المحكم والمحيط الأعظم

حرف الشين
بَاب الثنائي المضاعف الصَّحِيح
الشين وَالصَّاد
الشَّصَصُ، والشَّصَاص: اليُبْس والجفوف والغلظ.
شصَّت معيشُتهم تشِص شَصّا، وشِصَاصا، وشُصُوصا.
وفيهَا شَصَص، وشِصَاص، وشَصَاصاء: أَي نَكَد ويُبْس وجُفُوف وشِدة.
والشَّصَاصاء: الغلظ من الأَرْض.
وَهُوَ على شَصاصاءِ أَمر: أَي على حد أَمر وعجلة.
ولقيته على شَصَاصاءَ غير مُضَاف: أَي على عجلة، كَأَنَّهُمْ جَعَلُوهُ اسْما لَهَا.
وشَصَّت النَّاقة وَالشَّاة تشِصّ، وتَشَصّ شِصَاصا، وشُصُوصا، وأشَصَّت، وَهِي شَصُوص، وَلم يَقُولُوا: مُشِصّ: قل لَبنهَا جداّ. وَقيل: انْقَطع الْبَتَّةَ.
وَالْجمع: شصائص وشِصَاص.
وشصّ الْإِنْسَان يَشِصّ شَصّا: عض على نَوَاجِذه صبرا.
وشصَّه عَن الشَّيْء، وأشصَّه: مَنعه.
والشِّصُّ: اللص الَّذِي لَا يدع شَيْئا إِلَّا أَتَى عَلَيْهِ.
وَجمعه: شُصُوص.
والشِّصُّ، والشَّصُّ: شَيْء يصاد بِهِ السّمك، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا احسبه عَرَبيا.

الشين وَالسِّين
والشَّس، والشَّسُوس: الأَرْض الصلبة الغليظة الْيَابِسَة الَّتِي كَأَنَّهَا حِجَارَة وَاحِدَة.
وَالْجمع: شِسَاس، وشُسُوس، الْأَخِيرَة شَاذَّة.
وَقد شَسَّ الْمَكَان.

(7/602)


الشين وَالزَّاي
الشَّزَازة: اليُبْس الَّذِي لَا يُطَاق على تثقيفه.
وَشَيْء شَزّ وشَزِيز.

الشين والطاء
الشَّطاط: الطول.
وَقيل: حسن القوام.
جَارِيَة شَطَّة، وشاطَّة بَيِّنَة الشَّطاط والشِّطاط.
والشَّطاط: الْبعد.
شطَّت دَاره تشِطّ وتَشُطّ شَطّا، وشُطُوطا.
وكل بعيد: شَاطٌّ.
والشَّطَط: مُجَاوزَة الْقدر فِي بيع أَو طلب أَو احتكام أَو غير ذَلِك، مُشْتَقّ مِنْهُ، وَفِي التَّنْزِيل: (وإِنَّه كَانَ يَقُول سفيهنا على الله شططا) .
وَقَالَ الراجز:
يَحْمُون أنْفاً أَن يُساموا شَطَطا
شَطَّ فِي سلْعَته، وأشَطّ: جَاوز الْقدر وتباعد عَن الْحق.
وشط َّعليه فِي حكمه يَشِطّ شطَطَا، واشْتَطَّ، وأشَطَّ: جَار، وَفِي التَّنْزِيل: (ولَا تُشطِط) . وَقُرِئَ: (ولَا تَشْطُطْ) ومعناهما: لَا تبعد عَن الْحق وَفِي حَدِيث تَمِيم الدَّارِيّ: اترك لشاطي، فأشعر أَنه مُتَعَدٍّ بِغَيْر حرف.
وأشطَّ فِي طلبه: أمعن.
وأشَّطَّ فِي الْمَفَازَة: ذهب.
والشَّطُّ: شاطئ النَّهر.

(7/603)


وَالْجمع: شُطوط، وشُطَّان، قَالَ:
وتَصوَّحَ الوسمىُّ من شُطَّانه ... بَقْلٌ بِظَاهِرِهِ وبَقْلٌ مِتانِهِ
ويروى: " من شُطْئانه " جمع شاطئ.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: شَطّ الْوَادي: سَنَده الَّذِي يَلِي بَطْنه.
والشَّطّ: جَانب السنام. وَقيل: نصفه.
وَالْجمع: شُطُوط.
وناقة شَطُوط، وشَطَوْطَى: عَظِيمَة جَنْبي السنام.
والشُّطَّان: مَوضِع، قَالَ كثير عزة:
وَبَاقِي رسوم لَا تزَال كَأَنَّهَا ... بأصْعِدة الشُّطَّان رَيْط مضلَّع
وغدير الأشطاط: مَوضِع بملتقى الطَّرِيقَيْنِ من عسفان للْخَارِج إِلَى مَكَّة، وَمِنْه قَول رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبريدة الْأَسْلَمِيّ: " أَيْن تركت اهلك قَالَ: بغدير الأشطاط ".
والشَّطْشَاط: طَائِر.

مقلوبه: (ط ش ش)
الطَّشُّ من الْمَطَر: فَوق الرك وَدون القطقط.
وَقيل: أول الْمَطَر الرش ثمَّ الطَّشّ.
ومطرطَشّ: وطَشِيش: قَلِيل.
طَشَّت السَّمَاء طَشَّاً، وأَطَشَّتْ.
وَأَرْض مَطْشوشة.
والطُشَّة: دَاء يُصِيب النَّاس كالزكام، وَفِي حَدِيث بَعضهم فِي الحزاة " يشْربهَا أكابس الصّبيان للطشة ". أرى ذَلِك لِأَن أنوفهم تطش من هَذَا الدَّاء، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين، عَن ابْن قُتَيْبَة.

(7/604)


الشين وَالدَّال
الشَّدَّة: نقيض اللين. تكون فِي الْجَوَاهِر والأعراض.
وَالْجمع: شِدَد، عَن سِيبَوَيْهٍ، قَالَ جَاءَ على الأَصْل لِأَنَّهُ لم يشبه الْفِعْل.
وَقد شدَّه يشِدَه، ويشُدّه فاشتدّ.
وكل مَا احكم: فقد شُدّ وشُدِّد، وتشدَّد هُوَ، وتشادّ.
وَشَيْء شَدِيد: مشتد قوي، وَمن كَلَام يَعْقُوب فِي صفة المَاء: " وَأما مَا كَانَ شَدِيدا سقيه غليظا أمره " إِنَّمَا يُرِيد بِهِ: مشتدا سقيه: أَي صعبا، وَقَوله تَعَالَى: وشددنا ملكه: أَي قويناه، وَكَانَ من تَقْوِيَة ملكه أَنه كَانَ يحرس محرابه فِي كل لَيْلَة ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ الْفَا من الرِّجَال. وَقيل: إِن رجلا استعدى إِلَيْهِ على رجل فَادّعى عَلَيْهِ أَنه اخذ مِنْهُ بقرًا فانكر الْمُدَّعِي عَلَيْهِ فَسَالَ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام الْمُدَّعِي الْبَيِّنَة فَلم يقمها. فراى دَاوُد فِي مَنَامه أَن الله يامره أَن يقتل الْمُدَّعِي عَلَيْهِ فَتثبت دَاوُد وَقَالَ: هُوَ الْمَنَام، فَأَتَاهُ الْوَحْي بعد ذَلِك أَن يقْتله، فَأحْضرهُ ثمَّ اعلمه أَن الله يَأْمُرهُ بقتْله، فَقَالَ الْمُدَّعِي عَلَيْهِ: إِن الله مَا أَخَذَنِي بِهَذَا الذَّنب، وَإِنِّي قتلت أَبَا هَذَا غيلَة، فَقتله دَاوُد، فَذَلِك مِمَّا عظم الله بِهِ هيبته وشدد ملكه.
وشدَّ على يَده: قواه وأعانه، قَالَ:
فَإِنِّي بِحَمْد الله لاسم حيَّة ... سقتني وَلَا شدّت على كف ذابح
وَرجل شَدِيد: قوي.
وَالْجمع: أشِدَّاء، وشِداد، وشُدُد عَن سِيبَوَيْهٍ قَالَ: جَاءَ على الأَصْل لِأَنَّهُ لم يشبه الْفِعْل.
وَقد شدّ يَشِدّ، بِالْكَسْرِ لَا غير، شِدّةً.
وشادَّه مشادّة، وشِدادا: غالبه، وَفِي الحَدِيث: " من يشادّ هَذَا الدَّين يغلبه ". أَرَادَ: يغلبه الدَّين.
وأشَدَّ الرجل: إِذا كَانَت دوابه شِدّادا.
والشديد من الْحُرُوف: ثَمَانِيَة احرف: وَهِي الْهمزَة وَالْقَاف وَالْكَاف وَالْجِيم والطاء وَالدَّال وَالتَّاء وَالْبَاء.

(7/605)


قَالَ ابْن جني: ويجمعها فِي اللَّفْظ أَجدت طبقك وأجدك طبقت.
والحروف الَّتِي بَين الشِدَّة والرخوة ثَمَانِيَة: وَهِي الْألف وَالْعين وَالْيَاء وَاللَّام وَالنُّون وَالرَّاء وَالْمِيم وَالْوَاو ويجمعها فِي اللَّفْظ لم يروعنا. وَإِن شِئْت قلت: لم يرعونا.
وَمعنى الشَّديد: أَنه الْحَرْف الَّذِي يمْنَع الصَّوْت أَن يجْرِي فِيهِ: أَلا ترى أَنَّك لَو قلت: الْحق والشط ثمَّ رمت مد صَوْتك فِي الْقَاف والطاء لَكَانَ مُمْتَنعا.
ومِسْك شَدِيد الرَّائِحَة: قويها ذكيها.
وَرجل شَدِيد الْعين: لَا يغلبه النّوم، وَقد يستعار ذَلِك فِي النَّاقة، قَالَ الشَّاعِر:
بَات يقاسي كل نَاب ضِرِزَّةٍ ... شَدِيدَة جَفْن الْعين ذَات ضريرِ
وَقَوله تَعَالَى: (رَبنَا اطْمِسْ على اموالهم واشدُدْ على قُلُوبهم) : أَي اطبع على قُلُوبهم.
والشِّدَّة: صعوبة الزَّمن.
وَقد اشتدَّ عَلَيْهِم.
والشِّدَّة، والشديدة: من مكاره الدَّهْر.
وَجَمعهَا: شَدَائِد، فَإِذا كَانَ جمع شَدِيدَة فَهُوَ على الْقيَاس. وَإِذا كَانَ جمع شدَّة، فَهُوَ نَادِر.
وشِدَّة الْعَيْش: شظفه.
وَرجل شَدِيد: شحيح، وَفِي التَّنْزِيل: (وإِنَّه لحب الْخَيْر لشديد) .
والمتشدد: كالشديد، قَالَ طرفَة:
أَرَى الموتَ يعتام الكِرامَ ويصطفي ... عقِيلة مالِ الفاحِش المتشدّد
وَقَول أبي ذُؤَيْب:
حَدَرْناه بالأثواب فِي قَعْر هُوّةٍ ... شديِدٍ على مَا ضُمّ فِي اللَّحْد جولُها
أَرَادَ: شحيح على ذَلِك.

(7/606)


وشَدّدَ الضَّرْب وكل شَيْء: بَالغ فِيهِ.
وشَدَّ فِي الْعَدو شداًّ، واشتدَّ: أسْرع، وَفِي الْمثل: " ربّ شَدّ فِي الكُرْز ". وَذَلِكَ أَن رجلا خرج يرْكض فرساله فرمت بسخلتها فالقاها فِي كرز بَين يَدَيْهِ، والكرز: الجوالق، فَقَالَ لَهُ إِنْسَان: لم تحمله؟ مَا تصنع بِهِ؟ فَقَالَ: " رب شَدّ فِي الكرز " يَقُول: هُوَ سريع الشَّدّ كامه. يضْرب للرجل يحتقر عنْدك وَله خبر قد عَلمته أَنْت، قَالَ عَمْرو ذُو الْكَلْب:
فَقُمْت لَا يشتدّ شَدِّى ذُو قَدَم
جَاءَ بِالْمَصْدَرِ على غير الْفِعْل. وَمثله كثير.
وَقَول مَالك بن خَالِد الخناعي:
بأسرعَ الشَّدَّ مني يَوْم لَا نِيَةٍ ... لمَّا عرفتهم واهْتَزَّت اللِّمَمُ
أَرَادَ: بأسرع شَدّا مني، فَزَاد اللَّام كزيادتها فِي بَنَات الأوبر. وَقد يجوز أَن يُرِيد: بأسرع فِي الشد فَحذف الْجَار وأوصل الْفِعْل.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: شَدَّ مَا انك ذَاهِب، كَقَوْلِك: حقاًّ أَنَّك ذَاهِب. قَالَ: وَإِن شِئْت جعلت شَدَّ مَا بِمَنْزِلَة نعم كَمَا تَقول: نعم الْعَمَل أَنَّك تَقول الْحق.
وشَدّ على الْقَوْم يشُدّ شَداّ وشُدُودا: حمل.
وشَدّ الذِّئْب على الْغنم شَدّا، وشُدُودا: كَذَلِك.
ورؤى فَارس يَوْم للكلاب من بني الْحَارِث يشُّد على الْقَوْم فيردهم وَيَقُول: أَنا أَبُو شدّاد. فَإِذا كروا عَلَيْهِ ردهم وَقَالَ: أَنا أَبُو ردَّاد.
وَبلغ الرجل أشُدَّه: إِذا اكتهل.
وَقَالَ الزّجاج: هُوَ من نَحْو سبع عشرَة إِلَى الْأَرْبَعين. وَقَالَ مرّة: هُوَ مَا بَين الثَّلَاثِينَ وَالْأَرْبَعِينَ وَهُوَ يذكر وَيُؤَنث.
قَالَ أَبُو عبيد: وَاحِدهَا شَدّ، فِي الْقيَاس وَلم اسْمَع لَهَا بِوَاحِد. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: واحدتها: شِدَّة كنعمة وأنعم.
ابْن جني: جَاءَ على حذف التَّاء كَمَا كَانَ ذَلِك فِي نعْمَة وأنعم. وَقد تقدم.
وَقَالَ ابْن جني: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ جمع أَشَدّ على حذف الزِّيَادَة، قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: رُبمَا اسْتكْرهُوا على حذف هَذِه الزِّيَادَة فِي الْوَاحِد، وانشد بَيت عنترة:

(7/607)


عَهْدي بِهِ شَدَّ النهارِ كأنَّما ... خُضِبَ اللَّبَانُ ورأسهُ بالعِظْلِم
أَي أشدّ النَّهَار يَعْنِي: أَعْلَاهُ وأمتعه، وَذهب أَبُو عُثْمَان فِيمَا روينَاهُ عَن احْمَد بن يحيى عَنهُ: أَنه جمع لَا وَاحِد لَهُ.
وَقَالَ السيرافي: الْقيَاس شَدَّ وأشُدّ كَمَا يُقَال: قد وأقد. وَقَالَ مرّة أُخْرَى: هُوَ جمع لَا وَاحِد لَهُ وَقد يُقَال: بلغ أَشَدَّه، وَهِي قَليلَة.
وشَدُّ النَّهَار: ارتفاعه.
وَكَذَلِكَ: شَد الضحا. يُقَال: جئْتُك شَدَّ النَّهَار وَفِي شَدِّ النَّهَار، وشدَّ الضحا، وَفِي شَدَّ الضحا.
وشَدَّاد: اسْم.
وَبَنُو شَدَّاد، وَبَنُو الأشدِّ: بطْنَان من الْعَرَب.

الشين وَالتَّاء
الشَّتّ: الِافْتِرَاق والتفريق.
شتَّ شِعْبهمْ يَشِتّ شَتّا، وشَتَاتا، وانشَتَّ، وتَشَتَّت.
وشتَّته الله، وأشَتَّه.
وشَعْب شَتِيت: مُشَتَّت. قَالَ:
وَقد يَجْمع الله الشَّتيتَيْن بَعْدَمَا ... يَظُنّان كُلَّ الظنّ أَن تلاقيا
وثغر شَتِيت: مُفرَّق مُفلَّج.
وَجَاء الْقَوْم أشتاتا: مُتَفَرّقين، واحدهم: شَتٌّ.
وَالْحَمْد لله الَّذِي جَمعنَا من شَتّ: أَي تَفْرِقَة.
وَإِن الْمجْلس ليجمع شُتُوتا من النَّاس، وشتّى: أَي فرقا.
وَقيل: يجمع نَاسا لَيْسُوا من قَبيلَة وَاحِدَة.
وشتَّان مَا زيد وَعَمْرو، وشتَّان مَا بَينهمَا: أَي بعد مَا بَينهمَا، وَأبي الْأَصْمَعِي شتَّان مَا بَينهمَا، قَالَ أَبُو حَاتِم: فَأَنْشَدته قَول ربيعَة الرقى:

(7/608)


لشَتَّان مَا بَين اليزيدين فِي النَّدَى ... يزيدِ أُسَيد والأغرّ ابْن حَاتِم
فَقَالَ: لَيْسَ بفصيح يلْتَفت إِلَيْهِ. وَإِنَّمَا الْجيد قَول الْأَعْشَى:
شَتَّان مَا يومي على كُورها ... ويَوْمُ حَيَّان أخي جَابر
قَالَ ابْن جني: شتَّان، وشَتَّى كسرعان وسكرى، يَعْنِي: أَن شَتَّى لَيْسَ مؤنث شَتَّان كسكران وسكرى إِنَّمَا هما اسمان تواردا وتقابلا فِي عرض اللُّغَة من غير قصد وَلَا ايثار لتقاودهما. وَقد انعمت شرح عِلّة بِنَاء شّتَّان فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

الشين والظاء
شَظَّنى الْأَمر شَظّا: شقّ عَليّ.
والشِّظَاظ: خشيبة عقفاء محددة الطّرف تُوضَع فِي الجوالق أَو بَين الأونين يشد بهَا الْوِعَاء قَالَ:
وحَوْقَلٍ قرَّبه من عِرْسِه ... سَوْقِي وَقد غَابَ الشِّظَاظُ فِي اسْته
أكفأ بِالسِّين وَالتَّاء. وَلَو قَالَ: فِي اسه لنجا من الإكفاء، لَكِن أرى أَن الآس الَّتِي هِيَ لُغَة فِي الاست لم تَكُ من لُغَة هَذَا الراجز. أَرَادَ: سوقي للدابة الَّتِي ركبهَا أَو النَّاقة قربه من عرسه، وَذَلِكَ أَنه رَآهَا فِي النّوم، فَذَلِك قربه مِنْهَا، وَمثله قَول الرَّاعِي:
فباتَ يرِيه أهلَه وبَناتِهِ ... وبتّ أُرِيه النجمَ أينَ مخافقُهْ
أَي بَات النّوم وَهُوَ مُسَافر معي يرِيه أَهله وَبنَاته، وَذَلِكَ أَن الْمُسَافِر يتَذَكَّر أَهله فيخيلهم النّوم لَهُ وَقَالَ:
أَيْن الشِّظَاظانِ وَأَيْنَ المِرْبعَهْ
وَأَيْنَ وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعهْ

(7/609)


وشَظّ الْوِعَاء يَشُظّه شَظّا، وأَشَظَّه: جعل فِيهِ الشِّظاظ، قَالَ:
بعد احتكاء أُرْبَتَيْ إشظاظها
وشَظّ الرجل، وأَشَظَّ: إِذا أنعظ حَتَّى يصير مَتَاعه كالشِّظَاظ، قَالَ زُهَيْر:
إِذا جَمَحَتْ نِسَاؤُكُمْ إِلَيْهِ ... أَشَظّ كَأَنَّهُ مَسَد مُغَارُ
والشَّظَاظ: اسْم لص من بني ضبة أَخَذُوهُ فِي الْإِسْلَام فصلبوه، قَالَ:
الله نجَّاك من القضيم
وَمن شِظَاظ فاتِح العُكُوم
وَمَالك وسيفه المشئوم والشَّظْشَظة: فعل زب الْغُلَام عِنْد التبول.

الشين والذال
شَذّ الشَّيْء يشِذّ، ويشُذّ شَذاًّ، وشُذُوذا: ندر عَن جمهوره.
وشَذَّه هُوَ يشُذّه، لَا غير.
وشَذَّذَه، وأشَذّه، أنْشد أَبُو الْفَتْح ابْن جني:
فأشذّني لمرورهم فكانني ... غُصْن لأوّل عاضدِ أَو عاسف
وَأبي الْأَصْمَعِي شذَّه. وسمى أهل النَّحْو مَا فَارق مَا عَلَيْهِ بَقِيَّة بَابه وَانْفَرَدَ عَن ذَلِك إِلَى غَيره شاذا حملا لهَذَا الْموضع على حكم غَيره.
وَجَاءُوا شُذّاذاً: أَي فُلاَّلا.
وَقوم شُذَّاذ: إِذا لم يَكُونُوا فِي مَنَازِلهمْ وَلَا حيهم.

(7/610)


وشُذَّان النَّاس: مَا تفرق مِنْهُم.
وشُذَّان الْحَصَى وَنَحْوه: مَا تطاير مِنْهُ.
وَحكى ابْن جني شذان الْحَصَى، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
تُطايِر شَذّان الحَصَى بمناسمٍ ... صِلابِ العُجَى مَلْثُومُها غَيْرُ أَمْعَرا
وشُذَّان الْإِبِل، وشَذَّانها: مَا افترق مِنْهَا، انشد ابْن الْأَعرَابِي:
شذّانها رائعة لَهْدره
رائعة: مرتاعة.

الشين والثاء
الشَّثُّ: الْكثير من كل شَيْء.
والشَّثّ: ضرب من الشّجر، كَذَا حَكَاهُ ابْن دُرَيْد، وَأنْشد:
بوادٍ يَمَانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ فَرْعُه ... وأسفَلُه بالمَرْخ والشَّبَهان
وَقيل: الشَّثّ: شجر طيب الرّيح مر الطّعْم، قَالَ الشَّاعِر يصف نسَاء:
فمنهنّ مثل الشَّثّ تُعجبْك رِيحُه ... وَفِي غيبه سوءُ المَذَاقة والطُّعْمِ
احْتَاجَ فسكن كَقَوْل جرير:

(7/611)


سِيرُوا بني العمّ فالأهواز منزلكم ... ونهر تِيرَي وَلَا تعرفكم الْعَرَب
وَقيل: الشَّثُّ: جوز الْبر.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّثّ: شجر مثل شجر التفاح الْقصار فِي الْقدر، وورقه شَبيه بورق الْخلاف وَلَا شوك لَهُ، وَله برمة موردة، وسنفة مُدَوَّرَة صَغِيرَة فِيهَا ثَلَاث حبات أَو أَربع سود مثل الشئنيز ترعاه الْحمام إِذا انتثر.
واحدته: شَثَّة، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
فَذَلِك مَا كنّا بسَهْل ومرَّةً ... إِذا مَا رفعنَا شَثَّةٌ وصرائم

الشين وَالرَّاء
الشَّرّ: ضد الْخَيْر.
وَجمعه: شُرُور.
والشُّرّ: لُغَة فِيهِ، عَن كرَاع.
وَقد شرّ يشِرّ، ويشُرّ شَرّا، وشَرَارة.
وَحكى بَعضهم: شررت، بِضَم الْعين.
وَرجل شَرِير، وشِرِّير، من قوم أشرار وشرِّيرين. وَهُوَ شَرّ مِنْك وَلَا يُقَال: أشرّ، حذفوه لِكَثْرَة استعمالهم إِيَّاه، وَقد حَكَاهُ بَعضهم.
وَهُوَ شَرّ النَّاس، وَفُلَان شَرّ الثَّلَاثَة، وشَرّ الِاثْنَيْنِ، فَأَما مَا انشده ابْن الْأَعرَابِي من قَوْله:
إِذا أحسن ابْنُ العمّ بعد إساءة ... فلستُ لَشَرّيْ فِعله يَحْمول
إِنَّمَا أَرَادَ: لشَرّ فَعَلَيهِ فَقلب.
وَهِي شَرّة وشُرّى، يذهب بهما إِلَى المفاضلة.
وَقَالَ كرَاع: الشُّرَّى: أُنْثَى الشَّرّ يَعْنِي الشرّ الَّذِي هُوَ الأشرّ فِي التَّقْدِير كالفضلي الَّذِي هُوَ تَأْنِيث الْأَفْضَل.

(7/612)


وَقد شارّه.
وشِرّة الشَّبَاب: نشاطه.
والشُّرُّ: الْعَيْب، حكى ابْن الْأَعرَابِي: قد قبلت عطيتك ثمَّ رَددتهَا عَلَيْك من غير شُرِّك وَلَا ضرك ثمَّ فسره فَقَالَ: أَي من غير رد عَلَيْك وَلَا عيب لَك وَلَا نقص وَلَا إزراء.
وَحكى يَعْقُوب: مَا قلت ذَلِك لشرك وَإِنَّمَا قلته لغير شرك: أَي مَا قلته لشَيْء تكرههُ، وَإِنَّمَا قلته لغير شَيْء تكرههُ.
والشَّرَر: مَا تطاير من النَّار، وَفِي التَّنْزِيل: (إِنَّهَا ترمي بشَرَر كالقَصْر) واحدته: شَرَرة.
وَهُوَ الشَّرَار، واحدته: شَرَارة.
وشرَّ اللَّحْم والأقط وَالثَّوْب وَنَحْوهَا يشُرّه شَرّا، وأشرّه، وشرَّره، وشرَّاه على تَحْويل التَّضْعِيف: وَضعه على خصفة أَو غَيرهَا ليجف قَالَ ثَعْلَب: وَأنْشد بعض الروَاة لِلرَّاعِي:
فَأصْبح يَسْتَاف الفَلاةَ كَأَنَّهُ ... مُشَرًّى بأطراف الْبيُوت قَدِيدُها
وَلَيْسَ هَذَا الْبَيْت لِلرَّاعِي إِنَّمَا هُوَ للْحَلَال ابْن عَمه.
والإشرارة: القديد المشرور.
والإشرارة: الخصفة الَّتِي يُشَرَّر عَلَيْهَا الأقط.
وَقيل: هِيَ شُقّةٌ من شُقق الْبَيْت يُشَرَّر عَلَيْهَا، وَقَوله:
لَهَا أشارير من لحم تتمِّره ... من الثَّعالي ووَخْزٍ من أرانيها
يجوز أَن يَعْنِي بذلك الإشرارة من القديد، وَأَن يَعْنِي بِهِ الخصفة أَو الشقة.
والإشرارة: الْقطعَة الْعَظِيمَة من الْإِبِل لانتشارها وانبثاثها.
وَقد استشَرَّ: إِذا صَار اإشرارة، قَالَ:
الجَدْب يَقع عَنْك غَرْبَ لسانِه ... فَإِذا استشرّ رَأَيْته بَرْبارا
وأشَرّ الشَّيْء: أظهره، قَالَ الشَّاعِر يذكر يَوْم صفّين:
فَمَا بَرِجوا حى رأى اللهُ صَبْرَهم ... وَحَتَّى أُشِرَّت بالأكُفّ المصاحفُ

(7/613)


وشَرِير الْبَحْر: ساحله، مخفف، عَن كرَاع.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّرِير مثل العيقة، يَعْنِي بالعيقة: سَاحل الْبَحْر وناحيته، وَأنْشد للجعدي:
فَلَا زَالَ يَسْقيها ويَسقي بلادَها ... من المُزْن رَجَّافُ يَسُوق القواريا
تسقَّى شَرِيرَ الْبَحْر حولا تردَه ... حلائب قُرْحٌ ثمَّ أصبح غادِيا
والشَّرَّانُ: دَوَاب مثل البعوض، واحدتها: شَرَّانة، لُغَة لأهل السوَاد.
والشَرَاشِر: النَّفس والمحبة جَمِيعًا.
وَقَالَ كرَاع: هِيَ محبَّة النَّفس.
وَقيل: هِيَ جَمِيع الْجَسَد.
وَألقى عَلَيْهِ شَرَاشِره: وَهُوَ أَن يُحِبهُ حى يستهلك فِي حبه.
وَقَالَ اللحياني: هُوَ هَوَاهُ الَّذِي لَا يُرِيد أَن يَدعه من حَاجته.
وَقيل: ألْقى عَلَيْهِ شَرَاشِرَهُ: أَي أثقاله.
وشرشر الشَّيْء شَرْشَرَة: قطعه.
وكل قِطْعَة مِنْهُ شِرْشِرة.
وشَرْشَرَتْه الْحَيَّة: عضَّته.
وَقيل: الشَّرْشرة: أَن يعَض الشَّيْء ثمَّ ينفضه.
وشَرْشَرت الْمَاشِيَة النَّبَات: اكلته، أنْشد ابْن دُرَيْد لجبيهاء الْأَشْجَعِيّ:
فَلَو أنَّها طافت بنَبْتٍ مشَرشَرٍ ... نَفَى الدِقَّ عَنهُ جَدْبُه فَهْو كالِحُ
وشَرْشَر السكين والنصل: أَحدهمَا على حجر.
والشُّرْشُور: طَائِر مثل العصفور.

(7/614)


وَقيل: هُوَ أغبر على لطافة الْحمرَة.
وَقيل: هُوَ اكبر من العصفور قَلِيلا.
والشِّرْشِرة: عشبة أَصْغَر من العرفج، وَلها زهرَة صفراء، وقضب وورق ضخام غبر، منبتها السهل، تنْبت متسطحة كَأَن أفنانها الحبال طولا لقيس الْإِنْسَان قَائِما، وَلها حب كحب الهراس.
وَجَمعهَا: شِرْشِر، قَالَ:
تروَّي من الْأَحْدَاث حَتَّى تلاحقت ... طرائقهُ واهتزّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ
قَالَ أَبُو حنيفَة عَن أبي زِيَاد: الشِّرْشِر يذهب حِبَالًا على الأَرْض طولا كَمَا يذهب القطب إِلَّا أَنه لَيْسَ لَهُ شوك يُؤْذِي أحدا.
وشُرَاشِر، وشُرَيْشِر، وشَرْشَرة: أَسمَاء.
والشُرَير: مَوضِع، هُوَ من الْجَار على سَبْعَة أَمْيَال قَالَ كثير عزة:
ديار بأعنَاء الشُّرَير كَأَنَّهَا ... عَلَيهنَّ فِي أكْناف عَيْقَة شِيدُ

مقلوبه: (ر ش ش) و (ر ش ر ش)
رَشَّت الْعين وَالسَّمَاء تَرُشُّ رَشّاً، ورَشضاشا: وأرَشَّتْ.
وَأَرْض مَرْشُوشة: أَصَابَهَا رَشٌّ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّشُّ: أول الْمَطَر.
وأرشَّت الطعنة، ورشاشها: دَمهَا.
وأرشَّت الْعين الدمع.
ورَشَّه بِالْمَاءِ يرُشّه رَشّا: نضحه.
ورشواء مُرِشٌّ، ورَشْراش: خضل ندٍ يقطر مَاؤُهُ.
وتَرَشْرَش المَاء: سَالَ.
وَعظم رَشْراش: رخو.
وخبزة رَشْراشة، ورَشْرشة: رخوة يابسة.
ورَشْرش الْبَعِير: برك ثمَّ فحص بصدره فِي الأَرْض ليتَمَكَّن.

(7/615)


الشين وَاللَّام
الشّلَل: يبس الْيَد.
شَلَّت يَده تَشَلُّ شلاًّ، وشلَلا.
قَالَ اللحياني: شَلَّ عشره وشَلَّ خمسه، قَالَ وَبَعْضهمْ يَقُول: شَلَّت. قَالَ: يَعْنِي: أَن حذف عَلامَة التَّأْنِيث فِي مثل هَذَا أَكثر من بَقَائِهَا، وَأنْشد:
فشلَّت يَمِيني يَوْم أعلُو ابنَ جَعْفَر ... وشلَّ بنانها وشلَّ الخناصِرُ
هَكَذَا أنْشدهُ بِإِثْبَات الْعَلامَة فِي " شلَّت يَمِيني " وبحذفها فِي " شلَّ بنانها ".
وَرجل أشلّ، وَقد أشلَّ يَده.
وَلَا شَلَلاً، وَلَا شَلالِ، مبينَة كحذام: أَي تَشْلَلْ يدك.
والشَّلَل فِي الثَّوْب: أَن يُصِيبهُ سَواد أَو غَيره فَإِذا غسل لم يذهب.
والشَّلِيل: مسح من صوف أَو شعر يَجْعَل على عجز الْبَعِير من وَرَاء الرحل، قَالَ جميل:
تئج أجِيجَ الرَّحْل لما تحسَّرَت ... مَنَاكِبُها وابتُزَّ عَنْهَا شَلِيلُها
والشَّلِيل: الحِلْس، قَالَ:
إِلَيْك سَار العِيسُ فِي الأشِلَّةْ
والشَّلِيل: الغلالة الَّتِي لبس تَحت الدرْع.
وَقيل: هِيَ الدرْع الصَّغِيرَة القصيرة تكون تَحت الْكَبِيرَة.
وَقيل: هِيَ الدرْع مَا كَانَت.
والشَّلِيل: مجْرى المَاء فِي الْوَادي.
وَقيل: وَسطه الَّذِي يجْرِي فِيهِ المَاء.
والشَّلِيل: النخاع، وَهُوَ الْعرق الْأَبْيَض الَّذِي فِي فقار الظّهْر.
والشليل: طرائق طوال من لحم تكون ممتدة مَعَ الظّهْر.

(7/616)


واحدتها شَلِيلة، كِلَاهُمَا عَن كرَاع. وَالسِّين فيهمَا أَعلَى.
والشَّلَ والشَّلُل: الطَّرْد.
شلَّه يشُلُّه فانشلَّ.
وَكَذَلِكَ: شلّ العير أتنه والسائق إبِله.
وحمار مِشَلّ: كثير الطَّرْد.
وَرجل مِشَلّ، وشَلُولٌ، وشُلُل، وشُلْشُل: خَفِيف سريع، قَالَ الْأَعْشَى:
وَقد غَدَوتُ إِلَى الحانوتِ تبعُني ... شاوٍ مشَلّ شَلُولٌ شُلْشُل شَوِلُ
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جمع الشُلُل: شُلُلُون، وَلَا يكسر لقلَّة فعل فِي الصِّفَات.
وَرجل شُلْشل، ومُتَشَلْشِل: قَلِيل اللَّحْم خَفِيف فِيمَا اخذ فِيهِ من عمل أَو غَيره، وَقَالَ تأبط شرا:
ولكنني أُروى من الْخمر هامتي ... وأنْضُو المَلا بالشاحِبِ المتشَلشِل
إِنَّمَا يَعْنِي: الرجل الْخَفِيف المتخدد الْقَلِيل اللَّحْم.
والشَّلْشَلة: قطران المَاء.
وَقد تشلشل.
وَمَاء شَلْشَل، ومُتَشَلْشِل، تشلشل يتبع قطران بعضه بَعْضًا.
وَكَذَلِكَ: الدَّم.
وشَلْشَل السَّيْف الدَّم، وتشلشل بِهِ: صبه. وَقيل لنصيب: مَا الشلشال فِي بَيت قَالَه، فَقَالَ: لَا أَدْرِي، سمعته يُقَال فقلته.
وشلشل بَوْله وببوله شَلْشَلَةً، وشِلْشالا: فرقه وأرسله منتشرا.
وَالِاسْم: الشَّلْشال.
وشلَّت الْعين دمعها: كشنته. وَزعم يَعْقُوب: أَنه من الْبَدَل.
والشُّلَّة: النِّيَّة حَيّ انتوى الْقَوْم.

(7/617)


والشَّلّة والشُّلَّة: الْأَمر الْبعيد تطلبه قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
وَقلت تجنَّبَنْ سُخْط ابْن عَمّ ... ومطلب شُلّة وهْي الطَّرُوح
وَرَوَاهُ الْأَخْفَش: " سخط ابْن عَمْرو " قَالَ: يَعْنِي ابْن عُوَيْمِر.
وشَلِيل: اسْم بلد، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:
حَتَّى غَلَبنا وَلَوْلَا نَحن، قد علمُوا، ... حَلَّت شَلِيلا عذارهم وجَمَّالا

مقلوبه: (ل ش ل ش)
اللَّشْلَشة: كَثْرَة التَّرَدُّد عِنْد الْفَزع.
وجبان لشلاش: كثير التَّرَدُّد فَزعًا.

الشين وَالنُّون
الشَّنّ، والشَّنَّة: الْخلق من كل آنِية صنعت من جلد وَجَمعهَا: شِنَان.
وَحكى اللحياني: قربَة أشنان، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهَا شَنَّا ثمَّ جمعُوا على هَذَا. وَلم اسْمَع أشنانا فِي جمع شَنّ إِلَّا هُنَا.
وتَشَنَّن السقاء، واشتَنَّ، واستشَنّ: أخلق.
وَمرَّة شنة: خلا من سنّهَا، عَن ابْن الْأَعرَابِي أَرَادَ: ذهب من عمرها كثير فبليت.
وَقيل: هِيَ الْعَجُوز المسنة البالية.
وقوس شَنَّة: قديمَة، عَنهُ أَيْضا، وَأنْشد:
فَلَا صريخ الْيَوْم إِلَّا هُنَّهْ
معَاَبلِ خُوصٌ وقَوْسٌ شَنَّهْ
والشَّنّ: الضعْف. وَأَصله من ذَلِك.
وتَشَنّن جلد الْإِنْسَان: تغضن عِنْد الْهَرم.
والشَّنُون: المهزول من الدَّوَابّ.

(7/618)


وَقيل: الَّذِي لَيْسَ بمهزول وَلَا سمين.
وَقيل: السمين.
وذئب شَنُون: جَائِع، قَالَ الطرماح:
شَجٍ بخصومة الذِّئْب الشَّنُون
والشَّنِين، والتَّشنين، والتَّشْنان: قطران المَاء.
وشَنَّ المَاء على شرابه يشُنّه شَنّا: صبه.
وشنّ المَاء على وَجهه يشُنّه شنّا: صبه صبا وفرقه.
وَقيل: هُوَ صب شَبيه بالنضح.
وعلق شَنِين: مصبوب، قَالَ عبد منَاف ابْن ربيع الْهُذلِيّ:
وَإِن بعُقدة الأنصاب مِنْكُم ... غُلَاما خَرَّ فِي عَلَق شَنِين
وشَنَّت الْعين دمعها: كَذَلِك.
وشنّ عَلَيْهِ درعه يَشُنّها شَنّا: صبها.
وشَنّ علهم الْغَارة يَشُنّها شَنّا: صبها وبثها.
والشّانّان: عرقان ينحدران من الرَّأْس إِلَى الحاجبين ثمَّ إِلَى الْعَينَيْنِ.
والشَّانَّة من المسايل: كالرحبة.
وَقيل: هِيَ مدفع الْوَادي الصَّغِير.
والشُّنَان: المَاء الْبَارِد، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
بماءٍ شُنّانٍ زعزعت مَتْنَه الصَّبَا ... وجادت عَلَيْهِ ديمةٌ بعد وابل
ويروى: " بِمَاء شِنَانٍ ".
وَلبن شَنِين: مَحْض، صب عَلَيْهِ مَاء بَارِد، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وشَنٌّ: قَبيلَة، وَفِي الْمثل: " وَافق شَنٌّ طبقَة ".

(7/619)


قَالَ ابْن السّكيت: هُوَ شَنّ بن أفصى بن عبد الْقَيْس بن دعمى بن جديلة بن أَسد بن ربيعَة ابْن نزار. وطبق: حَيّ من إياد، وَكَانَت شَنٌّ لَا يُقَام لَهَا فَوَاقَعْتهَا طبق فانتصفت مِنْهَا فَقيل: وَافق شن طبقه، وَافقه فاعتنقه، قَالَ:
لقِيَتْ شَنٌّ إيَاداً بالقَنَا ... طَبَقاً وَافق شن طَبَقَةْ
وَقيل: شَنّ قَبيلَة كَانَت تكْثر الغارات فوافقهم طبق من النَّاس فأباروهم وأبادوهم.
وشَنّ: اسْم رجل، وَفِي الْمثل: " يحمل شَنٌّ ويُفَدَّى لُكَيْز ".
والشَّنْشِنَة: الطبيعة والخليقة، وَفِي الْمثل: " شِنْشِنَة أعرفهَا من أخزم " والشِّنْشِنَة: الْقطعَة من اللَّحْم.
وَقيل: الْقطعَة من الْحَبل.

مقلوبه: (ن ش ش) و (ن ش ن ش)
نَشّ المَاء يَنِشّ نَشّا، ونَشِيشا، ونَشْنَش: صَوت عِنْد الغليان أَو الصب.
وَكَذَلِكَ: كل مَا يسمع لَهُ كتيت كالنبيذ وَمَا أشبه.
وَقيل: النَّشِيش أول اخذ الْعصير فِي الغليان.
ونَشَّ اللَّحْم نشا، ونَشِيشا: سمع لَهُ صَوت على المقلى أَو الْقدر.
وسبخة نشّاشة ونَشناشة: لَا يجِف ثراها وَلَا ينْبت مرعاها.
وَقد نشَّت بالنَزَ تَنِشّ.
ونشَّ الغدير والحوض يَنِشّ نَشّا، ونَشِيشا: يبس ماؤهما.
وَقيل: نَشَّ المَاء على وَجه الأَرْض: نَشِف وجف.
ونَشّ الرطب: ذوى وَذهب مَاؤُهُ، قَالَ ذُو الرمة:
حتّى إِذا مَعْمَعانُ الصَّيف هَبَّ لَهُ ... بأجَّة نَشَّ عَنْهَا الماءُ والرُّطُبُ
والنَّشّ: وزن نواة من ذهب.
وَقيل: هُوَ وزن عشْرين درهما.
وَقيل: وزن خَمْسَة دَرَاهِم.

(7/620)


وَقيل: هُوَ ربع أُوقِيَّة. وَالْأُوقِية أَرْبَعُونَ درهما.
ونَشُّ الشَّيْء: نصفه.
ونَشْنَش الطَّائِر ريشه: نتفه فالقاه قَالَ:
رَأَيْت غُرَابا وَاقعا فَوق بانة ... ينشنِشُ أَعلَى ريشِه ويُطايرهْ
ونَشْنَشوه: تعتعوه عَن ابْن الْأَعرَابِي.
ونَشْنش الشّجر: أَخذ من لحائه.
ونشنش السَّلب: أَخذه، قَالَ:
كَمَا تُنشِنش كفَّا قَاتل سَلَبا
ويروى: " كفا قَاتل سلبا " فالسلب على هَذَا ضرب من الشّجر يمد فيلين بذلك ثمَّ تفتل مِنْهُ الحزم.
وَرجل نَشْنَشِيٌّ الذِّرَاع: خفيفها رحبها، قَالَ:
فَقَامَ فَتىً نَشْنَشِيّ الذراعِ ... فَلم يتَلبَّثْ وَلم يَهْمُهمِ
وَغُلَام نَشْنَش: خَفِيف فِي السّفر.
والنِّشْنِشة: لُغَة فِي الشِّنْشِنة مَا كَانَت.
ونَشْنَش الْمَرْأَة: نَكَحَهَا.
والنَّشْنَشة: كالخَشْخَشَة، قَالَ:
للدَرْع فَوق مَنْكِبَيه نَشْنَشَةْ
ونَشَّة، ونَشْناش: اسمان.
وَأَبُو النَّشْنَاش: كنية، قَالَ:
ونائيةِ الأرْجاء طاوية الصُّوَى ... خَدَت بِأبي النَّشْناش فِيهَا ركائبُه

(7/621)


والنشناش: مَوضِع بِعَيْنِه، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
بأودية النَّشْناش حيثُ تَتَابَعَت ... رِهَاُم الحَيَا واعْتَمَّ بالزَّهَر البَقْلُ

الشين وَالْفَاء
شَفَّه الْحبّ والحزن يَشُفّه شَفّا، وشُفُوفا: لذع قلبه.
وَقيل: أنحله.
وَقيل: أذهب عقله، وَبِه فسر ثَعْلَب قَوْله:
وَلَكِن رأونا سَبْعَة لَا يشفُّنا ... ذكاءٌ وَلَا فِينَا غُلَام حَزَوَّرُ
وشفَّ كبِدَه: أحرقها، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فهنّ عُكُوف كنَوْح الْكَرِيم ... فقد شَفَّ أكبادَهن الهَوى
وشفّه الْحزن: أظهر مَا عِنْده من الْجزع.
والشَّفّ، والشِّفّ: الثَّوْب الرَّقِيق.
وَقيل: السّتْر الرَّقِيق يرى مَا وَرَاءه.
وجمعهما: شُفوف.
وشَفّ السّتْر يشِفّ شُفُوفا، وشَفِيفاً، واستشَفّ: ظهر مَا وَرَاءه.
واستشفَّه هُوَ: رأى مَا وَرَاءه.
وشفّ المَاء يشُفَه شَفّا، واشتفه، واستشفه، وتشافَّه، وتشافَاه؛ وَهَذِه الْأَخِيرَة من محلول التَّضْعِيف لِأَن أَصله تشافه، كل ذَلِك: تقصى شربه، قَالَ بعض الْعَرَب لِابْنِهِ فِي وصاته: أقبح طاعم المقتف وأقبح شَارِب المشتف، واستعاره عبد الله بن سبره الْحَرَشِي فِي الْمَوْت فَقَالَ:
ساقيتُه الموتَ حَتَّى اشْتَفَّ آخِره ... فَمَا استكان لِمَا لَاقَى وَلَا ضَرَعا
أَي حَتَّى شرب آخر الْمَوْت، وَإِذا شرب آخِره فقد شربه كُله، وَفِي الْمثل: " لَيْسَ الرّيّ

(7/622)


عَن التشاف ".
والشُّفَافة: بَقِيَّة المَاء وَاللَّبن فِي الْإِنَاء.
والشَّفّ والشِّفّ: الْفضل وَالرِّبْح وَالزِّيَادَة. وَهُوَ أَيْضا النُّقْصَان.
والشَّفِيف: كالشف يكون الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان وَهُوَ أَيْضا النُّقْصَان.
وَقد شفَّ عَلَيْهِ يشِفّ شُفُوفا، وشَفَّف، واستشفّ.
وشَفَفْتُ فِي السّلْعَة: ربحت.
وأشفَّ عَلَيْهِ: فَضله فِي الْحسن وفاقه.
وأشَفّ بعض وَلَده على بعض: فَضله، وَفِي الحَدِيث: " قلت قولا شفا " أَي فضلا.
وشفَّ عَنهُ الثَّوْب يَشِفّ: قصر.
وشفَّ لَك الشَّيْء: دَامَ وَثَبت.
والشَّفَف: الرقة والخفة، وَرُبمَا سميت رقة الْحَال شغفا.
والشَّفِيف: شدَّة الْحر.
وَقيل: شدَّة لذع الْبرد.
وَوجد فِي أَسْنَانه شَفيفا: أَي بردا.
وَقيل: الشفيف: برد مَعَ ندوة.
والشَّفَّان: الرّيح الْبَارِدَة مَعَ الْمَطَر، قَالَ:
إِذا اجْتمع الشَّفَّانُ والبلد الجَدْبُ
وَقَول أبي ذُؤَيْب:
ويعوذ بالأرْطَى إِذا مَا شَفَّه ... قَطْرٌ وراحَتْه بَلِيلٌ زَعْزَعُ
إِنَّمَا يُرِيد: شفَّت عَلَيْهِ وقبضته لبردها. وَلَا يكون من قَوْلك: شفه الْهم والحزن لِأَنَّهُ فِي صفة الرّيح والمطر.

(7/623)


وتَشَفشف النَّبَات: أَخذ فِي اليبس.
وشفشف الْحر النَّبَات وَغَيره: أيبسه.
والمُشَفْشَف، والمُشَفْشِف: السخيف السَّيئ الْخلق.
وَقيل الغيور، قَالَ الفرزدق:
ويُخْلِفن مَا ظنّ الغَيُور المشفشَف
ويروى: " المشفشِف " الْكسر عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وَقيل: المشفشَف: الَّذِي كَأَن بِهِ رعدة واختلاطا من شدَّة الْغيرَة.

مقلوبه: (ف ش ش) و (ف ش ف ش)
الفَشّ: تتبع السرق الدون.
فَشَّه يَفُشّه فشّا.
والفَشّ: الْحَلب.
وَقيل: الْحَلب السَّرِيع.
وفَشَّ النَّاقة فَشاًّ: أسْرع حلبها.
وفَشَّ الضَّرع فَشاًّ: حلب جَمِيع مَا فِيهِ.
وفَش الوطب فَشَا: اخْرُج زبده.
وفَشّ الْقرْبَة يفُشّها فَشّا: حل وكاءها فَخرج رِيحهَا.
ولأفُشَّنَّك فَشَّ الوطب: أَي لأريلن نفخك.
وَقَالَ كرَاع: مَعْنَاهُ: لأحلبنك، وَذَلِكَ أَن ينْفخ ثمَّ يحل وكاؤه وَيتْرك مَفْتُوحًا ثمَّ يمْلَأ لَبَنًا.
وَقَالَ ثَعْلَب: لأفُشَّنَّ وطبك، أَي لأذهبن بكبرك وتيهك.
وَيُقَال للرجل إِذا غضب فَلم يقدر على التَّغْيِير: فشامن فُشِيّه، من استه إِلَى فِيهِ.
والفَشّ الفسو.
والفَشُوش من النسء: الضروط.
وَقيل: هِيَ الرخوة الْمَتَاع.
وَقيل: هِيَ الَّتِي تقعد على الجردان، قَالَ:

(7/624)


وازجُرْ بني النَّجَّاخة الفَشُوشِ
وفَشَّ الْمَرْأَة يَفُشُّها فَشاًّ: نَكَحَهَا.
وفَشَّ القفل فَشاًّ: فَتحه بِغَيْر مِفْتَاح.
والانفشاش: الانكسار عَن الشَّيْء.
والفَشّ: الْأكل، قَالَ جرير:
فبتُّم تَفُشُّون الخَزِيرَ كأنكم ... مطلَّقة يَوْمًا وَيَوْما تُراجَع
وفَشَّ الْقَوْم يَفِشُّون فُشُوشا: حيوا بعد هزال.
وأفَشَّوا: انْطَلقُوا فجفلوا.
والفَشّ من الأَرْض: الهجل الَّذِي لَيْسَ بجد عميق وَلَا متطأ من جدا.
والفَشُّ: حمل الينبوت.
واحدته: فَشَّة، وَجَمعهَا: فِشَاش.
والفِشَاش، والفَشْفَاش: كسَاء رَقِيق غليظ النسج.
وفَشِيشة: نبز لحي من الْعَرَب، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ لقب لبني تَمِيم، وَأنْشد:
ذهبت فَشِيشة بالأباعر حولنا ... سَرَقا فصُبَّ على فَشِيشة أَبْجَرُ
وفَشْفش ببوله: نضحه.
وفَشْفَشَ الرجل: أفرط فِي الْكَذِب.
وَرجل فشفاش: يتنفج بِالْكَذِبِ وينتحل مَا لغيره.
والفَشْفاش: عشبة نَحْو البسباس، واحدته: فَشْفَاشة.

الشين وَالْبَاء
الشَّبَاب: الفتاء.
شَبّ يَشِبُّ شَبَابا. وَالِاسْم: الشَّبَيبة.

(7/625)


وَرجل شابّ، وَالْجمع: شُبَّان، سِيبَوَيْهٍ: أجْرى مجْرى الِاسْم نَحْو حاجر وحجران، والشباب: اسْم للْجمع، قَالَ:
وَلَقَد غَدَوتُ بسابح مَرح ... ومَعِي شباب كُلُّهمْ أخْيَل
وَامْرَأَة شابَّة من نسْوَة شوَابّ زعم الْخَلِيل أَنه سمع أَعْرَابِيًا فصيحا يَقُول: إِذا بلغ الرجل سِتِّينَ وإيا الشوابِّ.
وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: رجل شّبّ، وَامْرَأَة شَبَّة يَعْنِي: من الشَّبَاب.
وأشَبّ الرجل: أَي شَبّ وَلَده.
وقدح شابّ: حَدِيد كَمَا قَالُوا فِي ضِدّه: قدح هرم، وَفِي الْمثل: " أعييتني من شُبِّ إِلَى دب " وَمن شُبٍّ إِلَى دُبٍّ على الْحِكَايَة أَي من لدن شَبَبْتَ إِلَى أَن دببت على الْعَصَا، يُقَال ذَلِك للرجل وَالْمَرْأَة " وَمَا زَالَ على خلق وَاحِد شُبّ إِلَى دُبّ ". قَالَ:
قَالَت لَهَا أُخْت لَهَا نَصَحت ... رُدّي فؤاد الهائم الصَّبِّ
قَالَت ولِمْ قَالَت أَذاك وَقد ... عُلِّقتكم شُبّاً إِلَى دُبِّ
وَقد تقدم شرح بِنَاء هَذَا الْموضع وَإِعْرَابه فِي الْمُخَصّص.
وجئتك فِي شباب النَّهَار، وبشباب نَهَار، عَن اللحياني: أَي أَوله.
والشَّبَب، والشَّبُوب، والمُشِبّ، كُله: الشابّ من الثيران وَالْغنم.
وَقيل: هُوَ الَّذِي انْتهى تَمَامه وذكاؤه مِنْهُمَا.
وَقيل: هُوَ المسن.
وَالْأُنْثَى: شَبُوب، بِغَيْر هَاء.
وشبَّب بِالْمَرْأَةِ: قَالَ فِيهَا الْغَزل.
وشبَّ النَّار يشُبُّها شَباًّ، وشُبُوبا، وأشَبَّها: أوقدها.
وَكَذَلِكَ: الْحَرْب، وشبَّت هِيَ تَشِبّ شَباًّ وشُبُوبا.
وشَبَّةُ النَّار: اشتعالها.
والشِّباب، والشَّبُوب: مَا شُبَّ بِهِ.
قَالَ أَبُو حنيفَة: حُكيَ عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء أَنه قَالَ: شُبَّت النَّار، وشَبَّت هِيَ نَفسهَا،

(7/626)


قَالَ: وَلَا يُقَال: شابَّة، وَلَكِن مَشْبُوبة.
وَرجل مَشْبوب: جميل كَأَنَّهُ أوقد، قَالَ ذُو الرمة:
إِذا الأروع المشبوب أضحى كَأَنَّهُ ... على الرَّحْلِ مِمَّا منّه السَّيْرُ أَحمَق
وَمِنْه قَول بعض نسَاء الْعَرَب: كنت احسن من النَّار الموقدة.
والمشبوبتان: الشِّعْريان لاتقاد وقتهما.
أنْشد ثَعْلَب:
وعَنْسٍ كألواح الإرَان نَسَأتُها ... إِذا قيل للمشبوبين هُمَا هُمَا
وشبَّ لون الْمَرْأَة خمار اسود لبسته: أَي زَاد فِي بياضها ولونها، فحسنها، لِأَن الضِّدّ يزِيد فِي ضِدّه، ويبدي مَا خفى مِنْهُ، وَلذَلِك قَالُوا:
وبضدّ
هاتيَّينُ
الْأَشْيَاء
قَالَ رجل من طَيء جاهلي:
معلنكِس شَبَّ لَهَا لونَها ... كَمَا يَشُبُّ البدرَ لونُ الظلام
يَقُول: كَمَا يظْهر لون الْبَدْر فِي اللَّيْلَة الْمظْلمَة.
وَهَذَا شَبُوب لهَذَا: أَي يزِيد فِيهِ ويحسنه.
وشَبّ الْفرس يشُبّ، ويشِبّ شِبابا، وشَبِيبا، وشُبُوبا: رفع يَدَيْهِ.
وَقَالَ ثَعْلَب: الشّبِيب: الَّذِي تجوز رِجْلَاهُ يَدَيْهِ وَهُوَ عيب. وَالصَّحِيح: الشئيت. وَسَيَأْتِي ذكره.
وأُشِبَّ لي الرجل: إِذا رفعت طرفك فرأيته من غير أَن ترجوه أَو تحتسبه.
والشَّبّ: ارْتِفَاع كل شَيْء.
وشَبَّ ذَا زيد: أَي حبذا، حَكَاهُ ثَعْلَب.
والشَّبُّ: حِجَارَة يتَّخذ مِنْهَا الزاج وأشباهه، وأجوده مَا جلب من الْيمن، وَهُوَ شب

(7/627)


أَبيض لَهُ بصيص، قَالَ:
أَلا لَيْت عمّي يَوْم فرَّق بَيْننَا ... سُقَى السّمَّ ممزوجا بشَبّ يمَان
ويروى: " بسب يمَان ".
والشَّبّ: دَوَاء مَعْرُوف.
وشبَّة، وشَبِيب: اسْما رجلَيْنِ.
وَبَنُو شَبَابة: قوم من فهم بن مَالك، سماهم أَبُو حنيفَة فِي كتاب النَّبَات.

مقلوبه: (ب ش ش) و (ب ش ب ش)
البَشُّ: اللطف فِي الْمَسْأَلَة والاقبال على الرجل.
وَقيل: هُوَ أَن يضْحك إِلَيْهِ ويلقاه لِقَاء جميلا، والمعنيان مقتربان.
وَرجل بَشّ، وباشّ.
وَقد بَشِشتُ بِهِ بَشاًّ، وبَشَاشةً، قَالَ:
لَا يَعْدَمُ السائلُ مِنْهُ وَفْرا
وقَبْله بَشَاشةً وبِشْرا
وروى بَيت ذِي الرمة:
ألم تَعْلَمَا أنَّا نَبِشُّ إِذا دَنت ... بأهْلِك منا طِيَّةٌ وحُلُول
بِكَسْر الْبَاء، فإمَّا أَن تكون بَشَشْت مقولة، وَإِمَّا أَن تكون مِمَّا جَاءَ على فَعِل يَفعِل.
والبَشِيش: كالبشاشة وَقَالَ رؤبة:
وأرِى الزنادِ مُسْفِر البَشيش
وتبشَّش بِهِ، وتَبَشْبَش، مفكوك من تَبشَّشَ.
وأبشَّت الأَرْض: كأبْشَرت؛ وذل فِي أول خُرُوج نباتها.
وَبَنُو بَشَّة: بطن من الْعَرَب من بلنعبر.

