تاج العروس

(فصل الْبَاء مَعَ الشين.)

ب أش
{بَأَشَه، كمَنَعَه، أَهْمَله الجَوْهَرِيّ وصاحِبُ اللِّسانِ، وَقَالَ الصّاغَانِيّ: صَرَعَه غَفْلَةً. وقالَ الضَّبِّيُّ:} المُبَاءَشَةُ: أَنْ تَأْخُذَ صَاحِبَكَ فتَصْرَعَه، وَلَا يَصْنَعُ هُوَ شَيْئاً. قُلْت: وَهَذَا لَا يَكُونُ إلاّ إذَا أَخَذَه غَفْلَةً، قَالَ: ويُقالُ: مَا {بَأَشْتُه بشَيْءٍ: مَا دَفَعْتُه عَنِّي بشَيْءٍ. ويُقالُ: مَا} بَأَشَ مِنّي، أَي مَا امْتَنَعَ، قالَه الطّائِيّ.! وبِئْشَةُ، بالهَمْزِ وتَرْكِه: مُأْسَدَةٌ باليَمَنِ، ونقَلَه الجوْهرِيّ عَن القاسِمِ ابْن مَعْنٍ: بِئْشةُ وزِئْنَةُ مَهْمُوزتان، وهُما

(17/68)


أَرضانِ، وسيأْتِي ذِكْره فِي ب ي ش.
ب ب ش
. وممّا يُسْتدْرك عَلَيْهِ: {بابِش، كصاحِب. وإبْراهِيم بن مُحَمّدٍ البَابِشِيّ البُخارِيّ، حَدَّث عَن أَحَمَد بنِ إسْحاق السُّرْمارِي، قَالَ الحافِظ: وَكَانَ ابنُ مسدس الحافِظُ يُعْرَف بابنِ} - البابِشِيّ قلتُ: والَّذي ذَكرَه ياقوت أَنَّ بابِشَ من قُرَى بُخَارَا، فِي ظنِّ أبِي سعْدٍ، وإبْراهِيمُ الَّذِي يُنْسَب إلَيْه مَاتَ سنة. وأَبو القاسِمُ يُوسفُ بنُ محمّدِ بن أَحْمدَ بن {بابِش، المُقْرِئُ، عَن أَبي بَكْرٍ الأَصَمِّ. وممّا يُسْتدْرك عليْه:} ببشى، مَقْصُور ممال، بَلدٌ فِي كُورَةِ الأَسْيُوطِيّة بِمصْر.
ب ب غ ش
وممّا يُسْتدْرك عَلَيْه:! بَابَغِيش، والغَيْنُ مُعْجَمة: ناحِيةٌ بَين أَذْرِبِيجان وأَرْدَبِيل، نَقَلَه ياقوت.
ب ت ش
وممّا يُسْتدْرك عليْه: بتش، بالمَثنّاة الفَوْقِيَّة، وَمِنْه بَيْتُوش، فَيْعُول: قرْيَةٌ قُرْبَ خِلاَطَ.

ب ح ش
بَحَشُوا، كمَنَعُوا: اجْتَمَعُوا، أَهمله الجوْهريُّ. قَالَه اللَّيثُ فِي العَيْنِ، ونَصُّه: بَهَشُوا وبَحَشُوا، جَمِيعاً: اجْتَمَعُوا، وخُطِّئَ، أَو الصَّوابُ: تَحَبَّشُوا وتَهَبَّشُوا، كَمَا سَيَأْتي قَرِيباً، قالهُ الأَزْهَرِيّ، قَالَ: وَلَا أَعْرِفُ بَحَشَ فِي الكلامِ، وأَوْرده الصّاغانِيّ وصاحِبُ اللِّسانِ فِي ب هـ ش

(17/69)


استِطراداً، وَلَا يَخْفَى أنّ مِثْلَ هَذَا لَا يَكونُ مُسْتَدْرَكاً بِهِ على الجوَهرِيّ.
ب ذ ش
. البَاذِشُ، كصاحِب، والذّالُ مُعْجَمَةٌ، أَهمله الجَوْهَريُّ، والصّاغانيُّ وصاحبُ اللِّسانِ، وهُو أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمّدُ بنُ البَاذِش، من نُحاةِ المغْرِبِ. وأَبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَليِّ بنِ خَلَفِ ابْن الباذِش الأَنْصاريُّ الغَرْناطِيُّ، مؤلّف الإِقْناع فِي القِراءَاتِ، توفِّي سنة.
ب ذ خَ ش
وممّا يُسْتدْرك عَلَيْهِ: بَذَخْشَانُ، وَيُقَال: بَذَخْشُ، وَهِي بَلْدَةٌ فِي أَعْلَى طُخَارِسْتانَ، والعامَّة يُسَمُّونها بَلَخْشانَ، بَينهَا وبينَ بَلْخ ثَلاثَ عشرةَ مَرْحَلْةً، ومثلُها بَينهَا وبينَ تِرْمِذَ، وَبهَا حِصْنٌ عَجِيبٌ ورِباطٌ بَنَتْه زُبَيْدَةُ العَبّاسِيّة، وَفِي جِبالِها مَعادِنُ البَلَخْشِ والّلازَوَرْدِ وحَجَر الفَتِيلَة وغَيْرها، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا خَلْق من المُحَدِّثِين. وممّا يُسْتدْرَكُ علَيْه: بَذَشُ، بالتَّحْرِيك والذال مُعْجمَة: قريةٌ على فَرْسَخَيْنِ من بِسْطَامَ من أَرض قُومَس.
ب د ر ش
. وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْهِ: بَدْرَش، كجَعْفَر، ويُقَال: بَدْرَشين: قَرْيَةٌ بمِصْرَ، من أَعمال الجِيزَةِ، مِنْهَا الشَّمسُ محمَّدُ بنُ عليّ بنِ محمَّدِ بن عليِّ بنِ عُثْمَانَ البَدْرَشيّ، وُلِد سنة، رَوَى عَن العِزِّ بنِ جَمَاعَة، والزَّيْنِ العِرَاقيّ توفِّي سنة.
ب ر خَ ش
البِرْخاشُ، بالكسرِ، أَهْمَله الجَوْهَرِيّ، وصاحبُ اللِّسَان، وَقَالَ الصّاغَانِيُّ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: وَقَعوا

(17/70)


فِي خِرْبَاش وبِرْغَاش، أَي اخْتِلاط وصَخَبٍ، عَن ابنِ عَبّاد، وسيأْتي خِرْباشٌ، وَهَذَا مَقْلُوبه.
وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْهِ: بَرْخُشَانُ، بضَمِّ الْخَاء: من قُرَى مَا وَرَاء النَّهْرِ، مِنْهَا عبدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ البَرْخُشَانِيّ، المَرْغِينانِيّ، وُلِدَ ببَرْخُشَانَ، قَالَه ياقوت.
ب ر ش
البَرَشُ، محَرَّكَةً، والبُرْشَةُ، بالضَّمِّ، فِي شَعرِ الفَرَسِ: نُكَتٌ صِغَارٌ تُخَالِفُ سَائرَ لَوْنِه، كَمَا فِي الصّحَاح، وقِيلَ: هُوَ من اللَّوْن نُقْطَةٌ حَمْرَاءُ وأُخْرَى سَوْدَاءُ أَوْ غبراءُ، أَو نَحْوُ ذلِكَ، والفَرَسُ أَبْرَشُ، وبَرِيشٌ، كأَمِيرٍ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(وتَرَكَتْ صاحِبَتِي تَفْرِيشِي ... وأَسْقَطَت مِنْ مُبْرَمٍ بَرِيشِ)
وخَصّ اللِّحْيَانيُّ بِهِ البِرْذَوْنَ. والبَرَشُ: بَيَاضٌ يَظْهَرُ على الأَظْفَارِ، عَن إبْرَاهيمَ الحَرْبِيِّ، وَهُوَ من ذلِكَ. وجَذيمَةُ بنُ مالِكِ بنِ فَهْمٍ، الأَزْدِيّ، الأَبْرَش: مَلِكُ العَرَبِ، وَكَانَ أَبْرَصَ، فهابَت العَرَبُ أَنْ تَقُولَ لَه الأَبْرَص، فَقَالَت: الأَبْرَشُ، فكَنَوْا بِهِ عَنْهُ، كَمَا فِي الصّحَاح، وَفِي التَّهْذِيب: فلَقَّبَتْه العَرَبُ الأَبْرَشَ وَقيل: سُمِّيَ بذلِك لأَنَّه أصابَه حَرْقٌ فَبقِيَ فِيهِ من أَثَرِ الحَرْقِ نُقَطٌ سُوْدٌ أَو حُمْرٌ، وَهَذَا عَن الخَلِيلِ، وَقَالَ الطِّرِمّاح: رَأَيْتُ جَذيمَةَ الأَبْرَشَ قَصِيراً أُبَيْرَش على فَرَسٍ أَحْوَى ذَنُوبٍ، يَسيرُ بَينَ الخَوَرْنقِ والسَّدِيرِ، فقِيل لَهُ: أَيَسُرُّكَ أَنّه سَمِعَ هَذَا منكَ ولكَ حُمْرُ النَّعَم قَالَ: لَا واللهِ وَلَا سُودُهَا. ومَكَانٌ أَبْرَشُ: مُخْتَلفِ الأَلْوَانِ، كَثيرُ النَّباتِ، والأَرْضُ بَرْشَاءُ كَذَلِك.

