تاج العروس

(فصل الطّاء) مَعَ الْحَاء)
طبح
: (المُطَبَّح، كمُعَظَّم: السَّمينُ) ، عَن كُراع.

(6/572)


طحح
: ( {الطَّحّ: البَسْطُ) .} طَحَّه {يَطُحُّه} طَحًّا: إِذا بَسَطَه {فانْطَحَّ. قَالَ:
قد رَكِبتْ مُنْبسِطاً} مُنْطَحَّا
تَحْسِبَهُ تحْتَ المِلْحَا
(و) الطَّحّ: (أَنْ تَسْحَجَ الشيْءَ بعَقِبِك) ، أَو أَن تَضَع عَقِبَكَ على شيْءٍ ثمَّ تَسْحَجه. قَالَ الكِسائيّ: {طَحّانُ: فَعْلانُ من} الطَّحِّ، مُلْحَقٌ بِبَاب فَهْلان وفَعْلَى، وَهُوَ السَّحْج.
( {وطَحْطَحَ) الشّيْءَ، إِذا (كَسَرَه) إِهلاكاً. (و) } طحْطحَه: إِذا (فرَّقَ) هُ. قَالَ اللّيث: {الطَّحْطَحة: تَفْرِيقُ الشيْءِ إِهلاكاً، وأَنشد:
فيُمْسِي نابِذاً سُلْطَانَ قَسْرٍ
كضَوْءِ الشَّمْسِ} طَحْطَحَه الغُرُوبُ
ويُروَى: طَخْطَخَه، بالخاءِ. (و) طَحْطَحَ بهم {طَحْطَحةً} وطِحْطَاحاً، بِكَسْر الطّاءِ، إِذا (بَدَّدَ) هُمْ (إِهْلاكاً. و) روَى أَبو العبّاس عَن عَمْرو عَن أَبيه قَالَ: يُقَال: {طَحْطَحَ فِي ضَحِكِه، إِذا (ضَحِك ضَحِكاً دُوناً) مثلِ طَخْطَخَ وطَهْطه وكَتْكَتَ وكَدْكَدَ وكَرْكَرَ.
(وَمَا عَلَيْهِ} طحْطِحةٌ، بِالْكَسْرِ، أَي شيْءٌ) كَمَا تَقول: طِحْرِيَةٌ؛ عَن اللِّحْيانيّ. (أَبو) مَا على رأْسه {طِحْطِحةٌ، أَي (شَعرٌ) ؛ عَن أَبي زيد.
(} وأَطَحَّه) ، بتَشْديد الطّاءِ: (أَسْقَطَه ورَمَاهُ) .
( {والطَّحْطَاحُ) ، بِالْفَتْح (: الأَسَدُ) ، من ذَلِك.
(} والطُّحُحُ، بضمّتين: المَساحِج) ؛ عَن ابْن الأَعرابيّ.
( {وانْطَحَّ) الشَّيْءُ: (انْبَسَطَ) . وَقد طَحَّه طحَّا.
(} والمِطَحَّة، كمِذَبَّة: مُؤَخَّرُ ظِلْفِ الشّاةِ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ. وتحتَ الظِّلْفِ فِي موضِعِ! المِطَحَّة عُظَيمٌ كالفَلَكة، (أَو) هِيَ (هَنعةٌ كالفَلَكَةِ فِي رِجْلِها تَسْحَجُ بهَا الأَرضَ) ، قَالَه أَحمدُ بن يحيى؛ كَذَا فِي (اللّسان) .

(6/573)


طرح
: (طَرَحَه وَبِه، كمنعَ) ، يَطْرَحُه طَرْحاً: (رَماه، وأَبعدَه) ، قَالَه ابْن سَيّده، كاطَّرَحه) ، بتَشْديد الطّاءِ، من بَاب الافتعال، (وطَرَّحَه) تَطْرِيحاً، أَنشد ثَعْلَب:
تَنَحَّ يَا عَسِيفُ عَن مَقامِها
وطَرِّحِ الدَّلْوَ إِلى غُلامِها
وَقَالَ الجوهريّ والزمخشريّ: طَرَّحَه تَطْرِيحاً: أَكْثَرَ من طَرْحِه.
(والطَّرْحَ، بِالْكَسْرِ، و) الطُّرَّح (كقُبَّرٍ والطَّرِيحُ) كأَمِيرٍ (: المَطْروح) لَا حاجةَ لأَحدٍ فِيهِ. وَفِي الأَساس: شيءٌ طُرَّحٌ: مطروحٌ.
(و) لَو باتَ مَتَاعُك طُرْحاً مَا أُخِذَ.
(و) من الْمجَاز: دِيَارٌ طَوَارِحُ، أَي بَعيدَة.
و (الطَّرَحُ، محرّكةً) : البُعْد، و (المكانُ البَعيدُ، كالطَّرُوح) ، كصَبُورِ. يُقَال: عُقْبَةٌ طَرُوحٌ. (و) مثله (الطَّرَاحُ) كسَحَابٍ. (نيَّةٌ طَرَحٌ) ، محرَّكةً (: بعيدَة) ، هاذه عبارةُ التّهديبِ. وَفِي غيرِه: نِيَّةٌ طَرُوحٍ، كصَبورٍ.
(و) من الْمجَاز: قَوْسٌ طَرُوحٌ. (الطَّرُوحُ من القِسِيِّ: الضَّرُوحُ) ، أَي شديدةُ الحَفْزِ للسَّهْم. وَقيل قَوْسٌ طَرُوحٌ: بعيدةُ مَوْقِعِ السَّهْمِ، يبعُدُ ذَهابُ سَهْمِها. قَالَ أَبو حَنيفَةَ: هِيَ أَبْعَدُ القيَاسِ مَوْقِعَ سَهْم. قَالَ: تَقول: طَرُوحٌ مَرُوح، تُعْجِلُ الظَّبِيَ أَن يَرُوح، وأَنشد:
وسِتِّينَ سَهْماً صِيغَةً يَثْرَبِيَّةً
وقَوْساً طَرُوحَ النَّبْلِ غَيرَ لَبَاثِ
(و) الطَّرُوحُ (من النَّخْل: الطَّويلةُ العَرَاجِينِ) . وَقيل: نَخْلَةٌ طَرُوحٌ: بَعِيدَةُ الأَعْلَى من الأَسْفَلِ، والجَمْع طُرُحٌ، بضمّتين. (و) من الْمجَاز: الطَّرُوحُ: (الرَّجُلُ الّذِي إِذا جَامَعَ أَحْبَلَ) . وَمن ذالك قَول أَعرابيّة: إِنّ زَوْجي لَطَروحٌ؛ رَوَاهُ الأَزهريّ عَن اللِّحيانيّ.
(و) من الْمجَاز: (طَرَّحَ) الشَّيْءَ تَطْريحاً: طَوَّلَه. وَقيل: رَفَعَه

(6/574)


