تاج العروس

(فصل الضَّاد الْمُعْجَمَة مَعَ الطاءِ)

ض أَط
{ضَئِطَ، كفَرِحَ،} ضَأْطاً، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ هُنا، وقالَ أَبُو زَيْدٍ: أَي حَرَّكَ مَنْكِبَهُ وجَسَدَهُ فِي مَشْيِهِ، لُغَةٌ فِي ضَاطَ ضَيْطاً، وَقد ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ هُناك، وسَيَأْتِي.
ض ب ط
ضَبَطَهُ يَضْبُطه ضَبْطاً وضَبَاطَةً، بالفَتْحِ: حَفِظَهُ بالحَزْمِ، فَهُوَ ضَابِطٌ، أَي حازِمٌ. وقالَ اللَّيْثُ: ضَبْطُ الشَّيْءِ: لُزُومُه لَا يُفارِقُه، يُقَالُ ذلِكَ فِي كلِّ شيءٍ. وضَبْطُ الشَّيْءِ: حِفْظُه بالحَزْم. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ضَبَطَ الرَّجُلُ الشَّيءَ يَضْبُطُه ضَبْطاً، إِذا أَخَذَه أَخْذاً شَديداً، ورَجُلٌ ضَابِطٌ وضَبَنْطَى.

(19/439)


وقالَ غيرُه: جَمَلٌ ضَابِطٌ وضَبَنْطَى أَيْضاً كِلاهُما أَي قَوِيٌّ شَديدُ البَطْشِ والقُوَّةِ والجِسْمِ، وقالَ أُسامَةُ الهُذَلِيّ:
(وَمَا أَنا والسَّيْرَ فِي مَتْلَفٍ ... يُبَرِّحُ بالذَّكَرِ الضَابِطِ)
ورَجُلٌ أَضْبَطُ: يعمَلُ بيَدَيْه جَميعاً، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَعْلَمُ لَهُ فِعْلاً يَتَصَرَّفُ مِنْهُ، وَفِي الصّحاح: يَعْمَلُ بكِلْتَا يَدَيْه، تَقُول مِنْهُ: ضَبِطَ الرَّجُلُ، بالكَسْرِ، يَضْبَطُ، وَهِي ضَبْطَاءُ، وَفِي الحَدِيث: سُئِلَ النَّبِيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم عَن الأَضْبَطِ فَقَالَ: الَّذي يَعْمَلَ بيَسارِه كَمَا يَعْمَلُ بيَمينِهِ وكَذلِكَ كلُّ عاملٍ يَعْمَلُ بيَدَيْه جَميعاً، نَقَلَهُ أَبُو عُبَيْدٍ، وَهُوَ الَّذي يُقَالُ لَهُ: أُعْسَرُ يَسَرٌ.
وكانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه أَضْبَطَ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. ويُقَالُ: تَأَبَّطَه ثمَّ تَضَبَّطَه، أَي أَخَذَه عَلَى حَبْسٍ وقَهْرٍ، ومِنْهُ حَديثُ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه: سافَرَ ناسٌ من الأَنْصارِ، فأَرْمَلُوا، فمَرُّوا بحَيٍّ من العَرَبِ، فسَأَلُوهُم القِرَى فَلم يقْرُوهُم، وسَأَلوهم الشِّرَاءَ فَلم يَبِيعُوهم، فأَصَابُوا مِنْهُم وتَضَبَّطُوا. وتَضَبَّطَتِ الضَّأْنُ: نالَتْ شَيْئا من الكَلإِ، تَقول العَرَبُ: إِذا تَضَبَّطَتِ الضَّأْنُ شَبِعَتِ الإِبِلُ، قالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: وذلِكَ أَنَّ الضَّأْنَ يُقَالُ لَهَا: الإِبِلُ الصُّغْرَى لأَنَّها أَكْثَرُ أَكْلاً من المِعْزَى، والمِعْزَى أَلْطَفُ أَحْناكاً، وأَحْسَنُ إِراغَةً، وأَزْهَدُ زُهْداً مِنْهَا، فَإِذا شَبِعَتِ الضَّأْنُ فَقَدْ أَحْيَا النَّاسُ لكَثْرَةِ العُشْبِ. أَو معنى تَضَبَّطَتْ، أَي أَسْرَعَتْ فِي المَرْعَى وقَوِيَتْ وسَمِنَتْ. وَفِي المَثَلِ: هُوَ أَضْبَطُ من ذَرَّةٍ، وذلِكَ لأَنَّها تَجُرُّ مَا هُوَ عَلَى أَضْعافِها، وربَّما سَقَطَا من مَكانٍ شاهِقٍ مُرْتَفِعٍ فَلَا تُرْسِلُه.

(19/440)


ويُقَالُ: أَضْبَطُ من عائشَةَ بنِ عَثْمٍ من بَني عَبْشَمْسِ بن سَعْدٍ وذلِكَ أَنَّه سَقَى إِبِلَهُ يَوْمًا وَقد أَنْزَلَ أَخاهُ فِي الرَّكِيَّةِ للمَيْح فازْدَحَمَتِ الإبلُ فَهَوَتْ بَكْرَةٌ مِنْهَا عَلَى البِئْرِ، فأَخَذَ بذَنَبِها، وصاحَ بِهِ أَخوه: يَا أَخي المَوْتَ، قالَ ذلِكَ إِلَى ذَنَبِ البَكْرَةِ، يريدُ أَنَّهُ إِنْ انْقَطَعَ ذَنَبُها وَقَعَتْ. ثمَّ أجْتَذَبَها فأَخْرَجَهَا. قالَ الصَّاغَانِيّ: هَذِه رِوايَةُ حَمْزَةَ وأَبي النَّدَى، وقالَ المُنْذِرِيُّ: هُوَ عابِسَةُ، من العُبُوسِ. وَلم يَذْكُرْ عائِشَةَ بنَ عَثْمٍ ابنُ الكَلْبِيِّ فِي جُمْهَرَةِ نَسَبِ عَبْشَمْسِ بن سَعْدِ بن زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَميمٍ. قُلْتُ: وراجعتُ فِي أَنْسابِ أَبي عُبَيْدٍ فَلم يَذْكُرْهُ فِي بَني) عَبْشَمْسٍ أَيْضاً. وَمن المَجَازِ: ضُبِطَت الأَرْضُ، بالضَّمِّ، إِذا مُطِرَتْ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. وَفِي الأَسَاسِ: بَلَدٌ مَضْبُوطٌ مَطَراً، أَي معمومٌ بالمَطَرِ. وَفِي العُبَاب: أَرضٌ مَضْبُوطَةٌ: عَمَّها المَطَرُ.
والأَضْبَطُ: الأَسَدُ يَعْمَلُ بيَسَارِه كعَمَلِهِ بيَمِينِه، قَالَتْ مؤبِّنَةُ رَوْحِ ابنِ زِنْبَاعٍ فِي نَوْحِها. وَفِي العُبَاب: قالَ الأَصْمَعِيّ: أَخْبَرَني مَن حَضَرَ جَنازَةَ رَوْحِ بنِ حاتمٍ وباكِيَةٌ تقولُ:
(أَسَدٌ أَضْبَطُ يَمْشِي ... بَيْنَ طَرْفَاءٍ وغِيلِ)

