تاج العروس (فصل اللَّام من الزَّاي)
لبز
اللَّبْزُ، كالضَّرْب: الأَكْلُ الشَّديدُ، قَالَه أَبو عَمْرو،
وأَنشد:
(تأْكُلُ فِي مَقْعَدها قَفِيزا ... تَلْقَمُ أَمثالَ القَطَا
مَلْبُوزا)
قَالَ ابْن السِّكِّيت: اللَّبْزُ: اللَّقْمُ. وَيُقَال: لَبَزَ
يَلْبِزُ، إِذا أَجاد فِي الأَكل. اللَّبْزُ: ضَرْبُ الظَّهر باليَد،
قَالَه ابْن دُريد. اللَّبْزُ: الضَّرْبُ الشَّديد، يُقَال: لَبَزَ فِي
الطَّعام، إِذا جعلَ يضرِبُ فِيهِ، وكلُّ ضَربٍ شديدٍ لَبْزٌ. قَالَ
ابْن دُرَيد أَيْضا: ضَرْبُ النّاقةِ الأَرضَ بجُمْعِ خُفِّها، قَالَ
رُؤْبَةُ: خَبْطاً بأَخفافٍ ثِقال اللَّبْزِ وَفِي بعض الأُصول:
بخُفَّيْها. وَقد لَبَزَتْ لَبْزاً، أَو لَبَزَتْ بخُفَّيْها: ضَرَبَتْ
ضَرْباً لطيفاً فِي تَحامُلٍ. اللِّبْزُ، بالكسْر: ضَمْدُ الجُرْحِ
بالدَّواءِ، هَكَذَا ذكرَه أَبو عَمرو الشَّيبانيُّ فِي بَاب حروفٍ على
مِثَال فِعْلٍ، بالكَسْر. ومّا يُستدرك عَلَيْهِ: اللَّبْزُ: الوَطْءُ
بالقَدَمِ. ولَبَزَ ظَهْرَهُ: كسرَه.
لتز
اللَّتْزُ، بالمُثَنَّاة الفَوقيَّة، أَهمله الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ
ابْن دُريد: هُوَ اللَّكْزُ، أَو هُوَ الوَكْزُ، وَهُوَ الدَّفعُ
والطَّعْنُ، يَلْتُزُ بالضَّمّ، ويَلْتِزُ، بالكسْر فِي الكُلِّ، ذكرَه
ابْن دُريد.
(15/310)
لجز
اللَّجِز، ككَتِفٍ: قلبُ اللَّزِج، وَهُوَ صحيحٌ، نَقله يعقوبُ فِي
المُبدَل. واستشهادُ الجَوْهَرِيّ بِبَيْت ابنِ مُقبل:
(يَعْلُونَ بالمَرْدَقوشِ الوَرْدِ ضاحِيَةً ... على سَعابيبِ ماءِ
الضالَةِ اللَّجِزِ)
تَصحيفٌ واضحٌ، والصوابُ فِي الْبَيْت، كَمَا حقّقَه ابنُ بَرّيٍّ
وتَبِعَه الصَّاغانِيّ. ماءَ الضالَةِ اللَّجِنِ، بالنُّون،
وَالْقَصِيدَة نونيَّةٌ، وقبلَه:
(مِن نِسوَةٍ شُمُسٍ لَا مَكْرَهٍ عُنُفٍ ... وَلَا فَواحِشَ فِي سِرٍّ
وَلَا عَلَنِ)
قَالَ ابنُ بَرّيٍّ: وضاحيةٌ: بارزةٌ للشمس، والسَّعابيب: مَا جرى من
الماءِ لَزجاً، واللَّجِنُ: اللَّزج، وشُمُسٌ لَا يَلِنَّ للخَنا،
ومَكْرَه: كَريهاتُ المَنظر، وعُنُف: لَيْسَ فيهنّ خُرْقٌ وَلَا
يُفحِشْنَ فِي القَوْل فِي سِرٍّ وَلَا عَلَنِ. قلتُ: وأوّلُ القصيدة:
(قد فرَّقَ الدهرُ بَيْنَ الحَيِّ بالظَّعْنِ ... وبينَ أَهْوَاءِ
شِرْبٍ يَوْمَ ذِي يَقَنِ)
وَقد نَقله الجَوْهَرِيّ عَن ابْن السِّكِّيت فِي بَاب القَلب والإبدال
فِي مَادَّة سعب، وَهُوَ صحيحٌ، إلاّ أنّه مَا قَالَ إنّ اللّجزَ
مقلوبُ اللَّزج وَإِنَّمَا عَنى أنّ الثاءَ تُبدَلُ سيناً، يُقَال:
سَعابيب وثَعابيب، والعجَبُ من أبي زكريَّا وَأبي سَهْلٍ النَّحْويِّ
كَيفَ فاتَهما هَذَا مَعَ التصدي للأخذِ على الجَوْهَرِيّ، بل ذَلِك
منسوبٌ إِلَى السَّهْوِ الَّذِي لَا عِصمةَ مِنْهُ، ورامَ شَيْخُنا أَن
يَنْتَصِرَ للجوهريِّ فَلم يَفْعَلْ شَيْئا.