(17/71)


وسَنَةٌ بَرْشَاءُ، ورَبْشَاءُ، ورَمْشَاءُ: كَثِيرَةُ العُشْبِ مُخْتَلِفٌ أَلوَانُ نَبتِهَا، عَن الكِسائيّ، وأَرْضٌ رَمْشَاءُ رَبْشاءٌ كَذلك. والبَرْشاءُ: النّاسُ، قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: مَا أَدْرِي أّيُّ البَرْشَاءِ هُوَ، أَيْ أَيُّ النّاسِ هُوَ. أَو البَرْشَاءُ جَمَاعَتُهُم، وَمِنْه قَوْلهم: دَخَلْنَا فِي البَرْشَاءِ، أَي فِي جَماعَةِ النّاسِ، قَالَه الجَوْهَرِيُّ. والبَرْشَاءُ: لَقَبُ أُمِّ ذُهْلٍ وشَيْبَانَ وقَيْسٍ بَنِي ثَعْلَبَةَ، وَيعرف بالحِصْنِ، وَهُوَ ابنُ عُكَابَةَ بنِ صَعْبِ بن عَلِيّ بن بَكْرِ بنِ وَائِلٍ، والصَّوَاب ذِكْرُ الحارِث بَدَلَ ذُهْلٍ، فإنّه ثالِثُ الاِخْوَة، وأَمّا ذُهْلٌ فإنّه وَلَدَ شَيْبَانَ، كَمَا حَقَّقه ابْن الكَلْبِيّ، لُقِّبَت لبَرَشٍ أَصَابَهَا، قالَه ابنُ دُرَيْدٍ، أَوْ لِمَا جَرَى بَيْنَها وبَيْنَ ضَرَّتِهَا، وهُمْ بَنُو البَرْشَاءِ، واسمُهَا رَقَاشِ بنتُ الحارِثِ بنِ عُبَيْدِ بن غَنْمِ بنِ تَغْلِبَ، وَقَالَ النابِغَةُ الذُّبْيانِيّ:)
(ورَبِّ بَني البَرْشَاءِ ذُهْلٍ وقَيْسِها ... وشَيْبَانَ حَيْثُ اسْتَنْهَلَتْهَا المَنَاهِلُ)
ويروى: فَعَمْرُ بَنِي البَرْشَاءِ وحَيْثُ اسْتَبْهَلَتْهَا السّواحِلُ. وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْهِ: ابْرَشَّ الفَرَسُ ابْرِشَاشاً، ذَكَرَه الجَوْهَرِيُ. وشَاةٌ بَرْشاءُ: فِي لَوْنِهَا نُقَطٌ مختَلِفَة. وحَيَّةٌ بَرْشاءُ، أَيْ رَقْطاءُ.
وبُرْشَانُ: اسْمٌ. والأَبْرَشِيَّةُ: مَوْضِعٌ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:
(نَظَرْتُ بِقَصْرِ الأَبْرَشِيَّةِ نَظْرةً ... وطَرْفِي وَرَاءَ الناظِرينَ قَصِيرُ)
قُلْت: وَهُوَ قَوْل الأُحَيْمِرِ السَّعْدِيّ،

(17/72)


والمَوْضِع مَنسوب إِلَى الأَبْرَشِ. وبَرَاش، وبُرَيْش، كسَحَاب وزُبَيْر: حِصْنَان من حُصُون صَنْعَاءِ اليَمَنِ، نَقله الصّاغَانِيّ. قلتُ: وبَرَاشٌ هَذَا على جَبَلِ نُقَم مُطِلٌّ على صَنْعَاء، وبَراش أَيْضاً: حِصْنٌ آخَرُ من نَوَاحِي أَبْيَنَ لِابْنِ العُكَيْم. وبَرْشانَةُ، بالفَتْح: من قُرَى إشْبِيليَةَ، بالأَنْدلُس، مِنْهَا أَبو عَمْرو أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بن هِشَامِ بن جَهْوَر البَرْشَانِيّ، روى عَن أَبِيه وعَمِّه، وَعنهُ محمَّدُ بنُ عبدِ الله الخَوْلانِيّ. والأَبْرَشُ: لَقَبُ سَعِيدِ بنِ الوَلِيدِ الكَلْبِيّ، صاحِب هِشَام، وَهُوَ من وَلَدِ عَمْرِو بنِ جَبَلَةَ، الَّذِي وَفَدَ على النّبيّ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم. والشَّمْسُ محمّدُ بنُ محمَّدِ بنِ بُرَيْشٍ، كزُبَيْرٍ، البَعْلِيّ الخُضْرِيّ، حَدّث. وبَرِّشُو، بالفَتْح ثُمَّ الكَسْر والتّشديد، اسمُ نَهْرٍ بَين المَوْصِل وإِرْبِل. وبُرْشانُ، بالضّمّ: بلد أَو قَبِيلَة، وسيأْتي للمصَنّفِ فِي النُّون.
ب ر ط ش
. المُبَرْطِشُ، أَهمله الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، وَهُوَ الدَّلاّلُ، أَو السّاعِي بينَ البائِعِ والمُشْتَرِي، ووَرَدَ فِي الحَدِيث كانَ عُمَرُ رَضْيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ فِي الجَاهِلِيَّةِ مُبَرْطِشاً أَيْ كَانَ يَكْتَرِي للنّاسِ الإبِلَ والحَمِيرَ، وَيَأْخُذُ عَلَيْهِ جُعْلاً، أَوْ هُوَ بالسِّينِ المُهْمَلَةِ، كَمَا ذَهَبَ إلَيْه ابنُ دُرَيْدٍ، وَقد تَقَدَّم. ومِمّا يُسْتدْرَك عَلَيْهِ: البُرْطُوشُ، بالضّمِّ: اسْمُ النَّعْلِ،

(17/73)


هَكَذَا يَسْتَعْمِلَه العَوَامُّ، وَلَا أَدْرِي كيفَ ذلِك، فليُنْظَر.
ب ر ذ ش
وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْهِ: بَرْذِيش، بالفَتْح وكَسْرِ الذَّال المُعْجَمَة، من مُدُن قَرْمُونِيّة بالأَنْدلُس
ب ر ع ش
. وممّا يُسْتدْرَك عَلَيْهِ: برْعَش، كجَعْفَرٍ، والعيْنُ مُهْملَة: قَرْيَة قُرْبَ طُلَيْطِلَةَ بالأَنْدَلُس، قالَ ابنُ بَشكُوَال: سَكَنَها صادِقُ بنُ خَلَفٍ الأَنصارِي الطُّلَيْطِليّ، لَهُ رِحْلَةٌ إلَى المَشْرق، وسَمِعَ، ورَوَى، وَمَات بعد سنة. وبَرْعَشُ أَيْضاً فِي نَسَب حَسّانَ بنِ كُرَيْبٍ الرُّعَيْنيّ، وَفِي نَسَبِ عاصِمِ ابنِ كُلَيْبٍ القِتْبانِيّ.
ب ر غ ش
. البَرْغَشُ، كجَعْفَرٍ، والغَيْنُ معجمةٌ، أَهمله الجَوْهَرِيّ، وقالَ ابنُ فارسٍ: هُوَ البَعُوضُ يَلْكَعُ الناسَ، وأَنشد:
(لَقَدْ لَقِينَا بالبِلاَدِ شَرّا ... وبَرْغَشاً يَلْسَعُ لَسْعاً مُرَّا)
وَمِنْه قَوْلُ بعضِهِم:
(ثَلاثُ بَاءَاتٍ بُلِينَا بهَا ... البَقُّ والبُرْغُوثُ والبَرْغَشُ)
وَقَالَ أَبو زَيْد: ابْرغَشَّ الرّجُلُ مِنْ مَرَضِهِ، إِذا بَرَأَ وانْدَمَلَ، وقَامَ ومَشَى وكذلِك اطْرَغشَّ، قالَهُ الأَزْهَرِيّ، رَحِمَه الله تَعَالَى.
ب ر ق ش
. أَبُو بَرَاقِشَ: طائِرٌ صغيرٌ بَرِّيٌّ كالقُنْفُذِ، أَعْلَى ريشِهِ أَغْبَرُ، وأَوْسَطُه أَحْمَرُ، وأَسْفَلُه أَسْوَدُ، فَإِذا هِيجَ إنْتَفَشَ، فتَغَيَّرَ لَوْنُه أَلْوَاناً

