تاج العروس

 (فصل الْكَاف مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)
كأَد
: ( {كَأَدَ) الرجلُ، (كَمَنَع: كَئِبَ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَالَّذِي فِي النَّوَادِر: كَأَدَ، وكأَبَ، وكَأَنَ، ثلاثتها فِي مَعنَى الشِّدَّةِ والصُّعُوبَة.
(و) عَن ابْن الأَعْرَابيّ: (} الكَأْدَاءُ: الشِّدَّةُ، و) ، الكَأْدَاءُ: (الظُّلْمُ) ، وهاذا لَيْسَ فِي نصّ ابنِ الأَعْرَابيّ، (والحُزْنُ) هاكذا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي نَصِّ ابْن الأَعرابيّ: والخَوْف، (والحِذَارُ) ، وَيُقَال: الهَوْلُ، (واللَّيْلُ المُظْلِمُ) .
( {والكَؤُودَاءُ: الصُّعَدَاءُ) . يأْتِي بَيانُه فِي شَرْحِ حَدِيث أَبي الدَّرْدَاءِ قَرِيبا.
(} وتَكَأْدَ الشَّيْءَ: تَكَلَّفَه) ، و ( {تَكأدَ) الأَمْرَ (: كَابَدَه، وصَلِيَ بِهِ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ.
(} - وتَكَأدَنِي الأَمْرُ: شَقَّ عَلَيَّ، {- كتَكَاءَدَنِي) تَفاعَلَ وتَفَعَّل بِمَعْنى وَاحِد، وَفِي حديثِ الدُّعاءِ (وَلَا} يَتَكاءَدُكَ عَفْوٌ عَن مذْنِب) ، أَي لَا يَصعُبُ عَلَيْك وَلَا يَشُقُّ. قَالَ عُمَر بن الخَطَّاب رَضِي الله عَنهُ. (مَا {تَكَأدَنِي شيءٌ مَاتَكَأدَنِي خُطْبَةُ النِّكاح) أَي صَعُب عليَّ وثَقُلَ قَالَ سُفَيانُ بن عُيَيْنَةَ: عُمَر رَحمه الله يَخْطُب فِي جَرَادَةٍ نَهاراً طَوِيلاً، فكيْفَ يُظَنُّ أَنه يَتَعَايَا بِخُطْبَةِ النِّكاح؟ ولاكنه كَرِه الكَذِبَ. وَعَن أَبي زيد:} تَكَأَدْتُ الذَّهَابَ إِلى فُلانِ {تَكَؤُّداً، إِذا مَا ذَهَبْتَ إِليه على مَشَقَّةِ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
ويَوْمُ عَمَاسٍ} تَكَأدْتُه
طَوِيلَ النَّهَارِ قَصِيرَ الغَدِ

(9/88)


(وعَقَبَةٌ {كَؤُودٌ} وكَأَدَاءُ) شَاقَّةُ المَصْعَد (صَعْبَة) المُرْتَقَى، قَالَ رُؤْبَةُ:
وَلَمْ {تَكَأدْ رُجْلَتِي كَأْدَاؤُهُ
هَوْلٌ وَلَا لَيْلٌ دَجَتْ أَدْجَاؤُهُ
هَيْهَاتَ مِنْ جَوْزِ الفَلاَةِ مَاؤُهُ
وَفِي حَديث أَبي الدَّرْدَاءِ (أَنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا عَقَبَةً} كَؤُوداً لاَ يَجُوزُهَا إِلاَّ الرَّجلُ المُخِفُّ) ، وَيُقَال: هِيَ {الكُؤَدَاءُ، وَهِي الصّعَدَاءُ،} والكَؤُودُ: المُرْتَقَى الصَّعْبُ، وَهُوَ الصَّعُودُ.
( {واكْوَأَدَّ الشَّيْخُ: أُرْعِدَ كِبَراً) وضَعْفاً، كاكْوَهَدَّ، واكْمَهَدَّ.
(} والمُكْوَئِدُّ: الشيْخُ المُرْتَعِشُ) مِنَ الكِبَرِ، وكذالك الفَرْخُ، وسيأْتي.

كبد
: (الكَبْدُ بِالْفَتْح) مَعَ السّكُون مُخَفّف من الكَبِد كالفَخْذِ والفَخِذ. (وَالْكَسْر) مَعَ السّكُون، وَهُوَ أَيضاً مُخَفَّف من الَّذِي بَعْدَه، كالكِذْبِ والكَذِب، (و) اللُّغَة المستعملة المشهورةُ الكَبِدُ، (كَكَتف) ، وَبِه صَدَّرَ الجوهَريُّ والفَيُّوميُّ وسائرُ أَئمَّةِ اللّغَةِ. بل أَغْفَلاَ اللّغَةَ الأُولَى، وإِنما ذكَرَه صاحبُ اللِّسَانِ، فَكَانَ ينبِغي للمصنّف أَن يُقَدِّم اللُّغَةَ الفُصْحَى المَشْهُورةَ على غَيْرِها، (م) أَي مَعْرُوفَة، وَهِي من السَّحْرِ فِي الْجَانِب الأَيْمَن لَحْمَةٌ سَودَاءُ، أُنْثَى (وَقد تُذَكَّر) ، قَالَ ذالك الفرّاءُ وغيرُهُ. قَالَ ابنُ سِيده: وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: هِيَ مُؤَنَّثَةٌ فَقَط. (ج أَكبَادٌ، وكُبُودٌ) قَلِيلاً، تَقول: هُوَ يأْكُلُ كُبُودَ الدَّجَاج وأَكْبَادَهَا.
و (كَبَدَهَ يَكْبِدُه) ، مِن حَدِّ ضَرَبَ، (و) كَبَدَه (يَكْبُدُهُ) ، من حَدِّ نَصَرَ (: ضَرَبَ) ، وَفِي الأَفعال لِابْنِ القطّع: أَصابَ (كَبِدَه) . وَقَالَ أَبو زيد: كَبَدْتُه أَكْبِدُهُ، وكَلَيْتُه أَكْلِيه، إِذا أَصَبْتَ كَبِدَه وكُلْيَتَه.
(و) كَبَدَه يَكْبِدُهُ كَبْداً (: قَصَدَه) ، كَتَكَبَّدَه.
(و) كَبَدَ (البَرْدُ القَوْمَ: شَقَّ عَلَيْهِم

(9/89)


وَضيَّقَ) ، وَفِي حَدِيث بِلالٍ: (أَذَّنْتُ فِي ليلةٍ باردةٍ فلمْ يَأْتِ أَحَدٌ، فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا لَهمْ يَا بِلاَلُ؟ قلت: كَبَدَهم البَرْدُ) أَي شَقَّ عَلَيْهِم وضَيَّقَ، من الكَبَدِ وَهِي الشّدَّة والضِّيقُ، أَو أَصابَ أَكْبَادَهم، وذالك أَشَّدُ مَا يَكُون مِن البَرْدِ، لأَن الكَبِدَ مَعحدِنُ الحَرَارَةِ والدَّمِ، وَلَا يَخْلُص إِليها إِلاَّ أَشَدُّ البَرْدِ. قلت: وتَمام الحَدِيث فِي البصائر (فَلَقَدْ رَأَيْتُهم يَتَرَوَّحُون فِي الضُّحَى) يُرِيد أَنه دَعَا لَهُم حَتَّى احْتَاجُوا إِلى التَّرَوُّحِ.
(و) الكُبَاد، (كغُرَابٍ: وَجَعُ الكَبِدِ) أَو داءٌ، قَالَ كُرَاع: وَلَا يُعْرَف دَاءٌ اشْتُقَ من اسْمِ العُضْوه إِلاّ الكُبَادُ من الكَبِدِ والنُّكَافُ مِن النَّكَفِ والقُلاَبُ مِنَ القَلْبِ. وَفِي الحَدِيث (الكُبَادُ مِنَ العَبِّ) وَهُوَ شُرْبُ الماءِ من غير مَصَ.
(و) كَبِدَ، (كَفَرِحَ) ، كَبَداً (: أَلِمَ من وَجَعِها) .
(و) كُبِدَ، (كعُنِيَ) ، كُبَاداً (: شَكَاهَا) أَي كَبِدَه فَهُوَ مَكْبُودٌ.
(و) ربّمَا سُمِّيَ (الجَوْفُ بِكَمَالِه) كَبِداً، حَكَاهُ ابْن سِيده عَن كُراع أَنه ذَكرَه فِي المُنَجَّد، وأَنشد:
إِذَا شَاءَ مِنْهُمْ نَاشِىءٌ مَدَّ كَفَّهُ
إِلَى كَبِدٍ مَلْسَاءَ أَوْ كَفَلٍ نَهْدٍ
وإِذَا عَلِمْتَ ذالك فقولُ شيخنَا: قلتُ هُوَ مُسْتَدْرك، لأَنه المَعْرُوف أَوَّلَ المادَةَ، فَهُوَ غَفْلَةٌ ظاهِرَةٌ وسَبْقُ قلَمٍ واضِحٌ، ليسَ بِسَديدِ، ولَيتَ شِعْرِي كَيفَ لمْ يَرَ فَرْقاً بَين اللَّحْمَةِ السوداءِ وَبَين الجَوْفِ بِكمالِه، ولاكنَّها عَصَبِيَّةٌ ظاهِرَةٌ، وَالله يُسَامِح الجَمِيعَ بِمَنِّه وكَرَمِه.
(و) الكَبِدُ (: وَسَطُ الشَّيْءِ ومُعْظَمُه) ، وَفِي الحَدِيث (فِي كَبِدِ جَبَل) أَي فِي جَوْفِه منْ كَهْفٍ أَو شِعْب. وَفِي

(9/90)


حَدِيث مُوسَى والخَضِرِ عَلَيْهِمَا وعَلى نَبِيِّنا الصَّلَاة والسلامُ: (فوَجَدْتُه عَلَى كَبِدِ البَحْرِ) ، أَي على أَوْسَطِ مَوْضِعٍ مِنْ شاطِئِهِ. وانْتَزَعَ سَهْماً فوضَعَه فِي كَبِدِ القِرْطَاسِ. ودَارُه كَبِدُ نَجْدٍ: وَسَطُها، كُلُّ ذالك مَجازٌ (و) من المَجاز: الكَبِدُ (مِنَ القَوْسِ: مَا بَيْنَ طَرَفَيْ عِلاَقَتِهَا) . وَفِي التَّهْذِيب: هُوَ فُوَيْقَ مَقْبِضِها حيثُ يَقَعُ السَّهْمُ، يُقَال: ضَعِ السَّهْمَ على كَبِدِ القَوْسِ، وَهِي مَا بَيْنَ طَرَفَيْ مَقْبِضِها ومَجْرَى السَّهْمه مِنْهَا. قَالَ الأَصمعيُّ: فِي القَوْسِ كَبِدُهَا، وَهُوَ مَا بَين طَرَفَيِ العلاَقَةِ، ثمّ الكُلْيَةُ تَلِي ذالك، ثمَّ الأَبْهَرُ يَلِي ذالك، ثمّ الطَّائِفُ، ثمّ السِّيَةُ، وَهُوَ مَا عُطِفَ مِن طَرَفَيْهَا، (أَو قَدْرُ ذرَاعٍ من مَقْبِضِهَا) ، وَقيل: كَبِدَاهَا: مَعْقَدَا سَيْرِ عِلاَقَتِهَا.
(و) كَبِدٌ (: جَبَلٌ أَحمَرُ لبَني كلاَبٍ) ، قَالَ الرَّاعِي:
غَدَا وَمِنْ عَالِجٍ خَدُّ يُعَالِجُهُ
عَنِ الشِّمَالِ وعَنْ شَرْقِيِّة كَبِدُ
وَفِي مُعْجَم البَكْرِيّ أَنَّه هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ بالمَضْجَع مِن دِيَارِ كِلاَبٍ.
(و) من الْمجَاز: الكَبِدُ (: الجَنْبُ) ، وَفِي الحَدِيث (فوَضع يَدَه عَلَى كَبِدي) ، وإِنما وضَعَها على جَنْبِه مِنَ الظَّاهِر، وَقيل: أَي ظاهِر جَنْبِي ممّا يَلِي الكَبِدَ. وَفِي الأَساس: ووَضَع يَدَه عَلَى كَبِده: على مَا يُقَابِلُ الكَبِدَ، مِن جَنْبِه الأَيْسَرِ.
(و) الكَبِدُ (لَقَبُ) أَبي زيد (عَبْدِ الحَميد بن الوَليد) بن المُغِير مَوْلَى أَشْجَع (المُحَدَّث) ، روَى عَن مَالِكِ والهَيْثَمِ بنِ عَدِيَ. وَكَانَ أَخْبَارِيًّا عَلاَّمةً، قَالَ ابْن يُونس: سُمِّيَ كَبِداً (لِثِقَلِهِ) .
(ودَارَةُ كَبِدٍ لبني كِلاَبٍ) لأَبي بَكْرِ ابْن كِلابٍ، وَهِي الهَضْبَة الحَمْرَاءُ الْمَذْكُورَة.
(وكَبِدُ الوِهَاد: ع بِسَمَاوَة) كَلْبِ،

(9/91)


وَضَبطه الصاغانِيُّ بِكَسْر الكافِ وَسُكُون الباءِ.
(وكَبِدُ قُنَّةَ) مَوضِع (لِغَنِيِّ) بن أَعْصُرٍ.
(وكَبِدُ الحَصَاةِ) لَقُب (شاعِر) .
(و) الكَبَدُ، (بِالتَّحْرِيكِ: عِظْمُ البَطْنِ) من أَعْلاَه. وكَبَدُ كُلِّ شَيْءٍ: عِظَمُ وَسَطِه وغِلَظُه، كَبِدَ كَبَداً وَهُوَ أَكْبَدُ.
(و) الكَبَدُ (: الهَوَاءُ) ، وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: هُوَ الهَوَاءُ واللُّوحُ والسُّكَاكُ والكَبَدُ.
(و) الكَبَدُ (: الشِّدَّةُ والمَشَقَّةُ) ، وَهُوَ مَجازٌ، وَبِه فُسِّر قَوْله تَعَالَى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى كَبَدٍ} (سُورَة الْبَلَد، الْآيَة: 4) وَقَالَ الفرَاءُ: يَقُول: خَلَقْنَاه مُنْتَصِباً مُعْتَدلاً. (وَيُقَال: فِي كَبعدٍ أَي أَنه خُلِقَ يُعَالِجُ ويكابِدُ أَمْرَ الدُّنْيا وأَمْرَ الآخِرَةِ) وَقيل: خُلِق مُنْتَصِباً يَمحشِي على رِجْلَيْه، وغيرُه مِن سائرِ الحَيَوَانِ غيرُ مُنتصِبٍ، وَقيل: فِي كَبَدٍ: خُلِقَ فِي بَطْنِ أُمِّه ورَأْسُه قِبَلَ رَأْسِها، فإِذا أَرَادَتِ الوِلاَدَةَ انْقَلَبَ الوَلَدُ إِلى أَسْفَل، قَالَ المُنْذِرِيّ: سمِعْت أَبَا طَالِبٍ يَقُول: الكَبَدُ: الاستواءُ والاستِقَامَةُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هَذَا جَوابُ القَسَمِ، المَعْنَى أُقْسِمُ بهاذه الأَشياءِ لقَدْ خَلَقْنَا الإِنسانَ فِي كَبد يُكَابِدُ أَمْرَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ.
(و) الكَبَدُ (: وَسَطُ الرَّمْلِ وَوَسَطُ السَّمَاءِ) ومُعْظَمُهَا، (كالكُبَيْدَاءِ والكُبَيْدَاةِ) ، هاكذا بالهاءِ المُدَوَّرَة، كَمَا فِي سَائِر النُّسخ، وَالصَّوَاب بالمُطَوَّلَة كَمَا فِي الصِّحَاح وَغَيره (والكَبْدَاءِ والكَبْدِ) بِفَتْح فَسُكُون فيهمَا، كَذَا هُوَ مضبوط، وَالصَّوَاب والكَبِد ككَتِف، وَفِي الصِّحَاح وكُبَيْدَاتُ السماءِ كأَنَّهم صَغَّرُوها كُبَيْدَة ثمَّ جَمَعوا. وكَبِدُ السماءِ: وسَطها الَّذِي تقوم فِيهِ الشمسُ عِنْد الزَّوالِ، فَيُقَال عِنْد انْحِطاطها: زالَتْ ومَالَتْ. قلت: وَقَوْلهمْ: بَلَغَتْ كَبَدَ السَّمَاءِ وكُبَيْدَاتِ السماءِ مَجَازٌ، كَمَا فِي الأَساس. وَقَالَ اللَّيْث: كَبِدُ

