على فَعَّلتُ.
وأهذَرَ، وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: من أَكثر أهذَرَ، أَي جَاءَ
بالهَذَرِ، وَلم يقل: أَهجر.
وَرجل هَذِرٌ، وهَذُرٌ، وهُذَرَةٌ، وهُذُرَّةٌ قَالَ، طريح:
واترُكْ مُعاندَةَ اللَّجُوجِ وَلَا تَكُنْ ... بينَ النَّدِىِّ
هُذُرَّةً تَيَّاها
وهَذَّارٌ، وهَيذارٌ، وهَيذارةٌ، وهِذرِيانٌ، ومِهذارُ، وَالْأُنْثَى
هَذِرَةٌ ومِهذارٌ، وَلَا يجمع مِهذارٌ بِالْوَاو وَالنُّون، لِأَن
مؤنثه لَا تدخله الْهَاء.
ومنطق هِذْرِيانٌ، أنْشد ثَعْلَب:
لَهَا مَنْطِقٌ لَا هِذْرِيانٌ طمَى بهِ ... سَفاءٌ وَلَا بادِي
الجَفاءِ جَشِيبُ
مقلوبه: (ذ هـ ر)
ذَهِرَ فوه، فَهُوَ ذَهِرٌ: اسودت أَسْنَانه، وَكَذَلِكَ نور
الحَوْذانِ إِذا اسود قَالَ:
كأنَّ فاهُ ذَهِرُ الحَوْذانِ.
الْهَاء والذال وَاللَّام
هَوْذَالَ فِي مَشْيه هَوْدَلَةً: أسْرع، وَقيل: الهَوْذَلةُ: أَن
يضطرب فِي عدوه.
وهَوْذَلَ السقاء: تمخض، من ذَلِك.
وهَوْذَلَ ببوله: نزاه وَرمى بِهِ، قَالَ:
لَوْ لمْ يُهَوْذِلْ طَرفَاهُ لنَجَمْ
فِي صَدرِهِ مِثلُ قَفا الكَبشِ الأجَمّ
وهَوْذَلَ الْبَعِير ببوله: اهتز وتحرك.
والهُذْلُولُ: التل الصَّغِير الْمُرْتَفع من الأَرْض، وَقيل:
الهُذْلولُ: الرملة الطَّوِيلَة
(4/292)
المستدقة، وَكَذَلِكَ السحابة المستدقة.
والهُذْلولُ: السَّرِيع الْخَفِيف، وَرُبمَا سمى الذِّئْب هُذلولاً.
وهُذْلُولُ: فرس عجلَان بن بكرَة التَّيْمِيّ.
وهُذلُول: فرس جَابر بن عقيل.
وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:
قُلتُ لِقَوْمٍ خرَجوا هَذاليلْ
فسره فَقَالَ: الهَذالِيلُ: المتقطعون.
وهُذَيْلٌ: اسْم رجل.
وهُذَيْل: قَبيلَة، النّسَب إِلَيْهَا هُذَيْلِيٌّ وهُذَلِيٌّ قياسي
ونادر، والنادر فِيهِ أَكثر على ألسنتهم.
مقلوبه: (ذ هـ ل)
ذَهَلَ الشَّيْء، وذَهَلَ عَنهُ، وذَهِلَه وذَهِلَ عَنهُ، يَذْهَل
فيهمَا، ذَهْلا وذُهُولا: تَركه على عمد، أَو نَسيَه لشغل، وَقيل:
الذَّهْلُ: السلو وَطيب النَّفس عَن الْألف، وَقد أذهَلَه الْأَمر،
وأذهَلَه عَنهُ.
وَمر ذَهْلُ من اللَّيْل، وذُهْلٌ، أَي قِطْعَة، وَقيل: سَاعَة مِنْهُ،
مثل دهل، وَالدَّال أَعلَى.
والذُّهْلُولُ من الْخَيل: الْجواد الدَّقِيق.
وذُهْلٌ: قَبيلَة.
والذُّهْلانِ: حَيَّان من ربيعَة: بَنو ذُهْلٍ ابْن شَيبَان وَبَنُو
ذُهْلِ بن ثَعْلَبَة.
وَقد سموا ذُهْلا، وذُهْلانَ، وذُهَيْلاً.
الْهَاء والذال وَالنُّون
الذِّهْنُ: الْفَهم وَالْعقل.
والذِّهْنُ أَيْضا: حفظ الْقلب، وَجمعه أذهان.
وَرجل ذَهِنٌ وذِهْنٌ، كِلَاهُمَا على النّسَب، وَكَأن ذِهْنا مغير من
ذَهِنٍ.
والذِّهْنُ أَيْضا: الْقُوَّة، قَالَ أَوْس:
(4/293)
أنوءُ بِرِجْلٍ بهَا ذِهْنُها ... وأعيَتْ بِها
أُختُها الغابِرَهْ
الْهَاء والذال وَالْفَاء
سائق هَذّاف: سريع، قَالَ:
تُبْطِرُ ذَرْعَ السَّائِقِ الهَذَّافِ
وَقيل: الهَذَّاف: السَّرِيع من غير أَن يشْتَرط فِيهِ سوق.
الْهَاء والذال وَالْبَاء
هَذَبَ الشَّيْء يَهْذِبُه هَذْبا، وهَذَّبَه: نقاه وخلصه، وَقيل:
أصلحه.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: التهذيبُ فِي الْقدح: الْعَمَل الثَّانِي
والتشذيب: الأول، وَسَيَأْتِي ذكر التشذيب.
والمُهَذَّبُ من الرِّجَال: المخلص النقي من الْعُيُوب.
وهَذَبَ النَّخْلَة: نقى عَنْهَا الليف.
وهَذَبَ الشَّيْء يَهذِبُ هَذْبا: سَالَ.
وأهذَبَ الْإِنْسَان فِي مَشْيه، وَالْفرس فِي عدوه، والطائر فِي
طيرانه: أسْرع، وَقَول أبي الْعِيَال:
ويَحْمِلُهُ حَميمٌ أرْ ... يَحِيٌّ صادِقٌ هَذِبُ
هُوَ على النّسَب، أَي ذُو إهذابٍ وَقد قيل فِيهِ: هَذَب وهَذَّب،
وَفِي بعض الْآثَار: " إِنِّي أخْشَى عَلَيْكُم الطّلب فهَذِّبوا "
حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
وَالِاسْم الهَيْذَبا.
والطائر يُهاذِبُ فِي طيرانه: يمر مرا سَرِيعا حَكَاهُ يَعْقُوب،
وَأنْشد بَيت أبي خرَاش:
يُبادِرُ جُنحَ اللَّيلِ فَهْوَ مُهاذِبٌ ... يَحُثُّ الجَناحَ
بالتَّبَسُّط والقَبْضِ
(4/294)
وَقَالَ أَبُو خرَاش أَيْضا فِي معنى قَوْله هَذَا:
فَهَذَّبَ عَنها مَا يَلي البَطنَ وانتَحَى ... طَريدَةَ مَتْنٍ بَينَ
عَجْبٍ وكاهِلِ
قَالَ السكرِي: هَذَّبَ عَنْهَا: فرق.
مقلوبه: (هـ ب ذ)
هَبَذَ يَهْبِذُ هَبْذا: عدا، يكون ذَلِك للْفرس وَغَيره مِمَّا يعدو.
وأَهْبَذَ، واهْتَبَذَ، وهابَذَ: أسْرع فِي مَشْيه أَو طيرانه،
كَهاذَبَ، قَالَ:
مُهابَذَةً لمْ تَتَّرِكْ حينَ لمْ يكُن ... لَهَا مَشْرَبٌ إِلَّا
بِنَأْيٍ مُنَضَّبِ
مقلوبه: (ذ هـ ب)
الذَّهابُ: السّير، ذهَبَ يَذْهَب ذَهابا وذُهوبا، فَهُوَ ذاهِبٌ
وذَهوبٌ، وذَهَب بِهِ، وأذْهَبه: أزاله، وَيُقَال: أذهَبَ بِهِ، قَالَ
أَبُو إِسْحَاق: هُوَ قَلِيل، فَأَما قِرَاءَة بَعضهم: (يَكادُ سَنا
بَرْقِهِ يُذهِبُ بالأبصارِ) فنادر.
وَقَالُوا: ذَهَبتُ الشَّام، فعدَّوه بِغَيْر حرف وَإِن كَانَ الشَّام
ظرفا مَخْصُوصًا، شبهوه بِالْمَكَانِ الْمُبْهم، إِذْ كَانَ يَقع
عَلَيْهِ الْمَكَان وَالْمذهب، وَحكى اللحياني: إِن اللَّيْل طَوِيل
وَلَا يذهب بِنَفس أحد منا، أَي لَا ذَهَبَ.
والمَذْهَبُ: المتوضأ، لِأَنَّهُ يُذهَب إِلَيْهِ.
والمَذْهَبُ: المعتقد الَّذِي يُذهَب إِلَيْهِ.
وذهَبَ فلَان لذَهَبِهِ، أَي لِمَذْهَبِه الَّذِي يذهب فِيهِ، وَحكى
اللحياني عَن الْكسَائي: مَا يدْرِي لَهُ أَيْن مَذْهَبٌ، وَلَا يدْرِي
لَهُ مَا مَذْهَبٌ، أَي لَا يدْرِي أَيْن أَصله.
والذَّهَبُ: التبر، واحدته ذَهَبَةٌ، وعَلى هَذَا يذكر وَيُؤَنث، على
مَا تقدم فِي الْجمع الَّذِي لَا يُفَارِقهُ واحده إِلَّا بِالْهَاءِ.
وأذهَبَ الشَّيْء: طلاه بالذَّهَبِ، قَالَ لبيد:
أوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ عَلى ألواحهِ ... النَّاطِقُ المَبْرُوزُ
والمَخْتومُ
(4/295)
ويروى " على الواحهن النَّاطِق " وَإِنَّمَا عدل
عَن ذَلِك بعض الروَاة استيحاشا من قطع ألف الْوَصْل، وَهَذَا جَائِز
عِنْد سِيبَوَيْهٍ فِي الشّعْر وَلَا سِيمَا فِي الْإِنْصَاف،
لِأَنَّهَا مَوَاضِع فُصُول.
وكل مَا موه فقد أُذهِبَ.
وَشَيْء ذَهِيبٌ: مُذْهَبٌ، أرَاهُ على توهم حذف الزِّيَادَة. قَالَ
حميد بن ثَوْر:
مُوَشَّحَةُ الأقرابِ أمَّا سَراتُها ... فَمُلْسٌ وَأما جِلدُها
فَذَهِيبُ
وذَهِبَ الرجل ذَهَبا فَهُوَ ذَهِبٌ: هجم فِي الْمَعْدن على ذَهَبٍ
كثير، فَزَالَ عقله وبرق بَصَره فَلم يطرف، مُشْتَقّ من الذَّهَب،
قَالَ:
ذَهِبَ لَمَّا أنْ رَآها ثُرْمَلَهْ
وقالَ يَا قَومِ رَأيتُ مُنكَرَهْ
شَذْرَةَ وادٍ أوْ رَأيتُ الزُّهَرَهْ
وَحكى ابْن الْأَعرَابِي ذِهِبَ، وَهَذَا عندنَا مطرد إِذا كَانَ
ثَانِيه حرفا من حُرُوف الْحلق، وَكَانَ الْفِعْل مكسور الثَّانِي،
وَذَلِكَ فِي لُغَة بني تَمِيم: وسَمعه ابْن الْأَعرَابِي فَظَنهُ غير
مطرد فِي لغتهم، فَلذَلِك حَكَاهُ.
والذِّهْبَةُ: المطرة الضعيفة، وَقيل: الْجُود، وَالْجمع ذِهابٌ، قَالَ
ذُو الرمة يصف رَوْضَة:
حَوَّاءُ قَرْحاءُ أَشراطِيَّةٌ وكَفَتْ ... فِيهَا الذِّهابُ
وحَفَّتْها البَراعيمُ
والذَّهَبُ: مكيال مَعْرُوف لأهل الْيمن، وَالْجمع ذِهابٌ وإذهابٌ،
واذاهيبُ جمع الْجمع.
والذَّهابُ، والذُّهابُ: مَوضِع، وَقيل: هُوَ جبل بِعَيْنِه، قَالَ
أَبُو دَاوُد:
لِمَنْ طَلَلٌ كَعُنوانِ الكِتابِ ... بِبَطنِ لُواقَ أَو بَطْنِ
الذُّهابِ
ويروى " الذِّهاب ".
وذَهْبانُ: أَبُو بطن.
وذَهُوبُ: اسْم امْرَأَة.
(4/296)
والمُذْهِبُ: اسْم شَيْطَان يتَصَوَّر للقراء عِنْد
الْوضُوء، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَحْسبهُ عَرَبيا.
الْهَاء والذال وَالْمِيم
هَذَمَ الشَّيْء يَهْذِمُه هَذْما: غيَّبه أجمع، قَالَ رؤبة:
واللِّهْبُ لِهْبُ الخافِقَيْنِ يَهْذِمُهْ
يَعْنِي تغيب الْقَمَر ونقصانه.
وهَذَمَ يَهذِمُ هَذْما، وَهِي سرعَة الْأكل وَالْقطع.
وَسيف مِهْذَمٌ وهُذامٌ: قَاطع حَدِيد.
وَسنَان هُذامٌ: حَدِيد، ومدية هُذامٌ، كَمَا قَالُوا: سيف جراز، ومدية
جراز، وَهَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ، وَحكى غَيره: شفرة هُذمَةٌ وهُذامَةٌ،
وَأنْشد:
وَيْلٌ لِبُعرانِ بَنيِ نَعامَهْ
مِنكَ ومِنْ شَفْرَتِكَ الهُذامَهْ
والهَيْذامُ من الرِّجَال: الأكول، وَهُوَ أَيْضا: الشجاع.
وهَيْذامُ: اسْم رجل.
وَسعد هُذَيمٍ: أَبُو قَبيلَة.
مقلوبه: (هـ م ذ)
الهَماذِيُّ: السرعة فِي الجري، وَقيل: هِيَ ضروب من السّير وَلم تحد،
والهَماذِيُّ من النوق أَيْضا، وَلم يفسره أَبُو عبيد، غير انه أَوْمَأ
بهَا إِلَى السريعة.
وَيَوْم ذُو هَماذِيّ، وحُماذِيّ، أَي شدَّة حر عَن ابْن الْأَعرَابِي،
وَأنْشد لهشام أخي ذِي الرمة:
قَطَعتُ ويَومٍ ذِي هَماذِيَّ يَلْتَظِي ... بهِ القُورُ منْ وَهْجِ
اللَّظَى وقَراهِبُهْ
مقلوبه: (ذ م هـ)
ذَمِهَ الرجل ذَمَها: ألم دماغه من حر وَرُبمَا قَالُوا: ذَمَهَتْهُ
الشَّمْس، إِذا آلمت دماغه.
(4/297)
وذَمِهَ يَوْمنَا ذَمَها، وذَمَهَ: اشْتَدَّ حره.
الْهَاء والثاء وَاللَّام
الهِلْثاء والهِلْثاءة: الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة من النَّاس تعلو
أصواتها، وَقَالَ ثَعْلَب: الهِلْثاةُ، مَقْصُور: الْجَمَاعَة، قَالَ:
وهم أَكثر من الوضيمة.
وَجَاءَت هِلْثاءَةٌ من كل وَجه، أَي فرق.
والهَلائِث: السفلة، وَهُوَ من هلائثهم، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَلم
يفسره، وَأرى أَن مَعْنَاهُ من خشارتهم، أَو جَمَاعَتهمْ.
مقلوبه: (ث هـ ل)
الثَّهْل: الأنبساط على الأَرْض.
وثَهْلانُ: جبل مَعْرُوف، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
عُقابٌ تَدَلَّتْ مِنْ شَمارِيخِ ثَهْلانِ
وثَهْلانُ أَيْضا: مَوضِع بالبادية.
وَهُوَ الضلال بن ثُهْلَلِّ، وثُهْلَلُ لَا ينْصَرف، قَالَ يَعْقُوب،
وَهُوَ الَّذِي لَا يعرف، وَقَالَ اللحياني: هُوَ الضلال بن ثهلل وثهلل
حَكَاهُ فِي بَاب قُعدُد وقُعْدَدَ.
مقلوبه: (ل هـ ث)
اللَّهَثُ واللُّهاثُ: حر الْعَطش فِي الْجوف.
ولَهَثَ الْكَلْب، ولَهِثَ، يَلْهَثُ فيهمَا، لَهَثا: دلع لِسَانه من
شدَّة الْعَطش وَالْحر، وَكَذَلِكَ الطَّائِر إِذا أخرج لِسَانه من حر
أَو عَطش.
ولَهَثَ الرجل، ولَهِثَ يَلْهَثُ، فِي اللغتين جَمِيعًا، لَهَثاً،
فَهُوَ لَهْثانُ: أعيا.
الْهَاء والثاء وَالْبَاء
هَبَثَ مَاله يَهْبِثُهُ هَبْثا: بذره وفرقه.
(4/298)
مقلوبه: (ب هـ ث)
البَهْثُ: الْبشر وَحسن اللِّقَاء، وَقد بَهَثَ إِلَيْهِ، وتَباهَثَ.
والبُهْثَةُ: ابْن الْبَغي.
وَبَنُو بُهْثَةَ: بطْنَان: بُهْثَةُ من بني سليم، وبُهْثَة من بني
ضييعة بن ربيعَة
الْهَاء والثاء وَالْمِيم
هَثَمَ الشَّيْء يَهْثِمُه: دقه حَتَّى انسحق.
والهَيْثَمُ: الصَّقْر، وَقيل فرخ النسْر، وَقيل فرخ الْعقَاب، وَقيل:
صيدها، قَالَ الشَّاعِر:
تُنازِعُ كَفَّاهُ العِنانَ كأنَّهُ ... مُوَلَّعَةٌ فَتْخاءُ تَطْلُبُ
هيْثَما
والهَيْثم: الْكَثِيب السهل، وَقيل: الْهَيْثَم: رَملَة حَمْرَاء،
قَالَ الشَّاعِر:
خُوارُ غِزْلانٍ لدَى هَيْثمٍ ... تَذَكَّرَتْ فِيقَةَ آرامِها
والهَيْثمُ: ضرب من الشّجر.
والهَيْثَمَةُ: بقلة من النجيل.
والهَيْثمُ: ضرب من الْحبَّة، عَن الزجاجي.
وهَيْثمٌ: اسْم.
الْهَاء وَالرَّاء وَاللَّام
الهَرْوَلَةُ: بَين الْعَدو وَالْمَشْي، وَقيل: الهرولة: بعد الْعُنُق،
وَقيل: الهرولة: الْإِسْرَاع.
مقلوبه: (ر هـ ل)
الرَّهَلُ: الانتفاخ حَيْثُ كَانَ، وَقيل: هُوَ ورم لَيْسَ من دَاء
وَلكنه رخاوة إِلَى السّمن، وَهُوَ إِلَى الضعْف، وَقد رَهِلَ اللَّحْم
رهلا فَهُوَ رَهِلٌ.
والرَّهَلُ: المَاء الْأَصْفَر الَّذِي يكون فِي السخد.
والرِّهْلُ: السَّحَاب الرَّقِيق شَبيه بالندى يكون فِي السَّمَاء.
