تاج العروس (فصل الصَّاد مَعَ الْفَاء)
ص ح ف
الصَّحَفةُ: م مَعْروفَةٌ، والجَمْعُ: صِحَافٌ، قَالَ الأَعْشى:
(والمَكَاكِيكَ والصِّحَافَ مِنَ الْفِضَّ ... ةِ والضَّامِرَاتِ
تَحْتَ الرِّجالِ)
وَقَالَ ابنُ سِيدَة: الصَّفْحَةُ: شِبْهُ قَصْعَةٍ مُسْلَنْطِحَةٍ
عَرِيضَةٍ، وَهِي تُشْبِعُ الخَمْسَةَ ونَحْوَهُم، وَفِي التَّنْزِيلِ:
يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ. وَقَالَ الكِسَائِيُّ:
أَعْظَمُ الْقِصَاع الجَفْنَةُ، ثمَّ القَصْعَةُ تَلِيها، تُشْبِعُ
العَشَرَة، ثُمَّ الصَّحْفَةُ تُشْبِعُ الخَمْسَةَ، ثُمَّ المِئْكَلَةُ
تُشْبِعُ الرَّجُلَيْنِ والثَّلاَثَةَ، ثُمَّ الصُّحَيْفَةُ،
مُصَغَّراً، تُشْبِعُ الرَّجُلَ، هَذَا نَصُّ الكسائيِّ، وَقَالَ غيرُه
فِي الأَخير: وكأَنَّه مُصَغَّرٌ لَا مُكَبَّرَ لَهُز والصَحيفَةُ:
الْكتَابُ، ج: صَحَائفُ علَي الْقيَاس، وصُحُفٌ، كَكُتَب، ويُخَفَّفُ
أَيضاً، وَهُوَ نَادرٌ، قَالَ اللَّيْثُ: لأَنَّ فَعيلَةَ لاَ تُجْمَعُ
علَي فُعُل، قَالَ سيبَوَيْه: أَمَّا صَحائفُ فعلَي بَابه، وصُحُفٌ
دَاخلٌ عَلَيْهِ، لأَنَّ فُعُلاً فِي مثْل هَذَا قليلٌ، وإِنَّما
شَبَّهُوهُ بقَليبٍ وقُلُبٍ، وقَضيبٍ وقُضُبٍ، كأَنَّهم جَمَعُوا
صَحيفاً حِين عَلمُوا أَنَّ الهاءَ ذَاهبَةٌ، شَبَّهُوها بحُفْرَةٍ
وحِفَارٍ، حينَ أَجْرَوْها مُجْرَى جُمْدِ وجِمَادٍ، قَالَ
الأَزْهَريُّ: ومثْلُه فِي النَّدْرَةِ، سَفينَةٌ وسُفًنٌ، والقياسُ:
سَفَائِنُ. والصَّحيفُ، كَأَميرٍ: وَجْهُ الأَرْض، وَهُوَ مَجازٌ علَي
التَّشْبيه بِمَا يُكْتَبُ فِيهِ، قَالَ الرَّاجزُ: بل مَهْمَهٍ
مُنْجَرِدِ الصَّحِيفِ وَقَالَ الشَّيْبَانيُّ: الصِّحافُ، كَكتَابٍ:
مَنَاقعُ صِغَارٌ تُتَّخَذُ للْمَاءِ، ج: صُحُفٌ، كَكُتُبٍ.
(24/5)
والصَّحَفِيُّ، مُحَرَّكَةً، من يُخْطئُ
فِي قرَاءَة الصَّحيفَة، وقَوْلُ العامَّة الصُّحُفِيُّ، بضَمَّتَيْن،
لَحْنٌ، والنِّسْبةُ إِلَى الجَمْع نسْبَةٌ إلَى الْوَاحِد، لأَنَّ
الغَرَضَ الدَّلالةُ على الجِنْس، والواحدُ يَكْفي فِي ذَلِك، وأَمَّا
مَا كَانَ عَلَماً، كأَنْمَارِيٍ، وكِلاَبيٍّ، ومَعَافِرِيٍّ
ومَدَائِنيٍّ، فإِنَّه لَا يُرَدُّ، وَكَذَا مَا كَانَ جَارياً مَجْرَي
العَلَمِ، كأَنْصَاريٍّ، وأَعْرَابيٍّ، كَمَا فِي العُبابِ.
والمُصْحَفُ، مُثَلَّثَةُ الْمِيمِ، عَن ثَعْلَبٍ، قَالَ: والفَتْحُ
لُغَةٌ.) فَصِيحَةٌ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تَمِيمُ تَكْسِرُها،
وقَيْسُ تَضُمُّها، وَلم يَذْكُرْ مَن يَفْتَحُها وَلَا أَنَّها
تُفْتَحُ، إِنَّما ذَلِك عَن اللِّحْيَانيِّ عَن الكِسَائِيِّ. وَقَالَ
الفَرَّاءُ: قد اسْتَثْقَلَتِ العربُ الضَّمَّةَ فِي حُروفٍ وكَسَرُوا
ميمَها، وأَصْلُها الضَّمُّ، من ذَلِك: مِصْحَفٌ، ومِخْدَعٌ،
ومِطْرَفٌ، ومِجْسَدٌ، لأَنَّها فِي المعنَي مَأْخُوذَةٌ من أُصْحِفَ،
بالضَّمِّ: أَيْ جُعلَتْ فِيهِ الصُّحُفُ المكْتُوبةُ بَين
الدَّفَّتَيْن، وجُمعَتْ فِيهِ.
