تاج العروس (فصل السِّين الْمُهْملَة مَعَ التَّاء)
سأَت
: ( {سَأَته) :} يَسْأَتُه، {سَأْتاً (كمَنَعَه: خَنَقَه) بشِدَّةٍ،
مثل سَأَبَه، عَن أَبي زيد. وَقيل: إِذا خَنَقه حَتَّى يَقتُلَه. وَفِي
رِوَايَة عَن أَبي عَمْرٍ و: حَتَّى يَمُوتَ.
(و) عَن الفَرّاءِ: (} السَّأْتَانِ، مُحَرَّكَةً جانِبَا الحُلْقومِ)
حَيْثُ يَقَع فيهمَا إِصْبَعَا الخانقِ، و (الواحِدُ: سَأَتٌ) ،
بالفَتْح والهمز.
سبت
: (السَّبْت: الرَّاحَةُ) والسُّكُونُ، (والقَطْعُ) ، وتَرْكُ
الأَعْمَالِ.
وسَبَتَ، يَسْبُتُ، سَبْتاً: استراحَ، وسَكَنَ.
وسَبَتَ الشَّيْءَ، وسَبَّتَهُ: قَطَعَه، وخَصّ اللِّحْيَانيُّ بِهِ
الأَعْنَاقَ.
وسَبَتَتِ اللُّقْمَةُ حَلْقِي، وسَبَّتَتْهُ: قَطَعْتُهُ، والتَّخفيف
أَكثرُ.
والسَّبْتُ، (و) السُّبَات: (الدَّهْرُ) ، وسيأْتي مَا يَتعلَّق بِهِ.
(و) السَّبْتُ: الحَلْقُ، وَفِي الصَّحاح: (حَلْقُ الرَّأْسِ) ، سَبَتَ
رَأْسَهُ وشَعَرَه، يَسْبُتُهُ، سَبْتاً، وسَلَتَهُ؛ وسَبَدَهُ:
حَلَقَهُ.
(و) السَّبْتُ: (إِرْسَالُ الشَّعَرِ عَن العَقْصِ) .
(و) السَّبْتُ: السَّيْرُ السَّرِيعُ، وأَنشد لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ
يمدحُ عبدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَر:
وَمَطْوِيَّة الأَقْراب أَمّا نَهارُهَا
فَسَبْتٌ وأَمّا لَيْلُهَا فذَمِيلُ
والسَّبْتُ: سَيْرٌ فوقَ العَنَقِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: هُوَ
العَنَقُ، وَقيل: هُوَ ضَرْبٌ من السَّيْر. وَفِي نُسْخَة: (سَيْرٌ
للإِبِلِ) . وسَبتَتْ، تَسْبِتُ، سَبْتاً، وَهِي سَبُوتٌ؛ قَالَ
رُؤبَةُ:
يَمشِي بِها ذُو المِرّةِ السَّبُوتُ
وَهْوَ مِنَ الأَيْنِ خَفِ نَحِيتُ
(و) السَّبْتُ: (الحَيْرَةُ) والإِطرَاقُ.
(و) السَّبْتُ: السَّبْقُ فِي العَدْوِ.
والسَّبْتُ: (الفَرَسُ الجَوَادُ) الكثيرُ العَدْو.
(4/534)
(و) السَّبْتُ: (الغُلامُ العَارِمُ
الجَرِيّ) أَي كثير الجَرْيِ.
(و) السَّبْتُ: (ضَرْبُ العُنُقِ) ، وَمن الْمجَاز: سَبَتَ
عِلاَوَتَهُ: ضَرَب عُنُقَهُ.
(و) السَّبْتُ (يَوْمٌ من الأُسْبُوعِ) معروفٌ، وَهُوَ السابعُ مِنْهُ،
وإِنّمَا سُمِّيَ بِهِ، لأَنَّ الله تعالَى ابتدأَ الخَلْقَ فِيهِ،
وقطَعَ فِيهِ بعضَ خَلْقِ الأَرْض. ويُقَال: أُمِرَ فِيهِ بَنو
إِسرائيلَ بِقطع الأَعْمَال وتَرْكِها. وَفِي الْمُحكم: إِنّمَا
سُمِّيَ سَبْتاً، لأَن ابتداءَ الخَلْق كَانَ من يَوْم الأَحَد إِلى
يَوْم الجُمْعَة، وَلم يكن فِي السَّبْت شيءٌ من الخَلْق قَالُوا:
فأَصبحتْ يومَ السَّبت مُنْسَبِتَةً، أَي: قد تَمْتْ وانقَطَعَ العملُ
فِيهَا. وَقيل: سُمِّيَ بذالك، لأَنَّ اليهودَ كَانُوا يَنقطعون فِيهِ
عَن العَمل والتَّصَرُّف، (ج: أَسْبُتٌ، وسُبُوتٌ) . قَالَ الأَزهريّ
وأَخطأَ من قَالَ: سُمِّيَ السَّبتَ، لاِءَنَّ اللَّهَ أَمَرَ بني
إِسرائِيلَ فِيهِ بالاستراحة؛ وخَلَقَ هُوَ، عَزّ وجَلّ، السّماواتِ
والأَرْضَ فِي ستَّةِ أَيّام، آخِرُهَا يومُ الجُمُعَة، ثمَّ استراحَ،
وانقطعَ العملُ، فسُمِّيَ السّابعُ يومَ السَّبْت. قَالَ: وهاذا خطأٌ،
لأَنه لَا يُعْلَمُ فِي كَلَام الْعَرَب سَبَتَ، بِمَعْنى استراحَ؛
وإِنّمَا معنى سَبَتَ: قَطَعَ، وَلَا يُوصَفُ الله تعالَى وتَقدَّسَ
بالاستراحَة؛ لأَنّه لَا يَتعَبُ، والرّاحَةُ لَا تكون إلاّ بعد تَعَبٍ
وشُغل، وكِلاهما زائلٌ عَن الله تَعَالَى. قَالَ: واتَّفَقَ أَهلُ
العِلْم على أَنّ الله تعالَى ابتدأَ الخلقَ يومَ السَّبْتِ، وَلم
يَخْلُقْ يومَ الجُمْعَة سَمَاء وَلَا أَرضاً. قَالَ: والدَّلِيلُ على
صِحَّة مَا قَالَ، مَا رُوِيَ عَن عبد الله بْنِ عُمَرَ، قَالَ:
(خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْم السَّبْتِ، وَخلق الحِجارةَ يومَ
الأَحَد، وَخلق السُّحُبَ يومَ الاثْنَيْنِ، وَخلق الكُرومَ يومَ
الثُّلاثاءِ، وَخلق الملائكةَ يومَ الأَرْبعاءِ، وَخلق الدَّوابَّ
يَوْم الخَميس، وَخلق آدم يومَ الجُمُعَة،
(4/535)
فِيمَا بينَ الْعَصْر وغروب الشَّمْس) .
قَالَ شيخُنا: وصحّح فِي شرح المُهَذَّبِ أَنَّ أَوّل الأُسبوع
الأَحدُ، لِما رَوَاهُ عبدُ اللَّهِ بن سلامٍ: (إِنّ الله ابتدأَ
الخَلْقَ، فخَلَقَ الأَرْضَ يومَ الأَحَد والاثنين؛ والسَّماواتِ يومَ
الثُّلاثاءِ والأَربِعاءِ؛ وَمَا بَينهمَا يومَ الخَمِيس والجُمُعَة) .
قَالَ القُرْطُبِيّ: وَهُوَ قولُ ابنِ مَسْعُود، وغيرِه من الصَّحابة.
وتَعَقَّب البَيْهَقِيُّ مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ، أَي حَدِيث: (خَلَقَ
اللَّهَ التُّرْبةَ يومَ السَّبْت) ، الحديثَ، بأَنَّه لَا يُحْفَظُ،
ومُخَالِفٌ لاِءَهْل النَّقْل والحديثِ. قَالَ: وَهُوَ الَّذِي جزَمَ
بِهِ أَبُو عُبَيْدَةَ، وقالَ: إِنَّ السَّبْتَ هُوَ آخِرُ الأَيّام،
وإِنّمَا سُمِّيِّ سَبْتاً: لاِءَنَّهُ سُبِتَ فِيهِ خَلْقُ كُلِّ
شيْءٍ وعَمَله، أَي: قُطِعَ، وَبِه جزم فِي التَّفْسِير فِي البَقَرة.
وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: وسُمِّيَ يومَ السَّبْت، لاِنْقطَاع الأَيّام
عندَه. وَقَالَ السُّهَيْلِيّ فِي الرَّوْض: لم يَقَلُ بأَنَّ
أَوَّلَهُ الأَحَدُ، إِلاَّ ابْنُ جَرِيرٍ، واستدلّ لَهُ فِي شرح
المُهَذَّب بخَبَرِ مُسْلِم عَن أَبي هُرَيْرَةَ السّابقِ، ولهاذا
الخَبَر صَوَّب الإِسْنَوِيُّ كالسُّهَيْلِيِّ، وَابْن عَسَاكرٍ أَنّ
أَوَّلَهُ السَّبْت، انْتهى.
(و) السَّبْتُ: (الرَّجُلُ الكَثِيرُ) السُّبَاتِ، أَي: (النَّوْم) .
(و) السَّبْت: (الرَّجُلُ الدَّاهِيَةُ) المُطْرِقُ (كالسُّباتِ،
بالضَّمِّ) .
(و) السَّبْتُ: (قِيامُ اليَهُودِ) ، لَعَنَهُم الله تعَالى، (بأَمْرِ
السَّبْتِ) .
وَفِي لِسَان الْعَرَب: بأَمْرِ سَبْتِهَا. وَقد سَبَتوا، يَسْبِتُون،
ويَسْبُتُون. قَالَ تعَالى: {وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ
تَأْتِيهِمْ} (الْأَعْرَاف: 163) ، (والفِعْل: كَنَصَرَ، وضَرَبَ) .
قَالَ شيخُنَا: قَضِيَّتُه أَنّ المصادرَ السّابقة كُلَّها فِي جَمِيع
الْمعَانِي يُبْنَى مِنْهَا الفعلُ بالوَجْهَيْنِ، والّذي فِي الصَّحاح
أَنَّ الجميعَ بالكَسْر، وَلَا يُضَمُّ إِلاّ فِي: سَبَت، إِذا نامَ.
قلتُ: وكذالك فِي: سَبَتَ اليهودُ، فإِنّه يُرْوَى فِعْلُه بالوَجْهينِ
كَمَا تقدّم.
(و) السِّبْتُ، (بالكَسْرِ: جُلُودُ البَقَرِ) مَدبوغَةً كانَتْ أَو
غَيْرَ مَدْبُوغَةٍ
(4/536)
كَذَا فِي المُحْكَم. ونقْلَه غيرُه عَن
أَبي زيد. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ، عَن الأَصمعيّ وأَبي زيد: لَا يكونُ
السِّبْتُ إِلاّ من جِلْدِ بقرٍ مَدْبوغ.
(و) السِّبْتُ، أَيضاً: (كُلُّ جِلْدٍ مَدْبُوغٍ، أَو) المدبوغُ
(بالقَرَظِ) . وَفِي الصَّحاح: السِّبْتُ: جُلودُ البقَرِ المدبوغةِ
بالقَرَظ، تُحْذَى مِنه النِّعالُ السِّبْتِيّةُ، انْتهى. وَقَالَ أَبو
عَمْرٍ و: كُلّ مدبوغٍ فَهُوَ سِبْتٌ. قيل: مأْخُوذٌ من السَّبْت،
وَهُوَ الخَلْق.
وَفِي الحَدِيث: أَنّ النَّبيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأَى رَجُلاً
يمشي بينَ القُبُورِ فِي نَعْلَيْهِ، فَقَالَ: (يَا صاحِبَ
السِّبْتَيْنِ، اخْلَعْ سِبْتَيْكِ) . قَالَ الأَصمَعيّ: السِّبْتُ:
الجِلْدُ المدبوغُ، قَالَ: فَإِن كانَ عَلَيْه شَعَرٌ، أَو صُوفٌ، أَو
وَبَرٌ، فَهُوَ مُصْحَبٌ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: النِّعَالُ السِّبْتِيَّة: هِيَ المدبوغة
بالقَرَظ. قَالَ الأَزهريّ: وحديثُ النَّبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
يدُلُّ على أَنّ السِّبْتَ مَا لَا شَعَرَ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ
عَنْتَرَةُ:
بَطَلٌ كأَنَّ ثِيَابَهُ فِي سَرْحَةٍ
يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ لَيْسَ بتَوْأَمِ
مَدَحه بأَرْبَعِ خِصالٍ كِرام: أَحدَها أَنّه جعله بطلاً أَي شجاعاً،
الثَّانِي أَنَّ جعلَه طَويلا، شَبَّهَه بالسَّرْحَة؛ الثّالِث أَنّه
جعله شريفاً لِلُبْسه نِعَالَ السِّبْتِ؛ الرَّابِع أَنّه جَعَلَه
تامَّ الخَلْقِ نامِياً، لاِءَنَّ التَّوْأَم يكون أَنقصَ خَلْقاً
وقُوَّةً وعَقْلاً وخُلُقاً. كَذَا فِي اللِّسَان. وَفِي الحَدِيث:
أَنّ عُبَيْدَ بْن جُرَيْج قَالَ لابْنِ عُمَرَ: رأَيتُك تَلْبَسُ
النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، فَقَالَ: رأَيتُ النَّبِيَّ، صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم يَلْبَس النِّعالَ الَّتِي لَيْسَ عَلَيْهَا شَعَرٌ،
ويَتوَضَّأُ فِيهَا، فأَنا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَها. قَالَ: إِنَّمَا
اعترضَ عَلَيْهِ، لأَنَّها نِعالُ أَهلِ النَّعْمَة والسَّعَة. وَفِي
التَّهْذِيب: كأَنّها سُمّيَت سِبْتِيَّةً، لأَنّ شَعرَها قد
(4/537)
سُبِتَ عَنْهَا، أَي حُلِقَ وأُزِيلَ
بِعِلاجٍ من الدِّباغ معلومٍ عِنْد دَبَّاغِيها ومثلُه فِي الصَّحاح
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابي: سُمِّيت النِّعَالُ المدبوغةُ سِبْتِيَّةً،
لأَنّها انسبتَتْ بالدِّباغ أَي لاَنَتْ، وَهُوَ قَول الهَرَوِيّ.
وَمن الْمجَاز: اخْلعْ سِبْتَيْك. وأَرُونِي سِبْتَيَّ، كَمَا فِي
الأَساس. وَهُوَ مثل قَوْلهم: فلانٌ يَلْبَس الصّوفَ والقُطْن
والإِبْرِيسَمَ، أَي الثِّيابَ المتَّخذة مِنْهَا، كَذَا فِي
النِّهَايَة.
ويُرْوَى: يَا صَاحب السِّبْتَيَّتَيْنِ، على النَّسَب. وهاكذا وُجِدَ
بخطّ الأَزهريّ فِي كِتَابه. وإِنّمَا أَمَرَه بالخَلْعِ احتراماً
للمَقابر، لاِءَنّه يَمشِي بَينهَا. وَقيل: كَانَ بهَا قَذَرٌ، أَو
لاخْتِيَالِه فِي مَشْيِه. كَذَا فِي اللِّسان.