(4/299)
الْهَاء وَالرَّاء وَالنُّون
الهَرْنَوي: نبت، قَالَ أَبُو الْحسن: لَا أعرف مَا هَذِه الْكَلِمَة،
وَلم أرها فِي النَّبَات، وَقد أنكرها جمَاعَة من أهل اللُّغَة، وَلست
أَدْرِي الهَرْنَوي، مَقْصُور أم الهَرْنَوي، على لفظ النّسَب.
مقلوبه: (هـ ن ر)
الهَنَرَةُ: وقبة الْأذن، لم يحكها غير صَاحب الْعين.
مقلوبه: (ر هـ ن)
الرَّهْنُ: مَا وضع عِنْد الْإِنْسَان مِمَّا يَنُوب مناب مَا أَخذ
مِنْهُ، وَالْجمع رُهونٌ، ورِهانٌ، ورُهُنٌ، وَلَيْسَ رُهُنٌ جمع
رِهان، لِأَن رهانا جمع، وَلَيْسَ كل جمع يجمع، إِلَّا أَن ينص
عَلَيْهِ بعد أَن لَا يحْتَمل غير ذَلِك، كأكلب وأكالب، وأيد وأياد،
وأسقية وأساق، وَحكى ابْن جني فِي جمعه رهين، كَعبد وَعبيد.
ورَهَنَه الشَّيْء يَرْهَنُه رَهْنا، ورَهَنَه عِنْده، كِلَاهُمَا:
جعله عِنْده رهنا، وَرَهنه عَنهُ: جعله رهنا بَدَلا مِنْهُ، قَالَ
الشَّاعِر:
ارْهَنْ بَنيكَ عَنهُمُ أَرْهَنْ بَنِي
أَرَادَ: أرْهَن أَنا بني كَمَا فعلت أَنْت، وَزعم ابْن جني أَن هَذَا
الشّعْر جاهلي.
وأرْهَنَه لُغَة، قَالَ همام بن مرّة:
فَلَمَّا خَشِيتُ أظافيرَهُمْ ... نَجَوْتُ وأرْهَنتُهُمْ مالِكا
وأنكرها بَعضهم، وروى هَذَا الْبَيْت " وأرْهَنُهُمْ مَالِكًا " كَمَا
تَقول: قُمْت وأصك عينه.
وأرْهَنْتُهُ الثَّوْب: دَفعته إِلَيْهِ لَيرْهَنَهُ، قَالَ ابْن
الْأَعرَابِي: رَهَنْتُه لساني، لَا غير، وَأما الثَّوْب: فَرَهَنْتُه
وأرْهَنْتُه، معروفتان.
وكل شَيْء يحتبس بِهِ شَيْء فَهُوَ رَهينُهُ ومُرْتهَنُهُ.
وارْتَهنَ مِنْهُ رَهْنا: أَخذه.
والرِّهان والمُراهَنَةُ: المخاطرة، وَقد راهنه، وهم يتراهنون.
(4/300)
وأرْهَنوا بَينهم خطرا: بذلوا مِنْهُ مَا يرضى بِهِ
الْقَوْم بَالغا مَا بلغ، فَيكون لَهُم سبقا.
والمُراهَنَةُ والرِّهان: الْمُسَابقَة على الْخَيل.
وَأَنا لَك رهن بِالريِّ وَغَيره، أَي كَفِيل، قَالَ الشَّاعِر:
إِنِّي ودَلْوَيَّ لَها وصاحبِي
وحَوْضَها الأفْيَحَ ذَا النَّصائِبِ
رَهْنٌ لَها بالرِّيِّ غَيِرِ الكاذبِ
وَقد رَهَنَ فِي البيع وَالْقَرْض، بِغَيْر ألف.
وأرْهَنَ بالسلعة وفيهَا: غالى وبذل فِيهَا مَاله حَتَّى أدْركهَا،
قَالَ الشَّاعِر:
يَطْوِي ابنُ سَلْمَى بِها فِي راكِبٍ بُعُدا ... عيدِيَّةً أُرْهِنَتْ
فِيهَا الدَّنانِيرُ
والعيدية، إبل منسوبة إِلَى الْعِيد، والعيد: قَبيلَة من مهرَة، وإبل
مهرَة مَوْصُوفَة بالنجابة.
وأرْهَنَهُ للْمَوْت: أسلمه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وأرْهَنَ الْمَيِّت قبرا: ضمَّنه إِيَّاه.
وَإنَّهُ لرَهِينُ قَبْرٍ وبِلىً، وَالْأُنْثَى رَهينَةٌ.
ورَهَنَ لَك الشَّيْء: أَقَامَ ودام.
وَطَعَام راهِنٌ: مُقيم، قَالَ الشَّاعِر:
الخُبزُ واللَّحمُ لُهُمْ راهِنٌ ... ونَهْرَةٌ راوُوقُها ساكِبُ
وأرْهَنَهُ لهُم ورَهَنَه: أدامه، وَالْأولَى أَعلَى.
وأرْهَنَ لَهُ الشَّرَّ: أدامه وأثبته حَتَّى كف عَنهُ.
وأرْهَنَ لَهُم مَاله: أدامه لَهُم.
وَهَذَا راهِنٌ لَك، أَي معدٌّ.
والرَّاهِن: المهزول المعيي من النَّاس وَالْإِبِل وَجَمِيع
الدَّوَابّ، رَهَنَ يَرْهَنُ رُهُونا.
والراهِنَةُ من الْفرس: السُّرَّةُ وَمَا حولهَا.
(4/301)
والرَّاهونُ: اسْم جبل بِالْهِنْدِ، وَهُوَ الَّذِي
هَبَط عَلَيْهِ آدم عَلَيْهِ السَّلَام.
ورُهْنانُ: مَوضِع.
ورُهَيْنٌ والرَّهِينٌ: اسمان، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
عَرَفتُ الدّيارَ لأُمّ الرَّهِي ... نِ بَيْنَ الظُّباءِ فَوادِي
عُشَرْ
مقلوبه: (ن هـ ر)
النَّهْرُ والنَّهَرُ: من مجاري الْمِيَاه، وَالْجمع أنهارٌ ونُهُرٌ
ونُهُورٌ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
سُقِيُتنَّ مَا زالَتْ بِكِرْمانَ نَخلَةٌ ... عَوامِرَ تَجرِي
بَينكُنَّ نُهورُ
هَكَذَا أنْشدهُ " مَا زَالَت " وَأرَاهُ " مَا دَامَت " وَقد
يتَوَجَّه " مَا زَالَت " على معنى " مَا ظَهرت وَارْتَفَعت " قَالَ
النَّابِغَة:
كأَنَّ رَحْلِي وقدْ زالَ النَّهارُ بِنا ... يَومَ الجَليلِ عَلى
مُستأنِسٍ وحَدِ
ونَهَرَ النَّهْرَ يَنْهَرُه نَهْراً: أجْراه.
واستَنْهَرَ النَّهرُ: أَخذ لمجراه موضعا مكينا.
والمَنْهَر: مَوضِع فِي النَّهر يحتفره المَاء.
والمَنْهَرُ: خرق فِي الْحصن نَافِذ يجْرِي مِنْهُ مَاء، وَهُوَ فِي
حَدِيث عبد الله بن أنس: " فَأتوا مَنْهَراً فاختبؤوا " حَكَاهُ
الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
وحفر الْبِئْر حَتَّى نَهَرَ يَنْهَرُ، أَي بلغ المَاء مُشْتَقّ من
النَّهر.
ونَهْرٌ نَهِرٌ وَاسع، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
أقامَتْ بهِ فابتنَتْ خَيْمَةً ... عَلى قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ
وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي وفرات نَهَرْ، على الْبَدَل، وَمثله لأَصْحَابه
فَقَالَ: هُوَ كَقَوْلِك: مَرَرْت بظريف رجل، وَكَذَلِكَ مَا حَكَاهُ
ابْن الْأَعرَابِي، من أَن ساية وَاد عَظِيم فِيهِ أَكثر من سبعين عينا
نَهرا تجْرِي، إِنَّمَا النَّهر بدل من الْعين.
وأنهَرِ الطَّعنَةَ: وسَّعها، قَالَ قيس بن الخطيم يصف طعنة:
(4/302)
ملَكتُ بهَا كَفِّي فَأنهَرْتُ فَتْقَها ... يَرَى
قائمٌ منْ دونِها مَا وراءَها
ملَكتُ بهَا، أَي شددت وقويت.
فَأَما قَوْله تَعَالَى: (إنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ ونَهَرٍ) فقد
يجوز أَن يَعْنِي بِهِ السعَة وَأَن يَعْنِي بِهِ النَّهر الَّذِي هُوَ
مجْرى المَاء، على وضع الْوَاحِد مَوضِع الْجَمِيع، كَمَا قَالَ:
لَا تُنكِرُوا القَتلَ وقَدْ سُبِينا
فِي حَلقِكُمْ عَظْمٌ وقَدْ شُجِينا
وَمَاء نَهِرٌ: كثير.
وناقة نَهِيرَةٌ: كَثِيرَة اللَّبن، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
حَنْدَلسٌ غَلْباءُ مِصْباحُ البُكَرْ
نَهِيرَةُ الأخْلافِ فِي غَيرِ فَخَرْ
حَنْدَلِسٌ: ضخمة عَظِيمَة، وَالْفَخْر: أَن يعظم الضَّرع فيقل
اللَّبن.
وأنْهَرَ العِرْقُ: لم يرقأ دَمه.
وأنهَرَ الدَّم: أظهره.
والمَنْهَرَةُ: فضاء يكون بَين بيُوت الْقَوْم يطرحون فِيهِ كناساتهم.
وحفروا بِئْرا فَأَنْهَروا: لم يُصِيبُوا خيرا، عَن اللحياني.
والنَّهارُ: ضِيَاء مَا بَين طُلُوع الْفجْر إِلَى غرُوب الشَّمْس،
وَقيل: من طُلُوع الشَّمْس إِلَى غُرُوبهَا. وَقَالَ بَعضهم:
النَّهَار: انتشار ضوء الْبَصَر وافتراقه، وَاللَّيْل: انحسار ضوء
الْبَصَر واجتماعه، وَالْجمع أنهِرَةٌ، عَن ابْن الْأَعرَابِي ونُهُرٌ،
عَن غَيره، قَالَ:
لَوْلَا الثَّرِيدانِ لَبِثْنا بالضُّمُرْ
ثَريدُ لَيْلٍ وثَريدٌ بالنُّهُرْ
وَرجل نَهِرٌ: صَاحب نَهارٍ على النّسَب، كَمَا قَالُوا: عمل، وَطعم،
وسته، قَالَ:
لَستُ بِلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ
(4/303)
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فَقَوله: " بليلي " يدل على أَن
نَهِراً على النّسَب، حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ: " نَهاريٌّ ".
وَقَالُوا: نَهارٌ أنهَرُ، كليل أليل، ونَهارٌ نَهِرٌ، كَذَلِك،
كِلَاهُمَا على الْمُبَالغَة.
والنَّهارُ: فرخ القطا والغطاط، وَالْجمع أنهِرَةٌ، وَقيل: النَّهارُ:
ذكر البوم، وَقيل: هُوَ ولد الكروان، وَقيل: هُوَ ذكر الحباري
وَالْأُنْثَى: لَيْلٌ. وَذكر التوزي عَن أبي عُبَيْدَة أَن جَعْفَر بن
سُلَيْمَان قدم من عِنْد الْمهْدي، فَبعث إِلَى يُونُس فَقَالَ: إِنِّي
وأمير الْمُؤمنِينَ اخْتَلَفْنَا فِي هَذَا الْبَيْت:
والشَّيْبُ يَنْهَضُ فِي السَّواد كأنهُ ... لَيْلٌ يَصيحُ بجانِبَيْهِ
نَهارُ
فَمَا اللَّيْل وَالنَّهَار؟ قَالَ: اللَّيْل الَّذِي تعرف،
وَالنَّهَار الَّذِي تعرف، فَقَالَ: زعم الْمهْدي أَن اللَّيْل فرخ
الكروان، وَأَن النَّهَار فرخ الحباري.
ونَهَرَ الرجل يَنْهَرُه نَهْراً، وانتهَرَه: زَجره.
ونَهارٌ: اسْم رجل.
والنَّهْرَوانُ: مَوضِع.
الْهَاء وَالرَّاء وَالْفَاء
الهَرْفُ: مُجَاوزَة الْقدر فِي الثَّنَاء والمدح والإطناب فِي ذَلِك
كَأَنَّهُ يهذي، وَفِي الْمثل: " لَا تَهْرِفِ بِمَا لَا تعرف " وَقيل:
هُوَ أَن تذكره فِي أول كلامك، وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا فِي حمد وثناء.
والهَرْفُ: الأول، والهَرْفُ: ابْتِدَاء النَّبَات، عَن ثَعْلَب.
وهَرَفَ السَّبع يَهرُفُ هَرْفا: تَابع صَوته.
مقلوبه: (ر هـ ف)
الرَّهْفُ والرَّهَفُ: الرقة واللطف، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
حَوْراءُ فِي أُسْكُفِّ عَينِها وَطَفْ
وَفِي الثَّنايا البيضِ مِنْ فِيها رَهَفْ
(4/304)
أُسكُفُّ عينهَا: هدبها وَقد رَهُفَ رَهافَةً
فَهُوَ رَهيفٌ، ورَهَفَهُ، وأرْهَفَه.
وَرجل مُرْهَفٌ: رَقِيق.
وَفرس مُرْهَفٌ: لَاحق الْبَطن خميصة، مُتَقَارب الضلوع، وَهُوَ عيب.
وَأذن مُرْهَفَةٌ: دقيقة.
والرُّهافَةُ: مَوضِع.
مقلوبه: (ف هـ ر)
الفِهْرُ: الْحجر قدر مَا يدق بِهِ الْجَوْز وَنَحْوه، أُنْثَى، وَقيل:
هُوَ حجر يمْلَأ الْكَفّ، وَالْجمع أفْهارٌ وفُهورٌ.
وعامر بن فُهَيْرَةَ: رجل سمى بذلك.
وتَفَهَّرَ الرجل فِي المَال: اتَّسع.
وفَهَّرَ الْفرس، وفَيْهَرَ، وتَفَيْهَرَ: اعتراه بهر وَانْقِطَاع فِي
الجري وكلال.
والفَهْرُ: أَن ينْكح الرجل الْمَرْأَة ثمَّ يتَحَوَّل إِلَى غَيرهَا
فَينزل، وَقد نهى عَن ذَلِك.
وفِهْرٌ قَبيلَة، وَهِي أصل قُرَيْش.
والفَهِيَرُة: مخض يلقى فِيهَا الرضف، فَإِذا هُوَ إِلَى ذَر عَلَيْهِ
الدَّقِيق وسيط بِهِ، ثمَّ أكل، وَقد حكيت بِالْقَافِ، وَقد تقدم.
وفُهْرُ الْيَهُود: مَوضِع مدارسهم الَّذِي يَجْتَمعُونَ إِلَيْهِ
أعيادهم، وَقيل: هُوَ يَوْم يَأْكُلُون فِيهِ وَيَشْرَبُونَ، وَأَصله
بهر، أعجمي أعرب، وَالنَّصَارَى يَقُولُونَ: فُخْر، قَالَ ابْن
دُرَيْد: لَا أَحسب الفُهْرَ عَرَبيا صَحِيحا.
ومَفاهِرُ الْإِنْسَان: بادله، وَهُوَ لحم صَدره.
وناقَةٌ فَيْهَرَةٌ: صلبة عَظِيمَة.
مقلوبه: (ر ف هـ)
الرَّفاهَةُ، والرَّفاهِيَةُ، والرُّفَهْنِيَةُ: رغد الخصب ولين
الْعَيْش، رَفُهَ عيشه، فَهُوَ رَفِيهٌ ورَافِهٌ، وأرْفَهَهُم الله،
ورَفَّهَهُم، ورَفَهْنا نَرْفَهُ رَفْها ورِفُها ورُفوها.
والرَّفْهُ: أقصر الْورْد وأسرعه، وَهُوَ أَن تشرب الْإِبِل المَاء كل
يَوْم، وَقيل: هُوَ أَن ترد كلما أَرَادَت، رَفَهَتْ تَرْفَهُ رِفْها
ورُفوها وأرْفَههَا، قَالَ غيلَان الربعِي:
(4/305)
ثُمَّتَ فاظَ مُرْفَهاً فِي إدْناءْ
مُداخَلاً فِي طِوَلٍ وإغْماءْ
ورَفَّهَها ورَفَّه عَنْهَا، كَذَلِك.
وأرْفَه الْقَوْم: رَفَهَتْ ماشيتهم، واستعار لبيد الرِّفْهَ فِي
النّخل، فَقَالَ:
يَشرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غَيرَ صادِيَةٍ ... فكُلُّها كارِعٌ فِي
الماءِ مُغتَمِرُ
وأرْفَه المَال: أَقَامَ قَرِيبا من المَاء فِي الْحَوْض وَاضِعا
فِيهِ.
والإرْفاهُ: الادِّهانُ كل يَوْم، وَمِنْه الحَدِيث: " نهى عَن الإرفاه
".
ورَفَّه عَن الرجل: رفق بِهِ، ورَفَّه عَنهُ: كَانَ فِي ضيق فنفَّس
عَنهُ.
والرُّفَهُ: التِّبْن، عَن كرَاع، وَالْمَعْرُوف الرُّفَةُ.
مقلوبه: (ف ر هـ)
فَرُه الشَّيْء فَراهَةً وفَراهِيَةً، وَهُوَ فارِهٌ قَالَ:
ضَوْرِيَّةٌ أُولِعْتُ باشْتِهارِها
ناصِلَةُ الحَقْوَيْنِ مِنْ إزارِها
يُطْرِقُ كَلْبُ الحَيِّ مِن حِذارِها
أعْطَيتُ فِيهَا طائِعا وكارِها
حَديقَةً غَلْباءَ فِي جدارِها
وفرَسا أُنثى وعَبْداً فارِها
وَالْجمع فُرْهٌ، وَأما فُرْهَةٌ فاسم للْجمع عِنْد سِيبَوَيْهٍ،
وَلَيْسَ بِجمع، لِأَن فَاعِلا لَيْسَ مِمَّا يكسر على فُعْلَة.
وَلَا يُقَال للْفرس فارِهٌ، إِنَّمَا يُقَال فِي الْبَغْل وَالْحمار
وَالْكَلب وَغير ذَلِك، فَأَما قَول عدي ابْن زيد فِي صفة فرس:؟
(4/306)
فَصاَف يُفَرِّى جُلَّهُ عَنْ سَراتِهِ يَبُذُّ
الجِيادَ فارِها مُتَتابِعا فَزعم أَبُو حَاتِم أَن عديا لم يكن لَهُ
بصر بِالْخَيْلِ.
وَالْأُنْثَى فارِهَةٌ، وَقَول النَّابِغَة:
أعْطَى لِفارِهَةٍ حُلْوٍ تَوابِعُها ... مِنَ المَواهِبِ لَا تُعطَى
على حَسَدِ
إِنَّمَا يَعْنِي بالفارِهَةِ القَيْنَةَ وَمَا يتبعهَا من الْمَوَاهِب
وَالْجمع فَوارِهُ وفرُهٌ، والأخيرة نادرة، لِأَن فاعلة لَيست مِمَّا
يكسر على فعل.
وناقة مُفْرِهَةٌ: تَلد الفُرْهَةَ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقها ... فَخَرَّتْ كَمَا تَتابَعُ
الرِّيحُ بالقَفْلِ
ويروى " تتايع ".
والفارِهُ: الحاذق.
والفُرُوهَةُ، والفَراهَةُ، والفَراهِيَةُ: النشاط.