(17/74)


شَتَّى، قالَهُ اللَّيثُ، وأَنشد الجَوْهَرِيّ للأَسَدِيّ:
(كَأَبِي بَرَاقِشَ كُلّ لَو ... نٍ لَوْنُهُ يَتَخَيَّلُ)
وَفِي رِوَايَةٍ كُلّ يَوْمٍ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَقَالَ ابنُ خَالَوَيْهِ: أَبُو بَراقِشَ: طائِرٌ يكون فِي العِضَاهِ، ولَوْنُه بَين السَّوَادِ والبَيَاضِ، وَله سِتُّ قَوَائمَ، ثَلاثٌ من جَانِبٍ، وثَلاثٌ من جانِبٍ، وَهُوَ ثَقِيلُ العَجْزِ، تَسْمَعُ لَهُ حَفِيفاً إِذا طارَ، وَهُوَ يَتَلَوَّنُ أَلْواناً. والبِرْقِشُ، بالكَسْرِ: طائِرٌ آخَرُ صَغِيرٌ مُتَلَونٌ، من الحُمَّرِ، مثلُ العُصْفُور، يُسَمَّى الشُّرْشُورُ، بلُغَة الحِجَاز، نَقله الجَوْهَرِيُّ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وسَمِعْتُ صِبْيَانَ الأَعْرَابِ يُسَمُّونَه أَبا بَرَاقِشَ. وبِرْقِشٌ: شاعرٌ تَيْميٌّ، من شُعَرَاءِ الدَّوْلَة العَبّاسِيّة، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. والبَرْقَشَةُ: التَّفَرُّقُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِي. والبَرْقَشَةُ: خَلْطُ الكَلاَمِ، مَأْخُوذ من أَبي بَرَاقِشَ. والبَرْقَشَةُ: الإقْبَالُ عَلَى الأَكْلِ. وبَرَاقِشُ: اسْمُ كَلْبَةٍ، ولَهَا حَدِيثٌ، وَفِي المَثَلِ: علَى أَهْلِهَا دَلَّتْ بَرَاقِشُ، لأَنَّهَا سَمِعَتْ وَقْعَ حَوَافِرِ دَوَابَّ، فنَبَحَتْ، فاسْتَدَلَّوا بِنُبَاحِهَا عَلَى القَبِيلَةِ، فاسْتَبَاحُوهُم، فذَهَبَ مَثَلاً، هَكَذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وحَكَاه أَبُو عُبَيْدٍ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ مثل مَا ذَكَرَه الجَوْهَرِيِّ. وَقَالَ ابنُ هانِئ: زَعَمَ يُونُس عَن أَبِي عمْروٍ أَنَّه قَالَ: هَذَا المَثَلُ على أَهْلِها تَجْنِي بَراقِشُ فصارَتْ مَثَلاً، وَعَلِيهِ قولُ حَمْزَةَ بنِ بِيض:

(17/75)


(لَمْ يَكُنْ عَن جِنَايَةٍ لَحِقَتْني ... لَا يَسَارِي وَلَا يَميِني جَنَتْنِي)

(بَلْ جَناهَا أَخٌ عَلَيَّ كَرِيمٌ ... وعَلَى أَهْلِها بَرَاقِشُ تَجْنِي)
)
أَو اسْمُ امْرَأةِ لُقْمَانَ بنِ عادٍ، هَذَا نصُّ قَوْلِ الشَّرْقِيِّ بنِ القُطَامِيّ، وتَمَامُه هُوَ القَوْلُ الَّذِي يَأْتِي فِيمَا بَعْدُ، كَمَا سَيُنَبِّهُ عَلَيْهِ، وأَمّا الّذِي سَيَذْكُرُه المصنِّف الْآن فهوَ من سِيَاقِ قَوْلِ أَبي عُبَيْدَةَ، ونَصُّه: بَرَاقِشُ: اسْم امْرَأَةٍ، وَهِي ابْنَةُ مَلِكٍ قَدِيمٍ خَرَجَ إلَى بَعْضِ مَغَازِيه، واسْتَخْلَفَها زَوْجُهَا على مُلْكِه، فأَشَارَ عَلَيْهَا بعضُ وُزَرَائهَا أَنْ تَبْنِي بِنَاءً تُذْكَرُ بِهِ، فبنَتْ موضعينَ يُقَال لَهما: بَراقِشُ ومَعِينٌ، فلَمَّا قَدِمَ أَبُوهَا قَالَ: أَرَدْتِ أَنْ يَكُونُ الذِّكْرُ لَكِ دُونِي، فأَمَرَ الصُّنَّاعَ الَّذِين بَنَوْهُمَا أَنْ يَهْدِموهما، فَقَالَت العَرَبُ على أهْلِها تَجْنِي بَرَاقِشُ. وَقَالَ أَبُو عَمْروٍ: بَرَاقِشُ كانَتْ امرأَةً لبَعْضِ المُلُوكِ، فسافَرَ المَلِكُ واسْتَخْلَفَهَا، وكَانَ لَهُمْ مَوْضِعٌ إِذا فَزِعُوا دَخَّنُوا فِيهِ، فيَجْتَمِعُ الجُنْدُ إِذا أَبْصَرُوه، وإنَّ جَوَارِيَهَا عَبِثْنَ لَيْلَةً، فدَخَّنَّ، فاجْتَمَعُوا، فقِيلَ لَهَا، إنْ رَدَدْتِيهم، وَلم تَسْتَعْمِليهم فِي شَيْءٍ فدَخَّنْتم لمْ يأْتِكِ أَحَدٌ مَرّةً أُخْرَى، فأَمَرتَهُم فبَنَوْا بِناءً دُونَ دَارِهَا، فلمّا جاءَ الملِكُ سَأَلَ عَن البِنَاءِ، فأُخْبِرَ بالقِصّة، فقالَ: على أَهْلِها تَجْنِي بَرَاقِشُ، فصارَتْ مَثَلاً يُضْرَبُ لِمَنْ يَعْمَلُ عَمَلاً يَرْجِعُ ضَرَرهُ عَلَيْه، هَكَذَا نَقَلَه الصّاغانِيّ. أَو بَرَاقِشُ: امرأَةُ لُقْمَانَ بنِ عادٍ، وَكَانَ لُقْمانُ من بَنِي صُدَاءٍ، وكانَ قوْمُهُم لَا يَأْكُلُونَ لُحُومَ الإبِلِ، فأَصابَ لُقْمَانُ مِنْ بَرَاقِش

(17/76)


