تاج العروس (فصل الثَّاء الْمُثَلَّثَة مَعَ الْغَيْن)
ثدغ
ثَدَغَ رَأْسَه، كمَنَعَ، أهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ
وَقَالَ شَمِرٌ: أَي شدَخَهُ، وكذلكَ هَمَغَهُ، وثَمَغَهُ فانْثَدَغَ،
وانْهَمَغَ، وانْثَمَغَ، ويُقَالُ: انْهَمَغَتْ الرُّطَبَةُ،
وانْثَدَغَتْ، وانْثَمَغَتْ: إِذا انْفَضَخَتْ.
قلتُ: وهُوَ لُغَةٌ فِي فَدَغَه بالفَاءِ، مِثْل: جَدَثٍ وجَدَفٍ.
ثرغ
ثُرثوغُ الدِّلاءِ، بالضَّمِّ أهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقالَ ابنُ
السِّكِّيتِ هِيَ: مَا بَيْنَ العَرَاقِي مِثْلُ فُرُوغِهَا والثّاءُ
بَدَلٌ منَ الفاءِ، قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يُعْجِبُنِي ذلكَ،
لأنَّهُمْ لَا يَكادُونَ يَتَّسِعُونَ فِي المُبْدَلِ بجَمْعٍ وَلَا
غَيْرِه الوَاحِدُ ثَرْغٌ، وفَرْغٌ، كِلاهُمَا بالفَتْحِ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ أيْضاً: الثَّرْغُ: مَصَبُّ الماءِ فِي
الدَّلْوِ، كالفَرْغِ.
وثَرِغَ زَيْدٌ، كفَرِحَ: اتَّسَعَ مَصَبُّ دَلْوِه كَمَا فِي
العُبَابِ واللسانِ.
(22/458)
ثغغ
{ثَغْثَغَ كَلامَهُ} ثَغْثَغَةً: خَلَّطَ فيهِ وَلم يُبَيِّنْهُ،
وكذلكَ تَغْتَغَ بالتاءِ، كَمَا تَقَدَّمَ، قالَ ابنُ عَبّادٍ: وهُوَ
ثَغْثَغٌ وثَغْثَاغُ الكلامِ، أَي: مُخَلِّطُه.
وقالَ اللَّيْثُ: {الثَّغْثَغَةُ: عضُّ الصَّبِيِّ قَبْلَ أنْ يَشْقَأَ
نابُه ويَثَّغِرَ قالَ رُؤْبَةُ: وعَضَّ عَضَّ الأدْرَدِ} المُثَغْثِغِ
بَعْدَ أفانِينِ الشَّبابِ البُرْزُغِ والثَغْثَغَةُ: الكَلامُ لَا
نِظَامَ لهُ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وأنْشَدَ.
وَلَا بِقِيلِ الكَذِبِ المُثَغْثَغِ وقالَ ابنُ عَبّادٍ:
الثَّغْثَغَةُ: التَّفْتِيشُ.
وقالَ الجَوْهَرِيُّ: الثَّغْثَغَةُ: فِعْلُ المُتَكَلِّمِ المُحَرِّكِ
أسْنَانَهُ فِي فَمِه والمُضْطَرِبِ اضْطِراباً شَديداً، فَلَمْ
يُبَيِّنْ كَلامَهُ، ومنْه قَوْلُ رُؤْبَةَ السّابِقِ ذِكْرُه.
وممّا يُستدْرَكُ عليهِ: المُثَغْثِغُ: الّذِي بَبُلُّ برِيقِه، وَلَا
يُؤَثِّرُ فيمَا يَعَضُّ، لأنَّهُ لَا أسْنَانَ لهُ، قالَهُ اللَّيثُ.
ثلغ
ثَلَغَ رَأْسَهُ، كمَنَعَ: شَدَخَهُ وهَشَمَهُ، قالَهُ اللَّيْثُ:
وقيلَ: الثَّلْغُ فِي الرُّطَبِ خاصَّةً، وَفِي الحديثِ: فقُلتُ يَا
رَبِّ إنْ آتِهِمْ يَثْلَغُوا رَأْسِي، كَمَا تُثْلَغُ الخُبْزَةُ.
(22/459)
فانْثَلَغَ أَي: انْشَدَخَ وقالَ رُؤْبَةُ:
والعَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ المُزَغْزَغِ كالفِقْعِ إنْ يُهْمَزْ بوَطءٍ
يُثْلَغِ وقيلَ: الثَّلْغُ: ضَرْبُكَ الشَّيءَ الرَّطْبَ بالشَّيءِ
اليابِسِ، حَتَّى يَنْشَدِخَ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الأثْلَغِيُّ: الذَّكَرُ، كالأذْلَغِيِّ، كَمَا
سَيَأْتِي.
والمُثَلَّغُ كمُعَظَّم: مَا سَقَطَ منَ النَّخْلَةِ رُطَباً
فانْشَدَخَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَو هُوَ الّذِي أسْقَطَهُ المَطَرُ
ودَقَّهُ يُقَالُ: تَنَاثَرَتِ الثِّمَارُ فثُلِّغَتْ.
وقالَ ابنُ عبادٍ: انْثَلَغَ النَّخْلُ: أرْطَبَ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: ثَلَغَهُ بالعَصَا: ضَرَبَهُ، عَن ابنِ
الأعْرَابِيِّ.