وَرجل فَرِهٌ: نشيط أشر، وَفِي التَّنْزِيل: (وتَنْحِتونَ مِنَ
الجِبالِ بُيوتاً فَرِهينَ) والفَرَهُ: الفَرَحُ، والفَرِهُ: الفَرِحُ.
وَرجل فارِهٌ: شَدِيد الْأكل، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: وَقَالَ
عبد لرجل أَرَادَ أَن يشريه: لَا تشتريني، آكل فارِهاً وأمشي كَارِهًا.
الْهَاء وَالرَّاء وَالْبَاء
هَرَبَ يَهْرُب هَرَبا: فَرَّ، يكون ذَلِك للْإنْسَان وَغَيره من
أَنْوَاع الْحَيَوَان.
وأهْرَب: جَدَّ فِي الذّهاب مذعورا، وَقيل: هُوَ إِذا جد فِي الذّهاب
مذعورا أَو غير مذعور، قَالَ اللحياني: يكون ذَلِك للْفرس وَغَيره
مِمَّا يعدو، وَقَالَ مرّة: جَاءَ مُهْرِبا، أَي جادا فِي الْأَمر،
قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: أهْرَب فلَان، أَي أغرق فِي الْأَمر.
(4/307)
وَمَاله هارِبٌ وَلَا قَارب، أَي صادر عَن المَاء
وَلَا وَارِد، وَقَالَ اللحياني: مَعْنَاهُ مَاله شَيْء وَمَاله قوم.
والهُرْبُ: الثَّرْبُ يَمَانِية.
وهَرَّابٌ، ومُهْرِبٌ: اسمان.
وهارِبَةُ البقعاء: بطن.
مقلوبه: (هـ ب ر)
الهَبْرَةُ: بضعَة من اللَّحْم لَا عظم فِيهَا، وَقيل: هِيَ الْقطعَة
من اللَّحْم إِذا كَانَت مجتمعة.
وهَبَرَ يَهْبِرُ هَبْراً: قطع قطعا كبارًا.
وَضرب هَبْرٌ: يَهْبِرُ اللَّحْم، وصف بِالْمَصْدَرِ، كَمَا قَالُوا:
دِرْهَم ضرب، وَكَذَلِكَ ضرب هَبيرٌ، وضربة هَبِيرٌ، قَالَ المتنخل:
كَلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ ... يُتِرُّ العَظمَ سَقَّاطٌ
سُراطِي
وَسيف هَبَّارٌ: ينتسف الْقطعَة من اللَّحْم فيقطعه.
والهِبِرُّ: الْمُنْقَطع، من ذَلِك، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ
السيرافي.
وجمل هَبِرٌ، وأهْبَرُ: كثير اللَّحْم، وناقة هَبِرَةٌ وهَبْرَاءُ،
ومُهَوْبِرَةٌ كَذَلِك.
والهُبْرُ: مشقة الْكَتَّان يَمَانِية، قَالَ:
كالهُبْرِ تَحتَ الظُّلَّةِ المَرْشوشِ
والهِبْرِيَةُ: مَا طَار من الزغب الرَّقِيق من الْقطن، قَالَ:
فِي هِبْرِياتِ الكُرْسُفِ المَنقوشِ
والهِبْرِيَةُ والهُبارِيَةُ: مَا طَار من الريش وَنَحْوه
والهِبْرِيَةُ: مَا تعلق بِأَسْفَل الشّعْر مثل النخالة من وسخ
الرَّأْس، وَقَول أَوْس بن حجر:
(4/308)
لَيْثٌ عليهِ منَ البَرْدِىّ هِبْرِيَةٌ ...
كالمَرْزُبانِيّ عَيَّارٌ بأوْصالِ
قَالَ يَعْقُوب: عَنى بالهِبْرِيَةِ مَا يَتَنَاثَر من الْقصب والبردي
فَيبقى فِي شعره متلبدا.
وهَوْبَرَتْ أُذُنه: احتشى جوفها وَبرا وفيهَا شعر، واكتست أطرافها
وطررها، وَرُبمَا اكتسى أصُول الشّعْر من أعالي الْأُذُنَيْنِ.
والهَبْرُ: مَا اطْمَأَن من الأَرْض وارتفع مَا حوله عَنهُ، وَقيل:
هُوَ مَا اطْمَأَن من الرمل، قَالَ عدي:
فَترَى مَحانِيَهُ الَّتِي تَسِقُ الثرَى ... والهَبْرَ يورِقُ
نَبْتُها رُوَّاَدها
وَالْجمع هُبورٌ، وَهُوَ الهَبِيرُ أَيْضا، قَالَ زميل ابْن أم
دِينَار:
أغَرُّ هِجانٌ خَرَّ مِنْ بَطنِ حُرَّةٍ ... عَلى كَفّ أُخرَى حُرَّةٍ
بِهَبِيِر
وَالْجمع هُبْرٌ.
والهَبْرَةُ: خرزة يُؤْخَذ بهَا الرِّجَال.
والهَوْبَرُ: الفهد، عَن كرَاع.
وهَوْبَرٌ: اسْم رجل، قَالَ ذُو الرمة:
عَشِيَّةَ فَرَّ الحارِثِيّونَ بَعْدَ مَا ... قَضَى نَحبَهُ مِنْ
مُلتَقَى القَومِ هَوْبَرُ
أَرَادَ ابْن هَوْبَرٍ.
وهُبَيْرَةُ: اسْم، وابنُ هُبَيْرَة: رجل، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سمعناهم
يَقُولُونَ: مَا أَكثر الهُبَيرَاتِ، واطَّرَحُوا الهُبَيْرِين
كَرَاهِيَة أَن تصير بِمَنْزِلَة مَا لَا عَلامَة فِيهِ للتأنيث.
وَالْعرب تَقول: لَا آتِيك هُبَيَرَةَ بن سعد، أَي حَتَّى يئوب
هَبُيَرَةَ، فأقاموا هَبُيرَةَ مقَام الدَّهْر ونصبوه على الظّرْف،
وَهَذَا مِنْهُم اتساع، قَالَ اللحياني: إِنَّمَا نصبوه لأَنهم
ذَهَبُوا بِهِ مَذْهَب الصِّفَات، وَكَذَلِكَ لَا آتِيك ألوة بن
هُبَيرَةَ.
وهَبَّارٌ، وهابِرٌ: اسمان.
(4/309)
والهَبِيرُ: مَوضِع.
مقلوبه: (ر هـ ب)
رَهِبَ الشَّيْء، رَهْبا ورَهَبا ورَهْبَةً: خافه، وَالِاسْم
الرُّهْبُ، والرُّهْبَى: والرَّهُبُوتُ، والرَّهَبُوَتي.
وأرهبَ الرجل ورَهَّبَه: فَزَّعه.
واستَرْهَبَه: استدعى رَهْبَتَه حَتَّى رَهِبَه النَّاس، وَبِذَلِك فسر
قَوْله عز وَجل: (واستَرْهَبوهُمْ وجاءُوا بِسِحْرٍ عظِيمٍ) .
والرَّاهِبُ: المتعبد فِي الصومعة، وَالْجمع الرُّهْبانُ، وَقد يكون
الرُّهْبانُ وَاحِدًا، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
لَوْ كَلَّمَتْ رُهْبانَ دَيْرٍ فِي القُلَلْ
لأنحَدَرَ الرُّهْبانُ يَسعَى فَنَزَلْ
وَالِاسْم الرَّهْبانِيَّة، وَفِي التَّنْزِيل: (وجعَلْنا فِي قُلوبِ
الذينَ اتَّبَعوهُ رَأفَةً ورَحْمَةً ورَهْبانِيَّةً ابتَدَعوها) قَالَ
الْفَارِسِي: رَهْبانِيَّةً مَنْصُوب بِفعل مُضْمر، كَأَنَّهُ قَالَ:
وابتدعوا رَهْبَانِيَّة ابتدعوها، وَلَا يكون عطفا على مَا قبله من
الْمَنْصُوب فِي الْآيَة، لِأَن مَا وضع فِي الْقلب لَا يبتدع.
وَقد تَرَهَّبَ.
ورَهَّبَ الْجمل: ذهب ينْهض ثمَّ برك من ضعف بصلبه.
والرَّهْبَى: النَّاقة المهزولة جدا، قَالَ:
ومِثْلكِ رَهْبَى قدْ تَرَكْتُ رَذِيَّةً ... تُقَلِّبُ عَيْنَيها إِذا
مَرَّ طائِرُ
وَقيل: رَهْبَى، هَاهُنَا: اسْم نَاقَة، وَإِنَّمَا سَمَّاهَا بذلك.
والرَّهْبُ كالرَّهْبَى، وَقيل: الرَّهْبُ: الْجمل الَّذِي اسْتعْمل
فِي السّفر وكَلَّ، وَالْأُنْثَى رَهْبَةٌ، وَقيل: الرَّهْبُ: الْجمل
العريض الْعِظَام المشبوح الْخلق، قَالَ:
رَهبٌ كَبُنْيانِ الشَّامِي أخْلَقُ
(4/310)
والرَّهْبُ: السهْم الرَّقِيق، وَقيل: الْعَظِيم،
وَالْجمع رِهابٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فدَنا لَهُ رَبُّ الكِلابِ بِكَفِّهِ ... بيضٌ رِهابٌ رِيشُهُنَّ
مُقَزَّعُ
والرُّهْبُ: الْكمّ يُقَال: وضعت الشَّيْء فِي رُهْبى.
والرُّهابَةُ، والرَّهابَةُ: عَظِيم مشرف على الْبَطن، كَأَنَّهُ طرف
لِسَان الْكَلْب، وَالْجمع رَهَابٌ.
ورَهْبَى: مَوضِع، ودارة رَهْبَى: مَوضِع هُنَالك.
ومُرْهِبٌ: اسْم.
مقلوبه: (ب هـ ر)
البُهْرُ: مَا اتَّسع من الأَرْض.
والبُهْرَةُ: الأَرْض السهلة، وَقيل: هِيَ الأَرْض الواسعة بَين
الأجبل.
وبُهْرَةُ الْوَادي: سرارته وخيره، وبُهرَةُ كل شَيْء: وَسطه،
وبُهْرَةُ الرحل كزفرته، أَي وَسطه.
وابهارَّ النَّهَار، وَذَلِكَ حِين ترْتَفع الشَّمْس.
وابْهارَّ اللَّيْل، إِذا انتصف: وَقيل: ابْهارَّ: تراكبت ظلمته،
وَقيل: ابْهارَّ: ذهبت عامته وَبَقِي نَحْو من ثلثه.
وتَبهَّرَت السحابة: أَضَاءَت، قَالَ رجل من الْأَعْرَاب، وَقد كبر،
وَكَانَ فِي دَاخل بَيته فمرت سَحَابَة: كَيفَ ترَاهَا يَا بني؟
فَقَالَ: أَرَاهَا قد نَكَّبَتْ وتَبَهَّرَتْ، نَكَّبَتْ: عَدَلَتْ.
وبَهَرَهُ يَبْهَرُهُ بَهْراً: قَهَرَه وغَلَبَهُ.
وبَهَرَ الْقَمَر النُّجوم بُهورا: غلبها بضوئه قَالَ:
غَمَّ النُّجُومَ ضَوْؤُه حينَ بَهَرْ
فَغَمَرَ النَّجمَ الَّذِي كَانَ ازْدَهَرْ
وَهِي لَيْلَة البُهْرِ، وَالثَّلَاث البُهْرُ: الَّتِي يغلب فِيهَا
ضوء الْقَمَر النُّجُوم، وَهِي اللَّيْلَة السَّابِعَة وَالثَّامِنَة
والتاسعة.
وبَهْراً لَهُ، أَي تعسا وَغَلَبَة، قَالَ:
(4/311)
ثمَّ قَالُوا تُحِبُّها؟ قُلْتُ: بَهرا ... عَدَدَ
القَطْرِ والحَصا والتُّرابِ
وَقيل: معنى بَهْراً فِي هَذَا الْبَيْت: جمًّا، قَالَ سِيبَوَيْهٍ:
لَا فعل، لقَولهم: بَهْراً لَهُ فِي حد الدُّعَاء، وَإِنَّمَا نصب على
توهم الْفِعْل، وَهُوَ مِمَّا ينْتَصب على إِضْمَار الْفِعْل غير
الْمُسْتَعْمل إضهاره.
وبَهَرَهم الله بَهْراً: كَرَبَهُمْ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وبَهْراً لَهُ: أَي عجبا.
وَيُقَال الْأزْوَاج ثَلَاثَة: زَوْجُ مَهْرٍ، وَزوج بَهْرٍ، وَزوج
دَهْرٍ، فَأَما زوج مهر، فَرجل لَا شرف لَهُ، فَهُوَ يسنى الْمهْر
ليرغب فِيهِ، وَأما زوج بهر: فالشريف وَإِن قل مَاله تتزوجه الْمَرْأَة
لتفخر بِهِ، وَزوج دهر: كفؤها.
والبُهْرُ: انْقِطَاع النَّفس من الإعياء، وَقد ابْتَهَرَ، وبُهِرَ
فَهُوَ مَبهورٌ وبَهيرٌ، قَالَ الْأَعْشَى:
إِذا مَا تَأَتَّى تُريدُ القِيامَ ... تَهادَى كَمَا قدْ رَأيتَ
البَهِيرَا
وبَهَرَهُ: عالجه حَتَّى انْبَهَرَ.
والأبهَرُ: عرق فِي الظّهْر يُقَال: هُوَ الوريد فِي الْعُنُق،
وَبَعْضهمْ يَجعله عرقا مستبطن الصلب، وَقيل: الأبهَرانِ: الأكحلان.
وفان شَدِيد الأْبهَرِ، أَي الظّهْر.
والأْبهَرُ: الْجَانِب الأقصر من الريش.
والأبهَرُ من الْقوس: دون الطَّائِف، وهما أْبهَرانِ، وَقيل: الأبهَرُ:
ظهر سية الْقوس.
وتَبَهَّرَ الْإِنَاء: امْتَلَأَ، قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ:
مُتَبَهِّراتٌ بالسِّجالِ مِلاؤُها ... يَخرُجْنَ منْ لَجفٍ لَهَا
مُتَلَقِّمِ
والبُهارُ: الْحمل، وَقيل: هُوَ ثَلَاثمِائَة رَطْل بالقبطية، وَقيل:
أَرْبَعمِائَة رَطْل وسِتمِائَة رَطْل، عَن أبي عَمْرو، وَقيل ألف
رَطْل.
والبُهارُ: إِنَاء كالإبريق.
(4/312)
والبَهارُ: كل شَيْء حسن مُنِير.
والبَهارُ: نبت طيب الرّيح.
والبَهارُ: الْبيَاض فِي لبان الْفرس.
والبَهارُ: الخطاف الَّذِي يطير، تَدعُوهُ الْعَامَّة عُصْفُور
الْجنَّة.
وَامْرَأَة بَهِيرَةٌ: صَغِيرَة الْخلق ضَعِيفَة.
وبَهَرَها بِبُهْتَان: قَذفهَا بِهِ.
والابْتِهارُ: أَن ترمى الْمَرْأَة بِنَفْسِك وَأَنت كَاذِب، وَقيل:
الابتهار: أَن ترمي الرجل بِمَا فِيهِ، والابتيار: أَن ترميه بِمَا
لَيْسَ فِيهِ.
وبَهْراءُ: حَيّ من الْيمن، قَالَ كرَاع: بَهْراءُ، مَمْدُود: قَبيلَة،
وَقد تقصر، لَا أعلم أحدا حكى فِيهِ الْقصر إِلَّا هُوَ، وَإِنَّمَا
الْمَعْرُوف بِهِ الْمَدّ، أنْشد ثَعْلَب:
وَقد عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أنَّ سُيوفَنا ... سُيوُف النَّصارَى لَا
يَلِيقُ بهَا الدَّمُ
وَقَالَ مَعْنَاهُ: لَا يَلِيق بِنَا أَن نقْتل مُسلما، لأَنهم
نَصَارَى معاهدون، وَالنّسب إِلَى بهراء بهراوي، على الْقيَاس، وبهراني
على غير قِيَاس، وَالنُّون فِيهِ بدل من الْهمزَة، حَكَاهُ
سِيبَوَيْهٍ، قَالَ ابْن جني: من حذاق أَصْحَابنَا من يذهب إِلَى أَن
النُّون فِي بهراني إِنَّمَا هِيَ بدل من الْوَاو الَّتِي تبدل من
همزَة التَّأْنِيث فِي النّسَب، وَأَن الأَصْل بهراوي، وَأَن النُّون
هُنَاكَ بدل من هَذِه الْوَاو كَمَا أبدلت الْوَاو من النُّون فِي
قَوْلك: " من وَافد " وَإِن وقفت وقفت، وَنَحْو ذَلِك، وَكَيف تصرفت
الْحَال فالنون بدل من بدل من الْهمزَة، قَالَ: وَإِنَّمَا ذهب من ذهب
إِلَى هَذَا، لِأَنَّهُ لم ير النُّون أبدلت من الْهمزَة فِي غير
هَذَا، وَكَانَ يحْتَج فِي قَوْلهم: إِن نون فعلان بدل من همزَة فعلاء،
فَيَقُول: لَيْسَ غرضهم هُنَا الْبَدَل الَّذِي هُوَ نَحْو قَوْلهم فِي
ذِئْب ذيب، وَفِي جؤنة جونة، إِنَّمَا يُرِيدُونَ أَن النُّون تعاقب
فِي هَذَا الْموضع الْهمزَة، كَمَا تعاقب لَام الْمعرفَة التَّنْوِين،
أَي لَا تَجْتَمِع مَعَه، فَلَمَّا لم تجامعه قيل: إِنَّهَا بدل
مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الْهمزَة وَالنُّون، وَهَذَا مَذْهَب لَيْسَ بِقصد.
مقلوبه: (ب ر هـ)
البَرْهَةُ والبُرْهَةُ جَمِيعًا: الْحِين الطَّوِيل من الدَّهْر.
والبَرَهُ: الترارَةُ، وَامْرَأَة بَرَهْرَهَةٌ: تارَّةٌ، تكَاد ترْعد
من الرُّطُوبَة، وَقيل: بَيْضَاء.
(4/313)
والبُرْهانُ: بَيَان الْحجَّة واتضاحها، وَفِي
التَّنْزِيل: (قُلْ هاتوا بُرْهانَكُمْ) .
وأبرَهَةُ: اسْم ملك.
الْهَاء وَالرَّاء وَالْمِيم
الهَرَمُ: أقْصَى الْكبر، هَرِمَ هَرَما، فَهُوَ هَرِمٌ من رجال
هَرِمينَ وهَرْمَي، كسر على فعلى لِأَنَّهُ من الْأَسْمَاء الَّتِي
يصابون بهَا وهم لَهَا كَارِهُون، فطابق بَاب فعيل الَّذِي بِمَعْنى
مفعول، نَحْو قَتْلَى وَأسرى، فَكسر على مَا كسر عَلَيْهِ ذَلِك،
وَالْأُنْثَى هَرِمَةٌ من نسْوَة هَرِماتٍ وهَرْمَى، وَقد أهْرَمَه
الدَّهْر وهَرَّمَه، قَالَ:
إِذا لَيلَةٌ هَرَّمَتْ يَوْمَها ... أَتَى بعدَ ذلكَ يَومٌّ فَتِى
والمَهْرَمَةُ: الهَرَمُ.
وَابْن هِرْمَة: آخر ولد الشَّيْخ والعجوز، وعَلى مِثَاله ابْن عجزة.
