تاج العروس (فصل الفاءِ) مَعَ المثلّثة)
فثث
: (! الفَثُّ: نَبْتٌ يُخْتَبَزُ) ، بالخاءِ الْمُعْجَمَة والزّاي،
هاكذا فِي سَائِر النّسخ،
(5/319)
وَمثله فِي اللسانِ والصّحاحِ والمُحْكَم،
إِلاّ مَا شَذّ فِي بَعْضهَا: يُخْتَبَي، بالخاءِ الْمُعْجَمَة
والياءِ، أَي يُدَّخَر ويُكْنَز، وأَيَّدَه شيخُنا بِمَا حَكَاهُ ابنُ
خُزَيمة عَن بعضِ الأَعراب، وَالَّذِي فِي الصّحَاح والمحكم واللِّسان:
نَبْتٌ يُخْتَبَزُ (حَبُّه) ويُؤْكَلُ (فِي الجَدْبِ) ، وَتَكون
خُبْزَتُه غَلِيظَةً شَبيهَةً بخُبْزِ المَلَّةِ، قَالَ أَبو دَهْبَلٍ:
حِرْمِيَّة لم تَخْتَبِزْ أُمُّها
فَثًّا ولَمْ تَسْتَضْرِمِ العَرْفَجَا
وروى ابْن الأَعرابيّ: الفَثُّ: حَبٌّ يُشْبِه الجَاوَرْسَ، يُتَبَزُ
ويُؤْكَلُ.
قَالَ أَبو مَنْصُور: وَهُوَ حَبٌّ بَرِّيٌّ تأْخُذه الأَعرابُ فِي
المَجَاعَاتِ فيَدُقُّونه وَيخْتَبِزُونَه، وَهُوَ (غذاءٌ) رَدِىءٌ،
وَرُبمَا تبَلَّغوا بِهِ أَيّاماً، قَالَ الطِّرِمَّاح:
لم تَأْكُلِ الفَثَّ والدُّعَاعَ ولَمْ
تَجْنِ هَبِيداً يَجْنِيهِ مُهْتَبِدُه
(و) الفَثُّ أَيضاً: (شَجَرُ الحَنْظَلِ) هاكَذَا فِي سَائِر النّسخ،
وَهُوَ خطأٌ، والصَّوَابُ: شَحمُ الحَنْظَلِ، وَهُوَ الهَبِيدُ. نَقله
الصاغانيّ.
وَفِي التّهذيب: قرأْتُ بخَطّ شَمِرٍ: الفَثُّ: حَبُّ شَجَرَةٍ
بَرِّيَّةٍ.
وَقيل: الفَثُّ: من نَجِيلِ السِّبَاخِ، وَهُوَ من الحُمُوضِ
يُخْتَبَز، واحدتُه {فَثَّةٌ، عَن ثَعْلَب.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: هُوَ بَزْرُ النَّبَات، وأَنشد:
عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ} بالفَثِّ
وإِيضاعُها القَعُودَ الوَسَاعَا
( {والانْفِثاثُ: الانكسِارُ) يُقَال:} انْفَثَّ الرَّجُلُ من هَمَ
أَصابَه،! انفِثاثاً، أَي انكسرَ، وأَنشد:
وإِنْ يُذَكَّرْ بالإِلاه يَنْخَنِثْ
وَنَنْهَشِمْ مَرْوَتُه فَتَنْفِثِثْ
أَي تَنكسر.
(5/320)
{وفَثَّ الماءَ الْحَار بالبارِدِ}
يَفُثُّه فَثًّاً: كَسَره وسَكَّنه، عَن يَعقوبَ.
(و) عَن الأَصمعيّ: (فَثَّ جُلَّتَه) ، بالضَّمّ إِذا (نَثَرَ) تَمْرَ
(هَا) .
( {والمَفَثَّةُ: الكَثْرَةُ) ، يُقَال: وُجِدَ لبَنِي فُلانٍ}
مَفَثَّةٌ، إِذا عُدُّوا فوُجِدَ لَهُم كَثْرَةٌ.
(وتَمْرٌ {فَثٌّ) : مُنْتَشِرٌ لَيْسَ فِي جِرَابٍ وَلَا وِعَاءٍ،
كبَثَ، عَن كُراع، وَعَن اللِّحْيَانيّ: تَمْرٌ فَثٌّ، وفَذَ، وبَذٌّ،
أَي (مُتَفَرِّقٌ) .
(و) مَا رأَيْنَا جُلَّةً (كَثِير مَفَثَّة) أَي (كَثِير نَزَلٍ) ،
مُحَرَّكة.
(وَمَا} افْتُثُّوا، بالضَّمّ: مَا قُهِرُوا) وَلَا ذُلِّلُوا.