ويُقَالُ: المُثَلَّغَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: المُعَرَّقَةُ، وَهِي
المَعْوَةُ.
ثمغ
ثَمَغَ بثْمَغُ ثَمْغاً: خَلَطَ البَيَاضَ بالسَّوَادِ، عَن اللَّيْثِ.
قالَ: وثَمَغَ رَأْسَه بالحِنّاءِ والخَلُوقِ: غَمَسَهُ وأكْثَرَ
وَكَذَا ثَمَغَ لِحْيَتَهُ فِي الخِضابِ: إِذا غَمَسَها، وأنْشَدَ
الأصْمَعِيُّ: للعُلَيْكِمِ يَذْكُرُ امْرَأتَهُ، وقدْ رَأتْ شَيْباً
برَأْسِه: ولِحْيَةً تُثْمَغُ فِي خَلُوقِهَا كأنَّمَا غَدَّى على
فُرُوقِهَا ضارٍ يَمُجُّ الدَّمُ منْ عُرُوقِهَا وَفِي المُحِيطِ
والصِّحاحِ: يُقَالُ: ثَمَغَ رَأْسَهُ بالدُّهْنِ أَو بِخَلُوقٍ:
بَلَّهُ.
وقالَ أَبُو عَمْروٍ: ثَمَغَ الثَّوْبَ يَثْمَغُه ثَمْغاً: صَبَغَهُ
مُشْبَعاً، قالَ ضَمْرَةُ بنُ ضَمْرَةَ:
(22/460)
(تَرَكْتُ بَنِي الغُزَيِّلِ غَيْرَ فَخْرٍ
... كأنَّ لِحَاهُمُ ثُمِغَتْ بوَرْسِ)
وَلَا يكُونُ الثَّمْغُ إِلَّا منْ حُمْرَةٍ أوْ صُفْرَةٍ.
وثَمْغٌ، بالفَتْحِ وإنَّمَا قَيَّدَهُ دَفْعاً لمنْ قالَهُ
بالتَّحْرِيكِ: مَالٌ بالمَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ، هَكَذَا هُوَ فِي
النِّهايَةِ، لعُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فجعَلَهُ صَدَقَةً
حَبِيساً ووَقَفَه، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي حديثِ صَدَقَةِ عُمَرُ: إنْ
حَدَثَ بهِ حَدَثٌ إنَّ ثَمْغاً وصِرْمَةَ ابنِ الأكْوَعِ، وَكَذَا
وَكَذَا جَعَلَهُ وَقْفاً، ونَقَلَ شَيْخُنَا عَن شُرّاحِ البُخَارِيِّ
وغَيْرِهِمْ أنَّه كانَ بخَيْبَرَ ونَقَل الفَرّاءُ عَن الكِسَائيِّ،
قَالَ: ثَمَغَةُ الجَبَلِ، مُقْتَضَى سِياقِه أنْ يَكُونَ بالفَتْحِ،
ولَيْسَ كذلكَ، بل الصَّوابُ بالتَّحْرِيكِ، كَمَا ضَبَطَه
الصّاغَانِيُّ وهُوَ أعْلاَهُ، قالَ الفَرّاءُ: هَكَذَا قالَهُ
الكِسَائِيُّ، والّذِي سَمِعْتُه أَنا نَمَغَةُ الجَبَلِ، بالنُّونِ.
وقالَ ابنُ عبادٍ: الثَّمِيغَةُ، كسَفِينَةٍ: مَا رَقَّ من الطَّعَامِ
واخْتَلَطَ بالوَدَكِ.
قالَ: والثَّمِيغَةُ: أرْضٌ رَطْبَةٌ.
قَالَ: والثَّمِيغَةُ: الشَّجَّةُ فِي لَحْمِ الرَّأْسِ.
قَالَ: ويُقَالُ: تَرَكَهُ مَثْمُوغاً، أَي: مُسْتَرْخِياً.
ونَقَلَ ابنُ بَرِّيّ: ثَمَّغَ رَأْسَه تَثْمِيغاً: غَلَّفَهُ
بالحِنّاءِ، قالَ رُؤْبَةُ: قدْ عَجِبَتْ لَبّاسَةُ المُصَبَّغِ أنْ
لاحَ شَيْبُ الشَّمَطِ المُثَمَّغِ)
وانْثَمَغَتْ الرُّطَبَةُ: انْفَضَخَتْ، وذلكَ حِينَ تَسْقُطُ منَ
الشَّجَرِ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: وانْثَمَغَتِ القُرُوحُ: ابْتَلَّتْ.
(22/461)
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ: الثَّمْغُ: الكَسْرُ فِي الرُّطَبِ خَاصَّة:
ثَمَغَه يَثْمَغَهُ ثَمْغاً.
وثَمَغَ رَأْسَهُ بالعَصَا ثَمْغاً: شَدَخَهُ، مِثْلُ ثَلَغَهُ.
وثَمَغَ البَيَاضُ بسَوَادٍ: اخْتَلَطَا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى.
وثَمَّغَ ثَوْبَهُ تَثْمِيغاً: أشْبَعَهُ منَ الصِّبْغ، عَن ابنِ
بَرِّي.
وثَمَّغَ الشَّيءَ تَثْمِيغاً: كَسَرَه. |