تاج العروس

(بَاب الزَّاي)

وهى من الْحُرُوف المجهورة، وهى وَالصَّاد فِي حيّز وَاحِد، وهى الْحُرُوف الأسلية، لِأَن مبدأها من أسلة اللِّسَان. قَالَ الأزهرى: لَا تأتلف الصَّاد مَعَ السِّين وَلَا مَعَ الزاى فِي شَيْء من كَلَام الْعَرَب.

قَالَ شَيخنَا: وفيهَا لُغَات: الزاء بِالْمدِّ، كالراء. والزاى بالتحتية، بدل الْهمزَة، كملا هُوَ الْمَشْهُور الجارى على الْأَلْسِنَة، والزى، بِكَسْر أَوله وَتَشْديد التَّحْتِيَّة، حكى الثَّلَاثَة فِي النشر. وَيُقَال ظ: زى، ككى، حَكَاهُ ابْن جنى وَغَيره، ويأتى بَعْضهَا للْمُصَنف فِي المعتل، وَبسط الْكَلَام فِيهِ.
قَالُوا: وتبدل الزاى من السِّين وَالصَّاد، كَمَا صرح بِهِ ابْن أم قَاسم وَغَيره، نَحْو: يزدل، فِي يسدل، ويزدق، فِي يصدق. وَفِي التسهيل: وَقد تبدل بعد جِيم نَحْو: جست خلال الديار وجزت، وَبعد رَاء، نَحْو رسب وزرب، قَالَ شَيخنَا: وَهَذَا الْإِبْدَال قيل إِنَّه لُغَة كلب. وَقَالَ الطوسي إِنَّه لُغَة عذرة وَكَعب وَبنى العنبر، وَالله أعلم

(فصل الْهمزَة مَعَ الزَّاي)

أبز
{أَبَزَ الظَبْيُ} يَأْبِزُ، من حدّ ضَرَبَ {أَبْزَاً، بِالْفَتْح،} وأُبوزاً، بالضمّ، {وأَبَزَى، كَجَمَزى، هَكَذَا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ: وَثَبَ وَقَفَزَ فِي عَدْوِه، أَو تَطَلَّقَ فِي عَدْوِه، قَالَ: يَمُرُّ كمَرِّ} الآبِزِ المُتَطَلِّقِ أَو {الأَبَزَى: اسمٌ من} الأَبْز، كَمَا

(15/5)


صرّح بِهِ الصَّاغانِيّ. ومثلُه فِي اللِّسَان. وظَبْيٌ وظَبْيةٌ {آبِزٌ} وأبّازٌ {وأَبُوزٌ، كناصِرٍ وشَدّادٍ وصَبُور، أَي وَثّابٌ، وَقَالَ ابْن السِّكِّيت:} الأبّاز: القَفّاز. قَالَ الراجز يصفُ ظَبْياً:
(يَا رُبَّ {أَبّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ ... تقَبَّضَ الذئبُ إِلَيْهِ فاجْتمعْ)

(لمّا رأى أنْ لَا دَعَهْ وَلَا شَبِعْ ... مالَ إِلَى أَرْطَاةٍ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ)
وَقَالَ جِرَان العَوْد:
(لقدْ صَبَحْتُ جَمَلَ بن كُوزِ ... عُلالةً من وَكَرَى} أَبُوزِ)

(تُريحُ بعد النَّفَسِ المَحْفوزِ ... إراحةَ الجِدايَةِ النَّفُوزِ)
قَالَ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن كَيْسَان: قرأتُه على ثَعْلَب: جَمَلَ بن كُوزِ بِالْجِيم، وَأَخذه عليٌّ بالحاءِ قَالَ: وَأَنا إِلَى الحاءِ أَمْيَل. وصَبَحْتُه سَقَيْتُه صَبوحاً، وجعلَ الصَّبُوح الَّذِي سقَاهُ لَهُ عُلالةً من عَدْوِ فَرَسٍ وَكَرَى، وَهِي الشديدةُ العَدْو. أَبَزَ الإنسانُ يَأْبِزُ أَبْزَاً: استراحَ فِي عَدْوِه ثمَّ مضى. {أَبَزَ} يَأْبِزُ {أَبْزَاً، لُغَة فِي هَبَزَ: ماتَ مُغافَصَةً كَذَا فِي اللِّسَان، والهمزُ بدلٌ من الْهَاء. أَبَزَ بصاحبِه يَأْبِزُ أَبْزَاً: بغى عَلَيْهِ، نَقله الصَّاغانِيّ. يُقَال: نَجِيبَةٌ أَبُوزٌ، كصَبور، تَصْبِرُ صَبْرَاً عَجيباً فِي عَدْوِها.
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} أَبْزَى، كَسَكْرى: والدُ عبد الرَّحْمَن الصّحابيّ الْمَشْهُور، وَقيل لِأَبِيهِ صُحبَة.

