تاج العروس (فصل النُّون مَعَ الشين.)
ن أش
.} النَّأْشُ، كالمَنْعِ، لُغَةٌ فِي النَّوشِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ،
وهُوَ: التَّنَاوُلُ، يُقَال: {نَأَشْتُ الشيءَ} نَأْشاً، إِذا
تَنَاوَلْتَه، كالتَّناؤُشِ. وقالَ ثَعْلَب: {التَّناؤُشُ الأَخْذُ من
بُعْدٍ مَهْمُوز، فإِنْ كانَ عَن قُرْبٍ فَهُوَ التّناؤُشُ، بغَيْرِ
هَمْزٍ، وقَولُهُ تَعَالَى: وأَنَّي لَهُمُ التَّناؤُشُ قُرِئَ
بالهَمْزِ وغَيْرِ الهَمْزِ. وَقَالَ الزَّجّاجُ: مَنْ هَمَزَ فَعَلَى
وَجْهَيْن، أَحَدهمَا: أَنْ يَكُونَ من} النَّئيِشِ الَّذي هُوَ
الحَرَكَةُ فِي إِبْطَاءٍ، والآخَرُ: أَنْ يَكُونَ من النَّوْشِ
الَّذِي هُوَ التّناوُلُ، فَأَبْدَلَ من الْوَاو هَمْزَةً، لمَكَانِ
الضَّمَّةِ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: ومَعْنَى الآيَةِ أَنَّهُم تَنَاوَلُوا
الشَّيْءَ مِنْ بُعْدٍ، وقَدْ كانَ تَناوُلُه مِنْهُمْ مِنْ قُرْبٍ فِي
الحَيَاةِ الدُّنْيَا، فآمَنُوا حَيْثُ لَا يَنْفَعَهُم إِيمانُهم
لأَنّه لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُهَا فِي الآخِرَةِ. والنَّأْشُ:
الأَخْذُ والبَطْش
(17/395)
ُ وقِيلَ: الأَخْذُ فِي البَطْشِ، يقالُ
{نَأَشَه} نَأْشاً: إِذا أَخَذَه فِي بَطْشٍ. و {النَأْشُ:
التَأْخِيرُ، وقَدْ} نَأَشَ الأَمْرَ، إِذَا أَخَّرَهُ، كَذَا فِي
المُحْكَمِ والصّحاحِ. و {النَأْشُ: النُّهُوضُ فِي إِبْطَاءٍ، نَقَلَه
الزَّجّاجُ، يُقَالُ: مِنْ أَيْنَ} نَأَشْتَ لَنَا، أَيْ نَهَضَت،
قَالَ:
(إِلَيْكَ {نَأَشْتُ يَا ابْنَ أَبِي عَقِيلٍ ... ودُونِي الغافُ غافُ
قُرَى عُمَانِ)
} والنَّؤُوشُ، كصَبُورٍ: القَوِيُّ الغَالِبُ، ذُو البَطْشِ، ويُقَال:
قَدَرٌ {نَؤُوشٌ، أَيْ غالِب، ومِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ:
(كَمْ سَاقَ مِنْ دارِ امْرِئٍ جَحِيشِ ... إِلَيْك} نَأْشُ القَدَرِ
{النَّؤُوشِ)
وقَدْ ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ فِي ن وش قالَ الصّاغَانِيُّ، وهُوَ يَدخل
فِي البابَيْنِ. ويُقَالُ: فَعَلَه} نَئيِشاً، كَأَمِيرٍ: أَيْ
أَخِيراً، كَمَا فِي الصّحاحِ، ويُقَالُ أَيْضاً: جَاءَنا! نَئِيشاً،
أَيْ بَطِيئاً. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: يُقَال: لَحِقَنَا نَئِيشاً من
النَّهَارِ، أَيْ بَعْدَ مَا تَوَلَّى، وهُوَ مِنْ ذلِكَ، أَيّ
تَأَخّرَ عَنّا ثمّ اتَّبَعَنا عَلَى عَجَلَةٍ خَشْيَةَ الفَوْتِ،
وأَنْشَدَ يَعْقُوبُ لِنَهْشَل بنِ حَرِّيّ:
(ومَوْلىً عَصانِي واسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ ... كَمَا لَمْ يُطَعْ
فِيمَا أَشَارَ قَصِيرُ)
(فلمّا رَأَى مَا غَبَّ أَمْرِي وأَمْرَه ... ونَاءَتْ بأَعْجَازِ
الأُمُورِ صُدُورُ)
(تَمَنَّى نَئِيشاً أَنْ يَكُونَ أَطَاعَني ... وَقَدْ حَدَثَتْ بعْدَ
الأُمُورِ أُمُورُ)
)
(17/396)
أَيْ تَمَنَّى فِي الأَخِيرِ وبَعْدَ
الفَوْت حَيْثُ لَا يَنْفَعُه فِيه الطّاعَة. وقالَ أَبو عَمْروٍ:
نَاقَةٌ {مَنْئُوشَةُ اللَّحْمِ، إِذا كانَتْ قَلِيلَتَهُ. هُنَا
ذَكَرَهُ الصّاغَانِيُّ، وقِيلَ: رَقِيقَتَهُ، وذَكَرَه غَيْرُه فِي ن
وش، كَمَا سَيَأْتِي. ويُقَالُ:} - انْتَأَشَنِي، أَيْ أَعْجَلَنِي،
واسْتَبْطَأَنِي. و {انْتَأَشَ بِغَنَمِه كرِعَانِ السَّحابِ، إِذا
ظَعَنَ بِهَا، قالَ الصّاغَانشيُّ: والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى
الأَخْذِ والبَطْشِ، وقَدْ شَذَّ عَنْهُ قولُهم جاءَ نَئِيشاً. ومِمّا
يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} التّناؤُش: التَّباعُد. {وانْتَأَش هُوَ:
تَأَخَّرَ وتَبَاعَدَ.} والنَّئيشُ، كأَمِيرٍ: البَعِيدُ، عَن
ثَعْلَبٍ. {والنَّأْشُ: الطَّلَبُ، عَن ابنِ بَرّيّ.} ونَأَشَ
الشَّيْءَ {يَنْأَشُه} نَأْشاً: بَاعَدَهُ. {ونَأَشَه} نَأْشاً،
كَنَعَشَه: أَحْيَاهُ ورَفَعَه، قالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنّه
بَدَلٌ. {وانْتَأَشَه الله، أَيِ انْتَزَعَه، وَفِي حَدِيثِ عائِشَةَ
رَضِيَ اللهُ تَعالى عَنْهَا فِي صِفَةِ أَبِيهَا، رَضِيَ اللهُ تَعالى
عَنْهُ،} فانْتَأَشَ الدِّينَ بنَعْشِهِ إِيّاه أَي تَدَارَكَه
بإِقامَتِه إِيّاه من مَصْرَعِه.
ن ب ش
النَّبْشُ: إِبْرازُ المَسْتُورِ، وكَشْفُ الشّيءِ عَنِ الشَّيْءِ،
وَمِنْه النَّبّاشُ، وحِرْفَتُه النَّبَاشَةُ، يُقَال: نَبَشَ
الشَّيْءَ نَبْشاً، إِذا اسْتَخْرَجَه بَعْدَ الدَّفْنِ، ونَبْشُ
المَوْتَى: اسْتِخْرَاجُهم.
(17/397)
وَمن المَجَاز: النَّبْشُ: اسْتِخْراجُ
الحَدِيثِ والأَسْرَارِ، ويُقَالُ: هُوَ يَنْبُشُ عَنِ الأَسْرَارِ،
ويَنْبُشُها. وَمن المَجَاز: النَّبْشُ: الاكْتِسابُ، يُقَال: هُوَ
يَنْبُشُ لِعيَالِه، أَي يكْتَسِبُ لهُم. ونَبَشَهُ بسَهْمٍ: رَمَاهُ
بِهِ فَلَمْ يُصِبْهُ. وقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ، رَحِمَهُ اللهُ:
النَّبْشُ، بالكَسْرِ: شَجَرٌ كالصَّنَوْبَر، إِلاَّ أَنّهُ أَقَلُّ
مِنْه وأَشَدُّ اجْتِماَعاً، أَرْزَنُ مِنَ الآبَنُوسِ، لَهُ خَشَبٌ
أحمَرُ كَأَنَّهُ النَّجِيع صُلْبٌ يُكِلّ الحَدِيدَ، يُعْمَلُ مِنْهُ
المَخاصِرُ للجَنَائِبِ، وعَكَاكِيزُ نَقَلَه ابنُ سِيدَه عَنهُ.
قُلْتُ: وقَدْ أَغْفَلَ المُصَنّفُ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى،
الآبَنُوسَ فِي كتَابِه، وذَكَرَه هُنَا اسْتِطْرَاداً، وقَدِ
اسْتُدْرِكَ عَلَيْهِ فِي مَحَلّه. والنَّبَشُ، بالتَّحْرِيكِ:
الجَمَلُ الَّذِي فِي خُفِّه أَثَرٌ، يَتَبَيَّنُ فِي الأَرْضِ مِنْ
غَيْرِ أَثرِه، يُقَال: بَعِيرٌ نَبَشٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن
ابنِ عَبّادٍ. ونُبَيْشَةُ الخَيْرِ، كجُهَيْنَةَ، هُوَ عَمْرُو بنُ
عَوْفٍ الهُذَلِيّ بن طَرِيفٍ نَزَلَ البَصْرَةَ، رَوَى عَنهُ أَبُو
المُلَيْحِ، وأُمُّ عاصِمٍ، قَالَ الحَافِظُ: أَخْرَجَ لهُ مُسْلِمٌ
وأَهْلُ السُّنَنِ. وهوُذْةَُبنُ نُبَيْشَةَ، ولَمْ يَذْكُرْه
الذَّهَبِيُّ وَلَا ابنُ فَهْدٍ وَلَا الحَافِظُ، صَحابِيّانِ،
وإِنّمَا ذَكَرُوا نُبَيْشَةَ: رَجُلٌ آخَرُ لَهُ صُحْبَة، قَالَ
الصّاغَانِيُّ: هَوْذَةُ بنُ نُبَيْشَةَ السُّلَمِيّ، ثمَّ مِنْ بني
عُصَيَّةَ، كَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلّم
أَنّهُ أَعْطَاهُ مَا حَوَى الجَفْرُ كُلُّه.
(17/398)
قُلْتُ: فَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ على
الحَافِظَينِ، تُوُفِّي فِي حَياتِه، صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ
وسَلَّمَ، لَهُ ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ ابْن عَبّاسٍ. ونُبَيْشَةُ بنُ
حَبِيب بنِ عَبْدِ العُزَّي السُّلَمِيُّ، أَحَدُ فُرْسَانِهِم،)
رَفِيقٌ لامْرِئِ القَيْسِ بنِ حُجْرٍ الكِنْديِّ، حِينَ خَرَجَ إِلى
قَيْصَرَ مَلِكِ الرُّومِ. وسَمّوْا نُبَاشَةَ، كثُمامَة، ونَابِشاً.
والأُنْبُوشُ، بالضّمِّ: أَصْلُ البَقْلِ المَنْبُوش، كَمَا نَقَلَه
الجَوْهَرِيُّ أَو الشَّجَرُ المُقْتَلَعُ بأَصْلِه وعُرُوقِهِ،
كالأُنْبُوشَةِ، ج: أَنابِيشُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لامْرِئِ
القَيْسِ:
(كَأَنّ السِّبَاعَ فِيهِ غَرْقَى عَشِيَّةً ... بأَرْجائِهِ القُصْوَى
أَنابِيشُ عُنْصُلِ)
قالَ أَبُو الهَيْثَمِ: وَاحِدُ الأَنَابِيشِ أُنْبُوشٌ وأُنْبُوشَةٌ،
وهُوَ مَا نَبَشَه المَطَرُ، قَالَ: وإِنَّمَا شبَّه غَرْقَى السِّباع
بالأَنَابِيشِ، لأَنّ الشَّيْءَ العَظِيمَ يُرَى من بعِيد صَغِيراً،
أَلا تَرَاهُ قالَ: بأَرْجائِه القُصْوَى، أَي البُعْدَي. شَبَّهَهَا
بَعْدَ ذُبُولِهَا ويُبْسِها بِهَا. والنَّبَّاشُ بنُ زُرارَةَ بن
وَقْدانَ بنِ حَبِيبِ بنِ سَلاَمَةَ بنِ غُوَىّ بنِ جُرْوَة بن
أُسَيِّدٍ التَّمِيميّ الأُسَيِّدِي، هُوَ أَبُو هالَةَ والدُ هِنْدٍ،
تُوفِّي قبلَ المَبْعَثِ ومالِكُ بنُ زُرارَةَ بنِ النَبّاشِ، وأَبُو
هالَةَ بنُ النَّبّاشِ بنِ زُرَارَةَ، أَو زُرَارَةُ بنُ النَّبّاشِ،
أَو مَالِكُ بنُ النَّبّاشِ بنِ زُرارَةَ، الأَخِيرُ قولُ الزُّبَيْرِ
بنِ بَكّارٍ: زَوْجُ خَدِيجَةَ بنتِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ
العُزَّي، أُمِّ المُؤْمِنينَ، رَضِي الله تَعالَى عَنْهَا، والِدُ
هِنْدِ بنِأَبِي هَالَةَ، الصّحابِيّ،
(17/399)
رَبِيبِ رَسُولِ الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ والوَصّاف لِحلْيِتَه الشرِيفَةِ، وكانَ أَخَا فاطِمَةَ
الزَّهْرَاءِ، وخالَ الحَسَنِ والحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم شَهِدَ
أُحُداً، وقُتِلَ مَع عَلِيٍّ، يَوْمَ الجَمَلِ، وسِيَاقُ عَبَارَةِ
المُصَنِّفِ فِي إِيراد هذِهِ الأَسْمَاءِ عَلَى هذَا الوَجْه غيرُ
مُحَرّر، والذِي صَحّ فِي اسمِ أَبِي هالَةَ هُوَ مَا ذَكَرَه أَوّلاً،
ومثلُه فِي الإِصابَةِ والمعاجِم، فتأَمَّلْ، وَقَالَ ابنُ حِبّان:
اسْمُ ابنِ أَبِي هالَةَ هِنْدُ بنُ النَّبّاشِ بنِ زُرَارَةَ، وروَى
شُعْبَةُ عَن قَتَادَةَ مَا نَصُّه: أَبُو هَالَةَ زَوْجُ خَدِيجَةَ
هِنْدُ بنُ زُرَارَةَ بنِ النَّبَّاشِ، قَالَ الذَّهَبيُّ: والعَجَبُ
من ابنِ مَنْدَه وأَبي نُعَيْم كَيْفَ ذَكَرَا أَبا هَالَةَ فِي
الصّحابَةِ، وهُوَ قَدْ تُوفِّي قَبْلَ المَبْعَثِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ
عَلَيْه: الأُنْبُوشُ: مَا نُبِشَ، عَن اللّحْيَانِيّ. والأُنْبُوشُ:
البُسْرُ المَطْعُون فِيهِ بالشَّوْكِ حَتَّى يَنْضَجَ. والأَنَابِيشُ:
السَّهَامُ الصِّغارُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وذَكَرَ شَيْخُنَا عَن
جَمَاعةٍ من أَهْل الأَشْبَاهِ أَنّ الأَنَابِيشَ لَا وَاحِدَ لَهُ.