وأَعْلاَه. وخَصَّ بعضُهم بِهِ البنَاءَ، فَقَالَ: طَرَّحَ (بَناءَه تَطْريحاً) ، إِذا (طَوَّلَه) جِدًّا، قَالَ الجوهريّ: (كطَرْمَحَه) ، وَالْمِيم زَائِدَة.
(وسَنَامٌ إِطْرِيحٌ) بِالْكَسْرِ: (طَويلٌ) مائلٌ فِي أَحَد شِقَّيْه. وَمِنْه قَولُ تِلك الأَعْرَابيَّةِ شَجَرةُ أَبِي الإِسْليح، رَغْوة وصَرِيح، وسَنامٌ إِطْريح. حَكَاهُ أَبو حَنيفَةَ، وَهُوَ الّذي ذَهَبَ طَرْحاً، بِسُكُون الرّاءِ، وَلم يُفسِّره، وأَظنُّه طَرَحاً، أَي بُعْداً، لأَنه إِذا طالَ تَباعَدَ أَعْلاَه من مَرْكزِه؛ كَذَا فِي (اللّسان) .
(و) من الْمجَاز: (طَرْفٌ مِطْرَحٌ كمِنْبر: بعيدُ النَّظَر) ، كطَرِيح.
واطْرَحْ: انْظُرْ، من ذالك.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: (رُمْحٌ مِطْرَحٌ) كمِنْبَر: (طَوِيلٌ. وفَحْلٌ) مِطْرَحٌ: (بَعِيدُ مَوْقِعِ الماءِ من) ، وَفِي نُسْخَة: فِي (الرَّحِم) .
(وطَرِحَ الرَّجُلُ كفَرِحَ: ساءَ خُلُقُه) ، عَن ابْن الأَعرابيّ: (و) طَرِحَ، إِذا (تَنَعَّمَ تَنَعُّماً واسِعاً) .
(و) رأَيْت عَلَيْهِ طَرْحَةً مَلِيحةً. (الطَّرْحَةُ: الطَّيْلَسانُ) .
(و) التَّطّرِيح: بُعْدُ قَدْرِ الفَرسِ إِذا عَدَا.
يُقَال: (مَشَى مُتَطَرَحاً) ، أَي متساقِطاً (كمَشْيِ ذِي الكَلاَل) والضَّعْف.
(وسَمَّوْا طَرَاحاً) ، كسَحعابَ هاكذا عندنَا، وَفِي أُخْرَى: كشدَّاد (ومَطْرُوحاً، ومُطَرَّحاً كمُعَظَّم، وطُرَيْحاً كزُبَيْر) .
(و) يُقَال: (سَيْرٌ طُرَاحِيٌّ، بالضّمّ) أَي: (بعيدٌ) . وَقيل: شَدِيدٌ. وأَنشد الأَصمعيّ لمُزاحِمٍ العُقَيليّ:
بسَيْرٍ طُرَاحِيَ تَرَى من نَجَائه
جُلُودَ المَهْارَى بالنَّدَى الجَوْنِ تَنْبعُ
(و) من الْمجَاز: (مُطَارَحَةٌ الكلامِ) : وَهُوَ (م) ، أَي معروفٌ. يُقَال: طَرَحَ عَلَيْهِ المسأَلةَ، إِذا أَلْقَاهَا، قَالَ ابْن سَيّده: وأُراه مُوَلَّداً.
والأُطْرُوحَة: المسأَلة تَطْرَحُها.
(وطَرْحانُ) ، بِالْفَتْح (: ع قُرْبَ

(6/575)


الصَّيْمَرَة) ، بنواحِي البَصرةِ،
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
طَرَحَ لَهُ الوِسادَةَ: أَلْقاها، وطَرَحُوا لَهُم المَطَارِحَ: المَفَارِشَ، الْوَاحِد مطْرَحٌ كمفْرَش. وَمن المَجَاز: مَا طَرَحَكَ إِلى هاذه الْبِلَاد، وَمَا طَرَحَك هاذا المَطْرَحَ: مَا أَوْقَعَكَ فِيمَا أَنت فِيهِ.
وتَطارَحُوا: أَلقَى بعضُهم المَسائلَ على بَعْضِ.
وطَرَحَتْ بِهِ النَّوَى كُلَّ مَطْرَحٍ، إِذا نَأَتْ بِه. وطَرَحَ بِهِ الدَّهْرُ كلَّ مِطْرَحٍ: إِذا نَأَى عَن أَهْلِه وعَشيرتِه.
واطَّرِحْ هاذا الحَدِيثَ.
وقَوْلٌ مُطَّرَحٌ: لَا يُلتفَت إِليه.
وإِبل مَطارِحُ: سِراعٌ.
وأَصابه زَمَنٌ طَرُوحٌ: يَرْمِي بأَهْله المَرامِيَ.

طرشح
: (الطَّرْشَحَة: الاسْتِرْخاءُ. وضَربَه حتّى طَرْشَحَه) . قَالَ أَبو زيد: هاذا الْحَرْف فِي كتاب (الجمهرةِ) لِابْنِ دُرَيْد مَعَ غَيره، وَمَا وَجدْتُه لأَحد من الثّقات، وينبغِي للناظِر أَن يَفْحَص. فَمَا وَجَدَه لإِمامٍ مَوثوقٍ بِهِ أَلْحَقَه بالرُّباعيّ، وَمَا لم يَجِدْه لِثِقة كَانَ مِنْهُ على رِيبةٍ وحَذَرٍ؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) .

طرمح
: (الطُّرْمُوح، كزُنْبُور: الطَّويلُ) كالطِّرِمّاح والطُّرْحُومِ. قَالَ ابْن دُريد: أَحْسَبه مقلبواً. (وكسِنِمّارٍ) ، فِي بني فُلانٍ: (: العالِي النَّسَبِ المَشهورِ) المرتَفِعِ الذِّكْر، وَهُوَ أَيضاً الطَّوِيلُ. وأَنشدوا:
مُعْتَدِل الهادِي طِرِمّاح العَصَبْ
وَلَا يَكاد يوجَد فِي الكلامِ على مِثال: (فِعِلاّل) إِلاّ هاذا، وَقَوْلهمْ: السِّجِلاّط: لضَرْبٍ من النّبَات، وَقيل: هُوَ بالرُّوميّة سِجِلاّطُس، وَقَالُوا: سِنِمّار، وَهُوَ أَعْجَميّ أَيضاً. (و) الطِّرِمّاح (الطامِحُ فِي الأَمرِ) ، قَالَ أَبو زيد: إِنك لَطِرِمّاحٌ. وإِنهما لطِرِمّاحَانِ، وَذَاكَ إِذا طَمَحَ فِي الأَمْرِ. وَعَن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابيّ: الطِّرِمّاحُ:

(6/576)


هُوَ الرَّافعُ رأْسَه زَهْواً. وَقد حصلَ من شَيخنَا هُنَا تَصْحِيف أَعرَضنا عَن ذِكْره.
(و) الطِّرْمّاح (بن الجَهْمِ) ، وَفِي نُسخةِ: أَبو الجَهْم: (الشَّاعر، و) شاعِرٌ (آخَرُ) . الْمَشْهُور بهاذا الاسمِ هُوَ الطِّرِمّاح بن حَكِيمٍ، يُكْنَى أَبا ضَبَّة، وَيُقَال: اسْمه حَكَمُ بن حَكِيمِ، وُلِدَ بالشّام، وانتقَل إِلى الكُوفَة. قَالَ الجاحظ: كَانَ يُؤدِّبُ الأَطفالَ، فَيخْرجُونَ من عِنْده كأَنّما جالَسُوا العلماءَ.
(والطَّرْمَح: البعيدُ الخَطْوِ) ، وَالْمِيم زائدةٌ على مَا ذَهَب إِليه ابْن القَطّاع.
(والطَّرّمَحَانِيَّة: التَّكبُّر) . ومِشْيَةٌ طَرْمَحَانِيّة، إِذا كَان فِيهَا زَهْوٌ.
(وطَرْمَحَ بِنَاءَه: طَوَّلَه) وعَلاَّه ورَفَعَه. فِي (الصّحاح) : وَالْمِيم زائدةٌ. وَقَالَ يَصِف إِبلاً مَلأَها شَحْماً عُشْبُ أَرضٍ نَبَتَ بنَوْءِ الأَسَدِ:
طَرْمَحَ أَقْطَارَهَا أَحْوَى لِوَالِدةٍ
صَحْماءَ والفَحْلُ للضِّرْغَامِ يَنْتَسِبُ
وَمِنْه سُمِّيَ الطِّرِمّاح بن حَكِيمٍ، انتهَى. قلت: هُوَ فِي مَعَاني الشِّعر للأُشْنانْدَانيّ، لم يُسمِّ قائلَه، وَبعده:
فلِلنَّدَى المُتَوَلِّي شَطْرُ مَا حَمَلَتْ
ولِلَّذِي هِيَ فِيهِ عانِكٌ عَجَبُ
وقولُه: (صَحْمَاءَ) ، هاكذا رَوَاه ابنُ القَطّاع، والصَّوَاب: طَحْمَاءَ: أَي سَوْدَاءَ، يَعْنِي الَّحَابَة؛ كَذَا فِي هَامِش نُسخة (الصّحاح) .