(15/6)


قلتُ: وَهُوَ خُزاعيّ مَوْلَى نَافِع بن عبد الْحَارِث، استَعْمَله على خُراسان، وَكَانَ قَارِئًا فَرضِيّاً عالِماً، اسْتَعْملهُ مَوْلاه على مكّةَ زَمَنَ عمر، وروى عَن النبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم وَأبي بكر، وعَمّارٍ. وابْناهُ سعيدٌ وعَبْد الله لَهما رِوايةٌ، وعَبْد الله بن الْحَارِث بن أَبْزَى، عَن أمّه رائطة.
واستدركَ شَيْخُنا هُنَا نقلا عَن الرَّضِيّ فِي شَرْحِ الحاجِبِيّة: مَا بهَا {آبِزٌ، أَي أحدٌ. وَقَالَ: أَغْفَله المصنِّف والجَوْهَرِيّ. قلتُ: وَلَكِن لم يَضْبِطه، وظاهرُه أَنه بكَسرِ الْهَمْز وسُكونِ المُوَحّدة،)
والصّوابُ أنّه بالمَدِّ، كناصِرٍ، ثمَّ وَهُوَ مَجاز من} الآبِزِ وَهُوَ الوَثَّابُ فتأَمَّل.
أجز
{الأَجْزُ، بِالْفَتْح: اسمٌ، وَالَّذِي فِي اللِّسَان:} وآجَزُ اسمٌ، وَقد أهمله الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ. {واسْتَأْجَزَ على الوِسادة: تحَنَّى عَلَيْهَا وَلم يتَّكِئْ. وَكَانَت العربُ} تَسْتَأْجِزُ وَلَا تتَّكِئ. وَفِي التَّهْذِيب عَن اللَّيْث: الإجازةُ ارْتِفاقُ الْعَرَب، كَانَت تَحْتَبِئ {وتَستأجِزُ على وِسادةٍ وَلَا تتَّكِئُ على يمينٍ وَلَا شِمالٍ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: لم أسمعهُ لغير اللَّيْث وَلَعَلَّه حفظه على رايت الصَّاغَانِي ذكر فِي ج ودير الزُّور مَا نَصه قَالَ اللَّيْث: الاجاز ارْتِفَاع الْعَرَب كَانَت تَحْتَبِيَ أَو تستأجر أَي تنحني على وسَادَة وَلَا تتكى على الْيَمين وَلَا شمال هَكَذَا قَالَ الْأَزْهَرِي: وَفِي كتاب اللَّيْث: الإجْزاءُ بَدَل الإجاز فيكونُ من غيرِ هَذَا التَّرْكِيب.
أرز
} أَرَزَ الرجلُ! يَأْرزُ، مُثَلَّثَةَ الرَّاء، قَالَ شَيْخُنا: التّثليث فِيهِ غيرُ مَعْرُوف، سواءٌ قُصد بِهِ الْمَاضِي أَو الْمُضَارع، وَالْفَتْح فِي الْمُضَارع لَا وَجَهَ لَهُ، إِذْ لَيْسَ لنا حَرْف حلَق

(15/7)