والتَّصْحِيفُ: الخَطَأُ فِي الصَّحيفَة بأَشْباهِ الحُرُوفِ،
مُوَلَّدَةٌ، وَقد تَصَحَّفَ عَلَيْه لَفْظُ كَذَا. وَمِمَّا
يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: صَحِيفَةُ الوَجْهِ: بَشَرَةُ جِلْدِهِ، وَقيل:
هِيَ مَا أَقْبَلَ عليْك مِنْهُ، والجَمْعُ: صَحيفٌ، وَهُوَ مَجازٌ،
وقَوْلُه: إِذَا بَدَا منْ وَجْهِكَ الصَّحِيفُ يجوزُ أَنْ يكونَ
جَمْعَ صَحِيفَةٍ، الَّتِي هِيَ بَشَرَةُ جِلْدِهِ، وأَن يكونَ أَرادَ
بِهِ الصَّحِيفةَ. وَفِي المَثَلِ: اسْتَفْرَغَ فُلانٌ مَا فِي
صَحْفَتِهِ: إِذا اسْتَأْثَرَ عليْه بحَظِّه. والصَّحَّافُ، كشَدّاَدِ:
بَائِعُ الصُّحُفِ، أَو الَّذِي يَعْمَلُ الصُّحُفَ. والمُصَحِّفُ،
كمُحَدِّثِ: الصَّحَفِيُّ.
(24/6)
وأَبو داَوُدَ المَصَاحِفِيُّ: مُحَدِّثٌ
مَشْهُورٌ.
ص خَ ف
الصَخْفُ، كَالْمَنْع، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ ابنُ
دُرَيْدٍ: هُوَ حَفْرُ الأَرْضِ بِالْمِصْخَفَةِ لِلْمِسْحَاةِ، لُغَةٌ
يَمَانِيَةٌ ج: مَصَاخِفُ، كَذَا فِي العُبابِ، واللِّسانِ،
والتَّكْمِلَةِ.
ص د ف
الصَّدَفُ، مُحَرَّكَةً: غِشاءُ الدُّرِّ، الْوَاحِدَةُ بِهَاءٍ، هَذَا
نَصُّ الصِّحاحِ، والعُبابِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّدَفُ: غِشاءُ
خَلْقٍ فِي البَحْرِ، تَضُمُّه صَدَفَتانِ مَفْرُوجَتانِ عَن لَحْمٍ
فِيهِ رُوحٌ، يُسَمَّى المَحارَةَ، وَفِي مِثْلِهِ يكونُ اللُّؤْلُؤُ:
ج: أَصْدَافٌ، كسَبَبٍ وأَسْبابٍ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عَبَّاسٍ: إِذا
مَطَرَتِ السَّماءُ فَتَحَتِ الأَصْدَافُ أَفْوَاهَهَا. وَقَالَ
الأَصْمَعِيُّ: كُلُّ شَيْءٍ مُرْتَفِعٍ عَظِيمٍ، مِن حَائِطٍ
ونِحْوِهِ صَدَفٌ، وهَدَفٌ، وحَائِطٌ، وجَبَلٌ، وَمِنْه الحديثُ: كانَ
إِذا مَرَّ بهَدَفٍ مَائِلٍ، أَو صَدَفٍ مَائِلٍ، أَسْرَعَ المَشْيَ
وَمِنْه حديثُ مُطَرِّفٍ: مَن نَامَ تَحْتَ صَدَفٍ مَائِلٍ، وَهُوَ
يَنْوِي التَّوَكُّلَ، فلْيَرْمِ نَفْسَهُ من طَمَارٍ، وَهُوَ يَنْوِي
التَّوَكُّلَ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الصَّدَفُ، والهَدَفُ، وَاحِدٌ،
وَهُوَ: كُلُّ بِنَاءٍ مُرْتَفِعٍ عَظِيمٍ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ:
وَهُوَ مِثْلُ صَدَفِ الجَبَلِ، شَبَّهَهُ بِهِ، وَهُوَ مَا قَابَلَكَ
مِن جَانِبِهِ. والصَّدَفُ: مَوْضِعُ الْوَابِلَةِ مِن الكَتِفِ،
نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ. وصَدَفُ: ة،، قُرْبَ قَيْرَوَانَ علَي
خَمْسَةِ فَرَاسِخَ مِنْهَا. والصَّدَفُ: لَحْمَةٌ تَنْبُتُ فِي
الشَّجَّةِ عِنْدَ الجُمْجُمَةِ، كَالْغَضَارِيفِ، نَقَلَهُ
الصَّاغَاتِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ. والصَّدَفُ: لَقَبُ وَلَدِ، هَكَذَا
فِي النَّسَخِ، والصَّوَابُ: لَقَبُ وَالِدِ
(24/7)
نُوحِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سَيْفٍ
البُخَارِيِّ، هَكَذَا فِي العُبابِ، وَالَّذِي فِي التَّبْصِيرِ
شَيْخٌ للبُخارِيِّ، حدَّثَ عَن يَحْيَى بنِ النَّضْرِ، وَعنهُ ابنُه
إِبراهيمُ بنُ نُوحٍ. والصَّدَفُ فِي الْفَرَسِ: تَدَانِي
الفَخِذَيْنِ، وتَبَاعُدُ الْحَافِرَيْنِ، فِي الْتِوَاءٍ فِي
الرُّسْغَيْنِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: مِن الرُّسْغَيْنِ
وَهُوَ مِن عُيُوبِ الخَيْلِ الَّتِي تكونُ خِلْقَةً، وَقد صَدِفَ،
فَهُوَ أَصْدَفُ، أَو: هُوَ مَيَلٌ فِي الْحَافِرِ إِلَى الشِّقِّ
الوَحْشِيِّ، قَالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ، أَو: هُوَ مَيْلٌ فِي الخُفِّ،
أَي خُفِّ البَعِيرِ مِن اليَدِ أَو الرِّجْلِ إَلَي الشِّقِّ
الوَحْشِيِّ، وَقيل: هُوَ مَيْلٌ فِي القَدَمِ، قَالَ الأَصْمَعِيُّ:
لَا أَدْرِي أَعَنْ يَمِينٍ أَو شِمَالٍ، وَقيل: هُوَ إِقْبَالُ
إِحْدَى الرُّكْبَتَيْنِ علَى الأُخْرَى، وَقيل: هُوَ فِي الخَيْلِ
خَاصَّةً إِقْبالُ إِحْدَاهُما على الأُخْرَى، قَالَهُ الأَصْمَعِيُّ،
فإِنْ مَالَ إِلَي الْجَانِبِ الإِنْسِيِّ فَهُوَ القَفَدُ، وَقد
قَفِدَ، قَفَداً، فَهُوَ أَقْفَدُ، وَقد ذُكِرَ فِي الدَّالِ.
والصَّدَفُ، كَجَبَلٍ، وعُنُقٍ، وصُرَدٍ، وعَضُدٍ: مُنْقَطَعُ
الْجَبَلِ المُرْتَفِعُ، أَو نَاحِيَتُهُ وجَانِبُه، كَمَا فِي
المُحْكَم، وقُرِئَ بِهِنَّ قَوْلُه تعالَى: حَتَّى إِذَا سَاوَي
بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ. الأُوْلَى: قِراءَةُ أَبي جَعْفَرٍ، ونَافِعٍ،
وعَاصِمٍ، وحَمْزَةَ، والكِسَائِيِّ، وخَلَفٍ. والثَّانِيَةُ: لُغَةٌ
عَن كُراعٍ، وَهِي قِراءَةُ ابنِ كَثِيرٍ، وَابْن عَامِرٍ، وأَبي
عَمْروٍ، ويَعْقوبَ، وسَهْلٍ. والثالثةُ: قِرَاءَة قَتَادَة
وَالْأَعْمَش والخليل وَالرَّابِعَة قِراءَةُ يَعْقوبَ بنِ
المَاجُشُونِ. أَو الصَّدَفَانِ ههُنَا، أَي فِي الآيةِ: جَبَلاَنِ
مُتَلازِقَانِ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ:) مُتَلاقِيانِ، كَمَا
هُوَ نَصُّ اللِّسانِ، بَيْنَنَا وبَيْنَ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ.
(24/8)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الصُّدُفَانِ،
بِضَمَّتَيْنِ خَاصَّةً: نَاحِيَتَا الشِّعْبِ أَو الْوَادِي،
كالصُّدَّيْنِ، ويُقال لِجَانِبَيِ الجَبَلِ إِذا تَحاذَيَا،
صُدُفَانِ، وَكَذَا صَدَفانِ لِتَصادُفِهِما، أَي: تَلاَقِيهما،
وتَحَاذِي هَذَا الْجانِبِ الْجانِبَ الَّذِي يُلاقِيهِ، وَمَا
بَيْنَهُما فَجٌّ، أَو شِعْبٌ، أَو وَادٍ. والصُّدَفُ، كَصُرَدٍ:
طَائِرٌ أَوْ سَبْعٌ مِن السِّباعِ. وصَدَفَ عَنهُ، يَصْدِفُ، مِن
حَدِّ ضَرَب: أَعْرَضَ، وَمِنْه قَوْلُهُ تعالَى: سَنَجْزِي الَّذِينَ
يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا
يَصْدِفُونَ أَي: يُعْرِضُونَ. وصَدَفَ فُلاَناً، يَصْدِفُهُ:
صَرَفَهُ، كَأَصْدَفَهُ عَن كَذَا وَكَذَا، أَي: أَمَالَهُ، وَقيل:
عَدَلَ بِهِ. وَفِي المُحْكَمِ: صَدَفَ عَنهُ فُلاَنٌ، يَصْدُفُ،
ويَصْدِفُ، من حَدَّيْ نَصَر، وضَرَب، صَدْفاً، وصُدُوفاً: انْصَرَفَ،
ومَالَ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: صَدَفَ، ونَكَبَ: إِذا عَدَلَ، وَفِي
العُبابِ أَنَّ صَدَفَ لاَزِمٌ مُتَعَدٍّ، إِلاَّ أَنَّ مَصْدَرَ
الَّلازِمِ الصَّدَفُ، والصُّدُوفُ، ومَصْدَرَ المُتَعَدِّي الصَّدَفُ،
لَا غَيْرُ. والصَّدُوفُ: المَرْأَةُ تَعْرِضُ وجْهَهَا عَلَيْكَ،
ثُمَّ تَصْدِفُ، وَفِي المُحْكَمِ: هِيَ الَّتِي تَصْدِفُ عَن
زَوْجِها، عَن الِّلحْيانِيِّ، وَقيل: الَّتِي لَا تَشْتَهِي القُبَلَ.