لحز
اللَّحْز، بالحاءِ الْمُهْملَة، كالمَنْع. وُجِدَ هَذَا الحرفُ فِي بعض
(15/311)
ِ أصولِ القاموسِ بالحُمرَة، والصوابُ
كَتْبُه بالسَّواد فإنّه موجودٌ فِي الصِّحَاح وَمَعْنَاهُ الإلحاح،
وَبِه فُسِّرَ بيتُ رُؤْبَة: يُعطيكَ مِنْهُ الجُودَ قبلَ اللَّحْزِ
هَكَذَا فِي اللِّسان، وَالصَّوَاب: يُعفيكَ مِنْهُ الجُودُ قبل
الحَزِّ وَقَبله: فامْدَحْ كَريمَ المُنْتَمى والحِجْزِ اللَّحِز،
ككَتِف، مثلُ اللِّبْن واللَّبِن، والكِتْف والكَتِف، والنِّمْر
والنَّمِر: البخيلُ، وَقيل: هُوَ الضيِّقُ الخلُقِ الشحيحُ النَّفْسِ،
الَّذِي لَا يكادُ يُعْطي شَيْئا، فَإِن أَعْطَى فقليلٌ. وَقد لَحِزَ،
كفَرِح، لَحَزَاً، وتلَحَّزَ تَلَحُّزاً، قَالَ الشَّاعِر:
(ترى اللَّحِزَ الشَّحيحَ إِذا أُمِرَّتْ ... عَلَيْهِ لمَا لَهُ فِيهِ
مُهينا)
وَقَالَ رُؤبةُ يمدحُ أبانَ بنَ الْوَلِيد البَجَليّ:
(إِذا أقَلَّ الخَيرَ كلُّ لَحْزِ ... فذاكَ بَخّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ)
والمَلاحِز: المَضايِق، قَالَ اللِّحيانيُّ: طريقٌ لِحْزٌ،
بِالْكَسْرِ، أَي ضيِّقٌ. والتَّلَحُّز: التّأَخُّر، نَقله
الصَّاغانِيّ. قَالَ اللَّيْث: التَّلَحُّز: تحَلُّبُ فِيكَ من أكلِ
رُمّانةٍ حامِضةٍ أَو إجّاصةٍ شَهْوَةً لذَلِك.
وَلَيْسَ فِي نصِّ اللَّيْث حامضةً. التَّلَحُّز: تَشميرُ الثيابِ
لقِتالٍ أَو سَفَرٍ.
(15/312)
وَفِي التكملة: اللُّحَيْزاء، كغُبَيْراء:
الذَّخيرة. فِي اللِّسان: تَلاحَزوا فِي القَول، إِذا تَعاوَصوا.
هَكَذَا فِي النُّسَخ وَفِي بعض الْأُصُول: تَعارَضوا، ويؤَيِّدُه
قولُهم: تَلاحَزوا: تَعارَضوا الكلامَ بينَهم، وَفِي أُخرى: تَقارَضوا،
من ذَلِك: تَلاحَزَ الصِّبيانُ، إِذا ناقلوا بالقَوافي الشِّعْريَّة.
وشجَرٌ مُتَلاحِزٌ: مُتَضايِقٌ داخِلٌ بَعْضُه فِي بعض.
لخز
اللَّخْزُ، بالخاءِ المُعجمَة: السِّكِّينُ المُحَدَّدة، أهمله
الجَوْهَرِيّ، والصَّاغانِيّ، وصاحِبا اللِّسان والأساس، وَكَذَا ابنُ
القَطّاع. وَأرَاهُ من لَخَزَ السّكّينَ، إِذا حدَّدَها.
لرز
اللاّرِزِيُّ: نسبةُ أبي جَعْفَرٍ مُحَمَّد بنِ عليٍّ، وإبراهيمَ بنِ
مُحَمَّد بن العَباس، اللاَّرِزِيَّان، سَمِعَا بِبَغْدَاد من أبي
الغَنائم النَّرْسيِّ، قَالَه الْحَافِظ.
لزز
{لَزَّه} يلُزُّه {لَزَّاً، بالفَتْح،} ولَزَزَاً، محرّكةً، هَكَذَا
فِي النُّسَخ وَفِي اللِّسان: {لَزَاَزاً كَسَحَابٍ: شَدَّه
وأَلْصَقه،} كأَلَزَّه {إلْزازاً.} واللَّزُّ: الطَّعْنُ، كاللَّكْز.
(و) ! اللَّزُّ: لُزومُ الشيءِ بالشيءِ
(15/313)
وإلْزامُه بِهِ، بمَنزلةِ {لِزازِ البيتِ،
قَالَه اللَّيْث.} اللَّزُّ الزُّرْفِينُ، قَالَ ابنُ مُقبِل:
(لم يَعُدْ أَن فَتَقَ النَّهيقُ لَهاتَه ... ورأيتُ قارِحَه {كلَزِّ
المِجْمَرِ)
يَعْنِي كزُرْفين المِجمَر إِذا فَتَحْته.} لَزَّ: ع بجزيرةِ قَيْسٍ،
عِنْده مَسجدٌ مُتَبَرَّكٌ بِهِ، قَالَه الصَّاغانِيّ.
يُقَال: فلانٌ {لِزُّ شَرٍّ، بِالْكَسْرِ،} ولَزيزُه، أَي لَصيقُه.
وَهُوَ مَجاز، وَكَذَلِكَ نِزُّ شَرٍّ ونَزيزُه. وَيُقَال أَيْضا:
لَزُّ شَرٍّ، بالفَتْح، {ولِزازُ شَرٍّ، ككِتابٍ.} ولازَزْتُه:
لاصَقْتُه وقارَنْتُه، {لِزازاً. رجلٌ كَزٌّ} لَزٌّ، إتباعٌ لَهُ.
قَالَ أَبُو زَيْد: إنّه لكَزٌّ {لَزٌّ، إِذا كَانَ مُمسِكاً. قَالَ
ابْن الأَعْرابِيّ عجوزٌ} لَزوزٌ، وكَيِّسٌ لَيِّسٌ، إتباعٌ لَهُ.
{والمِلَزُّ، بِالْكَسْرِ: الرجلُ الشديدُ الخُصومةِ واللُّزومُ لما
طالَبَ، وَهُوَ مَجاز، قَالَ رُؤبَة: وَلَا امْرُؤٌ ذُو جَلَدٍ}
مِلَزِّ هَكَذَا أنْشدهُ الجَوْهَرِيّ، وإنّما خُفِضَ على الجِوار.
{واللِّزَاز، ككَتِاب: خَشَبَةٌ} يُلَزُّ بهَا أَي يُترَسُ بهَا
البابُ، وَهُوَ نِطاقُه الَّذِي يُشَدُّ بِهِ، {كاللَّزَز، محرّكةً
وَهُوَ المَتْرَس.} لِزَازٌ، بِلَا لامٍ: عَلَم رجلٍ من بني أسدٍ.