(7/628)


الشين وَالْمِيم
الشَّمْ: حِسُّ الْأنف.
شمِمته أشَمُّه، وشَمَمته شَمّاً، وشَمِيما، وتَشمَّمته، واشتممته، وشمَّمته، قَالَ قيس بن ذريح يصف أينقا وسَقْبا:
يُشَمَّمنه لَو يستطعن ارتشَفْنه ... إِذا سُفْنه يزددن نَكْباً على نَكْب
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: تشمَّم الشَّيْء، واشْتَمَّه: أدناه من انفه ليجتذب رَائِحَته.
وأَشَّمه إِيَّاه: جعله يَشمُّه.
وأشمِمْني يدك أقبلها، وَهُوَ أحسن من ناولني، وَقَول عَلْقَمَة بن عَبدة:
يحملن أُتْرُجَّة نَضْحُ العَبِيرِ بهَا ... كَأَن تَطْيابها فِي الأنْف مشمومُ
قيل: يَعْنِي المِسْك. وَقيل: أَرَادَ: أَن رائحتها بَاقِيَة فِي الْأنف؛ كَمَا يُقَال: أكلت طَعَاما هُوَ فِي فمي إِلَى الْآن.
والشمَّامات: مَا يتشمم من الارواح الطّيبَة، اسْم كالجبانة.
وتَشَامَّ الرّجلَانِ: شم كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه.
والإشمام: روم الْحَرْف السَّاكِن بحركة خُفْيَة لَا يعْتد بهَا وَلَا تكسر وزنا، أَلا ترى أَن سِيبَوَيْهٍ حِين أنْشد:
مَتى أَنَام لَا يوَرِّقْنِي الكَرِى
مجزوم الْقَاف قَالَ بعد ذَلِك: وَسمعت بعض الْعَرَب يَشِمُّها الرّفْع كَأَنَّهُ قَالَ: مَتى أَنَام غير مؤرق.
وَأَشَمَّ الْحجام الْخِتَان والخافظة البظر: اخذ مِنْهُمَا قَلِيلا، وَفِي حَدِيث النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ لأم عَطِيَّة: " إِذا خَفَضْتِ فَأَشِمّي وَلَا تَنْهَكِي فَإِنَّهُ أضْوَأ للْوَجْه وأحظى لَهَا عِنْد الزَّوْج " قَوْله: لَا تنهكي: أَي لَا تاخذي من البظر كثيرا.

(7/629)


وشاممت الْعَدو إِذا دَنَوْت مِنْهُم حَتَّى يَرَوك.
وشَمِمْت الْأَمر وشاممته: وليت عمله بيَدي.
والشَّمَم فِي الْأنف: ارْتِفَاع القصبة وحسنها واستواء أَعْلَاهَا وانتصاب الأرنبة.
وَقيل: الَّذِي تشرف أرنبته وَيَسْتَوِي مَتنه. وَهُوَ أحسن الأنوف.
وَقيل: وُرُود الأرنبة فِي حسن اسْتِوَاء القصبة وارتفاعها اشد من ارْتِفَاع الذلف.
وَقيل: الشَّمَم: أَن يطول الْأنف ويدق وتسيل روثته.
وَرجل أشمّ، وَإِذا وصف الشَّاعِر فَقَالَ: " أشمّ " فَإِنَّمَا يَعْنِي سيداً ذَا أَنَفَة.
ومنكب أشمّ: مُرْتَفع المُشَاشة.
رجل أشمّ، وَقد شَمَّ شَمَما فيهمَا.
والشَّمَم: ارْتِفَاع فِي الْجَبَل.
وشمَام: جبل مَعْرُوف. وابنا شَمَامٍ: جبلان.
وشَمَّاء: اسْم أكمة، وَعَلِيهِ فسر ابْن كيسَان قَول الْحَارِث بن حلزة:
بعد عَهْد لنا ببُرْقة شَمَّ ... اء فأدنى ديارِها الخَلْصاءُ

مقلوبه: (م ش ش) و (م ش م ش)
مَشّ النَّاقة يمُشّها مَشّا: حلبها وَترك بعض اللَّبن فِي الضَّرع.
ومَشّ يَده يَمُشُّها مَشاًّ: مسحها بالشَّيْء الخشن ليذْهب بِهِ غمرها وينظفها، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
نَمُشّ بأعراف الجِيَاد أكُفَّنا ... إِذا نَحن قمنا عَن شِواءٍ مُضَهَّبِ
والمَشُوش: المنديل الَّذِي يمسحها بِهِ.
ومَشَّ أُذُنه يَمُشُّها مَشّا: مسحها، قَالَت أُخْت عَمْرو:
فَإِن أَنْتُم لم تثأروا بأخيكم ... فَمُشّوا بآذان النَّعامِ المصَلَّمِ

(7/630)


ومَشَّ الْقدح مَشّا: مَسحه ليلينه.
وامْتَشىَّ بِيَدِهِ وَهُوَ كالاستنجاء.
والمُشَاشُ: كل عظم لَا مخ فِيهِ يمكنك تتبعه.
ومَشّه مَشّاً، وامتَشَّه، وتمشَّشه، ومَشْمشه: مصَّه ممضوغا.
وأمَشَّ الْعظم نَفسه: صَار فِيهِ مَا يُمَشّ.
والمُشاشة: مَا اشرف من عظم الْمنْكب.
والمشَشُ: ورم يَأْخُذ فِي مقدم عظم الوظيف أَو بَاطِن السَّاق فِي إنسيه.
وَقد مشِشَتِ الدَّابَّة، بِإِظْهَار التَّضْعِيف، نَادِر.
وامتش الثَّوْب: انتزعه.
ومَشَّ الشَّيْء، يَمُشّه مَشاًّ، ومَشْمَشَهُ: إِذا دافه وأنقعه فِي مَاء حَتَّى يذوب، وَمِنْه قَول بعض الْعَرَب يصف عليلا: مَا زلت أمش لَهُ الأشفية ألدة تَارَة وأوجره أُخْرَى فَأبى قَضَاء الله.
والمَشْمشة: السرعة والخفة، وَبِه سمي الرجل مِشْماشا.
والمُشَاشة: أَرض رخوة لَا تبلغ أَن تكون حجرا، يجْتَمع فِيهَا مَاء السَّمَاء وفوقها رمل يحجز الشَّمْس عَن المَاء وتمنع المُشَاشَةُ المَاء أَن يتسرب فِي الأَرْض، فَكلما استقيت مِنْهَا دلوٌ جَمَّت أُخْرَى.
وَرجل هَشُّ المُشَاش: رخو المَغْمَز، وَهُوَ ذمّ.
ومَشمشوه: تعتعوه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والمشمش: ضرب من الْفَاكِهَة، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا اعرف مَا صِحَّته.
والمَشَامِش: الصَّيَاقِلة، عَن الهجري وَلم يذكر لَهُم وَاحِدًا، وَأنْشد:
نضا عَنْهُم الحَوْلُ اليمانِي كَمَا نضا ... عَن الْهِنْد أجفان جَلَتْها المشامِشُ
قَالَ: وَقيل: المَشَامِش: خِرَق تُجعل فِي النُّورة ثمَّ تُجْلىَ بهَا السيوف.
ومِشْماش: اسْم.

(7/631)


بَاب الثلاثي الصَّحِيح
الشين وَالضَّاد وَالرَّاء
الشِّرْوَاض: الْجمل الضخم.

الشين وَالصَّاد وَالرَّاء
الشَّصْر من الْخياطَة: كالبشك.
وَقد شَصَره شَصْرا.
والشِّصَار: خَشَبَة تدخل بَين منخري النَّاقة.
وَقد شَصَرها، وشَصَّرها.
وشَصَر النَّاقة يَشْصِرها ويَشصُرها شَصَرا: إِذا دحقت رَحمهَا تخَلّل حياءها بأخلة ثمَّ أدَار خلف الأخلة بعقب أَو خيط من هلب ذنبها.
والشِّصَار: مَا شُصر بِهِ.
وشَصَر بَصَره يَشْصُر شُصُورا: شخص عِنْد الْمَوْت.
وشَصَر الثور بقرنه يَشْصُره شَصْرا: نطحه بقرنه.
وَكَذَلِكَ الظبي.
والشَّصَر من الظباء: الَّذِي بلغ أَن يَنْطَح. وَقيل: الَّذِي بلغ شهرا.
وَقيل: هُوَ الَّذِي لم يحتنك.
وَقيل: هُوَ الَّذِي قد قوى وتحرك.
وَالْجمع: أشْصار، وشِصَرة.
وَالْأُنْثَى: شَصَرة.
والشَّوْصر: كالشَّصَر.
وشِصَار: اسْم رجل، وَاسم جني، وَقَول خنافر فِي رئيه من الْجِنّ:

(7/632)


نَجَوْتُ بِحَمْد الله من كلَّ قَحْمةٍ ... توَرِّث هُلْكاً يومَ شايَعْتُ شاصِرا
إِنَّمَا أَرَادَ: شِصارا فَغير الِاسْم لضَرُورَة الشّعْر، وَمثله كثير.

مقلوبه: (ش ر ص)
الشِّرْصَتان: ناحيتا الناصية، وهما أرق شعرًا، ومنهما تبدأ النزعة عِنْد الصدغ.
وَالْجمع: شِرَصة، وشِراص.

الشين وَالصَّاد وَالنُّون
شَنَص يَشْنُص شُنُوصا: تعلق بالشَّيْء.
وَفرس شَنَاصي: طَوِيل نشيط.
وشُناص: مَوضِع، قَالَ:
دفعناهُنَّ بالحَكَماتِ حَتَّى ... دُفِعن إِلَى عُلاً وَإِلَى شُنَاصِ
وَعلا: مَوضِع أَيْضا.

مقلوبه: (ن ش ص)
النَّشَاص: السَّحَاب الْمُرْتَفع.
وَقيل: هُوَ الَّذِي يرْتَفع بعضه فَوق بعض.
وَقيل: هُوَ الَّذِي ينشأ من قبل الْعين.
وَالْجمع: نُشُصٌ، فَأَما قَوْله، أنْشدهُ ثَعْلَب:
يَلْمعن إذْ وَلَّين بالعَصَاعِصِ ... لَمْعَ البُرُوق فِي ذُرَا النَّشائِص
فقد يجوز أَن يكون كسر نَشَاصا على نشائص كَمَا كسروا شمالا على شمائل وَإِن اخْتلفت الحركتان فَإِن ذَلِك غير مبالى بِهِ، وَقد يجوز أَن يكون توهم وَاحِدهَا: نشاصة، ثمَّ كَسره على ذَلِك، وَهُوَ الْقيَاس وَإِن كُنَّا لم نَسْمَعهُ.
وَقد نَشَصَ.

(7/633)


واستنشصت الرّيح السَّحَاب: أطلعته وأنهضته ورفعته، عَن أبي حنيفَة.
وكل مَا ارْتَفع: فقد نَشَص.
ونَشَصت الْمَرْأَة عَن زَوجهَا تَنْشِص نُشُوصا وَهِي ناشص: نشزت عَلَيْهِ وفركته، قَالَ الْأَعْشَى:
تقمّرها شيخٌ عِشَاءً فَأَصْبَحت ... قُضَاعيَّةً تأتى الكواهن نَاشصا
وَفرس نَشَاصِيّ: أَي ذُو عرام، وَهُوَ من ذَلِك، أنْشد ثَعْلَب:
ونَشَاصيّ إِذا تُفزِعُه ... لم يكد يُلْجَم إِلَّا مَا قُصِرْ
ونَشَصت ثنيتيه: تحركت فارتفعت عَن موضعهَا.
ونشص الْوَبر وَالشعر وَالصُّوف يَنْشِصُ: فصل وَبَقِي مُعَلّقا لازقا بِالْجلدِ لم يطر بعد.
وأنْشَصه: أخرجه من بَيته أَو جُحْره.
وَيُقَال: " أخف شخصك وأنْشَصْ بشَظْف ضَبَّك " وَهَذَا مثل.

الشين وَالصَّاد وَالْبَاء
الشِّصْبُ: الشدَّة والجدب.
وَالْجمع: أشْصَاب، وَهِي الشَّصِيبَة.
وَكسر كرَاع الشَّصِيبة على أشْصاب فِي أدنى الْعدَد، قَالَ: وَالْكثير: شصائب، وَهَذَا مِنْهُ خطأ واختلاط.
وشَصِب الْمَكَان شَصَبا: أجدب.
وشَصِب عيشه شَصَبا، وشَصَب شُصُوبا، فَهُوَ شَصِب وشاصب.
وأشْصَبه الله.
وشَصَب الشَّاة: سلخها.
والشَّصائب: عيدَان الرحل، وَلم اسْمَع لَهَا بِوَاحِد، قَالَ أَبُو زبيد:
وَذَا شصائب فِي أحنائه شَمَم ... رِخْوَ المِلاط رَبِيطا فَوق صُرْصُور

(7/634)


والشَّيْصَبانُ: أَبُو حَيّ من الْجِنّ، قَالَ حسان:
ولي صاحبٌ من بني الشَّيْصَبَانْ ... فَطْوراً أَقُول وطَوْراً هُوَهْ

مقلوبه: (ش ب ص)
الشَّبَص: الخشونة، وَدخُول شوك الشّجر بعضه فِي بعض.
وَقد تَشَبَّص الشّجر، يَمَانِية.

الشين وَالصَّاد وَالْمِيم
شَمَصَه ذَلِك يَشْمُصُه شُمُوصاً: أقلقه.
وشَمَص الْإِبِل: طردها طردا عنيفا.
وشمص الْفرس: نخسه أَو نزقه ليتحرك، قَالَ:
وَإِن الخيلَ يَشْمصها الْوَلِيد
ودابَّة شَمُوص: نفور، كشموس.
وحادٍ شَموص، قَالَ الشَّاعِر:
وسَاق بعيرهم حادٍ شموصُ
والإشماص: الذُّعر، قَالَ رجل من بني عجل
أشْمَصَت لما أَتَانَا مُقبلا
والشَّمَاصاء: الغَلْظ واليَبْس من الارض، كالشَّصَاصاء.
انْتهى الْجُزْء السَّابِع من الْمُحكم لِابْنِ سَيّده.

(7/635)


بسم الله الرحمن الرحيم
الشين والسين والطاء ش س ط
الشَّطْسُ الدَّهاءُ والفِطْنةُ والجَمْعُ أشْطاسٌ قال عنِّي ولَّما تَبْلُغُوا الأَشْطَاس ورَجلٌ شُطَسِيٌّ داهٍ مُنْكِرٌ
الشين والسين والراء ش ر س
رَجُلٌ شَرِسٌ وشَرِيسٌ وأَشْرَسٌ عَسِرُ الخُلُقِ وقد شَرِسَ شَرَسًا وشَرَاسَةً وفيه شِرَاسٌ وشَرِسَت نَفْسُه شَرَسًا وشَرُسَتْ شَرَاسَةً فهي شَرِيسَةٌ قالَ
(فَرُحْتُ ولِي نَفْسانِ نَفْسٌ شَرِيسَةٌ ... وَنَفْسٌ تَعَنَّاهَا الفِراقُ جَزُوعُ)
وَشَارَسَهُ مُشَارَسَةً وَشِرَاسًا عَاسَرَهُ وَشَاكَسَهُ ونَاقَةٌ شَرِيسَة بَيِّنَةُ الشِّراسِ سَيِّئَةُ الخُلُقِ وإنَّه لذُو شَرِيسٍ أي عُسْر قال
(قَدْ عَلِمَتْ عَمْرةُ بالغَمِيسِ ... أنَّ أَبا المِسْوارِ ذُو شَرِيسِ)
وَتَشَارَسَ الْقَوْمُ تَعَادَواْ والشَّرْسُ شِدَّةُ وَعْكِ الشَّيءِ شَرَسَه يَشْرُسُهُ شَرْسًا وشَرَسَ الحِمَارُ أُتُنَهُ يَشْرُسُها شَرْسًا أَمَرَّ لَحْيَيْهِ وَنَحْوَ ذَلِكَ عَلَى طُهُورِها

(8/3)


وَمَكانٌ شِرَاسٌ خَشِنُ الْمَسِّ وأَرْضٌ شَرْساءُ وشَرَاسِ عَلَى مِثَالِ قَطَامِ خَشِنةٌ غَلِيظةٌ وقال أَبُو حَنِيفَةَ شَرَسَتِ الماشِيةُ تَشْرُسُ شَرَاسَةً اشتدّ أَكْلُها وإِنِّه لَشَرِيسُ الأَكْلِ أي شدِيدُه والشَّرِيسُ نبتٌ بَشِعُ الطَّعمِ وقيل كلُّ بَشِعِ الطَّعْمِ شَرِيسٌ والشَّرْسُ عِضَاهُ الجَبَلِ وله شَوْكٌ أصْفَرُ وقيل الشِّرْسُ مَا رَقَّ شَوْكُه مِنَ العِضاهِ ونَبَاتُه الهُجُول والصَّحَارَى ولا يَنْبُتُ في الجَرَعِ ولا قِيعانِ الأَوْدِيَةِ وقيل الشِّرَس شَجَرٌ صِغَارٌ له شَوْكٌ وقيل الشِّرْسُ حَمْلُ نَبْتٍ مَا وأَشْرَسَ القوْمُ رَعَتْ إِبلُهُم الشِّرْسَ وأرضٌ مُشْرِسَةٌ وشَرِيسَة كَثيرةُ الشَّرَسِ والشَّرَسُ بفَتْح الشينِ والرَّاء ما صَغُرَ من شَجَرِ الشَّوْكِ حكاه أبو حَنيفةَ وأَشْرَسُ وشَرِيسٌ اسْمانِ
الشين والسين والنون ن ش س
النَّشَسُ لغةٌ في النَّشَزِ وهي الرَّبْوَةُ من الأرْضِ وامرأةٌ ناشِسٌ ناشز وهي قليلةٌ
الشين والسين والفاء ش س ف
شسَفَ الشيءُ يَشْسِفُ وشسفَ شُسُوفًا وشَسَافةً يَبِسَ ولَحْمٌ شَاسفٌ وشَسِفٌ إذا يَبِسَ وسِقاءٌ شَسِيفٌ يابسٌ قال
(وأشعثَ مَشْحُوبٍ شَسِيفٍ رَمَتْ بِهِ ... على الماءِ إِحْدى اليَعْمَلاَتِ العَرامِسُ)
والشَّسَفُ البُسْرُ الذي يُشَقَّقُ وَيُجَفَّفُ حكاهُ يعقوبُ والشَّسِيفُ كالشَّسَفِ عن أبي حنيفةَ وقد شَسَّفَهُ

(8/4)


الشين والسين والباء ش س ب
الشاسِبُ لغةٌ في الشَّازِبِ وهو النَّحِيفُ اليابِسُ والجمعُ شُسُبٌ شَسَبَ شُسُوبًا وَشَسُبَ
الشين والسين والميم ش م س
الشَّمْسُ معروفةٌ ولا بَكَيْتُك الشَّمسَ والقمرَ أيْ ما كان ذلك نَصَبوهُ على الظَّرْفِ أي طلوعَ الشمسِ والقمرِ كَقَوْلِه
(والشمسُ طالعة ليستْ بكاسِفةٍ ... تَبْكِي عليكَ نُجومَ اللَّيلِ والقَمَرَا)
والجمعُ شُمُوسٌ وقد أشْمَسَ يَوْمُنا وشَمَسَ يَشْمُس شُمُوسًا وَشَمِسَ يَشْمَسُ هذ القياسُ وقد قِيلَ يَشْمُس في آتِي شَمِسَ ومثلُه فَضِل يفْضُل في آتِي فَضِل هذا قولُ أهلِ اللُّغة والصحيح عندي أنَّ يَشْمُسُ آتِي شَمَسَ ويومٌ شامسٌ واضِحٌ وقيل يومٌ شَمْسٌ وشَمِسٌ صَحْوٌ لا غيمَ فيه وشامِسٌ شديدُ الحرِّ وحُكِيَ عن ثَعْلبٍ يومٌ مشموسٌ كَشامسٍ وتشمَّس الرجلُ قَعَدَ في الشَّمسِ وشَمَسَتِ الدَّابةُ تَشْمُسُ شِمَاسًا وشُمُوسًا وهي شَمُوسٌ شَرَدَتْ وجَمَحَتْ وقد تُوصفُ به الناقةُ قال أعرابيٌّ يصف ناقةً إنَّها لعَسُوسٌ شَمُوسٌ ضَرُوسٌ نَهُوسٌ وكل ذلك قد تقدَّم والشَّمُوسُ من النِّساءِ التي لا تُطَالِعُ الرِّجالَ ولا تُطْمِعُهُمْ والجمع شُمُسٌ قال النابغةُ
(شُمُسٌ مَوَانِعُ كُلِّ لَيلةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحشِ المِغْيارِ)

(8/5)


وقد شَمَسَتْ وقولُ أبي صَخْرٍ الهُذَلِيِّ
(قِصارُ الخُطَى شُمٌّ شُمُوسٌ عن الخَنَا ... خِدَالُ الشَّوَى فُتْخُ الأَكُفِّ خَراعِبُ)
جَمَعَ شَامَسَةً على شُموسٍ كقاعدةٍ وقُعُودٍ كَسَّرهُ على حَذْفِ الزائد وقد يَجوزُ أن يكونَ جَمْعَ شَمُوٍ سٍ فقد كسَّروا فَعِيلَة على فُعُول وأنْشدَ الفرّاءُ
(وذُبْيَانِيَّة أَوْصَتْ بنيها ... بِأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُطُوفُ)
وقال هو جَمْعُ قَطِيفَةٍ وفَعُولٌ أُخْتُ فَعِيل فكَما كَسَّروا فَعِيلاً على فُعُول كذلِك كَسَّرُوا أيضا فَعُولاً على فُعُول والاسْمُ الشِّمَاسُ كالنِّوارِ قال الجَعْدِيُّ
(بآنِسَةٍ غيرَ أُنْسِ القِرافْ ... تُخَلَّطُ باللِّينِ منها شِماسا)
والشَّمُوسُ الخمرُ لأنها تَشْمِسُ بِصاحِبها تَجْمَحُ به وقال أبو حَنيفةَ سُمِّيتْ بذلك لأنها تَجْمحُ بصاحِبها جِمَاحَ الشَّمُوسِ ورجُلٌ شَمُوسٌ عَسِرٌ في عَداوَتِهِ شديدُ الخلافِ على مَنْ عانَدَهُ والجمعُ شُمْسٌ وشُمُسٌ قال الأخطلُ
(شُمْسُ العَدَاوَةِ حَتَّى يُسْتَقَادَ لَهُمْ ... وأَعْظمُ النَّاسِ أَحْلامًا إذا قَدَرُوا)
وَشَامَسَهُ مُشَامَسَةً وشِمَاسًا عاداهُ وعانَدَه أنشد ثَعْلبٌ
(قَوْمٌ إذا شُومِسُوا لَجَّ الشِّمَاسُ بِهِمْ ... ذاتَ العِنادِ وإن ياسَرْتَهمْ يَسَرُوا)
وشَمِس لِي إذا بَدَتْ عَداوتُه فلم يَقْدِر على كَتْمِها والشَّمْسُ مِعْلاقُ القِلادةِ في العُنُقِ والجمعُ شُموسٌ وجِيدٌ شامِسٌ ذو شُموسٍ على النَّسَبِ قال
(بِعَيْنَيْنِ نَجْلاوَيْنِ لم يَجْرِ فيهما ... ضَمانٌ وجيدٍ حُلِّيَ الشَّذْرِ شَامِسِ)

(8/6)


وقال اللِّحيانيُّ الشَّمسُ ضربةٌ من الحَلْيِ مُذَكَّرٌ والشَّمسُ قِلادةُ الكَلْبِ والشَّمَّاسُ من رُءُوس النَّصارَى يَحْلِقُ وَسْطَ رأسِه ويَلْزمُ البِيعةَ وليس بعَرَبِيٍّ صحيحٍ والجمعُ شَمامِسةٌ أَلحقُوا الهاءَ للعُجْمَةِ أو للعِوَض والشَّمْسَةُ مَشْطةٌ للنِّساءِ وبنو الشَّمُوسِ بطنٌ وعَيْنُ شَمسٍ موضعٌ وشَمْسٌ عينٍ ماءٌ وشَمْسٌ صَنَمٌ قديمٌ وعَبْدُ شَمْسٍ بَطْنٌ من قُرَيشٍ قِيلَ سُمُّوا بذلِكَ الصَّنَمِ وأولُ من تَسَمَّى به سَبَأُ بنُ يَشْجُبَ وقال ابنُ الأعرابيِّ في قَوْلِه
(كَلا وَشَمْسَ لنَخْضِبَنَّهُمُ دَمَا ... )
لم يَصْرِفْ شَمْسَ لأنه ذَهَبَ به إلى الْمعرفةِ يَنْوِي به الأَلِفَ واللامَ فلما كانت نِيَّتُه الألفَ واللامَ لم يُجْرِه وجَعَلَهُ معرِفةً وقال غيره إنما عَنَى الصَّنَمَ المُسَمَّى شَمْسًا ولكنَّهُ ترك الصَّرْفَ لأنه جعلَهُ اسمًا للصُّورَةِ وقال سِيْبَوَيْهِ ليس أحدٌ من العربِ يقولُ هذه شمسٌ فجَعَلها معرفةً بغيرِ ألفٍ ولام فإذا قالوا عَبْدُ شَمْسٍ فكُلُّم يجعلُه معرفةً وقالوا عَبُّشَمْسٍ وهو منْ نادر المدْغَمِ حكاه الفارسِيُّ وقد قِيلَ عَبُّ الشَّمْسِ فحَذفُوا لكَثْرِةَ الاسْتِعمالِ وقيل عبُّ الشَّمْسِ لُعابُها وعَبُّشَمْسٍ قبيلة من تَمِيمِ والنَّسَبُ إلى جميعِ ذلك عَبْشَمِيٍّ وشَمْسٌ وشُمْسٌ وشُمَيْسٌ وشَمَّاسٌ أسماءٌ والشَّمُوسُ فَرَسُ شَبِيب بنِ جَرادٍ والشَّمُوسُ أيضاً فَرَسُ سُوَيْدِ بنِ خَذَّاقٍ والشَّمِيسُ والشَّمُوسُ بلدةٌ باليمنِ قال الراعي
(وأنا الذَّي سَمِعَتْ مصانعُ مَأْرِبِ ... وَقُرَى الشَّمُوسِ وأَهْلُهُنَّ هَدِيرِي)
وَيُرْوَى الشَّمِيس
الشين والزاي والراء ش ز ر
نَظَرٌ شَزْرٌ فيه إِعراضٌ وقيل هو نَظَرٌ على غير اسْتواءٍ بمُؤْخِرِ العَيْنِ وقيل هو

(8/7)


النَّظرُ عَنْ يمين وشِمال وشَزَرَهُ يَشْزِرُهْ شَزْراً وَشَزَّرَ إليهِ نَظَر منهُ في أَحَدِ شقَّيْه ولم يَسْتَقْبْلْه بوَجْهِه والطَّعْنُ الشَّزْرُ مَا كَانَ عَنْ يمينٍ وشمالٍ وَشَزَرَهُ بالسِّنَانِ طَعَنَهُ والشَّزْرُ من الفَتْلِ ما كان عن اليَسار وقيل هو أن يبدأ الفاتلُ من خارجٍ ويَرُدَّهُ إلى بَطْنِه وقد شَزَرَه قال
(أمَرَّهُ يَسْراً فإنْ أَعْيا اليَسَرْ ... والْتاثَ إلاَّ مِرَّةً الشَّزْرُ شَزَرْ)
واسْتَشْزَرَ الحَبْلُ واسْتَشْزَرَهُ فاتِلُهُ ورُوِي بيتُ امْرئِ القَيسِ بالوَجْهينِ جميعاً
(غَدَائِرُهُ مُسْتَشْزَرَاتٌ إلى العُلَى ... تَظَلُّ المدَارِيَ في مُثَنّى ومُرْسَلِ)
ويُرْوَى مُسْتَشْزِرَاتٌ وغَزْلٌ شَزْرٌ على غيرِ اسْتِواءٍ وَطَحْنٌ شَزْرٌ ذُهِبَ بِه عنِ اليَمِينِ يُقَالُ طَحَنَ بالرَّحاءِ شَزْراً والشَّزَرُ الشِّدَّةُ والصُّعوبةُ في الأمْرِ وتَشَزَّر الرَّجلُ تَهيَّأ للقِتالِ وتَشَزَّرَ غَضِبَ ومنه قولُ سُلَيمانَ بن صُرَدَ بَلَغَنِي عن أميرِ المؤمنينَ ذَرْءٌ من خَبَرٍ تَشَزَّرَ لي فيه بِشَتْمٍ وإبْعادِ فَسِرْتُ إليه جَوَاداً ويُرْوَى تَشَذَّرَ وقَوْلُه أنْشدَه ابنُ الأعرابيِّ
(ما زال في الحُولاَءِ شَزْراً رائغاً ... عِنْدَ الصَّرِيمِ كَرَوْغَةٍ من ثَعْلَبِ)
فَسَّرهُ فقال شَزْراً آخِذاً في غيرِ الطَّريقِ يقول لم يَزَلْ في رَحِمِ أُمِّه رَجُلَ سَوْءٍ كأنه يقولُ لم يَزَلْ في رَحِمِ أُمِّه على الحالةِ التي هو عليها في الكِبَرِ والصَّرِيمُ هنا الأمرُ المصرومُ وشَيْزَرٌ أَرْضٌ قال امْرُؤُ القَيْسِ

(8/8)


(تَقَطَّعَ أَسْبَابُ اللُّبَانةِ والهَوَى ... عَشِيَّةَ جَاوَزْنَا حَمَاةَ وَشَيْزَرَا)

مقلوبه ش ر ز
الشَّزْرُ والشَّرْزَةُ الشدة والقُوَّةُ والشِّرْزَة الشَّديدةُ من شَدائدِ الدَّهْرِ يقال رَمَاهُ اللهُ بِشَرْزَةٍ وأَشْرَزَهُ أَوْقعَه اللهُ في شِدَّةٍ ومَهْلكَةٍ وعَذَّبَه اللهُ عَذاباً شَرْزاً أي شَدِيداً ورَجُلٌ مَشَرِّزٌ شَدِيدُ التَّعذيبِ للناسِ قال
(أنا طَلِيقُ اللهِ وابنُ هُرْمُزٍ أَنْقَذَنِي من صاحبٍ مُشَرِّزِ وقد تقدمت الأبياتُ بأسرها والمُشَارِزُ الشديدُ
الشين والزاي والنون ش ز ن
الشَّزَنُ الغَلِيظُ من الأرضِ والجمع شُزُنٌ وَشُزُونٌ ورَجُلٌ شَزِنٌ في خُلُقه عَسَرٌ وتَشَزَّنَ في الأَمْرِ تَصَعَّبَ وشَزِنَتِ الإِبِلُ شَزَناً عَيِيَتْ من الحَفَاءِ والشُّزُنُ الكَعْبُ الَّذي يُلْعَبُ به قال الأجْدَعُ بنُ مالك بنِ مَسْروق
(وكَأَنَّ ضِرْعيها كِعابُ مُقامِرِ ... ضُرِبَتْ على شُزُنٍ فهُنَّ شَوَاعِي)
والشُّزُنُ والشَّزَن ناحيةُ الشيءِ وجانِبُه وتَشَزَّنَ صاحِبَه تَشَزُّنا وتَشْزِيناً على غير قياسٍ صَرَعَهُ ونَظِيرُه {وتبتل إليه تبتيلا}

(8/9)


وتَشَزَّنَ الشَّاةَ أَضْجعَها لِيَذْبَحَها وتَشَزَّنَ للرَّمْيِ وغيرِه اسْتَعدّ له وفي حديثِ عُثمانَ رضي اللهُ عنه حين سُئِلَ حُضورَ مَجْلسٍ للمُذاكرِة أنه قال حتى أَتَشَزَّنَ حكاه الهَرَوِيُّ في الغريبَيْنِ
مقلوبه ش ن ز
الشِّنِيزُ من البِزْرِ بكَسْرِ الشِّينِ غيرَ مَهْموزٍ عن أبي حَنِيفَة هذه الحَبَّةُ السَّوداءُ قال وهو فارسيُّ الأصلِ قال والفُرْسُ يَسَمُّونه الشُّونيزَ بضَمِّ الشينِ
مقلوبه ن ش ز
النَّشْزُ والنَّشَزُ المَتْنُ المُرْتَفعُ من الأرضِ وهو أيضاً ما ارْتَفَع عن الوادِي إلى الأرضِ وليس بالغَلِيظِ والجَمْعُ أَنشازٌ ونُشُوزٌ قال بعضُهُم جَمْعُ النَّشْزِ نُشُوزٌ وجَمْعُ النَّشَزِ أنْشَازٌ والنَّشَازُ كالنَّشَزِ ونَشَزَ يَنْشُزُ نُشُوزاً أَشْرفَ على نَشَزٍ من الأرضِ ونَشَزَ الشيءُ يُنْشِزُ نُشُوزاً ارْتَفَعَ وتَلٌّ نَاشِزٌ مُرْتَفِعٌ ونَشَزَ في مَجْلِسِه يَنْشُزُ ارْتَفَعَ قَلِيلاً وفي التَّنْزِيلِ {وإذا قيل انشزوا فانشزوا} ورَكَبٌ نَاشِزٌ نَاتِئٌ مُرْتَفِعٌ وعِرْقٌ ناشِزٌ مُرْتَفِعٌ مُنْتَبِرٌ لا يَزالُ يَضْرِبُ من داءٍ أو غيره وقَوْلُه أَنْشَدَه ابنُ الأعرابِيِّ
(فما لَيْلَى بناشِزَةِ القُصَيْرَى ... ولا وَقْصَاءَ لِبْسَتُها اعْتِجار)
فَسَّره فقال ناشِزَةُ القُصْيْرَى أي لَيْسَتْ بِضَخْمَةِ الجَنْبَيْنِ مُشرِفَةِ القُصَيْرَى بما عليها من اللَّحْمِ وأَنْشَزَ الشيءَ رَفَعَهُ عن مكانِه وفي التَّنزِيلِ {وانظر إلى العظام كيف ننشزها} أي نَرْفعُ بعضَها على بعضٍ ونَشَزَت المرأةُ بِزَوْجِها تَنْشِزُ وتَنْشُزُ نُشُوزاً وهي ناشِزٌ ارْتَفعتْ عليه وفَرَكَتْه قال
(سَرَتْ تَحْتَ أقْطَاعٍ من اللَّيْلِ حَنَّتِي ... لِخَمَّانِ بَيْتٍ فَهْيَ لا شَكَّ ناشِزُ)

(8/10)


ونَشَزَ هو عليها نُشُوزاً كذلك وفي التَّنْزِيلِ {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا} ورَجُلٌ نَشَزٌ غَلِيظٌ عَبْلٌ قال الأعْشَى
(وتَرْكبُ مِنِّي إنْ بَلَوْتَ نَكِيثَتِي ... على نَشَزٍ قد شابَ لَيْسَ بِتَوْأَمِ)
ذهب إلى تكْبِيرِه وتَعْظِيمِه فلذلك جَعَلَهُ أَشْيبَ ونَشَزَ بالقَوْمِ في الخُصُومَةِ يَنْشُزُ نُشُوزاً نَهَضَ بهم للخُصومةِ ونَشَزَ بِقِرْنِه يَنْشِزُ نُشُوزاً احْتَمَلَه فصَرَعهُ ودابَّةٌ نَشِيزَة إذا لم يَكَدْ يَسْتَقِرُّ الرَّاكِبُ والسَّرْجُ عليها
الشين والزاي والفاء ش ف ز
شَفَزَهُ يشْفِزُه شَفْزاً رَفَسَه بِرِجْلِه حكاها ابنُ دُرَيْدٍ وقال لَيْسَ بعَرَبِيٍّ صَحيحٍ
الشين والزاي والباء ش ز ب
الشَّازِبُ الضَّامِرُ اليابِسُ من الناسِ وغيرِهم وأكثرُ ما يُسْتَعملُ في الخَيْلِ والنَّاسِ وقال الأصمعيُّ الشازِبُ الذي فيه ضُمُورٌ وإن لم يَكُنْ مَهْزولاً والشاسِفُ والشاسِبُ الذي قد يَبِسَ قال وسَمِعتُ أعرابِيّاً يقولُ ما قال الحُطَيئةُ أيْنُقاً شُزُباً إنما قال أعْنُزاً شُسُبَا وليستِ الزايُ ولا السِّينُ بَدَلاً إحداهما من الأُخْرَى لِتَصرُّفِ الفِعْلينِ جميعاً والجمعُ شُزْبٌ وشَوَازِبُ وقد شَزَبَ يَشْزُبُ شَزَباً وشُزُوباً وأتانٌ شَزْبةٌ ضامِرةٌ والشَّزِيبُ القَضِيبُ من الشَّجَرِ قبل أن يُصْلَحَ وجَمْعُه شُزُوبٌ حكاه أبو حَنِيفَةَ وقَوْسٌ شَزْبَةٌ لَيْسَتْ بجَدِيدٍ ولا خَلَقٍ وفي بعض الحَدِيثِ وقد تَوَشَّحَ بشَزْبَةٍ كانت معه التَّفْسيرُ لابْنِ حَمُوَيْهِ حَكَاهُ الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْن

(8/11)


الشين والزاي والميم ش م ز
الشَّمْزُ التَّقَبُّضُ اشْمَأزَّ انْقَبَضَ واجْتَمَعَ بعضُه إلى بعضٍ وقال الزَّجّاجُ في قَوْلِه تعالى {وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة} معناه نَفرَتْ وهي الشُّمأْزِيزَة والمُشْمَئِزّ أيضاً الكارِهُ للشَّيْءِ واشْمَأَزَّ الشيءَ كَرِهَهُ بغير حَرْفِ جَرٍّ عن كُرَاعٍ
الشين والطاء والراء ش ط ر
الشّطْرُ نِصْفُ الشيءِ والجَمْعُ أشْطُرٌ وشُطُورٌ وشاطَرَه مالَهُ أمْسَكَ شَطْرَهُ وأعطاهُ شَطْرَه وللنَّاقَةِ شَطْرانِ قادِمانِ وآخِرانِ فكُلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ والجَمْعُ أشْطُرٌ وشَطَّرَ بناقَتِهِ تشطيراً صَرَّ خِلْفَيْها وتَرَكَ خِلْفَيْنِ وشَطْرُ الشاةِ أحَدُ خِلْفَيْهَا عن ابنِ الأعرابيِّ وأنْشَدَ
(فَتنازَعا شَطْراً لِقَدْعةَ واحِداً ... فَتَدَارَءَا فيه فكانَ لِطَامُ)
وَشَطَرَ ناقَتَهُ وَشَاتَهُ حَلَبَ شَطْراً وَكُلُّ ما نُصِّفَ فقد شُطِّرَ والمَشْطورُ من الرَّجَزِ والسَّرِيع ما ذَهَبَ شَطْرُه وهو على السَّلْبِ وشَاطَرَ طَلِيَّهُ احْتَلَبَ شَطْراً أو صرَّهُ وتَرَكَ له الشَّطْرَ الآخَرَ والشَّطُورُ من الغَنَمِ التي يَبِسَ أَحَدُ خِلْفَيْها ومن الإِبِلِ التي يَبِسَ خِلْفانِ من أخلافِها وقد شَطَرَتْ وشَطُرَتْ شِطاراً وحَلَبَ فلانٌ الدَّهرَ أشْطُرَهُ يعني أنه مَرَّ به خَيْرُه وشَرُّه وشدتَّهُ ورخَاؤُّه وأصْلُه من أشْطُرِ الناقةِ كأنه حَلَبَ القادِمَيْنِ وهما الخَيْرُ والآخِرَيْنِ وهما الشَّرُّ وقيل أشْطُرُه دِرَرُهُ وإذا كان ولدُ الرَّجُلِ نِصْفُهم ذكُوراً ونِصفُهم إناثاً قيلَ هم شِطْرَةٌ وإناءٌ شَطْرَانُ بلغ الكَيْلُ شَطْرَهُ وكذلك جُمْجُمَةٌ شَطْرَى وقَصْعَةٌ شَطْرَى

(8/12)


وشَطَرَ بَصَرُهُ يَشْطِرُ شُطُوراً وشَطْراً صارَ كأنه ينْظُر إليك وإلى آخَرَ وقولُه صلى الله عليه وسلم مَنْ أَعَانَ على دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمِ بشَطْرِ كَلِمةٍ جاءَ يومَ القِيامة مكتوبٌ بين عَيْنَيْهِ يائِسٌ من رَحْمةِ الله قيل في تَفْسِيرِه هوَ أَنْ يَقولَ أُقْ يريد أُقْتُلْ وقيل هو أنْ يَشْهَدَ اثْنانِ عليه زُوراً بأنه قَتَلَ فكأنهما قد اقْتَسَمَا الكَلِمَةَ فقال هذا شَطْرَها وهذَا شَطْرَها إذ كان لا يُقْتَلُ بشهادةِ أحَدِهما وشَطْرُ الشيءِ ناحِيَتُه وشَطْرُ كلِّ شَيءٍ نحوُهُ وقَصْدُه وفي التَّنزيلِ {فول وجهك شطر المسجد الحرام} البقرة: 144 149 150 ولا فعل له وقال أبو إسحاق أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يَسْتَقْبِلَ وهو بالمدينةِ مكَّةَ والبيتَ الحرامَ وأُمِرَ أن يَسْتَقْبِلَ البيتَ حيثُ كان وشَطْرَ عِنْده مَنْصوبٌ على الظَّرْفِ وشَطَرَ عن أْهلِه شُطُوراً وشُطُورَةً وشَطَارةً نَزَحَ عنهم مُراغِماً وأَعْياهُمْ خُبْثاً والشَّاطِرُ مَأْخوذٌ منه وأُراه مُوَلَّداً ومَنْزلٌ شَطِيرٌ وحيٌّ شَطِيرٌ بَعِيدٌ والجَمْعُ شُطُرٌ والشَّطِيرُ أيضاً الغَرِيبُ قال
(لا تَدَعَنِّي فِيهمُ شَطِيراً ... إنّي إذاً أَهْلِكَ أو أطِيرَا)
والجمعُ كالجُمُع
مقلوبه ش ر ط
الشَّرْطُ إلْزامُ الشيءِ والْتِزامُهُ في البَيْعِ ونحوِه والجمعُ شُرُوطٌ وقد شَرَطَ له يَشْرِطُ ويَشْرُط شَرْطاً والشَّرِيطَةُ كالشَّرْطِ وقدْ شارَطَهُ وشَرَطَ له في ضَيْعَتِه يَشْرِطُ وشَرَطَ للأَجِيرِ يَشْرُط شَرْطاً والشَّرْطُ العَلامةُ والجَمْعُ أشْرَاطٌ وأَشْراطُ السَّاعةِ أعْلامُها وهو منه وفي التَّنزيلِ {فقد جاء أشراطها} محمد: 18 والاشْتِراطُ العَلامَةُ التي يَجْعلُها الناسُ بَيْنَهُم وأشْرَطَ طائِفَةً من إبِلِه عَزَلَها وأعْلَمَ أنها للبيعِ وأشْرَطَ نَفْسَه لِكَذَا أعْلَمَها له وأعَدَّها

(8/13)


والشُّرْطَةُ في السُّلطانِ من العَلامَةِ والإِعْدَادِ وَرَجُلٌ شُرْطِيٌّ وشُرَطِيٌّ منسوبٌ إلى الشُّرْطَة والجمعُ شُرَطٌ قال قتادة سُمُّوا بذلك لأنهم أَعَدُّوا لذلك وأعْلَمُوا أَنْفُسَهُم بعَلاماتٍ وقيل هم أَوَّلُ كَتيبةٍ تَشْهَدُ الحَرْبَ وتَتَهَيّأُ للمَوْتِ وقيل بَلْ صاحبُ الشُّرطةِ في حَرْبٍ بعَيْنِها والصَّوَابُ الأوَّلُ وأشْراطُ الشّيءِ أوائِلُهُ قال بعضُهم ومنه أشراطُ الساعةِ والاشتِقاقانِ مُتقاربانِ لأنَّ عَلامَة الشيءِ أوّلُه ومشاريطُ الأشياءِ أوائلُها كأشْراطِها أنشد ابنُ الأعرابيِّ
(تُشَاَبَهُ أعناقُ الأُمورِ وتَلْتَوِي ... مَشارِيطُ ما الأَوْرادُ عَنْهُ صَوادِرُ)
ولا واحدَ لها والشُّرَطانِ نَجْمانِ يُقالُ لهما قَرْنَا الحَمَلِ وهما أوَّلُ نَجْمٍ من الرَّبيعِ وَيُقَالُ لهما الأَشْرَاطُ قال العجّاجُ
(ألْجأَهُ وعْدٌ من الأَشراطِ ... )

(ورَيِّقُ اللَّيْلِ إلى أراطِ ... )
والنَّسَبُ إليه أشْراطِيٌّ لأنه قد غَلَبَ عليها فصار كالشيءِ الواحدِ قال العجَّاجُ
(من باكِرِ الأشرَاطِ أشْرَاطِيّ ... )
ورَوْضةٌ أشراطِيَّةٌ مُطِرَتْ بالشَّرْطَيْنِ قال ذو الرُّمَّة يَصِفُ رَوْضةً
(حَوَّاءُ قَرْحاءُ أشْرَاطِيَّةٌ وَكَفَتْ ... فيها الذِّهابُ وحفَّتها البَراعِيمُ)
وحكى ابن الأعرابيِّ طَلَعَ الشَّرَطُ فجاء للشَّرْطَيْنِ بواحدٍ والتَّثْنِيَةُ في ذلك أعْلَى وأَشْهَرُ لأنَّ أحَدَهُما لا يَنْفَصِلُ عن الآخَرِ فصار كأَبانَيْنِ في أنهما يُثْبَتَانِ معاً وتَكُونُ حالَتُهما واحدةً في كل شيءٍ وأشْرَطَ الرَّسولَ أعْجلَهُ

(8/14)


والشَّرَطُ رُذَالَ المالِ وشِرَارُه الواحدُ والجمعُ والمذكّرُ والمؤنّثُ في ذلك سَواء وشَرَطُ النَّاسِ خُشَارَتُهم وخَمَّانُهم قال الكُمَيْتُ
(وَجَدْتُ النَّاسَ غيْرَ ابنَىْ نِزَارٍ ... ولم أَذْمُمْهُمُ شَرَطاً ودَوُنَا)
وشَرَطٌ لقَبُ مالكِ بن بُجْرَةَ ذَهَبُوا في ذلك إلى اسِتْرذْالِه لأنه كانَ يُحَمَّقُ قال خالدُ بنُ قَيْسٍ التَّيْمِيُّ يَهْجُو مالكاً
(لَيْتَكَ إذ رَهِبْتَ آلَ مَوأْلَهْ)

(حَزَّوا بِنَصْلِ السَّيفِ عِنْدَ السَّبَلَهْ ... )
(وحَلَّقَتْ بك العُقَابُ القَيْعَلَهْ)

(مُدْبِرَةً بِشَرَطٍ لا مُقْبِلَهْ ... )
والغَنَمُ أشْرَطُ المال أي أرْذَلُهُ مُفاضَلَةً وليس هناك فعل وهذا نادِرٌ لأن المفاضَلَةَ إنما تَكُون من الفِعْلِ دُون الاسْمِ وهو نَحْوُ ما حكاهُ سِيبَوَيْهِ من قَوْلِهم أحْنَكُ الشَّاتَيْنِ لأن ذلك لا فِعْلَ له أيضاً عنده وكذلك آبَلُ النَّاسِ لا فِعْلَ له عند سيبويهِ وشَرَطُ الإِبِلِ حَوَاشِيها وصِغارُها واحِدُها شَرَطٌ أيضاً وناقةٌ شَرَطٌ وإبِلٌ شَرَطٌ وفي بعض نُسَخِ الإِصلاح الغَنَمُ أشْرَاطُ المالِ فإن صحَّ هذا فهو جَمْعُ شَرَطٍ والشَّرْط بَزْغُ الحِجَام شَرَطَ يَشْرِط وَيَشْرُطُ شَرْطاً والمِشْرَطُ والمِشْرَطَةُ الآلةُ التَّي يَشْرُطُ بها قال ابنُ الأعرابيِّ حدَّثِني بعضُ أصحابي عن ابنِ الكَلْبِيِّ عن رَجُلٍ عن مُجالِدٍ قال كنت جالِساً عند عبدِ اللهِ بن مُعاويةَ بنِ جَعْفَرِ بنِ أبي طالبٍ بالكوفَةِ فأُتِي بِرَجُلٍ فأمَرَ بضَرْبِ عُنُقِهِ فقلت هذا والله جَهْدُ البَلاءِ فقال واللهِ ما هذا إلا كَشَرْطةِ حَجّامٍ بِمِشْرَطَتِهِ ولكنَّ جَهْدَ البَلاءِ فَقْرٌ مُدْقعٌ بعد غِنىً مُوسِعٍ والشَّرِيطَةُ من الإِبلِ المشْقُوقةُ الأذُنِ والشَّرِيطَةُ شِبْهُ خُيُوطٍ تُفْتَلُ من الخُوصِ وقيل هو الحَبْلُ ما كانَ سُمِّيَ بذلك لأنَّه يُشْرَطُ خُوصهُ أي يُشَقُّ ثم يُفْتَل والجمعُ شرائِطُ وشُرُطٌ وشَرِيطٌ كَشَعِيرَةٍ وشَعِير والشَّرِيطُ العَتِيدَةُ وقيل عَتِيدَةُ الطِّيبِ وقِيلَ العَيْبَةُ حكاه ابنُ الأعرابيِّ وبه فُسِّرَ قولُ عَمْرِو بنِ مَعْدِي كَرِبَ

(8/15)


(فَزَيْنُكَ في الشَّرِيطِ إذا الْتَقَيْنا ... وسابِغةٌ وذُو النُّونَيْن زَيْنِي)
يقولُ زَيْنُكَ الطيبُ الذي في العَتِيدةِ أو الثِّيابُ التي في العَيْبَةِ وزَيْنِي أنا السِّلاَحُ وعَنَى بِذِي النُّوَنَينِ السَّيْفَ كَمَا سَمَّاهُ بَعْضُهم ذا الحَيَّاتِ قال الأَسَودُ بنُ يَعْفُرَ
(عَلَوْتُ بِذِي الحيّاتِ مَفْرَقَ رَأْسِهِ ... فَخَرَّ كَمَا خَرَّ النَّسَاءُ عَبِيطَا)
وقال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ
(وما جَرَّدْتُ ذَا الحَيَّاتِ إِلاَّ ... لأَقْطَعَ دابِرَ الْعَيْشِ الحُبَابِ)
كانت امرأتُهُ نَظَرَتْ إلى رَجُلٍ فَضَرَبَها مَعْقِلٌ بالسَّيْفِ فأتَرَّ يَدَها فقال فيها هذا يقول إنما كنتُ ضَرَبْتُك بالسّيفِ لأَقْتُلَكِ فأَخْطَأتُكِ لِجَدِّكِ وبَعْدَ هذا
(فعادَ عليكِ أنَّ لَكُنَّ حَظَّا ... وواقِيَةً كواقِيَةِ الكِلابِ)
وقال أبو حَنِيفَةَ الشَّرَط المَسيِلُ الصَّغيرُ يَجِئُ من قَدْرِ عَشَرة أَذْرُعٍ وقيل الأَشرَاطُ ما سالَ من الأَسْلاقِ في الشِّعَاب والشِّرْوَاطْ الطّويلُ المُتَشَذِّبُ القليل اللَّحْمِ الدقيقُ يكون ذلك من الناسِ والإِبِلِ وكذلك الأنُثَى بِغَيْرِ هاءٍ قال
(يَلُحْنَ مِنْ ذِي زَجَلٍ شِرْواطِ ... مُحْتَجِزٍ بِخَلَقٍ شِمْطَاطِ)
وبَنُو شَرِيطٍ بَطْنٌ
مقلوبه ط ر ش
الأطْرَشُ والأُطْرُوشُ الأصَمُّ الأْولَى في بعض نُسَخِ يَعْقُوبَ من الإصلاحِ وقد طَرِشَ طَرَشاً

(8/16)


الشين والطاء واللام ش ل ط
الشَّلَطُ السِّكِّينُ بِلُغَةِ أَهْلِ الحَوْفِ
الشين والطاء والنون ش ط ن
الشَّطَنُ الحْبلُ الطّويلُ يُسْتَقَى به وتُشَدُّ بِهِ الخْيلُ والجمع أشْطانٌ قال عَنْتَرَةُ
(يَدْعُونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كَأَنَّها ... أشْطانُ بِئْرٍ في لَبَان الأَدْهَمِ)
ويُقالُ للْفَرَسِ العَزيزِ النَّفْسِ إنَّه لَيْنزُو بَيْن شَطَنَيْن وذلك أن الفَرَسَ إذا اسْتَعْصَى على صاحِبِه شَدَّهُ بحْبلَينِ من جانِبَيْن يُقالُ فَرَسٌ مشْطُونٌ والشَّطُون من الآبَارِ التي تُنْزعُ بِحَبْلينِ من جانِبَيْها وهي متَّسِعَةُ الأَعْلَى ضيَقةُ الأَسْفلِ فإن نَزَحَها بحبْل واحدٍ جَرَّها على الطَّيِّ فتخَرّقت وشَطَنَتِ الدارُ تَشْطُنُ شُطُوناً بَعُدَتْ ونِيَّةٌ شَطُونٌ بَعِيدَةٌ وَغَزْوةٌ شَطُونٌ كذلك والشَّطِينُ البَعِيدُ كذلك وَقَعَ في بعض نُسَخِ المُصَنَّفِ والمعْرُوفُ الشَّطِيرُ بِالرَّاءِ وَقَدْ تقدَّم وشَطَنَهُ يشْطُنُهُ شَطْناً خالفه عن وَجْهِهِ ونِيَّتِه والشَّيْطَانُ حَيَّةٌ له عُرْفٌ والشّاطِنُ الخبيثُ والشَّيطانُ فَيْعال من شَطَن إذا بَعُد فيمَنْ جَعَلَ النُّونَ أصْلاً وقولُهم الشياطِينُ دَلِيلٌ على ذلِكَ وفي التنزيل {وما تنزلت به الشياطين} وقرأَ الْحَسَنُ {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطُونُ} قال ثَعْلبٌ وهو غَلَطٌ منه وتَشَطَّنَ الرَّجلُ فَعَلَ فِعلَ الشياطِينِ {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُمُوسُ الشَّيَاطِينِ} الصافات 65 قال الزّجّاجُ وَجْهُهُ أن الشيءَ إذا اسْتُقْبِحَ شُبْهَ بالشياطينِ فيقال كأنَّه وجْهُ شيطانٍ وكأنَّه رأسُ شيْطانٍ والشّيطانُ لا يُرَى ولكِنَّهُ يُسْتَشْعَرُ أنَّه أقْبَحُ ما يكونُ من الأشياءِ ولو رُئيَ لَرُئِيَ في أقْبحِ صورةٍ ومثلُه قولُ امرِئِ القيْس

(8/17)


(أَيَقْتُلُنِي والمَشْرَفِيُّ مُضَاجِعِي ... ومَسْنُونَةٌ زُرْقٌ كَأَنْيابِ أغْوالِ)
ولَمْ يَرَ الغُولَ ولا نَابَها ولكنَّهم بالغُوا في تمثيلِ ما يُسْتَقْبَحُ من الْمُذَكَّرِ بالتَّشْبِيهِ له بالشيطانِ وَمَا يُسْتَقْبَحُ من المؤنّثِ بالتَّشْبِيهِ له بالغُولِ وقيل {كَأَنَّهُ رُءُوس الشيَّاطِينِ} كأنه رُءُوسُ حَيَّاتٍ وقيلَ رُءُوسُ الشياطِينِ نَبْتٌ معْروفٌ شُبِّهَ به طَلْعُ هذِه الشَّجَرِةَ واللهُ أعلمُ والشَّيْطَانُ من سِمَاتِ الإِبِلِ وسْمٌ يكونُ في أعْلَى الْوَرِكِ مُنْتَصِباً على الفَخِذِ إلى العُرْقُوبِ مُلْتَوِياً عن ابن حبيبٍ من تَذْكرِةَ أبي عليٍّ
مقلوبه ش ن ط
شِوَاءٌ مُنَشَّطٌ لمْ يُبَالَغْ في شَيِّهِ
مقلوبه ن ش ط
النَّشَاطُ ضِدُّ الكَسَلِ يكونُ ذلك في الإنسانِ والدَّابَّةِ نَشِطَ نَشاطاً ونَشِطَ إليه وَلَهُ فَهُوَ نَشِيطٌ وَنَشَّطَهُ هُوَ وأَنْشَطه الأخيرة عن يعقوب ورجُلٌ نَشِيطٌ ومُنْشِطٌ نَشِطَ دَوَابُّهُ وأَهْلُهُ ورجُلٌ مُتَنَشِّطٌ إذا كانت له دابّةٌ يركَبُها فإذا سَئِمَ الرُّكُوب نزل عنها ونَشِطَ الدَّابَّةُ سَمِنَ وأَنْشَطَهُ الكَلأُ أَسْمَنَهُ ونَشَطَ من المكانِ ينشِطُ خَرَجَ وكذلك إذا قَطَعَ من بلدٍ إلى بلدٍ والنّاشِطُ الثًّوْرُ الوحْشِيُّ الذي يخرُجُ من بَلَدٍ إلى بلدٍ قال أسامةُ الهُذَلِيُّ
(وإلا النّعامَ وحَفَّانَهُ ... وطَغْيًا مع اللَّهِقِ الناشِطِ)
وكذلِكَ الحِمَارُ ونَشَطَتِ الإبِلُ تَنْشِطُ نَشْطًا مَضَتْ على هُدَّى أو غيرِ هُدًى ويقال للناقَةِ حَسُنَ ما نَشَطَتِ السَّيْرَ يَعْنِي سَدْوَ يَدَيْها في سيرِها ونَشَطَ الطّريقَ ينْشْطُ خرجَ من الطّريقِ الأعْظَمِ