(لُبْسُه من نَسْجِ دَاوُو ... دَ كضَحْضَاحِ المَسِيلِ)
وقالَ الكُمَيْتُ:
(هُوَ الأَضْبَطُ الهَوَّاسُ فِينَا شَجَاعَةً ... وفِيمَنْ يُعَادِيهِ الهِجَفُّ المُثَقَّلُ)
وقِيل: إنَّما وُصِفَ الأَسَدُ بذلك لأَنَّه يأْخُذُ الفَريسَةَ أَخْذاً شَديداً،

(19/441)


ويَضْبُطَها فَلَا تَكادُ تُفْلِتُ مِنْهُ، كالضَّابِط، وُصِفَ بِهِ لما تَقَدَّم. والأَضْبَطُ بنُ قُرَيْع بن عَوْفِ بنِ كَعْب بنِ سَعد بنِ زَيْد مَنَاةَ بن تَمِيمٍ: شاعرٌ، مَعْروفٌ مَشْهُورٌ. وبَنو تَميمٍ يَزْعَمونَ أَنَّهُ أَوَّلُ من رَأَس فيهم. قُلْتُ: وَهُوَ أَخو جَعْفَرٍ أَنْفِ النَّاقَةِ. والأَضْبَطُ بنُ كِلاَب بن رَبيعَةَ، واسمُ الأَضْبَطِ كَعْبٌ. وبَنو الأَضْبَطِ: بَطْنٌ من بَني كِلاٍ، هُوَ هَذَا الأَضْبَطُ الَّذي ذَكَرَهُ. ورَبيعَةُ بنُ الأَضْبَطِ الأَشْجَعِيُّ كانَ من الأَشِدَّاءِ عَلَى الأُسَراءِ، قالَ ابنُ هَرْمَةَ يَصِفُ الوَتِدَ:
(هَزَمَ الوَلاَئِدُ رَأْسَهُ فكأَنَّما ... يَشْكُو إِسارَ رَبيعَةَ بنِ الأَضْبَطِ)
والضَّبْطَةِ: لُعْبَةٌ لهُم، وَهِي المَسَّةُ أَيْضاً، والطَّريدَةُ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الضَّبْطُ: حَبْسُ الشَّيْءِ وَقد ضَبَطَ عَلَيْهِ. وضَبِطَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ، عَن الجَوْهَرِيّ. ولَبُؤَةٌ ضَبْطَاءُ، وناقَةٌ ضَبْطَاءُ، وَمن الأَوَّلِ قَوْلُ الجُمَيْحِ الأَسَدِيِّ:
(أَمَّا إِذا حَرَدَتْ حَرْدِي فمُجْرِيَةٌ ... ضَبْطَاءُ تَمْنَعُ غِيلاً غَيْرَ مَقْرُوبِ)
أَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ هَكَذا، وشَبَّه المرأَةَ باللَّبُؤَةِ الضَّبْطَاءِ نَزَقاً وخِفَّةً. وَمن الثَّاني قَوْلُ مَعْنِ بن أَوْسٍ يَصِفُ ناقَةً:
(عُذَافِرَة ضَبْطَاء تَخْدِي كأَنَّها ... فَنِيقٌ غَدَا يَحْمِي السَّوَامَ السَّوَارِحَا)
وضَبَطَه وَجَعٌ: أَخَذَه، وهُو مَجَازٌ. وبَعيرٌ ضَابِطٌ: قوِيٌّ عَلَى العَمَلِ، وكَذلِكَ رَجُلٌ ضَابِطٌ للأُمُورِ، وهُو مَجَازٌ.

(19/442)


وفُلانٌ لَا يَضْبُطُ عَمَلَه، أَي لَا يَقُومُ بِمَا فُوِّضَ إِلَيْه، وهُو مَجَازٌ. وَهُوَ لَا يَضْبُطُ قِراءتَه، أَي لَا يُحْسِنُها، وهُو مَجَازٌ. وكَذلِكَ: كِتابٌ مَضْبوطٌ، إِذا أُصْلِحَ خَلَلُه.)
والضَّابِطَةُ: الماسِكَةُ. والقاعِدَةُ، جَمْعُه ضَوَابِطُ. ورَجُلٌ ضَابِطٌ للأُمورِ: كَثيرُ الحِفْظِ لَهَا. وَمن أَمْثالِهِم: هُوَ أَضْبَطُ مِنَ الأَعْمَى.
ض ب ع ط
الضَّبَعْطَى، كحَبَنْطَى، والعَيْنُ مُهْمَلَةٌ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ لُغَةٌ فِي الغَيْنِ المُعْجَمَة، وَمَعْنَاهُ: الأَحْمِقُ.
ض ب غ ط
كالضَّبَغْطَى بإِعْجامِ الغَيْنِ، وَهَذَا يَنْبَغِي كَتْبُه بالأَسْوَدِ، فإِنَّ الجَوْهَرِيّ قد ذَكَرَهُ، وأَنْشَدَ الرَّجَزَ الَّذي يَأْتِي ذِكْرُه. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ الأَحْمَقُ، وَمَا يُفَزَّعُ بِهِ الصَّبِيُّ، ج: ضَبَاغِطُ، ويُقَالُ: اسْكُتْ لَا يَأْكُلك الضَّبَغْطَى، رُوِي بالوَجْهَيْن، وقالَ أَبُو عمرٍ و: الضَّبَغْطَى لَيْسَ شيءٌ يُعْرَفُ، ولكنَّها كَلِمَةٌ تُسْتَعْمَلُ فِي التَّخْويفِ، وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ: وزَوْجُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَى يَفْزَعُ إِنْ فُزِّعَ بالضَّبَغْطَى والأَلِفُ فِي الضَّبَغْطَى للإِلْحاقِ، كَمَا فِي الصّحاح، وَهَذَا الرَّجَزُ أَوْرَدَه الأّزْهَرِيّ ونَسَبَه لمَنْظُورٍ الأَسَدِيّ: وبَعْلُها زَوَنَّكٌ زَوَنْزَى يَخْضِفُ إِنْ خُوِّفَ بالضَّبَغْطَى

(19/443)


وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: قالَ ابنُ بُزُرْج: مَا أَعْطَيْتَنِي إلاَّ الضَّبَغْطَى مُرْسَلَةً، فأَنَّثَ، وقالَ: أَي الباطِلَ. وقالَ غيرُه: الضَّبَغْطَى: فَزَّاعَةُ الزَّرْعِ. ويُرْوَى: بالضِّبِغْطَى، بكَسْرِ الضادِ والباءِ، وعَزَاه شَيْخُنَا لأَبي حَيَّان.
ض ب ن ط
الضَّبَنْطَى، كحَبَنْطَى، كَتَبَه بالحُمْرَةِ عَلَى أَنَّهُ مُسْتَدْرَكٌ عَلَى الجَوْهَرِيّ، وليسَ كَمَا زَعَمَ، بَلْ ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ فِي ض ب ط فَقَالَ: والضَّبَنْطَى هُوَ: القَوِيُّ والنُّونُ والأَلِفُ زائِدَتانِ للإِلْحاقِ بسَفَرْجَلٍ، وكأَنَّه تَبِعَ ابنَ دُرَيْدٍ، حيثُ ذَكَرَهُ فِي الرُّباعيِّ، فَقَالَ: هُوَ القويُّ الغَليظُ، أَي الشَّديدُ.
وذَكَرَهُ الصَّاغَانِيّ فِي العُبَاب فِي المحَلَّيْنِ.
ض ر ط
الضَّرَطُ، مُحَرَّكَةً: خِفَّةُ اللِّحْيَةِ، وقِيل: رِقَّةُ الحاجِبِ، وَهُوَ أَضْرَطُ: خَفيفُ شَعرِ اللِّحْيَةِ قَليلُها، وَهِي ضَرْطَاءُ، خَفيفَةُ شَعرِ الحاجِبِ رَقِيقَتُه، هَكَذا نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، قالَ: وقالَ الأَصْمَعِيّ: هَذَا غَلَطٌ إنَّما هُوَ رَجُلٌ أَطْرَطُ، إِذا كانَ قَليلَ شعر الحاجِبَيْنِ، والاسمُ: الطَّرَطُ، وربَّما قِيل ذلِكَ للَّذي يَقِلُّ هُدْبُ أَشْفارِه، إلاَّ أَنَّ الأَغلبَ عَلَى ذلِكَ الغَطَفُ، وقالَ أَبُو حاتِم: هُوَ أَطْرَطُ لَا غَيْرُ، وذَكَر الجَوْهَرِيّ فِي ط ر ط هَذَا الْمَعْنى عَن أَبي زَيْدٍ، ونَقَلَ عَن بَعضهم مَا ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ هُنا، وسَيَأْتِي. والضُّرَاط، كغُرابٍ: صوتُ الفَيْخِ، وَفِي الصّحاح: هُوَ الرُّدَامُ، وَقد ضَرَطَ الرَّجُلُ يَضْرِطُ، من حَدِّ ضَرَبَ، ضَرْطاً، بالفَتْحِ، وضَرِطاً، ككَتِفٍ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ، وضَريطاً وضُرَاطاً، الأَخيرُ بالضَّمِّ. وَفِي الحَدِيث: إِذا نَادَى المُنَادِي بالصَّلاةِ أَدْبَرَ الشَّيطانُ وَله ضُرَاطٌ ويُرْوَى: وَله ضَرِيط.

(19/444)


يُقَالُ: ضُرَاطٌ وضَرِيطٌ، كنُهاقٍ ونَهِيقٍ، فَهُوَ ضَرَّاطٌ، كشَدَّادٍ، وضَروطٌ، كصَبُورٍ وسِنَّوْرٍ، الأَخيرُ مثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْه، وفَسَّره السِّيرَافِيُّ. وأَضْرَطَ بِهِ: عَمِلَ لَهُ بفِيهِ كالضُّرَاطِ، وهَزِئَ بِهِ، وَهُوَ أَنْ يَجْمَع شَفَتَه ويُخْرجَ من بينهِما صَوْتاً يُشْبِه الضَّرْطَةَ عَلَى سَبيلِ الاسْتِخْفافِ والاسْتِهْزَاءِ، ومِنْهُ حَدِيث عليٍّ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سُئِلَ عَن شيءٍ فأَضْرَطَ بالسَّائِلِ أَي اسْتَخَفَّ بِهِ، وأَنْكَرَ قولَه. كضَرَّطَ بِهِ تَضْريطاً، أَي هَزِئَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ونَعْجَةٌ ضُرَّيْطَةٌ كجُمَّيْزَة، أَي ضَخْمةٌ سَمينَةٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: إِنَّهُ لضِرَّوْطٌ ضَرُوطٌ، الأُولَى كسِنَّوْرٍ، أَي ضَخْمٌ. وأَضْرَطَهُ غيرٌ هـ، وضَرَّطَهُ، أَي عَمِلَ بِهِ مَا ضَرَطَ مِنْهُ، وَفِي العُبَاب: أَي فَعَل بهِ فِعْلاً حَصَل مِنْهُ ذلِكَ. وَفِي المَثَلِ: أَجْبَنُ من المَنْزُوفِ ضَرِطاً، بكسرِ الرَّاءِ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وقالَ: لَهُ حَديثٌ، قالَ الصَّاغَانِيّ: وذلِكَ أَنَّ نِسْوَةً مِنْهُم، أَي: من العَرَبِ لم يَكُنْ لهُنَّ رَجُلٌ، فتَزَوَّجَتْ إِحْداهُنَّ رَجُلاً كانَ يَنامُ الصَّبْحَة، أَي نَوْمَ الغَدَاةِ، فَإِذا أَتَيْنَهُ بصَبُوحٍ قُلْنَ: قُمْ فاصْطَبِحْ، فَيَقُول: لَو نَبَّهْتُنَّنِي لِعَادِيَةٍ: فلمَّا رأَيْنَ ذلِكَ قالَ بعضُهُنَّ لبعضٍ: إِنَّ صاحِبَنا لشُجاعٌ،)
فتَعالَيْنَ حتَّى نُجَرِّبَه، فأَتَيْنَه كَمَا كُنَّ يَأْتينَه فَأَيْقَظْنَه فَقَالَ: لَوْ لِعَادِيَةٍ نَبَّهْتُنَّنِي: فقُلْنَ: هَذِه نَوَاصِي الخَيْلِ. فجَعَلَ يَقُولُ الخَيْلَ الخَيْلَ. ويَضْرِطُ حتَّى ماتَ. قالَ: وَفِيه قولٌ آخر، قالَ أَبُو عُبَيْدَة: كَانَت دَخْتَنُوسُ بنتُ لَقيطِ بنِ زُرَارَةَ تحتَ عَمْرو لنِ عَمْرٍ ووكانَ شَيْخاً أَبْرَصَ، فوضَعَ رَأْسَهُ يوْماً فِي حِجْرِها وَهِي تُهَمْهِمُ، إذْ

(19/445)