{لِزازٌ: فرَسٌ للنبيِّ صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم سُمِّي
بِهِ لشِدَّةِ} تَلَزُّزِه واجتماعِ خَلْقِه، وَهِي الَّتِي أَهْدَاها
المُقَوْقِسُ مَلِكُ الإسكَندرِيَّة مَعَ مارِيَةَ القِبْطِيَّة. قلت:
وَهِي من جُملةِ الخُيولِ الخمسةِ الَّتِي هِيَ:! لِزازٌ ولِحافٌ
والمُرْتَجِزُ والسَّكْبُ
(15/314)
واليَعْسوب، كَمَا ذكره ابنُ الكلبيّ،
وتفصيلُه فِي كتُبِ السِّيَر، وَقد مَرَّ ذِكرُ بعضٍ مِنْهَا.
{واللَّزيز، كأَميرٍ، كَمَا فِي التكملة، وَالَّذِي فِي اللِّسان،}
واللَّزيزَة: مُجتَمَعُ اللحمِ من الْبَعِير فوقَ الزَّوْرِ مِمَّا
يَلِي المِلاط، والجَمعُ {اللَّزائز وَهِي الجَناجِن،)
قَالَ إهابُ بنُ عُمَيْر:
(إِذا أَرَدْتَ السَّيرَ فِي المَفاوِزِ ... فاعْمِدْ لَهَا ببازِلٍ
تُرامِزِ)
ذِي مِرفَقٍ بانَ عَن} اللَّزائزِ {وتلَزْلَزَ: تحرَّكَ، مقلوبُ
تَزَلْزلَ.} والمُلَزَّز، كمُعَظَّمٍ: المُجتَمِعُ الخَلْقِ الشديدُ
الأَسْرِ المُنضَمُّ بعضُه إِلَى بعضٍ. قد {لَزَّزَه اللهُ تَعَالَى:
جَعَلَه كَذَلِك. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} اللَّزَز، محرّكةً:
الشِّدَّة.
{واللِّزَاز، بِالْكَسْرِ: المُقارَنةُ، يُقَال: إنّه} للِزازُ
خُصومةٍ، أَي لازمٌ لَهَا، مُوَكَّلٌ بهَا، يَقْدِرُ عَلَيْهَا.
ورجلٌ {مِلَزٌّ، وامرأةٌ مِلَزُّ بغيرِ هاءٍ أَي شديدُ اللُّزومِ،
وَيُقَال: جعلتُ فلَانا} لِزازاً لفلانٍ، أَي لَا يَدَعُه يُخالِفُ
وَلَا يُعانِد، وَكَذَلِكَ جعلتُه ضَيْزَناً لَهُ، أَي بُنْداراً
عَلَيْهِ ضاغِطاً. وَيُقَال للبَعيرَيْن إِذا قُرِنَا فِي قَرَنٍ
واحدٍ: قد {لُزَّا، وَكَذَلِكَ وَظيفا البعيرِ} يُلَزَّانِ فِي
الْقَيْد، إِذا ضُيِّقَ، قَالَ جَرير:
(وابنُ اللَّبُونِ إِذا مَا {لُزَّ فِي قَرَنٍ ... لم يستطعْ صَوْلَةَ
البُزْلِ القَناعيسِ)
} ولَزَّ بِهِ الشيءُ، أَي لَصِقَ بِهِ كأنّه يَلْتَزِقُ بالمطلوبِ
لسُرعته، وَهُوَ مَجاز. منَ المَجاز أَيْضا: {لَزَّه إِلَى كَذَا، أَي
اضْطَرَّه.} وأَلْزَزتُ بِهِ، أَي أَلْصَقْتُ بِهِ،
(15/315)
وَلم يُجِزْه الأَصْمَعِيّ، كَذَا فِي
التكملة.
وَهُوَ {لِزازُ مالٍ، أَي مُصلِحٌ لَهُ، وَهُوَ مَجاز،} والالْتِزاز.
الالْتِصاق.
لصز
اللُّصوز: اللُّصوص، أهمله الجَوْهَرِيّ وصاحبُ اللِّسان، وَأوردهُ
الصَّاغانِيّ نقلا عَن الخارْزَنْجيِّ.
لطز
،
لعز
لَطَزَها، كَمَنَع، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ بالطاءِ، وَهُوَ غلطٌ،
والصوابُ لَعَزَها بِالْعينِ المُهملَة، كَمَا فِي اللِّسان والتكملة،
ومثلُه فِي تَهْذِيب ابنِ القَطّاع، وَأَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ وَنَقله
الصَّاغانِيّ عَن اللَّيْث، قَالَ: لَعَزَ فلانٌ جارِيَتَه، إِذا
جامَعَها. قَالَ: وَهُوَ من كَلَام أهل الْعرَاق، وَقَالَ غيرُه: لغةٌ
سُوقِيَّةٌ غيرُ عربيّةٍ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: اللَّعْزُ: كِنايةٌ
عَن النِّكاح، يُقَال: باتَ يَلْعَزُها. فِي لغةِ قومٍ من الْعَرَب:
لَعَزَت الناقةُ فَصيلَها، أَي لَطَعَتْه بلسانها، كَمَا فِي تَهْذِيب
ابْن القَطّاع. ولَعَزَه: دَفَعَه ولَكَزَه، وَقد ذَكَرَه المُصَنِّف
اسْتِطْرَادًا فِي محز.