والصَّدُوفُ: الأَبْخَرُ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وَالَّذِي فِي نَوَادِرِ
اللِّحْيانِيِّ: الصَّدُوفُ: البَخْرَاءُ. وصَدُوفٌ بِلاَلاَمٍ: عَلَمٌ
لَهُنَّ قَالَ رُؤْبَةُ: وقَدْ تُرَي يَوْماً بِهَا صَدُوفُ كالشَّمْسِ
لاَقَى ضَوْءَهَا النَّصِيفُ وصَادِفٌ: فَرَسُ قَاسِطٍ الْجُشَمِيِّ،
قَالَ أَبو جَرْوَلٍ الجُشَمِيُّ:
(يُكَلِّفُنِي زَيْدُ بنُ فَارِسِ صَادِفٍ ... وَزيْدٌ كَنَصْلِ
السَّيْفِ عَارِي الأَشَاجِعِ)
(24/9)
وصَادِفٌ أَيْضا: فَرَسُ عبدِ الله ابنِ
الحَجَّاجِ الثَّعْلَبِيِّ، كَمَا فِي المُحِيطِ. والصَّدَفُ،
كَكَتِفٍ: بَطْنٌ مِن كِنْدَةَ، يُنْسَبُونَ الْيَوْمَ إِلَى
حَضْرَمَوْتَ، وإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهِم قُلْتَ: هُوَ صَدَفِيٌّ،
مُحَرَّكَةً، كَراهَةَ الكَسْرةِ قبلَ يَاءِ النَّسَبِ، قَالَهُ ابْنُ
دُرَيْدٍ، وأَنْشَدَ: يَوْمٌ لِهَمْدَانَ ويَوْمٌ لِلصَّدِفْ
ولِتَمِيمٍ مِثْلُهُ أَو تَعْتَرِفْ وَقَالَ غيرُه: هُوَ صَدِفُ بنُ
عَمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ مُعاويةَ بنِ جُشَمَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ
وَائِلِ بنِ الغَوْثِ بنِ حَيْدانَ بنِ قَطَنِ بنِ عَرِيبِ بنِ
زُهَيْرِ بنِ أَيْمَنَ بنِ الهَمَيْسَعِ بنِ حِمْيَرَ بنِ سَبأٍ،
ويُنْسَبُ إِلَيْهِ خَلْقٌ مِن الصَّحابةِ، وغيرِهم، قد نَزَلُوا
بمصرَ، واخْتَطُّوا بهَا، وَمِنْهُم يُونُسُ بنُ عبدِ الأَعْلَى
الصَّدَفِيُّ، وغيرُه. قَالَ ابنُ سِيدَه: النَّجَائِبُ
الصَّدَفِيَّةُ، أُراهَا نُسِبَتْ إِلَيْهِم، قَالَ طَرَفَةُ:) لَدَي
صَدَفِيٍّ كالْحَنِيَّةِ بَارِكِ وصَادَفَهُ، مُصادَفَةً، وَجَدَهُ،
ولَقِيَهُ، ووَافَقَهُ. وتَصَدَّفَ عَنْهُ: أَعْرَضَ، وَفِي العُبابِ:
عَدَلَ، وأَنْشَدَ للعَجَّاجِ يَصِفُ ثَوْراً: فَانْصَاعَ مَذْعُوراً
وَمَا تَصَدَّفَا كالْبَرْقِ يَجْتازُ أَمِيلاً أَعْرَفَا وَمِمَّا
يسْتَدرك عَلَيْهِ: المَصْدُوفُ: المَسْتورُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ
الأَعْشَى: فلَطَّتْ بحِجَابٍ مِنْ بَيْنِنَا مَصْدُوفُ والمُصادَفَةُ:
المُخاذَاةُ.
(24/10)
والصَّوادِفُ: الإِبِلُ الَّتِي تَأْتِي
علَى الحَوْضِ، فتَقِفُ عندَ أَعْجازِهَا، تَنْتَظِرُ انْصِرَافَ
الشَّارِبَةِ، لِتَدْخُلَ هِيَ، قَالَ الرَّاجِزُ: لارِيَّ حَتَّى
تَنْهَلَ الرَّوَادِفُ النَّاظِرَاتُ العُقَبَ الصَّوَادِفُ وتَصَدَّف:
تَعَرَّضَ، وَمِنْه قَوْلُ مُلَيْحٍ الهُذَلِيِّ:
(فَلَمَّا اسْتَوَتْ أَحْمَالُهَا وتَصَدَّفَتْ ... بِشُمِّ المَرَاقِي
بَارِدَاتِ الْمَدَاخِلِ)
قَالَ السُّكَّرِيُّ: أَي تَعَرَّضَتْ. والصَّدَفَةُ: مَحارَةُ
الأُذُنِ، والصَّدَفَتانِ: النُّقْرَتانِ اللَّتانِ فيهمَا مَغْرِزُ
رَأْسَي الفَخِذَيْنِ، وَفِيهِمَا عَصَبَةٌ إِلَى رَأْسِهِما.
والأَصْدَافُ: أَمْواجُ البَحْرِ، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ.