فَحَث
: (فَحَثَ عَنهُ) ، أَي عَن الخَبَرِ (كَمَنَع) يَفْحَثُ فَحْثاً:
(فَحَصَ) ، فِي بعض اللّغَات، (كافْتَحَثَ) ، يُقَال: افْتَحَثْتُ مَا
عندَ فلانٍ: ابْتَحَثْتُ.
(والفَحِثُ، كَكَتِفٍ) ، والفَحِثَةُ: ذاتُ الأَطْباقِ، وَالْجمع
أَفْحَاثٌ.
وَفِي الصّحَاح: الفَحِثُ: لُغَة فِي (الحَفِثِ) ، وَهُوَ القِبَةُ
ذاتُ الأَطْبَاقِ من الكَرِش، وَقد تَقدَّم، ويقالُ: ملأَ أَفْحَاثَه،
أَي جَوْفَه.
فرث
: (الفَرْثُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (السِّرْجِينُ) مَا دَامَ فِي
(الكَرِشِ) ، وَالْجمع فُروثٌ، وَفِي الْمُحكم؛ الفَرْثُ:
السِّرْقِينُ، والفَرْثُ والفُرَاثَةُ: سِرْقِينُ الكَرِشِ.
(و) الفَرْثُ (: الرَّكْوَةُ الصَّغِيرَةُ، لُغَةٌ فِي القَافِ) ،
وَهُوَ غَلَظٌ، وَقد أَخذه من نَصِّ الصّاغَانِيّ، فإِنّه قَال:
القَرْثُ بالقَاف: الرَّكْوَةُ، وبالفاءِ: غَثَيَانٌ الجُبْلَى. فَهُوَ
أَورده من نَصِّ أَبي عَمْرٍ وَفِي اليَاقُوتةِ، فِي مَعرِض بَيان
الأَشباه، وَلَيْسَ مرادُه أَن الْقَاف لغةٌ فِي الفاءِ، فتأَمّل.
(5/321)
(و) الفَرْثُ (: غَثَيَانُ الحُبْلَى،
كالانْفِراثِ، والتَّفَرُّثِ، وإِنَّهَا لَمُنْفَرَثٌ بهَا) ، إِذا
غَثَتْ نَفْسُهَا من ثِقَلِ الحَبَلِ.
وَقَالَ أَبو عَمرٍ و: يُقَال للمرأَة: إِنّها لمُنْفَرِثَةٌ، وذالك
فِي أَولِ حَمْلِها، وَهُوَ أَن تَخْبُثَ نفْسُها، فيَكْثُرَ نَفْثُهَا
للخَراشِيِّ الَّتِي على رأْسِ مَعِدَتِهَا.
قَالَ أَبو مَنْصُور: لَا أَدري مُنْفَرِثَة أَم مُتَفَرِّثَة، وَقَالَ
غَيره: امرأَة فُرُثٌ: تَبْزخقُ وتَخْبُث نَفْسُها فِي أَوَّلِ
حَمْلِها، وَقد انْفُرِثَ بهَا.
(وفَرَثَ الجُلَّةَ يَفْرُثُ ويَفْرِثُ) فَرْثاً: شَقَّها، ثمَّ
(نَثَرَ) جميعَ (مَا فِيهَا) وَفِي التَّهْذِيب: إِذا فَرَّقَها.
وأَفَرْثْتُ الكَرِشَ، إِذا شَقَقْتَها ونَثَرْتَ مَا فِيهَا.
وَفِي الصّحاح: ابنُ السِّكِّيت: فَرَثْتُ للقَوْمِ جُلَّةً فأَنا
أَفْرُثُها وأَفْرِثُها، إِذا شَقَقْتَها ثمَ نَثَرْتَ مَا فِيهَا،
انْتهى.
وَقيل: كلّ مَا نَثَرْتَهُ من وِعَاءٍ فَرْثٌ.
(و) فَرَثَ (كَبِدَهُ يَفْرِثُها) فَرْثاً من بَاب ضَرَبَ وهاكذا فِي
الصّحاح وغيرهِ، وَلم يذكر فِيهِ أَحدٌ من الأَئِمة الوَجهينِ، فقولُ
شيخِنا: ثمّ قَضِيَّته أَنَّ فَرَثَ الكَبِدَ، كضَرَبِ، وَفِي الصّحاح
أَنه بهما كَالَّذي قَبلَه غيرُ مُتَّجِهٍ، كَمَا هُوَ ظَاهر:
(ضَرَبَهَا) حَتَّى تَنْفَرِثَ كَبِدُه، وَفِي الصّحاح: إِذا ضَرَبْتَه
(وَهُوَ حَيٌّ، كفَرَّثَها تَفْرِيثاً، فانْفَرَثَتْ كَبِدُه) أَي
(انْتَثَرَتْ) ، وَقَوله: وَهُوَ حَيٌّ، هاكذا فِي نسختنا، بل سائِرِ
النُّسَخِ الَّتِي بأَيْدِينا، وَهُوَ مطابقٌ عِبارةَ الصّحاح
وَاللِّسَان، وَقد شَذَّت نسخةُ شَيخنَا، فإِنه وجد فِيهَا: وَهِي
حَيٌّ، بضمير المؤنّث، وَهُوَ خطأٌ. وَلَا قلاقَةَ فِي كَلامِ
المُصَنِّف على مَا زَعَمَ.