(8/18)


(يَمْنَةً ويَسْرةً قال حُمَيْدٌ
(مُعْتَزِمًا بالطُّرُقِ النّواشِطِ)
وكذلك النّوَاشِطُ من الْمَسَايِلِ والأُنْشُوطَةُ عُقْدةٌ تُمَدُّ بأحَدِ طرفيها فَتَنْحَلُّ نَشَطَهَا يَنْشُطُهَا نَشْطًا ونَشَّطَها عقَدَها وشَدَّها وأَنْشَطَهَا حلَّها وأَنْشَطَ البعِيرَ حلَّ أُنْشُوطَتَهُ وأنْشَطَ العِقَالَ مَدَّ أُنْشُوطَتَهُ فانْحَلَّ ويُقَالُ للآخِذِ بِسُرْعَةٍ في أي عَمَلٍ كان وللمريض إذا بَرِئَ كأنّما أُنْشِطَ من عِقَالٍ ونَشِطَ أي حُلَّ ونَشَطَ الدلوَ من البئر ينشُطُها وينْشِطُهُا نَشْطًا نَزَعها بغيْرِ قامةٍ وهي البَكْرةُ وبئْرٌ أَنْشَاطٌ وإنْشَاطٌ لا يخرج منها الدّلوُ حتى تُنْشَطَ كثيراً ونَشَطَهُ في جنْبِه يَنْشُطُه نَشْطًا طَعَنهُ وقيل النَّشْطُ الطّعْنُ أيّا كان من الْجَسَدِ ونَشَطَتْهُ الحيَّةُ تَنْشِطُهُ وتَنْشُطُهُ نَشْطًا وانْتَشَطَتْه لَدَغَتْهُ ونَشَطَتْهُ شَعُوبُ نَشْطًا مَثَلٌ بذلك وانِتَشَطَ الشَّيءَ اخْتَلَسَهُ والنَّشِيطَةُ في الْغَنِيْمَة ما أصابَ الرَّئِيسُ قَبْلَ أنْ يَصِيرَ إلى بَيْضَةِ القوم قال
(لَكَ المِرْباعُ مِنْها والصَّفَايا ... وحكمُكَ والنَّشِيطَةُ والْفُضُولُ)
والنَّشيطَةُ من الإبلِ التي تُؤْخَذُ فَتُسَاقُ من غير أن يُعْمَدَ لها وقد انْتَشَطُوهُ والنَّشُوطُ سَمَك يُمْقَرُ في ماءٍ ومِلْحٍ وقال أبو عُبَيْد في قوله تعالى {والناشطات نشطا} النازعات 2 قال هي النجومُ تَطْلُعُ ثُمَّ تغيب

(8/19)


وتَنَشَّطَتِ النّاقَةُ الأَرْضَ قَطَعْتهَا قال
(تَنَشَّطَتْهُ كلُّ مُغْلاةِ الْوَهَقْ ... )
ونَشِيطٌ اسْمٌ
مقلوبه ن ط ش
النَّطْش شِدّةُ جَبْلَةِ الخَلْقِ ورجلٌ نَطِيشُ جَبْلَةِ الظَّهْرِ شَديدُها وما بِهِ نَطِيشٌ أي حَرَاكٌ وقُوَّةٌ وعَطْشَانُ نَطْشَانُ إتْبَاعٌ
الشين والطاء والفاء ط ف ش
الطّفَشُ النّكاحُ قال
(قالَ لَها وأُوِلعَتْ بالنَّمْشِ ... هل لكِ يا خَلِيلَتِي في الطَّفْشِ)
الْنَمْشُ هنا الكلامُ المُزخْرَفُ وأرى السيِّنَ لغَةً عن كُرَاع والطَّفَشَاءُ المهزولةُ من الغَنَم وغيرِها وَرَجُلٌ طَفْنشَأٌ ضعَيفُ البَدَنِ فِيمَنْ جَعَلَ النونَ والهمزةَ زائدتينِ
مقلوبه ف ش ط
انْفَشَطَ الْعُودُ انْفَضَحَ ولا يَكُونُ إلاَّ في الرَّطْبِ
الشين والطاء والباء ش ط ب

(8/20)


الشَّطَبُ من الرِّجالِ والخيلِ الطَّويلُ الحَسَنُ الخَلْقِ وجارِيَةٌ شَطْبَةٌ وشِطْبَةٌ طويلةٌ حَسَنَةٌ تَارَّةٌ غضَةٌ الكَسْرُ عن ابنِ جِنِّي قال والفتحُ أَعْلَى وَفَرَسٌ شَطْبَةٌ سَبِطةُ اللَّحمِ وقيل طويلةٌ والكَسْرُ لُغَةٌ ولا يُوصفُ به المذَكّرُ والشَّطَبُ الأَخضرُ الرُّطَبُ من جَريدِ النَّخْلِ واحِدَتُهُ شَطْبَةٌ والشَّوَاطِبُ من النّسَاء اللّواتي يَشْقُقْنَ الخُوصَ ويَقْشُرْنَ الْعُسُبَ ليَتَّخِذْنَ منه الحُصْرَ ثمُّ يُلْقِينَها إلى الْمُنَقَّيَاتِ قال قيسُ بن الْخَطِيم
(تَرى قِصَدَ المُرَّانِ تُلقَى كأنَّها ... تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بِأَيْدِي الشَّوَاطِبِ)
وشُطُوب السَّيفَ وشُطُبُه طرائقُهُ واحدتها شُطْبَةٌ وشُطَبَةٌ وسَيْفٌ مُشَطَّبٌ وَمَشْطُوبٌ فيه شُطَبٌ والشَّطَائبُ من الناسِ وغيرِهم الفِرَقُ والضُّروبُ المُخْتلفةُ قال الراعي
(فَهَاجَ بِه لَمَّا تَرَجَّلَتِ الضُّحَى ... شَطَائِبُ شَتَّى مِنْ كِلاَبٍ وَنَابِلِ)
والشَّطْبَةُ والشِّطْبَةُ قِطعةٌ من سَنامِ البعيرِ تُقْطَعُ طولاً وقيل شَطِيبَةُ اللَّحمِ الشَّرِيحَة منه وشطَّبَه شرَّحه وكلُّ قِطعةٍ من أدمٍ تُقَدُّ طُوْلاً شَطِيبةٌ وشَطَبَ الأدِيمَ والسنامَ يَشْطُبُها شَطْباً قَطَعَها والشَّوَاطِبُ من النَّساءِ اللاتِي يَقْدُدْنَ الأَديِمَ بعدما يَخْلُقْنَه وناقةٌ شَطِيبَةٌ يابِسَةٌ وفرس مَشْطُوبُ المَتْن والكَفَل انْتَبَرَ مَتْناهُ سِمَناً وتَبايَنَتْ عُروقُه ورجل شاطِبُ المَحَلِّ بعيدُه مثل شَاطِنٍ والمُنْشَطِبُ السائلُ من الماءِ وغيرِه

(8/21)


وشَطَبَ عن الشيء عَدَلَ عنه وفي الحديث فَحَمَلَ عامرُ بن ربَيعةَ على عامرِ بن الطُّفَيْلِ فَطَعَنَهُ فَشَطَبَ الرُّمْحُ عَنْ مَقْتَلِهِ التفسير لابن الأعرابيِّ حَكاه الهرويُّ في الغريَبْين وَشَطِبٌ جَبَلٌ معروفٌ قال
(كأنَّ أقْرابَهُ لَمَّا عَلاَ شَطِباً ... أقرابُ أبْلَقَ يَنْفِي الخَيْلَ رَمَّاحِ)

مقلوبه ش ب ط
الشَّبُوطُ والشُّبُوطُ الأخيرة عن اللحيانيِّ قال وهي ضَرْبٌ من السَّمَكِ دَقِيقُ الذَّنَبِ عَرِيضُ الوَسَطِ صَغيرُ الرأسِ لَيِّن المَمَسِّ كأنَّه البَرْبَطُ قال
(مُقْبِلٌ مُدْبِرٌ خَفِيفٌ ذَفيفٌ ... دَسِمُ الثَّوبِ قد شَوَى سَمَكاتِ ...
(من شَبَابِيطِ لُجَّةٍ وَسْطَ بَحْرٍ ... حَدَثَتْ من شُحُومِها عَجِرَاتِ)
وهو أعجميٌّ وحكَى بعضُهم الشَّبُوطَةُ بفتح الشِّينِ والتخفيفِ ولستُ منه على ثِقَةٍ
مقلوبه ط ب ش
الطَّبْشُ لغةٌ في الطَّمْش وهم الناسُ يقال ما أَدْرِي أيُّ الطَّبْشِ هو
مقلوبه ب ط ش
البَطْشُ التَّناولُ بِشدَّةٍ بَطَشَ يَبْطُشُ وَيَبْطِشُ بَطْشاً وفي التنزيل {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} وَبَاطَشَ كَبَطَشَ قال
(حُوتاً إذا ما زادُنا جِئْنَا به ... وقَمْلَةً إنْ نَحْنُ بَاطَشْنَا به)
لَيْستْ بِهِ من قَوْلِنا بَاطَشْنَا بِهِ كَبِهِ من سَطَوْنا بهْ إذا أرَدْتَ بِسْطَوْنا مَعْنَى قوِله تعالى {يكادون يسطون بالذين} وإنما هي مِثْلُ بِهِ مِنْ قَوْلِك اسْتَعَنَّا به وتَعاونّا به فافْهَمْ وَبَطَشَ به يَبْطِشُ بَطْشاً سَطَا عليه في سُرْعَةٍ وفي التنزيل {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ

(8/22)


بِالَّذي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا} القصص 19 وَبِطَاشٌ ومُبَاطِشٌ اسمان
الشين والطاء والميم ش م ط
شَمَطَ الشيءَ يَشْمِطُهُ شَمْطاً وَأَشْمَطَه خَلَطَهُ والأَخيرةُ عن أبي زيدٍ قال ومن كلامِهم أَشْمِطْ عملَك بصدَقَةٍ أي اخلِطْهُ وأَشْمَطَ للدّوابّ في تِبْنِهَا بشيء مِنْ قَتٍّ خلط وشيءٌ شَميِطٌ مَمْشُوطٌ وكلُّ لَوْنَيْنِ اخْتَلَطا فهما شَمِيطٌ وَشَمَطَ بين الماءِ واللَّبنِ خَلَطَ وإذا كان نِصْفُ وَلَدِ الرَّجُلِ ذكوراً ونِصفُهم إناثاً فَهُمْ شَمِيطٌ والشَّمِيطُ الصُّبْحُ لاخْتلاطِ لَوْنَيْه من الظُّلْمةِ والبَياضِ وكان أبو عَمْرِو بن العَلاء يقولُ لأصحابهِ اشْمِطُوا أي خُذُوا مَرَّةً في قُرآنٍ ومرةً في حديثٍ ومرةً في شِعْرٍ ومرةً في لُغةٍ والشَّمْطُ في الشَّعْرِ اخْتلاطُه بلَونَيْنِ من سَوادٍ وبياضٍ شَمِطَ شَمْطاً واشْمَطَّ واشْمَاطَّ وهو أَشْمَطُ والجمعُ شُمُط وشُمْطَانٌ وقال بعضُهم امرأةٌ شَمْطَاءُ ولا يقالُ شَيْباءُ وقَولُه أنْشده ابنُ الأعرابيِّ
(شَمْطَاءُ أَعْلَى بَزِّها مُطَرَّحُ ... قَدْ طَالَ مَا تَرَّحَهَا المُترِّحُ)
شَمْطَاءُ أي بَيضاءُ المِشْفَرَيْنِ وذلك عند البُزُولِ وقولُه أعْلَى بَزِّها مُطَرَّحُ أي قد سَمِنتْ فسَقَطَ وَبَرُها وقولُه قد طالَ ما تَرَّحَها الْمَترِّحُ أي نَغَّصها الَمرْعَى وفرس شَميِطُ الذَّنَبِ فيه لَوْنان وذِئْبٌ شَميِطٌ فيه سَوَادٌ وبياضٌ والشَّميطُ من النَّباتِ ما رأيتَ بعضَه هائجاً وبعضَه أخْضَرَ والشُّمْطانَةُ البُسْرَةُ التي رَطبَ جانِبٌ منها وسائرُها يابسٌ وقِدْرٌ تَسَعُ شاةً بِشَمْطِهَا وَشَمِطِهَا وأَشْمَاطِهَا أي بِتابَلِها والشِّمْطَاطُ والشُّمْطُوطُ الفرقةُ من الناسِ وغيرِهم

(8/23)


وَشَمَاطِيطُ الخَيْلِ جماعةٌ في تَفْرِقةٍ واحِدُها شُمْطُوطٌ وتَفَرَّقَ القومُ شَمَاطِيطَ أي فِرَقاً وِقطعاً واحدُها شِمْطَاطٌ وشُمْطوطٌ وثَوْبٌ شِمْطَاطٌ قال
(مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطَاطِ ... )
قال سِيبَوَيْهِ لا واحدَ للشَّمَاطِيطِ وكذلك إذا نَسَبَ إليه قال شَمَاطِيطِيّ فأَبْقَى عليه لَفْظَ الجَمْعِ ولو كان عنده جَمْعاً لَردَّ النَّسبَ إلى الواحدِ فقال شِمطاطِيٌّ أو شُمْطُوطِيُّ أو شِمْطِيطِيٌّ وقال اللِّحيانيُّ ثَوْبٌ شَمَاطِيطُ خَلَقٌ وَشَمَاطِيطُ اسْمُ رَجُلٍ أنْشد ابنُ جِنِّي
(أَنَأ شَمَاطِيطُ الذي حُدِّثْتَ بِهْ ... متى أُنَبَّهْ للغَداءِ أَنْتَبِهْ ... ثُمَّ أُنَزِّ حَوْلَهُ وأَحْتَبِهْ ... حَتَّى يُقَالُ سَيِّدٌ ولستُ بِه)
الهاء في أَحْتَبِهْ زائدةٌ للوَقْفِ وإنما زادَها للوَصْلِ لا فائدةَ لها أكْثَرَ من ذلك وقوله حتى يُقالُ هكذا رُوِي مَرْفوعاً لأنه إنما أرادَ فِعْلَ الحالِ وفِعْلُ الحالِ مَرْفوعٌ في بابِ حَتَّى ألا تَرى أن قَوْلَهُم سِرْتُ حَتَّى أَدْخُلُهَا إنما هُوَ في مَعْنَى قولِه حَتَّى أنا في حالِ دُخُولي ولا يكونُ قولُه حتى يُقَالُ سَيِّدٌ على تَقْديرِ الفِعْلِ الماضي لأن هذا الشاعر إنما أراد أن يَحْكِيَ حالَهُ التي هو فيها ولم يُرِدْ أن يُخْبِرَ أن ذلك قد مَضَى
مقلوبه م ش ط
مَشَطَ شَعْرَهُ يَمْشُطُهُ وَيَمْشِطُهُ مَشْطاً رَجَّلهُ وَالْمُشَاطَةُ ما سَقَطَ منه عند المَشْطِ وقد امْتَشَطَ والمَشَّاطَةُ التي تُحْسِنُ المَشْطَ وحِرْفَتُها المِشَاطَةُ ويقال للمُتَمَلِّقِ هو دِائمُ المَشْطِ على المَثَلِ والمُشْطُ ما مُشِطَ به والجمعُ أمْشَاطٌ وَمِشَاطٌ والمُشْطُ سِمَةٌ من سِمَاتِ البَعيرِ على صُورِة المُشْطِ قال أبو عليٍّ تكونُ في الخَدِّ والعُنُق والفَخِذِ قال سِيبَويَهْ أما المُشْطُ والدَّلْوُ والخُطَّافُ فإنما يُرِيدُ أنَّ عليه صُورةَ هذه الأشياء

(8/24)


وبَعِيرٌ مَمْشُوطٌ سَمْتُه المُشْطُ وَمَشِطَتِ الناقةُ مَشْطاً وَمشَّطَتْ صار على جانِبَيْها كالأَمْشَاطِ من الشَّحْمِ وَمُشْطُ القَدَمِ سُلاميات ظَهْرِها وهي العظامُ الرِّقاقُ المُفتَرِشَةُ فوق القَدَمِ دونَ الأَصابع والمُشْطُ سَبَجَةٌ فيها أَفْنانٌ وفي وَسَطِها هِراوةٌ يُقْبضُ عليها وتُسَوَّى بها القِصابُ ويُغَطَّى بها الحبُّ وقد مَشَطَ الأرضَ ورَجلٌ مَمْشُوطٌ فيه طُولٌ ودِقّةٌ وَمَشِطَتْ يَدُه مَشَطاً خَشُنَتْ من عَمَلٍ وقيل المَشَطُ أن يَمَسَّ الرَّجُلُ الشَّوْكَ أو الجِذْعَ فيَدْخُلَ منه في يَدِه شيءٌ وفي بعضِ نُسَخِ المُصَنِّفِ مَشِظَتْ يَدُه بالظاء وسيأتي ذِكْرُه
مقلوبه ط م ش
الطَّمْشُ الناسُ يقال ما أدْرِي أيُّ الطَّمْشِ هو وجَمْعُه طُمُوشٌ
الشين والدال والراء ش ر د
شَرَدَ البعيرُ والدَّابَّةُ يَشْرُدُ شَرْداً وشِرَاداً وشُرُوداً فهو شَارِدٌ والجمعُ شَرَدٌ وشَرُودٌ في المذكَّرِ والمؤنّثِ والجمعُ شُرُدٌ قال
(ولا أُطِيقُ البَكَرَاتِ الشَّرَدَا ... )
هكذا رَواه ابنُ جِنِّي شَرَدَا على مِثَالِ عَجَلٍ وَكُتُبٍ اسْتَعْصَى وذَهَبَ على وَجْهِه وقافيةٌ شَرُودٌ سائرةٌ في البلادِ تَشْرُدُ كما يَشْرُدُ البعيرُ وشَرَدَ الرَّجُلُ شُرُوداً ذَهَبَ مَطْروداً وأَشْرَدَهُ وشَرَدَّه طَردَه وَشَرَّدَ به سَمَّع بِعُيُوبِه قال
(أُطَوِّفٌ بالأباطحٍ كلَّ يومٍ ... مَخافَةَ أن يُشَرِّدَ بي حَكِيمُ)
أُطَوِّفُ أَطُوفُ وحَكِيمٌ رَجُلٌ من بني سُلِيْمٍ كانت قُرْيش وَلَّتْه الأَخْذَ على أَيْدِي السُّفَهاء

(8/25)


ورَجُلٌ شَرِيدٌ طَرِيدٌ والشَّرِيدُ البَقِيةُ من الشيءِ ويقال في أَدَاواهُمْ شَرِيدٌ من ماءٍ أي بَقِيَّةٌ وأبْقَتِ السَّنَةُ عليهم شَرَائِدَ من أموالِهم أي بَقَايا فإما أن يكونَ شَرَائِدُ جَمْعَ شَرِيدٍ على غير قياسٍ كَفِيلٍ وأفائِلَ وإما أن يكون شَرِيدَةٌ لغةً في شَرِيدٍ وبَنُو الشَّرِيدِ حَيٌّ منهم صَخْرٌ أخو الخَنْساءِ وفيهم يقولُ
(أَبَعْدَ ابنِ عَمْرٍ ومِنْ آلِ الشَّرِ ... يدِ حَلَّتْ به الأَرْضُ أَثْقَالَهَا)

مقلوبه ر ش د
الرُّشْدُ والرَّشَدُ والرَّشَادُ نَقِيضُ الغَيِّ رَشَدَ يَرْشُدُ رُشْداً وَرَشِدَ رَشَداً وَرَشَاداً فهو رَاشِدٌ وَرَشِيدٌ وَرَشِدَ أمْرَهُ رَشِدَ فيه وقيلَ إنما يُنْصَبُ على تَوَهُّمِ رَشَدَ أَمْرَهُ وإن لم يُسْتَعْملْ هكذا ونظِيرهُ غَبِنْتَ رَأْيَكَ وأَلِمْتَ بَطْنَكَ وَوِفَقْت أَمْرَكَ وَبَطِرْتَ عَيْشَكَ وَسَفِهْتَ نَفْسَكَ وأَرْشَدَهُ إلى الأمورِ وَرَشَّدَهُ هَدَاهُ واسْتَرْشَدَهُ طَلَبَ منه الرُّشْدَ والرَّشَدَى اسم للرَّشَاد وقولُه تعالى {يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد} غافر 38 أي أهدِكُم سبيلَ القَصْدِ سبيلَ اللهِ وأُخْرِجْكُم عن سبيلِ فِرْعَوْنَ والمَرَاشِدُ المَقاصِدُ قال أُسامَةُ بنُ حَبِيبٍ الهُذَلِيُّ
(تَوَقَّ أبا سَهْمٍ ومَنْ لم يَكُنْ له ... منَ الله واقٍ لم تُصِبْهُ المَرَاشِدُ)
وليس له واحدٌ إنما هو من باب مَحَاسِنَ وَمَلاَمِحَ وهَوَ لرِشْدَةٍ وقد يُفْتَح وهو نقيضُ زِنْيَةٍ وبنو رَشْدانَ بَطنٌ كانوا يُسَمَّونَ بَنِي غَيَّانَ فأسْمَاهُم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بَنِي رَشْدان ورواه قومٌ بَنُو رِشَدان بكسر الراء وقال لِرَجُلٍ ما اسْمُك قال غَيَّانُ فقال بل رَشْدَانُ وإنما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم رَشْدَانَ على هذه الصِّيغةِ لُيِحاكِيَ به غيّانَ وهذا واسعٌ كثيرٌ في كلامِ

(8/26)


العرب يُحافِظون عليه ويَدَعُون غيرَه إليه أعْنِي أنهم قد يُؤْثِرُون المُحاكاةَ والمُناسبةَ بين الألفاظ تاركينَ لِطَريِقِ القِياسِ كقَوْلِه عليه السلام ارْجِعْنَ مَأْزُوراتٍ غيرَ مأْجُوراتٍ وكَقَولْهِم عَيناءُ حَوراءُ من العينِ الحِيرِ وإنما هو الحُورُ فآثُروا قَلْبَ الواوِ ياءً في الحُورِ إِتْباعاً لِلْعِينِ وكذلك قولُهم إنِّي لآتِيه الغَدايَا والعَشَايا جَمَعُوا الغَداةَ على غَدايا إتْباعاً للعَشَايَا ولَولاْ ذلك لم يَجُزْ تكْسِيرُ فُعْلةٍ على فَعائِلَ ولا تَلْتَفِتَنَّ إلى ما حكاهُ ابنُ الأعرابيِّ من أن الغَدايا جمع غَدِيَّة فإنه لم يَقُلْه أحد غيرُه إنما الغَدايَا إتْباعٌ كما حَكَاهُ جميعُ أهْلِ اللُّغةِ فإذا كانوا قد يَفْعلُون مثلَ ذلك غيرَ مُحْتَشِمينَ من كَسْرِ القِياس فأَنْ يَفْعلُوه فيما لا يَكْسِرُ القياسَ أَسْوَغُ ألا تراهمُ يقولُون رأيتُ زَيْداً فيقال مَنْ زَيْداً ومَرَرْتُ بزَيْدٍ فيقال مَنْ زَيْدٍ ولا عُذْرَ في ذلك إلا مُحاكاة اللَّفْظِ ونَظِيرُ مُقَابلةِ غَيَّانَ بِرَشْدَانَ لِيُوَفِّق بين الصِّيغَتَيْن اسْتِجازَتُهم تَعْلِيقَ فِعْلٍ على فاعلٍ لا يَلِيقُ به ذلك الفِعْلُ لتَقَدُّمِ تعلِيقِ فعْلٍ على فاعلٍ يَلِيقُ به ذلك الفِعْلُ وكلُّ ذلك على سبيلِ المُحاكاة مثاله قَوْلُه تعالى {قالُوا إنا معكم إنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِم} البقره 15، 16 والاسْتِهزاءُ من الكُفَّارِ حَقِيقةٌ وتَعْلِيقُه بالله عزّ وجلّ مَجازٌ جلَّ رَبُّنا عن الاسْتِهزاءِ بل هو الحَقُّ ومنه الحقُّ وكذلك قولُه {يخادعون الله وهو خادعهم} النساء 142 والمُخادعةُ من هؤلاءِ فيما يُخَيَّلُ إليهم حَقِيقةٌ وهي من اللهِ مجازٌ إنما الاسْتِهزاءُ والخَدعُ من الله مكافأة لهم ومثلُه قَوْلُ عَمْرِو بن كُلثْومٍ
(ألاَ لا يَجْهَلَنْ أحدٌ علينا ... فَنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلِينا)
أي إنما نُكافِئُهم على جَهْلِهم كَقْوله {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} وهو بابٌ واسعٌ كبيرٌ وكان قومٌ من العَرَبَ يُسَمَّوْنَ بَنِي زِنْيةٍ فَسَمَّاهُم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بَنِي رِشْدَة والرَّشَادُ وَحَبُّ الرَّشَادِ نَبْتٌ يقالُ له الثُّفَّاءُ ورَاشِدٌ ومُرْشِدٌ اسْمان
مقلوبه د ر ش
الدَّارِشُ جِلْدٌ أَسْودٌ

(8/27)


الشين والدال والنون ش د ن
شَدَنَ الصَّبِيُّ والخِشْفُ وجميعُ وَلَدِ الظِّلْفِ والخُفِّ والْحَافِرِ يَشْدُنُ شُدُوناً قوِيَ وتَرَعْرعَ ومَلَكَ أُمَّهُ فَمَشَى مَعَهَا وظَبْيةٌ مُشْدِنٌ ذات شَادِنٍ يَتْبَعُها وكذلك غيرُها من الظِّلْفِ والخُفِّ والحافرِ والجمعُ مَشَادِنُ على القياسِ ومَشَادينُ على غيرِ القياسِ وَشَدَنٌ موضعٌ بالْيَمَنِ والإِبِلُ الشَّدِنَيَّةُ منسوبَةٌ إليه قال الْعَجَّاجُ
(والشَّدَنِيَّاتُ يُسَاقِطْنَ النُّعَرْ ... )
وقيلَ شَدَنٌ فَحْلٌ باليَمَنِ عن ابن الأعرابيِّ قال وإليه تُنْسَبُ هذِه الإِبِلُ والشَّدْنُ بسكون الدَّال شَجَرٌ له سِيقَان خَوّارةٌ غِلاَظٌ ونَوْرٌ شَبِيهٌ بنَوْرِ الياسِمَينِ في الخِلْقَةِ إلاَّ أنَّه أَحْمرُ مُشْرَبٌ وهو أَطيبُ من الياسَمِين
مقلوبه د ش ن
دَاشِنٌ مُعَرَّبٌ من الدَّشْنِ وليس من كلامِ أهلِ البادِية كأنَّهم يَعْنُونَ به الثّوْبَ الجديدَ الذي لم يُلْبَسْ أو الدّارَ الجديدةَ التي لم تُسْكَنْ ولا اسْتُعْمِلَتْ
مقلوبه ن ش د
نَشَدَ الضّالّةَ يَنْشُدُها نِشْدَةً ونِشْدَاناً طَلَبَها وَعَرَفَّهَا وأَنْشدها عَرفَّهَا وقيل أنشَدَها اسْتَرْشدَ عنها قال الشّاعر
(وَيُصِيخُ أحيانا كما اسْتَمَعَ ... الْمُضِلُّ لِصَوْتِ ناشِد)
الناشِدُ هنا الْمُعَرِّفُ وقيل الطَّالبُ لأنَّ الْمُضِلَّ يَشْتَهِي أن يَجِدَ مُضِلاً مثلَه ليتعزَّى به وهذا كَقَوِلْهم الثَّكْلَى تُحِبُّ الثَّكْلَى والنّاشدون الذين يَنْشُدُون الإِبِلَ فيَحْبِسُونها على أَربَابِها

(8/28)


ونَشَدْتُكَ اللهَ نَشْدَةً ونِشْدةً ونِشْداناً اسْتحلفْتُكَ بالله وأَنْشُدُكَ بالله إلاَّ فَعَلْتَ أسْتَحْلِفُك بالله ونَشَدَكَ اللهُ أي أنْشُدُكَ بالله
وقد ناشَدْتُك مُناشَدَةً ونِشَاداً وناشَدَه الأَمْرَ وناشَدَه فيه وفي الخبرِ أن أُمَّ قَيْسِ بن ذَريحٍ أَبْغَضَتْ لُبْنَي فناشَدَتْه في طَلاقِها وقد يَجوزُ أن تكونَ عَدَّتْ بِفِي لأنَّ في ناشَدَتْ مَعْنَى طَلَبَتْ ورَغِبَتْ وتَكَلَّمَتْ وأنشد الشِّعْرَ وتناشَدُوا أنْشَدَ بَعْضُهم بعْضاً والنَّشيِدُ الشِّعْرُ فَعيلٌ بمعنى مُفْعَلٍ والنّشيدُ من الأشعار ما يُتَنَاشَدُ وأَنْشَدَ بِهِم هَجَاهُم وفي الخبر أن السَّليِطِّيِين قالوا لغَسّانَ هذا جرير يُنْشِدُ بنا ومُنْشِدٌ اسمُ موضعٍ قال الرَّاعي
(إذَا ما انْجَلتْ عنه غَداةً ضبَابةٌ ... رأى وَهْوَ فِي بَلْدٍ خرانِقِ مُنْشِدِ)

مقلوبه ن د ش
نَدَشَ عن الشيءِ يَنْدُشُ نَدْشاً بَحَثَ والنَّدْشُ التَّنَاوُلُ الْقَلِيلُ
الشين والدال والفاء ش د ف
الشُّدْفةُ القِطعةُ من الشّيء وشَدَفَهُ يشْدِفه شَدْفاً قَطَعه شُدْفَةً شُدْفَةً والشَّدْفَةُ والشُّدُفَةُ من اللَّيلِ كالسُّدْفة وهي الظُّلْمةُ والشَّدَف كالشَّدْفَة التي هي الظُّلمةُ والسِّين لُغَةٌ عن يَعْقوبَ والشَّدَف شَخْصُ كلِّ شيءٍ والجمعُ شُدُوفٌ قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ
(مُوَكَّلٌ بِشُدُوفِ الصَّوْمِ يَرْقُبُها ... من الْمَغَارِبِ مَخْطُوفُ الحَشَى زَرِمُ)

(8/29)


قال يعقوبُ إنما يَصِفٌ الحمارَ إذا وَرَدَ الماءَ فعَيْنُه نحو الشّجرِ لأن الصائدَ يَكْمُن بين الشَجَرِ فيقول هذا الحمارُ مُوَكَّلٌ بالنَّظَر إلى شُخُوصِ هذه الأشجار من خَوْفِه من الرّماةِ والصَّومُ شَجَرٌ قيامٌ كالنّاس ومن المغارِبِ يَعْنِي من الفرَق ليس من الجُوع وَفَرَسٌ أَشْدفُ عَظِيمُ الشَّخْصِ والشَّدَفُ التواءُ رأسِ البعيرِ وهو عيْبٌ وناقَةٌ شَدْفَاءُ تَميلُ في أحدِ شِقَّيْها والشَّدَف في الخَيْلِ والإِبِلِ إِمَالَةُ الرَّأْسِ من النّشاطِ الذَّكَرُ أَشْدَفُ وشَدِفَ الفرسُ شَدَفًا وهو أشْدفُ وشَدِفٌ مَرِحٌ
مقلوبه ف د ش
فَدَشَهُ يَفْدِشُه فَدْشًا دَفَعَهُ وفَدشَ الشيءَ فَدْشًا شَدَخَهُ وَكَسَرَهُ وامرأةٌ فَدْشَاءُ كَمَدْشَاءَ لا لَحْمَ على يَدَيْها ورَجُلٌ فَدِشٌ أَخْرَقُ عن ابن الأعرابيِّ والفَدْشُ أُنْثَى العناكبِ عن كُراعٍ
الشين والدال والباء د ب ش
دَبَشَ الْجَرَادُ الأَرْضَ يَدْبِشُهَا دَبْشًا أَكَلَ كَلأَها وَسَيْلٌ دُبَاشٌ عَظِيمٌ يَجْرُف كُلَّ شيءٍ

الشين والدال والميم د ش م
الدُّشْمَة الرَّجلُ الذي لا خَيْرَ فيه
مقلوبه م د ش
المدَشُ دِقّةٌ في اليَدِ واسْتِرخاءٌ وانتشارٌ مع قِلّةِ لَحْمٍ مَدِشَتْ يدُه مَدَشًا وهو أمْدَشُ وفي وَجْهِه مَدْشَةٌ أي قِلّةٌ والمَدْشاءُ من النّساء خاصةً التي لا لَحْمَ على يَدَيْهَا عن أبي عُبَيْدٍ وَجَمَلٌ أَمْدَشُ

(8/30)


والمَدَشُ قِلَّةُ لحمِ ثَدْيِ المرأةِ عن كُراعٍ وَمَدَشَ من الطَّعامِ مَدْشًا أَكَلَ منه قَلِيلاً ومَدَشَ له من العَطاءِ يَمْدُشُ قَلّل ومَدِشَتْ عَيْنُهُ مَدَشًا وهي مَدْشَاءُ أظْلَمَتْ من جُوعٍ أو حَرِّ شَمْسٍ والمَدَشُ تَشَقُّقٌ في الرِّجْلِ والمَدَشُ اصطكاكُ بَواطِنِ الرُّسْغَيْن من شِدَّة الفْدَغِ وهو من غُيُوبِ الخَيْلِ التي تكون خِلْقَةً ورَجُلٌ مَدِشٌ أخْرقُ كفَدِشٍ حكاه ابنُ الأعرابِيِّ والمَدَشُ الحُمق وما به مَدْشَةٌ أي مَرَضٌ
الشين والتاء والراء ش ت ر
الشَّتَرُ انْقلابُ جَفْنِ الْعَيْنِ من أَعْلَى وأَسْفَل وَتَشَنُّجُه وقيل هو أن يَنْشَقَّ الجَفْنُ حتى يَنْفصلَ الحَتَارُ وقيل هو اسْتِرخاءُ الجفْنِ الأَسْفلِ شَتِرَت عيْنُه شَتَراً وشَتَرَها يَشْتُرُها شَتْراً وأشْتَرَها وشَتَّرَها قال سِيبَوَيْه إذا قُلْتَ شَتَرْتُه فإنَّكَ لم تَعْرِضْ لِشَتِرَ ولو عرضْتَ لِشَتِرَ لُقلْتَ أشْتَرْتُهُ ورجُلٌ أشْتَرُ والأُنْثَى شَتْرَاءُ والشَّتْرُ من عَرُوضِ الهَزَج أن يَدْخُلَهُ الخَرْمُ والقَبْضُ فَيصِيرَ فيه مَفَاعِيلُن فَاعِلنْ كقَوْله قُلْتُ لا تَخَفْ شيئاً فما يكونُ يَأتِيكَا وهو مُشْتَقٌّ من شَتَرِ العيْنِ فكأنّ البيتَ قد وقَع فيه من ذَهابِ الميمِ والياءِ ما صار به كالأشْتَرِ العيْنِ والشَّتَرُ انشقاقُ الشَّفَةِ السُّفْلَى شَفَةٌ شَتْرَاءُ وشَتَّرَ بالرَّجُلِ سَبَّه بِنَظْمٍ أو نَثْرٍ وشَتَرَه غَتَّهُ وشَتَرَهُ جَرَحه ويُرْوَى بَيْتُ الأخْطَل
(رَكُوبٌ على السَّوْءاتِ قد شَتَرَ اسْتَهُ ... مُزَاحَمَةُ الأعداءِ والنَّخْسُ في الدُّبُر)

(8/31)


وشُتَيْرُ بن خالدٍ رَجُلٌ من أعلامِ العَرَبِ كان شَرِيفًا قال
(أَوَالِبَ لا فَانْهُ شُتَيْرَ بنَ خالدٍ ... عن الجَهْلِ لا يَغْرُرْكُمُ بأَثَامِ)
وشُتَيْرٌ موضعٌ أنشد ثَعْلبٌ
(وعَلَى شُتَيْرٍ راحَ مِنّا رائِحٌ ... بأبي قَبِيصَةَ كالفَنِيقِ الْمُقْرَمِ)

مقلوبه ش ر ت
الشَّرَنْتي طائِرٌ
مقلوبه ت ر ش
التَّرَشُ خفَّةٌ ونَزَقٌ تَرِشَ تَرْشًا وتَرَشًا فهو تَرِشٌ وتَارِش
الشين والتاء والنون ن ت ش
النَّتَشُ البياضُ الذي يَظْهرُ في أصلِ الظُّفْرِ والنَّتْشُ النَّتْفُ لِلَّحْمِ ونَحْوهِ والمِنْتَاشُ المِنْقَاشُ وأنْتَشَ النّباتُ وذلك حين تَخْرجُ رُءُوسُه قَبْل أن يُعْرقَ وَنَتَشُهُ ما يَبْدُوا منه وأَنْتَشَ الحبُّ ابْتَلَّ فضَرَبَ نَتَشُه في الأرضِ ونَتَشَ الجَرادُ الأرضَ ينِتِشُها نَتْشًا أكَلَ نَبَاتَها ونَتَشَ لأَهْلِه يَنْتِشُ نَتْشًا اكْتَسَبَ لهم واحتالَ وما نَتَشَ منه شيْئاً ينتِشُ نَتْشًا أي ما أخَذَ وما أخذ إلاَّ نَتْشًا أي قليلاً ونَتَشَهُ بالعَصا نَتَشَا أي ضَرَبَهَ ونُتَّاشُ النَّاسِ رُذَالُهم عن ابن الأعرابيِّ
الشين والفاء والتاء ف ت ش
الفَتْشُ والتَّفْتِيشُ الطلبُ والبَحْثُ

(8/32)


الشين والتاء والباء ش ب ت
الشَّبَتُ نَبْتٌ عن أبي حَنِيفةَ وزَعَم أن الشِّبِثَ مُعَرَّبٌ عنه
الشين والتاء والميم ش ت م
شَتَمَه يَشتُمُه شَتْما فهو مَشْتُومٌ والأنثى مَشْتُومةٌ وشَتِيمٌ بغيرِ هاءٍ عن اللِّحيانيِّ سَبَّهُ وهي المَشْتَمَةُ والشَّتِميةُ قال سِيبَوَيْه في باب ما جَرَى مَجرَى المَثَلِ
كلُّ شيءٍ ولا شَتِيمةُ حُرٍّ وشاتَمه فَشَتَمَه يَشْتُمُهُ غَلَبَه بالشّتْمِ ورجُلٌ شَتَّامةٌ كثيرُ الشَّتْمِ والشَّتِيمُ والشُّتَامُ والشُّتَامةُ القَبيحُ الوَجْهِ والشُّتَامةُ أيضا السَّيِّئُ الخُلُقِ والشَّتَامَةُ شِدَّةُ الخَلْقِ مع قُبْحِ وَجْهٍ وأسْدٌ شَتيمٌ عابسٌ وشُتَيْمٌ ومِشْتَمٌ اسْمانِ
مقلوبه ش م ت
الشَّماتَةُ فَرَحُ العَدُوِّ شَمِتَ به شَمَاتَةً وشَمَاتًا وأشْمَتَهُ اللهُ به وفي التنزيل {فلا تشمت بي الأعداء} الأعراف 15 وَرَجَعُوا شَمَاتَى أيْ خائبينَ عن ابنِ الأعرابيِّ ولا أَعرِفُ ما واحِدُ الشَّمَاتَى وشَمَّتَهُ اللهُ خَيَّبَهُ عنه أيضاً وأَنْشَدَ للشَّنْفَرَى
(وباضِعَةٍ حُمْرِ القِسِيِّ بَعَثْتُها ... ومَنْ يَغْزُ يَغْنَمْ مَرَّةً ويُشَمَّتِ)
والشَّوَامِتُ قوائِمُ الدَّابّة واحدتُهَا شامِتَةٌ قال النّابغةُ
(فارْتاعَ مِنْ صَوْتِ كَلاَّبٍ فباتَ لهُ ... طَوْعَ الشَّوَامِتِ من خَوْفٍ ومِنْ صَرَدِ)

(8/33)


ويُروى طَوْعُ الشَّوَامت بالرَّفْعِ يَعْنِي أبات له ما شَمِتَ به شُمَّاتُهُ وفي بعض نُسَخِ المُصَنّفِ باتَ له ما شَمِتَ بِهِ شُمَّاتُه وشَمَّتَ العاطِسَ وسمَّتَ عليه دَعَا لَهُ بِخَيْرٍ وكلُّ داعٍ بخيْرٍ مُشَمِّتٌ قال أبو عليٍّ معناه دَعَا له أن لا يكونَ في حال يُشْمَتُ بِهِ فيها والسِّينُ لُغَةٌ عن يَعْقُوبَ والاشْتِمَاتُ أوَّلُ السِّمَن أنْشَدَ ابنُ الأعرابيّ
(أرَى إبِلي بعد اشْتِمَاتٍ كأنَّما ... تُصِيتُ بِسَجْعٍ آخِرَ اللَّيلِ نِيبُها)

مقلوبه م ت ش
مَتَشَ الشَّيْءَ يَمْتِشُهُ مَتْشًا جَمَعًه ومَتشَ النَّاقَةَ حَلَبَهَا بأصابِعِه حَلبًا ضَعِيفًا ومَتِشَتْ عينُه مَتشًا كمَدِشَتْ ورَجُلٌ أمْتَشُ وامرأةٌ مَتْشَاءُ
الشين والظاء والنون ش ن ظ
شَناظِي الجِبالِ أعاليها واحِدتُها شُنْظُوَة وامرأةٌ شِنْظَاظٌ مُكْتَنِزَةُ اللَّحْمِ
الشين والظاء والفاء ش ظ ف
الشَّظَفُ يُبْسُ العَيْشِ وشِدَّته قال عَدِيُّ بن الرِّقَاعِ
(ولقد أَصَبْتُ من المَعيشةِ لذَّةً ... وأَصَبْتُ مِنْ شَظَفِ الأُمورِ شِدَادَها)
وجَمْعُهُ شِظَافٌ قال الكُمَيْتُ
(وَرَاجٍ لِينَ تَغْلِبَ عن شَظَافٍ ... كَمُتَّدِنِ الحَصَى كَيْمَا يَلِينَا)
وأرى أنَّ الشَّظَاف لُغَةٌ في الشَّظَفِ وأن بيْتَ الكُمَيْتِ قد رُوىَ بالفَتْحِ وقد شَظِفَ شَظَفًا وهو شَظِفٌ

(8/34)


وشَظُفَ الشجَرُ شَظَافَةٌ فهو شَظِيفٌ لم يُصِبْ من الماءِ رِيَّه فَخَشُنَ ولم تذْهبْ نُدُوّتُه وفَحْلٌ شَظِفْ الخِلاط يخالِطُ الإِبلَ خِلاَطًا شديداً والشَّظَفُ انْتكاثُ اللَّحْمِ عن أَصْلِ إكْلِيلِ الظُّفْرِ والشَّظْفُ أن تَضُمَّ الخُصْيَتَيْنِ بين عُودَيْنِ وتَشُدَّهُما بعَقَبٍ حتى تَذْبُلاَ والشَّظْفُ شِقَّةُ العَصَا عن ابنِ الأعرابيِّ وأَنْشَدَ
(أَنْتَ أَرَحْتَ الحَيَّ من أُمِّ الصَّبِي ... كَبْدَاءَ مِثْلَ الشَّظْفِ أو شَرِّ العِصِي)
عَنَى بأُمِّ الصَّبِيِّ القَوْسَ وبالصَّبيِّ السَّهْم لأن القَوْسَ تَحْتَضِنُه كما تَحْتَضُنُ الأُمُّ الصَّبِيَّ وقوله كَبْدَاءَ عظِيمة الوَسَطِ وهي مع ذلك مَهْزُولةٌ يابسَةٌ مثل شِقَّةِ العَصَى
الشين والظاء والميم ش ظ م
الشَّيْظَمُ والشَّيْظَميُّ الطَّويلُ الجَسِيمُ الْفَتَيُّ من الناسِ والخَيْلِ والإِبِلِ والأُنْثَى شَيْظَمَة قال عَنْتَرَةُ
(والخيْلُ تَقْتَحِمُ الخَبارَ عَوابِسًا ... من بَيْنِ شَيْظَمَةٍ وأَجْرَدَ شَيْظَمِ)
وقيل الشَّيْظَمُ من الخَيْلِ الطويلُ الظَّاهرُ العَصَبِ وهو من الرِّجالِ الطَّوِيلُ أيضا والشَّيْظَمُ المُسِنُّ من القَنافِذِ ويُقالُ للأَسَدِ شَيْظَمٌ وشَيْظمِيٌّ وشَيْظَمٌ اسْمٌ
مقلوبه ش م ظ
شَمَظَهُ عن الأَمْرِ يَشْمِظُهُ شَمْظًا مَنَعَهُ قال
(سَتَشْمِظُكُم عن بَطْنِ وَجٍّ سُيُوفُنَا ... ويُصْبِحُ مِنْكُمْ بَطْنُ جِلْدَانَ مُقْفِرَا)
جِلدانُ ثَنِيُّةٌ بالطَّائف

(8/35)


مقلوبه م ش ظ
مَشِظَ الرَّجُلُ مَشَظًا إذا مَسَّ الشَّوْكَ أو الجِذْعَ فَدَخَلَ منه في يَده شيءٌ وقد تقدَّمت في الطَّاءِ لأنهما لُغَتانِ
الشين والذال والراء ش ذ ر
الشِّذْرُ قَطَعٌ من الذّهبِ وقيل هو خَرَزٌ يُفَصَّلُ به النَّظْمُ وقيل هو اللؤلؤُ الصغيرُ واحدته شَذْرَةٌ وشَذَّرَ النَّظْمَ فَصَّله فأما قولهم شَذَّرَ كلامَه بِشِعْرٍ فَمُوَلَّدٌ وهو على المَثَلِ والتَّشَذَّر النَّشَاط والسُّرعَةُ فِي الأمر والتَّشذّر التَّهَدّدُ ومنه قولُ سليمانَ بن صُرَدَ بَلَغَنِي عن أميرِ المؤمنينَ ذَرْءٌ من خبرٍ تَشَذّرَ لي فيه بشَتْمٍ وإيعادٍ فَسِرْتُ إليه جَوادًا وقيل هو التهيؤُ للشَّرِّ وتَشَذَّرت النّاقةُ جَمَعَتْ قُطْرَبْهَا وشالتْ بِذَنَبِها وتَشَذَّرَ السَّوْطُ مال وتحرّكَ قال
(وكان ابنُ أَجْمالٍ إذا ما تَشَذَّرَتْ ... صُدُورُ السِّيَاطِ شَرْعُهُنَّ المُخَوَّفُ)
وتَشَذَّرَ القومُ تَفَرَّقوا وذهبُوا شَذّرَ مَذَرّ وشَذِرَ مَذِرَ وبَذِرَ أي في كلِّ وجهٍ ولا يقال ذلك في الإِقبالِ وذهَبتْ غَنَمُكَ شِذَرَ مِذَر وشَذَر مَذَر كذلك والتَّشّذَّرُ بالثَّوْبِ الاستضفْار والشَّوذرُ الإتْبُ وهو بُرْدٌ يُشَقُّ ثم تُلْقِيه المرأَةُ في عُنُقِها من غير كُمَّيْن ولا جَيْبٍ قال
(مُتَضَرِّجٌ عن جانِبَيْهِ الشَّوْذَرُ ... )
وقيل هو الإزارُ فارسيٌّ أصلُه شادَر وقيل جادر

(8/36)


الشين والذال والباء ش ذ ب
الشَّذّبُ قِطَعُ الشَّجرِ وهو أيضاً قِشْرُهُ شَذَبَ اللِّحَاءَ يَشْذُبِه ويَشْذُبُه وشَذَّبَه قَشَرَهُ وشَذَبَ العُودَ يَشْذُبُه شَذُباً إذا ألقَى ما عليه من الأغصانِ حتى يَبْدُوَ وكذلك كل شيءٍ إذا نُحِّيَ عن شيءٍ وشَذَّب الجذعَ ألقى ما عليه من الكَرَب والمِشْذَب المِنْجَلُ الذي يُشَذَّبُ به وقال أبو حنيفةَ التّشذيِبُ في القِدْحِ العَمَلُ الأول والتَّهْذيب العَمَلُ الثاني وقد تَقدَّم وشَذَّبَه عن الشّيءِ طَرَدَهُ قال
(أنا أبو لَيْلى وسَيْفي المَعْلُوبْ)

(هل يُخْرِجَنْ ذَوْدَكَ ضَرْبٌ تَشْذيِبْ ... )

(ونَسَبٌ في الحَيِّ غيرُ مَأْشوب ... )
أراد ضَرْبٌ ذو تَشْذيبٍ والتّشذيبُ التفريقُ والتمزيقُ في المالِ ونحوِه وأَشذابُ الكَلأَ بَقاياهُ وَرَجُلٌ مُشَذَّبٌ طويلٌ وكذلك الفَرَسُ أنشدَ ثَعْلَبٌ
(دَلْوٌ تَمأَّ دُبِغتْ بالحُلَّبِ ... بَلَّتْ بكَفَّىْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ)
والشَّوذَبُ من الرِّجالِ الطّويلُ الحَسَنُ الخَلْقِ وشَوْذَبٌ اسْمٌ
الشين والذال والميم ش ذ م
الشّيْذُمان من أسماءِ الذِّئبِ
مقلوبه ش م ذ
شَمَذت النَّاقَةُ تَشْمِذُ شَمْذاً وشِمَاذاً وشُمُوذاً وهي شَامِذٌ والجمعُ شَوَامِذُ وشُمَّذٌ

(8/37)


لَقِحتْ فَشَالت بِذَنَبِهَا لتُرِيَ اللقاحَ بذلك وربما فعلتْ ذلك مَرحاً ونَشاطاً وقيل الشامذ من الإبلِ الخَلِقَةُ وقولُ أبي رشد
(شامذاً تَتَّقِي المُبِسَّ على المِرْيَةِ ... كَرُهاً بالصِّرْف ذي الطُّلاَّءِ)
يَصِفٌ حِرْباءَ يقول الناقَةُ إذا أُبِسَّ بها اتَّقتِ الْمُبِسَّ باللَّبن وهذه تَتَّقِيه بالدّم وهذا مَثَلٌ والعقربُ شامِذٌ من حيث قيل لما شَالَ من ذَنَبِها شَوْلَةٌ والشَّيْذُمان الذِّئْبُ سُمُيَ بذلك لِشُمُوذِه بذَنَبِه وقول بَخْدجٍ يهجُو أبا نُخَيْلَةَ
(لاَقَى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذَا ... )

(منّى وشَلاَ للأَعادِي مِشْقَذَا ... )
وقافياتٍ عَارِماتٍ شُمَّذَا ... )
إنَّما ذلك مَثَلٌ شَبَّه القَوافيَ بالإِبِلِ الشُّمَّذ وهو ما قدّمناه من أنها التي تَرْفعُ أَذْنابَها نشاطاً ومَرَحاً أو لتُرِيَ بذلك اللِّقاحَ وقد يجوزُ أن يكون شَبَّهها بالْعَقَارِبِ لِحِدِتَّهَا وشِدَّةِ أذنابِها وأَشْمَذَانِ موضعانِ أو جَبلان قال رَزَاحٌ أخوُ قَصَيِّ بنِ كلابٍ
(جَمَعْنَا من السِّرِّ من أَشْمَذَيْنِ ... ومن كلِّ حَيٍّ جَمَعْنَا قَبِيلا)

الشين والثاء والراء ش ر ث
الشَّرَثُ غِلَظُ الكَفِّ والرِّجْلِ وانْشِقاقُهُما وقيل هو تَشَقُّقُ الأصابعِ وقيل هو غِلَظُ ظَهْرِ الكَفِّ في الشِّتاءِ وقد شَرِثَ شَرَثَا فهو شَرِثٌ وقال اللِّحيانيُّ قال القَنَانِيُّ لا خَيْرَ في الثَّرِيدِ إذا كان شَرِثَا فَرِثَا كأنَّه فُلاَقةُ آجُرٍّ ولم يُفَسِّر الشَّرِثَ وعندي أنه الخَشِنُ الذي لم يُرَقَّق خُبْزُه ولا أْذيِب سَمْنُه ولم يفسِّر الفَرِثَ أيضاً وعندي أنه إتْباعٌ وقد يكون من قَوَلْهِم جَبَلٌ فَرِثٌ أي ليس بضَخْمِ الصُّخُورِ والشَّرَثُ تَفٌ تُّقُ النَّعْلِ الْمُطَبَّقَة والفِعْل كالفِعْلِ قال

(8/38)


(هذا غلامٌ شَرِثُ النَّقِيلهْ ... )

(أشْعَثُ لم يُؤدَمُ له بِكِيلَهْ)

(يَخَافُ أن تَمَسَّهُ الوَبِيلَةْ)
والشَّرْثَةُ النَّعْلُ الْخَلَقُ وشُرْثَانُ جَبَلٌ عن ابنِ الأعرابيِّ وأنشدَ
(شُرْثَانُ هذَاكَ وراءَ هَبُّودْ ... )

الشين والثاء واللام ش ث ل
رَجُلٌ شَثْلُ الأَصَابِعِ غَلِيظُهَا خَشِنُها وَقَدَمٌ شَثْلَةٌ غلِيظةُ اللَّحمِ مُتَرَاكِبَةٌ وقد شَثِلَتْ يَدُه ورِجْلُهُ وزَعَم يعقوبُ وأَبْو عُبَيْدٍ أن لامَها بَدَلٌ من نون شَثْنٍ
الشين والثاء والنون ش ث ن
الشَّثْنُ من الرّجال كالشَّثْلِ وقد شَثُنَتْ كَفُّهُ وقَدَمُهُ شَثَناً وشُثُونَةً وأَسَدٌ شَثْنُ البَراثِنِ خَشِنُهَا وهو مِنْهُ وشَثُنَ البَعيِرُ شَثَناً رَعَى الشَّوْكَ من العِضَاهِ فَغَلُظَتْ عليه مَشَافِرُه
مقلوبه ش ن ث
شَنِثَتْ يَدُه فهِي شَنِثَةٌ مِثْلُ شَثِنَتْ وشَنِثَ البعيرُ شَنَثاً فهو شَنِثٌ غَلُظَتْ مشافِرُه وخَشُنَتْ من أَكْلِ العِضَاهِ قال
(والله ما أدْرِي وَإنْ أوْعَدْتَنِي ... وَمَشَيْتَ بين طَيَالِسٍ وبياضِ)

(أَبَعيِرُ شَوْكٍ وارمٌ ألْغَادُهُ ... شَنِثُ الْمَشَافِرِ أم بَعِيرٌ غاضِي)
الغاضِي الذي يلزم الْغَضَا يأكل منه يقولُ لا أَدْرِي أعَرَبِيٌّ أم عَجَمِيٌّ

(8/39)


الشين والثاء والباء ش ب ث
شَبِثَ الشَّيءَ عَلقَهُ وأَخَذَهُ سُئِلَ ابن الأعرابيِّ عن أبياتٍ فقال ما أدرِي من أين شَبِثْتُها أي علِقْتُها وأخذْتُها والتَّشَبُّثُ التَّعَلُّقُ بالشيءِ ولُزُومُهُ وشِدَّةُ الأَخْذِ بِهِ والشَّبَثُ دُوَيْبَةٌ كثيرةُ الأَرْجُلِ عظيمةُ الرأسِ وقيل الشَّبثُ دُوَيْبَةٌ واسعةُ الفَمِ مُرْتَفِعَةُ الْمُؤَخَّر تُخَرِّب الأرضَ وتكون عند النُّدُوَّةِ وتأْكلُ العقاربَ وهي التي تُسَمَّى شَحْمَةَ الأرضِ وقيل هي العَنكبوتُ الكثيرةُ الأَرْجُلِ الكبيرِةُ وَعَمَّ بعضُهم به العنكبوتَ كُلَّها والجمعُ أشْبَاثٌ وشِبْثَان قال ساعدةُ يصفُ سيفاً
(تَرَى أَثْرَهُ في صَفْحَتَيْه كأنه ... مَدارِجُ شِبْثانٍ لَهُنَّ هَمِيمُ)
والشِّبِثُ بِكَسْر الشينِ والباء نباتٌ حكاه أبو حنيفةَ وشُبَيْثٌ ماءٌ معروفٌ قال
(نزلوا شُبَيْثاً والأَحَصَّ وأَصْبحُوا ... نَزَلَتْ مَنَازِلَهُمْ بَنُو ذُبْيَانِ)

الشين والراء والنون ش ن ر
الشّنَارُ أقْبَحُ العَيْبِ والعارِ يُقال عارٌ وشَنَارٌ وقَلَّ ما يُفْرِدُونَهُ من عارٍ قال أبو ذؤيبٍ
(فإنّي خَلِيقٌ أَنْ أُوَدِّعَ عَهْدَهَا ... بِخَيْرٍ ولمْ يُرْفَعْ لَدَيْنَا شَنَارُها)
وقد جَمَعُوه فقالوا شنائر قال جريرٌ
(تأتِي أمُوراً شُنُعا شَنائرَا ... )
وشَنَّر عليه عابَهُ