وقدح هَرِمٌ: متثلم عَن أبي حنيفَة، وَأنْشد للجعدي:
جَوْزٌ كَجَوْزِ الحِمارِ جَرَّدَهُ الْ ... خَرَّاسُ لَا ناقِسٌ وَلَا
هَرِمُ
والهَرْمُ: ضرب من الحمض، وَهُوَ أذله وأشده انبساطا على الأَرْض،
واحدته هَرْمَةٌ، وَفِي الْمثل: " أذلُّ من هَرْمَةٍ " وَقيل: هِيَ
البقلة الحمقاء، عَن كرَاع، وَقيل: هُوَ شجر، عَنهُ أَيْضا.
وإبل هَوارِمُ: ترعى الهَرْمَ، وَقيل: هِيَ الَّتِي تَأْكُل الهَرْمَ
فتبيضُّ مِنْهُ عثانينها وَشعر وَجههَا، قَالَ:
أكَلْنَ هَرْماً فالوُجوهُ شِيبُ
وانك مَا تَدْرِي على مَا ينزى هَرِمُك، وانك لَا تَدْرِي بِمن يولع
هَرِمُكَ، حَكَاهُ يَعْقُوب وَلم يفسره.
(4/314)
وهَرِمٌ، وهَرَمِيٌ، وهَرْمٌ، وهَرْمَةُ، وهُرَيمٌ،
وهَرَّامٌ، كلهَا أَسمَاء.
والهُرْمانُ: الْعقل والرأي.
مقلوبه: (هـ م ر)
هَمَرَ المَاء والدمع يَهْمِرُ هَمْراً: صب، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
وجاءَ خَلِيلاهُ إِلَيْهَا كِلاهُما ... يُفيضُ دُموعا لَا يَرِيثُ
هُمورُها
وانهَمَرَ كَهَمَرَ.
وهَمَرَهُ يَهمِرُهُ هَمْراً: صبه.
والهَمَّارُ: السَّحَاب السيال، قَالَ:
أناخَتْ بهَمَّارِ الغَمامِ مُصَرِّحٍ ... يَجودُ بمَطْلوقٍ مِنَ
الماءِ أصحَما
وهَمَرَ الكلامَ يَهْمِرُه هَمْراً: أَكثر فِيهِ.
وَرجل مِهْمارٌ: كثير الْكَلَام.
والهَمْرُ: شدَّة الْعَدو.
وهَمَرَ الْفرس الأَرْض يَهْمِرُها هَمْراً، واهتَمَرَها، وَهُوَ شدَّة
ضربه إِيَّاهَا بحوافره.
وهَمَرَ الغرز النَّاقة يَهْمِرُها هَمْراً: جهدها، وكحى بَعضهم:
همزها، وَلَيْسَ بِصَحِيح.
والهَمْرُ واليَهْمورُ: من أَسمَاء الرِّجَال.
والهَمْرَةُ: خرزة يستعطف بهَا الرِّجَال، يُقَال: يَا هَمْرَةُ
اهْمِرِيه، إِن أقبل فسُرِّيه، وَإِن أدبر فضُرِّيه.
وظبية هَمِيرٌ: حَسَنَة الْجِسْم بسطته.
وَرجل هَمِرٌ: غليظ سمين.
وَبَنُو هَمْرَة: بطن.
وَبَنُو هُمَيرٍ: بطن مِنْهُم.
مقلوبه: (ر هـ م)
الرِّهْمَةُ: الْمَطَر الضَّعِيف الدَّائِم الصَّغِير الْقطر، وَالْجمع
رِهَمٌ ورِهامٌ.
(4/315)
وأرْهَمَتِ السَّمَاء: أمْطرت.
وروضة مَرْهومَةٌ، وَلم يَقُولُوا: مُرْهَمةٌ، قَالَ ذُو الرمة:
أَو نَفحَةٌ مِنْ أعالي حَنْوَةٍ مَعَجَتْ ... فِيهَا الصَّبا
مَوْهِناً والرَّوْضُ مَرْهومُ
والمَرْهَمُ: طلاء يطلى بِهِ الْجرْح، وَهُوَ أَلين مَا يكون من
الدَّوَاء، مُشْتَقّ من الرِّهْمَةِ للينه.
والرُّهامُ: مَا لَا يصيد من الطير.
وَبَنُو رُهْمٍ: بطن.
مقلوبه: (م هـ ر)
المَهْرُ: الصَدَاق، وَالْجمع مُهورٌ، وَقد مَهَرَ الْمَرْأَة
يَمْهُرُها ويَمْهَرُها مَهْراً، وأمهَرَها، وَفِي الْمثل: "
كالمَمْهورَةِ إِحْدَى خَدَمَتَيَهْا " وَقَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
إِذا مُهِرَتْ صُلْباً قَليلا عُراقُهُ ... تَقولُ أَلا أدنَيْتَنِي
فَتَقَرَّبِ
وَقَالَ:
أُخِذْنَ اغْتِصابا خِطْبَة عَجْرَفِيَّةً ... وأُمهِرْنَ أرْماحا مِنَ
الخَطِّ ذُبَّلا
وَقَالَ بَعضهم: مَهَرْتُها: أعطيتهَا مَهْراً، وأمْهَرْتُها: زوجتها
غَيْرِي على مَهْرٍ.
والمَهِيرَةُ: الغالية المَهْرِ.
والماهِرُ: الحاذق بِكُل عمل، وَأكْثر مَا يُوصف بِهِ السابح الْمجِيد،
وَالْجمع مَهَرَةٌ، وَقَالَ مَهَرَ الشَّيْء، وَفِيه، وَبِه، يَمهَرُ
مَهْراً ومُهورا، ومَهارَةً، ومِهارَةً.
وَقَالُوا: لم تفعل بِهِ المِهَرَةَ، وَلم تعطه المِهَرَةَ، وَذَلِكَ
إِذا عَالَجت شَيْئا فَلم ترفق بِهِ وَلم تحسن عمله، وَكَذَلِكَ إِن
غذا إنْسَانا أَو أدبه فَلم يحسن.
والمُهْرُ: ولد أول مَا ينْتج من الْخَيل والحمر الْأَهْلِيَّة
وَغَيرهَا، وَالْجمع الْقَلِيل أمهارٌ، قَالَ عدي بن زيد:
(4/316)
وذِي تَناوِيرَ ممْعونٍ لهُ صَبَحٌ ... يَغْذو
أوابِدَ قَدْ أفْلَينَ أمْهارا
يَعْنِي بالأمهارِ هَاهُنَا أَوْلَاد الْوَحْش، وَالْكثير مِهارٌ،
ومِهارَةٌ، قَالَ:
كأنَّ عَتِيقا مِنْ مِهارَةِ تَغْلِبٍ ... بأيْدي الرّجالِ
الدَّافِنينَ ابنَ عَتَّابْ
وقَدْ فَرَّ حَرْبٌ هارِبا وابنُ عامِرٍ ... ومَنْ كانَ يَرْجو أنْ
يَؤُوبَ فَلَا آبْ
هَكَذَا روته الروَاة بِإِسْكَان الْبَاء، وَوزن " نَعَتَّابْ " و"
فَلا آبْ " مَفاعيلْ، وَالْأُنْثَى مُهْرَةٌ.
وَفرس مُمْهِرٌ: ذَات مُهْرٍ.
وَأم أمهارٍ: اسْم قارة، وَقَالَ ابْن جبلة: أم أمهارٍ: أكم حمر
بِأَعْلَى الصمان، ولعلها شبهت بالأمهارِ من الْخَيل فسميت بذلك، قَالَ
الرَّاعِي:
مَرَّتْ على أمِّ أمهارٍ مُشَمِّرَةً ... تَهْوِى بهَا طُرُقٌ أوْ
ساطُها زُورُ
والمهارُ: عود غليظ يَجْعَل فِي أنف البختي.
والمُهَرُ: مفاصل متلاحكة فِي الصَّدْر، وَقيل: غراضيف الضلوع، واحدتها
مُهْرَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِم: أَرَاهَا بِالْفَارِسِيَّةِ، أَرَادَ
فصوص الصَّدْر أَو خرز الصَّدْر لِأَن الخرزة بِالْفَارِسِيَّةِ
مُهْرَة، وَقيل: المُهْرة والمُهْر: عظم فِي الزُّور، وَأنْشد ابْن
الْأَعرَابِي لغداف:
عَنْ مُهْرَةِ الزَّوْرِ وعَنْ رَحاها
وَأنْشد لَهُ أَيْضا:
جافِي اليَدَينِ عَنْ مُشاشِ المُهْرِ
ومَهْرَةُ بن حيدان: حَيّ عَظِيم، وإبل مَهْرِيَّةٌ منسوبة إِلَيْهِم،
وَالْجمع مُهَارِىُّ، ومَهارٍ، ومَهارَى.
وأمهَرَ النَّاقة: جعلهَا مَهْرِيَّةً.
والمَهْرِيَّةُ: ضرب من الْحِنْطَة، قَالَ أَبُو حنيفَة: وَهِي
حَمْرَاء، وَكَذَلِكَ سفاها، وَهِي
(4/317)
عَظِيمَة السنبل، غَلِيظَة الْقصب مربعة.
وماهِرٌ ومُهَيرَة: اسمان.
ومَهْوَرٌ: مَوضِع، وَإِنَّمَا حملناه على فَعْوَلٍ دون مَفعَلٍ من
هارَ يَهورُ، لِأَنَّهُ لَو كَانَ مَفعَلاً مِنْهُ كَانَ مُعْتَلًّا،
وَلَا يحمل على مكوزة وَنَحْوه، لِأَن ذَلِك شَاذ للعلمية.
ونهر مِهْرانَ: نهر بالسند، وَلَيْسَ بعربي.
مقلوبه: (ر م هـ)
رَمِهَ يَوْمنَا رَمَها: اشْتَدَّ حره، وَالزَّاي أَعلَى.
مقلوبه: (م ر هـ)
المُرْهَةُ: الْبيَاض: مَرِهَتْ عينه مَرَهاً، وَهِي مَرْهاءُ: خلت من
الْكحل.
وَامْرَأَة مَرْهاءُ: لَا تتعهد عينيها بالكحل.
وسراب أمْرَهُ: لَيْسَ فِيهِ شَيْء من السوَاد قَالَ:
علَيهِ رَقْراقُ السَّحابِ الأمْرَهِ
والمُرْهَةُ: حفيرة يجْتَمع فِيهَا مَاء السَّمَاء.
وَبَنُو مُرْهَةَ: بطين، وَكَذَلِكَ بَنو مُرَيْهَةَ.
ومُرْهانُ: اسْم.
الْهَاء وَاللَّام وَالنُّون
اللُّهْنَة: مَا يهديه الرجل إِذا قدم من سفر، واللُّهنَة أَيْضا:
الطَّعَام الَّذِي يتعلل بِهِ قبل الْغَدَاء، وَقد لَهَّنَهُمْ،
ولَهَّن لَهُم فيهمَا.
وَبَنُو لَهانَ: حَيّ، وهم إخْوَة هَمْدانَ.
مقلوبه: (ن هـ ل)
النَّهَلُ: أول الشّرْب، نَهِلَت الْإِبِل نَهَلا، وإبل نَواهِلُ،
ونِهالٌ، ونُهُلٌ، ونُهولٌ، ونَهِلَةٌ، ونَهْلَى، قَالَ عاهان بن
كَعْب:
(4/318)
تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلَى ... ودونَ
ذِيادها عَطَنٌ مُنِيمُ
أَرَادَ: ونَهْلاَها، فاجتزأ من ذَلِك بِإِضَافَة عَلاَّها، وَأَرَادَ:
وَدون مَوضِع ذيادها، فَحذف الْمُضَاف، وَإِنَّمَا قُلْنَا هَذَا لِأَن
الذياد الَّذِي هُوَ الْعرض لَا يمْتَنع مِنْهُ العطن؛ إِذْ العطن
جَوْهَر، والجواهر لَا تحول دون الْأَعْرَاض، فتفهمه، وَكَذَلِكَ
غَيرهَا من الْمَاشِيَة وَالنَّاس وَقد أنهلها.
والنَّهَل: الرّيّ، والعطش: ضد وَالْفِعْل كالفعل.
والمَنْهَل: المشرب، ثمَّ كثر حَتَّى سميت منَازِل السفار مناهل.
وَقَالَ ثَعْلَب: المَنْهَل: الْموضع الَّذِي فِيهِ المشرب، والمنهل:
الشّرْب، وَهَذَا الْأَخير يتَّجه أَن يكون مصدر نَهِلَ، وَقد كَانَ
يَنْبَغِي أَلا يذكرهُ، لِأَنَّهُ مطرد.
والناهِلَة: الْمُخْتَلفَة إِلَى المَنْهَلِ.
وأنهَلَ الْقَوْم: نَهِلَتْ إبلُهم.
وَرجل مِنْهالٌ: كثير الإنهالِ.
والنهَلُ: مَا أكل من الطَّعَام.
وأنهَلَ الرجل: أغضبهُ.
والمِنْهالُ: أَرض.
والمِنْهالُ: اسْم رجل، قَالَ:
لَقَدْ كَفَّنَ المِنهالُ تَحتَ رِدائِه ... فَتىً غَيرَ مِبْطانِ
العَشِيَّةِ أرْوَعا
ونُهَيل: اسْم.
الْهَاء وَاللَّام وَالْفَاء
الهِلَّوْفَة، والهِلَّوْفُ: اللِّحْيَة الْكَثِيرَة الشّعْر المنتشرة.
والهِلَّوْفُ من الْإِبِل: المسن الْكَبِير الْكثير الْوَبر، وَهُوَ من
الرِّجَال: الشَّيْخ الْقَدِيم الْهَرم المسن، وَقيل: الْكذَّاب.
(4/319)
وَرجل هُلْفوفٌ: كثير شعر الرَّأْس واللحية.
اللَّهْفُ: واللَّهَفُ، واللَّهيفُ: الأسى على الشَّيْء يفوتك بعد مَا
تشرف عَلَيْهِ، وَأما قَوْله، أنْشدهُ الْأَخْفَش وَابْن الْأَعرَابِي
وَغَيرهمَا:
فَلَستُ بِمُدرِكٍ مَا فاتَ مِنِّي ... بِلَهْفَ وَلَا بِلِيْتَ وَلَا
لَوَانِّي
فَإِنَّمَا أَرَادَ بِلَهْفا، أَي بِأَن أَقُول: وَا لَهْفا، فَحذف
الْألف.
لِهَفَ لَهَفا وتَّلَهَّفَ، وَرجل لَهِفٌ ولَهِيفٌ قَالَ سَاعِدَة بن
جؤية:
صَبَّ اللَّهيفُ لَهَا السُّبوبَ بِطَغْيَةٍ ... تُنْبِي العُقابَ
كَمَا يُلَطُّ المِجْنبُ
يجوز أَن يكون اللَّهِيفُ فَاعِلا بصب، وَأَن يكون خبر مُبْتَدأ
مُضْمر، كَأَنَّهُ قَالَ: صب السبوب بطغية، فَقيل: من هُوَ؟ قَالَ:
هُوَ اللَّهِيفُ، وَلَو قَالَ: اللهيفَ، فنصب على الترحم، لَكَانَ حسنا
وَهَذَا كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: إِنَّه الْمِسْكِين
أَحمَق، وَكَذَلِكَ رجل لُهْفانُ وَامْرَأَة لَهْفَى، وَالْجمع لِهافُ
ولَهَافَي.
واللَّهْف: الاغتياظ على مَا فَاتَ.
والملْهوُف: الْمَظْلُوم، واستعاره بَعضهم للربع من الْإِبِل فَقَالَ:
إِذا دَعاها الرُّبَعُ الملْهوُف
نوَّهَ مِنها الرَّجِلاتُ الجُوف
كَأَن هَذَا الرّبع ظلم بِأَنَّهُ فطم قبل أَوَانه، أَو حيل بَينه
وَبَين أمه بِأَمْر آخر غير الْفِطَام.
واللَّهُوُف: الطَّوِيل.
مقلوبه: (ف هـ ل)
أَنْت فِي الضلال ابْن فَهْلَلٍ وفُهْلُلَ، عَن يَعْقُوب، لَا ينْصَرف،
وَهُوَ الَّذِي لَا يعرف.
(4/320)
الْهَاء وَاللَّام وَالْبَاء
الهُلْبُ: الشّعْر كُله، وَقيل: هُوَ فِي الذَّنب وَحده، وَقيل: هُوَ
مَا غلط من الشّعْر.
وَرجل أهْلبُ: غليظ الشّعْر.
والهُلْبُ أَيْضا: الشّعْر النَّابِت على أجفان الْعَينَيْنِ.
والهُلْبُ: الشّعْر ينتفه من الذَّنب، واحدته هُلْبة.
والهُلَبُ: الأذناب والأعراف المنتوفة.
وهَلَبَه هَلْبا، وهلَّبَه: نتف هُلْبَه.
ومُهَلَّبٌ والمُهَلَّبُ: اسْم وَهُوَ مِنْهُ، فَمُهَلَّبٌ على حَارِث
وعباس، والمُهَلَّبُ على الْحَارِث وَالْعَبَّاس.
وانهلَبَ الشّعْر، وتَهلَّبَ: تنتَّف.
وَفرس مَهلوبٌ: مستأصل شعر الذَّنب.
والهَلَبُ: كَثْرَة الشّعْر، رجل أهلَبُ، وَامْرَأَة هَلْباءُ.
والهَلْباءُ: الإست، اسْم غَالب، وَأَصله الصّفة.
وَرجل أهلَبُ العضرط: فِي أسته شعر، يذهب بذلك إِلَى اكتهاله وتجربته،
حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
مَهْلا بَنيِ رُومانَ بَعْضَ وَعيدِكُمْ ... وإياكُمُ والهُلْبَ مِنَّا
عَضَارِيطا
وَرجل هَلِبٌ: ثَابت الهُلْبِ.
والهَلِبُ: رجل كَانَ أَقرع فَمسح النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَده على رَأسه فنبت شعره.
وهُلْبَة الشتَاء: شدته.
وأصابتهم هُلْبَةُ الزَّمَان، مثل الكلبة عَن أبي حنيفَة.
وهَلَبَتهم السَّمَاء: بلتهم.
والهَلاَّب: ريح بَارِدَة مَعَ مطر، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ من
الْأَسْمَاء على فعال، كالجبان، والقذاف، قَالَ:
(4/321)
أحَسَّ يَوْما مِنَ المَشْتاةِ هَلاَّبا
هَلاَّب هَاهُنَا: بدل من يَوْم، أَي أحس هَلاَّبَ يَوْم، وَإِن شِئْت
كَانَ صفة، كَأَنَّهُ قَالَ: ذَا هَلاَّبٍ، وَيَوْم هَلاَّبٍ، وعام
هَلاَّبٌ: كثير الْمَطَر.
وَله أُهْلُوبٌ، أَي الْتِهابٌ فِي الشد وَغَيره عَن اللحياني، مقلوب
عَن أُلْهوب، أَو لُغَة فِيهِ.
وَامْرَأَة هَلُوبٌ: تتقرب من زَوجهَا وتحبه وتقصي غَيره، وَقيل: تتقرب
من خلها وتحبه وتقصي زَوجهَا، ضد، وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ:
" رحم الله الهَلُوبَ، ولَعَنَ الله الهَلوبَ " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ
فِي الغريبين.
وأُهْلوبٌ: فرس ربيعَة بن عَمْرو.