َ غُلاَماً، فَنَزل مَعَ لُقْمَانَ فِي بَنِي أَبِيهَا، فأَوْلَمَوا، ونَحَرُوا جَزُوراً إِكْرَاما لَهُ، فَراحَ ابنُ بَرَاقِشَ إِلَى أَبِيهِ بِعرْقٍ منْ جَزُورٍ وَنَصّ ابْن القُطامِيّ: فرَاحتْ بَراقِشُ بِعَرْقٍ مِنَ الجَزُور، ِ فدَفعَتْهُ لزوجِها، فَأَكَلَ لُقمانُ، فقالَ: مَا هذَا، فَما تَعَرَّقْتُ طَيِّباً مِثْلَه قَطُّ فقالَ: جَزُورٌ نَحَرَها أَخْوالِي، ونصُّ ابنِ القُطَامِيّ: فَقَالَت بَرَاقِشُ: هَذَا من لحْمِ جَزُورٍ، قَالَ: أَو لُحُومُ الإبِلِ كُلِّها هَكَذَا فِي الطِّيبِ قَالَت: نَعَم، فَقالَتْ: جَمِّلُوا، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ جَمِّلْنَا واجْتَمِلْ، فأَرْسلتْهَا مَثَلاً، أَي أَطْعِمْنَا الجَمَلَ واطْعمْ أَنْتَ مِنْهُ، وكَانَتْ بَرَاقِشُ أَكْثَرَ قوْمِهَا بَعِيراً، فأَقْبَلَ لُقْمَانُ على إبِلِهَا وإبِلِ أَهْلِهَا، فَأَشْرَعَ فِيهَا، وفَعَلَ ذَلِكَ بَنُو أَبِيهِ لمّا أَكَلُوا لَحْمَ الجَزُورِ، هَكَذَا فِي النُّسخ، والصَّوَابُ لُحُومَ الجَزُورِ، فقيلَ: عَلَى أَهْلِها تَجْنِي بَراقِشُ، فصارَتْ مَثَلاً. وبَراقِشُ وهَيْلانُ: جبَلانِ، عَن أَبِي عَمْروٍ، أَو وَاديَانِ، عَن الأَصْمَعِيّ، أَو مدينَتَانِ عادَّيتَانِ باليَمنِ خَرِبَتَا، وَهَذَا الأخِيرُ هُو قَوْلُ أَبِي حَنِيفَة الدَّينَوَرِيّ، قَالَ: زَعَمُوا. وَقَالَ النّابِغَةُ الجعْديّ يَذكر امْرَأَةً: يُسَنُّ بالضِّرْوِ من بَرَاقِشَ أوهَيْلانَ أَو ضَامرٍ من العُتُمِ أَيْ يُسَوَّكُ، ويُرْوَى نَاضِر كَذَا فِي التّكْمِلَةِ، وَفِي المُعْجَم: يَسْتَنّ، وَقَالَ يَصِفُ بَقَراً، قَالَ والضِّرْوُ: شَجَرٌ يُسْتَاُك بِهِ، والعُتُمُ: شَجَرُ الزَّيْتُونِ، قَالَ الصَّاغانيّ: ورَوَاه الجاحِظُ: ويَرْتَعِي)
الضِّرْوَ مِنْ بَرَاقِشَ إِلَى آخِره، قَالَ: وليستْ رِوَايَتُه بشَيْءٍ. وبَرْقَشَ عَليَّ فِي الكَلاَمِ: خَلَّطَهُ.

(17/77)


وبَرْقَشَ فِي الأَكْلِ: أَقْبَلَ عَلَيْه، وهذانِ قد ذَكَرَ مَصْدَرَيْهِمَا آنِفاً، وتفريقُ المَصَادِرِ من الأَفْعَالِ غيرُ مُناسِب. وكَذا قولُه البَرْقَشَةُ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ، أَو البَرْقَشَةُ: التَّفَرُّقُ، قد تقَدَّمَ بِعَيْنِه قَرِيبا، فَهُوَ تَكْرَارٌ مَحْضٌ. والبَرْقَشَةُ: اخْتِلافُ لَوْنِ الأَرْقَشِ. ويُقَال: تَبَرْقَشَ لَنَا، أَي تَزَيَّنَ بأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ كُلّ لونٍ. وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْهِ: بَرْقَشَ الرّجُلُ بَرْقَشَةً: وَلَّى هارِباً. والبَرْقَشَةُ: شِبْهُ تَنْقِيشٍ بأَلْوَانٍ شَتَّى، وبَرْقَشَهُ: نَقَشَه. وتَبَرْقَشَ النَّبْتُ: تَلَوَّنَ، وتَبَرْقَشَتِ البِلاَدُ: تَزَيَّنَت، وتَلَوَّنَتْ، وأَصلُه من أَبِي بَرَاقِشَ. ويُقَال: تَرَكْتُ البِلادَ بَرَاقِشَ، أَي ممتَلِئَةً زَهْراً مُخْتَلِفَة مِنْ كلّ لَوْنٍ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأنشَدَ للْخَنْسَاء تَرْثِي أخَاهَا:
(تَطَيَّرَ حَوْلي والبلادُ بَرَاقِشٌ ... لأِرْوَعَ طَلاّبِ التِّرَاتِ مُطَلَّبِ)
ويُرْوَى: تُطَيِّرُ، أَي تُسْرِع وتَعْدُو. وقِيل: بلادٌ بَرَاقِشُ: أَيْ مُجْدِبَةٌ خَلاءٌ، كبَلاَقِعَ: سَوَاءٌ، فإنْ كَانَ كذلِكَ فهُوَ من الأَضْداد. والمُبْرَنْقِشُ: الفَرِحُ المَسْرورُ كالمُبْرَنسْتِقِ. وابْرَنْقَشَت العِضَاهُ: حَسُنَت. وابرَنْقَشَت الأَرْضَ: اخْضَرَّتْ. وابْرَنْقَشَ المَكَانُ: انْقَطَعَ عَن غَيْرِه. وحَكَى أَبُو حاتِمٍ عَن الأَصْمَعِيّ، عَن أَبِي عَمْرِو بن العَلاَءِ أَنّ بَرَاقِشَ ومَعِينَ مَدِينَتان بُنِيَتَا فِي سَبْعِينَ أَو ثَمَانِينَ سَنَةً، وَقد فَسَّرَهما الأَصْمَعِي

(17/78)


ّ فِي شِعْرِ عَمْرِو بنِ مَعْديِكَرِب، وهُمَا مَوْضِعَان، وَهُوَ:
(دَعانَا من بَراقِشَ أوْ مَعِينٍ ... فأَسْرَعَ واتلأَبَّ بِنَا مَلِيعُ)
وفسّرَ أَتْلأَبَّ باسْتَقَامَ، والمَلِيعَ بالمُسْتَوِى من الأَرْض، وَزَاد فِي المعجَمِ: كَانَ بعضُ التَّبَابِعَةِ أَمَرَ بِبنَاءِ سَلْحينَ فبُنىَ فِي ثَمَانِينَ عَاما، وبُنى بَرَاقِشُ ومَعِينُ بغُسَالَةِ أَيْدي صُنّاعِ سَلْحِينَ، وَلَا تَرَى لِسَلْحِينَ أَثَراً، وهَاتَانِ قائِمَتَانِ. قلتُ: والظّاهِرُ أَنَّهما غَيْرُ اللَّتَيْنِ ذَكَرهُمَا المُصَنِّف، من وُجُوهٍ، فتَأَمَّلْ. قَالَ الزَّمَخشَرِيّ: ويُقَالُ للمُتَلَوِّنِ: أَبُو بَرَاقِشَ. وبُرْقَاشُ، بالضّمِّ: من القُرَى المِصْريّة.
ب ر ق ل ش
. وممّا يُسْتدْرَك عَلَيْهِ: بُرْقُولِشُ، بالضّمِّ وكَسْر الّلام: حِصْنٌ من أَعْمَالِ سَرَقُسْطَةَ بالأَنْدَلُس. وممّا يُسْتدْرَك عَلَيْهِ:
ب ر م ن ش
. بَرْمِنِّس، بالفَتْح وتَشْديدِ النُّون المَكْسُورة: من أَعْمَالِ بَطَلْيَوْس، من نَوَاحِي الأَنْدَلُس، نَقَلَه ياقُوتٌ، رَحِمَه الله تَعَالى.
ب ر ن ش
. البَرَنْشَاءُ، مَمْدُودٌ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ الأَزْهَرِيّ: أَي النّاسُ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ والكِسَائيُّ مَا أَدْرِي أَيُّ البَرَنْشَاءِ هُوَ أَيْ أَيُّ النّاسِ، وكَذلِكَ أَيُّ البَرَنْسَاءِ هُوَ، بالسِّين المُهْمَلَة، وَقد تَقَدَّم.
ب ز غ ش
. وممّا يُستدرك عَلَيْهِ: بُزْغَش، كجُنْدَب، بالزَّاي والغَيْن المُعْجَمَة: اسمٌ، مِنْهُ فِي المَوَالِي: بُزْغَشُ عَتِيقُ أَحْمَدَ بنِ شافِعٍ، عَن أَبِي الوَقْتِ. وبُزْغَشُ الرُّومِيّ عَن ابنِ الطَّلاّبَةِ مَاتَ سنة.