لغز
اللَّغْز، بالغَين المُعجمَة: مَيْلُكَ بالشيءِ عَن وَجْهِه وصَرْفُه
عَنهُ. اللُّغْز، بالضمّ، وبضمَّتَيْن، وبالتحريك، هَكَذَا هُوَ فِي
التكملة وقلَّدَه المُصَنِّف. وَفِي عبارَة الصَّاغانِيّ زِيَادَة
فائدةٍ فإنّه قَالَ بعد ذِكره هَذِه اللُّغَات: ثلاثُ لُغاتٍ فِي
اللُّغَز مثل رُطَبٍ الَّذِي ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ، فَكَانَ الواجبُ
على المُصَنِّف أَن يُصَدِّرَ بِمَا أَوْرَده الجَوْهَرِيّ، ثمّ
يُتْبعَ بِهِ اللُّغَاتِ الْمَذْكُورَة، نَعَمْ، ذَكَرَه فِيمَا
(15/316)
بعدُ عندَ ذِكرِ معنى جُحْر اليَرْبوع وَلم
يَذْكُره هُنَا، كَمَا تَرَكَ فِي مَعْنَى الجُحْر اللُّغَتَيْن
الْآتِي ذِكرُهما قُصوراً، وعَلى كلِّ حالٍ فإنّ كلامِه لَا يَخْلُو من
تأمُّل. اللُّغَيْزاءُ كالحُمَيْراء، هَكَذَا نَقَلَه الأَزْهَرِيّ،
اللُّغَّيْزى، كالسُّمَّيْهى، أَي مُشدَّداً، وَلَيْسَت ياؤُه للتصغير
لأنّه ياءَ التصغيرِ لَا تكون رَابِعَة، وإنّما هِيَ بمنزلةِ خُضّارى
للزَّرْع، وشُقَّارى لنَبتٍ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، والأُلْغوزَة،
بالضمّ: مَا يُعَمَّى بِهِ من الْكَلَام، وَهُوَ مَجاز. وأصلُ اللُّغَز
الحَفرُ المُلتَوي، كَمَا قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ.
وجَمعُ الْأَرْبَع الأُوَلِ أَلْغَازٌ. المُراد بالأربع الأُوَل
اللُّغْزُ بالضمّ وبضمتَيْن وبالتحريك، وَأما الرابعُ فاللُّغَز كرُطَب
فإنّه الَّذِي جَمْعُه أَلْغَازٌ، وَهَذَا يدلُّ على أنّه سَقَطَ من
المُصَنِّف ذِكرُه سَهْوَاً، أَو من الْكَاتِب فإنّ اللُّغَيْزاء
كحُمَيْراء لَا يُجمَعُ على ألغازٍ، وَهُوَ ظاهرٌ عِنْد التّأَمُّل.
وأَلْغَزَ كلامَه، وأَلْغَزَ فِيهِ، إِذا عَمَّى مُرادَه وَلم
يُبَيِّنْه وأَضْمَرَه على خِلافِ مَا أَظْهَره. وَقيل: أَوْرَى فِيهِ
وعَرَّضَ ليخْفى، مثل قولِ الشَّاعِر، أنْشدهُ الفَرّاء:)
(ولمّا رأيتُ النَّسْرَ عَزَّ ابنَ دَأْيَةٍ ... وعَشَّشَ فِي
وَكْرَيْه جاشَتْ لَهُ نَفْسِي)
أَرَادَ بالنَّسْر الشَّيْب شبَّهَه بِهِ لبَياضِه، وشبَّهَ الشَّبابَ
بابنِ دَأْيَة، وَهُوَ الغُرابُ الْأسود لأنّ شَعر الشَّبَاب أَسْوَد.
واللُّغْز، بالضمّ ويُفتَح، واللُّغَزُ كصُرَدٍ ويُحرَّكُ أَيْضا،
وَكَذَلِكَ اللُّغَيْزاء، مَمْدُوداً، كلُّ ذَلِك
(15/317)
حُفرَةٌ: يَحْفِرُها اليَرْبوعُ فِي جُحْره
تحتَ الأَرْض، وَقيل: هُوَ جُحْرُ الضَّبِّ والفأرِ واليَربوع، بَين
القاصِعاءِ والنّافِقاء: سُمِّي بذلك لأنّ هَذِه الدّوابَّ تَحْفِره
مُسْتَقِيمًا إِلَى أَسْفَل، ثمّ تَحْفِرُ فِي جانبٍ مِنْهُ طَرِيقا،
وتَحْفِرُ فِي الجانبِ الآخَرِ طَرِيقا، وَكَذَلِكَ فِي الْجَانِب
الثَّالِث وَالرَّابِع، فَإِذا طَلَبَه البَدَوِيُّ بعَصاه من جانبٍ
نَفَقَ من الْجَانِب الآخَر. وابنُ أَلْغَزَ، كَأَحْمَد: رجلٌ أَيِّرٌ،
أَي عظيمُ الأَيْر، نَكَّاحٌ، كثيرُ النِّكاح، وَزَعَمُوا أنّ عروسَه
زُفَّتْ إِلَيْهِ فأصابَ رَأْسُ أَيْرِه جَنْبَها فَقَالَت:
أَتُهَدِّدُني بالرُّكْبَة. وَيُقَال: إنّه كَانَ يَسْتَلقي على قَفاه
ثمَّ يُنْعِظُ فيجيءُ الفَصيلُ فَيَحْتَكُّ بذَكَرِه وَلَو قَالَ:
بمَتَاعِه كَمَا فَعَلَه الصَّاغانِيّ كَانَ أَحْسَنَ فِي الكِناية
ويظنُّه الجِذْلُ المَنصوبَ فِي المَعاطِن لتَحْتَكَّ بِهِ الجَرْبى،
وَهُوَ الْقَائِل:
(أَلا ربّما أَنْعَظْتُ حَتَّى إخالَه ... سَيَنْقَدُّ للإنْعاظِ أَو
يَتَمَزَّقُ)
(فأُعمِلُه حَتَّى إِذا قلتُ قد وَنى ... أَبى وتمَطَّى جامِحاً
يَتَمَطَّقُ)
وَمِنْه المثَل: هُوَ أَنْكَحُ من ابنِ أَلْغَز، وَهُوَ من بني إيادٍ،
واسمُه سَعْدٌ أَو عُروَةُ بنُ أَشْيَمَ، وَهَكَذَا ذَكَرَه
الزَّمَخْشَرِيّ فِي ربيع الْأَبْرَار أَو الْحَارِث. وَذَكَر الأقوالَ
الثلاثةَ الصَّاغانِيُّ، غيرَ أنّه أَخَّرَ ذِكرَ عُروَة وذكرَ أَبَاهُ
إِشَارَة إِلَى أنّ الاخْتِلافَ إنّما هُوَ فِي اسْمه، وأمّا أَبوهُ
فإنّه الأَشْيَم على كلِّ حالٍ. ورجلٌ لَغَّازٌ، ككَتّانٍ: وَقَّاعٌ
فِي النَّاس، كأنّه يُلغِزُ فِي حقِّهم بكلامٍ يُعَرِّضُ بالذَّمِّ
والوَقيعة. وَهُوَ مَجاز. يُقَال منَ المَجاز: الْزَم الجادَّةَ
وإيّاكَ والأَلْغاز، وَهِي طُرُقٌ تَلْتَوي وتُشكِلُ على سالِكِها.
وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: اللُّغَز: الحَفر
(15/318)
ُ المُلتَوي. والأصلُ فِيهَا. أَي الألْغاز
أنّ اليَربوعَ يَحْفِرُ بَين النّافِقاءِ والقاصِعاءِ حَفْرَاً
مُستَقيماً إِلَى أَسْفَلَ ثمَّ يَعْدِلُ عَن يمينِه وشِمالِه عُروضاً
يَعْتَرِضُها يُعَمِّيه فَيَخْفى مكانُه بذلك الإلْغاز. ومِمّا
يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: قولُ سيدنَا عمر رَضِي الله عَنهُ: مَا هَذِه
اليمينُ اللُّغَّيْزا أَي ذاتُ تَعْرِيضٍ وتَوْرِيَةٍ وتَدْلِيسٍ،
وَهُوَ مَجاز، قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هَكَذَا مُثَقَّلة العينِ جاءَ
بهَا سِيبَوَيْهٍ فِي كِتَابه مَعَ الخُلَّيْظى، وَرَوَاهُ
الأَزْهَرِيّ بِالتَّخْفِيفِ، قَالَ: وحقُّها أَن تكون تَحْقِيرَ
المُثَقَّلَةِ، كَمَا يُقَال فِي سُكَيْتٍ إنّه تحقيرُ سِكِّيتٍ.
وَيُقَال: رأيتُه يُلاغِزُه ويُلامِزُه وَهُوَ مَجاز. وذكرَ فِي هَذِه
ابنُ القَطّاع: لَغَزَت الناقةُ فصيلَها: لَحَسَتْه)
بلسانِها. فَإِن لم يكن لُغَة فِي لَعَزَتْ، بالعَيْن فَهُوَ تَصحيفٌ،
فليُنْظَرْ.
لقز
ولكز
اللَّقْز، أهمله الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ الضَّربُ
بالجُمْع وَفِي هامشِ الصِّحَاح فِي لكز: كَذَا وَجَدْتُه: بالجُمْع،
وصوابُه بجُمْع اليدِ، على الصَّدر، أَو فِي جَمِيع الجسَد، أَو
اللَّكْز واللَّقْزُ بجُمعِ الكَفِّ فِي العُنُقِ والصدر، والوَهْزُ
بالرِّجْلَيْن، والبَهْزُ بالمِرفَق، واللَّهْزُ فِي الْعُنُق. وَقيل:
اللَّقْز واللَّكْز: الدَّفْع، وَيُقَال: الوَكْز: فِي الصَّدْر،
واللَّكْز: فِي العنُق. وَقيل: اللَّكْزُ: بأطرافِ الْأَصَابِع، أَو
غير ذَلِك، كَمَا سَيَأْتِي، وَقد أطالَ المُصَنِّف هُنَا إطالةً غيرَ
مفيدةٍ، مخالِفاً طريقتَه الَّتِي بنى عَلَيْهَا من حُسنِ الِاخْتِصَار
فإنّ البَهْزَ قد تقدّم ذِكرُه فِي محَلِّه، والوَهْزُ واللَّهْزُ
يَأْتِي ذِكرُهما بعد، وَسَيَأْتِي للمصنِّف فِي اللَّهْزِ أنّه مَعَ
نَظائره أَخَوَاتٌ. وَالَّذِي نَقله ابنُ
(15/319)
دُرَيْد أنّ اللَّقْزَ لغةٌ فِي اللَّكْز
يُقَال: لَقَزَه ولَكَزَه بِمَعْنى واحدٍ، كاللَّكْزِ، وَهُوَ الوَكْز،
أَي أنّهما مُترادِفان، كَمَا صرَّحَ بِهِ غيرُ واحدٍ.
3 - (لكز)
وَقد لَكَزَه يَلْكُزُه لَكْزَاً. وَقيل: هُوَ الضربُ بالجُمْع فِي
جَمِيع الجسَد، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن أبي زيد. قيل: اللَّكْزُ هُوَ
الوَجْءُ فِي الصَّدْر بجُمْع الْيَد، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن أبي
عُبَيْدة، كَذَلِك فِي الحنَك. وَيُقَال: هُوَ شديدُ اللَّكْزَةِ
والوَكْزَة. اللَّكْز: د، خَلْفَ دَرْبَنْدَ كَذَا نَقله الصَّاغانِيّ.