(8/40)


ورَجُلٌ شَنِيِّرٌ سيِّئُ الْخُلُق وبنو شِنيِّر بَطْنٌ
مقلوبه ر ش ن
الرَّشْن بسكون الشّينِ الْفُرْضَةُ من الماءِ والرّاشِنُ الداخِلُ على القومِ الآتِي ليَأْكُلَ رَشَنَ يَرْشُنُ رُشُوناً وَرَشَنَ الكَلْبُ في الإِناءِ يَرْشُنُ رُشُوناً أَدْخَلَ رأسَهُ فِيهِ لِيَأْكُلَ ويشربَ أنشد ابنُ الأعرابيِّ
(تُعَارِضُ الكَلْبَ إذا الكلْبُ رَشَنْ ... )
والرُّشن الرّفُّ
مقلوبه ن ش ر
النَّشْرُ الرِّيحُ الطيّبة قال مُرَقِّشٌ
(النَّشْرُ مِسْكٌ والْوُجُوهُ دَنَا ... نِيرٌ وأَطْرَافُ الأَكُفِّ عَنَمْ)
أراد النَّشْر مثلُ ريح المِسْك لا يكون إلا على ذلك لأن النَّشْرَ عَرَضٌ والمسكَ جَوْهرٌ وأما قولُه والوُجُوهُ دَنانِير فإن الوَجْهَ أيضاً لا يكون دِيناراً إنما أراد مثلَ الدّنانير وكذلك وأَطرافُ الأكُفِّ عَنَمْ إنما أراد مثل العَنَمِ لأن الجوهرَ لا يتحوّلُ إلى جَوْهرٍ آخرَ وعَمَّ أبو عُبَيْدٍ به فقال النَّشْرُ الرّيحُ من غير أن يقيّدَها بطِيبٍ أو نَتْن ونَشَر اللهُ الميِّتَ يَنْشُرُه نَشْراً ونُشُوراً وأَنْشَرَهُ فَنَشَرَ أحياهُ قال الأَعْشَى
(حتّى يَقولَ النَّاسُ ممّا رَأَوْاه ... يَا عَجَباً للميِّتِ النَّاشِرِ)
وأَنْشَرَ اللهُ الريحَ أحياها بعد مَوْتٍ وأَرْسلها نَشْراً ونُشْراً وفي التنزيل {وهو الذي يُرسلُ الرياحَ نُشُراً} الأعراف 75، الفرقان 48 ونُشْراً ونَشْراً ونَشَراً فأمّا من قرأ نُشُراً فهو جَمْعُ نَشُورٍ مثل رَسُولٍ ورُسُلٍ ومن قرأ نُشْراً سكّن الشّينَ اسِتْخْفَافاً ومن قرأ نَشْراً فمعناه إحْيَاءٌ بنَشْرِ السَّحاب الذي فيه المطرُ الذي هو حياةُ كُلِّ شيءٍ ونَشَراً شَاذَّةٌ عن ابن

(8/41)


جنّى قال وقُرِئ بها وعلى هذا قالوا ماتت الرّيحُ سَكَنتْ قال
(إنّي لأَرْجُو أن تموتَ الريحُ ... فأَقْعُد اليَوْمَ وأَسْتريحُ)
وقال الزّجاجُ من قرأ نَشْراً فالمَعْنَى وهو الذي يُرْسِلُ الرياحَ مُنْتِشرَةً نَشْراً ومن قرأ نُشُراً فهو جمع نَشُور قال وقُرِئ بُشُراً بالباء جَمْعُ بَشيرَةٍ كقوله تعالى {ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات} الروم 46 ونَشَرَتِ الرّيحُ هبّتْ في يومِ غَيْمٍ خاصَّةٌ وقولُه تعالى {والناشرات نشرا} المرسلات 3 قال ثعلبٌ هي المَلائكةُ تَنْشُرُ الرحمةَ ونَشَرَتِ الأرضُ تَنشُرُ نُشوراً أصابها الربيعُ فأنَبَتَتْ وما أَحْسنَ نَشْرَها أي بَدْءَ نَباتِها والنّشْرُ أن يَخْرُجَ النبتُ ثُمَّ يُبْطِئ عنه المطرُ فَيَيْبَسُ ثم يُصِيبُه مطرٌ فَيْنُبتُ بعد اليُبْسِ وهو رَدِيءٌ للإِبِل والْغَنِم إذا رَعَتْهُ في أوَّلِ ما يظهرُ يُصيِبُها مِنْهُ السَّهَامُ وقد نَشَرَ العُشْبُ نَشْراً قال أبو حَنِيفَةَ ولا يضُرُّ النَّشْرُ الحافِرَ وإذا كان كذلك تَرَكُوه حتى يَجِفَّ فتذْهَبَ عنه أُبْلتُه أيْ شَرُّه وهو يكون من البَقْلِ والعُشْبِ وقيل لا يكونُ إلاَّ من العُشْبِ وقد نشَرتِ الأرضُ وعَمّ أبو عُبَيدٍ بالنَّشْرِ جميَع ما خَرَجَ من نبات الأرضِ والنّشْرُ انْتِشارُ الوَرَقِ وقيل إيَراقُ الشَّجَر وقولُهُ أنشده ابنُ الأعرابيِّ
(كأنَّ على أكتافِهِمْ نَشْرَ غَرْقَدٍ ... وقَدْ جَاوَزُوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْفِ)
يجوز أن يكونَ انتِشارَ الوَرَقِ وأن يكونَ إيراقَ الشَّجَرِ وأن يكونَ الرَّائِحَةَ الطَّيَّبة بكُلِّ ذلك فَسَّرَهُ ابنُ الأعرابيِّ والنَّشْرُ الْجَرَبُ عنه أيضاً والنَّشْرُ خِلافُ الطَّيِّ نَشَرَ الثَّوبَ ونحوَهُ يَنْشُرُه نَشْراً ونَشَّرَه بَسَطهُ والنَّشْرُ الإزارُ من ذلك وفي بعض الأحاديث إذا دخل أحدكُمُ الحمّامَ فعليه بالنَّشِير ولا يَخْصِفُ حكاه الهَرَويُّ في الغريبَيْن

(8/42)


وتَنَشَّرَ الشَّيءُ وانْتَشَرَ انْبَسَطَ وانْتَشر النَّهارُ وغيرُهُ طالَ وامْتَدَّ وانتشرَ الخبرُ انْذاعَ وانْتشرتِ الإِبِلُ والغَنَمُ تفرّقتْ عن غِرَّةٍ من راعِيها ونَشَرَها هو ينْشُرُها نَشْراً وهي النَّشْرُ والنَّشَرُ القومُ المُتَفَرِّقون الذين لا يَجْمَعُهم رَئِيسُ وجَاءَ ناشِراً أُذُنَيْهُ إذا جاء طامعاً عن ابنِ الأعرابيِّ ونَشَرَ الخشبةَ ينْشُرُها نَشْراً نَحَتَهَا والمِنْشَارُ الخشبَةُ التي يُذَرَّى بها البُرُّ وهي ذاتُ الأصابع والنَّواشِرُ عَصَبُ الذِّراعِ من داخِلٍ وَخَارِجٍ وقِيلَ هي عروقٌ وعَصَبٌ في باطِنِ الذِّراعِ وقيل هي العَصَبُ التي في ظاهِرِها واحِدَتُهَا نَاشْرَةٌ والتناشيرُ كِتَابٌ للغِلْمان في الكُتّابِ لا أعْرفُ لها واحداً والنُّشْرَةُ رُقْيةٌ يُعالَجُ بها المجنونُ والمريضُ وقد نَشَّر عنه وناشِرَةُ اسمُ رَجُلٍ قال
(لقد عَيَّلَ الأَيْتَامَ طَعْنَةُ ناشِرَهْ ... أناشِرَ لا زالتْ يَمينُك آشِره)
وقيل إنّما أراد طَعْنةَ ناشرٍ وهو ذلك الرَّجُل فألحقَ الهاء للتَّصريعِ وهذا ليس بشيءٍ لأنه لم يُرْوَ إلاَّ أناشِرَ بالتَّرْخيمِ ونَشْورَتِ الدَّابةُ من عَلَفِها نِشْواراً أَبْقتْ من عَلَفِها عن ثَعْلب وحَكاهُ هو مع المِشْوارِ الذي هو ما ألْقتِ الدّابّةُ من عَلَفِها فَوزْنُه على هذا نَفْعَلَتْ وهذا بناءٌ لا يُعْرَفُ
مقلوبه ن ر ش
نَرَشَ الشيءَ نَرْشاً تَناولَه بيَدِه حكاه ابنُ دُرَيْدٍ قال ولا أَحُقُّه
مقلوبه ش ر ن
تَشْرِينُ اسمُ شهرٍ من شُهورِ الخَرِيفِ وهو أعجميٌّ وهو إلى وَزْنِ تَفْعِيل أقْرب منه إلى وَزْنِ غيرِه من الأَمْثلةِ

(8/43)


الشين والراء والفاء ش ر ف
الشَّرَفُ الحَسَبُ بالآباءِ شَرُفَ شَرَفاً وشَرْفَهً وشُرْفَةٌ وشَرَافَةً فهو شريفٌ والجمع أشرافٌ والأُنْثَى شريفةٌ واسْتَعملَ ابنُ إسحاقَ الشَّرفَ في القرآنِ فقال أَشْرفُ آيةٍ في القرآن آيةُ الكُرْسِيِّ والمشْرُوف المَفْضولُ وقد شَرَفَهُ وشَرُفَ عليه وشَرَّفَهُ جعل له شَرَفاً وكُلُّ ما فَضَلَ على شيءٍ فقد شَرَفَ وشَارَفَه فَشَرَفَهُ يَشْرُفُه فاقه في الشَّرَفِ عن ابن جِنِّي وشَرَّف العَظْمَ إذا كان قليلَ اللَّحْمِ فأخَذَ لَحْمَ عظْمٍ آخَرَ ووَضَعَه عليه وقولُ جريرٍ
(إذا ما تعاظَمْتُم جُعُوراً فشَرِّفُوا ... جَحِيشاً إذا آبَتْ مِنَ الصَّيْفِ عِيرُها)
أُرَى أن معناه إذا عَظُمتْ في أعْيِنُكُم هذه القبيلةُ من قبائِلكُم فَزِيدُوا منها في جَحِيشٍ هذِه القبيلةِ القليلةِ الذّليلةِ فهو على نحو تَشْريفِ العَظمِ باللَّحْمِ والشُّرفَةُ أعْلَى الشيءِ والشَّرَفُ كالشُّرْفَةِ والجمعُ أشرافٌ قال الأَخْطلُ
(وقد أكَلَ الكِيرانُ أَشْرافَها العُلَى ... وأُبْقِيَتِ الأَلواحُ والْعَصَبُ السُّمْرُ)
والأشراف أعْلَى الإنسانِ وفرسٌ مُشْتَرِفٌ مُشْرِفٌ أعَالِي العظامِ وأشْرفَ الشيءَ وَعَلَى الشيءِ عَلاَهُ وتَشَرَّفَ عليه كأشْرَفَ وأشْرَفَ الَّشْيءُ علا وارتفعَ والشَّرْفَاءُ من الآذانِ الطويلةُ القائمةُ المُشرِفَةُ وكذلك الشُّرَافِيَّةُ وقيل هي المُنْتَصِبَةُ في طُولٍ وناقةٌ شَرْفاءُ وشُرَافِيَّةٌ ضَخْمَةُ الأُذُنَيْنِ وضَبٌّ شُرافِيٌّ كذلك ويَرْبوعٌ شُرافيّ قال

(8/44)


(وإنِّي لأصطادُ اليَرابيعَ كُلَّها ... شُرافِيَّها والتَّدْمُرِيَّ الَمُقَصِّعَا)
ومنكبٌ أشرفٌ عالٍ وقولُه أنْشده ابنُ الأعرابِيِّ
(جَزَى اللهُ عَنَّا جَعْفَراً حين أشْرَفَتْ ... بنا نَعْلُنَا في الواطئينَ فَزَلَّتِ)
ولم يفسِّرُهُ وقال كذا أنْشَدَناه عُمَرُ بن شَبَّةَ قال ويروى أَزْلَفَتْ وقوله هكذا أنْشَدنَاه تَبَرُّؤٌ من الرِّوايَةِ والشُّرْفَةُ ما يوضعُ على أعالِي القُصُورِ والمُدُنِ وشَرَّفَ الحائطَ جَعَل له شُرْفَةً وهو على شَرَفِ أمْرٍ أي على شَفْى منه وأَشْرفَ لك الشَّيْءُ أمْكَنَكَ وشارفَ الشَّيْءَ دَنَا منه وقاربَ أن يَظْفَرَ به وأشْرَفَ على الموتِ قاربَ وتَشَرَّفَ الشَّيْءَ واسْتَشْرَفَه وَضَعَ يدَه على حاجِبِه كالذي يَسْتظِلُّ من الشَّمْسِ حتَّى يُبْصِرَه واستشْرَفَ إِبَلهُمْ تَعيَّنَها ليُصِيبَها بالعينِ والشَّارفُ من الإبل المُسِنُّ والْمُسِنَّةُ والجمعُ شوارِفُ وشُرَّفٌ وشُرُفٌ وشُرُوفٌ وقد شَرُفَتْ وشَرَفتْ شُرُوفاً وسهْمٌ شارفٌ بعيدُ العَهدِ بالصِّيانة وقيل هو الذي انتكث رِيشُهُ وعَقَبُه وقيل هو الدقيقُ الطَّويلُ ودَنٌّ شارِفٌ قديمُ الخَمْرِ قال الأَخْطلُ
(سُلافَةٌ حَصَلَتْ من شَارِفٍ حَلِقٍ ... كأنَّما فَارَ منها أَبْجَرٌ نَعِرُ)
والإشْرافُ سُرْعةُ عَدْوِ الخيلِ وشَرَّفَ النَّاقَةَ كَادَ يقطعُ أخْلافَها بالصَّرِّ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ
(جَمَعْتُها من أيْنُقٍ غِزارِ ... )

(من اللَّوَا شُرِّفْنَ بالصِّرَارِ ... )

(8/45)


أراد من اللَّواتي وإنَّما يُفْعَلُ بها ذلك ليَبْقَى بُدْنُهَا وسِمَنُها فيُحْملَ عليها في السّنةِ الْمُقبلةِ والمَشَارفُ قُرىً من أرضِ العَرَبِ تَدْنُو من الرِّيفِ والسُّيوفُ المَشْرَفِيَّة مَنْسوبةٌ إليها والشَّريفُ جَبَلٌ تَزْعُمُ العربُ أنه أَطْوَلُ جَبَلٍ في الأرضِ والأشْرَفُ اسمُ رَجُلٍ وشِرافُ وشَرافُ مَبْنيْةٌ اسمُ ماءٍ بِعَيْنِه وَشَرَافِ موضعٌ عن ابنِ الأعرابِيِّ وأنشدَ
(لقد غِظْتَنِي بالحزْمِ حَزْمِ كُتَيْفَةٍ ... ويومَ الْتَقَيْنَا من وراءِ شَرَافِ)
وأبو الشُّرَفَاءِ من كُنَاهُم قال
(أنا أبو الشُّرَفَاء مَنَّاعُ الْخَفَرْ ... )
أرادَ مَنَّاعَ أهْلِ الْخَفَرِ
مقلوبه ش ف ر
الشِّفْرُ من العيْنِ ما نَبَتَ عليه الشَّعَرُ وأصْلُ مَنْبِتِ الشَّعَر في الجَفْنِ وليس الشُّفْرُ من الشَّعَر في شيءٍ وهو مذكَّرٌ صرَّح بذلك اللِّحيانيُّ والجمعُ أشفارٌ سِيبَوَيْهِ لا يُكَسَّرُ على غير ذلك والشَّفْرُ لُغَةٌ فيه عن كُراعٍ وشُفْرُ كُلِّ شيءٍ ناحِيَتُه وشُفْرَا المرأةِ وشافِراها حَرْفَا رَحِمِها والشَّفِرَةُ والشَّفيِرَةُ مِن النّساءِ التي تَجِدُ شَهْوَتَها فِي شُفْرِها فَيجِئُ ماؤُها سريعاً وقيل هي التي تَقْنعُ من النّكاحِ بأيْسَره وما بالدَّارِ شَفْرٌ وشُفْرٌ أي أَحَدٌ والمِشْفَرُ والْمَشْفَرُ للبَعيرِ كالشَّفِة للإنسان وقد يقال مشافِرُ للإنسان على الاسْتعارةِ وقال اللحيانيُّ إنه لعظيم المَشَافِرِ يقالُ ذلك في النّاسِ والإِبِلِ قال وهو من الواحدِ الذي فُرِّق فَجُعِلَ كُلُُّ واحِدٍ منه مِشْفَراً ثُمَّ جُمعَ قال الفرزدقُ
(فلو كُنْتَ ضبَيَّاً عَرَفْتَ قَرَابَتِي ... ولكنَّ زِنْجِياً عَظِيمَ المَشَافِرِ)

(8/46)


والشَّفِيرُ حدُّ مَشْفَر العَيْنِ وشَفِيرُ الوادِي وشُفْرُه ناحِيَته من أعلاه فأمَّا ما أنْشدَه ابنُ الأعرابيِّ من قوله
(بِزَرْقَاوَيْن لم تُحْرَفْ ولمَّا ... يُصِبْها عائِرٌ بِشَفِير مَاقِ)
فقد يكون الشَّفيرُ هاهنا ناحِيةَ الماقِ من أعلاه وقد يكونُ الشَّفيرُ لُغَةً في شُفْرِ العَيْن وشفّر المالُ قلَّ وذهبَ عن ابنِ الأعرابيِّ وأنشدَ
(مُولَعاتٌ بِهاتِ هات فإنْ شَففَر ... مَالٌ أردْنَ منكَ انْخِلاعَا)
والشَّفْرَةُ من الحديد ما عُرِّضَ وحُدِّدَ والْجَمْعُ شِفَارٌ وقال أبو حنيفةَ شَفْرَتَا النَّصْلِ جانِباه وأذن شُفَارِيّة طويلةٌ عريضةٌ ليّنةُ الفرعِ ويَرْبوعٌ شُفَارِيّ ضخم الأُذُنين وقيل هو الطًّويلُ الأُذُنَيْن العارِي البراثِنِ ولا يُلْحقُ سرِيعاً وقيل هو الطَّويل القوائمِ الرِّخْوُ اللَّحْمِ الكثيرُ الدّسَمِ قال
(وإنِّي لأَصْطادُ اليرابيعَ كُلَّها ... شُفَارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ الْمُقَصَّعَا)
التَّدْمُرِيُّ الْمَكْسُوُّ البراثِن الذي لا يكادُ يُلْحقُ والمِشْفَرُ أرضٌ من بلادِ عَدِيٍّ وتميم قال الرَّاعي
(فَلَمَّا هَبَطْنَ المِشْفَرَ العَوْدَ عَرَّسَتْ ... بحَيْثُ الْتَقَتْ أجْراعُهُ وَمَشَارِفُهْ)
ويُرْوَى مِشْفر العَوْدِ وهو أيضاً اسْمُ أرضٍ
مقلوبه ر ش ف
رَشَفَ الماءَ والرِّيقَ ونحوَهما يَرْشُفُهُ ويرشِفُهُ رَشْفاً وَرَشَفَا وَرَشِيفاً أنشد ثعلبٌ
(قابِلةٌ ما جاءَ في سِلاَمِها ... )

(بِرَشَفِ الذِّنابِ والْتِهامِها ... )
وترشّفَهُ وارتْشَفَهُ مَصَّهُ وقيل الرَّشْفُ والرّشِيفُ فَوْقَ المَصِّ وقيل هو تَقَصِّي ما في الإِناء واشْتِفاقُه

(8/47)


وقوله أنْشَدَه أبو عليٍّ
(يرتَشِفُ البَوْلَ ارِتْشَافَ المَعْذُورِ ... )
فسّره بجَمِيع ذلك والرَّشْفُ والرَّشَفُ بَقِيَّةُ الماءِ في الحُوْضِ وهو وَجْهُ الماءِ الذي ارْتَشَفَتْه الإِبِلُ وناقةٌ رَشُوفٌ تَشْرَبُ الماءَ فترْتَشِفُهُ قال القُطَامِيُّ
(رَشُوفٌ وراءَ الخُورِ لم تَنْدَرِئْ بِها ... صَباً وشَمَالٌ حَرْجَفٌ لم تَقَلَّبِ)
وامرأةٌ رَشُوفٌ طيّبةُ الفَمِ وقيل قليلةُ البِلَّةِ وقالوا في المثل لَحَسُنَ ما أَضْرَعْتِ إنْ لم تُرْشِفِى أي تُذْهِبِي اللَّبنَ ويقال ذلك للرَّجُلِ أيضاً إذَا بدا أن يُحْسِنَ فَخِيفَ عليه أن يُسئَ
مقلوبه ر ف ش
رَفَشَهُ رَفْشاً اَكَلَهُ أكْلاً شديداً قال رُؤْبةُ
(دقّا كَدَقِّ الوَضَمِ الْمَرْفُوشِ ... )
ومنه وَقَع فُلانٌ في الرَّفْشِ والقَفْشِ الرَّفْش الأكل والقَفْشُ النّكاحُ ورفَشَ البُرَّ يرفُشُه رَفْشاً جَرَفَهُ والرَّفْشُ والرُّفْشُ والمِرْفشَةُ ما رُفِشَ به ورَجُلٌ أَرفَشُ الأُذُنَيْنِ عَرِيضُهما على التَّشبِيه بالمِرْفَشَةِ وفي حديث سلمان أنه كان أرفَشَ الأُذُنَيْنِ
مقلوبه ف ر ش
فرشَ الشَّيْءَ يفرُشِهُ فَرْشاً وفَرَشَه فانْفَرَشَ وتفرَّشَ وافْتَرشه بَسَطَهُ وافْتَرَشَ لِسانَه تَكَلَّم كَيْفَ شاءَ وافترشَ الأسدُ والذّئبُ ذِرَاعَيْهِ رَبضَ عليهما قال

(8/48)


(تَرى السِّرْحان مُفْتَرِشاً يَدَيِهِ ... كأنَّ بَياضَ لَبَّتِهِ الصَّديِعُ)
والفِراشُ ما افْتُرِشَ والجمعُ أفْرِشَةٌ وفُرُشٌ سِيبَوَيْهِ وإن شِئْتَ خفّفْتَ في لغةِ بني تميمٍ والمِفْرَشَةُ الوِطاءُ الذي يُجْعَلُ فوق الصُّفَّة وقولُه تعالى {الذي جعل لكم الأرض فراشا} البقرة 22 أي وِطَاءً لم يَجْعَلْها حَزْنَةَ غليظَةً لا يُمكِنُ الاسْتِقرارُ عليها والفَرْشُ الفضاءُ الواسعُ من الأرضِ وقيلَ هي أرضٌ تَسْتِوي وتَلِينُ وتَنْفسحُ عنها الجبالُ وجَمَلٌ مفْتَرِشُ الظَّهْر لا سَنامَ له وأكَمَةٌ مفُتَرِشةُ الظَّهْر كذلك وكُلُّه من الْفَرْشِ والفَرِيشُ الثَّوْرُ العَرَبيُّ الذي لا سَنامَ له قال طُرَيْحٌ
(غُبْسٌ جنابِسُ كُلُّهُنَّ مُصَدَّرٌ ... نَهْدُ الزُّبُنَّةِ كالفَرِيشِ شَتِيمُ)
وفَرَشَه فِراشاً وأفْرشَه فَرَشه له وفَرَشَه أمْرَهُ فَرْشاً بَسَطَهُ له من ذلك والمِفْرَشُ شيءٌ كالشاذَكُونَة والمِفْرَشة شيء يكون على الرَّحْلِ يُقْعدُ عليها والمِفْرَشُ أَكْبَرُ منه والفُرُشُ والمفارِشُ النّساءُ لأنَّهن يُفْتَرَشْنَ قال أبو كَبِيرِ
(مِنْهُمْ ولا هُلْك المَفَارِشِ عُزَّلِ ... )
أي النّساءُ وافْتَرَشَ الرَّجلُ المرأَة لِلَذّهٍ والفَرِيشُ من ذَواتِ الحافِرِ التي أتى عليها من نِتاجها سَبْعَةُ أيَّامٍ واسْتَحقَّتْ أن تُضْرَبَ أتَانّا كانتْ أو فَرَساً وهو على التَّشْبيهِ بالفرِيشِ من النّساءِ والجمع فَرائِشُ وفَرَشَ النباتُ فَرشاً انْبَسَطَ على وَجْهِ الأرضِ

(8/49)


وفَرَاشُ اللِّسانِ اللَّحْمةُ التي تَحْتَه وقيل هي الجِلْدةُ الخَشْناءُ التي تَلِي أُصُولَ الأَسنانِ العُلْيا وقيل الْفَراشُ مَوقعُ اللّسانِ من أَسْفَلِ الحنَكِ وقيل الْفَرَاشَتَان بالهاءِ غُرضُوفانِ عند اللَّهاةِ وَفَرَاش الرَّأسِ طرائقُ دِقاقٌ من القِحْفِ وقيل هي عِظامٌ رِقَاقٌ طراقُ بعضه على بعضٍ كالقِشْرِ وقيل هو ما رقَّ من عَظْمِ الْهامَةِ وقيل كُلُّ رقيقٍ من عَظْمٍ فَرَاشَهٌ وقيل كل عَظْمٍ ضُرِب فطارت منه عظامٌ رقاقٌ فهيالفَرَاشُ وقيل هي قُشُورٌ تكونُ على العَظْمِ دون اللَّحْمِ وقيل هي العظامُ التي تخرُجُ من رأسِ الإنْسانِ إِذَا شُجَّ وكُسِرَ وقيل لا تُسمَّى عِظامُ الرأْسِ فَرَاشاً حتى تَبِينَ الواحدة من كل ذلك فَراشَةٌ والمْفرشَه والمفْتَرشَةُ مِن الشِّجَاجِ التي تَبْلُغُ الفَرَاشَ والفَرَاشَةُ ما شَخَصَ من فُروعِ الكَتِفَيْنِ فيمَا بَيْنَ أصْلِ الْعُنُق ومُسْتَوَى الظَّهْرِ والفراشتانِ طَرفَا الوَرِكَيْن في النُّقْرَةِ وفَرَاشُ الظَّهْرِ مَشَكُّ أَعَالِي الضُّلُوعِ فيه وفَرَاشُ القُفْلِ مناشِبُه واحدتُها فَراشَةٌ حكاها أبو عُبَيْد قال ابنُ دُرَيْدٍ لا أحْسبُها عَرَبِيَّةً وكُلُّ حَدِيدةٍ رَقِيقَةٍ فَرَاشَةٌ وفَراشُ النَّبِيذِ الْحَبَبُ التي عليه والفَرْشُ الزَّرعُ إذا صارت له ثلاثُ وَرَقاتٍ وأَرْبعٌ وقَرْشُ الإِبل وغيرِها صِغارُها الواحدُ والجميع في ذلك سواءٌ وفي التنزيل {حمولة وفرشا} الأنعام 142 وفَرْشُها كِبارُها عن ثَعْلبٍ وأنْشدَ
(له إِبلٌ فَرْشٌ وَذَاتُ أَسِنَّةٍ ... صُهَابِيَّةٌ حَانَتْ عليهِ حُقُوفُها)
وقيلَ: هو من النَّعَمِ ما لا يَصْلُحُ إلاَّ للذَّبْح وفَرْشُ الحَطَبِ والشَّجَرِ دِقَّةُ وفَرْشُ العِضَاهِ جماعَتُهَا والفَرْشُ الدَّارَةُ من الطَّلْح وقيل الفَرْشُ الغَمْضُ من الأَرْضِ فيه العُرْفُطُ والسَّلَمُ والعُرْفُجُ والطَّلْحُ والقَتَادُ والسَّمُرُ والعَوْسَجُ وهو يَنْبُتُ في أرضٍ مَسْتَويَةٍ مِيلاً وفَرْسَخًا أنْشَدَ ابنُ الأعرابيِّ
(وقد أراها وَشَواها الحُبْشا ... )

(ومِشْفَراً إن نَطَقَتْ أَرَشًّا ... )

(كمِشْفَرِ النَّابِ تَلُوكُ الفَرْشَا ... )

(8/50)


ثم فسّره فقال إن الإِبِلَ إذا أكَلتِ العُرْفُطَ والسَّلَمَ أَرْخَتْ أَفْواهَهَا وقال أبو حَنِيفَةَ الفَرْشَةُ الطَّرِيقةُ المُطْمَئنَّةُ من الأَرْضِ شيئاً يَقُودُ اليومَ واللَّيْلَةَ ونَحْوَ ذلك قال ولا تكونُ إلاَّ فيما اتَّسعَ من الأرضِ واْسْتَوَى وأَصْحَرَ والجمعُ فُروشٌ والفَرَاشَةُ حجارةٌ عِظَامٌ أمثالُ الأَرْحَاءِ تُوْضَعُ أوَّلاً ثم يُبْنَى عليها الرَّكِيبُ وهو حائِطُ النَّخْلِ والفَرَاشَةُ البَقِيَّةُ تَبْقَى في الحَوْضِ من الماءِ القَلِيلِ الذي تَرَى أرضَ الحوضِ من ورائِهِ من صَفَائِه والْفَرَاشَةُ مَنْقَعُ الماءِ في الصَّفَاةِ وجَمْعُها فَرَاشٌ وَفَراشُ القاعِ والطِّينِ ما يَبِسَ بعدَ نُضُوب الماءِ والفَرَاشُ حَبَبُ الماءِ من الْعَرَقِ وقيل هو القليلُ من العَرَقِ عن ابن الأعرابيِّ وأنْشد
(فَرَاشُ المسيحِ فوقَهُ يَتَصَبَّبُ ... )
ولا أعرِفُ هذا البيت إنما المعروفُ بَيْتُ لَبِيدٍ
(عَلاَ المِسْكُ والدِّيبَاجُ فوقَ نُحُورهِمْ ... فَرَاش المَسِيحِ كالجُمانِ المُثْقَّبِ)
وأرَى ابنَ الأعرابِيِّ إنَّما أراد هذا البَيْتَ فأحَالَ الرّوايةَ إلا أن يكونَ لَبِيدٌ قد أَقْوَى فَقالَ
(فَرَاشُ المَسِيحِ فَوْقَهُ يَتَصَبَّبُ ... )
وإنَّما قلتُ إنَّه أَقْوَى لأنَّ رَوِيَّ هذه القصيدة مَجْرُورٌ وأوَّلُهَا
(أرَى النَّفْسَ لَجَّتْ في رَجَاء مكذَّبِ ... وقد جَرَّبَتْ لَوْ تَقْتَدِي بالمُجَرَّبِ)
والفَراشُ دَوابٌّ مَثْلَ البَعُوضِ تَطِيرُ واحِدَتُها فَرَاشَةٌ والْفَرَاشةُ الْخَفِيفُ الطَّيَّاشَةُ من الرِّجالِ وضَرَبَهُ فما أَفْرَشَ عَنْه حتَّى قَتَلَهُ أيْ ما أَقْلَعَ وَأفْرَشَ عنْهُمُ الموْتُ ارْتَفَعَ عن ابنِ الأعرابِيِّ وَفَرَشَ عنه أرادَهُ وتَهَيَّأَ له وفَرْشُ الْجَبَا موضِعٌ قال كُثِّيرُ عَزَّةَ
(أَهَاجَكَ بَرْقٌ آخِرَ اللَّيلِ وَاصِبُ ... تَضَمَّنَهُ فَرْشُ الْجَبَا فالمَسَارِبِ)
والْفَرَاشَةُ أَرضٌ قال الأَخْطَلُ
(وأَقْفَرَتِ الْفَرَاشَةُ والْحُبَيَّا ... وأَقْفَرَ بَعْدَ فاطِمةَ الشَّقِيرُ)

(8/51)


الشين والراء والباء ش ر ب
شَرِبَ الماءَ وغيْرَهُ شُرْباً وشُرْبًا وشِرْبًا فأمَّا قولُ أبي ذُؤيبٍ
(شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحرِ ثم تَرَفَّعَتْ ... مَتَى حَبَشِيَّاتٍ لَهُنَّ نَئِيجُ)
قاله وصفَ سحابًا شَرِبْنَ ماءَ البَحْرِ ثمَّ تصعدّن فأمْطَرْن ورَوَيْنَ والباءُ في قولِه بماءِ الْبَحْرِ زائِدَةٌ إنَّما هو شرِبْنَ ماءَ البحْرِ قال ابنُ جِنِّي هذا هو الظَّاهِرُ من الحالِ والعُدُولُ عنهُ تعسُّفٌ قَالَ وقَالَ بعضُهم شرِبْنَ من ماءِ البَحْرِ فأوقَعَ الْبَاءِ مَوْقِعَ مِنْ وعندي أنه لمَّا كانَ شَرِبْنَ في مَعْنى رَوِينَ وكانَ رَوِينَ مما يتعدَّى بالباءِ عَدَّى شَرِبْنَ بالباءِ ومثله كثيرٌ مِنْهُ ما مَضَى ومنه ما سَتَراهُ إن شاء اللهُ فلا تَسْتَوْحِشْ مِنْهُ والاسْمُ الشِّرْبَةُ عن اللِّحيانيِّ وقيل الشَّربُ المَصْدَرُ والشِّرْبُ الاسْمُ والشِّرْبُ الماءُ والجمعُ أَشْرَابٌ والشِّرْبُ الحَظُّ من الماءِ وقيلَ هو وقْتُ الشُّرْب قال أبو زيْد الشِّرْبُ المَوْرِدُ وجَمْعُهُ أَشْرَابٌ قال والمَشْرَبُ الماءُ نَفْسُهُ والشَّرَابُ ما شُرِبَ من أيِّ نَوْعٍ كان وعلى أيِّ حالٍ كانَ وقال أبو حَنِيفَةَ الشَّرَابُ والشُّرُبُ والشَّرِيبُ واحدٌ يَرْفَعُ ذلك إلى أبي زَيْدٍ ورجُلٌ شارِبٌ وشُرُوبٌ وشَرَّابٌ وشَرِيبٌ والشَّرْبُ والشُّرْوبُ القَوْمُ يَشْرَبُون فأمَّا الشَّرْب فاسْمٌ لِجَمْعِ شاربٍ كَرَكْبٍ وَرَجْلٍ وقيل هو جَمْعٌ وأمَّا الشُّرُوبُ عندي فَجَمْعُ شارِبٍ كشاهِدٍ وشُهُودٍ وجعلَهُ ابنُ الأعرابِيِّ جمعَ شَرْبٍ وهو خطأ وهذا ممَّا يَضِيقُ عنه عِلْمُهُ لجَهْلِهِ بالنَّحو وقولهُ أنْشده ثعلبٌ
(يَحْسَبُ أطْمَارِي عَلَّى جُلُبَا ... )

(مِثْلَ الْمَنَادِيلِ تُعَاطَى الأَشْرُبَا ... )
تَكونُ جَمْعَ شَرْبٍ كَقَوْلِ الأَعْشَى
(لَهَا أَرَجٌ فِي البَيْتِ عالٍ كَأَنَّمَا ... أَلَمَّ له مِن تَجْرِ دارِينَ أرْكُبُ)

(8/52)


فأركُبُ جمع رَكْبٍ ويكون جَمْعَ شاربٍ وراكبٍ وكِلاهُما نادِرٌ لأن سِيبَوَيْهِ لم يَذْكُرْ أنَّ فاعِلاً قد يكسَّر على أَفْعُلٍ وشارَبَ الرَّجُلَ مَشَاربَةً وشِرَابًا شَرِبَ معه وهو شَرِيبِي قال
(رُبَّ شَرِيبٍ لك ذِي حُسَاسِ ... )

(شِرَابُهُ كَالْحَزَّ بِالمَواسِي ... )
والشَّرِيبُ الذي يَسْقِي مَعَكَ قال
(إِذَا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أكَّهْ ... )

(فَخَلِّهِ حَتَّى يَبَكَّ ... )
وبِهِ فسّر ابنُ الأعرابيِّ قولَه
(رُبَّ شَرِيبٍ لك ذِي حُسَاسِ ... )
قال الشَّرِيبُ هنا الذي يَسْقِي معك والْحُسَاسُ الشُّؤْمُ والقَتْلُ يقولُ انتظارُكَ إيَّاهُ على الْحَوْضِ قَتْلٌ لَكَ ولإِبِلِكَ وأما نَحْنُ فَفَسَّرْنا الحُسَاسَ هنا بأنه الأَذَى والسَّوْرةُ في الشَّراب وأَشْرَبَ الإِبِلَ فَشَرِبَتْ وأَشْرَبْنَا نَحْنُ رَوِيَتْ إِبِلُنَا وأَشْرَبْنَا عَطِشْنَا أوْ عَطِشَتْ إِبِلُنَا وقوله
(اسْقِنِي فَإِنِّي مُشْرِبُ ... )
رَواهُ ابنُ الأعرابيِّ وفَسَّرَهُ بأنَّ معناه عَطْشَانُ يَعْنِي نَفْسَهُ أوْ إِبِلَهُ قال وَيُرْوَى فإنَّكَ مَشْرَبُ أي وقد وَجَدْتَ من يَشْرَبُ والْمَشْرَبُ الماء الذي يُشْربُ والمَشْرَبُ شَرِيعَةُ النَّهْرِ والشَّارِبةُ القومُ يسكنون على ضَفَّةِ النَّهرِ والشَّرُوب ما شُرِبَ والماءُ الشَّرُوبُ والشَّرِيبُ الذي بين العَذْبِ والمِلْحِ وقيل

(8/53)


الشَّرُوبُ الذي فيه شَيءٌ من عُذُوبةٍ وقد يَشْرَبُه النَّاسُ على ما فيه والشَّريبُ دُونَه في العُذُوبةِ وليسَ يَشْرَبُه الناسُ إلاَّ عند ضَرُورَةٍ وقد تَشْرَبُهُ البَهَائِمُ وقيل الشَّرِيبُ العذبُ وقيل الماءُ الشَّرُوبُ الذي يُشْرَبُ قال ابن هَرْمَةَ
(فَإِنَّكَ بالقَرِيحَةِ عَامَ تُمْهِي ... شَروبُ الماءِ ثُمَّ تَعُودُ مَاجَا)
هكذا أنشدَه أبو عُبَيدٍ بالقَريحةِ والصَّوابُ كالْقَريحَةِ وكذلك الجميعُ وماءٌ مُشْرِبٌ كَشَرُوبِ ويُقَال في صِفَة بعيرٍ نِعْمَ مُعَلَّق الشَّرْبَةِ هذا يقولُ يَكْتَفِي إلى مَنْزِلِه الذي يريدُ بشَرْبَةٍ واحدةٍ لا يَحتاجُ إلى أخرى ويومٌ ذو شَرَبَةٍ شديدُ الحرِّ يُشْرَبُ فيه الماءُ أكْثرَ مما يُشْرَبُ على هذا الآخَرِ وقال اللِّحيانيّ لم تَزَل به شَرْبَةٌ هذا اليَوْمَ أي عَطَشٌ وقال أبو حنيفةَ قال أبو عَمْرِو إنه لَذُو شَرَبَةٍ إذا كان كثيرَ الشُّربِ وطعامٌ مَشْرَبَةٌ إذا كان كثير الشرب وطعامٌ مَشْرَبةٌ يُشْرَبُ عليه الماءُ كثيراً والمِشْرَبَةُ إناءٌ يُشْرَبُ فيه والشَّرَبَةُ عطشُ المالِ بعدَ الجَزْءِ لأن ذلك يَدْعوها إلى الشُّرْبِ والشَّرَبَةُ كالْحُوَيْضِ يُحْفَزُ حَوْلَ النَّخْلةِ ويُمْلأُ ماءً فيكونُ رِيَّها والشَّرَبَةُ كُرْدُ الدَّبْرَةِ وهي المِسْقَاة والجمعُ من كل ذلك شَرَباتٌ وشَرَبٌ وشرَّب الأرْضَ والنَّخلَ جَعَلَ لها شَرَباتٍ أنْشدَ أبو حنيفةَ في صِفَةِ نَخْلٍ
(مِنَ الغُلْبِ مِنْ عِضْدانِ هَامَةَ شُرِّبَتْ ... لِسَقْيٍ وحُمَّتْ لِلنَّواضِحِ بِئْرُهَا)
وكُلُّ ذلك من الشُّرْبِ والشَّواربُ عُروقٌ في الحَلْقِ تَشْرَبُ الماءَ وقيل هي عُروقٌ لازِقَةٌ بالحُلْقُومِ وأَسْفَلُها بالرِّئةِ ويقالُ بَلْ مؤخَّرُها إلى الوَتِينِ ولها قَصَبٌ منهُ يَخْرجُ الصَّوتُ وقيل الشَّواربِ مجارِي الماءِ في العُنُقِ وقيل شواربُ الفَرَسِ ناحيةُ أوْدَاجِهِ حيثُ يُودِّجُ البَيْطَارُ واحدُها التَّقْدِيرِ شارِبٌ والمشْرَبَةُ أرضٌ لَيّنةٌ لا يزالُ فيها نبتٌ أخضَرُ ريّانُ والمَشْرَبَةُ الغُرْفةُ سيبَوَيْهِ وهي

(8/54)


المَشْرُبةُ جَعَلُوها اسماً كالغُرفةِ وقيل هي كالصُّفَّةِ بين يَدَيِ الْغُرْفَةِ والشَّاربانِ ما سالَ على الفَمِ من شَعَرٍ وقيل إنما هو الشارِبُ والتَّثنِيةُ خَطَأٌ والشاربانِ ما طالَ من ناحيةِ السَّبَلَةِ وبعضُهم يُسَمَّى السَّبَلَةَ كُلَّهَا شاربًا واحداً وليس بِصَوابٍ قال اللِّحيانيِّ وقالوا إنه لَعَظِيمُ الشَّواربِ قال وهو من الواحدِ الذي فُرِّق فجُعِل كُلُّ جُزْءٍ منه شاربًا ثم جُمِعَ على هذا وشاربَا السَّيْفِ ما اكْتَنَفَ الشَّفْرَةَ وهو من ذلك وأشْرَبَ اللَّوْنَ أشْبَعَهُ وكلُّ لونٍ خالطَ لَوْنًا آخَرَ فقد أُشْرِبَهُ وقد اشْرَابَّ على مِثالِ اشْهَابَّ وأُشْرِبَ فلانٌ حُبَّ فلانَةَ أي خالَطَ قَلْبَهُ وفي التنزيل {وأشربوا في قلوبهم العجل} البقرة 93 أي حُبَّ العِجْلِ ولا يجوزُ أن يكونَ العِجْلُ هو الْمُشْرَبُ لأن العِجْلَ لا يَشْرَبُهُ الْقَلْبُ والثَّوْبُ يتشَرَّبُ الصِّبْغَ يُنَشِّفُه وتَشَرَّبَ الصِّبْغُ فيه سَرَى واسْتَشْرَبَتْ القَوْسُ حُمْرَةً اشْتَدَّتْ حُمْرَتُها وذلك إذا كانت من الشِّرْيانِ حكاه أبو حَنِيفَةَ قال بعض النَّحويِّين من المُشْرَبَةِ حُروفٌ يَخْرجُ معها عند الوُقُوفِ عليها نَحْوَ النَّفْخِ إلاَّ أنَّها لم تُضْغطْ ضَغْطَ المَحْقُورةِ وهي الزَّايُ والظَّاءُ والذَّالُ والضَّادُ قال سيبَوَيْه وبعضُ العَربِ أشَدُّ تَصْوِيبًا من بعضٍ وأُشْرِبَ الزَّرْعُ جرى فيه الدَّقِيقُ وكذلك أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقيقُ عَدَّاهُ أبو حَنِيفَةَ سَمَاعًا من العَرَبِ أو الرُّواةِ وشَرَّبَ القِرْبةَ إذا كانت جَدِيدةً فَجَعَلَ فيها طِيبًا ليَطِيبَ طعْمُهَا قال القُطَامِيُّ
(ذَوَارِفُ عَيْنَيْها من الحَفْلِ بالضُّحَى ... سُجُومٌ كَتْنضَاحِ الشِّنَانِ الْمُشْرَّبِ)
يصف الإِبِلَ بكَثْرَةِ أَلْبانِهَا هذا قولُ أبي عُبَيْدٍ وتَفْسِيرُه وقولهُ كَتَنْضَاحِ الشِّنَانِ المُشْرَّبِ إنَّما هو بالسِّين ورِوايةُ أبي عُبَيْدٍ خَطَأٌ وضَبَّةٌ شَرُوبٌ تَشْتَهِي الفَحْلَ وأُرَاهُ ضائنةٌ شَرُوبٌ

(8/55)


وَشَرِبَ بالرَّجُلِ وأَشْرَبَ بِهِ كَذَبَ عليه والشَّرْبَةُ النَّخْلَةُ التي تَنْبُتُ من النَّوَى وأشْرَبَ البعيرَ والدَّابَّةَ الْحَبْلَ وَضَعَهُ في عُنُقِها قال
(يا آل وَزْرٍ أَشْرِبُوها الأقْرانْ ... )
أنشدَ ثعلب
(وأشْرَبَتُها الأقْرانَ حَتَّى أَنَخْتُهَا ... بِقُرْحَ وقد ألْقَيْنَ كُلَّ جَنِينِ)
ونِعْمَ البعيرُ لَوْلاَ أنَّ فيه شارِبَ خَوَرٍ أي عِرْقاً وشَرِيبٌ وشُرَيْبٌ والشُّرَيْبُ والشُّرْبوبُ والشُّرْيُبُ كُلُّها مواضعُ والشَّرَبَّةُ أرضٌ ليِّنَةٌ تُنْبِتُ العُشْبَ وليس بها شَجَرٌ قال زُهَيْرٌ
(وإلاَّ فإنَّا بالشَّرَبَّةِ فَاللِّوَى ... نُعَقِّرُ أُمَّاتَ الرِّبَاعِ ونَيْسِرُ)
وقال ساعدةُ بن جُؤَبَّةَ
(بِشَرَبَّةٍ دَمِثِ الكَثِيبِ بِدُورِه ... أَرْطى يَعُودُ بِهِ إذا ما يُرْطَبُ)
يُرْطَبُ يُبَلّ وقَال دَمِثِ الكَثِيبِ لأن الشَّرَبَّةَ موضعٌ أو مكانٌ ليْسَ في الكلام فَعَلَّةٌ إلاَّ هذا عن كُراع وقد جاء له ثانٍ وهو قولُهُم جَرَبَّةٌ واشْرَأَبَّ الرَّجُلُ إلى الشَّيءِ مدَّ عُنُقَهُ إليه وقيل هو إذا ارْتَفَعَ وَعَلاَ والاسْمُ الشُّرَأْبِيبَة
مقلوبه ش ب ر
الشِّبْرُ ما بين أعْلَى الإِبهامِ وأعلَى الخِنْصَرَ مُذَكَّرٌ والجمعُ أَشْبَارٌ قال سيبَوَيهِ لم يجاوزُوا به هذا البِناءَ وشَبَرَ الثَّوْبَ وغَيْرَهُ يَشْبِرُهُ شَبْراً كَالَهُ بِشِبْرِه وهذا أَشْبَرُ من ذلك أيْ أَوْسَعُ شِبْراً وأَشْبَرَ الرَّجُلَ أعطاه وفَضَّلَهُ وَشَبَرَه سَيْفاً ومالاً يَشْبُرُه شَبْراً وأَشْبَرَهُ أعطاه إياهُ قال أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ يَصِفُ سَيْفاً

(8/56)


(وأشْبَرَنِيه الهَالِكِيُّ كَأَنَّهُ ... غَدِيرٌ جَرَتْ في مَتْنِهِ الرِّيحُ سَلْسَلُ)
والشَّبَرُ الْعَطِيَّةُ قال عديّ
(لمْ أَخُنْهُ والَّذِي أعْطَى الشَّبَرْ ... )
وقيل الشَّبْر والشَّبَرُ لُغَتَان كالْقَدْرِ والْقَدَر والشَّبَرُ شَيْءٌ يَتَعاطاهُ النَّصارَى كالقُربانِ وقيل هو الْقُرْبانُ بِعَيْنِه وأَعْطَاها شَبْرَها أي حَقَّ النِّكاحِ وشَبْرُ الْجَمَلِ طَرْقُه وهو ضِرَابُه وفي الحديثِ أنه نَهَى عن شَبْرِ الْجَمَلِ وفسَّره ابنُ الأعرابيِّ بأنه مثل عَسْبِ الفَحْلِ فكأنه فَسَّر الشَّيءَ بنَفْسِه وذلك ليس بتَفْسيرِ ورجُلٌ قَصِيرُ الشِّبْرِ أي مُتَقَارِبُ الخَطْوِ قالت الخَنْساءُ
(معاذَ اللهِ يُرْضِعُنِي حَبَرْكَى ... قَصِيرُ الشِّبْرِ من جُشَمَ بْنِ بَكْرِ)
وشُبِّرَ فَتَشَبَّرَ عَظُمَ فَتَعَظَّمَ والمَشْبَرُ والمشْبَرَةُ نَهْرٌ يَنْخَفِضُ فَيَتَأَدَّى إليه ما يَفِيضُ عن الأَرَضِينَ
مقلوبه ب ش ر
الْبَشَرُ الإِنسانُ والواحدُ والجميعُ والمذكَّرُ والمؤَنَّثُ في ذلك سواء وقد يُثَنَّى وفي التنزيل {أنؤمن لبشرين مثلنا} المؤمنون 47 والجمعُ أَبْشَارٌ والبَشَرَةُ ظاهر أعلى جِلْدَةِ الوَجْهِ والرأسِ والجَسَدِ من الإنسانِ وهي التي عليها الشَّعْرُ وقيل هي التي تَلِي اللَّحْمَ وفي المثل إنما يُعَاتَبُ الأديمُ ذو الْبَشَرَةِ قال أبو حنيفَةَ معناه أن يُعَادَ إلى الدِّباغِ والجمع بَشَرٌ فأمَّا قولُه
(تُدَرِّي فَوْقَ مَتْنَيْها قُرُوناً ... على بَشَرٍ وآنِسَةٍ لُبَابٍ)

(8/57)


فقد يكون جَمْعَ بَشَرَةٍ كَشَجَرَةٍ وشَجَرٍ وثَمَرةٍ وثَمَرٍ وقد يكون أراد الهاءَ فَحَذَفَهَا كقول أبي ذُؤيبٍ
(ألا ليتَ شِعْرِي هل تَنَظَّرَ خالدٌ ... عِبادِي على الهِجْران أَمْ هو يائِسُ)
وأبشارٌ جَمْعُ الْجَمْعِ وبَشَر الأديمَ يَبْشُرُه بَشْراً وأَبْشَرَهُ قَشَرَ بَشَرَتَهُ التي يُنْبُتُ عليها الشَّعْرُ وقيل هو أن يأخُذَ بَاطِنَهُ بِشَفْرَةٍ والْبُشَارَةُ ما بُشِرَ منه وأبْشَرَهُ أظْهَرَ بَشَرَتَهُ وَرَجُلٌ مُؤْدَمٌ أي جمع بين لِينِ الأدمةِ وَخُشُونَة البَشَرَةِ وامرأةٌ مؤدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ تامَّةٌ في كلِّ وَجْهٍ وَبَشِرَ الجَرَادُ الأَرْضَ يَبْشُرها بَشْراً قَشَرَها كأنَّ ظاهِرَ الأَرْضِ بَشَرَتُها وما أَحْسَنَ بَشَرَتَه أيْ سَحْناءَهُ وهَيْئَتَه وأَبْشَرَت الأرضُ بُذِرَتْ فَظَهَرَ نَبَاتُها حَسَناً وما أحْسَنَ بَشَرَتَها والبَشَرَة البَقْلُ والعُشْبُ وكُلُّه من البَشَرَةِ وباشَرَ الرَّجُلُ امرأَتَهُ مباشَرَةً وبِشَاراً كان معها في ثَوْبٍ واحِدٍ فَوِلَيَتْ بَشَرَتُهُ بَشَرَتَها وقوله تعالى {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} معنى المباشَرةِ الجِماعُ وكان الرَّجُلُ يخرُجُ مِنَ المسجِد وهو مُعْتَكِفٌ فَيُجَامِعُ ثُمَّ يعودُ إلى المسْجِدِ وباشَرَ الأَمْرَ وَلِيَهُ بِنَفْسِه وهو مثل بذاك لأنَّه لا بَشَرَةَ لأمْرٍ إذْ ليسَ بِعَيْنٍ وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه فباشِرُوا رُوحَ اليَقِينَ فاسْتَعارَهُ لِرُوحِ اليقينِ لأنَّ رُوحَ اليقينِ عَرَضٌ وبَيِّنٌ أنّ العَرَضَ ليْستْ له بَشَرَةٌ والبِشْرُ الطَّلاقَةُ وقد بَشَرَهُ بالأَمْرِ يَبْشُرُهُ بَشْراً وَبُشُوراً وبُشْراً وبَشَرَه به كُلُّهُ عن اللّحياني وَبَشَّرَهُ وأَبْشَرَهُ فَبَشَرَ به

(8/58)


وَبَشَرَ يَبْشُرُ بَشْراً وبُشُوراً وبَشِرَ وتَبَشَّرَ وَاسْتَبْشَرَ وأَبْشَر فَرِحَ وفي التنزيل {فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به} التوبة 111 وفيه أيضاً {وأبشروا بالجنة} فصلت 30 واسْتَبْشَرَهُ كَبَشَرَهُ قال ساعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ
(فَيْنَا تَنُوحُ اسْتَبْشَرُوها بِحُبِّها ... على حينَ أنْ كُلَّ المَرامِ تَرُومُ)
وقد يكون طَلَبُوا مِنْها البُشْرَى على إخبارِهم إيَّاها بَمجِيءِ ابْنِها والتَّبْشِيرُ يكونُ بالخيْرِ والشَّرِّ كقولِه تعالى {فبشرهم بعذاب أليم} آل عمران 21، التوبة 34، الانشقاق 24 وقد يكونُ هذا على قولِهم تَحِيَّتُكَ الضَّرْبُ وعِتابُك السَّيْفُ والاسْمُ البُشْرَى وقوله تعالى {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} يونس 64 جاء في أكثْر التفسير في الدُّنْيا الرُّؤْيا الصالحةُ يراها المُؤْمِنُ في مَنَامِه أَو تُرَى له وفي الآخِرِةَ الْجَنَّةُ والُبِشَارَةُ أَيْضاً ما يَتَعَاطَاهُ الْمُبِشِّرُ بالأَمْرِ والْبَشِيرُ الْمُبَشِّرُ وهم يَتَبَاشَرُون بذلك الأمْرِ أي يُبَشِّرُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً والْمُبَشِّراتُ الرّيَاحُ التي تَهُبُّ بِالسَّحَابِ والْغَيْثِ وفي التنزيلِ {ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات} الروم 46 وفيه {وهو الذي يرسل الرياح بشرا} الاعراف 57، الفرقان 48 وبَشُرُاً وبُشْرَى وَبَشْراً فَبُشُراً جَمْعُ بَشُورٍ وبُشْراً مُخَفَّفٌ منه وبُشْرَى بمعنى بِشَارةٍ وبَشْراً مَصْدرُ بَشَرَهُ بَشْراً إذا بَشَّرَهُ وأَبْشَرَ الرَّجُلُ فَرِحَ قال الشاعر
(ثُمَّ أَبْشَرْتُ إذْ رأيتُ سَوَاماً ... وبُيُوتاً مَبْثُوثَةً وِجِلاَلاَ)
وبَشَّرتِ الناقةُ باللِّقَاحِ وهو حين يُعْلَمُ ذلك عند أوَّلِ ما تَلْقَحُ وتباشِيرُ كُلِّ شيءٍ أَوَّلُهُ كتباشِيرِ الصُّبْحِ والنُّوْرِ لا واحِدَ له وليس له نظيرٌ إلاَّ ثلاثَةَ أحْرُفٍ تَعَاشِيبُ الأَرْضِ وتَعَاجِيبُ الدَّهْرِ وتَفَاطِيرُ النَّبَاتِ ما يَنْفَطِرُ منه وهو أيضاً ما يَخْرُجُ على وُجوهِ الغِلْمانِ والفَتَيَاتِ قال
(تَفَاطِيرُ الجُنُونِ بِوَجْهِ سَلْمَى ... قَدِيماً لا تَفاطِيرُ الشَّبَابِ)

(8/59)


ويُرْوَى تفاطِينُ بالنُّونِ وتباشِيرُ النَّخْلِ في أَوَّلِ ما يُرْطِبُ والبَشَارَةُ الْحُسْنُ قال الأعشَى
(ورأَتْ بِأنَّ الشَّيْبَ ... جَانَبَهُ الْبَشَاشَةُ والْبَشَارَهْ)
ورجُلٌ بَشِيرٌ وامْرَأَةٌ بَشِيرَةٌ وَوَجْهٌ بَشِيرٌ حَسَنٌ قال
(تَعْرِفُ في أَوْجُهِهَا الْبَشَائِرِ ... )