(17/79)


ب ش ش
. {البَشُّ} والبَشَاشَةُ: طَلاَقَةُ الوَجْهِ. ورَجُلٌ هَشٌّ {بَشٌّ،} وبَشَّاشٌ: طَلْقُ الوَجْهِ طَيِّبٌ. وَقد {بَشِشْتُ، بالكَسْرِ،} أَبَشُّ، بالفَتْح، وأمّا بيتُ ذِي الرُّمَّةِ:
(أَلَمْ تَعْلَمَا أَنّا {نَبِشُّ إِذا دَنَتْ ... لأَهْلكِ مِنّا طِيَّةٌ وحُلُولُ)
فإنّه رُوِىَ هَكَذَا بِكَسْر الْبَاء، فإمّا أَنْ تكونَ} بَششْتُ مَقُولَةً، وإمّا أَن يكونَ مِمّا جاءَ على فَعِل يَفْعِلُ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: {البَشُّ: اللُّطْفُ فِي المَسْأَلَةِ. و} البَشُّ: الإقْبَاُل على أَخِيكَ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: الضَّحِكُ إلَيْه والانْبِساطُ، وَفِي حَدِيثِ عَلِيّ رَضِيَ الله عَنهُ: إِذا اجْتَمَع المُسْلِمَانِ فتَذَاكَرا غَفَرَ اللهُ تَعَالَى {لأَبَشِّهِمَا بصَاحِبِه. والبَشُّ: فَرَحُ الصَّديِقِ بالصَّديقِ عِنْدَ اللّقَاءِ، عَن اللَّيْثِ.
} والأَبَشُّ: الآبِشُ، كِلاَهُمَا عَن ابنِ عَبّادٍ، وَهُوَ الَّذي يُزَيِّنُ فِنَاءَ الرَّجُلِ وبابَ دارِه بطَعَامِهِ وشَرَابِه، نقَلَهُ الصّاغَانيّ وَقد تَقَدَّم. {والبَشِيشُ، كأمِيرٍ: الوَجْهُ، يُقَال: فُلانٌ مُضِيءُ} البَشِيشِ، عَن ابنِ عبّادٍ، قَالَ رُؤْبَةُ: تَكَرُّماً والهَشُّ للتَّهْشِيشِ وَارِى الزِّنادِ مُسْفِرُ البَشِيشِ) طَلْقٌ إِذا اسْتَكْرَشَ ذُو التَّكْرِيشِ ويُقَال: أَخْرَجتُ لَهُ {- بَشِيشِي أيْ مِلْكَ يَدِي، عَن ابنِ عبّادٍ.} وأَبَّشِت الأَرْضُ وأَجَشَّت: الْتَفَّ نَبْتُهَا، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ، أَو أَنْبَتَتْ أَوَّلَ نَبَاتِهَا، وَهُوَ مَجَازٌ. وَعَن يَعْقُوبَ:! تَبَشْبَشَ بِهِ، أَيْ آنَسَهُ ووَاصَلَه.

(17/80)


قَالَ: وأَصْلُه {تبَشَّشَ، فأَبْدَلُوا الشِّينَ الوُسْطَى بَاء، كَمَا قالُوا: تَجَفْجَفَ لأَنّ الجَمْعَ بيْنَ ثَلاَث شِيَناتٍ مُسْتَثْقِل. وهُوَ، أَي} التَّبَشْبُشُ، من اللهِ تَعالَى: الرِّضَا والإكْرَامُ وتَلَقِّيه بالبِرِّ، وتَقْرِيبه إيّاه، عَن ابنِ الأَنْبَاِرّي، وَهُوَ مَجَازٌ، وَبِه فُسِّرَ الحَديثُ: لَا يُوطِنُ الرّجُلُ المسَاجِدَ للصَّلاةِ والذّكْرِ إلاّ {تَبَشْبَشَ اللهُ بِهِ، كَمَا} يَتَبَشْبَشُ الرِّجالُ بغائِبِهِم إِذا قَدِمَ علَيْهم. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: {البَشِيشُ، كأَمِيرٍ: البَشَاشَةُ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَال: جاءَ بالمالِ مِنْ عَشِّه} وبَشِّهِ، وعَسِّه وبَسِّه: أَي من حيْثُ شَاءَ، وقِيلَ: من جَهْدِه وطاقَتِه. {وبَشَّ لَهُ بخَيْرٍ: أَعْطَاهُ، وَهُوَ مَجَاز. وبنُو} بَشَّةَ: بطْنٌ من بَلْعَنْبَر، كَما فِي العُبَاب. {وبِشْبِيش، بالكَسْر: قَرْيَةٌ بالقُرْب من المَحلّة، مِنْهَا: الشّمْسُ محمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ سَلْمَانَ بنِ أَحْمَدَ البِشْبِيشيّ، الشّافِعيّ، نِزِيلُ مكّةَ، ولد سنة، وأخَذَ العِلْم عَن البُلْقِينيِّ وغيرهِ، وسَافَرَ اليَمَنَ والحَبَشَةَ، وحَدَّثَ. وَمن المُتَأَخِّرِين: شَيْخُ مَشَايخِ بعَضِْشُيُوخنَا الشَّهَابُ أحمَد بن عَبْدِ اللَّطِيفِ} - البِشْبِيشيّ، أَحَدُ المُكْثِرينَ من الحَدِيثِ، حَدَّث عَن الشَّمْسِ البَابِليِّ، وغيرِه، رَحِمَهم اللهُ تَعالَى.
ب ط ش
. بَطَشَ بِهِ يَبْطِشُ، وبِهِ قرَأَ السَّبْعَةُ قَوْلَه تَعالَى يَوْمَ نَبْطِشُ. ويَبْطُشُ بالضّمِّ، وَبِه قَرَأ الحَسَنُ البَصْرِيّ، وأَبو جَعْفَرٍ المَدَنِيّ: أَخَذَهُ بالعُنْفِ والسَّطْوَةِ، وتَنَاوَلَه بِشدَّةٍ عِنْدَ الصَّوْلَة، كأَبْطَشَهُ، وهِيَ لُغَةٌ قَليلَةٌ، وَمِنْه قِرَاءَةُ الحَسن وابنِ رَجَاءٍ. يَوْمَ نُبْطِشُ البطْشَةَ الكُبْرَى.

(17/81)


قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَعناه نُسَلِّطُ عَلَيْهم من يَبْطِشُ بِهِم. والبَطْشُ: الأَخْذُ الشَّدِيدُ القويّ فِي كُلِّ شَيْءٍ، عَن اللَّيْثِ. ومِنْهُ الحَدِيث: فَإِذا مُوسَى بَاطِشٌ بجانِبِ العَرْشِ أيْ مُتَعَلِّقٌ بِهِ بقُوّةِ. والبَطْشُ: البَأْسُ والأَخْذُ.
والبَطِيشُ: الرَّجُلُ الشَّدِيدُ البَطْشِ، كالبَطّاشِ. وَمن المَجَاز: بَطَشَ مِنَ الحُمَّى، إِذا أَفَاقَ مِنْهَا وهُو ضَعِيفٌ، قَالَه أَبُو مالِكٍ. وبِطَاشٌ، ككِتَابٍ، ومُبَاطِشٌ: اسْمانِ. والعِمَادُ أَبو الجَهْمِ إسْمَاعيلُ بنُ أَبِي البَركاتِ هِبَةِ اللهِ بن أَبِي الرِّضَا، سَعِيدِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ محمّد، المَوْصِليّ الشَّهِير بابنِ بَاطِيشِ: مُؤَلِّف غَرِيبِ المُهَذَّب، فَقِيهٌ شافِعيٌّ، وُلِدَ سنة وتُوُفِّيَ سنة. والمُبَاطَشَةُ: المُعَالَجَةُ، وَقد بَاطَشَه مُبَاطَشَةً وبِطَاشاً. والمُبَاطَشَةُ: أَنْ يَمُدَّ كُلٌّ مِنْهُمَا يَدَهُ إِلَى صاحِبِه ليَبْطِشَ بِهِ. وبَطَشَ عَلَيْه: سَطَا بسُرْعَةٍ. وَمن المَجَازِ: الرِّكَابُ تَبَطَّشُ بأحْمَالِهَا تَبَطُّشاً أَي تَزْحَفُ بِهَا، لَا تَكَادُ تَتَحَرَّكُ، نَقله الصاغانِيُّ عَن ابنِ عبّادٍ والزَّمَخْشَرِيِّ. وممَا يُسْتدْرك عَلَيْه: فُلانٌ يَبْطِشُ فِي العِلْمِ بباعٍ بَسِيطٍ، وهُوَ مجَازٌ، قَال:
(ويَبْطِشُ فِي العِلْمِ السَّماوِيِّ بَطْشَةً ... أَرادَ بهَا يَسْطُو على ثَبَج البَحْرِ)
ويُقَال: بَطَشَتْهُم أَهْوالُ الدُّنْيَا. وسَلَكُوا أَرْضاً بعِيدَةَ المَسالِكِ، قَريبَةَ المَهالِكِ، وُقِذُوا بمَبَاطِشِها، وَمَا أُنْقِذُوا من مَعَاطِشِها. وَهُوَ مَجَاز، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ.

