تاج العروس (فصل الْقَاف مَعَ الشين.)
ق أش
} القَأْشُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَان، وَقَالَ
الصّاغَانِيُّ: هُوَ القَلْشُ، لُغَةٌ عِرَاقِيَّةٌ، نَقَلَه
العُزَيزِيُّ، قَالَ الصّاغَانِيّ: ولسْتُ مِنْهُ على ثِقَةٍ.
ق ب ل ش
. القَبْلَشُ، كجَعْفَرٍ، أَهْمَلَه الجوهرِيُّ، وصاحبُ اللِّسَان،
وَقَالَ الصّاغَانِيُّ: هُوَ اسْمُ الكَمَرَةِ،
(17/322)
ولكِنَّهُ ضَبَطَهُ كعَمَلَّسٍ، نقلَه
العُزَيْزِيّ، وقالَ الصّاغَانِيُّ: لست مِنْهُ على ثِقَةٍ.
ق ر ب ش
القَرْبَشُوشُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وصاحبُ
اللِّسَانِ، وهُوَ قُمَاشُ البَيْتِ.
ق ح ش
. الاقْتِحاشُ أَهْمَلَه الجَوْهَرشيُّ وصاحِبُ اللِّسَان، قَالَ
الفَرّاء: ونَصُّهُ الانْقِحاشُ هُوَ التَّفْتِيشُ، يُقَاُل:
لأَقْتَحِشَنَّه، هَكَذَا فِي النُّسَخِ والصَّوَابُ: لأَنْقَحِشَنَّه،
كَمَا هُوَ نَصُّ الفَرّاء فَلأَنْظُرَنَّ أَسَخِىُّ هُوَ أَم لَا،،
وَهَذَا أَحَدُ مَا جَاءَ على الافْتِعَالِ، هَكَذَا فِي النُّسخِ
مُتَعَدِّياً، وَهُوَ نادِرٌ. قُلْتُ: قَلَّدَ المُصَنِّفُ فِيهِ
الصّاغَانيِّ وصَحَّفَ عِبَارَتَه، والصَّوَابُ أَنّ هذِه المادَة
أَصْلُهَا نَقْحَشَ النُّونُ تكونُ أَصْلِيَّةً، مثْل نَهْمَسَ،
وأَمْرٌ مُنْهَمِسٌ، وَقد سَبَقَ لَهُ ذلِكَ، وبابُ فَعْلَلَ يَأْتِي
مُتَعَدِّياً فيُقَالُ حِيَنئذٍ: لأُنَقْحِشَنَّهُ كأُدْحُرِجَنّهُ
فحِينَئذٍ يَكُونُ لانُدْرَةَ فِيهِ، فَلْيُتَأَمَّلْ.
ق ر ش
قَرَشَه يَقْرِشُه قَرْشاً، من حَدِّ ضَرَب، ويَقْرُشُهُ، أيَضْاً، من
حَدِّ نَصَر: قَطَعَه. وقَرَشَهُ: جَمَعَه من هَا هُنَا وَهَا هُنَا،
وضَمَّ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ، قَالَ الفَرّاءُ: وَمِنْه قُرَيْشٌ
القَبِيلَةُ، وأَبُوهُمُ النَّضْرُ بنُ كِنَانَةَ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ
مُدْرِكَةَ بنِ الْيَاسِ بنِ مُضَرَ، فكُلٌّ مَنْ كانَ مِنْ وَلَدِ
النَّضْرِ فهُوَ قُرَشِيٌّ دُونَ وَلَدِ كِنَانَةَ وَمَنْ فَوْقَه،
كَذا فِي الصّحاح. قُلْتُ: وعِنْدَ أَئِمَّةِ النَّسَبِ كُلُّ مَنْ
لَمْ يَلِدْهُ فِهْرٌ فَلَيْسَ بقُرَشِيٍّ، قالهُ ابنُ الكَلْبِيِّ،
وَهُوَ المَرْجُوعُ إِلَيْه فِي هذَا الشّأْنِ، لتَجَمُّعِهِمْ فِي
الحَرَمِ مِنْ حَوَالَيْ مَكَّةَ بَعْدَ تَفَرُّقِهِم فِي البِلاَدِ،
حينَ غَلَبَ عَلَيْهَا قُصَيٌّ بنُ كِلاَبٍ.
(17/323)
ويُقَال تَقَرَّشَ القَوْمُ، إِذا
اجْتَمَعُوا، قالُوا: وبِه سُمِّيَ قُصَيٌّ مُجَمِّعاً. قُلْتُ:
وقِيلَ: إِنَّمَا لُقِّبَ قُصَيٌّ مُجَمِّعاً لِجَمْعِه قبائل قُرَيْشٍ
بالرِّحْلَتَيْنِ، ولِكَوْنِه أَوّلَ مَنْ جَمّعَ يومَ الجُمُعَةِ
فخَطَب، وفِيه يَقُولُ مَطْرُود بنُ كَعْبٍ الخُزاعِيُّ:
(أَبُوكُمْ قُصَيٌّ كَانَ يُدْعَى مُجَمِّعاً ... بِهِ جَمَّعَ اللهُ
القَبَائِلِ مِنْ فِهْرِ)
أَو لأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَقَرَّشُونَ البِيَاعَاتِ فيَشْتَرُونَهَا،
أَوْ لأَنَّ النَّضْرَ ابنَ كِنَانَةَ اجْتَمَعَ فِي ثَوْبِه يَوْماً،
فَقَالُوا تَقَرَّشَ، فغَلَبَ عَلَيْهِ اللَّقَبُ، أَوْ لأَنّه جاءَ
إِلى قَوْمِه يَوْماً فقالُوا: كأَنَّهُ جَمَلٌ قَرِيشٌ، أَيْ شَدِيدٌ
فلُقِّبَ بِهِ، أَوْ لأَنَّ قُصَيَّاً كَانَ يُقَالُ لَهُ:
القُرِشِيُّ، وهُوَ الَّذِي سَمّاهم بِهذا الاسْمِ، قالَهُ المُبَرِّدُ
ونَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي مُبْهمِ القُرْآنِ، أَوْ لأَنَّهُمْ
كَانُوا يُفَتِّشُونَ الحاجَ، بالتَّخْفِيفِ، جَمْعُ: حاجَةٍ
فيَسُدُّونَ خَلَّتَها، فمَنْ كَانَ مُحْتَاجاً أَغْنَوْهُ، ومَنْ
كَانَ عارِياً كَسَوْه، ومَنْ كَانَ مُعْدِماً وَاسَوْهُ ومَنْ كانَ
طَرِيداً آوَوْه، ومَنْ كَانَ خائِفاً حَمَوْه، ومَنْ كَانَ ضالاًّ
هَدَوْهُ، وَهَذَا قَوْلُ مَعْرُوفِ ابنِ خَرَّبُوذَ، أَوْ سُمِّيَتْ
بمُصَغَّرِ القِرْشِ، وهِيَ دَابَّةٌ بَحْرِيَّةٌ تَخَافُهَا دَوَابُّ
البَحْرِ كُلُّها، وقِيلَ: إِنّهَا سَيِّدةُ الدّوابِّ، إِذا دَنَتْ
وَقَفَت الدَّوابُّ، وإِذا مَشَتْ مَشَتْ، وكَذلِكَ قُرَيْشٌ ساداتُ
النّاسِ جاهِلِيَّةً وإِسْلاَماً، وَهَذَا القَوْلُ نَقَلَه
الزًّبَيْرُ بنُ بَكّارٍ بسَنَدِه عَن ابنِ عَبّاسٍ، وأَنْشَدَ قَوْلَ
المُشَمْرِجِ الحِمْيَرِيّ:
(وقُرَيْشٌ هِيَ الَّتِي تَسْكُنُ البَحْ ... رَ بِهَا سُمِّيَتْ
قُرَيْشٌ قُرَيْشَا)
(17/324)
أَو سُمِّيَتْ بقُرَيْشِ بنِ مَخْلَدِ ابنِ
غالِبِ بنِ فِهْرٍ، وكانَ صاحِبَ عِيرِهم، فكانُوا يَقُولُون: قَدِمَتْ
عِيرُ قُرَيْشٍ، وخَرَجَتْ عِيْرُ قُرَيْشٍ، فَلُقِّبُوا بِذلِكَ.
وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي مُبهَمِ
القُرْآنِ، فِي آلِ عِمْران، عِنْدَ ذِكْرِ بَدْرٍ: هُوَ أَبُو بَدْرٍ،
وهُوَ ابنُ قُرَيْشِ بنِ الحَارِثِ بن يَخْلُدَ بنِ النَّضْرِ، وكَانَ
قُرَيْشٌ أَبُوهُ دَلِيلاً بَينَ فِهْرِ بنِ مالكٍ فِي الْجَاهِلِيَّة،
فَكَانَت عِيرُهم إِذا وَرَدَتْ بَدْراً يُقَال: قد جاءَت عِيرُ
قُرَيْشٍ، يُضِيفُونَهَا إِلى الرّجُلِ، حَتَّى ماتَ وبَقِيَ الاِسْمُ،
فهذِهِ ثَمانِيَةُ أَوْجُهٍ) ذَكَرها فِي سَبَبِ تَلْقِيبِ النّضْرِ
قُرَيْشاً، سَبْعَةٌ مِنْهَا نَقَلَها إِبراهِيمُ الحَرْبِيُّ فِي
غَرِيبِ الحَدِيثِ مِنْ تَأْلِيفِه، وفاتَهُ مَا نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ
وغيرُه: سُمِّيَتْ بِذلِكَ لِتَبَحُّرِهَا وتَكَسُّبِهَا وضَرْبِهَا
فِي البِلادِ تَبْتَغِي الرِّزْقَ، وقِيلَ: لأَنّهُم كانُوا أَهْلَ
تِجَارَةٍ ولَمْ يَكُونوا أَصْحَابَ ضَرْعٍ وزَرْعٍ، من قَوْلهم: فلانٌ
يَتَقَرَّشُ المالَ، أَيْ يَجْمَعُه، فَهذِه عَشَرَةُ أَوْجُه،
والمَشْهُورُ من ذلِكَ الوَجْهُ الأَوّلُ الَّذِي نَقَلَه
الجَوْهَرِيُّ عنِ الفرّاء، ثُمَّ مَا ذَكَرَه الزُّبَيْرُ بنُ
بَكّارٍ، نَسّابَةُ العَرَبِ، وحُكِىَ لِبَعْضِهِم فِي تَسْمِيَتِهم
بقُرَيْشٍ عِشْرُونَ قَوْلاً. وهُم اثْنَانِ: قُرَيْشُ الظَّوَاهِرِ،
وقُرَيْشُ البِطَاحِ، وَقد ذُكِرَ فِي ظ هـ ر، فَراجِعْهُ. قَالَ
الجَوْهَرِيُّ: فإِنْ أَرَدْتَ بقُرَيْشٍ الحَيَّ صَرَفْتَه، وإِنْ
أَرَدْتَ بِهِ القَبيلَةَ لَمْ تَصْرِفْه، قالَ الشاعرُ فِي تَرْكِ
الصَّرْفِ:
(غَلَبَ المَسامِيحَ الوَلِيدُ سَمَاحَةً ... وكَفَى قُرَيْشَ
المُعْضِلاتِ وِسَادَهَا)
(17/325)
قُلْتُ: هُوَ لِعَدِيِّ بنِ الرِّقاعِ،
يَمْدَحُ الوَلِيدَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ وبعدَهُ:
(وإِذا نَشَرْتَ لَهُ الثَّنَاءَ وَجَدْتَه ... وَرِثَ المَكَارِمَ
طُرْفَهَا وتِلاَدَهَا)
قالَ ابنُ بَرِّي: ومِنَ المُسْتَحْسَنِ لَهُ فِي هذِه القَصِيدَةِ،
ولَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهِ فِي صِفَةِ وَلَدِ الظَّبْيَةِ:
(تُزْجِى أَغَنَّ كَأَنّ إِبْرَةَ رَوْقِه ... قَلَمٌ أَصابَ من
الدَّوَاةِ مَدَادَهَا)
والنِّسْبَةُ إِلى قُرَيْش: قُرَشِيٌّ، وقُرَيْشِيٌّ نادِرٌ، عَن
الخَلِيلِ، قَالَ الشّاعر:
(بِكُل قُرَيْشِيٍّ عَلَيْه مَهَابَةٌ ... سَرِيعٍ إِلى دَاعِي
النَّدَى والتَّكَرُّمِ)
هَكَذَا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيّ والخَلِيلُ، ونَقَلَه ابنُ دِحْيَةَ
فِي التَّنْوِير، والبيتُ من شَوَاهِد كتَابِ سِيبَوَيْه من جُمْلَةِ
ثَلاثَةِ أَبياتٍ وَهِي:
(ولَسْتُ بِشَاوِيٍّ عَلَيْهِ دَمَامَةٌ ... إِذا مَا غَدَا يَغْدُو
بِقَوْسٍ وأَسْهُمِ)
(ولكِنَّما أَغْدُو عَلَيَّ مُفَاضَةٌ ... دِلاَصٌ كأَعْيَانِ
الجَرَادِ المُنَظَّمِ)
بِكُل قُرَيْشِيّ. إِلى آخِره.
فَفِي الأَوّل شاهدُ فِي قَوْلِهم: شاوِيٌّ فِي النَّسَب إِلَى
الشَّاءِ. وَفِي الثّانِي شاهِدٌ عَلَى جَمْعِ عَيْنٍ عَلَى أَعْيَان،
وَفِي الثّالِثِ شاهِدٌ عَلَى قَوْلِهِم قُرَيْشِيٌّ، بإِثْبَاتِ
الياءِ فِي النَّسَبِ إِلَى قُرَيْشٍ، قالَه ابنُ بَرِّيّ.
وَقَالَ شَيْخُنَا: وقالَ قَوْمٌ: القِيَاسُ هُوَ الأَوَّلُ، يَعْنِي
حَذْفَ الياءِ فِي النَّسَبِ. قُلْتُ: وهُوَ المَشْهُورُ
المُسْتَعْمَلُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا نَسَبُوا إِلى قُرَيْشٍ
قالُوا: قُرَشِيٌّ، بحَذْفِ الزّيادَةِ، قالَ: وللشّاعِرِ أَنْ يَقُولَ
قُرَيْشِيٌّ إِذا اضْطَرَّ. والقَرْوَشُ، كجَرْوَلٍ: مَا يُجْمَعُ من
هَا هنَا وَهَا هُنَا، هكذَا فِي سَائِر)
النُّسَخِ، وهُوَ غَلَطٌ شَنِيعٌ، والصَّوَابُ القُرُوشُ، بالضّمِّ،
جَمْع قَرْشٍ،
(17/326)
بالفَتْحِ: مَا يُجْمَع من هَا هُنَا وَهَا
هُنَا، وَبِه فُسِّرَ قولُ رُؤْبَةَ:
(قَدْ كانَ يُغْنِيهِمْ عَن الشُّغُوشِ ... والخَشْلِ مِنْ تَسَاقُطِ
القُرُوشِ)
سَمْنٌ ومَحْضٌ لَيْسَ بالمَغْشُوشِ فتأَمَّلْ. وقالَ أَبو عَمْروٍ:
القِرْواشُ، بالكَسْرِ، والحَضِرُ، والطُّفَيْلِيُّ وَهُوَ الوَاغِلُ،
والشَّوْلَقِيُّ. والقِرْوَاشُ: العَظِيمُ الرَّأْسِ، عَنِ ابنِ
خَالَوَيْه. وقِرْواشُ بنُ حَوْطٍ الضَّبِّيُّ، وشُرَيْحُ بنُ قِرْواشٍ
العَبْسِيُّ، شاعِرَانِ. والقَارِشَةُ مِن الشِّجَاجِ: شِبْهُ
البَاضِعَةِ مِنْهَا.
والقُرَيْشِيَةُ: ة، بجَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ، منهَا التُّفّاحُ
الجَيِّدُ. ونَهْرُ قُرَيْشٍ: بوَاسِطَ، وأَبُو قُرَيْشٍ: ة، بِهَا،
على فَرْسَخٍ مِنْهَا. وأَقْرَشَ بِهِ إِقْرَاشاً: سَعَى بهِ ووَقَعَ
فِيهِ، حَكَاه يَعْقُوبُ. وأَقْرَشَت الشَّجَّةُ فَهِيَ مُقْرِشَةٌ
صَدَعَتِ العَظْمَ ولَمْ تَهْشِمْهُ، وكَذلِكَ المُقْرِّشَةُ،
كمُحَدِّثَةٍ، لُغَةٌ فِي الْفَاء، وقَدْ تَقَدّمَ.
