تاج العروس

(فصل الباءِ) الموحّدة مَعَ الْجِيم)
بأَج
: ( {بَأَجَه، كمَنَعَه: صَرَفَه) .
(و) } بَأَجَ (الرَّجُلُ: صاحَ،! كبَأجَ) بِالتَّشْدِيدِ.

(5/406)


(و) فِي الصّحاح قَوْلهم: (اجْعَلِ {البَأْجاتِ} بأجا واحِدا، أَي لَوْناً) وَاحِدًا (وضَرْباً) وَاحِدًا. وَهُوَ مُعَرَّب، وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ: بَاهَا، أَي أَلوانُ الأَطعمة، وهمْزُه هُوَ الفَصيحُ الَّذِي اقْتَصَرع عَلَيْه ثَعْلَبٌ فِي الفصيح، (وَقد لَا يُهْمَزُ) ، صرّح بِهِ الجوهَرِيّ، وبعضُ شُرّاحِ الفَصيحِ.
قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: {البَأْجُ يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَهُوَ الطّريقةُ من المَحاجِّ المُسْتَوِيَةِ، وَمِنْه قَول عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ (لأَجْعَلَنَّ النّاسَ} بَأْجاً واحِداً) أَي طَريقَة واحدَةً فِي العَطَاءِ، وَقَالَ الفِهْرِيّ، فِي شرح الفصيح: أَي طَريقَة وَاحِدَة، وَقِيَاسًا وَاحِدًا، عَن ابْن سِيدَه فِي كتاب العَوِيص.
وَقَالَ القَزّاز: {بَأْجاً وَاحِدًا، أَي جَمْعاً وَاحِدًا،} والبَأْجُ: الاجتماعُ.
وَقَالَ ابنُ خالوَيْه: كَانَ الإِنْسان يأْتِي بأَصنافٍ مُخْتَلفَة، فَيُقَال: اجْعَلْهَا بَأْجاً وَاحِدًا، وَيجمع {بَأْجٌ على} أَبْوَاجٍ.
(وهُمْ فِي أَمْرِ بَأْجٍ، أَي سَواءٍ) ، والنّاسُ بَأْجٌ واحدٌ، أَي شَيْءٌ واحدٌ، وجَعَل الكَلاَمَ بَأْجاً وَاحِداً، أَي وَجْهاً واحِداً.
ابنُ السِّكّيتِ: اجْعَلْ هاذا الشَّيْءَ بَأْجاً واحِداً، قَالَ: وَيُقَال: أَوّلُ من تَكَلَّم بهَا عُثْمَانُ رَضِي الله عَنهُ، أَي طَريقَة وَاحِدَة، قَالَ: وَمثله الجَأْش والفَأْسُ والكَأْسُ والرَّأْسُ.
والبَأْج البَبَّانُ.
وَحكى المُطَرِّزيّ عَن الفرّاءِ أَن الْعَرَب تَقول: اجْعَل الأَمْرَ بَأْجاً وَاحِدًا، واجعله بَبّاناً وَاحِدًا، وسِماطاً وَاحِدًا، وسكَّة واحِدةً، وسَطْراً وَاحِدًا، ورَزْدَقاً

(5/407)


وَاحِدًا، وشَوْكَلاً وَاحِدًا، وهُوَّةً وَاحِدَة، وشِرَاكاً وَاحِدًا، ودُعْبُوباً وَاحِدًا، ومَحَجَّةً وَاحِدَة، كلّ ذَلِك بِمَعْنى شَيْءٍ واحدٍ مُسْتَوٍ.
{وبَوَائِجُ الدَّهْرِ: دَوَاهِيه، وسيأْتي فِي بوج.
بابونج،
ببج
: (} بَابَاجُ؛ كهامَانَ) : اسمٌ، وَهُوَ (جَدٌّ لمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ المُحَدِّث) .

بثج
: (ابْثَأْجَجْت) أَي (اسْتَرْخَيْت،) وَهُوَ من أَبواب الْمَزِيد، مثل: احْمَارّ يَحْمَارّ، احْمَارَرْتُ، أَو هُوَ مثل: اطْمَأَنَّ يَطْمَئنّ، اطْمَأْنَنْتُ، واطْرَغَشَّ يَطْرَغِشّ، اطْرَغْشَشْتُ، وَلم يأْتِ من هاذا الْبَاب على الأَصل إِلاّ اسْمَأَدَّ، واصْطَخَمَّ بتَشْديد الْمِيم وتخفيها وتحقيقُ ذَلِك فِي بُغْيَة الآمال، لابي جَعْفَر اللَّبْلِيّ.

بجج
: ( {بَجَّ: شَقَّ) يُقَال: بَجَّ الجُرْحَ والقُرْحَةَ} يَبُجُّهَا {بَجًّا: شَقَّها، وكُلّ شَقَ بَجٌّ، قَالَ الرّاجز:
بَجَّ المَزادِ مُوكَراً مَوْفُورَا
(و) بَجَّ: (طَعَنَ بالرُّمْحِ) . ابْن سَيّده:} بَجَّهُ بَجًّا: طَعَنَه، وَقيل: طَعَنَه فخَالَطَتِ الطَّعْنَةُ جَوْفَهُ، وَقَالَ غَيره: {البَجُّ: الطَّعْنُ يُخالِط الجَوْفَ وَلَا يَنْفُذ، يُقَال:} بجَجْته ( {أَبُجُّهُ) بَجًّا، أَي طَعَنْتهُ، وأَنشد الأَصمعيّ لرُؤبَةَ:
قَفْخاً على الهَامِ} وبَجًّا وَخْضَا
(و) من الْمجَاز: بَجَّ (الكَلأُ الماشِيَةَ) بَجًّا: (أَسْمَنَهَا) ، أَي فَتَقَهَا السِّمَنُ من العُشْب (فَوَسِعَتْ) لذالك (خَوَاصِرُهَا، وَهِي {مُبْتَجَّةٌ) ، هاكذا من بَاب الافتعال.
وَفِي اللّسان:} انْبَجَّتِ الماشِيَةُ فَهِيَ

(5/408)


{مُنْبَجَّةٌ، من بَاب الانفعال، قَالَ جُبَيْهَاءُ الأَشْجَعِيّ، فِي عَنْزٍ لَهُ مَنَحَهَا لرَجُلٍ وَلم يَرُدَّها:
فَجَاءَتْ كَأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها
عَسالِيجُه والثّامِرُ المُتَناوِحُ
قَالَ ابْن بَرّيّ: أَورده الجوهريّ (فَجَاءَتْ) ، وَصَوَابه (لَجَاءَتْ) قَالَ: واللاّم فِيهِ جوابُ (لَوْ) فِي بيتٍ قبله، وَهُوَ:
فَلَوْ أَنّهَا طافَتْ بِنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ
نَفَى الدِّقَّ عنهُ جَدْبُه وَهُوَ كالِحُ
قَالَ: والقَسْوَرُ: ضربٌ من النّبْتِ، وكذالك الثَّامِرُ، والكالحُ: مَا اسْوَدّ مِنْهُ، والمُتَنَاوِحُ: المُتَقَابِلُ.
يَقُول: لَو رَعَتْ هاذا الشَّاةُ نَبْتاً أَيْبسَه الجَدْبُ، قد ذَهَبَ دِقُّه، وَهُوَ الّذي تَنْتَفِعُ بِه الرّاعيةُ، لجاءَت كأَنّهَا قدْ رَعتْ قَسْوَراً شديدَ الخُضْرَةِ فسَمِنَتْ عَلَيْهِ، حتّى شَقَّ الشَّحْمُ جِلْدَها.
(و) } البَجَجُ: سَعَةُ العَينِ وضَخْمُهَا {بَجَّ} يَبَجُّ {بَجَجاً، وَهُوَ بَجِيجٌ، والأُنْثَى بَجّاءُ.
و (} الأَبَجُّ: الوَاسِعُ مَشَقِّ العَيْنِ) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
ومُخْتَلَقٍ للمُلْكِ أَبيضَ فَدْغَمٍ
أَشَمَّ {أَبَجَّ العَيْنِ كالقَمَرِ البَدْرِ
وعَيْنٌ} بَجّاءُ: واسِعةٌ.
( {والبَجَّةُ: بَثْرَةٌ فِي العَيْنِ) .
(وصَنَمٌ) كَانَ يُعْبَدُ من دون الله عزّ وجلّ.
(و) } البَجَّةُ: (دَمُ الفَصِيدِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: أَراحَكُمُ الله من الجَبْهةِ والسجَّةِ) ، هاكذا بالسّين الْمُهْملَة مضبوط عندنَا، ونَصّ الحديثِ على مَا أَخرجه غيرُ وَاحِد من المُحَدِّثِين: (إِنَّ الله قَدْ أَراحَكُم مِنَ الشَّجَّةِ (والبَجَّةِ)) هاكذا بالشّين الْمُعْجَمَة، قيل فِي تَفْسِيره: هاذا (لأَنَّهُمْ كانُوا يَأْكُلُونَها) أَي البَجَّة، وصَوَّبَ شيخُنا تذكيرَ الضّميرِ، وأَنّه

(5/409)


عائدٌ إِلى دَمِ الفَصِيدِ (فِي الجَاهِلِيَّةِ) فِي الأَزْمَةِ، وَهُوَ من هاذا، لأَنّ الفاصِدَ يَشُقُّ العِرْقَ.
وفسّرَه ابنُ الأَثيرِ، فَقَالَ: {البَجُّ الطَّعْنُ غيرُ النَّافِذ، كَانُوا يَفْصِدون عِرْقَ البَعِيرِ، ويأْخُذُون الدَّمَ يتَبَلَّغُونَ بِهِ فِي السّنَةِ المُجْدِبَةِ ويُسَمُّونه الفَصِيدَ سُمِّيَ بالمَرَّةِ الواحِدَةِ من البَجِّ، أَي أَراحكم الله من القَحْطِ والضِّيق بِمَا فَتَحَ عَلَيْكُم من الإِسلام.
وفسَّرَها بعضُهم بالصَّنَمِ كَذَا فِي النّهاية، والّلسان.
(} وبُجَّانَةُ، كرُمّانَة: د، بالأَنْدَلُسِ، مِنْهُ مَسْعُودُ بنُ عَلِيّ، صاحِبُ النَّسائِيّ) .
{والبُجُّ، بالضّم: فَرْخُ الطّائِرِ (كالمُجّ) قَالَ ابنُ دُرَيْد: زَعَمُوا ذالك، قَالَ وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُها.
(و) } البُجُّ (: سَيْفُ زُهَيْرِ بنِ جَنابٍ) الكَلْبِيّ، وَقيل: هُوَ المُجّ، عَن ابنِ الكلبِيّ، وسيأْتي.
(و) {البَجُّ (بِالْفَتْح: اسمٌ) .
(} والبَجْبَاجُ و) البَجْبَاجَةُ (بهاءٍ) : البادِنُ المُمْتَلِىءُ المُنْتَفِخُ، وَقيل: كثيرُ اللَّحْمِ غَلِيظُه، وجاريةٌ {بَجْبَاجَةٌ: سَمينَةٌ، قَالَ أَبو النَّجْمِ:
دَارٌ لبَيْضَاءَ حَصَانِ السِّتْرِ
} بَجْبَاجَةِ البُدْنِ هَضِيمِ الخَصْرِ
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: البَجْبَاج {والبَجْبَاجَةُ (: السَّمِينُ المُضْطَرِبُ اللَّحْمِ) ، قَالَ نِقَادَةُ الأَسديّ:
حَتَّى تَرَى} البَجْبَاجَةَ الضَّيَّاطَا
يَمْسَحُ لمّا حالَفَ الإِغْباطَا
بالحَرْفِ من ساعِدِهِ المُخاطَا
الإِغباطُ: مُلازَمَةُ الغَبِيطِ، وَهُوَ الرَّحْلُ.
(والبَجْبَجَةُ: شيءٌ يُفْعَل عِنْد مُنَاغَاةِ الصَّبِيّ) بالفَمِ.