مقلوبه: (هـ ب ل)
هَبِلَتْه أمه: ثكلته.
والمُهَبَّل: الَّذِي يُقَال لَهُ هَبِلَتْك أمك.
وَامْرَأَة هابِلٌ وهَبولٌ، وَفِي الدُّعَاء: هَبِلْتَ وَلَا يُقَال:
هُبِلْتَ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ ثَعْلَب: الْقيَاس هُبِلْتَ
بِالضَّمِّ، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يدعى عَلَيْهِ بِأَن تَهْبَلَه أمه،
أَي تثكله.
والمَهْبِل: الرَّحِم، وَقيل: هُوَ أقْصَى الرَّحِم وَقيل: هُوَ
مَسْلَك الذّكر من الرَّحِم، وَقيل: هُوَ فَمه، وَقيل: هُوَ مَوضِع
الْوَلَد من الرَّحِم قَالَ الْهُذلِيّ:
لَا تَقِه المَوْتَ وَقِيَّاتُه ... خُطَّ لَه ذَلِك فِي المَهْبِلِ
وَقيل: هُوَ موقع الْوَلَد من الأَرْض.
والمَهْبِل: الإست.
والمَهْبِل: الْهَوَاء من رَأس الْجَبَل إِلَى الشّعب.
وَسمع كلمة فاهتَبَلها: أَي اغتنمها.
وهَبَّل لأَهله، وتَهَبَّل، واهتَبَل: تكسب.
(4/322)
واهْتَبَل الصَّيْد: بغاه وتكسبه.
والهَبَّالُ: الكاسب الْمُحْتَال، قَالَ ذُو الرمة:
أَو مُطْعَمُ الصَّيْدِ هَبَّالٌ لِبُغيَتِهِ ... ألْفَى أباهُ بِذاك
الكَسْبِ يَكْتَسِبُ
وَمَاله هابِلٌ وَلَا آبل، الهابِل هُنَا: الكاسب وَقيل: الْمُحْتَال،
والآبل: الَّذِي يحسن الْقيام على الْإِبِل، وَإِنَّمَا هُوَ الأبِلُ
بِالْقصرِ، فمده ليطابق الهابِلَ، هَذَا قَول بَعضهم، وَالصَّحِيح انه
فَاعل من قَوْلهم: أبل الْإِبِل يأبُلُها ويَأبِلُها: حذق مصلحتها.
وذئب هِبِلُّ، أَي محتال.
والهِبِلُّ: الضخم المسن من الرِّجَال وَالْإِبِل، أنْشد ابْن
الْأَعرَابِي:
أَنا أَبُو نَعامَةَ الشَّيخُ الهِبِلّ
أَنا الَّذِي وُلِدْت فِي أُخْرَى الإبِلْ
يَعْنِي أنَّه لم يُولد على تنعيم، أَي أَنه أخشن شَدِيد غليظ لَا
يهوله شَيْء.
والهِبِلُّ: الرجل الْعَظِيم، وَقيل: الطَّوِيل، وَالْأُنْثَى
بِالْهَاءِ.
والمَهَبَّلَ: الْكثير اللَّحْم المورم الْوَجْه.
وهَبَّلتِ الْمَرْأَة: عبلت.
واهتَبِلْ هَبَلَك، أَي عَلَيْك بشأنك، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والمُهْتَبِلُ: الْكذَّاب، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:
يَا قاتَلَ اللهُ هَذَا كَيفَ يَهْتَبِلُ
والمِهْبَلُ: الْخَفِيف، عَن خَالِد، وروى بَيت تأبط شرا:
ولَستُ بِراعيِ صِرْمَةٍ كانَ عَبْدَها ... طَويلَ العَصا مِئْناثَةَ
الصَّقْبِ مِهبَلِ
والاهتِبالُ من السّير: مرفوعه، عَن الهجري، وَأنْشد:
أَلا إنَّ نَصَّ العيسِ يُدِنى منَ الهوَى ... ويَجمعُ بينَ الهائِمينَ
اهتِبالُها
(4/323)
والهَبالُ: شجر تعْمل مِنْهُ السِّهَام، واحدته
هَبالَةٌ، قَالَ:
فَلأَحْشَأنَّكَ مِشْقَصاًّ ... أوْساً أُوَيْسُ منَ الهَبالَهْ
وَابْن الهَبُولَةِ، وَابْن هَبولَةَجميعا: مَلِكٌ.
وَبَنُو هُبَلَ: بطن من كلب يُقَال لَهُم: الهُبَلاتُ.
وهُبَلُ: اسْم صنم.
وَبَنُو هُبَيل: بطن.
مقلوبه: (ل هـ ب)
اللَّهَبُ، واللَّهيبُ، واللُّهابُ، واللَّهَبانُ: اشتعال النَّار إِذا
خلص من الدُّخان، قيل: ولَهيبُ النَّار: حرهَا، وَقد ألهَبها
فالتهبَتْ، ولهَّبها فتلهَّبَتْ، قَالَ:
تَسمَعُ مِنْهَا فِي السَّليقِ الأشهَبِ
مَعْمَعَمَةً مِثلَ الضِّرامِ المُلْهَبِ
واللَّهَبانُ: شدَّة الْحر فِي الرمضاء وَنَحْوهَا.
وَيَوْم لَهْبانٌ: شَدِيد الْحر قَالَ:
ظَلَّتْ بيَوْمٍ لَهبانٍ ضَبْحِ
يَلْفَحُها المِرْزَمُ أيَّ لَفْحِ
تَعُوذُ منهُ بِنَواحيِ الطَّلْحِ
واللُّهابُ، واللَّهَبانُ، واللَّهْبَةُ: الْعَطش، قَالَ الراجز:
فَصَبَّحَتْ بينَ المَلا وثَبُرَهْ
جُبًّا تَرَى جِمامَه مُخْضَرَّهْ
وبَرَدَتْ منهُ لِهابَ الحَرَّه
وَقد لَهِبَ لَهَبا فَهُوَ لَهْبَانُ، وَامْرَأَة لَهْبَى وَالْجمع
لِهابٌ.
(4/324)
والْتَهَبَ عَلَيْهِ: غضب وَتحرق، قَالَ بشر ابْن
أبي خازم:
وإنَّ أباكَ قَدْ لاقاهُ خِرْقٌ ... مِنَ الفِتْيانِ يَلْتَهِبُ
التِهابا
وَهُوَ يَتَلَهَّبُ جوعا ويَلتَهِبُ، كَقَوْلِك: يتحرق ويتضرم.
واللَّهَبُ: الْغُبَار الساطع.
والأُلْهوب: أَن يجْتَهد الْفرس فِي عدوه حَتَّى يثير الْغُبَار،
وَقيل: هُوَ ابْتِدَاء عدوه، ويوصف بِهِ فَيُقَال: شدٌّ أُلهوبٌ، وَقد
ألهَبَ الْفرس، وَقَالَ اللحياني: يكون ذَلِك للْفرس وَغَيره مِمَّا
يعدو.
واللُّهابَةُ: كسَاء يوضع فِيهِ حجر فيرجح بِهِ أحد جَوَانِب الهودج
أَو الْحمل، عَن السيرافي، عَن ثَعْلَب.
واللِّهْب: مهواة مَا بَين كل جبلين، وَقيل: هُوَ الصدع فِي الْجَبَل،
عَن اللحياني، وَقيل: هُوَ الشّعب الصَّغِير فِي الْجَبَل، وَقيل: هُوَ
وَجه من الْجَبَل كالحائط لَا يُستطاع ارتقاؤه، وَكَذَلِكَ لِهْبُ أفق
السَّمَاء، وَالْجمع ألهابٌ، ولُهوبٌ، ولِهابٌ.
ولِهْبٌ: قَبيلَة، زَعَمُوا إِنَّهَا أعيف الْعَرَب.
واللَّهَبَةُ: قَبيلَة أَيْضا.
واللِّهاب، واللَّهْباء: موضعان.
واللَّهِيبُ: مَوضِع، قَالَ الأفوه:
وجَّرَّدَ جمعُها بيضًا خِفافا ... على جَنْبَيْ تُضارِعَ فاللَّهيبِ
ولَهْبانُ: اسْم.
وَأَبُو لَهبٍ: كنية بعض أعمام النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَفِي التَّنْزِيل: (تَبَّتْ يَدا أبيِ لَهَبٍ) فكناه عز
وَجل بِهَذَا، وَهُوَ ذمّ لَهُ، وَذَلِكَ أَن اسْمه كَانَ عبد
الْعُزَّى، فَلم يُسمه عز وَجل باسمه، لِأَن اسْمه محَال.
مقلوبه: (ب هـ ل)
التَّبَهُّلُ: العناء بِمَا تطلب.
وأبْهَلَ الرجل: تَركه.
(4/325)
وأبْهَلَ النَّاقة: أهملها.
وناقة باهِلٌ بَيِّنَة البَهَلِ: لَا صرار عَلَيْهَا، وَقيل: لَا خطام
عَلَيْهَا، وَقيل: لَا سمنة عَلَيْهَا، والجمل بُهَّلٌ وبُهْلٌ.
وبَهِلَت النَّاقة تَبْهَل بَهَلا: حل صرارها وَترك وَلَدهَا يرضعها،
وَقَول الفرزدق:
غَدَتْ مِنْ هُلالٍ ذاتَ بَعْلٍ سمينَةً ... وآبَتْ بثَدْيٍ باهِلِ
الزَّوْجِ أيّمِ
يَعْنِي بقوله: " بَاهل الزَّوْج " بَاهل الثدي لَا يحْتَاج إِلَى
صرار، وَهُوَ مستعار من النَّاقة الباهِلِ الَّتِي لَا صرار عَلَيْهَا،
وَإِذا لم يَك لَهَا زوج لم يَك لَهَا لبن، يَقُول: لما قتل زَوجهَا
بقيت أَيّمَا لَيْسَ لَهَا ولد، التَّفْسِير لِابْنِ الْأَعرَابِي.
والباهِلُ: المتردد بِلَا عمل، وَهُوَ أَيْضا: الرَّاعِي بِلَا عَصا.
وَامْرَأَة باهِلَةٌ: لَا زوج لَهَا.
وبَهَلَه الله بَهْلاً: لَعنه.
وَعَلِيهِ بَهْلَةُ الله وبُهْلَتُه: أَي لعنته.
وباهَلَ الْقَوْم بَعضهم بَعْضًا، وتَباهَلوا وابْتَهَلوا: تلاعنوا.
والابْتِهالُ: الِاجْتِهَاد فِي الدُّعَاء وإخلاصه لله عز وَجل، وَفِي
التَّنْزِيل: (ثمَّ نَبْتَهِلْ فنَجْعَلْ لَعنَةَ اللهِ على
الكاذِبينَ) .
والبَهْلُ من المَال: الْقَلِيل، قَالَ:
وأعطاكَ بَهْلاً مِنهُما فَرَضِيتَهُ ... وَذُو اللُّبِّ للبَهْلِ
القَلِيلِ عَيُوفُ
وَامْرَأَة بَهِيلَةٌ: لُغَة فِي بهيرة.
وبَهْلاً، كَقَوْلِك مَهْلاً، وَحَكَاهُ يَعْقُوب فِي الْبَدَل، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَمْرو: بَهْلاً، من قَوْلك: " مَهْلاً وبَهْلاً " إتباع.
وبَهْلٌ: اسْم للسّنة الشَّدِيدَة، ككحل.
وباهِلَةُ: اسْم قَبيلَة، وَقد يَجْعَل اسْما للحي قَالُوا: باهِلَةُ
ابْن أعصر.
والأبْهَلُ: ثَمَر العرعر، وَلَيْسَ بعبي مَحْض.
(4/326)
والبُهْلولُ: الضَّحَّاك.
والبُهْلَول: السَّيِّد الْجَامِع لكل خير، عَن السيرافي.
مقلوبه: (ب ل هـ)
البَلَهُ: الْغَفْلَة عَن الشَّرّ وَأَن لَا يُحسنهُ، بَلِهَ بَلَها،
وَهُوَ أبْلَهُ، وابْتُلِه كبَلِهَ، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
إنَّ الَّذِي يَأمُلُ الدُّنيا لَمُبْتَلَهٌ ... وكُلُّ ذِي أمَلٍ
عَنْهَا سَيُشتَغَلُ
والبَلْهاءُ من النِّسَاء: الْكَرِيمَة المزيرة الْغيرَة المغفلة.
والتَّبالُهُ، والتَّبَلُّه: اسْتِعْمَال البَلَهِ.
والتَّبَلُّه: تطلب الضَّالة.
والتَّبَلُّهُ: تعقب الطَّرِيق من غير هِدَايَة وَلَا مَسْأَلَة،
الْأَخِيرَة عَن أبي عَليّ.
والبُلَهْنِيَةُ: الرخَاء وَسعد الْعَيْش.
وعيش أبْلَهُ: وَاسع.
وبَلْهَ كلمة مَعْنَاهَا: دع، قَالَ كَعْب بن مَالك الْأنْصَارِيّ:
تَذَرُ الجَماجِمَ ضاحِيا هاماتُها ... بَلْهَ الأكُفَّ كأنَّها لم
تُخْلَقِ
يَقُول: هِيَ تقطع الْهَام فدع الأكف، أَي فَهِيَ أَجْدَر أَن تقطع
الأكف، وَفِي الْمثل: " تحرقك النَّار أَن ترَاهَا بَلْهَ أَن تصلاها "
يَقُول: تحرقك النَّار من بعيد فدع أَن تدْخلهَا، وَمن الْعَرَب من
يجربها يَجْعَلهَا مصدرا، كَأَنَّهُ قَالَ: ترك، وَقَوله صلى الله ليه
وَسلم: " يَقُول الله تَعَالَى: أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا
عين رَأَتْ، وَلَا أذن سَمِعت، وَلَا خطر على قلب بشر، بَلْهَ مَا
أطلعتهم عَلَيْهِ " قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَحْمَر وَغَيره:
بَلْهَ مَعْنَاهَا: كَيفَ، وَقيل مَعْنَاهُ: دع مَا أطلعتهم عَلَيْهِ.
والبَلْهاء: نَاقَة، وَإِيَّاهَا عَنى قيس بن عيزارة الْهُذلِيّ بقوله:
وَقَالُوا: لَنا البَلْهاءُ أوَّلَ سُؤْلَةٍ ... وأغْراسُها واللهُ
عَنِّي يُدافِعُ
(4/327)
الْهَاء وَاللَّام وَالْمِيم
الهَلِيمُ: اللاصق من كل شَيْء، عَن كرَاع.
والهَلامُ: طَعَام يتَّخذ من لحم عجلة بجلدها.
والهِلَّمانُ: الشَّيْء الْكثير، وَقيل: هُوَ الْخَيْر الْكثير، قَالَ
ابْن جني: إِنَّمَا هُوَ الهِلِمَّانُ على مثل فِرِكَّان.
وهَلُمَّ: بِمَعْنى أقبل، وَهَذِه الْكَلِمَة تركيبية من " هَا "
الَّتِي للتّنْبِيه، وَمن " لُمَّ " وَلكنهَا اسْتعْملت اسْتِعْمَال
الْكَلِمَة المفردة البسيطة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَلُمَّ فِي لُغَة أهل
الْحجاز تكون للْوَاحِد والاثنين والجميع وَالذكر وَالْأُنْثَى بلفظٍ
واحدٍ. وَأما فِي لُغَة بني تَمِيم فَإِنَّهُم يجرونه مجْرى قَوْلك:
رد، يَقُولُونَ للْوَاحِد: هَلُمَّ، كَقَوْلِك: رد، وللاثنين هَلُمَّا
كَقَوْلِك: ردَّا، وللجمع هَلُمُّوا كَقَوْلِك: ردوا، وللأنثى هَلُمِّي
كَقَوْلِك: ردي وللثنتين: كالاثنين، ولجماعة الْإِنَاث هَلْمُمْنَ
كَقَوْلِك: ارددن. قَالَ: وَزعم الْخَلِيل إِنَّهَا " لُمَّ " لحقتها
الْهَاء للتّنْبِيه فِي اللغتين جَمِيعًا، قَالَ: وَلَا تدخل النُّون
الْخَفِيفَة وَلَا الثَّقِيلَة عَلَيْهَا، لِأَنَّهَا لَيست بِفعل،
وَإِنَّمَا هِيَ اسْم للْفِعْل، يُرِيد أَن النُّون الثَّقِيلَة
إِنَّمَا تدخل الْأَفْعَال دون الْأَسْمَاء، وَأما فِي لُغَة بني
تَمِيم فتدخلها الْخَفِيفَة والثقيلة، لأَنهم قد أجروها مجْرى
الْفِعْل، وَلها تَعْلِيل طَوِيل لَا يَلِيق بِهَذَا الْكتاب. قَالَ
اللحياني: وَمن الْعَرَب من يَقُول: هَلَمَّ. فنصب اللَّام، قَالَ:
وَمن قَالَ: هَلُمِّي وهَلُمُّوا، فَكَذَلِك يَقُول: هَلَمِّي
وهَلَمُّوا. وَحكى: إِلَى مَا أهَلِم، وأَهَلُمُّ، وَلست من
الْأَخِيرَة على ثِقَة، وَقد هَلْمَمْتُ فَمَاذَا؟ وهَلْمَمْتُ
بِالرجلِ: قلت لَهُ هَلُمَّ، قَالَ ابْن جني: هَلْمَمْتُ كصعررت
وشمللت، وَأَصله قبل غير هَذَا، إِنَّمَا هُوَ أول " هَا " للتّنْبِيه
لحقت مِثَال اللَّام للمواجهة توكيدا، فأصلها هالُمَّ فَكثر
اسْتِعْمَالهَا وخلطت هَا بِلُمَّ توكيدا للمعنى بِشدَّة الِاتِّصَال،
فحذفت الْألف لذَلِك، وَلِأَن لَام لُمَّ فِي الأَصْل سَاكِنة، أَلا
ترى أَن تقديرها أول " المُمْ " وَكَذَلِكَ يَقُولهَا أهل الْحجاز،
ثمَّ زَالَ هَذَا كُله بقَوْلهمْ هَلْمَمْتُ، فَصَارَت كَأَنَّهَا
فَعْلَلْت من لفظ الهِلِمَّان، وتنوسيت حَال التَّرْكِيب، وَحكى
اللحياني: من كَانَ عِنْده شَيْء فَلْيُهَلِمَّه، أَي فَلْيُؤْته.
مقلوبه: (هـ م ل)
الهَمَلُ: السدى الْمَتْرُوك لَيْلًا أَو نَهَارا.
هَمَلَت الْإِبِل تَهْمُل، وبعير هامِلٌ من إبل هَوامِلَ وهُمَّلٍ
وهَمَلٍ، وَهُوَ اسْم الْجمع
(4/328)
كرائح وروح، لِأَن فَاعِلا لَيْسَ مِمَّا يكسر على
فَعَلٍ، وَقد أهملها، وَلَا يكون ذَلِك فِي الْغنم.
وأهمَل أمره: لم يحكمه.
وهَمَلَت عينه تَهْمُل وتَهْمِل هَمْلاً وهُمُولا وهَمَلاناً،
وانهَمَلَتْ: سالَتْ.
وهَمَلَت السَّمَاء هَمْلاً وهَمَلاناً وانهَمَلَتْ: دَامَ مطرها مَعَ
سُكُون وَضعف.
وثوب هَمالِيلُ: مُخرَّقٌ.
وَكسَاء هِمِلٌّ: خلق.
والهِمِلُّ: الْكَبِير السن.