والتَّقْرِيشُ: مِثْلُ التَّحْرِيِشِ، عَن أَبِي عُبَيْدٍ، نَقَلَه
الجَوْهَرِيُّ. والتّقْرِيشُ، أَيْضاً: الإِغْرَاءُ والإِفْسَادُ،
يُقَالَ: قَرَّشَ بِهِ، إِذا وَشَى وحَرَّشَ وأَفْسَدَ، وهُوَ مَجَازٌ،
قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ:
(أَيُّهَا النّاطِقُُ المُقَرِّشُ عَنّا ... عِنْدَ عَمْروٍٍ وهَلْ
لِذاكَ بَقَاءُ)
عَدّاه بِعَنْ، لأَنَّ فِيهِ مَعْنَى الناقِلِ عَنّا، وكَذلِكَ
أَقْرَشَ بِهِ، إِذا سَعَى.
(17/327)
والتَّقْرِيشُ: الاكْتِسَابُ. ووَقَعَ فِي
بَعْضِ نُسَخِ الصّحاح: التَّقَرُّشُ، بَدَلَ التَّقْرِيشِ.
والمُقَرِّشَةُ، كمُحَدِّثَةٍ: السَّنَةُ المَحْلُ الشَّدِيدَةُ،
نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهُوَ مَجَازٌ، وكَذلِكَ مَقْرُوشَة، لأَنَّ
النّاسَ تَجْتَمِعُ عامَ المَحْلِ فتَنْضَمُّ حَوَاشِيهم وقَوَاصِيهم،
قالَ: مُقَرِّشَات الزَّمَنِ المَحْذُورِ. وتَقَرَّشُوا: تَجَمَّعُوا،
ومِنْهُ سُمِّيَت قُرَيْشٌ، كَما تَقَدَّم.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: تَقَرَّشَ زَيْدٌ، إِذا تَنَزَّه عَن مَدَانِسِ
الأُمُورِ. وتَقَرّشَ فُلانٌ الشَّيْءَ، إِذا أَخَذَهُ أَوّلاً
فأَوّلاً، عَنِ اللِّحْيَانِيّ وتَقَارَشَت الرِّمَاحُ: تَدَاخَلَتْ
فِي الحَرْبِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وكَذلِكَ تَقَرَّشَت، إِذا
تَشَاجَرَتْ وتَدَاخَلَتْ، ورِماحٌ قَوَارِشُ، قالَ القُطَامِيّ:
(قَوَارِشُ بالرِّمَاحِ كأَنَّ فِيهَا ... شَوَاطِنَ يَنْتَزِعْنَ
بِهَا انْتِزاعَا)
وقَدْ قَرَشُوا بالرِّمَاحِ، إِذا طَعَنُوا بِهَا، والقَرْشُ:
الطَّعْنُ بالرِّمَاح. وتَقَرَّشَتْ وتَقَارَشَتْ: تَطاعَنُوا بِهَا
فَصَكَّ بَعْضُها بَعْضاً. واقْتَرَشَتْ: وَقَعَ بَعْضُهَا عَلَى
بَعْضٍ، فسَمِعْتَ لَهَا صَوْتاً. ومُقَارِشٌ: اسمٌ. وممّا يُسْتَدْرَك
عَلَيْه: القَرْشُ: الكَسْبُ، كالاقْتِراشِ. وقَرِشَ، كعَلِمَ: لُغَةٌ
فِي قَرَشَ، كضَرَبَ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ: وجَمْعُ القَرْشِ:
القُرُوشُ، قالَ رُؤْبَةُ: قَرْضِي ومَا جَمَّعْتُ من قُرُوشِي.
(17/328)
وقِيلَ: إِنَّمَا يُقَال: تَقَرَّشَ
واقْتَرَشَ لأَهْلِهِ، يُقَال: قَرَشَ لأَهْلِه وتَقَرَّشَ واقْتَرَشَ،
وهُوَ يُقَرِّشُ لأَهْلِهِ،)
ويَتَقَرَّشُ، أَيْ يَكْتَسِبُ، وقَرَشَ فِي مَعِيشَتِه مخفف مِنْ حَدّ
ضَرَبَ وتَقَرَّشَ: دَبِقَ ولَزِقَ. وقَرَشَ يَقْرُشَ قَرْشاً: أَخَذَ
شَيْئاً. وقَرَشَ مِنَ الطَّعَامِ: أَصابَ مِنْهُ قلِيلاً. وأَقْرَشَ
بِالرَّجُلِ: أَخْبَرَه بِعُيُوبِه.
وأَقْرَش بِهِ: حَرَّشَ. واقْتَرَشَ فُلانٌ بِفُلانٍ: سَعَى بِهِ
وبَغَاهُ سُوءاً، ويُقَالُ: واللهِ مَا اقْتَرَشْتُ بكَ، أَيْ مَا
وَشَيْتُ بِكَ. وقَرْشُ الشَّيْءِ: صَوْتُه، وسَمِعْتُ قَرْشَةً، أَيْ
وَقَعَ حَوَافِرِ الخَيْلِ، وهُوَ أَيْضاً صَوْتٌ نَحْوَ صَوْتِ
الجَوْزِ والشَّنِّ إِذا حَرْكْتَهُمَا. وقَرَشَ قَرْشاً: سَكَتَ،
نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ، وكعَلِمَ قَرَشاً وقُرْشَه: تَسَلَّخَ وَجْهُه
مِن شِدَّةِ شُقْرَتِه. نَقَلَهُ ابنُ القَطّاعِ، أَيْضاً. وتَقَارَشَ
القَوْمُ: تَطاعَنُوا.
وجُبْنٌ قَرِيشٌ، كأَمِيرٍ، أَي يَابِسٌ شَدِيدٌ. والقُرَشِيَّةُ،
بِضَمٍّ وفَتْح: قَرْيَةٌ بساحِلِ حِمْصَ، وهِيَ آخِرُ أَعْمَالِها
مِمَّا يَلِي حَلَبَ وأَنْطَاكِيَةَ. والقُرَشِيَّةُ، بالضَّمِّ:
قَرْيَةٌ بالغَرْبِيَّةِ مِنْهَا عُبَيْدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ
القُرَشِيُّ، وَالِدُ عَبْدِ الرّحْمَنِ، مِمَّنَ أَخَذَ عَنْ أَبِي
العَبّاسِ الزّاهدِ، وَابْن النَّقّاشِ، مَاتَ سنة.
والقُرَشِيَّةُ أَيْضَاً: قَرْيَةٌ باليَمَنِ من أَعْمَال زَبِيد،
مِنْهَا القُطْبُ أَبو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الشّاذِلِيُّ،
صاحِب مخَا، وحَفِيدُه عبدُ المُغْنِي بنُ أَبِي الفَتْحِ، وإِخْوتُه:
الصِّدّيقُ وعُمَرُ، وعَبْدُ الرَّحْمنِ، وعمّاه: عبدُ الرَّحْمنِ،
(17/329)
وعَبْدُ المُحْسِن، بيتُ عِلْمٍ وصَلاحٍ،
رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم، مَاتَ عبدُ المُغْنِي هَذَا بِجُدَّةَ
سنة. وقُرَيْشُ بنُ أَنَسٍ ثِقَةٌ. وأَبُو قُرَيْشٍ مُحَمَّدُ بنُ
جُمُعَةَ الحافِظُ. وأَبو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرّحْمنِ
القُرَيْشِيُّ: مُحَدِّث. هَكَذَا نُسِبَ عَلَى الأَصْلِ. وقُرَيْشُ
بنُ سَبُعِ بنِ المُهَنَّا ابنِ سَبُعٍ، المُهَنَّا، الحُسَيْنِيُّ
الشَّرِيفُ، العَالِمُ النَّسّابَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ المَدَنِيُّ،
سَمِعَ ببَغْدَادَ مِنْ أَبِي الفَتْحِ بن البَطِّيّ، وابنِ النّقُورِ
وغَيْرِهما، وتُوُفِّي بالمَشْهَدِ سنة ذَكَرَه أَبو حامِدٍ العابِدِيّ
فِي تَتِمَّةِ الإِكْمَالِ، وَقد أَجازَه. والقِرْواشُ: لَقَبُ
إِسْمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الحُسَيْنِيّ، وهُوَ جَدُّ
القَرَاوِشَةِ بالمَحَلَّة الكُبْرَى. ومِنْ أَمْثَالِهِم: وَجْهُ
المُقَرِّش أَقْبَحُ أَي المُفْسِد. وقِيلَ لبَعْضِهِم، وهُوَ
كُرْدُوسُ بنُ مُزَيْنَةَ: فُلانٌ كَرِيمٌ لَوْ كانَ قُرَشِيّاً،
فقَالَ: تُقَرِّشُه أَفْعَالُه. وَهُوَ مَجَازٌ. ويُقَالُ: هُوَ قِرْشٌ
من القُرُوشِ، لِلْغَالِبِ القاهِرِ، وَهُوَ مَجَازٌ أَيْضاً.