(5/410)


( {والبُجُجُ، بضَمَّتَيْنِ) : قيل: مفردُه} بَجِيجٌ، وَقيل: هُوَ اسمُ جَمْعٍ (: الزِّقاقُ) بِالْكَسْرِ، (المُشَقَّقَةُ) ، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(و) من الْمجَاز: ( {باجَجْته} فبَجَجْته) أَي (بارَزْته فغَلَبْته) .
وَمن ذَلِك: النِّساءُ {يَتَبَاجَجْنَ فِيمَا بَيْنَهُنّ: يتَباهَيْنَ ويَتَفَاخَرْنَ وتَعُدُّ كلّ واحدةٍ حُظْوَتَهَا.
(} وتَبَجْبَجَ لَحْمُهُ: كثرَ واسْتَرْخَى) بِسَبَبِهِ مَرضٍ، كَذَا قيَّدَه بعضُهم، وَقيل: تَوَرُّمٌ مَعَ استِرْخاءٍ.
(ورَجُلٌ {بُجَابِجٌ، كعُلابِطٍ: بادِنٌ) مُنْتَفِخٌ.
وَفِي حَوَاشِي ابْن بَرِّيّ، قَالَ ابْن خالَوَيْه:} البَجْباجُ: الضَّخْمُ، وأَنشد ابْن الأَعرابيّ:
كأَنَّ مِنْطَقَها لِيثَتْ مَعَاقِدُه
بَوَاضِحٍ منْ ذُرَى الأَنْقاءِ {بَجْبَاجِ
مِنْطَقُهَا: إِزارُهَا، يَقُول: كأَنَّ إِزارَها دِيرَ على نَقَا رَمْلٍ، وَهُوَ الكَثِيبُ.
(وَرمل} بَجْبَاجٌ: مُجْتَمِعٌ ضَخْمٌ) .
( {وبُجْبُجُ بنُ خِداشٍ كقُنْفُذٍ: مُحَدِّثٌ مَغْرِبِيٌّ) .
(} والبَجَاجَةُ من النَّاسِ: الرَّدِىءُ مِنْهُمْ) الَّذِي لَا خيرَ فِيهِ، وَهُوَ المِهْذارُ، وسيأْتي قَرِيبا.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{بَجَّهُ} بَجًّا: قَطَعَهُ، عَن ثَعْلَب. وأَنشد:
بَجَّ الطَّبِيبِ نائِطَ المَصْفُورِ
{وبَجَّه بالعَصَا وغيرِهَا} بَجًّا: ضَرَبَه بهَا عَن عِرَاضٍ حَيْثُما أَصابَتْ مِنْهُ.
{وبَجَّهُ بمَكْرُوهٍ وشَرَ وبَلاَءٍ: رَمَاهُ بِهِ.
وَقَالَ المُفَضَّلُ: بِرْذَوْنٌ} بَجْبَاجٌ: ضَعِيفٌ سَرِيعُ العَرَقِ، وَأنْشد:
فَلَيْسَ بالكَابِي وَلَا البَجْبَاجِ
وَعَن أَبي عَمْرو: جَمَلٌ جُبَاجِبٌ! بُجَابِجٌ: ضَخْمٌ.

(5/411)


وَفِي حَدِيث عثمانَ رَضِي الله عَنهُ (إِنّ هَذَا {البَجْبَاجَ النَّفَّاجَ لَا يَدْرِي أَينَ الله عَزَّ وجَلَّ) ، من} البَجْبَجَةِ، وَهِي المُنَاغَاةُ.
{وبَجْبَاجٌ فَجْفاجٌ: كثيرُ الكلامِ.
} والبَجْبَاجُ: الأَحمَقُ، والنَّفّاجُ: المُتَكَبِّر.
وَفِي الأَساس: وَهُوَ المِهْذارُ، وَتقول (العربُ) : أَقْصِرْ من {بَجَابِجِكَ قَلِيلا.
وَفِي التّهذيب والأَساسِ: فلانٌ} يَتَبَجَّجُ بفلانٍ ويَتَمَجَّجُ، بِالْمِيم، إِذا كَانَ يَهْذِي بِهِ إِعْجاباً، وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: أَي يَفْتَخِرُ ويُبَاهِي بِهِ.
وَفِي نوادِرِ أَبي زَيْدٍ، فِي قولِ أَعْرَابِيّ من بني تَمِيم:
لما استمَرّ بهَا شَيْحَانُ {مُبْتَجِجٌ
قَالَ:} المُبْتَجِجُ: المُفْتَخِرُ. نَقله شَيخنَا.

بحدج
: وَمِمَّا فَاتَهُ: بُحْدُجٌ وَهُوَ بالضمّ: اسمٌ، وَفِي أَنساب البَلاذُرِيّ: بُحْدُج بنُ ربيعةَ بنِ سُمَيْرِ بنِ عاتِكِ بن قَيْسٍ، من بني عامرِ بنِ حَنِيفَةَ.

بحرج
وبحزج
: (البَحْرَجُ) ، كجَعْفَرٍ وبُرْثُنِ، كَذَا ضَبطه غيرُ وَاحِد هاكذا بالراءِ بعد الحاءِ الْمُهْملَة.
وَفِي اللّسَان والتهذيب بالزاي قبل الْجِيم.
وَضَبطه شيخُنا بالخاءِ الْمُعْجَمَة والرّاءِ الْمُهْملَة وصوّبَه، وَهُوَ الجُؤْذَرُ، وَقيل: البَحْرَجُ (ولَدُ البَقَرَةِ) الوَحْشِيّة، قَالَ رؤُبةُ:
بفَاحِمٍ وَحْفٍ وعَيْنَيْ بَحْرَجٍ

(5/412)


والأُنثى: بَحْرَجَة.
قَالَ ابنُ مَنْظُور: (و) رأَيت فِي حَواشِي بعضِ نُسَخِ الصّحاحِ: البَحْرَجُ من النّاس: (القَصِيرُ البَطِينُ) .
(و) البَحْرَجُ أَيضاً (البَكْرُ) .
(والمُبَحْرَجُ) بِالضَّمِّ (الماءُ) الجَارّ، وَفِي التّهذيب: هُوَ الماءُ (المُغْلَى، النِّهَايَةُ فِي الحَر) ارَةِ، والسَّخِيمُ: الماءُ الَّذِي لَا حَارٌّ وَلَا بارِدٌ، وَقَالَ الشّمّاخ يصف حِماراً:
كأَنَّ على أَكْسَائِها من لُغَامِهِ
وَخِيفَةَ خِطْمِيَ بماءٍ مُبَحْرجِ

بختج
: وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ.
بُخْتُجُ، كقُنْفُذ: فِي حَدِيث النَّخَعِيّ (أُهْدِيَ إِليْهِ بُخْتُجٌ فَكَانَ يَشْرَبُه مَعَ العَكَر) البُخْتُجُ: العَصِيرُ المَطْبُوخُ، وأَصله بالفارِسِيَّةِ مِيبخته، أَي عَصِير مَطْبُوخٌ، وإِنما شَرِبَه مَعَ العَكَرِ خِيفَة أَن يُصَفِّيَهُ فيَشْتَدَّ ويُسْكِرَ.

بخدج
: (البَخْدَجَةُ) فِي المَشْيِ: تَفَتُّحٌ (وفَرْجَحَةٌ) .
(و) يُقَال: (بَكْرٌ بَخْدَجٌ: سَمِينٌ) بادِن (مَنْتَفِخٌ) .
(وبَخْدَجٌ: اسْمُ) شاعِرٍ.

بدج
: (أُبدُوجُ السَّرْجِ، بالضَّمّ) والدّال الْمُهْملَة (: لِبْدُ بِدَادَيْهِ) ، بِكَسْر الموحّدة وَفتح الدّالين، هاكذا فِي نسختنا، وَفِي النّهاية والنّاموس. أُبْدُوجُ السَّرْج: لِبْدُه، وَزَاد فِي الأَخير: ورُوِيَ بالنّون، وَهُوَ (مُعَرَّبُ أُبْدُود) .
وَفِي التَّكْمِلة: أُبْدُوجُ السَّرْج:

(5/413)


(لِبْدُه، و) كأَنّه كلِمَةٌ أَعجَميّة، وَقيل: هُوَ أُبْدُودٌ.
وَقد جاءَ فِي حَدِيث الزُّبير: (أَنّه حَمَلَ يومَ الخَنْدَقِ على نَوْفلِ بنِ عبْدِ الله بالسَّيْفِ حتّى قَطَع أُبْدُوجَ سَرْجِه) يَعْنِي لِبْدَه، قَالَ الخَطّابِيّ: هاكذا فَسَّره أَحدُ رُواتِه، قَالَ: ولَسْتُ أَدْرِي مَا صِحَّتُه، كَذَا فِي النِّهَايَة.

بذج
: (البَذَجُ، مُحَرَّكَةً) : الحَمَلُ، وَقيل: هُوَ أَضْعَفُ مَا يَكُونُ من الحُمْلانِ، وَفِي الحَدِيث: (يُؤْتَى بابنِ آدَمَ يَومَ القِيَامَةِ كأَنَّه بَذَجٌ، من الذُّلِّ) .
الفرَّاءُ: البَذَجُ (: ولَدُ الضَّأْنِ، كالعَتُودِ من) أَولادِ (المَعزِ) وأَنشد لأَبِي مُحْرِزٍ المُحَارِبِيّ، واسمُه عُبَيْد:
قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ
وإِنْ تَجُعْ تَأْكُلْ عَتُوداً وبَذَجْ
قَالَ ابنُ خَالَوَيْه: الهَمَجُ هُنَا: الجُوعُ، قَالَ: وَبِه سُمِّيَ البَعُوضُ، لأَنّه إِذا جاعَ عاشَ، وإِذا شَبِعَ ماتَ (ج بِذْجانٌ بِالْكَسْرِ) .

بذرج
: (الباذَرُوجُ، بِفَتْح الذّال) الْمُعْجَمَة (: بَقْلَةٌ م) أَي مَعْرُوفَة، طيِّبَةُ الرِّيحِ (تَقَوِّي القَلْبَ جِدًّا، وتَقْبِضُ إِلاّ أَنْ تُصادِفُ فَضْلَة فَتُسْهِلَ) ، وَقَالَ داوودُ: نَبَطِيٌّ، وابنُ الكُتْبِيّ: فارِسِيّ.
قَالَ شَيخنَا: يُسمَّى السُّلَيْمَانِيّ؛ لأَنّ الجِنّ جاءَتْ بِهِ إِلى سِيّدِنا سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السلامُ فكانَ يعالِجُ بهِ الرِّيحَ الأَحمرَ.