ونَبَّشَ فِي الأَمْرِ: اسْتَرْخَى فِيهِ ذَكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ عَن
أَبِي تُرَابٍ عَن السُّلَمِيِّ، والصّوابُ بتَقْدِيمِ الباءِ على
النّونِ، وَقد تقَدّم.
ن ت ش
النَّتْشُ، كالضَّرْبِ، قالَ الليَّثْ: هُوَ اسْتِخْرَاجُ الشَّوْكَةِ
ونَحْوِها بالمِنْتَاشِ، كمِحْرَابٍ اسْم للمِنْقَاشِ الَّذِي يُنْتَشُ
بِهِ الشَّعرُ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والعَرَبُ تَقُول للمِنْقَاشِ:
مِنْتَاخٌ ومِنْتَاشٌ. قَالَ اللَّيْثُ: والنَّتْشُ أَيْضاً: جَذْبُ
اللَّحْمِ ونَحْوِه قَرْصاً ونَهْشاً.
(17/400)
والنَّتْشُ، والنَّتْفُ وَاحِدٌ، قالَهُ
ابنُ دُرَيْدٍ، والسِّينُ لُغَةٌ فِيهِ. وَمن المجَاز: النَّتْشُ:
الاكْتِسَابُ، وَقَدْ نَتَشَ لأَهْلِه يَنْتِشُ نَتْشاً: اكْتَسَبَ
لَهُمْ واحْتَالَ، وقَالَ اللَّحْيَانِيّ، هُوَ يَكْدِشُ لِعيالِه
ويَنْتِشُ، ويَعْصِفُ، ويَصْرِفُ. والنَّتْشُ: الضَّرْبُ بالعَصَا،
يُقَال: نَتَشَه بالعَصَا نَتْشاً. والنَّتْشُ: الدَّفْعُ بالرِّجْلِ
يُقَالُ: نَتَشَ الرَّجُلُ الحَجَرَ برِجْلِه، إِذا دَفَعَهُ، قالَهُ
ابنُ شُمَيلٍ.
والنَّتْشُ: عَيْبُ الرَّجُلِ سِرّاً، كالتَّنْتاشِ، بالفَتْحِ،
نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. ويُقَالُ: بِئْرٌ لَا تُنْتَشُ، أَيْ لَا
تُنْزَحُ، أَيْ لِعُمْقِهَا. وَفِي الحَدِيثِ لَا يُحِبُّنا أَهْلَ
البَيْتِ حامِلُ القَبَلَةِ، وَلَا النُّتّاشُ أَي السَّفَلُ وَقَالَ
الفَرّاء: النُّتَاشُ، أَي كغُرَابٍ كَمَا ضَبَطَه الصّاغَانِيُّ
والنُّعَاشُ والعَيّارُونَ، وَاحِدُهُم ناتِشٌ، كأَنَّهُم انتُتِشُوا،
أَي انْتُتِفُوا من جُمْلَةٍ أَهْلِ الخَيْرِ، وقالَ ابنُ
الأَعْرَابِيّ، نُتّاشُ النّاسِ: رُذَالُهُم. وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ:
شِرَارُهُم. والنَّتَشُ مُحَرَّكَةً من النَّبَاتِ: مَا يَبْدُو أَوّلَ
مَا يَنْبُتُ من أَسْفَلَ وفَوْقَ. وَمِنْه يُقَال: أَنْتَشَ الحَبُّ،
إِذا ابْتَلَّ فَضَرَبَ نَتَشَهُ فِي الأَرْضِ. وأَنْتَشَ النَّبَاتُ:
أَخْرَجَ رَأْسَه من الأَرْضِ قَبْلَ أَنْ يُعْرِقَ، نَقله اللَّيْثُ.
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: النَّتْشُ: البَيَاضُ الَّذِي يَظْهَرُ
فِي أَصْلِ الظُّفرِ.
(17/401)
ونَتَشَ الجَرَادُ الأَرْضَ يَنْتِشُهَا:
أَكَلَ نَبَاتَهَا. وَمَا نَتَشَ مِنْهُ شَيْئاً، أَي مَا أَخَذَ.
وَمَا أَخَذَ إِلاَّ نَتْشاً، أَي قَلِيلاً. ومِنْتِيشَةُ، بالكَسْرِ:
بَلَدٌ بالأَنْدَلُسِ، هَكَذَا ضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ، وقالَ ياقُوت:
بالفَتْحِ، وهِيَ من كُورَةِ جَيَّانَ، حَصِينَةٌ مُطِلَّةَ على
بَسَاتِينَ وأَنْهَارٍ وعُيُونٍ، وقِيلَ: إِنَّهَا من قُرَى شاطِبَةَ،
ومِنْهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ
عِيَاضٍ الَمْخزُومِيّ المُقَرئُ الشّاطِبيُّ المِنْتيِشيُّ، رَوَى
عَنْه أَبُو الوَلِيدِ ابنُ الدَّبّاغِ الحَافِظُ. ومَنْتَشَا،
بالفَتْحِ: بَلَدٌ بالرُّومِ، أَو هُوَ الَّذِي قَبْلَه، ويُنْظَر
فِيهِمَا هَلْ مِيْمُهُمَا أَصْلِيَّة فيُذْكَرانِ فِي م ن ت ش، أَوْ
زَائِدَة وَلَا إِخالُهَا. وأَنَتْشَ الثَّوْبُ: أَخْلَقَ، نَقَلَهُ
ابنُ القَطّاع وتَنَاتِيشُ الدِّيْنِ: بَقَايَاهُ. وَمَا نَتَشَ
بكَلِمَةٍ: أَيْ مَا تَكَلَّم بِهَا، نقلَه ابنُ القَطّاع، رَحِمَهُ
اللهُ، وأَنَا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ مُصَحَّفاً عَنْ نَبَشَ
بالمُوَحَدَّة. ويُقَالُ: هُوَ يَنْتِشُ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ، ويَنْتِفُ
مِنْهُ، أَيْ يَأْخُذُ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
ن ج ش
. النَّجْشُ: أَن تُوَاطِئَ رَجُلاً إِذا أَرادَ بَيْعاً أَنْ
تَمْدَحَه، قالَهُ أَبو الخَطّابِ. أَوْ هُوَ أَنْ يُرِيدَ الإِنْسَانُ
أَنْ يَبِيعَ بِيَاعَةً فتُسَاوِمَهُ فِيهَا بثَمَنٍ كَثِيرٍ،
لِيَنْظُرَ إِلَيْكَ ناظِرٌ فيقَعَ فِيهَا. وقَدْ كُرِهَ ذلِك، نَجَشَ
يَنْجُشُ نَجْشاً. وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: النَّجْشُ فِي البَيَعِ: أَن
يَزِيدَ الرّجلُ ثَمَنَ السِّلْعَةِ وهُو لَا يُرِيدُ شِرَاءَهَا،
ولكِنْ لِيَسْمَعَه غَيْرُه فيَزِيدَ
(17/402)
بزِيادَتِه، وهُوَ الَّذِي يُرْوَى فِيهِ
عَن أَبِي أَوْفَى النّاجِشُ آكِلُ رِباً خائِنٌ. أَو أَنْ يَنْفِّرَ
النّاسَ عَنِ الشَّيْءِ إَلَى غَيْرِه، وناجِشُو سُوقِ الطَّعامِ مِنْ
هَذَا. وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: النَّجْشُ: أَنْ تَمْدَحَ سِلْعَةَ
غَيْرِك لِيبِيعَها، أَو تَذُمَّهَا لِئلاَّ تَنْفُقَ، عَنْهُ رَوَاهُ
ابنُ أَبِي الخَطّابِ. وقالَ الجَوْهَرِيُّ: النَّجْشُ: أَنْ تُزَايِدَ
فِي المَبِيعِ ليِقَعَ غيرُك، ولَيْسَ من حاجَتِكَ. وَقَالَ إبراهيمُ
الحَرْبِيّ: النَّجْشُ: أَنْ تَزِيدَ فِي ثَمَنِ مَبِيعٍ أَو
تَمْدَحَه، فيَرَى ذلِكَ غَيرُك، فيَغْتَّر بِكَ. والأَصْلُ فِيهِ
إِثَارَةُ الصَّيْدِ وتَنْفِيرُه مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ. وقالَ
شَمِرٌ: النَّجْشُ فِي الأَصْل: البَحْثُ عَنِ الشَّيْءِ
واسْتِثارَتُه، وهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدٍ، ومِنْهُ حَدِيثُ ابنِ
المُسَيّبِ: لَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ حَتَّى تَنْجُشَهَا ثَلاثُمائَةٍ
وسِتُّونَ مَلَكاً أَيْ تَسْتَثِيرهُا. والنَّجْشُ: الجَمْعُ، وقَدْ
نَجَشَ الإِبِلَ يَنْجُشُهَا نَجْشاً، أَيْ جَمَعَهَا بَعْدَ
تَفْرِقَةٍ. والنَّجْشُ: الاِسْتِخْرَاجُ، وهُو كالبَحْثِ، عنْ شَمِرٍ،
ومِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: والخُسْرُ قَوْلُ الكَذِبِ المَنْجُوشِ.
المَنْجُوشُ: المُسْتَخْرَج. والنَّجْشُ: الاِنْقِيادُ، نَقَلَهُ
الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ، وهُوَ الصَّوابُ. وَفِي بَعْضِ
النًّسَخِ الإِيقاذُ، وَفِي بَعْضِها الإِنْفاذُ، والأَوّل أَصَحُّ.
والنَّجْشُ: الإِسْرَاعُ، يُقَال:
(17/403)
مَرَّ فُلانٌ يَنْجُشُ نَجْشاً، أَيْ
يُسْرِعُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، كالنَّجَاشَةِ، بِالكَسْرِ، وقالَ
أَبُو عُبَيْدٍ: لَا أَعْرِفُ النَّجَاشَةَ فِي المَشْيِ.
والنَّجَاشِي، بالفَتْحِ، وَفِي الياءِ لُغَتَان: بتَشْدِيدِ الياءِ
وبتَخْفِيفِها، الأَخِيرُ أَفْصَحُ وأَعْلَى، كَما حَكَاه
الصّاغَانِيُّ والمُطَرِّزِيُّ، وصَوَّبُه ابنُ الأَثِيرِ قُلْتُ:
لأَنَّها لَيْسَتْ لِلنَّسَبِ، وتُكْسَرُ نُونُهَا، أَوْ هُوَ
أَفْصَحُ، وهُوَ اخْتِيارُ ثَعْلَب، كَمَا نَقَلَهُ عنِ نِفْطَوَيْه،
قالَ شَيْخُنَا: والجِيمُ مخَفَّفَة ووَهِمَ من شَدَّدها. قُلْتُ:
نَبّه عَلَى ذلِكَ المُطَرِّزِيُّ فِي المُغْرِبِ، واخْتُلِفَ فِي
اسْمِه على أَقوال: فقِيلَ: أَصْحَمَةُ، زادَ السُّهَيليُّ، رَحِمَهُ
الله تَعَالَى، فِي الرَّوْضِ: ابْن بَحْرٍ، وسَيَأْتِي ذلِكَ
لِلمُصَنِّفِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى، فس صحم، وقالَ ابنُ قُتَيْبَةَ:
النَّجَاشِي بالقِبْطِيّة: أَصْحَمَة، ومَعْنَاهُ عَطِيّة. وقالَ
الجَوْهَرِيّ: النَّجَاشِي: اسمُ مَلِك الحَبَشَةِ، قالَ
الصّاغَانِيُّ: هُوَ تَحْرِيفٌ، واسْمُه أَصْحَمَةُ. قُلْتُ: وإِنْ
أُرِيدَ بالاسْمِ اللَّقَب فالجَمْعُ بَيْنَ القَوْلَيْنِ هَيِّنٌ،
فَقَدْ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فأَمَّا النَّجَاشِي فَكلِمةٌ حَبَشِيَّةٌ،
يُقَال للْمَلِكِ مِنْهُم نَجَاشِي، كَما يُقَالُ كِسْرَى وقَيْصَر،
قالَ شَيْخُنَا: هُوَ)
وأَضْرَابُه عَلَمُ شَخْصٍ، وقِيلَ: بل عَلَمُ جِنْسٍ، وقِيلَ: كانَتْ
أَعْلاَمَ شَخْصٍ ثُمَّ عُمِّمَتْ فصَارَتْ للْجِنْس. والنَّجَاشِيُّ
الحَارِثِيُّ: راجِزٌ من رُجّازِهِم. والنَّجَاشِيُّ: الَّذِي يُثِيرُ
الصَّيْدَ ليَمُرَّ على الصّائِدِ، كالنّاجِشِ، قالَه الأَخْفَشُ،
وزادَ الأَزْهَرِيُّ: والمِنْجَاشِ. ويُقَالُ: نَجَشُوا عَلَيْه
الصّيْدَ، كَمَا يُقَال: حاشُوا. والمَنْجَشَانِيَّةُ مَا نُسِبَ إِلى
مَنْجَشانَ، أَوْ مَنْجَشَ: اسْمُ د،
(17/404)
قُرْبَ البَصْرَةِ، وَقد ذُكِرَ فِي م ج ش
أَنّه موضِعٌ عَلَى سِتّةِ أَمْيَالٍ مِنْهَا، وأَنّه مَنْسُوب إِلى
مَنْجَشٍ مَوْلَى قَيْسِ بنِ مَسْعُودٍ، وقَالَ هَا هُنَا: إِنّه
بَلَدٌ، وشكّ فِي نِسْبَتِه إِلى مَنْجَشٍ، أَو إِلى مَنْجَشان، وَهُوَ
غَرِيبٌ. وذُو مَنْجِشانَ، لَمْ يَضْبِطْه، وهُوَ بفَتْحِ المِيمِ
وكَسْرِ الجِيْم بنُ كِلَّةَ ابنِ رَدْمانَ بنِ وَائِلِ بنِ الغَوْثِ
بن عَرِيب بن زُهَير بنِ أَيْمَنَ بنِ الهَمَيْسَعِ وَهُوَ أَبُو
مُدِلَّةَ بِنْتِ ذِي مَنْجِشَانَ، وَهِي أُمُّ مُرَّةَ، وتَمِيمٍ،
وَهُوَ الأَشْعَرُ ابْنَا أُدَدَ بنِ زيد بنِ يَشْجُبَ ابنِ عَرِيْبِ
بنِ زَيْد بنِ كَهْلانَ بنِ سَبَأَ وأُختها دَلَّة بنت ذِي مَنجِشان
وَهِي مذْحج وهِيَ أُمُّ طَيِّئٍّ ومالِكِ ابْنَيْ أُدَدَ.