طفح
: (طَفَحَ الإِناءُ، كَمَنَع) ، والنَّهرُ، يَطْفَحُ (طَفْحاً وطُفُوحاً: امتلأَ وارْتَفَع) حتّى يَفِيض.
ونهرٌ وحَوْضٌ طافِحٌ.
(وطَفَحَه) طَفْحاً، (وطَفَّحَه)

(6/577)


تَطْفيحاً، (وأَطْفَحَه) : مَلأَه حتّى ارْتَفع.
وطَفَحَ عَقْلُه: ارتفعَ.
ورأَيتُه طافِحاً، أَي ممتلِئاً. وَفِي (التّهذيب) عَن أَبي عُبيد: الطافِحُ والدِّهَاقُ والملآنُ، واحدٌ. قَالَ: والطافحُ: الممتلِىءُ المرتفعُ. (وَمِنْه) قيل: (سَكْرانُ طافَحٌ) ، أَي أَنّ الشَّرَاب قد ملأَه حتّى ارتَفعَ، وَهُوَ مَجاز. وَيُقَال: طَفَحَ السَّكرانُ فَهُوَ طافحٌ، أَي ملأَه الشَّرَابُ. وَقَالَ الأَزهريّ: يُقَال للّذِي يَشرَبُ الخَمْر حتّى يَمتَلىءَ سُكْراً: طافِحٌ.
(والمِطْفَحَةُ) ، بِالْكَسْرِ: (مِغُرفةٌ) وَهُوَ كِفْكِير بالفارِسيّة، (تأْخُذ طُفاحةَ القِدْرِ) ، بالضّمّ، (أَي زَبَدها) .
وَفِي (الصّحاح) : الطُّفَاحة: مَا طَفَحَ فوْقَ الشيءِ كَزبَدِ القِدْرِ. وَفِي (اللِّسَان) : وكلُّ مَا علاَ: طُفاحَةٌ، كَزَبدِ القِدْر وَمَا علاَ مِنْهَا.
(وَقد اطَّفَحَ القِدْر كافْتَعلَ) : أَخَذَ طُفَاحَتَهَا.
(وإِناءٌ طَفْحانُ) : مَلآنُ (يفِيضُ مِن جَوَانبِه) الماءُ.
(وقَصْعَةٌ طفْحَى) : مَلآنَةٌ.
(و) من الْمجَاز: (نَاقَةٌ طَفّاحَةُ القوائِم) ، أَي (سريعتُها) . وَقَالَ ابْن أَحْمرَ:
طَفّاحةُ الرِّجْلَيْنِ مَيْلعَةٌ
سُرُحُ المِلاطِ بعيدةُ القَدْرِ
(و) فِي (التّهذيب) فِي تَرْجَمَة طحف: وَفِي الحَدِيث: (من قَالَ كَذَا وَكَذَا غُفِرَ لَهُ وإِنْ كَانَ عَلَيْهِ (طِفَاحُ الأَرضِ) ذُنُوباً) ، (بِالْكَسْرِ) ، أَي (مِلْؤُها، أَي أَن تمتلِىءَ حَتَّى تَطْفَح) ، أَي تفيض. قيل: وَمِنْه أُخِطَ طُفَاحَة القِدْرِ.
(و) من المَجَاز: (طفَحَتْ كمَنَعَ بالولَد وَلَدَتْه لِتمَامٍ) . وَفِي (الأَساس) : فاضَتْ وأَكْثَرَتْ. (و)

(6/578)


طَفَحَت (الرِّيحُ القُطْنَة) ونَحْوَهَا، إِذا (سَطَعَتْ بهَا) ؛ كَذَا نصُّ (الصّحاح) .
(و) يُقَال: (اطْفَحْ عنّي) ، أَي (اذْهَبْ) .
(والطَّافِحَةُ: اليَابِسَةُ، وَمِنْه) قَوْلهم: (رُكْبَةٌ طافِحَةٌ: للّتي لَا يَقْدِر صاحِبُهَا أَن يَقْبِضَها) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
عَن الأْصمعيّ: الطّافِح: الّذِي يَعْدُو: وَقد طَفَحَ يَطْفَح: إِذا عَدَا. وَقَالَ المُتَنَخِّل يَصف المُنْهزِمين:
كانُوا نَعائِمَ حَفّانٍ مُنفَّرَةً
مُعْطَ الحُلوقِ إِذا مَا أُدْرِكُوا طَفَحُوا
أَي ذَهَبُوا فِي الأَرْضِ يَعْدُون.
وإِطْفِيحُ، كإِزْمِيل: قَرْيَة بمصْر.

طلح
: (الطَّلْح) بِفَتْح فَسُكُون: (شَجَرٌ عِظَامٌ) ، حِجَازِيّة، جَناتُها كجَنَاةِ السَّمُرَةِ. وَلها شَوْكٌ أَحْجَنُ، ومَنابِتُهَا بُطُونُ الأَوْدِيَةِ، وَهِي أَعْظَمُ العِضَاهِ شَوْكاً وأَصْلَبُهَا عُوداً وأَجْوَدُهَا صَمْغاً. وَقَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْث: الطَّلْحُ: شَجَرُ أُمِّ غَيْلاَنَ، ووَصفَه بهاذه الصِّفةِ، وَقَالَ: قَالَ ابْن شُميل: الطَّلْح: شَجرةٌ طَوِيلةٌ، لَهَا ظِلٌّ يَسْتَظِلُّ بهَا النَّاسُ والإِبلُ، ووَرَقُها قليلٌ، وَلها أَغصانٌ طِوالٌ عِظَامٌ، وَلها شَوْكٌ كثيرٌ من سُلاّءِ النَّخل، وَلها ساقٌ عَظيمة لَا تَلتقِي عَلَيْهِ يدُ الرَّجُل، وَهِي أُمّ غَيْلانَ، تَنْبُتُ فِي الجَبَل، الواحِدَة طَلْحَةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الطَّلْحُ: أَعظَمُ العِضَاهِ، وأَكْثَرُه وَرَقاً، وأَشدُّه خُضْرَةٌ، وَله شَوْكٌ ضِخَامٌ طِوَالٌ، وشَوْكُه من أَقلِّ الشَّوْكِ أَذًى، وَلَيْسَ لشَوْكته حَرَارةٌ فِي الرِّجْل، وَله بَرَمَةٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ، وَلَيْسَ فِي العِضَاهِ أَكثرُ صَمغاً مِنْهُ وَلَا أَضْخم، وَلَا يَنبُتُ إِلاّ فِي أَرضٍ غَلِيظَةٍ شَدِيدةٍ خِصْبة. واحدتها طَلْحَةٌ. وَبهَا سُمِّيَ الرَّجلُ، (كالطِّلاَح، ككِتَابٍ) ، قَالَ:
إِنّي زعيمٌ يَا نُويْ
قةُ إِنْ نجوْتِ من الزَّواحْ

(6/579)


أَنْ تَهْبطينَ بِلاَدَ قو
مٍ يَرْتَعون مِن الطِّلاحْ
وَيُقَال: إِن الطِّلاَحَ: جمْعُ طَلْحةٍ. قَالَ ابْن سَيّده: جمْعُها عِنْد سِيبَوَيْهٍ طُلهوحٌ، كصَخْرةٍ وصُخورٍ، وطِلاَحٌ، شَبَّهوه بقَصْعَة وقِصاعٍ، ويُجْمٍ ع الطَّلْح على أَطْلاح.
(وإِبلٌ طُلاحِيّةٌ) ، بِالْكَسْرِ (ويُضَمّ) ، على غير قِياسٍ، كَمَا فِي (الصّحاح) إِذا كَانَت (تَرْعاهَا) أَي الطِّلاَح. ووجدْت فِي هامِش (الصّحاح) مَا نَصُّه: طُلاَحِيّة، لُغَة فِي طِلاَحيّة، وَلَا يَنبغي أَن تكون نِسْبَةً إِلى طِلاَح جَمْعاً كَمَا قَالَ، لأَن الجمعَ إِذا نُسب إِليه رُدَّ إِلى الوَاحِدِ إِلاّ أَن يُسمَّى بِهِ شيءٌ فاعْلَمْه. (و) إِبلٌ (طَلِحةٌ، كفَرِحَة، وطَلاَحى) مثل حبَاجَى كَمَا فِي (الصّحاح) إِذا كانتْ (تَشْتَكِي بُطُونَها مِنْهَا) ، أَي من أَكْلِ الطَّلاَحِ. وَقد طَلِحَت، بِالْكَسْرِ طَلَحاً. وأَنكرَ أَبو سعيد: إِبلٌ طَلاَحَى، إِذا أَكَلَت الطَّلْحَ. قَالَ: والطَّلاَحى: هِيَ الكَالَّة المُعْيِيَة. قَالَ: وَلَا يُمْرِض الطَّلْحُ الإِبلَ، لأَنّ رَعْي الطَّلْحِ ناجعٌ فِيهَا.
(وأَرْضٌ طَلِحةٌ) ، كفَرِحة: (كَثيرتُها) ، على النَّسب. وتأْنيثُ الضَّمِير هُنَا وَفِيمَا سبقَ باعتبارِ أَنَّها شَجَرةٌ، أَو اسمُ جِنْسٍ جمْعيّ، وَيجوز فِيهِ الوَجهانِ؛ قَالَه شَيخنَا.
(و) فِي (الْمُحكم) : الطَّلْح: لُغَة فِي (الطَّلْع) بِالْعينِ، ذكره ابْن السِّكّيت فِي الإِبدال، وَهُوَ فِي (الصّحاح) . وَقَوله تَعَالَى: {وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ} (الْوَاقِعَة: 29) فُسِّر بأَنه الطَّلْع، (و) فُسِّر بأَنه (المَوْز) . قَالَ: وهاذا غير مَعْرُوف فِي اللّغة. وَفِي (التّهذِيب) قَالَ أَبو إِسحاقَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ} : جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنه شجَرُ المَوزِ، وجازَ أَن