جَخَفَ عَمْرٌ ووسالَ لُعابُه، وَهُوَ بَيْنَ النَّائمِ واليَقْظانِ فسَمِعَها تُؤَفِّفُ، فَقَالَ: مَا قُلْتِ فحَادَتْ عَن ذلِكَ. فَقَالَ: أَيَسُرُّكِ أَنْ أُفارِقَكِ قَالَتْ: نَعَمْ، فطَلَّقها، فنَكَحَها رَجُلٌ جَميلٌ جَسِيمٌ من بَنِي زُرَارَةَ، وقالَ ابنُ حَبيب: نَكَحَها عُمَيْرُ بنُ عُمارَةَ ابنِ مَعْبَدِ بنِ زُرَارَةَ، ثمَّ إِنَّ بَكْرَ بنَ وائِلٍ أَغارُوا عَلَى بَنِي دَارِمٍ، وكانَ زَوْجَها نائِماً يَنْخِرُ، فنَبَّهَتْهُ وَهِي تَظُنُّ أَنَّ فِيهِ خَيْراً، فقالتْ: الغارَة، فَلم يَزَل الرَّجُلُ يَحْبِقُ حتَّى ماتَ، فسُمِيَّ المَنْزُوفَ ضَرِطاً.
وأُخِذَتْ دَخْتَنُوس فأَدّرَكَها الحَيُّ، فطَلَبَ عَمْرو بن عَمْرو أَنْ يَرُدُّوا دَخْتَنُوس فأَبَوْا، فزَعَمَ بَنُو دَارِمٍ أَنَّ عَمْراً قَتَلَ مِنْهُم ثَلاثَةَ رَهْطٍ، وكانَ فِي السَّرَعانِ فرَدُّوها إِلَيْه، فجَعَلَها أَمامُه، فقالَ: أَيَّ حَلِيلَيْكِ وَجَدْتِ خَيْرَا أَأَلْعَظِيمَ فَيْشَةً وأَيْرَا أَمِ الَّذي يَأْتِي العَدُوَّ سَيْرَا فردَّها إِلَى أَهْلِها. أَو رَجُلانِ مِنْهُم خرجَا فِي فَلاةٍ، فلاحَتْ لَهُم شجَرةٌ، فقالَ أَحَدُهما لرَفيقِه: أَرَى قَوْماً قد رَصَدُونا، فقالَ رَفيقُه: إنَّما هِيَ عُشَرَةٌ، بضمِّ العَيْن، فظَنَّه يقولُ: عَشَرَةٌ، بِفَتْح العَيْن، فَجعل يَقُولُ: وَمَا غَنَاءُ اثْنَيْنِ عَن عشَرة، وضَرَطَ حتَّى نُزِف رُوحُه. فسُمِّيَ المَنْزُوفُ ضَرِطاً لذَلِك. ويُقَالُ: هُوَ مَوْلَى الأَحْزَنِ بنِ عَوْفٍ العَبْدِيِّ، وذلِكَ أَنَّهُ ضَرَبَ حَنِيفَةُ بنُ لُجَيْمٍ الأَحْزَنَ المذْكورَ فجَذَمَهُ بالسَّيف فَقيل لَهُ: جَذِيمَةُ، وضَرَبَ الأَحْزَنُ حَنِيفَةَ عَلَى رِجْلِه فحَنَفَهَا، فقيلَ لَهُ: حَنِيفَةُ، وكانَ اسمُه أُثَالاً، فلمَّا رَأَى مَا أَصابَ مَوْلاهُ وَقَعَ عَلَيْهِ الضُّرَاطُ، فماتَ، فقالَ حَنِيفَةُ: هَذَا هُوَ المَنْزُوفُ

(19/446)


ضَرِطاً، فذَهَبتْ مَثَلاً، فِي قِصَّةٍ طَويلَةٍ ذَكَرَها الصَّاغَانِيّ فِي العُبَاب. أَو هُوَ، أَي المَنْزُوفُ ضَرِطاً: دابَّةٌ بَيْنَ الكَلْبِ والذِّئْبِ، إِذا صِيحَ بهَا وَقَعَ عَلَيْهَا الضُّرَاطُ من الجُبْنِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. وَفِي المَثَلِ أَيْضاً: أَوْدَى العَيْرُ إلاَّ ضَرِطاً، يُضْرَبُ للذَّلِيلِ وللشَّيْخِ أَيْضاً، وَهُوَ منْصُوبٌ عَلَى الاسْتِثْناءِ من غَيْرِ جِنْسٍ، كَمَا فِي العُبَاب. قالَ: ويُضْرَبُ أَيْضاً لِفَسَادِ الشَّيْءِ حتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ إلاَّ مَا لَا يُنْتَفَعُ بِهِ، وذكرَ الجَوْهَرِيّ المَثَلَ وقالَ فِي مَعْنَاهُ: أَي لمْ يَبْقَ منَلَدِهِ وقُوَّتِهِ إلاَّ هَذَا، أَي الضُّرَاطُ. ويقُولُونَ: الأَخْذُ سُرَّيْطَى والقَضَاءُ ضُرَّيْطَى، مثالُ)
القُبَّيْطَى، أَي يَسْتَرِطُ مَا يأْخُذُهُ من الدَّيْنِ فَإِذا تَقَاضَاهُ صاحبُه أَضْرَطَ بِهِ، كَمَا فِي الصّحاح، وَقد تَقَدَّم تَفْصِيلُ لُغاتِه فِي س ر ط. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: كانَ يُقَالُ لعَمْرِو بنِ هِنْدٍ: مُضَرِّطُ الحِجارَةِ، شِدَّتِه وصَرامَتِه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وَفِي الأَسَاسِ: لهَيْبَتِه. وَمن أَمْثالِهِم: كانَتْ مِنْهُ كضَرْطَةِ الأَصَمِّ إِذا فَعَلَ فعْلَةً لم يكُنْ فَعَلَ قَبْلَها وَلَا بَعْدَها مِثْلَها، وَهُوَ مَثَلٌ فِي النَّدْرَةِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. وضَرِطَ يَضْرَطُ، كفَرِحَ، لُغَةٌ فِي ضَرَطَ يَضْرِطُ، كضَرَبَ، نَقَلَهُ شَيْخُنَا عَن المِصْباحِ.
ض ر ع م ط
الضُّرَعْمِطُ، كقُذَعْمِلٍ، والعَيْنُ مُهْمَلَةٌ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ وصَاحِبُ اللِّسَانِ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: هُوَ اللَّبَنُ الخاثِرُ.

(19/447)


وَهُوَ من الرِّجالِ: الشَّهْوانُ إِلَى كلِّ شيءٍ، وكَذلِكَ الذُّرَعْمِطُ، بالذَّالِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ.
ض ر غ ط
اضْرَغَطَّ الرَّجُلُ اضْرِغْطاطاً، والغَيْنُ مُعْجَمَةٌ، أَي انْتَفَخَ غَضَباً، كَمَا فِي الصّحاح، وكذلِكَ اسْمَادَّ. أَو انْثَنَى جِلدُه على لحمِه، نَقَلَهُ ابنُ عبَادٍ. أَو كثُرَ لحمُه، وقالَ ثَعْلَبُ: اضْرَغَطَّ الشَّيءُ: عظُمَ. وأَنْشَدَ: بُطُنُهم كأَنَّها الحِبَابُإِذا اضْرَغَطَّتْ فوقَها الرِّقابُ وَفِي نوادرِ الأَعرابِ: الضِّرْغاطَةُ من الطِّين، بالكَسْرِ، وَكَذَا الوَليخَةُ مِنْهُ: الوَحَلُ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: المُضَرْغِطُ، كمُطْمَئنّ: الضَّخمُ الَّذي لَا غَناءَ عِندَه، وأَنْشَدَ: قد بَعَثوني رَاعِيَ الإِوَزِّ لكُلِّ عبْدٍ مُضْرَغِطٍّ كَزِّ لَيْسَ إِذا جِئْتَ بمُرْمُهِزِّ وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ العظيمُ الجِسمِ، الكَثيرُ اللَّحْم.
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: ضَرْغَطٌ: اسمُ جَبَلٍ، وَقيل: هُوَ موضِعٌ فِيهِ ماءٌ ونَخْلٌ. ويُقَالُ: هُوَ ذُو ضَرْغَدٍ، بالدَّال، وَقد تقدَّمَ ذِكْرُه فِي موضِعِه. واضْرَغَطَّ: اسْتَرْخى، نَقَلَهُ ابنُ القطَّاعِ.
ض ر ف ط
ضَرْفَطَهُ ضَرْفَطَةً: أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقالَ يونُس: أَي شدَّهُ بالحَبْلِ وأَوْثَقَهُ. قالَ: يُقَالُ: جاءَ فلانٌ مُضَرْفَطاً بالحِبالِ، أَي مُوثَقاً.