قلتُ: وعَلى قولِ ابنِ الأَعْرَابيّ، والّذِي قبْلَه فِي التَّهْذيب،
يَنبغِي أَن يكون بِفَتْح السِّين، وَكَذَا مَا نَقله ابنُ التِّين عَن
الدَّاوُوديّ أَنّهَا منسوبةٌ إِلى سُوقِ السَّبْت. وَفِي المنتهَى:
أَنّها منسوبةٌ للسُّبْت، بالضَّمّ، وَهُوَ نَبْتٌ يُدْبَغُ بِهِ،
فَيكون بِالْفَتْح. إِلاّ أَنْ يكون من تَغييرات النَّسَب. وأَوردَه
شيخُنا.
(و) السُّبْتُ، (بالضَّمِّ: نَبَاتٌ كالخِطْمِيِّ) ، عَن كُراع،
(ويُفْتحُ) ؛ أَنشد قُطْربٌ:
وأَرْض يَحارُ بهَا المُدْلِجونَ
تَرى السُّبْتَ فِيهَا كَرُكْنِ الكثِيبِ
(والمُسبِتُ) ، كمُحْسِنٍ: (الَّذِي لَا يَتَحرَّكُ) ، وَقد أَسْبَتَ.
(و: الدَّاخِلُ فِي يَوْمِ السَّبْتِ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ،
والأَوْلَى: (فِي السَّبْت) من غيرِ لفظِ: (يَوْم) ، كَمَا هُوَ فِي
الصَّحاح واللّسان وغيرِهما؛ لأَنّ المُرادَ بالسَّبْتِ هُنا قيامُ
الْيَهُود بأَمْرِه، لَا الْيَوْم، وَقد أَسْبَتُوا. فتأَمّلْ.
(والسُّبَات، كغُرَابٍ: النَّوْمُ) ، وأَصلُه الرّاحَةُ، تقولُ مِنْهُ:
سَبَتَ يَسْبُت، هاذه بالضَّمّ وحدَهَا. وَعَن ابْن
(4/538)
الأَعْرَابِيّ فِي قَوْله، عَزَّ وجَلَّ:
{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً} (النبأ: 9) ، أَي: قَطْعاً.
والسَّبْتُ: القَطْع، فكأَنّه إِذا نَام انقطعَ عَن النّاس. وَقَالَ
الزَّجّاجُ: السُّبَات: أَنْ يَنقطِعَ عَن الحَركة والرُّوح فِي
بَدَنه، أَي: جَعَلْنا نَومكم رَاحَة لكم (أَو) السُّبَات: (خِفَّتُه)
أَي النَّوْمِ، كالغَشْيَةِ، (أَو ابْتداؤُهُ) ، أَي النَّوْمِ (فِي
الرَّأْسِ حَتَّى يَبْلُغَ القلْبَ) ، قَالَه ثَعْلَب.
ورجلٌ مَسْبُوتٌ، من السُّبات، وَقد سُبِتَ، عَن ابْن الأَعرابيّ؛
وأَنشد:
وَتَرَكَتْ راعِيَهَا مَسْبُوتَا
قَدْ هَمَّ لَمّا نامَ أَنْ يَمُوتَا
وَفِي التَّهْذِيب: والسَّبْتُ السُّبات، وأَنشد للأَصمعيّ:
يُصْبِحُ مَخْموراً ويُمْسِي سَبْتَا
أَي مَسْبُوتاً.
ويُقال: سُبِتَ المريضُ، فَهُوَ مسبوتٌ وَفِي حديثِ عَمْرِو بن مسعودٍ،
قَالَ لمُعاوِيَةَ: (مَا تَسأَلُ عَن شيخٍ نَوْمُهُ سُبَاتٌ، وَليْلُهُ
هُبَاتٌ) السُّبات: نومُ المريضِ والشَّيْخِ المُسِنّ، وَهُوَ
النَّوْمَةُ الخفِيفة.
(و) السُّبات: (الدَّهْرُ) كالسَّبْتِ، وَلَو ذكرَه عِنْد السَّبْت،
بقوله كالسُّباتِ كَانَ أَلْيَقَ بصَنْعته.
(و) سُباتٌ، (بِلا لامٍ: لقبُ إِبراهِيمَ بْنِ دُبَيْسٍ) الحَدَّاد
(المُحَدِّث) عَن مُحَمّدِ بن الجَهْم السّمري.
والسَّبْتُ: بُرْهَةٌ من الدَّهْر، قَالَ لبِيدٌ:
وَغنِيتُ سَبْتاً قبلَ مَجْرَى داحِسٍ
لوْ كَانَ للنَّفْسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ
(وأَقمْتُ سَبْتاً، وسَبْتَةً، وسنْبَتاً، وسنْبَتَةً) ، أَي:
(بُرْهةً) من الدَّهْر.
(وكفْرُسَبْتٍ) : ع (بالشّامِ) بَين طَبَرِيَّة والرَّمْلةِ.
وَكَذَا سُوقُ السَّبْتِ موضِعٌ آخَرُ.
(4/539)
(وابْنَا سُبَاتٍ) ، بِالضَّمِّ: (الليلُ
والنَّهارُ) ، قَالَ ابْنُ أَحمر:
وكُنَّا وهُمْ كابْنَيْ سُباتٍ تَفَرَّقَا
سِوًى ثمَّ كَانَا مُنْجِداً وتِهَامِيَا
قَالُوا: السُّباتُ: الدَّهْرُ، وابناهُ: اللَّيْلُ والنَّهَارُ. قَالَ
ابنُ بَرِّيّ: ذكر أَبو جَعْفَر محمّدُ بنُ حبيب: أَنّ ابْنَيْ سُبَاتٍ
رَجُلانِ، رأَى أَحدُهما صاحِبَهُ فِي المَنام، ثمّ انتبَه وأَحَدُهما
بنجْدٍ والآخرُ بتِهامَة. وَقَالَ غيرُه: ابْنا سُبَاتٍ أَخَوانٍ مَضَى
أَحدُهما إِلى مَشْرِقِ الشَّمْسِ ليَنْظُرَ مِنْ أَيْن تَطْلُع،
والآخرُ إِلى مَغْرِبِ الشّمْس لينْظُرَ أَين تَغْرُبُ، كَذَا فِي
لِسَان الْعَرَب.
(والمَسْبُوتُ: المَيِّتُ) والمَغْشِيّ عَلَيْهِ، وكذالك العَلِيلُ
إِذا كَانَ مُلْقًى كالنّائمِ يُغمِّضُ عَيْنيْه فِي أَكثرِ أَحْواله:
مسبوتٌ، وَقد سُبِتَ، كَمَا تقدَّم.
(و) انْسَبَتتِ الرُّطَبةُ: جَرَى فِيهَا كلِّها الإِرطابُ. وانْسَبَتَ
الرُّطَبُ، عَمَّه كُلَّه الإِرطابُ. و (رُطَبٌ مُنْسَبِتٌ: عمَّه)
كلَّه (الإِرْطابُ) .
انْسَبَتَتِ الرُّطَبَةُ: أَي لانَتْ ورُطَبَةٌ مُنْسَبِتَةٌ، أَي:
ليِّنة.
(والسِّبَنْتَى) ، والسَّبَنْدَى: (الجَرِيءُ) المُقْدِمُ من كلّ
شيْءٍ، والياءُ للإِلحاق لَا التّأْنِيث، أَلا ترَى أَن الهاءَ
تَلحَقُه والتّنوين، يُقَال سَبَنْتَاةٌ وسَبَنْدَاةٌ. قَالَ ابنُ
أَحْمَرَ يَصف رَجُلاً:
كأَنَّ اللَّيْلَ لَا يَغْسُو عَلَيْهِ
إِذا زَجَرَ السَّبَنْتَاةَ الأَمُونَا
يَعْنِي النّاقةَ.
(و) السَّبَنْتَى: (النَّمِرُ) ، ويُشْبِه أَنْ يكون سُمِّيَ بِهِ
لجُرْأَته، وَقيل: السَّبَنْتَى: الأَسَدُ، والأُنثى بالهاءِ؛ قَالَ
الشَّمّاخ يَرْثي عُمَرَ بْنَ الخَطّاب، رضِي الله عَنهُ:
جَزَى اللَّهُ خَيراً من إِمامٍ وبارَكَتْ
يَد اللَّهِ فِي ذَاك الأَدِيمِ المُمَزَّقِ
وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تكونَ وَفاته
بكَفَّيْ سَبَنْتَى أَزْرَقِ العَيْنِ مُطْرِقِ
(4/540)
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هاكذا فِي الأَصل،
وإِنّما هُوَ لِمُزَرِّدٍ أَخي الشَّمّاخ، ورُوِي لَهما. يَقُول: مَا
كنتُ أَخْشَى أَن يَقْتُلَهُ أَبو لُؤْلُؤةَ، وأَن يَجْترِىءَ على
قتلِه، والأَزرقُ: العَدُوُّ. وَقيل: السَبَنْتاةُ: اللَّبُؤةُ
الجريئة، وَقيل: النّاقةُ الجَرِيئةُ الصّدْر، وَلَيْسَ هاذا الأَخِيرُ
بقَويّ. (ج: سَبَانِتُ) وَمن الْعَرَب مَنْ يجمَعُها سَباتَى.
ويُقالُ للمرأَة السَّليطة: سَبَنْتَاةٌ، وَيُقَال: هِيَ سَبنْتاةٌ،
فِي جلْدِ خَبَندَاة.
(والسَّبْتَةُ) ، بالفتْح: (المِعْزَى) .
(والسِّبْتَانُ، بالكسْرِ: الأَحْمَقُ) ، والمُتَحَيِّرُ الذّاهِبُ
اللُّبِّ.
(وانْسَبَتَ) الخَدُّ: طالَ، و (امتَدَّ) مَعَ اللِّينِ.
(والسَّبْتَاءُ) بالمَدّ: (المُنْتشِرَةُ الأُذُنِ فِي طُولٍ أَو
قِصَرٍ) ، نَقله الصَّغانيُّ. (و) السَّتْاءُ من الأَرْض: مثلُ
(الصَّحْرَاء) وَقيل: أَرضٌ سَبْتاءُ: لَا شَجرَ فِيهَا. وَقَالَ أَبو
زيد: السَّبْتاءُ: الصَّحْرَاءُ، وَالْجمع سَبَاتَى.
وأَرْضٌ سَبْتَاءٌ: مُستوِيَة.
(وسَبْتَةُ: د، بالمَغْرِب) فِي العُدْوَة قُبَالةَ الأَنْدَلُسِ،
وَقَالَ الشِّهابُ المَقَّرِيُّ فِي أَزهار الرِّياض: هِيَ مدينةٌ
بساحلِ بَحر الزُّقاقِ مشهورةٌ، واخْتُلِف فِي سَببِ تَسميتها بذالك،
فَقيل: لاِنْقِطاعها فِي الْبَحْر، من قَوْلك: سَبَتَ الشَّيْءَ، إِذا
قَطعَه، وَقيل: لاِءَن مُخْتَطَّها هُوَ سَبْتُ بْنُ سَام بن نُوح،
وإِليه أَشار لسانُ الدِّين بْنُ الخطِيب التِّلِمْسَانيّ الغَرْناطيّ:
حُيِّيتَ يَا مُخْتطَّ سَبْتِ بْنِ نُوحْ
بكلِّ مُزْنٍ يَغْتدِي أَو يَرُوحْ
مغْنى أَبِي الفَضْلِ عِياضِ الّذِي
أَضْحَتْ برَيّاهُ رِيَاضٌ تَفوحْ
وفيهَا يَقُول أَبو الحكم مالكُ بنُ المُرَحَّل من قصيدة طَوِيلَة،
مَطْلعُها:
(4/541)
سَلامٌ على سَبْتةِ المَغْرِبِ
أُخَيَّةِ مَكَّةَ أَو يَثْرِبِ
وَفِي مدحها يقولُ أَيضاً:
اخْطِر على سَبْتةَ وانظُرْ إِلى
جَمالِها تَصْبُو إِلى حُسْنِهِ
كأَنَّها عُودُ غِناءٍ وقدْ
أُلْقِيَ فِي البَحْرِ على بَطْنِهِ
قَالَ شَيخنَا: ثمَّ إِنّ الْمَشْهُور الجاريَ على الأَلْسنة أَنّ
النِّسبة إِليها بِالْفَتْح على لفْظِها، وَجزم الرّشاطيّ أَنّ
النِّسبة إِليها: سِبْتِيٌّ، بِالْكَسْرِ. وَعِنْدِي فِيهِ نظر، وإِنْ
قِبلَهُ من شُيوخُنا وأَقرُّوه، قِيَاسا على البَصْرة وَنَحْوه،
انْتهى.
وَمِنْهَا أَبو الأَصْبَغ عِيسى بن عَلاءِ بن يَزِيدَ، سَمِع
بقُرْطُبَة.
وأَبو الْقَاسِم مُحَمّدُ بن الفقِيه المُحَدِّث أَبي العَبّاس أَحمدَ
بن حَمَدِ بنِ أَحمدَ اللَّخْمِيّ الغرفيّ، مَلِكُ سَبْتةَ وابْنُ
مَلِكها، روى عَن أَبِيه وَغَيره.
وأَبو الحَسَن عليُّ بنُ محمّد بنِ يَحْيَى الْحَافِظ، نزيل مالَقَةَ،
رَوَى عَن محمّد بنِ غازِي السَّبْتِيّ، وَعنهُ أَبو جَعْفرِ بنِ
الزُّبَيْر، وأَثنى عَلَيْهِ الِاثْنَان، من تَارِيخ الذهبِيّ.
وأَبو الحَكم مالِكُ بن المُرحَّل، ناظِمُ الفصِيح، أَحدُ شُيُوخ أَبي
حَيّان.
وَالْقَاضِي المحدِّث عِياضُ بنُ مُوسَى بن عِياضٍ اليَحْصُبِيّ.
وهاذان من شرحِ شَيخنَا.
وَفِي أَزهار الرّياض: الشَّرِيفُ أَبو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ
مُحَمَّدِ بن أَحمدَ بنِ طاهرٍ الحُسَيْنِيّ العَلوِيّ، آخِر أَشراف
سَبْتةَ، كَانَ معاصراً لِلسان الدِّين بن الخَطيب، وَبَينهمَا
مُصَادَقَةٌ ومُكاتبَة، وَهُوَ من ذُرِّيَّةِ أَبِي الطّاهر الّذي
خرَجَ من صِقِلِّيَة، وَكَانَت لَهُم بسَبَتةَ وَجَاهَةٌ، أَعادَها
اللَّهُ دارَ إِسلامٍ.
