تاج العروس

(فصل الدَّال مَعَ الضَّاد)

دأَض
} الدَّأَض، مُحَرَّكَةً، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ واللَّيْثُ. وَقَالَ البَاهِلِيُّ: هُوَ السِّمَنُ والامْتِلاءُ، وأَنْشَد فِي المَعَانِي: وَقَدْ فَدَى أَعْنَاقَهُنّ المَحْضُ! والدَّأْضُ حَتَّى لَا يَكُونَ غَرْضُ قَالَ: الدَّأْضُ والدَّأَص، بالضَّاد والصّاد: أَنْ لاَ يَكُون

(18/325)


َ فِي الجُلُودِ نُقْصانٌ. وَقد {دئِضَ} يَدْأَض! دَأَضاً، ودَئِصَ يَدْأَص دَأَصاً. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ورَوَاه أَبُو زَيْد: والدَّأْظُ حَتَّى لَا يَكُونَ غَرْضُ قَالَ: وكَذلِكَ أَقْرَأْنِيه المُنْذِرِيُّ عَن أَبِي الهَيْثَمِ. وسَيُذْكَر فِي مَوْضِعه. ومَعْنَى البَيْت، أَي فَدَاهُنَّ أَلْبَانُهُنّ من أَنْ يُنْحَرْنَ. قَالَ: والغَرْض: أَنْ يَكُونَ فِي جُلُودِهَا نُقْصَانٌ. وَقد أَنْشَدَه الجَوْهَرِيّ فِي غ ر ض كَمَا سَيَأْتِي.
دحض
دَحَضَ برِجْلِهِ، كمَنَعَ: فَحَصَ بِهَا، وكذلِكَ دَحَضَ، بالصّادِ، قَالَ أَبو سَعِيد. وبِهِمَا رُوِيَ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ لِعَمْرِو بنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا حِينَ ذُكِرُ لَهُ مَا رَوَاهُ ابنُهُ عَنْهُ، من قَوْلِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لِعَمَّارٍ رَضِيَ الله عَنهُ: تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ لَا تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ تَدْحَضُ بهَا فِي بَوْلك، أَنَحْن قَتَلْنَاه إِنَّمَا قَتَلَهُ الَّذِي جَاءَ بهِ. دَحَضَ عَن الأَمْرِ: بَحَثَ عَنْه، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ. دَحَضَت رَجْلُه تَدْحَض دَحْضاً ودُحُوضاً: زَلَقَتْ، وَقد دَحَضَها وأَدْحَضَها: أَزْلَقَها. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ مَذْحِجٍ: نُجَبَاءُ غَيْرُ دُحَّضِ الأَقْدَامِ والدُّحَّضُ: جَمْعُ دَاحِض، وهُمُ الَّذِين لَا ثَبَاتَ لَهُم وَلَا عَزِيمَةَ فِي الأُمُورِ. من المَجَاز: دَحَضَتِ الشَّمْسُ عَن كَبِدِ السَّمَاءِ، تَدْحَضُ دَحْضاً: ودُحُوضاً: زَالَتْ إِلى جِهَةِ المَغْرِب، كأَنَّهَا دَحَضَتْ، أَي زَلِقَتْ. من المَجَازِ: دَحَضَتْ الحُجَّةُ دُحُوضاً: بَطَلَت. قَالَ الله تَعَالَى: حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ. أَي بَاطِلَةٌ. ونَقَلَ ابنُ دُرَيْدٍ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: أَي مَدْحُوضَةٌ.