(6/580)


يكونَ عُنِيَ بِهِ شَجَرُ أُمِّ غَيْلاَنَ، لأَنّ لَهُ نَوْراً طيِّب الرائِحَةِ جدًّا، فخُوطِبوا بِهِ، ووُعِدُوا بِمَا يُحبُّون مثلَه إِلاّ أَن فَضْلَه على مَا فِي الدُّنّيا كفَضْلِ سائرِ مَا فِي الجَّنَّة على سائرِ مَا فِي الدُّنْيا. وَقَالَ مُجاهِدٌ: أَعْجبَهُم طَلْحُ وَجًّ وحُسْنُه فَقيل هم: وطَلْح منّضُود.
(و) الطَّلْح: (الخالِي الجَوْفِ من الطَّعام) ، والّذِي فِي (الْمُحكم) : الطَّلْحُ والطَّلاَحَةُ: الإِعْيَاءُ والسُّقُوط من السَّفَر. (وَقد طُلِح كفَرِح وعُنِيَ) .
(و) الطَّلْحُ: (مَا بقِيَ فِي الحَوض من الماءِ الكَدِرِ) .
(والطَّلْحيَّة، للورقَة من القِرْطَاسِ، مُوَلَّدةٌ) .
(و) عَن ابْن السِّكّيت: (طَلَحَ البَعيرُ) كمَنَعَ يَطْلَح (طَلْحاً وطَلاَحَةً) ، بِالْفَتْح، إِذا (أَعْيا) وكَلَّ، ومِثْلُه فِي أَبي (الْمُحكم) . وَفِي (التَّهْذِيب) عَن أَبي زيد. قَالَ: إِذا أَضَرَّه الكَلاَلُ والإِعياءُ قيلَ: طَلَحَ يَطْلَح طَلْحاً.
(و) طَلَحَ (زَيْدٌ بَعيرَه: أَتْعَبه) وأَجْهَدَه، (كأَطْلَحَه وطَلَّحَه) تَطْليحاً (فيهمَا) . وَفِي (التَّهْذِيب) عَن شَمِر يُقَال: سارَ على النَّاقَةِ حَتّى طَلَحَها وطَلَّحَها.
(و) ، أَي الْبَعِير، (طَلْحٌ) ، بِالْفَتْح، (وطِلْح) ، بِالْكَسْرِ، (وطَلِيحٌ) ، كأَميرٍ، وطَلِح كَكتِف الأَخيرة فِي (اللِّسَان) (وناقةٌ طِلْحَة) ، بِالْكَسْرِ، (وطَلِيحةٌ) قَالَ شَيخنَا: الْمَعْرُوف تَجرُّدُهما من الهاءِ لأَنهما بمعنَى المفعولِ كطِحْن وقَتِيل (وطِلْحٌ) ، بِالْكَسْرِ (وطَالحٌ) ، بِالْكَسْرِ (وطَالحٌ) ، الأَخيرة عَن ابْن الأَعرابيّ. وحُكيَ عَنهُ أَيضاً: إِنه لَطَليحُ سَفَرٍ، وطِلْحُ سَفَرِ، ورَجيعُ سَفَر، ورَذِيَّةُ سَفَر، بِمَعْنى واحدٍ، وَقَالَ اللّيث. بَعيرٌ طَلِيحٌ وناقةٌ طَلِيحٌ. (و) فِي (التَّهْذِيب) : يُقَال: ناقةٌ طَليحُ أَسْفارٍ: إِذا جَهَدَها السَّيْرُ وهَزَلَها. (إِبل طُلَّحٌ، كرُكَّعٍ، وطَلائِحُ) وطَلْحَى، الأَخيرة على غير قِيَاس لأَنّهَا بمعنَى فاعلَة ولاكنها شُبِّهَت بمَرِيضَة، وَقد يُقْتاس ذالك

(6/581)


للرّجل. وَجمع الطِّلْح أَطْلاحٌ (وطِلاَح) .
(و) من كَلَام الْعَرَب: (راكبُ النَّاقَةِ طَليحانِ، أَي هُوَ والنَّاقَةُ) ، حُذِف المعطوفُ لأَمْرينِ: أَحدهما تَقدُّم ذِكْرِ النّاقَة، والشّيءُ إِذا تَقدَّمَ دَلّ على مَا هُوَ مثلُه. ومثلُه مِنْ تَقدَّمَ دَلّ على مَا هُوَ مثلُه. ومثلُه مِنْ حَذْفِ الْمَعْطُوف قَوْله عزّ وجلّ: {فَقُلْنَا اضْرِب بّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ} (الْبَقَرَة: 60) أَي فضَرَب فانْفَجَرَتْ. فَحَذَف (فَضرب) وَهُوَ مَعْطُوف على قَوْله: فَقُلنا. وكذالك قولُ التَّغْلَبيّ:
إِذَا مَا المَاءُ خالَطَهَا سَخِينَا
أَي فشَرِبْناها سَخِينَا. فإِن قلت: فهلاّ كَانَ التقديرُ على حَذْف المعطوفِ عَلَيْهِ، أَي الناقةُ وراكبُ النَّاقة طَليحانِ؟ قيل: لبُعْدِ ذالك من وَجْهَينِ: أَحدهما أَنّ الحذفَ اتِّساعٌ، والاتِّساع بابُهُ آخرُ الْكَلَام وأَوْسَطُه، لَا صَدْرُه وأَوّله، أَلاَ تَرَى أَنّ مَن اتَّسَع بِزِيَادَة كَانَ حَشْواً أَو آخرا لَا يُجِيزُها أَوّلاً؛ والآخَرُ أَنه لَو كانَ تقديرُه: (النَّاقَة ورَاكب النّاقةِ طليحانِ) لَكَانَ قد حذفَ حرّف العَطف، وبَقِي الْمَعْطُوف بِهِ، وهاذا شاذٌّ، إِنما حَكَى مِنْهُ أَبو عثمانَ: أَكلْتُ خُبزاً سَمكاً تَمْراً؛ والآخَر أَن يكون الكلامُ مَحْمُولا على حَذْف المُضَاف، أَي راكبُ النَّاقةِ أَحدُ طَلِيحَيْن، فحذَف المُضَافَ، وأَقام المضافَ إِليه مُقامَه؛ كَذَا فِي اللِّسَان. وأَمّا شيخُنا فإِنه قَالَ: هاذه من مسائلِ النَّحْوِ لَا دَخْلَ لَهَا فِي اللُّغَة. وسكَتَ على ذالك.
(و) من الْمجَاز قَوْلهم: يَلْزم لُزُمَ (الطِّلْح، بِالْكَسْرِ) ، هُوَ (القُرَادُ، كالطَّلِيحِ) ، كأَميرٍ. وعبارةُ (الصّحاح) : ورُبما قيل للقُرَاد: طِلْحٌ وطَليحٌ. (و) قيل: هُوَ (المَهْزول) ، كَذَا فِي (مُختَصَر العَيْن) للزُّبيديّ. قَالَ الطِّرِمّاح:
وقَدْ لَوَى أَنْفَه بمِشْفَرِهَا
طلْحُ قَرَائيمَ شاحبٌ جَسَدُهْ

(6/582)