(9/92)


السماءِ: مَا استقْبَلكَ مِن وَسَطِها، يُقَال: حَلَّق الطائرُ حَتَّى صَار فِي كَبِدِ السماءِ وكُبَيْدَاءِ السماءِ، إِذا صَغَّرُوا جعَلوها كالنَّعْتِ، وكذالك يَقُولُونَ فِي سُوَيْدَاءِ القَلْبِ، قَالَ: وهما نادِرَتانِ حُفِظَتا عَن الْعَرَب هاكذا. قلت: وَكَلَام الأَئمَّة، صَريحٌ فِي أَنّ كَبِد الرّمل وكَبِد السماءِ ككَتِفٍ، وهاذا خلافُ مَا مشَى عَلَيْهِ المُصنّف، فَلْينْظر ذالك مَعَ تأْمُّلٍ، وأَشار إِليه شَيخنَا كذالك فِي شَرحه، وذَهبَ إِلى مَا أَشَرْتُ إِليه، وتَوقَّف فِي كونِ كَبدِ السماءِ مُحَرَّكة اللَّهُمَّ إِلاّ أَن يجعلع قَوْله فِيمَا بعد: والكَبِد بِفَتْح فَكسر، كَمَا لَا يخفَى، وَالله أَعلم، ثمَّ رأَيتُ الصاغانيَّ ذكَرَ فِي تكملته أَن كَبَدَ السماءِ، بِالتَّحْرِيكِ، لغةٌ فِي كسْرِ الباءِ.
(وتَكَبَّدَتِ الشَّمْسُ: صَارَتْ فِي كُبَيْدَائِها) . وَفِي الصِّحَاح: فِي كَبِدِهَا (كَكعبَّدَتْ تَكْبِيداً) فِي التَّهْذِيب: كَبَّدَ النَّجْمُ السَّمَاءَ، أَي تَوسَّطَها.
(و) تَكَبَّدَ (الأَمْرَ: قَصَدَهُ) ، وَمِنْه قولُه:
يَرُومُ البِلادَ أَيَّهَا يَتَكَبَّدُ
(و) من المَاز تَكبَّدَ (اللَّبَنُ) وغيرُه من الشَّراب: غَلُظَ (خَثُرَ) ، واللَّبَنُ المُتَكَبِّدُ: الَّذِي يَخْثُر حتَّى يَصيرع كأَنَّه كَبِدٌ يَترَجْرَجُ.
(وسُودُ الأَكبادِ: الأَعْدَاءُ) ، قَالَ الأَعشى:
فَمَا أُجْشِمْتُ مِنْ إِتْيَانِ قَوْمٍ
هُمُ الأَعْدَاءُ فالأَكْبَادُ سُودُ
يَذْهبون إِلى أَنَّ آثارَ الحِقْدِ أَحْرَقَتْ أَكْبَادَهُم حَتَّى اسْوَدَّت، كَمَا يُقَال لَهُم صُهْبُ السِّبَالِ وإِن لم يَكُونوا كذالك، والكَبِدُ مَعْدِنُ العَدَاوَةِ.
(والكَبْدَاءُ: رَحَى اليَدِ) ، وَهِي الَّتِي تُدَارُ باليَدِ، سُمِّيَت كَبْدَاءَ لما فِي إِدَارَتِها مِن المَشَقَّةِ، قَالَ:
بُدِّلْتُ مِنح وَصْلِ الغَوَانِي البِيضِ
كَبْدَاءَ مِلْحَاحاً عَلَى الرَّمِيضِ

(9/93)


تَخْلأُ إِلاَّ بِيَدِ القَبِيضِ
يَعْنِي رَحَى اليَدِ، أَي فِي يَد رَجُلٍ قَبِيضِ اليَدِ خَفِيفِها. وَقَالَ الآخر، وَهُوَ راجزُ بني قَيْسٍ:
بِئْسَ الغِذَاءُ لِلْغُلامِ الشَّاحِبِ
كَبْدَاءُ حُطَّتْ مِنْ ذُرَا كَوَاكِبِ
أَدَارَهَا النَّقَّاشُ كُلَّ جَانِبِ
يَعْنِي رَحًى. والكَوَاكِبُ: جِبَالٌ طِوَالٌ.
(و) الكَبْدَاءُ (: القَوْسُ يَمْلأُ الكَفَّ مَقْبِضُها) ، وَهُوَ مَجاز، وَقيل: قَوْسٌ كَبْدَاءُ: غَلِيظَةُ الكَبِدِ شَدِيدَتُها. وَفِي الأَساس: قَوْسٌ كَبْدَاءُ: يَمْلأُ عِجْسُها الكَفَّ (و) الكَبْدَاءُ (: المَرْأَةُ الضَّخْمَةُ الوَسَطُ البَطِيئةُ السَّيْر) ، وَقيل: امرأَةٌ كَبْدَاءُ بَيِّنةُ الكَبَدِ، بِالتَّحْرِيكِ.
(والرَّجُلُ أَكْبَدُ) ، وَهُوَ الضَّخْمُ الوَسَطِ، وَلَا يكون إِلاَّ بَطِىءَ السَّيْرِ.
(و) الكَبْدَاءُ (: الرَّمْلَةُ العَظيمةُ الوَسَطِ) ، وناقَةٌ كَبْدَاءُ، كذالك، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
سِوَى وَطْأَة دَهْمَاءَ مِنْ غَيْرِ جَعْدَةٍ
ثَنَى أُخْتَهَا عَنْ غَرْزِ كَبْدَاءَ ضَامِرِ
(و) من المَجاز (كابَدَهُ مُكَابَدَةً وكِبَاداً) ، الأَخير بِالْكَسْرِ (: قَاسَاهُ، وَالِاسْم الكابِدُ) كالكاهِل وَالْغَارِب، قَالَ ابنُ سِيده: أَعْنِي بِهِ أَنَّه غيرُ جارٍ على الفِعْلِ، قَالَ العَجَّاج:
وَلَيْلَةٍ مِنَ الليالِي مَرَّتِ
بِكَابِدٍ كَابَدْتُها وَجَرَّتِ
أَي طَالَتْ. وَقَالَ الليثُ: الرجُلُ يُكَابِد اللّيلَ، إِذا رَكِبَ هَوْلَه وصُعُوبَتَه. وَيُقَال، كابَدْتُ ظُلْمَةَ هاذه اللَّيْلَةِ مُكَابَدَةً شَدِيدةً، وَهُوَ مَجاز.
(والأَكْبَدُ: طائرٌ. و) الأَكْبَدُ (: مَنْ نَهَضَ مَوْضِعُ كَبِدِهِ) ، وَفِي اللِّسَان: هُوَ الزائدُ مَوْضِعِ الكَبِدِ، قَالَ رُؤبةُ يَصِف

(9/94)


جَمَلاً مُنْتَفِخَ الأَقْرَابِ:
أَكْبَدَ زَفَّاراً يَمُدُّ الأَنْسُعا
(والكَبْدَةُ، بِالْفَتْح) فالسكون (خَرَزَةُ الحُبِّ) ، نَقله الصاغانيّ.
(و) قَوْلهم: فُلانٌ (تُضْرَبُ إِليه أَكبادُ الإِبلِ، أَي يُرْحَلُ إِليه فِي طَلَبِ العِلْمِ وغَيْرِه) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أُمُّ وَجَعِ الكَبِدِ: بَقْلَةٌ مِن دِقِّ البَقْلِ يُحِبُّها الضَّأْنُ، لَهَا زَهْرَةٌ غَبراءُ فِي بُرْعُومَةِ مُدَوَّرةٍ، لَهَا وَرَقٌ صغيرٌ جِدًّا أَغبَرُ، سُمِّيتْ أُمَّ وَجَعِ الكَبدِ لأَنها شِفاءٌ من وَجَعِ الكَبِدِ. نَقله ابنُ سَيّده عَن أَبي حنيفَة.
وكَبدُ الأَرْضِ: مَا فِي مَادنِها من الذَهَبه والفِضَّةِ ونحوِ ذالك، قَالَ ابنُ سَيّده: أُرَاه على التِّشبِيه، والجَمْعُ كالجَمْعِ. وَفِي حديثٍ مَرفوعٍ (وتُلْقِي الأَرضُ أَفْلاذع كَبِدها) أَي تُلْقِي مَا خُبِىءَ فِي بَطْنها من الكُنُوزِ والمَعَادِنِ، فَاسْتَعَارَ لَهَا الكَبِدَ.
وَفِي حَدِيث الخَنْدَق (فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شَدِيدَةٌ) هِيَ القِطْعَة الصُّلْبَةُ من الأَرض، وَالْمَعْرُوف (كُدْيَةٌ) باليَاءِ، قَالَه ابنُ الأَثير.

تَابع كتاب والكَبَدُ: الاسْتواءُ والاستقامَةُ.
وتَكَبَّد الفَلاةَ، إِذا قَصَدَ وَسَطَها ومُعْظَمَها.
وكَابهدٌ، فِي قولِ العجاج، مَوْضِعٌ بِشِقِّ بَنِي تَميم.
وأَكْبَادُ اسمُ أَرْضِ، قَالَ أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ:
لَعَلَّ الهَوَى إِنْ أَنْتَ حَيَّيْتَ مَنْزِلاً
بِأَكْبَادَ مُرْتَدًّا عَلَيْكَ عَقَابِلُهْ
والكَبَّادُ، ككَتَّانٍ: نوعٌ من اللَّيْمُونِ.
والكَبُود، كصَبُورٍ: قَبِيلَةٌ بِالْيمن.
وكَبِنْدَةُ، بِفَتْح الكافوكسرا ملوحّدة وَسُكُون النُّون: من قُرَى نَسَفَ، مِنْهَا أَبو بِإسْحَاق إِبراهيمُ بن الأَشْرسِ

(9/95)


الضَّبِّيُّ، عَن أَبي عُبَيْدٍ القاسِمِ بن سَلاَّمٍ وغيرِه.

كتد
: (الكَتَدُ، مُحركَةً: نَجْمٌ) ، وَهُوَ كاهلُ الأَسَد، أَنشدَ ثَعْلَب:
إِذَا رَأَيْتَ أَنْجُماً مِنَ الأَسَدْ
جَبْهَتِهِ أَو الخَرَاةِ والكَتَدْ
بَالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضِيخِ فَفَسَدْ
وطَابَ أَلْبَانُ اللِّقَاحِ فَبَرَدْ
(و) الكَتَدُ (: جَبَلٌ بِمَكَّةَ، حَرسها الله تَعَالَى بطَرَفِ المُغَمَّسِ) ، نَقله الصاغانيّ.
(و) الكَتَدُ: (مُجْتَمَعُ الكَتِفَيْنِ من الإِنسانِ والفَرسِ، كالكَتِد) ككَتِفٍ، وَقيل: هُوَ أَعلى الكَتف، (أَوهُما الكاهلُ) ، وَعَلِيهِ اقْتصر صاحِبُ الكِفَايَة، (أَو) هما (مَا بَيْنَ الكَاهِلِ إِلى الظَّهْرِ) ، والثَّبَجُ مِثلُه، وَقيل: الكَتَدُ مِن أَصْلِ العُنُقِ إِلى أَسْفَلِ الكَتِفيْنِ، وَهُوَ يَجْمَع الكَاثِبَةَ والثَّبَجَ والكاهِلَ، كلُّ هاذا كتَدٌ، وَقيل: الكَتَدُ: مَا بَين الثَّبَجِ إِلى مُنَصَّفِ الكاهِلِ، وَقد يكون من الأَسَدِ الَّذِي فَهُوَ السَّبُع، وَمن الأَسَدِ الَّذِي هُوَ النَّجْم، على التَّشْبِيه (ج أَكْتَادٌ وكُتُودٌ) ، وَمِنْه حَدِيث (كُنَّا يَوْمَ الخَنْدَقِ نَنْقُلُ التُّرابَ عَلَى أَكْتَادِنَا) وَفِي حَدِيث حُذَيْفَةَ فِي صِفَة الدَّجَّالِ (مُشْرِفُ الكَتَدَ) . وَفِي صفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (جَلِيلُ المُشَاشِ والكَتَدِ) . وَمن سَجعات الأَساس: نَحْمِله على الأَكْبَاد، فَضْلاً عَن الأَكْتَاد. وَولَّوهُم أَكتافَهم وأَكْتادَهم: أَدْبَروا عَنْهُم وانْهَزَموا.
(والأَكْتَ: المُشْرِفُهُ) أَي الكَتَدِ.
(وتَكْتُدُ: كتَنْصُرُ: ع) فِي ديَارِ بني سُلَيْمٍ، وَيُقَال تَقْتُدُ، بِالْقَافِ، وتَقَدَّم.
(و) (هُمْ أَكْتَادٌ، أَي جَمَاعَاتٌ) وَبِه فُسِّر قولُ ذِي الرُّمَّة:
وإِذْ هُنَّ أَكْتَادٌ بِحَوْضَى كَأَنَّمَا
زَهَا الآلُ عَيْدَانَ النَّخِيلِ البَوَاسِقِ

(9/96)


(أَو) أَكْتَادٌ فِي قَول ذِي الرُّمَّة (: أَشْبَاهٌ) ، لَا اخْتِلاف بَينهم، وَلم يَذْكر الواحِدَ. يُقَال: مَررْتُ بِجماعَةٍ أَكْتَادٍ، (أَوْ سِرَاعٌ بَعْضُها (فِي) إِثْرِ بَعْضٍ) ، قَالَه أَبو عَمرو، (لَا واحِدَ لَها) ، وَفِي نَوَادِر الأَعرابِ: يُقَال: خَرَجُوا عَلَيْنَا أَكْتَاداً وأَكْداداً، أَي فِرَقاً وأَرْسَالاً، وَقيل: أَصلُه بِالدَّال، والتاءَ لُثْغَةٌ أَو لُغة، ولذالك أَوردَه الجوهريُّ هُنَاكَ، فتأَمّلْ، قَالَه شيخُنا.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
كُتُنْدَة لُغَةٌ فِي قُتُنْدَةَ، بالأَندلس.