والمِنْجَشُ، كمِنْبَرٍ: الوَقّاعُ فِي النّاسِ، الكَشّافُ عَن
عُيُوبِهِمْ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، كالمِنْجاشِ. والمِنْجَشُ: سَيْرٌ
شِبْهُ الشِّرَاكِ، يَجْعَلُونَه بينَ الأَدِيمَيْنِ، ثُمّ
يَخْرِزُونَهُ بَيْنَهُمَا، ليسَ بخَرْزٍ جَيِّدٍ، عَن ابنِ عَبّادٍ،
قالَ: والعِرَاقُ مثلُ المِنْجَشِ، كالنِّجَاشِ، ككِتَابٍ، وهذِه عَن
ابنِ دُرَيْدٍ، والمِنْجَاشِ أَيْضاً. كذلِكَ. وأَنْجَشَةُ، بفَتْحِ
الجِيمِ: مَوْلىً للنَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلِّمَ، كَانَ
حَادِياً، ولَهُ قالَ صَلَّى اللهُ تَعالَى عَلَيْه وسَلَّم:
رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ بالقَوارِيرِ، يَعْنِي النِّسَاءَ.
والنَّجِيشُ والنَّجّاشُ: الصّائِد، عَن ابنِ عَبّادٍ، هَكَذَا
ذَكَرَه، والصَّوابُ أَنَّ النَّجّاشَ هُوَ المُثِيرُ لِلصَّيْدِ. قالَ
الزَّمَخْشَريُّ: ومعَ الصّائِدِ ناجِشٌ، وَهُوَ الحائِشُ، ونَقَل
(17/405)
الأَزْهَرِيُّ: رَجُلٌ نَجّاشٌ ونَجُوشٌ:
مُثِيرٌ لِلصَّيْدِ. والتَّناجُشُ فِي البَيْعِ المَنْهِىُّ عَنْهُ
هُوَ: التَّزايُدُ فِي البيعِ وغَيْرِهِ، وهُوَ تَفَاعُلٌ من
النَّجِشْ، ويُشِيرُ بقولهِ: وغَيْرِه إِلى أَنَّ التّنَاجُشَ قَدْ
يَكُونُ فِي المَهْرِ أَيْضاً ليُسْمَع بذلِكَ فيُزَادَ فِيهِ، وقَدْ
كُرِهَ ذلِكَ، وَقَالَ شَمِرٌ، عَن أَبِي سَعِيدٍ: فِي التَّنَاجُشِ
شَيْءٌ آخَرُ مُبَاحٌ، وَهِي المرأَةُ الَّتِي تُزُوَّجَتْ وطُلِّقَتْ
مَرّةً بَعْدَ أُخْرَى، والسِّلْعَةُ الَّتِي اشْتُرِيَتْ مَرَّةً
بَعْدَ مَرّةٍ ثُمَّ بِيْعَتْ.
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نَجَشَ الحَدِيثَ يَنْجُشُه: أَذاعَهُ.
والنَّجَاشِيّ: المُسْتَخْرِجُ لِلشّيءِ، عَن أَبِي عُبَيْدٍ. وقولٌ
مَنْجُوشٌ: مُفْتَعَلٌ مَكْذُوبٌ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. ورَجُلٌ
نَجُوشٌ ومِنْجَشٌ: مُثيرٌ لِلصَّيْدِ.
والمِنْجَاشُ: العَيّابُ. والنَّجَشُ، بالتَّحْرِيكِ: لُغَةٌ فِي
النَّجْشِ، بالفَتْح، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. والنَّجْشُ: السَّوْقُ
الشَّدِيدُ، ورَجُلٌ نَجّاشٌ: سَوّاقٌ قَالَ الرّاجِزُ، قِيلَ: هُوَ
أَبُو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ، وقِيلَ: هُوَ مَسْعُودٌ، عَبْدُ بَنِي
فَزَارَةَ، ذَكَرَه أَبو مُحَمَّد الأَسْوَدُ:)
(فَمَا لَهَا اللَّيْلَةَ من إِنْفَاشِ ... غَيْرَ السُّرَي وسائِقٍ
نَجّاشِ)
ويُرْوَى والسّائِقِ النَّجَاشِي وَقَالَ أَبُو عَمْروٍ: النَّجَّاشُ:
الَّذِي يَسُوقُ الرِّكَابَ والدَّوابَّ فِي السُّوقِ، يَسْتَخْرِجُ
(17/406)
مَا عندَهَا من السَّيْرِ، والَّذِي فِي
العُبَابِ عَنهُ: النَّجّاشُ: الَّذِي يَسْبِقُ الرِّكَابَ والدّوابَّ
يَنْجُشُ مَا عِنْدَهَا مِنَ السَّيْرِ، ولَعَلَّهُ تَصْحِيفٌ.
وانْتَجَشَ: أَسْرَعَ، عَن ابنِ الأَثِيرِ. والنَّجْشُ: مَدْحُ
الشَّيْءِ وإِطْرَاؤُه. وهُوَ أَيْضاً اخْتِرَاعُ الكَذِبِ.
والنَّجِشُ، ككَتِفٍ، أَوْ هُوَ بالفَتْحِ: مِسْعَرُ الحَرْبِ، نَقَلَه
الصّاغَانِيُّ. وأَحمَدُ بنُ عليَّ بنِ أَحْمَدَ بنِ العَبّاسِ ابنِ
الحُسَيْنِ، الصَّيْرَفِيُّ، الأَسَدِيُّ، المَعْرُوفُ جَدُّهُ
بالنَّجَاشِيّ: مِنَ المُحَدِّثِينَ، تُوُفِّيَ، بطَراباد سنة.
ن ح ش
. النِّحَاشَةُ، بالكَسْرِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ واللَّيْثُ،
وقالَ الأَزْهَرِيُّ: قَالَ شَمِرٌ، فِيمَا قَرَأْتُ بخَطّهِ: سَمِعْتُ
أَعْرابِيّاً يَقُولُ: الشِّظْفَةُ والنِّحَاشَةُ: الخُبْزُ
المُحْتَرِقُ، وكَذلِكَ الجِلْفَةُ والقِرْفَةُ.
ن خَ ر ش
. جِرْوٌ نَخْوَرِشٌ، كجَحْمَرِشٍ. أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ، وهُوَ فِي
قَوْلِ الرّاجِز: إِنَّ الجِرَاءَ تَحْتَرِشْ فِي بَطْنِ أُمِّ
الهَمْرِشْ فِيهِنَّ جِرْوٌ نَخْوَرِشْ ونَقَلَ الصّاغَانِيُّ فِي خَ ر
ش عَن أَبي الفَتْح مُحَمَّدِ بنِ عِيسَى العَطّارِ أَنّه من
الأَبْنِيَةِ الَّتِي أَغْفَلَهَا سِيبَوَيْهِ، أَي قَدْ تَحَرَّكَ
وخَدَشَ، قَالَ ابنُ سِيدَه: ولَيْسَ فِي الكَلامِ غَيْرُه، وتَقَدَّم
للمُصنِّف، رَحِمَهُ اللهُ تَعالى، فِي خَ ر ش ذلِكَ، ووَزَنَه هُنَاكَ
بنَفْعَوِل كابْنِ سِيدَه، وَقَالَ: كَلْبٌ نَخْوَرِشٌ: كَثِيرُ
الخَرْشِ، ووَزْنُه هُنَاكَ بجَحْمَرِش يَقْتَضِي أَنَّه خُمَاسِيُّ
الأُصُولِ، قالَ شَيْخُنا: وقَدْ تعارَضَ فِيهِ كَلاَمُ ابنِ عُصْفُورٍ
فِي المُمْتِع، فحَكَمَ مَرَّةً بأَصَالَةِ الواوِ، زَاعِماً أضنّه
لَيْسَ لَهُم فَعْوَعِلٌ غَيْره، وزَعَمَ مَرّةً أَنَّهَا زِيْدَتْ
للإِلْحَاقِ، ونَقَلَ الشّيْخُ أَبُو حَيّانَ أَنّهُ قِيلَ بزِيَادَةِ
نُونهِ. ووَاوِه، وقِيلَ بأَصَالَتِهِمَا مَعًا،
(17/407)
ورَجَّحُوا كُلاً من الأَقْوَالِ بوُجُوهٍ،
ثُمَّ مالُوا إِلَى الزّيَادَةِ للتَّضْعِيفِ. أَوْ هُوَ الخَبِيثُ
المُقَاتِلُ، مِنْ خَرَشَ الكَلْبُ، إِذا هَرَشَ. وتَخارَشَتْ:
تَهَارَشَتْ، فالنُّونُ والوَاوُ إِذاً زَائِدَتَانِ، وَقد تَقَدَّم.
ن خَ ش
. النَّخْشُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ
الحَثُّ والسَّوْقُ الشَّدِيدُ، قَال: وتَقُول العَرَبُ يَوْمَ
الظَّعْنِ وهُمْ يَسُوقُون حَمُولَتَهم: أَلاَ وانْخُشُوهَا نَخْشاً،
أَي حُثُّوهَا وسُوقُوها سَوْقاً شَدِيداً. والنَّخْشُ أَيْضاً:
التَّحْرِيكُ والإِيذاءُ. والنَّخْشُ: القَشْرُ، ومنهُ حَدِيثُ
عائشَةَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا، أَنَّهَا قالَتْ: كانَ لنا
جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصارِ، ونِعْمَ الجِيرَانُ، كانُوا يَمْنَحُونَنَا
شَيْئاً من أَلْبَانِهِمْ، وشَيْئاً من شَعِيرٍ نَنْخُشُه، أَيْ
نَقْشُرُهُ ونُنحِّى عَنْهُ قُشُورَه. والنَّخْشُ: أَخْذُ نُقَاوَةِ
الشَّيْءِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.
والنَّخْشُ: الخَدْشُ، هَكَذَا بالدّالِ، والصَّوَابُ بالرّاء، يُقَال:
نَخَشَ البَعِيرَ بِطَرَفِ عَصَاهُ، إِذا خَرَشَه وسَاقَه. والنَّخْشُ:
الطّائِفَةُ مِنَ المالِ، عَن ابنِ عَبّادٍ، يُقَال: عِنْدَه نَخْشٌ
مِنْ مالٍ. ونخشَ لَحْمُ الرَّجُلِ، كمَنَعَ، وقالَ أَبو تُرابٍ:
سَمِعْتُ الجَعْفَرِيَّ يَقُولُ: نُخِشَ مِثْلُ عُنِىَ، وكَذلِكَ
نُخِسَ، بالسِّين، أَيْ قَلَّ، وقالَ اللَّيْثُ: نُخِشَ الرّجلُ،
فَهُوَ مَنْخُوشٌ، وَهِي مَنْخُوشَةٌ: هُزِلَ، كَأَنّ لَحْمَه أُخِذَ
مِنْهُ.
ونَخِشَ الشَّيْءُ كفَرِحَ: بَلِىَ أَسْفَلُه، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ.
وَهُوَ يَتَنَخَّشُ إِلى كَذَا، أَيْ
(17/408)
يَتَحَرَّكُ إِلَيْهِ، عَن ابنِ عبَاّد.
ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: سَمِعْتُ نَخَشَةَ الذِّئْبِ، أَيْ
حِسَّه وحَرَكَتَه، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ.
وبَطْحَاءُ نَخِشَةٌ، كفَرْحَةٍ: لَيْسَتْ بمُمَلَّسَةٍ، عَن ابنِ
عَبّاد.
ن د ش
النَّدْشُ، كالضَّرْبِ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ:
هُوَ البَحْثُ عَنِ الشَّيْءِ، قالَ: وَهُوَ شَبِيهٌ بالنَّجْشِ،
ويُحَرَّكُ، يُقَال: نَدَشْتُ عَنْ هَذَا الأَمْرِ نَدْشاً.
والنَّدْشُ: نَدْفُ القُطْنِ، رَوَاه أَبو تُرَابٍ عَن أَبِي
الوَازِعِ، وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ:
(كالبْوُهِ تَحْتَ الظُّلَّةِ المَرْشُوشِ ... فِي هِبْرِيَاتِ
الكُرْسُفِ المَنْدُوشِ)
ويُرْوَى: المَنْفُوش، يَقُول كَأَنِّي طائِرٌ قد تَمَرَّطَ رِيشُه،
وشَبّهَ شَيْبَهَ بالقُطْنِ المَنْدُوفِ، يَصِفُ كِبَرَه، والبُوهُ:
ذَكَرُ البُوهَةِ. ونَقَلَ اللِّسَانِ: النَّدْشُ: التَّنَاولُ
القَلِيلُ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ.
ن د م ش
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: أَنْدامِشُ بالفَتْحِ وكَسْرِ الميمِ:
مَدِينَةٌ بينَها وبينَ جُنْدَيْسا بُورَ فَرسخانِ، نَقله ياقُوت.
ن ذ ش
. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نَذَشُ، مَحَرَّكَةً والذالُ معجمةٌ:
منزلٌ بَين نَيْسَابُور وقُومَسَ على طريقِ الحاجِّ، ذكَره ياقُوت
هُنَا، وَفِي الْبَاء الموحَّدَةِ أُخْرَى، فتَأَمَّلْ.
ن ر ش
. النَّرْشُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهُو
(17/409)
َ التَّناوُلُ باليَدِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ
والخَارْزَنِجِيّ، وزادَ الأَخِيرُ: والنَّرْشُ: مَنْبِتُ العُرْفُطِ،
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ بَعْدَ مَا حَكَاه: وَلَا أَحُقّه. وعِنْدِي أَنّه
تَصْحِيف النَّوْش، بالواوِ، وقَدْ سَبَقَه إِلى ذلكَ الصّاغَانِيّ
قالَ: والكَلِمَةُ الأُخْرَى أَيضاً مُصَحَّفَة والصَّوَابُ مِنْهَا
الفَرْشُ، بالفَاءِ، ولَيْسَ فِي كَلامِهِم رَاءٌ قَبْلَهَا نُونٌ،
وقَدْ تَقَدّم البَحْثُ فِيهِ فِي ن ر س ون ر ز قالَ شَيْخُنَا:
قُلْتُ: ابنُ دُرَيْدٍ أَثْبَتُ مِنَ المُصَنِّفِ وأَعْرِفُ، وردُّ
اللغَةِ المَنْقُولَةِ بمجَرّدِ العِنْدِيّة لَا يَصِحُّ، بَلْ هُوَ من
بابِ الدّعْوَى المجَرّدَةِ عَن الدّلِيلِ، ومَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ على
غَيْرِهِ، وكَوْنُ الرَّاءِ والنُّونِ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي كَلِمَةٍ
قَدْ سَبَق أَنَّه أَكْثَرِىٌّ، ومَرَّ النَّرْسُ والنّرْجِسُ
والنَّرْز والنّرسيان، وغَيْر ذلِك، فبَعْدَ أَنْ ثَبَتَ فَرْدٌ
وسَلَّمَهُ يَصِحُّ إِثباتُ غَيْرِه، وَلَا مانِعَ سِيَّمَا مَعَ
نَقْلِ الثِّقَةِ. انْتَهَى. قُلْتُ: وَهَذَا الَّذِي نَقَلَه ابنُ
دُرَيْد قد قَالَ فِيه بعدَ حِكَايةِ القَوْلِ وَلَا أَحُقّه، فهُوَ
مُتَوَقِّفٌ فِي صِحّةِ ورُودِ هذِه الكَلِمَةِ، وسَبَقَ أَنَّه لَيْس
من عِنْدِيّاتِ المُصَنّف، بل سَبَقَه إِلى ذلِكَ الصّاغَانِيُّ
وصاحِبُ اللّسَانِ، وَمَا ذَكَرَهُ مِن إِثْبَاتِ كَلِمَاتٍ فِيهَا
راءٌ قَبْلَهَا نُونٌ فإِنَّ أَكثرَهَا أَعْجَمِيَّةٌ، أَو مُعَرّبةٌ،
أَوْ لَمْ يَثْبُتُ، كَمَا قَدّمنا الكَلامَ عَلَيْه عِنْدَ ذِكْرِها،
فكَلامُ شَيْخِنَا هُنَا لَا يَخْلُو مِنْ تَعَصُّبٍ فارِغٍ، وغَفْلَهٍ
عَن النُّصوصِ، فتأَمّلْ.