(19/448)


والضِّرْفاطَةُ والضِّرْفطى، بكسرهما والضُرافِطُ، بالضَّمِّ: البَطينُ الضَّخْمُ الكبيرُ، نَقَلَهُ ابنُ عبَادٍ وَقَوله: الضِّرفطى مُقتَضَى ضَبْطِه أَنَّه بكسرِ الضَّادِ والفاءِ والطَّاء، كَمَا هُوَ صَنِيعُه غَالِبا والياءُ مُشدَّدَة، وَهَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي التَّكْمِلَة، ووُجِدَ فِي النُّسخِ بكسرِ الضَّادِ والفاءِ والأَلفُ مقصورةٌ، وَفِي بعضِها بكَسْرِ الضَّادِ والرَّاءِ، والطَّاءُ مَكْسورَةٌ ومَفْتوحَةٌ، وعِبارَةُ المُصَنِّف مُحْتَمِلَة لكلِّ ذَلِك، فتأَمَّلْ. والتَّضَرْفُط: أَن تَرْكَبَ أَحَداً، وَفِي العُبَاب: صاحِبَكَ وتُخْرِجَ رِجْلَيْكَ من تحتِ إِبْطَيْهِ وتَجْعَلَهُما على عُنُقِه، عَن ابنِ عبَادٍ.
والضَّرَيْفِطِيَّة، كدُرَهْمِيَّةٍ: لُعْبَةٌ لهُم، عَن ابنِ عبَادٍ أَيْضاً. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: قومٌ ضَرَافِطَةٌ، هُوَ جمعُ الضِّرْفاطَةِ.
ض ط ط
{الضَّطَطُ، مُحَرَّكَةً، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وقالَ الأَزْهَرِيّ: هُوَ الوَحَلُ الشَّديدُ من الطِّين،} كالضَّطِيطِ، كأَميرٍ، يُقَالُ: وَقَعْنا فِي {ضَطِيطَةٍ مُنْكَرَةٍ، أَي فِي وَحَلٍ ورَدْغَةٍ. وقالَ ابْن الأَعْرَابِيّ:} الضُّطُطُ، بضَمَّتين: الدَّواهي، كَمَا فِي اللِّسَان والعُبَاب.
ض ع ط
ضَعَطَهُ، كمَنَعَهُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ وصَاحِب اللِّسَان، وقالَ ابنُ عبَادٍ: أَي ذَبَحَهُ، كذَعَطَهُ، كَمَا فِي العُبَاب.
ض غ ط
ضَغَطَهُ يضْغَطَهُ ضَغْطاً: عَصَرَهُ وضيَّقَ عَلَيْهِ وقَهَرَه. وضَغَطَه، إِذا زَحَمَهُ إِلى حائطٍ ونحوِه، كَمَا فِي الصّحاح. وضَغَطَه، إِذا غَمَزَه إِلى

(19/449)


شيءٍ كأَرضٍ أَو حائطٍ، وَمِنْه الحَديثُ: لوْ نَجا أَحدٌ من ضَغْطَةِ القَبْرِ، ويُروى: من ضَمَّةِ القَبْرِ لَنَجَا مِنْهَا سَعْدٌ وَفِي حديثٍ آخَرَ: لَتُضْغَطُنَّ على بابِ الجَنَّة أَي تُزْحَمونَ. وَمن المَجَازِ: الضَّاغِطُ مثل الرَّقيب والأَمين على الشَّيءِ، يُقَالُ: أَرْسَلَهُ ضاغِطاً على فُلانٍ، سُمِّي بذلك لتَضْييقِه على العامِل، وَمِنْه حَديثُ مُعاذٍ: كانَ عليَّ ضاغِطٌ كَذَا فِي الصّحاح. قلتُ: والحَديثَ أَنَّ مُعاذاً كانَ بَعَثَهُ عُمَرُ رَضِي الله عَنْهُمَا ساعِياً على بَني كِلابٍ، أَو على سَعْدِ بنِ ذُبْيانَ، فقَسَمَ فيهِم وَلم يدعْ شَيْئا حتَّى جاءَ بجِلْسِه، الَّذي خَرَجَ بِهِ على رَقَبَتِه، فَقَالَت لَهُ امرأتُه: أَينَ مَا جِئْتَ بِهِ ممَّا يأَتِي بِهِ العُمَّالُ من عُراضَةِ أَهْلِيهم فَقَالَ: كانَ معِي ضاغِطٌ، أَي أَمينٌ. وَلم يكنْ مَعَه أَمينٌ وَلَا شَريكٌ، وإِنَّما أَراد، وَالله أَعلم، إِرْضاءَ المرأَةِ بِهَذَا القولِ، أَي أَمينٌ حافِظٌ، يعْنِي الله عزَّ وجلَّ المُطَّلِعَ على سَرَائرِ العِبادِ. وَهَذَا من مَعاريضِ الكَلام. والضَّاغطُ: انْفِتاقٌ فِي إِبْطِ البعيرِ وكثْرَةُ لَحْم وَهُوَ الضَّبُّ أَيْضاً، كَمَا فِي الصّحاح، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: بَعيرٌ بِهِ ضاغِطٌ، إِذا كانَ إِبْطُه يُصيبُ جَنْبَه حتَّى يُؤَثِّر فِيهِ أَو يَتَدَلَّى جِلْدُه. وقالَ غيرُه: هُوَ شِبْهُ جِرابٍ أَو جِلْدٍ مُجْتَمِع. وقالَ بعضُهم: الضَّاغِطُ فِي البَعيرِ: أَصلُ كِرْكِرَتِهِ يَضْغَطُ مَوضع إِبْطِه فيُؤَثِّرَ فِيهِ ويَسْحَجُه. والمَضْغَطُ، كمَقْعَدٍ: أَرضٌ ذاتُ أَمْسِلَةٍ جمع مَسيلٍ مُنْخَفِضَةٍ، زَعَموا، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ، ج مَضَاغِطُ. وقالَ ابنُ فارسٍ: المَضَاغِيطُ: أَرَضُونَ مُنْخَفِضَة. والضُّغْطَةُ، بالضَّمِّ: الضِّيقُ والإِكْراهُ، يُقَالُ: أَخَذْتُ فُلاناً ضُغْطَةً، إِذا ضيَّقْتَ عَلَيْهِ لتُكْرِهَه

(19/450)