برج
: (البُرْجُ) من المدينةِ، (بالضّمِّ: الرُّكْنُ، والحصْنُ) ، والجمعُ أَبْرَاجٌ، وبُرُوجٌ.
(وواحِدُ بُرُوجِ السِّماءِ) ، والجمعُ كالجَمْعِ، وَهِي اثْنا عَشَرَ بُرْجاً، ولكلِّ بُرْجٍ اسمٌ على حِدَةٍ.

(5/414)


وَقَالَ أَبو إِسحاقَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَالسَّمَآء ذَاتِ الْبُرُوجِ} (سُورَة البروج، الْآيَة: 1) قيل: ذَات الكَوَاكِبِ، وَقيل: ذَات القُصُورِ فِي السّماءِ. ونُقِلَ ذالك عَن الفرَّاءِ.
وَقَوله تَعَالَى: {وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} ، (سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 78) البُرُوجُ هُنَا: الحُصُونُ، وَعَن اللَّيْث: بُرُوجُ سُورِ المَدِينَةِ والحِصْنِ: بُيُوتٌ تُبْنَى على السُّورِ، وَقد تُسمَّى بُيوتٌ تُبْنَى على نواحِي أَركانِ القَصْرِ بُرُوجاً.
وَفِي الصِّحَاح: يُرْجُ الحِصْنِ: رُكْنُه، والجَمْعُ بُرُوجٌ، وأَبْرَاجٌ.
وَقَالَ الزجّاج: فِي قَوْله تَعَالَى: {جَعَلَ فِى السَّمَآء بُرُوجاً} (سُورَة الْفرْقَان، الْآيَة: 61) قَالَ: البُرُوجُ: الكَواكِبُ العِظَامُ.
(و) البُرْجُ (بنُ مُسْهِرٍ: الشّاعِرُ الطّائِيّ) ، مشهورٌ.
(و) البُرْجُ (: ة، بأَصْفَهانَ، مِنْهَا) أَبو الفَرَجِ (عُثْمانُ بنُ أَحْمَدَ) بنِ إِسحاقَ بنِ بُنْدَارٍ (الشّاعرُ) ، وَفِي نسخةٍ: الْكَاتِب، ثِقَة، تُوفِّيَ ليلةَ الفِطر سنة 406 (وغَانِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، صاحِبُ أَبي نُعَيْمٍ) الأَصبَهانِيّ.
(و) البُرْجُ (: د، شَدِيدُ البَرْدِ) .
(و) البُرْجُ (: ع، بِدِمَشْقَ) ، هاكذا ذكرَه خليفةُ بنُ قاسِمٍ، وَلَا يُعْرَفُ الآنَ، ولعلّه خَرِبَ ودَثَرَ، (مِنْهُ) أَبو محمدٍ (عَبْدُ الله بنُ سَلَمَةَ) الدِّمَشْقِيّ، عَن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَرْوانَ، وَعنهُ محمَّدُ بنُ الوَرْدِ.

(و) البُرْجُ: (قَلْعَةٌ، أَو كُورَةٌ بنواحِي حَلَبَ) .
(و) البُرْجُ (: ع، بينَ بانِيَاسَ ومَرْقَبَةَ) .
(وأَبُو البُرْجِ: القَاسِمُ بنُ حَنْبَل) وَفِي نُسْخَة جبل (الذُّبْيَانِيّ) وَهُوَ (شاعِرٌ إِسلامِيّ) .
(والبَرَجُ، مُحَرَّكةً) : تَباعُدُ مَا بينَ الحاجِبَيْنِ.

(5/415)


وكلّ ظَاهِرٍ مُرْتَفِعٍ فقد بَرَجَ، وإِنما قيل للبُرُوجِ: بُرُوجٌ؛ لِظُهُورِهَا وبَيانِها وارْتِفاعِها.
والبَرَجُ: نَجَلُ العَيْنِ، وَهُوَ سَعَتُها، وَقيل: البَرَجُ: سَعَةُ العَيْنِ فِي شِدَّةِ بَياضِ صاحبِها، وَفِي المُحْكَم: البَرَجُ: سَعَةُ العَيْنِ وَقيل: سَعَةُ بياضِ العَيْنِ، وعِظَمُ المُقْلَةِ، وحُسْنُ الحَدَقَة، وَقيل: هُوَ نَقاءُ بَيَاضِها، وصَفَاءُ سَوادِهَا، وَقيل: هُوَ (أَنْ يَكُونَ بَيَاضُ العَيْن مُحْدِقاً بالسّوادِ كُلّهِ) لَا يَغِيبُ من سوادِهَا شَيْءٌ.
بَرِجَ بَرَجاً، وَهُوَ أَبْرَجُ، وعَيْنٌ بَرْجَاءُ، وَفِي صِفةِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ (أَدْلَمُ أَبْرَجُ) ، هُوَ من ذَلِك، وامرأَةٌ بَرْجاءُ بَيِّنَةُ البَرَجِ.
(و) البَرَجُ: (الجَمِيلُ الحَسَنُ الوَجْهِ، أَو المُضِيءُ البَيِّنُ المَعْلُومُ، ج أَبْراجٌ) .
(وبُرْجانُ، كعُثْمَانَ: جِنْسٌ من الرُّومِ) يُسَمَّوْن كذالك، قَالَ الأَعشى:
وهِرَقْلٌ يومَ ذِي سَاتِيدَمَا
مِنْ بَنِي بُرْجانَ فِي البَأْسِ رُجُحْ
يَقُول: هُمْ رُجُحٌ على بني بُرْجانَ، أَي هم أَرْجَحُ فِي القِتَالِ وشِدَّة البَأْسِ مِنْهُم.
(و) بُرْجَانُ: اسمُ (لِصّ، م) يُقَال: أَسْرَقُ من بُرْجانَ، وبُرْجَانُ اسمٌ أَعجَميّ وضبَطَه غيرُ وَاحِد بِالْفَتْح، وَفِي بعض مصَنَّفَاتِ الأَمْثَالِ أَنّ (بُرْجاص) بالصّاد. قَالَ الجَوالِيقيّ وَغَيره: وَهُوَ غَلَط، قَالُوا: وَهَذَا لَقَبُه، واسْمه فُضَيْلٌ، وَيُقَال: فَضْلٌ، وبُرْجانُ والدُه أَحَدُ بني عُطَارِدٍ من بني سَعْدٍ، وَكَانَ مولى لبَنِي امرِىءِ القَيْسِ.

(5/416)


وَقَالَ المَيْدَانِيْ: هُوَ لِصٌّ كَانَ فِي نواحِي الكُوفَةِ، وصَلَبُوه، وسَرَقَ وَهُوَ مَصْلُوبٌ.
(و) عَن اللَّيْثِ: (حِسَابُ البُرْجَانِ) بالضّم، هُوَ مثل قولِك: (مَا جُدَاءُ كَذا فِي كَذا، وَمَا جَذْرُ كَذَا فِي كَذا) ، وَفِي بعض النّسخ، كَذَا وَكَذَا، (فجُدَاؤُه) ، بالضّمّ (: مَبْلَغُه، وجَذْرُه) بِالْفَتْح (: أَصلُه الَّذِي يُضرَبُ بعضُه فِي بَعْضٍ، وجُملتُه البُرْجانُ) ، يُقَال: مَا جَذْرُ مائةٍ؟ فَيُقَال: عَشرةٌ، وَيُقَال: مَا جُدَاءُ عشرَة؟ فَيُقَال: مائةٌ.
(وابنُ بَرَّجانَ، كهَيَّبَانَ: مُفَسِّرٌ صُوفِيّ) .
(وأَبْرَجَ) الرَّجُلُ (: بَنَى بُرْجاً، كبَرَّجَ تَبْرِيجاً) .
(و) عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: (بَرِجَ) أَمْرُه (كَفَرِحَ) ، إِذا (اتَّسَعَ أَمْرُه فِي الأَكلِ والشُّرْبِ) .
(والبَارِجُ: المَلاّحُ الفَارِهُ) .
(والبَارِجَةُ: سَفِينَةٌ كَبِيرَةٌ) ، وجمعُها البَوَارِجُ، وَهِي القَرَاقِيرُ والخَلايَا، قَالَه الأَصمعي، وقَيّد غيرُهُ فَقَالَ: إِنّها سَفِينَةٌ من سُفَنِ البَحْرِ تُتَّخَذُ (للقِتَالِ) .
(و) البارِجَةُ: (الشِّرِّيرُ) ، وَهُوَ الكَثِيرُ الشَّرِّ، يقالُ: مَا فُلانٌ إِلاّ بارِجَةٌ (تَرِيدُ أَنّه) قد جُمِعَ فِيهِ الشَّرّ، وَهُوَ مَجَازٌ.
(وتَبَرَّجَتِ المَرْأَةُ تَبَرُّجاً) : أَظْهَرَت (زِينَتَها) ومحاسِنَها (للرِّجالِ) ، وَقيل: إِذا أَظْهَرَتْ وَجْهَها، وَقيل إِذا أَظْهَرَتِ المرأَةُ مَحَاسِنَ جِيدِها ووَجْهِها قيل: تَبَرَّجَتْ، وتَرَى مَعَ ذَلِك فِي عينِها حُسْنَ نَظَرٍ.
وَقَالَ أَبو إِسحاقَ فِي قولِه تَعَالَى: {غَيْرَ مُتَبَرّجَاتِ بِزِينَةٍ} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 60) التَّبَرُّجُ: إِظهارُ الزِّينَةِ وَمَا يُسْتَدْعَى بهِ شَهْوَةُ الرّجالِ، وَقيل: إِنَّهُنَّ كُنَّ يَتَكَسَّرْنَ فِي مَشْيِهنّ ويَتَبَخْتَرْن.
وَقَالَ الفرّاءُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاْولَى} (سُورَة الْأَحْزَاب، الْآيَة: 33)

(5/417)