وَقيل: الطِّلْح: العَظِيمُ من القِرْدَانِ. وَفِي قصيدة كَعْب بن زُهَيْر:
وجِلْدُهَا مِنْ أَطُومٍ لَا يُؤَيِّسُهُ
طِلْحٌ بِضَاحِيةِ المَتْنَيْنِ مَهزولُ
أَي لَا يُؤثّر القُرَادُ فِي جِلْدِهَا لمَلاسَتِه (و) قَول الحُطيئة:
إِذا نَامَ طِلْحٌ أَشْعَثُ الرَّأْسِ خَلْفَها
هَدَاهُ لَهَا أَنْفاسُها وزَفِيرُها
قيل: الطِّلْح هُنَا: القُرَادُ. وَقيل: (الرّاعِي المُعْيِي) . يَقُول: إِنّ هاذه الإِبلَ تَتنَفَّس من البِطْنَة تَنْفُّساً شَديداً، فَيَقُول: إِذا نامَ راعيها عَنْهَا ونَدَّتْ تَنفَّستْ فوقَعَ عَلَيْهَا وإِن بَعُدت. وَعبارَة الجوهريّ: والطِّلْح، بِالْكَسْرِ: المُعْيِي من الإِبل وغيرِهَا، يَستوِي فِيهِ الذَّكر والأُنْثَى، والجمْع أَطْلاحٌ. قَالَ الحَطيئةُ، وذكرَ إِبلاً وراعيَهَا:
إِذا نَام طُلْحٌ ... إِلخ
(و) من الْمجَاز: (هُوَ طِلْحُ مالٍ) بِالْكَسْرِ، أَي (إِزاؤُه) ، وَهُوَ اللاّزِم لَهُ ولرِعايَته كَمَا يَلْزَم الطِّلْحُ، وَهُوَ القُرادُ، كَذَا فِي (الأَساس) .
(و) من ذالك أَيضاً: هُوَ (طِلْحُ نِساءٍ) ، إِذا كَانَ (يَتْبَعُهُنَّ) كثيرا.
(و) الطَّلَحَ بِالْفَتْح، كَذَا فِي (الصّحاح) ، والصوابُ (بالتَّحريك) كَمَا للمصنّف (: النِّعْمَة) عَن أَبي عَمرٍ و، وأَنشد للأَعشى:
كمْ رَأَينا مِن مُلوكٍ هَلَكُوا
ورَأَيْنَا المَلْكَ عَمْراً بِطَلَحْ
قاعِداً يُجْبَى إِليه خَرْجُه
كلُّ مَا بَيْنَ عُمان فالمَلَحْ
قَالَ ابنَ بَرّيّ: يُرِيد بعَمرٍ وهاذا عَمْرَو بن هِنْد. (و) يُقَال: طَلَحٌ (: ع) ، وَهُوَ المُرَاد هُنَا، حكاهُ الأَزهريّ عَن ابْن السِّكِّيت. وَقَالَ غَيره: أَتى الأَعشى عَمْراً، وَكَانَ مَسكنُه بِموضع يُقَال لَهُ ذُو طَلَحْ، وَكَانَ عَمْرٌ ومَلكاً نَاعِمًا، فاجتزأَ الشّاعر

(6/583)


بذِكر طَلَح دَليلاً على النّعمَة، وعَلى طَرْح (ذِي) مِنْهُ.
(و) من الْمجَاز: طَلَح فلانٌ: فَسَدَ. وَهُوَ طالِحٌ بَيِّنُ (الطَّلاَح: ضِدّ الصّلاحِ) . وَقَالَ بَعضهم: رجلٌ طالِحٌ: أَي فاسدٌ لَا خَيْرَ فِيهِ.
(والطُّلَيْحَتَانُ طُلَيْحَةُ بنُ خُوَيْلِد) بنِ نَوْفَلِ بنِ نَضْلةَ الأَسَديّ الفَقْعَسيّ كَانَ يُعَدّ بأَلفِ فارسٍ ثمَّ تَنَبَّأَ ثمَّ أَسلَمَ وحَسُنَ إِسلامُه، (وأَخُوه) ، على التَّغْليب.
(و) روَى الأَزهريّ بسندِه عَن مُوسَى بن طَلْحةَ أَنه (سَمَّى النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَباه (طَلْحَةَ بن عُبَيْدِ الله) بن مُسافِعِ بنِ عِياضِ بن صَخْرِ بنِ عَامِرِ بن كَعْب بن سَعْدِ بن تَيْم التَّيْميّ (يومَ أُحُدٍ طَلْحَةَ الخَيْرِ) . جزمَ بِهِ كثيرٌ من أَهلِ السِّيَرَ، وَقيل: إِن هاذا فِي غَزْوة بدْر، كَمَا نقلَه السُّهَيْليّ فِي (الرّوض) ؛ (ويومَ غَزْوَةِ ذَات العُشَيْرة) مُصغَّراً (: طَلْحَةَ الفَيّاض؛ ويومَ حُنَيْن: طَلْحَةَ الجُودِ) . قَالَ شَيخنَا: ظاهرُ المصنّف أَنّ هاذه الأَلقاءَ، كلَّها لطَلْحَةَ رَضِي الله عَنهُ، وأَن مُسَمّاهَا واحدٌ. وَفِي التواريخ أَنها أَلقابٌ لَطَلَحَاتٍ آخرينَ، كَمَا سيأْتي.
(وطَلْحَةُ بن عُبَيْدِ الله بن عُثْمَانَ) بن عَمْرِو بنِ كعْبِ بن سَعْدِ بن تَيْمٍ: (صحابيٌّ تَيْميٌّ) ، كُنْيته أَبو محمّدٍ، من العَشَرةِ. قَالَ شيخُنَا ظاهرُه أَنه غيرُ الأَوّل، وصَوَّبوا أَنه هُوَ لَا غَيره. انتهَى.
قلت: والصّواب أَنه غيرُ الأَوّل، كَمَا عَرفت من أَنسابِهم. وحكَى الأَزهَرِيّ عَن ابْن الأَعرابيّ قَالَ: كَانَ يُقَال لطَلْحةَ بنِ عُبَيد الله: طَلْحَةُ الخيْر، وَكَانَ من أَجْوادِ الْعَرَب، وَمِمَّنْ قَالَ لَهُ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلميومَ أُحُد (إِنه قد أَوْجَبَ) .
(و) طَلْحَةُ (بن عُبيد الله بن خَلَفٍ) الخُزَاعيّ، كُنْيته أَبُو حَرْب، ولَقَبُه (طَلْحَةُ الطَّلحَاتِ) . ورأَيْت فِي بعضِ نُسخِ الصّحاح بخطِّ من يُوثَق بِهِ: الصَّوَابُ طَلْحةُ بنُ

(6/584)