(آسانَ كُلِّ آفِقٍ مُشَاجِرِ ... )
والبَشِيرُ الحَسَنُ الوَجْهِ وأَبْشَرَ الأمْرُ وَجْهَهُ حَسَّنَهُ ونَضَّره وعليه وَجَّه أبو عَمْرِو قراءةَ مَنْ قرأ {ذلك الذي يبشر الله عباده} الشورى 23 قال إنَّما قُرِئَتْ بالتخفيفِ لأنه ليس فيه بكذا إنما تقديرُه ذلك الذي يُنَضِّرُ اللهُ به وُجوهَهُم والتُّبُشِّر والتُّبَشِّرُ طائرٌ ولا نَظِيرَ له وسيأتي ذِكْرُه وقولُهم وَقَعَ في وَادِي تُهَلِّكَ ووادِي تُضُلِّلَ ووادِي تُخُيِّبَ والنَّاقَةُ البَشِيرةُ الصالِحَةُ التي على النِّصْفِ من شَحْمِهَا وقيل هي التي بين ذلك لَيْسَتْ بالكَرِيمة ولا بالخَسِيسةِ وبِشْرٌ وبِشْرَهٌ اسمانِ أنشدَ أبو عليٍّ
(وبِشْرَةُ يَأْبَوْنَا كَأَنَّ خِبَاءَنَا ... جَنَاحُ سُمَانَا في السَّمَاءِ تَطِيرُ)
وكذلك بُشَيْرٌ وبَشَيِرٌ وبَشَّارٌ ومُبَشِّرٌ والبِشْرُ اسمُ جَبَلٍ قال الشاعر
(فَلَنْ تَشْرَبِي إلاَّ بِرَنْقٍ وَلَنْ تَرَىْ ... سَوَاماً وحَيْا فِي الْقُصَيْببِةَ فَالبِشْرِ)

(8/60)


مقلوبه ر ب ش
الأَرْبَشُ المُخْتَلِفُ اللَّونِ نُقْطَةٌ حَمْرَاءُ وأُخْرَى سَوْدَاءُ أو غَبْرَاءُ أو نحوُ ذلك وَفَرَسٌ أرْبَشُ مُخْتِلفُ اللَّونِ وخصَّ اللّحيانِيُّ به البِرْذَوْنَ وأرض رَبْشَاءُ كذلك وأَرْبَشَ الشَّجَرُ أَوْرقَ وقيلَ أَرْبَشَ أَخْرَجَ ثَمَرَهُ كأنَّه حِمِّصٌ عن ابنِ الأعرابيِّ وكذلك حكى حِمِّصٌ بفتْحِ الميمِ وهو رِوايةٌ ومكانٌ أَرْبشُ كثير النَّبْتِ مُخْتَلِفُهُ
مقلوبه ب ر ش
الْبَرَشُ والْبُرْشَةُ لون مُخْتَلِطٌ نُقْطةٌ حمراءُ وأخرى سوداءُ أو غَبْرَاءُ أو نحوُ ذلك والْبَرَشُ لُمَعُ بياضٍ في لوْنِ الْفَرَسِ من أيِّ لونٍ كان إلا الشُّهْبةُ وخصَّ اللّحيانِيُّ به البِرْذَوْنَ وقد بَرِش وأَبْرَشَ وهو أَبْرَشُ وشاةٌ بَرْشَاءُ في لونِهَا نُقَطٌ مُخْتَلِفَةٌ وسُمِّيَ جَذِيمةُ الأَبْرشُ بذلك لأنَّه أصابه حَرْقٌ فَبَقِيَ فيه من آَثَرِ الحَرْقِ نُقَطٌ سُودٌ أَوْ حُمْر وقيل لأنَّه أَصَابَهُ بَرَصٌ فهابَتِ العربُ أن تقولَ أَبْرَصَ فقالوا أَبْرَشَ وَبَرْشَاءُ النَّاسِ جماعتهم الأَسْوَدُ والأحمرُ وأَرْضٌ برشَاءُ كَثِيرَةُ النَّبْتِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا ومكانٌ أبرشُ كذلك وبَنُو الْبَرْشَاءِ قبيلة سُمُّوا بذلك لِبَرَشٍ أصابَ أُمَّهُمْ قال النابغةُ
(وَرَبِّ بَنِي البَرْشَاءِ ذُهْلٍ وقَيْسِها ... وشَيْبانَ حيث اسْتَبْهَلَتْها المَباهِلُ)
وروى اسْتَنْهَلَتْهَا المناهِلُ وَبَرْشانُ اسمٌ والأبْرَشِيَّةُ مَوْضِعٌ أنشد ابنُ الأعرابيِّ
(نَظَرْتُ بِقَصْرِ الأبرَشِيَّةِ نَظْرَةً ... وطَرْفِي وراءَ النَّاظِرينَ قَصِير)

(8/61)


الشين والراء والميم ش ر م
الشَّرْمُ والتَّشْرِيمُ قَطْعُ الأرْنَبَةِ وثِفَرِ النَّاقَةِ خَاصَّةً ناقةٌ شَرْماءُ وشرِيمٌ ورَجُلٌ أشْرَمُ ومَشْرُومٌ وأُذنٌ شَرْماءُ ومُشَرَّمَةٌ قُطِعَ من أعلاها شيءٌ يَسِيرٌ وفي الحديث جاءَ بِمُصْحَفٍ مُشَرَّمِ الأطرافِ فاستُعْمِل في أطرافِ المُصْحفِ كما تَرَى والشَّرْم الشَّقُّ شَرَمَهُ يَشْرِمُهُ شَرْماً فَشَرِمَ شَرَماً وانْشَرَمَ وشَرَّمَهُ فَتَشَرَّم والأشرْمَ صاحبُ الفيلِ سُمِّيَ بذلك لأنه جاءَ حَجَرٌ فَشَرَمَ أَنْفَه ونَجَّاه اللهُ ليُخْبِرَ قَوْمَه فَسُمِّيَ الأشْرَمَ وَشَرَمَ الثَّرِيدَةَ يَشْرِمُها شَرْماً أكَلَ من نواحِيها وقيل جَرَفَها وقرَّبَ أعرابيٌّ إلى قومٍ جَفْنَةً فقال لا تَشْرِمُوهَا ولا تَقْعَرُوها ولا تَصْقَعُوها قالوا وَيْكَ فمن أين نَأكلُ فالشَّرْمُ مَا تَقَدَّم والْقَعْرُ أن يأكُلَ من أسْفَلِهَا والصَّقْعُ أن يأكُلَ من أعلاها وقول عَمْرِو ذي الكَلْبِ
(فَقُلْتُ خُذْها لا شَوىً ولا شَرَمْ ... )
إنما أراد ولا شَقٌّ يَسيِرٌ لا تَمُوتُ منه إنما هو شَقٌّ بالغٌ يُهْلِكُكَ أراد ولا شَرْمٌ فَحَرَّكَ للضَّرُورِة وامرأةٌ شَرِيمٌ شُقَّ مَسْلَكاها فصارا شيئاً واحداً قال
(يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ ... )

(أفْضَلُ من يَوْمِ احْلِقِي وَقُومِي ... )
أراد الشِّدَّةَ وهذا مثلٌ تَضْرِبُه العربُ فتقول لَقِيتُ منه يَوْمَ احْلِقِي وقُومِي أي الشِّدَّة وأَصْلُهُ أن يَمُوتَ زَوْجُ امْرَأَهٍ فَتَحْلِقَ شَعْرَها وتَقُومَ مع النَّوائِحِ وَبَقَّةُ اسم امرأةٍ يقولُ يَوْمَ شُرِمَ جِلْدُهَا يعني الافْتِضَاضَ وَكُلُّ شَقٍّ في جَبَلٍ أَوْ صَخْرَةٍ لا يَنْفُذُ شَرْمٌ والشَّرْمُ لُجَّةُ البَحْرِ وقيل هو موضِعٌ فيه وقيل هو أَبْعَدُ قَعْرِه

(8/62)


وعُشْبٌ شَرْمٌ يؤكَلُ من أعلاَه ولا يُحْتَاجُ إلى أَوْسَاطِهِ ولا أُصُولِهِ ومنه قولُ بعضِ الرُّوَّاد وجدتُ حُشْباً هَرْمَي وعُشْباً شَرْمَي والهَرْمَي التي ليس لها دُخَانٌ إذا أوِقدَت من يُبْسِها وقِدَمِهَا
مقلوبه ش م ر
شَمَرَ يَشْمُرُ شَمْراً وانْشَمَرَ وشَمَّرَ وَتَشَمَّرَ مَرَّ جَادّا وَتَشَمَّرَ للأْمرِ تهيَّأً ورجُلٌ شَمِرٌ وشَمِيرٌ وشَمَّرِيٌّ وشِمِّرِيٌّ ماضٍ في الأَمْرِ مُجرّبٌ أكّثَر ذلك في الشِّعْرِ والشَّمَرُ تقْلِيصُ الشيءِ شَمَّرَ الشَّيْءَ فَتَشَمَّرَ قلَّصُه فتقلَّصَ وشَمَّرَ الثَّوبَ رَفَعَه وهو نحو ذلك وشَفَةٌ شامِرَةٌ ومُشَمِّرةٌ قالِصةٌ وكذلك لِثَةٌ شامِرَةٌ وشاةٌ شامِرَةٌ انْضَمَّ ضَرْعُها إلى بَطْنِها من غير فِعْلٍ وشمَّرَ الشيءَ أَرْسَلَه وخَصَّ ابنُ الأعرابِيِّ به السفينةَ والسَّهْمَ قال الشَّمَّاخ
(أَرِقْتُ له في القَوْمِ والصُّبْحُ ساطِعٌ ... كما سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَهُ الغَالِي)
وأمَّا قول عُمَرَ رضي اللهُ عنه فَمَنْ شاءَ فلْيُمْسِكْها ومَنْ شاءَ فلْيُسَمِّرْها فإنه عند أبي عُبَيدٍ على تَحْويلِ الشِّينِ سيناً قال لأن التَّسْمِيرَ لم يسمع في شيء من الكَلامِ إلا هنا وشَرٌّ شِمِرٌّ شديدٌ والشَّمِرُ مَلِكٌ من ملوك اليمنِ يقال إنه غَزَا مدينة الصُّغْد فَهَدَمَهَا فَسُمّيت شَمِرْكَنْد وأعربت بِسَمَرْقَنْد وقال بعضهُم بل هو بَنَاها وشَمَّر اسمُ ناقةِ الشَّمّاخِ قال
(ولمَّا رأيتُ الأَمْرَ عَرْشَ هَوِيَّةٍ ... تَسَلّيْتُ حاجاتِ الفُؤادِ بِشَمَّرَا)

(8/63)


وقال كراعٌ شِمَّرِ اسمُ ناقة عَدَلَهَا بِجِلَّق وحِمَّصٍ قال
(أَبُوك حُبَابٌ سارِقُ الضيَّفِ بُرْدَهُ ... وجَدِّيَ يا عبَّاسُ فارِسُ شَمَّرَا)

مقلوبه ر ش م
رَشَمَ إليه رَشْماً كَتَبَ والرَّشْم خاتَمُ البُرِّ وغيرِه من الحُبوبِ وقيل رَشْم كل شيءٍ علامَتُهُ ورَشَمهُ يَرْشُمُهُ رَشَماً وهو الرَّوْشَمُ سوادِيَّةٌ والرَّشَمُ الطَّابَعُ لغةٌ في الرَّوشم وقال أبو حنيفةَ ارتَشَمَ خَتَمَ إناءَه بالرَّوْشمِ والرَّشْمُ والرَّشَمُ أوَّلُ ما يَظْهرُ من النَّبتِ وأَرشَمتِ الأرضُ بَدَا نَيْتُها وأرشَمَتِ المهاةُ رأَتِ الرَّشْم فَرَعَتْهُ قال أبو الأَخْزَرِ الحِمَّانيُّ
(كَمْ مِنْ كَعابٍ كالْمَهاةِ الْمُرْشِمِ ... )
ويروى الْمُوشِمِ بالواو يعني التي نَبَتَ لها وَشْمٌ من الكَلأ وهو أوَّلُهُ يُشَبَّهُ بوَشْمِ النّساء وعامٌ أَرشَمُ ليس بجيّدٍ خَصيبٍ ومكانٌ أَرْشَمُ كأبْرَشَ وَفَرَسٌ أَرْشَمُ كَأربَشُ وأرشَمَ الشَّجَرُ أخْرَجَ ثَمَرَهُ كالحِمَّص عن ابن الأعرابيِّ والأرشَمُ الذي يَتَشَمَّمُ الطَّعَامَ ويَحْرِصُ عليه قال الْبَعِيثُ
(لَقَى حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وهْيَ ضَيْفَةٌ ... فجاءت بِيَتْنٍ للضِّيافَةِ أَرْشَمَا)
وأنْشَدَه أبو عُبَيْدٍ لجريرٍ وهو غَلَطٌ ورشَمَ رَشْماً كَرَشَنَ إذا تَشَمَّم الطعامَ وحَرِصَ عليه

(8/64)


والرَّشْمُ الذي يكون في ظاهِرِ اليدِ والذِّراع بالسَّوَادِ عن كُراعٍ والأعْرَفُ الْوَشْمُ بالواو والرُّشْمَةُ سَوادٌ في وَجْهِ الضَّبُعِ مُشْتَقٌ من ذلك وضَبُعٌ رَشْمَاءُ
مقلوبه م ش ر
المَشْرَةُ شِبْهُ خُوصَةٍ تخرُجُ في العِضَاهِ وفي كثيرٍ من الشَّجَر أيامَ الخَرِيفِ لها ورقٌ وأغصانٌ رَخْصَةٌ قال
(لها تَفِراتٌ تَحْتَها وقُصارُها ... إلى مَشْرَةٍ لم تُعْتَلقْ بالمَحاجِنِ)
وقد مَشِرَ الشَّجَرُ ومَشَّرَ وأَمْشَرَ وتَمشَّرَ وقيل التَّمَشُّرُ أن يُكْسَى الوَرَقُ خُضْرَةً وتَمَشَّرَ الرَّجُلُ رُثِيَ عليه أَثَرُ غِنىً ومَشَّرَهُ هُوَ أعطاه وكَسَاهُ عن ابنِ الأعرابيِّ وقال ثعلب إنما هو مَشَرَهُ بالتخفيفِ والْمَشْرَةُ الكُسْوَةُ وتمشَّر لأهْلِه اشترى لهم مَشْرَةً وتَمَشَّرَ الْقَوْمُ لَبِسُوا الثّيابَ والمَشْرَةُ الْوَرَقَةُ قبل أن تَشَّعَبَ وتَنْتَشِرَ وقَولُه
(وأُذْنٌ لها حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ ... كَإِعْلِيطِ مَرْخٍ إذا ما صَفِرْ)
إنَّما عَنى أنَّها دَقِيقةٌ كالورَقَةِ قبلَ أن تَتَشَعَّبَ وحَشْرَةٌ محدّدةُ الطَّرْفِ وعليه مَشْرَةُ غِنىً أي أَثَرُ غِنىً وأمْشَرتِ الأرضُ ظهر نَباتُها وما أحْسَنَ مَشَرَتَها ومَشَرَ الشَّيءَ مَشْراً أظْهَرَهُ والمَشَارَةُ الكَرْدَةُ قال ابنُ دُرَيْدٍ وليس بالعربِيِّ الصحيحِ وقد أَثْبَتُّ تصريفَها

(8/65)


ووجُوهُ اشتقاقِها في الكِتابِ الْمُخَصَّصِ وتَمشَّر لأَهْلِه شيئاً تكَسَّبَهُ أنشد ابنُ الأعرابيِّ
(تَرَكْتُهُمْ كَبيرُهُمْ كالأَصْغَرِ ... عَجْزاً عن الحِيلَةِ والتَّمَشُّرِ)
ومَشَّرَ الشَّيْءَ قَسَّمَهُ وفَرَّقه وخصّ بعضهُم به اللَّحْمَ قال
(فَقُلتُ لأَهْلِي مَشِّرُوا القِدْرَ حَولْكم ... وأيَّ زَمانٍ قِدْرُنَا لم تُمَشَّرِ)
وخَصَّ بعضهُم به الْمُقَسَّمَ من اللَّحْمِ وقيل الْمُمَشِّرُ الْمُفَرِّقُ لِكُلِّ شَيْءٍ والتَّمشِيرُ النَّشاطُ لِلْجِماعِ عن ابنِ الأعربيِّ وفي الحديث إذا أَكَلْتُ اللَّحْمَ وَجَدْتُ في نَفْسِي تَمْشِيراً حكاه الهَرَوِيُّ في الغريبَيْن والمُشْرَةُ طائرٌ صغيرٌ مُدَبَّجٌ كأنه ثَوْبُ وَشْيٍ ورجُلٌ مِشْرٌ أَقْشَرُ شَدِيدُ الحُمْرَةِ وبنو المِشْرِ بَطْنٌ من مَذْحِج
مقلوبه ر م ش
الرَّمَشُ تَفتُّلٌ في الشُّفْرِ وحُمْرةٌ في الْجَفْنِ مع ماءٍ يَسيِلُ رجُلٌ أَرْمَشُ وعَيْنٌ رمشَاءُ وقد أَرْمَشَ ورَمَش الشَّيءَ يَرْمُشُهُ رَمَشاً تناوله بأطرافِ أصابِعِهِ وَرَمَشَهُ بالحجَرِ رَمْشاً رَمَاهُ ومكانٌ أَرْمَشُ لغةٌ في أَرْيشَ وبِرْذَوْن أَرْمَشُ كَأَرْبَشَ وأَرمَشَ الشَّجَرُ أَوْرَقَ كَأَرْبَشَ وقال ابنُ الأعرابيِّ أَرْمشَ أَخْرَجَ ثَمَرَهُ كالحِمَّصِ وأرضٌ رَمْشَاءُ كَرَبْشَاءُ وَرَمَشَتِ الغَنَمُ ترِمُشُ رَمْشاً رَعَتْ شَيْئاً يَسيِراً

(8/66)


مقلوبه م ر ش
الْمَرْشُ شَقُّ الجِلْدِ بأطرافِ الأظافِير وهو أَضعُفُ من الخَدْشِ مَرَشَهُ يَمْرُشُهُ مَرْشاً والْمُرُوشُ الخُدُوشُ ومَرَشَ الماءُ يَمْرُشُ سالَ والمَرْشُ أرضٌ يَمْرُشُ الماءُ من وَجهِهَا في مَواضِعَ لا يَبْلُغُ أن يَحْفِرَ حَفْرَ السَّيْلِ والجمعُ أمراشٌ وقال أبو حنيفةَ الأمراشُ مَسَايِلُ تَجْرَحُ الأرضَ ولا تَخُدُّ فيها تَجِئُ من أرضٍ مُسْتويةٍ تَتْبعُ ما تَوَطَّا من الأرضِ في غيرِ خَدٍّ وقد يَجِئُ الْمرشُ من بُعْدٍ ويَجِئُ من قُرْبٍ ومَرَشَهُ يَمْرُشُهُ مَرْشاً تناوله بأَطرافِ أصابِعِه شَبيهاً بالْقَرْصِ وامْتَرَشَ الشَّيْءَ جَمَعَهُ
الشين واللام والنون ن ش ل
نَشَلَ الشَّيْءَ ينْشُلُهُ نَشْلاً وانْتشَلَهُ أخرَجَهُ من الْقِدْرِ بِيَدِه من غَيْرِ مِغْرَفَةٍ ولحمٌ نَشِيلٌ مُنْتَشَلٌ والمِنْشَلُ والمِنْشَالُ حديدَةٌ في رأسِها عُقَّافَةٌ يُنْشَلُ بها اللَّحْمُ من القِدْرِ وَنَشَلَ اللَّحْمَ ينْشُلُهُ وينْشِلُه نَشْلاً وانْتَشَلَهُ أخذ بِيَدِه عُضْواً فتناوَلَ ما عليه من اللَّحْمِ بَفِيه وهو النَّشِيلُ والنَّشيل ما طُبِخَ من اللَّحْمِ بغِيْر تابَلٍ والفِعْل كالْفِعْل والنَّشِيلُ اللَّبن ساعة يُحْلَبُ قال
(عَلِقْتَ نَشيلَ الضَّأْنِ أهلاً وَمَرْحَباً ... بِخَالِي ولا يُهْدَى لِخَالكَ مِخْلَبُ)
وقد نُشِلَ وعَضُدٌ مَنْشُولَةٌ وناشِلَةٌ دقيقةٌ وفَخْذٌ ناشِلَةٌ قليلةٌ اللَّحْمِ نَشَلَتْ تَنْشُلُ نُشُولاً وكذلك السَّاقُ وقيل النُّشُولُ ذهاب لَحْمِ السَّاقِ والنَّشِيلُ السَّيفُ الخفِيفُ الرَّقيقُ أراه من ذلك قال لبيدٌ

(8/67)


(نَشِيلٌ من البِيضِ الصَّوَارِمِ بَعْدَمَا ... تَقَضَّضَ عن سَيْلانِه كُلُّ قَائِمِ)
ونَشَلَ المرْأَةَ يَنْشُلُهَا نَشْلاً نَكَحَهَا والْمَنْشَلَةُ ما تحْتَ الخاتَمِ من الإِصْبَعِ عن الزَّجَّاجِيِّ
الشين واللام والفاء ف ش ل
فَشِلَ الرَّجُلُ فَشَلاً فَهُوَ فَشِلٌ كَسِلَ وضَعُفَ وتَرَاخَى وَرَجُلٌ خَشِلٌ فَشِلٌ وخَسْلٌ وَفَسْلٌ وقَوْمٌ فُشْلٌ قال
(وقد أدْرَكَتْنِي والحَوَادِثُ جَمَّةٌ ... أَسْنَّةُ قَومٍ لاَ صِعَابٌ وَلاَ فُشْلُ)
ويُرْوَى فُسْلُ يعني جمع فَسْلٍ والْفِشْلُ شيءٌ من أداة الهَوْدجِ تَجْعَلُهُ المرأةُ تَحْتَهَا والجمْعُ فُشُولٌ وَقَدِ افْتَشَلَت الْمَرْأَةُ الهودجَ تَجْعلُه تحتها والجمع فُشُولٌ وقد افْتَشَلَتْ وتَفَشَّلَتْ وتَفَشَّلَ الماءُ سالَ وتَفَشَّلَ امْرأَةً تزوَّجَهَا والْفَشِيلَةُ مُشْتَقٌ من ذلك وقيل الْفَشِيلَةُ رَأْسُ كلِّ مُجَوَّفٍ وقال بعضهُم لامُها زائدة كزيادِتها في زيْدَلٍ وعَبْدَلٍ وأُلالِكَ وقد يُمكِنُ أن تكون فَيْشَلَةٌ من لفظ فَيْشَةَ فتكونُ الياء في فَيْشَلَةٍ زائدةً ويكون وَزْنُها فَيْعلةً لأن زيادة الياء ثانيةً أكثرُ من زيادة اللامِ وتكون الياءُ في فَيْشَةٍ عيْناً فيكونُ اللفظانِ مُقْتَرِنَيْنِ والأَصلانِ مختلفينِ ونظير هذا قولُهم رَجُلٌ ضَيَّاطٌ وضَيْطَا فأما قولُ جريرٍ
(مَا كان يُنْكَرُ في نَدِيِّ مُجَاشِعِ ... أكْلُ الخَزِيرِ ولا ارِتضَاعُ الفَيْشَلِ)
فقد يكون جَمْع فيُشَلَةٍ وهو على هذا من الجمعِ الذي لا يفارِقُ واحِدَه إلا بالهاءِ والْفَيَاشِلُ ماء لِبَني حُصَيْنٍ سُمّي بذلك لإِكَامٍ حُمْرٍ حولهُ يقالُ لها الفياشِلُ أظُنَّ ذلك تَشْبِيهاً لها بالفياشلِ التي تقدَّم ذِكْرُها قال القَتَّالُ الكِلابِيُّ
(فلا يَسْتَرِثْ أهلُ الفياشِلِ غَارَتِي ... أَتَتْكُمْ عِتَاقُ الطَّيْرِ يَحْمِلْنَ أَنْسُرَا)
والفياشِلُ شَجَرٌ

(8/68)


الشين واللام والباء ش ب ل
الشِّبْلُ ولدُ الأسدِ إذَا أدْركً الصَّيْدَ والجمعُ أشبالٌ وأشْبُلٌ وشُبُولٌ وشِبَالٌ قال رَجُلٌ من بني جَذِيمةَ
(شَثْنُ البَنَانِ فِي غَدَاةٍ بَرْدَهْ ... جَهْمُ الْمُحَيّا ذُو شِبَالٍ وَرْدَهْ)
وَشَبَلَ فيهم يَشْبُلُ شُبُولاً رَبَا وَشَبَّ ولا يكون إلا في نَعْمَةٍ وأشْبَلَتِ المرأةُ على وَلَدِها وهي مُشْبِلٌ أقامت عليهم بعد زَوْجِها فلم تَتَزوّجْ وأَشْبَلَ عليه عطف عليه وأَعَانَه قال الكُمَيْت
(ومِنّا إذا حَزَبَتْكَ الأُمورُ ... عَلَيكَ المُلَبْلِبُ والْمُشْبِلُ)
وقال أيضاً
(فهم رَئِموها غير ظارٍ وأشْبَلُوا ... عليها بأطْرَافِ القَنَا وَتَحَدَّبُوا)
وَشُبْلاَنُ اسْمٌ
الشين واللام والميم ش ل م
الشَّالَمُ والشَّوْلَمُ والشَّيْلَمُ الأخيرة عن كُراع الزُّؤَان الذي يكون في البُرِّ سَواديّة قال أبو حنيفةَ الشَّيْلَمُ حَبٌّ صِغارٌ مستطيلٌ أحْمَرُ قائِمٌ كأنه في خِلْقَةِ سُوسِ الحِنْطَةِ ولا يُسْكِرُ ولكِنَّهُ يُمِرُّ الطَّعَامَ إمرَاراً شَدِيداً وقال مَرَّةً نَبَاتُ الشَّيْلم سُطَّاحٌ وهو يَذْهبُ على الأرضِ ووَرَقَتُه كوَرَقَةِ الخِلافِ البَلْخِيِّ شديدةُ الخُضْرَةِ رَطْبةٌ قال والناسُ يأكلون وَرَقَه إذا كان رَطْباً وهو طَيّبٌ لا مرارةَ له وحبَّتُه أَعْقَى من الصَّبِرِ
مقلوبه ش م ل
الشِّمالُ نُقيضُ اليَمينِ والجمع أَشْمُلٌ وشَمَائِلُ وشُمُلٌ قال أبو النَّجمِ

(8/69)


(يأتي لها منْ أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ ... )
وفي التنزيل {وعن أيمانهم وعن شمائلهم} الاعراف 17 قال الزجَّاج أي لأُغْوِيَتَّهُم فيما نُهُوا عنه وقيل أُغْويِهِم حتى يُكَذِّبُوا بأُمورِ الأٌ مَمِ السالفةِ وبالبَعْثِ وقيل معنى {وعَنْ أَيْمانِهِم وعن شَمائِلِهم)
أي لأُضِلَّنَّهم فيما يعملون لأن الكَسَبَ يُقالُ فيه ذلك بما كَسَبَت يَداكَ وإن كانت اليَدانِ لم تَجْنِيَا شيئاً وقال الأَزْرقُ الْعَنْبَرِيُّ
(طِرْنَ انِقْطاعَةَ أوتارٍ مُحظْرَبَةٍ ... فِي أَقْوُسٍ نَازَعْتَها أيْمنٌ شُمُلا)
وحكى سيبَويْهِ عن أبي الخطَّابِ في جَمْعِه شِمَالٌ على لفظِ الواحدِ ليس من باب جُنُبٍ لأنهم قد قالوا شِمَالان ولكنه على حَدِّ دِلاَصٍ وهِجَانٍ والشِّيمَّالُ لُغَةٌ في الشِّمَال قال امْرُؤُ القَيْسِ
(كأنِّي بِفَتْخاءِ الْجَنَاحَيْن لَقْوةٍ ... صَيْودٍ من العِقْبانٍ طَأْطأْتُ شِيمَالِي)
وكذِلكَ الشِّمْلالُ ويُرْوَى هذا البَيْتُ شِمْلاَلِي وهو المعروفُ قال اللّحيانيُّ ولم يَعْرفِ الكسائِيُّ ولا الأصمعيُّ شِمْلاَل وعندي أن شِيمالاً إنَّما هو في الشِّعْر خاصَّةً أَشْبَعَ الكَسْرَةَ للضَّرورِة ولا يكون شِيمَالٌ فِيعَالاً لأن فِيعالاً إنما هو من أَبْنِيَةِ المصادرِ والشِيمال ليس بمَصْدرٍ وإنما هو اسْمٌ وَشَمَلَ بِهِ أَخَذَ بِهِ ذَاتَ الشِّمَالِ حكاه ابنُ الأعرابيِّ وبه فُسِّرَ قولُ زُهَيْرٍ
(جَرَتْ سُنُحاً فقُلْتُ لها أَجِيرِي ... نَوىً مَشْمُولَةً فَمَتَى اللِّقَاءُ)
قال مَشْمولةً أي مأخُوذاً بِها ذاتَ الشِّمال وجرى له غُرابُ شِمَال أي ما يكْرَهُ كأن الطّائِرَ إنما أتاه عن الشَّمالِ قال أبو ذُؤيبٍ
(زجرْتَ لها طَيْرَ الشِّمالِ فإن تَكُنْ ... هَوَاكَ الَّذِي تَهْوَى يُصِبْكَ اجْتِنابُها)

(8/70)


والشِّمال الشُّؤْمُ حكاه ابنُ الأعرابيِّ وأنشدَ
(ولَمْ أَجْعَلْ شُئُونَكَ بالشِّمالِ ... )
أي لم أَضَعْهَا مَوضِعَ شُؤْمٍ وقوله
(وكُنْتُ إذا أَنْعَمْتَ في النَّاسِ نِعْمةً ... سَطَوْتَ عَلَيْهَا قابِضاً بشِمَالِكَا)
معناه إنْ يُنْعِمْ بيَمِينِه يَقْبِضْ بِشَمَاله والشِّمالُ الطَّبْعُ والجمع شَمَائِلُ وقول عَبْدِ يَغُوثَ
(أَلَمْ تَعْلَمَا أنَّ المَلامَةَ نَفْعُهَا ... قَلِيلٌ وما لَوْمِي أَخِي من شِمَالِيَا)
يجوزُ أن يكونَ واحداً وأن يكون جَمْعاً من بابِ هِجَانٍ ودِلاصٍ والشَّمَالُ من الرِّياحِ التي تَأْتِي من قِبَلِ الحِجْر وقال ثعلبٌ الشَّمال من الرِّياحِ ما اسْتَقْبَلَكَ عن يَمِينكَ إذا وَقَفَتَ في القِبْلَةِ وقال ابن الأعرابيِّ مَهَبُّ الشَّمالِ مِنْ بَناتِ نَعْشٍ إلى مَسْقَطِ النّسْرِ الطائرِ من تَذْكِرَةِ أبي عليٍّ وتكونُ اسْماً وصِفةً والجمعُ شَمَالاتٌ قال جَذِيمَةُ الأَبْرَشُ
(رُبَّما أَوفَيْتُ في عَلَمٍ ... تَرْفَعْنَ ثَوْبِي شَمَالاتُ)
وهي الشُّمُولُ والشَّيْمَلُ والشَّمْأَل والشَّامَلُ والشَّمْلُ فإما أن تكونَ على التَّخفيفِ القِياسِيِّ في الشَّمْأَلِ وهو حَذْفُ الهَمْزةِ وإلقاءُ الحركةِ على ما قَبْلَها وإمَّا أن يكونَ الموضوعُ هكذا وجاء في شِعْرِ البَعِيثِ الشَّمْلُ لم يُسْمَعْ إلا فيه قال
(أَتَى أَبَدٌ مِنْ دُونِ حِدْثَانِ عَهْدِهَا ... وَجَرَّتْ عليها كُلُّ نافِجةَ شَمْلِ)
وقولُ الطّرماح
(لأْمٌ تَحِنُّ بِهِ مَزَا ... مِيرُ الجنايبِ والأَشَامِلْ)
أراهُ جَمَعَ شَمْلاً على أَشْمُلٍ وجَمَعَ أَشْمُلاً على أشامِلَ

(8/71)


وقد شَمَلَتِ الرِّيحُ تَشمُل شَمْلاً وشُمُولا الأولى عن اللّحيانيِّ وأَشْمَلَ القوْمُ دَخَلوا في الشَّمَال وشُمِلُوا أصابتْهُم الشَّمَال وغدِيرٌ مَشمُولٌ تسبحته الشَّمَالُ فَبَرَدَ ماؤهُ وَصَفَا وَشَمَلَ الخمرَ عَرَّضَها للشَّمال فَبَرَدَتْ وكذلك قيل خَمْرٌ مَنْحُوسَةٌ أي عَرَضَتْ للنّحس وهو البَرْدُ قال
(كأن مُدَامةً في يَوْمِ نَحْسِ ... )
ومنه قولُه تعالى {في أيام نحسات} فصلت 16 وقول أبي وَجْزَةَ
(مَشْمُولَةُ الأُنْسِ مَجْنُوبٌ مَوَاعِدُها ... )
فسّره ابنُ الأعرابيِّ فقال يذهب أُنْسُهَا مع الشَّمالِ وتَذْهَبُ مواعِدُها مع الجَنُوبِ والشِّمالُ كِيسٌ يُجْعَلُ على ضَرْعِ الشَّاةِ وشملها يشملها شملاً شدَّة عليعها والشمالُ شبه مخلاة يُغشى بها ضرع الشاه إذا ثَقُلَ وخَصَّ بعضُهم به ضَرْعَ العَنْزِ وشَمَلَهَا يشْمُلُها وَيشْمِلُها الكَسْرُ عن اللِّحيانيِّ شَمْلاً عَلّق عليها الشِّمالَ وشَدَّه في ضَرْعِ الشَّاة وعلَّقَ عليها شِمَالا وأَشْمَلَها جَعَلَ لها شِمَالاً أو اتَّخذه لها والشِّمَالُ سِمَةٌ في ضَرْعِ الشَّاةِ وَشَمَلَهُمُ الأَمْرُ يَشْمُلُهُمْ شَمْلاً وشُمُولاً وشَمِلَهُمْ شَمَلاً وشَمْلاً وَشُمُولاً عَمَّهُمْ قال ابن قيسٍ الرُّقَيّات
(كَيْفَ نَوْمِي على الفِرَاشِ ولمّا ... تَشْملِ الشَّامَ غَارَةٌ شَعْوَاءُ)
وقال اللحيانيُّ شَمَلَهُمْ بالفتح لُغَةٌ قليلة وأشْمَلَهُمْ شَرّاً عَمَّهُمْ به واشْتَمَلَ بالثَّوب إذا أَدَارَهُ على جَسَدَه كلِّه حتى لا يُخْرِجَ منْهُ يده واشْتَمَلَ عليْهِ الأمْرُ أَحَاطَ به وفي التَّنزيلِ {أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين}

(8/72)


والشَّمْلَةُ الصَّمَّاء التي ليس تَحْتَها قميصٌ ولا سَراوِيلُ وكُرِهَتِ الصلاةُ فيها كما كُرِهَ أن يُصَلِّيَ في ثوبٍ واحدٍ ويَدُه في جَوْفِه قال أبو عُبَيدٍ اشْتِمَالُ الصَّمَّاء عند الفُقَهاء أن يَشْتَمِلَ بالثَّوبِ حتى يُجَلِّلَ به جَسَدَه ولا يَرُفَعَ مِنْهُ جانِباً فتكونُ فِيه فُرْجَةٌ وهو التَّلفُّعُ والشَّمْلَةُ كِساءٌ دون القَطِيفَةِ يُشْتَمَلُ به قال
(إذا اعْتَزَلَتْ مِنْ بُغَامِ الْقَرِيرِ ... فَيَا حُسْنَ شَمْلَتِها شَمْلَتَا)
شبه هاء التأنِيث في شَمْلَتا بالتاء الأصلية في نحو بَيْتٍ وصَوْتٍ فألْحَقَها في الوَقْفِ عليها أَلِفاً كما تقول بَيْتاً وَصَوْتاً فَشَمْلَنَا على هذا منصوبٌ على التَّمْيِيزِ كما تقولُ يا حُسْنَ وَجْهِكَ وجْهاً أي من وَجْهٍ وقد تَشَمَّلَ بها تَشَمُّلاً وتَشْمِيلاً المصدرُ الثاني عن اللّحيانيِّ وهو على غير الفِعْل إنَّما هو كَقَولِه تعالى {وتبتل إليه تبتيلا} المزمل 8 وما كان ذا مِشْمَلٍ ولقد أَشْمَلَ أي صارت له مِشْمَلَةٌ وأَشْمَلَهُ أعْطَاهُ مِشْمَلَةً وشَمَلَهُ شَمْلاً وشُمُولاً غَطَّى عليه المِشْمَلَةَ عنه أيضاً وأُرَاهُ إنما أراد غَطَّاه بالمِشْمَلَة وهذه شَمْلَةٌ تَشْمُلُك أَيْ تَسَعُكَ كما يقال فِرَاشٌ يَفْرُشُكَ والمِشمَلُ سيْفٌ قَصِيرٌ يَشْتَمِلُ عليه الرَّجُلُ فَيُغَطِّيهِ بِثَوْبِهِ وفُلاَنٌ مُشْتَمِلٌ على داهِيَةٍ على المَثَلِ والمِشْمَالُ مِلْحَفَةٌ يُشْتَمَلُ بهَا والشَّمُولُ الْخَمْرُ لأنَّها تَشْمَلُ بِرِيحِها النَّاسَ وقيلَ سُمِّيَتْ بذلكِ لأن لها عَصْفَةً كعَصْفَةِ الشَّمَالِ وقيلَ هي الْبَارِدَةُ وليس بِقَوِيٍّ وَرَجُلٌ مَشْمُولٌ مَرْضِيُّ الأخْلاقِ طَيِّبُها أُراهُ من الشَّمُولِ وشَمْلُ القَوْمِ مُجْتَمَعُ عَدَدِهِمْ وَأَمْرِهِمْ والشِّمْلُ العِذْقُ عن أبي حنيفَةَ وأنشد للطّرمّاحِ في تشبيهِ ذَنَبِ البعيرِ بالعِذْقِ في سَعَتِه وكَثْرَةِ هُلْبِهِ
(أوْ بِشِمْلٍ سَال مِنْ خَصْبَةٍ ... جُرِّدَتْ للِنَّاسِ بَعْدَ الكِمَامْ)

(8/73)


والشَّمْلُ العِذْقُ القليل الحَمْلِ وشَمَلَ النَّخْلَةَ يشْمُلُها شَمْلاً وأشْمَلَهَا وشَمْلَلَها لَقَطَ ما عليها من الرُّطَبِ الأخيرةُ عن السِّيرافِيِّ وفيها شَمَلٌ من رُطَبٍ أي قَلِيلٌ والجمعُ أشْمَالٌ وهي الشَّمَالِيلُ واحِدُها شُمْلُولٌ والشَّمالِيلُ ما تَفَرَّقَ من عُشْبِ الأغْصانِ كَشَمَاريخِ العِذْقِ وشَمَلَ النَّخلةَ إذا كانتْ تَنْفُضُ حَمْلَها فَشَدَّ تحتَ أَعْذاقِهَا قِطَعَ أكْسِيَةٍ ووقع في الأرضِ شَمَلٌ من مَطَرٍ أي قليلٌ ورأيتُ شَمْلاً بينَ النَّاسِ والإِبِلِ أي قليلاً وجَمْعُها أشْمَالٌ وذَهَبَ القومُ شَمَالِيلَ أَيْ فِرَقاً وقولُ جريرٍ
(تقولُ شَمَالِيلُ الهَوَى إن تَسَدَدَّا ... )
إنَّما هي فِرَقُهُ وطَوَائِفُه أي في كل قلبٍ من قُلُوبِ هؤلاء فِرْقَةٌ والشِّمالُ كُلُّ قَبْضَةٍ من الزَّرْعِ يَقْبِضُ عليها الحاصِدُ وأشْمَلَ الْفَحْلُ شَوْلَهُ لَقَاحاً ألْقَحَ النِّصْفَ إلى الثُّلُثَيْن وشَمَلَتِ النَّاقَةُ لَقَاحاً شَمْلاً قَبِلَتْهُ وشَمَلَتْ إبِلُكُمْ بعيراً لنا أَخْفَتْهُ ودَخَلَ في شَمْلِها أو شَمَلِهَا أيْ غُمَارِهَا والشَّمَالَةُ قُتْرَةُ الصَّائِد لأنها تُخْفِي من يَسْتَتِرُ بها قال ذُو الرُّمَّةِ
(وبالشَّمَائِلِ من جِلانَ مُقْتَنِصٌ ... رَذْلُ الثِّيابِ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُنْزَرِبُ)
ونحنُ في شَمْلِكُمْ أي كَنَفِكُمْ وانِشَمَلَ الشَّيْءُ كَانْشَمَرَ عن ثَعْلَبٍ وأنْشَدَ
(حَتَّى يَدُلَّ عليها خَلْقُ أَرْبَعَةٍ ... في لازِقٍ لَحِقَ الأَقْرَاب فَانْشَمَلا)
وشَمَلَ الرَّجُلُ وانْشَمَلَ وشَمْلَلَ أسْرَعَ وشَمَّر أَظْهَرُوا التَّضْعيفَ إشعاراً بإلحاقِهِ

(8/74)


وناقةٌ شِمِلَّةٌ وشِمَالٌ وشِمْلاَلٌ وشِمْلِيلٌ سريعةٌ مُشَمِّرَةٌ وَجَمَلٌ شِمِلٌّ وشِمْلاَلٌ وشِمْلِيلٌ سَرِيعٌ أنشد ثعلبٌ
(بأوْبِ ضَبْعَىْ مَرِحٍ شِمِلِّ ... )
وأُمُّ شَمْلَةَ الدُّنْيَا عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ
(من أمِّ شَمْلَةَ تَرْمِينا بِذَائِفِهَا ... غَرَّارَةٌ زُيِّنَتْ مِنْها التَّهَاوِيلُ)
وشَمْلَةُ وشِمَالٌ وشامِلٌ وَشُمَيْلٌ أسماءٌ
مقلوبه م ش ل
مَشَّلَتِ النَّاقةُ أنزلَتْ شيئاً قليلاً من اللَّبنِ وامْتَشَلَ سَيْفَهُ اخْتَرَطَهُ
مقلوبه م ل ش
مَلَشَ الشَّيْءَ يَمْلُشُه ويَمْلِشُه مَلْشاً فَتَّشَهُ بِيَدِهِ
الشين والنون والفاء ش ن ف
الشَّنْفُ الذي يُلْبَسُ في أعْلَى الأُذُن والذي في أسْفَلِها القُرْطُ وقيل الشَّنْفُ والْقُرْطُ سَوَاءٌ قال أبو كبير
(وَبَيَاضُ وَجْهِكَ لمْ تَحُلْ أَسْرَارُهُ ... مِثْلُ الوَذِيلةِ أو كَشَنْفِ الأنْضَرِ)
والجمع أشْنَافٌ وشُنُوفٌ والشَّنَفُ شِدَّةُ البِغْضَةِ وشَنِفَهُ شَنَفاً أبْغَضَهُ والشَّنِفُ المُبْغِضُ وشَنَفَ له شَنَفاً فَطِنَ قال
(وتَقُولُ قد شَنِفَ العَدُوُّ فَقُلْ لها ... ما لِلْعَدُوِّ بِغَيْرِنَا لا يَشْنَفُ)

(8/75)


وأما ابنُ الأعرابيِّ فقال شَنِفَ لَهُ وبِهِ في البَغْضَةِ والفِطْنَةِ والصحيحُ ما تقدَّم من أن شَنِفَ في البَغْضَةِ مُتَعَدِّيَةٌ بغير حَرْفٍ وفي الفِطْنَةِ مُتَعَدِّيةٌ بحَرْفينِ مُتَعَاقِبَيْنِ كما تَتَعَدَّى فَطِن بِهِمَا إذا قُلْتَ فَطِنَ له وفَطِنَ بِهِ وشَنَفَ إليه يَشْنَفُ شَنَفاً وشُنُوفاً نظر بِمُؤَخِّرِ العَيْنِ حكاه يعقوبُ وقال مَرَّةً هُوَ نَظَرٌ فِيهِ اعْتِراضٌ قال ابنُ مُقْبِلٍ
(وَقَرَّبُوا كُلَّ صِهْمِيمٍ مَنَاكِبُهُ ... إذَا تَدَاكَأَ مِنْهُ دَفْعُهُ شَنَفَاً)
والشَّنَفُ انْقِلاَبُ الشَّفَةِ الْعُلْيَا يُقَال شَفَةٌ شَنْفَاءُ
مقلوبه ش ف ن
شَفَنَهُ يَشْفِنُهُ شَفْناً وشُفُوناً وشَفِنَهُ يَشْفَنُهُ شَفَناً كلاهما نَظَرَ إليه بمُؤَخَّرِ عَيْنِهِ بِغْضَةً أو تَعَجُّباً وقيل نَظَرَهُ نَظَراً فيه اعْتِراضٌ ونَظَرٌ شُفُونٌ وَشُفَنٌ قال جَنْدَل بنُ الْمُثَنَّى الحارِثِي
(ذي خُنْزُوَاناتٍ ولَمّاحٍ شُفَنْ ... )
ورواه بعضُهم ولمّاخٍ شُفَا ولا أَدْرِي ما هذا والشَّفُون الغَيُورُ الذي لا يَفْتُر طَرْفُهُ من الغَيْرَةِ والحَذَرِ والشَّفْنُ الكَيِّسُ
مقلوبه ن ش ف
نَشِفَ الماءُ يَبِسَ ونَشِفَتْهُ الأرضُ نَشْفاً والاسْمُ النَّشَفُ ونَشَفَ الماءَ ينْشِفُه نَشْفاً ونَشِفَهُ أَخَذَهُ من غَدِيرٍ أو غيرِهِ بِخِرْقَة أو غَيْرِها والنُّشَافَةُ ما نَشِفَ من الماءِ وأَرْضٌ نَشِفَةٌ بيِّنَةُ النَّشَفِ يَنْشَفُ مَاؤُهَا والنُّشْفَةُ الشيءُ القليل يَبْقَى في الإِناءِ مثل الجُرْعَةِ هذه عن أبي حنيفَةَ وانْتَشَفَ الْوَسَخَ أَذْهَبَهُ مَسْحاً ونحوَه والنَّشْفَةُ والنِّشْفَةُ الْحَجَرُ الذي يُتَدَلَّكُ به سُمِّي بذلك لانْتِشَافِهِ الوَسَخَ فِي الحمّاماتِ والجمعُ نَشَفٌ ونِشَافٌ فَأَمَّا النَّشَفُ فاسْمٌّ للجَمْعِ وليس بِجَمْعٍ لأن فَعْلَةً

(8/76)


وفِعْلَةً لَيْس مِمّا يُكَسَّرُ على فَعَلٍ ونظيرُهُ فَلْكَةٌ وَفَلَكٌ وحَلْقَةٌ وَحَلَقٌ وَكُلُّهُ عن سِيبَوَيَهِ والنُّشْفَةُ والنُّشَافَةُ الرَّغْوَةُ الَّتِي تَعْلُو اللَّبَنَ إِذَا حُلِبَ وهو الزَّبَدُ وقال اللّحيانيُّ هي رَغْوَةُ اللَّبن ولم يَخُصَّ وقتَ الحَلْبِ وانْتَشَفَ النُّشَافَةَ أخَذَهَا وأنْشَفَهُ أعطاهُ النُّشَافَةَ وَنَشَّفَتِ الإِبِلُ صار لأَلْبَانِها نُشَافَةٌ حَكَى يَعْقوبُ أَمْسَتْ إبلُكُم تَنْشَفُ وتُرَغِّي والنُّشْفَةُ ما أخذَتَ بِمغْرَفَةٍ من القِدْرِ وهو حارٌّ فتَحَسَّيتَه والنَّشْفُ اللَّونُ ويُرْوَى بَيْتُ أبي كَبِيرٍ
(وَبَيَاضُ وَجْهِكَ لم تَحُلْ أسْرَارُهُ ... مِثْلُ الوَذِيلَةِ أَوْ كَنَشْفِ الأَنْضُرِ)
وانْتُشِفَ لَوْنُه انْقُطِعَ حكاه يَعقوبُ قال والسِّينُ لُغَةٌ
مقلوبه ف ش ن
فَيْشُونُ اسمُ نَهْرٍ حكاهُ صاحبُ العَيْنِ على أنه قد يكونُ فَعْلُوناً وإن لم يحْكِ سيبَوَيْهِ هذا البناءَ
مقلوبه ن ف ش
نَفَشَ الصُّوفَ ينْفُشُهُ نَفْشاً إذَا مَدَّهُ حتَّى يَتَجَوَّفَ وقد انْتَفَشَ وأَرْنَبَةٌ مُنْتَفِشَةٌ ومُتَنَفِّشَةٌ مُنْبسِطَةٌُ على الْوَجْهِ وتَنَفَّشَ الضِّبْعَانِ والطَّائر إذا رأيته مُنْتَفِشَ الشَّعرِ والرِّيشِ وأُمُّهُ مُنْتَفِشَةُ الشَّعرِ كذلِكَ وَنَفَشَتِ الإِبِلُ والغَنَمُ تَنْفُشُ نَفْشاً تَسَرَّبَتْ لَيْلاً فَرَعَتْ ولا يكونُ ذلك بالنَّهارِ وخَصَّ بعضُهم به دُخُولَ الْغَنَمِ في الزَّرْعِ وفي التَّنزيلِ {إذ نفشت فيه غنم القوم} وإِبِلٌ نَفَشٌ ونَفَّشٌ ونَوَافِشُ وأَنْفَشَهَا راعِيها أرسلَها ليْلاً تَرْعَى ونام عنها قال
(اجْرِشْ لها يا ابْنَ أبِي كِباشِ ... )

(فما لها اللَّيْلَةَ من إنْفاشِ ... )

(إلا السُّرَى وسائِقٍ نَجَّاشِ ... )

(8/77)


وقد يكون النَّفْشُ في جميع الدَّوابّ وأكْثرُ ما يكون في الغَنَمِ فأمَّا ما يَخُصُّ الإِبِلَ فَعَشَتْ عَشْواً
الشين والنون والباء ش ن ب
الشَّنَبُ ماءٌ ورِقَّةٌ وبَرْدٌ وعُذُوبَةٌ في الأَسنانِ وقيل الشَّنَبُ نُقَطٌ بِيضٌ في الأسنانِ وقيل هو حِدَّةُ الأَنيابِ كَالْغَرَبِ تَراها كالمِنْشارِ شَنِبَ شَنَباً فهو شَانِبٌ وشَنِيبٌ وأَشْنَبُ والأُنْثَى شَنْبَاءُ وحكى سِيبَوَيْهِ شَمْبَاءُ وشُمْبٌ على بَدَلِ النَّونِ مِيماً لما يُتَوقَّعُ من مَجِيءِ الباءِ مِنْ بَعْدِها ورُمَّانَةٌ شَنْبَاءُ إِمْلِيسيَّةٌ وليس فيها حَبٌّ إنَّما هي ماءٌ في قِشْرٍ قال الأَصْمَعِيُّ فسألتُ رُؤْبةَ عن الشَّنَبِ فأخَذَ حَبَّةَ رُمَّانٍ وَأَوْمَأَ إلى بَصِيصِها وشَنَبَ يَوْمُنَا فهو شَنِبٌ وشانِبٌ بَرَدَ
مقلوبه ن ش ب
نَشِبَ الشَّيْءُ في الشيءِ نَشَباً ونُشُوباً ونَشْبَةً لم يَنْفُذْ وأَنْشَبَهُ ونَشَبَهُ قال
(هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنَا في صُدُورِهِمْ ... وبيضاً تَقِيضُ البَيْضَ من حيثُ طائِرُهُ)
ونَشَّبَ في الشَّيْءِ كَنَشَّمَ حكاهُما اللِّحْيَانيُّ بعد أن ضعَّفهُما قال ابنُ الأعرابيِّ قال الحارثُ بن بَدْرٍ الغُدانِيُّ كُنتُ مَرَّةً نُشْبَةً وأنا اليوْمَ عُقْبَةً أي كُنْتُ مرَّةً إذا نَشِبْتُ أو عَلِقْتُ بِإِنْسانٍ لَقِيَ مِنِّي شَرّاً فقد أَعْقَبْتُ اليومَ ورَجَعْتُ وقولُه أنْشدَه ابنُ الأعرابيِّ
(وتِلْكَ بنُو عَدِيٍّ قدْ تَوَلَّوْا ... فيا عَجَباً لناشِبَةِ المَحالِ)
فسّره فقال ناشِبَةُ المَحالِ البَكْرَةُ التي لا تَجْرِي أي امْتَنَعُوا مِنَّا فلم يُعِينُونا شَبَّهَهُمْ في امْتِناعِهم عليه بامتناعِ البَكْرَةِ من الجَرْيِ والنُّشَّاب النَّبْلُ واحدتُه نُشَّابَةٌ والنَّاشِبُ ذو النُّشَّابِ والنَّشَّابُ متَّخِذُ النُّشَّابِ

(8/78)


وقوم نَشَّابَةٌ يَرْمُونَ بالنُّشَّاب كلّ ذلك على النَّسبِ لأنه لا فِعْلَ له والنَّشَبُ والْمَنْشَبَةُ المالُ الأَصِيلُ من الناطِقِ والصامتِ وأنْشَبَتِ الرِّيحُ اشْتَدّتْ وساقَتِ التُّرَابَ ونُشْبَةُ مِنْ أسْمَاءِ الذَئْبِ ونُشَيْبَةُ اسْمُ رَجُلٍ
مقلوبه ن ب ش
نَبَشَ الشَّيْءُ يَنْبُشُهُ نَبْشاً اسْتَخْرجه بعد الدَّفْنِ ونَبْشُ المَوْتَى استِخْرَاجُهُمْ والنَّبَّاشُ الفاعِلُ لذلك وحِرْفَتُهُ النِّبَاشَةُ والأُنْبُوشُ بغير هاءٍ ما يُنْبَشُ عن اللّحْيانِيِّ والأُنْبُوشُ والأُنبوشَةُ الشَّجَرةُ تَقْتَلِعُها بعُروقِها وأُصُولِهَا وكذلك هو من النَّبات قال امْرُؤُ القَيْسِ
(كأنَّ سِبَاعاً فيه غَرْقَى غُدَيَّةً ... بأَرْجائِهِ القُصْوَى أنابيشُ عُنْصُلِ)
والأُنبوشُ أيضاً البُسْرُ المَطْعونُ فيه بالشَّوْكِ حتَّى يَنْضَجَ والنِّبْشُ شَجَرٌ يُشْبِهُ وَرَقُهُ وَرَقَ الصَّنَوْبَرِ وهو أَصْغَرُ من شَجَرِ الصَّنَوْبَرِ وأَشَدُّ اجْتماعاً له خَشَبٌ أَحْمَرُ تُعْمَلَ منه مَخَاصِيرُ النَّجايِبِ وعَكاكِيزُ يا لَها من عَكاكِيز هذا كلّه عن أبي حَنيفةَ ونَبْشَةُ ونُبَاشَةُ أسماءٌ ونُبَيْشَةٌ على لَفْظِ التَّصغيرِ أحدُ فُرْسانِهم المذكورينَ
مقلوبه ب ن ش
بَنِّشْ أي اقعد عن كُراعٍ كذلك حكاه بالأَمْرِ والسِّين لُغةٌ وسيأتي ذكرُها
الشين والنون والميم ش ن م
شَنَمَهُ يَشْنُمُهُ شَنْماً جَرَحَهُ وعَقَرَهُ قال الأَخطلُ
(رَكُوبٌ على السَّوْءَاتِ قد شَنَمَ اسْتَهُ ... مُزَاحَمَةُ الأَعْداءِ والنَّحْسُ في الدُّبُرْ)

مقلوبه ن ش م
النَّشَمُ شَجَرٌ جَبَلِيٌّ تُتَّخّذُ منه القِسِيُّ وهو من عُتُقِ العِيدانِ قال ساعِدَةُ بنُ جُؤيَّة

(8/79)


(يأوِي إلى مُشْمَخِرَّاتٍ مُصَعَدَّةٍ ... شُمٍّ بِهِنَّ فُرُوعُ الْقَانِ والنَّشَمِ)
واحدته نَشَمَةٌ ونَشَّمَ اللَّحمُ تغيَّرَ وقيل تغيَّرَتْ ريحُهُ ولم يَبْلُغِ النَّتَنَ وتَنَشَّمَ منه عِلْماً تنسَّم عن يعقوبَ ونَشَّم القومُ في النَّشْرِ نَشِبُوا فيه وأَخَذُوا وتنشَّمَ في الأَمْرِ ابتدأ فيه عن اللّحيانيِّ هكذا قال فيه ولم يقُل به نَشَّمَهُ ونَشَّم فيه نال منه وطَعَنَ عليه ونَشَّمتِ الأرضُ نَزّتْ بالماءِ والْمَنْشِمُ حَبٌّ من العِطْرِ شَاقُّ الدَّقِّ وَمَنْشِمُ امْرأةٌ عَطَّارة من هَمْدَانَ كانوا إذا تطيَّبوا من طِيبِها اشْتَدَّت الْحَرْبُ فصارت مثلاً في الشَّرِّ قال زُهَيْرٌ
(تَدَاترَكْتُمُ عَبْساً وذُبْيانَ بَعْدَمَا ... تَفانَوْا وَدَقُّوا بينَهُمْ عِطْرَ مَنْشِمِ)
صَرَفَهُ للشِّعرِ
مقلوبه م ش ن
مَشَنَهُ بالسّوْطِ يَمْشُنُه مَشَناً ضَرَبَهُ كمَشَقَه وَمَشَنَنِي الشَّيْءُ سَحَجَني وخَدَشَنِي قال العجّاجُ
(وفي أخادِيدِ السِّياطِ المَشْنِ ... )
والعربُ تقولُ كأنَّ وَجْهَهُ مُشِنَ بَقتادَةٍ أيْ خُدِشَ وذلك في الكَراهةِ والعُبُوسِ وأصابتْنِي مَشْنَةٌ وهو الشَّيْءُ لَهُ سَعَةٌ ولا غَوْرَ له فمنه ما بَصَّ منه دَمٌ ومنه ما لم يَجْرَحِ الجِلْدَ وَمَشَنَ المرأةَ نَكَحَهَا وامرأةٌ مِشَانٌ سَلِيطَةٌ مُشَاتِمَةٌ قال