وَفَرَثَ الحُبُّ كَبِدَهُ، وأَفْرَثَها، وفَرَّثَها: فَتَّتَها، وَفِي
حَدِيث أُمِّ كُلْثُومٍ بنتِ علِيَ: (قَالَت لأَهْلِ الكُوفَةِ:
أَتَدْرُونَ أَيَّ كَبِدٍ فَرَثْتُم لِرَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم الفَرْثُ: تَفْتِيتُ الكَبِدِ بالغَمِّ والأَذَى.
(وأَفْرَثَ الكَبِدَ) وفَرَّثَها تَفْرِيثاً، إِذا (شَقَّها وأَلْقَى)
عَنْهَا (الفُرَاثَةَ) ،
(5/322)
وَهُوَ (بالضَّمّ) : الفَرْثُ، وَهُوَ
السِّرْقِينُ، كَمَا تقدَّمَ، (أَي) أَلْقَى (مَا فِيهَا) وَهُوَ
مأْخُوذٌ من عبارةِ ابنِ سِيدَه والأَزهريّ.
ونصُّ عبارةِ الأَوّل: الفَرْثُ والفُرَاثَةُ سِرْقِينُ الكَرِشِ،
وفَرَثْتُهَا عَنهُ أَفْرُثُها فَرْثاً، وأَفْرَثْتُها، وفَرَّثْتُها،
كذالك.
ونصُّ عبارةِ الثَّانِي: وأَفْرَثْتُ الكَرِشَ، إِذا شَقَقْتَها
ونَثَرْتَ مَا فِيهَا، فالمُصَنِّفُ خلَطَ بينَ العِبَارَتينِ.
(و) أَفْرَثَ الرَّجلُ إِفْراثاً: وَقَع فيهِ.
وأَفْرَثَ (أَصْحَابَه: عَرِّضَهُمْ) للسُّلْطَانِ، أَو (لِلأَئِمَةِ
النّاسِ) ، أَو كَذَّبَهُم عندَ قومٍ ليُصَغِّرَهُم عندَهم، أَو فَضَحَ
سِرَّهُم.
(وفَرِثَ كفَرِحَ: شَبِعَ) يقالُ: شَرِبَ على فَرَثٍ، أَي شِبَعٍ.
(و) فَرِثَ (القَوْمُ: تَفَرَّقُوا) .
ومَكَانٌ فَرِثٌ، ككَتِفٍ: لَا جَبَلٌ وَلَا (سَهْلٌ) .
وجَبَلٌ فَرِيث: ليسَ بِضَخْمٍ صُخُورُه، وَلَيْسَ بِذي مَطَرٍ وَلَا
طِينٍ، وَهُوَ أَصعَبُ الجِبَالِ حتّى إِنه لَا يُصْعَدُ فِيهِ
لصُعُوبَتِه وامْتِناعِه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
ثَرِيدٌ فَرْثٌ: غيرخ مُدَقَّق الثَّرْد، كأَنه شُبِّه بهاذا الصِّنْفِ
من الجِبَال.
وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: قَالَ القَنَانِيّ: لَا خيرَ فِي الثَّرِيدِ
إِذَا كَان شَرِثاً فَرِثاً، وَقد تقدم ذِكْرُ الشَّرِثِ.
والمَفَارِثُ: المَواضِعُ الَّتِي يُفْرَثُ فِيهَا الغَنَمُ وَغَيرهَا.
فرنث
: وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فَرْنَث، كجَعْفَر: قَرْيَةٌ من قُرَى دُجَيْلٍ، مِنْهَا التّاجُ أَبو
عليِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبي عَلِيَ النَّخَعِيّ الأَشْتَرِيّ
الفَرْنَثِيّ الشّاعر المُنْشِىءُ، قيّده الحافِظُ هاكذا.
(5/323)
فيث
: وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
دَيْرُ! فَيْثُونَ: جاءَ ذِكْرُه فِي الرَّوْضِ الأُنُف، وَاخْتلفُوا
فِيهِ، فَقيل: إِنّه فَيْعُول، فذِكْرُه فِي النُّون، وصَحَّحَه
جماعةٌ، وَقيل: إِنّه فَعْلُون، فهاذا مَوْضِعه، وصحّحه جماعةٌ أُخْرَى
وأَغْفَلَهُ المُصَنِّف فِي المَوْضِعِين تَقْصِيراً، قالَهُ شَيْخُنا. |