تاج العروس (فصل الْحَاء) الْمُهْملَة مَعَ الْجِيم)
حبج
: (حَبَجَ يَحْبِجُ) ، بِالْكَسْرِ (: بَدا
(5/456)
وظَهَرَ بَغْتَةً، كأَحْبَجَ) ، يُقَال:
أَحْبَجَتْ لنا النَّارُ: بَدَتْ بَغْتَةً وكذالك العَلَمُ، قَالَ
العَجّاج:
عَلَوْتُ أَخْشَاهُ إِذا مَا أَحْبَجَا
(و) حَبَجَ (: دَنَا، واكْتَنَف) .
(و) حَبَجَ (: سَارَ شَدِيداً) .
(و) حَبَجَ يَحْبِجُ حَبْجاً (حَبَقَ، فَهُوَ حَبِجٌ) ، ككَتِفٍ،
وخَبَجَ يَخْبِجُ أَيضاً، قَالَ أَعرابيُّ: حَبَجَ بهَا ورَبِّ
الكَعَبَةِ.
(و) حَبَجَة بالعصا يَحْبِجُه حَبْجاً (ضَرَبَ) ، مثل خَبَجَه
وهَبَجَه.
(والحِبْجُ بِالْكَسْرِ: الجَمْعُ من النّاس، ومَجْتَمَعُ الحيِّ)
ومُعظَمُه (ويُفْتَح) .
(و) الحَبَجُ (بالتّحريك: انْتِفَاخُ بُطُونِ الإِبِل عَن أَكْلِ
العَرْفَجِ) ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هُوَ أَن يأْكُلَ البعيرُ
لِحَاَ العَرْفَجِ فَيَسْمَنَ على ذالك، ويَصيرَ فِي بطْنه مثلُ
الأَفْهارِ، وربّما قَتَلَه ذالك وَقد (حَبِجَ) البعيرُ (كفَرِحَ)
حَبَجاً، فَهِيَ حَبْجَى وحَبَاجَى، مثل: حَمْقَى وحَمَاقَى: وَرِمَتْ
بُطُونها عَن أَكْلِ العَرْفَجِ، واجتمعَ فِيهَا عُجَرٌ حَتَّى
تَشْتَكِيَ مِنْهُ، فتَتَمَرَّغ ونَزْحَر.
ورُرِيَ عَن ابنِ الزُّبَيْرِ أَنه قَالَ: (إِنّا وَالله لَا نَمُوتُ
على مَضَاجِعِنَا حَبَجاً كَمَا يَمُوت بَنو مَرْوَانَ، ولَكنّا
نَمُوتُ قَعْصاً بالرِّماحِ، ومَوْتاً تحتَ ظِلاله السُّيُوفِ) قَالَ
ابْن الأَثِير: الحَبَجُ هُوَ أَنْ يَأْكُلَ البَعِيرُ لِحَاءَ
(العَرْفَجِ) ويَسمَن عَلَيْهِ، ورُبما بَشِمَ مِنْهُ فقَتَلَه.
يُعَرِّضُ ببنِي مَرْوَانَ لكثرةِ أَكْلِهِم وإِسْرَافِهم فِي مَلاذّ
الدُّنْيا، وأَنهم يَمُوتون بالتُّخَمَة.
(و) الحَبَجُ (: البَعْرُ المُتَكَبِّبُ فِي البَطْنِ) حَتَّى يَضِيقَ
مَبْعَرُ البَعِيرِ عَنهُ وَلم يَخرُجْ من جَوْفه، فرُبما هَلَكَ،
ورُبَّمَا نَجا، قَالَه الأَزهريّ.
وَقَالَ أَبُو زَيْد: الحَبَجُ للبَعِيرِ
(5/457)
بمنزلةِ اللَّوَى للإِنسانِ، فإِن سَلِم
أَفاقَ وإِلا ماتَ.
(و) الحَبَجُ (: كَيٌّ عندَ خاصِرَةِ البَعِيرِ) .
(و) الحَبَجُ (: شَجَرَ) ةٌ سَحْمَاءُ حِجَازِيّة، تُعملَ مِنْهَا
القِداحُ، وَهِي عَتِيقَةُ العُود، لَهَا وُرَيْقَةٌ تَعلوهَا
صُفْرَةٌ، وتَعلو صُفْرَتَها غُبْرَةٌ، دون وَرَقِ الخُبَّازَى.
(والحُبُجُ بِضَمَّتَيْنِ: ع، بالمَدِينَةِ) ، على ساكِنِها أَفضلُ
الصَّلاةِ والسَّلامِ (و) حَبَاجٌ (كسَحابٍ: شَجَرُ العِنَبِ) .
(وأَحْبَجَ: قَرُبَ وأَشْرَفَ) ودنا (حَتَّى رُئِيَ) .
(و) أَحْبَجَتِ (العُرُوقُ: شَخَصَتْ ودَرَّتَ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ ابنُ سَيّده: حَبَجَ الرجلُ حُبَاجاً: وَرِمَ بَطْنُه وارْتَطِمَ
عَلَيْهِ، وَقيل: الحَبَجُ الانْتِفَاخُ حيثُما كَانَ من ماءٍ أَو
غيرِه.
ورَجلٌ حَبِجٌ، ككَتِفٍ: سَمِينٌ.
وأَحْبَجَ لَك الأَمرُ، إِذا اعْتَرَضَ فأَمْكَنَ.
والحَوْبَجَةُ: وَرَمٌ يُصِيب الإِنسانَ فِي يَدَيْهِ، يَمانيَة،
حَكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُها.
حبرج
: (الحُبْرُجُ بالضَّمِّ: من طَيْرِ الماءِ: ج حَبَارِجُ) بالضّمّ
(وحَبَارِيجُ) بِالْفَتْح.
(وكعُلابِطٍ: ذَكَرُ الحُبَارَى) ، وَالَّذِي فِي اللِّسَان وَغَيره:
الحُبْرُجُ والحُبَارِجُ: ذَكَرُ الحُبَارَى كالحُبْجُرِ والحُباجِرِ.
والحُبْرُجُ والحُبَارِجُ: دُوَيْبَّةٌ.
(5/458)
وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: الحَبَارِيجُ:
طُيُورُ الماءِ.
حجج
: ( {الحَجُّ: القَصْدُ) مُطْلَقاً. حَجَّهُ} يَحُجُّه {حَجًّا:
قَصَدَه،} وحَجَجْتُ فُلاناً، واعْتَمَدْتُه: قَصَدْتُه. ورجلٌ
{مَحْجُوجٌ، أَي مقصودٌ.
وَقَالَ جمَاعَة: إِنّه القَصْدُ لمُعَظَّمِ.
وَقيل: هُوَ كَثْرَةُ القَصْدِ لمُعَظَّمٍ، وهاذا عَن الْخَلِيل.
(و) } الحَجُّ (: الكَفُّ) {كالحَجْحَجَةِ، يُقَال:} حَجْحَجَ عَن
الشَّيْءِ {وحَجّ: كفَّ عَنهُ، وسيأْتي.
(و) الحَجُّ (: القُدُومُ) ، يُقَال:} حَجَّ علينا فلانٌ، أَي قَدِمَ.
(و) {الحَجّ (: سَبْرُ الشَّجَّةِ} بِالمِحْجاجِ) للمُعالَجَةِ.
{والمِحْجاجُ: اسمٌ (للمِسْبَارِ) .
} وحَجَّهُ {يَحُجُّه} حَجًّا، فَهُوَ {مَحْجُوجٌ،} وحَجِيجٌ، إِذا
قَدَحَ بالحَدِيد فِي العَظْمِ إِذا كَانَ قد هَشَمَ حَتَّى
يَتَلَطَّخَ الدِّماغُ بالدَّمِ، فيقْلَعَ الجِلدةَ الّتي جَفَّتْ،
ثمَّ يُعَالَج ذَلِك فيَلْتَئِم بجِلْدٍ، ويكونُ آمَّةً، قَالَ أَبو
ذُؤَيْبٍ يَصفُ امرأَةً:
وصُبَّ عَلَيْهَا الطِّيبُ حتّى كأَنّها
أَسِيٌّ على أُمِّ الدِّمَاغِ {حَجِيجُ
وَكَذَلِكَ} حَجَّ الشَّجَّةَ {يَحُجُّها} حَجًّا، إِذا سَبَرهَا
بالمِيلِ ليُعَالِجَها، قَالَ عذارُ بنُ دُرَّةَ الطّائِيّ:
! يَحُجُّ مَأْمُومَةً فِي قَعْرِها لَجَفٌ
فَاسْتُ الطَّبِيبِ قَذَاها كالمَغارِيدِ
يَحُجُّ، أَي يُصْلِحُ. مَأْمُومَة: شَجَّة بَلَغَتِ أُمَّ الرَّأْسِ.
وفسّر ابنُ دُرَيْد هاذا الشعرَ فَقَالَ: وعصفَ الشاعِرُ طَبِيباً
يُدَاوهي شَجَّةً بَعيدةَ القَعْرِ، فَهُوَ يَجْزَع من هَوْلِهَا،
فالقَذَى يَتساقطُ من استهِ كالمَغارِيد،
(5/459)
والمَغَاريد: جَمعُ مُغْرُودٍ، وَهُوَ
صَمْغٌ معرُوف.
وَقَالَ غَيره: استُ الطبيبِ يُراد بهَا مِيلُهُ، وشَبَّهَ مَا يَخرج
من القَذَى على مِيلِه بالمَغَارِيد.
وَقيل: الحَجُّ: أَن يُشَجَّ الرَّجُلُ، فيَخْتَلِطَ الدَّمُ
بالدِّماغِ، فيُصَبَّ عَلَيْهِ السَّمْنُ المُغْلَى حتّى يَظْهرَ
الدصمُ فيُؤْخَذَ بقُطْنَةٍ.
وَقَالَ الأَصمَعِيّ: {الحَجِيجُ من الشِّجَاجِ: الَّذِي قد عُولِجَ،
وَهُوَ ضَرحبٌ من عِلاجها. وَقَالَ ابنُ شُميل الحَجُّ: أَنْ تُفْلَقَ
الهامَةُ، فتُنْظَرَ هَل فِيهَا عَظْمٌ أَو دَمٌ، قَالَ: والوَكْسُ:
أَن يَقَعَ فِي أُمِّ الرأْسِ دَمٌ أَو عِظَامٌ، أَو يُصيبَها عَنَتٌ.
وَقيل: حَجّ الجُرْحَ: سَبَرَه ليَعرف غَوْرَه، عَن ابْن الأَعرابيّ.
وَقيل:} حَجَجْتُها: قِسْتُهَا.
{وحَجَّ العَظْمَ} يحُجُّه {حَجًّا: قَطَعَه من الجُرْحِ
واسْتَخْرَجَه.
(و) الحَجُّ: (الغَلَبَةُ} بالحُجَّةِ) ، يُقَال: {حَجَّهُ} يَحُجُّه
{حَجًّا، إِذا غَلَبَه على} حُجَّتِه. وَفِي الحَدِيث: ( {فحَجَّ آدَمُ
مُوسَى) أَي غَلَبَه بالحُجَّة، وَفِي حَدِيث معاويةَ: (فجَعَلْتُ}
أَحُجُّ خَصْمِي) أَي أَغلِبُه بالحُجَّة.
(و) الحَجُّ: (كَثْرَةُ الاخْتلاف والتَّرَدُّدِ) ، وَقد {حَجَّ بَنو
فُلان فُلاناً، إِذا أَطالُوا الاختلافَ إِلَيْهِ، وَفِي التّهذيب:
وتقولُ:} حَجَجْتُ فُلاناً، إِذا أَتَيْتَه مَرّةً بعد مرّةٍ، فَقيل:
حُجَّ البيتُ؛ لأَنّهم يأْتُونَه كلَّ سنَةٍ: قَالَ المُخَبَّلُ
السَّعْديّ:
وأَشْهَدُ من عَوْفغ حُلُولاً كِثيرَةٌ
يَحُجُّونَ سبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا
(5/460)
أَي يَقْصِدُونَه ويَزُورُونَه.
(و) قَالَ ابْن السِّكِّيت: يَقُول: يَكْثِرُون الاختلافَ إِليه، هَذَا
الأَصلُ ثمّ تعُورِف استعمالُه فِي (قَصْدِ مَكَّةَ للنُّسُكِ) .
وَفِي اللِّسَان: الحَجُّ: (قَصْدُ) التَّوَجُّه إِلى البَيْت
بالأَعمالِ المشروعةِ فَرْضاً وسُنَّةً، تَقول: {حَجَجْتُ البَيتَ}
أَحُجُّه {حَجًّا، إِذا قصَدْتَه، وأَصْلُه من ذالك.
وَقَالَ بعضُ الفُقَهَاءِ: الحَجُّ: القَصْدُ، وأُطْلِق على
المَنَاسِكِ لأَنّها تَبَعٌ لقَصْدِ مكَّةَ، أَو الحَلْق، وأُطْلِق على
المَناسكِ لأَنَّ تمامَها بِهِ، أَو إِطَالَة الِاخْتِلَاف إِلى
الشّيْءِ، وأُطلقَ عَلَيْهَا لذالك. كَذَا فِي شرْح شَيخنَا.
(و) تَقول: حَجَّ البَيْتَ} يَحُجُّه {حَجًّا، و (هُوَ حَاجُّ) ،
ورُبما أَظهروا التَّضعيفَ فِي ضرورةِ الشِّعر قَالَ الرَّاجز:
بِكُلِّ شَيْخٍ عامِرٍ أَ (وحَاجِجِ)
و (ج:} حُجَّاجٌ) ، كعُمّارٍ، وزُوَّارٍ، ( {وحَجِيجٌ) ، قَالَ
الأَزهريّ ومثلُه: غازٍ وغزِيٌّ، وناجٍ ونَجِيٌّ، ونَادٍ ونَدِيٌّ،
للْقَوْم يَتَنَاجَوْن، ويَجْتَمِعُون فِي مَجلسٍ، وللعادِينَ على
أَقدامِهم عَدِيٌّ.
وَنقل شَيخنَا عَن شُرُوح الكافيةِ والتَّسْهِيل: أَنّ لفظَ} حَجِيج
اسمُ جَمْعٍ، والمصنّف كثيرا مَا يُطْلِقُ الجمْعَ على مَا يكون اسْم
جمعٍ أَو اسْم جِنْسٍ جَمعيّ؛ لأَن أَهل اللُّغَة كثيرا مَا يُرِيدُونَ
من الجمعِ مَا يدُلّ لفظُه على جمع كهاذا، وَلَو لم يكنْ جَمْعاً عِنْد
النُّحاةِ وأَهلِ الصَّرف.
(و) يُجمع على (! حُجٍّ) ، بالضّمّ، كبازلٍ وبُزْلٍ، وعائَذٍ وعُوذٍ،
وأَنشد أَبو زيدٍ لجرير يهجو الأَخطلَ، وَيذكر مَا صنعه الجَحَّافُ بنُ
حَكهيم السُّلَمِيّ من قتل بني تَغْلِبَ قَومِ الأَخْطَلِ باليُسُر،
وَهُوَ ماءٌ لبني تَميم:
(5/461)
قَدْ كَانَ فِي جِيَفٍ بدِجْلَةَ حُرِّقَتْ
أَوفِي الذِينَ على الرَّحُوبِ شُغُولُ
وكَأَنَّ عافِيَةَ النُّسُورِ عليهمُ
حُجٌّ بأَسْفَلِ ذِي المَجَازِ نُزُولُ
يَقُول: لما كَثُرَت قَتْلَى بني تَغْلِبَ جافَت الأَرْضُ، فحُرِّقُوا؛
لِيزولَ نَتْنُهُم، والرَّحُوب: ماءٌ لبني تَغْلِب، وَالْمَشْهُور
روايةُ البَيْت (حِجٌّ) بِالْكَسْرِ وَهُوَ اسْمُ الحَاجِّ، وعافِيَةُ
النُّسور: هِيَ الغَاشِيَة الَّتِي تَغْشَى لُحُومَهم، وَذُو المَجَاز:
من أَسواقِ العَرَبِ.
وَنقل شيخُنا عَن ابْن السّكّيت: الحجُّ، بِالْفَتْح: القَصْدُ،
وبالكسر: القَومُ {الحُجَّاج.
قلت: فيستدْرَك على المصنّف ذالك.
وَفِي اللِّسَان: الحِجُّ بالسكر: الحُجَّاجُ قَال:
كأَنَّمَا أَصْواتُهَا بالوَادِي
أَصواتُ} حِجَ من عُمَانَ عَادِي
هَكَذَا أَنشدَه ابنُ دُريد بِكَسْر الحاءِ.
(وَهِي {حَاجَّةٌ من} حَوَاجّ) بيتِ الله، بالإِضافَة، إِذا كُنّ قد
{حَجَجْنَ، وإِنْ لم يَكُنَّ قد} حَجَجْنَ قلت: {حَوَاجُّ بيْتَ الله،
فتنصب الْبَيْت؛ لأَنّك تريدُ التنوينَ فِي حَوَاجّ إِلاّ أَنّه لَا
ينْصَرف، كَمَا يُقَال: هَذَا ضَارِبُ زَيْدٍ أَمْسِ، وضارِبٌ زَيْداً
غَدا، فتَدُلّ بِحَذْف التَّنْوِين على أَنّه قد ضَرَبَه، وبإِثْبَاتِ
التَّنْوِين على أَنه لم يَضْرِبْه، كَذَا حقّقه الجوهريّ وَغَيره.