ذالك فِي زَمنٍ وُلِدَ فِيهِ سيِّدُنا إِبراهِيمُ النّبيّ عَلَيْهِ السلامُ، كانَتِ المَرْأَةُ إِذ ذَاكَ تَلْبَسُ الدِّرْعَ من اللُّؤلُؤِ غيرَ مَخِيطِ الجانِبَيْنِ، وَيُقَال: كانَت تَلْبَس الثِّيَابَ لَا تُوارِى جَسَدَها، فأُمِرْنَ أَنْ لَا يَفْعَلْنَ ذالك، والمَذْمُومُ إِظْهارُ ذالك للأَجانِبِ، وأَمّا للزَّوْجِ فَلَا، صَرَّحَ بِهِ فقهاؤُنا.
(والإِبْرِيجُ) بِالْكَسْرِ (: المِمْخَضَةُ) ، بِكَسْر الْمِيم، قَالَ الشَّاعِر:
لقَدْ تَمَخَّضَ فِي قَلْبِي مَوَدَّتُها
كَمَا تَمَخَّضَ فِي إِبْرِيجِه اللَّبَنُ
الْهَاء فِي إِبْرِيجِه يرجعُ إِلى اللَّبَنِ.
(وبُرْجَةُ) بالضّمّ، كَذَا هُوَ مضبوط عندنَا، وإِطْلاقُه يَقْتَضِي الفتحَ، كَمَا فِي غير نسخةٍ (: فَرَسُ سِنانِ بنِ أَبِي حَارِثَةَ) ، هاكذا فِي نسخةٍ. وَالَّذِي فِي اللّسَان: سِنَان بن أَبِي سِنانٍ.
(و) برْجَة: (د، بالمَغْرِبِ) الصّوابُ بالأَنْدَلُسِ، وَهُوَ من أَعْمالِ المَرِيَّة بِهِ مَعَادِنُ الرَّصاصِ العجيبة على وادٍ يُعرفَ بوادِي عَذْراءَ، مُحَدَّقٍ بالأَزهارِ، وَكَثِيرًا مَا كَانَ يُسَمِّيها أَهلُهَا بَهْجَة؛ لبَهْجَةِ مَنْظَرِهَا. ونَضَارَتِهَا، وَفِيه يقولُ أَبو الفَضْلِ بنُ شَرَفٍ القَيْرَوَانِيّ:
حُطَّ الرِّحَالَ بِبرْجَهْ
وارْتَدْ لِنَفْسِكَ بَهجهْ
فِي قَلْعةٍ كسِلاحٍ
ودوْحَةٍ مثلِ لُجَّهْ
فحِصْنُها لكَ أَمْنٌ
وحُسْنُهَا لَكَ فرْجَهْ
كُلّ البِلادِ سِواها
كعُمْرَةٍ وهْي حِجّهْ
وانتقَلَ غالِبُ أَهلِهَا بعد اسْتِيلاءِ الكُفّارِ عليْها إِلى العَدْوَةِ وفاسَ، كَذَا قَالَه شيخُنا.
(مِنْهُ المُقْرِىءُ عليُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُذامِيّ البُرْجِيّ) .

(5/418)


وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
ثَوْبٌ مُبَرَّجٌ: فِيهِ صُوَرُ البُرُوجِ، قَالَه الزّجّاجُ. وَفِي التَّهْذِيب: قد صُوِّرَ فِيهِ تَصاوِيرُ كبُرُوجِ السُّورِ، قَالَ العَجّاج:
وقَدْ لَبِسْنَا وَشْيَهُ المُبَرَّجَا
وَقَالَ:
كأَنَّ بُرْجاً فَوْقَها مُبَرَّجَا
شَبَّهَ سَنَامَها بِبُرْجِ السُّورِ.
وتَبَارِيجُ النَّبَاتِ: أَزاهِيرُه.
والبُرُوجُ: القُصُورُ، وَقد تقَدَّم.
وبَرْوَجُ، كجَوْهَر: مَدِينَةٌ عظيمةٌ بالهِنْد.
وَبَرَايجُ، بالفَتْح: أُخْرَى بهَا.

برثج
: وَمِمَّا فاتَه هُنَا، وَقد ذَكره ابنُ منظورٍ، وغيرُه:
البُرْثُجانِيَّة، بِضَم الْمُوَحدَة والثاءِ المثلّثة بعد الراءِ، وَهُوَ أَشَدُّ القَمْحِ بَيَاضًا وأَطيَبُهُ وأَثْمَنُهُ حِنطةً.

بردج
: (البَرْدَجُ: السَّبِيُ) أَنشد ابنُ السِّكِّيت يَصفُ الظَّلِيمَ:
كَمَا رَأَيْتَ فِي المُلاءِ البَرْدَجَا
وَهُوَ (مُعَرَّبٌ) ، وأَصله بالفَارِسيّة (بَرْدَهْ) قَالَ ابْن بَرِّيّ: صوابُه أَنْ يَقُول: يعصفُ البَقَرَ، وَقَبله:
وكُلُّ عَيْنَاءَ تُزَجِّي بَحْزَجَا
كَأَنَّهُ مُسَرْوَلٌ أَرَنْدَجَا
قَالَ: العَيْناءُ: البَقَرَةُ الوَحْشِيَّة، والبَحْزَجُ: ولدُهَا، وتُزَجِّي: تَسُوق برِفْقٍ بِهِ؛ ليَتَعَلَّم المَشْيَ، والأَرَنْدَجُ: جِلْدٌ أَسْوَدُ تُعْمَلُ مِنْهُ الأَخْفَافُ، وإِنما قَالَ ذالك؛ لأَنَّ بقَرَ الوحشِ فِي قوائِمِهَا سوادٌ، والمُلاءُ: المَلاحِفُ، والبَرْدَجُ:

(5/419)


مَا سُبِيَ من ذَرارِي الرُّومِ وغيرِها، شَبَّهَ هاذه البَقَرَ البِيضَ المُسَرْوَلَةَ بالسّوادِ، بسَبْيِ الرُّومِ، لبياضِهِمِ ولِباسِهم الأَخْفَافَ السُّودَ.
(و) بَرْدَجُ: (ة، بشِيرَازَ) .
(وبِرْدِيجُ، كبِلْقِيسَ) ، يَعْنِي بِالْكَسْرِ، كَمَا جَزمَ بِهِ الصّاغانِيّ فِي العُبَابِ، وَوَافَقَهُ الجَمَاهِيرُ: (د، بأَذْرَبِيجَانَ) من عمل بَرْذَعَة، بَينهمَا وَبَين أَذْرَبِيجَانَ أَربعَةَ عَشَرَ فَرْسَخاً، قَالَه ابنُ الأَثِيرِ. قَالُوا: والنّسْبَةُ بَرْدِيجِيّ بالفَتْح، كَمَا فِي أَكثَرِ شُروح أَلْفِيَّةِ العِرَاقِيّ الاصطلاحيّة، وَكَلَام القَاضِي زكريّا فِي شحرها صَرِيح فِي أَنّها بالفَتْحِ والكَسْرِ فِي النِّسْبَةِ وغيرِهَا، وصرّحَ الجلالُ فِي اللُّبّ بأَن بَرْدِيجَ بالفَتْحِ فَقَط، نَقله شَيخنَا.
مِنْهَا: أَبو بَكْرٍ أَحمدُ بنُ هارُونَ بنِ رَوْحٍ، لَهُ كِتابٌ بمعرفةِ المُتَّصِلِ والمُرْسَلِ.

برزج
: (البُرْزَجُ) بِضَم الأَوّل وَفتح الزّاي (كقُرْطَقٍ: الزِّئْبِرُ) ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ (مُعَرّب) ، ذكره الصّاغانيّ فِي التّكملة، وأَهمله ابْن منظورٍ، كالجَوْهَريّ، وَغَيرهمَا.

برنج
: (البَارَنْجُ) ، بِفَتْح الأَوّل والثّالث جَوْزُ الهِنْدِ، وَهُوَ (النَّارَجِيلُ) عَن أَبي حنيفةَ.
(والبِرَنْجُ، كهِرَقْل: دَواءٌ، م) ، أَي مَعْرُوف (يُسْهِلُ البَلغَمَ) ، وَهُوَ الْمَعْرُوف عِنْد الْفرس ببارنك.

برنمج
: (البَرْنَامَج) ، بِفَتْح الموحّدة وَالْمِيم، صَرّح بِهِ عِياضٌ فِي المِشارِق، وَقيل: بِكَسْر المِيم، وَقيل: بكسرِهِما، كَمَا فِي بعض شُرُوح المُوَطّإِ (: الوَرَقَةُ الجَامِعَةُ للحِسابِ) وعِبَارَةُ المَشَارق:

(5/420)


زِمَامٌ يُرْسَمُ فِيهِ مَتَاعُ التُّجّارِ وسِلَعُهم، وَهُوَ (مُعَرّبُ بَرْنامَ) وأَصلها فارسية.

بزج
: (بَزَجَ: فاخَرَ، كبَازَجَ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ: البَازِجُ: المُفاخِرُ، وَقَالَ أَعْرَابِيّ لرَجُلٍ: أَعْطِنِي مَالا أُبازِجُ فيهِ، أَي أُفَاخِرُ بِه.
(و) بَزَجَ (عَلَيَّ فُلاناً: حَرَّشَهُ) ، نوادِر الأَعراب: هُوَ يَبْزُجُ عليّ فُلاناً ويَمْزُجُه، ويَزْمُكُه، ويَزُكُّه، أَي يُحَرِّشه.
(وتَبَازَجَا) وتَمَازَجا (تَفَاخَرَا) .
(والتَّبْزِيجُ: التَّحْسِينُ، والتَّزْيِين) وأَنشد شَمِرٌ:
فإِنْ يَكنْ ثَوْبُ الصِّبا تَضَرَّجَا
فقَدْ لَبِسْنا وَشْيَه المُبَزَّجَا
قَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: المُبَزَّجُ: المُحَسَّنُ المُزَيَّنُ، وكذالك قالَ أَبو نَصْرٍ.
وَقَالَ شَمِرٌ، فِي كَلَامه: أَتَيْنَا فُلاناً فجعلَ يَبْزُج فِي كلامِه، أَي يُحَسِّنه.
(والبَزِيج) كأَمِيرٍ: الرَّجُلُ (المُكَافِىءُ على الإِحسانِ) .
(والمُبَارَكُ بنُ زَيْدِ بنِ بَزَجَ، مُحَرَّكَةً: مُحَدِّث) .
(وَبَوَازِيجُ) ، هاكذا بالزّاي، وَالَّذِي فِي المُعْجَمِ وأَنسابِ القَلْقَشَنْدِيّ بالرّاءِ الْمُهْملَة، وَهُوَ المَشْهُورُ (: د، قُرْبَ تَكْرِيتَ) بينَها وبينَ إِرْبِلَ، قَالَ الذَّهَبِيّ: هُوَ بَوَازِيج الْملك (فَتَحَهَا) ، هاكذا بضمير التأْنيث (جَرِيرُ) بن عبدِ الله (البَجَلِيّ) الصّحابيّ، رَضِي الله عَنهُ. (مِنْه) أَبو الفَرَجِ (مَنْصُورُ بن الحَسَنِ) بنِ عليَ بنِ عادِلِ بنِ يَحْيَى (البَجَلِيّ الجَرِيرِيّ) : فَقِيه فاضِلٌ حَسَنُ السِّيَرةِ، تفَقَّه على الشّيخِ أَبِي إِسحاقَ الشِّيرَازِيّ، وسمِعَ من الشَّرِيف أَبي الحَسَنِ بنِ المُهْتَدِي، وتُوفِّيَ بعد سنة إِحدى وخَمْسمائَة.