(18/326)


وأَدْحَضْتُهَا، أَيْ أَبْطَلْتُهَا دَفَعْتُهَا. وَمِنْه قولُه تعالَى: لِيَدْحضُوا بِهِ الحَقَّ، أَيْ لِيَدْفَعُوا بِهِ. ودُحَيْضَةُ، كجُهَيْنَةَ: مَاءٌ لِبَنِي تَمِيمٍ. قَالَ الأَعْشَى:
(أَتَنْسَيْنَ أَيَّاماً لَنَا بدُحَيْضَةٍ ... وأَيَّامَنَا بَيْنَ البَدِيِّ فثَهْمَدِ)
ومَكَانٌ دَحْضٌ، بالفَتْح، ويُحَرَّكُ، ودَحُوضٌ، كصَبُور، الأَخِيرُ مِنَ العُبَاب، والأَوَّلان من الصّحاح: زَلِقٌ. أَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ فِي شَاهِد التَّحْرِيك قولَ الرّاجِز يَصِفُ نَاقَتَهُ: قد تَرْدُ النِّهْيَ تنَزَّى عُوَمُهْ فتَسْتَبِيحُ ماءَهُ فتَلْهَمُهْ حَتَّى يَعُودَ دَحَضاً تَشَمَّمُهْ العُوَمُ: جَمْع عُومَةٍ لِدُوَيْبّة تَغُوص فِي الماءِ، كأَنَّهَا فَصٌّ أَسْوَدُ. وأَنْشَدَ فِي العُبَاب مِنْ شَاهدِ التَّسْكِين قَوْلَ طَرفَة:
(أَبَا مُنْذِرٍ رُمْتَ الوَفَاءَ فهِبْتَهُ ... وحِدْتَ كَمَا حادَ البَعِيرُ عَن الدَّحْضِ)
ج دِحَاضٌ، كجَبَلٍ وجِبَالٍ. قَالَ رُؤْبَةُ يَمْدَحُ بِلالَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيّ: فأَنْتَ يَا ابْنَ القَاضِيَيْن قَاضِي مُعْتَزِمٌ على الطَّرِيقِ الماضِي بثَابِتِ النَّعْلِ على الدِّحَاضِ) جَعَلَه ابنَ القَاضِيَيْن، لأَنَّ أَبَاه كَانَ قَاضِياً، وجَدَّه قَضَى يَوْمَ الحَكَمَيْن، وبِلالٌ أَيْضاً كَانَ قاضِياً. والمَدْحَضَةُ: المَزَلَّة، وَقد جَاءَ فِي حَدِيث الصِّراط. يُقَالُ:

(18/327)


مَكَانٌ مَدْحَضَةٌ، إِذا كَانَ لَا تَثْبُت علَيْه الأَقْدَامُ. دَحُوضٌ، كَصَبُورٍ: ع، بالحِجَاز قَالَ سَلْمَى بنُ المُقْعَد:
(فيَوْماً بأَذْنَابِ الدَّحُوضِ ومَرَّةً ... أُنَسِّئُهَا فِي رَهْوِهِ والسَّوَائِلِ)
أُنسِّئُهَا، أَي أَسُوقُهَا. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: دَحَضَهُ وأَدْحَضَهُ: أَزْلَقَهُ. وَفِي صِفَةِ المَطَرِ: فدَحَضَت التِّلاَعَ، أَي صَيَّرَتْهَا مَزْلَقَةً. والدَّحْضُ: الدَّفْعُ كالإِدْحاض: والمَاءُ الَّذِي يَكُون عَنْه الزَّلَقُ، والجَمْع الأَدْحَاض. يُقَال: وَقَعُوا على الأَدْحَاضِ. ومَزَلَّةٌ مِدْحَاضٌ: يُدْحَضُ فِيهَا كَثِيراً، والجَمْع مَدَاحِضُ.
دحرض
دُحْرُضٌ، بالضَّمِّ، ووَسِيعٌ: ماءَانِ عَظِيمَان وَراءَ الدَّهْنَاءِ لِبَنِي مالِك بنِ سَعْدٍ. فدُحْرُضٌ لآلِ الزِّبْرِقانِ بْنِ بَدْرٍ، ووَسِيعٌ لبَنِي أَنْفِ النَّاقَةِ. وثَنَّاهُمَا عَنْتَرَةُ بن شَدّاد العَبْسِيّ بلَفْظِ الوَاحِدِ، كَمَا يُقَال: القَمَرَانِ، وَهُوَ القَولُ الأَخِير للجَوْهَرِيّ. وصَوَّبَهُ ابنُ بَرِّيّ، وحَكَى عَن أَبِي مُحَمَّد الأَعْرَابِيّ المَعْرُوف بالأَسْوَدِ مَا ذَكَرْنَاه، فَقَالَ:
(شَرِبَتْ بمَاءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ ... زَوْرَاءَ تَنْفِرُ عَن حِيَاضِ الدَّيْلَمِ)
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَسْوَد: حِيَاضُ الدَّيْلَمِ هِيَ حِيَاضُ الدَّيْلَمِ بنِ بَاسِلٌ بنِ ضَبَّةَ، وذلِكَ أَنَّه لَمّا سارَ بَاسِلٌ إِلى العراقِ وأَرْضِ فارِسَ استَخْلَفَ ابْنَه على أَرْضِ الحِجَاز، فقَامَ بأَمْرِ أَبِيهِ، وحَمَى الأَحْمَاءَ وحَوَّضَ الحِيَاضَ، فلَمَّا بَلَغَه أَنَّ أَباهُ قد أَوْغَلَ فِي أَرْضِ فارِسَ أَقْبَلَ بمَنْ