ٍ فِي عَيْنِه وَلَا لامِه، فَالصَّوَاب الِاقْتِصَار فِيهِ على {يَأْرِز، كَيَضْرِب، لَا يُعرَف فِيهِ غيرُها، فَقَوله مُثَلّثة الراءِ زِيادةٌ مُفسِدَةٌ غيرُ مُحتاج إِلَيْهَا. قلتُ: وَإِذا كَانَ المُراد بالتّثليثِ أنْ يكونَ من حدِّ ضَرَبَ وعَلِمَ وَنَصَرَ فَلَا مَانع، وَلَا يَرِدُ عَلَيْهِ مَا ذَكَرَه من قَوْله: إِذْ ذَلِك شرطٌ فِيمَا إِذا كَانَ من حدّ مَنَعَ، كَمَا هُوَ ظَاهر،} أُروزاً، كقُعودٍ، {وأَرْزَاً، بِالْفَتْح: انْقبضَ وتجَمَّعَ وثبتَ، فَهُوَ} آرِزٌ، بالمَدّ، {وأَرُوزٌ، كصَبورٍ، أَي ثابِتٌ مُجتَمِع. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: أَرَزَ فلانٌ} يَأْرِزُ {أَرْزَاً} وأُروزاً، إِذا تَضامَّ وتقَبَّضَ من بُخلِه، فَهُوَ {أَرُوزٌ. وسُئلَ حَاجَة} فَأَرَزَ، أَي تقَبَّضَ واجْتمعَ. قَالَ رؤبة: فذاكَ بَخَّالٌ {أَرُوزُ} الأَرْزِ ولكنّه ينضمّ بعضُه إِلَى بعض. وَقد أَضَافَهُ إِلَى الْمصدر كَمَا يُقال عمر العَدْلِ، وعَمْرُو الدَّهَاء، لمّا كَانَ العَدلُ والدَّهاءُ أَغْلَبَ أَحْوَالِهما، ورُوي عَن أبي الأسْوَد الدُّؤَليّ أنّه قَالَ: إنّ فلَانا إِذا سُئل أَرَزَ، وَإِذا دُعي اهتَزَّ، يَقُول: إِذا سُئلَ المعروفَ تَضامَّ وتقَبَّضَ من بُخلِه وَلم يَنْبَسِط لَهُ، وَإِذا دُعي إِلَى طعامٍ أَسْرَعَ إِلَيْهِ. {أَرَزَت الحَيَّةُ} تَأْرِزُ {أَرْزَاً: لاذَتْ بجُحْرِها وَرَجَعتْ إِلَيْهِ، وَمِنْه الحَدِيث: إنَّ الإسلامَ} لَيَأْرِزُ إِلَى المدينةِ كَمَا {تَأْرِزُ الحيَّةُ إِلَى جُحْرِها ضَبطه الرُّواةُ وأئمّةُ الْغَرِيب قاطِبَةً بِكَسْر الرّاء، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ:} يَأْرِزُ، أَي ينضَمّ ويَجتمِعُ بعضُه إِلَى بعض فِيهَا،)
وَمِنْه كلامُ عليّ رَضِي الله عَنهُ: حَتَّى {يَأْرِزَ الأمرُ إِلَى غَيْرِكم. قيل:} أَرَزَت الحيّةُ! تَأْرِزُ: ثَبَتَتْ فِي مكانِها. وَقَالَ الضّرير فِي

(15/8)


تَفْسِير الحَدِيث المتقدّم: {الأَرْزُ أَيْضا أَن تَدَخَلَ الحيّةُ جُحرَها على ذنَبِها، فآخِرُ مَا يبْقى مِنْهَا رَأْسُها. فيدخُلُ بَعْدُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الإسلامُ خرجَ من الْمَدِينَة، فَهُوَ يَنْكُصُ إِلَيْهَا حَتَّى يكون آخرُه نُكوصاً كَمَا كَانَ أوّله خُروجاً، قَالَ: وإنّما تَأْرِزُ الحيّةُ على هَذِه الصِّفة إِذا كَانَت خائفةً، وَإِذا كَانَت آمِنةً فَهِيَ تَبْدَأُ برأسها فتُدخِلُه، وَهَذَا هُوَ الانْجِحار. منَ المَجاز:} أَرَزَت الليلةُ {تَأْرِزُ} أَرْزَاً {وأُروزاً: بَرَدَتْ، قَالَ فِي} الأَرْزِ:
(ظَمْآنُ فِي ريحٍ وَفِي مَطيرِ ... وأَرْزِ قُرٍّ لَيْسَ بالقَريرِ)
{وأَرْزُ الكلامِ، بِالْفَتْح: الْتِئامُه وحَصْرُه وجَمعُه والتَّرَوِّي فِيهِ، وَمِنْه قَوْلهم: لم يَنْظُر فِي أَرْزِ الْكَلَام. جَاءَ ذَلِك فِي حَدِيث صَعْصَعةَ بن صُوحان.} والآرِزَةُ من الْإِبِل، بالمدّ على فاعِلَةٍ: القَويّةُ الشديدةُ، قَالَ زُهَيْرٌ يصف نَاقَة:
( {بآرِزَةِ الفَقارَةِ لم يَخُنْها ... قِطافٌ فِي الرِّكاب وَلَا خِلاءُ)
قَالَ:} الآرِزَةُ الشديدةُ المُجتَمِعُ بعضُها إِلَى بعض، قَالَ الأَزْهَرِيّ: أَرَادَ أنّها مُدْمَجةُ الفَقار مُتداخِلَتُه، وَذَلِكَ أقوى لَهَا. منَ المَجاز: {الآرِزَةُ، بالمدّ: الليلةُ الباردةُ} يَأْرِزُ مَن فِيهَا لشِدّةِ بَرْدِها.
{الآرِزَةُ، بالمدّ: الشجرةُ الثابتةُ فِي الأَرْض، وَقد} أَرَزَتْ {تَأْرِزُ، إِذا ثَبَتَتْ فِي الأَرْض.} والأَريز، كأَميرٍ: الصَّقيع، وسُئل أعرابيٌّ عَن ثَوْبَينِ لَهُ فَقَالَ: إِذا وَجَدْت {الأَريزَ لَبِسْتُهما.} والأَريزُ والحَليتُ: شِبْهُ الثَّلج يقَعُ على الأَرْض.