والهَمَلُ: الليف المنتزع، واحدته همَلَةٌ، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.
وهُمَيْلٌ، وهَمَّالٌ: اسمان.
مقلوبه: (ل هـ م)
لَهِمَ الشَّيْء لَهْما ولَهَما، وتَلَهَّمَه والْتَهَمَه: ابتلعه
بِمرَّة.
وَرجل لِهْمٌ، ولُهَمٌ، ولَهُومٌ: أكول.
ولَهِمَ المَاء لَهْماً: جرعه، قَالَ:
جاب لَهَا لُقْمانُ فِي قِلاتِها
مَاء نَقُوعا لِصَدَى هاماتِها
تَلْهَمُه لَهْماً بِجَحْفَلاتِها
وجيش لُهامٌ: كثير يَلتَهم كل شَيْء ويغتمر من دخل فِيهِ، أَي يغيبه
ويستغرقه.
واللُّهَيْمُ، وأُمُّ اللُّهَيْمِ: الْمنية، لِأَنَّهَا تلتهم كل أحد.
وأُمُّ اللُّهَيْمِ: الداهية، وأُمُّ اللُّهَيْمِ: الْحمى، كِلَاهُمَا
على التَّشْبِيه بالمنية.
واللِّهَمُّ من الرِّجَال: الرغيب الرَّأْي الْكَافِي الْعَظِيم،
وَقيل: هُوَ الْجواد، وَالْجمع لِهَمُّونَ، وَلَا يُوصف بِهِ
النِّسَاء.
وَفرس لِهَمٌّ على لفظ مَا تقدم ولِهْمِيمٌ ولُهْمُوم: جواد سَابق.
وَحكى سِيبَوَيْهٍ: لِهْمِمٌ وَقَالَ: هُوَ مُلْحق بزهلق، وَلذَلِك لم
يدغم، وَعَلِيهِ وَجه قَول غيلَان:
شَأْوَ مُدِلٍّ سابِقِ اللَّهامِمِ
(4/329)
قَالَ: ظهر فِي الْجمع لِأَن مثل وَاحِد هَذَا لَا
يدغم.
واللُّهْمُوم من الْإِخْرَاج: الْوَاسِع.
وناقة لُهْمُوم: غزيرة.
وَرجل لِهَمٌّ ولُهْمومٌ: غزير الْخَيْر.
وسحابة لُهْمُومٌ: غزيرة الْقطر، وَعدد لُهْمومٌ: كثير، وَكَذَلِكَ
جَيش لُهْموم.
وجمل لِهْمِيمٌ: عَظِيم الْجوف.
وبحر لِهَمٌّ: كثير المَاء.
وألْهَمَهُ الله خيرا: لقنه إِيَّاه.
واستَلْهَمَه إِيَّاه: سَأَلَهُ أَن يُلْهِمَه إِيَّاه.
واللِّهْمُ: المسن من كل شَيْء، وَقيل: اللِّهْمُ: الثور المسن،
وَالْجمع من كل ذَلِك لُهومٌ، قَالَ صَخْر الغي يصف وَعلا:
بِها كانَ طِفْلاً ثمَّ أسدَسَ فاستَوَى ... فَأصْبحَ لِهْماً فِي
لُهومٍ قَراِهِبِ
ومَلْهَمُ: أَرض، قَالَ طرفَة:
يَظَلُّ نِساءُ الحَيِّ يَعْكُفْنَ حَوْلَهُ ... يَقُلْنَ عَسيبٌ مِنْ
سَرارَةِ مَلْهَما
واللُّهَيْماءُ: مَوضِع من نعْمَان.
وَيَوْم اللُّهَيما: يَوْم كَانَ فِيهِ وقْعَة هُنَاكَ.
مقلوبه: (م هـ ل)
المَهْلُ، والمَهَلُ، والمُهْلَةُ كُله: السكينَة والرفق.
وأمهَلَه: رفق بِهِ وَلم يعجل عَلَيْهِ.
ومَهَّلَه: اجله.
وتَمَهَّل فِي عمله: اتأد.
وكل ترفق: تَمَهُّلٌ.
ورزق مَهَلاً: ركب الذُّنُوب والخطايا فَمُهِّلَ وَلم يعجل.
(4/330)
ومَهَلَت الْغنم، إِذا أرعت بِاللَّيْلِ أَو
بِالنَّهَارِ على مَهَلِها.
والمُهْلُ: اسْم يجمع معد نيات الْجَوَاهِر نَحْو الذَّهَب،
وَالْفِضَّة، والرصاص، وَالْحَدِيد. وَقيل: هُوَ خبث الْجَوَاهِر.
والمُهْل: مَا ذاب من صفر أَو حَدِيد، وَهَكَذَا فسر فِي التَّنْزِيل،
وَالله اعْلَم.
والمُهْلُ والمُهْلَةُ: ضرب من القطران مَا هِيَ رَقِيق يشبه الزَّيْت،
وَهُوَ يضْرب إِلَى الصُّفْرَة من مهاواته، تدهن بِهِ الْإِبِل فِي
الشتَاء. وَقيل: هُوَ دردي الزَّيْت، وَقيل هُوَ العكر المغلي، وَقيل:
هُوَ رَقِيق الزَّيْت، وَقيل: هُوَ عامته.
والمُهْلُ: مَا يتحات عَن الخبزة من الرماد وَنَحْوه إِذا أُخرجت من
الْملَّة، قَالَ أَبُو حنيفَة: المُهْلُ: بَقِيَّة جمر فِي الرماد
تبينه إِذا حركته.
والمُهْلُ، والمَهَلُ، والمُهْلَة: صديد الْمَيِّت، وَفِي الحَدِيث: "
إِنَّمَا هُوَ للمُهْلَةِ والترابِ " وَقيل: هُوَ الْقَيْح والصديد
عَامَّة.
والمِهْلَة، والمَهْلَة، كالمُهْلَة.
والمَهَلُ، والتَّمَهُّل: التَّقَدُّم.
وتَمَهَّلَ فِي الْأَمر: تقدم فِيهِ.
مقلوبه: (م ل هـ)
وَجل مَلِيٌه، ومُمْتَلَه: ذَاهِب الْعقل.
وسَليهٌ مَليهٌ: لَا طعم لَهُ، كَقَوْلِهِم: سليخ مليخ، وَقيل: مَليهٌ
إتباع، حَكَاهُ ثَعْلَب.
الْهَاء وَالنُّون وَالْفَاء
الهَنُوفُ والهِنافُ: ضحك فَوق التبسم، وَخص بَعضهم بِهِ ضحك
النِّسَاء.
وتَهانَفَ بِهِ: تضاحك قَالَ الفرزدق:
مِنَ اللُّفّ أفخاذا تَهانَفُ للصِّبَي ... إِذا أقْبَلَتْ كانَتْ
لَطِيفاً هَضِيمُها
وَقيل: تَهانَفَ بِهِ: تضاحك وتعجب، عَن ثَعْلَب، وَقيل: هُوَ الضحك
الْخَفي.
والمُهانَفَة: المُلاعبة.
(4/331)
وأهنَفَ الصَّبِي، وتَهانَفَ: تهَيَّأ للبكاء،
كأجهش، وَقد يكون التَّهانُفُ بكاء غير الطِّفْل، أنْشد ثَعْلَب:
تَهانَفْتَ واستَبْكاكَ رَسمُ المَنازِلِ ... بِسُوقَهِ أهْوَى أوْ
بِقارَةِ حائلِ
فَهَذَا هَاهُنَا إِنَّمَا هُوَ للرِّجَال دون الْأَطْفَال، لِأَن
الْأَطْفَال لَا تبْكي على الْمنَازل والأطلال، وَقد يكون قَوْله "
تَهانَفْتَ " تشبهت بالأطفال فِي بكائك، كَقَوْل الْكُمَيْت:
أشَيْخاً كالوَليدِ بِرَسمِ دارٍ ... تُسائل مَا أصَمَّ عَنِ
السُّؤُولِ
أصَمَّ: أَي صَمَّ.
مقلوبه: (ن ف هـ)
نَفِهَتْ نَفسِي: أعيت وكلَّت.
وبعير نافِهٌ: كالٌّ معي، وَالْجمع نُفَّهٌ.
ونَفَّهَه: أتعبه حَتَّى انْقَطع، قَالَ:
ولِلَّيْلِ حَظٌّ مِنْ بُكانا ووَجْدِنا ... كَمَا نَفَّهَ الهَيماءَ
فِي الذَّوْدِ رادِعُ
ويروى فِي الدُّور.
وَرجل مَنْفُوه: ضَعِيف الْفُؤَاد جبان، وَقد نُفِهَ ونُفِّهَ.
الْهَاء وَالنُّون وَالْبَاء
امْرَأَة هَنْباء: وَرْهاء، تمد وتقصر.
وهِنْبٌ: اسْم رجل، وَهُوَ هِنْبُ بن أفصى بن دعمى.
وَبَنُو هِنْبٍ: حَيّ من ربيعَة.
مقلوبه: (ن هـ ب)
النَّهْب: الْغَنِيمَة، وَالْجمع نِهابٌ.
ونَهَبَ النَّهْبَ يَنْهَبُه نَهْباً وانْتَهبه: أَخذه، وأنهَبَه
غَيره: عرَّضه لَهُ.
والنُّهْبَة والنُّهْبَى، والنُّهَيْبَى، والنُّهَّيْبَى كُله: اسْم
الانتِهاب والنَّهْب، وَقَالَ اللحياني:
(4/332)
النَّهْبُ: مَا انْتَهَبْتَ: والنُّهْبَةُ
والنُّهْبَى، اسْم الانْتهابِ.
وَكَانَ للفرز بنُون يرعون معزاة، فتواكلوا يَوْمًا، أَي أَبَوا أَن
يسرحوها، قَالَ: فساقها، فأخرجها ثمَّ قَالَ للنَّاس: هِيَ
النُّهَّيْبَى، وَرُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ، أَي لَا يحل لأحد أَن يَأْخُذ
مِنْهَا أَكثر من وَاحِد، وَمِنْه الْمثل: " لَا تجمع ذَلِك حَتَّى
تجمع معزى الفزر ".
وتَناهَبتِ الْإِبِل الأَرْض: أخذت بقوائمها مِنْهَا أخذا كثيرا.
والمُناهَبَة: المباراة فِي الْحَضَر والجري.
وتَناهَب الفَرَسانِ: ناهَبَ كلُ وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه.
وَفرس مِنْهَبٌ، على طرح الزَّائِد، أَو على انه نوهِبَ فَنَهَبَ،
قَالَ العجاج:
وإنْ تُناهِبْهُ تَجِدْه مِنْهَبا
ومِنْهَبٌ: فرس عوية بن سلمى.
وانتَهَبَ الْفرس الشوط: استولى عَلَيْهِ.
ومِنْهَب: أَبُو قَبيلَة.
مقلوبه: (ب هـ ن)
البَهْنانَة: الضحَّاكة، وَقيل: هِيَ الطّيبَة الرّيح، وَقيل: هِيَ
اللينة فِي عَملهَا ومنطقها، فَأَما قَول عاهان ابْن كَعْب، أنْشدهُ
ابْن الْأَعرَابِي:
أَلا قالَتْ بَهانِ ولمْ تَأَبَّقْ ... نَعِمْتَ وَلَا يَليقُ بِكَ
النَّعيمُ
فَإِنَّهُ قَالَ: " بَهانِ " أَرَادَ بِهِ بَهْنانَة، وَعِنْدِي انه
اسْم علم، كحذام وقطام.
والباهِينُ: ضَب من التَّمْر، عَن أبي حنيفَة، وَقَالَ مرّة: اخبرني
بعض أَعْرَاب عمان أَن بهجر نَخْلَة يُقَال لَهَا: الباهينُ، لَا يزَال
عَلَيْهَا السّنة كلهَا طلع جَدِيد، وكبائس مبسرة، وَأخر مرطبة ومثمرة.
والبَهْنَوِيُّ من الْإِبِل: مَا يكون بَين الكرمانية والعربية، وَهُوَ
دخيل فِي الْعَرَبيَّة.
مقلوبه: (ن ب هـ)
النُّبْه: الْقيام من النّوم، وَقد نَبَّهَه وأنْبهَه، فتَنَبَّه
وأنْتَبَهَ، قَالَ:
(4/333)
أَنا شَماطيطُ الَّذِي حُدّثْتَ بِهْ
مَتى أُنَبَّه للغَداءِ أنْتَبِهْ
ثمَّ أُنَزِّ حَوْلَهُ وأحْتَبِهْ
حَتَّى يُقالَ سَيِّدٌ ولَسْتُ بِهْ
وَكَانَ حكمه أَن يَقُول: أتَنَبَّه، لِأَنَّهُ قد قَالَ: " أُنَبَّه "
ومطاوع فعل إِنَّمَا تفعل، وَلَكِن لما كَانَ أُنَبَّهُ فِي معنى
أُنْبهُ جَاءَ بالمطاوع عَلَيْهِ، فَافْهَم، وَقَوله: " ثمَّ أنز "
مَعْطُوف على قَوْله أنْتَبِهْ احْتمل الخبن فِي قَوْله " زحوله "
لِأَن الْأَعرَابِي البدوي لَا يُبَالِي الزحاف، وَلَو قَالَ " انزي
حوله " لكمل الْوَزْن وَلم يَك هُنَاكَ زحاف، إِلَّا انه من بَاب
الضَّرُورَة، وَلَا يجوز الْقطع فِي " انزى " فِي بَاب السعَة
وَالِاخْتِيَار، لِأَن بعده مَجْزُومًا، وَهُوَ قَوْله: " وأحْتَبِه "
ومحال أَن تقطع أحد الْفِعْلَيْنِ ثمَّ ترجع فِي الْفِعْل الثَّانِي
إِلَى الْعَطف، لَا يجوز: " إِن تأتني أكرمك وَأفضل عَلَيْك " بِرَفْع
أكرمك وَجزم أفضل، فتفهم.
ونَبَّهه من الْغَفْلَة فانْتَبَه وتَنَبَّه: أيقظه.
وتَنَبَّه على الْأَمر: شعر بِهِ.
وَهَذَا الْأَمر مَنْبَهَةٌ على هَذَا، أَي مشْعر بِهِ ومَنْبَهَةٌ
لَهُ: أَي مشْعر لقدره ومعل لَهُ، وَمِنْه قَوْله: " المَال مُنَبْهَةٌ
للكريم، ويُستغنى بِهِ عَن اللَّئِيم ".
وَمَا نَبِهَ لَهُ نَبَهاً: أَي مَا فطن، وَالِاسْم النُّبْهُ.
والنَّبَه: الضَّالة تُوجد على غَفلَة، قَالَ ذُو الرمة يصف ظَبْيًا:
كأنَّه دُمْلَجٌ مِنْ فِضَّةٍ نَبَهٌ ... فِي مَلْعَبٍ مِنْ عَذارَى
الحَيِّ مَفْصومُ
" نَبَهٌ " هُنَا: بدل من دملج.
وأضَلَّه نَبَهاً: لم يدر مَتى ضَلَّ.
وأنْبَه حَاجته: نَسِيَهَا.
والنَّباهَة: ضد الخمول، نَبُهَ نَباهَةً، فَهُوَ نابِهٌ، ونَبيهٌ،
ونَبَهٌ، وَقوم نَبَهٌ، كالواحد، عَن ابْن الْأَعرَابِي، كَأَنَّهُ
اسْم للْجمع.
(4/334)
ونَبَّه باسمه: جعله مَذْكُورا.
وَإنَّهُ لمَنْبوهُ الِاسْم: معروفه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وَأمر نابِهٌ: عَظِيم جليل.
ونابِهٌ، ونَبيهٌ، ومُنَبِّهٌ: أَسمَاء.
الْهَاء وَالنُّون وَالْمِيم
الهَنَمُ: ضرب من التَّمْر. وَقيل: التَّمْر كُله، قَالَ:
مالَكَ لَا تُطْعمُنا مِنَ الهَنَمْ
وقدْ أتاكَ التمرُ فِي الشَّهْرِ الأصَمْ
ويروى: " وَقد أتتك العير ".
والهِنَّمَة: الخرز الَّتِي يُؤْخَذ بهَا النِّسَاء أَزوَاجهنَّ. حكى
اللحياني عَن العامرية إنَّهُنَّ يقلن: أخَّذْتُه بالهِنَّمَهْ،
باللَّيلِ زَوْجٌ وبالنهارِ أمَه.
وهانَمَه بِحَدِيث: ناجاه.
والهَيْنَمُ والهَيْنَمَةُ، والهَيْنامُ، والهَيْنومُ، والهَيْنُمانُ،
كُله: الْكَلَام الْخَفي، وَقيل: الصَّوْت الْخَفي، وَقد هَيْنَمَ.
والمُهَيْنِمُ: النمام.
وَبَنُو هُنامٍ: حَيّ من الْجِنّ، وَقد جَاءَ فِي الشّعْر الفصيح.
مقلوبه: (هـ م ن)
المُهَيْمِنُ، والمُهَيْمَنُ: اسْم من أَسمَاء الله عز وَجل فِي الْكتب
الْقَدِيمَة، وَفِي التَّنْزِيل: (ومُهَيْمِناً عَلَيْهِ) قَالَ
بَعضهم: مَعْنَاهُ: وَشَاهدا عَلَيْهِ، وَقيل: رقيبا عَلَيْهِ، وَقيل:
مؤتمنا عَلَيْهِ. وَقَالَ بَعضهم: مُهَيْمِنٌ فِي معنى مُؤَيْمِنٍ،
وَالْهَاء بدل من الْهمزَة، كَمَا قَالُوا: هرقت وأرقت، وكما قَالُوا:
إياك وهياك.
مقلوبه: (ن هـ م)
النَّهَمُ والنَّهامَةُ: إفراط الشَّهْوَة فِي الطَّعَام، وَأَن لَا
تمتلئ عين الْآكِل وَلَا يشْبع، وَرجل نَهِمٌ، ونَهِيمٌ، ومَنْهُوم،
وَقيل: المَنْهُومُ: الرغيب الَّذِي يمتلئ بَطْنه وَلَا تَنْتَهِي
نَفسه
(4/335)
وَقد نُهِمَ، وأنكرها بَعضهم.
والنَّهْمَةُ: الْحَاجة، وَقيل: بُلُوغ الهمة والشهوة فِي الشَّيْء.
وَرجل منهومٌ بِكَذَا: مولع بِهِ.
ونَهَم يَنْهِم نَهِيماً، وَهُوَ صَوت كَأَنَّهُ زحير، وَقيل: هُوَ
صَوت فَوق الزئير.
والنَّهْمُ والنَّهِيمُ: صَوت وتوعد وزجر، وَقد نَهَمَ يَنْهِمُ.
ونَهْمَة الرجل والأسد: نأمتها، وَقَالَ بَعضهم: نَهْمَةُ الْأسد بدل
من نأمته.
والنَّهَّام: الْأسد، لصوته.
والنَّاهِمُ: الصَّارِخ.
ونَهَمَ الْإِبِل يَنَهِمُها ويَنَهُمهاً نَهْماً ونَهِيماً ونَهْمَةً،
الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ: زجرها بِصَوْت لتمضي.
وإبل مَناهِيمُ: تُطيع على النَّهْمِ، قَالَ:
أَلا انْهَماها إِنَّهَا مَناهِيمْ
والنُّهامِىُّ: الراهب، لِأَنَّهُ يَنْهِمُ، أَي يَدْعُو.