كدد
: ( {الكَدُّ: الشِّدَّةُ) فِي العَمل، وَمِنْه المَثَل (بِجَدِّك لَا} بِكَدِّك) .
(و) الكَدُّ (: الإِلْحَاحُ) فِي مُحَاولة الشيْءِ.
(و) الكَدُّ: (الطَّلَبُ) أَي طَلَبُ الرِّزق.
(و) الكَدُّ (: الإِشَارَةُ بالإِصْبَعِ) ، يُقَال: هُوَ {يَكُدُّ} كَدًّا، وأَنشد للكُمَيْت:
غَنِيتُ فَلَمْ أَرْدُدْكُمُ عِنْدَ بُغْيَةٍ
وحُجْتُ فَلَمْ {أَكْدُدْكُمُ بِالأَصابعِ
(و) الكَدُّ (مَشْطُ الرَّأْسِ) ، وَقد} كَدَدْت رَأْسي.
(و) الكَدُّ (: مَا يُدَقُّ فِيه) الأَشياءُ (كالهَاوُنِ) ، (و) قد ( {كَدَّه) } يَكُدُّه {كَدًّا. (} واكْتَدَّه: طَلَب مِن {الكَدَّ،} كاستَكَدَّه) وأَتعَبَه، وَرجل {مَكْدُودٌ: مَغْلُوب، قَالَ الأَزهريّ: سمعتُ أَعرابيًّا يَقُول لعبد لَهُ:} لأَكُدَّنَّكَ! كَدَّ الدَّبِرِ، أَراد أَنهُ يُلِحُّ عَلَيْهِ فِيمَا يُكَلِّفه مِن العَملِ الواصِبِ إِلحاحاً يُتْعِبه كَمَا

(9/97)


أَنَّ الدَّبِرَ إِذا حُمِلَ عَلَيْهِ ورُكِبَ أَتْعَب البَعِيرَ. وَفِي الحَدِيث (أَنَّ المَسَائِلَ {كَدٌّ} يَكدُّ بهَا الرَّجُلُ وَجْهَه) وَفِي حَدِيث جُلَيْبِيب (وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهُمَا {كَدًّا) .
(و) كَدَّ (: نَزَعَ الشيْءَ بِيَدَهِ) } يَكُدُّه، {كاكْتَدّه، (يكون) ذالك (فِي الجَامِدِ والسائِلِ) ، وأَنشد ثعلبٌ:
أَمُصُّ ثِمَادِي والمِيَاهُ كَثِيرَةٌ
أُحَاوِلُ مِنْهَا حَفْرَها} واكْتِدَادَهَا
يَقُول: أَرْضَى بالقليلِ وأَقْنَعُ بِهِ.
( {والكَدَدَةُ، مُحَرَّكَةً، و) } الكُدَدَةُ (كهُمَزَةٍ، و) {الكُدَادَةُ، مثل (سُلاَلَةٍ: مَا يَبْقَى) فِي (أَسْفَل القِدْرِ) مُلْتَزِقاً بِهِ بعدَ الغَرْفِ مِنْهَا، قَالَ الأَزهريُّ: إِذا لَصِقَ الطَّبيخُ بأَسفلِ البُرْمَة فكُدَّ بالأَصابِع فَهِيَ الكُدَادةُ (و) فِي الصّحاح: الكُدَادة، (كُسَلاَلةٍ: القِشْدَةُ) ، وَمَا يَبْقَى فِي أَسفلِ القِدْرِ من المَرقِ، والكُدَادَة: ثُفْلُ السَّمْنِ.
(و) الكُدَادَةُ (: ع بالمَرُّوتِ لبني يَرْبُوعِ) بن حَنظلَةَ، كَذَا فِي المَراصد.
(} والكَدِيدُ: المِلْحُ الجَرِيشُ، و) {الكَدِيدُ أَيضاً: (صَوْتُه إِذَا صُبَّ) بعضُه على بعضٍ، وَقد} كَدَّدَ الرجلُ، إِذا أَلْقَى! الكَدِيدَ بَعْضَه على بَعْضِ.
(و) الكَدِيدُ (: ماءٌ بَيْنَ الحَرَمَينِ) الشَّريفينه (شَرَّفَهما الله تعالَى) ، وَفِي المَراصد: مَوضِعٌ بالحِجَازِ على اثنينِ وأَربعين مِيلاً من مَكَّةَ بَين عُسْفَانَ ورَابِغٍ، وَهُوَ الَّذِي جَزَم بِهِ عِياضٌ فِي المَشارهق وتلميذُه ابْن قَرقول فِي المَطَالع، وَله ذِكْر فِي صحِيح البخاريّ، وَذكر بعضُ الشُّرَاح أَنه بَين عُسْفَانَ وقُدَبْد، بَينه وَبَين مَكَّةَ ثلاثُ مَراحِلَ أَو اثنانِ، كَذَا نقَلَه شيخُنا. قلت: وَالَّذِي فِي مُعجَم البكرِيّ: الكُدَيْد، مُصغَّراً، هاكذا ضَبطه، بَين مكَّة والمَدِينة بَيْنَ ثَنِيَّةِ غَزَالٍ وأَمَجَ، وأَمصا بِفَتْح الْكَاف وكَسر الدَّال، ماءٌ لبني ثَعْلَبَةَ بنِ سعْدِ بن ذُبْيَانَ بِرَحْرَحَانَ، فليُنْظَر هاذا مَعَ مَا قبله.
(و) الكَدِيدُ (: البَطْنُ الوَاسِع من الأَرْضِ) خُلِقَ خَلْقَ الأَوْدِيَةِ إِلاَّ أَنَّه

(9/98)


أَوْسَعُ مِنْهَا، عَن أَبي عُبَيْدة.
(و) الكَدِيدُ أَيضاً (: الأَرْضُ الغَلِيظَةُ، {كالكِدَّةِ، بِالْكَسْرِ) ، لأَنها} تَكُدُّ الماشيَ فِيهَا؛ وَفِي حَدِيث خَالِد بن عبد العُزَّى (فَحَصَ {الكِدَّةَ بِيَده فانْبَجَس الماءُ) ، هِيَ من ذالك.
(ويَوْمُ} الكَدِيدِ، م) أَي معروفٌ من أَيامهم.
(و) {الكُدَادُ (كثُمَامٍ: حُسَافُ الصِّلِّيَانِ) ، وَهُوَ الرِّقَةُ يُؤكَل حِين يَظْهَر وَلَا يُتْرَك حَتَّى يَتِمَّ.
(و) } الكُدادُ اسْم (فَحْلٍ تُنْسَب إِلَيْهِ الحُمُرُ) ، يُقَال: بَنَاتُ {كُدَادٍ، وأَنشد الجوهريُّ:
وعَيْرٌ لَها مِنْ بَنَاتِ الكُدَادِ
يُدَهْمِجُ بالوَطْبِ والمِزْوَدِ
قَالَ الصاغانيّ: والرِّوَايَة: حِمارٌ لَهُم، على الْجمع، ويروى حِصَانٌ، وَالْبَيْت للفَرَزْدَق.
(} والأَكِدَّةُ: بَقَايَا المَرْتَعِ الَّذِي قد أُكِلَ) ، يُقَال: بَقِيَتْ مِن الكَلإِ {كُدَادَةٌ، وَهُوَ الشيءُ القليلُ.
(ورأَيتُهم} أَكْدَاداً {وأَكَادِيدَ: فِرَقاً وأَرْسَالاً) ، لَا واحِدَ لَهَا، وحكَى الأَصمعيُّ: قَوْمٌ} أَكْدَادٌ، أَي سِرَاع.
( {والكَدْكَدَةُ: الإِفراطُ فِي الضَّحِك) . كالكَتْكَتَةِ والكَرْكَرَة والطَّخْطَخَة والطَّهْطَهَة، (} كالكِدْكَادِ، بالكسرِ) ، وَهُوَ مُطاوِع {الكَدْكَدَة، وأَنشد اللَّيْث:
ولاَ شَديدٍ ضِحْكُهَا} كِدْكَادِ
حَدَادِ دُونَ شَرِّهَا حَدَادِ
(و) الكَدْكَدَةُ (: ضَرْبُ الصَّيْقَلِ المِدْوَسَ عَلَى السَّيْفِ إِذا جَلاَهُ. و) {الكَدْكَدَةُ (: التَّثَاقُلُ فِي المَشْيِ) ، وَهُوَ العَدْوُ البَطِىءُ، كَمَا فِي الأَفعال لِابْنِ القطّاع.
(} وأَكَدَّ) الرجلُ ( {واكْتَدَّ) ، إِذا (أَمْسَكَ) .
(و) من المَجاز (هُوَ} كَدُودٌ) : لَا يُنَالُ دَرُّه وخَيْرُه إِلاَّ بِعُسْرٍ. وَكَانَ ابنُ هُبَيرَة

(9/99)


يَقُول: {- كُدُّونِي فَإِنّي} مُكِدٌّ، أَي سَلُوني فإِني أُعطِي على السُّؤال.
(و) من المَجاز أَيضاً، يُقَال (بِئْرٌ {كَدُودٌ) ، إِذا (لم يُنَلْ مَاؤُها إِلاَّ بِجَهْدٍ) ومَشقَّة.
(} والكُدَيْدَةُ كجُهَيْنَةَ: ماءٌ لبني أَبي بَكْرِ بن كِلابٍ) ، وَهِي والضمة ماءَانِ مِلْحَانِ خَشِنَانِ بالهَرْدَةِ لَهُم. كَذَا فِي المعجم.
( {وكُدَدٌ، كصُرَدٍ: ع قُرْبَ البَصْرَة) على أَيامٍ يَسيرةٍ مِنْهَا.
(و) كَدَدٌ، (كجَبَلٍ: ع) أَو وادٍ أَو جَبَلٌ (فِي دِيارِ بني سُلَيْمٍ) .
(و) } الكَدَدُ (لُغَةٌ فِي الكَتَدِ) أَو لُثْغَة.
( {والمِكَدُّ) بِالْكَسْرِ (: المُشْطُ) والمِحَكُّ.
(} وكَدَّدَه {وكَدْكَدَهُ} وتَكَدْكَدَهُ: طَرَدَه طَرْداً شَديداً) ، وَعبارَة النوادرِ: {وكَدَّنِي،} وكَدْكَدَنِي، {- وتَكَدَّدَني، وتَكَرَّدَني، أَي طَرَدني طَرْداً شَدِيدا.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} الكَدِيدُ: الأَرضُ {المَكْدُودةُ بالحوافِرِ.
} والكَدِيد: التُّرابُ الدِّقُّ {المَكدودُ المُرَكَّل بالقوائمِ، قَالَ امرُؤ القَيْس:
مِسَحَ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلى الوَنَى
أَثَرْنَ الغُبَارَ} بِالكَدِيدِ المُرَكَّلِ
والكَدِيد: تُرَاب الحَلْبَةِ.
{وكَدْكَدَ عَلَيْهِ، أَي عَدَا عَليه.
} وكَدَّ: تَعِبَ، وكَدَّ: أَتْعَبَ، لازِمٌ ومتعدَ.
{وكَدَّ لِسانَه بالكلامِ وقَلْبَه بالفِكْر، وَهُوَ مجازٌ.
} والكَدُّ: الحَكُّ، وَفِي حَدِيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا (كُنْتُ أَكُدُّه مِن ثَوْبِ رَسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَعْنِي المَنِيَّ.
{وكدَدْتُ رأْسي وجِلْدي بالأَظفار: حَكَكْتُ بهَا حَكًّا بإِلحاح، وَهُوَ مَجاز.
} والمَكْدُود: المَغلُوب.
! والكَدُّ: السَّعْيُ والاجتهادُ.

(9/100)


ورَجُلٌ {كَدودٌ: شَغَلَ نَفْسَه فِي تَعَبٍ، وناقَةٌ} كَدُودٌ، على المَثَل.
{وكُدَادَةُ الكَلإِ: القَلِيلُ مِنْهُ.
وَعَن أَبي عَمرو:} الكُدَّدُ: المُجاهدون فِي سَبِيل الله تَعَالَى.
{والكَدْكَدَةُ: حِكَايَةُ صَوْتِ شَيْءٍ يُضْرَب على شيْءٍ صُلْب، وهاذا من كتاب الأَفعال.
} والكَدُّ: إِناءٌ من الخَزَف على هيْئةِ الأَوانِي المَجْلُوبة من دَيْرِ البَلاَّص إِلى مصْر يُمْلأُ فِيهِ المَاءُ، والجَمْعُ {الكِدَّانُ، يمانِيَة، وَلَقَد استظرف البَدْرُ الدِّمامينيُّ حَيْثُ قَالَ:
رَعَى الله مِصْراً إِنَّنَا فِي ظِلاَلِها
نَرُوح ونَغْدُو سَالِمينَ مِنَ الكَدِّ
ونَشْرَبُ مَاءَ النِّيلِ بالكَأْسِ صَافِياً
وأَهْلُ زبِيدٍ يَشْرَبُونَ مِنَ} الكَدِّ
{وكادَّه} مُكَادَّةً: غَالَبَه.
وظَبْيَانُ بن {كدادة، قَالَه أَبو عُمَر، وَابْن الأَثير وَيُقَال ابْن كرادة لَهُ وِفَادَةٌ وخَبَرٌ لَا يَصِحُّ.
} وكدادة: بطْن من مُرادٍ، وَهُوَ كدادة بن مُفرِّج بن ناجِيَة بن مُرَادٍ وَاسم كدادة الْحَارِث، وَيُقَال إِنه من الأَزد، وَهُوَ الْحَارِث بن مُفرِّج بن مَالك بن زَهرانَ بن كَعْب بن الْحَارِث بن كَعْب بن عبد الله بن مَالك بن نصر بن الأَزد، قَالَه ابنُ الكلبيّ.
{والمُكَدَّد لقبُ شُرَيح بن مُرَّة بن سَلَمَة الكِنْدِيّ الصحابيّ، لُقِّب بِهِ لقَوْله.
سَلُونهي} - وكُدُّوني فإِنِي لَبَاذِلٌ
لَكُمْ مَا حَوَتْ كَفَّايَ فِي العُسْرِ واليُسْرِ
ورَأَيْتُ القَوْمَ {أَكداداً} وأَكادِيدَ، أَي مُنهَزِمين.
{والكِدَّةُ: الأَرْضُ الغليظةُ.
وسعدُ الله بن بَقِيَّة الله بن} كَدْكَدَة.