(15/9)


{الأَريز: عَميدُ الْقَوْم، وَالَّذِي نَقله الصَّاغانِيّ وَأَبُو مَنْصُور: أَريزَةُ الْقَوْم، كسفينةٍ: عَميدُهم. قلتُ: وَهُوَ مَجاز كأنّه} تَأْرِزُ إِلَيْهِ الناسُ وتَلْتجِئُ.
الأَريزُ: اليومُ الْبَارِد، وَقَالَ ثَعْلَب: شديدُ البردِ فِي الأيّام، وَرَوَاهُ ابْن الأَعْرابِيّ أَزِيز، بزاءَيْن، وسيُذكَر فِي محلّه. {والأَرْزُ، بِالْفَتْح ويُضَمّ: شجرُ الصَّنَوْبَر. قَالَه أَبُو عُبَيْد، أَو ذكرُه، قَالَه أَبُو حنيفَة، زَاد صاحبُ المِنهاج: وَهِي الَّتِي لَا تُثمِرُ،} كالأَرْزَة، وَهِي وَاحِدَة الأَرْز، وَقَالَ: إنّه لَا يَحْمِل شَيْئا، ولكنّه يُستَخرَج من أعجازِه وعُروقِه الزِّفْت، ويُستَصبَح بخَشبِه كَمَا يُستصبَح بالشَّمَع، وَلَيْسَ من نباتِ أرضِ الْعَرَب، واحدتُه {أَرْزَةٌ، قَالَ رسولُ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: مَثَلُ الكافِرِ مَثَلُ الأَرْزَةِ المُجْذِيَةِ على الأرضِ حَتَّى يكون انْجِعافُها بمرَّةٍ وَاحِدَة وَنَحْو ذَلِك قَالَ أَبُو عُبَيْدة: قَالَ أَبُو عُبَيْد: والقَولُ عِنْدِي غَيْرُ مَا قَالَاه، إنّما الأَرْزَة، بِسُكُون الرّاء، هِيَ شجرَةٌ مَعْرُوفةٌ بِالشَّام تُسمّى عندنَا الصَّنَوْبَر، وإنّما الصنوبَرُ ثَمَرُ الأَرْز، فسُمِّي الشجرُ صَنَوْبراً من) أَجْلِ ثَمَرِه، أرادَ النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم أنّ الْكَافِر غَيْرُ مُرَزَّإٍ فِي نَفْسِه ومالِه وأهلِه وولَدِه حَتَّى يَمُوت، فشَبَّه مَوْتَه بانْجِعافِ هَذِه الشجرةِ من أَصْلِها حَتَّى يلقى الله بذُنوبِه. أَو الأَرْز: العَرْعَر، قَالَ:
(لَهَا رَبَذَاتٌ بالنَّجاءِ كأنّها ... دَعائمُ أَرْزٍ بَيْنَهُنَّ فُروعُ)
} الأَرَزَة، بالتّحريك: شجرُ الأَرْزَن، قَالَه أَبُو عَمْرُو، وَقيل: هِيَ {آرِزَة بوَزن فاعِلَة، وأنكرها أَبُو عُبَيْد. منَ المَجاز:} المَأْرِز، كمَجْلِس: المَلجأ والمُنْضَمّ.

(15/10)