(و) } الحِجُّ (بالكسرِ: الاسْمُ) ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: {حَجَّهُ}
يَحُجُّهُ {حِجًّا، كَمَا قَالُوا: ذَكَرَهُ ذِكْراً.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الحَجُّ: قَضَاءُ نُسُكِ سَنَةٍ واحِدةٍ، وبعضٌ
يكسِر الحاءِ فَيَقُول} الحِجُّ {والحِجَّةُ، وقُرِىءَ {وَللَّهِ عَلَى
النَّاسِ} حِجُّ الْبَيْتِ} (سُورَة آل عمرَان، الْآيَة: 97)
وَالْفَتْح أَكثر.
وَقَالَ الزَّجّاجُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ
حِجُّ الْبَيْتِ} يُقْرَأُ بِفَتْح الحاءِ وَكسرهَا، والفَتْحُ الأَصل.
وروى عَن الأَثْرَمِ قَالَ: والحَجُّ
(5/462)
والحِجُّ، لس عِنْد الكسائِيّ بَينهمَا
فُرْقانٌ.
( {والحِجَّةُ) بِالْكَسْرِ (المَرَّةُ الواحِدَةُ) من الحَجِّ، وَهُوَ
(شَاذٌّ) لورودهِ على خلاف القِياس؛ (لأَنَّ القِيَاسَ) فِي المَرَّةِ
(الفَتْحُ) فِي كلّ فعلٍ ثلاثيّ، كَمَا أَنَّ القياسَ فِيمَا يَدُلُّ
على الهَيْئَةِ الكسرُ، كَذَا صرّح بِهِ ثَعْلَب فِي الفصيح، وقَلَّدَه
الجوهريُّ والفيوميّ والمصنّف وَغَيرهم.
وَفِي اللّسان: روى عَن الأَثْرَمِ وَغَيره: مَا سمعْنَا من الْعَرَب}
حَجَجْتُ {حَجَّةً، وَلَا رأَيْتُ رَأَيَةً، وإِنما يَقُولُونَ:
حَجَجْتُ} حِجَّةً.
وَقَالَ الكسائيُّ: كلامُ العربِ كلّه على فَعَلْتُ فَعْلَةً إِلا
قَوْلَهُم: حَجَجْتُ حِجَّةً، ورأَيت رُؤْيَةً فَتبين أَنّ الفَعْلَة
للمرّة تقال بِالْوَجْهَيْنِ: الكسرِ على الشُّذُوذِ وَقَالَ القَاضِي
عِيَاض: وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي كَلَامهم والفتحِ على القِياس.
(و) الحِجَّةُ (: السَّنَةُ) والجَمْعُ حِجَجٌ.
(و) الحِجَّةُ! والحَاجَّةُ: (شَحْمَةُ الأُذُنِ) ، الأَخِيرَة اسمٌ،
كالكاهِلِ والغَارِبِ، قَالَ لَبيدٌ يذكر نسَاء:
يَرُضْنَ صِعَابَ الدُّرِّ فِي كُلّ حِجَّةٍ
وإِنْ لَمْ تَكُنْ أَعناقُهنَّ عَواطِلاَ
غَرَائِرُ أَبْكَارٌ عَلَيْهَا مَهَابَةٌ
وعُونٌ كِرَامٌ يَرْتَدِينَ الوَصائِلاَ
يَرُضْنَ صِعَابَ الدُّرَ، ايي يَثْقُبْنَه، والوَصائل: بُرُودُ
اليَمَنِ، (واحدتها وَصِيلَة) والعُونُ: جمع عَوان للثَّيّبِ، وَقَالَ
بعضُهم: الحِجّة هُنَا: المَوْسِمُ. (ويُفْتَحُ) ، كَذَا ضُبطَ بخطّ
أَبي زكريّا فِي هَامِش الصِّحَاح.
(و) عَن أَبي عَمرٍ و: الحِجَّةُ: ثُقْبَةُ
(5/463)
شَحْمَةِ الأُذن، والحَجَّةُ (بِالْفَتْح:
خَرَزَةٌ أَو لُؤْلُؤَةٌ تُعَلَّقُ فِي الأُذُنِ) قَالَ ابْن دُريد:
وَرُبمَا سُمّيتْ {حاجَّةً.
(و) } الحُجَّةُ (بالضَّمّ) : الدَّلِيلُ و (البُرْهَانُ) وَقيل: مَا
دُفِعَ بِهِ الخَصْمُ، وَقَالَ الأَزهريّ: الحُجَّةُ: الوَجْهُ الَّذِي
يكون بِهِ الظَّفَرُ عِنْد الخُصومة. وإِنما سُمِّيَت حُجّةً لأَنّها
تُحَجُّ، أَي تُقْصَدُ، لأَنّ القَصْدَ لَهَا وإليها، وجمعُ الحُجّة
وحِجَاجٌ.
( {والمِحْجاجُ) بِالْكَسْرِ: (الجَدِلُ) ككَتِفٍ، وَهُوَ الرَّجلُ
الكثيرُ الجَدَلِ.
(و) تَقول: (} أَحْجَجْتُه) إِذا (بَعَثْتهُ ليَحُجّ) .
(و) قَوْلهم: و ( {حَجَّةِ الله لَا أَفْعَلُ، بِفَتْح أَوّلِه،
وخَفْضِ آخِرهِ: يَمِينٌ لَهُمْ) ، كَذَا فِي كُتُبِ الأَيْمَانِ.
(} وحَجْحَجَ) بالمَكَان: (أَقَامَ) بِهِ فَلم يَبْرَحْ، {كتَحَجْحَجَ.
(و) } الحَجْحَجَةُ: النُّكُوصُ، يُقَال: حَمَلُوا على القَومِ
حَمْلَةً ثمّ {حَجْحَجُوا.
} وحَجْحَجَ الرّجُلُ: (نَكَصَ) ، وَقيل عَجَزَ، وأَنشد ابنُ
الأَعْرَابيّ:
ضَرْباً طِلَحْفاً ليسَ {بالمُحَجْحِجِ
أَي لَيْسَ بالمُتَوَانِي المُقَصِّر.
(و) } حَجْحَجَ عَن الشيْءِ: (كَفَّ) عنهُ.
(و) حَجْحَجَ الرّجلُ: أَرادَ أَن يقولَ مَا فِي نفسِه ثمَّ (أَمْسَكَ
عَمّا أَرادَ قَوْلَهُ) .
وَفِي الْمُحكم: حَجْحَجَ الرجلُ: لم يُبْدِ مَا فِي نفسِه.
{والحَجْحَجَةُ: التَّوَقُّفُ عَن الشيْءِ والارْتِدَاعُ.
(} والحَجَوَّجُ، كَحَزَوَّرٍ) ، أَي بِفَتْح أَوّله وَتَشْديد ثالثه
المفتوح (: الطَّرِيقُ يَسْتَقِيمُ مَرَّةً ويَعْوَجُّ أُخْرَى) ،
وأَنشد:
أَجَدُّ أَيّامِكَ من! حَجَوَّجِ
إِذا اسْتَقَامَ مَرَّةً يُعَوَّجِ
(5/464)
( {والحُجُجُ، بِضَمَّتَيْنِ: الطُّرُقُ
المُحَفَّرَةُ) . وَمثله فِي اللّسَان، قَالَ شيخُنا: وَهُوَ صَريحٌ
فِي أَنّه جَمعٌ، وَهل مفردُه} حَجِيجٌ، كطَرِيقٍ؟ أَو {حِجَاجٌ،
ككِتَاب؟ أَو لَا مُفردَ لَهُ؟ احتمالاتٌ، وسيأْتي.
(و) } الحُجُجُ (الجِرَاحُ المَسْبُورَةُ) ، ومفرده {حَجِيجٌ،
كطَرِيق،} حَجَجْتُه {حَجًّا فَهُوَ} حَجِيجٌ، وَقد تقدَّم.
(و) من الْمجَاز: ( {الحِجَاجُ) بِالْفَتْح (ويُكْسَرُ: الجَانِبُ)
والنّاحيةُ،} وحِجَاجَا الجَبَلِ: جانِبَاه.
(و) {الحِجَاجُ} والحَجَاجُ: (عَظْمٌ) مُسْتَدِيرٌ حولَ العَينِ
(يَنْبُتُ عَلَيْهِ الحَاجِبُ) ، وَيُقَال: بل هُوَ الأَعلَى تحتَ
الحاجِبِ، وأَنشد قولَ العَجّاج:
إِذا {حَجَاجَا مُقْلَتَيْهَا هَجَّجَا
وَقَالَ ابْن السّكّيت: هُوَ} الحَجاجُ. والحَجَاجُ: العَظْمُ
المُطْبِقُ على وَقْبَةِ العَينِ، وَعَلِيهِ مَنْبَتُ شَعَرِ
الْحَاجِب، وَفِي الحَدِيث (كانَت الضَّبُعُ وأَولادُها فِي حَجَاجِ
عَيْنِ رَجُلٍ من العَمَالِيقِ) وَفِي حَدِيث جَيْشِ الخَبَطِ (فجَلَسَ
فِي حَجَاجِ عَيْنِه كَذَا كَذَا نَفَراً) يَعْنِي السَّمَكَةَ الَّتِي
وجَدُوهَا على الْبَحْر. وأَما قولُ الشّاعر:
تُحَاذِرُ وَقْعَ السَّوْطِ خَرْصَاءُ ضَمَّها
كَلاَلٌ فحَالَتْ فِي حَجَا حَاجِبٍ ضَمْرٍ
فإِنّ ابنَ جِنّى قَالَ: يريدُ فِي حَجَاج حاجِبٍ ضَمْرٍ، فَحذف
للضَّرُورة.
قَالَ ابْن سَيّده: وعِنْدِي أَنّه أَرادَ بالحَجا هنَا النّاحِيَةَ.
والجمعُ {أَحِجَّةٌ} وحُجُجٌ، بِضَمَّتَيْنِ.
قَالَ أَبو الْحسن: {الحُجُجُ شاذَ؛ لأَن مَا كَانَ من هاذا النَّحْوِ
لم يُكَسَّر على فُعُلٍ؛ كارهيةَ التَّصْعِيفِ، فأَمّا قَوْله:
يَتْرُكْنَ بالأَمالِسِ السَّمالِجِ
للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ الهَزالِجِ
كلَّ جَنِينٍ مَعِرِ} الحَواجِجِ
(5/465)
فإِنه جَمَعَ حَجَاجاً على غير قِيَاس،
وأَظهر التّضْعِيف اضطِراراً.
(و) الحَجَاجُ (: حاجِبُ الشَّمْسِ) يُقَال: بدا حَجَاجُ الشَّمْسِ،
أَي حاجِبُها، وَهُوَ قَرْنُهَا، وَهُوَ مَجاز.
( {والحَجْحَجُ: الفَسْلُ) الرَّدِىءُ والمُتَوَانِي المُقَصِّر.
(واس) ، هاكذا فِي نسختنا، وَفِي اللِّسَان وَغَيره من أُمهات اللُّغة
ورَأْسٌ (أَحَجُّ: صُلْبٌ) ، قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسيّ يَصف
الرِّكابَ فِي سَفرٍ:
ضَرَبْنَ بِكُلِّ سالِفَةٍ وَرأْسٍ
} أَحَجَّ كأَنَّ مُقْدَمَهُ نَصِيلُ
(وفَرَسٌ أَحَجُّ: أَحَقُّ) ، وسياأتي فِي الْقَاف.
(و) يُقَال للرَّجُلِ الكثيرِ الحَجِّ: إِنه لحَجّاجٌ، بِفَتْح الْجِيم
من غير إِمَالَةٍ وكلّ نَعْتٍ على فَعَّالٍ فَهُوَ غَيرُ مُمَالِ
الأَلفِ، فإِذا صَيَّرُوه اسْما خاصًّا تحوّل عَن حالِ النّعت، ودخلته
الإِمالةُ، كاسم الحَجّاجِ والعَجّاجِ.
وَفِي اللِّسَان: الحَجّاجِ والعَجّاجِ.
وَفِي اللِّسَان: الحَجّاجُ أَمالَهُ بعضُ أَهلِ الإِمالة فِي جميعِ
وُجُوهِ الإِعرابِ على غير قِيَاس، فِي الرّفع والنَّصب، ومثلُ ذالك
(النّاسُ) فِي الجَرّ خاصّةً، قَالَ ابْن سِد: وإِنْمَا مثَّلْتُه
بِهِ؛ لأَنّ أَلفَ الحَجّاجِ زائدةٌ غير منقلبة، وَلَا يُجَاوِرُهَا
مَعَ ذَلِك مَا يُوجِبُ الإِمالَةَ، وكذالك النّاس؛ لأَنّ الأَصلَ
إِنما هُوَ الأُناس، فحذفوا الهمزةَ وَجعلُوا الّلامَ خَلَفاً عَنْهَا،
كالله، إِلا أَنّهم قد قالُوا: الأُناس، قَالَ: وقالُوا: مَرَرْتُ
بنَاسٍ، فأَمالُوا فِي الجَرِّ خاصَّةً، تَشْبِيها للأَلف بأَلف فاعِل؛
لأَنّها ثَانِيَة مثلهَا، وَهُوَ نَادِر؛ لأَنّ الأَلفَ ليستْ منقلبةً،
فأَمّا فِي الرّفع والنّصْب فَلَا يُمِيلِ أَحدٌ.
وَقد يقولُون: (حَجَّاجٌ) ، بِغَيْر أَلفٍ ولامٍ، وَهُوَ (اسْم) رجل،
كَمَا يَقُولُونَ: العَبّاس، وعَبّاس.
(و) حَجَّاجُ (: ة، ببَيْهَقَ) .
(5/466)
(ويَحُجُّ) بِصِيغَة الْمُضَارع (الفاسيّ:
أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بنِ أَبهي حَاجَ، فَقِيهٌ) مالِكِيٌّ، شَارِح
المُدَوَّنَةِ وَغَيرهَا، ترجَمه أَحمد بَابا السودانِيّ فِي كِفاية
المُحْتَاج.
( {والتَّحَاجُّ: التَّخاصُمُ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قولُهُم: أَقْبَلَ} الحَاجُّ والدَّاجُّ، يُمْكِن أَن يُرَادَ بِهِ
الجِنْسُ، وَقد يكون اسْما للجَمْعِ، كالجامِلِ والبَاقِرِ.
وروى الأَزهَريّ عَن أَبي طالبٍ فِي قَوْلهم: مَا حَجَّ ولاكنَّه
دَجَّ، قَالَ: الحَجُّ: الزِّيارةُ والإِتْيَانُ. وإِنما سُمِّيَ
حاجًّا بزِيارةِ بَيتِ الله تَعالى، قَالَ: والدَّاجُّ: الَّذِي
يَخْرُجُ للتِّجارة، وَفِي الحَدِيث: (لم يَتْرُكْ {حاجَّةً وَلَا
دَاجَّةً) الحَاجُّ والحَاجَّةُ: أَحَدُ الحُجَّاجِ، والدَّاجُّ
والدَّاجَّةُ: الأَتْباع، يُرِيد الجَماعةَ الحَاجَّةَ، ومَن مَعَهم
مِن أَتْبَاعِهِم، وَمِنْه الحديثُ: (هؤلاءِ الدَّاجُّ وَلَيْسوا
بالحَاجِّ) .
} واحْتَجَّ الشَّيْءُ: صَلُبَ.
واحتَجَّ البَيْتَ، {كحَجَّهُ، عَن الهَجَرِيّ، وأَنشد:
تَرَكْتُ} احتِجَاجَ البَيْتِ حَتَّى تَظَاهَرَتْ
عَلَيَّ ذُنُوبٌ بَعدَهُنَّ ذُنُوبُ
وَذُو {الحِجَّةِ: شهرُ الحَجِّ؛ سُمِّيَ بذالك} للحَجّ فِيهِ،
وَالْجمع ذَوَاتُ الحِجَّةِ، وَلم يَقُولُوا: ذَوُو على واحِدِه.
وَنقل القَزَّازُ فِي غَريبِ البُخَارِيّ: وأَمّا ذُو الحجّة للشَّهْرِ
الّذي يَقع فِيهِ الحَجُّ فالفَتْحُ فِيهِ أَشهرُ، وَالْكَسْر قليلٌ،
وَمثله فِي مشَارقِ عِيَاضٍ، ومَطَالِعِ ابنِ قَرقولَ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَمن أَمثالِ العَرَبِ: (لَجَّ {فحَجَّ) .
مَعْنَاهُ: لَجَّ فغَلَبَ مَنْ لاجَّهُ بِحُجَجِة، يُقَال:} حاجَجْتُه
{أُحاجُّه} حِجَاجاً {ومُحاجَّةً حَتَّى} حَجَجْتُه، أَي غَلَبْتُه!