والمُصَدَّفُ، كمُعَظَّمٍ: مَنْ تُصِيبُه الأَمْرَاضُ كَثِيراً،
عَامِّيَّةٌ. ومِن الكِنَايةِ: رَجُلٌ صَدُوفٌ، أَي أَبْخَرُ، لأَنَّه
كلَّما حَدَّثَ صَدَفَ بوَجْهِهِ، لِئَلاَّ يُوجَدَ بَخَرُهُ.
ص ر د ف
صَرْدَفٌ، كَجَعْفَرٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسانِ،
وَهِي: د، شَرْقِيَّ الْجَنَدِ مِن أَرْضِ اليَمَنِ، مِنْهُ الإِمامُ
الفَقِيهُ أَبو يَعْقوبَ إِسْحاقُ بنُ يَعْقُوبَ الفَرَضِيُّ
الصَّرْدَفِيُّ، مُؤَلِّفُ كتابِ الفَرَائِضِ، وقَبْرُه بِهِ، يُزارُ
ويُتَبَرَّكُ بِهِ، تَرْجَمَهُ الجَنَدِيُّ، وابْنُ سَمُرَةَ، فِي
طَبَقاتِهِما، وَكَذَا القُطْبُ الخَيْضَرِيُّ، فِي طَبَقاتِ
الشَّافِعِيَّةِ.
ص ر ف
الصَّرْفُ فِي الحَدِيثِ: الْمدِينَةُ حَرَمٌ مَا بينَ عائَرٍ ويُرْوَي
عَيْرٍ إِلى كَذا، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً، أَو آوَي مُحْدِثاً،
فَعَلَيهِ لَعْنَةُ اللهِ والمَلائِكةِ والناسِ أَجْمَعِينَ، لَا
يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ: التَّوْبَةُ، والعَدْلُ:
الفِدْيَةُ قَالَه مَكْحُولٌ.
(24/11)
أَو: هُوَ الناقِلَةُ، والعَدْلُ:
الفَرِيضَةُ قَالَه أَبو عُبَيْدٍ. أَو بالعَكْسِ أَي: لَا يُقْبَلُ
مِنْهُ فَرْضٌ وَلَا تَطَوُّعٌ، نَقله ابنُ دُرَيْدٍ عَن بعضِ أَهلِ
اللُّغَةِ. أَو هُوَ الوَزْنُ، والعَدْلُ: الكَيْلُ أَو هُوَ
الاكْتِسابُ، والعَدْلُ: الفِدْيَةُ. أَو الصَّرْفُ: الحِيلَةُ وَهُوَ
قولُ يُونُسَ وَمِنْه قيل: فُلانٌ يَتَصَرَّفُ: أَي يَحْتالُ، وَهُوَ
مجازٌ، وَقَالَ الله تَعَالَى: فَمَا يَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلَا
نَصْراً وَقَالَ غيرُه فِي مَعْنَى الآيةِ: أَيْ مَا يَسْتَطِيعُونَ
أَن يَصْرِفُوا عَن أَنْفُسِهِمُ العَذابَ وَلَا أَن يَنْصُرُوا
أَنْفُسَهُم. وَفِي سِياقِ المصنِّفِ نَظَرٌ ظَاهر. ثمَّ إِنه ذَكَر
للصِّرْفِ المذكورِ فِي الحَديثِ مَعَ العَدْلِ أَربعةَ مَعانٍ،
وفاتَهُ الصَّرْفُ: المَيْلُ، والعَدْلُ: الاسْتِقَامَةُ، قَالَه ابنُ
الأَعرابِيّ: وقِيلَ: الصَّرْفُ: مَا يُتَصَرَّفُ بِهِ، والعَدْلُ:
المَيْلُ، قَالَه ثَعْلَبٌ، وقِيلَ: الصَّرْفُ: الزِّيادَةُ والفَضْلُ،
وَلَيْسَ هَذَا بشَيءٍ، وَقيل: الصَّرْفُ: القِيمة، والعَدْلُ:
المِثْل، وأَصلُه فِي الفِدْيَةِ، يُقَال: لم يَقْبَلُوا مِنْهُم
صَرْفاً وَلَا عَدْلاً: أَي لم يَأْخُذوا مِنْهُم دِيَةً، وَلم
يَقْتُلُوا بقَتِيلِهم رَجُلاً واحِداً، أَي: طَلَبُوا مِنْهُم
أَكْثَرَ من ذَلِك، وَكَانَت العَرَبُ تَقْتُلُ الرجُلَيْنِ والثلاثةَ
بالرَّجُلِ الواحدِ، فإِذا قَتَلُوا رَجُلاً برَجُلٍ فَذَلِك العَدْلُ
فيهم، وإِذا أَخَذُوا دِيَةً فقد انْصَرَفُوا عَن الدَّمِ إِلَى غَيره،
فصَرَفُوا ذَلِك صَرْفاً، فالقِيمةُ صَرْفٌ، لأَنَّ الشيءَ يُقَوَّمُ
بغيرِ صِفَتِه، ويُعَدَّلُ بِمَا كانَ فِي صِفَتِهِ، ثمَّ جُعِلَ بعدُ
فِي كُلِّ شيءٍ، حَتَّى صارَ مَثَلاً فيمَنْ لم يُؤْخَذْ مِنْهُ
الشَّيْءُ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ، وأُلْزِمَ أَكْثَرَ مِنْهُ،
فتأَمَّلْ ذلِكَ. والصَّرْفُ من الدَّخْرِ: حِدْثانُهُ ونَوائِبُه
وَهُوَ اسمٌ لَهُ لأَنَّه يَصْرِفُ الأَشْياءَ عَن وُجُوهِها.