عبد الله. قَالَ ابْن بَرّيّ: ذَكرَ ابْن الأَعرابيّ فِي طَلَحَةَ هَذَا (أَنه) إِنما سُمِّيَ طَلْحَةَ الطَّلَحَاتِ (لأَنّ أُمَّه صَفِيَّةُ بنتُ الحارثِ بن طَلْحَةَ بن أَبي طَلْحَةَ) زَاد الأَزهريّ (بن عبد مَنَاف) . قَالَ: وأَخوها أَيضاً طَلْحَةُ بنُ الْحَارِث. فقد تَكنَّفَه هؤلاءِ الطَّلَحَاتُ، كَمَا تَرَى. ومِثْلُه فِي شرحِ أَبياتِ الإِيضاح. وَفِي تَارِيخ وُلاةِ خُرَاسانَ لأَبي الحُسَيْن عليِّ بنِ أَحمدَ السَّلاميّ: سُمِّيَ بِهِ لأَنّ أُمَّه طَلحَةُ بنْت أَبي طَلْحَة. وَفِي الرِّياض النَّضِرة أَن أُمَّه صَفِيّة بنتُ عبد الله بن عَبّاد بن عَبّاد بن مَالك بن رَبِيعةَ الحَضْرَميّ، أُخت العَلاءِ بن الحَضْرَميّ، أَسلَمَتْ. وَقَالَ ابْن الأَثير: قيل: إِنه جَمعَ بَين مائةِ عَربيَ وعربيّةٍ بِالمَهْرِ والعَطَاءِ الواسِعَيْنِ، فوُلِد لكلَ مِنْهُم ولدّ، فسُمِّيَ طَلْحة، فأُضيفَ إِليهم. وَفِي (شواهِد الرَّضى) : لأَنه فاق فِي الْجُود خَمسةَ أَجواد، اسمُ كلِّ وَاحِد مِنْهُم طَلْحةُ، وهم طَلْحَةُ الخَيْرِ، وطَلْحَةُ الفَيّاضُ، وطَلْحَةُ الجُودِ، وطَلْحَةُ الدَّراهمِ، وطَلْحَةُ النَّدَى. وَقيل: كَانَ فِي أَجدادِه جمَاعَةٌ اسْم كلَ طَلْحَةُ؛ كَذَا فِي (شرْحِ المُفصّل لِابْنِ الحاجِب) . وَفِي كتاب (الغُرَر) لإِبراهِيمَ الوَطْوَاطِ: الطَّلحَاتُ ستّة: وهم طَلْحةُ بن عُبيد الله التَّيْميّ: وَهُوَ طَلْحةُ الفياضّ. وطَلحةُ بن عُمَر بن عبد الله بن مَعْمَرٍ التَّيْميّ: وَهُوَ طَلحةُ الجُود، وطلحَةُ بن عبدِ الله بن عَوْفٍ الزَّهْريّ ابْن أَخي عبد الرَّحمان بن عَوْف: وَهُوَ طَلْحَةُ النَّدَى، وطَلحةُ بن الحَسَن بن عليّ بن أَبي طالبٍ: وَهُوَ طَلْحَةُ الخَيْرِ، وطَلحةُ بنُ عبد الرحمان بن أَبي بكرٍ: ويسمَّى طَلحَةَ الدّراهمِ، وطَلحةُ بن عبد الله بن خَلَفٍ الخُزاعيّ: وَهُوَ سادسهم الْمَشْهُور بطَلْحَة الطَّلَحاتِ. قلْت: ومثلُه كَلَام ابْن بَرِّيّ. وقَبْرُ طَلْحَةِ النَّدَى بالمدينةِ، وقبرُ طَلْحَةِ

(6/585)


الطَّلحاتِ بسِجِسْتَانَ. وَفِيه يَقُول ابْن قَيْسِ الرُّقَيَّات:
رَحِمَ اللَّهُ أَعْظُماً دَفَنُوها
بسِجِسْتَانَ طَلْحَةَ الطَّلحاتِ
والنّحاة كثيرا مَا يُنشدونه فِي البَدل وغيرِه. كَانَ والياً على سِجِسْتَان من قِبَلِ سالمِ بن زيادِ بن أُميَّة والِي خُراسانَ. وَفِي (المستقصى) : قَالَ سحْبانُ وائلٍ البليغُ الْمَشْهُور فِي طَلْحةِ الطّلحاتِ:
يَا طلْحُ، أَكْرم منْ مَشَى
حسباً وأَعْطَاهُم لتالِدْ
مِنْك العطاءُ فأَعْطِني
وعَليّ مدْحُك فِي المَشاهِدْ
فحَكَّمَه، فَقَالَ: فَرسُك الوَرْدُ، وقَصْرُك بزَرنْجَ، وغُلامك الخبَّازُ، وعَشرةُ آلافِ دِرْهم. فقَال طَلْحةُ: أُفَ لَك، لم تَسْأَلْني على قَدْرِي، وإِنما سأَلتني على قَدْرِك وقَدْرِ قَبيلتِك باهِلةَ. واللَّهِ لَو سأَلتني كلَّ فَرسٍ وقصْرٍ وغُلامٍ لي لأَعْطيْتُكه. ثمَّ أَمر لَهُ بِمَا سأَلَ وَقَالَ: واللَّهِ مَا رأَيتُ مسأَلَةَ مُكَّمٍ أَلأَم مِنْهَا.
(وطَلْح) ، بِفَتْح فَسُكُون: (ع بَين الْمَدِينَة) ، على ساكِنِهَا أَفضلُ الصّلاة والسّلام (و) بَين (بَدْرٍ) القَرْيةِ المعروفةِ.
(وطَلْحُ الغَبَارِيِّ) ، بِفَتْح الغَين الْمُعْجَمَة (: ع لبني سِنْبِس) ، بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة، لقبيلةٍ من بني طِّيىءٍ.
(وَذُو طَلَحٍ محرّكةً) ومَطْلَحٌ، كمَسْكن، مَوْضِعَانِ، أَمّا ذُو طَلَحٍ فَهُوَ الموضعُ الّذي ذكَره الحُطيئةُ فَقَالَ وَهُوَ يُخَاطب عُمَرَ بن الخَطّاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
ماذَا تقولُ لأَفْرَاخٍ بذِي طَلَحٍ
حُمْرِ الحَواصِلِ لَا مَاءٌ وَلَا شَجَرُ
أَلْقيْتَ كاسِبَهُمْ فِي قَعْرِ مُظْلمةٍ
فاغْفِرْ عليكَ سلامُ اللَّهِ يَا عُمَرُ
(و) طُلَيْحٌ (كزُبَيْرٍ: ع بالحِجَاز) .
(ومَطْلُوحُ: ة لبَجيلَةَ) .

(6/586)


(وَذُو طُلُوحٍ) بالضّمّ: لقب (رَجُل من بني ودِيعةَ بنِ تَيْمِ اللَّهِ. و) ذُو طُلوحٍ (: ع) بَين اليَمَامَةِ ومكَّةَ.
(و) من الْمجَاز: (طَلَّحَ عَلَيْهِ) أَي على غَرِيمِه (تَطليحاً) ، إِذا (أَلَحَّ) عَلَيْهِ حتّى أَنْصَبه؛ كَذَا فِي (الأَساس) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
من (التّهذيب) : قَالَ الأَزهريّ: المُطَّلِح فِي الكلامِ: البَهَّاتُ. والمُطَّلِحُ فِي المالِ: الظّالم.
والطُّلُحُ: التَّعِبُون. والطُّلْحُ الرُّعاةُ.
وأَبو طَلْحَة زيدُ بنُ سهْلٍ، صَحابيٌّ مشهورٌ، وَهُوَ الْقَائِل:
أَنا أَبو طَلْحة واسْمِي زَيْدْ
وكلَّ يَوْمٍ فِي سِلاحِي صَيْد
وأُمُّ طَلْحَةَ: كُنْيَةُ القَمْلةِ.
وطَلْحَةُ الدَّوْمِ: مَوْضعٌ. قَالَ المُجاشِعيّ:
حَيِّ دِيَارَ الحَيِّ بَيْن الشّهْبَيْن
وطَلْحَةِ الدَّوْمِ وَقد تَعَفَّيْنْ
ووادي الطَّلح: من مُتنَزَّهاتِ الأَندَلس، فِي شَرْقِيّ إِشْبِيلِيَةَ، مُلتَفّ الأَشجار، كثيرُ اتَرنُّمِ الأَطيارِ.
وَبَنُو طَلْحَةَ: قَبِيلَةٌ من سِجِلْماسَةَ، وَمِنْهُم طَوائفُ بفَاس، استدركه شَيخنَا.
والمُسمَّوْن بطَلْحَةَ من الصَّحابة غَير الّذِين ذُكِرُوا ثلاثةَ عشر رَجلاً، مذكورون فِي التّجريد للذّهبيّ.
وطَلَحٌ، محرّكَةً: موضِعٌ دون الطائِف لبني مُحْرِزٍ.

طلفح
: (الطَّلاَفِحُ: العِرَاضُ) .
(وبالضّمّ: المُخّ الرَّقيقِ) .
(وطَلْفَحهُ) ، أَي الخُبْزَ وفَلْطَحَه: إِذا (أَرَقَّه) وبَسطَه. وَمِنْه حَدِيث عبد الله: إِذا ضَنُّوا عَلَيْك بالمُطَلْفَحة فكُلْ رَغِيفَك) ، أَي إِذا بَخِلَ عَلَيْك الأُمراءُ بالرُّقاقَة الّتي هِيَ من طَعَام المُترَفِينَ والأَغنِيَاءِ فاقْنَعْ برَغيفِك، وَقَالَ بعض المتأَخِّرين: أَراد بالمُطلْفَحَةِ الدَّراهمَ. والأَوَّلُ أَشْبَهُ كَذَا فِي (اللِّسان) .
(والطَّلَنْفَح، كغَضَنْفَرٍ: الجائعُ.