على الشَّيءِ، كَمَا فِي الصّحاح. والضُّغْطَةُ أَيْضاً: الشِّدَّةُ والمشَقَّة، وَهُوَ مَجَازٌ. يُقَالُ: ارفَعْ عنَّا هَذِه الضُّغْطَةَ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي بعض النُّسَخِ: اللهُمَّ ارْفَعْ وَفِي الحَدِيث لَا تَجوزُ الضُّغْطَةُ قيل: هِيَ أَنْ تُصالِحَ من لَك عليهِ مالٌ، على بعْضِه، ثمَّ تَجِد البَيَّنَةَ فتأْخُذْهُ بجَميعِ المالِ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ضُغاطٌ كغُرابٍ: ع، هَكَذَا فِي العُبَاب. وَفِي التَّكْمِلَة: ضَغَاطِ، اسمُ مَوضِع وَفِيه نَظَرٌ، وضَبَطَهُ كحَذَامِ. والضَّغيطُ، كأَميرٍ: بئرٌ تُحْفَرُ إِلى جَنْبِها بئرٌ أُخْرى فيَقِلُّ)
ماؤُها. قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. قالَ: وقالَ قومٌ: بل الضَّغِيطُ بِئْرٌ تُحْفَرُ بينَ بِئْرَين مَدْفُونَيْن، وَفِي الصّحاح: قالَ الأَصْمَعِيّ: الضَّغِيطُ: بئرٌ إِلى جَنْبِها بئرٌ أُخْرى فتَنْدَفِنُ إِحْداهُما، وَلَيْسَ هَذَا فِي نصِّ الأَصْمَعِيّ، وإِنَّما فِيهِ بعدَ قولِه: أُخْرى، فتَحْمَأُ، أَي تَصيرُ ذاتَ حَمْأَةٍ، فيُنْتِنُ ماؤُها فيَسِيلُ فِي العَذْبَةِ فيُفْسِدُها فَلَا تُشْرَبُ. ونصُّ الأَصْمَعِيّ: فيَصيرُ ماؤُها مُنْتِناً فِي ماءِ العَذْبَةِ فيُفْسِدُه، فَلَا يَشْرَبُه أَحدٌ، قالَ الرَّاجزُ: يَشْرَبْنَ ماءَ الأَجْنِ والضَّغِيطِ وَلَا يَعَفْنَ كَدَرَ المَسِيطِ والضَّغِيطُ: الرَّجُلُ الضَّعيفُ الرَّأْيِ لَا يَنْبَعِثُ مَعَ القَوْمِ ج: ضَغْطَى، لأَنَّهُ داءٌ. والضَّغِيطَةُ، بهاءٍ: الضَّعيفَةُ من النَّبْتِ، هَكَذَا فِي سائِرِ أُصولِ القامُوس، وَهُوَ غَلَطٌ والصَّوابُ: والضَّغِيغَةُ بغَيْنَيْن معجَمَتَيْن، وَهُوَ

(19/451)


مأْخوذٌ المُحيط لابنِ عبَادٍ، ونصُّه: الضَّغِيطَةُ: مثل الضَّغِيغَةِ من النَّبْتِ والبَقْل، وَهِي من الطَّعامِ: مثل اللَّبيكَة، وَسَيَأْتِي فِي ض غ غ بيانُ ذَلِك فتأَمَّلْ. وتَضَاغَطُوا: ازْدَحَموا.
وضاغَطُوا: زاحَمُوا، وَفِي التَّهذيب: تَضَاغَطَ النَّاسُ فِي الزِّحام. والضِّغاطُ، بالكَسْرِ، كالتَّضاغُطِ، أَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ: إِنَّ النَّدَى حَيْث تَرَى الضِّغَاطَا وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الضَّغْطَةُ، بالفَتْحِ: القَهْرُ، والضِّيقُ والاضْطِرارُ. وضَغَطَ عَلَيْهِ واضْتَغَطَ: تَشَدَّدَ عَلَيْهِ فِي غُرْمٍ أَو نحوِه، عَن اللِّحْيانِيِّ، كَذَا حَكَاهُ اضْتَغَطَ، بالإِظهارِ، والقِياسُ اضْطَغَطَ.
والضُّغْطَةُ: المُجاهَدَةُ، عَن النَّضْر. وانْضَغَطَ الرَّجُلُ: انْقَهَرَ.
ض ف ر ط
الضَّفْرَطَةُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ ضِخَمُ البَطْنِ، وجَمَلٌ ضِفْرِطٌ، كزِبْرِجٍ: رخْوُ البَطْنِ ضَخْمٌ. قالَ: وضَفَاريطُ الوَجْهِ: كُسورٌ بينَ الخَدِّ والأَنفِ وَعند اللِّحَاظَيْنِ، الواحِدُ: ضُفْرُوطٌ، كعُصْفورٍ، كَذَا فِي اللِّسَان والعُبَاب.
ض ف ط
الضَّفَاطَةُ: الجَهْلُ والغَفْلَةُ، كالسَّفاطَةِ. والضَّفَاطَةُ: ضعْفُ الرَّأْيِ، وَفِي حديثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعوذُ بكَ من الضَّفَاطَةِ قالَ أَبو عُبَيْدٍ: عَنَى ضَعْفَ الرَّأْيِ والجَهْلِ. والضَّفَاطَةُ: ضِخَمُ البَطْنِ مَعَ الرَّخاوَةِ.

(19/452)


والفِعْلُ ككَرُمَ، ضَفُطَ ضَفَاطَةً. والضَّفَاطَةُ: الدُّفُّ، وَمِنْه حديثُ ابنِ سِيرِينَ: أَنَّه حَضَرَ نِكاحاً فَقَالَ: أَيْنَ ضَفَاطَتُكُمْ فسَّروا أَنَّه أَرادَ الدُّفَّ، وَفِي الصّحاح: أَيْنَ ضَفَاطَتُكُنَّ يَعْنِي الدُّفَّ، قالَ أَبو عُبَيْدٍ: وإِنَّما نراهُ سمَّاه ضَفَاطَةً لهَذَا الْمَعْنى، أَي أَنَّه لَهْوٌ ولَعِبٌ، وَهُوَ راجِعٌ إِلى ضَعْفِ الرَّأْيِ والجَهْلِ. والضَّفَاطَةُ: اللِّعَابُ بِهِ، أَي، بالدُّفِّ والصَّنْجِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، هكَذَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ وَهُوَ مُحْتَملٌ أَنْ يكونَ بالتَّشديدِ، فإِنَّ ابنَ دُرَيْدٍ لم يَضْبِطُه وَلَا الصَّاغَانِيّ وَلَا صَاحِب اللِّسَان، فتأَمَّلْ. والضَّفيطُ، كأَميرٍ: العِذْيَوْطُ وَهُوَ الَّذي يُحْدِثُ عِنْد الجِماع. والضَّفيطُ: الجاهِلُ الضَّعيفُ الرَّأْيِ ج: ضَفْطَى كصَريعٍ وصَرْعَى، وَفِي حديثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ لكِنِّي أَوتِرُ حينَ يَنامُ الضَّفْطَى هم الحَمْقَى والنَّوْكَى. والضَّفيطُ: السَّخِيُّ.
والضَّفيطُ: الشَّرِيسُ من فُحُولِ الإِبِل، ضِدٌّ، كَمَا فِي العُبَاب. وقالَ ابنُ عبَادٍ: الضَّافِطُ: مُسافِرٌ لَا يُبْعِدُ السَّفَرَ. والضَّفْطَةُ للمَرَّةِ، مثلُ الحَمْقَة، جمعُه ضَفَطَاتٌ، مُحَرَّكَةً، وَمِنْه حديثُ ابنِ عبَّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا: إِنَّ فِيَّ ضَفْطَةٌ، وَهَذِه إِحْدى ضَفَطَاتِي، كَمَا فِي الصّحاح، يَعْنِي أَنَّه لما قالَ: لَو لم يَطْلُب النَّاسُ بدَمِ عُثْمانَ لرُمُوا بالحِجارَةِ من السَّماءِ،

(19/453)