بالحُجَج الَّتِي أَدْلَيْتُ بهَا، وَقيل: معناهُ: أَي أَنَّه لَجَّ
وتَمَادَى بِهِ لَجَاجُه، وأَدّاه اللَّجَاجُ إِلى أَنْ حَجَّ البيتَ
الحرامَ (وَمَا أَراده، أُريدَ
(5/467)
أَنّه هاجَرَ أَهلَهُ بلَجَاجِه حَتَّى
خرجَ حَاجًّا) .
وسَلَكَ المَحَجَّةَ، وَهِي الطَّرِيقُ. وَقيل: جَادَّةُ الطَّرِيقِ،
وَقيل: {مَحَجَّةُ الطّريقُ: سَنَنُه، والجمعُ} المَحَاجُّ، تقولُ:
عَلَيْكُم بالمَنَاهِج النَّيِّرةِ، {والمَحاجِّ الواضِحَةِ.
} والحُجَّةُ بالضَّم: مصدرٌ بِمَعْنى {الاحْتِجَاجِ واسلاتِدْلال.
وَفِي التَّهْذِيب:} مَحَجَّةُ الطَّرِيقِ: هِيَ المَقْصِدُ
والمَسْلَكُ.
وَفِي حَدِيث الدَّجّال: (إِن يَخْرُجْ وأَنا فِيكُمْ فأَنا {حَجِيجُه)
أَي مُحاجِجُه ومُغالِبُه بإِظهارِ الحُجَّةِ عَلَيْهِ.
} والحَجَجُ: الوَقْرَةُ فِي العَظْم.
{وحَجْحَجْ: مِن زَجْرِ الغَنَمِ.
} وحَجْحَجَ، {وتَحَجْحَجَ: صاحَ.
وكَبْشٌ} حَجْحَجَ، أَي عَظِيمٌ، قَالَ:
أَرسَلْتُ فِيهَا {حَجْحَجاً قد أَسْدَسَا
وَمن أَمثالِ الميدانيّ قولُهُم: (نَفْسُكع بِمَا} تُحَجْحِجُ
أَعْلَمُ) أَي أَنت بِمَا فِي قلبِك أَعلمُ مِن غيرِك.
حدج
: (الحَدَجُ محرّكةً: الحَنْظَلُ، وحَمْلُ البِطَّيخِ مَا دَامَ
رَطْباً) . كَذَا فِي التَّهْذِيب، وَفِي الْمُحكم: الحَدَجُ
(والحُدْجُ:) الحَنْظَلُ والبَطِّيخُ مَا دامَ صِغَاراً أَخْضَرَ قبل
أَن يَصْفَرّ، وَقيل: هُوَ من الحَنْظَلِ مَا اشْتَدّ وصَلُبَ قبل أَن
يَصْفَرَّ، واحدته حَدَجَةٌ، وَقد أَحدَجَت الشَّجَرَةُ، قَالَ ابنُ
شُمَيْل: أَهل اليَمامةِ يُسمّون بِطِّيخاً عندَهم أَخضرَ مثلَ مَا
يكونُ عندنَا أَيامَ التِّيرماه بِالْبَصْرَةِ الحَدَجَ، وَفِي حديثِ
ابنِ مسعودٍ: (رأَيتُ كأَنّي أَخَذْتُ حَدَجَةَ
(5/468)
حَنْظَلٍ فوضَعتُها بينَ كَتِفَيْ أَبِي
جَهْلٍ) . الحَدَجَة بالتّحريك: الحَنْظَلَةُ الفِجَّةُ الصُّلْبَةُ.
قَالَ ابنُ سِيده: (و) الحَدَجُ (: حَسَكُ القُطْبِ الرَّطْبُ،
ويُضَمّ) فَيُقَال: الحُدْجُ، وإِنما صَرّحَ بِهِ الأَزهريّ وابنُ
سَيّده فِي معنى الحَنْظَل والبِطِّيخِ فَقَط.
(و) الحِدْجُ (بِالْكَسْرِ: الحِمْلُ) ، وَزْناً ومَعْنًى.
(و) الحِدْجُ (مَرْكَبٌ للنِّساءِ، كالمِحَفَّةِ) ، قَالَ اللَّيْثُ:
الحِدْجُ: مَرْكَبٌ لَيْسَ بِرَحْل وَلَا هَوْدَجٍ، تَركبُه نساءُ
الأَعرابِ، وَقَالَ الأَزهريّ: الحِدْجُ، بِكَسْر الحاءِ: مَرْكَبٌ من
مَراكِبِ النّساءِ نَحْو الهَوْدَج والمِحَفَّة، (كالحِداجَةِ
بِالْكَسْرِ، وَهِي) أَي (الحِدَاجَةُ) أَيضاً الأَدَاةُ، ج: حُدُوجٌ،
(وأَحْدَاجٌ) ، وَحكى الفَارِسِيّ: حُدُجٌ، بضمّتين، وأَنشد عَن
ثَعْلَب:
قُمْنَا فآنَسْنَا الحُمُولَ والحُدُجْ
ونَظِيرُه سِتْرُ وسُتُرٌ، وأَنشد أَيضاً:
والمَسْجدَانِ وبَيْتٌ نحنُ عامِرُه
لنا زوَمْزَمُ والأَحواضُ والسُّتُرُ
والحُدُوجُ: الإِبِلُ برِحَالِها قَالَ:
عَيْنا ابنِ دَارَةَ خيرٌ مِنكُما نَظَراً
إِذِ الحُدُوجُ بأَعْلَى عاقِلٍ زُمَرُ
وجمعُ الحِداجَةِ حَدَائِجُ.
وَعَن ابنِ السِّكِّيتِ: الحُدُوجُ، والأَحْدَاجُ، والحَدَائِجُ:
مَراكِبُ النِّساءِ، واحدُها حِدْجٌ وحِداجَةٌ.
(و) الحَدْجُ (كالضَّرْبِ: شَدُّ الحِدْجِ على البَعِيرِ، كالإِحْداجِ)
، وَهُوَ مجَاز، يُقَال: حَدَجَ البَعِيرَ والنَّاقَةَ يَحْدِجُهُمَا
حَدْجاً وحِدَاجاً، وأَحْدَجَهُما: شَدَّ عَلَيْهِمَا الحِدْجَ
والأَدَاةَ، ووَسَّقَهُ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: وكذالك شَدُّ الأَحْمَال
وتَوْسِيقُها، قَالَ الأَعْشَى:
أَلاَ قُلْ لِمَيْثَاءَ مَا بالُها
أَلِلْبَيْنِ تُحْدَجُ أَحْمَالُهَا
(5/469)
ويروى: أَجْمَالُها، بِالْجِيم، أَي
يُشَدُّ عَلَيْهَا، وَهِي الصّحيحة.
قَالَ الأَزهريّ: وأَمّا حَدْجُ الأَحْمَالِ بِمَعْنى تَوْسِيقِهَا،
فغيرُ مَعْرُوف عِنْد الْعَرَب، وَهُوَ غلط.
قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْت أَعرابِيًّا يَقُول: انظُرُوا إِلى هاذا
البَعِيره الغُرْنُوقِ الَّذِي عَلَيْهِ الحِدَاجَةُ. قَالَ: وَلَا
يُحْدَجُ البعيرُ حَتَّى تَكْمُلَ فِيهِ الأَدَاةُ، وَهِي:
البِدَادَانِ والبِطانُ والحَقَبُ، وجمعُ الحِدَاجَةِ حَدَائِجُ،
قَالَ: والعَرَبُ تُسَمِّي مَخَالِيَ القَتَبِ أَبِدَّةً، وَاحِدهَا
بِدَادٌ، فإِذا ضُمَّتْ وأُسرَت وشُدَّت إِلى أَقْتَابِهَا مَحْشُوَّةً
فَهِيَ حِينَئِذٍ حِدَاجَةٌ، وسُمِّيَ الهَوْدَجُ المشدودُ فوقَ
القَتَبِ حَتَّى يُشَدّ على البعيرِ شَدًّا وَاحِدًا بجميعِ أَداتِه
حِدْجاً، وَجمعه حُدُوجٌ، وَيُقَال: أَحْدِجْ بَعِيرَك، أَي شُدَّ
عَلَيْهِ قَتَبَه بأَداتِه.
قَالَ الأَزهريّ: وَلم يُفَرِّق ابنُ السِّكِّيتِ بَين الحِدْجِ
والحِداجَة، وَبَينهمَا فَرقٌ عِنْد الْعَرَب كَمَا بينّاه.
وَقَالَ أَبو صاعدٍ الكِلابِيّ عَن رَجل من العَرَبِ قَالَ لصاحِبِه
فِي أَتَانٍ شَرُودٍ: الْزَمْهَا، رَمَاهَا الله براكِبٍ قليلِ
الحِداجَةِ بعيدِ الحَاجَةِ. أَرادَ بالحِدَاجَةِ أَداةَ القَتَبِ.
ورُوِيَ عَن عُمَرَ، رَضِي الله عَنهُ، أَنه قَالَ: (حَجَّةً هَا
هُنَا، ثمَّ احْدِجْ هَا هُنَا حتّى تَفْنَى) يَعْنِي إِلى الغَزْوِ،
قَالَ الأَزْهَرِيّ: معنى قَوْله ثمَّ احْدِجْ هَا هُنَا، أَي شُدَّ
الحِدَاجَة، وَهِي القَتَبُ بأَداتِه، على البَعِير للغَزْوِ،
وَالْمعْنَى: حُجَّ حَجَّةً وَاحِدَة، ثمَّ أَقْبِلْ على الجِهَاد إِلى
أَن تَهْرَمَ أَو تَمُوتَ، فكنى بالحَدْجِ عَن تَهْيِئَةِ المَرْكُوب
للجِهَاد. وَقَوله، أَنشَدَه ابنُ الأَعرابيّ:
تُلَهِّى المَرْءَ بالحِدْثَانِ لَهْواً
وتَحْدِجُهُ كَمَا حُدِجَ المُطِيقُ
هُوَ مَثَلٌ، أَي تَغلِبُه بدَلِّها وحدِيثِها حَتَّى يكونَ مِن
غَلَبَتِهَا لَهُ كالمَحْدُوجِ المركوبِ الذَّلِيلِ من الجِمَال.
(و) الحَدْج: (الضَّرْبُ) قَالَ ابنُ
(5/470)
الفَرَج: حَدَجَه بالعَصا حَدْجاً،
وَحَبَجَهُ حَبْجاً، إِذا ضَرَبَه بهَا.
(و) من المجَاز: حَدَجَه يَحْدِجُه حَدْجاً، الحَدْجُ: (الرَّمْيُ
بالسَّهْمِ) ، وأَصلُه الرَّمْيُ بالحَدَجِ، ثمَّ استُعِير للرَّمْيِ
بغيرِه، كَمَا اسْتُعِير الإِحْلابُ وَهُوَ الإِعانة على الحَلْبِ
للإِعانَةِ على غيْرِه، كَذَا فِي الأَساس.
(و) من الْمجَاز: الحَدْجُ: الرَّمْيُ (بالتُّهَمَةِ) ، يُقَال:
حَدَجَهُ بذَنْبِ غَيره يَحْدِجُه حَدْجاً: حَملَه عَلَيْهِ ورَماهُ
بِهِ.
(و) من المَجاز: حَدَجْتُهِ بِبَيْعِ سَوْءٍ، وتَتَاعِ سَوْءٍ، وذالك
(أَن تُلْزِمَهُ الغَبْنَ فِي البَيْعِ) ، وَمِنْه قولُ الشّاعر:
يَعِجُّ ابنُ خِرْباقٍ من البَيْعِ بعْدَ مَا
حَدَجْتُ ابنَ خِرْبَاقٍ بجَرْبَاءَ نازِعِ
قَالَ الأَزْهَرِيّ: جعلَهُ كبَعِيرٍ شُدّ عَلَيْهِ حِداجَتُهُ، حِين
أَلْزَمَه بَيعاً لَا يُقالُ مِنْهُ.
وَعَن أَبي عَمْرٍ والشَّيْبَانيّ: يقالُ: حَدَجْتُه ببَيْعِ سَوْءٍ،
أَي فعلتُ ذالك بِهِ، قَالَ: وأَنشدني ابنُ الأَعرابِيّ:
حَدَجْتُ ابنَ مَحْدُوجٍ بِسِتِّينَ بَكْرَةً
فَلَمَّا استَوَتْ رِجْلاهُ ضَجَّ من الوِقْرِ
قَالَ: وهاذا شِعْرُ امرأَةٍ تَزَوَّجها رجلٌ على سِتِّينَ بَكْرَةً.
(والحَدَجَةُ مُحَرَّكَةً: طائِرٌ) يُشبه القَطَا.
(وأَبُو حُدَيْجٍ، كزُبَيْرٍ: اللَّقْلَقُ) بلغةِ أَهلِ العِرَاق.
(وأَبُو شُبَاثٍ) كغُرَابٍ (: حُدَيْجُ بنُ سَلاَمَةَ، صحابِيٌّ) .
(و) من الْمجَاز (التَّحْدِيجُ: التَّحْدِيقُ) كَذَا فِي الصّحاح.
وحَدَجَ الفَرَسُ يَحْدِجُ حُدُوجاً: نَظَر إِلى شَخصٍ أَو سمعَ
صَوْتاً فأَقام أُذنيهِ نحوَه مَعَ عينَيْه.
والتَّحْدِيجُ: شِدَّةُ النَّظَرِ بعد رَوْعَةٍ وفَزْعَةٍ.
وحَدَجَهُ ببَصرِه يَحْدِجُه حَدْجاً
(5/471)
وحُدُوجاً، وحَدَّجَهُ تَحْدِيجاً: نَظرَ
إِليه نَظَراً يَرْتَاب بِهِ الآخَرُ ويَستنكِرُه، وَقيل هُوَ شِدّة
النَّظَرِ وحِدَّتُهُ، يُقَال: حَدَجَهُ ببَصرِه، إِذا أَحَدَّ
النَّظَرَ إِليهِ، وَقيل: حَدَجَه ببصرِه، وحَدَجَ إِليه: رَماهُ بِهِ،
ورُوِيَ عَن ابنِ مسعودٍ أَنّه قَالَ: (حَدِّث القَوْمَ مَا حَدَجُوكَ
بِأَبصارِهم) أَي مَا أَحَدُّوا النَّظرَ إِليكَ، يَعْنِي مَا داموا
مُقْبِلِينَ عَلَيْك، نَشِطِين لسَماعِ حَدِيثِك، (يَشتهون حَديثك)
ويَرْمون بأَبْصَارِهم، فإِذا رأَيتَهم قد مَلُّوا فدَعْهم. قَالَ
الأَزهَرِيّ: وهاذا يَدُلُّ على أَنَّ الحَدْجَ فِي النَّظرِ يكون
بِلَا رَوْعٍ وَلَا فَزَعٍ، وَفِي حَدِيث المِعْراج: (أَلَمْ تَرَوْ
إِلى مَيِّتِكُمْ حينَ يَحْدِجُ ببَصَرِه، فإِنما ينظُرُ إِلى
المِعْرَاجِ من حُسْنِه) ، حَدَجَ ببصَرِه يَحْدِجُ، إِذا حَقَّقَ
النَظَرَ إِلى الشيْءِ.
(وسَمَّوْا مَحْدُوجاً، و) حُدَيْجاً، وحَدّاجاً (كُزُبيْرٍ، وكَتّانٍ)
وحُنْدُجاً بالضّمّ.
وحُدَيْج بن ضرمى الحِمْيريّ، تابِعيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
المِحْدَجُ: مِيسَمٌ من مَيَاسِمِ الإِبِلِ.
وحَدَجَه: وَسَمَه بالمِحْدَجِ.
وحَدَجْتُه بمَهْرٍ ثَقِيلِ: أَلزمْته ذالك بخِدَاع وغَبْن، وَهُوَ
مَجَاز.
حدرج
: (حَدْرَجَ: فَتَلَ وأَحْكَمَ) فَهُوَ مُحَدْرَجٌ: مَفْتُول.
(والمُحَدْرَجُ) والحُدْرُجُ، والحُدْرُوجُ، كلُّه (: الأَمْلَسُ) .
وَوَتَرٌ مُحَدْرَجُ المَسِّ: شُدَّ فَتْلُه.
(والسَّوْطُ) المُحَدْرَجُ: المَفْتُولُ المُغَارُ، قَالَ الفَرَزْدَق:
أَخافُ زِياداً أَن يَكونَ عَطَاؤُه
أَدَاهِمَ سُوداً أَو مُحَدْرَجَةً سُمْرَا
(5/472)
يَعني بالأَداهمِ القُيُودَ،
وبالمُحَدْرَجَةِ: السِّيَاطَ، وَقَول القُحَيْفِ العُقَيْلِيّ:
صَبَحْنَاها السِّياطَ مُحَدْرَجاتٍ
فعَزَّتْهَا الضَّلِيعَةُ والضَّلِيعُ
يجوز أَنْ تكونَ المُلْسَ، ويجوزُ أَن تكونَ المَفْتُولَةَ،
وبالمَفْتُولةِ فسَّرها ابنُ الأَعرابيّ.