(9/101)


ودُلَفُ بن أَبي نَصْر بن كَدْكَدَة، مُحدِّثان.

كرد
: (الكَرْدُ: العُنُقُ) ، لُغَة فِي القَرْدِ، فارِسِيّ مُعَرَّب، قَالَ الشَّاعِر:
فَطَارَ بِمَشْحُوذِ الحَدِيدَةِ صَارِمٍ
فَطَبَّقَ مَا بَيْنَ الذُّؤَابَةِ والكَرْدِ
وَقَالَ آخر:
وكُنَّا إِذَا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه
ضَرَبْنَاهُ دُونَ الأُنْثَيَيْنِ عَلَى الكَرْدِ
(أَو أَصْلُها) ، وَهُوَ مَجْثَمُ الرّأْسِ على العُنق، وتأْنيثُ الضَّمير على لغةِ بعضِ أَهلِ الحِجاز، فإِنهم يُؤنِّثون العُنُقَ، وَهِي مَرجُوحةٌ، قَالَه شيخُنا. وَفِي اللِّسَان: والحَقيقة فِي الكَرْد أَنه أَصْلُ العُنُقِ.
(و) الكَرْدُ (: السَّوْقُ وطَرْدُ العَدُوِّ) كَرَدَهم يَكْرُدُهم كَرْداً: ساقَهم وطَرَدَهم ودَفَعَهم، وخَصَّ بعضُهم بالكَرْدِ سَوْقَ العَدُوِّ فِي الحَمْلَةِ. وَفِي حديثِ عُثْمَانَ رَضِي الله عَنهُ لمَّا أَرادوا الدُّخول عَلَيْهِ لقَتله (جَعَلَ المُغِيرَةُ بنُ الأَخْنَسِ يَحْمِل عَلَيْهِم وَيَكْرُدُهم بِسَيْفِه) أَي يَكُفُّهم ويَطْرُدُهم.
(و) الكَرْدُ (: القَطْعُ، وَمِنْه: شَارِبٌ مَكْرُودٌ) ، أَي مَقْطُوع.
(و) الكُرْدُ (بالضمَّ: جِيلٌ م) مَعْرُوف وقبائلُ شَتَّى، (ج أَكْرَادٌ) كقُفْل وأَقْفَالٍ، (و) اختُلف فِي نَسبهم، فَقيل (جَدُّهم كُرْدُ بن عَمْرٍ ومُزَيْقَاءَ) وَهُوَ لَقَبٌ لِعَمْرٍ و، لأَنه كَانَ كلَّ يَوْم يَلْبَس حُلَّةً، فإِذا كَانَ آخر النَّهَار مَزَّقها لِئَلَّا تُلْبَسِ بعدَه، (ابنِ عامِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ وَالصَّوَاب أَنّ ماءَ السماءِ لَقَبٌ لعامر، ويَدُلُّ لَهُ قولُ الشاعرِ:
أَنَا ابنُ مُزَيْقِيَا عَمْرٍ ووجَدِّي
أَبوه عامرٌ ماءُ السَّماء

(9/102)


هَكَذَا رَوَاهُ أَهلُ الأَنْسَاب، كَابْن حَزْمٍ وَابْن رَشِيق والسُّهَيليّ، وَيَرْوِيه النحويّون) أَبُوه مُنْذِرٌ، بدل (عَامر) وَهُوَ غَلَطٌ، قَالَه شيخُنا، وإِنما لُقِّب بِهِ لأَنه كَانَ إِذا أَجْدَب القَوْمُ وحَلَّ بهم المَحْلُ مَانَهم وقامَ بِطَعَامِهِم وشرابهمِ حَتَّى يَأْتِيهَم المَطَرُ، فَقَالُوا لَهُ: ماءُ السماءِ. قلت: وعامرٌ ماءُ السماءِ أَعْقَب عِمْرَانَ بن عامِر وعَمْراً مُزَيْقِياءَ، فهما ابْنا عامرٍ ماءِ السماءِ ابْن حارِثَةَ الغِطْرِيفِ بنِ امرِىء الْقَيْس الغِطريفِ بن ثَعْلَبة البُهْلول بن مَازِن السِّراج بن الأَزد، والعَقِب من عمرٍ ومُزيقياءَ فِي سِتَ أَبْطُمٍ: ثَعْلَبَة العَنْقَاء، وحارِثَة، وجَفْنَة، وعِمْرَان، ومُحَرِّق، وكَعْب. أَولاد عَمْرو، وَمن ثَلبةَ العنقاءِ الأَوْسُ والخَزْرَجُ، كَمَا حقّقناه فِي مُؤلّفاتنا فِي هاذا الْفَنّ، وهاذا الَّذِي ذهب إِلَيْهِ المُصنّف هُوَ الَّذِي جَزم بِهِ ابنُ خِلِّكان فِي وَفَيات الأَعيان، فِي تَرْجَمَة المُهلَّب بن أَبي صُفْرة. قَالَ: إِن الأَكْرَاد من نَسْل عَمْرٍ ومُزيقياءَ، وَقَعَوا إِلَى أَرْض العَجَم فتَنَاسَلُوا بهَا وكَثُر وَلَدُهم، فَسُمُّوا الأَكرادَ، قَالَ بعضُ الشعراءِ:
لَعَمْرُكَ مَا أَلاكْرَادُ أَبْنَاءُ فَارِسٍ
ولاكِنَّهُ كُرْدُ بنُ عَمْرِو بنِ عَامِرِ
هاكذا زَعمَ النسّابون. وَقَالَ ابنُ قُتَيبة فِي تكابِ المَعَارِف: تَذْكُر العَجَمُ أَنَّ الأَكْرَادَ فَضْلُ طَعَام بَيورَاسفَ. وذالك أَنه كَانَ يَأْمُر أَن يُذْبَح لَهُ كخلَّ يَوْم إنسانان ويتّخذ طعامَه من لُحومِهما، وَكَانَ لَهُ وزيرٌ يُقَال لَهُ أَرياييل، فَكَانَ يذبَح وَاحِدًا ويُبْقِي وَاحِدًا يَسْتَحْيِيه ويَبعثُ بهِ إِلى جَبله فَارِس، فتوالَدوا فِي الجِبال وكَثُروا. قَالَ شَيخنَا: وَقد ضَعَّفَ هاذا القولَ كثيرٌ من أَهلِ الأَنسابِ. قلت: وبيوراسف هَذَا هُوَ الضَحَّاك المارِي، مَلَكَ العَجَمَ بعدَ جم بن سُلَيْمان أَلفَ سَنَةٍ، وَفِي مفاتيحِ العُلومِ هُوَ مُعَرَّب دِهْ آك، أَي ذُو عَشْرِ آفاتٍ، وَقيل معرَّب أَزدها، أَي التّنِّينُ، للسَّلَعَتَيْنِ اللَّتين كانَتَا لَهُ، وَقَالَ أَبو

(9/103)


الْيَقظَان: هُوَ كُرْدُ بن عمرِو بن عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ (بن عَامر) بن صَعْصَعَةَ، وَقد أَلَّفَ فِي نَسَب الأَكْرَادِ فاضلُ عصرِه العلاَّمَةُ محمّد أَفندي الكُرْدِيّ، وَذكر فِيهِ أَقوالاً مختلِفَةً بعضُها مُصادِمٌ للبَعْضِ، وخَبَطَ فِيهِ خَبْطَ عَشْوَاءَ، ورَجَّح فِيهِ أَنه كُرْد بن كَنْعَانَ بن كوش بن حام بن نوح، وهم قبائلُ كثيرةٌ، ولاكنهم يَرجِعُون إِلى أَربعةِ قبائلَ: السوران والكوران والكلهر واللّر. ثمَّ إِنّهم يتشَعَّبون إِلى شُعوبٍ وبُطونٍ وقَبَائلَ كثيرةٍ لَا تُحْصَى، مُتغايِرَةٌ أَلسِنتهم وأَحوالُهم. ثمَّ نَقَلَ عَن مناهج الْفِكر ومباهج العبر للكُتْبِيّ مَا نَصُّه: أَمَّا الأَكرادُ فَقَالَ ابنُ دُرَيدٍ فِي الجمهرة: الكُرْدُ أَبو هاذا الجِيلِ الَّذين يُسمَّوْنَ بِالأَكراد، فزعمَ أَبو اليَقظانِ أَنَّه كُرْدُ بن عمرِو بن عَامر (بن: ربيعةَ بنِ عَامر) بن صَعْصَعَةَ. وَقَالَ (ابْن) الكلبِيِّ: هُوَ كُرْد بن عَمْرو مزيقياءَ. وَقَعُوا فِي نَاحيَة الشَّمَال لَمَّا كَانَ سَيْلُ العَرِم، وتَفَرَّقَ أَهلُ اليَمن أَيْدِي سَبَا. وَقَالَ المسعوديُّ: وَمن النَّاس مَن يَزعم أَن الأَكراد من ولَد رَبيعةَ بنِ نزارٍ، وَمِنْهُم مَن يزْعم أَنهم من وَلَدِ مُضَرَ بنِ نِزارٍ، وَمِنْهُم من زعم أَنهم من ولد كُرْدِ بن كَنْعَانَ بن كُوش بن حام. وَالظَّاهِر أَن يَكُونُوا من نَسْلِ سامٍ، كالفُرْسِ، لما مَرَّ من الأَصْل، وهم طوائف شَتَّى، وَالْمَعْرُوف مِنْهُم السورانية والكورانية والعمادية والحكارية والمحمودية والبختية والبشوية والجوبية والزرزائية والمهرانية والهارونية واللرية، إِلى غير ذالك من الْقَبَائِل الَّتِي لَا تُحْصَى كَثْرَةً، وبلادهم أَرضُ الفارِس وعراقُ العَجَم والأَذربيجان والإِربل والمَوْصِل، انْتهى

(9/104)


كلامُ المسعوديّ وَنَقله هاكذا الْعَلامَة مُحَمَّد أَفندي الكُرديّ فِي كِتَابه. قلت: وَالَّذِي نقل البُلبيسيّ عَن المسعوديّ نصّ عِبَارَته هاكذا تنازعَ النَّاس فِي بدءِ الأَكراد، فَمنهمْ من رأَى أَنهم من ربيعَة بن نزار بن بكر بن وَائِل، انفردوا فِي الْجبَال قَدِيما لحالٍ دعتهم إِلى ذالك، فجاوروا الفُرس فحالت لغتهم إِلى العَجمة، وولدَ كلّ نوع مِنْهُم لُغَة لَهُم كُردية، وَمِنْهُم من رأَى أَنهم من ولد مُضر بن نزار، وأَنهم من ولد كُرد بن مرد بن صعصعة (بن هوَازن) انفردوا قَدِيما لدماءٍ كَانَت بَينهم وَبَين غسّانَ، وَمِنْهُم من رأَى أَنهم من ولد ربيعَة بن مُضر اعتصموا بالجبال طلبا لمياه والمرعى، فحالوا عَن الرعبية لمن جاورهم من الأُمم، وهم عِنْد الفُرس من ولد كرد ابْن إِسفنديار بن منوجهر، وَمِنْهُم من أَلحقهم بإِماءِ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام حِين وَقع الشيطانُ الْمَعْرُوف بالجَسد على المنافقات فعِلقن مِنْهُ وعُصِمَ مِنْهُنَّ الْمُؤْمِنَات، فَمَال وضعْن قَالَ: اكردوهن إِلى الْجبَال. مِنْهُم مَيْمُون بن جَابَان أَبو بَصِير الكدري قَالَه الرشاطي عَن أَبهي، انْتهى. ثمَّ قَالَ مُحَمَّد أَفندي الْمَذْكُور: وَقيل أَصل الكرد من الجنّ، وكل كرديّ على وَجه الأَرض يكون رُبعهو جِنيًّا، وَذَلِكَ لأَنهم من نسل بِلْقيس، وبلقيس بالِاتِّفَاقِ أُمها جِنيّة، وَقيل: عصى قوم من الْعَرَب سليمانَ عَلَيْهِ السَّلَام وهربوا إِلى الْعَجم، فوقعوا فِي جَوَارٍ كَانَ اشْتَرَاهَا رجل لِسُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام، فتناسلت مِنْهَا الأَكراد، وَقَالَ أَبو الْمعِين النفسيّ فِي بَحر الْكَلَام: مَا قيل إِن الجنّي وصل إِلَى حرم سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام وَتصرف فِيهَا وَحصل مِنْهَا الأَكراد باطلٌ لَا أَصل لَهُ، انْتهى. قلت: وَذكر ابْن الجواني النسّابة فِي آخر الْمُقدمَة الفاضليّة عِنْد ذِكر ولد شالخ بن أَرفخشد مَا نصُّه: والعقب من فارسان بن أَهلو بن أَرم بن أَرفخشذ

(9/105)


أَكراد بن فارسان جد الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة بالأَكراد، هَذَا على أَحد الأَقوال، وأَكثر من يَنسبهم إِلى قيس، فَيَقُول كُرد بن مرد بن عَمْرو بن صعصعة بن مُعَاوِيَة بن بكر بن هَوَازن بن مَنْصُور بن عِكرمة بن خَصَفة بن قيس عَيلان بن مُضر بن نِزار بن معدّ بن عدنان، ويُجرِي عَمْراً مُجرَى باسل بن ضبّة جدّ الدَّيلم فِي خُرُوجه إِلى بِلَاد الْعَجم مغاضِباً لأَهله، فأَوْلد فِيهَا مَا أَوْلد. قَالَ: وَعَلِيهِ اعْتمد الأَرقطيّ النسابة فِي شجرته. وَمن أَراد الزِّيَادَة على ذالك فَعَلَيهِ بِكِتَاب الْجَوْهَر الْمكنون فِي الْقَبَائِل والبطون لِابْنِ الجواني الْمَذْكُور، وَفِيمَا ذكرنَا كِفَايَة، وَالله أَعلم.
(و) الكُرْدُ (: الدَّبْرَةُ مِن المَزَارِعِ) مُعرب، وَهِي المَشَارات، أَي سَواقيها، (الْوَاحِدَة بهاءٍ) وَالْجمع كُرُودٌ، قَالَ الصاغانيّ: وَهُوَ مِمَّا وَافق كلامَ الْعَرَب من كَلَام الْعَجم، كالدِّشْتِ والسَّخْت.
(و) الكُرْدُ (: ة بالبيضاءِ) بفارسَ، مِنْهَا أَبو الْحسن عليّ بن الْحسن بن عبد الله الكُرْدِيّ.
(و) كُرْدُ (بنُ الْقَاسِم) ، وأَظُّن هاذا تصحيفاً فِي كُرْدِين بن الْقَاسِم (مُحَدِّثٌ، وَكَذَا محمّد بن كُرْدِ الإِسْفَرَايِنِيّ. ومُحَمد بن) عَقيل الْمَعْرُوف بِابْن (الكُرَيْدِيِّ) بالتّصغير. (وكُرْدِينُ) لقب (واسْمه عبدُ الله بنُ القاسِمِ) مُحَدّث، هاكذا سَاق هاذه الأَسماءَ الصاغانيُّ فِي تَكملته، وقلَّده المُصَنّف، وَالَّذِي فِي التبصير لِلْحَافِظِ أَن المُسَمَّى بِعَبْد الله بن الْقَاسِم يعرف بكُورِين، ويكنى أَبا عُبَيْدَة، وأَما ابْن كخرْدِين فاسمه مِسْمع، فتنبَّهْ لذالك.
(والكِرْدِيدَةُ، بِالْكَسْرِ: القطْعَةُ العَظِيمةُ من التَّمْرِ، و) هِيَ أَيضاً (جُلَّتُه) ، أَي التَّمرِ، عَن السيرافيّ، قَالَ الشَّاعِر:
أَفْلَحَ مَنْ كانَتْ لَهُ كِرْدِيدَهْ
يأْكُلُ منْهَا وهْوَ ثَانٍ جِيدَهْ