فقيلَ لَهُ: أَتَقولُ هَذَا، وأَنتَ عامِلٌ لفُلانٍ فقالَهُما. والضَّفَّاطُ، كشدَّادٍ: الجمَّالُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. والضَّفَّاطُ: المُكارِي الَّذي يُكْرِي الأَحمالَ من قريةٍ إِلى قريةٍ أُخْرَى، وَقيل: الَّذي يُكْرِي من منزلٍ إِلى منزلٍ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وأَنْشَدَ: لَيْسَتْ لَهُ شَمَائِلُ الضَّفَّاطِ والضَّفَّاطُ: الجَلاَّبُ يَجْلِبُ المِيرَةَ والمَتاعَ إِلى المُدُنِ. وَفِي الحَديثِ: إِنَّ ضَفَّاطِينَ قَدِمُوا المَدينَةَ وكانَ يومئذٍ قَوْمٌ من الأَنْباطِ يَحْمِلونَ إِلى المدينَةِ الدَّقيقَ والزَّيْتَ وغيرَهما، وأَنْشَدَ سيبَوَيْهِ)
للأَخضَرِ بن هُبَيْرَةَ:
(فَمَا كُنْتُ ضَفَّاطاً ولكنَّ رَاكِباً ... أَنَاخَ قَلِيلا فَوْقَ ظَهْرِ سَبِيلِ)
والضَّفَّاطُ: الَّذي قد ضَفَطَ بسَلْحِه، عَن اللَّيْث، أَي رَمَى بِهِ. وقالَ غيرُه: هُوَ المُحْدِثُ، يُقَالُ: ضَفَطَ، إِذا قَضَى حاجَتَه. والضَّفَّاطُ: السَّمينُ الرِّخْوُ الضَّخمُ البَطينُ، كالضَّفِيطِ، كأَميرٍ. وضَفَنْطٍ: مثل سَمَنْدٍ، هَكَذَا فِي أُصولِ القامُوسِ، والصَّوابُ: ضَفَنَّط مثلُ عَمَلَّسٍ. وَقد ضَفُطَ ضَفَاطَةً.
والضَّفَّاطُ: الثَّقيلُ البَطينُ من الرِّجالِ لَا يَنْبَعِثُ مَعَ القَوْمِ لضِعْفِ رأْيِه، كالضِّفِطِّ، كفِلِزٍّ، وَهَذِه عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، كَمَا أَنَّ الأُولَى عَن ثَعْلَبٍ. والضَّفَّاطَةُ، بهاءٍ: الإِبِلُ الحَمولَةُ يُحملُ عَلَيْهَا من بَلَدٍ إِلى بلَدٍ، وكذلِكَ الحُمُرُ المُخْتَلَفُ عَلَيْهَا من ماءٍ إِلى ماءٍ، كالضَّافِطَةِ، وهم أَيْضاً: الَّذينَ يَجْلِبونَ المِيرَةَ والطَّعامَ. وَفِي حديثِ قَتادَةَ بنِ النُّعْمانِ: فقَدِمَ ضافِطَةٌ من

(19/454)


الدَّرْمَكِ وَهُوَ من ذَلِك، قَالَه ابنُ شُمَيْلٍ. والضَّفَّاطَةُ أَيْضاً: الرُّفْقَةُ العَظيمَةُ، كالدُّجَّالَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. والضُّفَّاطُ، كرُمَّانٍ: رُذالُ النَّاسِ، كالضَّافِطَةِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ، وأَنْشَدَ قولَ جَسَّاسٍ بنِ قُطَيْبٍ: لَيْسَتْ بِهِ شَمَائلُ الضُّفَّاطِ وضَفَطَهُ ضَفْطاً: شدَّه بالحَبْلِ وأَوْثَقَه. وضَفَطَ عَلَيْهِ: رَكِبَه فَلم يُزَايِلْه أَي لم يفارِقْه. والضِّفِطُّ كفِلِزٍ: التَّارُّ من الرِّجالِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ غن ابنِ شُمَيْلٍ، وصَاحِب اللِّسَان عَن شَمِرٍ. وقالَ ابنُ عبَادٍ: تَضَافَطَ عَلَيْهِ اللَّحْمُ، أَي اكْتَنَز. قالَ الصَّاغَانِيّ: والتَّركيب يدُلُّ على الحُمْقِ والجَفاءِ. وقالَ ابنُ فارسٍ: وأَحْسَب أَنَّ البابَ كلَّه ممَّا لَا يُعَوَّل عَلَيْهِ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الضَّفَّاطُ، كشَدَّادٍ: الأَحْمِقُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. وقالَ شَمِرٌ: رَجُلٌ ضَفِطٌ: أَحمقُ كَثيرُ الأَكْلِ. والضَّفَّاطُ: المُخْتَلِفُ على الحُمُرِ من قريةٍ إِلى قريةٍ، ويُقَالُ أَيْضاً للحُمُرِ: الضَّفَّاطَةُ. وقالَ ثَعْلَبٌ: رَحَلَ فلانٌ على ضَفَّاطَةٍ، وَهِي الرَّوْحاءُ المائلَةُ. وَمَا أَعْظَمَ ضُفُوطَهُم، أَي خُرْأَهُم. وضَفِطَ الرَّجُلُ ضَفَاطَةً، كفَرِحَ: لُغَةٌ فِي ضَفُطَ، ككَرُمَ، نَقَلَهُ ابنُ القطَّاعِ.
ض م ر ط
الضُّمْروطُ، بالضَّمِّ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وقالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: هُوَ المُخْتَبَأُ، أَي الموضِعُ يُخْتَبَأُ فِيهِ.

(19/455)


وقالَ ابنُ عبَادٍ: الضُّمْروطُ: المَضِيقُ. وَعنهُ أَيْضاً: رَجُلٌ مُضَمْرَطُ الوجهِ، أَي مُتَشَنِّجُه، وكذلِكَ مُضَمْرَطُ العَيْنَيْن. وقالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: الضّمَارِيطُ الضَّفاريطُ، وَهِي أَسَاريرُ الجَبِينِ، واحِدُها ضُمْرُوطٌ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الضُّمْروطُ، بالضَّمِّ: الضُّمْرُ، وضِيقُ العَيْشِ. ومَسِيلٌ ضَيِّقٌ فِي وَهْدَةٍ بَين جَبَلَيْن. وضَماريطُ الاسْتِ: مَا حَوَالَيْها، كأَنَّ الواحدَ ضِمْراطٌ أَو ضُمْرُوطٌ أَو ضِمْريطٌ، مُشْتَقٌّ من الضَّرْطِ، قَالَه ابنُ سِيدَه، وأَنْشَدَ للقَضِمِ بن مُسْلِمٍ البَكّائيّ:
(وبَيَّتَ أُمَّهُ فأَسَاغَ نَهْساً ... ضَمَارِيطَ اسْتِهَا فِي غَيْرِ نارِ)
قالَ: وَقد يكونُ رُباعِيًّا، أَي فَهُوَ إِشارةٌ إِلى أَنَّ الميمَ أَصلِيَّة. وَقد صرَّحَ أَئمَّةُ الصَّرْفِ بزيادَةِ مِيمِ الضُّمْرُوطِ، فتأَمَّلْ.
ض ن ط
الضَّنْطُ، بالفَتْحِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ الضِّيقُ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الضَّنْطُ والضَّمْدُ: أَنْ تتَّخِذَ المرأَةُ صَديقَيْنِ، فَهِيَ ضَنُوطٌ وضَمُودٌ، وقالَ أَبو حِزامٍ العُكْلِيُّ:
(فيَا قُزَة لسْتُ أَحْفِلُ أَنْ تَفِحِّي ... نَدِيدَ فَحِيحِ صَهْصَلِقٍ ضَنُوطِ)
القُزَةُ: حَيَّةٌ تَثِبُ على الرِّجالِ، والصَّهْصَلِق: الصَّخَّابَة.