قلتُ: هُوَ دَرْبَنْد شِرْوانَ وَهُوَ بابُ الْأَبْوَاب. والصوابُ أنّ
اللَّكْزَ اسمُ أُمَّةٍ من الْأُمَم خَلْفَ بَاب الْأَبْوَاب، لَا
بَلَدٌ، وهم المشهورون الْآن باللزكى الَّذِي يُغيرون على بلادِ
الكَرَجِ ومَن والاهُم. وَقَالَ ياقوتٌ: وَمِمَّا يَلِي بابَ
الْأَبْوَاب بلدُ اللَّكْز، وهم أُمَمٌ كثيرةٌ ذَوُو خَلْقٍ وأجسامٍ،
وضِياعٍ عامرةٍ، وكُورَةٍ مَأْهُولةٍ، فِيهَا أَحْرَارٌ يُعرَفون
بالخَماشِرَة، وفَوْقَهم المُلوك، ودونَهم المَشاقّ، وَبينهمْ وَبَين
بَاب الأبوابِ بلد طَبَرسَران شاه، وهم بِهَذِهِ الصفةِ من البأسِ
والشِّدَّةِ والعَمارة الْكَثِيرَة، إلاّ أنّ اللَّكْزَ أكثرُ
عَدَدَاً، وأَوْسَعُ بَلَدا. اللَّكِزُ، ككَتِف: الْبَخِيل. اللَّكَاز
ككِتاب: نِخاسَةُ البَكَرة. قَالَه الصَّاغانِيّ، وَهِي رُقعةٌ تُدخَلُ
فِي ثَقْبِ المِحْوَرِ إِذا اتَّسع. وَسَيَأْتِي للمصنِّف فِي لهز
وَفِي نخس فذِكرُه هُنَا مُخلٌّ بالاختصار، كَمَا لَا يخفى. وشَنٌّ
ولُكَيْزٌ، كزُبَيْر: ابْنا أَفْصَى بن عبد القَيْس بن أَفْصَى بن
دُعْميِّ بن جَديلةَ، يُقَال: إنَّهُمَا
(15/320)
كَانَا مَعَ أمِّهما ليلى بنت قُرّان فِي
سَفَرٍ حَتَّى نَزَلَتْ ذَا طُوى، فلمّا أَرَادَت الرَّحيلَ فَدَّتْ
لُكَيْزاً، أَي قَالَت لَهُ: فِداكَ أبي وأمِّي، وَدَعَتْ شَنَّاً
ليحملَها،) فَحَمَلها وَهُوَ غَضْبَان، حَتَّى إِذا كَانَا فِي
الثَّنِيَّةِ رمى بهَا عَن بعيرِها فماتتْ، فَقَالَ شَنٌّ: يَحْمِلُ
شَنٌّ ويُفَدَّى لُكَيْزٌ. فَجرى مثَلاً، يُضرَبُ فِي وَضْعِ الشيءِ
فِي غير مَوْضِعه، وَقيل: يُضرَبُ لمن يُعاني مِراسَ الْعَمَل فيُحرَم،
ويَحْظَى غيرُه فيُكرَم، ثمّ قَالَ شَنٌّ لِأَخِيهِ: عليكَ بجَعَراتِ
أمِّكَ يَا لُكَيْز. وَهَذِه الجملةُ الأخيرةُ غيرُ مُحتاجةٍ فِي
الْإِيرَاد هُنَا، وَقد تَرَكَها غيرُه من المُصَنِّفين نَظَرَاً
للاختصار فإنّ الإطالةَ فِي بيانِ قَصَصٍ محَلُّه كُتُبُ الْأَمْثَال،
وَلذَا اقْتَصرَ الجَوْهَرِيّ على إيرادِ المثَلِ فَقَط. ومِمّا
يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: لاكَزَه مُلاكَزَةً، وتَلاكَزا. منَ المَجاز:
هُوَ مُلَكَّزٌ، كمُعَظَّمٍ، أَي ذليلٌ مُدَفَّعٌ عَن الْأَبْوَاب،
كَمَا فِي الأساس.
لمز
اللَّمْزُ: العَيْب فِي الوَجه. وَقَالَ الفَرّاء: الهَمْزُ واللَّمْزُ
والمَرْزُ واللَّقْسُ والنَّقْسُ: العَيْب. أصلُه الإشارةُ بالعَين
ونَحوِها، كالرأسِ والشَّفَةِ مَعَ كلامٍ خَفِيٍّ. وَقيل: هُوَ
الاغْتِياب. لَمَزَه يَلْمِزُه ويَلْمُزه، من حدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ،
وقُرِئَ بهما قَوْلُه تَعَالَى: وَمِنْهُم من يَلْمُزُكَ فِي
الصَّدَقات.
اللَّمْزُ: الضربُ، وَقد لَمَزَه لَمْزَاً، أَي ضَرَبَه، قَالَ أَبُو
مَنْصُور: الأصلُ فِي الهَمْز واللَّمْز:
(15/321)
الدَّفْع، قَالَ الكِسائيُّ: يُقَال:
هَمَزْتُه ولَمَزْتُه، إِذا دَفَعْتَه. ولَمَزَه القَتيرُ، أَي
الشَّيْب، يَلْمُزُه ويَلْمِزُه أَي من بابَيْ نَصَرَ وضَرَبَ، وَلم
يُحتَج إِلَى إعادتهما ثَانِيًا، وَهَذَا الحرفُ نَقَلَه من التكملة
وَلَيْسَ فِيهَا ذِكرُ البابَيْن ظَهَرَ فِيهِ. ونصُّ الصَّاغانِيّ:
لَمَزَه القَتيرُ، أَي وَخَطَه الشَّيبُ، مثلُ لَهَزَه. وَلَا يَخْفَى
أنّ هَذِه العبارةَ أَفْوَدُ من عبارةِ المُصَنِّف. اللَّمَاز،
كَسَحَابٍ، واللُّمَزَةُ مثل هُمَزَةٍ: العَيّابُ للنَّاس، وَكَذَلِكَ
امرأةٌ لُمَزَةٌ، الهاءُ فِيهَا للمُبالغة لَا للتأنيث. أَو
اللُّمَزَة: الَّذِي يَعيبُكَ فِي وَجْهِك، والهُمَزَة: من يعيبُك فِي
الغَيْب. أَو الهُمَزَة: المُغتابُ للنَّاس، واللُّمَزَة: العَيّابُ
لَهُم. أَو هما بِمَعْنى وَاحِد، هَكَذَا قَالَه الزَّجَّاج وَابْن
السِّكِّيت، وَلم يُفَرِّقا بَينهمَا وَقَالا: الهُمَزَةُ اللُّمَزَة:
الَّذِي يغتابُ الناسَ ويَغُضُّهم، ورُوِيَ عَن ابْن عباسٍ فِي
تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: وَيْلٌ لكلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ قَالَ: هُوَ
المَشّاءُ بالنّميمةِ والمُفَرِّقُ بَين الجماعةِ المُفرِّقُ بَين
الأحبَّة. أَو الهُمَزَة: المُغتابُ فِي الوَجه، واللُّمَزَة:
المُغتابُ فِي القَفا. وَقَالَ الليثُ: الهُمَزَة: الَّذِي يَهْمِزُ
أَخَاهُ فِي قَفاه من خَلْفِه، واللُّمَزَة: فِي الِاسْتِقْبَال.
وَقَالَ ابنُ القَطّاع لَمَزَه لَمْزَاً: لَقِيَه بالعَيْب لَهُ. أَو
الهُمَزَة: الطَّعَّانُ فِي النّاسِ بذِكرِ عيوبِهم، واللُّمَزَة:
الطّعّانُ فِي أنسابِهم. أَو الهُمَزَة: بالعَيْن، واللُّمَزَة،
باللِّسان، أَو عَكْسُه.