(17/82)


ب غ ش
. البَغْشَةُ: المَطَرةُ الضَّعِيَفُة، وَهِي فَوْقَ الطَّشَّةِ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، وَقد بَغَشَت السَّمَاءُ بَغْشاً، كمَنَعَ، وقِيلَ: البَغْشُ والبَغْشَةُ: المَطَرُ الضَّعِيفُ الصَّغِيرُ القَطْرِ، وقِيلَ: هُمَا السَّحابَةُ الَّتِي تَدْفَعُ مَطَرَها دَفْعَةً وَاحِدَة، ومَطَرٌ باغِشٌ. وَقَالَ الأَصْمَغِيُّ: أَخَفُّ المَطَرِ وأَضْغَفُه الطَّلُّ، ثمّ الرّذَاذُ، ثمّ البَغْشُ، وَمِنْه الحَدِيث: فأصَابَنا بَغْشٌ ويُرْوَى: بُغَيْشٌ، بالتصغِير. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: الصّبِيُّ يَبْغَشُ وذلِكَ إِذا أَجْهَشَ إلَيْكَ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. وَقَالَ أَيْضاً: مَا يَدْخُلُ فِي الكُوَّةِ مِن الهَبَاءِ يَبْغَشُ أَيْضاً. وممّا يُسْتدْرَك عَلَيْه: بُغِشَتِ الأَرْضِ، كعُنِىَ، فهِيَ مَبْغُوشَةٌ: أصابَهَا بَغْشٌ من المَطَر. والبَغْشَة: السَّحَابَةُ. والبُغَاشُ، كغُرَابٍ: أُمَّةٌ من الأُمَمِ، وَمن وَلَدِ برناطِل أخِي سَام. وباغِش، كصاحبِ من قُرَى جُرْجَانَ، نَقَلَه أَبو سَعِيد، وَمِنْهَا أَبُو العَبّاس أحمدُ بنُ مُوسَى بن باغيش الجُرْجاني عَن أبِي نُعَيْمٍ الأَسْتَراباذِي.
ب ق ش
. البَقْشُ، أَهملَه الجَوْهَرِيّ وصاحِبُ اللِّسان، وَقَالَ الصّاغَانِيّ: هُوَ شَجَرٌ يُقَالُ لَهُ بالفَارِسِيّة: خُوشْ سايْ، أَي الطَّيِّبُ الظِّلِّ، وَقد تقدّم أَيْضا فِي السِّين المُهْمَلَة، ويُحْتَمَل أَنْ يكونَ هُوَ هَذَا، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: البَقْشُ ليسَ من كَلامِ العَرَبِ الصّحِيحِ بَلْ هُوَ مُوَلَّدٌ.

(17/83)


ب ق ب ش
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: بَقْبِيش، بفَتْحِ المُوَحَّدة الأُولَى، وكَسْرِ المُوَحَّدَة الثانِيَةِ: أَصيلُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمّد بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الكَرِيمِ السَّمَنُّودِي الأَصْلِ، الدُّمْيَاطيّ، عُرِفَ بَابنِ بَقْبِيش: شَيْخٌ مُعْتَقَدٌ، صاحِبُ كَرَامَاِت، ماتَ بدِمْيَاط سنة، رحِمَه اللهُ تَعالَى.
ب ك ش
بَكَشَ، أَهْمَله الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، ونَقَل الصّاغَانِيُّ عَن الفَرّاءِ، قَالَ: يُقال: بَكَشَ عِقَالَ بَعيرِه يَبْكُشُه بَكْشاً، إِذا حَلَّه، كَمَا فِي العُبَابِ.
ب ل ط ش
بَلاَطُنُشُ، بفَتْح البَاءِ وضَمّ الطاءِ والنّونِ، أَهمله الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، وَهُوَ: د، صَغِيرٌ بالشَّامِ لَهُ حِصْنٌ وأشْجَارٌ وأَنْهُرٌ وأَعْيُنٌ. وضَبَطَه السَّخَاوِيُّ بِالسِّين الْمُهْملَة فِي كتابِه الضّوء الَّلامِعِ، ونُسِبَ إلَيْه الشَّمْسُ مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ ابْن خَلِيلِ بن أَحْمَدَ بنِ عليّ البَلاَطُنُشِيّ، وُلد بهَا سنة، ولازَمَ العَلاءَ النَّجَّارِيَّ، وسَمِعَ الحَدِيثُ مِنْهُ وَمن غَيْرِه.
ب ل ش
. وممّا يُسْتَدْرَك عَليْه: البَلَشُونُ، بفَتْحَتَيْن وضَمٍّ: طائِرٌ مَعرُوفٌ، وَقد أَهْمَلَه الجَمَاعَةُ، وأَظُنُّه البَلَصُوصُ، الَّذي ذكرَه المصنّف فِي ب ل ص. وقَرْيَةٌ بمِصْرَ أَيضاً، تُعْرَف ببَلَشُونَ. وبَلَّشُ، كَبَّقم: حِصْنٌ بالمَغْرِب، إِلَيْهِ يُنْسَب قَاضِيه مُحَمَّدُ بنُ الصَّعْتَر، الشَّاعِر، نَقَلَ عَنهُ أثِيرُ الدِّينِ أَبُو

(17/84)


حَيّانَ شيْئاً من شِعْرِه، بالمَوْضِع المَذْكُور، كَذَا فِي وَفَياتِ الصَّفَدِيّ، رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى.
ب ن ش
. بَنَشَ فِي الأَمْرِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ أَبُو تُرَابٍ، بَنَشَ فِي الأَمْرِ وكَذا بَنَّشَ تَبْنِيشاً وهذِه أَكْثَرُ اسْتَرْخَى فِيهِ، وكَذلكَ فَنَّشَ فِيهِ، وأَنْشَدَ اللِّحْيَانِيّ: إِن كُنْتَ غَيْر صَائدِي فبَنِّشِ. ويُرْوَى: فبَنِّسِ، أَي اقْعُدْ، وَهَكَذَا حَكَاه كُرَاع بالأَمْرِ، قَالَ والسِّينُ لُغَةٌ فِيهِ، وَقد تَقَدَّم مَا فِيه من الكَلاَمِ هنُاَك. وعَبْدُ المُنْعِم البُنَّشِيُّ، كسُكَّرِىّ: شامِيُّ مُتَأخِّرٌ، حَدَّثَ عَنهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيّ، رَحِمَهما اللهُ تَعَالَى.
ب وش
. {البَوْشُ: الجَمَاعَةُ المُخْتَلِطَةُ مِنَ النّاسِ، أَوْ جَمَاعَةُ القَوْمِ، لَا يَكُونُونَ إلاّ مِنْ قَبائلَ شَتَّى، أَو الكَثْرَةُ من النّاسِ، ويُقَالُ: جَاءَ من النّاسِ الهَوْشُ} والبَوْشُ، أيّ الكَثْرَةُ، عَن أَبي زَيْد أَو الجَمَاعَةُ والعِيَالُ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، ويُضَمُّ فيهِنَّ، وَمِنْه قَوْلُهُم: {بَوْشٌ} بَائِشٌ، قَالَ ابنُ فارِس: لَيْسَ هُوَ عِنْدَنَا من صَمِيمِ كَلامِ العَرَب. والأَوْبَاشُ: جمعٌ مَقْلُوبٌ مِنْهُ، كَمَا فِي الصّحاح. والبَوْشُ: بَنُو الأبِ إِذا اجْتَمَعُوا، وَهَذَا القَوْلُ مَعَ مَا تَقَدَّم أَنَّهُم لَا يَكُونونَ إلاَّ من قَبَائلَ شَتَّى يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ بالضِّدِّيِّةِ، ولِذَا قالَ فِي العُبَابِ: وَلَا يُقَالُ لبَنِي الأبِ إِذا اجْتَمَعُوا: بَوْشٌ، فتَأَمَّلْ. والبَوْشُ: طَعَامٌ بمِصْرَ من حِنْطَةٍ وعَدَسٍ، يُجْمَعُ ويُغْسَلُ فِي

(17/85)