(9/106)


أَنشد أَبو الْهَيْثَم:
قَدْ أَصْلَحَتْ قِدْراً لَهَا بِأُطْرَهْ
وأَبْلَغَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرَهْ
(أَو) الكِرْدِيدَلآُ (: مَا يَبْقَى فِي أَسْفَلِها) أَي الجُلَّةِ (مِنْ جَانِبَيْهَا مِن التَّمْرِ) ، كَذَا فِي الصِّحَاح، (ج كَرَادِيدُ وكِرَادٌ) ، الأَخير بِالْكَسْرِ، قَالَ الشَّاعِر:
القاعِدَات فَلَا يَنْفَعْنَ ضَيْفَكُمُ
والآكِلاَت بَقِيَّاتِ الكَرَادِيدِ
(كالكِرْدِيَةِ) ، بِالْكَسْرِ، عَن الصاغانيّ (وعبدُ الحَمِيدِ بنُ كَرْدِيدٍ مُحَدِّثٌ ثِقَةٌ) ، وَهُوَ صَاحب الزِّيَاديّ.
(وكارَدَهُ: طارَدَهُ ودَافَعَه) ، قيل: وَمِنْه اشتقاق الكُرْدِ الطائفَة الْمَشْهُورَة.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
يُقَال: خُذْ بِقَرْدَنِه وكَرْدَنِه، أَي بقَفَاه، أَورده الأَزهري فِي رباعيّ التَّهْذِيب.
وأَبو عليّ أَحمد بن مُحَمَّد الكَرْدِيّ، بِفَتْح الْكَاف، هاكذا ضَبطه حَمْزَة ابْن يُوسُف السهميّ، مُحدّث، روَى عَن أَبي بكر الإِسماعيليّ.
وَجَابِر بن كُرْدِيّ الواسِطيّ، بالضمّ ثِقَةٌ، عَن يَزيدَ بن هارونَ.
والكَرْد، بِالْفَتْح: ماءٌ لبني كِلاب فِي وَضحِ حِمَى ضَرِيَّه.
ومحمّد بن أَحمد بن كردان، محدِّث.
وعُمر بن الْخَلِيل أَبو كِرْدِينِ، بِالْكَسْرِ، وَلَى قضاءَ أَصبهانَ، وحدّث عَن حمّاد بن مَسْعَدة، ذكره أَبو نُعيم فِي تَارِيخه.
وأَبو الْفضل أَحمد بن عبد الْمُنعم ابْن الكِرْدِيديّ، وأَبو بكر أَحمد بن بدران الكِرْدِيدِيّ، وعُمر بن عبد الله بن إِسحاق الكِرْدِيديّ، مُحَدّثون.

كربد
: (كَرْبَدَ فِي عَدْوِه) كَرْبَدَةً، أَهمله الجوهريُّ وصاحبُ اللِّسَان، وَقَالَ

(9/107)


الصاغانيّ: إِذا (جَدَّ فِيه) وأَسْرَعَ، أَو قارَبَ الخَطْوَ، كدَرْبَكَ.

كرمد
: (كَرْمَدَ فِي آثارِهِم) ، أَهمله الجوهريّ وَصَاحب اللِّسَان، وَقَالَ الصاغانيّ، إِذا (عَدَا) ، قلت: الميمُ مُنقلبة عَن الباءِ كدَرْمَك.

كركد
: (الكِرْكِيدَةُ، بِالْكَسْرِ) ، أَهمله الجوهريّ والجماعةُ، وَقَالَ الصاغانيُّ اسْتِطْرَادًا، فِي تركيب ك ر د: إِنها لُغَة فِي (الكِرْدِيدَةُ) وَهِي القِطْعَةُ العظيمةُ مِن التَّمْرِ، كَمَا تَقدَّمَ.

كزد
: (كَزْدٌ، بِالْفَتْح) أَهمله الجوهريّ، وَقَالَ ابنُ دُرَيد هُوَ (: ع) قَالَ: وَلَا أَدري مَا حَقِيقَلآُ عَربِيَّتِه.

كسد
: (كَسَبُد) المتَاعُ وغيرُه، (كنَصَر وكَرُم) ، اللُّغَة الأُولى هِيَ المتداولَة الْمَشْهُورَة وَالْفِعْل يَكحسُد، (كَسَاداً) بِالْفَتْح، (وكُسُوداً) ، بِالضَّمِّ (: لم يَنْفُقْ) ، وَفِي التَّهْذِيب: أَصل معنَى الكَسَاد هُوَ الفَساد، ثمَّ استعملوه فِي عَدَم نَفَاق السِّلَعِ والأَسْواقِ، (فَهُوَ كاسِدٌ وكَسِيدٌ) وسِلْعَةٌ كاسِدَةٌ (و) كَسَدت السُّوقُ تَكحسُد كَسَاداً، و (سُوقٌ كاسِدٌ) ، بِلَا هاءه، وكأَنهم قصَدوا النَّسبَ، أَي ذَات كَسَادٍ، (وأَكْسَدَ) فِي سَائِر النُّسخ بِالرَّفْع، بِنَاء على أَنه مَعْطُوف على مَا قبله، وَالصَّوَاب أَنه جُملةٌ مستقِّلة مستأْنَفة، أَي وأَكسدَ القَوْمُ: كَسَدَتْ سُوقهم، كَذَا فِي اللِّسَان، وَعبارَة ابْن القطاع: أَكْسَد القومُ: صَارُوا إِلى الكَساد، (و) كَذَا قَوْلهم (أَكْسَدَتْ سُوقُهم) وَهَذَا خلاف مَا عَلَيْهِ الأَئمة، فإِنهم صرَّحوا: أَكسدَ الْقَوْم رباعيًّا، وكسَدَتْ سوقهم ثُلاثيًّا.

(9/108)


(والكَسِيدُ: الدُّونُ) ، وَبِه فُسّر قَول الشَّاعِر:
إِذْ كُلُّ حَيت نَابِتٌ بِأُرُومَلآغ
نَبْتَ العِضَاةِ فَمَاجِدٌ وكَسِيدٌ
قَالَ ابْن بَرّيّ: الْبَيْت لمُعَوِّد الحُكَماءِ.
(والكُسْدُ) بالضمّ (: القُسْطُ) ، لُغَة فِيهِ، عَن الصاغانيّ.
(وانْكَسَدَت الغَنَمُ إِلى الغَنَمِ: رجَعَتْ إِليها) ، عَن الصاغانيّ.

كشتغد
: (كُشْتَغْدَى) بن عبد الله (الخَطَّابِيُّ) الصّيرفيّ أَبو مُحَمَّد، (بالضمِّ) فَسُكُون فَفتح الْمُثَنَّاة الفوقيّة وَسُكُون الْغَيْن وَفتح الدَّال الْمُهْملَة، أَهمله الْجَمَاعَة، وَهُوَ مُحَدِّث، (وابْنُه) مُحَمَّد، (رَوَيَا) ، روى عَن إِسماعيل بن أَبي اليُسْر، والنَّجِيب الحَرّانيّ، وَغَيرهمَا وتُوُفِّيَ بِالْقَاهِرَةِ سنة 717 ذكره التّقى السُّبْكيّ فِي مُعجم شُيوخه، (رَوَيْنَا عَن أَصحابِهما) ، روى عَن محمّد بن كُشْتَغْدَى شيخُ الإِسلام سراجُ الدّين عُمَرُ البَلْقِينيّ، وَهُوَ شيخ المصنّف، كَمَا أَشار إِلَيْهِ فِي بَلْقِين، وَكَذَا السُّبْكيُّ، وَهُوَ شَيْخه أَيضاً، وأَبو الْعَبَّاس أَحْمد بن كُشْتَغْدَى. حَدَّث عَن النَّجيب، كأَخيه، وَعنهُ أَبو الْمَعَالِي الحَلاوِيّ، وروى أَبو الْفرج بن الشِّحْنَة عَن محمّد وأَحمد ابنيْ كُشْتَغْدَى، وهما عَن النَّجيب، ثمَّ إِن هاذه اللَّفْظَة تُركيّة، وحقُّ تركيبها قوش دوغدي أَي وُلِد فِي الصّباح، ثمّ صَارَت إِلى مَا تَرى.

كشد
: (كَشَدَه يَكْشدُه) كَشْداً، أَهمله الجوهريّ، وَقَالَ ابنُ دُريد أَي: (قَطَعَه بأَسْنَانِهِ) قطْعاً (كقَطْعِ الجَزَرِ) والقِيَّاءِ ونحوِهما.
(و) كَشَدَ (النَّاقة: حَلبَها بِثلاث أَصابِعَ) ، قَالَه الليثُ، وَقَالَ ابنُ شُمعيل: الكَشْدُ، والفَطْرُ، والمَصْرُ،

(9/109)


سواءٌ، وَهُوَ الحَلْبُ بالسّبَّابة والإِبهام.
(والكَشْدُ) ، بِفَتْح فَسُكُون (: حَبٌّ يُؤْكَلُ) ، عَن ابْن رُديد.
(والكَشُودُ) ، كصَبور (: ناقَةٌ تُكْشَدُ) ، أَي تُحْلَب، كَشْداً (فَتَدِرُّ) اللَّبَنَ.
(و) الكَشُودُ أَيضاً (: الضَّيِّقَةُ الإِحْلِيلِ) من النُّوق (القَصِيرَةُ الخِلْفِ) ، قَالَه ابنُ شُمَيل.
(و) عَن ابنِ الأَعرابيِّ: (الكُشُدُ) ، بِضَمَّتَيْنِ (: الكَثِيرُو الكَسْبِ، والكادُّونَ علَى عِيَالِهم) ، وَقد سَقَطت الْوَاو من بعض النُّسخ، (الوَاصِلُونَ أَرْحَامَهم، الواحِدُ كاشِدٌ وكَشُودٌ وكَشَدٌ) ، الأَخير مُحَرَّكَة.
(وأَكْشَدَ: أَخْلَصَ) الكِشْدَة، وَهِي الكِشْطَة، أَي (الزُّبْدَة) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الكُشْدَانِيُّونَ، بالضمّ: طائفةٌ من عَبدَة الكَواكبِ، استدركه شيخُنا رَحمَه الله تَعَالَى.
وكُوشِيد، بالضمّ وَكسر الشين: جَدُّ قاشم بن مَنْده الأَصبهانيّ المُحَدّث.

كعد
: (الكَعْدُ) ، بِالْفَتْح، أَهمله الجوهريّ، وَفِي اللِّسَان (: الجُوَالِقُ، و) الكَعْدَة (بهاءٍ: طَبَقُ القَارُورَةِ) ، وهاذه ضَبطها الصاغانيُّ بالضمّ.

كغد
: (الكَاغَدُ) ، بِفَتْح الْغَيْن، أَهمله الجوهريّ، وَقَالَ الصاغانيّ: هُوَ (: القِرْطَاسُ) فارسيٌّ (مُعَرَّب) ، وسيأْتي اللامُ عَلَيْهِ إِن شاءَ الله تَعَالَى.
كلد
: (الكَلْدُ: جَمْعُ الشيءِ بَعْضِه عَلَى) وَفِي بعض النُّسخ إِلى (بَعْضٍ، كالتَّكْلِيدِ) أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
فلمَّا ارْجَعَنُّوا واشْتَرَيْنَا خِيَارَهُمْ
وسَارُوا أُسَارَى فِي الحَدِيدِ مُكَلَّدَا
(و) الكَلَدُ (بالتَّحْرِيك) والكَلَنْدَي (: المَكَانُ الصُّلْبُ بِلَا حَصًى) ، كالكَلَدَةِ، وَالْعرب تَقول: ضَبُّ

(9/110)


كَلَدَةٍ، لأَنَّهَا لَا تَحْفِر جُحْرَهَا إِلا فِي الأَرْض الصُّلْبَةِ (و) الكَلَدُ (: النَّمِرُ) ، وَهِي بهاءٍ (و) الكَلَد (: الآكَامُ، أَو) هُوَ (الأَرَاضِي الغَلِيظَةُ) أَو قِطْعَةٌ مِنْهَا غَلِيظَة، (واحِدُها) كَلَدَة، (بهاءٍ) .
(وأَبُو كَلَدَة) ، بِالتَّحْرِيكِ، (كُنْيَةُ الضِّبْعَانِ) ، جَمع ضَبُعٍ، الْحَيَوَان الْمَعْرُوف.
(وكَلَدَةُ بْنُ حَنْبَلٍ) الغَسَّانيّ، وَقيل الأَسلميّ، أَخو صَفْوَان بن أُمَيَّة لأُمِّهِ وَكَانَ أَسودَ، خدَمَ صفوانَ وأَسلمَ بُعَيْدَه، لَهُ حَدِيث فِي جَامع التِّرمذيّ وَغَيره.
(والحَارِث بن كَلَدَة) بن عَمرو بن عِلاَجٍ الثَّقفيّ مولَى أَبي بَكرةَ الثقفيّ، (صَحابِيَّانِ) ، واختُلف فِي الثَّانِي، وَهُوَ الْمَشْهُور بالطبّ، لأَنَّه سافَرَ إِلى فارسَ، وتَعلّم هُنَاكَ الطِّبَّ، واشتهر فِيهِ، ونال بِهِ مَالا، وأَدركَ الإِسلامَ.
(و) الْحَارِث بن كَلَدَة (طَبِيبٌ للعَربِ) ، وَفِي مُخْتَصر الِاسْتِيعَاب هُوَ الْحَارِث بن الْحَارِث بن كَلَدَة، وَهُوَ من المُؤلَّفَة قُلوبُهم، وَكَانَ من أَشراف قَومه، وَهُوَ أَيضاً صحابيٌّ.
وَفَاته:
الْحَارِث بن حسّان بن كَلَدَة البَكْريّ الرَّبَعِيّ الذُّهْلِيّ، نزلَ الكُوفةَ، لَهُ صُحْبةٌ، روعى عَنهُ أَبو وائِلٍ وسِمَاك ابْن حَرْب.
(وضِرَارُ بنُ فُضَالَةَ بن كَلَدَةَ، ثَلاثَتُهم شُعراءُ) ، هُوَ وأَبوه وجَدُّه.
(والكَلَنْدَي: الأَكَمَةُ) ، كالكَلَدَةِ. (و) الكَلَنْدَي (: ع) بعُمَانَ قَالَ سَوَّارُ بن المُضَرَّب:
فَلَا أَنْسَى لَيَالِيَ بِالكَلَنْدَي
فَنِينَ وكُلُّ هاذا العَيْشِ فَانِ
(والمُكْلَنْدِدُ: الشَّديدُ) الخَلْقِ (العَظِيمُ، كالمُكْلَنْدِي) ، باليءِ بدل الدَّال.
(و) عَن اللِّحْيَانيّ (اكْلَنْدَي) الرجُلُ واكْلَنْدَد، إِذا (غَلُظَ واشْتَدَّ (كَتَكَلَّدَ))