(والحِدْرِجانُ، بِالْكَسْرِ) فِي أَوّله وثالثه: (القَصِيرُ) ، مثَّلَ
بِهِ سِيبويهِ، وفسَّرَهُ السِّيرَافِيّ.
(و) حِدْرِجانُ (: اسْمٌ) ، عَن السِّيرافيّ خاصّةً.
وحِدْرِجَانُ: صَحَابِيّ.
(وَمَا بالدَّارِ من حَدْرَجٍ: أَحَدٍ) .
وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
حَدْرَجَ الشَّيْءَ: دَحْرَجَه، وَفِي التَّهذيب: أَنشد الأَصمعيّ
لهِمْيَانَ بنِ قُحَافَةَ السَّعْدِيّ:
أَزامِجاً وزَجَلاً هُزَامِجَا
تَخرُجُ من أَفْوَاهِها هَزالِجَا
تَدعُو بِذاك الدَّجَجَانَ الدَّارِجَا
جِلَّتَها وعَجْمَها الحَضَالِجَا
عُجُومَهَا وحَشْوَهَا الحَدَارِجَا
الحَدَارِج والحَضَالِجُ: الصِّغار، كَذَا فِي اللّسان.
حرج
: (الحَرَجُ، مُحَرَّكَةً: المَكانُ الضَّيِّقُ) وَقَالَ الزَّجّاج:
الحَرَجُ: أَضْيَقُ الضَّيقِ وَمثله فِي التّهذيب.
(والحَرَج: المَوْضِعُ) الكثيرُ (الشَّجَرِ) الَّذِي لَا تَصِلُ إِليه
الرّاعيةُ، وَبِه فَسَّر ابنُ عبّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا قَوْله عزّ
وجلّ: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً} (سُورَة الْأَنْعَام،
الْآيَة: 125) قَالَ: وكذالك الكافرُ لَا تَصلُ إِليه الحِكْمَةُ.
(كالحَرِجِ، ككَتِف) .
وحَرِجَ صَدْرُه يَحْرَجُ حَرَجاً: ضاقَ فَلم يَنْشَرِحْ لخَيرٍ،
فَهُوَ حَرِجٌ، وحَرَجٌ، فَمن قَالَ: حَرِجٌ ثَنَّى وجَمَعٍ، وَمن
قَالَ: حَرَجٌ أَفْرَدَ؛ لأَنّه مصدرٌ، وأَما الايةُ الْمَذْكُورَة،
فَقَالَ الفَرّاءُ،
(5/473)
قَرأَهَا ابنُ عبّاس وعُمَرُ رَضِي الله
عَنْهُم (حَرَجاً) ، وقرأَهَا النّاسُ (حَرِجاً) قَالَ: وَهُوَ فِي
كَسْرِه ونَصْبِه بمنْزلة الوَحَدِ والوَحِدِ والفَرَدِ والفَرِدِ،
والدَّنَفِ والدَّنِفِ.
ورَجلٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ: ضَيِّقُ الصَّدْرِ وأَنشد:
لَا حَرِجُ الصَّدْرِ وَلَا عَنِيفُ
وَقَالَ الزَّجّاجُ: من قالَ: رَجلٌ حَرَجُ الصَّدْرِ، فَمَعْنَاه ذُو
حَرَجٍ فِي صَدْره، وَمن قَالَ: حَرِجٌ جعله فَاعِلا، وكذالك رجل
دَنَفٌ: ذُو دَنَفٍ، ودَنِفٌ نَعتٌ.
وَفِي مفرداتِ الرّاغِب الحَرَجُ: اجتماعُ أَشْياءَ، ويلزَمُه
الضِّيقُ، فاستُعْمِل فِيهِ، ثمَّ قيل: حَرِجَ، إِذا قَلِقَ وضاقَ
صدرُه، ثمَّ استُعملَ فِي الشَّكّ لأَنّ النّفْس تَقلقُ مِنْهُ، وَلَا
تَطْمَئنُّ.
(و) من الْمجَاز: الحَرَجُ: (الإِثْمُ) والحَرامُ (كالحِرْجِ، بالكسرِ)
، وذالك لأَنَّ الأَصلَ فِي الحَرَجِ الضّيقُ، قَالَه ابنُ الأَثير.
والحَارِجُ الآثِمُ، قَالَ ابْن سَيّده: أُراه على النَّسَبِ؛ لأَنّه
لَا فِعْلَ لَهُ.
وَفِي الصّحاح: الحِرْجُ: لغةٌ فِي الحَرَج، وَهُوَ الإِثم، قَالَ:
حَكَاهُ يُونُس.
(و) الحَرَجُ محرّكةً: (النّاقةُ الضَّامرةُ، والطَّوِثلَةُ على وجهِ
الأَرْضِ) وَقبل: هِيَ الشّديدةُ، كالحُرْجُوج، وسيأْتي الحُرْجوج فِي
كَلَام المُصَنّف، وَلَو ذَكرهما فِي مَحَلّ واحدٍ لَكَانَ أَوْجَهَ
وأَوفقَ لحُسْنِ اختصاره.
(و) الحَرَجُ: سَرِيرٌ يُحمَلُ عَلَيْهِ المَرِيضُ، أَو المَيتُ،
وَقيل: هُوَ (خَشَبٌ) يُشَدُّ بعْضُهُ إِلى بعض (يُحْمَلُ فِيهِ
المَوْتَى) ورُبّما وُضِع فوقَ نَعْشِ النّساءِ، كَذَا فِي الصّحاح،
قَالَ امرُؤُ الْقَيْس:
فإِمّا تَرَيْنِي فِي رِحَالَةِ جابِرٍ
عَلَى حَرَجٍ كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكفانِي
(5/474)
قَالَ ابْن بَرِّيّ: أَراد بالرِّحالَةِ
الخَشبَ الَّذِي يُحمَلُ عَلَيْهِ فِي مَرضِه، وأَرادَ بأَكفَانِه
ثِيابَهُ الّتي عَلَيْهِ، لأَنّه قَدّرَ أَنها ثيابُه الَّتِي يُدْفَن
فِيهَا، وخَفْقُهَا: ضَرْبُ الرِّيحِ لَهَا، وأَراد بجابرٍ جَابِرَ بنَ
حُنَيَ التَّغْلَبِيّ، وَكَانَ مَعَ فِي بلادِ الرُّومِ، فَلَمَّا
اشتَدَّت عِلّتُه صَنَعَ لَهُ من الخَشَبِ شَيْئا كالقَرِّ يُحْمَل
فِيهِ، والقَرُّ: مَرْكَبٌ من مَراكبِ الرِّجَال بعينَ الرَّحْلِ
والسَّرْجِ، قَالَ: كَذَا ذكرَه أَبو عُبَيْد، وَقَالَ غيرُه: هُوَ
الهَوْدَجُ.
وَفِي التّهْذيب: وحَرَجُ النَّعْشِ: شَجَارٌ من خَشَبٍ جُعِلَ فوقَ
نَعْشِ المَيتِ، وَهُوَ سَرِيرُه.
قَالَ: وأَمّا قولُ عَنترةَ يَصفخ ظَلِيماً وقُلُصَه:
يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِهِ وكأَنَّهُ
حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ
هاذا يَصفُ نَعامةً يَتبعُهَا رِئالُها، وَهُوَ يَبسُط جنَاحَيْهِ،
ويَجْعَلُها تحتَه.
قَالَ ابنُ سِيدَه: والحَرَجُ: مَرْكَبٌ للنِّساءِ والرِّجَال، لَيْسَ
لَهُ رَأْسٌ.
(و) من الْمجَاز: ودَخَلُوا فِي الحَرَج وَهُوَ (جَمْعُ الحَرَجَةِ) ،
وَهُوَ اسمٌ (لمُجْتَمِعِ الشَّجَرِ) ، وَهِي الغَيْضَةُ، لضيقِها،
وَقيل: الشَّجَرُ المُلْتَفّ، وَهِي أَيضاً الشّجَرَةُ تكون بَين
الأَشجار لاَ تَصِلُ إِليها الآكِلةُ، وَهِي مَا رَعَى من المالِ،
ويُجْمع أَيضاً على أَحْرَاجٍ وحَرَجَاتٍ، قَالَ الشَّاعِر:
أَيا حَرَجَاتِ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا
بذِي سَلَمٍ، لاجَادَكُنَّ رَبِيعُ
وحِرَاجٌ، قَالَ رُؤبةُ:
عاذَا بِكُمْ من سَنَةٍ مِسْحَاجِ
شَهْبَاءَ تُلْقِي وَرَقَ الحِراجِ
وَهِي المَحَارِيجُ.
وَقيل: الحَرَجَةُ تكون من السَّمُرِ والطَّلْحِ والعَوْسَجِ
والسَّلَمِ والسِّدْرِ.
وَقيل: هُوَ مَا اجتمعَ من السِّدْرِ والزَّيْتُونِ وسائِرِ الشَّجَرِ.
(5/475)
وَقيل: هِيَ مَوضعٌ من الغَيْضةِ تَلتَفُّ
فِيهِ شَجَرَاتٌ قَدْرَ رَمْيَةِ حَجَرٍ، قَالَ أَبو زيد: سُمِّيَت
بذالك؛ لالتِفافها، وضِيقِ المَسْلَكِ فِيهَا.
وَقَالَ الأَزهَرِيُّ: قَالَ أَبو الهَيْثَم: الحِرَاجُ: غِياضٌ من
شَجَرِ السَّلَمِ مُلْتَفَّةٌ، لَا يَقدِرُ أَحدٌ أَن يَنْفُذَ فِيهَا،
وَفِي حَدِيث حُنَيْن: (حَتَّى تَرَكُوهُ فِي حَرَجَةٍ) وَفِي حَدِيث
مُعَاذه بنِ عَمرٍ و (نَظَرْتُ إِلى أَبي جَهْلٍ فِي مثْلِ الحَرَجَةِ)
وَفِي حديثٍ آخَرَ: (أَنّ مَوْضِعَ البَيتِ كانَ فِي حَرَجَة،
وعِضَاهٍ) .
(و) من الْمجَاز الحَرَجُ جمعُ حَرَجَة، (للجَمَاعَةِ من الإِبِلِ) .
وقالَ ابنُ سِيدَه: الحَرَجَةُ: مِائَةٌ من الإِبِلِ.
(و) الحَرَجُ: الإِثْمُ و (الحُرْمَةُ، وفِعْلُه حَرِجَ) كفَرِحَ،
يُقَال: حَرِجَ عَلَيْهِ السَّحُورُ، إِذا أَصبحَ قبلَ أَن
يَتَسَحَّرَ، فحَرُمَ عَلَيْهِ؛ لضِيقِ وَقتِه، وحَرِجَ عَلَيَّ
ظُلْمُكَ حَرَجاً، أَي حَرُم، وَهُوَ مَجَاز.
(و) الحَرَجُ (من الإِبِلِ: الَّتِي لَا تُرْكَبُ، وَلَا يَضْرِبُهَا
الفَحْلِ؛ ليكُونَ أَسْمَنَ لَهَا) ، إِنما هِيَ مُعَدَّةٌ، قَالَ
لَبِيد:
حَرَجٌ فِي مِرْفَقَيْهَا كالفَتَلْ
قَالَ الأَزْهَرِيّ: هاذا قولُ اللّيْثِ، وَهُوَ مَدْخُولٌ.
(و) الحُرْجُ (بالضَّم: ع) ، مَوضِع مَعْرُوفٌ.
(و) الحِرْجُ (بالكَسر: الحِبَالُ تُنْصَبُ للسَّبُعِ) ، قَالَه
المُفَضَّل، قَالَ الشَّاعِر:
وشَرَّ النَّدَامَى مَن تَبِيتُ ثِيابُه
مُجَفَّفَةً كَأَنَّهَا حِرْجُ حَابِلِ
(و) الحِرْجُ (: الثِّيابُ تُبَسَطُ على حَبْلٍ لِتَجِفَّ، ج) حِراجٌ،
(كجِبَال) فِي جمعيها، كَذَا فِي التَّهْذِيب.
(و) الحِرْجُ (: الوَدَعَةُ) ، والجمعُ أَحْرَاجٌ وحِراجٌ.
(5/476)
والمِحرجُ: قِلادَةُ الكَلْبِ وَالْجمع
أَحْرَاجٌ، وحِرَجَةٌ، كعِنَبَةٍ، قَالَ:
بِنَوَاشِطٍ غُضْبفِ يُقَلِّدُهَا الْ
أَحْرَاجَ فوقَ مُتُونِهَا لُمَعُ
(و) فِي التَّهْذِيبِ: وَيُقَال: ثَلاثَةُ أَحْرِجَةٍ.
و (كَلْبٌ مُحَرَّجٌ) كمُعَظَّم، أَي (مُقَلَّدٌ بِهِ) ، وأَنشد فِي
تَرْجَمَة (عضرس) .
مُحَرَّجَةٌ حُصُّ كأَنَّ عُيُونَهَا
إِذا أَذَّنَ القَنّاصُ بالصَّيْدِ عَضْرَسُ
مُحَرَّجَة، أَي مُقَلَّدَةٌ بالأَحْرَاجِ، جمع حِرْجٍ للوَدَعَةِ،
وحُصُّ: قد انْحَصَّ شَعرُها.
وَقَالَ الأَصمعيّ فِي قَوْله:
طَاوِي الحَشَا قَصُرَتْ عَنهُ مُحَرَّجَةٌ
قَالَ: مُحَرَّجَةٌ فِي أَعناقِهَا حِرْجٌ، وَهُوَ الوَدَعُ،
والوَدَعُ: خَرَزٌ يُعَلَّقُ فِي أَعناقِهَا.
وَفِي التَّهْذِيب: الحِرْجُ: القِلادةُ لكلّ حَيَوَانٍ.
(و) الحِرْجُ: القِطْعَةُ من اللَّحْمِ، وَقيل: هِيَ (نَصِيبُ الكَلْبِ
من الصَّيدِ) وَهُوَ مَا أَشبهَ الأَطرافَ من الرّأْسِ والكُرَاعِ
والبَطْنِ، والكِلابُ تَطْمَعُ فيهَا.
قَالَ الأَزهَرِيّ: الحِرْجُ: مَا يُلْقَى للكَلْبِ مِن صَيْدِه،
وَالْجمع أَحْراجٌ، قَالَ جَحْدَرٌ يَصف الأَسَدَ:
وتَقَدُّمِي للَّيْثِ أَمْشِي نَحْوَه
حَتَّى أُكابِرَهُ على الأَحْرَاجِ
وَقَالَ الطِّرِمّاح:
يَبْتَدِرْنَ الأَحْرَاجَ كالثَّوْلِ والحِرْ
جُ لِرَبِّ الكِلابِ يَصْطَفِدُهْ
يَصْطَفِدُه، أَي يَدَّخِرُه ويَجْعَله صَفَداً لنفسْهِ ويَختارُه،
شَبَّهَ الكِلابَ فِي سُرْعَتِهَا بالزَّنابِيرِ، وَهِي الثَّوْلُ.
وَقَالَ الأَصمَعيّ: أَحْرِجْ لَكَلْبِكَ
(5/477)
من صَيْدِه، فإِنّه أَدْعَى إِلى
الصَّيْدِ.
(و) قَالَ الهُذَلِيّ:
أَلَمْ تَقْتُلُوا الحِرْجَيْنِ إِذ أَعْرَضَا لَكُم
يُمِرَّانِ بالأَيدِي اللِّحاءَ المُضَفَّرَا
(الحِرْجَانِ: رجُلانِ اسمُ أَحِدِهِما حِرْجٌ، وَهُوَ مِنْ بَنِي
عَمْرِو بنِ الحارِثِ، وَلم يُذْكَرِ اسمُ الآخَرِ) .
وَفِي اللّسَان: إِنّما عَنَى بالحِرْجَيْنِ رَجُلَيْنِ أَبْيَضَيْن
كالوَدَعَةِ، فإِمّا أَنْ يكونَ لبياضِ لونِهما، وإِمّا أَن يكونَ
كَنَى بذالك عَن شَرَفِهما، وَكَانَ هاذانِ الرّجُلانِ قد قَشَرَا
لِحَاءَ شَجَرِ الكَعبة؛ ليَتَخَفَّرا بذالك. والمُضَفَّرُ:
المَفْتُولُ كالضَّفيرةِ.
(و) الحَرِجُ (كَكَتِفٍ: الَّذِي لَا يَكَادُ يَبْرَحُ من القِتالِ)
قَالَ:
مِنّا الزُّوَيْنُ الحَرِجُ المُقَاتِلُ
والحَرِجُ: الّذِي لَا يَنْهَزِم، كأَنَّه يَضيقُ عَلَيْهِ العُذْرُ
فِي الانْهزام.
(وأَحْرَجْتُ الصَّلاةَ. حرَّمْتُهَا) ، وسيأْتي حَرِجَت الصَّلاةُ.
(و) أَحْرَجْتُ (فُلاناً: آثَمْتُه) ، أَي أَوقَعْتُه فِي الإِثْمِ.
(و) من الْمجَاز: حَرِجَ إِليه: لَجَأَ عَن ضِيقٍ.
وأَحْرَجْتُه (إِليه: أَلْجَأَتُه) وضَيَّقْت عَلَيْهِ.