(15/322)
والصحيحُ أنّ هَذِه الأقوالَ داخلةٌ فِي
قولِه أوّلاً: الهُمَزَة: المُغتاب فإنّ الَّذِي يغتابُهم أعَمُّ من
أَن)
يكون بالشِّدْقِ أَو بالعَيْن أَو بِالرَّأْسِ، حقَّقَه غيرُ واحدٍ من
أئمّةِ الِاشْتِقَاق. فقولُه: أقوالٌ أطالَ بذِكرِها كتابَه خُرُوجًا
عَن جادَّةِ التّحقيق، كَمَا هُوَ ظاهرٌ عِنْد التَّأَمُّل،
وَسَيَأْتِي ذِكرُ بَعْضهَا فِي مَادَّة همز. والتَّلَمُّز:
التَّلَمُّس، نَقله الصَّاغانِيّ، وَهُوَ بدَلٌ. التَّلَمُّز: السرعةُ
فِي السَّيْر، نَقله الصَّاغانِيّ أَيْضا، وَبِه فُسِّر قولُ مَنْظُورُ
بن حَبَّةَ:
(حادي المَطايا خافَ أنْ تلَمَّزا ... يُحْسَبْنَ من حَنْذِ المَوامي
نُحَّزا)
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: اللَّمَّاز، كشَدَّادٍ: النَّمَّام،
كهَمَّازٍ، نَقله اللِّحيانيّ. واللُّمَّز، كرُمَّانٍ: المُغتابون
بالحَضْرَة، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. واللُّمَزَة: المُغري بَين
الاثنَيْن. والمُلامَزَة: المُلاعَزَة.
لوز
! اللَّوْز، م، أَي ثَمَرٌ مَعْرُوف، عربيٌّ، وَهُوَ فِي بِلَاد
الْعَرَب كثيرٌ، اسمٌ للجِنس، واحدتُه بهاءٍ.
وَقيل: هُوَ صِنفٌ من المِزْج، والمِزْج: مَا لم يُوصَلْ إِلَى أَكْلِه
إلاّ بكَسرٍ. وَقيل: هُوَ مَا دَقَّ من المِزْج. وَمن أَسْمَائِهِ:
القُمْروص. وَهُوَ على نوعَيْن: حُلوٌ ومُرٌّ، ولكلٍّ مِنْهُمَا
خَواصّ: أمّا حُلوُه فإنّه مُعتَدِلٌ نافعٌ للصدر والرِّئةِ والمَثانةِ
برُطوبتِه ولِينِه، ويزيدُ أكلُ مَقْشُورِه بالسُّكَّر فِي المُخِّ
والدِّماغ، ويُسَمِّن لأنّ فِيهِ غذَاء حَسَنَاً. ومُرُّه حارٌّ فِي
الثَّالِثَة، يُفَتِّحُ السُّدَد، ويَجْلُو النَّمَش، ويُسكِّنُ
الوَجعَ شُرباً وتَقْطِيراً فِي الأُذُن. ويُلَيِّنُ البَطنَ،
ويُنوِّمُ تَمْرِيخاً فِي
(15/323)
باطنِ القدمَيْن وتَسْعِيطاً، ويُدِرُّ
البَولَ. وأرضٌ {مَلازَةٌ: كثيرتُه. وَفِي المُحكَم: أَي فِيهَا أشجارٌ
من} اللَّوْز.
{واللَّوَّاز، كشَدّاد: بائعُه. وَقد عُرِفَ بِهِ بعضُ المُحدِّثين.}
والمُلَوَّز، كمُعظَّمٍ: التمرُ المَحشوُّ بِهِ وَذَلِكَ أَن يُنزَعَ
مِنْهُ نَواه، ويُحشى فِيهِ {اللَّوْز، نَقَلَه الصَّاغانِيّ.}
المُلَوَّز من الوُجوه: الحسَنُ المَليح. ورجلٌ {مُلَوَّزٌ: خفيفُ
الصُّورة.} واللَّوْزِيَّة: محَلَّةٌ بِبَغْدَاد بالجانب الشرقيِّ،
وإليها نُسِبَ أَبُو شجاعٍ مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد بن المَقرون
اللَّوْزيّ، المُقرئ، المُتوَفِّي سنة، وابنُه عبدُ الحقِّ {-
اللَّوْزيّ، سمع ابْن المادح، مَاتَ سنة.} ولازَ إِلَيْهِ {يلوزُ}
لَوْزَاً: لَجَأَ. مِنْهُ: {المَلاز: المَلجأ، لغةٌ فِي الذَّال.} لازَ
الشيءَ: أَكَلَه، نَقله الصَّاغانِيّ. يُقَال: مَا {يَلوزُ مِنْهُ، أَي
مَا يَتَخَلَّصُ، نَقله الصَّاغانِيّ أَيْضا.} واللَّوْزِينَج من
الحَلْواء م، وَهُوَ شِبهُ القَطائف يُؤْدَمُ بدُهنِ {اللَّوْزِ،
مُعرَّبٌ. هُنَا ذَكَرَه الأَزْهَرِيّ وغيرُه، وَقَالَ الصَّاغانِيّ:
وَلَو ذُكِرَ فِي الْجِيم لَكَانَ وَجْهَاً، وَقد أَشَرنَا إِلَيْهِ
هُنَاكَ.
يُقَال: إنّه لعَوِزٌ} لَوِزٌ ككَتِفٍ، أَي مُحتاجٌ، وَهُوَ إتباعٌ
لَهُ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {اللَّوْزَتان: لُحْمَتانِ فِي
جانبيِ الحَلْق، يُقَال: هُوَ يشكو} لَوْزَتَيْه، وَطَعَنه فِي
لَوْزَتيْه هما خُرْبَتا الوَرِكَيْن، كَمَا فِي)
التكملة والأساس.! ولازُ: أُمَّةٌ وراءَ الخليج القُسطَنطينيّ. وَأَبُو
الْحُسَيْن بنُ أبي سَهْل
(15/324)
! - اللاّزيُّ: شاعرٌ فاضلٌ، ذَكَرَه
السمعانيُّ.
