تاج العروس

(فصل الهاءِ مَعَ الصَّاد)

هبص
الهَبَصُ، مُحَرَّكَةً: النَّشَاطُ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، زادَ غيرُه: العَجَلَةُ: وأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ قَوْلَ الرّاجِزِ: مَا زَالَ شَيْبَانُ شَديداً هَبَصُهْ حَتَّى أَتَاهُ قِرْنُهُ فوَهَصُهْ قُلتُ: وَقد تَقَدَّم لَهُ فِي وق ص إِنْشَادُ هذَا الرَّجَزِ، وَفِيه: شَدِيداً وَهَصُهْ، هَكَذَا وُجِدَ بخَطّ أَبِي سَهْلٍ الهَرَوِيّ، كالاهْتِباص، عَن ابنِ عَبّادٍ، أَي فِي مَعْنَى العَجَلَةِ يُقَال: هَبِصَ، كفَرْحَ: مَشَى

(18/211)


عَجِلاً، واهْتَبَصَ، إِذا أَسْرَعَ فِي المَشْيِ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. وهَبِصَ أَيضاً هَبْصاً بالفَتْح، وهَبَصَاً مُحَرَّكَةً، فَهُوَ هَبِصٌ وهابِصٌ: نَشِطَ، ونَزِقَ. وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ قوْلَ الرَّاجِز: فَرَّ وأَعْطَانِي رِشَاءً مَلِصَا كذَنَبِ الذِّئْبِ يُعَدِّي الهَبَصَا هَكَذَا ضَبَطَهُ. قَالَ الصّاغَانِيُّ: والصَّواب الهَبَصَى، كجَمَزَى، كَمَا سَيَأْتِي. هَبِصَ الكَلْبُ يَهْيَصُ هَبَصاً: حَرَصَ عَلَى الصَّيْدِ وقَلَقَ نَحْوَهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: قَفَزَ، أَو نَزَا، والمَعْنيَانِ مُتَقَارِبَانِ. من ذَلِك هَبِصَ الرَّجُلُ عَلَى الشَّيْءِ يَأْكُلُه فقَلِقَ لِذلِكَ، والاسْمُ الهَبَصَى، كجَمَزَى. يُقَالُ: هُوَ يَعْدُو الهَبَصَى، وهِيَ مِشْيَةٌ سَرِيعَةٌ ن ومِنْه قولُ الرّاجِزِ الّذِي تَقَدّم. ويُعَدِّي بمَعْنَى يَعْدُو. وانْهبَصَ لِلضَّحِكِ، واهْتَبَصَ: بالَغَ فِيهِ، عَن ابْن عَبّادٍ. ونَصُّ التَّكْمِلَة: هَبَصَ بالضَّحِك واهْتبَصَ: ضَحِكَ ضَحِكاً شَدِيداً.
هرص
الهَرَصُ، مُحَرَّكَةً، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: هُوَ الدُّودُ، والدُّوَادُ، قَالَ: وبِه كُنِي الرَّجلُ أَبا دُوَادٍ. قَالَ أَيْضاً: الهَرَصُ: الحَصَفُ فِي البَدَنِ، وَقد هَرِصَ، كفَرِحَ، إِذا حَصِبَ جِلْدُه. وهَرَّصَ تَهْرِيصاً: اشتَعَلَ بَدَنُهُ حَصَفاً، وَهُوَ شَيْءٌ يَطْلُعُ على بَدَنِ الإِنْسَانِ من الحَرِّ، أَو هَذِه بالضَّادِ، كَمَا ضَبَطَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، وسيأْتي. والهَرِيصَةُ، كسَفِينَةٍ: مُسْتَنْقَعُ المَاءِ، نَقله الصَّاغَانِيّ عَن ابْن عَبّاد.

(18/212)