(8/80)


(وَهَبْتَهُ مِن سَلْفَعٍ مِشَانِ ... )
وتَماشَنَا جِلْدَ الظَّرِبانِ إذا اسْتَبَّا أقْبَحَ ما يكونُ من السِّبابِ حتى كأنهما تَنازَعا جِلْدَ ظَرِبانٍ وتَجاذَباهُ عن ابنِ الأعرابيِّ وامْتَشَنَ ثَوْبَهُ انْتزعَهُ وامْتَشَنَ سيْفَه اختْرطَهُ وامْتَشَنَ الشيءَ اختْطفه عن ابنِ الأعرابيِّ والْمِشَانُ اسمُ رَجُلٍ
مقلوبه ن م ش
النَّمَشُ خُطُوطُ النُّقُوشِ من الوَشيِ وغَيْرِهِ والنَّمَشُ بَياضٌ في أُصُولِ الأَظْفَارِ يذْهَبُ ويَعُودُ والنَّمَشُ بُقَعٌ تَقَعُ على الجِلْدِ في الوَجْهِ تُخالِفُ لونَهُ وربما كانَتْ في الخَيْلِ وأكْثرُ ما تكونُ في الشُّقْر نَمِشَ نَمَشاً وهو أَنْمَشُ ونَمَشَهُ يَنْمُشُهُ نَقَشَهُ وَدَبَّجَهُ ونَمَشَ الكَلامَ كَذَب فيه وَزَوَّرَهُ قال الرَّاجزُ
(قال لها وأُولِعَتْ بالنَّمْشِ ... هَلْ لكِ يا خَلِيلَتِي في الطَّفَشِ)
استعْملَ النَّمْشَ في الكَذِبِ والتَّزْويرِ ومثلُه قولُ رُؤْبَةَ
(عاذِلَ قد أُولِعْتِ بالتَّرْقِيشِ ... إليَّ سِراً فاطْرُقِي ومِيشِي)
يعني بالتَّرقيشِ التَّزْيينَ والتَّزْويرَ ونَمَشَ الدَّبَي الأَرض يَنْمُشُهَا نَمْشاً أكَلَ من كَلَئِهَا وتَرَكَ والنَّمْشُ الاْلتِقَاطُ والنَّمِيمَةُ وقد نَمَشَ بينَهُمْ وأَنْمَشَ وَرَجُلٌ مُنْمِشٌ مُفْسِدٌ قال

(8/81)


(وما كُنْتُ ذا نَيْرَبٍ فِيهِمْ ... ولا مُنْمِشٍ مِنْهم مُنْمِلِ)
جر مُنْمِشاً على تَوَهُّمِ الباءِ في قوله ذا نَيْرَبٍ حتى كأنه قال وما كُنْتُ بذي نَيْرَبٍ ونَظِيرُه ما أنشدَهُ سيبَوَيْهِ من قولِ زُهَيْرٍ
(بَدَا لِيَ أَنِّي لَسْتُ مُدْرِكَ ما مَضَى ... ولا سابِقٍ شَيئاً إذا كان جَائِيَا)

الشين والباء والميم ش ب م
الشَّبَمُ بَرْدٌ في الماء وماءٌ شَبِمٌ بارِدٌ وقولُه
(وقد شَبَّهوا العِيرَ أَفْراسَنَا ... فَقَدْ وَجَدُوا مَيْرَهُمْ ذَا شَبَمْ)
يقول لمّا رأوْا خيْلَنا مُقْبِلَةً ظنُّوها عِيراً تَحْمِلُ إليهمْ مَيْراً فقد وَجَدُوا ذلك المَيْرَ بارِداً كانَ سُماً وسِلاحاً والسُّمُّ والسِّلاح بارِدَانِ وقيل الشَّبَمُ هنا الموتُ لأن الحيَّ إذا ماتَ بَرَدَ وَبَقَرَهٌ شَبِمَةٌ سَمِينَةٌ عن ثَعْلبٍ والمعروفُ سَنِمَةٌ والشِّبَامُ عُودٌ يُعَرَّضُ في شِدْقَيِ السَّخْلةِ يُوثَقُ من قِبَلِ قَفاهُ لئلا يَرْضَعَ وقد شَبَمَهَا وشَبَّمَهَا وأسَدٌ مُشَبَّمٌ مَشْدُودُ الْفَمِ وفي المَثَلِ تَفْرَقُ من صَوْتِ الغُرَابِ وتَفْتَرِسُ الأَسدَ الْمُشَبَّمَ وأصل هذا المَثَلِ أن امْرأةً افْتَرستْ أَسَدَاً مُشَبَّماً وسمِعَتْ صَوْتَ غُرَابٍ فَفَرِقَتْ فضُرِبَ ذلك مَثَلاً لكلِّ من يَفْزَعُ من الشيءِ اليَسيرِ وهو جَرِئٌ على الْجَسِيمِ والشِّبَامَانِ خَيْطُانِ في البُرْقُعِ تَشُدُّهُ المرأَةُ في قَفَاها والشَّبَامُ بِفَتْحِ الشِّينِ نباتٌ يُشَبُّ به لَوْنُ الحِنّاءِ عن أبي حنيفةَ وأنشدَ
(على حِينَ أنْ شابَتْ وَرَقَّ لِرَأْسِهَا ... شَبَامٌ وحِنّاءٌ معاً وَصَبِيبُ)
وشَبَامٌ حَيٌّ من هَمْدَانَ وشِبَامٌ اسمُ رَجُلٍ

(8/82)


مقلوبه ب ش م
البَشَمُ التُّخْمَةُ قيل هو أن يُكِثْرَ مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى يَكْرُبَه ومنه قولُ الحَسَنِ وأنْتَ تَتَجَشَّأُ من الشِّبَعِ بَشَماً وأَصْلُه في البهائِمِ وقد بَشِمَ وأَبْشَمَهُ الطَّعَامُ أنشد ثَعْلبٌ لِلْحَذْلَمِيِّ
(لَمْ يُجْشِئْ من طعَامٍ يُبْشِمُهْ ... )
وَبَشِمَ الْفَصِيلُ دَقِيَ من اللَّبَنِ فكَثُرَ سَلْحُهُ والْبَشَامُ شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ والطَّعْمِ يُسْتَاكُ بِه قال أبو حنيفة الْبَشَامُ يُدَقُّ وَرَقُهُ ويُخْلَطُ بالحِنّاءِ للتَّسْوِيدِ وقال مَرَّةً الْبَشَامُ شَجَرٌ ذُو ساقٍ وأفْنانٍ وَوَرَقٍ صِغَارٍ أكبْرُ من وَرَقِ الصَّعْتَرِ لا ثَمَرَ له وإذا قُطِعَتْ وَرَقُتُه أو قُصِفَ غُصْنُه هُرِيقَ لَبَناً أَبْيضَ واحدته بَشَامَةٌ قال جرير
(أَتَذْكُرُ يَوْمَ تصْقُلُ عَارِضَيْها ... بِفَرْعِ بَشَامَةٍ سُقِيَ الْبَشَامُ)
يعني أنَّها أشارت بِسِواكِهَا فكان ذلك وَدَاعَها ولم تَتَكَلَّمْ خِيفَةَ الرُّقَباءِ وَبَشَامَةُ اسْمُ رَجُلٍ سُمِّيَ بذلِكَ
باب الثنائي المضاعف من المعتل الشين والهمزة ش أش أ
شُؤْشُؤْ وشَأْشَأْ دعاءُ الحِمَارِ إلى الماءِ عن ابنِ الأعرابيِّ وشَأْشَأْ بالحُمُرِ والْغَنَمِ زَجَرَهَا لِلْمُضِيِّ فقال شَأْشَأْ وَتُشُؤْ تُشُؤْ وتَشَأْشَأَ الْقَوْمُ تَفَرَّقُوا

(8/83)


مقلوبه أش ش
الأُشّ والأَشَاشُ الإِقْبَالُ على الشَّيْءِ بِنَشَاطٍ أَشَّهُ يَؤُشُّهُ أَشاً والأَشَّاشُ الْهَشَّاشُ وَأَشَّ الْقَوْمُ يَؤُشُّونَ أشاً قامَ بَعْضُهم إلى بَعْضٍ وتَحَرَّكُوا قال ابنُ دُرَيْدٍ وَأَحْسِبُهُم قالوا أَشَّ علَى غَنَمِهِ يَؤُشُّ أَشاً مِثلَ هَشَّ هَشاً قال ولا أَقِفُ على حَقِيقَتِهِ
الشين والياء ش ي ي
ياشَيَّ كَلِمةً معناها التَّأَسُّفٌ على الشَّيءِ يَفُوتُ وقيل هي كلمةٌ معناها التَّعَجُّبُ يقال ياشَيَّ مالِي وما في موْضِعِ رَفْعٍ وَعَيِيٌّ شَيْيٌّ إتْباعٌ لُغَةٌ في شَوِيٍّ
الشين والواو ش وش
وناقةٌ شَوْشَاةٌ وشَوْشَاءُ يَعْنِي سريعةً فأمَّا قولُ الأَسْوَدِ
(على ذات لَوْثٍ أو بِأهْوَجَ شَوْشَوٍ ... صَنيعٍ نبيلٍ يملأ الرَّحْل كاهلُه)
وقد يَجُوزُ أن يُرِيدَ شَوْشويٍّ كأحْمَرَ وَأَحْمَرِيٍّ
مقلوبه وش وش
الْوَشْوَشُ وَالْوَشْوَاشُ من الرِّجالِ والإِبِلِ الْخَفِيفُ السَّرِيعُ وناقَةٌ وَشْوَاشَةٌ كذلِك والْوَشْوَشَةُ كلامٌ في اختلاطٍ
انتهى الثنائي المعتل

(8/84)


باب الثلاثي المعتل الشين والسين والهمزة ش أس
مكانٌ شَأْسٌ خَشِنٌ من الحِجَارةِ وقيلَ غَلِيظٌ قال
(على طَرِيقٍ ذي كُئُودٍ شَاسِ ... يَضُرُّ بالْمُوَقَّحِ المِرْدَاسِ)
خَفَّفَ الْهَمْزَ كَقْولِهِمْ كَأْسٌ فِي كَأسٍ والجمع شُوُوسٌ وقدْ شَئِسَ شَأَساً فهو شَئِيسٌ وشَاسٌ جَاسٌ على الإِتْباعِ وشَئِسَ الرَّجُلُ شَأَساً قَلِقَ من مَرَضٍ أو غَمٍّ
الشين والزاي والهمزة ش أز
مكانٌ شَأْزٌ وشِئْزٌ غليظ كَشَأْسٍ وشِئْسٍ قال
(شازٍ بِمَنْ عَوَّه جَدْبُ الْمُنْطَلَقْ ... )
وقد شُئِزَ شَأْزاً وأُشْئِزَ الرَّجُلُ فهو شَئِيزٌ قَلِقَ من مَرضٍ أو هَمٍّ وأَشْأَزَهُ غَيْرُهُ وَشَأَزَ الْمرأَةَ شَأزاً نَكَحَهَا
الشين والطاء والهمزة ش ط أ
الشَّطْءُ فرِاخُ الزَّرْعِ والنَّخْلِ وقيل هو وَرَقُ الزَّرْعِ وفي التنزيل {كزرع أخرج شطأه} الفتح 29 وَشَطْءُ الشَّجَرِ ما خَرَجَ حَوْلَ أَصْلِه والْجَمْعُ أَشْطَاءٌ وَأَشْطَأَ الشَّجَرُ بِغُصُونِهِ أَخْرَجَها وأشْطَأ الرَّجُلُ بَلَغَ وَلَدُهُ مَبْلَغَ الرِّجَالِ فَصَارَ مِثْلَهُ

(8/85)


وَشَطْءُ الوادِي والنَّهْرِ جَانِبُهُ والْجَمْعُ شُطُوءٌ وَشَاطِئُه كَشَطْئِهِ والجمعُ شَوَاطِئُ وَشُطْآنٌ على أن شُطْآناً قد يكُونُ جمع شَطْءٍ قال
(وَتصَوَّحَ الْوَسْمِيُّ من شُطْآنِهِ ... بَقْلٌ بِظَاهِرِه وَبَقْلُ مِتَانِهِ)
وشاطِئُ الْبَحْر ساحِلُهُ وشَطِئَ مَشَى على شَاطِئِ النَّهْرِ ووادٍ مُشْطِئٌ سَالَ شاطئِاهُ ومنه قولُ بعضِ العربِ مِلْنَا الوادِيَ كذا وكذا فَوَجَدْنَاهُ مُشْطِئاً وَشَطَأَ المرْأَةَ يَشْطَؤُها شَطْأً نَكَحَهَا وَشَطَأَ الرَّجُلَ شَطْأً قَهَرَهُ وَشَطأَ بِالْحِمْلِ شَطْأْ أَثْقَلَهُ وشَطْيَأً الرَّجُلُ في رأيه كَرَهْيَأَ
مقلوبه ط ش أ
رَجُلٌ طُشْأةٌ فَدْمٌ عَييٌّ لا يَضُرُّ ولا يَنْفَعُ
الشين والتاء والهمزة ش أت
الشَّئِيتُ من الْخَيْلِ الْعَثُورُ وقيل هو الذي يَقْصُرُ حافِراً رِجْلَيْهِ عن حافِرَيْ يَدِهِ قال رَجُلٌ من الأنْصَارِ
(وأقْدَرَ مُشْرِف الصَّهَواتِ سَاطٍ ... كُمَيْت لا أَحَقُّ ولا شَئِيتْ)
الشَّئِيتُ كما فسرّنا والأقدر بعكس ذلك ورِوايةُ ابْنِ دُرْيدٍ
(بأجْوَدَ من عِتَاقِ الْخَيْلِ نَهْدٍ ... جَوَادٍ لاَ أَحَقُّ ولا شَئِيتُ)

الشين والراء والهمزة ر ش أ
رَشَأَ الْمَرْأَةَ رَشْأً

(8/86)


والرَّشَأ الظَّبْيُ إذا قَوِيَ وَتَحَرَّك وَمَشَى مع أُمِّهِ والجَمْعُ أَرْشَاءٌ والرَّشَاءُ أَيْضاً شَجَرَةٌ تَسْمُو فَوْقَ الْقَامَةِ وَرَقُهَا كَوَرَقِ الْخِرْوَعِ ولا ثَمَرَةَ لَهَا ولا يأكُلُهَا شَيْءٌ والرَّشَأُ عُشْبةٌ تُشْبِهُ القَرْنُوَةَ قال أبو حنيفة أَخْبَرَنِي أعْرابِيٌّ من رَبِيعةَ قال الرَّشَأُ مِثْلُ الْجُمَّةِ ولها قُضْبانٌ كَثِيرَةُ الْعُقَدِ وهي مُرَّةٌ جِداً شَدِيدَةُ الْخُضْرَةِ لَزِجَةٌ تَنْبُتُ بالْقِيعَان مُتَسَطّحَةٌ على الأَرْضِ وَوَرَقَتُهَا لَطِيفَةٌ مُحَدَّدَةٌ والنَّاسُ يَطْبُخُونَها وَهِيَ مِنْ خَيْر بَقْلَةٍ تَنْبُتُ بِنَجْدٍ وَاحِدَتُهَا رَشَاءةَ وقِيلَ الرَّشَأَةُ خَضْرَاءُ غَبْرَاءُ تَسْلَنْطَحُ وَلَهَا زَهْرَةٌ بَيْضَاءُ وإنَّما اسْتَدْلَلْتُ على أن لام الرَّشاءِ هَمْزَةٌ بالرَّشَأِ الذي هُوَ شَجَرٌ أَيْضاً وإلا فقد يَجُوزُ أن يكون ياءً أو واواً
مقلوبه أش ر
أَشِرَ الرَّجُلُ أَشَراً فهو أَشِرٌ وأَشُرٌ وأَشْرَانُ مَرِحَ ويتبعُ فيقال أشِرٌ أَفِرٌ وأَشْرانُ أفرانُ وجَمْعُ الأَشِرِ والأَشُرِ أَشِرُونَ وأَشُرُونَ ولا يُكَسَّرانِ لأن التَّكْسيرَ في هذين البنائينِ قليلٌ وجَمْعُ أَشْرانَ أَشَارَى وأُشَارَى أنشد ابنُ الأعرابيِّ لِمَيَّة بنتِ ضِرارٍ الضَّبْيِّ تَرْثِي أخاها
(وخَلَّتْ وُعُولاً أُشَارَى بِها ... وقد أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها)
وقولُ الحارِثِ بن حِلِّزَةَ
(إذْ تُمَنُّونَهُم غُرُوراً فساقَتْهُمْ ... إلَيْكُمْ أُمْنِيَّةٌ أَشْرَاءُ)
هي فَعْلاَءُ من الأَشْر ولا فِعْلَ لها وَأَشِرَ النَّخْلُ أشراً كَثُرَ شُرْبه للماءِ فكَثُرتْ فِراخُه وأَشَرَ الْخَشَبَةَ أشْراً نَشَرها والمِيشَارُ ما أُشِرَ بِهِ وقولُه
(لَقَدْ عَيَّلَ الأَيْتامَ طَعْنةُ نَاشِرَهْ ... أَنَاشِرُ لا زالت يَمِينُكَ آشِرَهْ)
أراد مَأْشورةً أو ذات أَشْرٍ وذلك أن هذا الشاعرَ إنما دَعَا على ناشِرةَ لاَ لَهُ بذلك أتى

(8/87)


الخَبَرُ وإيَّاه حَكَتِ الرُّواةُ وذُو الشيءِ قد يكون مفعولاً كما يكون فاعلاً وأُشُرُ الأَسْنانِ وأُشَرُها التَّحْزيزُ الذي فيها يكونُ خِلْقَةً ومًسْتَعْملاً والجمع أُشُورٌ قال
(لها بَشَرٌ صافٍ وَوَجْهٌ مُقَسَّمٌ ... وغُرٌّ ثَنَايا لم تَفَلَّلْ أُشُورُها)
وأُشَرُ المِنْجَلِ أَسْنانُه واستعملَه ثعلبٌ في وَصْفِ المِعْضاد فقال المِعْضادُ مثلُ المِنْجَلِ ليست له أُشَرٌ وهما جميعاً على التَّشْبِيه وقد أشَرَتِ الْمَرْأةُ أسْنَانَها تأشِرُهَا أَشْراً وأَشَّرَتْها حزَّزَتْها والمُؤتَشِرَةُ والمُسْتَأْشِرَةُ كِلْتاهُما التي تَدْعُو إلى أَشْرِ أَسْنَانِها وفي الحديث لُعِنتِ المَأْشورَةُ والمُسْتَأشِرةُ وكل مُرقَّقٍ مُؤَشَّر قال عَنْترةُ يَصِفُ جُعَلاً
(كأنَّ مؤَشَّرَ العَضُدَيْنِ جَحْلاً ... هَدُوجاً بَيْنَ أقْلِبَةِ مِلاَحٍ)
والتَّأشِيرةُ ما تَعضُّ به الجَرادَةُ والتأْشِيرُ شَوْكُ ساقَيْها والتَّأْشِيرُ والمِئْشارُ عُقْدَةٌ في رَأْسِ ذَنَبِها كالْمِخْلَبَيْنِ وهما الأْشْرَتانِ
مقلوبه ر أش
رَجُل رُؤْشُوشٌ كثيرُ شَعْرِ الأُذُن
مقلوبه أر ش
أَرَّشَ بينهم حَمَلَ بعضَهم على بعضٍ وحَرَّش والأَرْشُ من الجِراحاتِ ما ليس له قَدْرٌ معلومٌ وقيل هو دِيَةُ الجِراحَةِ
الشين والنون والهمزة ش ن أ
شَنِئَ وشَنَأه الأخيرةُ عن ثَعْلبٍ يَشنَؤُه فيهما شَنْئاً وشُنْئاً وشِنْئاً وشَنَاءَة ومَشْنَأةً وَمَشْنُوءَةً وشنَآناً وشَنْآناً أبْغَضَه فأمَّا من قَرَأ {ولا يجرمنكم شنآن قوم} فقد يكونُ مَصْدراً كلَيَّان ويكون صِفَةً كَسَكْرَانَ أي مُبْغِضُ قَوْمٍ

(8/88)


ورجُلٌ شَنائِيَةٌ وَشَنْآنُ والأُنثَى شَنْآنَةٌ وشَنْأَي ورجُلٌ مَشْنُوءٌ إذا كان مُبْغَضاً ولو كان جَميِلاً ومَشْنَأٌ قَبِيحُ الوَجْهِ الواحدُ والجميعُ المُذَكَّرُ والمُؤَنّثُ في مَشْنَأ سَواءٌ والمِشْنَاءُ على مثالِ مِفْعالٍ الذي يُبْغِضُه النَّاسُ عن أبي عُبَيْدٍ وليس بِحَسَنٍ لأنَّ المِشْنَاءَ صيغةُ فاعِلٍ وقولُه الذي يُبْغِضُه الناسُ في قُوَّةِ المَفْعولِ حتى كأنه قال المِشْناءُ الْمُبْغَضُ وصيغة المَفْعولِ لا يُعَبَّرُ بها عن صيغةِ الفاعلِ فأمَّا رَوْضةٌ مِحْلالٌ فمعناه أنَّها تُحِلُّ النَّاسَ أو تُحِلُّ بهم أي تَجْعَلُهم يَحُلُّون وليستْ في معنى مَحْلولةٍ والشُّنُوءةُ المُتَقَزِّزُ وَرَجُلٌ فيه شُنُوءةٌ وشَنُوءةٌ أي تَقَزُّزٌ فهو مرة صِفَةٌ ومرة اسْمٌ وأَزْدُ شَنُوءَة قبيلة من ذلك النَّسَب إليه شَنِيئيٌّ أَجْرَوْا فَعُولَةَ مَجْرَى فَعِيلة لمُشابَهَتِها إيَّاها من عِدَّةِ أَوْجُه أحدها أن كلَّ واحدٍ منهما حَرْفُ لِينٍ يَجْرِي مَجْرَى صاحبِه ومنها أن في كلّ واحدٍ من فَعُولةَ وفَعِيلةَ تَاء التَّأنيثِ ومنها اصْطحابُ فَعُولٍ وفَعِيلٍ على المَوْضعِ الواحدِ نحو أَثِيمٍ وأَثُومٌ ورَحيمٍ ورَحوُمٍ فلما اسْتَمَرّتْ حالُ فَعُولةَ وفعيلةَ هذا الاسْتِمْرارَ أُجْرِيت واوُ شَنُوءةَ مَجْرَى ياءِ حَنِيفَةَ وكما قالوا حَنِيفيّ قِياساً قالوا أيضاً شَنِيئيٌّ قِياساً قال أبو الحَسَنِ الأَخْفش فإنْ قُلْتَ إنما جاء هذا في حَرْفٍ واحدٍ يَعْنِي شَنُوءَةَ قالَ فإنه جَمِيعُ ما جاء قال ابنُ جِنِّي وما ألطفَ هذا القولَ من أبِي الحَسَنِ قال وتفسيرهُ أن الذي جاء في فَعُولةَ هو هذا الحرفُ والقياسُ قَابِلُه قال ولم يأت فيه بشيءٍ يَنْقُضُه وقيل سُمُّوا بذلك لِشَنَآنِ كان بَيْنَهم وشَنِئَ له حَقَّهُ وبه أعطاهُ إيَّاه وقال ثعلبٌ شَنَأ إليه حَقَّه أَعطاهُ إِيَّاهُ وتَبَرَّأ منه وهو أصَحُّ فأما قولُه
(وشَنِئُوا المُلْكَ لِمُلْكٍ ذي قِدَمْ ... )
فإنه يُرْوَى لِمَلْكٍ ولِمُلْكٍ فمن رَواهُ لِمُلْكٍ فَوَجْهُهُ شَنِئُوا أي أَبْغَضُوا هذا الْمُلْكَ لذلك الْمُلْكِ ومن رَواهُ لِمَلْكٍ فالأْجْودُ شَنَئُوا أي تَبَرَّءُوا إليه وشَوَانِئُ المالِ ما لا يُضَنُّ به عن ابنِ الأعرابيِّ من تّذْكِرَةِ أبي عليٍّ وأَرَى ذلك لأنها شُنْئَتْ فَجيِدَ بها فَأَخْرَجَهُ مُخْرَجَ النَّسَبِ فجاءَ به على فاعلٍ

(8/89)


والشَّنَآنُ مِنْ شُعرائِهم وهو الشَّنَآنُ بنُ مالكٍ وهو رَجُلٌ من بَني مُعاوِيةَ مِنْ حَزْنِ ابْنِ عُبادَةَ
مقلوبه ن ش أ
نَشَأ يَنْشَأُ نَشْئاً ونُشُوءاً ونَشْأَة ونَشَاءَةً حَيِيَ جَاء في التنزيل {وأن عليه النشأة الأخرى} النجم 47 أي البَعْثَةَ وقَرأ أبو عَمْرٍ والنَّشَاءَةَ بالمَدِّ وقد أَنْشأَهم الله ونَشَأَ يَنْشَأُ نَشْئاً ونُشُوءاً وَنَشَاءً رَبَي وَشَبَّ وقيل النَّاشِئُ فُويْقَ المُحْتَلِمِ وكذلك الأُنْثَى بغِير هاء والجمع منهما نَشَأٌ قال نُصَيْبُ في المُؤَنَّثِ
(ولَوْلا أَنْ يُقالَ صَبَا نُصَيبٌ ... لَقُلْتُ بِنَفْسِيَ النَّشَأُ الصِّغارُ)
والنَّشْءُ بسكون الشين صغارُ الإِبِلِ عن كُراعٍ وهو من ذلك وأنْشَأتِ النَّاقَةُ لَقِحَتْ هُذَلِيَّةٌ ونَشَأً السَّحابُ نَشَاءٌ ونُشُوءاً وذلك في أوَّل ما يُبْدأُ وقيل النَّشْءُ أن تَراهُ كالمُلاءةِ المَنْشورةِ والنَّشْءُ والنَّشِئُ أوَّلُ ما يَنْشَأُ من السَّحابِ ويَرْتَفِعُ وقد أنْشَأُه اللهُ وفي التَّنزيلِ {وينشئ السحاب الثقال} الرعد 12 وأَنْشَأ دَاراً بَدَأ بِناءَها وقال ابنُ جِنِّي في تَأْديِةِ الأمثالِ على ما وُضِعَتْ عليه يُؤَدَّي ذلك في كلِّ موضعٍ على صُورَتِه التي أُنْشِئَ في مَبْدَئِه عليها فاسْتَعْمَلَ الإنشاءَ في العَرَضِ الذي هو الكلامُ وأَنْشأَ يَحْكِي حَدِيثاً جَعَلَ ومِنْ أين أَنْشَأْتَ أي خَرَجْتَ عن ابنِ الأعرابيِّ وأنشدَ
(مَكَانَ مَنْ أَنْشَا عَلَى الرَّكائِبِ ... )
أرادَ أنْشَأَ فلم يَسْتقِمْ له الشِّعْرُ فَأَبْدَلَ والناشِئَةُ أوَّلُ اللَّيْلِ والنَّهارِ وفي التَّنْزِيلِ {إنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هي أَشَدُّ وَطْأً وأَقْومُ

(8/90)


قِيلاً} المزمل 6 وقيل: الناشِئَةُ والنَّشيئَةُ إذا نِمتَ من أولَّ نَوْمةٍ ثم قُمْتَ والنّشيئَةُ الرَّطْبُ من الطَّريفة فإذَا يَبِسَ فهو طَرِيفَةٌ والنَّشيئَةُ أَيْضاً نَبْتُ النَّصِيِّ والصِّلِّيانِ والقَوْلانِ مُقْتَرِبان والنَّشِيئَةُ أيضاً التَّفِرةُ إذا غَلُظَتْ قَليلاً وارتْفَعتْ وهي رَطْبَةٌ عن أبي حَنِيفةَ وقال مرَّةُ النَّشيئةُ والنَّشْأَةُ من كُلِّ النَّباتِ نَاهِضُهُ الذي لم يَغْلُظْ وأنشد لابنِ مَنَاذِرَ في وَصْفِ حَمِيرِ وَحْشٍ
(أرِناتٍ صُفْرِ المَناخِرِ والأشْداقِ ... يَخْضِدْنَ نَشْأَةَ اليَعْضِيدِ)
ونَشيئَةُ البِئْرِ تُرابُها الْمُخْرَجُ مِنْهَا ونَشيئَةُ الحَوْضِ ما وراء النَّصَائِبِ من التُّرَاب وقيل هو الحَجَر الذي يُجْعَلُ إلى أَسْفَلِ الحَوْضِ فأما قولُ صَخْرِ الغَيِّ
(تَدَلَّى عليه من بَشَامٍ وأَيْكَةٍ ... نَشَاةِ فُرُوعٍ مُرْثَعِنِّ الذَّوَائِبِ)
يجوزُ أن يكونَ نَشْأَةٌ فَعْلَةً من نَشَأَ ثم يُخَفَّفُ على حَدِّ ما حكاهُ صاحبُ الكتابِ من قَوْلِهم الكَماةُ والمَرَاةُ ويجوز أن يكون فَعْلْةً فتكونُ نشأةٌ من أنشَأْتُ كطاعةٍ من أَطَعْتُ إلا أن الهَمزةَ على هذا بَدَلٌ ولم تُخَفَّفْ ويجوز أن يكون من نَشَا يَنْشُو بمعنى نَشَأَ يَنْشَأُ وقد حكاه قُطْرُبٌ فتكونُ فَعَلَةً من هذا اللَّفْظِ ومِنْ زائدة على مَذْهَبِ أبي الحَسَنِ أَي تَدَلَّى عليه بَشَامٌ وأَيْكَةٌ وقِياسُ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ أن يكون الفاعِلُ مُضْمَراً يدلُّ عليه شاهِدٌ في اللَّفْظِ التَّعليلُ لابْنِ جِنِّي
مقلوبه ش أن
الشَّأْنُ الخَطْبُ والأَمْرُ وجَمْعُه شُئُونٌ وشآن عن ابنِ جنِّي عن أبي عليّ الفارسيِّ فأما قول جَوْذَابَةَ بن عَبْدِ الرَّحمنِ بن عبدِ الله بن الجَرَّاحِ لابْنِهِ
(وَشَرُّنَا أَظْلَمُنا في الشُّونِ ... أَرأَيْتَ إذْ أسْلَمْتَنِي وشُونِي)
فإنما أراد في الشُّئُونِ وإذ أسْلَمْتَنِي وشُئُونِي فَحَذف ومِثْلُه كثيرٌ وقد يجوز أن يُرِيدَ جَمْعَهُ على فُعْلٍ كجَوْنٍ وجُونٍ إلاَّ أنه خَفَف أو أَبْدَلَ لِلوَزْنِ والقافيةِ وليس هذا عندهم بإِيطاءٍ لاخْتلافِ وَجْهَى التعريفِ ألا تَرَى أن الأوَّلَ مُعرَّفٌ بالأَلفِ واللامِ والثاني مُعَرَّفٌ بالإِضافةِ

(8/91)


ولأَشْأَنَنَّ خبرَه أي لأُخْبِرَنَّه وما شانَ شَأْنَه أي ما أرادَ وما شان شَانَهُ عن ابنِ الأعرابيِّ أي ما شَعَرَ به واشْأَنْ شَأْنَكَ عنه أيضا أي عليك به وحكى اللِّحيانيُّ أتانِي ذلك وما شَأَنْتُ شَأْنه أي ما عَلِمْتُ قال ويقال أَقْبَلَ فلانٌ وما يَشْأَنُ شَأْنَ فلانٍ شَأْنًا إذا عَمِلَ فيما يُحِبُّ أَو ما يَكْرَهُ وقال إنه لشَأْنُ شأُنٍ أن يُفْسِدَكَ أي يَعْمَلُ في فَسَادِكَ والشَّأْنُ مجْرى الدَّمْعِ إلى العَيْنِ والجمعُ أَشْؤُنٌ وشُئُونٌ والشُّئُون نَمانِمُ في الجَبْهةِ شِبْهُ الجام النُّحاسِ تكون بين القَبائِلِ وقيل هي مَوَاصِلُ قبائلِ الرَّأسِ إلى العَيْن وقيل هي السَّلاسلُ التي تَجْمَعُ بين القَبائلِ والشُّئُونُ خُطُوطٌ في الجَبَلِ وقيل صُدوعٌ قال قَيْسُ بن ذَرِيحٍ
(وأهجُرُكُمْ هَجْرَ البَغِيضِ وحُبُّكُمْ ... عَلَى كَبِدِي مِنْهُ شُئُونٌ صَوَادِعُ)
شَبَّه شُقُوقَ كَبِدِه بالشُّقوقِ التي تكون في الجِبالِ وقولُ ساعِدةَ بن جُؤَيَّةَ
(كأنَّ شُئُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ ... خِلاف الوِبْلِ أو سُبَدٌ غَسِيلُ)
شَبَّه تَحَدُّرَ الماءِ عن هذا الجَبَلِ بتَحَدُّرِهِ عن هذا الطائرِ أو تَحَدُّرِ الدَّمِ عن لَبَّاتِ البُدْنِ
مقلوبه أش ن
الأُشْنَةُ شَيءٌ من الطِّيبِ أبيض كأنَّه مَقْشورٌ والأُشْنانُ والإِشْنانُ من الحَمْضِ مَعْروفٌ والضَّمُّ أعْلَى والأَوْشَنُ الذي يُزَيّنُ الرَّجُلَ وَيَقْعُدُ معه على مائِدَتِه يَأْكُلُ طَعامَه
مقلوبه ن أش
نَأَشَ الشيءَ أَخَّرهُ وانْتَأَشَ هثو تَأخَّر وتَبَاعَدَ والنَّئِيشُ الحَرَكَةُ في إبطاءٍ وَجَاءَ نَئِيشًا أي بَطِيئًا أَنْشَدَ يَعْقوبُ
(تَمَنَّى نَئِيشًا أن يكونَ أَطاعَنِي ... وقد حَدَثَتْ بَعْدَ الأُمُورِ أُمُورُ)
واتَّبَعَهُ نَئِيشًا إذا تأخَّر عنه ثم اتَّبَعَهُ على عَجَلَةٍ أن يَفُوتَهُ

(8/92)


والنَّئِيشُ أيضا البَعيدُ عن ثعلبٍ والتَّنَاؤُشُ الأَخْذُ مِنْ بُعْد مهموزٌ عن ثعلبٍ قال فإن كان عن قُرْبٍ فهو التَّناوشُ بغير هَمْزٍ وفي التنزيل {وأنى لهم التناوش} سبأ 52 قُرِئَ بالهَمْزِ وبغيرِ الهَمْزِ وقال الزّجّاجُ من هَمزَ فَعَلَى وَجْهَيْنِ أحدهما أن يكونَ من النَّئِيشِ الذي هو الحركةُ في إبطاءٍ والآخَرُ أن يكونَ من النَّوْش الذي هو التَّناوُلُ فأَبْدلَ من الواو هَمزةً لمكان الضَّمَّةِ ونَأشَ الشيءَ ينأَشُهُ أخذَهُ في بَطْشٍ ونَأَشَهُ اللهُ نَأْشًا كنَعَشَهُ أي أحياهُ وَرَفَعَهُ والسَّابِقُ إلىَّ أنَّه بَدَل
الشين والفاء والهمزة ش أف
شَئِفَ صدْرُهُ علىَّ شَأَفاً غَمِرَ والشَّافَةُ قُرْحَةٌ تَخْرجُ في القَدَمِ وقيل هو وَرَمٌ يَخْرجُ في اليدِ والقَدَمِ من عُودٍ يَدْخُلُ في البَخَصَةِ أو باطنِ الكَفِّ فَيَبْقَى في جَوْفِها فيَرِمُ الموضعُ وَيَعْظُم وفي الدُّعاءِ استَأْصَلَ اللهُ شأْفَتَهُمْ وذلك أن الشَّافَةَ تُكْوَى فتَذهَبُ فيُقال أَذْهَبَهُ اللهُ كما أذْهَبَ ذلِكَ وقيل شَأْفَةُ الرَّجُلِ أهْلُهُ ومالُه وشَئِفَتْ يَدُه شَأَفاً شَعِثَ ما حَوْلَ أظفارِهَا وتَشقَّقَ وقال ثعلبٌ هو تَشَقُّقٌ يكونُ في الأظفارِ واسْتَشْأفَتِ القُرْحةُ خَبُثَتْ وعَظُمَتْ وصار لها أصْلٌ ورَجُلٌ شأَفَةٌ عَزِيزٌ مَنِيعٌ وشَئِفَ شَأْفاً فَزِعَ والشَّافَةُ العَداوَةُ عن ابنِ الأعرابيِّ وأَنشدَ
(وما لِشَآفةٍ في غيرِ شَيْءٍ ... إذا وَلَّى صدِيقُكَ مِنْ طَبيبِ)
وقال قَلْبٌ شَنِفٌ وأنشدَ
(يأيها الجاهلُ ألاَ تَنْصَرِفْ ... ولم تُداوِ قَرْحَةَ القَلْبِ الشَّنِفْ)

(8/93)


الشين والباء والهمزة ش أب
الشُّؤبُوبُ الدّفْعة من المطَر ولا يُقالُ شؤبوبٌ إلا وفيه بَرَدٌ وشُؤْبوب كل شَيْءٍ حدُّهُ
مقلوبه أش ب
أَشِبَ الشيءَ يأشِبُهُ أشْباً والأُشَابَةُ الاخْتِلاطُ والأُشَابة في الكَسْبِ ما خالَطَهُ الحرامُ والسُّحْتُ ورجُلٌ مأشُوب الحَسَبِ غيرُ مَحْضٍ والتَّأشُّبُ التَّجمُّع من هنا وهناك وأشِبَ الشَّجَرُ أَشَبًا فهو أشِبٌ وتَأشَّبَ الْتَفَّ وقال أبو حَنِيفَةَ الأَشَبُ شدة الْتِفَافِ الشَّجر حتى لا مَجازَ فيه وغيضَةٌ أشِبَةٌ وقولُهم عِيصُكَ مِنْكَ وإن كان أشِبًا أي وإن كانَ ذا شَوْكٍ مُشْتَبِكٍ غيرِ سَهْلٍ وضَرَبتْ فيه فلانة بِعِرْقٍ ذي أَشَبٍ أي ذِي الْتباس وأشِبَ الكلامُ بينهم أَشَبًا الْتَفَّكما تقدَّم في الشَّجِرِ وأَشَبَهُ هُوَ وأَشَبَهُ يأْشِبُهُ اشْبًا لامَهُ وقيل قَذَفَه وخَلَطَ عليه الكَذِبَ قال أبو ذُؤَيبٍ
(ويأْشِبُنِي فيها الذين يَلُونَها ... ولو عَلِمُوا لم يأشِبُوُنِي بِطائلِ)
وَأَشَّبَهُ بشَرَّ إذا رَمَاهُ بعَلامَةٍ من الشَّرِّ يُعْرَفُ بِها هذه عن اللِّحيانِيِّ وقيل رَمَاهُ به وَخَلَطَهُ وقولُهم بالفارسيَةِ زُورْ وآشُوب تَرْجَمه سِيبَوَيْه فقال زُورٌ وأُشُوبٌ وأُشْبَةُ من أسْماءِ الذِّئابِ
مقلوبه أب ش
الأَبْشُ الجَمْعُ وقد أَبَشَهُ وأَبَشَ لأَهْلِه يَأْبُشُ أَبْشًا كَسَبَ وَرَجُلٌ أبّاشٌ مُكْتَسِبٌ

(8/94)


الشين والميم والهمزة ش أم
الشُّؤْم خِلاَف الْيُمْنِ ورجُلٌ مَشْئومٌ على قَوْمِه والجَمْعُ مشَائِيمُ نادِرٌ وحُكْمُه السَّلامةُ أنشد سيبوَيْه
(مَشَائِيمُ لَيْسُوا مُصْلِحينَ عَشِيرَةً ... ولا نَاعِبٍ إلا يَبينُ غُرَابُهَا)
وقد شُئِمَ عليهِمْ وشَؤُمَ وَشأَمَهُمْ وما أشْأَمَهُ وقد تَشَاءَمَ به والمَشْأَمَةُ الشُّؤْم وطائِرٌ أشْأَمُ جارٍ بالشُّؤْمِ والشُّؤْمَى من اليَدَيْنِ نقِيضُ الْيُمْنَى ناقَضُوا بالاسْمَيْنِ حينَ تَناقَضَتِ الجِهَتَانِ قال القُطَاميُّ يصفُ الثَّورَ والكِلابَ
(فَخَرَّ علَى شُؤْمَى يَدَيْهِ فَذَادَها ... بِأَظْمَاءَ مِن فَرْع الذُّوابَةِ أَسْحَمَا)
والشَّأْمَةُ خِلافُ اليَمْنةِ والمَشْأَمَةِ خِلافُ الْمَيْمَنَةِ والشَّامُ بلادٌ عن مَشْأَمَةِ القِبْلَةِ وأمَّا قولُ الشاعرِ
(أَزَمَانُ سَلْمَى لا يَرَى مِثْلَهَا ... الرَّاءونَ فِي شَأْمٍ ولا فِي عِراقِ)
إنَّما نكَّرَهُ لأنه جَعَلَ كلَّ جُزْءٍ منه شَأْماً كما احتاج إلى تَنْكيرِ العِراقِ فَجَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ منه عِراقاً وهي الشَّامُ والنَّسبُ إليها شَامِيٌّ وشآمٍ وشأمَ القَوْمُ أَتَوا الشَّامَ أو ذَهَبُوا إليها قال بِشْرُ بنُ أبي خازِمِ
(سَمِعَتْ بنا قِيلَ الوُشاةِ فأصْبَحَتْ ... صَرَمَتْ حِبالَكَ في الخَلِيطِ الْمُشْئِمِ)
وشائِمْ بأصْحَابِكَ خُذْ بهم شَأْمةً أو خُذْ بهم إلى الشَّامِ والشِّئْمةُ مَهْموزةٌ الطَّبِيعَةُ حكاها أو زيْدٍ واللِّحْيَانيُّ وقال ابنُ جِنِّي قد هَمَزَ

(8/95)


بعضُهم الشِّئْمةَ ولم يعَلِّلْهُ والذي عندِي فيه أن هَمْزَةُ نادِرٌ لأنَّه ليس هُنَالك ما يوِجُبُه
الشين والصاد والياء ش ص ي
شَصَا بِرِجْلِهِ شَيْصاً رَفَعَهَا قال اللّحيانيُّ شَصَا يَشْصِي شُصِيّا ارْتفعت يَداهُ ورجلاه يُحْكَى ذلك عن الكِسائيّ والمَعُرُوفُ يَشْصُو وسيأتي ذِكْرُه
مقلوبه ش ي ص
الشِّيصُ والشِّيصَاءُ رَدِيءُ التَّمْرِ وقيل هو فارِسيٌّ مُعَرَّبٌ واحدتُهُ شيِصَةٌ وشِيصَاءَة وقد أشَاصَ النَّخْلُ وشَيَّصَ الأخيرةُ عن كُرَاعَ
الشين والزاي والياء ش ي ز
الشِّيزُ خَشَبٌ أسْوَدُ والشِّيزَي شَجَرٌ تُعْمَلُ مِنْهُ القِصَاعُ والجِفَانُ وقيل هو شجرُ الجَوْزِ وقيل إنما هي قِصَاعٌ من خَشَبِ الجَوْزِ فَتسْوَدُّ من الدَّسَمِ
الشين والطاء والياء ش ط ي
شَطَي الميِّتُ يَشْطِي شَطاً انْتَفَخَ فارْتفعتْ يَداهُ ورِجلاهُ، كَشَصَا حكاه اللِّحيانيُّ وشَطَا أرضٌ والشَّطَوِيَّةُ ضَرْبٌ من ثِيَابِ الكَتْانِ تُصْنعُ هنالِكَ وإنَّما قَضَيْنَا بأن ألف شَطَا ياءٌ لكَوْنِها لاماً واللامُ ياءً أكْثَرُ منها وَاواً مع وُجود ش ط ي وعدم ش ط
ومقلوبه ش ي ط
شَاطَ الشَّيْءُ شَيْطاً وشِيَاطَةً وشُيُوطَةً احترقَ وخَصَّ بعضُهم به الزَّيْتَ والرُّبَّ قال
(كَشَايِطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ ... )

(8/96)


وأشاطَهُ وشَيَّطَهُ وشاطَتِ القِدْرُ شَيْطاً احْتَرَقَتْ وأشاطها هو وأشَاطَ اللَّحْمَ فَرَّقَهُ وَشَاطَ السَّمْنُ والزَّيْتُ خَثُرَ والتَّشْيِيطُ لحْمٌ يُصْلَحُ للقَوْمِ ويُشْوَى لهم اسْمٌ كَالتَّمْتِينِ والْمُشَيَّطُ مِثْله وَشَاطَ الرَّجُلُ يَشْيِطُ هَلَكَ قال الأَعْشَى
(وقد يَشِيطُ على أَرْماحِنا الْبَطَلُ ... )
وكلُّ ما ذَهَبَ فقد شَاطَ وشاطَ دَمَه وأَشاط دَمَه وبدَمِه أذْهَبَهُ وقيل أَشَاطَ بِدَمِه أذْهَبَه وقيل أشاط بِدَمِه عَمِلَ في هَلاكِه وتَشَيَّط به دَمُهُ واشْتاطَ عليه الْتَهَبَ والمُسْتَشِيطُ السَّمينُ من الإِبِلِ والمِشْيَاطُ من الإِبِلِ السَّريعَةُ السِّمَن وكذلك البعيرُ واسْتَشَاطَ الرَّجلُ من الأمرِ إذا خَفَّ له والشَّيْط فَرَسُ أُنَيْف بنِ جَبَلَةَ الضَّبِّيِّ
مقلوبه ط ش ي
تَطَشَّى المريضُ بَرِئَ
مقلوبه ط ي ش
الطَّيْشُ خِفَّةُ العَقْلِ وقد طاشَ وقولُ أبي كَبيرٍ
(ثم انْصرفْتُ ولا أَبُثُّك حِيبَتِي ... رَعِشَ الْبَنَانِ أطِيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ)
أراد لا أقصِدُ وقول أبِي سَهْمٍ الهُذَلِيِّ
(أخالِدُ قَدْ طَاشَتْ عن الأُمِّ رِجْلُه ... فكَيْفَ إذا لم يَهْدِ بالْخُفِّ مَنْسِمُ)
عَدَّاه بِعَنْ لأنه في معنى زاغتْ وعَدَلَتْ فكَيْفَ إذا لم يَهْدِ بالخُفّ مَنِسمُ عدَّاه بالباءِ

(8/97)


أيضاً لأنه في مَعْنى لم يُدَلَّ به ونحوِه وكانت رِجْلُه قد قُطِعَتْ وَرَجُلٌ طائشٌ من قومٍ طَاشَة وطَيَّاشٌ من قومٍ طَيَّاشَةٍ وطَاشَ السَّهْمُ طَيْشاً لم يَقْصِدْ والأَطْيَشُ طائِرٌ
الشين والدال والياء ش ي د
الشِّيدُ كلُّ ما طُلِيَ به الحائِطُ من جِصٍّ أو بَلاَطٍ وبِناءٌ مُشَيَّدٌ مَعْمُولٌ بالشِّيدِ وكُلُّ ما أُحْكِمَ من البِنَاءِ فَقَدْ شُيِّدَ قال أبو عُبَيْدٍ البنَاءُ الْمُشَيَّدُ الْمُطَوَّلُ وقال الكِسَائِيُّ الْمَشِيدُ للواحد والْمُشَيَّدُ للجَميعِ حكاه أبو عُبَيْدٍ عنه والكِسائِيُّ يَجِلُّ عن هذا
مقلوبه د ي ش
الدِّيشُ قَبِيلةٌ من بَنِي الْهُونِ والْهُوزِ
الشين والتاء والياء ش ي ت
الشَّيتَانُ من الجَرادِ جَماعةٌ غير كثيرةٍ عن أبي حَنِيفةَ وأنشدَ
(وخَيْلٍ كَشَيْتَانِ الجَرادِ وَزَعْتُها ... بِطَعْنٍ على اللَّبَّاتِ ذِي نَفَيانِ)

الشين والظاء والياء ش ظ ي
المِشظاةُ عُظَيْمٌ لازقٌ بالرُّكْبة وجَمْعُها شَظًى وقيل الشَّظَى عَصَبٌ صِغَار في الوَظِيفِ وقيل الشَّظَى عُظَيْمٌ لازقٌ بالذِّراعِ وشَظِيَ الفَرَسُ شَظًى فهو شَظٍ فُلِقَ شَظَاهُ والشظا انشِقَاقُ العَصَب وقد تَشظَّى وشَظَّاه هو والشَّظِيَّة عَظْمُ السَّاقِ وكل فِلْقَةِ من شيءٍ شَظِيَّة والشَّظِيَّةُ القَوْسُ وقال أبو حَنِيفَةَ الشَّظِيَّةُ القوسُ لأن خَشَبَها شَظِيَتْ أي فُلِقَت وفي الحديث
إن الله تبارك وتعالى لما أرادَ أن يَخْلُقَ لإِبْلِيسَ نَسْلاً وزَوْجَةً أَلْقَى

(8/98)


عليه الغضَبَ فطارتْ منه شَظِيَّةٌ من نارٍ فَخَلَقَ منها امرأَتَه فأما ما أنْشدَه ابنُ الأعرابيِّ من قولِه
(مَهَاهَا السِّنانُ اليَعْمَلِيُّ فَأَشْرفَتْ ... سَناسِنُ مِنْها والشَّظِيُّ لُزوقُ)
فإنه زَعَمَ أن الشَّظِيَّ جَمْعُ شَظًى وليس كذلك لأن فَعَلاً ليس ممَّا يكسُرَّ على فَعيلٍ إلا أن يكون اسْمًا للجَمْعِ فيكونَ من باب كَلِيبٍ وعَبِيدٍ وأيضا فإنه إذا كان الشَّظِيُّ جَمْعَ شَظًى والشَّظَى لا مَحالةَ جَمْعُ شَظَاةٍ فإنما الشَّظِيُّ جمعُ جَمْعٍ وليس بِجَمْعٍ وقد بَيَّنَّا أنه ليس كُلُّ جَمْعٍ يُجْمَعُ والذي عندِي في ذلك أنَّ الشَظِيَّ جَمْعُ شَظِيَّةٍ التي هي عظم الساقِ كما أن رَكِيّا جمع رَكِيَّةٍ وتَشَظَّى الشيءُ تَفَرَّقَ وتشقَقَّ وشَظَّاه هو قال
(فَصَدَّهُ عَنْ لَعْلَعٍ وبَارِقِ ... ضَرْبٌ يُشَظِّيهِم عَلَى الخَنَادِقِ)
أي يُفَرِّقُهم ويَشُقُّ جَمْعَهُم والشَّظَى من النَّاسِ والمَوَالِي والتِّباع والشَظَّى جَبَلٌ أنشدَ ثعلبٌ
(أَلَمْ تَرَ عُصْمَ رُءُوسِ الشَّظَى ... إذا جاءَ قانِصُها تجلَب)
وهو الشَّظَاءُ أيضاً ممدودٌ قال عَنْتَرَةٌ
(كَمُدِلَّةٍ عَجْزاءَ تَلْحَمُ نَاهِضًا ... في الوَكْرِ مَوْقِعُها الشَّظَاءُ الأرْفَعُ)
وأما الحديث الذي جاءَ
تَعَجَّبَ ربُّكَ من راعٍ في شَظِيَّةٍ يُؤذِّنُ ويُقِيمُ الصّلاَة
فالشَّظِيَّةُ فُنْدِيرةٌ من فَناديرِ الجِبَالِ عن الأَزهريِّ قال وهي الشِّظْيةُ أيضا ذكر ذلك الهرويُّ في الغريبَيْنِ وإنَّما قَضَيْنا بأن هذا كلَّه ياء لكَوْنِها لاماً وقد تقدَّم أن اللاَّمَ ياء أكثرُ منها واوًا

(8/99)


الشين والراء والياء ش ر ي
شَرَى الشَّيءَ يَشْرِيه شِرًى وشِرَاءً واشْتراهُ شَراءً وشَرَاهُ واشْتراه باعَه وفي التنزيل {وشروه بثمن بخس} يوسف 20 وقوله عز وجلَّ {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} البقرة 16 175 قال أبو إسحاقَ ليس هنا شِرَاءٌ وبَيْعٌ ولكن رَغْبَتهُم فيه بتَمَسُّكِهِم به كَرَغْبَةِ المُشْتَري بمالِهِ ما يَرْغَبُ فيه والعربُ تقول لكُلِّ من تَرَكَ شيئًا وتَمَسَّكَ بغيرِه فقد اشْتراهُ وشاراهُ مُشاراةً وشِرَاءً بايَعُه وقيل شاراهُ من الشِّراءِ والبَيْعِ جَميعاً وعلى هذا وَجّهَ بعضُهم مَدَّ الشِّرا وَشَرْوَى الشّيْءِ مثلُه وَاوُهُ مُبْدَلَةٌ من الياءِ لأن الشيءَ إنَّما يُشْرَى بِمثله ولكنَّها قُلِبَتْ ياءً كما قُلِبتْ في تَقْوَى ونحوِها وشَرِيَ زِمامُ الناقةِ اضْطَرَبَ وشَرِيَ الشَّرُّ بَيْنَهما شَرًى اسْتطارَ وشَرِيَ البَرْقُ شَرًى لَمَعَ واسْتطارَ في وَجْهِ الغَيْمِ قال
(أَصَاحِ تَرَى البَرْقَ لم يَغْتَمِضْ ... يُمُوتُ فُواقًا ويَشْرِي فُواقًا)
وشَرِيَ الرَّجُلُ شَرًى واسْتَشْرَى غَضِبَ وَلَجَّ وَالشُّرَاةُ الْخَوارِجُ سُمُّوا بذلك لأنَّهم غَضِبُوا وَلَجُّوا وأمَّا هُمْ فقالُوا نحن الشُّراةُ لَقْوله عزَّ وَجَلَّ {ومِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ} البقرة 207 وقوله تعالى {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} التوبة 111 ولذلك قال قَطَرِيُّ بنُ الفُجاءَةِ وهو خارِجيّ
(رَأَتْ فِئَةً باعُوا الإِلهَ نُفُوسَهُمْ ... بِجَنَّاتِ عدْنٍ عِنْدَهُ وَنَعِيمِ)
وفَرَسٌ شَرِيٌّ يَسْتَشْرِي في جَرْيه أي يَلِجُّ وفي حديثِ أبي زَرْعٍ
رَكِبَ شَرِيّا
وشاراهُ مَشَاراةً لاجَّهُ وفي الحديث
لا يُشَارِي ولا يُشَارَى
يَعْنِي النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال

(8/100)


ثعلبٌ لا يُشارِي لا يشتري الشَّرَ ولا يُمارِي لا يُدافِعُ عن الحَقِّ ولا يُرَدِّدُ الكَلامَ قال
(وإنِّي لأَسْتَبْقِي ابْنَ عَمِّي وأَتَّقِي ... مُشاراتَهُ كَيْمَا يَرِيعَ ويَعْقِلا)
وقولُه أنشده ثَعلبٌ
(إذا أَوْقَدَتْ ناراً لَوَى جِلْدَ أنْفِهِ ... إلى النَّارِ يَسْتَشْرِي ذَرَى كلِّ حاطِبِ)
لم يُفسر يَسْتَشْرِي إلاَّ أن يكونَ يَلِجُّ في تَأَمُّلِهِ والشَّرَى شيءٌ يَخْرُج على الجَسَدِ كالدَّراهِمِ وقيل هو شِبْهُ البَثْرِ يَخْرُجُ فِي الجَسَدِ وقد شَرِيَ شَرًى فهو شَرٍ وتَشَرَّى القوْمُ تفرَّقُوا واسْتَشْرَتْ بينهم الأمورُ عَظُمتْ وفَعَلَ بهِ ما شَراهُ أيْ ما سَاءَهُ وإِبلٌ شَرَاةٌ كَسَرَاةٍ أي خِيارٌ والشَّرَى النَّاحيةُ وخصَّ بعضهُم به ناحيةَ النَّهر وقد يُمَدُّ والقَصْرُ أعْلَى والجَمْعُ أَشْراءٌ وأشراهُ ناحِيةَ كذا أَمَالَهُ قال
(اللهُ يَعْلَمُ أنَّا في تَلفُّتِنَا ... يَوْمَ الفِراقِ إلى أحْبَابِنَا صُورُ)

(وإنَّنِي حَوْثُمَا يُشْرِي الهَوَى بَصَرِي ... مِنْ حَيْثُ ما سَلَكُوا أَثْنِي فَأَنْظُورُ)
يُريدُ أَنْظُرُ فأشْبَعَ ضَمَّةَ الظَّاءِ فنَشأتْ عَنها واوٌ والشَّرَى الطَّريق مَقْصُورٌ والجَمْعُ كالجَمْعِ والشَّرْيُ الحَنْظَلُ وقيل شَجَرُ الحَنْظَلِ وقيل وَرَقُهُ واحِدَتُهُ شَرْيَةٌ وقال أبو حَنِيفَةَ يقالُ لِمثْلِ ما كان من شَجَرِ القِثَّاءِ والبِطِّيخِ شَرْيٌ كما يُقال لِشَجَر الحَنْظَلِ وقد أَشْرَتِ الشَّجَرَةُ واسْتَشْرَتْ وقال أبو حَنِيفَةَ الشَرْيَةُ النَّخْلةُ التي تَنْبُتُ من النَّواةِ وتَزوَّج في شَرِيَّةِ نِسَاءٍ أي في نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ والشَّرْيَان شجرٌ من عِضاهِ الجِبالِ يُعْملُ منه القِسِيُّ واحدتُه شِرْيانةٌ وقال أبو