(24/12)
وقولُ صَخْرِ الغَيِّ:
(عاوَدَنِي حُبُّها وَقد شَحَطَتْ ... صَرْفُ نَواهَا فإِنَّنِي
كَمِدُ)
أَنَّثَ الصَّرْفَ لتَعْلِيقِهِ بالنَّوَى، وجَمْعُه صُرُوفٌ.
والصَّرْفُ: اللَّيْلُ والنَّهارُ، وهما صِرْفانِ بالفَتْح)
ويُكْسَرُ عَن ابنِ عَبّادٍ، وكذلِكَ الصِّرْعانِ، بالكسرِ أَيضاً،
وَقد ذُكِر فِي الْعين. وصَرْفُ الحَديثِ فِي حديثِ أَبِي إِدْرِيسَ
الخَوْلانِيِّ: من طَلَبَ صَرْفَ الحَدِيثِ ليَبْتَغِيَ بهِ إِقبالَ
وُجُوهِ الناسِ إِليه، لم يَرَحْ رائِحَةَ الجَنَّةِ هُوَ: أَنْ يُزادَ
فيهِ ويُحَسَّنَ، من الصَّرْفِ فِي الدَّراهِمِ، وَهُوَ فَضْلُ بعضِه
على بَعْضٍ فِي القِيمَةِ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَرادَ بصَرْفِ
الحَدِيثِ: مَا يَتَكَلَّفُه الإِنسانُ من الزِّيادَةِ فِيهِ على
قَدْرِ الحاجَةِ، وإِنَّما كُرِهَ ذَلِك لِما يَدْخُلُه من الرِّياءِ
والتَّصَنُّعِ، ولِما يُخالِطُه من الكَذِبِ والتَّزَيُّدِ، والحَدِيثُ
مَرْفُوعٌ من روايةِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضِيَ اللهُ عَنهُ فِي سُنَنِ
أَبي دَاوُد وَكَذَلِكَ صَرْفُ الكَلامِ يُقال: فلانٌ لَا يَعْرِفُ
صَرْفَ الكَلامِ، أَي: فَضْلَ بعضِه على بَعْضٍ. ويُقالُ: لَهُ عليهِ
صَرْفٌ: أَي شَِفٌّ وفَضْلٌ، وهُوَ مِنْ صَرَفَهُ يَصْرِفُه لأَنَّهُ
إِذا فُضِّلَ صُرِفَ عَن أَشْكالِهِ ونَظائِرِه. والصَّرْفَةُ:
مَنْزِلَةٌ للقَمَرِ، نَجْمٌ واحِدٌ نَيِّرٌ، يتلُو الزُّبْرَةَ خَلْفَ
خَراتَيِ الأَسَدِ، يُقال: إِنه قَلْبُ الأَسدِ، إِذا طَلَعَ أَمامَ
الفَجْرِ فذلِكَ أَوّلُ الرَّبِيعِ، قَالَ ابْن كُناسَةَ: سُمِّيَ
هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وكَأَنَّهُ يرجِعُ إِلى النَّجْمِ، وَفِي
سائِرِ الأُصُولِ سُمِّيَتْ بذلِكَ لانْصِرافِ الحَرِّ وإِقْبالِ
البَرْدِ بطُلُوعِها أَيْ: تِلْكَ المَنْزِلَة، قَالَ ابنُ بَرِّي:
صوابُه أَنْ يُقالَ: سُمِّيَت بذلِكَ لانْصِرافِ الحَرِّ وإِقْبالِ
البَرْدِ.
والصَّرْفَةُ: خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذِ وَقَالَ ابنُ سِيدَه:
يُسْتَعْطَفُ بهَا الرِّجالُ
(24/13)
يُصْرَفُونَ بهَا عَن مَذاهِبِهِم
ووُجُوهِهِم، عَن اللِّحْيانِيّ. والصَّرْفَةُ: نابُ الدَّهْرِ الَّذِي
يَفْتَرُّ هكَذا هُوَ نَصُّ المُحِيط، وَفِي التَهْذِيب: والعَرَبُ
تقولُ: الصَّرْفَةُ نابُ الدّهْرِ لأَنَّها تَفْتَرُّ عَن البَرْدِ،
أَو عَن الحَرِّ، فِي الحالَتَيْنِ، فتَأَمَّلْ ذلِكَ. والصَّرْفَةُ:
القَوْسُ الَّتِي فِيها شامَةٌ سَوْداءُ لَا تُصِيبُ سِهامُها إِذا
رُمِيَتْ عَن ابنِ عَبّادٍ. وَقَالَ أَيضاً: الصَّرْفَةُ: أَنْ
تَحْلُبَ النّاقَةَ غُدْوَةً، فتَتْرُكَها إِلى مِثْلِهامِنْ أَمْسِ
نَقله الصّاغاتِيّ.