(5/421)


(و) عِزُّ الدّين (مُحمَّدُ بن) أَبِي الفضلِ (عبدِ الكَرِيمِ) بنِ أَحمدَ القُرَشِيّ المَوْصَلِيّ الضَّرِير، (البَوَازِيجِيّانِ) ، وقرأَ أَبو الفضلِ بالسَّبْعِ على يَحْيى بنِ سَعْدُونَ، وسَمِعَ المَقَامَاتِ من أَبِي سَعْدٍ الحِلِّيِّ صاحبِ الحَرِيرِيّ، وَمَات بالمَوْصِلِ سنة 611. وَابْنه عِزُّ الدّين أَدركَ الشّيخَ محمَّدَ بنَ محمَّدٍ الكُنْجِيّ فِي حُدُود سنة 655 وَسمع عَنهُ عَن أَبي منصورٍ بن أَبي الحَسَنِ الطَّبَرِيّ.

بزرج
: (بُزُرْجُ، بضَمّ أَوَّلِه وثانِيهِ، ويُفْتَح أَوّله: عَلَمٌ، مُعَرَّبُ بُزرْك أَي الكَبِير) وَمِنْه بُزُرْجُمِهْر وَزِير أَنو شِرْوَانَ.

بستج
: (البَسْتَجِيّ) ، بالفَتْح، (هُوَ: عَلِيُّ بن أَحْمَدَ الفَقِيهُ) ، وَلم يعرف أَنّ النّسبةَ لماذا، والظّاهِرُ أَنّهَا إِلى بلدٍ اسْمهَا بَسْتَه، فعُرِّب وَقيل: بَسْتَجْ.
وَفِي السان عَن التَّهْذِيب: قَالَ أَبو مَالكٍ: وقَعع فِي طَعَامٍ بَسْتَجانٍ، أَي كَثِيرٍ.

بسفج
: (بَسْفانَجُ) بِالْفَتْح، وَالنُّون قبل الْجِيم، كَذَا هُوَ مضبوطَ (عُرُوقٌ فِي داخِلِا شَيءٌ كالفُسْتُقِ عُفوصَةً وحَلاوَةً، نافِعٌ للمَالِيخولِيَا والجُذَامِ) وبَسَطَه فِي (التَّذْكِرَة) وَفِي (مَا لَا يَسَع) وَالَّذِي يُعْرَف أَنه بِسفايِج، بِكَسْر الأَول والياءِ التّحيّة قبل الجِيم معرّب عَن هنديّة، وَمَعْنَاهُ عشْرين رجل.

بسفردنج
: (بَسْفَارَدَانَج) بِالْفَتْح (هُوَ ثَمَرَةُ المُغَاثِ، باهِيٌّ جِدًّا) مُعَرّب بَسْفَاردَانه.

بسنج

وبشنج
: (بُو سَنْجُ) بالضَّمّ (: مُعَرَّبُ بُوشَنْك: د، من هَرَاةَ) على سَبْعَةِ فراسِخَ مِنْهَا، وَقد يقالُ فُوشَنْجُ، (مِنْهُ) مُحَمَّدُ بنُ إِبرَاهِيمَ الإِمامُ، وأَسْفَنْدِيارُ بنُ المُوَفَّقِ

(5/422)


(و) الإِمامُ (أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُودِيّ) .
(و) بُوسنْجْ: (ة، بِتِرْمِذَ مِنْهَا أَبُو حامِدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ) .

بطنج
: (بَطْنَجُ، كجَعْفَرٍ: جَدُّ أَحْمَدَ بنِ مُحمَّدٍ المُحَدّثِ المُتَكَلِّمِ الأَشْعَرِيِّ) .

بظمج
: (البِظْمَاجُ، بالكسْر، و) سكونِ (الظّاءِ المُعْجَمَةِ، منَ الثّيابِ: مَا كَانَ أَحَدُ طَرَفَيْهِ مُخْمَلاً) بالضَّمِّ على صِيغَة اسْم الْمَفْعُول. (أَو وَسَطُه مُخْمَلٌ وَطَرَفَاهُ مُنَيَّرَانِ) .

بعج
: (بَعَجَهُ) أَي البَطْنَ بالسِّكّينِ (كمَنَعَه) يَبْعَجُه بَعْجاً: (شَقَّهُ) فزَالَ مَا فيهِ من موضِعِه وبَدَا مُتَعَلِّقاً، (كبَعَّجَهُ) ، بالتَّشْدِيد، وَفِي حديثِ أُمِّ سُلَيم: (إِنْ دَنَا مِنّي أَحدٌ أَبْعجْ بَطْنَهُ بالخَنْجَرِ) أَي أَشُقّ (فَهُوَ مَبْعُوجٌ وَبَعِيجٌ) ، ورجُلْ بَعِيجٌ من قومٍ بَعْجَي، والأُنثى بَعِيجٌ، بِغَيْر هاءٍ، من نِسوةٍ بَعْجَي، وَقد انْبَعَجَ هُوَ.
(و) من المَجازِ: (بَعَجهُ الحُبُّ: أَوْقَعهُ فِي الحُزْنِ، وأَبْلَغَ إِليهِ الوجْدَ) وَفِي اللِّسَان: يُقَال: بَعَجَهُ حبُّ فلانٍ، إِذا اشْتَدَّ وَجْدُه وحَزِنَ لَهُ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: لَعَجَهُ الحُبُّ أَصْوَبُ من بَعَجَه؛ لأَن البَعْجَ: الشَّقُّ، يُقَال: بَعَجَ بَطْنَهُ بالسِّكّينِ، إِذا شَقَّه وخَضْخَضَهُ فيهِ، ثمَّ قالَ بعدَ سَوْقِ عبارةٍ وبَعَجَهُ الأَمْرُ: حَزَنَه وَنَقله شيخُنَا أَيْضا.
(ورَجُلٌ بَعِجٌ، ككَتِفٍ) : ضَعِيفٌ، (كأَنَّهُ مَبْعُوجُ البَطْنِ من ضَعْفِ مَشْيِهِ) ، قَالَ الشاعِر:
لَيْلَةَ أَمْشِي على مُخَاطَرَةٍ
مَشْياً رُوَيْداً كَمِشْيَةِ البَعِجِ

(5/423)


(وانْبَعَجَ: انْشَقَّ) ، وكلّ مَا اتَّسَعَ فقد انْبَعَجَ.
(و) من الْمجَاز: انْبَعَجَ (السَّحَابُ) بالمَطَرِ، إِذا (انْفَرَجَ مِن) ، وَفِي نُسْخَة عَن (الوَدْقِ) والوَبْلِ الشَّدِيدِ (كَتبَعَّجَ) ، قَالَ العَجّاج:
حَيْثُ اسْتَهَلّ المُزْنُ أَو تَبَعَّجَا
(والبَاعِجَةُ: مُتَّسعُ الوادِي) حَيْثُ يَنْبَعِجُ فيَتَّسِعُ.
والبَاعِجَةُ: أَرضٌ سَهْلَةٌ تُنْبِتُ النَّصِيَّ. وَقيل: البَاعِجَةُ: آخِرُ الرَّمْلِ، والسُّهُولَةُ إِلى القُفّ.
والبَوَاعِجُ: أَماكِنُ فِي الرَّمْلِ تَسْتَرِقُّ، فإِذا نَبَتَ فِيهَا النَّصِيُّ كانُ أَرقَّ لَهُ وأَطْيَبَ، وَقَالَ الشاعِرُ يَصِف فَرَساً:
فَأَنَى لَهُ بالصَّيْفِ ظِلٌّ بارِدٌ
ونَصِيُّ باعِجَةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ
وباعِجَةُ: اسمُ مَوضعٍ (وباعِجَةُ القِرْدَانِ: ع، م) أَي مَوضعٌ معروفٌ، قَالَ أَوسُ بنُ حَجَر:
وبَعْدَ لَيالِينَا بِنَعْفِ سُوَيْقَةٍ
فباعِجَةِ القِرْدانِ فالمُتَثَلَّمِ
(و) بَطْنٌ بَعِجٌ، أَي مُنْبَعِجٌ، أُراه على النَّسَبِ.
و (امْرَأَةٌ بَعِيجٌ) أَي (بَعَجَتْ بَطْنَهَا لِزَوْجِها ونَثَرَتْ) .
(و) من الْمجَاز: (بَعَجَ بَطْنَهُ لَكَ: بالَغَ فِي نُصْحِكَ) قَالَ الشمّاخ:
بَعَجْتُ إِليهِ البَطْنَ حتّى انْتَصَحْتُه
وَمَا كُلُّ من يُفْشَى إِليهِ بناصِحِ
وَقيل: فِي قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ:
فَذالِكَ أَعْلَى مِنْكَ قَدْراً لأَنَّهُ
كَرِيمٌ وَبَطْنِى للكِرامِ بَعِيجُ
أَي نُصْحِي لَهُمْ مَبْذُولٌ.
وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: بَعَجْتُ لَهُ بَطْنِي: أَفْشَيْتُ سِرِّي إِليه.

(5/424)


(وبَعْجَةُ بنُ زَيْدٍ: صَحَابِيّ) .
(و) بَعْجَةُ (بنُ عَبْدِ الله) بنِ بَدْرٍ الجُهَنِيّ (تَابِعَيٌّ) ، روى عَن أَبي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ يَحْيَى بنُ أَبِي كَثير، وأَبو حازِمٍ، وَكَانَ يُقِيم مدّةً بالبادية ومدَّةً بالمَدِينَة، وماتَ بالمَدِينةِ سنةَ مائَةٍ، كَذَا فِي كتاب الثِّقاتِ لابنِ حِبّان.
(وبُعْجَةُ بنُ قَيْسٍ بالضّمِّ، وَلِيَ صَدقَاتِ) بني (كَلْبٍ) من قُضَاعَةَ (للْمَنْصُورِ) العَبّاسيّ.
(وبَنُو بُعْجَةَ) بالضّمّ (قَبِيلَةٌ، م) أَي مَعْرُوفَة، أَي من بَنِي جُذَام.
وعَمْرُو بنُ بعْجَةَ اليَشْكَرِيُّ البارِقِيّ: تابعيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
من الْمجَاز: فِي حديثِ عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا فِي صفة عُمرَ رَضِي الله عَنهُ: (بَعَجَ الأَرْضَ وَبَخَعَها) ، أَي شَقَّهَا وأَذَلَّهَا، كَنَتْ بِهِ عَن فُتُوحِه.
وَفِي حديثٍ آخَر: (إِذَا رَأَيْتَ مَكَّةَ قد بُعِجَتْ كَظَائِمَ، وسَاوَى بِناؤُها رُؤُوسَ الجِبالِ فاعْلَمْ أَنَّ الأَمْرَ قد أَظَلَّكَ) بُعِجَتْ، أَي سُقَّتْ وفُتِحَت كظائِمُها بعضُها فِي بعضٍ، واسْتُخْرِجَ مِنْهَا عيونُها.
وَفِي حَدِيث عَمْرٍ ووقد وَصَفَ عُمَرَ، رَضِي الله عَنهُ، فَقَالَ: (إِنَّ ابْنَ حَنْتَمَةَ بَعَجَتْ لَهُ الدُّنْيَا مِعَاها) هاذا مَثَلٌ ضَرَبَه، أَرادَ أَنَّهَا كَشَفَتْ لَهُ عمّا كَانَ فِيهَا من الكُنُوزِ والأَموالِ، والفيْءِ، وَحَنْتَمَةُ: أُمُّهُ.
وبَعَّجَ المَطَرُ تَبْعيجاً فِي الأَرْضِ: فَحَصَ الحِجَارَةَ لِشدَّةِ وَقْعِه.