لهز
لَهَزَهم: كَمَنَع: خالَطَهم ودَخَلَ بَينهم. لَهَزَ ولَكَزَ بِمَعْنى
واحدٍ، وَهُوَ الضربُ بجُمْعِ اليدِ فِي الصدرِ والحَنَك، عَن أبي
عُبَيْدة. وَقيل: اللَّهْز: الضربُ بالجُمْع فِي اللَّهازِمِ
والرَّقبَة، عَن أبي زَيْد. وَقَالَ ابنُ بُزُرْج: اللَّهْز: فِي
العنُق، واللَّكْز: بجُمْعِكَ فِي عنُقُه وصَدرِه. كلَهَّزَ
تَلْهِيزاً. لَهَزَ الفَصيلُ يَلْهَزَ لَهْزَاً: ضَرَبَ ضَرْعَ أمِّه
برأسِه أَو بِفِيهِ عِنْد الرَّضاع. ودائرةُ اللاّهِز: من دوائرِ
الخَيلِ الَّتِي تكون على اللِّهْزِمَة، وتُكرَه، وَذكرهَا أَبُو
عُبَيْدة فِي الخَيْل. والمَلْهوز: الرجلُ المُضَبَّرُ الخَلْق،
وَكَذَلِكَ الفرَسُ، وَقد لُهِزَ لَهْزَاً، وَمِنْه قولُ الأَعْرابيّ:
لُهِزَ لَهْزَ العَيْرِ، وأُنِّفَ تأنيفَ السَّيْر، أَي ضُبِّرَ
تَضْبِيرَ العَيْر، وقُدَّ قَدَّ السَّيْرِ المُستَوي. منَ المَجاز:
المَلْهوز: الرجلُ خالَطَه الشَّيْب، يُقَال: لَهَزَه القَتيرُ، أَي
وَخَطَه، فَهُوَ مَلْهُوزٌ، ثمّ هُوَ أَشْمَطَ، ثمّ أَشْيَبُ. وَقَالَ
أَبُو زَيْد: يُقَال للرجل أوّلَ مَا يَظْهَرُ فِيهِ الشَّيْب: قد
لَهَزَه الشَّيبُ ولَهْزَمَه. قَالَ الأَزْهَرِيّ: والميمُ زائدةٌ،
وَمِنْه قولُ رُؤْبة: لَهْزَمَ خَدَّيَّ بِهِ مُلَهْزِمُهْ المَلْهوزُ
من الجِمال: المَوْسومُ فِي لِهْزِمَتِه، قَالَ الجُمَيْح وَهُوَ
مُنقِذُ بنُ الطَّمّاح:
(مَرَّتْ براكِبِ مَلْهُوزٍ فَقَالَ لَهَا: ... ضُرِّي الجُمَيْحَ
ومَسِّيه بتَعذيبِ)
(15/325)
وَإِنَّمَا قَالَ: براكبِ مَلْهُوزٍ،
ليَخُصَّه بِهَذِهِ السِّمَة، لأنّ سِماتَ الْقَبَائِل مَشْهُورَة.
قَالَ النَّضْر: اللاَّهِز: الجبلُ يَلْهَزُ الطريقَ، كَذَلِك
الأَكَمَة يَضُرّان بِالطَّرِيقِ. وَإِذا اجتمعَتِ الأَكَمَتانِ، أَو
التقى جَبَلان حَتَّى يَضيقَ مَا بَينهمَا كَهَيْئَةِ الزُّقاق، فهما
لاهِزان، كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا يَلْهَزُ صاحِبَه. وَقَالَ أَبُو
حنيفةَ: اللاَّهِزَة: الأكمةُ إِذا شَعَرَتْ فِي الْوَادي وانْعرجَ
عَنْهَا. واللِّهاز فِي البَكَرَة، ككَتِابٍ: رُقعَةٌ يُضَيَّقُ بهَا
المِحْوَرُ الواسِع بإدخالِها فِي قَبِّ البَكرَة. واللَّهَزَة،
بِالتَّحْرِيكِ: اللِّهْزِمَة، نَقله الصَّاغانِيّ، والميمُ زَائِدَة.
اللَّهِزَة، بِكَسْر الْهَاء: المرأةُ السَّمينةُ ظُهورِ الشِّدْقَيْن،
نَقله الصَّاغانِيّ.
والمِلْهَز، كمِنبَرٍ: الضاربُ بالجُمْع فِي اللَّهازِم والرَّقَبة،
قَالَ الراجز:
(أَكُلَّ يَوْم لَك شاطِنانِ ... على إزاءِ البئرِ مِلْهَزانِ)
إِذا يَفوتُ الضَّربَ يَحْذِفانِ) مِلْهَزٌ: علَمٌ سُمِّي بذلك. ومِمّا
يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: اللَّهْز: الدَّفعُ وَالضَّرْب. قَالَ
الأَصْمَعِيّ: لَهَزْتُه وبَهَزْتُه ولَكَمْتُه، إِذا دَفَعْتَه.
وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: البَهْزُ واللَّهْزُ والوَكْز واحدٌ.
وَقَالَ الكِسائيُّ: لَهَزَه وبَهَزَه ومَهَزَه ونَهَزَه وبَخَزَه
ونَحَزَه ومَحَزَه ووَكَزَه واحدٌ. وَفِي الحَدِيث: إِذا نُدِبَ
المَيْتُ وُكِّلَ بِهِ مَلَكانِ يَلْهَزانِه، أَي يَدْفَعانِه
ويَضْرِبانه. واللَّهِزُ، ككَتِفٍ: الشَّديد. وَقد سمَّوْا لاهِزاً،
لَهّازاً، ككَتّانٍ،
(15/326)
ليز
{لازَ} يَلِيزُ، أهمله الجَوْهَرِيّ وصاحبُ اللِّسان. وَقَالَ
الصَّاغانِيّ: هُوَ لغةٌ فِي لازَ يَلوز، أَي لَجَأَ.
يُقَال: مَا أَجِدُ {مَلِيزاً} المَليز: الملجأ،! كالمَلاز، وَقد
ذُكِرَ قَرِيبا. |