(9/111)


واكْلَنْدَى البعيرُ واكْلَنْدَدَ، إِذا غَلُظَ، كاعْلَنْدَى.
(واكْلَنْدَدَ علَيه: أَلْقَى عَلَيْهِ بِنَفْسه، و) اكْلَنْدَدَ واكْلَنْدَى (: صَلُبَ) واشْتَدَّ، وبَعيرٌ مُكْلَندٍ ومُكْلَنْدِدٌ وعَمَّم بِهِ بعضُهم فَقَالَ: المُكَلَنْدِى: الشَّديد.
(و) اكْلَنْدَدَ الرجلُ (: تَقَبَّضَ وامْتَنَعَ) ، ذَكرَهُ الأَزهريّ فِي الرباعيّ أَيضاً.
(وذِيخٌ كَالدٌ: قَدِيمُ) هاكذا ذَكرُوهُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
تَكَلَّدَ الرَّجلُ: غَلُظَ لَحمُه وتَغَزَّرَ.
والإِكْلِيد، بِالْكَسْرِ: المِفْتَاح أَو الخِزَانَةُ، كالإِقْلِيد، وَقد تقدّمَ.
وكَلْوَادَ، بالتفح، وَمِنْهُم من ضَبطه بإِعجام الذَّال، قَالَ المسعودِيّ: دارُ مَملكة الفُرْس بِالعراق، قَالَ الرّشاطيّ: وَيُقَال: كَلُودا، مِنْهَا أَبو مُحَمَّد حَيُّوس بن رِزْق الله بن بَيَّان، وُلِد بِمصْر، ثِقَةُ، عَن عبد الله بن صَالح كَاتب اليْث وَغَيره.
وَزِيَاد بن أبي سُفْيَان الكَلَدِيّ، محرَّكة، نسبْة إِلى مَوْلَى أُمِّه سُمَيَّةَ، وَكَانَت جاريةَ طَبيبه العَرب المَذْكُور، وَكَذَلِكَ أَبو بكرةَ نُفَيْع بن الْحَارِث أَخو زِيَاد لأُمّه سُمَيصة، وَيُقَال لَهُ الكَلَديّ أَيضاً لذالك.
والكُلْدَانِيُّون، بالضمّ: طائفةٌ من عَبَدَة الْكَوَاكِب.
وكَلاَبَادَ: قَرْيَة بِبُخَارَا، وبالضّمّ محلَّة بِمَدِينَة كَرْمِينِيَةَ قُرْبَ سَمَرْقَنْد.

كلهد
: (أَبو كَلْهَدَةَ) ، أَهمله الجوهريّ، وَقَالَ الأَزهريّ: هُوَ (من كُنَاهُمْ) ، وكَلْهَدَة اسمُ رَجلٍ.

كمد
: (الكُمْدَةُ، بالضمّ والكَمْدُ، بِالْفَتْح، و) الكَمَدُ (بالتَّحْرِيك: تَغَيُّرُ اللَّوْنِ وذَهَابُ صَفَائه) وبقاءُ أَثَرِه، وَفِي حَدِيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا (كانَتْ إِحْدَانا تَأْخُذُ الماءَ بيَدِهَا

(9/112)


فتَصُبُّ على رأْسِها بِإِحدَى يَدَيْهَا فتُكْمِدُ شقَّها الأَيْمَن) .
(و) الكَمَدُ، مُحَرَّكَةً (: الحُزْنُ الشَّديد) لَا يُستطاعُ إِمْضَاؤُه. وَفِي الصِّحَاح والأَساس: الحُزْن المَكْتوم، وَفِي الْمُحكم: هُوَ أَشدُّ الحُزْنِ. (و) الكَمَدُ (: مَرَضُ القَلْبِ مِنْهُ) أَي من الحُزْن الشَّديد، (كَمِدَ، كفَرِحَ) ، كَمَداً (فَهُوَ كامِدٌ وكَمِدٌ) عابِسٌ مَهْمُوم، (و) زَاد ابْن سِيدَه: (كَمِيدٌ) .
(وأَكْمَدَه) الحُزْنُ: غَمَّهُ (فَهُوَ مَكْمودٌ) ، نادِرٌ، وشيْءٌ أَكْمَدُ اللونِ.
(و) فِي الأَساس: كَمِدَ (الثَّوْبُ أَخْلَقَ وامْلاَسَّ) فتغيَّرَ لَوْنُه.
(و) كَمَدَ القَصَّارُ، (كَنَصَرَ) ، كَمْداً وكُمُوداً (: دَقَّ الثَّوْبَ، وَالِاسْم الكِمَادُ، ككِتَاب، وَهِي) أَي الكِمَادُ (أَيضاً خِرْقَةٌ وَسخَةٌ) دَسِمَةٌ (تُسَخَّنُ وتُوضَعُ على المَوْجُوعِ) ، أَي عَلَى مَوْضع وَجَعِه (يَشْتَفِي بهَا) ، أَي بِتِلْكَ الخِرْقَةِ (من) شِدّةِ (الرِّيحِ ووَجَع البَطْن) ، وَقد أَكمَدَه فَهُوَ مَكمودٌ، نادرِ، هاذا محلّه، واسْتَعْمله المُصنّف بِمَعْنى المَهْمُوم، كَمَا سبق (كالكمَادَةِ) ، بِزِيَادَة الهاءِ، (وتَكْمِيدُ العُضْوِ: تَسْخِينُه بهَا) ، أَي بالكِمَادَةِ ونحْوِها، يُقَال كَمَّدْتُ فُلاناً إِذا وَجعَ بعضُ أَعضائِه فسَخَّنْتَ لَهُ ثَوْباً أَو غَيْرَه وتابَعْتَ على مَوْضع الوَجَع فيَجِد لَهُ راحَةً. وَفِي حديثِ جُبَيْرِ بن مُطْعِم (رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمعادَ سَعيدَ بن العاصِ فكَمَّدَه بِخرْقَةٍ) وَفِي الحَدِيث (الكِمَادُ أَحَبُّ إِليَّ مِن الكَيِّ) وَقَالَ شَمِرٌ. الكِمَادُ: أَن تُؤْخَذَ خِرْقَةٌ فَتُحْمَى بالنّارِ وتُوضَع على مَوْضِع الوَرَمِ، وَهُوَ كَيٌّ من غيرِ إِحْرَاقٍ.
(والكُمُدَّةُ كغُلُبَّةٍ: الذَّكَرُ) .
وَذَكَرٌ كُمُدٌّ: غَليظ.
وأَكْمَدَ الغَسَّالُ والقَصَّارُ الثَّوْبَ، إِذا لم يُنَقِّهِ، كَذَا فِي اللِّسَان والأَساس.

(9/113)


كمرد
: (كَمْرَدُ، كجَعْفَر) ، أَهمله الجوهريّ وَصَاحب اللسانِ، وَقَالَ الصاغانيّ هِيَ (: ة بِسَمَرْقَنْدَ) ، مِنْهَا أَبو جَعفر الكَمْرَدِيّ، عَن حِبّان بن مُوسى، وَعنهُ أَبو نَصْر الفَتْحُ بن عبد الله الواعظي السَّمَرْقَنْدِيّ.

كمهد
: (الكُمْهُدُ، كقُنْفُذٍ) ، أَهمله الجوهريّ، وَقَالَ أَبو عَمرو: هُوَ (: الغَلِيظُ العَظِيمُ) الْكَبِير (الكُمَّهْدَةِ) بالضمّ وتَشديد المِيم الْمَفْتُوحَة وَسُكُون الهاءِ وَفتح الدَّال، (أَي الكَمَرَة) ، وَهِي الكَوْسَلَةُ، عَن كرَاع، (أَو الفَيْشَلَة) ، وَهِي الحَشَفَة، وتشديدُ الدَّال لُغَةٌ فِيهِ قَالَ الشَّاعِر:
نَوَّامَةٌ وَقْتَ الضُّحَى ثَوْهَدَّهْ
شِفَاؤُهَا مِنْ دَائها الكُمْهَدَّهْ
وَقد يجوز أَن يكون غُيِّر للضَّرُورَة.
(واكْمَهَدَّ الفَرْخُ: اقْمَهَدَّ) واكْوَهَدَّ، وذالك إِذا أَصابَه مثلُ الارْتِعادِ إِذَا زَقَّه أَبوه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
اكْمَهَدَّ الرجُلُ: ارْتَعَشَ كِبَراً.

كنبد
: (وَجْهٌ كُنَابِدٌ، بالضمّ) ، أَهمله الجوهريُّ والجَماعَة، أَي (قَبِيحٌ) مَنْظَرهُ، وَذكره الأَزهريُّ فِي الذَّال الْمُعْجَمَة، وسيأْتي.

كند
: (الكُنُودُ) ، بالضمّ (: كُفْرَانُ النِّعْمَةِ) مَصْدَر كَنَدَها يَكْنُدُها، كدَخَل. كَمَا فِي الأَساس، وَضَبطه فِي البصائر بالكَسْر، من حَدِّ ضَرَب، وَتقول: فلَان إِن سأَلْته نَكَد، وإِن أَعْطَيْته كَنَد. وإِنه لكَنُودٌ وكَنَّادٌ. (و) قَالَ الله تَعَالَى فِي كِتَابه الْعَزِيز: {إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبّهِ لَكَنُودٌ} (سُورَة العاديات، الْآيَة: 6) هُوَ (بِالْفَتْح) ، أَي لَجَحُودٌ، قَالَ ابنُ مَنْظُور: وَهُوَ أَحسن، وَقَالَ الكلبيّ: مَعْنَاهُ (الكَفُورُ) بالنِّعْمَة (كالكَنَّادِ، و) قَالَ الزّجّاج،

(9/114)


لَكَنُودٌ، مَعْنَاهُ: لَكَفُورُ، يعنِي بذالك، (الكاَافِر، و) قَالَ الحَسَنُ: هُوَ (اللَّوَّامُ لِرَبِّه تَعَالَى) يَعُدُّ المُصِيبات ويَنْسَى النِّعَم. (و) فِي لُغَة بني مَالك هُوَ (البَخِيلُ، و) فِي لُغَة كِنْدَة هُوَ (العاصِي) ، كَمَا نقلَه البَيضاوِيُّ وغيرُه من المفسِّرين.
(و) من المَجاز: الكَنُودُ (: الأَرْضُ لَا تُنْبِتُ شَيْئا، و) قَالَ الْخَلِيل: الكَنُودُ فِي الْآيَة (: الَّذِي يَأْكُلُ وَحْدَه، ويَمْنَعُ رِفْدَه، ويَضْرِب عَبْدَه) كَمَا عَزاه فِي البصائر، قَالَ ابنُ سِيده: وَلَا أَعْرِف لَهُ فِي اللُّغَة أَصْلاً، وَلَا يَسوغ أَيضاً مَعَ قَوْله لِرَبِّه. (و) الكَنُودُ (: المَرْأَةُ الكَفُورُ لِلْمَوَدَّة والمُوَاصَلَة) ، كالكُنُدِ، بصمّتين، قَالَه الأَصمعيّ، قَالَ النَّمِرُ بن تَوْلَب يَصف امرأَتَه:
فَقُلْتُ وكَيْفَ صَادَتْني سُلَيْمَى
ولَمَّا أَرْمِهَا حَتَّى رَمَتْنِي
كَنُودٌ لَا تَمُنُّ وَلَا تُفَادِي
إِذا عَلِقَتْ حَبائلُها بِرَهْنِ
(و) كَنُودٌ (: عَلَمٌ) وَكَذَلِكَ كَنَّادٌ وكُنَادَةُ.
(وكُنْدَةُ، بالضمّ: ة بِسَمَرْقَنْدَ) مِنْهَا، أَبو الْمُجَاهِد محمّد بن عبد الْخَالِق بن عبد الوهّاب الكُنْدِيّ، فقيهٌ فاضِل، روى عَنهُ أَبو سعد السمعانيّ.
(و) كَنْدَة (بِالْفَتْح: ناحِيَةٌ بِخُجَنْدَ) من فَرْغَانَةَ (تُوصَف نِسَاؤُهَا بالحُسْنِ) وَالْجمال، وإِليها نُسِب أَبو إِبراهيم إِسماعيل بن إِسحاق بن إِبراهيم بن يحيَى الكَنْدِيّ الفَرْغَانيّ روى لَهُ المالينيّ عَن أَنس.