ن ش ش
{النَّشُّ: السّوْقُ الرَّفِيقُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيّ، وَهُوَ
بالسِّينِ: السَّوْقُ الشَّدِيدُ، وَفِي حَدِيث عُمَرَ، رَضِي اللهُ
عنهُ أَنّه كانَ} يَنُشُّ الناسَ بَعْدَ العِشَاءِ بالدِّرَّةِ أَيْ
يَسُوقُهُم إِلَى بُيُوتِهِم، قالَ شَمِرٌ: صَحَّ الشِّينُ عَنْ
(17/410)
شُعْبَةَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ، وَمَا أَراه
إِلاَّ صَحِيحاً، وكانَ أَبو عُبَيْدٍ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ يَنُسَّ،
أَو يَنُوشُ. والنَّشُّ: الخَلْطُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، ومِنْهُ
زَعْفَرَانٌ مَنْشُوشٌ. والنَّشُّ: نِصْفُ أُوقِيَّهٍ، وَهُوَ
عِشْرُونَ دِرْهَماً، لأَنَّهُم يُسَمّون الأَرْبَعِينَ دِرْهَماً
أُوقِيَّة، ويُسَمُّون العِشْرِين {نَشّاً، ويُسَمُّون الخَمْسَةَ
نَوَاةً، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، ومِنْهُ الحَدِيثُ أَنّ النبيّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْه وسَلَّم لَمْ يُصَدِق امْرَأَةً من نِسائِه أَكْثَر من
ثِنْتَيْ عَشَرَةَ أُوقيّةً} ونَشٍ. الأُوقية: أَربعون، {والنّشُّ:
عشرُون، فَ يكون المَجْمُوُعُ خَمْسَمِائَة دِرَْهمٍ، عَلَى مَا ذَهَبَ
إِلَيْهِ الجَوْهَرِيُّ. وقِيلَ: النَّشُّ: وَزْنُ نَوَاةٍ مِنْ
ذَهَبٍ، وقِيلَ: وَزْنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ، وقَيلَ: هُوَ رُبْعُ
أُوقيّةٍ. فِي كَلامِ الإِمَامِ الشّافِعِيِّ، رَضِيَ الله تَعَالَى
عَنهُ: والأَدْهَانُ دُهْنَانِ: دُهْنٌ} مَنْشُوشٌ، ودُهْنٌ لَيْسَ
بطَيِّبٍ مِثْل سَلِيخَةِ البانِ غَيْرَ مَنْشُوشٍ، قالَ
الأَزْهَرِيُّ: أَيْ مُرَيَّبٌ بالطِّيبِ المَخْلُوطِ، وَفِي حَدِيثِ
الزُّهْرِيّ أَنّه كَرِهَ للمُتَوفَّى عَنْهَا زوجه الدّهْنَ الَّذِي
{يُنَشُّ بالرَّيْحَانِ أَيْ يُطَيَّب بأَنْ يُغْلَى فِي القِدْرِ مَعَ
الرَّيْحَانِ حَتَّى يَنِشَّ.} ونَشَّ الغَدِيرُ {يَنِشُّ} نَشّاً،
{ونَشِيشاً: أَخَذَ ماؤُه فِي النُّضُوبِ، وَقَالَ يُونُسُ: سَأَلْتُ
بعضَ العَرَبِ عَنِ السَّبَخَةِ} النَّشّاشَةِ، فوَصَفَهَا لِي، ثُمَّ
ظَنَّ أَنّي لَمْ أَفْهَم، فَقَالَ: هِيَ الَّتِي يَبِسَ ماؤُهَا
ونَضَبَ. وسَبَخَةٌ! نَشّاشَةٌ، بالتَّشْدِيد، كَمَا هُوَ رِوَايَةُ
الجَوْهَرِيُّ، وبالتّخْفِيفِ، كَمَا رَواه الأَزْهَرِيُّ أَيْضاً،
قالَهُ الجَوْهَرِيّ: لَا يَجِفُّ ثَرَاهَا، وَلَا يَنْبُتُ مَرْعاهَا
ومِنْهُ حَدِيثُ
(17/411)
الأَحْنَفِ: نَزَلْنَا سَبَخَةً نَشّاشّةً
يَعْنِي البَصْرَةَ، أَي نَزّازَةً تَنِزُّ بالمَاءِ لأَنّ السَّبَخَةَ
يَنِزُّ ماؤُهَا فيَنِشُّ ويَعُودُ مِلْحاً. {والنَّشِيشُ} والنَّشُّ:
صَوْتُ الماءِ وغَيْرِهِ، كالخَمْرِ واللَّحْمِ، إِذا غَلَي، وَفِي
حَدِيثِ النَّبِيذَ إِذَا {نَشَّ فَلاَ تَشْرَبْ أَي إِذَا غَلَي،
والخَمْرُ} تَنِشُّ عِنْدَ الغَلَيانِ وقِيلَ: {النَّشِيشُ: أَخْذُ
أَوَّلِ العَصِيرِ فِي الغَلَيان. وكَذلِكَ} النَّشُّ {والنَّشِيشُ:
صَوْتُ الماءِ عِنْدَ الصَّبِّ.
وكَذلِكَ كُلُّ مَا سُمِعَ لَهُ كَتِيتٌ. و} النَّشّاشُ، ككَتّانٍ:
وَادٍ لِبَنِي نُمَيْرٍ كَثِيرُ الحَمْضِ، كَانَتْ بهِ وَقْعَةٌ بَيْنَ
بَنِي عامِرٍ، وبَيْنَ أَهْلِ اليَمَامَةِ، وأَنْشَدَ ابنُ
الأَعْرَابِيِّ:
(بأَوْدِيَةِ النَّشّاشِ حَيْثُ تَتَابَعَتْ ... رِهَامُ الحَيَا
واعْتَمّ بالزَّهَرِ البَقْلُ)
قُلْتُ: وأَنْشَدَ ياقوُت لِلقُحَيْفِ العُقَيْلِيّ:
(ترَكْنَا عَلَى {النَّشّاشِ بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ ... وقَدْ نَهِلَتْ
مِنَّا السُّيُوفُ وعَلَّتِ)
)
وأَبُو} النَّشْناشِ: كُنْيَة شَاعِر، وَهُوَ القَائِلُ فِي نَفْسِه:
(ونَائِيَةِ الأَرْجَاءِ طامِسَةِ الصُّوَى ... خَدَتْ بأَبِي
{النَّشْنَاشِ فِيهَا رَكَائِبُهْ)
وكانَ الأَصْمَعِيُّ يَقُول: هُوَ أَبو} النَّشّاشِ. وَقَالَ أَبو
زَيْدٍ: رَجُلٌ {نَشْناشٌ، وَهُوَ الكَمِيشَةُ يَداه فِي عَمَلِه.
وقالَ غَيْرُه: رَجُلٌ} - نَشْنَشِيُّ الذِّرَاعِ: خَفِيفُهَا، وقِيلَ
(17/412)
خَفِيفٌ فِي عَمَلِه ومِرَاسِهِ، قَالَ:
(فَقَامَ فَتىً نَشْنَشِيُّ الذِّرَاعِ ... فَلَمْ يَتَلَبَّثْ ولَمْ
يَهْمُمِ)
وأَرْضٌ {نَشِيشَةٌ} ونَشْنَاشَةٌ: مِلْحَةٌ لَا تُنْبِتُ شَيْئاً،
إِنَّمَا هِيَ سَبَخَةٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. {والنِّشْنِشَةُ
بالكَسْرِ: لُغَةٌ فِي الشِّنْشِنَةِ مَا كَانَتْ، عَنِ اللَّيْثِ.
والنِّشْنِشَةُ أَيْضاً: الحَجَرُ، ومِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ لابنِ
عَبّاسٍ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُم حينَ سَأَلَهُ فِي شَئٍ
شَاوَرَه فِيه، فأَعْجَبَهُ كَلامُه:} نِشْنِشَةٌ أَعْرِفُهَا مِنْ
أَخْشَنَ، قالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَكَذَا حَدَّثَ بِهِ سُفْيان. وقالَ
الأَصْمَعِيُّ وأَهْلُ العَرَبِيّة: إِنّمَا هُوَ: شَنْشِنَةٌ
أَعْرِفُهَا مِنْ أَخْزَمِ. وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَيْ حَجَرٌ مِنْ
جَبَلٍ، ومَعْنَاه: أَنَّهُ شَبّهه بأَبِيهِ العَبّاسِ فِي شَهَامَتِه،
ورَأْيِه وجُرْأَتِه على القَوْلِ، وقِيلَ: أَرَادَ أَنَّ كَلِمَتَهُ
مِنْهُ، حَجَرٌ من جَبَلٍ، أَيْ أَنّ مِثْلَهَا يَجِئُ مِنْ مِثْلِهِ.
وَقَالَ الحَرْبِيّ: أَرادَ شِنْشِنَةً، أَيْ غَرِيزَةً وطَبِيعَةً. و
{النَّشْنَشَةُ بالفَتْح: السَّلْخُ فِي سُرْعَةٍ، وقَطْعُ الجِلْدِ
عَن اللَّحْمِ، وقَدْ} نَشْنَشَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرُِّي لِمُرَّةَ
بنِ مَحْكَانَ التَّمِيمِيّ:
( {يُنَشْنِشُ الجِلْدَ عَنْهَا وَهْيَ بَارِكَةٌ ... كَمَا يُنَشْنِشُ
كَفّا قاتِلٍ سَلَبَا)
ويُرْوَى فَاتِل بالفَاءِ، فيَكُون السَّلَبُ ضَرْباً من الشَّجَرِ. و}
النَّشْنَشَةُ: صَوْتُ غَلَيانِ القِدْرِ، {كالنَّشِيش، عَن ابنِ
دُرَيْدٍ، وقَدْ} نَشَّت القِدْرُ {ونَشْنَشَتْ، إِذا أَخَذَتْ
تَغْلِي، فسُمِعَ لَهَا صَوْتٌ. و} النَّشْنَشَةُ: الدَّفْعُ
والتَّحْرِيك
(17/413)
ُ شَدِيداً، عَنْ شَمِرٍ وابنِ دُرَيْدٍ.
وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هُوَ التَّعْتَعَةُ، وقَوْلُه: شَدِيداً،
عَن ابنِ عَبّادٍ. {والنَّشْنَشَةُ} والنَّشُّ: السَّوْقُ والطَّرْدُ،
وقَدْ {نَشَّهُ} ونَشْنَشَه، وتَقَدّم عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ فِي
أَوّلِ المَادَّةِ هُوَ السَّوْقُ الرَّفِيقَ، فذِكْرُه ثَانِيًا
كالتّكْرَارِ، فلَوْ قَالَ هُنَاك: {كالنَّشْنَشَةِ لأَصابَ. وَعَن
أَبِي عُبَيْدَةَ:} النَّشْنَشَةُ: النِّكَاحُ، كالمَشْمَشَةِ، يقالُ:
نَشْنْشَهَا، وأَنْشَد:
(بَاكَ حُيَيٌّ أُمَّهُ بَوْكَ الفَرَسْ ... {نَشْنَشَها أَرْبَعَةً
ثُمّ جَلَسْ)
قلتُ: الشِّعْرُ لزَيْنَبَ بنتِ أَوْسِ بنِ مَغْرَاءَ تهجُو حُيَيِّ
بنَ هُزّالٍ التَّمِيميّ، ويروى: ناكَ حُيَيٌّ أُمَّهُ نَيْكَ
الفَرَسْ. كَذَا فِي كتاب الفَرْقِ لِابْنِ السّيدِ، وَفِي كتابِ
الإِبِلِ.
(فعاسَها أَرْبَعَةً ثُمّ جَلَسْ ... كعَيْسِ فَحْلٍ مُسْرِعِ
اللَّقْحِ قَبِسْ)
نَقَلَهُ الزّمَخْشَرِيّ، عَن ابنِ عبّادٍ. و} النَّشْنَشَةُ: حَلُّ
السّراوِيلِ. والنَّشْنَشَةُ: خَلْعُ الثَّوْبِ، كالقَمِيصِ)
ونَحْوِه، وفَسْخُه، نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ أَيْضاً، وكَذَا ابنُ
عَبّادٍ. والنَّشْنَشَةُ: النَّتْرُ ونَفْضُ مَا فِي الوِعَاءِ،
يُقَال: {نَشْنَشَ مَا فِي الوِعَاءِ، إِذا نَتَرَه وتَنَاوَلَه، قالَ
الكُمَيْتُ يَصِفُ ناقَةً عَقَرَها:
(فغَادَرْتُها تَحْبُو عَقِيراً} ونَشْنَشُوا ... حَقِيبَتَها بَيْنَ
التَّوَزُّعِ والنَّتْرِ)
{ونَشْنَشَ الطّائِرُ رِيشُه بمِنْقَارِهِ} نَشْنَشَةً: إِذا أَهْوَى
لَهُ إِهواءً خَفِيفاً، فنَتَفَ مِنْهُ، وطَيَّرَهُ، وقِيلَ: نَتَفَه
(17/414)
فأَلْقَاهُ، قَالَ الشّاعِرُ:
(رَأَيْتُ غُرَاباً وَاقِعاً فَوْقَ بَانَةٍ ... {يُنَشْنِشُ أَعْلَى
رِيشِهِ ويُطَايِرُهْ)
وكَذلِكَ إِنْ وَضَعْتَ لَهُ اللَّحْمَ} فنَشْنَشَ مِنْه إِذَا أَكَلَه
بعَجَلَةٍ وسُرْعَةٍ، قَالَ عَبْدٌ لبَلْعَنْبَرِ يَصِفُ حَيّةً
نَشَطَتْ فِرْسِنَ بَعِيرٍ:
( {فنَشْنَشَ إِحْدَى فِرْسِنَيْهَا بنَشْطَةٍ ... رَغَتْ رَغْوَةً
مِنْهَا وكادَتْ تَقَرْطَبُ)
و} نَشْنَشُ الدِّرْعُ: صَوَّتَ كخَشْخَشَ، عَن الفَرّاءِ، قالَ
غَيْلانُ: للدِّرْعِ فوقَ مَنْكِبَيْه {نَشْنَشَهْ. وقَوْلُ ابنِ
عَبّادٍ، فِي المُحِيطِ، فِي هَذَا التَّرْكِيبِ:} انْتَشَّتِ
الشّجَرَةُ: طالَتْ حَتَّى اسْتَمْكَنَتْ مِنْهَا الظِّبَاءُ
والبَهْمُ، تَصْحِيفٌ نَبَّهَ عَلَيْه الصّاغَانِيُّ، وقالَ: صَوَابُه
أَنْتَشَتْ، كأَكْرَمَتْ، وَقد ذُكِرَ فِي ن ت ش.
ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: {نَشَّتِ اللَّحْمَةُ} نَشّاً، إِذا
قَطَرَتْ مَاء، رَواه شَمِرٌ عَن بَعْضِ الكِلابيِّينَ {ونَشَّ الماءُ
عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: جَفَّ. ونَشَّ الرُّطُبُ: ذَهَبَ ماؤُه، قالَ
ذُو الرُّمَّة:
(حَتَّى إِذا مَعْمَعَانُ الصّيْفِ هَبَّ لَه ... بأَجَّةٍ نَشَّ
عَنْهَا الماءُ والرُّطُبُ)
وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:} النَّشُّ: النِّصْفُ من كُلِّ شئٍ.
{وتَنَشْنَشَ الشَّجَرَ: أَخَذَ من لِحَائِهِ.} ونَشْنَشَ السَّلَبَ:
أَخَذَه. وغُلاَمٌ! نَشْنَشُ: خَفِيفٌ فِي السَّفرِ.
(17/415)
{والمِنْشَّةُ، بالكَسْر: مَا} يُنَشُّ
بِهِ الذُّبَابُ ويُطْرَدُ.
{ونَشْنَشَ، إِذا عَمِلَ عَمَلاً وأَسْرَعَ فِيهِ.} والنِّشْنِشَةُ،
بالكَسْر: قَدْ تَكُونُ كالمُضْغَةِ، أَو كالقِطْعَةِ تُقْطَعُ من
اللَّحْمِ. {ونَشَّةُ} ونَشْنَاشٌ: اسْمَانِ.! والنَّشْنَاشُ،
بالفَتْحِ: اسْمُ وَادٍ مِنْ جِبَالِ الحاجِرِ، عَلَى أَرْبَعَةِ
أَمْيَالٍ مِنْهَا غَرْبِيَّ الطَّرِيقِ لِبَنِي عَبْدِ اللهِ بنِ
غَطْفَانَ، نقَلَه ياقُوتَ.
ن ط ش
. النَّطْشُ: شِدَّةُ الجَبْلَةِ، بفَتْحِ الجِيمِ وسُكُونِ
المُوَحَّدَةِ، وهِيَ تَأْسِيسُ الخِلْقَةِ، ويُقَال: رَجُلٌ نَطِيشُ
جَبْلَةِ الظَّهْرِ، أَيْ شَدِيدُها. والنَّطِيشُ: الحَرَكَةُ،
يُقَالُ: مَا بِهِ نَطِيشٌ: أَي حَرَاكٌ وقُوَّةٌ، قَالَ رُؤْبَةُ:
بَعْدَ اعْتِمَادِ الجَرَزِ النَّطِيشِ. قَالَ الصّاغَانِيُّ: وَلم
يُسْمَع للنَّطِيشِ فِعْلٌ. وَفِي النّوادِر: مَا بِه نَطِيشٌ، وَلَا
حَوِيلٌ وَلَا حَبِيصٌ وَلَا نَبِيصٌ، أَيْ مَا بِهِ قُوَّةٌ.
وعَطْشَانٌ نَطْشَانٌ: إِتْبِاعٌ لَه، ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقَدِ
اسْتَدْرَكْنَاهُ فِي ع ط ش.
ن ع ش
. نَعَشَه اللهُ، كمَنَعَه: رَفَعَهُ، فانْتَعَشَ: ارْتَفَع،
كَأَنْعَشَه، عَن الكِسَائِيِّ، وكَذلِكَ قالَ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ:
أَنْعَشَنِي مِنْه بسَيْبٍ مُفْعَمٍ.
(17/416)
ونَعَّشَه تَنْعِيشاً، عَن أَبِي عَمْروٍ،
وأَنْكَرَ ابنُ السِّكِّيتِ: وأَنْعَشَه، وقَالَ: هُوَ مِنْ كَلامِ
العامَّةِ، وتَبِعَه الجَوْهَرِيُّ فقالَ: وَلَا يُقَالُ: أَنْعَشَه
اللهُ، والصَّحِيحُ ثُبُوتُه، كَمَا نَقَلَه الجَمَاعَةُ عَنِ
الكِسَائِيِّ. ومِنَ المَجَازِ: نَعَشَ فُلاناً يَنْعَشُه نَعْشاً،
إِذا جَبَرَه بَعْدَ فَقْرٍ وتَدَارَكَه مِنْ هَلَكَةٍ، وقالَ شَمِرٌ:
أَي رَفَعَهُ بَعْدَ عَثْرَةٍ. ونَعَشَ المَيِّتَ نَعْشاً: ذَكَرَه
ذِكْراً حَسَناً، وقالَ شَمِرٌ: إِذا مَاتَ الرَّجُلُ فهُمْ
يَنْعَشُونَه، أَي يَذْكُرُونَه ويَرْفَعُون ذِكْرَه، وهُوَ مَجَازٌ.
ونَعَشَ طَرْفَه: رَفَعَه، وأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ لِذِي الرُّمَّةِ:
(لَا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلاّ مَا تَخَوَّنَه ... دَاعٍ يُنَادِيهِ
باسْمِ الماءِ مَبْغُومُ)
وقالَ شَمِرٌ: النَّعْشُ: البَقَاءُ والارْتِفَاعُ. وقالَ ابنُ
دُرَيْدٍ: النَّعْشُ: شِبْهُ مَحَفَّةٍ كانَ يُحْمَلُ عَلَيْهَا
المَلِكُ إِذا مَرضَ، ولَيْسَ بنَعْشِ المَيتِ، وأَنْشَدَ للنّابِغَةِ
الذُّبْيَانِيِّ:
(أَلَمْ تَرَ خَيْرَ النّاسِ أَصْبَحَ نَعْشُه ... عَلَى فِتْيَةٍ قد
جَاوَزَ الحَيَّ سائِرَاَ)
(ونَحْنُ لضدَيْهِ نَسْأَلُ اللهَ خُلْدَه ... يُرَدُّ لَنا مَلْكاً
ولِلأَرْضِ عَامِرَا)
قَالَ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنّه لَيْس بِمَيْتٍ. وقِيلَ: هَذَا
هُوَ الأَصْلُ، ثمّ كَثُرَ فِي كَلامِهِم حَتّى سُمِّيَ سَرِيرُ
المَيِّتِ نَعْشاً، وإِنَّمَا سُمِّيَ لارْتِفَاعِهِ، فإِذا لَمْ
يَكُنْ عَلَيْه مَيتٌ مَحْمُولٌ فهُوَ سَرِيرٌ، ذَكَرَهُ ابنُ
الأَثِيرِ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: النَّعْشُ: خَشَبَةٌ على قَدْر قامَتَيْنِ فِي
رَأْسِهَا خِرْقَةٌ تُسَمَّى حَرَجاً، تُصَادُ بِهَا الرِّئالُ،
بالكَسْرِ، جَمْعُ رَأْلٍ، وهُوَ وَلَدُ النَّعامِ.
(17/417)
وسُئِلَ أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ
يَحْيَى عَن قَوْلِ عَنْتَرَةَ:
(يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِه وكَأَنّه ... حَرَجٌ عَلَى نَعْشٍ لَهُنَّ
مُخَيِّمِ)
فحَكَى عَن ابنِ الأَعْرَابشيّ أَنّه قالَ: النَّعامُ مَنْخُوبُ
الجَوْفِ لَا عَقْلَ لَهُ، وَقَالَ أَبو العَبّاس: إِنَّمَا) وَصَفَ
الرِّئالَ أَنَّهَا تَتْبَعُ النَّعامَةَ فتَطْمَحُ بأَبْصَارِهَا
قُلَّة رَأْسِهَا، وكَأَنّ قُلَّةَ رَأْسِهَا مَيِّتٌ على سَرِيرٍ.
قالَ: والرِّواية مُخَيِّمِ، بكَسْرِ الياءِ، ورواهُ الباهِلِيُّ:
وكَأَنَّه. زَوْجٌ عَلَى نَعْشٍ لهُنَّ مُخَيَّمِ بفَتْح الْيَاء،
قالَ: وهذِه نَعامٌ يُتْبَعْنَ، والمُخَيَّم: الَّذِي جُعِلَ
بمنْزِلَةِ الخَيْمَةِ، والزَّوْجُ: النَّمَطُ، وقُلَّة رَأْسِه:
أَعْلاَهُ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: ومَنْ رَوَاهُ حَرَجٌ على نَعْشٍ
فالحَرَجُ: المَشْبَكُ الَّذِي يُطْبَقُ على المَرْأَةِ إِذا وُضِعَت
عَلَى سَرِيرِ المَوْتَى، وتُسَمِّيه الناسُ النَّعْشَ، وإِنّمَا
النَّعْشُ السَّرِيرُ نفْسُه. وبَنَاتُ نَعْشٍ الكُبْرَى: سَبْعَةُ
كَوَاكِبَ: أَرْبَعَةٌ مِنْهَا نَعْشٌ، لأَنَّهَا مُرَبَّعَة، وثَلاثٌ
بَنَات نَعْشٍ، وكَذلِكَ بَنَاتُ نَعْشٍ الصُّغْرَى، قِيلَ: شُّبِّهَت
بحَمَلَةِ النَّعْشِ فِي تَرْبِيعِهِا، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ،
تَنْصَرِفُ نَكِرَةً لَا مَعْرَفَةً، نَقَلَه أَبو عُمَرَ الزّاهِدُ
فِي فائِتِ الجَمْهَرَةِ، عَنِ الفَرّاءِ، وقَالَ الجَوْهَرِيُّ:
اتَّفَقَ سِيبَوَيْهِ والفَرّاءُ عَلَى تَرْكِ صَرْفِ نَعْش
لِلمَعْرِفَةِ والتَأْنِيثِ، الواحِدُ ابنُ نَعْشٍ لأَنّ الكَوْكَبَ
مُذكَّر فيذكِّرُونَه عَلَى تَذْكِيرِه، وإِذا قالُوا: ثَلاثٌ أَوْ
أَرْبعٌ ذَهَبُوا إِلَى البَنَاتِ، قالَه اللَّيْثُ، ولِهذا جاءَ فِي
الشِّعْرِ بنُو نَعْشٍ، أَنْشَد سِيبَوَيْهِ لِلنّابِغَةِ الجَعْدِي،
وقالَ الجَوْهَرِيّ: أَنشد أَبو عُبَيْدَةَ:
(تَمَزَّزْتُهَا والدِّيكُ يَدْعُو صَبَاحَهُ ... إِذا مَا بَنُو
نَعْشٍ دَنَوْا فَتَصَوَّبُوا)
(17/418)
وقالَ الأَزْهَرِيّ: ولِلشّاعِرِ إِنْ
اضْطُرّ أَنْ يَقُولَ: بَنُو نَعْشٍ، كَمَا قالَ الشّاعِرُ، وأَنْشَدَ
بَيْتَ النّابِغَةِ، ووَجْهُ الكلامِ بَناتُ نَعْشٍ، كَمَا قالُوا:
بَنَاتُ عُرْسٍ. وانْتَعَشَ العاثِرُ، إِذا انْتَهَضَ مِنْ عَثْرَتِهِ،
كَذا فِي الصّحاحِ، وكَذَا الطّائِرُ إِذا انْتَهَضَ يُقَال لهُ: قد
انْتَعَشَ، وَقَالَ رُؤْبَةُ:
(كَمْ مِن خَلِيلٍ وأَخٍ مَنْهُوشِ ... مُنْتَعِشٍ بسَيْبِكمْ
مَنْعُوشِ)
ونَعَّشَه تَنْعِيشاً: قالَ لَهُ: أَنْعَشَكَ اللهُ وَفِي الصّحاح:
نَعَّشَك اللهُ، وأَنْشَد لرُؤْبَةَ:
(وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنَا دَعْدَعَا ... لَهُ وعَالَيْنَا
بتَنْعِيشٍ لَعَا)
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الانْتِعَاشُ: رَفْعُ الرّأْسِ، ومِنْهُ
قولُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: انْتَعِشْ نَعَشَكَ اللهُ:
أَي ارْتَفِع رَفَعَك الله، أَو جَبَرَك وأَبْقَاكَ، وكَذَا قَوْلُهُم:
تَعِسَ فَلَا انْتَعَشَ، وشِيكَ فَلَا انْتَقَشَ، وَهُوَ دُعَاءٌ
عَلَيْه، أَيْ لَا ارْتَفَع. وانْتَعَشَ الرَّجُلُ، إِذا حَصَلَ لَهُ
التَّدَارُكُ من الوَرطَةِ.
وأَنْعَشَه: سَدَّ فَقْرَه، قَالَ رُؤْبَةُ: أَنْعَشَنِي منهُ بسَيْبٍ
مُقْعَثِ. والمَنْعُوشُ: المَحْمُولُ على النَّعْشِ.
والنَّوَاعِشُ: جَمعُ بَنَاتِ نَعْش، كَمَا يُجْمَع سامُّ أَبْرَصَ على
الأَبَارِصِ، كَمَا قالَ الشّاعِرُ.
(17/419)
وَفِي حَدِيثِ جابِرٍ فانْطَلَقْنَا
نَنْعَشُه، أَيْ نُنْهِضُه ونُقَوِّي جَأْشَه. ونَعَشْتُ الشَّجَرَةَ،
إِذَا كانَتْ مائِلَةً فأَقَمْتَهَا. والرَّبِيعُ يَنْعَشُ النّاسَ،
أَي يُعِيشُهم ويُخْصِبُهُم، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ النّابِغَةُ:)
(وأَنْتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ النّاسَ سَيْبُه ... وسَيْفٌ أُعِيرَتْه
المَنِيَّةُ قاطِعُ)
ويُقَالُ: هُوَ أَخْفَى مِنْ نُعَيْشٍ فِي بَنَاتِ نَعْشٍ، وهُوَ
السُّهَا أَوْسَطُ البَنَاتِ، وهُوَ مَجَازٌ.
ن غ ش
النَّغْشُ، كالمَنْعِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقَالَ اللَّيْثُ:
النَّغْشُ والنَّغَشَانُ مُحَرّكَةً: شِبْهُ الاضطِرَابِ، وتَحَرَّكُ
الشَّيْءِ فِي مَكَانِهِ، كالانْتِغَاشِ، والتَّنَغُّشِ، تَقُول: دَارٌ
تَنْتَغِشُ صِبْيَاناً، ورَأْسٌ يَنْتَغِشُ صِبْاَناً، وأَنْشَدَ لِذِي
الرُّمَّةِ فِي صِفَةِ القُرَادِ:
(إِذا سَمِعَتْ وَطْءَ الرِّكَابِ تَنَغَّشَتْ ... حُشَاشَاتُهَا فِي
غَيْرِ لَحْمٍ وَلَا دَمٍ)
وَفِي الحَدِيثِ أَنّه قالَ: مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ سَعْدِ بنِ
الرَّبِيعِ قالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى
عَنْهُ: فَرَأَيْتُه فِي وَسَطِ القَتْلَى صَرِيعاً، فنادَيْتُه فلَمْ
يُجِبْ، فقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم
أَْرسَلَنِي إِلَيْكَ. فتَنَغَّشَ كَمَا تَتَنَغَّشُ الطَّيْرُ أَيّ
تَحَرَّكَ حَرَكَةً ضَعِيفَةً، وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: سُقِىَ فُلانٌ
فتَنَتغَّشَ تَنَغّشاً ونَغَشَ، إِذا تَحَرَّكَ بَعْدَما كَانَ غُشِىَ
عَلَيهِ. وكُلُّ طائِرٍ أَوْ هَامَّةٍ تَحَرَّك فِي مَكَانِه فقَدْ
تَنَغَّشَ، قَالَهُ اللَّيْثُ.