وبخطّ ابْنِ خِلِّكان: أَبو العَبّاس أَحْمَد بنُ هَارُون الرَّشِيدِ
العَبّاسِيّ السَّبْتِيّ الزّاهد، قبرُه ببغدادَ، منسوبٌ إِلى يَوْم
السَّبْت؛ لأَنّه تركَ الدُّنيا، ورَمَى ولايَته، وَكَانَ يَتكسَّبُ
بيدِه
(4/542)
فِي يَوْم السّبت، ويُنْفِقُه فِي بقيَّة
الأُسبوع، ويتفرّغ لِلْعِبَادَةِ، تُوُفّيَ سنة 283، وَذكره ابنُ
الجوْزي فِي صفة الصّفوة.
(والسِّبِتّ، كفِلِزَ: الشِّبِتّ) بوزنه. وسيأْتي فِي الشِّين، وهما
(مُعَرَبَا شِوِذَّا) ، بِكَسْر الشّين وَالْوَاو؛ وَقَالَ أَبو
حنيفةَ: السِّبِتُّ نَبتٌ، معرَّبٌ من شِبتَ، قَالَ: وزعَم بعضُ
الرُّواة أَنّه السَّنُّوتُ، كَذَا فِي اللّسان. وقرأْتُ فِي كتاب
المُعَرَّب للجَوالِيقيّ، مَا نَصه: قَالَ الأَزهريُّ: وأَمّا
الشِبِتّ، لهاذه البَقْلةِ الْمَعْرُوفَة، فَهِيَ مُعَرّبة. قَالَ:
وسَمِعتُ أَهل البَحْرَيْنِ يَقُولُونَ لَهَا: (سِبِتٌّ) بالسّين غيرَ
معجمةٍ وبالتّاءِ، وأَصلها بالفارسيّة شِوِذْ، وفيهَا لُغَة أُخرَى:
سِبِط، بالطّاءِ، انْتهى. (و) فِي الحِلْيَةِ الشّرِيفَة: كَانَ (فِي
وَجْهِهِ انْسِباتٌ) ، أَي: (طُولٌ وامْتِدادٌ) ، نَقله الصّاغَانيّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
أَسْبَتَ الحَيَّةُ، إِسْبَاتاً: إِذا أَطْرَقَ لَا يَتَحَرَّكُ،
وَقَالَ:
أَصَمُّ أَعْمَى لَا يُجِيبُ الرُّقَى
من طُولِ إِطْرَاقٍ وإِسْبَاتِ
والسَّبْتُ: الأُسبُوع، فِي الحَدِيث: (فَمَا رأَينا الشَّمْسَ
سَبْتاً) قيل: أَرادَ أُسْبُوعاً، من السَّبْت إِلى السَّبْت، فأَطلقَ
عَلَيْهِ اسمَ اليومِ، كَمَا يُقَال: عِشرونَ خَرِيفاً، ويُراد
عِشْرُونَ سَنةً. وَقيل: أَراد بالسَّبْتِ: مُدّةً من الزّمان، قليلةٌ
كَانَت أَو كثيرَةً. وَقد تقدّم.
وَحكى ثَعْلَب عَن ابْن الأَعرابيّ: لَا تَكُ سَبْتِيّاً، أَي ممّن
يَصوم السَّبْتَ وَحْدَهُ.
وَمن الأَعْلام: أَبو محمّدٍ سَبْتِيُّ
(4/543)
بنُ أَبي بكرِ بنِ صَدَقَةَ البغداديّ، من
شُيوخ الدِّمْياطيّ، هَكَذَا قَيَّده فِي مُعجَمه بِلَفْظ النِّسْبَة،
كمَكِّيَ وحَرَمِيَ.
سبخت
: (سُبُّخْت، بضمِّ السِّينِ والباءِ المُشَدَّدَةِ) وَسُكُون الخَاء
المُعْجَمَة، وَمِنْهُم من فَتَح السِّينَ، مُعَرَّب، أَو عَرَبيٌّ:
أَهمله الجماعةُ. وَهُوَ (لَقَبُ أَبِي عُبَيْدَةَ) ، وأَنشد ثَعْلَب:
فخُذْ من سَلْحِ كَيْسانَ
وَمن أَظْفارِ سُبُّخْتِ
وسُبُّخْت، أَيضاً: جَدُّ أَبي بكرٍ محمّدِ بن يُوسُف الدِّينَوَرِيّ،
حدّث عَن أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ سُلَيْمَانَ البَرْدَعِيّ، وَعنهُ
عِيسَى بنُ أَحمدَ بنِ زيدٍ الدِّينَوَرِيِّ، وَمَات فِي سنة سِتّ
وَثَلَاثِينَ وثَلاثِمائَة.
وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ:
سُنْبُخْت، بالضَّمّ وَسُكُون النّون وضمّ الموحَّدة وَسُكُون الخاءِ
الْمُعْجَمَة: مِصْرِيّ، فارِسيّ، ذكره ابنُ يونُسَ عَن ابْن غفير.
وبالكسر ثمّ يَاء، سِيبَخْت: جَدّ أَبي الْفَتْح إِبراهيم بن عليّ بن
إِبراهِيمَ بنِ الْحُسَيْن بن محمَّدٍ الْكَاتِب، آخِر منْ رَوى عَن
أَبي الْقَاسِم البغَويّ.
وسُمْبُخْت، بالضَّمّ ومِيم بدل النُّون: قَرْيَة بمِصْرَ من أَعمال
المنصورة.
سبرت
: (السُّبْرُوت، كزُنْبُور) : أَرْض الصَّفْصَفُ، وَفِي الصَّحاح:
السُّبْرُوتُ من الأَرضِ: (القَفْرُ) ، والسُّبْرُوتُ: القاعُ (لَا
نَبَاتَ فِيهِ) .
(4/544)
(و) السُّبْرُوت: (الشَّيْءُ القلِيلُ
التَّافِه) ، يُقَال: مالٌ سُبْرُوتٌ، أَي: قَلِيل.
(و) عَن الأَصمعيّ: السُّبْرُوت: (الفقِيرُ، كالسِّبْرِيتِ.
والسِّبْرَاتِ) ، بِالْكَسْرِ فيهمَا، وهاذه عَن ابْن دُريْد.
(والسُّبْرُتِ) كقُنْفُذ، وَفِي اللِّسَان: السُّبْرُت، والسُّبْرُوتُ،
والسِّبْراتُ: المُحْتاجُ المُقِلّ. وَقيل: الَّذِي لَا شيْءَ لَهُ،
وَهُوَ السِّبْرِيتَةُ، والأُنْثَى سِبْرِيتَةٌ أَيضاً.
والسُّبْرُوت أَيضاً: المفْلِس. وَقَالَ أَبو زيد: رجل سُبْرُوتٌ
وسِبْرِيتٌ، وامرأَة سُبْرُوتَةٌ وسِبْرِيتَةٌ: إِذا كَانَا فَقيريْن،
من رجالٍ ونساءٍ سبارِيتَ، وهم الْمَسَاكِين والمحتاجونَ، انتهَى.
وأَرضٌ سِبْراتٌ، وسِبْرِيتٌ، وسُبْرُوتٌ: لَا نَباتَ بهَا، وَقيل: لَا
شيءَ فِيهَا.
(و) السُّبْرُوتُ: (الغُلامُ الأَمْرَدُ) لَا نَبَاتَ بِعارِضَيْهِ، و
(ج: سَبارِيتُ، وسَبارٍ، وهاذه) الأَخيرة (نادِرَةٌ) ، عَن
اللِّحْيانيّ.
وَحكى اللِّحيانيّ عَن الأَصمعيّ: أَرضُ بني فُلانٍ سُبْرُوتٌ
وسِبْرِيتٌ لَا شيءَ فِيهَا. (و) حكى: (أَرْضٌ سَبَاريتُ مِنْ بابِ:
ثَوْبٌ أَخْلاقٌ) ، كأَنَّه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا سُبْرُوتاً،
أَو سِبْرِيتاً. وَعَن أَبي عُبَيْدٍ: السَّبَارِيتُ: الفَلَوَاتُ
الّتي شَيْءَ بهَا. وَعَن الأَصمعيّ: السَّبَارِيتُ: الأَرْضُ الّتي
لَا يَنْبُتُ فِيهَا شَيْءٌ؛ وَمِنْهَا سُمِّي الرَّجُلُ المُعْدِمُ
سُبْرُوتاً.
(وسَبْرَتَ) الرَّجُلُ: (قَنِعَ) ، وتَمَسْكَنَ.
(والمُسَبْرَتُ) ، على صيغةِ الْمَفْعُول: الأَجْرَدُ، وَهُوَ (الّذِي
لَا شَعَرَ عَلَيْهِ) .
(والسَّنْبَرِيتُ) ، كزَنْجبِيل: الرَّجلُ (السَّيّىءُ الخُلُقِ) .
(وسَبْرَتٌ، كجعْفَر: سُوقٌ) قديم (بأَطْرابُلُس) المغْربِ، ويأْتي
(4/545)
للمصنّف فِي الرّاءِ أَنَّه مَدِينة
بالمغْرِب، فليُنْظَر.
وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
السُبْرُوتُ: الطوِيلُ.
والسُّبْرُوتُ: الدَّليلُ الماهرُ بالأَرَضِينَ قَالَ شيخُنا: ذكره
سِيبَوَيْه، وَقَالَ: هُوَ فُعْلُول، كزُنْبُور وعُصْفُور، وصَوَّبه
الأَكثَرُ. وزعمَ بعضُ أَهلِ الصَّرْف أَنَّه فُعْلُوت، لأَنّه من
سبَرْتُ الشَّيءَ: إِذا اختبَرتَه، وزيدت فِيهِ التاءُ مُبَالغَة،
وأَنكره جماعةٌ، انْتهى.
وعَلى هاذا، فَكَانَ يَنْبَغِي للْمُصَنف أَنْ يُشِيرَ لَهُ فِي حرف
الرّاءِ، وَلم يذكرْه هُنَاكَ، وذَكَرَ السُّبْرورَ بِمَعْنى الفَقير،
وأَرْضٌ لَا نبَاتَ بِها. فليُنظَرْ بينَ الكلامَينِ.
سبست
: وممَّا يسْتدركَ عَلَيْهِ: سِبِسْتَان، بكسرتَيْنِ: هُوَ شَجر
المُخَّيْطِ، وَمَعْنَاهَا أَطْبَاءُ الكَلْبة، شُبِّهتْ بهَا.
وأَصلُها بِالْفَارِسِيَّةِ سك ستان، فسك: الكَلب، وستانْ الطُّبْيُ:
وأَوردَه المصنّفُ اسْتِطْرَادًا فِي مخط، فَمَا أَغنى ذالك عَن ذكرهَا
هُنا، لئلاّ يكون إِحالةً على مجهولٍ، فتأَمَّلْ.
ستت
: ( {السِتُّ، بالكسْرِ: م) ، أَي مَعْرُوف فِي الأَعْدَاد، لَا يكادُ
يَجهَلُه أَحدٌ. وَفِي التّهذيب، عَن اللَّيْث: السِّتُّ} والسِّتَّةُ
فِي التَّأْسيس على غير لفظيهما، وهما فِي الأَصل: سِدْس وسِدْسَة،
ولاكنّهم أَرادوا إِدغام الدّال فِي السِّين، فالتقتا عندَ مَخْرَج
التّاءِ، فغلَبَت عَلَيْهَا كَمَا غلبت الحاءُ على الْعين فِي لُغَة
سَعْد، فَيَقُولُونَ: كُنْتُ مَحهمُ، فِي معنى مَعَهُمْ. وبيانُ ذالك
أَنّك تُصغِّر {سِتَّة} سُدَيْسَة، وجميعُ تَصْغِيرها على ذالك،
وَكَذَلِكَ الأَسْداسُ وَعَن ابْن السِّكِّيت، يُقَال: جاءَ فلَان
خَامِسًا وخامِياً، وسادِساً وسادِياً، وساتّاً؛ وأَنشد:
إِذا مَا عُدَّ أَرْبَعَةٌ فِسَالٌ
فَزَوْجُكِ خامِسٌ وأَبُوكِ سادِي
(4/546)
قَالَ: وَمن قَالَ سادِساً، بَناه على
السِّدْس، وَمن قَالَ: ساتّاً، بناه على لفظِ سِتَّةٍ وسِتَ. (وأَصلُهُ
سِدْسٌ، فأُبْدلَ السِّينُ تَاء وأُدْغِمَ فِيهِ الدَّالُ) . وَمن
قَالَ سادِياً وخامِياً، أَبدلَ من السِّين يَاء. وَقد يُبْدِلُونَ
بعضَ الحُروف يَاء، كَقَوْلِهِم فِي إِمَّا: إِيما، وَفِي تَسنَّنَ:
تَسنَّى، وَفِي تَقَضَّضَ: تَقَضَّى، وَفِي تلَعَّعَ: تَلَعَّى، وَفِي
تَسرَّرَ: تَسَرَّى.
وَعَن ابْن السكِّيت، تقولُ: عِنْدِي سِتَّةُ رِجَالٍ {وسِتُّ نِسْوَة،
وَتقول: عِنْدي سِتَّةُ رجالٍ ونِسْوَةٍ، أَي: عِنْدِي ثَلاثَةٌ من
هؤلاءِ، وثلاثٌ من هؤلاءِ، وإِنْ شئتَ، قلتَ: عِنْدِي} سِتَّةُ رِجالٍ،
ونِسْوَةٌ، ونَسَقْتَ بالنِّسْوَة على السِّتَّةِ، أَي: عِنْدِي
سِتَّةٌ من هاؤلاءِ، وعندِي نِسْوَةٌ. وكذالك كُلّ عَدَدٍ احتملَ أَن
يُفْرَدَ مِنْهُ جمعانِ، مثل السِّتّ والسَّبع وَمَا فوقَهُمَا، فلك
فِيهِ الوجهانِ؛ فإِنْ كَانَ عددٌ، لَا يحتملُ أَنْ يُفْرَدَ مِنْهُ
جَمعانِ، مثل الخَمْسِ والأَرْبَعِ والثَّلاث فالرّفْعُ لَا غَيرُ،
تقولُ: عِنْدِي خَمْسَةُ رجَالٍ، ونِسْوَةٌ، وَلَا يكونُ الخَفضُ،
وكذالك الأَرْبَعَة والثَّلاثة، وهاذا قولُ جميعِ النَّحْويِّينَ.
حقّقه الجَوْهَرِيُّ وابْنُ مَنْظُور. وسيأْتي بحثُه فِي سدس.
(و) عَن ابْن الأَعْرابِيّ: السَّتُّ، (بالفَتْح: الكلامُ القَبِيحُ) ،
يُقال {سَتَّهُ وسَدَّهُ: إِذا عابَهُ (و) السَّتُّ: (العَيْبُ) .
وأَمّا اسْتٌ، فإِنه يُذْكر فِي بَاب الهاءِ؛ لأَن أَصْلها ستهٌ.