وأَحْرَجْتُ فُلاناً: صَيَّرْتُه إِلى الحَرَجِ، وَهُوَ الضِّيقُ.
وأَحْرَجْتُه: أَلْجَأْتُه إِلى مَضِيقٍ وَكَذَلِكَ أَحْجَرْتُه،
وأَحْرَدْتُه بِمَعْنى واحدٍ.
وَيُقَال: أَحْرَجَنِي إِلى كَذَا وَكَذَا فَحَرِجْتُ إِليه، أَي
انضَمَمْتُ.
وأَحْرَجَ الكَلبَ والسَّبُعَ: أَلْجَأَهُ إِلى مَضيقٍ، فَحَمَل
عَلَيْهِ.
(و) من الْمجَاز: (حَرِجَت العَيْنُ، كفَرِحَ) تَحْرَجُ حَرَجاً:
(حارَتْ) ، وَفِي الأَساس: غَارَتْ، فضاقَ عَلَيْهَا مَنافِذُ
البَصَرِ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(5/478)
تَزْدَادُ للعَيْن إِبْهَاجاً إِذا
سَفَرَتْ
وتَحْرَجُ العَيْنُ فِيهَا حِينَ تَنْتَقِبُ
وَقيل: مَعْنَاهُ أَنها لَا تَنْصَرِفُ وَلَا تَطْرِفُ من شِدّةِ
النّظر.
وَفِي التَّهْذِيب: الحَرَجُ: أَن يَنظُرَ الرّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيع
أَن يَتَحَرَّكَ من مَكانِه فَرَقاً وغَيْظاً.
(و) من الْمجَاز: حَرِجَت (الصَّلاةُ) على المرْأَةِ حَرَجاً، أَي
(حَرُمَت) ، وَهُوَ من الضِّيقِ؛ لأَنَّ الشيْءَ إِذا حَرُمع فقد ضاقَ.
(ولَيْلَةٌ مِحْرَاجٌ: شديدَةُ القُرِّ) .
(وحارِجٌ: ع) .
(و) من المَجَاز: ودُونَه حِرَاجٌ من الظَّلاَمِ، (حِرَاجُ
الظَّلْمَاءِ، بِالْكَسْرِ: مَا كَثُفَ مِنها) والْتَفَّ، قَالَ ابنُ
مَيّادَةَ:
أَلاّ طَرَقَتْنَا أُمُّ أَوْسٍ ودُونَها
حِرَاجٌ من الظَّلْمَاءِ يَعْشَى غُرَابُهَا
خَصَّ الغُرَابَ لحِدَّةِ البَصَرِ، يَقُول: فإِذا لم يُبْصِرْ فِيهَا
الغُرابُ مَعَ حِدَّةِ بَصرِه فَمَا ظَنُّك بغَيْرِه؟
(و) من الْمجَاز: (الحُرجُوجُ) بالضّمّ، والحَرَجُ، محركةً،
والحَرُوجُ، كصَبُور، كلّ ذالك (: النَّاقَةُ السَّمِينَةُ) الجَسِيمةُ
(الطَّوِيلَةُ علَى وَجْهِ الأَرْضِ) ، (أَو) هِيَ (الشَّدِيدَةُ، أَو
الضّامِرةُ) .
وَقيل: الحُرْجُوج: (الوَقّادَةُ) الحَادَّةُ (القَلْبُ) ، قَالَ:
أَذاكَ ولَمْ تَرْحَلْ إِلى أَهْلِ مَسْجِدٍ
بَرَحْلِيَ حُرْجُوجٌ عَلَيْهَا النَّمَارِقُ
وَجَمعهَا حَراجِيجُ.
وأَجاز بعضُهم: ناقَةٌ حُرْجُجٌ بِمَعْنى الحُرْجُوج، وأَصلُ
الحُرْجُوج حُرْجُجٌ، وأَصلُ الحُرْجُجِ حُرْجٌ، بالضّمّ، وَفِي
الحَدِيث: (قَدِمَ وَفْدُ مَذْحِجٍ على حَرَاجِيجَ) ، جمع حُرْجُوجٍ،
وحُرْجِيجٍ، كَذَا فِي النِّهاية.
(و) الحُرْجُوجُ: (الرِّيحُ الباردَةُ
(5/479)
الشّدِيدَةُ) وَفِي الأَساس ريح حرجى:
بارِدَةٌ قَالَ ذُو الرُّمَّة:
أَنْقَاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزالِيَهَا
مِن آخِرِ اللّيْلِ رِيحٌ غيرُ حُرْجُوجِ
(والتَّحْرِيجُ: التِّضْيِيقُ) وَمِنْه الحَدِيث: (الّهُمّ إِنّي
أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: اليَتِيمِ والمَرْأَةِ) أَي
أُضَيِّقُه وأُحرِّمهُ على من ظَلَمَهُمَا.
وكذالك التَّحَرُّجُ، وَمِنْه حَدِيث اليَتَامَى: (تَحَرَّجُوا أَنْ
يَأْكُلُوا مَعَهُم) أَي ضَيَّقوا على أَنفُسِهم.
(و) حَرِيجٌ (كسَمِينٍ: جَدٌّ) أَعْلَى (لسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبِ بنِ
هِلالِ) ابنِ حَرِيجِ بنِ مُرَّةَ بن حَزْن بنِ عَمْرِو بنِ جابِرٍ ذِي
الرَّأْسَيْنِ، وصحَّفَه فِي الإِكمال، فَقَالَ: حُدَيْج، بِالدَّال،
والتّصغير.
(والحُرْجَةُ بالضّمّ: الدَّلْوُ الصَّغِيرَةُ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرِّجُ: الكافُّ عَن الإِثْمِ، وَقَوْلهمْ:
رجل مُتَحَرِّجٌ، كَقَوْلِهِم رجلٌ متَأَثِّمٌ ومُتَحَوِّبٌ
ومُتَحَنِّثٌ: يُلْقِي الحَرَجَ والحِنْثَ والحُوبَ والإِثمَ عَن
نَفْسه، وَرجل مُتَلَوِّمٌ، إِذا تربَّص بالأَمر يُرِيدُ إِلقاءَ
المَلامَةِ عَن نَفسه، قَالَ الأَزهريّ: وهاذه حروفٌ جاءَت معانِيها
مُخَالفَة لأَلفاظِهَا، وَقَالَ ذالك أَحمدُ ابْن يَحْيَى.
وتَحَرَّجَ: تَأَثَّمَ وفعَلَ فِعْلاً يَتَخَرَّج بِهِ من الحَرَجِ
والإِثْمِ والضِّيق، وَهُوَ مجَاز.
وَفِي الحَدِيث: (حَدِّثُوا عَن بَين إِسرائِيلَ وَلَا حَرَجَ، قَالَ
ابنُ الأَثير معناهُ لَا بَأْسَ وَلَا إِثْمَ عَلَيْكُم أَن
تُحَدِّثُوا عَنْهُم مَا سَمِعْتُم، وَقيل غيرُ ذالك.
وَمن أَحاديث الحَرَجِ قَوْله عَلَيْهِ
(5/480)
السّلام فِي قَتْلِ الحَيّاتِ:
(فَلْيُحَرِّجْ علَيْهَا) ، هُوَ أَنْ يقولَ لَهَا: أَنتِ فِي حَرَجٍ،
أَي ضِيقٍ إِنْ عُدْتِ إِلينا فَلَا تَلومِينَا أَن نُضَيِّق عَلَيْك
بالتَّتَبُّعِ والطّرْدِ والقَتْل.
وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا، فِي صة الْجُمُعَة:
(كَرِهَ أَن يُحْرِجَهُم) ، أَي يُوقِعَهُمْ فِي الحَرَجِ، قَالَ ابنُ
الأَثير: وَورد الحَرَجُ فِي أَحاديثَ كَثِيرَة، وكلّها رَاجِعَة إِلى
هاذا المعنَى.
والحَرِجُ كَكَتِفِ: الَّذِي يَهابُ أَنْ يَتَقَدَّم على الأَمْرِ،
وهاذا ضِيقٌ أَيضاً.
وحَرِجَ الغُبَارُ، كفَرِحَ، فَهُوَ حَرِجٌ: ثارَ فِي مَوضعٍ ضَيِّقٍ
فانْضَمّ إِلى حائِطٍ أَو سَنَدٍ، قَالَ:
وغَارَةٍ يَحْرَجُ القَتَامُ لَهَا
يَهْلِكُ فِيهَا المُنَاجِدُ البَطَلُ
قَالَ الأَزهَرِيّ: قَالَ اللَّيْثُ: يُقَال للغُبارِ السّاطِعِ
المُنْضَمِّ إِلى حائطٍ أَو سَنَدٍ: قد حَرِجَ إِليهِ. وقَالَ لَبِيدٌ:
حَرِجاً إِلى أَعلامِهِنّ قَتَامُها
ومَكَانٌ حَرِجٌ وحَرِيجٌ.
وَيُقَال: أَحْرَجَ امرأَتَه بِطَلْقَة، أَي حَرَّمها.
وَيُقَال: أَكَسَعَهَا بالمُحْرِجَاتِ؟ يُرِيد بثلاثِ تَطْلِيقاتٍ،
وَهُوَ مجَاز.
وقرأَ ابنُ عبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا (وحَرْثٌ حِرْجٌ) أَي حَرَامٌ،
وقرَأَ النّاس {وَحَرْثٌ حِجْرٌ} (سُورَة الْأَنْعَام، الْآيَة: 138) .
وَرَكِبَ الحَرَجَةَ، أَي الطَّريقَ، وَقيل: مُعْظَمُه، وَقد حُكِيَتْ
بجِمينِ، كَمَا تقدّم.
والحَرَجُ، محركةً، والحِرْجُ بِالْكَسْرِ: الشَّحَصُ.
وحَرَجَ الرجُلُ أَنْيابَه، كنَصَر: يَحْرُجُها حَرْجاً: حَكَّ
بَعْضَها إِلى
(5/481)
بعضٍ من الحَرَدِ، قَالَ الشَّاعِر:
ويومٌ تُحْرَجُ الأَضراسُ فيهِ
لإِبْطَالِ الكُماةِ بِهِ أَوامُ
والحِرْجُ بِالْكَسْرِ: جَماعةُ الغَنَمِ، عَن كُراع، وجمعهُ
أَحْرَاجٌ.
وَفِي الأَساس: احْرَنْجَجَتِ الإِبل اجتمَعَتْ وتَضَامَّت.
حربج
: (الُرْبُجُ، كعُصْفُرٍ، و) حِرْبَاجٌ مثل (دِرْباسٍ: الضَّخْمُ) ،
يُقَال: إِبلٌ حَرَابِجُ، وبَعيرٌ حُرْبُجٌ.
حرزج
: (الحَرَازِجُ) ، الراءُ قبل الزَّاي. (: مِيَاهٌ لجُذَامَ) ، وَفِي
اللِّسَان لِبَلْجُذَامَ، قَالَ راجزُهم:
لقد وَرَدْتُ عافِيَ المَدَالِجِ
من ثَجْرَ أَوْ أَقْلِبَةِ الحَرازِجِ
حشرج
: (الحَشْرَجُ: حِسْيٌ ك يكونُ فِيهِ حَصًى) .
وَقيل: هُوَ الحِسْيُ فِي الحَصَى.
وَقيل: هُوَ شِبْهُ الحِسْيِ تَجْتَمعُ فِيهِ المِيَاهُ.
(و) الحَشْرَجُ: (الكُوزُ الرَّقِيقُ) النَّقِيّ (الحَارِيّ) ،
بالحَاءِ الْمُهْملَة وياءِ النِّسبة، كَذَا فِي النّسخ، وأَنشد
المُبرّد:
فَلَثَمْتُ فاهَا آخِذاً بِقُرونِها
شُرْبَ النَّزِيفِ بَبَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِ
والنَّزِيفُ: السّكْرَانُ والمَحْمُومُ.
(و) قَالَ الأَزهريّ: الحَشْرَجُ: الماءُ العَذْبُ من ماءِ الحِسْي.
قَالَ: والحَشْرَجُ: (النُّقْرَةُ فِي الجَبَلِ يَصْفُو فِيهَا
المَاءُ) بعدَ اجتماعِه.
قَالَ: والحَشْرَجُ: الماءُ الّذي تحتَ الأَرْضِ لَا يُفْطَنخ لَهُ فِي
أَباطِحِ الأَرضِ فإِذا حُفِرَ عَنْهُ ذِراعٌ جاشَ بالماءِ، تُسمّيها
العربُ الأَحساءَ، والكِرارَ، والحَشَارِجَ.
(5/482)
وَقَالَ غَيره: الحَشْرَجُ: الماءُ الَّذِي
يَجْرِي على الرَّضْراضِ صافِياً رَقِيقاً.
والحَشرَجُ: كُوزٌ لَطِيفٌ صَغِيرٌ.
(و) حَشْرَجٌ: (عَلَمٌ) .
(و) الحَشْرَجُ (: كَذَّانُ الأَرْضِ، الواحِدَةُ) حَشْرَجَةٌ (بهاءٍ)
.
(والحَشْرَجَةُ: الغَرْغَرَةُ عندَ الموتِ، وتَرَدَّدُ النَّفَسِ) ،
وَفِي الحَدِيث: (وَلَكِن إِذا شَخَصَ البَصَرُ، وحَشْرَجَ الصَّدْرُ)
، وَهُوَ من ذالك، وَفِي حَدِيث عائِشَةَ: (. . ودَخَلَتْ على أَبِيهَا
رَضِي الله عَنْهُمَا عِنْد مَوته، فأَنشَدَتْ:
لعَمْرُكَ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ وَلَا الغِنَى
إِذا حَشْرَجَتْ يَوماً وضَاقَ بِها الصَّدْرُ
فقَالَ: ليسَ كذالك، ولاكن {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ}
(سُورَة ق، الْآيَة: 19) وَهِي قراءَةٌ منسوبة إِليه.
وحَشْرَجَ: رَدَّدَ صَوتَ النَّفَسِ فِي حَلْقهِ من غير أَن يُخْرِجَه
بِلِسَانِهِ.
(و) الحَشْرَجَةُ (تَرَدُّدُ صَوتِ الحِمَارِ فِي حَلْقِهِ) وَقيل:
هُوَ صَوْتُه من صَدرِهِ قَالَ رُؤبةُ:
حَشْرَجَ فِي الجَوْفِ سَحِيلاً أَو شَهَقْ
وَقَالَ الشَّاعِر:
وإِذا لَهُ عَلَزٌ وحَشْرَجَةٌ
مِمّا يَجِيشُ بِهِ مِنَ الصَّدْرِ
والحَشْرَجُ: النّارَجِيلُ، يَعْنِي جَوزَ الهِنْد، وهاذا عَن كُراع.
حضج
: (الحِضْجُ بِالْكَسْرِ: مَا يَبْقَى فِي حِياضِ الإِبِلِ من)
الطِّينِ اللاّزِقِ بأَسْفَلِهَا.
وَقيل: الحِضْجُ: هُوَ (المَاءُ) القَلِيلُ والطِّينُ يَبْقَى فِي
أَسفلِ الحَوْضِ.
وَقيل: هُوَ الماءُ الَّذِي فِيهِ الطِّين، فَهُوَ يَتَلَزَّجُ
ويَمْتَدّ.
وَقيل: هُوَ الماءُ الكَدِرُ.
وحِضْجٌ حاضِجٌ، بالَغُوا بِهِ، كشِعْرٍ
(5/483)
شاعِرٍ، قَالَ أَبو مَهْديّ: سَمعْتُ
هِمَيانَ بنَ قُحَافَةَ يُنْشِدُ:
فأَسْأَرَتْ فِي الحَوْضِ حِضْجاً حاضِجَا
قد عادَ من أَنْفَاسِها رَجارِجَا
أَسْأَرَتْ: أَبْقَتْ، والسُّؤْرُ: بَقِيَّةُ الماءِ فِي الحَوْضِ،
وَقَوله: حاضِجاً، أَي بَاقِيا، ورَجارِج: اخْتَلَطَ ماؤُ وطينُه.
والحِضْجُ: الحَوْضُ نَفْسُه (ويُفْتَحُ) فِي كلِّ ذَلِك، والجمعُ
أَحْضَاجٌ، قَالَ رُؤْبة:
من ذِي عُبَابٍ سائِلِ الأَحْضاجِ
يُرْبِي على تَعَاقُمِ الهَجَاجِ
الأَحْضاج: الحِياض، والتَّعَاقُم، كالتعاقُبِ على البَدَلِ: الوِرْدُ
مَرَّةً بعد مَرَّةٍ.
ورجُلٌ حِضْجٌ: حَمِيسٌ، والجَمْعُ أَحْضَاجٌ.
وكُل مَا لَزِقَ بالأَرض حِضْجٌ.
(و) الحِضْجُ: (النّاحِيَةُ) ، يُقَال: حِضْجُ الْوَادي، أَي
ناحِيَتُه.
(وحَضَجَ) النّارَ حَضْجاً: (أَوْقَدَ) هَا.
(و) حَضَجَ بِهِ الأَرْضَ حَضْجاً: (ضَرَبَ) هَا بِه.