هرنص
الهِرْنِصَانَةُ بالكَسْر وسُكُونِ الرَّاءِ، وكَسْرِ النُّون أَيضاً، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هِيَ دُودَةٌ، وَقَالَ غيْرُهُ: تُسَمَّى السُّرْفَةَ، والهَرْنَصَةُ: مَشيُهَا، هكَذا أَوْرَدَهُ الأَزْهَرِيُّ فِي رُبَاعِيّ التَّهْذِيب، وَمِنْهُم مَنْ جَعَلَ النُّونَ زائِدَةً وذَكَرَهُ فِي الَّتِي تَقَدَّمَت. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
هرنقص
الهَرَنْقَصُ، كسَفَرْجَلٍ: القَصِيرُ. هُنَا أَوْرَدَه صاحبُ اللِّسَان، وَقد أَهمله الجَمَاعَةُ، وسيأْتي للمُصَنِّف قَرِيباً بالَّلامِ بَدَل الرَّاءِ، وَقد وُجِدَ فِي الجَمْهَرَةِ بالرَّاءِ.
هصص
{هَصَّهُ} يَهُصُّهُ {هَصَّاً: وَطِئَهُ فشَدَخَهُ كوَهَصَهُ، فَهُوَ} هَصِيصٌ {ومَهْصُوصٌ.} وهُصَيْصٌ، كزُبَيْرٍ: أَبو بَطْنِ من قُرَيْشٍ، وَهُوَ ابنُ كَعْبِ بنِ لُؤَيّ بْنِ غَالِبٍ أَخُو مُرَّةَبنِ كَعْبٍ: الجَدِّ السّابِعِ لِسَيِّدِنا مُحَمَّدٍ رَسُول الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّمَ، وأُمُّهما مُخْتَبِئَةُ كَذَا فِي النُّسَخ. وَفِي العُبَاب: مَخْشِيَّة.
وَفِي المُقَدِّمَةِ الفَاضِلِيّة. وَحْشِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَانَ الفِهْرِيّة. قلتُ: وشَيْبَانُ هَذَا هُوَ ابْنُ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، فهِيَ أُخْتُ حَبِيبِ بْنِ شَيْبَانَ، الَّذِي هُوَ جَدٌّ لِضرارِ بْنِ الخَطّاب بْنِ مِرْدَاسِ بنِ كَبِيرِ بن عَمْرِو بْنِ حَبِيبِ القَائل:
(ونَحْنُ بَنُو الحَرْبِ العَوَانِ نَشُبُّهَا ... وبالحَرْبِ سُمّينا فنَحْنُ مُحَارِبُ)
فإِذاً جَمِيعُ وَلَدِ مُرَّةَ {وهُصَيْصٍ وَلَدَهُمْ فِهْرٌ مَرَّتيْنِ.} والهَصْهَاصُ: البَرَّاقُ العَيْنيْنِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.

(18/213)


وكهُدْهُدٍ وحُلاَحِلٍ: القَوِيُّ مِنَ النَّاس، عَن ابْن عَبَّادٍ. الشَّدِيدُ من الأُسُودِ، كالقُصَاقِص، عَن الفَرَّاءِ. {وهَصَّانُ بْنُ كاهِلٍ، بالفَتْح: مُحَدِّث، والمُحَدِّثُون يَكْسِرُونَه، كَذَا قَالَه الصَّاغَانِيّ، وهم أَعْلَمُ بِهِ. و} هَصَّانُ لَقَبُ عامِرِ بْنِ كَعْب بن أَبِي بَكْرِ بنِ كِلابٍ، أَبُو بَطْن، وضَبَطه غيْرُ وَاحدٍ بكَسْرِ الهَاءِ. قَالَ ابْن سَيّده: وَلَا يكون من هـ ص ن لأَنّ ذَلِك فِي الْكَلَام غير مَعْرُوف. {وهَصِيصُ النَّارِ: بَصِيصُها. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: زَخِيخُ النَّارِ، بَرِيقها،} وهَصِيصُهَا: تَلأْلُؤُها. وَحكى عَن أَبي ثَرْوَانَ أَنَّه قَال: ضِفْنَا فُلاناً فلمّا طَعِمْنَا أَتَوْنَا بالمَقَاطِرِ فيهَا الجَحِيمُ {يَهِصُّ زَخِيخُهَا، فأُلقِي عَلَيْهَا المَنْدَلُ، أَي يَتَلأْلأُ بَرِيقُهَا والمَقَاطِرُ، المَجَامِرُ.
والجَحِيمُ: الجَمْر.} وهَصَّصَ الرَّجُلُ {تَهْصِيصاً، إِذا بَرَّقَ عَيْنَيْه، وَمِنْه} الهَصْهَاصُ الَّذِي تَقَدَّم. {والهَاصَّةُ: عَيْنُ الفِيلِ خَاصَّةً، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ. وَقَالَ ابنُ فارِس: وَمَا أَدْرِي صِحَّتَهُ.} والمُهَصْهِصَةُ: عَيْنُ اللُّصُوصِ باللِّيْلِ خاصَّةً، هكَذا نَقَلَه الصّاغَانِيّ، وعَبَّرَ عَن المُفْرَدِ بالجَمْع كيُوَلُّونَ الدُّبُرَ قَالَه شيْخُنَا. {وهَصْهَصَهُ: غَمَزَهُ شَدِيداً، كهَصَّهُ، عَن ابْنِ فارِس.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} الهَصُّ: الصُّلْبُ من كُلِّ شَيْءٍ {والهَصُّ: شِدَّةُ القَبْضِ بالأَصَابِع، كَمَا فِي الرَّوْضِ نَقْلاً عَن العَيْن. قَالَ: وَمِنْه} هُصَيصٌ. قُلْتُ: وَكَذَا {هَصَّانُ.} والهَصُّ: الدَّقُّ والكَسْرُ، نَقله الصّاغَانِيّ.! والهُصْهُصُ، كهُدْهُدٍ: الذِّئْبُ، نَقله الصّاغَانِيّ.