زِنْبِيل، ويُجْعَلُ فِي جَرَّةٍ، ويُطَيَّنُ ويُجْعَل فِي التَّنُّورِ ويُؤْكَل كَأَنَّه سُمِّيَ بِهِ لاِخْتِلاطِه. والبَوْشُ: ضَجِيجُ الأَخْلاطِ من النّاسِ، وهُمُ الغَوْغَاءُ وقَدْ {بَاشُوا} بَوْشاً.
ويُقَالُ: تَرَكْتُهُم هَوْشاً {بَوْشاً، أَيْ مُخْتَلِطينَ فِي بَعْضِهِم. وأَبُو القَاسِم يَحْيَى بنُ أَسْعَدَ ابنِ يَحْيَى بْنِ} بَوْش البَوْشِيُّ، نِسْبَة إِلَى جَدِّه: مُحَدِّثٌ. {- والبَوْشِيُّ: الفَقِيرُ المُعِيلُ: الكَثِيرُ العِيَالِ. ورَجُلٌ} - بَوْشِيٌّ: كثيرُ البَوْشِ، وأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ لأَبي ذُؤَيْبٍ:
(وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنَا أُحَاحَهُ ... غَدَاتَئِذٍ ذِي جَرْدَةٍ مُتَمَاحِلِ)
قَالَ أَبو سَعِيد: بَوْشِيٌّ: ذُو بَوْشٍ وعِيَالٍ. و {البوْشِيُّ: مَنْ هُوَ مِنْ خُمّانِ النّاسِ ودَهْمائِهم، كَأَنَّهُ لكَثْرةِ} بَوْشِهم، أَي صَخْبِهم، ويُضَمُّ، وهكذَا روَاه بَعْضُهُم فِي قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ. {وبَاشَ فُلاناً، هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، والَّذِي فِي التَّكْمِلَة:} بَاوَشَهُ، إِذا أَهْوى لَهُ بِشَيْءٍ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وكَذلِك تَبَاهَشَ، كَمَا سَيَأْتِي. {وتَبَاوَشَا: تَنَاوَشَا، بِمَعْنىً. وَلَا} يَنْباشُ مِنْ شَيْءٍ، أَي لَا يَنْحاشُ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.
وَقيل: لَا ينْقَبِضُ مِنْ شَيْءٍ. {وبَوَّشُوا} تَبْويِشاً، {وتَبَوَّشُوا: كَثُرُوا، واخْتَلَطُوا، نَقَله ابْن دُرَيْدٍ.
} وبُوشُ، بالضَّمّ: ة، بمِصْرَ من أَعْمَالِ البَهْنَسَا، يُنْسَبُ إلَيْهَا ثِيَابٌ {بُوشِيَّةٌ تُجْلَب إلَى مِصْرَ)
وأَعْمَالِهَا. وعَلِيُّ بنُ إبْرَاهِيمَ} - البُوشِيُّ، المُحدِّثُ، عَن مُحَمَّدِ بنِ عبدِ الرّحْمَنِ الحَضْرَمِيّ، وعَنْهُ ابنُ نُقْطَةَ. وفَاتَه: عَوَضُ بنُ مَحْمُودٍ البُوشيّ،

(17/86)


ذَكَرَه ابنُ نُقْطَة، وحمودي بن وَشْوَاش البُوشِيّ سَمِعَ مِنْهُ المُنْذِرِيّ، ونُسِب إِلَيْهَا أَيْضا جَمَاعَةٌ تَأَخَّرُوا، من أَهْلِ مِصْر. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {باشَ} يَبُوشُ {بَوْشاً، إِذا خَلَطَ، قَالَه الفَرّاءُ. وبَاشَ يَبُوشُ بَوْشاً، إِذا صَحِبَ البَوْشَ، وهُم الغَوْغَاءُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. وجاءَ} بالبَوْشِ البَائِش: الْكثير. ويَحْيَى بنُ أَسْعَدَ بنِ مَمّاتِيّ بن بَوْش، بالفَتْح، أَبُو القَاسِم، الخَبّازُ البَوْشِيّ.
ب هـ ش
. البَهْشُ: المُقْلُ مَا دَامَ رَطْباً، فَإِذا يَبِسَ فخَشْلٌ، هَكَذَا نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ، وزادَ: والمُلْجُ نَوَاه، والحتِيُّ سوِيقُه. والسِّينُ المُهْمَلَة لُغَةٌ فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: البَهْشُ: رَدِيُء المُقْلِ ويُقَال: مَا قَدْ أُكِلَ قِرْفَهُ، قَالَه الأَزْهَرِيّ، والقَوْل مَا قَالُه أَبُو زيْد. ورجُلٌ بَهْشٌ، أَيْ هَشٌّ بَشُّ، قَالَه اللّيْثُ. وبِلادُ البَهْشِ: الحجَازُ لأَنّ البَهْشَ يَنْبُتُ بهَا، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ، وَقد بَلَغَه أَنّ أَبا مُوسَى، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ، يَقْرأُ حَرْفَاً بلُغَتِه، قالَ: إنّ أَبا مُوسَى لم يَكُنْ من أَهْلِ البَهْشِ، يقولُ: لَيْسَ هُوَ من أَهْلِ الحِجَاز. وبَهَشَ عَنْهُ، كَمَنَعَ: بَحَثَ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ عَن ابنِ عَبّادٍ. وبَهَشَ إليْهِ يَبْهَشُ بَهْشاً، إِذا ارْتَاحَ لَهُ، وخَفَّ بارْتِيَاحٍ إلَيْه. وبَهَشَ الرَّجُلُ إِلَى شَيْءٍ بَهْشاً: تَنَاولَ الشَّيْءَ لِيَأْخُذَه ولَمْ يَأْخُذْه.

(17/87)


وبَهَشَ الرَّجُلُ، إِذا تَهَيَّأَ للبُكَاءِ وَحْدَه، قالَه أَبو عَمْروٍ.
وبَهَشْتُ إِلَى الرّجُلِ، وبَهَشَ إليَّ: تَهَيَّأْتُ لِلْبُكَاءِ، وتَهَيَّأَ لَهُ. وبَهَشَ إذَا تَهَيَّأَ للضَّحِكِ، أَيْضاً، فأَصْلُ البَهْشِ: الإِقْبَالُ عَلى الشَّيْء. وبَهَشَ بِيَدِه إلَيْه يَبْهَشُ بَهْشاً، وبَهَشَه بِهَا: مَدَّهَا لِيَتَنَاوَلَه، نالَتْهُ أَو قصُرَتْ عَنهُ. وقالَ اللّيْث: بَهَشَ القَوْمُ وبَحَشُوا: اجْتَمَعُوا، كتَبَهَّشُوا، قالَ الأَزْهَريّ: وَهَذَا وهَمٌ، والصّوَابُ: تَهَبَّشُوا وتحبشوا، إِذا اجْتَمَعُوا، وَلَا أَعْرِفُ بَحَشَ فِي كَلاَم العَرَب. وَقد تَقَدَّم. وبُهَيْشٌ، كزُبَيْرٍ: جَدُّ ذِي الرُّمَّةِ، الشَّاعِر، وَهُوَ غَيْلانُ بنُ عُقْبَةَ بن بُهَيْشٍ العَدَوِيّ، ويُقَالُ فِيهِ: نَهْشَلٌ. وعَلِيُّ بنُ بُهَيْشٍ الكُوفِيّ: مُحَدِّثٌ، عَن مُصْعَبِ بن سَلام، وعَنْهُ يَحْيَى بنُ زَكَريّا بنِ شَيْبَانَ. وسَمَّوْا بَهْوَشاً، كجَرْوَلٍ، وَمِنْه بَهْوَشُ بنُ جَذِيمةَ بنِ سَعْد بن عِجْل بن لُجَيْمٍ، وأُمُّه مِنْ بَني حَنِيفَةَ، قالَه ابْن الكَلْبِيّ. وسَيْرٌ مُبَهَّشٌ، كمُعْظَّمٍ، أيّ سَرِيعُ. وبَاهشَا بَينهُمَا الشَّيْءَ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَفِي التَّكْمِلَة بشَيْءٍ: أَهْوَى كُلّ وَاحِدٍ مِنْهما إلَى الآخَرِ بشَيْءٍ، عَن ابنِ عَبّادٍ. وَفِي المحُكْمَ: تَبَاهَشَا، إِذا تَناصَبَا برُءُوسِهمَا. وَقد بَهَشَ الرّجُلَ، كأَنَّهُ يَتَنَاوَلَهُ ليَنْصُوَه، عَن ابْن عبّادٍ،) يُقَال: نَصَوْتُ الرَّجُلَ نَصْواً، إِذا أَخَذْتَ برَأْسِهِ، ولِفُلاَنٍ رَأْسٌ طَوِيلٌ، أَيْ شَعرٌ طَوِيلٌ. وممّا يُسْتَدْرَك عَليه: البَهْشُ: المُسَارَعَةُ إلَى أَخْذِ الشْيءِ، ورَجُلٌ بَاهِشٌ وبَهُوشٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: يُقَال للإنْسَان إِذا نَظَر إلَى شيْءٍ فأَعْجَبَه واشْتَهَاه،