(و) قَوْلهم، (} - سِتِّي للمَرْأَةِ، أَي: يَا سِتَّ جِهاتِي) ، كأَنه
كِنايَةٌ عَن تَمَلُّكِهَا لَهُ، هاكذا تَأَوَّلَهُ ابْنُ
الأَنْبَارِيّ. (أَو) هُوَ (لَحْنٌ) . وَفِي شفاءِ الغلِيلِ:
عامِّيَّةٌ مُبْتذَلة، كَذَا قَالَه ابْنُ الأَعْرابِيّ. (والصَّوابُ:
سيِّدَتِي) ، ويحتملُ أَنَّ الأَصلَ سَيِّدَتي، فحُذِف بعضُ حروفِ
الْكَلِمَة، وَله نَظائرُ، قَالَه الشّهابُ القاسميّ، وَنقل شيخُنا،
عَن السَّيِّدِ عِيسى الصَّفَوِيّ، مَا نَصُّهُ: يَنبغي أَن لَا
يُقيَّد بالنِّداءِ، لأَنّه قد لَا يكونُ نِداءً، قَالَ: والظّاهر أَنّ
الحَذْفَ سمَاعِيٌّ، وأَنّ النِّداءَ على
(4/547)
التمْثِيل، لَا أَنّه قَيْدٌ، كَمَا
تَوَهَّمُوه، انْتهى. وأَنشدنا غيرُ واحدٍ من مشايِخنا للبهاءِ
زُهَيْرٍ:
برُوحِي منْ أُسَمِّيها {- بِسِتِّي
فينْظُرُني النُّحاةُ بِعَيْنِ مَقْتِ
يَروْنَ بأَنَّنِي قد قُلْتُ لَحْناً
وكيْفَ وإِنّني لزُهَيْرُ وَقْتِي
ولاكِنْ غادةٌ مَلَكَتْ جِهاتِي
فَلَا لَحْنٌ إِذا مَا قُلْتُ سِتِّي
(و) سِتِّي: (بِنْتُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّابونِيّ المُحدِّثة) عَن
عليّ بن محمّد الطِّرازيّ، وعنها عبد الْخَالِق بن زاهِرٍ.
(} وسُتَيْتَةُ) : اسمُ (جماعةٍ مُحدِّثات) ، منهنّ: {سُتَيْتَةُ بنتُ
القَاضِي أَبي عبدِ الله المَحَامليّ، واسمُها أَمَةُ الواحدِ.
وسُتَيْتَةُ بنتُ عبدِ الْوَاحِد بنِ محمّدِ بن عُثْمانَ بْنِ سَبَنْك،
سمع مِنْهَا ابنُ ماكُولا وعِدَّةُ نِسْوَةٍ مُتَأَخِّرات.
(و) أَبو الحَسن (أَحْمَدُ بنُ مُحمَّدِ بْنِ سَلامةَ} -
السُّتَيْتِيُّ) الدِّمَشْقِيُّ (مُحدِّث) ، رَوَى عَن خَيْثَمَةَ بْنِ
سُلَيْمَانَ الأَطْرَابُلُسِيّ، هُوَ مَنْسُوب إِلى سُتَيْتَةَ مولاةِ
يَزيدَ بنِ مُعَاوِية. قَالَ الأَميرُ: روَى عَنهُ شيخُنَا عبد
الْعَزِيز الكِنانيّ، تُوُفِّيَ سنة 417.
(وحِصْنُ ابْن {سِتِّينَ قُبَالَةَ مَلَطْيةَ) من فتوح مَسْلَمةَ بنِ
عبد المَلِك بنِ مرْوانَ.
(} وستِيك) بِكَسْر التّاء المثنّاة (بِنْتُ مَعْمرٍ، حَدَّثَتْ) .
وَكَذَا سِتَي 2 كْ بنتُ عبد الغافر بن إِسماعيلَ بن عبد الغافر
الفارِسيّ، سَمِعَتْ من جَدِّها، سَمِعَ مِنْهَا أَبو سَعْدِ بن
السَّمْعانِيّ.
وَهُوَ (مُصَغَّرُ سِتِّي بالعَجَمِيَّةَ) فإِنهم إِذا أَرادُوا
التّصغير، أَلْحقُوهُ بالكافِ.
(و) أَبو بكر (أَحْمَد بنُ محَمد) بْنِ أَحمدَ (بنِ! سَتَّةَ،
بالفَتْحِ: مُحَدِّثٌ) أَصْبهانيّ، عَن أَبي محمَّد بْن
(4/548)
فارِسٍ، وَعنهُ سُلَيْمانُ بْنُ إِبراهِيمَ
الحافظُ.
وَمِمَّا بَقِي عَلَيْهِ:
! السِّتُونَ، وَهُوَ عَقْدٌ بينَ عَقْدَيِ الخَمسينَ والسَّبْعين،
وَهُوَ مبنيّ على غيرِ لفظِ واحِدِهِ، والأَصل فِيهِ السِّتُّ.
وَفِي الحَدِيث: (أَنّ سَعداً خَطَبَ امرأَةً بِمَكَّةَ، فَقيل لَهُ:
إِنّها تَمشِي على سِتَ إِذا أَقْبَلَتْ، وعَلى أَرْبعٍ إِذا
أَدْبَرَت) وَهِي بِنْتُ غَيْلانَ الثَّقَفِيَّةُ الّتي قِيل فِيهَا:
تُقْبِلُ بأَرْبَعٍ وتُدْبِرُ بثَمَانٍ، وَكَانَت تَحْتَ عبدِ
الرَّحمانِ بنِ عَوْفٍ.
وسِتُّ العَجَمِ بنتُ محمّدِ بنِ أَبي بكر بنِ عبد الْوَاسِع
الهَرَوِيّ، رَوَتْ عَن ابْن طَبَرْزَدَ، وحدَّث عَنْهَا
الدِّمْيَاطيُّ وابنُ الخَبّاز.
وسِتُّ النِّعم بِنْتُ عبدِ المُحْسِنِ الأَزَجِيّة، أَجازَتْ
للمُطْعِمِ وَبنت الواسِطِيّ.
سجست
: (س 2 جِسْتَانُ) ، بِكَسْر أَوّله وثانيه، (وقَدْ يُفْتَحُ أَوَّلُه)
، وَهُوَ المعروفُ على أَلْسِنَة العَجَم: (كُورَةٌ) معروفَة
(بالمَشْرِق) ، وَهِي فارِسِيَّة، ذكرهَا ابنُ سِيدَهْ فِي الرُّباعيّ.
وَقَالَ الجَوالِيقِيّ فِي المُعَرَّب: اسْم مَدِينَة من مُدُن
خُراسانَ، وَقد تكلَّمتْ بهَا الْعَرَب:
رَحمَ اللَّهُ أَعْظُماً دَفَنُوهَا
بسِجِسْتانَ طَلحَةَ الطَّلَحاتِ
والنِّسبة إِليه سِجِسْتَانِيٌّ وسِجْزِيٌّ، على اختلافٍ فِيهِ.
مِنْهَا أَبو داوُودَ سُليمانُ بن الأَشعَث بن إِسماعِيلَ بن بشِيرِ
بنِ شَدّاد بنِ عامرٍ الأَنصارِيّ، صَاحب السُّنَنِ، تُوُفّي
بِالْبَصْرَةِ سنة 275. وسيأْتي فِي سجن.
وأَحمدُ بنُ عبد اللَّهِ بن سَيْفٍ
(4/549)
السِّجِسْتَانِيّ، من جِلّةِ أَصحابِ
المُزَنِيِّ ببَغْدَادَ، ذكرَه الْخَلِيل.
سحت
: السُّحْتُ) ، والسُّحُتُ (بالضَّمِّ وبضَمَّتَيْنِ) ، وقُرِىءَ بهما
قولُه تعالَى: {أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} مُثَقَّلاً ومُخَفَّفاً،
وَهُوَ (الحَرامُ) الَّذِي لَا يَحِلُّ كَسْبُه، لأَنّه يَسْحَتُ
البَرَكَةَ، أَي يُذْهِبُها. والسُّحْتُ: كلّ حَرامٍ قبيحِ الذِّكْر،
(أَوْ مَا خَبُثَ من المكَاسِبِ) وحَرُمَ، (فلَزِمَ عنْهُ العارُ)
وقبِيحُ الذِّكْر، كثَمَنِ الكَلْبِ والخمْرِ والخِنْزِير. وَفِي
حَدِيث ابْن رَوَاحَةَ وخَرْص النخْلِ، أَنّه قَالَ ليهود خَيْبر، لمّا
أَرادُوا أَنْ يَرْشُوه: (أَتُطْعِمُونِّي السُّحْتَ؟) أَي الحرَامَ،
سَمَّى الرُّشْوَةَ فِي الحُكْمِ سُحْتاً. ويرِد فِي الكلامِ على
المكْروهِ مَرَّةً، وعَلى الحَرام أُخْرَى، ويُسْتَدلُّ عَلَيْهِ
بالقرَائن. وَقد تكرّر فِي الحَدِيث. (ج: أَسْحاتٌ) ، كقُفْلٍ
وأَقْفالٍ.
(و) إِذا وقَعَ الرَّجلُ فِيهَا، قِيل: قد (أَسْحَتَ) الرجلُ، أَي
(اكْتَسَبَهُ) ، أَي الحَرَامَ.
(و) أَسْحَتَ (الشَّيْءَ: استَأَصَلَه) ، يُقَال: أَسحتَ الرَّجُلَ:
إِذا استأْصَلَ مَا عِنْدَه. وقُرِىء فِي قَوْله عَزَّ وجَلَّ:
{فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ} (طه: 61) ، أَي: يَستأْصِلَكُمْ.
وأَسْحَتَ مالَه: استَأْصَلَه وأَفْسدَه، (كسَحَّتَ، فيهمَا) ، أَي:
فِي الاستئصال والاكْتساب، يُقَال: سَحَتَ فِي تِجارته، يَسْحَتُ:
اكتَسَب السُّحْتَ. وسَحَتَ الشَّيْءَ: استأْصلَهُ، وسَحَتَ الحَجّامُ
الخِتَانَ سَحْتاً: استأْصَلَه. وَكَذَلِكَ أَسْحَتَهُ، وأَغْدَفَهُ
يُقَال: إِذا خَتَنْتَ، فَلَا تُغْدِفْ، وَلَا تُسْحِتْ. وَقَالَ
اللِّحْيَانيّ: سَحَتَ رأْسَه، وأَسْحَته: استأْصلَه حَلْقاً. (و)
أَسْحَتَتْ (تِجارتُهُ: خَبُثَتْ وحَرُمَتْ) .
(و) السَّحْتُ: شِدَّةُ الأَكْلِ والشُّرْبِ.
وَرجُلٌ سَحْتٌ، وسَحِيتٌ، ومَسحوتٌ.
ويُقَالُ: رَجُلٌ (مَسْحُوتُ الجَوْفِ) والمَعِدَةِ، وَهُوَ (منْ لَا
يَشْبَعُ) ، كَذَا فِي الصَّحاح.
(4/550)
(و) قِيلَ المسحوتُ: الجائع، و (مَنْ
يَتَّخِمُ كَثِيراً) ، وهاذه عَن الفَرّاءِ، قَالَ والنّاسُ
يَقُولُونَ: الّذِي لَا يَتَّخِمُ، فَهُوَ (ضِدٌّ) والأُنْثَى
مَسحوتَة، وَقَالَ رُؤْبَةُ يصِفُ سيّدَنا يُونُسَ، صَلواتُ الله على
نبيّنا وَعَلِيهِ، والحُوتَ الَّذِي الْتَهَمَه:
يُدْفَعُ عنْهُ جَوْفُهُ المَسْحُوتُ
يَقُول: نَحَّى، عَزَّ وجَلَّ، جَوانبَ جَوْفِ الحُوت عَن يُونُسَ،
وجَافَاه عَنهُ فَلَا يُصِيبُه مِنْهُ أَذًى. وَمن روى:
يَدْفَعُ عنهُ جَوْفُهُ المَسْحُوتُ
يُرِيدُ أَنَّ جَوفَ الحوتِ صَار وِقايَةً لَهُ من الغَرَق، وإِنّما
دَفَعَ الله عَنهُ.
وَفِي الأَساس: من المَجَاز: فلانٌ مَسحوتُ المَعدَةِ: شَرِهٌ.
(و) المسحوت: (الرَّغِيبُ الواسِعُ الجَوْفِ) لَا يَشْبَعُ، وَهُوَ
يَرجِعُ إِلى المعنَى الأَوّل، غير أَنّ المصنّف فَرَّق بَينهمَا.
(ومالٌ مَسْحُوتٌ ومُسْحَتٌ) ، أَي: (مُذْهَبٌ) ، قَالَ الفَرَزْدَقُ:
وعَضُّ زَمَانٍ يَا ابْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَدَعْ
من المالِ إِلاَّ مُسْحَتاً، أَو مُجَلَّفُ
سَحَتَ، وأَسْحَت: بِمَعْنى، ويروى: إِلاَّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ.
وَمن رَوَاهُ كذالك، جعل معنَى لَمْ يَدَعْ: لم يَتَقَارَّ، وَمن
رَوَاهُ: إِلاّ مُسْحَتاً، جعل لم يَدَعْ، بِمَعْنى لم يَتْرُك، وَرفع
قَوْله: أَو مُجَلَّفُ، بإِضْمارٍ، كأَنّه قَالَ: أَو هُوَ مُجَلَّفٌ،
قَالَ الأَزهريُّ: وهاذا قولُ الكِسائيّ، (كالسُّحْتِ) بالضّمّ
(والسَّحِيتِ) .
(وسَحَتَ الشَّحْمَ عَن اللَّحْمِ، كمَنَعَ: قَشَرَهُ) ، مثل سَحَفَهُ.
وسَحَتَ الشَّيْءَ، يَسْحَتُه، سَحْتاً: قَشرَه قَلِيلاً قَلِيلاً،
كَذَا فِي اللِّسَان؛ وَفِي التَّنْزِيل: {فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ}
(طه: 61) ، أَي: يَقْشِرَكُمْ.
(و) قَالَ ابنُ الفَرج: سمعتُ شُجاعاً السُّلَمِيَّ يَقُول: (بَرْدٌ)
بَحْتٌ، و (سَحْتٌ) ، ولَحْتٌ: أَي (صادِقٌ) ، مثل: ساحةِ الدارِ،
وباحتِها.
(4/551)
(و) يُقَال: (مالُه) سَحْتٌ، (ودَمُه
سَحْتٌ، أَي: لَا شيءَ على من أَعْدَمَهُمَا) ، الأَوّل بالاسْتِهْلاك،
وَالثَّانِي بالسَّفْك، واشتقاقه من السَّحْت، وَهُوَ الإِهلاك
والاسْتِئصال. وَفِي الحَدِيث: أَنّ النَّبِيّ، صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم أَحْمَى لِجُرَشَ حِمًى وكتَب لَهُم بذالك كِتاباً، فِيهِ:
(فَمَن رَعاهُ من النَّاسِ، فمالُه سُحْتٌ) ، أَي هَدَرٌ.
(وعامٌ أَسْحَتُ: لَا رِعْيَ فِيهِ. وأَرْضٌ سَحْتَاءُ: لَا رِعْيَ
فِيهَا) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَفِي أُخرى: وعام أَسحَتُ، وأَرضٌ
سَحْتَاءُ: لَا رِعْيَ فيهمَا.