وقِرْواشُ بنُ عَوْفٍ اليَرْبُوعِيُّ: فارِسُ جَلْوَى الكُبْرَى.
ق ر ط ش
. أَقْرِيطِشُ، بفَتْحِ أَوّلهِ ويُكْسَرُ أَيْضاً، كَمَا نقَلَه
ياقُوتٌ، وكَسْرِ الرّاءِ والطّاءِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وصاحِبُ
اللِّسَانِ، والصّاغَانِيُّ، وَقَالَ ياقُوتَ: اسْمُ جَزِيرَة
مَشْهُورَة ببَحْرِ الرُّومِ، أيَ ببَحْرِ المَغْرِبِ، كَمَا قالَهُ
ياقُوت، فِيها مُدُنٌ وقُرىً، يُقَابِلُها مِنْ برِّ إِفْرِيقِيَّةَ
بُونَةُ، دَوْرُهَا ثَلاثُمِائَةٍ وخَمْسُونَ مِيلاً، أَو مَسِيرَةُ
(17/330)
خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً، قالَ شَيْخُنَا:
فإِنْ أَرادَ بِلَيالِيهَا فهِيَ سَبْعُمائَةٍ وعِشْرُونَ مِيلاً،
وإِنْ أَرادَ الأَيّامَ فَقَط، كَمَا هُوَ الظّاهِرُ، فَثَلاثُمائَةٍ
وستُّونَ مِيلاً، فهُوَ يُقَارِبُ القَوْلَ الأَوَّلَ، قَالَ
البَلاذُرِيُّ: أَوَّلُ مَنْ غَزَاها جُنَادَةُ بنُ أُمَيَّةَ
الأَزْدِيُّ، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وخَمْسِينَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ،
رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْه، ثمَّ غَزَاهَا حُمَيْدُ بنُ مَعْيُوفٍ
الهَمَذانِيُّ، فِي خِلافَةِ الرَّشِيدِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى،
ثمُّغَزَاهَا فِي خِلافَةِ المَأْمُونِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عِيسَى
الأَنْدَلُسِيُّ، فمَلَكَها وخَرَّبَ حُصُونَهَا، وذلِكَ فِي سنة،
إِلَى أَنْ مُلِكَتْ فِي خِلاَفَةِ المُطِيعِ، تَمَلَّكَهَا
أَرْمانُوسُ بنُ قُسْطَنْطِينَ فِي سنة، قَالَ: وهِيَ الآنَ بِيَدِ
الإِفْرِنْجِ، لَعَنَهُم الله تَعَالَى. قُلْتُ: وقَدْ يَسَّرَ اللهُ
فَتْحَها فِي الزَّمَنِ الأَخِيرِ لِمُلوكِ آلِ عُثْمَانَ، أَيَّدَ
اللهُ تَعَالَى دَوْلَتَهُم العَظِيمَةَ الشَّانِ، فأَزَالُوا عَنْهَا
دَوْلَةَ الكُفْرِ، وعَمَرُوا حُصُونَهَا، وشَيَّدُوا أَرْكَانَها،
فَهِيَ الآنَ بيَدِ المُسْلِمينَ، لَا زَلَتْ كَذلِكَ إِلَى يَوْمِ
الدِّينِ. وإِقْرِيطِشَةُ، بهاءٍ: د، يُجْلَبُ مِنْهُ الجُبْنُ
والعَسَلُ إِلى مِصْرَ. قُلْتُ: وكَلامُه هَذَا يَقْتَضِي أَنَّ
إِقْرِيطِشَةَ غَيْرُ إِقْرِيطِشَ، ولَيْسَ كَذلِكَ، بَلْ هُمَا
وَاحِدٌ، وتُعْرَفُ الآنَ بكرِيد، وهِيَ الجَزِيَرَةُ بِعَيْنِهَا،
وَهَذَا الاِسْمُ يُطْلَقُ عَلَى جَمِيعِهَا، وأَعْظَمُ قٌ رَاها
وأَشْهَرُهَا حانِيَةُ، وهِيَ مَقَرُّ دارِ الإِمَارَةِ فِيهَا، ومِنْ
هذِه الجَزِيرَةِ يُجْلَبُ الجُبْنُ الفائقُ، والعَسَلُ الجَيِّدُ
الأَحْمَرُ والأَبْيَضُ إِلَى مِصْرَ وأَطْرَافِهَا، وغَيْرُهُمَا من
الفَوَاكِه، كمَا هُو مَعْلُومٌ مُشَاهَدٌ، وَقد نُسِبَ إِلى هذِه
الجَزِيرةِ فاتِحُهَا شُعَيْبُ ابنُ عُمَرَ بنِ عِيسَى
الإِقْرِيطِشِيّ: سَمِعَ من يُونُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى وغيرِه
بِمصْر، وأَبُو بَكْرٍ مُحَمّدُ بنُ عِيسَى الإِقْرِيطِشِيّ: حَدَّثَ
بدِمَشْق عَنْ مُحَمَّد ابنِ القاسِمِ المالِكِيّ، وَعنهُ عَبْدُ الله
ابنُ مُحَمّدٍ النَّسَائِيّ، قالُه أَبو القاسِم ابنُ عَسَاكِر فِي
التارِيخ.
(17/331)
ق ر ع ش
القَرْعوشُ، كزُنْبُورٍ، وفِرْدَوْسٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ، وقَالَ
أَبُو عَمْروٍ: هُوَ الجَمَلُ لَهُ سَنامَانِ.
والسّينُ لُغَةٌ فِيهِ، ونَصُّ أَبِي عَمْروٍ: القِرْعَوْشُ
والقِرْعَوْس، أَي مِثَالُ فِرْدَوْس، بالشِّينِ والسِّينِ، فعُلِمَ من
ذلِكَ أَنَّ الاخْتلافَ إِنَّمَا هُو لِبَيَانِ الشِّينِ والسِّينِ،
والضَّبْطُ وَاحِدٌ، وَقد تَقَدَّم لَهُ فِي السِّينِ مِثْلُ ذلكِ، َ
ونَبَّهْنَا عَلَيْهِ هُنَاك، فراجِعه. والقِرْعَوْشُ كفِرْدَوْس:
وَلَدُ الأَسَدِ، نَقله الصّاغَانِيُّ وضَبَطَه.
ق ر ف ش
. القَرَنْفَشُ، كسَمَنْدَل، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ
اللِّسَانِ، وقَالَ الصّاغَانِيُّ فِي كِتَابَيهِ: هُوَ الضَّخْمُ.
ق ر م ش
قَرْمَشَهُ قَرْمَشَةً، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقَالَ الصّاغَانِيُّ
عَن ابنِ عَبّادٍ: أَيْ أَفْسَدَه. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قَرْمَشَ
الشَّيْءَ، إِذا جَمَعَهُ، وكَذلِك قَرْشَمَهُ، نَقَلَهُ ابنُ
القَطّاعِ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ والفَرّاءُ: يُقَالُ: فِي
الدّارِ قرْمشٌ مِنَ النّاس، كجَعْفَرٍ، وزِبْرِجٍ، الأُولَى عَنْ
ابْنِ الأَعْرابِيِّ، والثانِيَةُ عَنِ الفَرّاءِ وزادَ غَيْرُهما
مِثْلَ قِنْدِيلٍ، أَيْ أَخْلاَطٌ مِنْهُم. وقالَ أَبُو عَمْروٍ:
القَرْمَّشُ، كعَمَلَّسٍ: الَّذِي يَأْكُلُ كُلَّ شَئ، ٍ وأَنْشَد:
(إِنِّي نَذِيرٌ لَكَ منِْ عَطِيَّهْ ... قَرْمَّشٌ لِزادِه وَعِيَّهْ)
قالَ ابنُ سِيدَه: لَمْ يُفَسّر الوَعِيَّةَ، وعِنْدِي أَنَّه مِنْ
وَعَي الجُرْحُ، إِذا أَمَدَّ وأَنْتَنَ، كَأَنَّه يُبْقِى زادَه
حَتَّى يُنْتِنَ.
(17/332)
والقَرَمَّشُ أَيْضاً: الَّذِينَ لَا
خَيْرَ فِيْهِمْ، وهُمُ الأَوْخاشُ، قالَهُ الفَرّاءُ، ونَقَلَه ابنُ
عبّادِ.
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: عَقَبَة القرمشانِ: مَوْضِعٌ مَا بَيْنَ
القُدْسِ والكَثِيبِ الأَحْمَرِ.