وَبَعَجَ الأَرْضَ آباراً: حَفَر فِيهَا آباراً كَثِيرَة.
وابنُ باعِجٍ: رجلٌ، قَالَ الرّاعِي:
كأَنَّ بقايا الجَيْشِ جَيْشِ ابنِ باعِجٍ
أَطافَ بِرُكْنٍ من عَمَايَةَ فاخِرِ
وَيُقَال: بَعَجَتْ هذِه الأَرْضَ (عَذَاةٌ طَيِّبَةٌ التُّرْبَة) أَي تَوَسَّطَتْها، وكلّ ذَلِك فِي اللّسَان.

(5/425)


بعزج
: وَمِمَّا استدركه شَيخنَا.
البَعْزَجَةُ، وَهِي: شِدَّةُ جَرْيِ الفَرَسِ.
قَالَ السُّهَيْلِيّ: كأَنَّه مَنْحُوتٌ من أَصْلَيْنِ: بَعَجَ، إِذا شَقَّ، وعَزّ، إِذا غَلَب.
قلت: وَفِي اللّسان: بَعْزَجَةُ اسمُ فَرَسِ المِقْدادِ. شَهِدَ عَلَيْهَا يومَ السَّرْحِ، زَاد شَيخنَا عَن الرَّوْض: قيل: اسْمُها سَبْحَةُ.

بغج
: وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ أَيْضا:
بَغَجَ الماءَ، كغَبَجَهُ.
والبُغْجَةُ، كالغُبْجَة.

بغنج
: (التَّبَغْنُجُ) ، هاكذا بِتَقْدِيم الموحّدة على الْغَيْن: (أَشَدُّ) حَالا (من التَّغٍ نُّجِ) فإِن زيادةَ البَنْيَةِ تَدلّ على زيادةِ المَعْنَى فِي الأَكثر، والمشهورُ على أَلسنَةِ الناسِ التَّمَغْنُجُ، بِالْمِيم بدل الموحّدة.

بلج
: (بَلَجَ الصُّبْحُ) يَبْلُجُ بالضّمّ، بُلُوجاً: أَسفَرَ، و (أَضاءَ وأَشْرَقَ) ، والبُلُوجُ: الإِشْرَاقُ، (كانْبَلَجَ، وتَبَلَّجَ) .
وأَبْلَجَت الشَّمْسُ: أَضاءَتْ، (وأَبْلَجَ) الحَقُّ: ظَهَرَ، وَهُوَ مَجاز.
(وكُلُّ مُتَّضِحٍ أَبْلَجُ) من صُبْحٍ وحَقَ وأَمْرٍ ووَجْهٍ وغيرِها.
(والابْلِيلاجُ) ، كَذَا فِي نسختنا، وَفِي أُخرى الابْلِيجَاجُ، وَفِي أُخرَى غيرِهَا الابْلِجاجُ (: الوُضُوحُ) وكلُّ شيْءٍ وَضَحَ فقد ابْلاجَّ ابْلِيجَاجاً.
وابْلاجَّ الشيءُ: أَضاءَ.
(و) لَقِيتُه عِنْد (البُلْجَةِ) ، وسَرَيْتُ الدُّلْجَةَ والبُلْجَةَ حتّى وصَلْتُ، وَهُوَ (بالضّمّ) وسَقطَ ذالك من بعضِ النسَخ، وَهُوَ آخِرُ اللّيْلِ عِنْد انْصِداعِ الفَجْرِ، يُقَال: رأَيتُ بُلْجَةَ الصُّبحِ، إِذا رأَيتَ (الضَّوْءَ، ويُفْتَح) ، فَفِي الحدِيث: (ليلَةُ القَدرِ بَلْجَة) ، أَي مُشْرِقَة.

(5/426)


وَفِي اللِّسَان: البَلْجَةُ، بِالْفَتْح، والبُلْجَةُ، بالضّمّ: ضَوءُ الصُّبحِ.
(و) البُلْجَةُ والبَلَجُ: تَباعُدُ مَا بَين الحاجِبَيْنِ، وَقيل: مَا بينَ الجاجِبَينِ إِذا كَانَ نَقِيًّا من الشَّعَر.
وَفِي الصّحَاح والأَساسِ: البُلْجَةُ كالفُرْجَةِ (: نَقَاوَةُ مَا بَيْنَ الحاجِبَيْنِ) .
بَلِجَ بَلَجاف، (وَهُوَ أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ) مُشْرِقٌ، والأَنْثَى بَلْجَاءُ، وَمَا أَحْسَنَ بُلْجَتَه، وَيُقَال: رَجُلٌ أَبْلَجُ، إِذا لم يَكُنْ مَقْرُوناً، وَفِي حَدِيث أُمِّ مَعْبَدٍ فِي صِفة النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (أَبْلَجُ الوَجْهِ) أَي مُسْفِرُه مُشْرِقُه، وَلم تُرِدْ بَلَجَ الحواجِبِ؛ لأَنّها تصفُه بالقَرَنِ، والأَبْلَجُ الَّذِي قد وَضَحَ مَا بَين عَيْنَيْهِ وَلم يكنْ مَقْرُونَ الحَاجِبَيْنِ، فَهُوَ أَبْلَجُ.
وَقيل: الأَبْلَجُ: الأَبْيَضُ الحَسَنُ الواسعُ الوَجْهِ، يكون فِي الطُّولِ والقِصَرِ.
وَقَالَ غَيْرُه: يُقَال للرّجُلِ الطَّلْقِ الوَجْهِ: أَبْلَجُ بَلْجٌ، وَرَجُل أَبْلَجُ، وبَلْجٌ، وبَلِيجٌ: طَلْقٌ بِالْمَعْرُوفِ، قَالَت الخَنْسَاءُ.
كأَنْ لَمْ يَقُلْ أَهْلاً لِطَالِبِ حاجَةٍ
وَكَانَ بَلِيجَ الوَجْهِ مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ
وشيءٌ بَلِيجٌ: مُشْرِقٌ مُضِىءٌ، قَالَ الدَّاخِل بنُ حَرَامٍ الهُذَلِيّ:
بأَحْسَنَ مَضْحَكاً مِنْهَا وجِيداً
غَداةَ الحِجْرِ مَضْحَكُهَا بَلِيجُ
وَفِي الأَساس: من الْمجَاز: يُقَال لذِي الكَرَمِ والمَعْرُوفِ وطلاقَةِ الوَجْهِ: أَبْلَجُ، وإِنْ كَانَ أَقْرَنَ.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: (بَلِجَ) الرّجُلُ (، كخَجِلَ) بَلَجاً، والبَلَجُ: الفَرَحُ والسّرُور، وَهُوَ بَلِجٌ، كَكَتِفٍ وَقد بَلِجَتْ صُدُورُنَا: انشرَحَتْ، وثَلِجَ بِهِ صَدْرِي وبَلِجَ، بَعْدَ مَا (حَرَّ و) حَرِجَ.

(5/427)


وَعَن الأَصْمَعِيّ: بَلِجَ بالشَّيْءِ وثَلِجَ، إِذا (فَرِحَ) .
(و) بَلَجَ (كَضَرَبَ) يَبْلِجُ بَلْجاً: (فَتَحَ) .
(و) قد (أَبْلَجَهُ) وأَثْلَجَهُ: (أَوْضَحَهُ، وفَرَّحَهُ) .
وَهَذَا أَمرٌ أَبْلَجُ، أَي وَاضح، قَالَ:
الحَقُّ أَبْلَجُ لَا تَخْفَى مَعَالِمُه
كالشَّمْسِ تَظْهَرُ فِي نُورِ وإِبْلاجِ
وصُبْحٌ أَبْلَجَ بَيِّنُ البَلَجِ، وكذالك الحَقُّ، إِذا اتضَحَ، يُقَال: الحَقُّ أَبْلَج، والبَاطِلُ لَجْلَج.
(وبَلْجٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون (: صَنَمٌ واسْمٌ) ، وَفِي نُسْخَة (أَو اسْم) ، وَهُوَ جَدّ أَبِي عمرٍ وعُثْمَانَ بنِ عبدِ الله بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَلْجٍ البُرْجُمِيّ الصّائغ البَصْرِيّ، عَن أَبي داوودَ الطّيالِسِيّ، وَعنهُ أَبو طالبٍ أَحمدُ بنُ نَصْرِ بنِ طالبٍ الْحَافِظ، وَغَيره.
(وَرَجلٌ بَلْ: طَلْقُ الوَجْهِ) بِالْمَعْرُوفِ، وَهُوَ مَجاز، كَمَا تقدّم.
(وحَمَّامُ بَلْجٍ: بالبَصْرَةِ) نُسِب إِلي بَلْج (بن نُشْبَة التّميميّ) .
(وأُبْلُوجٌ السُّكَّرُ بالضمّ وبَلِّيجُ السَّفِينَةِ، كسِكَينٍ: معَرَّبانِ) وَلم يَعرِّف الثَّانِي، وَفِي نُسْخَة: وأُبْلوج، بالصم، السكَّرُ، قلت: وَهُوَ الأَمْلُوجُ عِنْد أَهلِ الحَساءِ والقَطِيف.
(وبَلْجَان، كسَحْبَانَ: ع، بالبَصْرَة) ، مِنْهُ أَبو يَعْقوبَ يُوسُف بنُ أَبي سَهْلِ بنِ أَبي سعد بنِ محمودِ بن أَبي سَعِيد، فقيهٌ صُوفِي ظريف، صَحبَ أَبا الحَسَن البُسْتِيّ، وَعنهُ أَبو سعدٍ السَّمْعَانِي، توفّي سنة 536 بقريةِ تِلِمْسانَ.
(و) بَلْجَانُ (: ة، بمَرْوَ) ، مِنْهَا محمَّدُ بنُ عبْدِ الله البَلْجَانِيّ المُحَدّثُ، مَاتَ سنة 276.
(وبَلاّجٌ، ككَتَّانٍ: اسْمٌ) ، كبَلْجٍ، وبالِجٍ.
(والبُلُجُ بضَمَّتَيْنِ: النَّقِيُّو مَواضِعِ

(5/428)


القَسَمَاتِ) محرّكَةً (من الشَّعَرِ) . وَهَذَا عَن ابْن الأَعرابيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
البُلْجَةُ بالضّمّ: مَا خَلْفَ العارِضِ إِلى الأُذُنِ وَلَا شَعَرَ عَلَيْهِ.
وتَبَلَّجَ الرَّجُلُ إِلى الرّجُل: ضَحِكَ وهَشَّ.
والبُلْجَةُ: الاسحتُ، وَفِي كتاب كُراع: البَلْجَةُ بالفَتْح: الاسْتُ، قَالَ: وَهِي البَلْحَةُ بالحاءِ، كَذَا فِي اللِّسَان.
والبَلِيلَجُ بِالْفَتْح، مَعْرُوفٌ، نافِعٌ للمَعِدَة، إِلى آخرِ مَا ذَكَرَه الأَطبّاءُ. قد وجدتُ هاذه الْعبارَة فِي بعضِ نُسَخِ الْقَامُوس، وَعَلَيْهَا شرحخ شيخِنا.