(والسُّحْتُوتُ) ، بالضَّمِّ: (السَّوِيقُ القَلِيلُ الدَّسَمِ)
الكَثِيرُ الماءِ، (كالسحْتِيتِ، بِالْكَسْرِ) ، والخاءُ أَعرفُ.
(و) السُّحْتُوت، أَيضاً: (الثَّوْبُ الخَلَقُ، كالسَّحْتِ،
والسَّحْتِيّ) بفتحهما نقلَه الصّاغانيّ.
(و) السُّحْتُوت أَيضاً: (المَفَازَة اللِّينَةُ التُّرْبةِ) ، نقلَه
الصّاغانيّ.
(و) سُحَيْتُ بْنُ شُرحْبِيل، (كِزُبَيرٍ: جَدٌّ لِمُبَرِّحِ بْنِ
شِهابِ) بْن الْحَارِث بن رَبِيعةَ بن شُرَحْبِيل بْنِ عَمْرٍ و
(الرُّعَيْنِيُّ، أَحَدُ وَفْدِ رُعَيْنِ) الّذِين وفَدُوا (على رسُولِ
الله، صَلَّى الله) تعالَى (عَلَيْهِ وسلَّمَ) ، وشهِدَ فتْحَ مِصْرَ.
وسُحَيْتٌ، أَيضاً: أَحدُ الحِبْرَيْنِ اللَّذَيْنِ مَنَعا تُبَّعاً
عَن تَخريب المَدِينةِ، والآخَرُ مُنَبّه، ذكرَ ذالك قاسمُ بن ثابتٍ
فِي رِوايةِ يُونُسَ، عَن ابْن إِسحاقَ. كَذَا فِي الرَّوْض
للسُّهَيْلِيّ.
زأَنيس بن عِمْرَانَ الرُّعَيْنِيّ من بني سخحَيْتٍ، رَوَى عَنهُ
اللَّيْثُ بنُ عاصَمٍ، وغيرُه.
وَمِمَّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْهِ:
السُّحْتُ: العَذابُ. وَمن المَجَاز: سَحَتْنَاهُم: بَلَغْنَا
مَجْهودَهم فِي المَشَقَّة عَلَيْهِم. وأَسْحَتْناهم، لُغَةٌ. وَفِي
الأَساس:
(4/552)
{فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ} : فيُجْهِدَكم
بِه.
والسَّحِيتَةُ، من السَّحاب: الّتي تَجْرُفُ مَا مَرَّتْ بِهِ.
وسَحَت وَجْهَ الأَرْضِ: سَحَاهُ.
وأُسْحِتَ الرَّجُلُ، على صيغَة الْفِعْل للْمَفْعُول: ذَهبَ مالُه،
عَن اللِّحْيَانيّ.
وَفِي كُتُب الأَنْسَاب: سَحْتَنٌ، كجَعْفَرٍ، ابْنُ عَوْفِ بْنِ
جَذِيمةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ بْنِ أَنْمَارِ
بْنِ وَدِيعة بْنِ لُكَيْزِ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ القَيْس: أَبو
بَطْنٍ، سُمِّيَ بذالك، لأَنه أَسَرَ أَسْرَى، فسحَتَهُم، أَي:
ذَبَحَهم. وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: النُّون زَائِدَة، كَمَا قِيل فِي
رَعْشَنٍ. مِنْهُم: أَبو الرِّضا عَبَّاد بن شَبِيبٍ، رَوَى عَن عليّ،
رَضِي الله عَنهُ، وَعنهُ جَمِيل بن مُرَّةَ، كَذَا قالَه
الدارَقطنِيّ.
وأَحْمدُ بن السَّحْت، بِالْفَتْح: شَيْخٌ لسَعِيدِ بْنِ بَوَّابٍ،
نقلَه ابْنُ الطَّحَّانِ.
والسُّحْتُوتُ: الشيْءُ القلِيلُ.
سحلت
: (السُّحْلُوت، كزُنبورٍ) : أَهملَه الجَوْهَرِيّ والصاغانيّ، ونقلَ
صاحبُ اللِّسَان: أَنه (المَرأَة الماجِنَة) . قلت: وَهُوَ قلب
السُّلحوت، كَمَا سيأْتي عَن أَبي عَمْرٍ و.
سخت
: (السَّخْتُ: الشَّدِيدُ) ، قَالَ اللِّحْيَانيّ وَيُقَال: هَذا حَرُ
سَخْتٌ لَخْتٌ، أَي: شديدٌ، وَهُوَ مَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب، وهُم
رُبَّما استعمَلوا بعضَ كلامِ العَجَم، كَمَا قَالُوا لِلْمِسْحِ:
بِلاسٌ؛ (كالسَّخِيتِ، كأَمِيرٍ) .
وشيْءٌ سَخْتٌ: صُلْبٌ دَقِيقٌ، وأَصلُه فارسيّ.
(و) السُّخْتُ (بالضَّمِّ) أَوَّلُ (مَا يَخْرُجُ من بُطُونِ) ذَواتِ
الخُفّ ساعةَ تَضَعُهُ أُمُّه قبلَ أَنْ يَأْكُلَ، وَمن الصِّبْيَان:
العِقْيُ ساعةَ الوِلادةِ، ومِن (ذواتِ الحافِرِ) الرَّدَجُ.
والسُّخْتُ من السَّليل، بمنْزِلة الرَّدَج يَخرُجُ أَصْفَرَ فِي عظَمِ
(4/553)
النَّعْلِ. وَبِمَا ذكرنَا انْدفع الإيرادُ
الَّذِي أَوردَه شيخُنا على عبارَة المُصَنّف.
(والسِّخْتِيتُ: السِّحْتِيتُ) ، الحاءُ لُغَةٌ فِي الخاءِ (و)
السِّخْتِيتُ: دُقَاقُ التُّراب، وَهُوَ (الغُبَارُ الشَّدِيدُ
الارْتِفَاعِ) وأَنشد يعقوبُ:
جَاءَتْ مَعاً واطَّرَقَتْ شَتِيتَا
وَهْيَ تُثِيرُ السّاطِعَ السِّخْتِيتَا
ويُرْوَى: الشِّخْتِيتا، وسيأْتي ذكرُه. وَقيل: هُوَ دُقاقُ
السَّوِيقِ، وَقيل: هُوَ السَّوِيقُ الّذي لَا يُلَتُّ بالأُدْمِ. (و)
عَن الأَصمعيّ: السِّخْتِيت: السَّوِيقُ الدُّقاق، وكذالك (الدَّقِيقُ
الحُوَّارَى) سِخْتِيتٌ، قَالَ:
وَلَو سَبَخْتَ الوَبَرَ العَمِيتَا
وبِعْتَهُمْ طَحِينَك السِّخْتِيتَا
إِذاً رَجَوْنَا لَك أَن تَلُوتَا
(و) السِّخْتِيت، أَيضاً: (الشَّدِيدُ) ، رَوَاهُ أَبو عَمْرٍ وَعَن
ابْن الأَعْرَابيّ، يُقَال: كَذِبٌ سَخْتِيتٌ، أَي: شَدِيد، وأَنشد
لِرُؤْبَةَ:
هَلْ يُنْجِيَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ
قَالَ أَبو عليّ: السِّخْتِيت من السَّخْت، كزِحْلِيلٍ من الزَّحْلِ.
قلتُ: فَلَو أَشار المصنِّف فِي أَوّل الْمَادَّة بقوله كالسَّخِيت
والسِّخْتِيتُ، كَانَ أَحسنَ.
(والمَسخوتُ: الأَملسُ) ، يُقَال: خَرْقٌ مَسْخوتٌ: أَي أَمْلسُ
مُطمِئنٌّ.
(والسِّخْتِيانُ) ، بِالْكَسْرِ، (ويُفتَحُ) وحَكى قومٌ فِيهِ
التَّثلِيثَ، وجزَمَ شُرَّاح البُخَارِيّ بأَن الفتحَ هُوَ الأَكثر
الأَفصح وَاقْتصر الشِّهابُ فِي شرْح الشِّفاءِ على كسرِ السِّين،
وَحكى فِي التاءِ الْفَتْح والكسرَ، وَاقْتصر ابْنُ التِّلِمْسانيّ فِي
حَوَاشِي الشفاءِ على ضمِّ السِّين
(4/554)
وحِكايةِ الوجهَينِ فِي التاءِ، وَقَالَ:
إِنه يُقَال بالخاءِ وَالْجِيم. قَالَ شَيخنَا: وأَغربُ الضبطِ فِيهِ
مَا قَالَه التِّلِمْسانيّ، وَلَا سيَّما حِكَايَة الْجِيم، فإِنها لَا
تُعرَف. وَهُوَ: (جِلْدُ الماعِزِ إِذا دُبِغَ) ، وَهُوَ على الصَّحِيح
(مُعَرَّبٌ) من فارسيّ، صَرَّحَ بِهِ غيرُ واحِدٍ من الْأَئِمَّة.
وَقَالَ صاحِبُ الناموس: هُوَ فارسيٌّ، أَو مُشترَك، وَفِيه تأَمُّلٌ.
(ومِنه أَيُّوب السِّخْتِيانِيّ) ، كَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي أُخرى
زيادةُ علامةِ الدَّال، أَي وبَلَدٌ، مِنْهُ أَيُّوبُ. وَهُوَ أَبو
بكرٍ أَيُّوبُ بن أَبِي تَمِيمَةَ كَيْسانَ عَن أَنَسٍ والحَسن، وَعنهُ
الثَّوْرِيّ وشُعْبَةُ. قَالَ الحسنُ: أَيُّوب سيِّدُ شبابِ أَهْلِ
البَصْرة، روى عَنهُ مالِكٌ، وَمَات سنة إِحدى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة.
وَقَالَ ابْن الأَثِيرِ: نسبه إِلى عَمَلِ السِّخْتِيَانِ وبَيْعِه،
وَهُوَ الجُلوُ العُنَّابِيَّة، لَيست بأَدَمٍ.
وَذكر أَيضاً فِي هاذه الترْجَمة أَبا إِسحاق عمرانَ بن مُوسَى بن
مُجَاشعٍ السِّخْتِيانيّ، مُحدِّث جُرْجانَ، ثِقَة عَن أَبي الربِيع
الزَّهْرانيّ.
وهدْبَةُ بْنُ خالِدٍ، وَعنهُ أَبو بكرٍ الإِسماعيليج وابنُ عَدِيَ
والحاكِمُ، مَاتَ بجُرْجانَ سنة 305.
قلت: وأَحمدُ بن عبد اللَّهِ السِّخْتِيانيّ رَوَى عَن السَّرِيّ بن
يَحيى، وَعنهُ أَبو طاهِرٍ المخلص.
(وسَخْتَان) ، كسَحْبان، (وسُخَيْتٌ، كزُبَيرٍ: مُحدِّثانِ) .
وأَبو عبْدِ الله محمدُ بن سختيان الشِّيرازِيّ المُعَدَّل، محدِّث،
رَوَى عَن أَحمدَ بنِ عبد الجبَّار العُطارِديّ، ويَعقوب بنِ سُفْيانَ
الفَسَوِيّ، وَعنهُ أَبو الْقَاسِم الطَّبَراني.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
اسْخاتَّ الجُرْحُ، اسْخِتياتاً: سَكَنَ وَرَمُه.
وكَذِبٌ سِخْتِيتٌ: خالصٌ، قَالَ رؤبَة:
(4/555)
هَل يُنَجِينَيِّ كَذِبٌ سِخْتِيتُ
أَو فِضَّةٌ أَو ذَهَبٌ كِبْرِيتُ
هَكَذَا رَوَوْهُ، وَالصَّوَاب فِي الرِّوَايَة:
هَلْ يَعْصِمَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ
وفِضَّةٌ وذَهبٌ كِبْرِيتُ
وَعَن أَبي عمرٍ و: السِّخْتِيتُ، بِالْكَسْرِ الدَّقيقُ من كلِّ
شيْءٍ.
وَفِي التَّهْذِيب، عَن النَّوَادِر: نَخَتَ فُلانٌ بفلانٍ، وسَخت
لَهُ: إِذا استقصَى فِي القَوْل.
وأَبو عمْرٍ وَمُحَمّد بن عمْرِو بنِ سَخْتَوَيهِ السَّخْتَوِيّ
الكنديّ، محَدّثٌ رَوَى عَن سَعْدِ بن الصَّامِت، وعَنه محمّدُ بن
شَاذَانَ.
والسَّخْتَوِيَّةُ بَيْتٌ من المُحَدِّثينَ بسَرْخَسَ، يُقَال لكلّ
واحدٍ مِنْهُم سَخْتَوِيٌّ، مِنْهُم أَبو الحَسَن عليّ بن عبدِ
الرحْمان بنِ عليّ، الليْثِيّ، وغيرَهُ.
سرت
: (سُرْتُ، بالضَّمِّ) : أَهمله الْجَمَاعَة، وَقَالَ الصاغانيُّ: هُوَ
(د، بالمَغْرِبِ) وَفِي المَرَاصد: أَنّهَا مدينةٌ على بَحر الرُّوم
بينَ بَرْقَةَ وطَرَابُلُسَ وأَجْدَابِيَةَ فِي جَنُوبِهَا إِلى
البَرّ، مِنْهَا: أَبُو عِثْمَانَ سَعيد بن خَلَفِ بن جَرِيرِ
القَيْرَوَانِيّ، سَمِعَ بمَكَّةَ من أَبي جعفرٍ العقيليّ، وأَبي سعيد
بن الأَعْرَابيّ، وبمِصْرَ من أَبي الْحسن الدِّينَوَرِيّ العابد،
وصَحِبَه. وَكَانَ حَافِظًا، أَخبارِيّاً، نَسَّاكاً، حَلِيماً،
طاهِراً، أَدِيباً.
(وسُرْتَةُ) ، بالضَّمِّ أَيضاً، وَفِي المَراصد: أَنّها بالضَّمِّ
ثمَّ الْكسر، وشدّ المُثَنّاة الْفَوْقِيَّة آخرهَا هاءُ تأْنيث،
وَكَذَا ضَبطه الصّاغانيّ أَيضاً: (د بجَوْفِ الأَنْدَلُسِ) شَرقيّ
قُرْطُبَةَ، (مِنْهَا قاسِمُ بنُ أَبي شُجَاعٍ السُّرْتِيّ
المُحَدِّثُ) عَن أَبي بكرٍ الآجُرِّيّ.
قلتُ: وَكَذَا عتِيقُ بن أَبي القاسِم الأَديب السُّرْتيّ وَعبد
الجَبّار السُّرْتيّ العابِدُ مشهورٌ.
(4/556)
وبكسر أَوّله: عَبْدُ الله بن أَحْمَدَ
السِّرْتِيُّ، عابدٌ مَغْرَبِيّ، حكَى عَنهُ إِبراهيمُ بن أَحمدَ بنِ
شَرَفِ.