ق ش ش
{قَشَّ القَوْمُ} يَقُشُّونَ {ويَقِشُّونَ} قُشُوشاً، والضَّمُّ
أَعْلَى: صَلَحُوا، وَفِي الصّحاح: حَيُوا، وَفِي بَعْضِ نسَخِه:
أَحْيَوُا بَعْدَ الهُزالِ، وَفِي بَعْضِهَا: حَيُوا فِي أَنْفُسِهم،
وأَحْيَوْا فِي مَوَاشِيهِم. وَالْفَاء لُغَةٌ فِيهِ.
وقَشَّ الرَّجُلُ: أَكَلَ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا، {كقَشَّشَ}
تَقْشِيشاً، {واقْتَشَّ،} وتَقَشَّشَ، قالَ ابنُ فاِرٍ س: وَهَذَا إِن
صَحّ فلَعَلَّه مِنْ بَاب الإٍ بْدَالِ، والسِّينُ لُغَةٌ فِيهِ. و
{قَشَّ أَيْضاً، إِذا لَفَّ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ مِمَّا عَلَى
الخِوَانِ، واسْتَوْعَبَه،} كقَشَّشَ، {وتَقَشْقَش،} وَاقْتَشَّ،
والاِسْمُ مِنْ ذلِكَ كُلِّه: {القَشِيشُ} والقُشَاشُ، كأَمِيرٍ
وغُرَابٍ، والنَّعْتُ {قَشّاشٌ} وقَشُوشٌ، كَذَا فِي العَيْنِ. و
{قَشَّ الشّيْءَ} يَقُشُّه: جَمَعَهُ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وهُوَ
{يَقُشُّ الأَمْوَالَ، أَيْ يَجْمَعُهَا. و} قَشَّ النّاقَةَ: أَسْرَعَ
حَلْبَها، ويُقَالُ: هُوَ بالفَاءِ، وقَدْ تَقَدَّمَ. وقَشَّ الشَّيْءَ
{قَشّاً، إِذا حَكَّهُ بيَدِهِ حَتَّى يَتَحاتَّ، نَقَلَهُ ابنُ
القَطّاعِ وابنُ عَبّادٍ. و} قَشَّ الرَّجُلُ، إِذا مَشَى مَشْىَ
المَهْزُولِ. وقَشَّ: أَكَلَ مِمّا يُلْقِيهِ النّاسُ على المَزَابِلِ،
أَو قَشَّ: أَكَلَ كِسَرَ السُؤّالِ مِنَ الصَّدَقَةِ. وقَشَّ
النَّبَاتُ: يَبِسَ. وقَشَّ القَوْمُ: انْطَلَقُوا فجَفَلُوا، وَفِي
بَعْضِ نُسَخِ الصّحاح:
(17/333)
وجَفَلُوا {كَانْقَشُّوا، وزادَ
الجَوْهَرِيُّ:} وأَقَشُّوا، فهُم {مُقِشُّونَ، لَا يُقَالُ ذلِكَ
إِلاَّ للْجَمِيعِ فَقَطْ، قالَ ابنُ سِيدَه: الفاءُ لُغَةٌ فِيه،
وقَدْ تَقَدَّمَ، وقِيلَ:} انْقَشُّوا: تَفَرَّقُوا. {والقَشُّ،
بالفَتْح: رَدِيءُ التَّمْرِ، كالدَّقَلِ ونَحْوِه، قالَهُ ابنُ
دُرَيْدٍ، وَهِي عُمَانِيّة، والجَمْعُ} قُشُوشٌ، وقالَ ابنُ
الأَعْرَابِيّ: هُوَ الدَّمَالُ من التَّمْرِ.
والذَّنُوبُ {القَشُّ: الدَّلْوُ الضَّخْمُ، كَذَا فِي الأُصولِ،
وَالصَّوَاب: الضَّخْمَةُ، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ وغيرِهَا.
} والقِشَّةُ، بالكَسْرِ: القِرْدَةُ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَزَاد
الصّاغَانِيُّ: الَّتِي لَا تَكَادُ تَثْبُتُ، أَوْ وَلَدُهَا
الأُنْثَى، عَن ابْن دُرَيْدٍ، وقِيلَ: هِيَ كلُّ أُنْثَى مِنْهَا،
يَمَانِيَة، والذَّكَرُ رُبَّاحٌ، والجَمْعُ {قِشَشٌ، وَفِي حَدِيثِ
جَعْفَرٍ الصّادِقِ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ كُوْنُوا} قِشَشاً.
وَفِي الصّحاحِ: {القِشَّةُ: الصَّبِيَّةُ الصَّغِيرَةُ الجُثَّةِ،
وزادَ غَيْرُه: الَّتِي لَا تَكادُ تَثْبُتُ وَلَا تَنْمِي.
والقِشَّةُ: دُوَيْبَّةٌ كالخُنْفَساءِ، أَوْ كالجُعَلِ، وبِهِ فُسِّر
حَدِيثُ جَعْفَرٍ الصّادِقِ. والقِشَّةُ: صُوفَهٌ كالهِنَاءِ، هَكَذَا
فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ صُوفَةُ الهِنَاءِ المُسْتَعْمَلَة
المُلْقاة، وعِبَارةُ العَيْنِ: ويُقَالُ لِصُوفَةِ الهِنَاءِ إِذا
عَلِقَ بِهَا الهِنَاءُ ودُلِكَ بِهَا البَعِيرُ وأُلْقِيَتْ: هِيَ
قِشَّةٌ، بالكَسْر.} والقَشِيشُ، كأَمِيرٍ: اللُّقَاطَةُ، {كالقُشَاشِ،
بالضَّمِّ، وهُوَ مَا} اقْتَشَشْتَه، قالَ اللَّيْثُ: هُمَا اسْمَانِ
مِنْ {قَشَّ} وقَشَّشَ! وتَقَشْقَشَ.
(17/334)
و {القَشِيشُ: صَوْتُ جِلْدِ الحَيَّةِ
تَحُكُّ بَعْضَهَا بِبعْضٍ، نَقَلَه الصّاغَانيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ،
والفَاءُ لُغَةٌ فِيهِ. و} قَشِيشٌ: جَدُّ وَالِدِ أَبي الحَسَن
عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن أَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بنِ {قَشِيشٍ،
الحَرْبِيُّ المَالِكِيِّ، مَاتَ سنة، وَثَقّل الشِّينَ الأُولَى ابنُ
ناصِرٍ،)
قالَ ابنُ نقْطَةَ: الصَّوَابُ التَّخْفِيفُ.} وأَقَشَّ الرَّجُلُ مِنَ
الجُدَرِيِّ، إِذا بَرَأَ مِنْهُ، {كتَقَشْقَشَ، قَالَ ابنُ
السِّكِّيتِ: يُقَالُ للقَرْحِ والجُدَرِيِّ إِذا يَبِسَ وتَقَرَّفَ
وللِجْرَبِ فِي الإِبِلِ إِذا قَفَلَ: قَدْ تَوَسَّفَ جِلْدُه،
وتَقَشَّرَ جِلْدُه،} وتَقَشْقَشَ جِلْدُه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. و
{أَقَشَّتِ البِلادُ، إِذا كَثُرَ يُبْسُها، هَكَذَا فِي النَّسَخِ
والصَّوابُ يَبِيسُها.} والمُقَشْقِشَتانِ: قُلْ يَا أَيُّهَا
الكَافِرُونَ، والإِخْلاصُ، أَي المُبَرِّئَتَانِ من النِّفَاقِ
والشِّرْكِ: قالَهُ الأَصْمَعِيُّ، أَيْ كإِبْراءِ المَرِيضِ من
عِلَّتِه، أَو تُبْرِئان كَما {يُقَشْقِشُ الهِنَاءُ الجَرَبَ
فيُبْرِئُه، قَالَه أَبو عُبَيْدَةَ، وَفِي بَعْضِ الرّوايَاتِ: هُمَا
قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ لأَنّهما كَانَا
يُبْرَأُ بِهِمَا مِنَ النِّفَاقِ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:}
القَشُّ: مَا يُكْنَسُ من المَنَازِلِ أَو غَيْرِها.
{والمِقَشَّةُ: المِكْنَسَةُ. ورَجُلٌ} قَشّانُ {وقَشّاشٌ} وقَشُوشٌ
{ومِقَشٌّ.} وقَشَّ الماءَ {قَشِيشاً: صَوَّتَ.} وقَشَّشَهُم
بِكَلامِه: سَبَعَهُمْ وآذَاهُم. {والقَشْقَشَةُ: تَهَيُّؤٌ للبُرْءِ.}
والقَشْقَشَةُ: الكَشْكَشَةَ، ونَشِيشُ اللَحْمِ فِي النّارِ.