{والأَرُزُّ، قَالَ الجَوْهَرِيّ فِيهِ سِتّ لُغَات:} أَرُزٌّ كأَشُدّ، وَهِي اللُّغَة الْمَشْهُورَة عِنْد الخَواصّ، أُرُزٌّ، مثل عُتُلٍّ، بإتْباع الضّمّةِ الضمةَ، {أُرْزٌ، مثل قُفْلٍ، وأُرُزٌ، مثل طُنُب، مثل رُسُل ورُسْل، أحدُهما مُخَفّفٌ عَن الثَّانِي، ورُزٌّ، بِإِسْقَاط الْهمزَة، وَهِي الْمَشْهُورَة عِنْد العَوامّ، ومحلُّ ذِكرِه فِي المُضاعَف، ورُنْزٌ، وَهِي لعبدِ القيْس، وَسَيَأْتِي للمصنّف فِي محلّه، فَهَذِهِ الستّة الَّتِي ذَكَرَها الجَوْهَرِيّ، يُقَال فِيهِ أَيْضا:} آرُزٌ ككابُل، {وأَرُزٌ، كعَضُدٍ. قَالَ: وهاتانِ عَن كُراع، كلُّه ضَرْبٌ من البُرّ، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: حَبٌّ، وَهُوَ م، أَي مَعْرُوف، وَهُوَ أنواعٌ، مصريٌّ وفارسِيٌّ وهِنْديٌّ، وأجْوَدُه المِصريّ، بارِدٌ يابسٌ فِي الثَّانِيَة، وَقيل مُعتَدِلٌ، وَقيل حارٌّ فِي الأولى، وقِشرُه من جُملةِ السُّموم، نَقله صَاحب الْمِنْهَاج. وَأَبُو رَوْحٍ ثابتُ بن مُحَمَّد} - الأُرْزِيّ، بالضمّ، وَيُقَال فِيهِ أَيْضا الرُّزِّيُّ نِسبةً إِلَى بَيْعِ {الأُرزِ أَو الرُّزّ، مُحدِّثٌ، قلتُ: ونُسِبَ إِلَيْهِ أَيْضا عباسٌ أَبُو غسّانَ الأُرزيّ عَن الْهَيْثَم بن عَدِيّ. وَيحيى بن مُحَمَّد الأُرزيّ. الْفَقِيه الحنفيّ حدَّث عَن طَرّاد الزَّيْنَبيّ، ذكره ابنُ نُقطة. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} الأَرُوز، كصَبور: الْبَخِيل، ورجلٌ! أَرُوزُ البُخلِ: شديدُه، وأَروز الأَرْز، مُبَالغَة. وَقد تقدّم.

(15/11)


{وَأَرَزَ إِلَيْهِ: التجأ. وَقَالَ زيدُ بنُ كُثْوة: أَرَزَ الرجلُ إِلَى مَنَعَتِه: رَحَلَ إِلَيْهَا. وَأَرَزَ المُعْيِي: وَقَفَ.} والأَرِزُ من الْإِبِل، ككَتِفٍ: القويُّ الشَّديد. وفَقَارٌ {أَرِزٌ: مُتداخِلٌ. وَيُقَال للقَوس إِنَّهَا لذاتُ} أَرْزٍ {وأَرْزُها، صلابَتُها. قَالُوا: والرَّمْيُ من القوسِ الصُّلبةِ أَبْلَغُ فِي الجَرح، وَيُقَال: مِنْهُ أُخِذ ناقةٌ} أَرِزَةُ الفَقَار، أَي شَدِيدَة. {والأَوارِزُ جمع} آرِزَةٍ، أَي اللَّيَالِي الْبَارِدَة، ويُوصَف بهَا أَيْضا غير اللَّيَالِي، كَقَوْلِه: وَفِي اتِّباعِ الظُّلَلِ {الأَوارِزِ فإنّ الظُّلل هُنَا بيوتُ السِّجن. وَفِي نَوَادِر الأَعْراب: رأيتُ} أَريزَتَه {وأرائِزَهُ تُرعَد.} وأَريزَةُ الرجل: نَفَسُه. وَفِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ: جَعَلَ الجبالَ للأرضِ عِماداً، وَأَرَزَ فِيهَا أَوْتَاداً.
أَي أَثْبَتَها، إِن كَانَ بتَخْفِيف الزّاي فمِن أَرَزَت الشجرةُ، إِذا ثَبَتَتْ، وَإِن كَانَت مشدّدة فَمن {أرزَّت الجرادةُ ورَزَّت، وسيُذكَر فِي مَوْضِعه. وَيُقَال: مَا بَلَغَ أَعلَى الجبلَ إلاّ} آرِزاً، أَي مُنقبِضاً عَن التَّبَسُّط فِي المَشيِ لإعْيائِه. منَ المَجاز: {أَرَزَتْ أصابِعُه من شِدّةِ الْبرد، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ.
} والآرِز: الَّذِي يأكلُ الأَريزَ، نَقله الصَّاغانِيّ.
أزز
{أزَّتِ القِدرُ} تَئِزُّ {وتَؤُزُّ} أَزَّاً {وأَزيزاً} وأَزازاً، بِالْفَتْح، {وائْتَزَّتْ} ائْتِزازاً، {وتأَزَّزَت} تأَزُّزاً: اشتدّ غَلَيَانُها، أَو هُوَ غَلَيَانٌ لَيْسَ بالشديد.