سرخكت
: وممّا يُستدرك عَلَيْهِ:
سُرْخَكْت بضمّ السِّين وسُكُون الرّاءِ وَفتح الخاءِ الْمُعْجَمَة
وسُكون الْكَاف وَآخره مثنّاة فوقيّة: قَرْيَة بسَمَرْقَنْدَ، مِنْهَا:
الإِمام الفاضلُ أَبو بَكْرٍ محمّدُ بنُ عبدُ الله بن فَاعل الفَقِيه،
رَوَى عَن أَبي المَعَالي محمّد بنِ محمّد بنِ زَيْدٍ الحُسَيْنيّ،
وتُوُفّي بسَمَرْقَنْدَ فِي سنة 518.
سرفت
: (السُّرْفُوتُ، بالضَّمِّ: دُوَيْبَّةٌ كسامٍ أَبْرَصَ، تَتولَّدُ
فِي كُورِ الزَّجّاجينَ، لَا تَزال حَيَّةً مَا دامتِ النّارُ
مُضْطَرِمَةً، فإِذا خَمَدَتْ مَاتَت) .
سِتّ
: وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
سَتَّان كسَحْبان، وَهُوَ فِي نسب مُلُوك بني بُوَيْه.
سفت
: (سَفِتَ، كسَمِعَ) ، يَسْفَتُ، سَفْتاً: (أَكْثَرَ من الشَّرَابِ)
والماءِ (ولَمْ يَرْوَ) كَذَا بِالْوَاو فِي سَائِر النُّسَخ. وَفِي
اللِّسن فَلم يَرْوَ، بالفاءِ.
وسَفِفْتُ المَاءَ أَسَفُّهُ كذالك، وَهُوَ قولُ أَبي زيدٍ، وسيأْتي
فِي سفف.
وَكَذَلِكَ سَفِهْتُهُ.
(والسِّفْتُ، بالكَسْرِ) لُغَةٌ فِي (الزِّفْتِ) ، عَن الزَّجاجيّ.
وَقيل: لُثْغَةٌ.
(و) قَالَ ابْنُ دُرْيْدٍ: السَّفِتُ،
(4/557)
(كَكَتِف) ، مِنْهُ، يُقال: (طَعَامٌ)
سَفِتٌ: (لَا بَرَكَةَ فِيهِ) ، لُغَةٌ يَمانِيَةٌ. واسْتَفَتَ
الشَّيْءَ: ذهَبَ بِهِ، عَن ثَعْلَب.
سقت
: (سَقِتَ) الطّعامُ، (كَفَرِحَ) : هُوَ بِالْقَافِ بعد السّين،
(سَقْتاً) بِفَتْح فَسُكُون، (وَسَقَتاً) محرَّكةً، (فهوَ سَقِتٌ) ،
كَكَتِفٍ: (لَمْ تَكُنْ لهة بَرَكَةٌ) ، هاكذا ذَكرُوهُ. ويَشْبِه أَنْ
يكونَ لُغَةً فِي: سَفِتَ، كَمَا تقدَّم. وَقد أَهملَه الجماعةُ.
سكت
: (السَّكْتُ) و (السُّكُوتُ) : خِلافُ النُّطْقِ. قَالَ شيخُنا: وَفِي
عِبَارة المُصنِّف تفسيرُ الشَّيْءِ بِنَفسِهِ لَفْظاً ومعْنًى. وَهُوَ
غيرُ مُتَعَارف بينَ أَهلِ اللِّسان، وَلَو فَسَّره بالصَّمْتِ كَمَا
فِي الْمِصْبَاح، أَو قَالَ: هُوَ معروفٌ، لَكَانَ أَوْلَى. قلتُ:
وَبِمَا عَبَّرْنا يَنْدَفِعُ الإِيرادُ الْمَذْكُور، كَمَا هُوَ
ظَاهر.
وَقد سَكَتَ، يَسْكُتُ، سَكْتاً، وسُكُوتاً، (كالسُّكَاتِ) بالضَّمِّ،
(والسَّاكُوتَةِ) فاعُولَة من السَّكْتِ.
وأَخَذَه سَكْتٌ وسَكْتَةٌ وسُكَاتٌ وسَاكُوتَةٌ. ورجلٌ ساكِتٌ
وسَكُوتٌ، وساكُوتٌ.
(و) السَّكْتُ: الرجلُ (الكَثِيرُ السُّكُوتِ، كالسِّكْتِيتِ)
بِالْكَسْرِ وياءٍ بينَ تَاءَيْن. (و) قَالَ أَبو زَيْد: سمِعْتُ
رجُلاً من قَيْسٍ يَقُول: هاذا رَجُلٌ سِكْتيتُ، بِمَعْنى (السِّكِّيت)
، كسِكِّين.
ورَجُلُ سِكِّيتٌ، بَيِّنُ السّاكُوتَةِ والسُّكُوتِ: إِذا كَانَ كثيرَ
السُّكُوت، (و) كذالك (السُّكَّيْتُ، والسُّكَيْتُ) ، مُصغَّراً
مُشدَّداً ومُخَفَّفاً، رواهُما أَبو عمْرٍ و.
(والسَّاكُوتُ، والسّاكُوتَةُ) ، يُقالُ: رَجُلُ ساكُوتٌ وساكُوتَةٌ:
إِذا كَانَ
(4/558)
قليلَ الكلامِ من غير عِيَ، فإِذا
تَكَلَّمَ أَحْسَنَ.
قَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: سَكَتَ الصّائِتُ يَسْكُتُ، سُكُوتاً: إِذا
صَمَتَ، قَالَ شيخُنَا عَن بعض المُحَقِّقينَ: إِنّ السُّكوتَ هُوَ
تَرْكُ الكلامِ مَعَ القُدْرةِ عَلَيْهِ. قَالُوا: وبالقيد الأَخير
يُفارقُ الصَّمْتَ، فإِنّ القدرةَ على التَّكَلُّم لَا تُعْتَبر فِيهِ،
قَالَه ابنُ كَمَال باشا، وأَصلُه للرَّاغب الأَصْبَهانيّ، فإِنّه
قَالَ فِي مُفرداته: الصَّمْتُ أَبلغُ من السُّكُوت، لأَنه قد يُستعملُ
فِيمَا لَا قُوَّةَ لَهُ على النُّطْق، وَلذَا قيل لِما لَا نُطْقَ
لَهُ: الصّامتُ والمُصْمَت والسُّكُوتُ يقالُ لما لَهُ نُطْقٌ،
فيَتْرُكُ استعمالَه. قَالَ شيخُنَا: فإِطلاقُ الفَيُّوميّ فِي
الْمِصْبَاح كغيرِه أَحَدَهُما على الآخَر، من الإِطلاقات اللُّغَوِيّة
العامَّة.
(و) السَّكْتُ: من أُصول الأَلحَان، شبْهُ تَنَفُّسٍ، يُرادُ بذالك
(الفَصْلُ بَيْنَ نَغْمَتَيْنِ بِلاَ تَنَفُّسٍ) ، كَذَا فِي
التَّهْذيب، كالسَّكْتَة.
(و) سَكَت يَسْكُت سُكُوتاً، وأَسْكَتَ. وقيلَ: تَكلَّمَ الرَّجُلُ
ثمَّ سَكَتَ، بغيرِ أَلِفٍ.
و (أَسْكَتَ) : إِذا (انْقَطَعَ كَلامُهُ، فلَمْ يَتَكَلَّمْ) ؛
وأَنشد:
قَدْ رَابَنِي أَنَّ الكَرِيَّ أَسْكَتَا
لَو كَانَ مَعْنِيّاً بِنَا لَهَيَّتَا
(والسَّكْتَةُ) ، بالفَتْح: (داءٌ) ، وَهُوَ الْمَشْهُور بَين
الأَطِبّاءِ. وَقد صرَّح بِهِ الجَوْهَرِيُّ، وغيرُهُ. وَقَالَ بعض
أَربابِ الحَوَاشِي: هِيَ بِالْكَسْرِ؛ لأَنه هَيْئته. قلت: وَهُوَ غير
صحيحٍ، لِمُخَالفَتِه النُّقُولَ.
(و) السُّكْتَة، (بالضَّمِّ: مَا أَسْكَتّ بِهِ صَبِيّاً، أَو
غَيْرَهُ) . وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: مَا لَهُ سِكْتَةٌ لَعيالِه،
وسُكْتَةٌ، أَي مَا يُطْعِمُهم فيُسْكِتَهم بِهِ، وإِليه أَشارَ
المصنّف بقوله: (وبَقِيَّةٌ تَبْقَى فِي الوِعَاءِ) ، أَي: من
الطَّعَام.
(و) السُّكَيْتُ، (كالكُمَيْت، و) قد (يُشَدَّدُ) فيُقال:
السُّكَّيْتُ، وَهُوَ
(4/559)
الّذِي يجيءُ (آخِرَ خَيْلِ الحَلْبَةِ) من
العَشْرِ المَعْدُودَات، وَهُوَ القاشُور والفِسْكِلُ أَيضاً، وَمَا
جاءَ بعدَهُ لَا يُعْتَدُّ بِهِ، كَذَا فِي الصَّحاح. وأَوَّلُهُ
المُجَلِّي، ثمَّ المُصَلِّي ثمَّ المُسَلِّي، ثمّ التّالي، ثمَّ
المُرْتَاحُ، فالعَاطِفُ فالحَظِيُّ، فالمُؤَمَّلُ، فاللَّطِيمُ. وَفِي
اللِّسَان: قَالَ سِيبَوَيْهِ: سُكَيْتٌ: ترخيم سُكَّيْتٍ، يَعْنِي
أَنَّ تصغيرَ سُكَّيْت، إِنّما هُوَ سُكَيْكِيتٌ، فإِذا رُخِّمَ،
حُذِفت زائدتاه.
وسَكَتَ الفَرَسُ: جاءَ سُكَيْتَاً.
(ورَمَاهُ) اللَّهُ (بسُكَاتَةٍ وسُكَاتٍ، بضمِّهما) . قَالَه أَبو
زَيْدٍ، وَلم يُفَسِّرْه. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنّ
مَعْنَاهُ (أَي بِمَا) ، أَي: بِهَمَ (يُسْكِتُهُ) ، أَو بأَمْرٍ
يَسْكُتُ مِنْهُ.
(وَهُوَ عَلَى سُكَاتِ الأَمْرِ) ، بالضَّمّ: (أَي مُشْرِفٌ على
قَضَائِه) .
وكنتُ على سُكَاتِ هاذه الحاجَةِ: أَي على شَرَف من إِدراكِها. كَذَا
فِي اللِّسان.
(والسُّكَاتُ) ، بالضّمّ، (من الحَيَّاتِ: مَا يَلْدَغُ قبلَ أَنْ
يُشْعَرَ بِهِ) ، وَهُوَ مَجازٌ.
وحَيّةٌ سَكُوتٌ، وسُكَاتٌ: إِذا لم يَشْعُرْ بِهِ الملسوعُ حتّى
يَلْسَعَهُ، وأَنشد يَذْكُرُ رجلا داهِيَةً:
فَمَا تَزْدَرِي منْ حَيَّةٍ جَبَلِيَّةٍ
سُكَاتٍ إِذا مَا عَضَّ لَيْسَ بأَدْرَدَا
وَذهب بالهاءِ إِلى تأْنيث لفظ الحَيَّة.
(والأَسْكاتُ) من النّاس، بِالْفَتْح، عَن ابْن الأَعرابيّ، يُقَال:
رأَيتُ أَسْكاتاً من النَّاس: أَي فِرقاً مُتفرِّقةً، وَلم يَذْكُرْ
لَهَا وَاحِدًا. وَقَالَ اللِّحْيانيّ: هم (الأَوْباشُ) ، وَمِنْهُم من
قَالَ: إِنّ واحدَهُ: سَكْتٌ، وَفِيه تأَمُّلٌ.
(و) الأَسْكاتُ: (البَقايا مِنْ كلّ شَيْءٍ) ، كأَنّه جمع سَكْتة، وَقد
تقدم.
(و) الأَسْكاتُ، أَيضاً: أَيّامُ الفَصْل وَهِي (الأَيّامُ
المُعْتَدِلاتُ دُبُرَ الصَّيْفِ) نقلَه الصّاغانيّ.
(و) فِي حَدِيث ماعِزٍ: (فرميْنَاهُ
(4/560)
بجَلامِيدِ الحَرَّةِ، حَتَّى (سَكَتَ)) ،
أَي (ماتَ) .
(و) عَن أَبي زَيْد، يُقَال: (رَجُلٌ سَكِتٌ) إِذا كانَ (قَلِيلَ
الكلامِ) من غَيْرِ عِيّ، (فإِذا تَكَلَّمَ أَحْسَنَ) ، كالسِّكِّيت،
وَقد تقدّمَت الإِشارةُ إِليه.
(و) المُسكَّتُ، (كمُعَظَّمٍ: آخِرُ القِدَاحِ) وَقد تَسقُطُ هاذه عَن
بعض النُّسَخ، كَمَا قالَهُ شيخُنَا.
ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
عَن اللِّحْيَانِيّ: الاسْمُ من: سَكَتَ، السَّكْتَةُ، والسُّكْتَةُ.
وَقيل: سَكَتَ: تَعَمَّدَ السُّكُوتَ.
وأَسْكَتَ: أَطْرَقَ من فِكْرَةٍ، أَو داءٍ، أَوْ فَرَقٍ. وَفِي حَدِيث
أَبي أَمامَةَ: (وَأَسْكَتَ، واسْتَغْضَبَ، ومكَثَ طَوِيلاً) أَي:
أَعْرِض وَلم يَتكلَّمْ. وَيُقَال: ضَرَبْتهُ حتّى أَسْكَتَ. وَقد
أَسْكَتَتْ حَركَتُه.
فإِنْ طَال سُكُوتُه من شَرْبَةٍ أَو داءٍ، قيلَ: بِهِ سُكَاتٌ.
وساكَتَنِي فَسَكَتُّ.
وأَصاب فلَانا سُكاتٌ: إِذا أَصابَهُ داءٌ مَنَعَه من الْكَلَام.
وَعَن أَبي زَيْد: صَمَتَ الرَّجُلُ وأَصْمَتَ، وسكَتَ وأَسْكَتَ،
وأَسْكَتَه اللَّهُ وسَكَّتَه، بِمَعْنى.
ورَمَيْتُهُ بسُكاتَةٍ أَي: بِمَا أَسْكَتَهُ. وَفِي المُحْكَمِ: رماهُ
بصُمَاتَةٍ وسُكَاتَةٍ، أَي: بِمَا صَمَتَ مِنْهُ وسَكَتَ. قَالَ ابنُ
سِيدَهْ: وإِنّما ذكرْت الصُّمَاتَ هُنَا، لأَنّه قَلَّما، يُتَكَلَّمُ
بسُكاتَةٍ، إِلاّ مَعَ صُماتَةٍ، وسيأْتي ذِكرُه فِي وَضعه.
والسَّكُوتُ من الإِبِل: الَّتي لَا تَرْغُو عِنْد الرَّحْلَة، قَالَ
ابْنُ سِيدَه: أَعني بالرَّحْلَة هُنَا وَضْعَ الرَّحْلِ عَلَيْهَا.