والنُّهامُ والنُّهامِىُّ: الْحداد، وَقيل: النُّهامِىُّ: النجار،
وَالْفَتْح فِي كل ذَلِك لُغَة عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والمَنْهَمَة: مَوضِع النَّجر.
وَطَرِيق نَهامِىُّ ونَهَّامٌ: بَين وَاضح.
ونَهَم الْحَصَى وَنَحْوه يَنهِمه نَهْماً: قذفه، قَالَ:
يَنْهِمْنَ فِي الدارِ الحَصَى المَنْهُوما
والنُّهام: طَائِر يشبه الْهَام، وَقيل: هُوَ البوم، وَقيل: سمي بذلك
لِأَنَّهُ يَنهِم بِاللَّيْلِ، وَلَيْسَ هَذَا الِاشْتِقَاق بقوى،
قَالَ الطرماح:
(4/336)
فَتَلاقَتْهُ فَلاثَتْ بِهِ ... لَعْوَةٌ تَضْبَحُ
ضَبْحَ النُّهامْ
وَالْجمع نُهُمٌ.
ونُهْمٌ: صنم، وَبِه سمي الرجل عبد نُهْمٍ.
ونُهْمٌ: اسْم رجل، وَهُوَ أَبُو بطن مِنْهُم، ونُهْم: اسْم شَيْطَان،
ووفد على النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيّ من الْعَرَب،
فَقَالَ: " بَنو من انتم؟ " فَقَالُوا: " بَنو نُهْمٌ "، فَقَالَ: "
نُهْمٌ شَيْطَان، وانتم بَنو عبد الله ".
ونِهْمٌ: بطن من هَمدَان، مِنْهُم عَمْرو ابْن براقة الْهَمدَانِي ثمَّ
النِّهْمِيُّّ.
مقلوبه: (م هـ ن)
المَهْنَة، والمِهْنَة، والمَهَنَة، والمَهِنَةُ، كُله: الحذق
بِالْخدمَةِ وَالْعَمَل، مَهَنَهُم يَمهَنُهم مَهْناً ومَهْنَةً
ومِهْنَةً.
والماهِنُ: العَبْد، وَالْأُنْثَى ماهِنَة.
ومَهن الْإِبِل يَمْهَنُها مَهْناً: حلأها عَن الصَّدْر.
وَأمة حَسَنَة المَهْنَةِ والمِهْنَةِ، أَي الْحَلب.
ومَهَن الرجل مِهْنَتَهُ ومَهْنَتَه: فرغ من ضيعته، وكل عمل فِي
الضَّيْعَة مِهنَة.
وامْتَهَنه: اسْتَعْملهُ للمِهْنَة، وامْتهنَ هُوَ: قبل ذَلِك.
وامْتَهَنَ نَفسه: ابتذلها.
وَقَامَت الْمَرْأَة بِمِهْنَةِ بَيتهَا، أَي بإصلاحه وَكَذَلِكَ
الرجل.
وَمَا مَهْنَتُك هَاهُنَا، ومِهْنَتُك ومَهَنَتُك، ومِهِنَتُك، أَي
عَمَلك.
والمَهِينُ من الرِّجَال: الضَّعِيف، وَفِي التَّنْزِيل: (أم أَنا
خَيرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ) وَالْجمع مُهَناءُ، وَقد
مَهُنَ مَهانَةً.
وفحل مَهِينٌ: لَا يلقح من مَائه، يكون فِي الْإِبِل وَالْغنم،
وَالْفِعْل كالفعل.
مقلوبه: (ن م هـ)
نَمِهَ نَمَهاً فَهُوَ نَمِهٌ ونَامِهٌ: تحير، يَمَانِية.
(4/337)
الْهَاء وَالْفَاء وَالْمِيم
الفَهْمُ: معرفتك الشَّيْء بِالْقَلْبِ، فَهِمَه فهْماً وفَهَماً
وفَهامَةً، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ.
وَرجل فَهِمٌ: سريع الفَهْمِ.
وأفْهَمَهُ الْأَمر، وفَهَّمَهُ إِيَّاه: جعله يَفهَمه.
واستَفهَمه: سَأَلَهُ أَن يُفْهِمَه.
وفَهْمٌ: أَبُو حَيّ، فهم بن عَمْرو بن قيس ابْن عيلان.
الْهَاء وَالْبَاء وَالْمِيم
البَهِيمَة: كل ذَات أَربع قَوَائِم من دَوَاب الْبر وَالْمَاء،
وَالْجمع بَهائِمُ.
والبَهْمَة: الصَّغِير من أَوْلَاد الْغنم والضأن والمعز وَالْبَقر، من
الْوَحْش وَغَيرهَا، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء، وَقيل:
هُوَ بَهْمَةٌ إِذا شب، وَالْجمع بَهْمٌ، وبُهْمٌ وبهامٌ، وبِهاماتٌ
جمع الْجمع، وَقَالَ ثَعْلَب فِي نوادره: البَهْمُ: صغَار الْمعز،
وَبِه فسر قَول الشَّاعِر:
عَدانِيَ أنْ أزورَك أنَّ بَهْمِي ... عَجايَا كُلُّها إِلَّا قَلِيلاَ
والأْبهَم كالأعجم.
واستُبْهِم عَلَيْهِ: استعجم فَلم يقدر على الْكَلَام.
وَوَقع فِي بُهْمَةٍ لَا يتَّجه لَهَا، أَي خطة شَدِيدَة.
واستَبْهَم عَلَيْهِم الْأَمر: لم يدروا كَيفَ يأْتونَ لَهُ.
وإبْهامُ الْأَمر: أَن يشْتَبه فَلَا يعرف وَجهه، وَقد أبهَمَه.
وحائط مُبْهَمٌ: لَا بَاب لَهُ.
وَبَاب مُبْهَمٌ: مغلق لَا يهتدى لفتحه.
والمُبْهَم والأَبْهَمُ: المصمت، قَالَ:
فَهَزَمَتْ ظَهْرَ السِّلامِ الأبْهَمِ
أَي الَّذِي لَا صدع فِيهِ، وَأما قَوْله:
(4/338)
لِكافِرٍ تاهَ ضَلالاً أَبْهَمُهْ
فَقيل فِي تَفْسِيره: أبهَمُه: قلبه، وَأرَاهُ أَرَادَ أَن قلب
الْكَافِر مصمت لَا يتخلله وعظ وَلَا إنذار.
والبُهْمَة: الشجاع، وَقيل: هُوَ الْفَارِس الَّذِي لَا يدْرِي من
أَيْن يُؤْتى لَهُ من شدَّة بأسه، وَقيل: هم جمَاعَة الفرسان. قَالَ
ابْن جني: البُهْمَةُ فِي الأَصْل مصدر وصف بِهِ، يدل على ذَلِك
قَوْلهم: هُوَ فَارس بهمة، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (وأشهِدوا ذَوَيْ
عَدْلٍ مِنكُمْ) فجَاء على الأَصْل، ثمَّ وصف بِهِ، فَقيل: رجل عدل،
وَلَا فعل لَهُ، وَلَا يُوصف النِّسَاء بالبُهْمَة.
والبَهِيمُ: مَا كَانَ لونا وَاحِدًا لَا يخالطه غَيره سوادا كَانَ أَو
بَيَاضًا.
والمُبْهَم من الْمُحرمَات: مَا لَا يحل بِوَجْه وَلَا سَبَب، كتحريم
الْأُم وَالْأُخْت وَمَا أشبهه.
وَقيل: البَهِيمُ: الْأسود.
والبَهِيمُ من الْخَيل: الَّذِي لَا شية فِيهِ، الذّكر وَالْأُنْثَى
فِي ذَلِك سَوَاء.
والبَهِيمُ من النعاج: السَّوْدَاء الَّتِي لَا بَيَاض فِيهَا.
وَالْجمع من كل ذَلِك بُهْمٌ، وبُهُمٌ، فَأَما قَوْله فِي الحَدِيث: "
يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة بُهْماً " فَمَعْنَاه انه لَيْسَ بهم
شَيْء مِمَّا كَانَ فِي الدُّنْيَا نَحْو البرص وَالْعَرج، وَقيل: بل
عُرَاة لَيْسَ عَلَيْهِم من مَتَاع الدُّنْيَا شَيْء.
وَصَوت بَهيمٌ: لَا تَرْجِيع فِيهِ.
والإبْهام من الْأَصَابِع مَعْرُوفَة، وَقد تكون فِي الْيَد والقدم،
وَحكى اللحياني إِنَّهَا تذكر وتؤنث، قَالَ:
إِذا رَأَوْنِي أطالَ اللهُ غَيْظَهُمُ ... عَضُّوا مِنَ الغَيْظِ
أطرافَ الأباهيِمِ
وَأما قَول الفرزدق:
فَقَدْ شَهِدَتْ قَيْسٌ فَمَا كَانَ نَصْرُها ... قُتَيْبَةَ إِلَّا
عَضَّها بالأباهِمِ
فَإِنَّمَا أَرَادَ الأباهِيمَ، غير انه حذف، لِأَن القصيدة لَيست
مردفة، وَهِي قصيدة مَعْرُوفَة.
(4/339)
والبُهْمَي: نبت، قَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ خير
أَحْرَار الْبُقُول رطبا ويابسا، وَهِي تنْبت أول شَيْء بارِضاً حِين
تخرج من الأَرْض، تنْبت كَمَا ينْبت الْحبّ، ثمَّ يبلغ بهَا النبت
إِلَى أَن تصير مثل الْحبّ، وَيخرج لَهَا إِذا يَبِسَتْ شوك مثل شوك
السنبل، وَإِذا وَقع فِي أنوف الْإِبِل وَالْغنم أنفت عَنهُ حَتَّى
يَنْزعهُ النَّاس من أفواهها وأنوفها، وَإِذا عظمت البُهْمَي ويبست
كَانَت كلأ يرعاه النَّاس حَتَّى يُصِيبهُ الْمَطَر من عَام مقبل،
وينبت من تَحْتَهُ حبه الَّذِي سقط من سنبله، وَقَالَ بعض الروَاة:
البُهْمَي ترْتَفع نَحْو الشبر، ونباتها ألطف من نَبَات الْبر، وَهِي
أنجع المرعى فِي الْحَافِر مَا لم تسف، الْوَاحِد والجميع فِي كل ذَلِك
سَوَاء، وَقيل: واحدته بُهْماةٌ، هَذَا قَول أهل اللُّغَة، وَعِنْدِي
أَن من قَالَ: بُهْماةٌ فالألف عِنْده مُلْحقَة لَهُ بجخدب، فَإِذا نزع
الْهَاء أحَال اعْتِقَاده الأول عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، وَجعل الْألف
للتأنيث فِيمَا بعد فيجعلها للإلحاق مَعَ تَاء التَّأْنِيث، ويجعلها
للتأنيث إِذا فقد الْهَاء.
وأبهَمتِ الأَرْض: أنبتت البُهْمَي.
وَأَرْض بَهِمَةٌ: تنْبت البُهْمَي كَذَلِك، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة،
وَهَذَا على النّسَب.
والبَهائمُ: اسْم أَرض، قَالَ الرَّاعِي:
بَكَى خَشرَمٌ لما رَأى ذَا مَعارِكٍ ... أَتى دونَهُ والهَضْبَ هَضْبَ
البَهائمِ
الثنائي المضاعف من المعتل
الْهَاء والهمزة
هَأْهَأَ بِالْإِبِلِ هَيْهاءً وهَأْهاءً، الْأَخِيرَة نادرة: دَعَاهَا
إِلَى الْعلف.
وَجَارِيَة هَأْهَأَةٌ، مَقْصُور: ضحاكة.
مقلوبه: (أهـ ه)
الأَهَّةُ: التحزن، وَقد أَهَّ أَهًّا وأَهَّةً.
الْهَاء وَالْيَاء
هَيُّ بن بَيٍّ، وهَيَّانُ بن بَيَّانُ: لَا يعرف وَلَا يعرف أَبوهُ،
وَقيل: هَيٌّ: كَانَ من ولد آدم
(4/340)
فانقرض أَصله.
وهَيَّ: كلمة مَعْنَاهَا التَّعَجُّب، وَقيل: مَعْنَاهَا: التأسف على
الشَّيْء يفوت، وَقد تقدم فِي الْهَمْز، وَأنْشد ثَعْلَب:
ياهَيَّ مَالِي قَلِقَتْ مَحاوِرِي
وصارَ أشباهَ الفَغَي ضَرائِرِي
قَالَ اللحياني: قَالَ الْكسَائي: يَا هَيَّ مَالِي، وياهَيَّ مَا
أَصْحَابك، لَا يهمزان، قَالَ: و" مَا " فِي مَوضِع رفع، كَأَنَّهُ
قَالَ: يَا عجبي.
وهَيَّا هَيَّا: زجر، قَالَ:
فَقَدْ دَنا اللَّيْلُ فَهَيَّا هَيَّا
ومن خَفِيف هَذَا الْبَاب
هِيَ: كِنَايَة عَن الْوَاحِد الْمُؤَنَّث، وَقَالَ الْكسَائي: هيَ:
أَصْلهَا أَن تكون على ثَلَاثَة أحرف مثل أَنْت، فَيُقَال: هِيَّ فعلت
ذَاك، وَقَالَ: هِيَّ لُغَة هَمدَان، وَمن تِلْكَ النَّاحِيَة،
وَقَالَ: وَغَيرهم من الْعَرَب يخففها، وَهِي الْمُجْتَمع عَلَيْهِ،
فَيَقُول: هِيَ فعلت ذَاك. وَقَالَ اللحياني: وَحكى عَن بعض بني أَسد
وَقيس: هِيَ فعلت ذَاك بِإِسْكَان الْيَاء. وَقَالَ الْكسَائي: بَعضهم
يلقى الْيَاء من هِيَ إِذا كَانَ قبلهَا ألف سَاكِنة، فَيَقُول: حَتَّى
هِ فعلت ذَاك، وَإِنَّمَا هِ فعلت ذَاك، قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: لم
اسمعهم يلقون الْيَاء عِنْد غير الْألف، إِلَّا انه أَنْشدني هُوَ
ونعيم:
دِيارُ سُعْدَى إذْ هِ مِنْ هَواكا
بِحَذْف الْيَاء عِنْد غير الْألف، وَأما سِيبَوَيْهٍ فَجعل حذف
الْيَاء وَالَّذِي هُنَا ضَرُورَة، وَقَوله:
فَقُمْتُ للطَّيْفِ مُرْتاعا وأرَّقَنِي ... فَقُلْتُ أهْيَ سَرَتْ أمْ
عادَنِي حُلُم
إِنَّمَا أَرَادَ أهِيَ سرت، فَلَمَّا كَانَت أهِيَ كَقَوْلِك: بَهِيَ
خفف على قَوْلهم فِي: بَهِيَ، بَهْيَ وَفِي عَلِمَ عَلْمَ.
(4/341)
وتثنية هِيَ هُما، وَجَمعهَا هُنَّ، قَالَ: وَقد
يكون جمع هَا من قَوْلك: رَأَيْتهَا، وَجمع هَا من قَوْلك: مَرَرْت
بهَا.
ومِمَّا ضوعف من فائه ولامه
هِيهْ: كلمة استزادة للْكَلَام.
وهاهْ: كلمة وَعِيد، وَهِي أَيْضا حِكَايَة الضحك وَالنوح، وَفِي
حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ سَلام وَذكر الْعلمَاء والأتقياء، فَقَالَ: "
أُولَئِكَ أَوْلِيَاء الله من خلقه، ونصاحؤه فِي دينه، والدعاة إِلَى
أمره هاهْ هاهْ شوقا إِلَيْهِم " وَإِنَّمَا قضيت على ألف هاهْ
إِنَّهَا يَاء بِدَلِيل قَوْلهم: هِيهْ فِي مَعْنَاهُ.
وهَيْهَيْتُ بِالْإِبِلِ، وهاهَيْتُ بهَا: دعوتها وزجرتها فَقلت لَهَا:
هَا هَا، قلبت الْيَاء ألفا لغير عِلّة إِلَّا طلب الخفة، لِأَن
الْهَاء لخفائها كَأَنَّهَا لم تحجز بَينهمَا، فَالتقى مثلان، فَأَما
قَوْله:
قَدْ أخصِمُ الخَصْمَ وآتىِ بالرُّبُعْ
وَأَرْفَع الجفنةَ بالهَيْهِ الرَّثِعْ
فَإِن أَبَا عَليّ فسره بِأَنَّهُ الَّذِي ينحى ويطرد لدنس ثِيَابه
فَلَا يطعم، يُقَال لَهُ: هِيَهْ هِيَهْ، وَحكى ابْن الْأَعرَابِي أَن
الهَيْهَ هُوَ الَّذِي ينحى لما ذكرنَا من دنس ثِيَابه، فَيُقَال لَهُ:
هَيْهْ هَيْهْ وَأنْشد الْبَيْت:
قَدْ أخصِمُ الخَصْمَ وآتىِ بالرُّبُعْ
وأرْفَعُ الجَفْنَة بالهَيْهِ الرَّثِعْ
قَوْله: " آتى بِالربعِ " أَي بِالربعِ من الْغَنِيمَة، وَمن قَالَ "
بِالربعِ " فَمَعْنَاه: أقتاده وأسوقه، وَقَوله: " وَأَرْفَع
الْجَفْنَة بالهيه الرثع " الرثع: الَّذِي لَا يُبَالِي مَا أكل وَمَا
صنع، فَيَقُول: أَنا أدنيه وأطعمه وَإِن كَانَ دنس الثِّيَاب.
وهَيَاهْ: من أَسمَاء الشَّيَاطِين.
وهَيْهاتَ، وهَيْهاتِ: كلمة مَعْنَاهَا الْبعد، وَقد أَنْعَمت تعليلها
وأريت كَيفَ تكون وَاحِدًا وجمعا فِي الْمُخَصّص، وَحكى اللحياني:
هَيهاتَ هَيهاتَ، وهَيهاتِ هَيهاتِ، وأيْهاتَ
(4/342)
أيْهاتَ، وأيْهاتِ وأيْهاتِ، وَقَالَ الْكسَائي: من
نصبها وقف عَلَيْهَا بِالْهَاءِ، وَإِن شَاءَ بِالتَّاءِ، وَمن خفضها
وقف بِالتَّاءِ، وَيُقَال: أيْهاتَ أيْها، فَتلقى بعض الثَّانِي، قَالَ
الشَّاعِر:
وكِتمانُ أيْها مَا أشَطَّ وأبعَدا
وَيُقَال أَيْضا: أيْهَاتَ وأيْهَانَ، يَجْعَل مَكَان التَّاء نونا،
وَقَالَ الشَّاعِر:
أيْهَانَ مِنك الحَياةُ أيْهَانا
وَحكى " هَيهاتٌ مِنْك الشَّام " منون: أَي بعد مِنْك الشَّام، وَقَالَ
ثَعْلَب: من قَالَ هَيهَاتَ، شبهها بليت وَلَعَلَّ، وَكَأن التَّاء
هَاء، وَمن قَالَ: هَيهاتِ شبهها بدراك، وَمن قَالَ: هَيهَاتٌ شبهها
بتاء الْجمع، وَقَالَ ابْن جني: كَانَ أَبُو عَليّ يَقُول فِي هَيهَات:
أَنا أفتى مرّة بِكَوْنِهَا اسْما سمي بِهِ الْفِعْل كصه ومه، وَأفْتى
مرّة بِكَوْنِهَا ظرفا على قدر مَا يحضرني فِي الْحَال، قَالَ: وَقَالَ
مرّة أُخْرَى: إِنَّهَا وَإِن كَانَت ظرفا فَغير مُمْتَنع أَن يكون
مَعَ ذَلِك اسْما سمي بِهِ الْفِعْل، كعندك ودونك، وَقَالَ ابْن جني
مرّة: هَيهَاتٍ وهَيهَاتِ، مصروفة وَغير مصروفة، جمع هَيهَاتَ، قَالَ:
وهَيْهَاتَ عندنَا ربَاعِية مكررة، فاؤها ولامها الأولى هَاء، وعينها
ولامها الثَّانِيَة يَاء، فَهِيَ لذَلِك من بَاب صيصية، وعكسها يليل
ويهياه، فهيهاتَ من مضعف الْيَاء بِمَنْزِلَة المرمرة والقرقرة.