(17/420)
وهُوَ يَنغَشُ إِلَيْهِ، أَيْ يَمِيلُ،
نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. والنُّغَاشِيُّ، والنُّغَاشُ بِضَمِّهِما:
القَصِيرُ جِدّاً، أَقْصَرُ مَا يَكُونُ من الرِّجَالِ، الضَّعِيفُ
الحَرَكةِ، النَّاقِصُ الخَلْقِ، ومِنْهُ الحَدِيثُ أَنّه مَرَّ
برَجُلٍ نُغَاشٍ، ويُرْوَى نُغَاشِيّ، فَخَرَّ ساجِداً، وقالَ:
أَسْأَلُ الله العَافِيَةَ وسَيَأْتِي فِي المِيم للمُصَنِّف أَنَّ
اسْمَه زُنَيْمٌ. والنُّغَاشَةُ كثُمَامَةٍ: طائِرٌ، نَقَلَهُ
الصّاغَانِيُّ، رَحِمَهُ الله تَعَالَى. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
التَّنَغُّشُ: دُخُولُ الشَّيْءِ، بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ، كدُخُولِ
الدَّبَى ونَحْوِه. والنُّغَاشُ: الرُّذَالُ والعَيّارُونَ.
ن ف ش
. النَّفْشُ: تَشْعِيثُ الشَّيْءِ بأَصَابِعِك حَتّى يَنْتَشِر،
كالتَّنْفِيشِ، وقَالَ بَعْضُهُم: النَّفْشُ: تَفْرِيقُ مَا لاَ
يَعْسُرُ تَفْرِيقُه، كالقُطْنِ والصُّوفِ، نَفَشَه فنَفَشَ، لازِمٌ
مُتَعَدٍّ. وقَالَ أَئمَّةُ الاشْتِقَاقِ: وُضِعَ مادَّةُ النَّفْشِ
للنَّشْرِ والانْتِشَارِ، نَقَلَهُ شَيْخُنَا. وقِيلَ: النَّفْشُ:
مَدُّكَ الصّوفَ حتّى يَنْتَفِشَ بَعْضُهُ عَن بَعْضٍ، وعِهْنٌ
مَنْفُوشٌ. وَعَن ابنِ السِّكِّيتِ: النَّفْشُ: أَنْ تَرْعَى الغَنَمُ
أَو الإِبِلُ لَيْلاً بِلا عِلْمِ رَاع، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَلَا
يَكُونُ النَّفْشُ إِلاَّ باللَّيْلِ، والهَملُ يَكُونُ لَيْلاً
ونَهَاراً، وقَدْ أَنْفَشَهَا الرّاعِي: أَرْسَلَها لَيْلاً تَرْعَى
ونامَ عَنْهَا، وأَنْفَشْتُها أَنا: تَرَكْتُهَا تَرْعَى بِلا رَاعٍ،
قَالَ الرّاجِزُ: اجْرِشْ لَهَا ياابْنَ أَبِي كِبَاشِ فمَا لَهَا
اللَّيْلَةََ من إِنْفَاشِ غَيْرَ السُّرَى وسَائِقٍ نَجَّاش
(17/421)
ِ ونَفشَت هِيَ، كضَرَبَ، ونَصَرَ،
وسَمِعَ، الأَخِيرَةُ نَقَلَهَا الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ،
أَي تَفَرَّقَتْ فَرَعَتْ باللَّيْلِ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ، وخَصَّ
بَعْضُهم بِهِ دُخُولَ الغَنَمِ فِي الزَّرْعِ، ومِنْهُ قَوْلُه
تَعَالَى: إِذْ نَفَشَتْ فيهِ غَنَمُ القَوْمِ. وهِيَ إِبِلٌ نَفَشٌ،
مُحَرَّكَةً، ونُفَّشٌ، كسُكَّرٍ، ونُفّاشٌ، كرُمّان، ونَوَافِشُ،
وقَدْ يَكُون النَّفْشُ فِي جَمِيعِ الدّوَابِّ، وأَكْثَرُ مَا يَكُونُ
فِي الغَنَمِ، فأَمَّا مَا يَخُصُّ الإِبِلَ فعَشَتْ عَشْواً.
وقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: النَّفْشُ: خاصٌّ بالغَنَمِ، وقَالَ غَيْرُه:
يُقَالُ ذلِكَ لَهَا وللإِبِلِ، ويَدُلّ لهُ الحَدِيثُ: الحَبَّةُ فِي
الجّنَّةِ مثْلُ كَرِشِ البَعِيرِ يَبِيتُ نَافِشاً، فجَعَلَ
النُّفُوشَ لِلبَعيرِ. والنَّفَشُ، مُحَرَّكَةً: الصُّوفُ، عَن ابنِ
الأَعْرَابِيِّ. والنَّفَشُ أَيْضاً: الخِصْبُ، عَن ابنِ عَبّادٍ
يُقَالُ: نَفَشْنَا نُقُوشاً، أَيْ أَخْصَبْنَا. والنُّفُوشُ،
بالضَّمِّ: الإِقْبَالُ عَلَى الشّيْءِ تَأْكُلُه، وقَدْ نَفَشَ عَلَى
الشَّيْءِ، يَنْفُشُ من حَدِّ نَصَرَ. والنَّفِيشُ، كأَمِيرٍ، وَفِي
التَّهْذِيبِ: النَّفَشُ، مُحَرَّكَةً: المَتَاعُ المُتَفَرّقُ فِي
الوِعَاءِ والغِرَارَةِ، وكُلُّ شئٍ تَرَاهُ مُنْتَبِرً رِخْو
الجَوْفِ، فهُوَ مُنْتَفِشٌ ومُتَنَفِّشٌ، نَقَلَه الأَزْهَرِيّ.
وأَمَةٌ مُنْتَفِشَةُ الشَّعرِ، أَيْ شَعْثَاءُ، نَقَلَه
الزَّمَخْشَرِيُّ. ومِنَ المَجَازِ: أَرْنَبَةٌ مُنْتَفِشَةٌ، أَي
قَصِيرَةُ المارِنِ، أَيْ مُنْبَسِطَةٌ عَلَى الوَجْهِ كأَنْفِ
الزّنْجِيّ، عَن ابنِ شُمَيْلٍ، وكَذلِكَ مُتَنَفَّشَةٌ، وَفِي حَدِيثِ
ابنِ عَبّاسٍ: وإِنْ أَتاكَ مُتَنَفِّشَ
(17/422)
المَنْخِرَيْنِ أَيْ وَاسِعَ مَنْخِرَيِ
الأَنْفِ، وهُوَ من التَّفْريِقِ. وتَنَفَّشَتِ الهِرَّةُ
وانْتَفَشَتْ: ازْبَأَرَّتْ.
وتَنَفَّشَ الطّائِرُ وانْتَفَشَ، إِذا رَأَيْتَه قَدْ نَفَضَ رِيشَه،
كَأَنَّه يَخافُ أَوْ يُرْعَدُ، وكَذَا تَنَفَّشَ الضِّبْعانُ، إِذا
رَأَيْتَه مُتَنَفِّشَ الشَّعرِ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
النَّفْشُ، بالتَّحْرِيك الرِّيَاءُ وَمِنْه قَوْلُهُم: إِنْ لَمْ
يَكُنْ) شَحْمٌ فنَفَشٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ
الأَعْرَابِيِّ، والأَزْهَرِيُّ عَن المُنْذِرِيِّ عَن أَبِي طالِبٍ
عَنْه.
والنَّفَشُ: كثْرَةُ الكَلامِ والدَّعاوَي، نَقَلَه شَيْخُنَا، وَهُوَ
مَجَازٌ. والنَّفّاشُ: المُتَكَبِّرُ، والنَّفَّاجُ والنَّفّاشُ:
نَوْعٌ من اللَّيْمُون أَكْبَرُ مَا يَكُونُ. والنَّفْشُ النَّدْفُ،
وانْتَفَشَ كنَفَشَ. ونَفَشَ الرَّطْبَةَ نَفْشاً: فَرَّقَ مَا
اجْتَمَعَ فِيهَا. والتَّنْفِيشُ: مُبَالَغَةٌ فِي النَّفْشِ.
ن ق ش
. النَّقْشُ: تَلْوِينُ الشَّيْءِ بِلَوْنَيْنِ، أَوْ أَلْوانٍ، عَن
ابنِ دُرَيْدٍ، كالتَّنْفِيش، وَهُوَ النَّمْنَمَةُ، يُقَالُ: نَقَشَه
يَنْقُشُه نَقْشاً، ونَقَّشَه تَنْقِيشاً، فهُوَ مُنَقَّشٌ ومَنْقُوشٌ.
ومِنَ المَجَازِ: النَّقْشُ: الجِمَاعُ، وَبِه فَسَّرَ أَبُو عَمْروٍ
قَوْلَ الرّاجِزِ: نَقْشاً ورَبِّ البَيْتِ أَيَّ نَقْشِ. نَقَلَه
الجَوْهَرِيُّ، ونَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ،
وأَنْشَد: هَلْ لَكِ يَا خَلِيلضتِي فِي النَّقْشِ
(17/423)
والنَّقْشُ: أَنْ يُضْرَبَ العِذْقُ
بشَوْكٍ حَتّى يُرَطِبَ، ويُقَال: نُقِشَ العِذْقُ، على مَا لَمْ
يُسَمَّ فاعِلُه، إِذا ظَهَرَ بِهِ نُكَتٌ من الإِرْطابِ، نَقَلَه
الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ أَبُو عَمْروٍ: إِذا ضُرِب العِذْقُ بشَوْكةٍ
فأَرْطَبَ فذلكَ المَنْقُوش، والفِعْلُ مِنْهُ النَّقْشُ، وقالَ
غَيْرُه: المَنْقُوش من البُسْرِ: الَّذِي يُطْعَنُ فيهِبالشَّوْكِ
لِيَنْضَجَ ويُرْطِبَ. والنَّقْشُ: اسْتِخْرَاجُ الشَّوْكِ مِنَ
الرِّجْلِ، كالانْتِقاشِ، وقَدْ نَقَشَ الشَّوْكَةَ يَنْقُشُها،
وانْتَقَشَهَا: أَخْرَجَها مِن رِجْلِه، ومِنْه حَدِيثُ أَبي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ: وشِيكَ فَلا انْتَقَشَ أَي
إِذا دَخَلَتْ فِيهِ شَوْكَةٌ لَا أَخْرَجَهَا مِنْ مَوْضِعِها، وَهُوَ
دُعَاءٌ عَلَيْه، وقالَ الشّاعِرُ:
(لَا تَنْقُشَنَّ بِرِجْلِ غَيْرِكَ شَوْكَةً ... فتَقِي بِرِجْلِكَ
رِجْلَ مَنْ قد شَاكَهَا)
والباءُ أُقِيمَت مُقَامَ عَنْ، يَقُول لَا تَنْقُشَنَّ عَنْ رِجْلِ
غَيْرِكَ شَوْكاً فتَجْعَلَه فِي رِجْلِكَ. وَمَا يُخْرَجُ بهِ
الشّوْكُ مِنْقَاشٌ ومِنْقَشٌ، وإِنَّمَا سُمِّيَ بهِ لأَنّه يُنْقَشُ
بِهِ، أَي يُسْتَخْرَجُ بِهِ الشَّوْكُ. وَعَن ابنِ دُرَيْدٍ:
النَّقْشُ: اسْتِقْصَاؤُكَ الكَشْفَ عَن الشَّيْءِ، قَالَ الحارِثُ بنُ
حِلِّزَةَ:
(أَوْ نَقَشْتُمْ فالنَّقْشُ يَجْشَمُه النّا ... سُ وفِيه الصّحاحُ
والإِبْرَاءُ)
يَقُول: لَو كَانَ بَيْننَا وَبَيْنكُم محاسبة عَرَفْتُمْ الصِّحَّة
والبراءة. قَالَ أَبُو عبيد. والصمغ إِذا كَانَ أَصْغَر، وَفِي التكملة
والعباب: أكبر من الصعرور، نَقله الصَّاغَانِي. والنقش: تنقية مربض
الْغنم مَا يؤذيها، من الْحِجَارَة أَو الشوك وَنَحْوه، وَمِنْه
الحَدِيث اسْتَوْصُوا بالمعزى خيرا فَإِنَّهُ مَال رَقِيق، وانقشوا
لَهُ عطنه.
(17/424)
والنقيش: النفيش، وَهُوَ الْمَتَاع المتفرق
يجمع فِي الغرارة. والنقيش أَيْضا: الْمثل، يُقَال: لَا ضد لَهُ وَلَا
نقيش. والنقاشة، بِالْكَسْرِ: حِرْفَة النقاش. والنقاش: صانع)
النقش. والمنقوشة: الشَّجَّة الَّتِي تنقش مِنْهَا الْعِظَام، أَي
تستخرج، نَقله الْجَوْهَرِي. وأنقش، إِذا استقصى على غَرِيمه، عَن ابْن
الْأَعرَابِي. وأنقش، إِذا دَامَ على أكل النقش، وَهُوَ بِالْفَتْح:
الرطب الربيط، وَهُوَ الَّذِي تسميه الْعَامَّة المعذب، وَالْعرب تسميه
المنقوش، نَقله الصَّاغَانِي.
وأنقش: أدام نقش جَارِيَته، أَي الْجِمَاع، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت الغنوي يَقُول: المنقشة، كمحدثة:
المتنقلة من الشجاج الَّتِي تنقل مِنْهَا الْعِظَام، وَمثله عَن أبي
عَمْرو.