(6/587)


و) يُقَال: (المُعْيِى التَّعِبُ) . وَقَالَ رجلٌ من بني الحِرْماز:
ونُصْبِح بالغداةِ أَتَرَّ شيْءٍ
ونُمْسِي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينَا

طمح
: (طَمَحَ بَصَرُه إِليه، كمَنَعَ: ارْتَفعَ) . وَفِي حَدِيث قَيْلَة؛ (كُنتُ إِذا رَأَيْتُ رَجلاً ذَا قِشْرٍ طَمَحَ بَصري إِليه) ، أَي امتَدّ وعَلا. وَفِي آخَرَ: (فخَرّ إِلى الأَرْضِ فطَمَحتْ عَيناهُ) . (و) من الْمجَاز: طَمَحتِ (المَرْأَةُ) على زَوْجِهَا: مثل (جَمَحَتْ، فَهِيَ طامِحٌ) ، أَي تَطْمَحُ إِلى الرِّجال. وروَى الأَزهريّ عَن أَبي عَمْرٍ والشّيبانيّ: الطامِحُ من النِّسَاءِ: الّتي تُبْغِضُ زَوجَها وتَنْظُر إِلى غيرِه، وأَنشد:
بَغَى الوُدَّ من مَطْروفةِ العَيْنِ طامِحِ
قَالَ: وطَمَحتْ بِعيْنِها: إِذا رَمَتْ ببصرِهَا إِلى الرجُل: وإِذا رَفعتْ بَصَرَهَا يُقَال: طَمَحَتْ. وامرأَةٌ طَمّاحَةٌ: تُكثِر نَظَرَها يَمِينا وشِمالاً إِلى غيرِ زَوْجِهَا. ونساءٌ طَوامِحُ. (و) طَمَحَ (بِهِ) : إِذا (ذَهَبَ) بِهِ. قَالَ ابْن مُقْبِل:
قُوَيْرِحِ أَعْوَامٍ رَفِيعٍ قَذَالُهُ
يَظَلُّ بِبَزِّ الكَهْلِ والكَهْلُ يَطْمَحُ
قَالَ: يَطْمَح، أَي يَجْرِي ويَذْهَب بالكَهْل وَبَزِّه. (و) طَمَحَ (فِي الطَّلبِ: أَبْعَدَ) ، ونسَبَه الجوهَرِيّ إِلى البَعْض.
(وكُلُّ مرتَفِعٍ: طامِحٌ) ، هاذا نصُّ الجوهريِّ. وَفِي (التّهذيب) : وكلّ مرتفعٍ مُفْرِطٍ فِي تكبُّر طَامِحٌ، وذالك لارتفاعه.
(و) طَمح ببصرِه يَطْمَحُ طمْحاً: شَخَص. وَقيل: رَمَى بِهِ إِلى الشَّيْءِ.
و (أَطْمَحَ) فُلانٌ (بَصَرَه: رَفَعَه) .
(و) الطِّماح (ككِتَابٍ: النُّشُوزُ) ، وَقد طَمحتِ المرأَةُ تَطْمَحُ طِمَاحاً،

(6/588)


وَهِي طامِحٌ: نَشَزَتْ ببعْلِها. (و) قَالَ اليَزِيدِي: الطِّمَاحُ: مثل (الجِمَاح) .
(و) طمَح الفَرَسُ يطْمحُ طِمَاحاً وطُمُوحاً: رفَع رَأْسَه فِي عدْوِه رافِعاً بَصَرَه.
وفَرَسٌ طامِحُ الطَّرّفِ: طامِحُ البَصَرِ وطَمُوحُه، أَي مُرْتَفِعُه. وَفِيه طِمَاحٌ، وأَنشد:
طَوِيلٍ طَامِحِ الطَّرفِ
إِلى مَفْزَعَةِ الكَلْبِ
(و) قَالَ الأَزهَرِيّ: يُقَال: طمَّحَ الفَرَسُ تطْمِيحاً: إِذا (رفعَ يَدَيه) .
(و) من الْمجَاز: طَمَّحَ (ببوْلِه) وبالشيْءِ: (رَمَاه فِي الهواءِ) . وَيُقَال: طمّح بَوْلَهُ: بالَهُ فِي الهَواءِ. وَفِي (التّهْذِيب) : إِذا رَمَيت بشيْءٍ فِي الهَواءِ قلت: طَمَّحْت (بِهِ) تطميحاً.
(والظِّمْخُ) ، بِالْكَسْرِ: (للشَّجَرِ) ، الصّواب فِيهِ أَنه (بالظّاءِ والخاءِ المعجمتينِ) ، كَمَا سيأْتي. (وغَلِط) الصاحب (بنُ عَبّادِ) فِي الْمُحِيط.
(وَبَنُو الطَّمَح، محرّكَةً: قبيلةٌ) من الْعَرَب. وَفِي (اللِّسَان) أَنه بُطَينٌ.
(و) من الْمجَاز: (طَمَحَاتُ الدَّهْرِ، محرَّكةً ومُسكَّنةً: شَدائدُه) . قَالَ الأَزهَرِيّ: ورُبما خُفِّفَ، قَالَ الشَّاعِر:
باتتْ هُمُومِي فِي الصَّدْرِ تَحْضَؤها
طَمْحَاتُ دَهْرٍ مَا كُنْتُ أَدْرَؤها
سكّن الْمِيم ضَرُورَة. قَالَ الأَزهرِيّ: (مَا) هُنَا صِلَة.
(وأَبو الطَّمَحَانِ القَيْنِيّ، محرّكَةً: شاعرٌ) ، واسْمه حَنْظَلةُ بنُ شَرْقيّ.
(والطّمّاح، ككتّان: الشَّرِه) ، والبَعِيدُ الطَّرْف، (و) من أَسْماءِ الْعَرَب، وَاسم (رَجُل من) بني (أَسَدٍ بَعَثوه إِلى قَيْصَرَ) ملكِ الرُّومِ (فَمحلَ بامرىءِ القَيْسِ) ، أَي مَكَرَ بِهِ وخَدَعه

(6/589)


(حتّى سُمّ) . قَالَ الكُمَيْت:
ونَحْن طَمَحْنا لامرىءِ القَيْس بعدَما
رجَ المُلْكَ بالطَّمّاحِ نكْباً على نَكْبِ
(والطَّمّاحِيّة) ، بِالتَّشْدِيدِ (: ماءٌ شَرْقيَّ سَمِيراءَ) ، من مَنْزلِ حاجِّ الكُوفةِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الطِّمَاح: الكِبْرُ والفَخْرُ، لارتفاعِ صاحبِه.
وَطمَح الرّجلُ فِي السَّوْم: إِذا اسْتَامَ بسِلْعته وتباعَدَ عَن الحقّ، عَن اللِّحْيانيّ.
وَمن الْمجَاز: بَحْرٌ طَمُوحُ المَوْجِ: مُرْتَفِعُه. وبئرٌ طَمُوحُ الماءِ: مرتفعةُ الجُمةِ، وَهُوَ مَا اجتَمعَ مِن مَائِهَا، أَنشد ثَعْلَب فِي صِفة بئرٍ:
عادِيَّة الجُولِ طَمُوح الجَمِّ
جِيبَتْ بجَوفِ حَجَرٍ هرْشَمِّ
تُبْذَلُ للجَارِ ولابْنِ العَمِّ
إِذا الشَّرِيب كانَ كالأَصَمِّ

طنح
: (طَنِحَتِ الإِبلُ كفَرِحَ) طَنَحاً وطَنِخَت: (بَشِمَتُ وسَمِنَتْ) . وَقيل طَنِحَت، بالحاءُ: سَمِنَت وطَنِخَت، بالخاءِ مُعْجمَة: بَشِمَتْ؛ حُكيَ ذالك الأَزهَرِي عَن الأَصمعيّ. وَقَالَ: (و) غيرُه يَجْعَلهما وَاحِدًا.
(وطَنَاحُ، كسَحَاب: ة بمِصْر) ، وأُريتها فِي الْمَنَام وقائلٌ يَقُول لي: هِيَ طَناج، بِالْجِيم.