(17/335)
{والقِشْقِشَةُ، بالكَسْرِ: ثَمَرَةُ أُمِّ
غَيْلاَنَ، والجَمْعُ} قِشْقِشٌ. ويُقَال: أَكْيَسُ مِنْ {قِشَّةٍ،
أَيْ قُرَيْدَةٍ صَغِيرَة.
} وانْقَشَّ القَوْمُ: تَفَرَّقُوا. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: جاءَ {يَقشّهِ
أَي يَطْرده مُرْهِقاً لَهُ. وقالَ غَيْرُه:} القَشُوشُ، كصَبُورِ:
اللَّقَّاطُ. والشَّيْخُ أَبُو الغَيْثِ {القَشَّاشُ، كشَدّادٍ،
العُثْمَانِيّ التُونُسِيُّ، وأَخُوهُ أَبُو الحَسَن عَلِيٌّ، من
أَكَابِرِ الصُّوفِيَّةِ والمُحَدِّثِين بتُونسَ، أَدْرَكَهُمَا بَعْضُ
شُيُوخِ مَشَايِخِنا. والقُطْبُ الصَّفِيّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمّدِ ابنِ
عَبْدِ النَّبِيّ الدِّجانِيّ القُدْسِيّ الأَصْلِ، المَدَنِيّ الدّارِ
والوَفَاةِ، الشَّهيرُ} - بالقُشاشِيِّ بالضَّمِّ، يَرْوِي
بالإِجَازَةِ العامَّةِ عَن الشَّمْسِ الرَّمْلِيّ، وَقد حَدَّثَ عَنْ
شُيوخِ مَشايِخِنَا، كالبُرْهَانِ إِبراهِيمَ بن حَسَن الكُورانِيّ،
وَبِه تَخَرَّجَ، وأَبو البَقَاءِ حَسَن ابنِ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى
المَكِّيّ وَغَيرهمَا، وتُوُفِّي بالمَدِينَة سنة.
ق ط ش
. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: القُطَاشُ، كغُرَابٍ، أَهْمَلَه
الجَوْهَرِيُّ والمُصَنِّفُ، وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيُّ: هُوَ غُثَاءُ
السَّيْلِ، كَذَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، وقَالَ
الأَزْهَرِيُّ: لَا أَعرِفُ القُطَاشَ لغيرِه. قُلْتُ: والأَقْطَشُ
بمَعْنَى المَقْطُوع الأُذُنَيْن، هَكَذَا تَسْتَعْمِلُه العَوامُّ
والخَواصُّ، وَلَا أَدْرِي أَعَرَبِيَّة أَم لَا، فلْيُنْظَر.
ق ع ش
القَعْشُ، كالمَنْعِ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ:
هُوَ الجَمْعُ، كالعَقْشِ، بِتَقْدِيم العَيْن
(17/336)
ِ قَالَ: والقَعْشُ، أَيْضاً: عَطْفُكَ
رَْأَس الخَشَبَةِ إلَيْكَ. وخَصَّ بَعْضُهُم بِهِ الغَضَي مِنَ
الشَّجَرِ. والقَعْشُ: مَرْكَبٌ مِنْ مَرَاكِبِ النِّسَاءِ،
كالهَوْدَجِ، ج قُعُوشٌ، قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ السَّنَةَ
المُجْدِبَةَ:
(كَمْ ساقَ من دارِ امْرِئٍ جَحِيشِ ... إِلَيْكَ نَأْشُ القَدَرِ
النَّئُوشِ)
(وطُولُ مَحْشِ السَّنَةِ المَحُوشِ ... حَدْبَاءَ فَكَّتْ أُسَرَ
القُعُوشِ)
يُرِيدُ أَنَّهَا ذَهَبَت بإِبِلِهِمْ فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَا
يَحْتَمِلُونَ عليهِ، ففَكُّوا الهَوَادِجَ واسْتَوْقَدُوا بحَطَبِهَا،
مِنَ الجَهْدِ. والقَعْشُ: هَدْمُ البِنَاءِ وغَيْرِه، وَقد قَعَشَهُ،
عَن ابنِ عَبّادٍ. والقَعْوَشُ كجَرْوَلٍ: الخَفِيفُ.
والقَعْوَشُ: البَعِيرُ الغَلِيظُ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ فِي بَاب
فَوْعَل: القَوْعَشُ: البَعِيرُ الغَلِيظُ، هَكَذَا هُوَ بخَطِّ أَبِي
سَهْلِ الهَرَوِىّ، وبخَطّ الأَرْزَنِيّ بالسِّينِ، والشِّينُ لُغَةُ
فِيهِ. والقَعْشَاءُ: الرافِعَةُ رَأْسَها. وقَعْوَشَهُ قَعْوَشَةً:
صَرَعَهُ. والبِنَاءَ قَوَّضَه. وتَقَعْوَشَ البَيْتُ والبِنَاءُ:
تَهَدّمَ. وتَقَعْوَشَ الشَّيْخُ: كَبِرَ، وانْحَنَى ظَهْرُه.
وانْقَعَشَ القَوْمُ، إِذا انْقَلَعُوا، هَكَذَا هُوَ نَصُّ
التَكْمِلَةِ، وَفِي اللِّسَان: إِذا انْقَطَعُوا، فَذَهَبُوا، وَفِي
العُبَابِ: تَقَلَّعُوا. وانْقَعَشَ الحائِطُ: انْهَدَمَ. وممّا
يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: قَعْوَشَ البِنَاءَ: قَوَّضَه. وتَقَعْوَشَ
الجِذْعُ: انْحَنَى.
(17/337)
ق ف ش
. القَفْشُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ، وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ ضَرْبٌ
مِنَ الأَكْلِ شَدِيدٌ. وَقَالَ غَيْرُه: القَفْشُ: كَثْرَةُ
النِّكَاحِ، ومِنْهُ يُقَال: وَقَعَ فُلانٌ فِي القَفْشِ والرَّفْشِ،
وقَدْ تَقَدَّم بَيانُ ذَلِك. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: القَفْشُ:
الخُفُّ القَصِيرُ، وَمِنْه قَوْلُ ثَابِتٍ البُنَانيّ، رَضِيَ اللهُ
تَعَالَى عَنْه، فِي خَبَرِ عِيسَى عَلَيْه السَّلامُ أَنّه لَمْ
يُخَلِّفْ إِلاَّ مِدْرَعَةَ صُوفٍ وقَفْشَيْنِ ومِخْذَفَةً. أَيْ
خُفَّيْن قَصِيرَيْنِ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ دَخِيلٌ مُعَرَّب،
وهُوَ المَقْطُوع الَّذِي لَمْ يُحْكَمْ عَمَلُه، وأَصْلُهُ
بالفَارِسِيّةِ كَفْش. وقالَ أَبو حاتِمٍ: القَفْشُ فِي الحَلْبِ:
سُرْعَةُ الحَلْبِ، وسُرْعَةُ نَفْضِ مَا فِي الضَّرْعِ، وكَذلِكَ
الهَمْرُ، يُقَالُ: قَفَشَ مَا فِي الضَّرْعِ أَجْمَعَ، وهَمَرَ.
والقَفْشُ: أَخْذُ الشّيءِ وجَمْعُه، وكذلِكَ القَنْفَشَةُ، عَن ابنِ
دُرَيْدٍ، وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ فِي تَرْجَمَةٍ مُسْتَقِلَّة.
والقَفْشُ: النَّشَاطُ فِي الأَكْلِ والنِّكَاحِ. والقَفْشُ: الضَّرْبُ
بالعَصَا والسَّيْفِ، نَقَلَه الصاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ. وقالَ
أَبو عَمْروٍ: القَفَشُ، بالتَّحْرِيكِ: اللُّصُوصُ الدَّعّارُونَ.
وقالَ اللَّيْثُ: انْقَفَشَ العَنْكَبُوتُ، وغَيْرُه مِنْ سَائِرِ
الخَلْق، انْجَحَرَ، وضَمَّ إِلَيْهِ جَرَامِيزَه وقَوَائِمَه، وأَنشد:
كالعَنْكَبُوتِ انْقَفَشَتْ فِي الجُحْرِ.