وَقد سَكَتَتْ سُكُوتاً، وهُنَّ سُكُوتٌ؛ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
يَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِهِ سُكُوتَا
سَفَّ العَجُوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتَا
(4/561)
قَالَ: وروايةُ أَبي العلاءِ:
يَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِه سُفُوتا
من قَوْلك: سَفِتَ الماءَ: إِذا شَرِبَ مِنْهُ كثيرا، فَلم يَرْوَ،
وأَراد بارِدَ مائِه، فوضعَ المصدرَ موضِعَ الصِّفة، كَمَا قَالَ:
إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسَا
تأْكُلُ بعدَ الخُضْرةِ اليَبِيسَا
وَفِي التَّهْذِيب: السَّكْتَةُ فِي الصَّلاةِ أَنْ تَسْكُتَ بعدَ
الِافْتِتَاح، وَهِي تُسْتَحَبُّ، وَكَذَلِكَ السَّكْتَة بعدَ الفَرَاغ
من الْفَاتِحَة.
وَفِي الحَدِيث: (مَا تقولُ فِي إسْكَاتَتِك؟) ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ:
هِيَ إِفْعَالَةٌ من السُّكُوت، مَعْنَاهُ: سُكُوتٌ يَقْتَضِي بعدَه
كَلاماً، أَو قِراءَةً مَعَ قِصَرِ المُدَّة. وَقيل: أَراد بهاذا
السُّكوت ترْكَ رفْعِ الصَّوْتِ بالْكلَام، أَلاَ ترَاهُ قَالَ: مَا
تقولُ فِي إِسكاتَتِك؟ أَي: سُكُوتِكَ عَن الجَهْرِ دُونَ السُّكُوتِ
عَن القِراءَةِ، وَالْقَوْل.
وسَكَت الغَضبُ، مثل: سَكَن: فَتَرَ. وَفِي التَّنْزيل الْعَزِيز:
{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ} (الْأَعْرَاف: 154) . وَقَالَ
الزَّجّاج مَعْنَاهُ: ولمَّا سَكَنَ. وَقيل: لمَّا سَكَتَ مُوسى عَن
الغَضبِ، على القَلْب، كَمَا قالُوا: أَدْخلْتُ القَلَنْسُوَة فِي
رَأْسِي والمَعْنى: أَدْخلْتُ رَأْسِي فِي القلَنسُوَة. قَالَ: والقوْل
الأَوّل الَّذِي معناهُ سَكنَ، هُوَ قولُ أَهلِ العَرَبِيّة، قَالَ:
وَيُقَال: سَكَتَ الرَّجلُ، يَسْكُتُ، سَكْتاً: إِذا سَكَنَ. وسَكَت،
يَسْكُتُ، سُكُوتاً، وسَكْتاً: إِذا قَطَعَ الكلامَ، ونقلَهُ شيخُنا
عَن بحْر أَبي حَيّان، ولاكن ادَّعَى فِي سَكَت الرَّجُلُ أَنَّ مصدره
السُّكُوتُ فَقَط، وأَورَد بِهِ على المؤلِّف حيثُ لم يُمَيِّزْ
بَينهمَا مَعَ أَنَّ الْمَنْقُول عَن الْأَئِمَّة خِلافُ ذالك، كَمَا
قدَّمْنا.
(4/562)
وسَكَتَ الحَرُّ: اشْتَدَّ. ورَكدَتِ
الرِّيحُ.
وأَسْكَتَتْ حَرَكَتُه: سَكَنَتْ.
وأَسْكَتَ عَن الشَّيْءِ: أَعرضَ.
وَفِي الأَساس: تَكلّمَ ثُمّ سَكَتَ وإِذا أُفْحِمَ، قِيل: أُسْكِتَ.
وللحُبْلَى صَرْخَةٌ ثمْ سَكْتَة. وهاذه هاءُ السَّكْتِ.
وَمن المَجَاز: فلانٌ سُكَيْتُ الحَلْبَةِ، للمُتخلِّفِ فِي صَنْعَتِه.
وسُكْتَانُ، كعُثْمَانَ: قَريةٌ ببُخارَى. مِنْهَا: أَبو سَعِيدٍ
سُفْيَانُ بنُ أَحمدَ بنِ إِسحاقَ الزّاهد، محدّث.
وسُكْتانُ أَيضاً، وَيُقَال: سُجْتَانُ، بِالْجِيم: بلدٌ بالمَغْرِب،
وإِليه نُسِبَ عِيسى الكتّانِيّ، شيخ مشايخِ مَشايِخِنا.
وآلُ باسكوتة: جمَاعَة باليَمَن.
سلت
: (سلت المِعَى، يسْلُتُ) بالضّم، سَلْتاً، (ويسْلِتُ) بِالْكَسْرِ:
إِذا (أَخْرَجَهُ بِيَدِهِ) . وَفِي اللِّسان: السَّلْتُ: قَبْضُك على
الشَّيْءِ أَصابَهُ قَذَرٌ ولَطْخٌ، فَتسْلِتُه عَنهُ سَلْتاً،
وَالْمعْنَى: تَسْلتُ حَتَّى يَخْرُج مَا فِيهِ.
(و) من المجازِ: سَلَتَ (أَنْفَه) بِالسَّيْفِ، وَفِي المُحْكم:
وسَلَتَ أَنْفَهُ يَسْلِتُهُ، سَلْتاً: (جَدَعَهُ) وَفِي حَدِيث
سَلْمانَ: (أَنَّ عُمَرَ قَالَ: مَنْ يأْخُذُها بِمَا فِيهَا؟ يَعْنِي
الخِلافةَ، فَقَالَ سَلْمَانُ: مَنْ سَلَتَ اللَّهُ أَنْفَه) ، أَي:
جَدَعَهُ وقَطَعَهُ.
(و) سَلَتَ (الشَّعَرَ) ، وَفِي اللِّسَان: سَلَتَ رأْسَهُ: أَي
(حَلَقَهُ) . ورأْسٌ مَحْلوتٌ، ومَسلُوتٌ، ومَسبوتٌ، ومَحلُوقٌ:
بِمَعْنى واحدٍ.
(و) سَلَتَ (الشَّيْءَ: قَطَعَهُ) ، وَفِي حَدِيثه حُذَيْفَةَ وأَزْدِ
عُمَانَ: (سَلَتَ اللَّهُ أَقْدامَها) أَي: قَطَعَها. وسَلَتَ يَدَه
(4/563)
بالسَّيْفِ. قَطَعها، يُقالُ: سَلَتَ
فُلانٌ أَنْفَ فُلانٍ بالسَّيْفِ سَلْتاً: إِذا قَطَعهُ كُلَّه. وَفِي
حَدِيث أَهل النّارِ: (فيَنْفُذُ الحَمِيمُ إِلى جوْفِهِ فيَسْلِتُ مَا
فِيهَا) ، أَي يَقْطَعُه ويَستأْصِلُه. وأَصلُ السَّلْتِ: القَطْعُ.
(و) سَلَتَ (دَمَ البَدَنَةِ: قَشَرَهُ) بالسِّكِّينِ، عَن
اللِّحْيَانيّ، هاكذا حَكَاهُ. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّهُ
قَشَرَ جِلْدَهَا بالسِّكِّين (حَتَّى أَظْهَرَ دَمَها) .
(و) سَلَتَ (القَصْعَةَ) من الثَّرِيد، يَسْلْتُها، سَلْتاً: إِذا
(مَسَحَها بإِصْبَعِه) لِتَنْظُفَ. وَفِي الحَدِيث: (أُمِرْنَا أَنْ
نَسْلُتَ الصَّحْفَةَ) ، أَي: نَتَتَبَّعَ مَا بَقِيَ فِيهَا من
الظَّعَامِ ونَمْسَحَها بالأَصابِع، (كاسْتَلَتَهَا) ، وهاذه عَن
الصّاغانيّ. (و) سَلَتَتِ (المَرْأَةُ الخِضابَ عَن يَدِهَا) : إِذا
مَسَحَتْهُ وأَلْقَتُهُ، وَفِي الصَّحاح: إِذا (أَلْقَتْ عَنْهَا
العُصْمَ) .
والعُصْمُ، بالضَّمِّ: بَقِيّة كلّ شيْءٍ، وأَثَرُهُ من القَطِرَانِ
والخِضابِ ونَحْوِه. وَفِي حَدِيث عائشةَ، رضِيَ الله عَنْهَا، وسُئلتْ
عَن الخِضابِ، فَقَالَت: (اسْلِتِيهِ وأَرْغِمِيهِ) .
(و) سَلَتَ (فُلاناً: ضَرَبَهُ) وجَلَدَه.
(و) سَلَتَ (بِسَلْحِهِ: رَمَى) ، وَذَا من زياداته.
(والسُّلاَتَةُ) بالضَّمّ: (مَا يُسْلَتُ) مِنْهُ.
وَهُوَ أَيضاً مَا يُؤْخَذُ بالأَصبَعِ من جَوانبِ القَصْعَةِ
لِتَنْظُفَ، (و) يُقَال: (انْسَلَتَ عَنَّا) : أَي (انْسَلَّ من غيْرِ
أَنْ يُعْلَمَ بِهِ) .
والمَسلُوتُ: الَّذِي أُخِذَ مَا عَلَيْهِ من اللَّحْمِ.
وَقيل: السَّلْتُ: هُوَ إِخراجُ الْمَائِع والرَّطْبِ اللاّصق بشيْءٍ
آخَرَ، قَالَه شيخُنَا.
(والسُّلْتُ، بالضَّمّ: الشَّعِيرُ) بِعَيْنِه، (أَو ضَرْبٌ مِنْهُ،
أَو) هُوَ الشَّعِيرُ الحامِضُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: السُّلْتُ: شَعِيرٌ
لَا قِشْرَ لَهُ، أَجرَدُ. زَاد الجَوْهَرِيُّ: كأَنَّه الحِنْطَة،
يكونُ بالغَوْر والحجَاز
(4/564)
يَتَبَرَّدُونَ بسَوِيقه فِي الصَّيْف.
وَفِي الحَدِيث: (أَنّه سُئل عَن بَيْعِ البَيْضَاءِ بالسُّلْتِ) هُوَ
شَعِيرٌ أَبيضُ لَا قِشْرَ لَهُ، وَقيل: هُوَ نوعٌ من الحِنْطَة،
والأَوّل أَصَحُّ، لأَنّ البيضاءَ الحِنْطَةُ.
(و) رُوِيَ عَن النَّبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنّه (لَعَنَ
(السَّلْتَاءَ) والمَرْهاءَ) السَّلْتَاءُ من النِّساءِ: (الَّتِي) لَا
تَعَهَّدُ يَدَيْهَا بالخِضَاب؛ وَقيل: هِيَ الّتي (لَا تَخْتَضِبُ)
البَتَّةَ. ومثلُه فِي الأَساس وغيرِه.
وأَعْطِيني من سُلاتَةِ حِنّائِك.
(وذَهَبَ مِنّي) الأَمْرُ (فَلْتَةً، وسَلْتَةً: أَي سَبَقَنِي
وفَاتَنِي) ؛ وَقيل: هُوَ إِتْبَاعٌ.
(والأَسْلَتُ مَنْ أُوعِبَ جَدْعُ أَنْفِهِ) ، وَهُوَ الأَجْدَعُ،
وَبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ.
(و) هُوَ (والدُ أَبِي قَيْسٍ الشّاعرِ) صَيْفِيّ بن الأَسْلَت، واسْمُ
الأَسْلَتِ: عامرٌ، فَهُوَ لَقَبٌ لَهُ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ فِي هاذه المادّة:
يُقَال: سَلَتُّهُ مِائَةَ سَوْطٍ، أَي: جَلَدْتُه مثل: حَلَتُّهُ.
وَفِي الحَدِيث: (ثُمّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا) أَي: أَمَاطَهُ. وَفِي
حَدِيث عُمَرَ، رَضِي الله عَنهُ: (فَكَانَ يَحْمِلُه على عاتِقِه
ويَسْلُتُ خَشَمَهُ) أَي مُخَاطَهُ عَن أَنْفه، وأَخْرجَه الهَرَوِيُّ
عَن النَّبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّه كَانَ يَحْمِلُ
الحُسينَ على عاتِقِه، ويَسْلُتُ خَشَمَهُ) .
ومسلاتَةُ مدِينَةٌ بالغَرْب.
وسَلّنت، بتَشْديد اللاّم. وَيُقَال: سَلْمُنْت، بقَلْبِ إِحْدى
اللاّمَيْنِ مِيماً: قريةٌ بمِصْرَ لبني حَرامِ بْنِ سَعْد.
سلحت
: (السُّلْحُوتُ، كزُنْبُورٍ) : أَهملَه الجَوْهَريُّ، وَقَالَ أَبو
عَمْرٍ و: هِيَ (السُّحْلُوتُ) ، وَقد مرّ أَنّها الماجِنَةُ؛ قَالَ:
أَدْرَكْتُهَا تَأْفِرُ دُونَ العُنْتُوتْ
تِلْكَ الخَريعُ والهَلُوكُ السُّحْلُوتْ
(4/565)
وَنَقله ابنُ السِّكِّيت أَيضاً هاكذا.
سلفت
: وَمِمَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سَلْفيت، بِالْفَتْح: قَريَةٌ من أَعمال نَابُلُسَ، مِنْهَا الشَّمْسُ
محمَّدُ بنُ محمَّد بن عبد الله المَقْدِسيّ السَّلْفِيتيّ الشّافعيّ،
سَمِعَ على التَّقِيّ القَلْقَشَنْدِيّ سنة 859، وَكَانَ فَقِيها.
سلكت
: (السُّلْكُوتُ، كزُنْبُورٍ: طائِرٌ) قَالَ شيخُنا: صَرَّح أَبو
حَيّان وغيرُه بِأَنَّ تاءَه زَائِدَة. وَقد أَعادها المصنّف أَيضاً
فِي الْكَاف وهُنا تَوَهُّماً.
سمت
: (السَّمْتُ) بِالْفَتْح: (الطَّرِيقُ) ، يُقَال: الْزَمْ هاذا
السَّمْتَ؛ وَقَالَ:
ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرَتَيْنْ
قَطَعْتُه بالسَّمْتِ لَا بِالسَّمْتَيْنْ
مَعْنَاهُ: قَطعتهُ على طَريقٍ واحدٍ، لَا على طَريقينِ؛ وَقَالَ:
قطعتُه، وَلم يقل: قطعتُهما، لأَنّه عَنَى البَلدَ.
(و) السَّمْتُ: (هَيْئَةُ أَهْلِ الخَيْرِ) ، يُقَال: مَا أَحْسَنَ
سَمْتَهُ: أَي: هَدْيَهُ، كَذَا فِي الصَّحاح. وَفِي حَدِيث عُمَرَ،
رَضي الله عَنْهُ: (فيَنْظُرُونَ إِلى سَمْتِهِ وهَدْيِهِ) أَي: حُسْنِ
هَيْئَتِهِ ومَنْظَرِه فِي الدّين، وَلَيْسَ من الجَمال والحُسْنِ.
وَقيل: هُوَ من السَّمْتِ: الطريقِ. كَذَا قَالُوهُ.