وصَرَفَه عَن وَجْهِهِ يَصْرِفُه صَرْفاً: رَدَّه فانْصَرَفَ. وقولُه
تَعالى: صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ أَي: أَضَلَّهُم اللهُ مُجازاةً على
فِعْلِهِمْ. وقولُه تَعالَى: سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ أَي أَجْعَلُ
جَزاءَهُم الإِضْلالَ عَن هِدايَةِ آياتِي. وصَرَفَتِ الكَلْبَةُ
تَصْرِفُ صُرُوفاً بالضمِّ وصِرافاً، بالكَسْرِ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ،
وَهِي صارِفٌ قَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: السِّباعُ كلُّها تُجْعِلُ
وتَصْرِفُ: إِذا اشْتَهَتِ الفَحْلَ، وَقد صَرَفَتْ صِرافاً، وَهِي
صارِفٌ، وأَكثَرُ مَا يُقالُ ذَلِك كُلُّه للكَلْبَةِ. وَقَالَ
اللَّيْثُ: الصِّرافُ: حِرْمَةُ الشّاءِ والكِلابِ والبَقَرِ. وصَرَفَ
الشرابَ صُروفاً: لم يَمْزُجْها هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، ومثلُه
نصُّ المُحِيطِ، وَهُوَ غَلَطٌ، صوابُه: لم يَمْزُجْه وَهُوَ أَي،
الشَّرابُ مَصْرُوفٌ وقولُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِّي:
(إِنْ يُمْسِ نَشْوانَ بمَصْروفَةٍ ... مِنْها بِرِيٍّ وعَلَى
مِرْجَلِ)
) يَعْني بكأْسٍ شُرِبَتْ صِرْفاً على مِرْجَلٍ، أَي: على لَحْمٍ
طُبِخَ فِي قِدْرٍ. وصَرَفَتِ البَكَرَةُ تَصْرِفُ صَرِيفاً، صَوَّتَتْ
عندَ الاسْتِقاءِ.
(24/14)
وصَرَفَ الخَمْرَ يَصْرِفُها صَرْفاً:
شَرِبَها وَهِي مَصْرُوفَةٌ خالصةٌ لم تُمْزَجْ. وصَرَفَ الصِّبْيانَ:
قَلَبَهُم من المَكْتَبِ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: الصَّرِيفُ
كأَمِيرٍ: الفِضَّةُ ومثلُه قولُ أَبي عَمْروٍ، وزادَ غيرُهما:
الخالِصَةُ وأَنشَد: وَهَذَا الْبَيْت أوردهُ الْجَوْهَرِي:
(بَنِي غُدانَةَ حَقّاً مَا ... إِنْ أَنْتُمُ ذَهَباً ولاصَرِيفاً)
(حَقًا لَسْتُم ذَهَبا ... وَلَا صرسفاً وَلَكِن أَنْتُم خزفاً)
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُ إِنْشادِه مَا إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبٌ لأَنَّ
زيادَةَ إِنْ تُبْطِلُ عملَ مَا. والصَّرِيفُ: صَرِرُ البابِ، و:
صَرِيرُ نابِ البَعيرِ، وَمِنْه ناقَةٌ صَرُوفٌ بَيِّنَةُ الصَّرِيفِ،
وَكَذَا نابُ الإِنْسانِ، يقالُ: صَرَفَ الإِنسانُ والبَعيرُ نابَه،
وبِنابِهِ يَصْرِفُ صَرِيفاً: حَرَقَه، فسَمِعْتَ لَهُ صَوْتاً.
وَقَالَ ابنُ خالَوَيْهِ: صَرِيفُ نابِ الناقَةِ يَدُلُّ على كَلالِها،
ونابِ البَعِيرِ على غُلْمَتِه. وقولُ النابِغَةِ يصفُ نَاقَة:
(مَقْذُوفَةٍ بدَخِيسِ النَّخْضِ بازِلُها ... لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ
القَعْوِ بالمَسَدِ)
هُوَ وَصْفٌ لَهَا بالكَلاَلِ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِنْ كانَ
الصَّرِيفُ من الفُحُولَةِ فَهُوَ من النَّشاطِ، وإِنْ كانَ من
الإِناثِ فَهُوَ من الإِعْياءِ، وَبَين بابٍ ونابٍ جِناسٌ.