(19/456)


وقالَ ابنُ عبَادٍ: الضَّنَطُ، بالتَّحريكِ: النَّشاطُ. وأَيْضاً: الشَّحْمُ. وأَيْضاً: الصَّلَفُ. وقالَ ابْن دُرَيْدٍ: الضِّنَاطُ، ككِتابٍ: الزِّحامُ على الشَّيءِ، وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ الزِّحامُ الكَثيرُ، يَزْدَحِمونَ على بئرٍ ونحوِها، قالَ رُؤْبَةُ: إِنِّي لوَرَّادٌ على الضِّنَاطِ مَا كانَ يَرْجُو مائِحُ السُّقَّاطِ جَذْبِي دِلاءَ المَجْدِ وانْتِشَاطِي مِثْلَيْنِ فِي كَرَّيْنِ من مِقَاطِ وَقد انْضَنَطُوا، إِذا ازْدَحَموا. وضَنِطَ من اللَّحْمِ، كفَرِحَ: اكْتَنَزَ، والَّذي فِي نوادِرِ أَبي زيدٍ: ضَنِطَ فُلانٌ من الشَّحْمِ ضَنَطاً، وأَنْشَدَ: أَبو بَنَاتٍ قد ضَنِطْنَ ضَنَطآ
ض ن ف ط
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رَجُلٌ ضَنْفَطٌ، كجَعْفَرٍ، أَي سَمينٌ رِخْوٌ ضَخْمُ البَطْنِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وذَكَرَهُ الأَزْهَرِيّ فِي الرُّباعيّ.
ض وط
{الضَّوَطُ، مُحَرَّكَةً: العَوَجُ فِي الفكّ، يُقَالُ: فِي فَمِهِ} ضَوَطٌ، أَي عَوَجٌ. {والأَضْوَطُ: الأَحْمَقُ، كالأَذْوَط.} والأَضْوَطُ: الصَّغيرُ الفَكِّ والذَّقنِ، كالأَذْوَطِ، وَقيل: هُوَ الَّذي يَطُولُ حَنَكُه الأَعْلى، ويقْصُر الأَسْفَل. {والضَّويطَةُ، كسَفينَةٍ: العَجينُ المُسْتَرْخي من كثرَةِ الماءِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقالَ الكِلابيُّ:} الضَّويطَةُ: الحَمْأَةُ والطِّينُ يكونُ فِي أَصْلِ الحَوْضِ، حَكَاهُ عَنهُ يُعْقوبُ، كَمَا فِي الصّحاح. والضَّويطَةُ: السَّمْنُ يُذابُ

(19/457)


بالإِهالَةِ ويُجعلُ فِي نِحْيٍ صَغيرٍ، كَمَا فِي اللِّسَان. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: {التَّضْويطُ: الجَمْعُ، يُقَالُ:} ضَوَّطُوا ماشِيَتَهم، أَي جَمَعوها. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {الضَّويطَةُ، كَسَفينةٍ: الأَحْمَقُ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه وابنُ بَرِّيّ والأّزْهَرِيّ، وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
(أَيَرُدُّني ذاكَ الضَّويطَةُ عَن هَوَى ... نَفْسي ويَفْعَلُ مَا يُريد)
قالَ: هَذَا البيتُ من نادِرِ الكامِلِ لأَنَّه جاءَ مُخَمَّساً، وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ فِي الأَلْفاظِ لرِيَاحٍ:
(أَيَرُدُّني ذاكَ الضَّويطَةُ عَن هَوَى ... نَفْسي ويَمْنَعُني ويَفْعَلُ مَا يُريدُ)
وأَنْشَدَ الأّزْهَرِيّ:
(أَيَرُدُّني ذاكَ الضَّويطَةُ عَن هَوَى ... ويَفْعَلُ غيرَ فِعْلِ العاقِلِ)
وقالَ أَبُو عمرٍ و:
(أَيَرُدُّني ذاكَ الضَّويطَةُ عَن هَوَى ... نَفْسي ويَفْعَلُ مَا يُريدُ شَبيبُ)
وَهَكَذَا أَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ فِي أَمَالِيهِ. وقالَ ابنُ الأَنْبارِيِّ: إِذا أَتَيْت بيَمْنَعُني أَسْقَطْت شَبِيب، وإِذا أتَيْت بشَبِيب أَسْقَطْت يَمْنَعُني. قالَ: وروايَةُ أَبي عمرٍ وأَثْبَتُ فِي العَرُوضِ، كَمَا فِي العُبَاب.
وقالَ أَبُو حَمْزَةَ:} أَضْوِطِ الزِّيَارَ عَلَى فَمِ الفَرَسِ، أَي زَيِّرْه بِهِ. والتَّضَوُّطُ: التَّجَمُّعُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ.
ض ي ط
{ضَاطَ الرَّجُلُ فِي مِشْيَتِه} يَضيطُ {ضَيْطاً،} وضَيَطاناً، الأَخيرُ بالتَّحْرِيكِ: حرَّكَ مَنْكِبَيْهِ

(19/458)


وجَسَدَه، قَالَه أَبُو زيدٍ، وَكَذَلِكَ حاكَ يَحِيكُ حَيَكاناً. قالَ الأّزْهَرِيّ: ورَوَى الإِيادِيُّ عَن أَبي زيدٍ: {الضَّيَطانُ: أَنْ يُحَرِّكَ مَنْكِبَيْهِ وجَسَدَه حينَ يَمْشي، مَعَ كَثْرَةِ لحمٍ ورَخَاوَةٍ، ثمَّ قالَ: ورَوَى المُنْذِرِيُّ عَن أَبي الهَيْثَمِ الضَّيَكان، قالَ: وهُما لُغَتانِ مَعْروفَتانِ، فَهُوَ} ضَيْطانٌ، بالفَتْحِ: كثير اللَّحْمِ رِخْوُه، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه. (و) {الضَّيَّاطُ، كشَدَّادٍ: الرَّجُلُ الغَليظُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: هُوَ الشَّديدُ. وَفِي المُحْكَمِ: هُوَ المُتَمايِلُ فِي مَشْيِهِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للرَّاجِزِ: حتَّى تَرَى البَجْباجَةَ} الضَّيَّاطَا يَمْسَحُ لمَّا حَالَفَ الإِغْبَاطَا بالحَرْفِ من ساعِدِهِ المُخَاطَا قلتُ: الرَّجزُ لنُقادَةَ الأَسَدِيِّ وَهُوَ ابنُ عمِّ الحَذْلَمِيّ قَالَه ابنُ السِّيرافِيّ. وَقيل لرَجُلٍ من بني مازِنٍ، وَقيل: من بني شَيْبانَ. وقالَ أَبُو محمَّدٍ الأَسْوِدُ: هُوَ لأَبي سِعْرٍ مَنْظُورِ بنِ مَرْثَدٍ الأَسَدِيِّ، وأَنْكَرَهُ الصَّاغَانِيّ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {الضَّيْطانُ: الضَّخمُ الجَنْبَيْن العَظيمُ الاسْتِ،} كالضَّيَّاطِ.
{والضَّيَّاطُ: المُتَبَخْتِرُ. والضَّيَّاطُ: التَّاجِرُ. والمعروفُ: الضَّفَّاطُ، بالفاءِ.} والضَّيْطاءُ من الإِبِلِ: الثَّقِيلَةُ.