(17/338)
ويُرْوَى اقْفَنْشَشَت. قَالَ: والقَفْشُ
لَا يُسْتَعْمَلُ إِلاَّ فِي افْتِعَال خاصَّة، وَفِي التَّكْمِلَةِ:
إِلاّ فِي انْفِعَال. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: قَفَشَ الدّابّةَ:
كَسَعَهَا. وقَفَشَ قَفْشاً وقُفُوشاً: ماتَ، كفَقَشَ، وهذِه عَن ابنِ
القَطّاعِ.
ق ل ش
. القَلاَشُ، كسَحَابٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ، وقالَ الصّاغَانِيُّ
عنِ ابنِ عَبّادٍ: هُوَ الصَّغِيرُ المُنْقَبِضُ مِنْ كُلِّ شْئِ.
والقَلاَشَةُ، كسَحَابَةٍ، ولَوْ قَالَ بهاءٍ كانَ أَخْصَر: الصِّغَرُ
والقِصَرُ، عَن ابنِ عَبّادٍ أَيضاً.
وأُقْلِيشُ، بالضّمِّ: د، بالأَنْدَلُسِ، من أَعْمَال شَنْتَمَرِيّةِ،
هِيَ اليَوْمَ للفِرِنْجِ، وقالَ الحُمَيْدِيّ: هِيَ مِنْ أَعْمَالِ
طُلَيْطِلَةَ، مِنْهُ أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ مَعَدِّ بنِ عِيسَى
بنِ وَكِيلٍ التُّجِيبيُّ الأُقْلِيشِيُّ الأَنْدَلُسِيّ.
قالَ أَبو طاهِرٍ السَّلَفِيّ فِي مُعْجَم السَّفَر: كانَ من أَهْلِ
الَمَعْرِفَةِ باللُّغاتِ والأَنْحَاءِ والعُلُومِ الشّرْعِيّة، ومِنْ
مَشايخه أَبو مُحَمّدِ بنِ السيدِ البَطَلْيَوْسِيّ، وأَبو الحَسَن بن
بسيطة الدّانِيّ، ولَهُ شَعْرٌ جَيِّدٌ، قَدِم عَلَيْنَا
الإِسْكَنْدَرِيَّة سنة، وقَرَأَ عَلَىّ كثيرا، وتَوَجَّه للحِجَازِ،
وبَلَغَنا أَنَّهُ تُوفِّيَ بِمَكَّةَ. انْتهى. قَالَ الصّاغَانِيُّ:
وَهُوَ شَيْخُ شَيْخِنا. قُلت: وَمِنْه أَيضاً أَبو العَبّاسِ،
أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ المُقْرِئ الأُقْلِيشِيُّ. وعَبْدُ الله بنُ
يَحْيَى التَّجِيبِيُّ الأُقْلِيشِيُّ، أَبو مُحَمَّدٍ، يُعْرَفُ
بابْنِ
(17/339)
الوَحْشِيّ، سَمِعَ الحَدِيثَ
بطُلَيْطِلَةَ، تُوفِّي سنة. وأُقْلُوش، كأُسْلُوب: د، من أَعْمَالِ
غَرْنَاطَةَ، بالأَنْدَلُسِ، قالَهُ السَّلَفِيُّ، ومِنْهُ أَحْمَدُ
بنُ القاسِمِ بنِ عِيسَى الأُقْلُوشِيُّ، أَبو العَبّاسِ المُقْرِئُ،
رَحَلَ إِلى المَشْرِقِ، وحَدَّثَ عنْ عَبْدِ الوَهّابِ بنِ الحَسَنِ
الكِلابِيِّ الدِّمَشْقِيّ، رَوَى عَنْه مُحَمّدُ بن عبدِ الله بنِ
عَبْدِ الرَّحْمنِ الخَوْلانِيُّ، ووَصَفَه بالصّلاحِ، نَقَلَه ياقُوت.
وقَلْيُوشَةُ: د، بالأَنْدَلٌ سِ وَفِي العُبابِ: قَيْلوشَة.
وقَلَشانَةُ بالفَتْح: د، بإِفْرِيقيَّةَ أَو مَا يُقَارِبُهَا،
نَقَلَه الصّاغَانِيّ. قُلْتُ: ويُقَالُ أَيْضاً بالتَّحْرِيكِ،
وبِالجِيم بَدَلَ الشِّينِ، وَمِنْه أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ
عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ ابنِ عبدِ اللهِ بنِ محمّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ
مُحَمَّدٍ، القَلْشَانِيُّ التُّونِسِيّ، قاضِي الجَمَاعَة بتُونسَ،
وُلِدَ سنة، وأَخَذَ عَن أَبِيه وعَمِّه، وأَبِي القَاسِمِ
البِرْزالِيّ. وقَالَ اللّيْثُ: الأَقْلَشُ: اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ، وهُوَ
دَخِيلٌ لأَنَّه لَيْسَ فِي كلاَمِ العَرَبِ شِينٌ بَعْدَ لَام فِي
كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ مَحْضَة، والشِّيناتُ كُلّهَا فِي كَلاَمِ
العَرَبِ قَبْلَ الّلاماتِ وكَذلِكَ القَلاّشُ لَيْسَ بعَرَبِيٍّ
أَبْضاً. قُلْتُ: ويَعْنُونَ بِهِ المُلاعِب، والَّذِي لَا يَمْلِكُ
شَيْئاً، أَوْ لَا يَثْبُتُ عَلَى شَئٍ وَاحِد. وقَلِيشَانُ: قَرْيَةٌ
من أَعْمَال مِصْر، مِنْ كُورَةِ حَوْفِ رَمْسِيسَ.
ق م ش
. القَمْشُ: جَمْعُ القُمَاشِ مِن هَا هُنَا وهَا هُنَا وَهُوَ: مَا
كانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِنْ فُتَاتِ الأَشْيَاءِ، وقَدْ قَمَشَه
يَقْمِشُه قَمْشاً، ومِنْهُ قَمْشُ الرِّيح
(17/340)
ِ التُّرَابَ، حَتَّى يُقَالَ لِرُذالَةِ
النّاسِ قُمَاشٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. وقُمَاشُ كُلِّ شئٍ أَو
قُمَاشَتُه: فُتَاتُه، وكذلِكَ القُشَامَةُ، نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ.
وَمَا أَعْطَانِي إِلاَّ قُمَاشاً، أَيْ أَرْدَأَ مَا وَجَدْتُه.
وقَامِشَةُ بنُ وائِلَةَ بنِ عَمْروٍ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ لُؤَيِّ بنِ
الحارِثِ بنِ تَيْمِ ابنِ عَبْدِ مَنَاةَ، وهُوَ الرِّبَابُ: جَدٌّ
لجُخْدَبٍ النَّسَابَةِ وهُوَ ابنُ جَرْعَبِ ابنِ أُبَيِّ بنِ قِرْفَةَ
بنِ زَاهِرِ بنِ عامِرِ بنِ وَاهِبِ وبن قَامِشَةَ. وقالَ اللَّيْثُ:
القَمِيشَةُ: طَعَامٌ من اللَّبَنِ وحَبِّ الحَنْظَلِ ونَحْوِه،
نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ. وتَقَمَّشَ القُمَاشَ،
واقْتَمَشَه: أَكَلَ مَا وَجَدَ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا وإِنْ كانَ
دُوناً. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: التَّقْمِيشُ: جَمْعُ الشَّيْءِ
مِن هَا هُنَا وهَا هُنَا. نقَله الجَوْهَرِيُّ. وقُمَاشُ البَيْتِ:
مَتَاعُه، نَقَله الجَوْهَرِيُّ. والقَمْشُ: الرَّدِئُ من كُلِّ شئٍ،
والجَمْع قُمَاشٌ، ونَظِيرُه عَرْقٌ وعُرَاقٌ، نَقَلَه ابنُ
السِّكِّيتِ. والقُمَاشَةُ مِثْلُه، والقُمَاشُ كالقَمْشِ. والقَمّاشُ:
مَنْ يَبِيعُ الأَمْتِعَةَ. وهُوَ مُتَقَمِّشٌ: لابِسٌ من فاخِرِ
القُمَاشِ، هكذَا يُطْلِقُونَه، ولَيْسَ القُمَاشُ إِلاَّ مَا ذُكِرَ.
ومُحَمّدُ بنُ عِيسَى بنِ السكتيّ المَعْرُوفُ بابنِ أَبِي قُمَاش:
محَدِّثٌ، عَن سَعِيدِ بنِ يَحْيَى بن الأَرْجَم. وممّا يُسْتَدْرَكُ
عَلَيْه: قَمْشَاً: قَرْيَةٌ بمِصْرَ، من أَعْمَالِ البَهْنَسَا.