(18/328)


أَطاعَه إِلى أَبِيهِ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْه بأَدْنَى جِبَالِ جَيْلاَن. ولمّا سَارَ الدَّيْلَمُ إِلى أَبِيه أَوْحَشَتْ دِيَارُه وتَعَفَّتْ آثارُه فَقَالَ عَنْتَرةُ البيتَ يَذْكُر ذلِكَ.
دخض
الدَّخْضُ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ اللّيْث: هُوَ سُلاَحُ السِّبَاعِ، وَقد يَغْلبُ على سُلاَحِ الأَسَدِ. قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: الدَّخْص: سُلاَحُ الصِّبْيَانِ، كَمَا فِي العُبَاب. وقَد دَخَضَ الأَسدُ، كمَنَع، دَخْضاً.
والدُّخَاضُ: الاسْمُ مِنْه.
دضض
{دَضَّ أَهمله الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: دَصَّ} ودَضَّ، إِذا خَدَمَ سائِساً. نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ فِي كِتَابَيْه.
دفض
دَفَضَ يَدْفِضُ، أَهمله الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ العَزِيزيّ: أَيْ شَدَخَ وكَسَرَ، كَمَا فِي العُبَاب، ونَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَان عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، وَقَالَ: يَمَانِيَةٌ، وَقَالَ: وأَحْسَبُهُم يَسْتَعْملُونَهَا فِي لِحَاءِ الشَّجَرِ إِذَا دُقَّ بَيْنَ حَجَرَيْنِ.
دكض
واسْتَدْرَكَ صاحِبُ اللّسَغان هُنَا مَادَّة د ك ض وَقَالَ: الدَّكِيضَضُ: نَهْرٌ بِلُغةِ الهِنْدِ، وَهُوَ غَلَطٌ، وَالصَّوَاب مَا قَدَّمْنَاه فِي دكص عَن ابْن عَبَّادٍ مَعَ اخْتِلافٍ فِيهِ، فانْظُرهُ.
دهض
أَدْهَضَتِ النَّاقَةُ، أهمله الجَوْهَرِيّ وصاحِبُ اللّسَانِ. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: هُوَ مِثْلُ أَجْهَضَتْ، إِذا أَلْقَت وَلَدَهَا لِغَيْر تَمَامٍ.
ديض
مِشْيَةٌ! دِيِضَّى كجِيِضَّى، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللّسَان. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: هِيَ مِشْيَةٌ فِيهَا اخْتِيَالٌ، زِنَةً ومَعْنىً، كَمَا فِي العُبَابِ.

(18/329)