(15/12)


{أزَّ النارَ} يَؤُزُّها {أزَّاً: أَوْقَدها.} أزَّت السَّحابةُ {تَئِزُّ} أزَّاً {وأَزيزاً: صوَّتَتْ من بعيد.} والأَزيزُ صَوْتُ الرَّعْد. {أزَّ الشيءَ} يؤُزُّه {أزَّاً،} وأَزيزاً، مثل هَزَّه: حرَّكهُ شَدِيدا، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا رَوَاهُ ابنُ دُرَيْد. قلتُ: وَقَالَ إبراهيمُ الحَرْبيّ: {الأَزُّ: الْحَرَكَة، وَلم يَزِدْ. فِي حَدِيث سَمُرَة: كَسَفَتِ الشمسُ على عَهْدِ النبيَ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فانْتهيتُ إِلَى المسجدِ فَإِذا هُوَ} بأَزَزٍ. قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحربيّ: {الأَزَزُ، محرّكةً: امتلاءُ المَجلَس من النَّاس. قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُراه ممّا تقدّم من الصَّوْت، لأنّ الْمجْلس إِذا امْتَلَأَ كَثُرَت الأصواتُ وارتَفعَتْ.
وقولُه: بأَزَزٍ، بِإِظْهَار التَّضْعِيف وَهُوَ من بَاب لَحِحَتْ عَيْنُه وأَلِلَ السِّقاءُ ومَشِشَت الدّابّةُ، وَقد يُوصَف بِالْمَصْدَرِ مِنْهُ فَيُقَال: بَيْتٌ أَزَزٌ، وَلَا يشتقُّ مِنْهُ فِعلٌ، وَلَيْسَ لَهُ جَمْع. قيل:} الأَزَز: الضِّيق، وَقيل: المُمتلئ. وَيُقَال: أَتَيْتُ الواليّ والمجلِسُ {أَزَزٌ، أَي مُمتَلئٌ من النَّاس، كثيرُ الزِّحام، لَيْسَ فِيهِ مُتَّسَع. والناسُ} أَزَزٌ، إِذا انضمَّ بَعْضُهم إِلَى بعض، قَالَ أَبُو النَّجْم:
(أَنا أَبُو النَّجمِ إِذا شُدَّ الحُجَزْ ... واجْتمَعَ الأَقْدامُ فِي ضَيْقٍ {أَزَزْ)
وَعَن أبي الجَزْل الأَعرابيّ: أتيتُ السوقَ فرأيتُ للناسِ} أَزَزَاً، قيل: مَا {الأَزَز، قَالَ:} كَأَزَزِ الرُّمَّانةِ المُحْتَشِيَة. الأَزَز حِسابٌ من مجاري الْقَمَر، وَهُوَ فُضولُ مَا يدخلُ بَين الشهورِ والسِّنين، قَالَه اللَّيْث.

(15/13)


الأَزَز: الجمعُ الكثيرُ من النَّاس. وَقَوْلهمْ: المسجدُ {بأَزَزٍ، أَي مُنْغَصٌّ بِالنَّاسِ. غَداةٌ ذاتُ} أَزيز: أَي بَرْدٍ. وعمَّ ابْن الأَعْرابِيّ بِهِ البردَ فَقَالَ: {الأزيزُ: البردُ، وَلم يخُصّ بَرْدَ غَداة وَلَا غَيْرِها. وَقَالَ: قيل لأعرابيّ ولَبِسَ جَوْرَبَيْن: لم تَلْبُسهما فَقَالَ: إِذا وَجَدَتُ} أزيزاً لَبِسْتُهما. الأَزيز: اليومُ الْبَارِد، وَحَكَاهُ ثَعْلَب: الأَزيز، وَقد تقدّم. الأَزيز: شدّةُ السَّيْر، وَمِنْه حَدِيث جَمَلِ جَابر: فَنَخَسه رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم بقضيبٍ فَإِذا لَهُ تحتي {أَزيز.} والأَزُّ: ضَرَبَانُ العِرق، نَقله الصَّاغانِيّ. والعربُ تَقول: اللهُمَّ اغْفِرْ لي قَبْلَ حشَكِ النَّفْسِ {وأزِّ العُروق.
} الأَزُّ: وَجَعٌ فِي خُرَاجٍ ونَحْوِه، نَقله الصَّاغانِيّ، وَلم يقُل: ونَحْوِه. {الأَزُّ: الجِماع،} وأزَّها {أزَّاً،)
والراءُ أَعلَى، والزايُ صَحيحةٌ فِي الاشتِقاق، لأنّ الأَزَّ شِدّة الْحَرَكَة. الأَزّ: حَلْبُ الناقةِ شَدِيدا، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَأنْشد:
(كَأَنْ لم يُبَرَّكْ بالقُنَيْنى نيبُها ... وَلم يرتَكِبْ مِنْهَا الزمكاءَ حافلِ)