وانْحَضَجَ: ضَرَبَ بنَفْسِه الأَرْضَ غَيْظاً، فإِذا فعلتَ بهِ أَنْتَ
ذالك قلتَ: حَضَجْتُه.
(و) عَن الفرّاءِ: حضَجَ فُلاناً فِي المَاء، وَكَذَا (الشَّيْءَ) ،
ومَغَثَه، ومَثْمَثَه، وقَرْطَلَه كُلُّه بِمَعْنى (غَرَّقَه) .
(و) أَنْحَضَجَ، إِذا (عَدَا) .
(و) حَضَجَه (: أَدْخَلَ بَطْنَه) وَفِي اللِّسَان عَلَيْهِ (ماكَادَ
يَنْشَقُّ مِنْهُ) ويَلْزَقُ بالأَرْض.
(و) المِحْضَبُ و (المِحْضَجُ) والمِسْعَرُ (: مَا تُحَرَّكُ بهِ
النّارُ) يُقَال حَضَجْتُ النّاترَ، وحَضَبْتُهَا.
(و) المِحْضَجُ: (الحَائِدُ) عَن الطَّرِيقِ وَفِي نُسخةٍ: السَّبِيلِ.
(5/484)
(وانْحَضَجَ) الرَّجلُ (: الْتَهَبَ
غَضَباً) واتَّقَد من الغَيْظِ، فَلَزِقَ بالأَرْضِ، وَفِي حَدِيث أَبي
الدَّرْدَاءِ قَالَ فِي الرّكعتين بعد العَصْرِ: أَمّا أَنا فَلَا
أَدَعُهُمَا، فمَنْ شاءَ أَنْ يَنْحَضِجَ فلْيَنْحَضِجْ) ، أَي
يَنْقَدَّ من الغيظ ويَنْشَقَّ.
(و) انْحَضَجَ الرّجلُ (: انْبَسَطَ) ، وَفِي حديثِ حنينٍ: (أَنَّ
بَغْلَةَ النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما تَنَاولَ الحَصَي؛
لِيَرْمِيَ بهِ فِي يَومِ حُنَيْنٍ، فَهِمَتْ مَا أَرادَ فانْحَضَجَتْ)
أَي انْبَسَطَت، قَالَه ابنُ الأَعرابيّ، فِيمَا روى عَنهُ أَبو
العَبّاس، وأَنشد:
ومُقَتَّتٍ حَضَجَتْ بِهِ أَيّامُه
قد قَادَ بَعْدُ قَلائِصاً وعِشَارَا
مُقَتَّتٌ: فَقيرٌ، حَضَجَتْ: انْبَسَطَتْ أَيامُه فِي الفقْر، فأَغناه
الله، فَصَارَ ذَا مالٍ.
(والحِضَاج، ككِتَابٍ: الزِّقُّ) الضَّخْمُ المُمْتَلِىءُ
(المُسْتَنِدُ) ، وَفِي نُسْخَة التكملة وَاللِّسَان: المُسْنَد (إِلى
الشّيْءِ) ، قَالَ سَلاَمَةُ بنُ جَنْدَل:
لنا خَبَاءٌ ورَاووقٌ ومُسْمِعَةٌ
لَدَى حِضَاج بِجَوْنِ النّارِ مَرْبُوبِ
(و) الحُضَاجُ (كغُرابٍ) : الرجلُ (المُتَقَوِّسُ الظَّهْرِ الخَارِجُ
البَطْنِ) .
(والتَّحْضِيجُ: شِبْهُ التَّضْجِيعِ فِي الكَلامِ) ، هاكذا نصُّ
عبارَةِ الصّاغَانيّ وابنِ مَنْظُور، وَزَاد المصنّف بعدَه (المُسْنَد)
، وَفِي نسخةٍ المُبْتَدأ بدل المُسْنَد، فليرجَع ذَلِك.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: يَنْحَضِجُ: يَضْطَجع.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
حَضَجَ بِهِ يَحْضُجُ حَضْجاً: صَرَعَه.
وحَضَجَ البَعِيرُ بِحِمْلِهُ وحِمْلَهُ حَضْجاً: طَرَحَه.
(5/485)
وانحَضَجَ الرجلُ: اتَّسَعَ بَطنُه، وَهُوَ
من الحِضَاجِ بِمَعْنى الزِّقِّ، كَمَا تَقَدَّم.
وامرأَةٌ مِحْضَاجٌ: واسعةُ البَطْنِ، وقولُ مُزَاحِمٍ:
إِذا مَا السَّوْطُ سَمَّرَ حَالِبَيْه
وقَلَّصَ بَدْنُه بعْدَ انْحِضاجِ
يَعْنِي بعد انْتِفَاخٍ وسِمَنٍ.
والمِحْضَجَةُ والمِحْضَاجُ: خَشَبَةٌ صغيرةٌ تَضْرِبُ بهَا المرأَةُ
الثَّوبَ إِذَا غَسَلَتْه.
حضلج
: (خَ الحَضَالِجُ، والحَدَارِجُ: الصِّغارُ، وَقد تقدّم فِي تَرْجَمَة
حدرج عَن التَّهْذِيب فِي شِعر هِمْيَانَ بنِ قُحَافَةَ، وَهُوَ
مُسْتَدْرك على المصنّف.
حفج
: (رَجلٌ حَفَنْجَي كَعَلَنْدَي) أَي (رِخْوٌ لَا غَنَاءَ عِنْدَه) ،
وَمثله فِي اللّسَان.
حفضج
: (الحِفْضِجُ) والحَفْضَجُ، والخِفْضاجُ والحُفَاضِجُ (كزِبْرِجٍ و)
جَعْفَر، و (دِرْبَاسٍ وعُلابِطٍ) : الرَّجُلُ الضَّخمُ (الكَثِيرُ
اللَّحْمِ المُسْتَرْخِي البَطْنِ) هاكذا فِي النّسخ، وو قَول
الأَصمعيّ.
وَفِي اللّسان وَغَيره: هُوَ الضّخمُ البَطنِ والخاصرتَيْن
المُسْتَرخِي اللَّحْمِ (كالحِفْضاجِ) هاكذا بِالْكَسْرِ فِي نسختنا،
مَعَ أَنه مَذْكُور فِي قَوْله: ودِرْبَاس، فَيكون مكرَّراً، أَو أَنّه
كالعِفْضاجُ بِالْعينِ بدل الحاءِ، وَهُوَ لُغَة فِيهِ على مَا يأْتي،
وَوجدت فِي نُسخةٍ أُخرَى، كالحِفِنْضَاج، بِزِيَادَة النُّون بعد
الفاءِ، وأَظُنّه صَوَابا، يُقَال: رجلٌ حُفَاضِجٌ وعُفَاضِجٌ،
وعِفْضاجٌ، والأُنثَى فِي ذالك بِغَيْر هاءٍ، والاسمُ الحَفْضَجَةُ.
(و) يُقَال: (هُوَ مَعْضُوبٌ مَا حُفْضِجَ) لَهُ، (بالضَّمِّ) ، أَي
مَا (سَمِنَ) .
(5/486)
حفلج
: (الحَفَلَّجُ) والحُفالِجُ (كعَمَلَّس، وعُلابِطٍ: الأَفْحَجُ) ،
وَهُوَ الَّذِي فِي رِجْلِه اعْوِجاجٌ.
(و) الحِفْلِيجُ (كقِنْدِيلٍ: القَصِيرُ) .
(والحَفَالِجُ) بِالْفَتْح (: صغَارُ الإِبل، واحدُهَا) حَفَلَّجٌ
(كعَمَلَّس) .
(والحَفْلَجُ، كجَعْفَر: مَنْ يُحَرِّكُ جَسَدَه إِذا مَشَى) ، وَهُوَ
من التّكملة.
حفنج
: (الحَفَنَّجُ، كعَمَلَّسٍ: القَصِيرُ) وهاذا مِمَّا لم يَذكره ابْن
مَنْظُور، كالجَوْهَرِيّ، وغيرِه، وذكرَهُ الصّاغَانِيّ فِي التّكملة.
حلج
: (حَلَجَ القُطْنَ) بالمِحْلاجِ على المِحْلَجِ (يَحْلُجُ ويَحْلِجُ)
، بالضّمّ وَالْكَسْر، إِذا نَدَفَه (وَهُوَ حَلاّجٌ) أَي نَدّافٌ.
(والقُطْنُ حَلِيجٌ) ، أَي مَنْدُوفٌ.
فأَمَّا قولُ ابنِ مُقْبِلٍ:
كأَنَّ أَصْواتَها إِذا سَمِعْت بِهَا
جَذْبُ المَحَابِضِ يَحْلُجْنَ المَحَارِينَا
ويُرْوعى: صَوتُ المَحابِض، فقد رُوِيَ بالحاءِ والخَاءِ يَححلُجْن
ويَخْلِجْن فمَن رَواه يَحْلُجْن فإِنه عَنَى بالمَحارِينِ حَبّاتِ
القُطْن، والمحابِض أَوتار النّدّافِينَ، وَمن رَوَاه يَخْلِجْن فإِنه
عَنى بالمَحَارِينِ قِطَعَ الشَّهْدِ، ويَخْلِجْن: يَجْبِذْن
ويَسْتَخْرِجْنَ، والمَحَابِض: المَشَاوِر.
(و) من الْمجَاز: حَلَجَ (القَوْمُ ليْلَتَهُم) أَي (سارُوهَا، و)
الحَلْجخ فِي السّيْرِ.
و (بَيْنَنا وبَيْنَهُم حَلْجَةٌ) صالِحَةٌ، وحَلْجَةٌ (بَعِيدَةٌ) أَو
قَرِيبةٌ، أَي عُقْبَةُ سَيْرٍ.
قَالَ الأَزهَرِيّ: الَّذِي سمعتُه من العربِ: الخَلْجُ فِي السَّيْرِ،
يُقَال: بينَنا وبَينهم خَلْجَةٌ بَعيدَةٌ، قَالَ: وَلَا أُنْكِرُ
الحاءَ بهاذا الْمَعْنى، غير
(5/487)
أَن الخَلْجَ بالخَاءِ أَكثرُ وأَفْشَى من
الحَلْجِ.
(و) حَلَجَ (الدِّيكُ) يَحْلُجُ حَلْجاً (نَشَرَ جَنَاحَيْه ومَشَى
إِلى أُنْثَاهُ للسِّفَادِ) .
(و) من الْمجَاز: حَلَجَ (الخُبْزَةَ: دَوَّرَهَا) .
(و) من الْمجَاز أَيضاً: حَلَجَ بالعَصَا (ضَرَبَ) .
(و) حَلَج، إِذا (حَبَقَ) .
(و) حَلَجَ، إِذا (مَشَى قَلِيلاً قَليلاً) .
وحَلَجَ فِي العَدْوِ يَحْلِجُ حَلْجاً: باعَدَ بَين خُطَاه. والحَلْجُ
فِي السَّيْرِ.
(والمِحْلاجُ) بِالْكَسْرِ: (الخَفِيفُ من الحُمُرِ، كالمِحْلَجِ) ،
بِالْكَسْرِ أَيضاً، عَن ابْن الأَعرابيّ، وجمعُه المَحَالِيجُ،
وَقَالَ فِي مَوضع آخَرَ: المَحالِيجُ: الحُمُرُ الطِّوالُ.
(و) المِحْلاجُ: (خَشَبَةٌ) أَو حَجَرٌ (يُوَسَّعُ الخُبْزخ بهَا) ،
وَهُوَ المِرْقاقُ، والجمعُ مَحَالِجُ ومَحَالِيجُ.
(و) مِحْلاَج: (فَرَسُ حَرْمَلَةَ بن مَعْقِلٍ) .
(و) المِحْلاجُ (: مَا يُحْلَجُ بِهِ القُطنُ. وحِرفتُه الحِلاَجَةُ) ،
بِالْكَسْرِ وَيُقَال: حَلَجَ القُطنَ بالمِحْلاجِ على المِحْلَجِ.
(والمِحْلَجُ مَا يُحْلَجُ عَلَيْهِ، كالمِحْلَجَةِ) وَهُوَ الخَشبةُ
أَو الحَجَرُ.
(و) المِحْلَجُ: (مِحْوَرُ البَكَرَةِ) .
(والحَلِيجَةُ: لَبَنٌ) يُنْقَع (فِيهِ تَمْرٌ) ، وَهِي حُلْوَةٌ.
وَفِي التّهذِيب: الحُلُجُ: هِيَ التُّمُورُ بالأَلْبانِ (أَو) هِيَ
(السَّمْنُ على المَخْضِ أَو) الحَلِيجَةُ (عُصَارَةُ نِحْيَ) ،
بِالْكَسْرِ وَهُوَ الزِّقُّ. (و) قيل: الحَلِيجَةُ: (عُصَارَةُ
الجِنّاءِ) جمعه الحُلُجُ.
(و) هِيَ أَيضاً (الزُّبْدَةُ يُحْلَبُ عَلَيْهَا) .
قَالَ ابنُ سَيّده: والحَلِيجُ بِغَيْر هاءٍ عَن كُرَاع: أَنْ يُحْلَب
اللَّبنُ على التَّمْرِ ثمَّ يُمَاثَ.
(5/488)
(والحَلُوجُ) كصَبُورغ (البَارِقَةُ من
السَّحَابِ، وتَحَلُّجُهَا: اضْطِرابُهَا وتَبَرُّقُهَا) ، من الحَلْجِ
وَهُوَ الحَرَكَةُ والاضْطِرَابُ.
(و) يُقَال: (نَقْدٌ مُحْلَجٌ، كمُكْرَمٍ) أَي (وَحِيٌّ) سَريعٌ
(حاضِرٌ) .
(والحُلُجُ بضَمَّتَيْن) هم (الكَثِيرُو الأَكْلِ) ، كَذَا فِي
التَّهْذِيب.
(واحْتَلَجَ حَقَّهُ: أَخَذَهُ) .
وَمَا تَحَلَّجَ ذالك فِي صَدْرِي، أَي مَا تعرَدَّدُ فأَشُكَّ فِيهِ،
وَهُوَ مَجَاز. وَقَالَ اللَّيث: دَعْ تَحَلَّج فِي صَدرِك، وَمَا
تَخَلَّجَ، بالحاءِ والخاءِ، قَالَ شَمِرٌ: وهما قريبان من السَّوَاءِ.
وَقَالَ الأَصمعيّ: تَحَلَّجَ فِي صدرِي وتَخَلَّجَ، أَي شَكَكْتُ
فِيهِ.
(و) أَمّا (قَولُ عَدِيّ) بن زيد (وَلَا يَتَحَلَّجَنَّ) ، صَوَابه
وَفِي حَدِيث عَديّ بن زيد، قَالَ لَهُ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(لَا يَتَحَلَّجَنّ (فِي صَدْرِك طَعَامٌ ضارَتْتَ فِيهِ
النَّصْرَانِيَّةَ)) قَالَ شمر: مَعْنَاهُ (أَي لَا يَدْخُلَنَّ
قَلْبَكَ منهُ شَيْءٌ، فإِنَّه نَظِيفٌ) ، وَالْمَنْقُول عَن نَصِّ
عبارَة شَمِرٍ: يعنِي أَنَّه نظيفٌ، قَالَ ابنُ الأَثير: وأَصلُه من
الحَلْجِ، وه الحَركة والاضْطِراب، ويروى بالخَاءِ، وَهُوَ
بِمَعْنَاهُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الحَلْجُ: المَرُّ السَّريع، وَفِي حَدِيث الْمُغيرَة: حتّى تَرَوْهُ
يَحْلِجُ فِي قومِه) أَي يُسْرِع فِي حُبُّ قومِه، ويروى بالخاءِ.
وَفِي نَوَادِر الأَعْرَابِ: حَجَنْتُ إِلَى كَذَا حُجُوناً،
وحاجَنْتُ، وأَحْجَنْتُ، وأَحْلَجْتُ، وحَالَجْتُ، ولاحَجحتُ،
ولَحَجْتُ لُحُوجاً، وتَفسيره: لُصُوقُك بالشَّيْءِ ودُخُولُك فِي
أَضْعَافه.
وَمن الْمجَاز حَلَجَ الغَيْمُ حَلْجاً: أَمطَرَا، و (حَلَجَ)
التَّلْبِينَةَ أَو الهَرِيسَةَ: سَوَّطَها.
(5/489)
وَتقول: لَا يستوى صاحبُ الحِمْلاج وَصَاحب
المِحْلاجِ. وَهُوَ المِنْفَاخ، ويُسْتَعَارُ لقَرْنِ الثَّوْرِ.
وحَمْلَجَ الحَبْلَ: فَتَلَهُ، كَذَا فِي الأَساس.
حلدج
: وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الحُلُنْدُجَةُ والجُلْنْدُحةُ بِضَم الحاءِ والّلام والدّال
الْمُهْملَة وبفتح الأَخير أَيضاً: الصُلْبَةُ من الإِبِل، وسيأْتي فِي
جلدح إِن شاءَ الله تَعَالَى.