(8/101)


حنيفةَ نباتُ الشَّريانِ نباتُ السِّدْرِ يَسْنُو كما يَسْنُو السِّدرُ وَيتَّسِعُ وله أيضا نَبِقَةٌ صَفراءُ حُلْوةٌ قال وقال أبو زياد تصنع القياس من الشِّريانِ قال وقَوْسُ الشِّريانِ جَيّدةٌ إلا أنَّها سواداءُ مُشْرَبَةٌ حُمْرةً وهو العِيدان وزعَمُوا أنَّ عُودَهُ لا يكادُ يَعْوَجُّ والشَّرَى موضع تُنْسَبُ إليه الأُسْدُ والشَّراةُ موضِعٌ وإنَّما قَضَيْنا على أَلِفِ الشَّرَى والشَّراة بأنها ياءٌ لكوْنِها لاماً وقد قدَّمنا أن اللامَ ياءٌ أكْثَرُ منها واواً وشِرْيانُ وادٍ قالت أُخْتُ عَمْرٍ
و (بأنَّ ذَا الكَلْبِ عَمْراً خَيْرَهم حَسَباً ... بِبَطْنِ شِرْيانَ يَعْوِي عِندَه الذِّيبُ)
وشَرَاءٌ وشَرَاءِ كَحَذَامِ موضِعٌ قال النَّمِرُ بن تَوْلبٍ
(تأبَّدَ من أطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلٌ ... فقد أَقْفَرَتْ مِنْهَا شَراءٌ فَيَذْبُلُ)

مفلوبة س ي ر
... شِيَارُ السَّبْتُ في الجاهِليَّة قال
(أوِ التَّالي دُبَارِ فإنْ أَفُتْهُ ... فَمُؤْنِسِ أو عُرُوبَةَ أو شِيارُ)

مقلوبه ر ي ش
الرِّيشُ كُسْوَةُ الطائرِ والجمعُ أرْياشٌ ورِياشٌ قال أبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ
(فإذا تُسَلُّ تَخَشْخَشَتْ أَرْياشُها ... خَشْفُ الجَنُوبِ بِيابِسٍ من إسْحَلِ)
وقَرِئَ {وَرِيَاشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى} الأعراف 26 وسَمَّى أبُو ذؤيبٍ كُسْوةَ النَّخلِ رِيشاً فقال
(تَظَلُّ على التَّمْرَاءِ منها جَوارِسٌ ... مَرَاضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ زُغْبٌ رِقابُها)
واحِدتُه رِيشَةٌ

(8/102)


وطائِرٌ رَاشٌ نَبَتَ رِيشُهُ وراشَ السَّهَم رَيْشاً وارْتاشَهُ رَكَّبَ عليه الرِّيشَ قال
(مُرُطُ القِذَاذِ فلَيْسَ فيه مَصْنَعٌ ... لا الرِّيشُ يَنْفَعُهُ ولا التَّعْقِيبُ)
وأنْشَدَ سيبَوَيْهِ لابنِ مَيَّادَةَ
(وارْتَشْنَ حِينَ ارَدْنَ أن يَرْمِينَنَا ... نَبْلاً بلا رِيشٍ ولا بِقَداحِ)
وفلانُ لا يَرِيشُ ولا يَبْرِي أي لا يَضُرُّ ولا يَنْفَعُ وبُرْدٌ مُرَيَّشٌ عن اللِّحيانيِّ خُطُوطُ وَشْيِه على أشكالِ الرّيشِ والرِّيشُ شَعْرُ الأُذُنِ خاصَّةً وَرَجُلٌ أَرْيَشُ وراشٌ كثير شَعَرِ الأُذُن وَرَاشَهُ اللهُ رَيْشاً نَعَشَهُ وتَرَيَّشَ الرَّجُلُ وارْتاشَ أَصابَ خَيْراً فَرُئِيَ عليه أَثَرُ ذلك والرِّيشُ والرِّياشُ الخِصْبُ والْمَعَاشُ والمالُ والأَثَاثُ واللِّباسُ الحَسَنُ وفي التنزيل {وريشا ولباس التقوى} الأعراف 26 وقد قُرِئَ رِيَاشاً على أن ابنَ جِنِّي قال رِيَاشٌ جمع رِيشٍ كلِهْبٍ ولِهَاب ورجُلُ أَرْيَشُ وراشٌ ذو مالٍ وكُسْوةٍ والرّياشُ حشو الفِراشِ والرّياشُ القِشْرُ وكل ذلك من الرّيشِ وَرُمْحٌ راشٌ ورائِشٌ خوَّارٌ شُبِّهَ بالرَيشِ لِخِفَّتِه وأعطاه مائةً بِرِيشِها قيل كانت المُلُوكُ إذَا حَبَتْ حِبَاءً جَعَلُوا فِي أَسْنِمَةِ الإِبِلِ رِيشاً لِيُعْلَمَ أَنَّها من حِباءِ المَلِكِ وقيل معناه برِحَالِها وذلك أن الرِّحَالَ لها كالرّيشِ وقولُ ذي الرُّمة
(ألا هل تَرَى أظْعانَ مَيٍّ كأَنَّها ... ذُرَا أَثْأَبٍ رَاشَ الغُصونَ شكِيرُها)
قيل في تفسيرِه راشَ كَسَا وقيل طال الأخيرةُ عن أبي عَمْرٍ ووالأُولَى أَعْرَفُ وذاتُ الريش ضَرْبٌ من الحَمْضِ يُشْبِهُ القَيْصُومَ ووَرَقُها ووردها يَنْبُتَانِ خِيطَاناً من

(8/103)


أصْلٍ واحدٍ وهي كثيرة الماء جداً تَسِيلُ من أفْواهِ الإِبِلِ والنَّاسُ يأكُلُونَها حكاه أَبُو حَنِيفَةَ
الشين واللام والياء ش ل ي
أشْلَى الشَّاةَ والكَْبَ واسْتَشْلاهُما دعاهُما بأَسْمائِهما وأشْلَى دابَتَهُ أراها المِخْلاَةَ لتَأْتِيَهُ وأَشْلَيتَ الناقَةَ دَعَوْتَها لِتَحْلِبَهَا قال الرَّاعِي
(وَإنْ بَرَكَتْ مِنْهَا عَجَاسَاءُ جِلَّةٌ ... بِمَحْنِيَةٍ أَشْلَى العِفاسَ وَبَرْوَعَا)
وَهُمَا اسْمَا نَاقَتَيْه وكلُّ من دَعَوْتَه حتى تُنْجِّيَهُ من الضِّيقِ والْهَلاَكِ فقد اسْتَشْلَيْتَهُ
الشين والنون والياء ش ي ن
الشِّيْنُ خلافُ الزَّيْن وقد شَانَه والشِّينُ حَرْفُ هِجَاءٍ وهو حرْفٌ مَهْمُوسٌ يكونُ أصْلاً لا غَيْرُ وشَيَّن شِيناً عَمِلَها عن ثَعْلبٍ
الشين والفاء والياء ش ف ي
الشِّفَاءُ الدَّواءُ والجمعُ أشْفِيَةٌ وأشْفَاف جمعُ الجمْعِ وشَفَاهُ مِمّا به أبْرأهُ وشَفَاه وأشْفاهُ طَلَبَ له الشِّفَاءَ واشْفِنِي عَسَلاً اجعلْهُ لي شِفَاءً واسْتَشْفَى طَلَبَ الشِّفاءَ واسْتَشْفَى نالَ الشِّفاءَ والشَّفَا حَرْفُ الشَّيءِ وَحَدُّه والجمعُ أشْفاءٌ وأشْفَى على الشَّيءِ أَشْرَفَ وهو من ذلك وما بَقِيَ من الشَّمسِ والقَمرِ إِلاَّ شَفًى

(8/104)


أي قَلِيل وشَفَتِ الشَّمسُ تَشْفِي وشَفِيَتْ شَفاً غَرَبَتْ والأَشْفَى المِثْقَبُ حَكَى ثعلبٌ عن العَرَبِ إن لاطَمْتَه لاطَمْتَ الأَشْفَا ولم يُفَسِّرْه وعندي أنه إنَّما ذهب إلى حِدَّتِهِ لأن الإِنسانَ لوْ لاَطَمَ الأَشْفَى لكان ذلك عليه لا لَهُ وقولُه أنشدَه الفارسِيُّ
(مِئْبرةُ العُرْقُوبِ أَشْفَى المِرْفَقِ ... )
عَنَى أن مِرْفَقَهَا حَدِيدٌ وإن كان الجَوْهَرُ يَقْتَضِي وَصْفاً ما فإنَّ العربَ ربّما أقامت ذلك الجَوْهرَ مُقامَ تلك الصِّفةِ يقولُ عليٌّ رضي الله عنه
وَيَا طَغَامَ الأَحْلامِ
لأن الطَّغَامَةَ ضَعِيفَةٌ فكأنه قال يا ضِعَافَ الأَحلامِ وإنما قَضَيْنا بأن ألِفَ الأَشْفَا ياءٌ لوُجُودِ ش ف ي وعدمِ ش ف ومع أنها لامٌ وقد قَدَّمْنا أن اللام ياء أكثرُ منها واواً
مقلوبه ف ي ش
الفَيْشَةُ أعْلَى الهامِة والفًيْشَةُ الْكَمَرَةُ وقيل الفَيْشَةُ الذَّكَرُ المُنْتَفخُ والجَمْعُ فَيْشٌ وقولُه
(وفَيْشَةٌ ليست كهذا الفَيْشِ ... )
يجوز أن يكونَ أرادَ الجَمْعَ وأن يكون أراد الواحدة فَحَذَفَ الهاء والفَيْشَلةُ كالفَيْشَةِ اللام فيها عند بعضهِم زائدةٌ كزِيادَتِها في عَبْدَلٍ وزَيْدَلٍ وَأُولالِك وقد تقدَّم أن اللام فيها أَصْلٌ والفَيْشُوشَةُ الضَّعْفُ والرَّخاوةُ ورجلٌ فَيُوشٌ ضَعِيفٌ جَبَانٌ قال رؤبة
(عن مُسْمَهِرٍّ لَيْسَ بالفَيُوشِ ... )
وفاشَ الرًّجُلُ فيْشاً وهو فَيُوشٌ فَخَرَ وقيل هو أن يَفْخَرَ ولا شيءَ عندَهُ

(8/105)


وفايَشَةُ مُفَايشَةً وفِياشاً فاخَرَهُ ورَجُلٌ فَيَّاشٌ مُفَايِشٌ والفِيَاش الطَّرْمَذَة وذو فَايِشٍ مَلِكٌ قال الأَعْشَى
(تَؤُمُّ سَلاَمَةَ ذَا فايِشٍ ... هو اليَوْمُ جَمٌّ لِميعادِها)

الشين والباء والياء ش ي ب
الشَّيْبُ بياضُ الشَّعَرِ وربّما سُمِّيَ الشَّعَرُ نَفْسُه شَيباً شابَ يًشيبُ شَيْباً ومَشِيباً وهو أشْيَبُ ولا فَعْلاَءَ له وقد شَيْبَ الْحُزْنُ رأسَهُ وبِرَأْسِه وقَوْمٌ شِيبٌ ويجوز في الشِّعْرِ شُيُبٌ على التَّمامِ هذا قولُ أهْلِ اللُّغَةِ وعندي أَنَّ شُيُباً إنما هو جَمْعُ شايِبٍ كما قالوا بارِكٌ وبُرُكٌ أو جَمْع شَيُوبٍ على لغة الحِجازِيِّين كما قالوا دَجاجَةٌ بَيُوضٌ وقَوْلُ الرائِدِ وَجَدْتُ عُشْباً وتَعاشِيب وكَمْأَةً شِيب إنَّما يَعْنِي به البِيضَ الكِبَارَ وشَيْبٌ شايِبٌ أرادُوا به المُبالغَةَ على حدِّ قَولْهِمِ شِعْرٌ شَاعِرٌ ولا فِعْلَ له وأشَابَ الرَّجُلُ شابَ ولَدُهُ وباتَتِ المرأةُ بِلَيْلةِ شَيْباءَ وبِلَيْلةِ الشَّيْباءِ إذا غُلِبَتْ على نَفْسِها لَيْلةَ هِدَائِها قال عُرْوة
(فكُنْتُ كَلَيْلَةِ الشَّيباءِ هَمَّتْ ... بِمَنْعِ الشَّكْرِ أَتْأَمَها القَبِيلُ)
وقيل ياء شيْبَاءَ بَدَلٌ من واوٍ لأنَّ ماءَ الرَّجُلِ شابَ ماءَ المرأةِ على أنَّا لم نَسْمَعْهُم قالوا بِلَيْلةِ شَوْبَاءَ جَعَلُوا هذا بَدَلاً لازِماً كَعِيدٍ وأَعيادِ وليلةُ شَيْبَاء آخِرُ ليلةٍ من الشَّهرِ ويومٌ أَشْيبُ شَيْبَانُ فيه غَيْمٌ وصُرَّادٌ وبَرْدٌ وشِيبَانُ ومِلْحَانُ شَهْرَا قِمَاحٍ وهما أَشَدُّ شُهورِ الشِّتاءِ بَرْداً وهما اللَّذانِ يَقْولُ مَنْ لا يَعْرِفُهما كانونٌ وكانونٌ قال الكُميتُ
(لِمِلْحَانَ أو شَيْبَانَ واليَوْمُ أَشْيَبُ ... )

(8/106)


وإنَّما سُمِّيا بذلك لابِيْضِاضِ الأَرْضِ بما عليها من الصَّقِيعِ وهما عند طُلُوعِ العَقْرَبِ والنَّسْرِ وقولُ ساعِدةَ
(شابَ الغُرابُ ولا فُؤَادُكَ تارِكٌ ... ذِكْرَ الغَضُوبِ ولا عِتَابُكَ يَعْتَبُ)
أرادَ طال عليك الأمْرُ حتى كانَ ما لا يكونُ أبداً وهو شَيْبُ الغُرابِ وشَيْبَانُ قَبِيلةٌ وهم الشَّيَابِنَةُ وشِيبَا السَّوْطِ سَيْرَانِ في رَأْسِهِ وشِيبٌ والشِّيَبُ وشابَةُ جَبَلانِ مَعْرُوفانِ قال أبو ذُؤَيْبٍ
(كأن ثِقَالَ الْمُزْنِ بَيْنَ تُضَارُعٍ ... وَشَابَةَ بَرْكٌ مِنْ جُذَامَ لَبِيجُ)
وقد يجوزُ أن يكونَ أَلِفُ شابَةَ مُنْقَلِبةً عن واوٍ لأن في الكَلامِ ش وب كما أنَّ فيه ش ي ب
مقلوبه ب ي ش
/ بِيشٌ وبِيشَةٌ موضعان وقولُه
(قالوا أَبانُ فَبَطْنُ بِيشَةَ غِيمُ ... فَلَبِيشُ قَلبُكَ من هَوَاهُ سَقِيمُ)
فإنه أراد لِبِيشَةُ فَرخَّمَ في غير النِّداءِ اضْطِراراً
الشين والميم والياء ش ي م
الشِّيمَةُ الطَّبيعةُ وقد تقدم أن الهَمْزَ فيها لُغَيَّةٌ وهي نادِرةٌ وتَشَيَّمَ أبَاهُ أشْبَهَهُ في شِيمَتِهِ عن ابن الأعرابِيِّ والشّامةُ علامَةٌ مُخَالِفَةٌ لِسائِرِ اللَّونِ والجمْعُ شاماتٌ وشَامٌ وقدْ شِيمَ شَاماً ورجُلٌّ مَشِيمٌ ومَشْيُومٌ وأَشْيمُ قال بعضُهم رَجُلٌ مَشْيُومٌ لا فِعْلَ له

(8/107)


والشَّامَةُ أيضاً الأثَرُ الأَسْوَدُ في البَدَنِ وفي الأرضِ والجمعُ شَامٌ قال ذو الرّمّة
(وإن لم تَكُونِي غيرَ شَامٍ بِقَفْرةٍ ... تَجُرُّ بِها الأَذْيَالَ صَيْفِيَّةٌ كُدْرُ)
ولم يَسْتَعْمِلُوا من هذا الأخير فِعْلاً ولا فاعلاً ولا مَفْعُولاً وما له شامَةٌ ولا زَهْرَاءُ يَعْنِي ناقَةٌ سودَاءُ ولا بيضَاء قال الحارِثُ بن حِلِّزَة
(وَأَتَوْنَا يسْتَرْجِعُونَا فلم تَرْجِعْ ... لهم شَامةٌ ولا زَهْرَاءُ)
ويُروى فلم تُرْجَعْ وحَكَى نَفْطَوَيْهِ شَأْمةٌ بالهَمْزِ ولا أَعْرِفُ وَجْهَ هذا إلاَّ أن يكونَ نادِراً أو يَهْمِزَه مَنْ يَهْمِزُ الْخَأْتَمَ والْعَأْلَمَ وشِيمُ الإِبِلِ وشُومُها سُودُها فأمَّا شِيمٌ فواحِدُها أَشْيَمُ وَشَيْماءُ وأَمَّا شُومٌ فذَهَبَ الأصمعيُّ إلى أنه لا واحِدَ لَهُ وقد يجوزُ أن يكونَ جمع أشْيَمَ وشَيماءَ إلا أنه آثَرَ إخْراجَ الفَاءِ مَضْمومَةً على الأَصْلِ فانْقلَبتِ اليَاءُ واواً قال أبو ذُؤَيْب يَصِفُ خَمْراً
(فما تُشْتَرَى إلاَّ برِبْحٍ سِباؤُها ... بَناتُ المَخَاضِ شُومُها وحِضَارُها)
وشامَ السَّحابُ والبَرْقَ شَيْماً نَظَرَ إليه أيْنَ يَقْصِدُ وقيل هو النَّظَرُ إليهما من بَعِيدٍ وقد يكون الشَّيْمُ النَّظَرَ إلى النَّارِ قال ابنُ مُقْبِلٍ
(ولَوْ تُشْتَرَى مِنْه لَبَاعَ ثِيَابَهُ ... بِنَبْحَةِ كَلْبٍ أو بِنارٍ يَشِيمُها)
وشَامَ السَّيْفَ شَيْماً سَلَّهُ وأغْمَدَهُ وهو من الأضْدادِ وشامَ الشَّيْءَ في الشَّيْءِ أدْخَلَهُ وَخَبَأَهُ قال الرَّاعي
(بِمُعْتَصِبٍ مِنْ لحْمِ بِكْرٍ سمِينَةٍ ... وقد شامَ رَيّاتُ العِجَافِ المَنَاقِبا)
أي خَبَأْنَها وأَدْخَلْنَها البُيُوتَ خَشْيةَ الأَضْيافِ وانْشَامَ الشيءُ في الشَّيْءِ وتَشَّيِم فيه وتَشيَّمهُ دخَل فِيهِ قال ساعدةُ بن جُؤْيَّةَ

(8/108)


(أفَعَنْكَ لا بَرْقٌ كأنَّ وَمِيضَهُ ... غَابٌ تَشَيَّمهُ ضِرَامٌ مُثْقَبُ)
ويُروَى تَسَنَّمَهُ أيْ عَلاَهُ وَرَكِبَهُ أراد أَعِنْك البَرْقُ هذا تَفْسِيرُ أبي عُبَيْدٍ والصَّوابُ عندي أنه أرادَ أعِنكَ البَرقَ بَرْقٌ لأن ساعدةَ بن جُؤَيَّةَ لم يَقُلْ أَفَعَنْكِ لا البَرقُ مُعَرَّفاً بالألفِ واللامِ إنما قال أَفَعَنْكَ لا بَرقٌ مُنْكَراً فالحُكْمُ أن يُفَسَّر بِالنَّكِرَةِ وتَشَيَّمَهُ الشَّيْبُ كَثَرُ فيه وانْتَشَرَ عن ابنِ الأعرابيِّ والشِّيَامُ حُفْرَةٌ أو أرْضٌ رَخْوَةٌ والشِّيَامُ التُّراب عَامَّةً قال الطِّرِمَّاحُ
(كَمْ بها من كَمْءِ وَحْشِيَّةٍ ... قِيضَ في مُنْتَثَلٍ أو شِيَام)
وقَوْمٌ شُيُومٌ آمِنُونَ حَبَشِيَّةٌ ومن كَلامِ النَّجاشِيِّ لُقريْشٍ اذْهَبُوا فأَنْتُمْ شُيُومٌ بأَرْضِي وبَنُو أشْيَمَ قَبيلةٌ والأَشْيَمُ وشَيْمانُ اسْمانِ وَمَطَرُ بنُ أَشْيَمَ من شُعَرَائِهِمْ
مقلوبه م ش ي
المشْيُ مَعْروفٌ مَشَى مَشْياً والاسْمُ المِشْيَةُ عن اللِّحيانيِّ وتَمَشَّى ومَشَّى كَمَشَى قال الْحُطَيئَةُ
(عَفَا مُسْحُلانٌ من سٌ لَيْمَى فحامِرُهْ ... تَمَشَّى بِهِ ظِلْمَانُهُ وجَآذِرُهْ)
وأمشاهُ هو ومَشَّاه والمِشْية ضربٌ من المَشْيِ وحكى سِيبَوَيْهِ أَتَيْتُه مَشْياً جاءُوا بالمَصْدَر على غيرِ فِعْلِه وليس في كلِّ شيءٍ يُقالُ إنَّما يُحكَى منه ما سُمِعَ وحكَى اللحيانيُّ أن نِساءَ الأَعْرَابِ يَقُلْنَ في الأُخّذِ أخَّذْتُه بِدُبَّاءَ مُمَلا من الماء مُعَلَّقٍ بِتِرْشَاء فلا يَزالُ في تِمْشاء ثم فسَّره فقال التِّمِشَّاءُ المَشْيُ وعندي أنه لا يُسْتَعملُ هكذا إلا في الأُخْذَةِ وكلُّ مُسْتَمِرٍّ ماشٍ وإن لم يَكُنْ من الحيوانِ يقالُ قد مَشَى هذا الأَمْرُ والمَشَّاءُ الذي يَمْشِي بين النَّاسِ بالنَّميمةِ والمُشَاةُ الوُشَاةُ

(8/109)


والماشِيَةُ الإِبِلُ والْغَنَمُ وَمَشَتْ مَشاءً كَثرتْ أولادُها والْمَشَاءُ تَناسُلُ المالِ وكَثْرَتُهُ وقد أمْشَى الْقَوْمُ وامْتَشَوْا قال طُرَيحٌ
(فأَنْتَ غَيثُهُمُ نَفْعاً وطَوْدُهُمُ ... دَفْعاً إذا ما مُرَادُ الْمُمْتَشِي جَدَبا)
وَمَشَى على آل فُلانٍ مالٌ تَناتَجَ وَكَثُرَ ومالٌ ذو مَشَاءٍ أي مالٌ يَتَنَاسَلُ وامْرأَةٌ ماشِيَةٌ كَثِيرةُ الولَدِ وقد مَشَتْ مَشَاءٌ وقولُ كُثَيِّرٍ
(يَمُجُّ النَّدَى لا يَذْكُرُ السَّيْرَ أَهْلُه ... ولا يَرْجِعُ الماشِي بِهِ وَهْوَ جَاذِبُ)
يعني بالماشِي الذي يستقِرُّ به التَّفسير لأَبِي حَنيفَة وَمَشَى بطنُه مَشياً اسْتَطْلَقَ والمِشْيُ والمشْيَةُ اسمُ الدّاءِ الأخِيرةُ عن اللِّحيانيِّ وَشَرِبْتُ مَشِياً ومَشُواً ومَشْواً الأخيرتان نادِرتانِ فأمَّا مَشُوٌّ فإنهم أَبْدلُوا فيه الياءَ وَاواً لأنَّهم أرادُوا بِنَاءَ فَعُولٍ فَكِرهُوا أن يَلْتَبِسَ بِفَعِيلٍ وأمَّا مَشُواً فإنَّ مِثْلَ هذا إنَّما يأتِي على فَعُولٍ كالقَبُوءِ والْمَشَا نَبْتٌ يُشْبِهُ الْجَزَرَ واحِدَتُهُ مَشَاةٌ وذاتُ المَشَا مَوضعٌ قال الأَخْطَلُ
(أَجَدُّوا نَجاءً غَيَّبَتْهُمْ عَشِيَّةً ... خَمائلُ من ذاتِ الْمَشَى وَهُجُولُ)

مقلوبه م ي ش
ماشَ الْقُطنَ يَمِيشُهُ مَيْشاً زبَّدَهُ بَعْدَ الْحَلْجِ وماشَ لي من خَبَرِهِ مَيْشاً وهو مِثْلُ الْمَضْغِ وماشَ الشيءَ مَيْشاً خَلَطَه وماشَ النَّاقَةَ ميْشاً حَلَبَ نِصْفَ ما في ضَرْعِهَا فإذَا جاوَزَ النِّصْفَ فَليْس بِميْشٍ وخاشَ ماشَ وخاشِ ماشِ جميعا قُمَاشُ النّاسِ وقد تقدَّمتْ هذه الكَلِمَةُ فِي الْخاءِ وإنَّما قَضَيْنا بأن أَلِفَ ماشَ ياءٌ لا واوٌ لِوُجُودِ م ي ش وعدم م وش

(8/110)


الشين والصاد والواو ش ص
وشَصَتْ عينُه شُصُواً شَخَصَتْ حتَّى كأنّه يَنْظُرُ إليكَ وإلى آخَرَ قال
(ورَبْرَبٍ خِماصِ ... ينظُرُ من خَصاصِ ... بِأَعْيُنٍ شَواصِ ... كَفِلَقِ الرَّصَاصِ)
وَشَصَا الإِنْسانُ وغيرُه سُعُواً قُطِعَتْ قَوَائِمُه فارْتَفَعَتْ مَفَاصِلُه وقال اللِّحيانيُّ شصَا الْميْتُ يَشْصُو شُصُواً انْتَفَخَ وارتفَعتْ يَداهُ ورِجْلاهُ وكذلكَ القِرْبَةُ إذا مُلِئتْ ماءً والزِّقُّ إذا مُلئ خَمْراً ونحوَهَا من السَّيَّالِ فارْتفعَتْ قَوائِمُهُ وشالَتْ قال
(وطَعْنٍ كَفَمِ الزِّقِّ ... شَصَا والزِّقُّ مَلآنُ)
وقال الأخْطل يصِفُ زِقَاقَ خَمْرٍ
(أناخُوا فَجَرُّوا شَاصِيَاتٍ كَأَنَّها ... رِجالٌ من السُّودانِ لمْ يَتَسَرْبَلُوا)
قال وكذلك القِرَبُ والزِّقَاقُ إذا نُفِخَ فيها فارتفعَتْ قَوَائِمُهَا وشَالَتْ وكُلُّ ما ارتفَعَ فَقَدْ شَصَا
مقلوبه ش وص
شَاصَ الشَّيءَ شَوْصاً غَسَلَهُ وشاصَ فاهُ بالسِّوَاكِ شَوْصاً غَسَلَهُ عن كُرَاع وقيل أَمَرَّهُ على أسْنانِهِ عَرْضاً وقيل هو أنْ يَفْتَحَ فَاهُ وَيُمِرَّهُ على أَسْنَانِهِ من سُفْلٍ إلى عُلْوٍ وقيل هو أن يَطْعَنَ به والشُّوصَةُ والشَّوْصةُ والأُولى أَعْلَى رِيحٌ تَنْعَقِدُ في الضُّلُوع يَجِدُهَا صاحِبُها كالوْخْزِ فيها مُشتَقٌّ من ذلك وقد شَاصَتْهُ شَوْصاً وشاصَ بِه المرضُ شَوْصاً وشَوَصاناً هاجَ وشَاصَ به العِرْقُ شَوْصاً وشَوَصاً

(8/111)


اضطَربَ وشاصَ الشَّيءَ شَوْصاً زَعْزَعَهُ وشَوِصَتِ العيْن شَوَصاً وهي شَوْصاءُ عَظُمَتْ فلم يَلْتقِ عليها الجِفْنَانِ وشاصَ الشيءَ شَوْصاً دَلَكَهُ
الشين والسين والواو ش وس
الشَّوَسُ في النَّظَرِ أنْ يَنْظُرَ بإحْدَى عَيْنَيْهِ ويُميلَ وَجْهَهُ في شِقِّ العَيْنِ التي يَنْظُرُ بِها يكونُ ذلكَ خِلْقةً ويكونُ من الكِبْرِ والتِّيهِ والْغَضَبِ والشَّوَسُ رَفْعُ الرَّأْسِ تكَبُّراً شَوِسَ شَوَساً وشاسَ شَوْساً وهو أشْوَسُ قال ذُو الإِصْبَعِ الْعَدَوَانِيُّ
(أإن رَأَيْتَ بَنِي أبيكَ ... مُحَمِّجِين إليك شُوسَا)
والتَّشاوسُ إظْهارُ ذلك على ما يَجِيءُ عليهِ عامَّةُ هذا البِناءِ نحوَ قولِه
(إذا تَخَازَرْتُ وَمَا بِي من خَزَرْ ... )
والأشْوَسُ الجرِيءُ على القتالِ الشَّديدُ والفِعْلُ كالفِعْلِ وقد يكونُ الشَّوَسُ في الخُلُقِ والأشْوَسُ الرَّافِعُ رَأْسَه تَكَبُّراً
الشين والزاي والواو وش ز
الْوَشَزُ رَأْسُ الشَّيءِ والْوَشَزُ ما ارْتفعَ من الأرِضِ والْوشَزُ الشِّدَّةُ في العَيْشِ وقوله
(إنّكَ منّي لاجِئٌ إلى وَشَزْ ... )

(إلى قَوافٍ صَعْبةٍ فيها عَلَزْ ... )

(8/112)


هو محمولٌ على أحدِ هذه الأشيْاءِ المتقدِّمَةِ والجمعُ من كل ذلك أوشَازٌ ولقيتُه على أوشازٍ أي على عَجَلَةٍ واحدُها وَشْزٌ والوشَائِزُ الوَسائِدُ الْمَحْشُوَّةُ جِداً
لشين والطاء والواو ش وط
شَوَّطَ الشَّيءَ لَغَةٌ في شَيَّطَه والشَّوْطُ الْجَرْيُ مَرَّةً إلى غايِةٍ والجمعُ أَشْواطٌ قال
(ونَازِحٍ مُعْتكِرِ الأَشْواطِ ... )
يعِني الرِّيحَ وَشَوْطُ بَاطِلٍ الضَّوْءُ الذي يدخُلُ على الكُوَّةِ وشَوْطُ بَرَاحٍ ابنُ آوَى أو دَابَّةٌ غيرُه
مقلوبه وط ش
وَطَشَ القوْمَ وَطَشاً وَوَطَشَهُمْ دَفَعَهُمْ وضَرَبُوه فما وَطَشَ إِلَيْهِمْ أي لم يَدْفَعْ عن نَفْسِه ووَطَشَ عنْهُ ذَبَّ ووَطَّشَ أَعْطَى قليلاً عن ابنِ الأعرابيِّ وأنشد
(هَبَطْنَا بلاداً ذاتَ حُمَّى وَحَصْبَةٍ ... ومُومٍ وإخوانٍ مُبِينٍ عُقُوقُها
(سِوَى أنّ أقواماً من النّاس وَطّشُوا ... بأشيْاءَ لم يَذْهَبْ ضَلالاً طَرِيقُها)
أي لم يَضِعْ فَعَالُهُم عِنْدَنَا وقيل معناه لم يَخْفَ علينا أنهم قد أَحْسنُوا إلينا
الشين والدال والواو ش د
والشَّدْوُ كل قليلٍ من كثيرٍ وشَدَا من العِلْمِ والغِنَاءِ وغيرِهما شيئاً شَدْوا أحْسَنَ مِنهَ طَرَفاً وشدا بِصَوْتِه شَدْواً مدَّهُ بِغَنَاءٍ أو غيرِه وشَدَوْتُ الرَّجُلَ فُلاناً شَبَّهْتُهُ إيَّاهُ

(8/113)


والشَّدَا بَقِيَّةُ الشّيءِ عن ابنِ الأعرابيِّ وأَنْشدَ
(وارتَحَلَ الشيّبُ شَداً كالفَلِّ ... )
والشَّدا أيضاً الشَيءُ القليلُ والمعْنَيَان مُتقاربانِ وشَدْوَانُ موضعٌ قال
(فَلَيْتَ لنا مِنْ ماءِ زَمْزَمَ شَرْبَةً ... مُبَرَّدَةً باتَتْ على شَدَوَانِ)

مقلوبه ش ود
أشَاد بالضّالِة عَرَّفَها وأشادَ ذِكْرَه وبِذِكْرِهِ أشَاعه والإشَادَةُ التَّنْدِيدُ بالمكْرُوهِ وشَوَّدَتِ الشَّمْسُ ارْتَفَعَتْ
مقلوبه د وش
الدَّوَشُ ضَعْفٌ فِي البَصَرِ وضِيقٌ في العَيْنِ دَوِشَ دَوَشاً وهو أدْوَشُ
الشين والتاء والواو ش ت
والشِّتَاءُ أحدُ أَرْباعِ الأزْمِنَةِ وهي الشَّتْوَةُ وقيل الشِّتَاءُ جَمْعُ شَتْوَةٍ والنَّسبُ إلى الشِّتاءِ شَتْوِيٌّ على غير قياسٍ وقد يجوزُ أن يكونُوا نَسَبُوا إلى الشَّتْوَةِ وَرَفَضُوا النَّسَبَ إلى الشِّتَاءِ وهو المَشْتَى والمشْتَاةُ وقد شَتَا الشِّتَاءُ وَيَوْمٌ شَاتٍ مثل صَايِفٍ وَغَدَاةٌ شَاتِيَةٌ كَذِلَكَ وأَشْتَوْا دَخَلُوا في الشِّتاءِ فإن أقامُوه في مَوْضِعٍ قِيلَ شَتَوْا قال طَرَفَةُ
(حَيْثُما قَاظُوا بِنَجْدٍ وَشَتَوْا ... عندَ ذاتِ الطَّلْحِ من ثِنْيَىْ وُقُرْ)
وتَشَتَّى المكانَ أقام به في الشَّتْوةِ تقولُ العرب من قاظَ الشَّرَفَ وتَرَبَّع الحَزَنَ وَتَشَتَّى الصَّمَّانَ فقد أصابَ المَرْعى أبو زيدٍ تَشَتَّيْنَا من الشِّتَاء كَتَصيَّفَ من الصيَّفِ

(8/114)


والْمُشْتِي بِتَخْفِيفِ التّاء من الإِبِلِ المُرْبعُ والْفَصِيلُ شَتْوِيٌّ وشَتَوِيٌّ وَشَتَيٌّ عن ابن الأعرابيِّ والشَّتِيُّ مَطَرُ الشِّتاءِ قال النَّمِرُ بنُ تَوْلبٍ يَصِفُ رَوْضَةً
(عَزَبَتْ وباكَرَهَا الشّتِيُّ بَدِيمَةٍ ... وَطْفَاءَ تَمْلَؤُهَا إلى أصْبَارِها)
وعَامَلَهُ مُشَاتَاةً وشِتَاءً الأخيرةُ عن اللّحيانيِّ وكذلك اسْتَأْجَرَهُ مُشَاتَاةً وشِتَاءً هاهنا مَنْصوبٌ على الْمصدَرِ لا علَى الظَّرفِ وشَتَا القومُ يَشْتُون أجْدَبُوا في الشِّتاءِ خاصةً قال
(تَمنّى ابنُ كُوزٍ والسًّفاهةُ كاسْمِها ... لِيَنْكِحَ فِينا إن شَتَوْنا لَيالِيا)

مقلوبه وت ش
وَتْشُ الكَلامِ رديئُهُ كذلك وَجَدْتُهُ في كتاب ابنِ الأعرابيِّ بِخَطِّ أبي مُوسَى الحامِضِ والْمَعْرُوفُ وَبْشُ
الشين والظاء والواو ش وظ
الشِّواظُ والشُّواظُ اللَّهَبُ الذي لا دُخانَ فيه وفي التَّنزيل {يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس} الرحمن 35 والشِّواظ والشُواظ قِطْعةٌ من نارٍ ليس فيها نُحاسٌ وقيل الشُّواظُ لَهَبُ النّار ولا يكون إلا من نارٍ وشيءٍ آخرَ يخْلِطُه
مقلوبه وش ظ
الوَشِيظُ الفأْس والْقَعْب وشَظَه وَشْظاً شَدَّ فُرْجَةَ خُرْبَتِها بعَود ونحو ذلك العَوْدِ الوشيطةُ والوَشِيظة قِطْعةُ عظْمٍ تكونُ زِيادةً في العَظْمِ الصَّميمِ والوَشِيظَةُ والوَشِيظُ الدُّخَلاءُ في القَوْمِ لَيْسُوا من صميمِهم قال
(على حِينَ أَنْ كانت عُقَيْلٌ وشائظاً ... وكانتْ كِلابٌ خَامِرِي أُمَّ عامِرِ)
والوَشِيظُ الخسيسُ والوشيظُ التابع والْحِلْفُ والجمع أوشاظٌ

(8/115)


الشين والذال والواو ش ذ
وشَذَا كلِّ شيءٍ حَدُّهُ والشَّذاةُ الحِدَّةُ وجَمْعُها شَذَواتٌ وشَذاً وضَرِمَ شَذَاةُ اشْتَدَّ جوعُه والشَّذَى الأَذَى والشّذاةُ ذُبابٌ أَزْرقُ عظيمٌ يَقَعُ على الدّوابّ فَيُؤْذِيها والجمعُ شذاً وقيل هو ذُبابٌ يَعَضُّ الإِبِل وقيل الشَّذا ذبابُ الكَلْبِ وقيل كل ذُبابٍ شَذاً وأشْذَى الرَّجُلُ آذَى ومنه قيل للرَّجُلِ آذَيْتَ وأَشْذَيْتَ والشَّذا كِسَرُ العُودِ الذي يُتَطَيَّبُ بِه والشّذَا شِدّةُ الطّيبةِ قال
(إذَا ما مَشَتْ نادَى بما في ثِيابها ... ذَكِيُّ الشَّذَا وَالْمَنْدَلِيُّ الْمُطَيَّرُ)
والشَّذَا المِسْكُ عن ابنِ جِنِّي وهو الشَذْوُ عن ابنِ الأعرابيِّ وأنشدَ
(إن لكَ الفَضْلَ على صُحْبَتِي ... والمِسْكُ قد يَسْتصْحِبُ الرّامِكَا)

(حتّى يَظَلَّ الشَّذْوُ مِن لَوْنِهِ ... أسْوَدَ مَضْنُوناً بِهِ حَالِكَا)
والشَّذَا الجَرَبُ والشّذاةُ القِطْعَةُ من المِلْحِ والجمعُ شذاً والشّذَا شجرٌ يَنْبُتُ بالسَّراةِ تُتَّخَذُ منه الْمَسَاوِيكُ وله صَمْغٌ والشَّذَا ضربٌ من السُّفُن عن الزَّجَّاجِيِّ
مقلوبه ش وذ
المِشْوَذُ العِمَامةُ أنشد ابنُ الأعرابيِّ
(إذا ما شَدَدْتُ الرَّأْسَ مِنِّي بِمِشْوَذٍ ... فَغَيَّكِ مِنِّي تَغْلِبُ ابْنَية وَائِلِ)
يُريدُ يا غَيّا لَكِ ما أَطْوَلَهُ مِنِّي وقد شَوَّذهُ بهما وجاء في شعْر أُميَّةَ شُوِّذَت الشَّمْسُ قال أبو حَنِيفَةَ أيْ عُمِّمَتْ بالسَّحَاب

(8/116)


الشين والراء والواو ش ر
وشَرَاوَة موضعٌ قريبٌ من تِرْيَمَ دون مَدْيَنَ قال كُثَيِّرُ عَزّةَ
(تَرامَى بِنَا مِنْها بِحَزْنِ شَراوَةٍ ... مُفَوِّزَةً أَيْدٍ إِليكَ وأَرْجُلُ)
وشَرَوْرَى جَبَلٌ كذا حَكَاهُ أبو عُبَيْدٍ وكان قياسُه أن يقول هَضْبَة أو أَرْضٌ لأنّه لم يُنَوِّنْهُ أحدٌ من العَرَبِ ولو كان اسْمَ جَبَلٍ لَنَوَّنَه لأنه لا شيْءَ يَمْنعُهُ من الصَّرْفِ
مقلوبه ش ور
شارَ العَسَلَ يَشُورُهُ شَوْراً وشِيَاراً وشَيَارةً ومشَاراً ومَشَارةُ اسْتَخْرجَهُ من الوَقْبَةِ قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ
(فَقَضَا مَشَارَتَهُ وَحَطَّ كَأَنَّهُ ... حَلَقٌ ولَمْ يَنْشَبْ بما يَتَسَبْسَبُ)
وأشَارَهُ وَاشْتَارَهُ كَشَارَهُ والشَّوْرُ الْعَسَلُ الْمَشُورُ سُمِّيَ بالمصْدَرِ قال ساعِدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ
(فلمّا دَنَا الإِبْرادُ حَطَّ بِشُورَةٍ ... إلى فَضَلاتٍ مُسْتَحِيرٍ جُمُومُها)
والمِشْوارُ ما شَار به والمِشْوَارَةُ والشَّوْرَةُ الموضِعُ الذي يُغْسَلُ فيه النَّحْلُ والشّارَةُ والشُّورَةُ الحُسْنُ والْهَيْئَةُ واللِّبَاسُ وقيل الشُّورَة الهيْئةُ والشَّوْرَةُ بفتح الشّين اللّباسُ حكاه ثَعْلَبٌ والمِشْوارُ الْمَنْظَرُ ورجُلٌ شارٌ صارٌ وشَيِّرٌ صَيِّرٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ وإنه لحَسَنُ الشَّورَةِ والصُّورَةِ والمِشْوار أيضاً المخْبر عند التّجْرِبةِ وإنّما ذلك على التَّشْبِيهِ بالمَنْظَرِ أي أنّه في مخْبَرِهِ مِثْله فِي مَنْظِرِه والشّارَةُ والشَّوْرَةُ السِّمَنُ واسْتَشَارتِ الإِبِلُ لَبِسَتْ سِمَناً وحُسْناً وخَيْلٌ شِيَارٌ سِمَانٌ حِسَان

(8/117)


وأخَذتِ الدَّابَّةُ مِشْوارَها ومَشَارَتَها سَمِنَتْ وَحَسُنَتْ هَيْئَتُهَا قال
(ولا هِيَ إلاَّ أن تُقَرِّبَ وَصْلَها ... عَلاةٌ كِنَازُ اللَّحْمِ ذاتُ مَشَارَةِ)
والمِشْوَارُ ما أبْقتْ من عَلَفِها وقد نَشْوَرَت نِشْواراً إذا أبْقَتْ من عَلَفِهَا بالنُّون عن ثَعْلَبٍ ولا أدْرِي كَيفَ هذا لأنَّ نَفْعَلَتْ بناءٌ لا يُعْرَفُ إلا أنْ يَكُونَ فَعْوَلَتْ فيكونَ من غير هذا البابِ وشَارَها يَشُورُها شَوْراً وشِوَاراً وَشَوَرَّهَا وأَشَارَهَا عن ثعلب قال وهي قليلةٌ كل ذلك رَاضَهَا أو رَكِبَهَا عند العَرْضِ على مُشْتَرِيها وقيل عَرَضها للبَيْعِ وقيل بَلاَهَا يَنْظُرُ ما عِنْدَها وقيل قلَّبها وكذلِكَ الأَمَةُ واشْتارَ الْفَحْلُ النّاقَةَ كَرَفَهَا فَنَظَرَ إِليها أَلاقِحٌ هِيَ أَمْ لا والْمُسْتَشِيرُ الفْحْلٌ الذي يَعْرِفُ الحائلَ من غيرِها قال
(أَفَزَّ عنها كلُّ مُسْتَشِيرِ ... وكُلّ بَكْرٍ داعِرٍ مِئْشِيرِ)
مِئْشِيرٌ مِفْعِيلٌ من الأشَرِ والشَّوار والشِّوارُ والشُّوارِ بالضَّمِّ عن ثَعْلَبٍ مَتَاعُ الْبَيْتِ وشَوَارُ الرَّجُلِ ذَكَرُهُ وخُصْياهُ واسْتُهُ وفي الدُّعاء أبْدَى اللهُ شُوَارَهُ الضَّمُّ لُغَةٌ عَنْ ثَعْلَبٍ وشَوَّرَ به فَعَلَ بِهِ فِعْلاً يُسْتَحيَ مِنْهُ وهو من ذَلِكَ وتَشَوَّرَ هُوَ خَجِلَ حكاها يَعْقُوبُ وثَعْلبٌ قال يَعْقُوبُ ضَرَطَ أَعْرابِيٌّ فَتَشَوَّرَ فأشَارَ بإِبْهَامِهِ نحو اسْتِهِ وقال إِنَّها خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً وكَرِهَهَا بعضُهم وقال لِيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ والْمَشَارَةُ الدَّبْرَة المُقَطِّعَةُ للزّراعةِ والغِرَاسَةِ يجوزُ أن يكونَ من هَذَا الْبَابِ وأن تكونَ من المَشْرَةِ وقد أَنْعَمتُ شَرْحَ تَصْرِيفِ هذه الكلمةِ واشْتِقاقها في الكِتاب المُخَصَّصِ وأَشَارَ إليه وشَوَّرَ أوْمَأَ يكون ذلك بالكَفِّ والعَيْنِ والحاجبِ أنشد ثعلبٌ

(8/118)


(نُسِرُّ الهَوَى إلاَّ إِشَارَةَ حاجبٍ ... هُناكَ وإلا أَنْ تُشِيرَ الأَصابعُ)
والمُشِيرَةُ السَّبَّابَةُ وأَشَارَ عليه بأَمْرِ كذا أمَرهُ به وهي الشُّورَى والمشُورَةُ مَفْعُلَةٌ ولا تكون مَفْعُولَةً وإن جاءت على مِثالِ مَفْعُولٍ وكذلك المَشْوَرَةُ وَشاوَرَهُ مُشَاوَرَةً وشِوَاراً واسْتَشَارَه طَلَبَ منه المَشُورَةَ وَأَشَارَ النَّارَ وأَشَارَ بها وأَشْوَرَ بها وَشَوَّرَ بها رَفَعَهَا
مقلوبه ر ش
والرِّشْوَةُ والرَّشْوَةُ الجُعْلُ والجمعُ رِشاً ورُشاً قال سيبَوَيْهِ من العربِ من تقولُ رِشْوَةً ورُشاً ومنهم من يَقُولُ رُشْوَةٌ ورِشاً والأصلُ رُشَّى وأكثرُ العربِ تقولُ رِشاً وَرَشَاهُ رَشْواً أعطاه الرِّشْوَةَ وَرَاشَاهُ حَابَاهُ وتَرَشَّاهُ لايَنَهُ والرِّشَاءُ الحَبْلُ والجمعُ أَرْشِيَةٌ وإنما حَمَلْناهُ على الواوِ لأنه يُوصَلُ به إلى الماءِ كما يُوصَلُ بالرِّشْوَةِ إلى ما يُطْلَبُ من الأَشِياءِ قال اللِّحيانيُّ ومن كلامِ المُؤَخِّذَاتِ للرّجالِ أَخَذْتُهُ بِدُبَّاءْ مُمَلأ من الماءْ مُعَلَّقٍ بِترْشاءْ قال التِّرْشَاءُ الحَبْلُ لا يُستعملُ هكذا إلا فِي يَدِه الأُخْدَةِ وَأَرْشَى الدَّلْوَ جَعَلَ لها رِشاءً والرِّشَاءُ من منازِلِ القَمَرِ وهو على التشبيهِ بالحَبْلِ وأَرْشِيَةُ الحَنْظلِ واليَقْطِينِ خُيوطُه وقد أَرْشَتِ الشَّجَرَةُ والرَّشَاةُ نَبْتٌ يُشْرَبُ لِلْمَشِيِّ وقال كُراعٌ الرَّشَاةُ عُشْبَة نحوُ القَرْنُوَةِ وجَمْعُها رَشاً وإنما حَمَلَنا الرَّشَى على الواوِ لوُجودِ رَ شَ وَوَعدم رَ شَ يَ
مقلوبه وش ر
وَشَرَ الخَشَبَةَ وَشْراً نَشَرَهَا

(8/119)


والمِيشَارُ ما وَشَرْتَ به وَالوُشْرُ لُغَةٌ في الأُشْرِ
مقلوبه ور ش
الوَارِشُ الدافعُ والوَارِشُ الطُّفْيلِيُّ المُتَشهِّي للطّعامِ وقيل هو الداخلُ على الشُّرْب كالواغِل وقيل الوَارِشُ في الطعام خاصّة والوَاغِلُ في الشَّرابِ والدافعُ في أي شيءٍ وقَعَ في شرابٍ أو طعامٍ أو غيرِه وقيل الوَارِشُ في كُلِّ شيء أيضاً وَرَشَ وَرْشاً وَوُرُوشاً وهو من الشَّهْوةِ إلى الطّعامِ لا يُكْرِمُ نَفْسَهُ وَوَرَشَ مِن الطًّعام شَيْئاً وَرْشاً تَنَاوَلَ والوَرَشَانُ طائرٌ شِبْه الحَمامةِ وجمعُهُ وِرْشَانٌ والوَرَشانُ أيضاً حِمْلاَقُ العَيْنِ الأَعْلَى وَالْوَرَاشَانُ الكَبِيرُ وجَدْناهُ في شَرْحِ شعر الأعْشَى بِخَطِّ يُنْسَبُ إلى ثَعْلَبٍ
الشين واللام والواو ش ل
والشِّلْوُ والشَّلا الجِلْد والجَسَدُ من كل شيءٍ وكلُّ مَسلُوخةٍ أُكِل منها شيءٌ فبَقّيتُها شِلْوٌ وَشَلاً والشِّلْوُ والشَّلا العُضْوُ والجمعُ أشْلاءٌ وأَشْلاءُ اللِّجام حَدائِدُه بلا سُيُورٍ أُرَاهُ على التَّشبيه بالعُضْوِ من اللَّحْمِ قال كُثَيِّرٌ
(رَأَتْنِي كأشْلاءِ اللِّجامِ وبَعْلُها ... من القَوْمِ أَبْزَى مُثْخَنٍ مُتَبَاطِن)
ويُرْوَى وبَعْلُها من المَلْءِ والمُشَلَّى من الرِّجالِ الخفيفُ اللَّحْمِ وبنو فلان أَشْلاءٌ في بَنِي فلانٍ أي بَقَايَا وبقَيتْ له شَلِيَّةٌ من المالِ أي قليلٌ وكلّه من الشِّلْوِ واشْتَلَى الرَّجلُ اسْتَنْقَذَ شِلْوَهُ واسْترْجَعُهُ وفي الحديث اللِّصُ إذا قُطِعَ سَبَقَتْهُ يدُه إلى النّار فإن تابَ اسْتَشْلاها حكاه الهرويُّ في الغَرِيبَيْنِ

(8/120)


مقلوبه ش ول
شَالَتْ النّاقَةُ بِذَنَبِها شَوْلاً وَشَوَلاَناً وأشالَتْهُ رفَعَتْه وناقةٌ شائِلٌ من إِبِلٍ شُؤُلٍ وكذلك شَالَ الذَّنَبُ نَفْسُهُ قال أبو النَّجْمِ
(كأنَّ في أّذنابِهنَّ الشُّوَّلِ ... من عَبَسِ الصَّيْفِ قُرُونَ الأُبَّلِ)
ويُرْوى الشُّيَّلِ والشِّيَّلِ على ما يَطَّرِدُ في هذا النَّحْوِ من بِنَاءَاتِ الْواوِ عند الكِسَائِيِّ رَوَاهُ عنه اللِّحيانيُّ والشّائِلةُ من الإِبِلِ التي أتى عليها من وضْعِها أو حَمْلِها سَبْعَةُ أَشْهرٍ فخَفَّ لَبَنُهَا والجمعُ شَوْلٌ قال الحارثُ بن حِلِّزَةَ
(لا تكْسَعِ الشَّوْلَ بأغْبارِها ... إنّك لا تَدْري مَنِ النّاتِجُ)
وقولُه أنشده سيبَويْه مِنْ لَدُ شَوْلاً فإلَى إِتْلائِها فَسَّر وجْهَ نَصْبِه ودُخُول لَدُ عليها فقال نُصِبَ لأنّه أرادَ زَماناً والشَّوْلُ لا يكونُ زَماناً ولا مكاناً فيجوزُ فيها الجرُّ كقَولِكَ من لَدُ صَلاَةِ العَصْرِ إِلى وقْتِ كَذَا وكقَوْلِكَ من لَدُ الحائِطِ إلى مكان كَذَا فلما أرادَ الزّمان جَعَلَ الشَّوْلَ على شَيْءٍ يَحْسُن أن يكونَ زَماناً إذا عَمِل في الشَّوْلِ ولم يَحْسُن الابتداءُ كما لم يَحْسُنْ ابتداءُ الأَسْماءِ بَعْدَ أن حَتَّى أضْمَرَتَ ما يَحْسُنُ أن يكونَ بعدها عامِلاً في الأسماءِ فكذلك هذا فكأنّك قلتَ مِنْ لَدُ أن كانت شَوْلاً إلى إتْلائِها قال وقد جَرَّهُ قوْمٌ على سَعَةِ الكلامِ وجَعلُوه بمنزلِة الْمَصْدَرِ حين جعلُوه على الحينِ وإنما يريدُ حِينَ كذَا وكذَا وإن لم يكنْ في قُوّةِ المصْدرِ لأنها تَتَصَرَّفُ تَصَرُّفَهَا وأشْوالٌ جمعُ الْجمْعِ وقيلَ الشَّوْلُ من الإِبِلِ التي نَقَضَتْ أَلْبانُها وذلك إذا فُصِلَ وَلَدُها عند طُلوعِ سُهَيلٍ فلا تزالُ شَوْلاً حَتَّى يُرْسَلَ فيها الْفَحْلُ وشَوَّلَ لبنُها نَقَصَ وشَوَّلَتْ هِي خَفّتْ ألْبانُها وقلَّتْ وهي الشَّوْلُ وشَوَّلتِ

(8/121)


الإِبِلِ لحِقَتْ بُطونُها بِظُهُورِها وقال بعضُهم يُقالُ للّتي شَالَتْ بذَنَبِها شَائِلٌ وَلِلّتِي شَالَ لبَنُها شَائِلَةٌ وهو ضِدُّ القياسِ لأنَّ الهاءَ تَثْبُتُ في الَّتي يَشُولُ لبَنُها وَلاَ حَظَّ لِلذَّكَرِ فيه وأُسْقِطَتْ من الّتي يشُولُ ذَنَبُها والذَّكَرُ يَشُول ذَنَبُهُ وإن لم يكنْ من مَذْهَبِ سِيبَوَيْه وكلُّ ما ارْتَفَعَ شائِلٌ وشالَ المِيزانُ ارْتَفَعَتْ إحْدَى كفَّتَيْهِ وشَالتِ الْعَقْرَبُ بِذَنَبِها رَفَعَتْهُ وشَوْلَةُ وشَوَّالَةُ العَقْربُ اسمُ عَلَمٍ لها وشَوْلَةُ العَقْربِ ما شالَ من ذَنَبِها والشَّوْلَةُ من منازِلِ القَمرِ في الْعَقْربِ وأشال الْحجَرَ وشَالَ به وشَاوَلَهُ رَفَعَهُ والمِشْوَالُ حَجَرٌ يُشَالُ عن اللّحيانيِّ والشَّوْلُ الخَفِيفُ وشاولَه وشاوَل به دَافَعَ قال
(فَشَاوِلْ بِقَيْسٍ في الطِّعانِ ولا تكُنْ ... أخاها إذَا ما المَشْرَفِيَّةُ سُلَّتِ)
والشَّوْلُ الخَفِيفُ وشالتْ نعامَتُهُ خَفّ وغَضِبَ ثم سَكَنَ وشالتْ نَعَامَةُ القَوْمِ خَفّتْ مَنازِلُهُمْ مِنْهُمُ والشَّوْلُ بقيَّةُ الماءِ في السِّقَاءِ والدَّلْوِ وقيل هو القليلُ يكونُ فِي أسْفَلِ القرْبَةِ وفي الْمثلِ ما ضَرَّ ناباً شَوْلُهَا الْمُعَلَّقُ يُضْرَبُ في ذلك للذي يأخذُ بالحَزْمِ وأنْ يتزوَّد وإن كان يصيرُ إلى زَادٍ والجَمْعُ أشْوالٌ قال الأعْشَى
(حتّى إذا لَمَعَ الدَّلِيلُ بِثَوْبِه ... سُقِيَتْ وَصَبَّ رُوَاتُها أَشْوَالَهَا)
وَشَوَّل في القِرْبة أبقى فيها شَوْلاً وشوَّلَ الماءُ قلَّ والشُّوَيْلاءُ نبتٌ من نَجِيلِ السِّبَاخِ قال أبو حنيفَةَ هي من الْعُشْبِ ومَنَابِتُها السَّهْلُ وهي معْروفَةٌ يُتَدَاوَى بها قال ولم يَحْضُرْنِي صِفَتُها والشُّويْلاء أيضاً موضِعٌ والشَّوِيلَةُ والشُّوَلاءُ الأولى على فَعِيلَةٍ مثل كَرِيمةٍ والثانية على فُعَلاءَ مثل رُحَضَاءَ موْضعانِ وشَوَّالٌ من أسماء الشُّهورِ مَعْروفٌ قيل سُمِّيَ بتَشْوِيلِ ألبانِ الإِبِلِ وهو تولّيه وإدْبارُه وكذلك حالُ الإِبِلِ في اشْتِدادِ الحرِّ وانْقِطاعِ الرُّطْبِ وقال الْفَرَّاءُ سُمِّيَ بذلك لِشَولانِ النّاقةِ فِيهِ بِذَنَبَها والجمْعُ شَوَائِيلُ على القياسِ وشوائِل على طَرْحِ الزّائِدِ وشَوَّالاتٌ