(شديدةُ} أزِّ الآخِرَيْنِ كأنّها ... إِذا ابْتَدَّها العِلْجانُ زَجْلَةُ قافِلِ)
{الأَزّ: صبُّ الماءِ وإغلاؤُه. وَفِي كَلَام الْأَوَائِل:} أُزَّ مَاء ثمّ غَلِّه. قَالَ ابنُ سِيدَه: هَذِه روايةُ ابْن الكلبيّ وَزَعَم أنّ أُنَّ خَطَأٌ، وَنَقله المُفَضَّل من كَلَام لُقَيْم بن لُقمان يُخاطِبُ أَبَاهُ. عَن أبي زَيْد: {ائْتَزَّ الرجلُ} ائْتِزازاً: اسْتعجَلَ، قَالَ الأَزْهَرِيّ:

(15/14)


لَا أَدْرِي أبالزايّ هُوَ أم بالراء. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: لِجوْفِه {أزيزٌ: أَي صوتُ بكاءٍ، وَهُوَ مَجاز. وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث.} وأزَّ بالقِدرِ {أَزَّاً: أَوْقَدَ النارَ تَخْتَها لتغلي. وَقيل:} أزَّها {أزَّاً: إِذا جَمَعَ تَحْتَها الحطبَ حَتَّى تَلْتَهِب النارُ. قَالَ ابنُ الطَّثَرِيَّة يَصِفُ البَرقَ:
(كأنَّ حَيْرِيَّةً غَيْرَى مُلاحِيَةً ... باتَتْ} تَؤُزُّ بِهِ من تَحْتِه القُضُبا)
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: الأَزيز: الالتهابُ والحركةُ كالتِهابِ النارِ فِي الْحَطب، يُقَال: {أُزَّ قِدرَكَ: أَي أَلْهِب النارَ تَحْتَها.} والأَزَّةُ: الصَّوْت. يُقَال: هالَني أَزيزُ الرَّعدِ. وصدَّعَني {أزيزُ الرَّحا وهَزيزُها.
} وتأَزَّزَ المَجلِسُ: ماجَ فِيهِ النَّاس. {والأَزَّ: الاختِلاط. والأَزّ: التهْيِيج والإغراء،} وأَزَّه {يَؤُزُّه} أَزَّاً: أغراه وهَيَّجَه. وأزَّه: حَثَّه، وقَوْلُهُ تَعالى: أنّا أَرْسَلنا الشياطينَ على الكافِرينَ {تَؤُزُّهم} أزَّاً قَالَ الفَرّاء: أَي تُزعجُهم إِلَى الْمعاصِي وتُغريهم بهَا. وَقَالَ مُجاهد: تُشْليهم إشْلاءً. وَقَالَ الضَّحّاك: تُغريهم إغْراءً. وَعَن ابْن الأَعْرابِيّ: {الأُزّاز: الشياطينُ الَّذين يَؤُزُّون الكُفّار. وَفِي حَدِيث الأَشْتَر: كَانَ الَّذِي} أزَّ أمَّ الْمُؤمنِينَ على الخُروج ابْن الزُّبَيْر. أَي هُوَ الَّذِي حرَّكَها وأزعجَها وَحَمَلها على الْخُرُوج. وَقَالَ الحَربيّ: {الأَزُّ أَن تَحْمِلَ إنْسَانا على أمرٍ بحيلةٍ ورِفْق حَتَّى يَفْعَله.
} وأزَّ الشيءَ! يَؤُزُّه: إِذا ضَمَّ بَعْضًا إِلَى بعض، قَالَه الأَصْمَعِيّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أزَّ الكَتائبَ أَزَّاً: أضَاف

(15/15)