حمج
: (التَّحْمِيجُ: شدَّةُ النَّظَرِ) ، عَن أَبي عُبَيْدَة، وَقَالَ بعض
المفسِّرين فِي قَوْله عز وَجل: {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءوسِهِمْ}
(سُورَة إِبْرَاهِيم، الْآيَة: 43) قَالَ: مُحَمِّجِينَ مُدِيمِي
النَّظَرِ، وأَنشد أَبو عُبيدَة لذِي الإِصْبع:
آإِن رَأَيْتَ بني أَبي
كَ مُحَمِّجِينَ إِليك شُوسَا
والتَّحْمِيجُ: فتحُ العَينِ وتَحدِيدُ النّظرِ، كأَنَّه مَبْهُوتٌ،
قَالَ أَبو العِيَال:
وحَمَّجَ للجِبَانِ الموْ
تُ حَتّى قَلْبُه يَجِبُ
أَراد: حَمَّجَ الجَبانُ للمَوْته، فقَلَبَ.
(و) قيل: التَّحْمِيجُ (غُؤُور العَيْنِ) وَقيل: تَصْغِيرُها
لتَمْكِينِ النّظر.
قَالَ الأَزهريّ: أَمّا قولُ اللَّيْثِ فِي تحْميج الْعين: إِنّه
بِمَنْزِلَة الغُؤُورِ، فَلَا يُعْرَف.
(و) التَّحْمِيجُ (: تَغَيُّرٌ فِي الوَجْهِ من الغَصَبِ) وغيرِه،
وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ عُمَرَ، رَضِي الله عَنهُ، قَالَ لرَجُلٍ:
مَالِي أَراكَ مُحَمِّجاً) . (أَو) هُوَ (إِدامَةُ
(5/490)
النَّظَرِ مَعَ فَتْحِ العَيْنَيْنِ) ،
وَقَالَ الأَزهريّ: هُوَ نَظَرٌ بتَحْدِيقٍ.
(و) التَّحْمِيجُ: النَّظَرُ بخَوفٍ، و (إِدارةُ الحَدَقَةِ فَزَعاً،
أَو وَعِيداً) .
وَفِي الصّحاح: حَمَّجَ الرّجلُ عَيْنَه، يَسْتَشِفّ النَّظَرَ، إِذا
صَغَّرَهَا.
وقِيل: إِذا تَخَاوَصَ الإِنسانُ فقد حَمَّجَ.
وَفِي التّهْذِيب (و) التَّحْمِيجُ بِمَعْنى (الهُزَال) مُنَكْرٌ،
وَقَوله:
وَقد يَقُودُ الخَيلَ لمْ تُحَمَّجِ
فَقيل: تَحَمُّجُها: هُزَالُها، وَقيل: هُزَالُها مَعَ غُؤُورِ
أَعْيُنِهَا.
(والحَمُوجُ) ، كصَبُورٍ: (الصَّغِيرَةُ من وَلَدِ الظَّبْيِ، ونحوِهِ)
.
حملج
: (حَمْلَجَ الحَبْلَ: فَتَلَه) فَتْلاً (شَدِيداً) ، قَالَ الرّاجز:
قُلْتُ لخَوْدٍ كاعِبٍ عُطْبُول
مَيّاسَةٍ كالظَّبْيَةِ الخَذُولِ
تَرْنُو بِعَيَنَيْ شادِنٍ كَحِيلِ
هَلْ لكِ فِي مُحَمْلَجٍ مَفْتُولِ
والحِمْلاجُ: الحَبْلُ المُحَمْلَجُ.
والمُحَمْلَجَةُ من الحَمِير: الشَّدِيدَةُ الطَّىِّء والجَدْلِ.
والحِمْلاجُ: قَرْنُ الثَّورِ والظَّبْيِ، قَالَ الأَعشى:
يَنْفُضُ المَرْدَ والكَبَاثَ بحِمْلاَ
جٍ لَطِيفٍ فِي جانِبَيْه انْفِراقُ
والحَمَالِيجُ: قرُونُ البَقَرِ.
(والحِمْلاَجُ: مِنْفَاخُ الصّائِغِ) .
وَيُقَال لِلْعَيْرِ الَّذِي دُوخِلَ خَلْقُه اكْتِنَازاً: مُحَمْلَجٌ:
قَالَ رُؤبةُ:
مُحَمْلَجٌ أُدْرِجَ إِدْرَاجَ الطَّلَقْ
كَذَا فِي اللِّسَان.
(5/491)
حنج
: (حَنَجَه يَحْنِجُه) من بَاب ضَرَب (: أَمالَهُ) عَن وَجْهِه
(كأَحْنَجَه) .
وَقَالَ أَبو عمرٍ و: الإِحْناجُ: أَن تلْوِيَ الخَبَرَ عَن وَجْهِه.
(و) حَنَجَ (الحَبْلَ: فَتَلَه شَدِيداً) وَفِي اللّسان: شَدّ فَتْلَه.
(و) حَنَجَتْ (حاجَةٌ: عَرَضَتْ) .
(والحِنْجُ، بِالْكَسْرِ: الأَصْلُ) ، وَهِي الأَحْنَاجُ.
قَالَ الأَصمعيّ: يُقَال: رَجَعَ فلانٌ إِلى حِنْجِة وبِنْجِه، أَي
رَجَع إِلى أَصْلِه.
وَعَن أَبي عُبيدةَ: هُوَ البِنْجُ والحِنْجُ.
(و) الحَنَّاجُ (ككَتّانٍ: المُخَنّثُ) .
قَالَ أَبو عبيدةَ: وابْتَذَلَتَ العامَّةُ هاذه الكلمةَ فسمَّت
المُخَنَّثَ حَنّاجاً؛ لتلَوِّيهِ، وَهِي فَصيحةٌ.
(وأَحْنَجَ: مَالَ) ، قَالَ شَيخنَا: وَهُوَ صَرِيحٌ فِي أَنه يُقَال:
حَنَجَه فأَحْنَجَ، بتَعَدِّي الثّلاثيِّ ولْزُوم الرّباعيّ، وَهُوَ
نادرٌ، فيدخلُ فِي بَاب: كبَبَتْهُ فأَكَبَّ، وعَرَضْتُه فأَعْرَضَ،
قَالَ الزَّوزنيّ: وَلَا ثالثَ لَهما، أَي للأَخيرينِ، قَالَ: ورأَيْتُ
بِهَامِش التَّذْكرَة للشيخِ شَمْسِ الدّين النّواجيّ، رأَيتُ لَهُما
ثالِثاً ورابِعاً وخَامِساً وسادساً، وَهِي قشَعَتِ الريحُ السحابَ
فأَقْشَعَ، وبَشَرْتُه بمولود فأَبْشَرَ، وحَجَمْتُه عَن الشيْءِ
فأَحْجَمَ، ونَهَجْتُه الطريقَ فأَنْهَجَ، قَالَ: وَقد أَغْفلُوا
حَنَجَه فأَحْنَجَ. (كاحْتَنجَ) .
وَفِي اللّسان: يُقَال: حَنَجْتُه أَي أَمَلْتُ، حَنْجاً، فاحْتَنَجَ،
فِعلٌ لازمٌ.
وَيُقَال أَيضاً: أَحْنَجْتُه.
(و) أَحْنَجَ (: سَكَنَ) .
(و) أَحْنَجَ الخَبرَ (: أَخْفَى) ، وَهُوَ مأْخوذٌ من قولِ أَبي عمرٍ
و.
(و) أَحْنَجَ فِي كلامِه: (أَسْرَعَ و) عَلَيَّ (كَلاَمَه: لَواهُ،
كَمَا يَلْوِيه المُخَنَّثُ) .
(5/492)
(والمِحْنَجَةُ) بالسكر (: شيءٌ من
الأَدَواتِ) ، هاذا نصُّ عبارةِ التَّهْذِيب، وَفِي غَيره: الحَنْجَةُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
المُحْنِجُ، كمُحْسِنٍ: الَّذِي إِذا مَشَى نظَرَ إِلى خَلْفِه برأْسِه
وصَدْرِه، وَقد أَحْنَجَ، إِذا فَعَلَ ذالك.
والمُحْنَجُ على صِيغَة الْمَفْعُول: الكلامُ المَلْوِيُّ عَن جِهَتِه
كَيْلا يُفْطَنَ.
وأَحْنَجَ الفَرسُ: ضَمُرَ، كأَحْنَقَ.
حنبج
: (الحِنْبِجُ، كزِبْرِجٍ: القَمْلُ) ، قَالَ الأَصمعيّ: وَهُوَ
بالخاءِ وَالْجِيم.
وَقيل: هُوَ أَضخمُ القَمْلِ.
قَالَ الرّياشيّ: والصوابُ عندنَا مَا قَالَ الأَصمعيّ.
(و) الحُنْبُج والحُنَابِج (كقُنْفُذ، وعُلابِطٍ: الضَّخْمُ
المُمْتَلِىءُ) من كلِّ شيْءٍ، وَرجل حُنْبُجٌ وحُنَابِجٌ.
(والحَنَابِجُ) بِالْفَتْح (صِغَارُ النَّمْلِ) ، عَن ابْن
الأَعْرَابِيّ.
(والحُنَيْبِجُ) بِالتَّصْغِيرِ: (ماءٌ لِغَنِيَ) .
وَرجل حُنْبُجٌ: مُنْتَفِخٌ عَظيمٌ.
والحُنْبُجُ: السُّنْبُلةُ الْعَظِيمَة الضّخْمةُ، حَكَاهُ أَبو
حنيفةَ، كالحُنابِجِ وأَنشد لجَندل بن المُثَنّى فِي صِفةِ الجَراد:
يَفْرُكُ حَبَّ السُّنْبُلِ الحنَابِجِ
بالقاع فَرْكَ القُطْنِ بالمَحَالِجِ
حندج
: (حُنْدُجٌ، كقُنْفُذٍ: اسمٌ) ، وَقد ذكره الجوهريّ فِي حدج.
الحُنْدُجُ، والحُنْدُجَةُ: (رَمْلَةٌ طَيِّبَةٌ تُنْبِتُ أَلْوَاناً)
من النَّبَاتِ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
على أُقْحُوانٍ فِي حَنادِجَ حُرَّةٍ
يُنَاصِي حَشَاها عانِكٌ مُتَكاوِسُ
حَشَاهَ ناحِيتُهَا، ويُنَاصِي: يُقَابِل.
(5/493)
وَقيل: الحُنْدُجَةُ: الرَّملةُ العظيمةُ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفةَ: قَالَ أَبو خَيْرَة وأَصحابُه: الخُنْدُوجُ:
رَمْلٌ لَا يَنْقَاد فِي الأَرْضِ، ولاكنه مُنْبِتُ.
(و) عَن الأَزهريّ: (الجَنَادِيجُ: حِبَالُ) بالحاءِ الْمُهْملَة
(الرَّمْلِ الطِّوالُ، أَو) هِيَ (رَمَلاتٌ قصارٌ، واحدُهَا خُنْدُجٌ
وحُنْدُوجَةٌ) .
وأَنشد أَبو زيد لجَنْدلٍ الطُّهَوِيّ فِي حَنَادِجِ الرِّمال يصف
الجَرَادَ وكثرتَه:
يَثُورُ من مَشَافِرِ الحَنَادِجِ
وَمن ثَنايَا القُفِّ ذِي الفَوَائِجِ
(والحَنَادِجُ: العِظَامُ من الإِبِلِ) شُبِّهَت بالرّمال، كَذَا فِي
التَّهْذِيب.
قلت فَهُوَ إِذاً من الْمجَاز.
حنضج
: (الحِنْضِجُ، كزِبْرِجٍ: الرَّجُلُ الرِّخْوُ الَّذِي لَا خَيْرَ
عِنْدَه) ، وأَصله من الحَضْجِ، وَهُوَ الماءُ الخاثِر الَّذِي فِيهِ
طُمْلَةٌ وطِينٌ، كَذَا فِي اللِّسَان.
قلت: فَهُوَ إِذاً حَقّه أَن يُذْكَر فِي حضج.
وحِنْضِجٌ: اسمٌ.
حوج
: ( {الحَوْجُ: السَّلامَةُ) ، ويُقال للعاثِر: (} حَوْجاً لكَ، أَي
سَلاَمَةً) .
(و) الحَوْجُ: الطَّلَبِ، و ( {الاحْتِياج وَقد} حاجَ {واحْتَاجَ}
وأَحْوَجَ) .
وَفِي الْمُحكم: {حُجْتُ إِليك} أَحُوج {حَوْجاً،} وحِجْتُ، الأَخيرةُ
عَن اللِّحيانيّ وأَنشد للكُمَيْتِ بنِ مَعْرُوفٍ الأَسَدِيّ:
غَنيِت فَلم أَرْدُدْكُمُ عندَ بِغْيَةِ
! وحُجْتُ فَلم أَكْدُدْكُمُ بالأَصابعِ
(5/494)
قَالَ: ويُرْوى وحِجْتُ؛ وإِنما ذَكرتُها
هُنَا لأَنها من الْوَاو، وستُذْكَر أَيضاً فِي الياءِ.
{واحْتَجْتُ} وأَحْوَجْتُ، كحُجْتُ.
وَعَن اللِّحْيَانِيّ: حاجَ الرّجُلُ يَحُوج ويَحِيجُ، وَقد {حُجْتُ}
وحِجْتُ، أَي {احْتَجْتُ.
(و) } الحُوجُ (بالضَّمّ: الفَقْرُ) ، وَقد حاجَ الرجلُ، {واحْتَاجَ،
إِذا افْتَقَرَ.
(} والحَاجَةُ) {والحائِجَةُ: المَأْرَبَةُ (م) أَي مَعْرُوفَة.
وَقَوله تَعَالَى: {وَلِتَبْلُغُواْ عَلَيْهَا} حَاجَةً فِى
صُدُورِكُمْ} (سُورَة غَافِر، الْآيَة: 80) قَالَ ثَعْلَب: يَعني
الأَسفارَ.
وَعَن شَيخنَا: وَقيل: إِنّ الحاجَةَ تُطْلَقُ على نَفْسِ الافْتِقَار،
وعَلى الشيْءِ الَّذِي يُفْتَقَرُ إِليه. وَقَالَ الشَّيْخ أَبو هلالٍ
العَسكريّ فِي فُروقه: الحاجَة: القُصُورُ عَن المَبْلَغِ المطلوبِ،
يُقَال: الثَّوْبُ {يَحْتَاجُ إِلى خرْقَة، والفَقْرُ خِلافُ الغِنَى
والفَرْقُ بَين النّقْصِ} والحاجَة: أَن النَّقصَ سَبَبُها،
{والمُحْتَاجُ يَحْتَاجُ إِلى نقْصِه، والنَّقْصُ أَعَمُّ مِنْهَا؛
لاستعماله فِي المحتاجِ وغيرِه.
ثمَّ قَالَ: قلت: وغيرُه فَرَّقَ بأَن الحاجَةَ أَعَمُّ من الفقرِ،
وبعضٌ بالعُمُوم والخُصُوصِ الوَجْهِيّ، وَبِه تَبَيصن عَطْف الْحَاجة
على الْفقر، هَل هُوَ تفسيريّ؟ أَو عَطْفُ الأَعمِّ؟ أَو الأَخصّ؟ أَو
غير ذالك؟ فتأَمَّلْ. انْتهى.
قلت: صريحُ كلامِ شيخِنا أَنّ الحَاجَةَ مَعطوفٌ على الفَقْرِ،
وَلَيْسَ كذالك، بل قولُه: (} والحَاجَةُ) كلامٌ مُسْتَقلٌّ
مبْتَدَاأٌ، وخبرُه قولُه: مَعْرُوفٌ، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، فَلَا يَحتاجُ
إِلى مَا ذَكرَ من الْوُجُوه.
( {كالحَوْجَاءِ) ، بالفَتْح والمَدّ.
(و) قد (} تَحَوَّجَ) إِذا (طَلَبَهَا) أَي الحاجَةَ بَعْدَ الحَاجَةِ.
وخَرَجَ {يَتَحوَّجُ: يَتَطَلَّبُ مَا} يَحْتَاجُه مِنْ معِيشَتِه.
وَفِي اللّسان: {تَحَوَّج إِلى الشَّيْءِ:} احْتَاجَ إِليه وأَرَادَهُ.
(5/495)
(ج: {حَاجٌ) ، قَالَ الشَّاعِر:
وأُرْضِعُ} حَاجَةً بِلِبانِ أُخْرَى
كَذَاكَ {الحَاجُ تُرْضَعُ بِاللِّبَانِ
وَفِي التَّهْذِيب: وأَنشد شَمِرٌ:
والشَّحْطُ قَطَّاعٌ رَجَاءَ مَنْ رَجَا
إِلاَّ احْتِضَارَ الحَاجِ مَنْ} تَحَوَّجَا
قَالَ شَمِرٌ: يَقُول: إِذا بَعُدَ مَن تُحبّ انقطعَ الرَّجَاءُ إِلاَّ
أَنْ تكونَ حَاضرا لحاجتِك قَرِيبا مِنْهَا، قَالَ: وَقَالَ (رجَاءَ
مَنْ رَجَا) ثمَّ استثنَى فَقَالَ: إِلاَّ احْتِضَارَ الحَاج أَنْ
يَحْضُرَه.