(17/341)
ق ن ش
. لم يُقَنَّشْ، بفَتْحِ القافِ والنُّون المُشَدَّدَةِ، أَهْمَلَه
الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، وَقَالَ الصّاغَانِيُّ: أَيْ لَمْ
يُقَتَّرْ وَلم يُنْقَصْ، عَن ابنِ عبّادٍ، واسْتَشْهَد بقَوْلِ
الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ: إِذَا آبَ أُبْنَا لَمْ يُقَنَّشْ
عَدِيدُنَا.
قَالَ ابنُ عَبّادٍ: والرّوَايَةُ المَشْهُورةُ لم يُفَتَّشْ، وظاهِرُه
أَنَّهُ لَا يُسْتَعْمَلُ إِلاّ هَكَذَا مَنْفِيّاً، ولَيْسَ كذلِكَ،
فَقَدْ قَالَ الصّاغَانِيّ: قَنَّشَهُ تَقْنِيشاً، إِذا نَقَصَه.
فليُتَأَمَّلْ.
ق ن ع ش
. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: قَنْعَشَ: إِذا رَفَعَ صَدْرَه
ورَأْسَه، هكَذا أَوْرَدَه الصّاغَانِيُّ، وأَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ
والجَماعَةُ. قُلْتُ: وكأَنَّهُ لُغَةٌ فِي السّين، وَقد ذُكِرَ فِيهَا
أَنَّ القَنْعَسَةَ: شِدَّةُ العُنُقِ فِي قِصَرِهَا، كالأَحْدَبِ.
فَتَأَمَّل.
ق ن ف ر ش
. القَنْفَرِشُ، كجَحْمَرِشٍ زِنَةً ومَعْنىً، ولَوْ قالَ هَكَذَا
لأَصَابَ، وهِيَ العَجُوزُ الكَبِيرَةُ، قالَه الأَصْمَعِيُّ، وقَالَ
ابنُ دُرَيْدٍ: هِيَ المُتَشَنِّجَةُ وأَنْشَد: قانِيَةِ النّابِ
كَزُومٍ قَنْفَرِشْ. وقالَ شَمِرٌ: القَنْفَرِشُ: الضَّخْمَةُ مِنَ
الكَمَرِ، وأَنْشَدَ قولَ رُؤْبَةَ: عَنْ وَاسعٍ يَذْهَبُ فِي
القَنْفَرِشْ. هَكَذَا أَنْشَدَهُ الأَزْهَرِيّ لَهُ، قَالَ
الصّاغَانِيُّ، رَحِمَه اللهُ: ولَيْسَ هُوَ لَهُ.
(17/342)
ق ن ف ش
. القِنْفِشَةُ بالكَسْرِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقَال ابنُ
دُرَيْدٍ: دُوَيْبَّةٌ من أَحْنَاشِ الأَرْضِ. قَالَ: والقِنْفِشَةُ،
أَيْضاً: المُتَقَبِّضَةُ الجِلْدِ، أَيْ من العَجَائِزِ
كالمُنْقَفِشَةِ، يُقَال: عَجُوزٌ قِنْفِشَةٌ. والقَنْفَشَةُ،
بالفَتْحِ: التَّقَبُّضُ. والقُنَافِشُ، بالضَّمّ: المُتَقَشِّرُ
الأَنْفِ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وهُوَ أَيْضاً الجافِي اللِّحْيَةِ،
نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. ورَجُلٌ مقَنْفَشٌ فِي اللِّبَاسِ، إِذا كانَ
قَبِيحَ الهَيْئَةِ واللِّبْسَةِ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قَنْفَشَه
قَنْفَشَةً: جَمَعَهُ جَمْعاً سَرِيعاً، وكَذلِكَ قَفَشَه قَفْشاً،
وقَدْ تَقَدَّم، وَمِنْه قضوْلُ الحَرِيرِيّ: لوْ لَمْ تُبْرِزْ
جَبْهَتُه الشِّين، لَما قَنْفَشَتِ الخَمْسِين. وممّا يُسْتَدْرَك
عَلَيْه: التَّقَنْفُشُ: التَّقَبُّضُ. ورَجُلٌ قِنْفَاشُ اللِّحْيَةِ
وقِسْبَارُهَا، أَيْ كَثُّها وطَوِيلُهَا. وجَاءَ مُقَنْفِشاً
لِحْيَتَه، مِثْلُ مُعَنْفِشاً، ذَكَرَه الأَزْهَرِيّ فِي الرُّبَاعيّ،
وقَدْ تَقَدَّم. والمُقَنْفِشَةُ: المُتَقَبِّضَةُ، عَن ابْن عَبّادٍ.
وانْقَفَشَت العَنْكَبُوتُ: دَخَلَتْ فِي جُحْرِهَا بِسُرْعَةٍ.
ق وش
. رَجُلٌ! قُوشٌ، بالضّمِّ، أَيْ صَغِيرُ الجُثَّةِ، وهُوَ مُعَرّبٌ،
وهُوَ بالفَارِسِيّة كُوجَكْ، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ
لرُؤْبَةَ: فِي جِسْمِ شَخْتِ المَنْكِبَيْنِ قُوشِ.
(17/343)
وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ قُوشٌ، أَيْ
قَلِيلُ اللَّحْمِ، ضَئيلُ الجِسْمِ، مُعَرّب. {وقُوشَةُ بنتُ
الأَزْنَمِ الكَلْبِيَّةُ منْ بنِي تَيْمِ الّلاتِ بنِ رُفَيْدَةَ،
أُمُّ زَيْدِ الخَيْلِ بنِ مُهَلْهِلِ بنِ زَيْدِ بنِ مُنْهِبٍ،
الطّائِيّ، النَّبْهَانِيّ الصّحَابِيّ، رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ
بُجَيْرُ بنُ أَوْسٍ الطّائِيُ يَرُدُّ عَلَيْهِ:
(تمَنَّيْتَ أَنْ تَلْقَى بُجَيْراً سَفَاهَةً ... فَلاقَيْتَه يَعْدُو
بهِ الوَرْدُ مُعْلَمَا)
(فأَلْفَيْتَ مَرْبُوعا كَمَا قُلْتَ مَارِناً ... ووَلَّيْتَ يَا
زَيْدُ بنَ قُوشَةَ مُعْصِمَا)
} وقُوشْ {قُوشْ: زَجْرٌ للكَلْبِ، كقِشْ قِشْ، وقُوسْ قُوسْ، وقِسْ
قِسْ، عَن أَبِي عُمَرَ الزاهِدِ، وقَدْ قَشْقَشَهُ.} والقَوَاشَةُ،
كسَحَابَةٍ، وضَبَطَه الصّاغَانِيُّ بالضَّمِّ: مَا يَبْقَى فِي
الكَرْمِ بَعْدَ قَطْعِه، هكَذَا نَقَلَه الصّاغَانِيّ عَن أَبِي
عَمْروٍ {وقَاشَانُ: د، يُذْكَرُ مَع قُمَّ عَلَى ثَلاثِينَ فَرْسَخاً
من أَصْبَهَانَ، وأَهْلُها رَوَافِضُ مُجَاوِروُنَ لقُمَّ، وكَانَتْ
بَلْدَةَ أَهْلِ سُنَّةٍ إِلَى أَنْ غَلَبَ عليهَا الرّافِضَةُ، كَما
جَرَى لأَسْتَراباذَ، ومِنْهَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ} - القاشَانِيُّ،
أَحَدُ الفُضَلاءِ، ولَمْ يَذْكُرِ الأَمِيرُ من {قاشَانَ سِوَاهُ.
} وقاشْ ماشْ: اسمٌ للقُماشِ، كَأَنّهُ سُمِّيَ باسْمِ صَوْتِه،
وسَيَأْتِي ماش فِي م وش. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {القُوشُ،
بالضَّمِّ: الدُّبُرُ، هكَذَا نَقَلَهُ صاحِبُ اللّسانِ. وأَمَّا} -
القُوشجِيّ صاحبُ الرَّصْدِ المَشْهُور فإِنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَى
قُوشْ، وهُوَ بالتُّرْكِيّةِ الطَّيْرُ، وكانَ أَبُوهُ خِدْمَتُه
تَرْبِيَة طَيْرِ السُّلْطانِ، فعُرِفَ بِذلِكَ، كَمَا ذَكَرَه ابنُ
حَجَرٍ المَكّيُّ فِي فهْرسة مُعْجَمِةِ. {والقَوَشُ، مُحَرَّكَةً،}
كالقُوَاشَةِ، عَن أَبِي عَمْروٍ.
(17/344)
|