وَظهر بِمَا قدَّمناه أَنّ السَّمْتَ بهاذا المعنَى صحيحٌ، فَلَا
اعتدادَ بِمَا قَالَه شيخُنَا بقولِه: لَا إِخالُه لُغَة صحِيحَةً،
وإِنّما أَخَذه من كَلَام بعضِ المُوَلَّدينَ وأَهل الغَريب.
(و) السَّمْتُ: (السَّيْرُ على الطَّرِيقِ بالظَّنِّ) ، وَقيل: هُوَ
السَّيْرُ بالحَدْس والظَّنّ على غيرِ طريقٍ؛ وَقَالَ:
لَيْسَ بهَا رِيعٌ لِسَمْتِ السّامِتِ
(و) السَّمْتُ: (حُسْنُ النَّحْوِ) فِي مَذْهَبِ الدِّين.
(4/566)
وَهُوَ يَسْمُتُ سَمْتَهُ: أَي يَنحُو
نَحْوَه، وَفِي حَدِيث حُذَيْفَةَ: (مَا أَعْلَمُ أَحَداً أَشْبَهَ
سَمْتاً وهَدْياً ودَلاًّ برَسُولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من
ابْن أُمِّ عَبْدٍ) يَعْنِي: ابنَ مَسْعُود.
قَالَ خالدُ بن جَنْبَةَ: السَّمْتُ: اتِّباعُ الحقِّ والهَدْيِ،
وحُسْنُ الجِوارِ. وقِلَّةُ الأَذِيَّة. قَالَ: ودَلَّ الرَّجُلُ:
حَسُنَ حديثُه، ومَزْحُهُ عندَ أَهلِه.
(و) السَّمْتُ: (قَصْدُ الشَّيْءِ) ، وإِنّه لَحَسَنُ السَّمْتِ: أَي
حَسَنُ القَصْدِ والمذهَب فِي دِينه ودُنْيَاه.
وسَمْتُ الطَّرِيق: قَصْدُه، وَقَالَ أَعرابِيٌّ من قَيْس:
سَوْفَ تَجُوبِينَ بِغَيْرِ نَعْتِ
تَعَسُّفاً أَوْ هاكَذا بالسَّمْتِ
السَّمْتُ: القَصْدُ. والتَّعَسُّف: السَّيْرُ على غير عِلْمٍ وَلَا
أَثَرٍ.
(سَمَتَ، يَسْمِتُ) ، بِالْكَسْرِ، (ويَسْمُتُ) بالضَّمِّ، سَمْتاً،
فبالضَّمِّ مَعْنَاهُ: قَصَدَ. وَقَالَ الأَصمعيّ: يُقَالُ:
تَعَمَّدَهُ تَعَمُّداً، وتَسَمَّتَهُ تَسَمُّتاً: إِذا قَصَدَ
نَحْوَهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: السَّمْتُ: تَنَسُّمُ القَصْدِ.
(و) بِالْكَسْرِ، قَالَ الفَرَّاءُ: (سَمَتَ لَهُم، يَسْمِتُ) ،
سَمْتاً: إِذا هُوَ (هَيَّأَ لَهُم وَجْهَ) العَمَلِ ووجْهَ (الكلامِ
والرَّأَيِ) .
(ويُونُسُ بنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ) كَانَ لَهُ لِحْيَةٌ وهَيْئَةٌ
ورَأْيٌ، (مُحَدِّثٌ) بِصْرِيٌّ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ الّتي
بأَيْدِينا. وَقَالَ شيخُنَا: وصَوابُه: يُوسُفُ بْنُ خالدٍ، وَنَقله
عَن تَحْرِير المُشْتَبه، لِلْحَافِظِ ابْن حَجَر، وَهُوَ ضعيفُ
الرِّواية، روَى عَن موسَى بن عُقْبَةَ، وَعنهُ ابنُهُ خالِدُ بنُ
يُوسُفَ.
(والتَّسْمِيتُ: ذِكْرُ الله تعالَى عَلَى الشَّيْءِ) ، وَفِي بعض
نُسَخ الصَّحاح: ذِكْرُ اسْمِ الله؛ وَقيل: التَّسْمِيتُ: ذِكْرُ
اللَّهِ، عَزَّ وجَلَّ، على كُلِّ حالٍ.
(4/567)
(و) التَّسْمِيتُ: (الدُّعَاءُ لِلْعاطِسِ)
، وَهُوَ قولُك لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ. وَقيل: معناهُ: هَداكَ
اللَّهُ إِلى السَّمْتِ، وذالك لِمَا فِي العاطِس من الانْزِعاجِ
والقَلَقِ؛ وَهَذَا قولُ الفارسيّ. وَقد سَمَّتَه: إِذا عَطَسَ،
فَقَالَ: يَرْحمُكَ اللَّهُ، أُخِذَ من السَّمْتِ إِلى الطَّرِيق
والقَصْد، كأَنَّه قَصَده بذالك الدُّعَاءِ؛ أَي: جعَلَك اللَّهُ على
سَمْتٍ حَسَنٍ. وَقد يَجعلُون السِّينَ شِيناً، كسَمَّرَ السَّفينةَ،
وشَمَّرَها: إِذا أَرْسَاهَا.
وَقَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: التَّسْمِيتُ: الدُّعاءُ بالبَرَكَةِ،
تقولُ: بارَكَ اللَّهُ فِيه. قَالَ أَبو العَبّاس: يُقالُ: سَمَّتَ
العاطسَ تَسميتاً، وشَمَّته تَشميتاً: إِذا دَعا لَهُ بالهَدْيِ
وقَصْدِ السَّمْتِ الْمُسْتَقيم. والأَصلُ فِيهِ السِّين، فقُلِبَتْ
شيناً قَالَ ثعلبٌ: والاختيارُ بالسّين، لأَنّه مأْخوذٌ من السَّمْتِ،
وَهُوَ القصدُ والمَحَجَّةُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: الشِّينُ أَعلَى
فِي كَلَامهم، وأَكثَرُ. وَفِي حديثِ الأَكْلِ: (سَمُّوا اللَّهَ،
ودَنُّوا، وسَمِّتُوا) ، أَي: إِذا فَرَغْتُم، فادْعُوا بالبَرَكَةِ
لِمَنْ طَعِمْتُم عندَهُ. والسَّمْتُ: الدُّعَاءُ.
(و) التَّسْمِيتُ: (لُزُومُ السَّمْتِ) ، وقَصْدُه، وَفِي حَدِيث
عَوْفِ بن مالكِ: (فانْطَلَقْتُ لَا أَدْرِي أَيْنَ أَذْهَبُ، إِلاَّ
أَنَّنِي أُسَمِّتُ) ، أَي: أَلْزَمُ سَمْتَ الطّرِيقِ يَعْنِي
قَصْدَه، وقيلَ: هُوَ بِمَعْنى أَدعو اللَّهَ.
وسامَتَهُ مُسَامَتَةً، بِمَعْنى: قابلَهُ، ووازَاهخ.
(ومُسَمَّتُ النَّعْلِ: أَسْفَلُ مِن مُخَصَّرِهَا إِلى طَرَفِها) .
سمنت
: (سَمَنْتُ، كسَمَنْد: ة بالصَّعِيدِ) ، تُناوِحُ قُوصَ.
سمرت
: (السُّمْرُوتُ) ، أَهمله الجماعَةُ. وَقَالَ ابنُ السِكِّيتِ فِي
الأَلْفاظِ: هُوَ،
(4/568)
(كزُنْبُورٍ) : الرَّجُلُ (الطَّوِيلُ) ،
نَقله صاحبُ اللِّسان.
سنت
: (أَسْنَتُوا) ، فهم مُسْنِتُونَ: أَصابتْهم سنَةٌ وقَحْطٌ، و
(أَجْدَبُوا) ؛ وَمِنْه قولُ ابْن الزِّبَعْرَى:
عَمْرُو العُلاَ هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ
ورِجَالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجافُ
وَهِي عندَ سيبويهِ على بَدَل التّاءِ من الياءِ، وَلَا نظيرَ لَهُ
إِلاّ ثِنْتَانِ، حكَى ذَلِك أَبو عليّ، وَفِي الصَّحاح: أَصلُه من
السَّنَةِ قلَبُوا الوَاوَ تَاء، لِيُفَرِّقوا بينَه وبينَ قولِهم:
أَسْنَى القَوْمُ: إِذا أَقامُوا سَنَةً فِي مَوضعٍ. وَقَالَ
الفَرّاءُ: تَوَهَّمُوا أَنَّ الهاءَ أَصْلِيَّة، إِذ وَجدوها
ثَالِثَة، فقلبوها تَاء، تَقول مِنْهُ: أَصابَتْهُمْ السَّنةُ،
بالتّاءِ. وَفِي الحَدِيث: (وَكَانَ القَوْمُ مُسْنِتِينَ) ، أَي:
مُجْدِبين أَصابتْهم السَّنَةُ، وَهِي القَحْطُ. وأَسْنَتَ، فَهُوَ
مُسْنِتٌ: إِذا أَجْدَبَ. وَفِي حَدِيث أَبي تَمِيمَةَ: (اللَّهُ
الَّذِي إِذا أَسْنَتَّ أَنْبَتَ لَكَ) ، أَي: إِذا أَجدَبْتَ
أَخْصَبَك.
(والسَّنِتُ، ككَتِفٍ) : الرَّجُلُ (القَلِيلُ الخَيْرِ) . وَفِي
المُحْكَم: رجُلٌ سَنِتُ الخَيْرِ: قَلِيلُهُ، و (ج: سَنِتُونَ) ،
وَلَا يُكَسَّرُ.
(وأَرْضٌ سَنِتَةٌ، و) كذالك (مُسْنِتَةٌ) الَّتي (لَمْ) يُصِبْها
مَطرٌ، فَلم (تُنْبِتْ) ؛ عَن أَبي حنيفةَ، قَالَ: فإِنْ كَانَ بهَا
يَبِيسٌ من يَبِيسِ عامٍ أَوَّلَ، فَلَيْسَتْ بمُسْنِتَةٍ، وَلَا تكونُ
مُسْنِتَةً حتّى لَا يكون فِيهَا شيْءٌ، قَالَ: وَيُقَال: أَرْضٌ
سَنِتَة: مُسْنِتَةٌ. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيفَ هاذا،
إِلاّ أَنْ يَخُصَّ الأَقلَّ بالأَقَلِّ حُرُوفاً، والأَكثَرَ
بالأَكثرِ حروفاً؛ قَالَ: وعامٌ سَنِيتٌ، ومُسْنتٌ: جَدْبٌ.
وسانَتُوا الأَرْضَ: تَتَبَّعُوا نَبَاتَها.
(والسَّنُّوت، كَتَنُّورٍ) ، على الْمَشْهُور،
(4/569)
ويُرْوَى بضمّ السّين، قَالَه ابنُ الأَثير
وغيرُه، فَلَا عِبْرَةَ بإِنكار شَيخنَا إِيّاه، وقالُوا: إِنّ الفتحَ
أَفصحُ، (و) السَّنَّوْتُ، مِثَالُ (سِنَّوْرٍ) : لُغَةٌ فِيهِ عَن
كُرَاع. وَقد اخْتِلِفَ فِي مَعْنَاهُ، فَقيل: هُوَ (الزُّبْدُ، و)
قيلَ: هُوَ (الجُبْنُ) ، وهما معرُوفانِ، نقلهما الصّاغانِيُّ، (و)
قيل: هُوَ (العَسَلُ) ؛ وأَنشد الجَوْهَرِيُّ قولَ الحُصَيْنِ بنِ
القَعْقَاعِ اليَشْكُرِيّ:
جَزَى اللَّهُ عَنِّي بُحْتَرِيّاً ورَهْطَهُ
بَنِي عَبْدِ عَمْرٍ وَمَا أَعَفَّ وأَمْجَدَا
هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لَا أَلْسَ بينَهُمْ
وهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَنْ يُقَرَّدَا
أَي: يُذَلَّلَ. والأَلْسُ: الخِيَانةُ.
(و) قيل: السَّنُّوتُ: (ضَرْبٌ من التَّمْرِ. و) قِيل: السَّنُّوتُ:
(الرُبُّ) ، بالضَّمّ. (و) قيل: السَّنُّوتُ السِّبِتُّ وَقد مر فِي
سبت. (و) قيل: السَّنُّوتُ (الرَّازِيانِجُ) ، وَهُوَ الشَّمَرُ بلُغةِ
مِصْرَ نقلَ الأَرْبَعَةَ الصّاغانيُّ (و) قيل: السَّنُّوت:
(الكَمُّونُ) يَمانِيَةٌ، وَبِه فَسَّر يعقوبُ قولَ الحُصَيْن
المتقدِّمَ. وفَسَّرَه ابْنُ الأَعْرَابِيّ بأَنَّه نَبتٌ يُشْبِهُ
الكَمُّونَ. وَفِي الحَدِيث أَنّه قَالَ: (علَيكم بالسَّنَا
والسَّنُّوت) ، قيل: هُوَ العَسل، وَقيل: هُوَ الرُّبُّ، وَقيل:
الكَمُّونُ. وَفِي الحَدِيث الآخَرِ: (لَو كَانَ شَيْءٌ يُنْجِي من
المَوْتِ، لَكَانَ السَّنَا والسَّنُّوت) .
(و) يُقَالُ: (سَنَّتَ القِدْرَ، تَسْنِيتاً) ، إِذا جَعَلَهُ) أَي
الكَمَّونَ، وطَرَحَهُ (فِيها) .
(والمَسْنُوتُ) ، بِصِيغَة الْمَفْعُول: (مَنْ يُصَاحِبُكَ فيَغْضَبُ
من غَيْرِ سَبَبٍ) لِسُوءِ خُلُقه، نَقله الصّاغانيّ، مأْخُوذٌ من
قَوْلهم: رَجلٌ سَنُوتٌ: سَيِّىءُ الخُلُقِ، أَوردَه ابنُ منظورٍ
وغيرُه.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
يُقَال: تَسَنَّتَ فُلانٌ كَريمةَ آلِ فُلان: إِذا تَزَوَّجَها فِي
سَنة القَحْط،
(4/570)
وَفِي الصَّحاح: يُقَالُ: تَسَنَّتَها: إِذا تَزَوَّجَ رجُلٌ لَئيمٌ
امرأَةً كَرِيمَة، لقِلَّةِ مالِها وكَثرةِ مالِه.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: أَسْتَنَ الرَّجُلُ، وأَسْنَتَ: إِذا دَخلَ فِي
السَّنَة.
واستدرك شيخُنا:
رَجُلٌ مُسْنِتٌ، أَي: مِسْكينٌ مُنقطِعٌ، لَا شيءَ لَهُ، قَالَ:
ولعلَّه مأْخوذٌ من الأَرْض، أَو الْعَام، أَو من أَسْنَتَ القَومُ:
أَجْدَبُوا؛ لأَنّ المُنقطِعَ الّذي لَا شيءَ عندَه أَعظمُ من الجَدْب
وعَدَمِ النَّبات.
سنبت
: سَنْبَتٌ، كجعْفَرٍ: السَّيِّىءُ الخُلُقِ، كَذَا فِي التَّهذيب فِي
الرُّباعيِّ، ونقلَهُ عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، كَذَا فِي اللِّسَان. |