بلتج
: وبِلْتَاجُ، بِالْكَسْرِ: قَرْيَةٌ من قُرَى مِصْرَ.

بنج
: (البِنْجُ بالكسرِ: الأَصْلُ) ، وَجمعه البُنُجُ بضمّتينِ.
(وبالفتح: ة، بِسَمَرْقَنْدَ) ، مِنْهَا أَبو عبد الله جَعْفَرُ بنُ محمّدٍ الرُّودَكهيّ الشّاعر، تُوُفِّيَ بِبَلَدِهِ سنة 323.
(و) البَنْجُ أَيضاً: (نَبْتٌ مُسْبِتٌ) مُخَدِّر (م) أَي مَعْرُوف، وَهُوَ (غَيْرُ حَشِيشِ الحَرَافِيشِ، مُخَبِّطٌ للعَقْلِ، مُجَنِّنٌ، مُسَكِّنٌ لأَوْجَاعِ الأَوْرَامِ والبُثُورِ وأَوْجاعِ) وَفِي نُسْخَة ووَجَعِ (الأُذُنِ) ، طِلاءً وضِماداً، (وأَخْبَثُه) فِي الِاسْتِعْمَال (الأَسْوَدُ، ثمّ الأَحْمَرُ، وأَسْلَمُه الأَبْيَضُ) .
(وبَنَّجَهُ تَبْنِيجاً: أَطْعَمَهُ إِيّاه) ، وَهُوَ مُبَنِّج.
(و) بَنَّجَ (القَبْجَةُ) ذَكَرُ الحَجَلِ (: صَاحَتْ) ، وَفِي نُسْخَة اللِّسَان: أَخرَجَها (من جُحْرِها) وَهُوَ دَخيلٌ، صرَّحَ بِهِ غيرُ واحدٍ من الأَئِمّة.

(5/429)


(وانْبَنَجَ الرُّجُلُ: انْبِناجاً: ادَّعَى إِلى أَصْلِ كَرِيم) . وَالَّذِي فِي التّهذيب: أَبْنَجَ، أَي من بَاب أَفْعَلَ.
(وبَنَجَ، كنَصَ: رَجَعَ إِلى بِنْجِه) ، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب: يُقَال: رَجَعَ فلانٌ إِلى حِنْجِه وَبِنْجِه، أَي إِلى أَصْلِه وعِرْقِه.

بابونج
: (البَابُونَجُ: زَهْرَةٌ، م) ، وَهِي (كثِيرَةُ النَّفْعِ) وَهِي المشهورَة فِي الْيمن بمُؤْنِس.

بنفسج
: (البَنَفْسَجُ: م، شَمُّه رَطْباً يَنْفَعُ المَحْرُورِينَ، وإِدَامَةُ شَمِّه يُنَوِّمُ نَوْماً صَالِحاً، ومُرَبّاهُ يَنْفعُ مِنْ) وَجعِ (ذاتِ الجَنْبِ وذَاتِ الرِّثَةِ) وَهُوَ (نافعٌ للسُّعالِ والصُّداعِ) ، وتفصيلُه فِي كتب الطِّبّ.

بهج
: (البَهْجَةُ: الحُسْنُ) يُقَال: رَجُلٌ ذُو بَهْجَةٍ،. وَيُقَال: هُوَ حُسْنُ لَونِ الشيْءِ ونَضَارَتُه، وَقيل: هُوَ فِي النّباتِ النضَارَةُ، وَفِي الإِنسانِ: ضَحِكُ أَسارِيرِ الوَجْهِ، أَو ظُهُورُ الفَرَحِ البَتّة.
(بَهُجَ، ككَرُمَ) بَهْجَةً و (بَهاجَةً) وبَهَجَاناً (فَهُوَ بَهِيجٌ، و) امرأَةٌ بَهِجَةٌ: مُبْتَهِجَةٌ، وَقد بَهُجَتْ بَهْجَةً، و (هِيَ مِبْهَاجٌ) ، وقَدْ غَلَبَتْ عَلَيْهَا البَهْجَةُ.
وامرأَةٌ بَهِجَةٌ ومِبْهَاجٌ: غَلَبَ عَلَيْهَا الحُسْنُ.
(و) بَهِجَ بالشيْء، ولَه، (كخَجِلَ) بَهاجَةً: سُرَّ بِهِ و (فَرِحَ) ، قَالَ الشَّاعِر:
كانَ الشّبابُ رِداءً قد بَهِجْتُ بهِ
فقَدْ تَطَايَرَ مِنْهُ لِلْبِلَى خِرَقُ
(فهُو بَهِيجٌ) ، قَالَ أَبو ذُؤَيب:
فذالِكَ سُقْيَا أُمِّ عَمْرٍ و، وإِنّنِي
بمَا بَذَلَتْ من سَيْبِها لَبَهيجُ

(5/430)


أَشار بقوله ذالك إِلى السّحاب الَّذِي استَسقَى لامِّ عمرٍ و، وَكَانَت صاحِبَتَه الَّتِي يخشَبِّبُ بهَا فِي غالِبِ الأَمرِ
(و) رجُلٌ (بَهِجٌ) أَي مُبْتَهِجٌ بأَمرٍ يَسُرُّه، قَالَ النّابغَة:
أَو دُرصةٌ صَدَفِيَّةٌ غَوّاصُها
بَهِجٌ متَى يَرَهَا يُهِلَّ ويَسْجُدِ
(و) بَهَجَنِي الشّيءُ، (كَمَنَعَ: أَفْرَحَ وسَرَّ) نِي، (كأَبْهَجَ) ، بالأَلف وَهِي أَعلَى.
(والابْتِهَاج: السُّرُورُ) والفَرَج.
(وتَبَاهَجَ الرَّوْضُ) إِذا (كَثُرَ نَوْرَهُ) بِالْفَتْح، أَي زَهْرُه، وَقَالَ:
نَوّارُه مُتَبَاهِجٌ يَتَوَهَّجُ
(والتَّبْهِيج: التَّحْسِينُ) ، فِي قَول العَجّاج:
دَعْ ذَا وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجَا
فَخْماً وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجَا
قَالَ ابْن سِيدَه: لم أَسْمَعْ ببَهِّجْ إِلاَّ هَاهُنَا، وَمَعْنَاهُ حَسِّنْ وجَمِّلْ، وكأَنّ مَعْنَاهُ: زِدْ هَذَا الحَسَب جَمالاً بَوصفِك لَهُ، وذِكْرِكَ إِيّاه، وسَنِّنْ: حَسِّنْ كَمَا يُسَنَّنُ السَّيفُ أَو غيرُه بالمِسَنِّ، وإِن شِئتَ قلتَ: سَنِّنْ: سَهِّل، وَقَوله: مُزَوَّجَا، أَي مَقرُوناً بعضُه ببعضٍ، وَقيل: مَعْنَاهُ مَنْطِقاً يُشْبِهُ بعضُه بَعْضًا فِي الحُسْن، فكأَنَّ حُسْنَه يَتَضاعفُ لذالك.
(وباهَجَهُ) وبازَجَهُ و (بَاراهُ وباهَاهُ) بِمَعْنى واحدٍ.
(واسْتَبْهَجَ: اسْتَبْشَرَ) .
(والمِبْهَاجُ) سَنَامُ النّاقَةِ السَّمِينُ، تَقول: رأَيت ناقَةً لَهَا سَنَامٌ مِبْهَاجٌ، ونُوقاً لَهَا أَسْنِمَةٌ مَباهيجُ، أَي (السَّمِينَةُ من الأَسْنِمَة) ، لأَنَّ البَهْجَة مَعَ السِّمَنِ، وَهُوَ مَجاز.
(و) بَهجَ النّباتُ، بِالْكَسْرِ فَهُوَ بَهِيجٌ: حَسُنَ، قَالَ الله تَعَالَى:

(5/431)


{مِن كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} (سُورَة الْحَج، الْآيَة: 5) أَي من كُلِّ ضَرْبٍ من النّباتِ حَسَنٍ ناضِرٍ.
وَعَن أَبي زيد: بَهِيجٌ: حَسَنٌ، وَقد بَهُجَ بَهَاجَةً وبَهْجَةً، وَفِي حَدِيث الجَنَّة: (فإِذا رَأَى الجَنَّةَ وبَهْجَتَهَا) أَي حُسْنَهَا وحُسْنَ مَا فِيهَا من النّعِيمِ.
(أَبْهَجَتِ الأَرْضُ: بَهُجَ نَبَاتُها) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
نِساءٌ مَباهِيجُ، قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
وبِيضٍ مَبَاهِيجٍ كأَنَّ خُدودَها
خُدُودُ مَهاً آلَفْنَ مِنْ عالِجٍ هَجْلاَ

بهرج
: (البَهْرَجُ) ، بالفَتْح: الباطِلُ، (والرَّدِىءُ) مِن كلّ شيْءٍ، قَالَ العجّاج:
وكانَ مَا اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجَا
أَي بَاطِلا.
وَفِي شفاءِ الغَليل: بَهْرَج: معرّب نَبَهْرَه، أَي بَاطِل، ومَعْنَاه الزَّغَلُ، وَيُقَال: نَبَهْرَجٌ (وبَهْرَجٌ) وجمعُه نَبَهْرَجاتٌ وبَهَارِجُ.
وَقَالَ المَرْزوقيّ فِي شَرْح الفَصيح: دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ وَنَبَهْرَجٌ، أَي باطِلٌ زَيْفٌ.
وَقَالَ كُراع فِي المُجَرّدِ: دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ: رَدِىءٌ.
وَحكى المُطَرّزيّ عَن ابْن الأَعرابيّ: أَن الدِّرْهَمَ البَهْرَجَ: الَّذِي لَا يُباع بِهِ، قَالَ أَبو جَعْفَر: وَهُوَ يَرجع إِلى قولِ كُراع: لأَنه إِنما لَا يُباع بِهِ الرداءَتِه.
وَفِي الفصيح: دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ. قَالَ شارِحُه اللَّبْلِيّ: يُقَال دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ، إِذا ضُرِبَ فِي غيرِ دارِ الأَميرِ حَكَاهُ المُطَرّزِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الأَعرابيّ.
وَقَالَ ابْن خَالَوَيْه: دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ هُوَ كلامُ العَرب، قَالَ: والعامَّةُ تَقول: نَبَهْرَجٌ.
وَفِي اللّسان: والدِّرْهَمٌ البَهْرَجُ الَّذِي فِضَّتُه دَرِيئةٌ، وكلّ دَرِىءٍ من

(5/432)