طوح
: ( {طاحَ} يَطُوح {ويَطِيحُ) } طَوْحاً: (هَلَكَ، أَو أَشْرَفَ على الهَلاك. و) كلّ شيْءٍ (ذَهَبَ) وفَنِيَ: فقد طاحَ {يَطِيح} طَوْحاً {وطَيْحاً، لغتانِ. (و) قيل: طاحَ (سَقَط. و) كذالك إِذا (تَاه فِي الأَرْض) .
(} وطَوَّحَه) هُوَ، {وطوَّح بِهِ، (} فَتَطَوّحَ) فِي الْبِلَاد، أَي (توَّهَه) وذَهَبَ بِهِ، (فَرَمَى هُوَ بنفسِه هَا هُنا وَهَا هُنَا) .
(و) قَوْلهم: ( {طَوَّحَتْه} الطَّوَائحُ) : أَي (قَذَفَتْه القَواذِفُ) ، وَمثله! أَطاحَتْه

(6/590)


{المَطَاوِحُ. وأَنشد سِيبَوَيْهٍ:
لِيُبَكَ يَزِيدُ، ضارِعٌ لِخُصُومَة
ومُخْتَبِطٌ ممّا} تُطِيحُ {الطَّوَائِحُ
(وَلَا يُقَال:} المُطوِّحات، وَهُوَ نادرٌ) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {6. 033 واءَرسلنا الرِّيَاح لَوَاقِح} (الْحجر: 22) على أَحد التّأْويلين؛ كَذَا فِي (الصّحاح) . وَنقل شيخُنا عَن الخفاجيّ فِي العِناية، قَالَ يُونس: {الطَّوائِحُ: جمع} مُطِيحة، على خِلاف الْقيَاس، من {الإِطاحة بمعنَى الإِذهابِ والإِهلاك.
(} وطوَّحَه: ضَرَبه بالعصا. و) طَوَّحَه: (بَعَثَه إِلى أَرضٍ لَا يجِيءُ) ، وَفِي نُسخة: لَا يَرجع (مِنْهَا) ، قَالَ:
ولاكنّ البُعوثَ جَرَت عَلَيْنا
فَصِرْنا بَين {تَطْوِيحٍ وغُرْمِ
(و) } طوَّحَه: أَهْلَكَه. {وطَوَّحَ (بِهِ أَلْقاه فِي الهَوَاءِ. و) } طَوَّحَ (بزَيدٍ: حمَلَه على رُكوبُ مَفَازةٍ مُهْلِكةٍ) ، أَي يُخاف فِيهَا هلاكُه. قَالَ أَبو النّجم:
{يُطوِّح الهادِي بِهِ} تَطْوِيحَا
(والمِطْواحُ: العصَا) ، آلةِ {الطَّيْح وَهُوَ الهَلاك.
(ونِيَّةٌ} طَوَحٌ) ، محرَّكَةً: بَعيدةٌ) .
(و) {أَطاحتْه (} المَطاوِحُ) ، أَي (المقاذِفُ) .
( {وتَطاوحتْ بهم النَّوَى) أَي (ترامَتْ) ،} وتَطَاوح: تَرَامَى. قَالَ:
فأَمّا واحدٌ فكَفَاكَ مِنِّي
فمَنْ لِيَدٍ {تُطاوِحُهَا أَيادِي
أَي تُرامِي بهَا، أَي أَكْفِيكَ وَاحِدًا فإِذا كَثُرت الأَيادِي فَلَا طاقَةَ لي بهَا.
(} وأَطاحَ شَعرَه: أَسْقطه. و) أَطاحَ (الشَّيْءٍ: أَفْنَاهُ وأَذْهَبه) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: {أَطاحَ مالَه،} وطَوّحَه، أَي أَهلَكه.
( {وطَاوَحَه) } مُطَاوحَةً: (رَامَاه) .

(6/591)


وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{الطّائح: الهالِكُ المُشْرِفُ على الهَلاَك.
} والمُطَوَّحُ، كمعظَّمٍ: الّذي {طُوِّحَ بِهِ فِي الأَرْض، أَي ذُهِبَ بِهِ.
} وتَطوَّحَ، إِذا ذَهَبَ وجَاءَ فِي الهواءِ. قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصف رَجُلاً على الْبَعِير فِي النَّومِ {يَتَطوَّح، أَي يَجِيء ويَذهَبُ فِي الهوَاءِ:
ونَشْوَانَ مِن كأْسِ النُّعاسِ كأَنَّه
بحَبْلَيْنِ فِي مَشْطُونَةٍ} يَتَطوَّحِ
{وطَوَّحَ بثَوْبِه: رَمَى بِهِ فِي مَهْلَكةٍ. وطَيَّحَ بِهِ، مثله. وَقَالَ الفرّاءُ يُقَال:} طَيَّحْتُه {وطَوَّحْتُه، وتضَوَّعَ رِيحُه وتَضيَّعَ، والمَيَاثِق والمَوَاثِق.
} وطَوَّحَ الشَّيْءَ {وطَيَّحَه (: ضَيَّعَه) .
} وتطاوحوه بالأَمْرِ وبالضَّربِ: تَنازَعوه.
والدَّلْوُ {تَطَوَّحَ فِي البِئر: سَقَطَ.

طيح
: (} الطَّيْحُ: خشَبَةُ الفَدّانِ الَّتِي فِي أَصْله) .
(و) عَن أَبي سعيد: (أَصابتْهم {طَيْحةٌ، أَي أُمورٌ فَرَّقَتْ بَينهم) . وَكَانَ ذالك فِي زَمنِ} الطَّيْحةِ. وطوَّحَتْهم {طَيْحاتُ: أَهْلَكَتْهم خُطوبٌ. وذَهَبتْ أَمْوَالُهم طَيْحَاتٍ، أَي متفرِّقةً بعيدَة.
(} وَطيَّحَ بثَوْبِه: رَمَى بِهِ فِي مَضِيعةٍ) أَي مَهْلَكة، لُغَة فِي طَوحَ، وَقد تقدّم. (و) {طَيّح (فلَانا: تَوَّهَه) كطَوَّحَه. (و) } طَيَّحَ (الشَّيْءَ: ضَيَّعه) ، كطَوَّحَه، لغتانِ.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: ( {أَطاحَ مالَه) وطَوَّحَه: (أَهْلَكَه، ووايّة يائيّة) . قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي} طاح! يَطِيح: إِنه فَعِلَ يَفْعِل لأَن فَعَل يَفْعِل لَا يكون فِي بَناتِ الْوَاو كراهِيَةَ الالْتباسِ ببَناتِ الياءِ، كَمَا أَن فَعَلَ يَفْعُل لَا يكون فِي بَنات الياءِ كَراهِيَةُ الالْتباس ببَناتِ

(6/592)


الواوِ أَيضاً؛ فَلَمَّا كَانَ ذالك عَدَماً البَتَّةَ، ووجَدُوا فعِل يَفْعِل فِي الصّحيح كحسِب يحْسِبُ وأَخواتها، وَفِي المعتلّ كَولِيَ يَلِي وأَخواته، حَمَلُوا طاحَ يطِيح على ذالك. وَله نظائرُ، كتَاهَ يَتِيه، ومَاهَ يَمِيه، وهاذا كلّه فِيمَن لم يَقُلْ إِلاّ طَوَّحَه وتَوَّهَه، ومَاهتِ الرَّكِيَّةُ موْهاً. وأَمّا مَن قَالَ: {طَيَّحَه وتَيَّهَه وماهَتِ الرَّكِيَّةُ مَيْهاً، فقد كُفِينا القولَ فِي لُغته، لأَن طاحَ يَطِيح وأَخواته على هاذه اللُّغةِ من بناتِ الياءِ كباعَ يَبِيع وَنَحْوهَا؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(} والمُطَيَّح، كمُعظَّم: الفاسِدُ) . قلْت: وَقد تقدّم فِي (طبح) بالموحّدة، فَهُوَ تكرارٌ أَو تَصْحِيف.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
طاحَ بِهِ فَرسُه: إِذا مَضَى يَطِيح {طَيحاً (وذالك) كذَهَابِ السَّهم بسُرْعَةٍ. (و) يُقَال: أَينَ طُيِّح بك؟ : أَي أَين ذُهِبَ بك. قَالَ الجَديّ يَذكُر فَرساً:
} يَطِيحُ بالفَارِسِ المُدَجَّجِ ذِي الْ
قَوْنَسِ حتّى يَغِيبَ فِي القَتَمِ
و (كَفًّا طَائِحَة) : أَي طائرةً من مِعْصَمها: جاءَ ذَلِك فِي حَدِيث أَبي هُريرةَ فِي اليَرْموك.
وَمَا كَانَت إِلا مَزْحَة طاحَ بهَا لِساني، أَي ذَهبَ بهَا.

(6/593)