تَابع كتاب (و) الكِنْدَة (بِالْكَسْرِ: القِطْعَةُ من الجَبَل) .
(و) كَنَّاد (ككَتَّان: ابنُ أَوْدَعَ الغافِقِيُّ، وَفدَ على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ، وَمثله فِي التكملة. وَالصَّوَاب على مَا فِي كُتب الأَنساب أَن الَّذِي وفدَ على النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمحَفِيدُه مالكُ بن عُبَادَة بن كَنَّاد، وَيُقَال فِيهِ مَالك بن عبد الله، كُنيته أَبو مُوسَى، وَهُوَ من

(9/115)


بني الجَمَدِ بَطْن من العَتَاقَةِ من غافِق، لَهُ صُحْبة، وَيُقَال فِيهِ: عبدُ الله بن مَالك أَيضاً، مِصرِيٌّ، وَيُقَال: شاميّ، شهد فَتْحَ مصر، وَحَدِيثه عِنْد المصريين، مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين. وَقَالَ الذّهبيّ وَابْن فَهد: مَالك بن عُبَادة بن كَنَّاد بن أَوْدَعَ الغَافِقِيُّ، مِصريٌّ لَهُ صُحْبَة، روى عَنهُ وَدَاعة ابْن حُمَيْد الجَمَدِيّ، وثَعلبةُ بن أَبي الكَنُود، ويَحيى بن مَيْمُون.
(وكِنْدَةُ، بِالْكَسْرِ) ، هاذا هُوَ الْمَشْهُور المُتَدَاول، وَعَلِيهِ اقْتصر الجمهورُ، قَالَ شَيخنَا: ورأَيت مَنْ ضَبَطَه بِالْفَتْح أَيضاً فِي كُتب الأَنساب.
قلت: وَسمعت أَهل عُمَان والبَحْرَيْنِ والكِنْدِيِّين يَقُولُونَ: كُنْدَة، بالضمّ (وَيُقَال: كِنْدِيٌّ) أَيضاً، أَي بياءِ النِّسبة، وَهُوَ (لَقَبُ ثَوْره بنِ عُفَيْرِ) بن عَدِيّ بن الْحَارِث بن مُرَّة بن أُدَد (أَبو حَيَ من اليَمنِ) ، كَذَا لِابْنِ الكلبيّ والرّشاطيّ، وَقَالَ الهَمْدَانِيّ: وَهُوَ ثَوْرُ ابْن مُرَتِّعِ بن مُعَاوِيَة، وَقيل: ثَوْر بن عُبَيد بن الْحَارِث بن مُرَّة، وَفِي شرح الشفاءِ للخفاجيّ نقلا عَن العُباب: ثَوْر بن عَنْبَس بن عَدِيَ، وَفِي رَوْضِ السُّهَيليّ أَن كِنْدة بَنو ثَوْر بن مُرَّة بن أُدَدَ بن زَيْد، وَيُقَال إِنهم بَنو مُرَتِّع بن ثَوْر، وَقد قيل إِن ثَوْراً هُوَ مُرَتِّع، وَكِنْدَة أَبوه، وَقَالَ ابْن خلِّكان إِنّ مُرَتِّعاف، كمُحَدِّث، هُوَ وَالِد ثَور، وإِن ثَوْر بن مُرَتِّع هُوَ كِنْدة، وَفِي الصِّحَاح: هُوَ كِنْدَة بن ثَوْر، قَالَ شَيخنَا: وَالَّذِي جَزم بِهِ أَكثرُ شُرَّاح الحمَاسَة وديوان امرىءِ الْقَيْس أَن ثَوْراً وَلَدُ كِنْدَةَ لَا لَقَبُه، وَالله أَعْلم. قَالَ ابنُ دُرَيْد: سُمِّي بِهِ (لأَنّه كَنَدَ أَبَاه النِّعْمَةَ) أَي كَفَرَها (ولَحِقَ بأَخْوَالِه) . وَقَالَ أَبو جَعْفَر: أَصلُهُ من قَوْلهم أَرْضٌ كَنُودٌ، أَي لَا تُنْبِت شَيْئا، وَقيل: لكَونه كَانَ بَخِيلاً، وَقيل: لأَنّه كَنَدَ أَباه، ايي عَقَّه.
(والكَنْدُ: القَطْعُ) ، وَقد كَنَدَه.

(9/116)


وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ الأَعشى:
أَمِيطِي تُمِيطِي بِصُلْبِ الفُؤَادِ
وَصُوله حِبَالٍ وكَنَّادِهَا
أَي قَطَّاعها.
وثَعْلَبَة بن أَبي الكَنُود مُحعدِّث.
وَقَالَ اللَّيْث: كُنْدُدُ البَازِي، كقُنْفُذٍ: مَجْثَمٌ يُهَيَّأُ لَهُ من خَشَبٍ أَو مَدَرٍ، وَهُوَ دَخِيل لَيْسَ بعربيَ، نَقله الصاغانيُّ.

كنعد
: (الكَنْعَدُ: سَمَكٌ بَحْرِيٌّ) كالكَنْعَت، وأُرى تاءَه بَدَلا، وأَنشد:
قُلْ لِطَغَامِ الأَزدِ لَا تَبْطَرُوا
بِالشِّيمه والجِرِّيثِ والكَنْعَدِ
وَقَالَ جرير:
كَانُوا إِذَا جَعَلُوا فِي صِيرِهِمْ بَصَلاً
ثُمَّ اشْتَوْوا كَنْعَداً منْ مَالِح جَدَفُوا

كود
: ( {الكَوْدُ: المَنْعُ) ، وَمِنْه حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ (ولكنْ مَا قَوْلُكَ فِي عُقُولٍ} كَادَهَا خَالِقُهَا) ، قَالَ ثَعْلَب أَي مَنَعَهَا.
(و) يُقَال ( {كَادَ) زَيْدٌ (يَفْعَل) كَذَا. (و) حكى أَبو الخَطّاب أَن نَاسا من الْعَرَب يَقُولُونَ (} كِيدَ) زَيْدٌ يَفْعل كَذَا، وَمَا زِيلَ يَفْعل كَذَا، يُرِيدُونَ كَادَ وزَالَ، وَقد رُوِيَ بَيْتُ أَبي خِرَاش:
{وكِيدَ ضِيَاعُ القُفِّ يَأْكُلْنَ جُثَّتِي
وكِيدَ خِرَاشٌ يَوْمَ ذالِكَ يَيْتَمُ
(} كَوْداً) بِالْوَاو، {وكاداً، بالأَلف، وكِيداً بالياءِ (} ومَكَاداً {ومَكَادَةً) ، هاكَذَا سَرعدَ ابنُ سِيدِ مصادِرَ، أَي هَمَّ و (قَارَبَ ولمْ يَفْعَل) ، وَقَالَ اللَّيْث: الكَوْدُ مصدرُ} كادَ {يَكُودُ} كَوْداً {ومَكَاداً} ومَكَادَةً،! وكِدْت أَفْعَل كَذَا، أَي هَمَمْتُ، ولغة بني عَدِيَ بالضَّمّ، وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ عَن بعضِ العربِ.

(9/117)


وَفِي الأَفعال لِابْنِ القَطَّاع: {كادَ} يَكَادُ {كَاداً} وكَوْداً، هم وأَكثرُ العَرَب على {كِدْت، أَي بِالْكَسْرِ، وَمِنْهُم من يَقُول} كُدْتُ، أَي بالضمّ، وأَجمعوا على {يَكَادُ، فِي الْمُسْتَقْبل، وَنقل شَيخنَا عَن تصريف الميدانيّ أَنه قد جاءَ فِيهِ فَعُلع أَي بِالضَّمِّ يَفْعَل بِالْفَتْح، على لُغَة من قَالَ} كُدْتَ {تَكادُ، بِضَم الْكَاف فِي الْمَاضِي قَالَ شيخُنا: وَذكر غيرهُ: وَقَالُوا: هُوَ مِمَّا شَذَّ فِي بَاب فَعُلَ بالضمّ، فإِن مضارعه لَا يكون إِلاْ يَفْعُلُ بالضمْ، وَقد سبق أَنه شَذَّ، لَبَّ وَمَا مَعَهُ، وهاذا مِمَّا زادوه، كَمَا فِي شُرُوح اللامِيّة. وَقَالَ الزمخشريّ: قد حَوَّلُوا عِنْد اتِّصَال ضميرِ الفَاعِل فَعَل من الْوَاو إِلى فَعُل، وَمن الياءِ إِلى فَعِل، ثمَّ نقلت الضمّة والكسرة إِلى الفاءِ، فَيُقَال قُلْت وقُلْن، وبِعْث وبِعْنَ وَلم يحوِّلوا فِي غير الضَّمِير إِلاَّ مَا جاءَ فِي قَول ناسٍ من الْعَرَب كِيدَ يَفْعَل ومَا زهيلَ. قلت: وأَورد هاذا البحثَ أَبو جعفرٍ اللّبْلِيّ فِي بُغْية الآمال، وأَلْمَمنا بِبَعْضِه فِي (التَّعْرِيف بضروريّ اللُّغَة والتصريف) فَرَاجعه. وَفِي اللِّسَان: كَاد وُضِعتْ لمُقَارَبة الشيْءِ فُعِلَ أَو لم يُفْعَل (مُجَرَّدَةً تُنْبِىءُ عَن نَفْيِ الفِعْلِ، ومَقْرُونَةً بالجَحْدِ تُنْبِىءُ عَن وقُوعهِ) أَي الْفِعْل، وَفِي الإِتقان للسليوطيّ: كادَ فِعْلٌ ناقِصٌ أَتى مِنْهُ الْمَاضِي والمضارع فَقَط، لَهُ اسمٌ مَرفوع وخبرٌ مُضارع مُجَرَّد من أَنْ، وَمَعْنَاهَا: قارَبَ، فَنَفْيُهَا نَفْيٌ للمُقَارَبَة، وإِثباتها إِثباتٌ للمُقَارَبة، واشتهر على أَلسنة كثيرٍ أَن نَفْيَها إِثباتٌ وإِثباتَها نَفْيٌ، فقولك: كَاد زيدٌ يَفْعَل، مَعْنَاهُ لم يَفْعل، بِدَلِيل {9. 012 وَإِن} كَادُوا يفتنونك} (سُورَة الْإِسْرَاء، الْآيَة: 73) . وَمَا كَاد يفعل، مَعْنَاهُ فَعَل، بِدَلِيل {وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 71) أَخرجَ ابنُ أَبي حاتمٍ من طَرِيق الضَّحَّاك، عَن ابنِ عبَّاس قَالَ: كُلّ شيْءٍ فِي الْقُرْآن كادَ! وأَكَادُ ويَكادُ، فإِنه لَا يَكون أَبداً، وَقيل: إِنها تُفيد الدّلالة على وُقوعِ الفِعْل بِعُسْرٍ، وَقيل: نَفْيُ

(9/118)


الْمَاضِي إثباتٌ، بِدَلِيل {9. 012} وَمَا {كَادُوا يَفْعَلُونَ وَنفى الْمُضَارع نَفيٌ بِدَلِيل {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 40) وَنفى الْمُضَارع نَفيٌ بِدَلِيل {لَمْ} يَكَدْ يَرَاهَا} مَعَ أَنه لم يَرَ شَيْئا. وَالصَّحِيح الأَوّل، أَنها كَغَيْرِهَا، نَفْيها نَفيٌ وإِثباتُها إِثباتٌ، فَمَعْنَى كادَ يَفعل: قارَبَ الفِعْل ولمْ يَفْعَل. وَمَا كادَ يَفْعَل: مَا قَارَب الفِعْل فَضْلاً عنْ أَنْ يَفْعَل، فنَفْيُ الفِعْلِ لازِمٌ مِن نَفْيِ المُقَارَبَة عَقْلاً. وأَما آيَة {فَذَبَحُوهَا وَمَا {كَادُواْ يَفْعَلُونَ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 71) فَهُوَ إِخبار عَن حَالهم فِي أَوّلِ الأَمر، فإِنهم كانُوا أَوَّلاً بُعدَاءَ مِن ذَبْحِهَا، وإِثبات الفِعْل إِنما فُهِم من دَلِيل آخرَ، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: {فَذَبَحُوهَا} وايما قَوْله {لَقَدْ} كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ} (سُورَة الْإِسْرَاء، الْآيَة: 74) مَعَ أَنّه صلى الله عَلَيْهِ وسلملم يَرْكَنْ لاَ قَليلاً وَلَا كثيرا، فإِنه مَفهومٌ مِن جِهَةِ أَنّ لَوْلاَ الامتناعِيَّةَ تقتضِي ذالك، انْتهى. وَفِي اللِّسَان: وَقَالَ أَبو بكر فِي قَوْلهم: قَدْ كَادَ فُلاَنٌ يَهْلِك: مَعْنَاهُ: قد قَارَبَ الهَلاَكَ وَلم يَهْلِك، فإِذا قُلتَ مَا كَادَ فُلانٌ يَقُوم، فَمَعْنَاه: قامَ بعد إِبطاءِ وكذالك، كَاد يَقوم مَعْنَاهُ قاربَ القِيَامَ وَلم يَقُمْ. قَالَ: وهاذا وَجْهُ الْكَلَام، ثمَّ قَالَ (وقَد تَكون) كَاد (صِلَةً للكلامِ) ، أَجاز ذالك الأَخْفَشُ وقُطْرُبٌ وأَبو حاتمٍ، واحتجّ قُطربٌ بقولِ زيدِ الخَيْلِ:
سَرِيعٍ إِلى الهَيْجَاءِ شَاكٍ سلاحُهُ
فَما إِنْ {يَكادُ قِرْنُه يَتَنَفَّسُ
معناهُ مَا يَتَنَفَّسُ قِرْنُه. وَقَالَ حَسَّان:
وَ} تَكَادُ تَكْسَلُ أَنْ تَجهىءَ فِرَاشَهَا
فِي لِينِ خَرْعَبَةٍ وحُسْنِ قَوَامِ
مَعْنَاهُ وتَكسل، (وَمِنْه) قَوْله تَعَالَى: {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 40) أَي لمْ يَرَهَا وَلم يُقَارب ذالك، وَقَالَ بعضُهم: رَآهَا مِن بَعْدِ أَن لم! يَكَدْ يَراهَا مِن شِدَّةِ الظُّلْمَة. فاتَّضَح بذلك أَن قولَ شيخِنَا: كَوْن كَاد صِلَةً للْكَلَام لَا قائلَ بِهِ إِلا مَا وَرَد عَن ضَعَفَةٍ

(9/119)


المُفَسِّرين، تَحَامُلٌ على المُصنِّف وقُصُورٌ لَا يَخْفَى. وَقَالَ الأَخْفَشُ فِي قَوْله تَعَالَى: {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} حَمْلٌ على المَعنَى، وذالك أَنه لَا يَرَاهَا، وَذَلِكَ أَنك إِذا قلت كَاد يَفْعل إِنَّمَا تَعنِي قَارَب الفِعْل، على صِحَّةِ الكَلاَمِ، وهاكذا معنى هاذه الْآيَة، إِلاّ أَنّ اللُّغَة قد أَجازَتْ: لم يَكَدْ يَفْعَل وَقد فعَل بَعْدَ شِدَّة، وَلَيْسَ هاذا صَحَّةَ الكلامِ، لأَنه إِذا قَالَ: كادَ يَفْعل، فإِنما يعنِي قارَبَ الفِعْل، وإِذا قَالَ، لم يَكد يَفْعل، يَقُول: لم يُقَارِب الفِعْلَ، إِلاَّ أَن اللُّغَة جاءَت على مَا فُسِّرَ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: كُلَّمَا أَخْرَجَ يَدَه لمْ يَكد يَرَاهَا مِن شِدَّة الظُّلمَةِ، لأَن أَقَلَّ مِن هَذِه الظُّلمةِ لَا تُرَى اليَدُ فِيهِ، وأَما لم يَكَد يَقُوم، فقَدْ قَام، هاذا أَكْثَر اللُّغَة.
(و) قد (تكون) كَاد (بِمَعْنى أَرادَ) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {كَذالِكَ {كِدْنَا لِيُوسُفَ} (سُورَة يُوسُف، الْآيَة: 76) وَقَوله تَعَالَى: {9. 012} أكاد اخفيها} (سُورَة طه، الْآيَة: 15) أَي أَردنا، و (أُرِيدُ) وأَنشد أَبو بَكْرٍ للأَفْوَه:
فَإِنْ تَجَمَّعَ أَوْتَادٌ وأَعْمِدَةٌ
وسَاكِنٌ بَلَغُوا الأَمْرَ الَّذِي {كَادُوا
أَراد: الَّذِي أَرادوا، وأَنشد الأَخفشُ:
} كَادَتْ! وكِدْتُ وتِلْكَ خَيْرُ إِرَادَةٍ
لَوْ كَانَ مِنْ لَهْوِ الصَّبَابَةِ مَا مَضَى
قَالَ: مَعْنَاهُ أَرادَتْ وأَردْت، وَقَالَ الأَخفش فِي تَفْسِير الْآيَة: مَعناه: أُخْفِيهَا. وَفِي تَذكرةِ أَبي عَلِيَ أَن بعضَ أَهلِ التأْوِيل قَالُوا: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} مَعْنَاه: أُظهِرُها، قَالَ شَيْخُنَا: والأَكثر على بَقَائِهَا على أَصْلِها، كَمَا فِي البحْر والنَّهْرِ وإِعْرَابِ أَبي البقاءِ والسَّفاقِسيّ، فَلَا حاجةَ إِلى الخُروج عَن الظَّاهِر، وَالله أَعلم، قَالَ السيوطيّ: وَعَكسه كَقَوْلِه تَعَالَى: {يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ} (سُورَة الْكَهْف، الْآيَة: 77) أَي يكَاد قلت: وَفِي اللِّسَان: قَالَ بَعضهم فِي قَوْله تَعَالَى: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} (سُورَة طه، الْآيَة: 15) أُريد