وانتقش: أخرج الشوك من رجله، كنقش، وَمِنْه قَول أبي هُرَيْرَة، رَضِي
الله تَعَالَى عَنهُ وشيك فَلَا انتقش وَقد تقدم قَرِيبا. وَقَالَ
اللَّيْث: انتقش على فصه: أَمر النقاش بنقش فصه، أَي سَأَلَهُ أَن ينقش
عَلَيْهِ. وانتقش الْبَعِير: ضرب بخفه. وَفِي الصِّحَاح: بِيَدِهِ
الأَرْض لشَيْء يدْخل فِيهِ، وَفِي الصِّحَاح: فِي رجله، قَالَ:
وَمِنْه قيل: لطمه لطمة المنتقش. وانتقش الشَّيْء: استخرجه، كالشوكة
وَنَحْوهَا. وانتقش الشَّيْء: اخْتَارَهُ، وَهُوَ مجَاز، وَيُقَال
للرجل إِذا تخير لنَفسِهِ خَادِمًا أَو غَيره: انتقش لنَفسِهِ. قَالَه
اللَّيْث، وَنَصّ الْعباب وَيُقَال للرجل إِذْ اتخير لنَفسِهِ شَيْئا
(17/425)
جاد مَا انتقشت هَذَا لنَفسك، وَأنْشد لرجل
ندب لعمل مَا على فرس يُقَال لَهُ: صدام، وَقَالَ اللَّيْث: رج من
الشَّام ولي على كور بعض فَارس:
(وَمَا اتخذتُ صداماً للمكوثِ بهَا ... وَمَا انتقشتكَ إلاّ للوصراتِ)
أَي مَا تخترتك، والوصرات: القبالة، بالدرية. وَقَالَ أَبُو عبيد:
المناقشة: الِاسْتِقْصَاء فِي الْحساب حَتَّى لَا يتْرك مِنْهُ شئ،
قَالَ: وَلَا أَحسب نقش الشَّوْكَة من الرجل إِلَّا من هَذَا، وَهُوَ
استخراجها حَتَّى لَا يتْرك مِنْهَا شئ فِي الْجَسَد، وَالَّذِي نَقله
شَيخنَا عَن أَئِمَّة الِاشْتِقَاق أَن أصل المناقشة هِيَ إِخْرَاج
الشَّوْكَة من الْبدن بصعوبة، ثمَّ صَارَت حَقِيقَة فِي الِاسْتِقْصَاء
فِي الْحساب كصعوبة إِخْرَاج الشَّوْكَة الْمَذْكُور. قلت: وَهَذَا
بعكس مَا قَالَه أَبُو عبيد، فَتَأمل. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي
للحجاج، وَابْن الْأَنْبَارِي لمعاوية، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(إنْ تناقشْ يكنْ نقاشكَ يَا ربِّ ... عذَابا لَا طوقَ لي بعذابِ)
(أَو تجاوزْ فأنتَ ربٌّ عفوٌّ ... عنْ مسيءٍ ذنُوبه كالترابِ)
وَفِي الحَدِيث: من نُوقِشَ الْحساب عذب، أَي من استقصى فِي محاسبته
وحوقق. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: جمع المناقش: المناقيش.
(17/426)
والنقش: النتف بالمنقاش، وَهُوَ كالنتش
سَوَاء. والنقش: الخدش، قَالُوا كَأَن وَجهه نقش بقتادة، أَي خدش،
وَذَلِكَ فِي الْكَرَاهَة والعبوس. والنقاش، بِالْكَسْرِ:)
المناقشة فِي الحِسَابِ، وَقد نَاقَشَه مُنَاقَشَةً ونِقَاشاً، وقَدْ
جاءَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْه. وانْتَقَشَ
مِنْهُ جَمِيعَ حَقِّهِ، وتَنَقَّشَه: أَخَذَه فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ
شَيْئاً، وَهُوَ مَجَازٌ. والنَّقْشُ: الأَثَرُ فِي الأَرْضِ، قَالَ
أَبُو الهَيْثَمِ: كتَبْتُ عَن أَعْرَابِيٍّ: يَذْهَبُ الرَّمادُ
حَتَّى مَا نَرَى لَهُ نَقْشاً، أَي أَثَراً فِي الأَرْضِ. وَمَا
نَقَشَ مِنْهُ شَيْئاً، أَيْ مَا أَصَابَ، والمَعْرُوفُ: مَا نَتَشَ،
كَمَا تَقَدَّمَ. والنَّقِيشَةُ: ماءٌ لِبَنِي الشَّرِيدِ قَالَ
الشاعِرُ: وقَدْ بانَ من وَادِي النَّقِيشَةِ حاجِزُه. ونَقَشَ
الرَّحَى، إِذا نَقَرَهَا، وهُوَ مَجَازٌ، نَقَله الزَّمَخْشَرِيّ.
وبِلاَلُ بنُ حُسَيْنِ بنِ نُقَيْشٍ، كزُبَيْرٍ، عَن عَبْدِ المَلِكِ
بنِ بُشْرانَ. وعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَرْوانَ بنِ نُقَيْشٍ
السّامِرِيّ، عَن الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ. وأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ
بنُ الأَنْجَبِ ابنِ حُسَيْنِ بنِ نُقَيْشٍ البَغْدَادِيّ عَن ابْن
شاتِيل والقَزّازِ، مَاتَ سنة بضعٍ وسَبْعِينَ وخَمْسِمائَةٍ. وعُمَرُ
بنُ عبْدِ اللهِ بن نُقَيْشَةَ، كجُهَيْنَة، سمِع بكَفْرِ بَطْنا، من
ابنِ الكَمَالِ.
(17/427)
ومحمّدُ بنُ عُمَرَ بنِ مَسْعُودٍ
المَوْصِلِيّ يُعْرَفُ بابنِ النَّقَّاشِ، قَالَ ابْن نُقْطَةَ:
صَدُوقٌ.
ن ق ر ش
. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: نَقْرَشَ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ
وصاحِبُ اللِّسَانِ، وَقَالَ الصّاغَانِيُّ: نَقْرَشَ: خَدَشَ،
واسْتَقْصَى، وزَيَّنَ، وحَرَّكَ. قُلْتُ: ونَقْرَاشُ، بالفَتْحِ:
قَرْيَةٌ بالبُحَيْرَةِ مِن أَعْمَالِ مِصْرَ. وقَالَ ابنُ القَطّاع:
النَّقْرَشَةُ: الحِسُّ الخَفِيُّ.
ن ك ش
. نَكَشَ الرَّكِيَّةَ يَنْكُشُها، بالضَّمِّ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ،
ويَنْكِشُهَا، بالكَسْرِ، وَهَذِه اقْتَصَر عَلَيْهَا الجَوْهَرِيُّ
والأَزْهَرِيُّ وابنُ سِيدَه: أَخْرَجَ مَا فِيهَا مِنَ الجَيْئَةِ،
فِي بَعْضِ النُّسَخِ: من الحَمْأَةِ، والطِّينِ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ:
أَيْ نَزَفَهَا، كانْتَكَشَها، وهذِه نَقَلَهَا الصّاغَانِيُّ. ونَكَشَ
الشَّيْءَ: أَفْناهُ، يُقَال: انْتَهَوْا إِلَى عُشْبٍ فنَكَشُوه، أَيْ
أَتَوْا عَلَيْه فأَفْنَوْهُ. ونَكَشَ مِنْهُ: فَزِعَ، هكَذا فِي
النُّسَخ: فَزِعَ، بكَسْرِ الزّاي، والعَيْن مُهْمَلَة، وَهُوَ غَلَطٌ،
وصَوابُه: فَرَغَ، بالراءِ والغَيْنِ، قالَ ابْنُ سِيدَه: النَّكْشُ:
شِبْهُ الأَتْىِ عَلَى الشَّيْءَ والفَرَاغِ مِنْهُ، ونَكَشَ الشَّيْءَ
يَنْكُشُه نَكْشاً: أَتَى عَلَيْه وفَرَغَ مِنْهُ. والمِنْكَشُ،
كمِنْبَرٍ: النَّقَّابُ عَنِ الأُمُورِ، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ.
وبَحْرٌ لَا يُنْكَشُ: لَا يُنْزَفُ وَلَا يَغِيضُ، وهُوَ من نَكَشْتُ
البِئْرَ، إِذا نَزَفْتَها، زادَ الجَوْهَرِيُّ: وعِنْدَهُ شَجَاعَةٌ
لَا تُنْكَشُ. قلتُ: هثوَ قَوْلُ رَجُلٍ من قُرَيْشٍ فِي سَيِّدِنَا
عَلِّي بنِ أَبِي طالِبٍ، كَرّمَ اللهُ تَعالَى وَجْهَه، ورَضِيَ
(17/428)
عَنْه، فاسْتَعَارَه فِي الشَّجَاعَةِ،
أَيْ مَا تُسْتَخْرَجُ وَلَا تُنْزَفُ لأَنها بَعِيدَةُ الغَايَةِ.
ولُمْعَةٌ مَا تُنْكَشُ، أَيْ مَا تُسْتَأْصَلُ، هُوَ من النَّكْشِ
بمَعْنَى الإِفْنَاءِ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: النَّكْشُ: البَحْثُ
فِي الأُمُورِ، والنَّقْبُ عَنْهَا، ورَجُلٌ نَكّاشٌ.
والنَّكَشانُ، مُحَرَّكَةً: شِبْهُ النَّكْشِ. وسَفَطٌ مَنْكُوشٌ:
أُخْرِجَ مَا فِيهِ. والمِنْكَاشُ: المِنْقَاشُ، لُغَيَّةٌ. وهُوَ
مَنْكُوشٌ من المَنَاكِشِ، شُبِّه بهم.
ن ك ر ش
نَكْرَشَ، قد أَهمَلَه الجَمَاعَةُ، والنَّكْرَشَةُ، كالنَّقْرَشَةِ.
والنَّكْرَيشُ، بالفَتْحِ: لَقَبٌ، وظَنِّي أَنَّه مُعَرّبٌ، ومَعْنَاه
حَسَنُ اللِّحْيَةِ.
ن م ش
. النَّمَشُ، مُحَرَّكَةً: نُقَطٌ بِيْضٌ وسُودٌ فِي اللَّوْنِ،
ومِنْهُ ثَوْرٌ نَمِشٌ، أَوْ بُقَعٌ تَقَعُ فِي الجِلْدِ تُخالِفُ
لَوْنَه، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، ورُبَّمَا كانَتْ فِي الخَيْلِ، وأَكْثَرُ
مَا يَكُونُ فِي الشُّقْرِ. وبَيْنَ بُقَع وتَقَعِ جِنَاسٌ مُحَرّف،
وقَدْ نَمِشَ، كفَرِحَ، نَمَشاً، وهُوَ أَنْمَشُ. والنَّمَشُ: خُطُوطُ
النُّقُوشِ من الوَشْيِ وغَيْرِه، ونَمَشَه يَنْمِشُه نَمْشاً: نَقَشَه
ودَبَّجَه قَالَ الشّاعِرُ:
(أَذَاكَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْيِ أَكْرُعُه ... مُسَفَّعُ الخَدِّ عادٍ
ناشِطٌ شَبَبُ)
ونَمِشٌ نَعْتٌ للأَكْرُعِ، أَرادَ أَذاكَ أَمْ ثَوْرٌ نَمِشٌ
أَكْرُعُه. وبَعِيرٌ نَمِشٌ، ككَتِفٍ، إِذا كَانَ فِي خُفِّهِ أَثَرٌ
يَتَبَيَّنُ فِي الأَرْضِ من غَيْرِ أُثْرَةٍ، عَن ابنِ عَبّادٍ،
وَكَذَلِكَ بَعِيرٌ نَهِشٌ.
(17/429)
وسَيْفٌ نَمِشٌ: فِيهِ شُطَبٌ، وَهِي
خُطُوطُ فِرِنْدِه، وَهُوَ مَجَاز. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّمْشُ
بالفَتْحِ: النَّمِيمَةُ، كالإِنْمَاشِ، وقَدْ نَمَشَ بَيْنَهم
وأَنْمَشَ. والنَّمْشُ: السِّرَارُ، عَن اللَّيْثِ كالهَمْشِ، وَقد
نَمَشُوا، أَي أَسَرُّوا. والنَّمْشُ: الالْتِقَاطُ للشيءِ فِي الأَرضِ
كالعَابِثِ بالشَّيْءِ. والنَّمْشُ: الكَذِبُ، وَقد نَمَشَ، مثل فَرَشَ
ووَبَشَ وَهُوَ مَجَازٌ، ويُقَال النَّمْشُ هُوَ التّزْويرُ أَيْضاً،
قَالَ الراجِزُ، وهُوَ أَبو زُرْعَةَ التَّمِيمِيّ:
(قُلْتُ لهَا وأُوْلِعَتْ بالنَّمْشِ ... هَلْ لَكِ يَا خَلِيلَتِي فِي
الطَّفْشِ)
ويُرْوَى: فِي النَّقْشِ. فاسْتَعْمَلَ النَّمْشَ فِي الكَذِبِ
والتَّزْوِيرِ، وفَسَّره الصّاغَانِيُّ بالالْتِقَاطِ. والنَّمْشُ:
أَكْلُ الجَرَادِ مَا عَلَى الأَرْضِ، عَن ابنِ فارِسٍ، وقَدْ نَمَشَ
الأَرْضَ يَنْمُشُها نَمْشاً: أَكَلَ مِنْ كَلَئِهَا وتَرَكَ.
والتَّنْمِيشُ: الإِسْرَارُ، كالنَّمْشِ، وقَدْ نَمَشَ، ونَمَّشَ.
ونَامِشُ كصَاحِب: ة، ببَيْهَقَ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. قُلْتُ:
ونُسِبَ إِلَيْهَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَنْصُورٍ، النّامِشِيُّ
البَيْهَقِي. سَمِعَ أَبَا الحَسَنِ عليَّ بنَ أَحْمَدَ المَدِينِيّ،
ذَكَرَه أَبو سَعْدٍ فِي التَّحْبِيرِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ثَوْرٌ نَمِشٌ، ككَتِفٍ، وَهُوَ الوَحْشِيُّ الَّذِي فِيه نُقَطٌ
وخُطُوطٌ مُخْتَلِفَة. والنَّمَشُ، مُحَرّكَةً: بَيَاضٌ فِي أُصُولِ
الأَظْفَارِ يَذْهَبُ ويَعُودُ. والتَّنْمِيشُ: التَّدْبِيجُ.
والنَّمْشُ، بالفَتْح: الأَثَرُ.
(17/430)
والنَّمْشُ والتَّنْمِيشُ: الخَلْطُ،
وبِهما رُوِىَ مَا أَنْشَدَه أَبُو الهَيْثَمِ، ورَوَاه عَن
المُنْذِرِيُّ: يَا مَنْ لِقَوْمٍ رَأْيُهُمْ خَلْفٌ مُدَنْ) إِن
يَسْمَعُوا عَوْراءَ أَصْغَوْا فِي أَذَنْ ونَمَشُوا فِي مَنْطِقٍ
غَيْرِ حَسَنْ أَيْ خَلَطُوا حَدِيثاً حَسَناً بقَبِيحٍ، وقِيلَ:
أَسَرُّوه، وقَدْ تَقَدَّمَ. وعَنْزٌ نَمْشاءُ: رَقْطاءُ. ورَجُلٌ
مِنْمَشٌ، كمِنْبَرٍ: مُفْسِدٌ، قالَ الشّاعر:
(وَمَا كُنْتُ ذَا نَيْرَبٍ فيهِمُ ... وَلَا مِنْمَشٍ مِنْهُمُ
مُنْمِل)
جَرّ منْمشاً عَلَى تَوَهُّمِ الباءِ فِي قَوْلِهِ ذَا نَيْرَبٍ،
حَتَّى كَأَنَّه قالَ: وَمَا كنتَ بِذِي نَيْرَبٍ وقَدْ تَقَدّمَ فِي
السِّينِ مَا يُخَالِفُه، فانْظُرْهُ.