(و) تُجْمع {الحاجَةُ على (} حَاجَاتٍ) جمْعَ سَلاَمةٍ، ( {وحِوَجٍ) ،
بِكَسْر فَفتح، قَالَه ثَعْلَب، قَالَ الشَّاعِر:
لَقَدْ طَالَمَا ثَبَّطْتَنِي عَنْ صَحَابَتِي
وعَنْ} حِوَجٍ قِضَّاؤُهَا مِنْ شِفَائِيَا
( {وَحَوائجُ غيرُ قِيَاسِيَ) ، وَهُوَ رأْي الأَكثَرِ (أَو
مُوَلَّدَةٌ) ، وَكَانَ الأَصمعيّ يُنكرِه وَيَقُول: هُوَ مُوَلَّدٌ،
قَالَ الجَوهريّ، وانما أَنكَره بخُروجه عَن الْقيَاس، وإِلاّ فَهُوَ
فِي كَثيرٍ من كلامِ الْعَرَب، وينشد:
نَهَارُ المَرْءِ أَمْثَلُ حِينَ تُقْضَى
} حَوَائجُهُ مِنَ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ
(أَوْ كَأَنَّهمْ جَمَعُوا {حَائِجَةً) ، وَلم يُنْطَقْ بِهِ قَالَ
ابْن بَرِّيّ، كَمَا زَعمه النّحويُّونَ، قَالَ: وذَكر بعضُهم أَنه
سُمعَ حائجةٌ لُغَةً فِي الحاجَة، قَالَ: وأَمّا قولُه: إِنّه مُولَّد،
فإِنه خَطأٌ مِنْهُ، لأَنَّهُ قد جاءَ ذالك فِي حديثِ سيِّدِنا رسولِ
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي أَشعارِ العربِ الفُصحاءِ.
فممّا جاءَ فِي الحَدِيث، مَا رُوِيَ عَن ابنِ عُمَرَ أَنّ رسولَ الله
صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال (إِن لله عِباداً خَلَقَهم} لحَوائِجِ
النَّاسِ، يَفْزَعُ الناسُ إِلَيْهِم فِي {حوائِجهم، أُولئكَ
الآمِنُونَ يَوْم القِيامةِ) وَفِي الحَدِيث أَيضاً أَنّ رسولَ الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (اطْلُبُوا} الحَوَائِجَ عِنْدَ حِسَان
(5/496)
الوُجوهِ) وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(اسْتَعِنيوا علَى نَجاحِ الحَوائجِ بالكِتْمَانِ لَهَا) .
وَمِمَّا جاءَ فِي أَشعارِ الفُصحاءِ قَول أَبي سَلَمَةَ المُحارِبِيّ:
ثَمَمْتُ حَوَائجِي وَوَذَأْتُ بِشْراً
فَبِئْسَ مُعَرِّسُ الرَّكْبِ السِّغَابِ
وَقَالَ الشمّاخ:
تَقَطَّعُ بَيْنَنَا {الحَاجَاتُ إِلاَّ
} حَوَائِجَ يَعْتَسِفْنَ مَعَ الجَرِىءِ
وَقَالَ الأَعشى:
النَّاسُ حَوْلَ قِبَابِهِ
أَهْلُ الحَوائِجِ والمَسَائِلْ
وَقَالَ الفَرزدق:
وَلِي بِبِلادِ الِّنْدِ عِنْدَ أَمِيرِهَا
{حَوائجُ جَمَّاتٌ وعِنْدِي ثَوَابُهَا
وَقَالَ هِيمَانُ بنُ قُحَافَةَ:
حَتَّى إِذَا مَا قَضَتِ} الحَوَائِجَا
ومَلأَتْ حُلاَّبُها الخَلاَنِجَا
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَكنت قد سُئلِت عَن قَوْله الشيخِ الرَّئِيس أَبي
مُحَمَّد القَاسِمِ بن عليَ الحَرِيرِيّ فِي كتابِه دُرَّة الغَوّاص:
إِن لَفظةَ حَوَائجَ ممّا توهّمَ فِي استعمالِها الخَوَاصّ، وَقَالَ
الحَريريّ: لم أَسمع شَاهدا على تَصحيح لفظةِ حَوائجَ إِلاَّ بَيْتا
وَاحِدًا لبدِيع الزّمانِ، وَقد غَلِطَ فِيهِ، وَهُوَ قَوْله:
فَسِيَّانِ بَيْتُ العَنْكَبُوتِ وحَوْسَقٌ
رَفِيعٌ إِذا لمْ تُقْضَ فِيه الحَوَائجُ
فأَكثرْتُ الاستشهادَ بشعْرِ العَربِ والحَدِيث، وَقد أَنشدَ أَبو عمرٍ
وبنُ العلاءِ أَيضاً:
صَرِيعَيْ مُدَامغ مَا يُفَرِّقُ بَيْنَنَا
حوَائجُ مِنْ إِلْقَاحِ مَالٍ وَلَا نَخْلِ
وأَنشد ابْن الأَعرابيّ أَيضاً:
مَنْ عَفَّ خَفَّ عَلَى الوُجوهِ لِقَاؤُه
وأَخُو الحَوائجِ وَجْهُهُ مَبذُولُ
(5/497)
وأَنشد ابنُ خَالَوَيه:
خَلِيلِيَّ إِنْ قَامَ الهَوَى فَاقْعَدَا بِهِ
لَعَنَّا نُقْضِّي مِنْ {حَوائِجِنا رَمَّا
قَالَ: وممّا يَزِيد ذالك إِيضاحاً مَا قَالَه العُلماءُ، قَالَ
الخليلُ فِي الْعين فِي فصل (رَاح) : يُقَال: يَوْمٌ رَاحٌ.
و (كَبْش ضافٌ) عَلَى التخفيفِ مِ رائحٍ (وضائفٍ) بِطرْح الهمزةِ وكما
خَفَّفُوا الحَاجَةَ مِن الحائِجة، أَلاَ تَرَاهم جَمعوهَا على
حَوائِجَ، فأَثبَت صِحَّةَ حَوَائج، وأَنها من كلامِ العَربِ وأَن
حَاجَةً مَحْذُوفَةٌ من جائحةٍ، وإِن كَانَ لمْ يُنْطَق بهَا عِنْدَهم،
قَالَ: وكذالك ذَكَرَها عُثْمَانُ بنُ جِنّى فِي كِتَابه اللّمع، وَحكى
المُهَلَّبِيّ عَن ابْن فُرَيْد أَنه قَالَ: حاجَةٌ وحائِجةٌ، وكذالك
حَتَّى عَن أَبي عَمْرِو بنِ العَلاءِ أَنه يُقَال: فِي نَفْسِي
حاجَةٌ، وحَائجَةٌ وحَوْجَاءُ، وَالْجمع حَاجَاتٌ وحَوَائِجُ وحَاجٌ
وحِوَجٌ، وذَكَر ابنُ السّكّيت فِي كتابِه الأَلفافظ: بَاب الحَوائِجِ،
يُقَال فِي جمعِ حَاجَةٍ} حَاجَات {وحاجٌ} وحِوَجٌ {وحَوَائِجُ.
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي كِتَابه فِيمَا جَاءَ فِيهِ تَفَعَّلَ
واستفعلَ بِمَعْنى: يُقَال: تَنَجَّزَ فلانٌ} حَوَائجهُ واستَنْجَزَ
حَوائجَهُ) .
وَذهب قومٌ مِن أَهلِ اللُّغَةِ إِلى أَن حَوائجَ يَجوزُ أَن يكونَ
جَمْعَ {حَوْجاءَ وقِيَاسُها حَوَاج مثل صَحارٍ ثمَّ قُدِّمت الياءُ
على الجيمِ فصارَ حَوائِجَ، والمَقْلُوبُ فِي كلامِ العَرَبِ كثيرٌ
والعربُ تَقول: بُدَاءَاتُ} حَوَائِجِكَ، فِي كَثِيرٍ من كلامِهم،
وَكَثِيرًا مَا يَقُول ابنُ السِّكّيت: إِنهم كَانُوا يَقْضُون!
حَوائِجَهم فِي البَسَاتِينِ والرَّاحَات، وإِنما غَلَّطَ الأَصمعيَّ
فِي هاذا اللَّفْظَة كَمَا حُكِيَ عَنهُ، حَتَّى جَعَلَها مُوَلَّدَة،
كَوْنُها خَارِجَةً عَن القياسِ، لأَنّ مَا كَانَ عَلَى مِثْلِ
الحَاجَةِ مِثْل غَارَة وحَارَةِ، لَا يُجْمَع على غَوَائِرَ
وحَوَائِرَ، فَقطع بِذالك على أَنّها مُوَلَّدةٌ غيرُ فَصِيحَة، على
أَنه قد حَكَى الرَّقَاشي والسِّجْسْتَانيُّ، عَن عبد الرَّحمان
(5/498)
عَن الأَصمعيّ أَنه رَجَعَ عَن هاذا
القَوْل وإِنما هُوَ شَيءٌ كانَ عَرَضَ لَهُ من غير بَحْثٍ وَلَا
نَظَرٍ، قَالَ: وهاذا الأَشْبهُ بِه، لأَن مِثلَه لَا يَجْهَلُ ذالك
إِذْ كَانَ مَوْجُوداً فِي كلامِ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وكلامِ العربِ الفُصْحَاءِ، وكأَنّ الحَرِيريّ لم يَمُرَّ بِهِ إِلاَّ
القَولُ الأَوّلُ عَن الأَصمعيّ دونَ الثَّانِي، وَالله أَعلم. انْتهى
من لِسَان الْعَرَب، وَقد أَخذَه شيخُنَا بِعَيْنِه فِي الشَّرْح.
( {والحَاجُ: شَوْكٌ) ، أَورَدَهُ الجَوْهريّ هُنَا، وتَبعه المصنّف،
وأَورده ابنُ منظورٍ وغيرُ فِي حيج، كَمَا سيأْتي بيانُه هُنَاكَ.
(} وحَوَّجَ بِهِ عَن الطَّرِيق {تَحْوِيجاً: عَوَّجَ) ، كأَنّ الحاءَ
لُغَةٌ فِي الْعين.
(و) يُقَال (مَا فِي صَدْرِي} حَوْجَاءُ وَلَا لوْجاءُ) و (لَا
مِرْيَةٌ وَلَا شَكٌّ) ، بِمَعْنى واحِدٍ، عَن ثَعْلَب، وَيُقَال:
لَيْسَ فِي أَمْرِك {حُوَيْجَاءُ وَلَا لُوَيْجَاءُ وَلَا رُوَيْغَة.
(و) عَن اللِّحْيانيّ: (مالِي فِيهِ حَوْجَاءُ وَلَا حُوَيْجَاءُ وَلَا
لُوَيْجَاءُ، أَي حاجَةٌ) وَمَا بَقِيَ فِي صَدره حَوْجَاءُ وَلَا
لَوْجَاءُ إِلاَّ قَضَاهَا، قَالَ قَيْسُ بن رِفَاعَةَ:
مَنْ كَانَ فِي نَفْسِهِ حَوْجَاءُ يَطْلُبُهَا
عِنْدِي فإِني لَهُ رَهْنٌ بِإِصْحارِ
(و) يُقَال: (كَلَّمْتُه رَدَّ) عَلَيَّ (حَوْجَاءَ وَلَا لَوْجَاءَ،
أَي) مارَدَّ عَلَيَّ (كَلمةً قَبيحةً وَلَا حَسَنَةً) ، وهاذا
كَقَوْلِهِم: فَمَا رَدَّ علَيَّ سَوْدَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ.
(و) يُقَال: (خُذْ} حُوَيْجَاءَ مِن الأَرْضِ، أَي طَرِيقاً مُخَالفاً
مُلْتَوِياً) .
( {وحَوَّجْتُ لَهُ) تَحوِيحاً (: تَرَكْتُ طَرِيقي فِي هَواهُ) .
(} واحْتَاجَ إِليه:) افْتَقَرَ، و (: انْعَاجَ) و (ذُو الحَاجَتَيْنِ)
لَقَبُ (مُحَمَّد بن إِبراهِيمَ بنِ مُنْقذٍ) ، وَهُوَ (أَوَّلُ مَنْ
بَايَعَ) أَبا العَبَّاسِ عبدَ الله العَبّاسيَّ (السَّفَّاحَ) ،
وَهُوَ أَوَّلُ العَبَّاسِيِّينَ.
وَمِمَّا سيتدرك عَلَيْهِ:
(5/499)
{حاجَةٌ} حائِجَةٌ، على المُبَالغةِ،
وَقَالُوا: حَاجَةٌ حَوْجَاءُ.
{والمُحْوِجُ: المُعْدِمُ، من قَوْمٍ} مَحَاوِيجَ، قَالَ ابنُ سِيدَه:
وَعِنْدِي أَن مَحَاوِيجَ إِنما هُوَ جمعُ {مِحْوَاجٍ إِن كَانَ قِيلَ،
وإِلاّ فَلَا وَجْهَ للواو.
وأَحْوَجَه إِلى غَيره.
وأَحْوَجَ أَيضاً: احتاجَ.
وَفِي الحَدِيث (قَالَ لَهُ رجلٌ: يَا رَسُولَ الله، مَا تَرَكْتُ مِن
حاجَةٍ وَلَا دَاجَةٍ إِلاّ أَتَيْتُ) أَي مَا تَرَكْتُ شَيْئا من
الْمعاصِي ودَعتْنِي إِليه نَفْسي إِلاّ وَقد رَكِبْتُه. ودَاجَةٌ
إِتباعٌ لحاجَة، والأَلفُ فِيهَا مُنْقَلِبَةٌ عَن الْوَاو.
وحكَى الفارِسيُّ عَن ابْن دُرَيْد: حُجْ حُجَيَّاكَ. قَالَ: كأَنَّه
مقلوبُ موضعِ اللامِ إِلى العَيْنِ.
قَالَ شَيخنَا: وبَقيَ عَلَيْهِ وعَلى الجَوْهَريّ التنّبيهُ عَلى
أَنّ} أَحْوَجَ {وأَحْوَجْتُه على خِلاف القِيَاس فِي وُرُوده غير
معتلَ، نَظير:
صَدَدْتِ فَاطْوَلْتِ الصُّدُودَ
الْبَيْت، وَكَانَ الْقيَاس الإِعلال، كأَطاعَ وأَقامَ، فَفِيهِ أَنه
وَردَ من بَاب فَعلَ وأَفعَل بِمَعْنى، وأَنه استُعْمِلَ صَحِيحا
وقياسُه الإِعلال.
حيج
: (} حَاجَ {يَحِيجُ) } حَيْجاً ( {كحَاجَ يَحُوجُ) حَوْجاً، إِذا
افْتقر، عَن كُرَاع واللِّحْيَانيّ، وَهِي نادرةٌ، لأَن أَلفَ الحاجةِ
واوٌ، فَحكمه حُجْتُ، كَمَا حَكَى أَهلُ اللُّغةِ، قَالَ ابنُ سِيدَهْ:
وَلَوْلَا} حَيْجاً لقُلْت إِن حِجْتُ فعِلت، وإِنه من الْوَاو، كَمَا
ذهب إِليه سِيبَوَيْهٍ فِي طِحْتُ.
( {وأَحْيَجَتِ الأَرْضُ) ، على خِلاف القِيَاسِ، كأَحْوَجَ، (وَ)
كَانَ الْقيَاس (} أَحَاجَتْ) بالإِدال والإِعلال، وَقد ورَد كذالك
أَيضاً (: أَنْبَتَت الحَاجَ) أَو كَثُرَ بهَا الحَاجُ، (أَي الشَّوْك)
. واحدتُه! حاجَةٌ، وإِن أَغفلَه المصنّفُ، وَقيل: هُوَ نَبْتٌ مِن
الحَمْضِ. وَفِي
(5/500)
الحَدِيث (أَنه قَالَ لرجُلٍ شَكَا إِليه الحَاجَة: انطلِقْ إِلى هاذا
الْوَادي وَلَا تَدَعْ حَاجَاً وَلَا حَطَباً. وَلَا تَأْتِني خَمْسَةَ
عَشَرَ يَوْماً) قَالَ ابْن سِيدَهْ: الحَاجُ: ضَرْبٌ من الشَّوْكِ،
وَهُوَ الكَبَرُ، وَقيل: نَبْتٌ غيرُ الكَبَرِ، وَقيل: هُوَ شَجَرٌ،
وَقَالَ أَبو حَنِيفةَ: الحاجُ مِمَّا تَدُوم خُضْرَتُه وتَذْهَبُ
عُرُوقُه فِي الأَرِض مَذْهَباً بَعِيداً، ويُتَدَاوَى بِطَبِيخِه،
وَله وَرَقٌ دِقَاقٌ طِوَالٌ، كأَنَّه مُسَاوٍ، للشَّوْك فِي
الكَثْرَة.
(وتَصْغِيرُه! حُيَيْجُ) ، عه الكسائيّ (فَهُوَ) إِذاً (يَائيٌّ) ،
وَالْكَسْر فِي مِثله لُغَةٌ فَصِيحةٌ، والجَوْهَريّ ذَكَره فِي الواوِ
كَمَا أَشرنا إِليه آنِفا، وَتَبعهُ هُنَاكَ المصنِّف. |