(9/120)


أُخفيها، فَكَمَا جَازَ أَن تُوضَع أُريد مَوْضِعَ أَكاد فِي قَوْله: {جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ} فَكَذَلِك أَكادُ، فتأَمَّلْ. وَقَالَ ابنُ العَوَّام: كَاد زَيْدٌ أَن يَمُوتَ. (وأَن) لَا تَدخل مَع كادَ وَلَا مَعَ مَا تَصرّف مِنها، قَالَ الله تَعَالَى: { {وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِى} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 150) وَكَذَلِكَ جَمِيع مَا فِي القُرآن، قَالَ: وَقد يُدْخِلون عَلَيْهَا أَنْ، تَشْبِيهاً بِعَسَى، قَالَ رؤبة:
قَدْ كَادَ مِنْ طُوله البِلَى أَنْ يَمْصَحَا
(و) من ذالك قَوْلهم: (عَرَفَ) فلَان (مَا يُكَادُ مِنْه، أَي) مَا (يُرَادُ) ، وَفِي حَدِيث عَمْرِو بن العاصِ: (مَا قَوْلُك فِي عُقُولٍ} كَادَهَا خَالِقُهَا) وَفِي روايةٍ (تِلْكَ عُقولٌ كادَهَا بَارِئُها) أَي أَرادَها بِسُوءٍ.
(و) قَالَ اللَّيْث: الكَوْدُ مصْدر كادَ يَكُود كَوْداً ومَكَاداً ومَكَادَةً، تَقول لِمَن يَطلُب إِليك شَيْئا وَلَا تُريد أَن تُعْطِيَه تَقول: لَا و (لاَ مَهَمَّةَ وَلَا مَكادَةَ) . وَلَا كَوْداً وَلَا هَمًّا، وَلَا مَكَاداً وَلَا مَهَمًّا، (أَي لَا أَهُمُّ وَلَا أَكادُ) .
( {ويَكُودُ) على صِيغة الْمُضَارع (: ع) عَن الصاغانيّ، وَلم أَجده فِي مُعْجم ياقوتٍ، مَعَ استيعابه.
(وَهُوَ} يَكُودُ بِنَفْسِه) كَوْداً، عَن الصاغانيّ، لُغَة فِي يَكِيد كَيْداً، أَي (يَجُود) بهَا ويسوق، وَذكره غالبُ اللغويين فِي الياءِ، وسيأْتي.
( {واكْوَأَدَّ) الفَرْخُ والشَّيْخُ (: شَاخَ وارْتَعَشَ) ، كاكْوَهَدَّ.
(} والكَوْدَةُ:) كلّ (مَا جَمَعْتَ من تُرَابٍ) وَطَعَام (ونَحْوِه) وجَعَلْتَه كُثْباً، (ج {أَكْوَادٌ) .
(} وكَوَّدَه) أَي الترابَ (: جَمَعَه وجعَله كُثْبَةً وَاحِدَة) ، يَمَانِية.
( {وكُوَادٌ،} وكُوَيْدٌ، كغُرَابٍ وزُبَيْرٍ: اسمانِ) .

كهد
: (كَهَدَ) فِي المَشْيِ، (كمَنَع، كَهْداً

(9/121)


وكَهَدَاناً) ، الأَخير محرّكة، (: أَسْرَعَ. وكَهَدْتُه) د هَكَذَا فِي النّسخ ثُلاثِيًّا، وَفِي الصّحاح: كَهَدَ الحِمَارُ كَهَدَاناً، أَي عَدَا، وأَكْهَدته (أَنا) ، وَهُوَ الصَّوَاب وَمِنْه قولُ الفَرزدق يهجو جَرِيراً وَبني كُلَيْبٍ:
ولاكِنَّهم يُكْهِدُونع الحَمِيرَ
رُدَافَى عَلَى العَجْبِ والقَرْدَدِ
(و) كَهَدَ، إِذا (أَلَحَّ فِي الطَّلَبِ، و) كَهَدَ إِذا (تَعِبَ) بِنَفسِهِ (وأَعْيَا) .
(وأَتانٌ كَهُودُ اليَدَيْنِ: سَرِيعَةٌ) ، وَبِه فُسِّرَ قولُ الفرزدق:
مُوَقَّعَةٍ، بِبَيَاضِ الرُّكُودِ
كَهُودِ اليَدَيْنِ مَعَ المُكْهِدِ
أَرادَ بِكَهُودِ اليَدَيْنِ الأَتانَ السَّرِيعَة.
(والكَوْهَدُ) ، كجَوْهَرٍ (: المُرْتَعِشُ كِبَراً) ، يُقَال: شَيْخٌ كَوْهَدٌ.
(والكَهْدَاءُ: الأَمَةُ) ، لِسُرْعَتها فِي الخِدْمَةِ، وَقد كَهَدَ وأَكْهَدَ.
(وأَكْهَدَ: تَعِبَ وأَتْعَبَ) ، ولَقِيَني كاهِداً قد أَعْيَا ومُكْهِداً، وأَكْهَدَ وكَهَدَ، وكَدَه وأَكْدَهَ، كلّ ذالك إِذا أَجْهَدَه الدُّؤُوبُ. وَقد تقدم الشَّاهِد فِي قَول الفرزدق، وَهُوَ المُكْهِد أَي المُتْعِب وأَراد بِهِ العَيْرَ.
(واكْوَهَدَّ) الشيْخُ والفَرْخُ (كاقْمَهَدَّ) واكْوِهْدَادُ الفَرْخِ: ارْتِعَادُه إِلى أُمِّه لِتَزُقَّه.
(و) يُقَال (أَصابَهُ جَهْدٌ وكَهْدٌ) بِمَعْنى وَاحِد.

كيد
: ( {الكَيْدُ: المَكْرُ والخُبْثُ،} كالمَكِيدَةِ) ، قَالَ اللَّيْث: {الكَيْدُ مِن} المَكِيدة، وَقد {كَادَه} يَكِيدُه {كَيْداً} ومَكِيدَةً. قالل شيخُنا: وظاهِرُ كلامِهِمْ أَنْ الكَيْدَ والمَكْرَ مُترادفانِ، وَهُوَ الظَّاهِر، وَقد فَرَّق بَينهمَا بعضُ فُقَهَاءِ اللُّغَة، فَقَالَ:! الكَيْدُ: المَضَرَّة، والمَكْرُ: إِخفاءُ الكَيْدِ وإِيصالُ المَضَرَّة، وَقيل: الكَيْدُ: الأَخْذُ على خَفَاءٍ، وَلَا يُعْتَبر فِيهِ إظهارُ

(9/122)


خِلاَفِ مَا أَبْطَنَه، ويُعْتَبر ذالك فِي المَكْرِ. وَالله أَعلم.
(و) الكَيْدُ (: الحِيلَةُ) ، وَبِه فُسِّر قَولُه تَعَالَى: {فَجَمَعَ {كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى} (سُورَة طه، الْآيَة: 60) وَقَوله تَعَالَى: {} فَيَكِيدُواْ لَكَ {كَيْدًا} (سُورَة يُوسُف، الْآيَة: 5) أَي فَيحْتَالوا احتِيَالاً. وفلانٌ} يَكِيدُ أَمْراً مَا أَدْرِي مَا هُوَ، إِذا كَانَ يُرِيغُه ويَحتال لَهُ، ويَسْعَى لَهُ ويَخْتِله، وكلّ شيْءٍ تُعالِجه فأَنت {تَكِيدُه.
(و) الكَيْد: الاحتيالُ وَالِاجْتِهَاد، وَبِه سُمِّيت (الحَرْبُ) كَيْداً، لاحتيالِ الناسِ فِيهَا، وَهُوَ مَجاز، وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز غَزَا فَلَمْ يَلْقَ} كَيْداً، أَي لم يُقَاتلْ، انْتهى. قلت: وَهُوَ فِي حَدِيث ابْن عمر. وَفِي حَدِيث صُلْحِ نَجَرانَ (إِنْ كانَ باليَمَنِ {كَيْدٌ ذَاتُ غَدْرٍ) أَي حَرْبٌ، ولذالك أَنَّثَها.
(و) } الكَيْدُ (: إِخرَاجُ الزَّنْدِ النَّارَ؛ و) الكَيْدُ (: القَيْءُ) ، وَمِنْه حَديث قَتَادَة (إِذا بَلَغ الصائمُ الكَيْدَ أَفْطَر) حَكَاهُ الهَرَويّ فِي الغَريبينِ وابنُ سِيده.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: الكَيْدُ (: اجْتِهَادُ الغُرَابِ فِي صِياحِه، و) قد (كَادَ) الرجُلُ إِذا (قَاءَ) .
(و) من المجازِ: كادَ (بِنَفْسِه) {كَيْداً (: جَادَ) بهَا جَوْداً، وسَاقَ سِياقاً. وَفِي الأَساس: رأَيتُه} يَكِيد بِنَفْسِه: يُقَاسِي المَشَقَّةَ فِي سِيَاقه. وَفِي الحديثِ (أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمدَخَلَ على سَعْدِ بن مُعَاذٍ وَهُوَ {يَكِيدُ بِنَفْسِه فَقَالَ: جَزَاكَ الله مِنْ سَيِّدِ قَوْمٍ) . يُرِيد النَّزْعَ.
(و) } كادَت (المَرْأَةُ) {تَكِيد كَيْداً (: حَاضَتْ) ، وَمن حَديث ابنِ عبَّاس (أَنه نَظَر إِلى جَوَارٍ قَدْ} كِدْنَ فِي الطَّرِيقِ، فأَمرَ أَن يَتَنَحَّيْنَ) مَعْنَاهُ: حِضْنَ. {والكَيْدُ: الحَيْضُ.
(و) } كَادَ (يَفْعَلُ كَذَا: قَارَبَ وهَمَّ) قَالَ الفَرَّاءُ: العَرب تَقولُ مَا! كِدْت أَبْلُغ إِليكَ وأَنت قد بَلَغْتَ. قَالَ: وَهَذَا هُوَ وَجه العَرَبِيَّة، وَمن الْعَرَب

(9/123)


مَنْ يُدخِل {كَاد} وَيكادُ فِي اليَقِينِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَة الظِّنَّ، أَصْلُه الشَّكُّ، ثُمَّ يُجْعَل يَقيناً. ( {كَكِيدَ) ، فِي لُغة بعضِ العَرب، كَمَا تَقدَّم، وَهُوَ على وَجْهِ الشُّذُوذِ، وإِنما اسْتَطْرَده هُنَا مَعَ ذِكْرِه أَوَّلاً فِي كود إِشارةً إِلى أَنه واويّ ويائيّ، وَهُوَ صَنيع غالِبِ أَئمّة اللُّغَة، وَمِنْهُم من اقْتصر على أَحدهما.
(وَفِيه} تَكَايُدٌ) ، أَي (تَشَدُّدٌ) ، وَبِه فَسَّر السكَّرِيُّ قولَ أَبي ضَبَّةَ الهُذَلِيّ:
لَقَّيْتُ لَبَّتَه السِّنَانَ فَكَبَّه
مِنِّي {تَكَايُدُ طَعْنَةٍ وتَأْيُّدُ
(و) قَوْلهم: لَا أَفعل ذالك و (لَا} كَيْداً وَلَا هَمًّا) ، أَي (لَا {أَكادُ وَلَا أَهُمُّ) ، كَقَوْلِهِم: لَا} مَكَادَةَ وَلَا {مَهَمَّةَ، وَقد تَقَدَّم، وهاذه قِطْعَة مِن عِبارة ابنِ بُزُرْج، كَمَا سيأْتي بَيانُها، فَلَو أَخَّرَها فِيمَا بَعْدُ كَانَ أَلْيَقَ بالسَّبْكِ وأَنْسَبَ.
(} واكْتَادَ، افْتَعَلَ من {الكَيْدِ، و) قَالَ ابنُ بُزُرْج: يُقَال مِنْ كَادَ: (هُمَا} يَتَكَايَدَانِ) ، أَي بالياءِ (وَلَا تَقُلْ) أَي أَيُّهَا النحويّ: (يَتَكَاوَدَانِ) ، أَي بالوَاو، فإِنه خَطَأٌ، لأَنهم يَقُولُونَ إِذا حُمِلَ أَحدُهُمْ على مَا يَكْرهُ: لَا وَالله وَلَا كَيْداً وَلَا هَمًّا، يُرِيد: لَا {أُكَادُ وَلَا أُهَمُّ، وحكَى ابنُ مُجاهدٍ عَن أَهل اللغةِ كَادَ} يَكَادُ، كَانَ فِي الأَصلِ كَيِدَ يَكْيَدُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{كادَه: عَلَّمَه الكَيْدَ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: {كَذالِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} (سُورَة يُوسُف، الْآيَة: 76) أَي عَلَّمْنَاه الكَيْدَ على إِخْوَتِه.
} وكادَه: أَرادَه بِسُوءٍ. وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: { {لاكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} (سُورَة الْأَنْبِيَاء، الْآيَة: 57) .
} وكَيْد الله للكُفَّار هُوَ استِدْراجُهم من حَيْثُ لَا يَعْمَلُون.
{والمُكَايَدَةُ: المُخَاتَلَة.
} وكَيْدَانُ، بِالْفَتْح: قَرْيَةٌ بِفَارِسَ.
( {وأَكْيَادُ) مِنْ قُرَى مِصْرَ، وتُضَاف إِليها دِجْوَة، وقَرْيَة أُخرى تُسَمَّى} بأَكْيَادِ العَتَاوِرَةِ.

(9/124)