ن وش
{النَّوْشُ: التّناوُلُ، باليَدِ،} ناشَه {يَنُوشُه} نَوْشاً، قالَ
دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
(فجِئْتُ إِليهِ والرِّمَاحُ {تَنُوشُه ... كوَقْعِ الصَّيَاصِي فِي
النَّسِيجِ المُمَدَّدِ)
أََي} تَنَاوَشُه وتَأْخُذُه. وَقد {نَاشَت الظَّبْيَةُ الأَرَاكَ:
تَنَاوَلَتْهُ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(فمَا أُمُّ خِشْفٍ بالعَلاَيَةِ شادِنٍ ... } تَنُوشُ البَرِيرَ
حَيْثُ طابَ اهْتِصارُهَا)
والنّاقَةُ تَنُوشُ بفِيهَا الحَوْضَ كَذلِكَ، قَالَ غَيْلانُ بنُ
حُرَيْثٍ الرَّبَعِيُّ:
(فَهِيَ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِنْ عَلاَ ... نَوْشاً بهِ تَقْطَعُ
أَجْوازَ الفَلاَ)
(17/431)
أَي تتَنَاوَلُ مَاء الحَوْضَ من فوْق،
وتَشْرَبُ شُرْباً كَثِيراً، وتَقْطَعُ بذلك الشُّرْبِ فَلَواتٍ فَلَا
تَحْتَاجُ إِلَى ماءٍ آخَرَ. وَهَكَذَا أَنشَدَه الجَوْهَرِيُّ
وفَسَّرَه. ونُقِلَ عَن ابنِ السِّكِّيتِ: يُقَال لِلرّجُلِ إِذا
تَنَاوَلَ رَجُلاً ليَأْخُذَ بلِحْيَتِه ورَأْسِه: {ناشَهُ} يَنُوشُه
نَوْشاً. قُلْتُ: ومِنْ هُنَا أُخِذَ {النَّوْشُ بمَعْنَى الشُّرْبِ
فِي الفَارسيّة، وأَصْلُه فِي التّنَاوُلِ مُطْلَقاً. والنَّوْشُ:
الطَّلَبُ، يُقَال:} نُشْتْهُ {نَوْشاً، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
والنَّوْشُ: المَشْيُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ.
والنَّوْشُ: الإِسْرَاعُ فِي النُّهُوضِ، يُقَال:} نَاشَتِ الإِبِلُ
{تَنُوشُ، إِذا أَسْرَعَتِ النُّهُوضَ، قالَ: باتَتْ} تَنُوشُ العَنَقَ
{انْتِياشَا.} والنُّوُوشُ كصَبُورٍ: القَوِيُّ ذُو البَطْشِ،
والهَمْزُ لُغَةٌ فِيه، وَقد تَقَدَّم. وَفِي التَّنْزِيلِ: وأَنَّي
لَهُمُ {التَّناوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ.
التّنَاوُشُ: التَّناوُلُ، أَيْ كَيْفَ لَهُمْ أَنْ يَتَنَاوَلُوا مَا
بَعُدَ عنهُمْ مِنَ الإِيمانِ، وامْتَنَعَ بَعْدَ أَن كَانَ مَبْذُولاً
لَهُمْ مَقْبُولاً مِنْهُم، قالَ الفَرّاء: وأَهْلُ الحِجَازِ تَرَكُوا
هَمْزَ التَّنَاوُشِ، وجَعَلُوه مِن} نُشْتُ الشَّئَ، إِذا
تَنَاوَلْتَهُ، وقَرَأَ حَمْزَةُ والكِسَائِيُّ التّناؤُش بالهَمْزِ،
وقَدْ تَقَدّم، {كالاِنْتِياشِ،} والنَّوْشِ، ومِنْه حَدِيثُ عائِشَةَ
تَصِفُ أَبَاها، رَضِيَ الله تَعَالَى عنهُمَا {فانْتَاشَ الدِّينَ
بِنَعْشِهِ إِيّاه أَيِ اسْتَدْرَكَه وتَنَاوَلَه)
وأَخَذَه مِنْ مَهْواتِه، وقَدْ يُهْمَزُ، كَمَا تَقَدَّمَ.
والتَّنَاوُشُ: الرُّجُوعُ، قَالَهُ ابنُ عَبّادٍ فِي تَفْسِيرِ
الْآيَة.
} وانْتاشَهُ من المَهْلَكَةِ! انْتِياشاً:
(17/432)
أَخْرَجَه مِنْهَا، وقِيل: اسْتَخْرَجَه.
{والمُنَاوَشَةُ: المُنَاوَلَةُ فِي القِتَالِ، وذلِكَ إِذا تَدَانى
الفَرِيقَانِ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.} والمُنَاوَشَةُ: مِثْلُ
المُهَاوَشَةِ، أَي المُقَاتَلَةِ، وأَمّا {التَّنَاوُشُ فهُوَ
تَنَاوُلُ بَعْضِهم بَعْضاً بِالرِّماحِ، وَلم يَتَدَانَوْا كُلَّ
التَّدَانِي.} وتَنَوَّشَ يَدَه بالمِنْدِيلِ، إِذا مَشَّها مِنَ
الغَمَرِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ وابنُ عَبّادٍ.
ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: {نُشْتُ من الطَّعَامِ شَيْئاً:
أَصَبْتُ.} ونُشْتُ الرّجُلَ {نَوْشاً: أَنَلْتُه خَيْراً أَو شَرّاً،
عَن اللَّيْثِ، قَالَ فِي الصّحاحِ:} نُشْتُه خَيْراً: أَنَلْتُه.
{والمُنْتَاشُ: المُسْتَخْرَجُ فِي قَوْلِ ابنِ هَرْمَةَ الشاعِرِ.}
والتَّنْوِيشُ للضِّيَافَةِ: الدَّعْوَةُ لِلوَعْدِ وتَقْدِمَتِه،
وبِهِ فَسَّرَ أَبُو مُوسَى، رَضِيَ اللهُ عَنْه الحَدِيثَ يَقُولُ
اللهُ تَعالَى: يَا مُحَمَّدُ {نَوَّش العُلَمَاءَ اليومَ فِي
ضِيَافَتِي، نَقَلَه ابنُ الأَثِيرِ. والوَصِيَّةُ} نَوْشٌ
بالمَعْرُوفِ، أَيْ يَتَنَاوَلُ المُوصِي المُوصَى لَهُ بشَيْءٍ مِنْ
غَيْرِ أَنْ يُجْحِفَ بمَالِه. {وناشَ بهِ} يَنُوشُ: تَعَلَّقَ بهِ.
{وانْتَاشَهُ من الهَلَكَةِ: أَنْقَذَهُ.} ونَاوَشَ الشَّيْءِ:
خَالَطَه، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. ونَاقَةٌ! مَنُوشَةُ اللَّحْمِ،
إِذا كانَت رَقِيقَتَه، هُنَا ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ، وَقد تَقَدَّمَ
لِلمُصَنِّفِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي الهَمْزِ. ومُحَمَّدُ بنُ
أَحْمَدَ الحَصِيرِيّ
(17/433)
{- النَّوْشِيُّ، بالفَتْح، مِنْ أَهْلِ
مَرْوَ، عَن أَبِي الخَيْرِ مُحَمَّد بنِ أَبي عِمْرَانَ، وعَنْهُ ابْن
السَّمْعانِيّ، مَاتَ سنة، هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ الفَرَضِيِّ. قُلْت:}
نَوْشُ، بالفَتْح، ويُقَالُ أَيْضاً: نَوْجُ، بالجِيم عِوَضاً عَن
الشِّينِ: عِدَّةُ قُرَىً بِمَرْوَ، مِنْهَا نَوْشُ بايَه {ونَوْشُ
كُنَار كَانَ ونَوْش فَرَاهِينان، ونَوْشُ مُخْلَدَان.
وشَيْخُ ابنِ السّمْعَانِيّ نُسِب إِلى الثانِية.} ونَوْشانُ هُوَ
أَبُو مُوسَى عِمْرَانُ بنُ مُوسَى بنِ الحُصَينِ بنِ {نَوْشَانَ
الفَقِيهُ الجبوشانيُّ} - النَّوْشانِيُّ الكاتِبُ بأَسْتُوَا، عَن
إِبراهِيمَ بنِ أَبِي طالِبٍ وغيرِه، مَاتَ سنة.
ن هـ ر ش
. نِهْرشٌ، كزِبْرِجٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وصاحِبُ
اللِّسَانِ، وهُوَ جَدُّ زَيْدِ بنِ ضُبَاثٍ، كغُرَابٍ، جاهِلِيّ
أَحَدُ الرِّقَاعِ، وهُمْ مِنْ بَنِي جُشَم بْنِ بَكْرِ بنِ وائِلِ بن
قاسِطِ بنِ هِنْبِ بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيِّ ابنِ جَدِيلَةَ بنِ
أَسَدِ بنِ رَبِيعَةَ. قُلْتُ: أَوردَه الصّاغَانِيّ فِي ض ب ث
اسْتِطْرَادًا، وذَكَرَ أَخَوَيْه مُنَجَّى بنَ ضُبَاثٍ، وعَطِيَّةَ
بنَ ضُبَاثٍ، والثّلاثَةُ سُمّوا الرِّقَاعَ لأَنَّهُم تلفقوا كَمَا
تَلَفّقُ الرِّقاعُ، وسَيَأْتي فِي ر ق ع إِنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى.
(17/434)
ن هـ ش
. نَهَشَه، كمَنَعَه يَنْهَشُه نَهْشاً: نَهَسَهُ، بالسِّين، وذلِك
إِذا تَنَاوَلَه بفَمِه لِيَعَضَّهُ فيُؤَثِّرَ فِيهِ وَلَا يَجْرَحَه.
ونَهَشَه: لَسَعَه، وقالَ اللَّيْث: النَّهْشُ: دُونَ النَّهْسِ، وهُوَ
تَنَاوُلٌ بالفَمِ إِلاّ أَنَّ النَّهْشَ تَنَاوُلٌ مِنْ بَعِيد،
كنَهْشِ الحَيَّةِ. والكَلْبُ نَهشَه: عَضَّهُ كَنَهَسَه، قَالَ
الأَصْمَعِيُّ: وبِه فَسَّر أَبُو عَمْروٍ قولَ أَبي ذُؤَيْب:
يَنْهَشْنَه ويَذُودُهُنّ ويَحْتَمِي. وقالَ: أَيْ يَعْضَضْنَه. أَو
نَهَشَهُ، إِذا أَخَذَه بأَضْراسِهِ، ونَهَسَه بالسِّينِ: أَخَذَه
بأَطْرَافِ الأَسْنَانِ، نَقَلَه ثَعْلَب. ورَجُلٌ مَنْهُوشٌ:
مَجْهُودٌ مَهْزُولٌ قَالَ رُؤْبَةُ:
(كَمْ مِنْ خَلِيلٍ وأَخٍ مَنْهُوشِ ... مُنْتَعِشِ بفَضْلِكُمْ
مَنْعُوشِ)
وقَدْ نَهَشَه الدَّهْرُ فاحْتَاجَ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، أَيْ
عَضَّه، وَهُوَ مجازٌ. وسُئِلَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ عَن قَوْلِ عَلِيٍّ
رضيَ اللهُ عَنْهُ كانَ النبيُّ، صلَّى الله تَعَالَى عَلَيْه
وسَلَّمَ، مَنْهُوش القَدَمِيْنِ، فقالَ: أَيْ مُعَرَّقهُمَا.
ونُهِشَتْ عَضُداهُ، بالضَّمِّ: دَقَّتَا وقَلّ لَحْمُهما، عَن ابنِ
شُمَيْلٍ. ومِنَ المَجَازِ: رَجُلٌ نَهِشُ اليَدَيْنِ، ككَتِفٍ، وكَذَا
نَهِشُ القَوَائِمِ، أَيْ خَفِيفُهُمَا فِي المَرِّ، قَلِيلُ اللَّحْمِ
عليهِمَا، وكَذَا نَهِشُ المُشَاشِ، قالَ الرّاعِي، يَصِفُ ذِئْباً:
(مُتَوَضِّحَ الأَقْرَابِ فِيهِ شُكْلَةٌ ... نَهِشَ اليَدَيْنِ
تَخالُه مَشْكُولاَ)
(17/435)
وقالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(يَعْدُو بهِ نَهْشُ المُشَاشِ كَأَنَّه ... صَدَعٌ سَلِيمٌ رَجْعُه
لَا يَظْلَعُ)
وَقد تَقَدَّم. والنَّهَاوِشُ: المَظَالِمُ والإِجْحَافَاتُ بالناسِ،
وَبِه فُسِّر الحَدِيثُ من أَصابَ مَالا من نَهَاوِشَ أَذْهَبَه اللهُ
تَعَالَى فِي نَهَابِرَ ويُرْوَى: مَهَاوِش، وَفِي أُخْرَى: تَهَاوِش،
وَفِي رِوَايَة: من اكْتَسَبَ. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هكَذَا يُرْوَى:
نَهَاوِشَ، بالنُّون، وَهِي مِنْ نَهَشَه، إِذا جَهَدَهُ، فَهُو
مَنْهُوشٌ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ فِي تَفْسِيرِ الحَدِيثِ:
كَأَنَّهُ نَهَشَ مِنْ هُنَا وهُنَا، قَالَ ابنُ سِيدَه: ولَمْ
يُفَسِّر نَهَشَ،)
ولكِنّه عِنْدِي: أَخَذَ، وقَالَ ثَعْلَبٌ كَأَنّه أَخَذَهُ من
أَفْوَاهِ الحَيّاتِ، وهُوَ أَنْ يَكْتَسِبَه من غَيْرِ حِلِّهِ، قَالَ
ابنُ الأَثِير: ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ من الهَوْشِ، وَهُوَ الخَلْطُ،
قَالَ: ويُقْضَي بزِيَادَةِ النُّونِ نظِير قَوْلِهم تَباذِيرَ
وتَخَارِيب من التَّبْذِيرِ والخَرَابِ. والمُنْتَهِشَةُ مِنَ
النِّسَاءِ: الخَامِشَةُ وَجْهَهَا فِي المُصِيبَةِ، وَقد لَعَنَهَا
رَسُولُ الله صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم فِي حَدِيثٍ تَقَدَّم
ذِكْرُه. والنَّهْشُ لَهُ: أَنْ تَأْخُذَ لَحْمَهُ بأَظْفَارِهَا،
ومِنْ هَذَا قِيلَ: نَهَشَتْهُ الكِلابُ. وبَعِيرٌ نَهِشٌ، ككَتِفٍ:
نَمِشٌ، عَن ابنِ عبّادٍ، وذلِكَ إِذا كَان فِي خُفِّه أَثَرٌ
يَتَبَيَّنُ فِي الأَرْضِ من غيرِ أُثْرَةٍ. وممّا يُسْتَدْرَك
عَلَيْه: يُقَالُ: إِنَّه لَمَنْهُوشُ الفَخِذَيْنِ، وقَدْ نُهِشَ
نَهْشاً، وانْتَهَشَتْ أَعْضَادُنَا، أَي هُزِلَتْ. والمَنْهُوشُ مِنَ
الرِّجَالِ: القَلِيلُ اللَّحْمِ وإِنْ سَمِنَ، وقِيلَ: هُوَ
الخَفِيفُ، وكَذلِكَ النَّهِشُ، والنَّهْشُ،
(17/436)
والنَّهِيشُ، والمَنْهُوشُ من الأَحْراحِ: القَلِيلُ اللَّحْم.
ن ي ش
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: {نِيشُ، بالكَسْرِ: مَدِينَةٌ بالرُّومِ،
من أَعمالِ أَنْكُورِيَةَ. |