وأيْهاتَ: لُغَة فِي هيهاتِ، كَأَن الْهمزَة بدل من الْهَاء، وَهَذَا
قَول بعض أهل اللُّغَة. وَعِنْدِي أَن إِحْدَاهمَا لَيست بَدَلا من
الْأُخْرَى، إِنَّمَا هما لُغَتَانِ وَقَوله:
هَيهاتَ مِنْ مُنْخَرقٍ هَيْهاؤُهُ
أنْشدهُ ابْن جني وَلم يفسره، وَلَا أَدْرِي مَا معنى هَيْهاؤُهُ.
مقلوبه: (ي هـ ي هـ)
ياهٍ ياهٍ، وياهِ ياهِ: من دُعَاء الْإِبِل، وَقد أبنت وَجه بنائها
وتنوينها فِي " الْكتاب الْمُخَصّص ".
ويَهْيَهَ بِالْإِبِلِ يَهْيَهَةً ويَهْياهاً: دَعَاهَا بذلك والأقيس
يِهْياها بِالْكَسْرِ.
و
(4/343)
من خَفِيف هَذَا الْكتاب
يَهْ: حِكَايَة الدَّاعِي بِالْإِبِلِ المُيَهْيِةِ بهَا.
وَمِمَّا ضوعف من فائه ولامه
يَهْيا: من كَلَام الرعاء.
الْهَاء وَالْوَاو
الهُوَّة: مَا انهبط من الأَرْض، وَقيل: الوَهْدَة الغامضة من الأَرْض،
وَحكى ثَعْلَب: اللَّهُمَّ أعذنا من هُوَّةِ الْكفْر، ودواعي
النِّفَاق، قَالَ: ضربه مثلا للكفر.
ومِمَّا ضوعف من فائه وعينه
(هـ وه و)
الهَوْهاءَةُ والهَوْهاءُ: الْبِئْر الَّتِي لَا مُتَعَلق بهَا وَلَا
مَوضِع لرجل نازلها، لبعد جالييها، قَالَ:
بِهُوَّةٍ هَوْهاءَةِ الترَجُّلِ
وَرجل هَوْهاءٌ، وهَوْهاةٌ، وهَوْهاءَةٌ: ضَعِيف الْفُؤَاد جبان، من
ذَلِك.
وتَهَوَّه الرجل: تفجع.
والهَواهِي: ضرب من السّير، واحدتها هَوْهاةٌ.
والهَواهِي: الْبَاطِل، قَالَ ابْن أَحْمَر:
وَفِي كُلِّ يَوْمٍ يَدْعُوانِ أَطِبَّةً ... إليَّ وَمَا يُجْدُونَ
إلاَّ هَواهِيا
وَسمعت هَواهِيَةَ الْقَوْم، وَهُوَ مثل عزيف الْجِنّ وَمَا أشبهه.
ومِمَّا ضوعف من فائه ولامه
رجل هُوهٌ، كهَوْهاءَةٍ.
وهُوهْ: اسْم لقاربت.
و
(4/344)
من خفيفه
(هـ وو)
هُوَ: كِنَايَة الْوَاحِد الْمُذكر، قَالَ الْكسَائي: هُوَ أَصله أَن
يكون على ثَلَاثَة أحرف مثل أَنْت، فَيُقَال: هُوَّ فعل ذَاك، قَالَ:
وَمن الْعَرَب من يخففه فَيَقُول: هُوَ فعل ذَاك، قَالَ اللحياني:
وَحكى الْكسَائي عَن بني سعد وَتَمِيم وَقيس: هُو فعل ذَاك، بِإِسْكَان
الْوَاو، وَأنْشد لِعبيد:
ورَكْضُكَ لَوْلَا هُو لَقِيتَ الَّذِي لَقُوا ... فَأصبَحْتَ قَدْ
جاوَزْتَ قَوْما أعادِيا
وَقَالَ الْكسَائي: بَعضهم يلقِي الْوَاو من هُوَ إِذا كَانَ قبلهَا
ألف سَاكِنة، فَيَقُول: حَتَّى هُ فعل ذَلِك، وَإِنَّمَا هُ فعل ذَاك.
قَالَ: وَأنْشد أَبُو خَالِد الْأَسدي:
إِذا هُ لم يُؤْذَنْ لَهُ لمْ يَنْبِسِ
قَالَ وَأنْشد خشاف:
إِذا هُ سِيمَ الخَسْفَ آلَى بِقَسَمْ
باللهِ لَا يَأخُذُ إِلَّا مَا احْتَكَمْ
قَالَ: وأنشدنا أَبُو مجَالد:
فَبَيْناهُ يَشرِي رَحْلَه قالَ قائلٌ ... لمَنْ جَمَلٌ رَثُّ المَتاعِ
نَجيبُ
وَقَالَ ابْن جني: إِنَّمَا ذَلِك للضَّرُورَة، والتشبيه للضمير
الْمُنْفَصِل بالضمير الْمُتَّصِل فِي عَصَاهُ وقناه، فَإِن قلت: فقد
قَالَ الآخر:
أعِنِّى عَلى بَرْقٍ أُرِيكَ وَميضَهُو
فَوقف بِالْوَاو، وَلَيْسَت اللَّفْظَة قافية، وَهَذِه الْمدَّة
مستهلكة فِي حَال الْوَقْف، قيل: هَذِه اللَّفْظَة وَإِن لم تكن قافية
فَيكون الْبَيْت بهَا مقفى ومصرعا فَإِن الْعَرَب قد تقف على الْعرُوض
نَحوا من وقوفها على الضَّرْب، وَذَلِكَ لوقوف الْكَلَام المنثور على
الْمَوْزُون، أَلا ترى إِلَى قَوْله أَيْضا:
(4/345)
فَأضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ
فَوقف بِالتَّنْوِينِ خلافًا للوقوف فِي غير الشّعْر فَإِن قلت: فَإِن
أقْصَى حَال كتيفة، إِذْ لَيْسَ قافية، أَن يجْرِي مجْرى القافية فِي
الْوُقُوف عَلَيْهَا، وَأَنت ترى الروَاة أَكْثَرهم على إِطْلَاق هَذِه
القصيدة وَنَحْوهَا بِحرف اللين نَحْو قَوْله: " فَحَوْمَلِ " و"
مَنزِلي " فَقَوله: كتيفة لَيْسَ على وقف الْكَلَام وَلَا وقف القافية؟
قيل: الْأَمر على مَا ذكرته من خِلَافه لَهُ، غير أَن هَذَا أَمر
أَيْضا يخْتَص المنظوم دون المنثور، لاستمرار ذَلِك عَنْهُم، أَلا ترى
إِلَى قَوْله:
أنَّي اهتَدَيتَ لِتَسليمٍ عَلى دِمَنٍ ... بالغَمْرِ غَيَّرَهُنَّ
الأعْصُرُ الأُوَلُ
وَقَوله:
كأنَّ حُدوجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً ... خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِف
مِنْ دَدِ
وَمثله كثير، كل ذَلِك الْوُقُوف على عروضه مُخَالف للوقوف على ضربه،
ومخالف أَيْضا لوقوف الْكَلَام غير الشّعْر.
وَقَالَ الْكسَائي: لم أسمعهم يلقون الْوَاو وَالْيَاء عِنْد غير
الْألف.
وتثنيته هُما، وَجمعه هُمو، فَأَما قَوْله: هُمُ فمحذوفة من هُمُو،
كَمَا أَن مُذْ محذوفة من مُنْذُ، فَأَما قَوْلك: رأيتهو، فَإِن
الِاسْم إِنَّمَا هُوَ الْهَاء، وَجِيء بِالْوَاو لبَيَان الْحَرَكَة،
وَكَذَلِكَ لَهُو مَال، إِنَّمَا الِاسْم مِنْهَا الْهَاء، وَالْوَاو
لما قدمنَا، وَدَلِيل ذَلِك انك إِذا وقفت حذفت الْوَاو، فَقلت:
رَأَيْته، وَالْمَال لَهُ، وَمِنْهُم من يحذفها فِي الْوَصْل، حكى
اللحياني عَن الْكسَائي: لَهُ مَال، أَي لَهُو مَال، وَحكى أَيْضا:
لَهْ مَال، بِسُكُون الْهَاء وَكَذَلِكَ مَا أشبهه قَالَ:
فَظَلْتُ لَدىَ البَيْتِ العَتيقِ أُخيلُهُ ... ومِطْوَايَ مُشْتاقانِ
لَهْ أَرِقانِ
قَالَ ابْن جني جمع بَين اللغتين، يَعْنِي إِثْبَات الْوَاو فِي
أخيلهو، وَإِسْكَان الْهَاء فِي " لَهُ " وَزعم أَبُو الْحسن إِنَّهَا
لُغَة لأزد السراة، قَالَ: وَلَيْسَ إسكان الْهَاء فِي " لَهُ " عَن
حذف لحق الْكَلِمَة بالصنعة، وَمثله مَا روى عَن قطرب من قَول الآخر:
وأشرَبُ الماءَ مَا بيِ نَحْوَهُو عَطَشٌ ... إلاّ لأنَّ عُيونَهْ
سَيْلُ وَاديها
(4/346)
فَقَالَ: " نحوهو عَطش " بِالْوَاو، وَقَالَ "
عيونه " بِإِسْكَان الْهَاء، وَأما قَول الشماخ:
لَهُو زَجَلٌ كأنَّهُ صَوْتُ حادٍ ... إِذا طَلَبَ الوَسِيقَةَ أوْ
زَميرُ
فَلَيْسَ لغتين، لأَنا لَا نعلم رِوَايَة حذف هَذِه الْوَاو وإبقاء
الضمة قبلهَا لُغَة، فَيَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك ضَرُورَة وصنعة لَا
مذهبا وَلَا لُغَة، وَمثله الْهَاء من قَوْلك: " بهي " هِيَ الِاسْم،
وَالْيَاء لبَيَان الْحَرَكَة وَدَلِيل ذَلِك أَنَّك إِذا وقفت قلت:
بِهِ، وَمن الْعَرَب من يَقُول: بِهِ وبِهْ فِي الْوَصْل، قَالَ
اللحياني: وَقَالَ الْكسَائي: سَمِعت أَعْرَاب عقيل وكلاب
يَتَكَلَّمُونَ فِي حَال الرّفْع والخفض وَمَا قبل الْهَاء متحرك
فيجزمون الْهَاء فِي الرّفْع، ويرفعون بِغَيْر تَمام، ويجزمون فِي
الْخَفْض، ويخفضون بِغَيْر تَمام، فيقلون: (إنَّ الإنسانَ لِرَبِّهِ
لَكَنُودٌ) بِالْجَزْمِ و" لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ " بِغَيْر تَمام، ولهْ
مالٌ، لهُ مالٌ، وَقَالَ: التَّمام احب أَلِي، وَلَا ينظر فِي هَذَا
إِلَى جزم وَلَا غَيره، لِأَن الْإِعْرَاب إِنَّمَا يَقع فِيمَا قبل
الْهَاء، وَقَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَر، قَارِئ أهل الْمَدِينَة، يخْفض
وَيرْفَع لغير تَمام، وَقَالَ: أَنْشدني أَبُو حزَام العكلي:
لِي والِدٌ شَيْخٌ تَهُضُّهْ غَيْبَتِي ... وأظُنُّ أنَّ نَفادَ
عُمرِهْ عاجِلُ
فَخفف فِي موضِعين، وَكَانَ حَمْزَة وَأَبُو عَمْرو يجزمان الْهَاء فِي
مثل (يَؤُدِّهْ إِلَيْك) ، (ونُؤْتِهْ مِنْهَا) و (نُصْلِهْ جهنمَ)
وَسمع شَيخا من هوَازن يَقُول: عَلَيْهُو مَال، وَكَانَ يَقُول:
عَلَيْهِم وَفِيهِمْ وبهم، قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: هِيَ لُغَات
يُقَال: فِيهِ، وفيهي، وَفِيه، وفيهو، بِتمَام وَغير تَمام، قَالَ:
وَقَالَ: لَا يكون الْجَزْم فِي الْهَاء إِذا كَانَ مَا قبلهَا
سَاكِنا.
مقلوبه: (وه وه)
الوَهْوَهَة: صياح النِّسَاء فِي الْحزن.
ووَهْوَهَ الْكَلْب فِي صَوته، إِذا جزع فردده، وَكَذَلِكَ الرجل.
ووَهْوَهَ العير: صَوت حول أتنه شَفَقَة، وحمار وَهْوَاهٌ: يفعل ذَلِك،
قَالَ رؤبة:
مُقْتَدِرُ الصَّنْعَةِ وَهْوَاهُ الشفَقْ
والوَهْوَهَة: حِكَايَة صَوت الْفرس إِذا غلظ وَهُوَ مَحْمُود، وَقيل:
هُوَ الصَّوْت الَّذِي
(4/347)
يكون فِي حلقه آخر صهيله، وَفرس وَهْوَاه الصهيل،
إِذا كَانَ ذَلِك يصحب آخر صهيله.
والوَهْوَه والوَهْواهُ، من الْخَيل أَيْضا: النشيط الْحَدِيد الَّذِي
يكَاد يفلت على كل شَيْء من حرصه ونزقه، قَالَ ابْن مقبل:
وصاحِبِي وَهْوَهٌ مُستَوْهَلٌ وَهِلٌ ... يَحول دونَ حِمارِ الوَحشِ
والعَصَرِ
والوَهْوَه: الَّذِي يُرعد من الامتلاء.
وَرجل وَهْوَهٌ: منحوب الْفُؤَاد.
الْهَاء وَالْألف
هَا: كلمة تَنْبِيه، وَقد كثر دُخُولهَا فِي قَوْلك: ذَا وَذي،
فَقَالُوا: هَذَا، وهذي، وهاذاك، وهاذيك، حَتَّى زعم بَعضهم أَن ذَا
لما بعد، وَهَذَا لما قرب، وَقَالُوا: هَا السَّلَام عَلَيْكُم، فها:
منبهة مُؤَكدَة، قَالَ الشَّاعِر:
وقَفْنَا فقُلنا: هَا السلامُ عَليكمُ ... فَأنكَرَها ضيْقُ المَجَمِّ
غَيُورُ
وَقَالَ الآخر:
هَا إِنَّهَا تَضِقِ الصُّدورُ
لَا يَنفَعُ القُلُّ وَلَا الكثيرُ
وَمِنْهُم من يَقُول: " هَا الله " يجريه مجْرى دَابَّة فِي الْجمع
بَين ساكنين، وَقَالُوا: هَا أَنْت تفعل كَذَا وَفِي التَّنْزِيل: (هَا
أَنْتُمْ هَؤُلاءِ) وهأنت، مَقْصُور.
و" هَا ": كِنَايَة عَن الْوَاحِدَة، تَقول: رَأَيْتهَا وضربتها،
وتثنيتها " هُما " وَجَمعهَا " هُنَّ ".
وَهَا: زجر لِلْإِبِلِ، وَدُعَاء لَهَا.
وَهَا أَيْضا: كلمة إِجَابَة وتنبيه.
وَلَيْسَ لهَذَا الْبَاب مشدد.
(4/348)
الثلاثي المعتل
الْهَاء وَالْقَاف والهمزة
الأَيْهُقانُ: الجرجير، قَالَ لبيد:
فَعَلاَ فُروعَ الأَيْهُقانِ وأطْفَلَتْ ... بالجَلْهَتَينِ ظِباؤُها
ونَعامُها
وَقيل: هُوَ نبت يشبه الجرجير وَلَيْسَ بِهِ، قَالَ أَبُو حنيفَة: من
العشب الأيْهُقانِ، وَإِنَّمَا اسْمه النَّهَقُ، قَالَ: وَإِنَّمَا
سَمَّاهُ لبيد الأيْهُقانِ حَيْثُ لم يتَّفق لَهُ فِي الشّعْر إِلَّا
الأيْهُقان، قَالَ: وَهِي عشبة تطول فِي السَّمَاء طولا شَدِيدا، وَلها
وردة حَمْرَاء، وورقة عريضة، وَالنَّاس يَأْكُلُونَهُ، قَالَ: وَسَأَلت
عَنهُ بعض الْأَعْرَاب فَقَالَ: هُوَ عشبة تستقل مِقْدَار الساعد،
وَلها ورقة أعرض من ورقة الحَّواءة، وزهرة بَيْضَاء، وَهِي تُؤْكَل،
وفيهَا مرَارَة، واحدته أيْهُقانَة، وَهَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو
حنيفَة عَن أبي زِيَاد من أنَّ الأيْهُقان مغير عَن النهق مقلوب مِنْهُ
خطأ، لِأَن سِيبَوَيْهٍ قد حكى الأيْهُقانَ فِي الْأَمْثِلَة
الصَّحِيحَة الوضعية الَّتِي لم يعن بهَا غَيرهَا، فَقَالَ: وَيكون على
فيعلان فِي الِاسْم وَالصّفة، فالصفة نَحْو الأيْهُقان، والضميران،
والزيبدان، والهيردان، وَإِنَّمَا حملناه على فيعلان دون أفعلان، وَإِن
كَانَت الْهمزَة تقع أَولا زَائِدَة، لِكَثْرَة فيعلان كالخيزران
والحيسمان، وَقلة أفعلان.
مقلوبه: (أق هـ)
الأقْهُ: الطَّاعَة، وَقد أبنت هَذِه الْمَسْأَلَة بِمَا تَقْتَضِيه من
التصريف فِي الْمُخَصّص.
الْهَاء وَالْجِيم والهمزة
هَجِئ الرجل هَجَأً: التهب جوعه.
وهَجَأَ جوعه هَجْأً وهُجوءاً: سكن وَذهب.
وهَجَأَه الطَّعَام يَهْجَؤُه هَجْأً: ملأَهُ.
وهَجَأَ الطَّعَام: أكله.
وأهْجَأَ الطَّعَام غَرَثِى: قطعه، قَالَ:
(4/349)
فَأخْزاهُمُ رَبِّي ودَلَّ علَيهِمُ ... وأطعَمَهُمْ مِنْ مَطْعَمٍ
غيرِ مُهجِئِ
وهَجَأَ الْإِبِل وَالْغنم، وأهْجَأها: كفَّها لترعى.
وتَهَجَّأْتُ الْحَرْف: تَهَجَّيْتُه.
الْهَاء وَالضَّاد والهمزة
ضَاهَأَ الرجل وَغَيره: رفق بِهِ، هَذِه رِوَايَة أبي عبيد عَن
الْأمَوِي فِي المُصَنّف.
وَقَالَ صَاحب الْعين: ضَاهَأْتُ الرجل بِمَعْنى ضاهَيْتُه، أَي
شابهته، وَقد قريء: (يُضاهِئُون قَوْلَ الَّذين كَفَروا) . |