بَعْضَها إِلَى بعض. قَالَ الأخطل:
(ونَقضُ العُهودِ بإثْرِ العُهودِ ... {يَؤُزُّ الكَتائبَ حَتَّى حَمِيَنا)
} والأَزيزُ: الحِدَّة، وَهُوَ {يَأْتَزُّ من كَذَا: يَمْتَعِضُ ويَنْزَعِج.
أُفٍّ ز
} الأَفْز: أهمله الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ أَبُو عمروٍ: {الأَفْز} والأَفْر، بالزاي وَالرَّاء: الوَثْب، هَكَذَا نَقله الصَّاغانِيّ عَنهُ، وَنَقله صاحبُ اللِّسان عَنهُ أَيْضا فَقَالَ: {الأَفْز، بالزاي: الوَثبَةُ بالعَجَلة، والأَفْر، بالراء: العَدْو، ثمَّ قَالَ الصَّاغانِيّ: كأنّه مَقْلُوبٌ من الوَفْز، قَالَ شَيْخُنا: حقّ الْعبارَة أَن يَقُول: كأنّه مُبدَلٌ من الوَفْز، لأنّ الهمزةَ تُبدَلُ من الْوَاو، إِذْ لَا معنى للقَلبِ هُنَا إلاّ من حَيْثُ الإطلاقُ العامّ. يُقَال: أَنا على} إفَازٍ ووِفاز، كإشاحٍ ووِشاح وإسادةٍ ووِسادة. نَقله الصَّاغانِيّ.
ألز
{الأَلْز، أهمله الجَوْهَرِيّ، ثمَّ قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: هُوَ اللُّزوم للشَّيْء، يُقَال:} أَلَزَه {يَأْلِزُه} أَلْزَاً، من حدِّ ضَرَبَ، نَقله الصَّاغانِيّ. كَذَا {أَلَزَ بِهِ} يَأْلِزُ {أَلْزَاً.} وأَلِزَ كفَرِح: قَلِقَ، وعَلِزَ مثلُه، نَقله الصَّاغانِيّ
. أوز
{الأَوْز، بِالْفَتْح: حِسابٌ من مجاري الْقَمَر، كالأَزَز، وَقد تقدّم، وَأَعَادَهُ صاحبُ اللِّسان هُنَا، أَو أحدُهما تَصحيفٌ من الآخر.} والإِوَزُّ، كخِدَبٍّ: القَصيرُ الغليظ اللَّحيمُ فِي غَيْرِ طُولٍ، قَالَه اللَّيْث، والأُنثى:! إوَزَّةٌ. وَجَزَمَ العُكْبَرِيُّ أنّ هَمْزَتها زائدةٌ، لأنّ بَعْدَها ثلاثةَ أصُول، كَمَا نَقله شَيْخُنا. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ فِعَلٌّ، وَلَا يجوز أَن يكون إفَعْلاً، لأنّ هَذَا البناءَ لم

(15/16)


يجيءَ صِفة، قَالَ: حكى ذَلِك أَبُو عليّ وَأنْشد:
(إنْ كنتَ ذَا خَزٍّ فإنّ بزِّي ... سابِغةٌ فَوْقَ وَأَىً إوَزِّ)
{الإوَزَّة} والإوَزّ: البَطُّ، ج {إوَزُّون، جمَعوه بِالْوَاو وَالنُّون، أَجْرَوه مُجرى جمع المذَكّر السَّالِم مَعَ فَقْدِه للشروط، إمّا للتأويل أَو شُذوذاً، أَو غير ذَلِك، قَالَه شَيْخُنا. وأرضٌ} مَأْوَزَةٌ: كَثيرَتُه، أَي الإوَزّ، نَقله الصَّاغانِيّ. {وإوَزَّى، بِالْكَسْرِ مَقْصُورا: مِشْيَةٌ فِيهَا تَرَقُّصٌ، هَكَذَا فِي اللِّسان، وَعبارَة التّكملة: هُوَ مَشْيُ الرجلِ توَقُّصاً فِي غير تَئِيَّة، ومَشْيُ الفرَسِ النّشيط، أَو يَعْتَمِدُ على أحدِ الجانبَيْن، مرَّةً على الْجَانِب الْأَيْمن ومرَّةً على الْجَانِب الْأَيْسَر، حَكَاهُ أَبُو عليّ. وَأنْشد المُفَضِّل: أَمْشِي} الإوَزَّى ومَعي رُمحٌ سَلِبْ قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَيجوز أَن يكون إفْعَلَّى، وفِعَلَّى عِنْد أبي الْحسن أصَحّ، لأنّ هَذَا البناءَ كثيرٌ فِي المَشي كالجِيَضَّى والدِّفَقَّى. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: فرَسٌ {إوَزٌّ، أَي مُتلاحِكُ الخَلْقِ شديدُه. وَقَالَ أَبُو حيّان فِي شرحِ التّسهيل:} الإوَزُّ من الرِّجَال والخَيل وَالْإِبِل: الوَثيقُ الخَلْقِ.)