(17/88)


فتَنَاولَه وأسْرَع نَحْوَهُ وفَرِحَ بِهِ: بَهَشَ إلَيْه. وقَالَ المُغِيرَةُ بن حَبْنَاء التَّمِيميُّ:
(سَبَقْتَ الرِّجَالَ البَاهِشينَ إِلَى النَّدَى ... فَعَالاً ومَجْداً والفَعَالُ سِبَاقُ)
وبَهَشَ القَوْمُ إلَى بَعْضٍ بَهْشاً، وهُو مِن أَدْنَى القِتَال. وبَهْشُ الصَّقْرِ الصَّيْدَ: تَفَلُّتُه عَلَيْهِ. وبَهَشَتْه، وبَهَشَتْ إلَيْكَ الحَيَّةُ: أَقْبَلَت إلَيْكَ تُرِيدُكَ. وابْتَهَشَ ابْتِهَاشاً: ابْتَهَجَ وفَرِحَ. ورَجُلٌ بَهِشٌ، ككَتِفٍ: حَنُونٌ. وبَهَشَ بهِ: فَرِحَ، عَن ثَعْلَب. وَفِي الصّحاح: ويُقال: إِذا كانُوا سُودَ الوُجوهِ قِبَاحاً: وُجُوهُ البَهْشِ. انْتهى. قُلْتُ: وَمِنْه حَدِيثُ العُرَنيِّين اجْتَوَيْنَا المَدِينَةَ، وانْبَهَشَت لُحُومُنَا. وبَهْوَاشُ: بِمصْر، قَرْيَةٌ من أَعْمَالِ المُنُوفِيّة.
ب ي ش
. {بَيْشٌ، بالفَتْح: ع، عَن بنِ دُرَيْدٍ، وقالَ غَيْرُه: فِيهِ عِدَّةُ مَعَادِنَ، وهُوَ مِخْلافٌ من مَخَالِيفِ اليَمَنِ.
} وبِيش، {وبِيشَةُ، بكَسْرِهِمَا: وَادٍ بِطَريقِ اليَمَامَةِ مَأْسَدَةٌ، وتُهْمَزُ الثّانِيَةُ، كَمَا تَقَدَّم عَن القَاسِمِ بنِ مَعْنٍ، ووَجَدْتُ فِي هَامِشِ الصّحَاح مَا نَصُّه: وَجَدْتُ بخَطِّ ابنِ القَصّار علَى حاشِيَةِ ديوانِ حُمَيْدٍ بنِ ثَوْرٍ:} بيِشَةُ: وَادٍ من أَوْدِيَةِ اليَمَن، ومَدْفَعُ بِيشَةَ ورَنْبَةَ وترَبَةَ نَحْوَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ، أَهْلُهَا خَثْعَمُ وكَلْبٌ. انْتَهَى. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ:
(سَقَى جَدَثاً أَعْرَاضُ بِيشَةَ دُوْنَه ... وغَمْرَةَ وَسْمِيُّ الرَّبِيعِ ووَابِلُهْ)
وسَألَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ

(17/89)


جَرِيرَ بنَ عبدِ اللهِ البَجَلِيّ عَنْ مَنْزِلِه {ببِيشَةَ، فقَال: سَهْلٌ وَدْكَداك، وسَلَمٌ وأَراك، وحُمُوضٌ وعَلاك، بَين نَخْلَةٍ ونَحْلَة، مَاؤُهَا يَنْبُوع، وجَنَابُهَا مَرِيع، وشِتَاؤُهَا رَبِيع قَالَ لَهُ: يَا جَرِيرُ، إيّاكَ وسَجْعَ الكُهَانِ وَفِي رِوَايَة: قَالَ لِرَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ إنَّ خَيْرَ الماءِ الشَّبِم، وخَيْرَ المالِ الغَنَم، وخيرَ المَرْعَى الأَراكُ والسَّلَم، إِذا أَخْلَف كانَ لَجِينا، وَإِذا سَقَط كَانَ دَرِينَا، وَإِذا أُكِلَ كَانَ لَبِينا.} والبِيشُ، بالكَسر: نَبَاتٌ ببلادِ الهِندِ، كالزَّنْجَبِيلِ رَطْباً ويَابِساً، وأَصْلَحُه العَرَبِيّ، وهوَ فِي غَايَةِ الحَرَارَةِ واليُبْسِ والحِدَّة، يُذْهِبُ البرَص طِلاَءً، ويَنْفعُ من الجُذَامِ، مَعَ أَدْوِيةٍ أُخَرَ وأَكثَرُ مَا يُسْتعمَلُ مِنْهُ مَعْ أَدْويةٍ أُخَرَ علَى مَا ذَكَره وقَدَّره إسحاقُ إلَى قَدْرِ دَانِقٍ، وقَال صاحِبُ المنْهَاج: وأَظُنّ أَنَّ هذَا القَدْرَ خَطرٌ جِدّاً.)
ورُبّمَا نَبَتَ فِيه سَمٌّ قَتّالٌ لكُلِّ حَيوَان، وأَشَدُّ مَضَرَّتِه بالدِّماغ، ويَعْرضُ عَنهُ ورَمُ الشَّفَتَيْن واللِّسَانِ، وجُحُوظُ العَيْنَيْن، ودُوارٌ وغَشْيٌ، ورِيحُهُ قَدْ يُصَدِّع، وَإِذا سُقِيَ عصِيرَه النُّشَّابُ قَتَل منْ يُصِيبُه فِي الحالِ، وتِرْياقُه فَأْرَةُ {البِيشِ، ويُقَال لَها:} بِيش يُوس، وَهُوَ حَيوان كالفَأْرِ، يَسْكُنُ فِي أَصْلِ البِيشِ، وهُوَ تِرْياقٌ مِنْهُ، يُقَال: إنَّهَا تَتغَذَّى بِهِ، والسُّمَانَي تَتغَذَّى بِهِ أَيْضاً، على مَا يُقَالُ وَلَا تموتُ وَمِنْه المَثَلُ: أَعْجبُ منْ فَأْرَةِ البِيشْ، تَتَغذَّى بالسُّمُوم وتَعِيشْ. ودَواءُ المِسْكِ يُقَاوِمُه، مِنْ بَيْنِ المَعْجُونَات، يُؤْخذ مِنْه مَعَ قِيراطِ مِسْكٍ، ويُدَاوَى بِهِ مَنْ سُقِيَ مِنْهُ أَيْضاً بالقيْءِ بسَمْنِ البَقَرِ، وبزْرِ السَّلْجَمِ، ثُمَّ البادزَهْر، أَو الْمِسْك مَعَ البَادزَهْر. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: {بَيَّشَ اللهُ وَجْهَهُ وسَرَّجه، بالجِيم، أِيْ بَيَّضَهُ وحَسَّنَهُ، وأَنشد:
(لَمّا رأَيْتُ الأَزْرَقَيْنِ أَرَّشَا ... لَا حَسَنَ الوجْهِ وَلَا} مُبَيَّشَا)

(17/90)


وممّا يُسْتدْرَك عَلَيْهِ: {بِيش، بالكَسْر: بَلَدٌ باليَمَنِ قُرْبَ دَهْلَكَ. وجَاءَ أَيْضاً فِي شِعْرِ عَمْرِو بن الأَيْهَمِ، فِي قَتْل عُمَيْرِ بنِ الحُبابِ، وَهُوَ قُتِل بالجَزِيرة، فيَقْتَضِي أَنْ يكونَ أَيْضاً مَوْضِعاً بالجَزِيرَة، فتأَمّلْ.} وبِيش مُوسَى، أَيْضاً: حَشِيشَةٌ تَنْبُتُ مَعَ البِيشِ، وَهُوَ أَعْظَمُ تِرْيَاقِ {البِيشِ، مَعَ أَنَّ لَهُ جميعَ مَنَافعِ البِيش فِي البَرَصِ والجُذَامِ، وَهُوَ تِرْيَاقٌ لِكُلِّ سُمٍّ، ولِلأَفَاعِي، ذكرَه صاحبُ المِنْهَاج. والشّمْسُ محمّدُ بنُ محمَّد بن أَحْمَدَ بن عُمَرَ} - البِيشِيّ، سَمِعَ عَليّ الزَّيْنِ العِرَاقِيّ، مَاتَ سنة.