(18/214)


وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ أَيضاً:
هقص
الهَقْصُ، بالفَتْح، أَهْمَلَه المُصَنِّفُ والجَوْهَرِيّ، وَفِي اللِّسَان: ثَمَرُ نَبَاتٍ يُؤْكَلُ، وضَبَطَه الصَّاغَانِيُّ بالتَّحْرِيك وَقَالَ حَمْلُ نَبْتٍ.
هلنقص
الهَلَنْقَصُ، كغَضَنْفَر، أَهمله الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ القَصِيرُ، وذَكَرَه صاحِبُ اللِّسَان بالرَّاءِ، وَهَكَذَا هُوَ فِي الجَمْهَرَة وَقد تَقدَّم.
همص
هَمَصَ لَحْمَهُ يَهْمصُه هَمْصاً، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ الخَارْزَنْجِيّ: أَي أَكَلَهُ. هَمَصَ فُلاناً: إِذا صَرَعَه وعَلاَهُ، وقِيلَ: هَمَصَهُ، إِذا قَتَلَهُ، كاهْتَمَصَهُ، فِي الكُلّ، عَن الخَارْزَنْجِيّ. وَرَجُلٌ مَهْمُوصُ الفُؤَادِ، أَي مَضْغُوثُه، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ أَيضاً. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الهَمَصَةُ: هَنَةٌ تَبْقَى من الدَّبَرة فِي غَابِرِ البَعِيرِ، أَوردَهُ صاحِبُ اللِّسَان. هَكَذَا فِي هذِه المادَّةِ وَلم يَزِدْ على ذلِكَ.
هندلص
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الهَنْدَلِيصُ، بالفَتْح: الكَثِيرُ الكَلامِ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، قَالَ: وليْسَ بثَبْتٍ. وَقد أَهْمَلَه الجَماعةُ، وأَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسَان.
هنبص
الهِنْبِصُ بالكَسْر، أَهمله الجَوْهَرِيُّ. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: هُو الضَّعِيفُ الحَقِيرُ الرَّدِيءُ، كَمَا فِي العُبَابِ. الهُنْبُص، كقُنْفُذٍ: العَظِيمُ البَطْنِ، هُنَا ذَكَرَه ابنُ عَبّادٍ، وَهُوَ بالضَّاد كَمَا سيأْتي.

(18/215)


فِي رباعيّ التَّهْذِيب عَن أَبي عَمْرٍ و: الهَنْبَصَةُ: الضَّحِكُ العَالِي. ويُقَالُ: هُوَ أَخْفَى الضَّحِكِ، كَمَا نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ، وَقد هَنْبَصَ الرَّجُلُ. وقيلَ: إِنّ النُّونَ زَائِدَةٌ، وهُوَ من هَبَصَ الرَّجُلُ بالضَّحِكِ: إِذا بَالَغَ فِيهِ، كَمَا تَقَدَّم، وسيأْتِي أَيْضاً فِي الضَّادِ
هيص
{الهَيْصُ، أَهمله الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ، هُوَ العُنْفُ بالشَّيْءِ، قَالَ: و} الهَيْصُ: دَقُّ العُنُقِ كالهَوْصِ. قَالَ أَبو عَمْرٍ و: الهَيْصُ من الطَّيْر: سَلْحُهُ، أَي ذَرْقُه، قَد هَاصَ {يَهِيصُ، إِذا رَمَى بِهِ، والضَّاد لُغَة،} والمَهَايِصُ: مَسَالِحُها ومَوَاقِعُهَا، والضَّادُ لُغَةٌ. الوَاحِدُ {مَهْيَصٌ، كمَقْعَدٍ. قَالَ ابنُ بَرّيّ: وأَنشدَ أَبُو عَمْرو للأَخيَلِ الطَّائِيّ: كأَنَّ مَتْنَيْهِ من النَّفِيِّ} مَهَايِصُ الطَّيْرِ عليَ الصُّفِيِّ قَالَ شيخُنا: الطَّير استُعْمِل مصْدَراً ووَاحِداً وجَمْعاً، فلِذلِكَ اعْتَبَرَ أَوَّلاً إِفرادَهُ فأَعَاد عَلَيْهِ الضَّمِيرَ مُذَكَّراً فَقَالَ: سَلْحُهُ، ثمّ اعْتَبَرَ أَنَّه جَمْعٌ فَأَعَادَ عَلَيْهِ الضمِيرَ مُؤَنَّثاً فِي مَسَالِحِهَا، وَهُوَ ظَاهِرٌ، وإِنْ تَوَقَّف فِيهِ بَعْضُ المُحَشِّين فَلَا يُلْتَفَتُ إِليهم.