(8/122)


والأشْوَلُ رَجُلٌ قال ابنُ الأعرابي هو أَبُو سَمَاعةَ بنُ الأَشْوَلِ النَّعَامِيُّ هذا الشاعر المعروف يعني بالشّاعِرِ المعروفِ سَمَاعَةَ وشَوَّالُ اسم رَجُلٍ وهو شَوَّالُ بنُ نُعِيْمٍ وشَوْلَةُ فَرَسُ زَيْدِ الْفَوارِسِ الضَّبِّيِّ
مقلوبه وش ل
الْوَشَلُ الماءُ الْقليلُ يَتَحَلَّبُ من جَبَلٍ أو صَخْرَةٍ يَقْطُرُ منه قَلِيلاً قليلاً لا يَتَّصِلُ قَطْرُه وقيل لا يكون ذلك إلا من أَعْلى الْجَبَلِ وقيل هو ماءٌ يَخْرُجُ من بين الصُّخُورِ قليلاً قليلاً والجمع أَوْشَالٌ وَوَشَلَ وَشْلاً وَوَشَلاناً سَالَ أَوْ قَطَرَ وَجَبَلٌ وَاشِلٌ لا يزالُ يَتَحَلَّبُ منه الماءُ وقدْ قِيلَ الْوشَلُ الماءُ الكَثِيرُ فهو على هذا من الأَضْدادِ وَنَاقَةٌ وَشُولٌ دائمةٌ على مَحْلَبِهَا عن ابنِ الأعرابيِّ وكذلك الْوَشَلُ من الدَّمْع يكون القليلَ والكثيرَ وبالكثير فَسَّرَ بعضُهم قَوْلَه
(إن الّذِين عَدَوْا بِلُبِّكَ غادَرُوا ... وَشَلاَ بِعَيْنِكَ ما يَزَالُ مَعِينَا)
والأوشَالُ مِياهٌ تسيلُ من أعراضِ الجِبالِ فَتَجْتَمِعُ ثُمَّ تُسَاقُ إلى الْمَزَارِعِ رواه أبو حنيفةَ وأَوْشَلَ حظَّه أَقَلَّهُ وأَخَسَّهُ أنشد ابنُ جِنِّي لبعضِ الرُّجّازِ
(وَحُسَّدٍ أوشَلْتُ من حِظَاظِهَا ... على أحاسِي الغَيْظِ واكْتِظاظِها)
وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ
(ألْقَتْ إلِيهِ على جَهْدٍ كَلاكِلَها ... سَعْدُ بْنُ بَكْرٍ ومِنْ عُثْمانَ مَنْ وَشَلا)
فسَّرَهُ فقال وَشَلَ احْتَاجَ وَضَعُفَ وافْتَقَرَ

(8/123)


والْوَشَلُ موضعٌ قال
(اقْرأْ على الوَشَلِ السَّلامَ وقُلْ له ... كُلُّ الْمَشَارِبِ مُذْ هُجِرْتَ ذَمِيمُ)
والْمواشِلُ مَوَاضِعُ معْروفَةٌ من اليَمامَةِ قال ابن دُرَيْدٍ ما أدْرِي ما حَقِيقَتُه
الشين والنون والواو ش ن
وشَنُوَّةُ لُغَةٌ في شَنُوءَةٍ والنَّسَبُ إِليه شَنَوِيٌّ ولهذا قضَيْنا نحن أنّ قلْبَ الهَمزَةِ واواً في شَنُوّة من قَوْلِهم أَزْدُ شَنُوَّة بَدَلٌ لا قياسٌ لأنّه لو كان تَخْفِيفاً قياسِياً لَمْ تَثْبُتْ في النَّسبِ واواً فإن جَعَلْتَ تَخْفيفَ شَنُوَّة قياسياً قُلْتَ في النَّسَبِ إِليه شَنَئِيٌّ على مثالِ شَنَعِيٍّ لأنّك كأنَّك إنّما نَسَبْتَ إلى شَنُوءة فتَفَطَّنْ إن يُسِّرَ لك ذَلِكَ ولولا اعتقادُنا أنّه بَدَلٌ لما أَفْرَدْنا له باباً وَلَوَسِعَهُ بابُ الشينِ والنّونِ والهمزةِ وحكَى اللّحيانيُّ رَجُلٌ مَشْنِيٌّ وَمَشْنُوٌّ أي مُبْغَضٌ لُغَةٌ في مَشْنُوءٍ وأَنْشَدَ
(أَلاَ يا غُرابَ الْبَيْنِ مِمَّ تَصِيحُ ... فَصَوْتُكَ مَشْنُوٌّ إِليَّ قَبِيحُ)
فَمَشْنِيٌّ يدلُّ على أنه لم يُرِدْ في مَشْنُوٍّ الهمْزَ بل قد أَلْحَقَهُ بمرْضُوٍّ ومَدْعُوٍّ ومَدْعِيٍّ
مقلوبه ن ش
والنَّشَا مقصورٌ نَسِيمُ الرِّيحِ الطَّيِّبَةِ والنَّشَا مقصورٌ شَيْءٌ يُعْمَلُ به الْفَالُوذَجُ فَارِسيٌّ يُقالُ له النَّشاسْتَجُ سُمِّيَ بذلك لِخُمُومِ رَائِحتِهِ ونَشِيَ الرَّجُلُ من الشَّراب نَشْواً وَنَشْوَةً ونِشْوةً ونُشْوَةً الكَسْرُ عن اللّحيانيّ وتَنَشَّى وانْتَشَى كلُّه سَكِرَ أنشد ابنُ الأعرابيِّ
(إني نَشِيتُ فما أسْطِيعُ من قَلَبٍ ... حتى أُشَقِّقَ أثْوابي وأَبْرَادِي)
ورجُلٌ نشْوانٌ ونَشْيانٌ على الْمُعَاقَبَةِ والأُنْثَى نَشْوَى وجَمْعُهَا نَشَاوَى كَسَكَارَى قال زهيرٌ
(وقد أَغْدُوا على ثُبَةٍ كِرَامٍ ... نَشَاوَى واجِدِينَ لما نَشَاءُ)

(8/124)


والنَّشْوَةُ الخبرُ أَوَّلُ ما يَرِدُ ورجُلٌ نَشْيَانٌ بَيِّنُ النِّشْوَةِ يَتَخَبَّرُ الأَخْبارَ أَوَّلَ وُرُودِهَا وهذا على الشُّذُوذِ إنّما حُكْمُه نَشْوانُ ولكنّه من باب جَبَوْتُ المالَ جِبَايَةً ونَشَوْتُ في بَنِي فلانٍ رُبّيتُ نَادِرٌ وهو محوّلٌ من نَشَأْتُ وبِعَكْسِهِ هو يَسْتَنْشِئُ الرّيحَ حَوَلُوها إلى الْهَمْزَةِ وحكى قُطْربٌ نَشَا يَنْشُو لُغَةٌ في نَشَأَ يَنْشَأْ وليس عنده على التَّحْويلِ والتَّنشاة الشجرةُ اليابسةُ إمّا أن يكون على التَّحويلِ وإما أن يكون على ما حكاه قُطْرُبٌ قال الهُذَلِيُّ
(تَدَلًّى عليه من بَشَامٍ وأَيْكةٍ ... نَشَاةُ فُرُوعٍ من مُرْثَعِنِّ الذَّوَائِبِ)
والجمعُ نَشاً والنَّشْوُ اسمٌ للجَمْعِ أنشدَ
(كأنّ على أكْتافِهِم نَشْوَ غَرْقَدٍ ... وقد جاوَزوا تَيَّانَ كَالنَّبَطِ الغُلْفِ)

مقلوبه وش ن
الْوَشَنُ ما ارْتَفَعَ من الأَرْضِ وبَعِيرٌ وَشْنٌ غليظٌ والأَوْشَنُ الَّذي يُزَيَّنُ الرّجلَ وَيَقْعُدُ معه على مائِدَتِهِ يأكلُ طَعَامَهُ والْوُشْنانُ لُغَةٌ في الأُشْنَان وهو من الحَمْضِ وزعَمَ يعقوبُ أن وُشْناناً وأُشْناناً على الْبَدَل
مقلوبه ن وش
نَاشَهُ بِيَدِه يَنُوشُهُ نَوْشاً تَنَاوَلَهُ قال دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ
(فجِئْتُ إليه والرِّماحُ تَنُوشُهُ ... كَوَقْعِ الصَّيَاصِي في النّسِيجِ الْمُمَدَّدِ)
وتَنَاوَشَهَ كَنَاشَهُ وفي التنزيلِ {وأنى لهم التناوش من مكان بعيد} سبأ 52 أي فكيفَ لهم أن يَتَنَاوَلُوا مَا بَعُدَ عنهم من الإِيمانِ وامْتَنَعَ بعد أن كان مَبْذُولاً لهم مَقْبُولاً مِنْهُمْ وقال ثَعلبٌ التّناوُشُ بِلاَ هَمْزٍ الأَخْذُ مِنْ قُرْبٍ والتَّنَاؤُشُ بِالْهمزِ من بُعْدٍ وقد تَقدَّم وقال أبُو حَنِيفَةَ التَّنَاوُشُ بالواوِ من قُرْبٍ وفي التنزيل {وأنى لهم التناوش من مكان بعيد} ونُشْتُ مِنَ الطَّعَامِ شَيْئاً أَصَبْتُ

(8/125)


وَنَاشَتِ الظَّبْيَةُ الأَراكَ تناولَتْه قال أبو ذُؤَيب
(فمَا أمُّ خِشْفٍ بالعَلاَيَةِ شادِنٍ ... تَنُوشُ الْبَرِيرَ حَيْثُ طَابَ اهْتِصَارُهُا)
والناقةُ تَنُوشُ الحْوضَ بِفِيها كذلك قال
(وهي تَنُوش الْحَوْضَ نَوْشاً مِنْ عَلا ... )
وانْتَاشَتْه فيهما كَنَاشَتْهُ ونُشْتُ الرَّجُلَ نَوْشاً أَنَلْتُه خَيراً أو شَرّاً ونُشْتُ الشَّيْءَ نَوْشاً طَلَبْتُهُ وانْتَشْتُ الشيءَ اسْتَخْرَجْتُهُ قال
(وانتاش عائِنَهُ من أهْلِ ذِي قَارِ ... )
ونَاوَشَ الشَّيءَ خَالَطَهُ عن ابن الأعرابيِّ وبه فُسِّرَ قولُ أبي الْعَارِمِ وذكَرَ غَيْثاً فقال فما زِلْنا كذلك حَتَّى لَنَاوَشْنَا الدَّوَّ أي خالَطْناهُ
مقلوبه ون ش
الْوَنْشُ الرّديء من الكَلاَمِ
الشين والفاء والواو ش ف
وشَفَتِ الشَّمْسُ تَشْفُو قَارَبَتِ الْغُرُوبَ وقد تقدّم ذلك في الياءِ لأن الكَلِمَةَ يائِيَّةٌ وَاويَّةٌ وشَفَا الهِلالُ طَلَع وشَفَا الشَّخْصُ ظَهَرَ هاتانِ عن الجوهريِّ والشَّفَا حرف الشَّيْءِ حكى الزّجّاج في تَثْنِيَتِهِ شَفَوَانِ
مقلوبه ش وف
شافَ الشَّيءَ شَوْفاً أَجْلاهُ قال عَنترةُ
(ولقد شَرِبْتُ مِنَ الْمُدَامَةِ بَعْدَما ... رَكَدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ)

(8/126)


يعني الدّينارَ الْمَجْلُوَّ والْمَشُوفُ من الإِبِلِ الْمَطْلِيُّ بِالْقَطْرَان لأن الهِنَاءَ تشوفُه أي تَجْلُوهُ قال أبو عُبَيْدٍ الْمَشُوفُ الهائجُ ولا أَدْرِي كيف يكونُ الفاعلُ عبارةً عن المَفْعُولِ وقولُ لبيدٍ
(مِثْلِ المَشُوفِ هَنَأْتُهُ بِعَصيمِ ... )
يحتملُ الْمَعْنَيَيْنِ وَقَدْ رُوِيَ الْمَشُوف والْمَشُوفَةُ من النِّسَاءِ التي تُظْهِرُ نَفْسَهَا لِيَرَاهَا النّاسُ عن أبي عليٍّ وتَشَوَّفَتِ الْمَرأَةُ تَزَيَّنَتْ وَتَشَوَّف الشَّيءُ وَأَشَافَ ارْتَفَعَ وأشافَ على الشّيْءِ أَشْرَفَ قال طُفَيْلٌ
(مُشِيفٌ على إحْدَى اثْنَتَيْنِ بنَفْسِهِ ... فَوَيْتَ العَوالِي بين أسْرٍ ومَقْتَلِ)
وتُمَثَّلَ المُخْتارُ لما أُحِيطَ به بهذا البَيْتِ
(إمَّا مُشِيفٌ على مَجْدٍ ومَكْرُمَةٍ ... وأُسْوَةٌ لك فِيمَنْ يَهْلِكُ الوَرَقُ)
والشَّيفَةُ الطّليعَةُ قال قيْسُ بن عَيْزارةَ
(وَرَدْنَا الفُضَاضَ قَبْلَنا شَيِّفَاتُنَا ... بأرْعَنَ يَنْفِي الطّيْرَ عن كُلِّ مَوْقِعِ)
واشتاف الفَرَسُ والظَّبيُ وتَشوّفَ نَصَبَ عُنُقَه وجَعَلَ ينظرُ قال كثيّرُ عزّةَ
(تَشَوَّفَ من صوْتِ الصَّدَى كُلّما دَعَا ... تَشَوُّفَ جَيْداءِ الْمُقَلِّدِ مُغْيِبِ)

مقلوبه ف ش
وفَشَا خَيْرُهُ فَشْواً وَفُشوّا وفُشِيّا انْتَشَرَ كذلك فَشَا فَضْلُهُ وَعُرْفُهُ وَأَفْشَاهُ هو قال
(إِنَّ ابْنَ زَيْدٍ لاَ زَالَ مُسْتَعْمَلاً ... بِالْخَيْرِ يُفْشِي فِي مِصْرِهِ الْعُرُفَا)

(8/127)


والْفَوَاشِي كُلُّ شَيْءٍ مُنْتَشِرٍ كالغَنَمِ السَّائمة والإِبِلِ وغيرِها واحدتها فَاشِيَةٌ وحكاها اللحيانيُّ إني لأحفَظُ فلاناً في فاشِيَتِه وهو ما انْتَشَرَ من مالِه من ماشيةٍ وغيرِها والفَشَاء مَمْدُود تَناسلُ المالِ وكَثْرُته سُمَّى بذلك لكَثْرتِه حينئذٍ وانْتِشارِه وقد أَفْشَى القَوْمُ وتَفَشَّتِ القَرْحَةُ اتّسعتْ وأَرِضَتْ وتَفَشَّاهُمُ المرضُ وتَفَشّا بهم انْتشَر فيهم قال وإذا نِمْتَ من اللَّيْلِ نَوْمَةً ثم قُمْتَ فتلكَ الفَاشِيَةُ
مقلوبه وف ش
بها أَوْفَاشٌ من الناسِ وهُمُ السُّقَاطُ واحِدُهم وَفْشٌ وقد يُقال أوقاسٌ بالقافِ والسينِ غير المُعْجمةِ
الشين والباء والواو ش ب
وشَباةُ كل شيءٍ حَدُّه والجمعُ شَبَواتٌ وشَبَا النَّعْلِ جَانِبَا أَسَلَتِها والشَبَاةُ العَقْرَبُ حين تَلِدُها أُمُّها وقيل هي العَقْربُ الصفْراءُ ويقال لها شَبْوَةُ مَعْرِفةٌ وقيل شَبْوَةُ هي العَقْربُ ما كانتْ قال
(قد جَعَلَتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ ... تكسو استها لَحْماً وتَقْشَعِرُّ)
وجارية شَبْوَةٌ جريئةٌ كثيرةُ الحركةِ فاحشةٌ وأَشْبَى الرَّجُلُ وُلِدَ له وَلَدٌ كيِّسٌ ذَكِيٌّ قال أبو هَرَمَةَ
(هُمُ نَبَتَوْا فَرْعاً بكُلِّ شَرَارَةٍ ... حَرَامٍ فأَشْبَى فَرْعُها وأُرُومُها)
ورَجُلٌ مُشْبىً إذا وُلِدَ له وَلَدٌ ذَكِيٌّ كذلك رواه ابنُ الأعرابيِّ مُشْبىً على صِيغةِ اسمِ المَفْعولِ ورَدَّ ذلك ثعلبٌ وقال إنما هو مُشْبٍ وهو القياسُ والمَعْلومُ

(8/128)


وامرأة مُشْبِيَةٌ على بَنِيها كمُشْبِلَةٍ والمُشْبَا المُكْرَمُ عن ابن الأعرابيِّ والإِشْبَاءُ الدَّفْعُ وأَشْبَى الشَّجرُ طالَ والْتَفَّ من النّعمةِ والغضُوضةِ والشَبَا الطُّحْلُبُ يَمَانِيَةٌ وشَبْوَةُ موضعٌ قال بِشْرُ بن أبي خَازِمٍ
(أَلا ظَعَنَ الخَلِيطِ غَداةَ رِيعُوا ... بِشَبْوَةَ والمَطِيُّ بها خُضُوعُ)
والشَّبا وادٍ من أوديةِ المدينةِ فيه عَيْنٌ لبَنِي جَعْفَرِ بنِ إبراهيمَ مِنْ بَنِي جَعْفَرِ بنِ أبي طالبٍ وإنما جعلنا هذه الحروفَ الأخيرةَ على الواو لوُجُودِنا ش ب ووعَدمِنا ش ب ي
مقلوبه ش وب
شابَ الشيءَ شَوْباً خَلَطَه واشْتابَ هو وانْشابَ اخْتلَطَ قال أبو زُبَيْدٍ الطًّائِيُّ
(جادَتْ مَناصِبَهُ شَفَّانُ غادِيةٍ ... بِسُكَّرٍ ورَحِيقٍ شِيبَ فاشْتَابَا)
ويُروى فانْشابَا وهو أَذْهَبُ في بابِ المُطاوعةِ والشوْبُ والشِّيابُ الخَلْطُ قال أبو ذُؤَيبٍ
(فأَطْيِبْ بِرَاحِ الشامِ جاءت سَبِيئةً ... مُعَتَّقَةً صِرْفاً وتلك شِيَابُها)
والرِّوايةُ المَعْروفةُ
(فأطْيِبْ بِرَاحِ الشامِ صِرْفاً وهذه ... مُعَتَّقَةٌ صَهْبَاءُ وَهْيَ شِيَابُها)
هكذا أنشده أبو حنيفةَ وقد خَلّطَ في الرِّوايةِ وسقاه الذَوْبَ بالشَوْبِ الذَّوْبُ العَسَلُ والشَّوْبُ ما شُبْتَه به من ماءٍ أو لَبَنٍ وحكى ابنُ الأعرابيِّ ما عندِي شَوْبٌ ولا رَوْبٌ فالشَّوْبُ العَسَلُ المُشَوَّبُ والرَّوْبُ اللَّبنُ الرايبُ وقيل الشَّوْبُ العَسَلً والرَّوْبُ اللَّبَنُ من غيرِ أن يُحَدَّا وقالوا لا شَوبَ ولا رَوْبَ في البَيْعِ والشِّراءِ تقول ذلك في السِّلْعةِ تَبِيعُها أي إني بَرِيءٌ من عَيْبها

(8/129)


واستعملَ بعضُ النّحوِيِّينَ الشَّوْبَ في الحَرَكاتِ فقال أما الفَتْحَةُ المَشُوبةُ بالكَسْرةِ فالفَتْحَةُ التي قَبْلَ الإِمالةِ نحو فَتْحةِ عَيْنِ عابدٍ وعارفٍ قال وذلك أن الإِمالَة إنما هي تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نحو الكَسْرةِ فَتُحِيلَ الألِفَ نحوَ الباءِ لضَرْبٍ من تَجانُسِ الصَّوْتِ فكما أن الحركةَ ليست بفَتْحةٍ مَحْضةٍ كذلك الأَلِفُ التي بعدَها ليست أَلِفاً مَحْضةً وهذا هو القياسُ لأنّ الألفَ تابعةٌ للفَتْحةِ فكما أنّ الفتحةَ مَشُوبةٌ فكذلك الأَلِفُ اللَّاحقةُ لها والشَّوْب القِطْعةُ من العَجِينِ والمُشَاوَبُ بضَمِّ الميمِ وفتحِ الواوِ غلافُ القارورةِ لأن فيه ألواناً مُخْتلِفةً وباتتِ المرأةُ بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ وقِيلَ إنّ الهِداء فيها مُعاقَبَةٌ وإنما هو من الواوِ لأن ماءَ الرَّجُلِ خالَطَ ماءَ المرأةِ وشَيْبانُ قبيلةٌ قيل ياؤُهُ بَدَلٌ من الواوِ لِقَولِهم الشَّوابِنَةُ وشَابَةُ موضعٌ وقد تقدّم في الياء لأن هذه الألفَ تكونُ مُنْقلِبةً عن ياءٍ وعن واوٍ لأنَّ في الكلام ش وب وش ي ب ولو جهلنا انْقِلابَ هذه الألفِ لَحَملْناها على الواوِ لأنًّ الألفَ هنا عَيْنٌ وانْقِلاب الأَلفِ إذا كانت عَيْناً عن الواوِ أكْثَرُ من انْقِلابها عن الياءِ قال
(وضَرْبَ الجَماجِم ضَرْبَ الأَصَمْمِ ... حَنْظَلُ شَابَةَ يَجْنِي هَبِيدَا)

مقلوبه وش ب
الأوْشابُ الأَخلاطُ من الناسِ واحِدُهم وِشْبٌ وثمرةٌ وَشْبَةٌ غَلِيظةُ اللِّحا يَمانِيَةٌ
مقلوبه ب وش
البَوْشُ والبُوش جَماعةُ القَوْمِ لا يكونونَ إلا من قبائلَ شَتَّى ورَجُلٌ بَوْشِيٌّ كثير البَوْشِ قال أبو ذُؤَيبٍ
(وأَشْعَثَ بَوْشِيّ شَفَيْنَا أُحَاحهُ ... غَدَاتَئِذٍ ذِي جَرْدَةٍ مُتَمَاحِلِ)
وجاء من الناسِ الهَوْشُ والبَوْشُ أي الكَثْرةُ عن أبي زَيْدٍ وبَوَّشَ القومُ كَثُروا

(8/130)


واخْتَلطُوا وتَرَكَهُم هَوْشاً بَوْشاً أي مُخْتَلَطِينَ ورَجُلٌ بَوْشِيٌّ كثير البَوْشِ قال أبو ذُؤَيبٍ ودَهْمَائِهم ورُوِيَ بيتُ ابي ذُؤَيْبٍ وأَشْعَثَ بُوشِيٍّ بالضَّمِّ وقد تَقدًّم
مقلوبه وب ش
الوَبَشُ والوَبْشُ البَياضُ الذي يكون على أَظْفارِ الأَحداثِ ووَبَّشَتْ أظفارُه صار فيها ذلك الوَبْشُ وَأوباشُ الناسِ الضُّرُوبُ المُتَفَرِّقُونَ ومنها أوْباشٌ من الشَّجَرِ والنّباتِ وهي الضُّروبُ المُتَفَرِّقَةُ وبَنُو وَبْش وبَنُو وابِشِيٍّ بَطْنانِ قال الرّاعِي
(بَنُو وابِشِيٍّ قد هَوِينا جِمَاعَكُمْ ... وما جَمَعَتْنا نِيَّةٌ قَبْلَها مَعَا)

الشين والميم والواو ش وم
بنو شَيْمٍ بَطْنٌ
مقلوبه م ش
والمَشْو والمَشُوُّ الدَّواءُ المُسْهِلُ قال شَرِبتُ مَشْواً طَعمُهُ كالشَّرْيِ قال ابنُ دُرَيْدٍ والمَشْيُ خَطأٌ وكذا حكاه أبو عُبَيْدٍ والواوُ عِنْدي في المَشُوِّ معاقَبة فبابُه الياء
مقلوبه وش م
الوَشْم ما تَجْعله المرأةُ على ذراعِها ثم تَحشُوه بالنَّؤُرِ وهو دُخَانُ الشَّحْمِ جمعُه وُشُومٌ ووِشَامٌ قال لبيدٌ
(كِفَفٌ تَعَرَّضَ فوقَهُنَ وِشامُها ... )
ويُرْوَى تُعَرَّضُ

(8/131)


وقد وَشَمَتْ ذراعَها وَشَماً ووَشَّمَتْه وكذلك الثَّغرُ أنشد ثعلبٌ
(ذَكَرْتُ من فاطمةَ التَبَسُّما ... )

(غداة تَجْلُو واضحاً مُوشَّمَا ... )
عَذْباً لها تُجْرِي عليه البُرْشُما ... )
ويروي عَذْبَ اللُّهَىْ والبُرْشُمُ البُرقعُ واستَوْشَمَتِ المرأةُ أرادت الوَشْمَ أو طَلَبَتْه وفي الحديث لُعِنتِ الواشمةُ والْمُسْتَوْشِمةُ ووُشُومُ الظَّبْيَةِ والمَهاةِ خُطوطٌ في الذِّراعينِ وقال النابغةُ
(أو ذُو وُشُومٍ بِحَوْضَى ... )
وفي الحديثِ أن دَاودَ عليه السلامُ وَشَمَ خَطِيتَه في كَفِّه فما رَفَعَ إلى فِيهِ طعاماً ولا شراباً حتى بَشَرَهُ بدُموعِه مَعناهُ نَقَشَها في كَفِّه نَقْشَ الوَشْمِ والوَشْمُ الشيءُ تراهُ من النباتِ في أَوَّل ما يَنْبُتُ وأَوْشَمَتِ الأرضُ إذا رأيتَ فيها شيئاً من النباتِ وأوشمتِ السماءُ بدا منها بَرْقٌ قال
(حتى إذا ما أَوْشَمَ الرَّواعِدُ ... )
وأوشمت المرأةُ بدا ثَدْيُها يَنْتأُ كما يُوشِمُ البَرْقُ وأَوْشَمَ فيه الشَّيْبُ كَثُر وانْتَشم عن ابنِ الأعرابيِّ وأوْشَمَ الكَرْمُ ابتدأ يُلَوِّنُ عن أبي حنيفةَ وقال مرّةً أوْشَمَ تمَّ نُضْجُهُ وقولُه
(أَقُولُ وفي الأكفانِ أَبيضُ ماجِدٌ ... كَغُصْنِ الأَرَاكِ وَجْهُهُ حينَ وَشَّما)
يُرْوَى وَشَّمَ ووَشَمَ فوشّمَ حَسَنٌ وما عَصاهُ وَشْمةً أي طَرْفةَ عَيْنٍ

(8/132)


والوَشْمُ موضعٌ أنشد ابنُ الأعرابيِّ
(رَدَدْتُهُمُ بالوَشْمِ تَدْمَى لِثَاتُهم ... على شُعَبٍ الأَكْوارِ مِيلَ العَمائِمِ)
أي انصرفُوا خَزايا مائِلةً أَعناقُهم فعمائِمُهم قد مالتْ وقال تَدْمَى لِثَاتُهم مِنَ الحرصِ كما يقولُون جاءنا تَضِبُّ لِثاتُه وَوَشْمٌ والوُشُومُ مواضعُ والوَشْمُ في قولِ جريرٍ
(عَفَتْ قَرْقَرَى والوَشْمُ حتى تَنَكَّرَتْ ... أوارِيُّها والخيلُ مِيلُ الدَّعائمِ)
زعم أبو عثمانَ عن الحِرْمَازِيِّ أنه ثَمانونَ قَرْيةً
انقضى الثلاثي المعتل

باب الثلاثي اللفيف

الشين والياء والهمزة ش ي أ
شِئتُ الشيءَ أشاؤُه شَيْئاً ومَشِيئةً ومَشَاءَةً وما شاء الله أَرَدْتُه والاسمُ الشِّيئَة عن اللحيانيِّ والشيءُ مَعْلومٌ قال سيبَوَيْهِ حين أراد أن يجعل المذكَّرَ أصلا للمُؤَنثِ ألا ترى أن الشيءَ مذكرٌ وهو يقع على كلِّ ما أُخْبِرَ عنه فأما ما حكاهُ سيبويه أيضا من قول العربِ ما أَغْفَلَهُ عنك شيئاً فإنه فسّره بقولِه أي دَعِ الشّكَّ عنكَ وهذا غير مُقْنِعٍ قال ابنُ جِنِّي ولا يجوزُ أن يكون شيئاً هاهنا منصوباً على المصدرِ حتى كأنه قال ما أَغْفَلَهُ عنك غُفولاً ونحو ذلك لأن فعلَ التَّعجُّبِ قد اسْتَغْنَى بما حَصَلَ فيه من معنى المبالغةِ عن أن يُؤَكَّد بالمصدرِ وأما قولُهم هو أَحْسَنُ منك شَيْئاً فإنّ شيئاً هنا منصوبٌ على تقديرِ بشيءٍ فلما حَذَفَ حرفَ الجرِّ أَوْصلَ إليه ما قبلَه وذلك أن معنى هو أَفْعَلُ منه في المبالغةِ كمَعْنَى ما أَفْعَلَه فكما لم يَجُزْ ما أَقْومَه قِيَاماً كذلك لم يَجُزْ هو أقومُ مِنْهُ قِياماً

(8/133)


والجمع أشياءُ وأشياواتٌ وأَشَاواتٌ وأَشايا وأشَاوَى من بابِ جَبَيْتُ الخَراجَ جِبَاوةً وقال اللحيانيُّ وبعضُهم يقول في جَمْعِها أَشْيَاياً وأَشَاوِهَ وحَكَى أن شيخاً أنشده في مجلسِ الكسائيِّ عن بعض الأعرابِ
(وذلك مَا أُوصِيكِ يا أُمَّ مَعْمَرٍ ... وبَعْضُ الوَصَايا في أَشَاوِه تَنْفَعِ)
قال وزَعَمَ الشيخُ أن الأعرابيَّ قال أريدُ شَايَا وهذا من أشَذّ الجمعِ لأنه لا هاءَ في أشياءَ فتكون في أشاوِهَ وأشْياءُ لَفْعَاءُ عند الخليلِ وسيبَوَيْه وعند أبي الحسنِ أفْعِلاءُ وقد أَبَنْتُها بغاية الشرحِ في الكتابِ المُخَصّص والمُشَيَّأُ المختلفُ الخَلْقِ المخَبَّلُه قال
(فَطَيِّئٌ مَا طَيِّئٌ ما طَيِّئُ ... شَيَّأَهُم إِذْ خَلَقَ المُشَيِّئُ)
وياشئَ كلمةٌ يُتَعَجَّبُ بها قال
(ياشئَ مَالِيَ من يُعَمِّرْ يُفْنِهِ ... مَرُّ الزَّمانِ عليه والتقلب)
وقيلَ معناه التأسُّفُ على الشيءِ وقال اللحيانيُّ معناه يا عَجَبِي وما في موضعِ رَفْعٍ
مقلوبه ش أي
شَأَيْتُ القَوْمَ شأياً سَبَقْتُهم وشَاءَنِي الشيءُ شأياً حَزَنَني وشَاقَنِي قال عَدِيُّ بن زَيْدٍ
(لم أُغْمّضْ لَهُ وشأيي بِه ما ... ذَاكَ أَنِّي بِصَوْبِهِ مَسْرُورُ)
وشيءٌ مُتَشَاءٍ مختلِفٌ وقوله أنشده ثَعلبٌ
(لَعَمْرِي لَقَدْ أَبْقَتْ وَقِيعَةُ رَاهِطِ ... لِمَرْوَانَ صَدْعاً بَيِّناً مُتَشَائِيا)

(8/134)


لم يُفَسِّرْه واشْتَأَى اسْتَمَعَ
مقلوبه أش ي
أشَى الكلامَ أَشْياً اخْتلقَهُ وأشِيَ إليه أَشْياً اضْطرُّ والأشاءُ صغارُ النَّخْلِ وقيل النَّخْلُ عامَةً واحدتهُ أَشَاءَةٌ وذهب بعضُهم إلى أنه من بابِ أَجَأَ وهو الأَشَاءَيْنِ مذهب سيبويه ووادي الأَشَاءَيْنِ موضعٌ وأنشد ابنُ الأعرابيِّ
(لِتَجْرِ المَنِيّةُ بعد امرئٍ ... بِوَادِي أَشَاءَينِ أوْبِالَهَا)
ووادي أُشَيّ موضعٌ قال
(يا حبَّذَا حين تُمْسِي الرِّيحُ باردةً ... وادِي أشَيٍّ وفِتْيَانٌ به هُضُمُ)
ويقال لها أيضا الأَشَاءَةُ قال أيضا فيها
(عن الأَشَاءَةِ هل زالت مَخَارِمُها ... وهل تَغَيَّرَ من آرَامِها أَرِمُ)
وإشَاء جَبَلٌ قال الراعي
(وسَاقَ النِّعَاجَ الخُنْسَ بَيْنِي وبَيْنَها ... بِرَعْنِ إشاءٍ كلُّ ذِي جُدَدٍ قَهْد)

الشين والهمزة والواو ش أ
والشَأْوُ الطَلَقُ والشَّوْطُ شَأَوْتُ القومَ شَأْواً سَبَقْتُهُم وشَآنِي الشيءُ شَأواً أعْجَبَنِي وقيل حَزَنَنِي قال الحارِثُ بن خالدٍ المَخْزومِيُّ

(8/135)


(مَرَّ الحُمُولُ فما شَأَوْنَك نَفْرةً ... ولقد أراكَ تَشَاءُ بالأَظْعانِ)
وقيل طَرَّبَنِي وقيل شاقَنِي قال ساعدةُ
(حتى شآهَا كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ ... بَاتَتْ طِرَاباً وباتَ اللَّيلُ لم يَنَمِ)
وشَأَوْتُ البئرَ شَأواً نقَّيتُها وأَخرجتُ ترابَها واسْمُ ذلك التَّرابِ الشَأوُ أيضا وحكى اللحيانيُّ شَأَوْتُ البئرَ أخرجتُ منها شَأْواً أوْ شَأْوَيْنِ من تُرابٍ والمِشْأَةُ الشيءُ الذي تُخْرِجُه به وشَأْوُ الناقَةِ بعرُها والسينُ أعْلَى وحكَى اللحيانيُّ إنه لَبَعِيدُ الشَأْوِ أي الهِمّة والمعروف السَينُ واشْتَاَى استَمَع وقد تقدَّم في الياءِ وقد أعدته هنا لأنه لا ثُلاثِيَّ لهذه الكلمةِ يُعْلَمُ به أمِنَ الياء هي أم من الواو
مقلوبه ش وأ
شَاءِني الشيءُ سَبَقَني وشَاءَنِي الشيءُ حَزَنَنِي مقلوبٌ من شآني والدليلُ على أنه مقلوبٌ منه أنه لا مَصْدَر له أيضاً لم يقولوا شَاءَنِي شَوْءاً كما قالوا شآني شَأْواً وأما ابنُ الأعرابيِّ فقال هما لغتان لأنه لم يك نَحْوِياً فَيَضْبِطَ مثلَ هذا قال الحارثُ بن خالد المخزومي فجاء بهما
(مَرَّ الحُمُولُ فَما شَأوَنَكَ نَقْرَةً ... ولقد أراك تُشَاءُ بالأَظْعَان)
وشُؤْتُ بالرَّجُلِ شَواً سُرِرْتُ وَشَاءَنِي الشيءُ يَشُوؤُني ويَشِيئُني شَاقَنِي مقلوبٌ من شَآنِي حكاه يعقوبُ وأنشد
(لقد شَاءَنا القومُ السِّراعُ فأَوْعَبُوا ... )
أراد شآنا والدليل على أنه مقلوبٌ أنه لا مصدَر له

(8/136)


ورجل شَيِّئانٌ بعيدُ النَّظرِ وهو يَحْتَمِلُ أن يكونَ مقلوباً من شَأَى الذي هو سَبَقَ لأن نَظَره يَسْبِقُ نَظَرَ غيرِه ويحتملُ أن يكونَ من مادّة على حِيالِها كشاءَنِي الذي هو سَرَّنِي قال العجاجُ
(مُخْتَتِياً لشيِّئانٍ مِرْجَمِ ... )

الشين والياء والواو ش وي
شَوَى اللحْمَ شَياً فانْشَوَى واشْتَوَى وهو الشِّوَاءُ والشَّوِيُّ حكاه ثعْلب وأنشد
(ومُحْسِبَةٍ قد أخطأ الحَقُّ غَيْرَهَا ... تَنَفَّسَ عنها حِينُها فهي كالشَّوِي)
وقد تقدم شرح هذا البيت واشتَوَى القومُ اتَّخذُوا شِوَاءً وشَوَّاهم وأَشواهُم أطْعَمهُم شِواءً وأشواه لحماً أعطاه إياه وقال أبو زيد شَوَّى القومَ وأَشْوَاهم أعطاهم لَحْماً طرياً يَشْتَوُون منه والشُّوَايَةُ القِطعةُ من اللحمِ وقيل شُوَايَةُ الشاةِ ما قَطَعَهُ الجازرُ من أطرافها والشُّوَايَة الشيءُ الصغيرُ من الكبيرِ كالقطعة من الشاةِ وشُوايَةُ الخُبْزِ القُرْصُ وأَشْوَى القَمْحُ أَفْرَكَ وصَلَحَ أَنْ يُشْوَى وقد يستعملُ ذلك في تسخين الماءِ وأنشد ابنُ الأعرابيِّ
(بِتْنَا عُذُوباً وبات البَقُّ يَلْبِسُنَا ... نَشْوِي القَرَاحَ كأنْ لا حَيَّ بالوادي)
نَشْوِي القَرَاح أي نُسَخِّن الماءَ فنشرُبُه لأنه إذا لم يُسَخَّن قَتَلَ من البَرْدِ وآذَى وذلك إذا شُرِبَ على غير ثُقْلٍ أو غِذاءٍ

(8/137)


والشَّوَاةُ جِلْدةُ الرأسِ وقولُ أبي ذُؤَيبٍ
(على إثْرِ أُخْرى قَبْلَها قد أتتْ لها ... إليكَ فجاءتْ مُقْشَعِراً شَوَاتُها)
أراد المآلك التي هي الرسائلُ فاستعار لها الشَّوَاةَ ولا شَوَاةَ لها في الحقيقة إنما الشَّوَى للحيوانِ وقيل هي القائمةُ والجمع شَوٌ ى وقيل الشَّوَى اليدانِ والرِّجْلانِ وقال بعضُهم الشَّوَى جماعةُ الأطرافِ وقولُ الهذليِّ
(إذا هِيَ قامت تَقْشَعِرُّ شَوَاتُها ... وتُشْرِفُ بين اللِّيتِ منا إلى الصُّقْل)
أراد ظاهرَ الجِلْدِ كلَّه ويدل على ذلك قولُه بَيْنَ اللِّيتِ منها إلى الصُّقْل أي من أصل الأُذُنِ إلى الخاصِرَة ورماهُ فأَشْوَاهُ أي أصاب شَوَاهُ ولم يُصِبْ مَقْتَلَه والاسْمُ منه الشَّوَى قال عَمرُو ذُو الكَلْبِ
(فقُلتُ خُذْهَا لا شَوْىً ولا شَرَمْ ... )
ثم يستعمل في كلِّ من أخطَأ غَرَضاً وإنْ لم يكن له شَوْى ولا مَقْتَلٌ وقولُه أنشده ابن العَمَيْشَلِ الأعرابيُّ
(كأنَّ لَدَى مَيْسُورِها مَتْنُ حَيّةٍ ... تَحَرَّكَ مُشْوَاهَا ومَاتَ ضَرِيبُها)
فسّرَه فقال المُشْوَى الذي أخطأه الحَجَرُ وذكر زِمامَ ناقةٍ شَبّه ما كان مُعلَّقاً منه بالذي لم يُصِبْه الحجرُ من الحيّةِ فهو حَيٌّ وشبَّه ما كان بالأرض غير مُتحرِّك بما أصابه الحجرُ منها فهو ميّتٌ والشَّوِيَّة والشَّوَى المَقْتلُ عن ثعلب والشَّوَى الهيّنُ من الأمر وقولُ اسامةَ الهَذليُّ
(تَاللهِ مَا حُبِّي عَلِيّا بِشَوَى ... )

(8/138)


أي ليس حُبِّي إيّاه خطأ بل هو صوابٌ والشُّواية البقيّةُ من المالِ أو القومِ الهَلْكَى وأشْوَى من الشيء أَبْقَى والاسمُ الشَّوَي قال الهذليُّ
(فإنَّ من القَوْلِ التي لاَ شَوَي لَهَا ... إذا أزلّ عن ظَهْرِ اللِّسانِ انْفِلاتُها)
يعني لا إبقاء لها وشِوَايَةُ الإِبلِ والغنمِ وشَوَايَتُهما رَدِيئُهما كلتاهما عن اللِّحيانيِّ وجاءَ بالعِيِّ والشِّيِّ إتباعٌ واوُ الشِّيِّ مُدغَمةٌ في يائِها وإنما قلنا إن واوَها مدغمةٌ في يائِها لما أذكره بعد من قولِهم شَوِيٌّ وعَيِيٌّ وشيِّيٌ مُعاقَبَةٌ وما أَعْياهُ وأشْواهُ وأَشياهُ وقد تقدَّم شَيءٌ وشَيِي في الشين والياء
مقلوبه وش ي
الوَشْيُ معروفٌ وهو من كل لون قال الأسودُ بن يَعْفُرَ
(حَمَتْها رِماحُ الحَرْبِ حتى تَهَوَّلتْ ... بَزاهِرِ نَوْرٍ مثلِ وَشْيِ النَّمَارَقِ)
يعني جميعَ ألوان الوَشْيِ ووَشَى الثوبَ وَشْياً وشِيَّةٌ حسَّنهُ ووَشَّاهُ نَمْنَمَهُ ونَقَشه وحسَّنَه ووَشَي الكَذِبَ والحديثَ رَقَمَهُ وصوَّره والشِّيَةُ كلُ ما خالفَ اللونَ من جميع الجسد وفي جميع الدَّوابِّ وقيل شِيَةُ الفرسِ لونُه وفرسٌ حَسَنُ الأُشِيِّ أي الغُرَّةِ والتحجيلِ همزُته بدل من واو وُشِيٍّ حكاه اللحيانيُّ ونَدَّره وتَوَشَّى فيه الشيبُ ظهر فيه الأشى كالشِّيَةِ عن ابن الأعرابيِّ وأنشد
(حتى تَوشَّى فِيَّ وَضَّاحٌ وَقَلْ ... )

(8/139)


وقلٌّ مُتَوَقِّلٌ وإنَّ الليلَ طويلٌ ولا أَشِ شِيَتَهُ ولا إِشِ شِيَتَهُ أي لا أسْهَرُه للفِكْرِ وتدبيرِ ما أريدُ أن أُدَبِّرَه فيه من وشَيْتُ الثوبِ أو يكون من معرفَتكَ بما يجري فيه لِسَهَرِكَ فتراقب نجومَه وهو على الدُّعاءِ ولا أعرفُ صِيغةَ إِشِ ولا وَجْهَ تصريفها وأَوْشَتِ الأرضُ خرج أوّلُ نَبْتِها وأَوْشَتِ النخلةُ خرج أولُ رُطَبِها وفيها وَشْيٌ من طَلْعٍ أي قليل وَوَشْيُ السَّيفِ فِرِنْدُه الذي في مَتْنِه وكل ذلك من الوَشْيِ المعروف وحجرٌ به وَشْيٌ أي حجرٌ من مَعْدِن فيه ذهبٌ وقولُه أنشده ابن الأعرابيِّ
(وما هَبِرِزِيٌّ من دنانيرِ أَيْلةٍ ... بأيْدِي الوُشَاةِ ناصعٌ يتأكَّلُ ...
(بأحسنَ منها يومَ أصبحَ غادِياً ... ونَفّسَنِي فيها الحِمامُ المُعَجَّلُ)
قال الوُشَاةُ الضّرابونَ يعنِي ضُرَّابَ الذهبِ ونَفَّسَنِي فيه رغَّبَنِي وأَوْشَى المعدِنُ واسْتَوْشَى وُجِد فيه شيءٌ يسيرٌ من ذهبٍ والوَشَاءُ تناسلُ المالِ وكثرتُه كالمَشَاء والفَشَاءِ قال ابن جِنِّي فَعَالٌ من الوَشْيِ للتَّحسُّنِ به ووَشَى به وشْياً ووِشَايةَ نَمَّ والوَاشِي والوشَّاء النَّمام وانْتَشَى العظمُ جُبِرَ وأوْشَى الشيءَ استخرجه بِرِفقٍ وأَوْشَى الفرسَ أخرج ما عنده من الجَرْيِ قال ساعدةُ بن جؤَيَّةَ
(يُوشُونَهُنَّ إذا ما آنَسُوا فَزَعاً ... تحت السَّنَوَّرِ بالأعقابِ والجِذَمِ)
واستَوْشاهُ كأوْشاهُ واسْتوشَى الحديثَ استَخرجه بالبحثِ والمسألةِ كما يُسْتَوْشَى جَرْيُ الفَرَسِ وكلُّ ما دعوتَه وحرّكتَه لتُرْسِلَه فقد استَوْشَيْتَه

(8/140)


وأوشى الشيءَ عَلِمه عن ابن الأعرابيِّ وأنشد
(غَرّاءَ بَلهاءَ لا يَشْقَى الضجيعُ بها ... ولا تُنادِي بما تُوشِي وتَسْتَمِعُ)
ولا تُنادِي أي لا تُظهِرُه
انتهى الثلاثي اللفيف

باب الرباعي الشين والصاد
الشَّمْصَرةُ الضيِّقُ وشَمَنْصَرةُ موضعٌ قال ساعدةُ بن جؤَيَّةَ
(مُسْتَأرِضاً بين بَطْنِ اللَّيْثِ أيْسَرُهُ ... إلى شَمَنْصِيرَ غَيْثاً مُرسَلاً مَعَجَا)
فلم يَصْرِفْه عَنَي به الأرضَ أو البُقعةَ قال ابنُ جِنِّي يجوز أن يكونَ محرَّفا من شَمَنْصِير لضرورة الوزن لأن شَمَنْصِيراً بناءٌ لم يَحْكِه سيبويه وقيل شَمَنْصِير جَبَلٌ بسَايَةَ وسايةُ وادٍ عظيم بها أكثرُ من سبعين عَيْناً وقالوا شماصِيرُ أيضاً والشِفْصِلِي حَمْلُ اللَّوِيِّ الذي يَلْتوي على الشجر ويتَفَلَّقُ عن القُطْنِ كالسِّمْسِم وشَصْلَبٌ شديدٌ قويٌّ وشَنْبَصٌ اسم
الشين والزاي
الشَّنْزَرَةُ الغِلَظُ والخُشَونَة والشَّنْزَبُ الصُّلبُ الشديدُ عَربِيٌّ والشئِنْيِزُ من البَزْرِ بكسْرِ الشين وبالهمز عجميٌّ معرّبٌ عن ابن الأعرابيِّ
الشين والطاء
طَرْفَشَ الرجلُ نَظَرَ وكَسَرَ عَيْنَه وتَطرفشتْ عينُه عَشِيت

(8/141)


والطُّرافِش السَّيئُ الخُلُق وفَرْشَطَ الرجلُ قَعَدَ فتح ما بين رِجْلَيْه وفَرشَط ألَصَقَ أَلْيَتَيْهِ بالأرض وتوسّدَ ساقَيْه وفَرْشَطَ البعيرُ فَرْشَطَةً وفِرْشَاطا بَرَكَ بروكا مُسْتَرْخِياً فألصَقَ أعضاده بالأرض وقيل هو أن تَنْتَشِر بِرْكةُ البعيرِ عند البُروكِ وفرشَطَ الشيءَ وفرشَطَ به مدّه قال
(فَرْشَطَ حتى كُرِهَ الفِرْشاطُ ... بِفِيشَةٍ كأنها مِلْطَاطُ)
وفَرْشَطَ اللحمَ شَرْشَرَه وطَرْشَمَ الليلُ وطرمش أظَلْمَ والسينُ أعْلَى وشَفْطَل اسمٌ وطَنْفَشَ عَيْنَه صَغَّرها ورَجُلٌ طَفَنَّشٌ واسع صدْرِ القَدَم وطَفَنْشَأٌ ضعيفُ البَدَنِ
الشين والدال
الشُّنْدُفُ من الخَيْلِ الذي يَمِيلُ رأسهُ من النشاطِ والفَنْدَشَةُ الذَّهَابُ في الأرضِ وفَنْدَشٌ اسمٌ قال
(أمِنْ ضَرْبَةٍ بالعُودِ لم يَدْمَ كَلْمُها ... ضَرَبْتُ بمَصْقولٍ عُلاَوَةَ فَنْدَشِ)

الشين والتاء
الشُّنْتُرَة الإِصْبَعُ بالحِمْيَرِيّة قال حِمْيَرِيٌّ منهم يَرْثِي امرأةً أكَلَهَا الذئبُ
(أَيا جَحْمَتا بَكِّي عَلَى أُمِّ وَاهِبِ ... أكِيلَةِ قَلَّوْبٍ بِبَعْضِ المَذَانِبِ)

(فلم يَبْقَ منها غيرُ شَطْرِ عِجَانِها ... وشُنْتُرَةٍ منها وإحْدَى الذَّوَائِبِ)

(8/142)


والشَّفْتَرَةُ التفرُّقُ واشْفَتَرَّ الشيءُ تفرَّق واشفَتَرَّ العُودُ تكسَّر أنشد ابن الأعرابيِّ
(تُبادِرُ الضيْفَ بِعُودٍ مُشْفَتِرْ ... )
أي منكسرٍ من كَثْرةِ ما تَضْرِبُ به ورَجلٌ شَفَنْتَرٌ ذاهب الشَّعَرِ والشَفَنْتَرِيُّ اسمٌ
الشين والظاء
شَنْظَرَ بالقومِ شَتَم أعْرَاضَهُم والشِّنْظِيرُ والشِّنْظِيرَةُ الفاحِشُ من الرجالِ الغَلْقُ أنشد ابن الأعرابيِّ
(شِنْظِيرَةٌ زَوَّجَنِيهِ أَهْلي ... )
وكذلك من الإِبلِ الأنثى شِنْظِيرَة قال
(قامت تَعِظْنِي بك بَيْنَ الحَيّيْنْ ... شِنْظيرةُ الأخلاقِ جَهراءُ العَيْنْ)
والشُّنْظَب جُرُفٌ فيه ماءٌ والشُّنْظُبُ موضعٌ بالبادية
الشين والذال
الشَّبَرْذُ شبيه الرطبة إلا أنه أجلُّ منها وأعظمُ ورقاً قال أبو حنيفة هو فارسيّ وناقةٌ شَبَرْذاةٌ وشَمَرْذاةٌ سريعةٌ والشَّبَرْذَي والشَّمَرْذَي السريعُ فيما أخذ فيه والشَّبَرْذَي اسمُ رَجُلٍ قال
(لقد أُوِقدَتْ نارُ الشَّبَرْذَي بأرؤُسٍ ... عِظَامِ اللِّحَى مُعْزَيز ماتِ اللَّهازِمِ)
ويروى الشَّمَرْذَي والميم في كل ذلك لغةٌ

(8/143)


والشِّرْذِمَة القِطعةُ من الشيءِ والجمع شَراذِمُ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ
(فَخَرَّتْ وألقَتْ كُلَّ نَعْلٍ شَراذماً ... يَلُوحُ بِضاحِي الجِلْدِ منها جُذُورُها)
والشِّرْذِمةُ القليل من الناسِ وقيل الجماعةُ من الناس القليلة وفي التنزيل {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} الشعراء 54 وثيابٌ شَرَاذِمُ أخْلاَق وثَوْبٌ شَرَاذِمُ عن اللحيانيِّ والشَّمْرَذَةُ السُّرعةُ والشَّمَيْذَرُ من الإِبلِ السريعُ والأُنثَى شَمَيْزَرَةٌ وشَمْذَرةٌ وشَمْذَرٌ ورجلٌ شِمْذَارٌ يَعْنُفُ في السَّوق
الشين والثاء
الشَّرْنَبَثُ والشُّرابِثُ القبيحُ الشديدُ وقيل هو الغليظُ الكَفَّيْن والقدمَيْن الخَشِنُهُما أنشد ابنُ الأعرابيِّ
(أَذَّنَنا شُرَابِثُ رأسِ الدَّيْرِ ... واللهُ نَفَّحُ اليَدَيْنِ بالخيْرِ)
وشَرَنْبثٌ وشُرَابِثٌ اسمُ رَجُلٍ وشَرَنْبثُ الأَسَدُ عامّةً وأسدٌ شَرَنْبَثٌ غليظٌ وشَجَّةٌ شَرَنْبَثَةٌ مُنْتفخةٌ مُتَقَبِّضَة
الشين والراء
الشِّرْنَاف ورقُ الزَّرعِ إذا كَثُر وطال وخُشِيَ فسادُه فَقُطِعَ وقد شَرْنَفْتُه والشِّنْفَارُ الخفيفُ مَثَّل به سيبَوَيْه وفسَّرَه السيرافيُّ وناقةٌ ذات شِنْفَارَةٍ أي حِدَّةٍ والشَّنْفَرَي اسمُ رجلٍ وخِيَارُ شَنْبَرَ ضَرْبٌ من الخَرُّوب وقد تقدَّم والشُّبْرُمُ ضربٌ من الشِّيح وقيل هو العِضُّ وهي شجرةٌ شاكَةٌ لها زهرةٌ حمراءُ وقيل الشُّبْرمُ من نبات السَّهْلِ له وَرَقٌ طُوالٌ كوَرقِ الحَرْمَلِ وله ثمرٌ مثل الحِمَّصَ واحدتُه شُبْرَمَة وقال أبو حنيفَة شُجَيْرةٌ حارَةٌ مُحَرِقِةٌ تسمُو على ساقٍ كقِعدَةِ

(8/144)


الصَّبيِّ أو أعظَم لها وَرَقٌ طُوَالٌ رُقَاقٌ وهي شديدةُ الخُضرةِ وزَعَمَ بعضُ الأعرابِ أن له حَبّا صِغَاراً كَجَماجِم الحُمَّر والشُّبْرُمُ القصير من الرِّجالِ قال هِمْيانُ
(ما مِنْهُم إلا لَئِيمٌ شُبْرُمُ ... أَسْحَمُ لا يأتي بِخَيْرٍ حَلْكَمُ)
والشُّبْرُمَانُ نبتٌ أو موضعٌ والبَرْشَمَةُ تكوينُ النُّقَطِ وبَرْشَمَ أَدَامَ النَّظرَ أو أَحَدَّه وهو البِرْشَام ورَجُلٌ بَرَاشِم حَديدُ النَّظرِ وبَرْشَمَ وَجَم وأَظهرَ الحُزْنَ والبُرْشُمُ البُرْقُع عن ثعلبٍ وأنشد
(غَداةَ تَجْلُو وَاضِحاً مُوَشَّما ... عَذْباً لها تُجْرِي عليه البُرْشُما)
والبُرْشُوم ضربٌ من النَّخِيلِ واحدتُه بُرْشُومَة بالضَّمِّ لا غير قال ابن دُرَيدٍ لا أدرِي ما صِحّتُه وقال أبو حنيفةَ البُرْشُوم ضَرْبٌ من التَّمْرِ وقال مرّة البُرْشُومةُ والبَرْشُومةُ بالضمِّ والفتحِ أَبْكُرُ النَّخْلِ بالبصرةِ
الشين واللام
شَنْبَلٌ اسمٌ الشَمْشِلُ القليل عن كُراع
انتهى الرباعي

(8/145)


باب الخماسي
الشَّمَرْدَلُ من الإِبلِ القَوِيُّ السريعُ الفَتِيُّ الحسنُ الخَلْقِ والأُنَثى بالهاء وشَمْردَلٌ والشَّمَرْدَلُ كِلاهُما اسمُ رَجُلٍ دَخَلَتْ فيه اللامُ كدُخولِها في الحَارِثِ والحَسَنِ والعَبّاسِ وسَقطتْ منه على حدِّ سُقُوطِها في قولِكَ حَارِث وحَسَن وعَبَّاس على ما قد أَحْكَمَهُ سيبَوَيْه في البابِ الذي تَرْجَمَه بقَولِه هذا بابٌ يكونُ فيه الشيءُ غالباً عليه اسمٌ يكونُ لكلِّ مَنْ كان من أُمَّتِه أو كان في صِفَتِه من الأسماءِ التي تدخلُها الأَلِفُ واللامُ وتكون نَكِرَتُه الجامعةَ لما ذكرتُ من المعانِي فَتَفَهَّمْه هُنالِك فإنه فَصْلٌ غامضُ الأحكامِ في صناعةِ الإِعراب وقَلَّ مَنْ يَأْبهُ له ومن المعَرَّب المُسْتَفْشار وهو العَسَلُ المُعْتَصَرُ بالأَيدِي إذا كان كثيرا فبالأَرْجُلِ ومنه قولُ الحَجاجِ في كتابه إلى بعضِ عُمّالِه بِفارِس أن ابْعَث إليَّ بِعَسَلٍ من عَسَلِ خُلارْ من النَّحْلِ الأَبْكار من المُسْتَفْشار الذي لم تَمَسَّه نارٌ
انتهى حرف الشين بحمد الله

(8/146)