الدَّارهِمِ وغيرِها بَهْرَجٌ، قَالَ: وَهُوَ إِعْرابُ نَبَهْرَه، فَارسي.
وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: البَهْرَجُ: الدِّرْهَمُ المُبْطَلُ السِّكّةِ، وكلّ مَردودٍ عِنْد الْعَرَب بَهْرَجٌ، ونَبَهْرَجٌ.
وَفِي الحَدِيث: (أَنه بَهْرَجَ دَمَ (ابنِ) كأَنَّهُ طُرِحَ فَلَا يُتَنَافَس فِيهِ، كَذَا فِي شَرْحِ الفَصِيح للمرْزُوقِيّ.
(و) البَهْرَجُ: الشيءُ (المُبَاحُ) ، يُقَال: بَهْرَجَ دَمَه.
(و) من الْمجَاز: (البَهْرَجَةُ: أَن يُعْدَلَ بالشَّيْءِ عَن الجَادَّةِ القاصدَةِ إِلى غَيْرِها) . وَفِي الحَدِيثِ: (أَنّه أُتِيَ بجِرابِ لُؤْلُؤٍ بَهْرَجٍ) أَي رَدِىءٍ، قَالَ: وَقَالَ القُتَيْبِي، أَحْسَبه بجِرَابِ لُؤْلُؤٍ بُهْرِجَ، أَي عُدِلَ بِهِ عَن الطّرِيقِ المَسْلوكِ خَوفاً مِن العَشَّارِ، واللّفظَةُ مُعَرَّبة وَقيل: هِيَ كلمةٌ هِنْدِيّة، أَصلها نَبَهْلَه، وَهُوَ الرّدِىءُ، فنُقلت إِلَى الفارسِيّة، فَقيل: نَبَهْرَه، ثمَّ عُرّبت بَهْرَج.
قَالَ الازهريّ: وبُهْرِجَ بهم، إِذا أُخِذَ بهم فِي غير المَحَجَّة.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: (المُبَهْرجُ) من المِيَاهِ: المُهْمَلُ الّذِي لَا يُمْنَعُ عَنهُ كلُّ مَنْ وَرَدَ.
(و) المُبَهْرَجُ (من الدِّماءِ: المُهْدَرُ، و) مِنْهُ (قولُ أَبِي مِحْجَنٍ) الثَّقَفِيّ (لابنِ أَبِي وَقّاصٍ) رَضِي الله عَنْهُمَا (: أَمَّا إِذْ (بَهْرَجْتَنِي) فَلَا أَشْرَبُهَا أَبداً) يَعْنِي الخَمْرَ (أَي أَهْدَرْتَنِي بإِسقاطِ الحَدِّ عَنِّي) .
وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: كلامٌ بَهْرَجٌ، وعَمَلٌ بَهْرَجٌ: رَدِىءٌ، وَدم بَهْرَجٌ: هَدَرٌ.
وَفِي اللِّسَان، وَشرح الحماسة عَن ابْن الأَعرابيّ: مَكَانٌ بَهْرَجٌ: غيرُ حِمًى، وَقد بَهْرَجَه فَتَبَهْرَجَ.

(5/433)


بهرمج
: (البَهْرَامَجُ) ، بالفَتْح: (نَبْتٌ) ، وَفِي اللِّسَان: هُوَ الشَّجَرُ الَّذِي يقالُ لَهُ الرَّنْفُ، وَهُوَ من أَشجارِ الجِبال.
وَقَالَ أَبو عُبَيد، فِي بعض النّسخ: لَا أَعرِف مَا البَهرَامَجُ.
وَقَالَ أَبو حنيفةَ: البَهْرامَجُ: فارسيّ. وَهُوَ الرَّنَفُ، قَالَ: (وَهُوَ ضَرْبانِ) : ضَرْبٌ مِنْهُ (أَحمَرُ) مُشْرَبٌ لونُ شَعرِه حمرَةً (و) مِنْهُ (أَخْضَرُ) هَيَادِبِ النَّوْرِ، (وكِلاهما طَيِّبُ الرّائِحَةِ) وَله خَواصُّ ومَنافعُ مُفَصَّلَةٌ فِي مَحالِّها.

بوج
: ( {البَوْجُ} والبَوَجانُ، محرّكةً: الإِعيَاءُ) ، قَالَ ابْن بُزُرْج: وبَعِيرٌ {بائِجٌ، إِذا أَعْيَا، وَقد} بُجْتُ أَنا: مَشَيْتُ حَتَّى أَعيَيْتُ، وأَنشد:
قد كُنتَ حِيناً تَرتَجِي رِسْلَهَا
فاطَّرَدَ الحَائِلُ {والبائِجُ
يَعْنِي المُخِفَّ والمُثْقِلَ.
(و) } البَوْجُ (: تَكَشُّفُ البَرْقِ، {كالتَّبَوُّجِ} والتَّبْوِيجِ {والابتِيَاجِ) هاكذا فِي النُّسخ، من بَاب الافتعال.
وَالَّذِي فِي اللّسَان وَغَيره:} الانْبِيَاجُ من الانفعال، يُقَال: {باج البَرْقُ} يَبُوْجُ {بَوجاً} وبَوَجَاناً.
{وتَبَوَّجَ إِذا بَرَقَ ولمَعَ وتَكَشَّفَ.
} وانْباجَ البَرْقُ {انْبِياجاً، إِذا تَكَشَّفَ، وَفِي الحَدِيث: (ثُمّ هَبّت رِيحٌ سَودَاءُ فِيهَا بَرْقٌ} مُتَبَوِّجٌ) أَي مُتأَلِّقٌ برُعُودٍ وبُرُوقٍ.
{وتَبَوَّجَ البَرْقُ: اتَفَرَّقَ فِي وَجْهِ السَّحابِ، وَقيل: تَتَابَعَ لَمْعُه.
(و) } البَوْجُ: (الصِّيَاحُ) .
{وبَوَّجَ: صَيَّحَ، ورَجلٌ} بَوَّاجٌ: صَيَّاحٌ.
(! والبَائِجَةُ: الدّاهِيَةُ) ، عَن أَبي عُبَيدٍ، وهاذا مَحلّ ذِكْرِهَا لَا الهَمْز، وَقد أَشرنَا هُنالك. قَالَ أَبو ذُؤَيْب:

(5/434)


أَمْسَى وأَمسَينَ لَا يَخْشَينَ بائِجَةً
إِلاَّ ضَوارِيَ فِي أَعناقِها القِدَدُ
والجَمعُ {البَوَائِجُ، وَعَن الأَصمَعِيّ: جاءَ فلانٌ} بالبَائِجَةِ والفَلِيقَةِ، وَهِي من أَسماءِ الدّاهِيَة، يُقَال: {باجَتْهُم} البائِجَةُ {تَبُوجُهم، أَي أَصابَتْهُم، وَقد} باجَتْ عَلَيْهِم {بَوْجاً،} وانْبَاجَتْ {بائِجَةٌ، أَي انْفَتَقَ فَتْقٌ مُنْكَرٌ (} وانْبَاجَتْ عَلَيْهِم {بَوائِجُ) مُنْكَرَةٌ، إِذا (انْفَتَقَتْ) عَلَيْهِم (دَوَاهٍ) ، قَالَ الشّمّاخُ يرثى عمرَ بنَ الخطّابِ رَضِي الله عَنهُ:
قَضَيْتَ أُموراً ثمَّ غادَرْتَ بَعدَها
بَوَائِجَ فِي أَكْمَامِها لمْ تُفْتَّقِ
(} والبائِجُ: عِرْقٌ فِي) باطنِ (الفَخِذِ) ، قَالَ الرّاجز:
إِذا وَجِعنَ أَبْهَراً أَو {بائِجَا
جمعُه البَوَائِجُ قَالَ جَنْدلٌ:
بالكاسِ والأَيْدِي دَمُ البَوائجِ
يَعْنِي العُروق المُفتَّقة.

وَقَالَ ابْن سِيده:} البائِجُ: عِرْقٌ مُحيطٌ بالبَدَنه كلِّه، سُمِّيَ بذالك لانتشاره وافْتِراقِه.
( {وباجَةُ: د، بإِفْرِيقِيَّةَ) بَينهَا وَبَين القَيْرَوَانِ ثَلاثُ مَراحلَ (مِنْهُ) أَبو محمدٍ (عبدُ الله بنُ مُحمَّدِ) بنِ عليِّ بنِ شريعةَ بنِ رِفَاعَةَ بنِ صَخْرِ بنِ سَماعةَ اللّخْمِيّ، سكن إِسْبِيلِيَة، فَقِيهٌ مُحدِّث.
(و) القَاضِي (أَبُو الوَلِيدِ سُلَيْمَانُ ابْن خَلَف) بنِ سَعْدِ بنِ أَيُّوبَ (: الإِمامُ المُصَنِّفُ) ، سمعَ بمكّةَ أَبا ذَرَ الهَرَوِيّ، وببغدادَ أَبا الطَّيِّبِ الطَّبَرِيّ، وأَلّفَ فِي الأُصولِ، وشرحَ المُوَطَّأَ، روى عَنهُ ببغدادَ الخَطيبُ وغيرُه، قَالَ شَيخنَا: الصّحيح أَنّه من} باجَةِ الأَنْدَلُسِ، لَا من باجَةِ أَفْرِيقِيَّةَ، وَقد تَوهَّمَ المصنّفُ.
قلت: هاذا الاختلافُ إِنما هُوَ فِي أَبي

(5/435)


مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيّ، فإِنه ذكر ابنُ الأثيرِ عَن أَبي الفضلِ المَقْدِسِيّ أَنه من باجَةِ الأَنْدَلُسِ، وَقد ردّ عَلَيْهِ الحافظُ أَبو محمدٍ عبدُ الله بنُ عِيسَى الإِشْبِيلِيّ ذالك، وَهُوَ أَعلمُ ببلادهم.
(و) باجَةُ: (د، بالأَنْدَلُسِ) قيل: مِنْهَا أَبو محمّدٍ {- الباجِيّ على مَا ذكَره المَقْدِسيّ، وَقد ذُكِرَ قَرِيبا.
(و) باجَةُ (: والدُ) أَبي إِسحاقَ (إِسمَاعِيلَ) بنِ إِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ (الشِّيرازِيّ المُحَدِّثِ) يُعرفُ بابنِ باجَةَ، سمِعَ الرَّبِيعَ بنَ سُليمانَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ ابنُ الأَعرابيّ:} باجَ الرجُلُ {يَبُوجُ} بَوْجاً، إِذا أَسْفَرَ وَجْهُه بعدَ شُحُوبِ السَّفَرِ.
والبَائِجَةُ: مَا اتَّسَعَ من الرَّمْلِ.
{وباجَتْهُم البَائِجَةُ} تَبُوجُهم: أَصابَتْهم وَقد {باجَتْ عليهِم، كانْبَاجَتْ.
والبَاجَةُ: الاخْتِلاطُ.
} وباجَهُم الشَّرُّ بَوْجاً: عَمَّهُم.
وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: البَاجُ يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَهُوَ الطَّرِيقَةُ من المَحَاجِّ المُسْتَوِيَةُ، وَقد تقدّم.
وَنحن فِي ذالك {باجٌ واحدٌ، أَي سواءٌ، قَالَ ابنُ سَيّده: حَكَاهُ أَبو زيد غيرَ مَهْمُوز، وَحَكَاهُ ابْن السِّكِّيت مهموزاً، وَقد تقدّم، قَالَ: وَهُوَ من ذواتِ الواوِ، لوُجُود، بوج، وَعدم، بيج.
وَفِي حديثِ عُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: (أَجعلُها باجاً واحِداً) وَهُوَ فارِسِيّ مُعَرَّب، وَقد تقدّم.