والصَّرِيفُ: اللَّبَنُ ساعةَ حُلِبَ وصُرِفَ عَن الضَّرْعِ، فإِذا
سَكَنَتْ
(24/15)
رَغْوَتُه فَهُوَ الصَّرِيحُ، قَالَ
سَلَمَةُ بنُ الأَكْوَعِ رضِيَ اللهُ عَنهُ: لكِنْ غَذَاهَا اللَّبَنُ
الخَرِيفْ أَلْمَخْضُ والقارِصُ والصَّرِيفُ والصَّرِيفُ: ع، قُرْبَ
النِّباجِ على عَشْرَةِ أَميالٍ مِنْهُ مِلْكٌ لبَنِي أُسَيْد بنِ
عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ قَالَ جَرِيرٌ:
(أَجِنَّ الهَوَى مَا أَنْسَ لَا أَنْسَ مَوْقِفاً ... عَشِيَّةَ
جَرْعاءِ الصَّرِيفِ ومَنْظَرَا)
وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَم بعضُ الرُّواةِ أَنَّ الصَّرِيفَ: مَا
يَبِسَ من الشَّجَرِ مثل الضَّرِيعِ، وَهُوَ الَّذي فارِسِيَّتُهُ
خُذْخوش وَهُوَ القُفْلُ أَيضاً. وقالَ مَرَّةً: الصَّرِيفَةُ،
كسَفِينَةٍ: السَّعَفَةُ اليابِسَةُ والجَمْعُ صَرِيفٌ. والصَّرِيفَةُ:
الرُّقاقَةُ، ج: صُرُفٌ بضَمَّتَيْنِ وصِرافٌ، وصَرِيفٌ. وصَرِيفُونَ
فِي سَوادِ)
العِراقِ فِي موضِعَيْنِ، أَحَدُهُما: ة، كَبِيرةٌ غَنَّاءُ شَجْراءُ
قُربَ عُكْبَراءَ وأَوانَي، عَلَى ضَفَّةِ نَهْرِ دُجَيْل. والآخَرُ: ة
بواسِطَ. وقولُه: مِنها الخَمْرُ الصَّرِيفِيَّةُ ظاهِرُه أَنَّ
الخَمْرَ مَنْسُوبةٌ إِلَى الَّتِي بواسِطَ، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل إِلى
القَرْيَةِ الأُولَى الَّتِي عندَ عُكْبَراءَ، وإِليه أَشارَ الأَعْشَى
بقوله:
(وتُجْبَى إِليه السَّيْلَحُونَ ودُونَها ... صَرِيفُونَ فِي
أَنْهارِها والخَوَرْنَقُ)
قَالَ الصاغانِيُّ: وإِليها نُسِبَت الخَمْرُ، وَقَالَ الأَعْشى
أَيضاً:
(تُعاطِي الضَّجِيعَ إِذا أَقْبَلَتْ ... بُعَيْدَ الرُّقادِ وعندَ
الوَسَنْ)
(24/16)
(صَرِيفِيَةً طَيِّبٌ طَعْمُها ... لَهَا
زَبَدٌ بينَ كُوبٍ ودَنْ)
أَو قيلَ لَهَا: صَرِيفِيَّةٌ، لأَنَّها أُخِدَتْ منَ الدَّنِّ
ساعَتَئذٍ، كاللَّبَن الصَّريفِ ويُرْوَى: مُعَتَّقَةً قَهْوَةً
مُرَّةً وَقَالَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ الأَعْشَى: إِنّها
الخَمْرُ الطَّيِّبَةُ. والصَّرَفانُ مُحَرَّكَةً: المَوْتُ عَن ابنِ
الأَعْرابِيِّ، وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: هُوَ النُّحاسُ، وَفِي اللسانِ
الرَّصاصُ القَلَعِيُّ، وَبِهِمَا فُسِّرَ قولُ الزَّبّاءِ: مَا
لِلْجِمالِ مَشْيُها وَئِيدَا أَجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أِم حَدِيدَا
أَمْ صَرَفاناً بارِداً شَدِيدَا أَم الرِّجالُ جُثَّماً قُعُودا
وَقيل: بل الصَّرَفانُ هُنَا: تَمْرٌ رَزِينٌ مثلُ البَرْنِيِّ إِلاّ
أَنَّه صُلْبُ المَضاغِ عَلِكٌ يُعِدُّها هَكَذَا فِي النُّسَخِ،
والصوابُ: يُعِدُّه ذَوُو العِيالاتِ، وذَوُو الأُجَراءِِ وذَوُو
العَبِيدِ لِجَزائِها هَكَذَا فِي النُّسَخِ والصوابُ: لجَزائِه
وعِظَمِ مَوْقِعِه، والناسُ يَدَّخرُونَه، قَالَه أَبو حَنِيفَة. أَو
هُوَ الصَّيْحانِيُّ بالحِجازِ، نَخْلتُه كنَخْلَتِه، حَكَاهُ أَبو
حَنِيفَةَ عَن النُّوشَجَانِيِّ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ للنَّجاشِيِّ:
(حَسِبْتُم قِتالَ الأَشْعَرِينَ ومَذْحِجٍ ... وكِنْدَةَ أَكْلَ
الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ)
وَقَالَ عِمْرانُ الكَلْبِيّ:
(24/17)
(أَكُنْتُمْ حَسِبْتُم ضَرْبَنا وجِلادَنَا
... على الحجْرِ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ)
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلم يكُنْ يُهْدَى للزَّبّاءِ شيءٌ أَحَبَّ
إِليها من التَّمْرِ الصَّرَفانِ، وأَنشج:
(ولمّا أَتَتْها العِيرُ قالَتْ: أَبارِدٌ ... من التَّمْرِ أَمْ هَذَا
حِدِيدٌ وجنْدَلُ)
)
وَمن أَمْثالِهِم: صَرَفانَةٌ رِبْعِيَّةٌ، تُصْرَمُ بالصَّيْفِ،
وتُؤْكَلُ بالشَّتِيَّةِ نَقله أَبو حَنِيفَةَ فِي كتابِ النباتِ.
والصِّرْفُ، بالكَسْرِ: صِبْغٌ أَحْمَرُ تُصْبَغُ بِهِ شُرُكُ
النِّعالِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ لابنِ الكَلْحَبَةِ:
(كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ ولكِنْ ... كَلْونِ الصِّرْفِ عُلَّ بهِ
الأَدِيمُ)
يَعْنِي أَنها خالِصَةُ الكُمْتَةِ، كَلْونِ الصِّرْفِ، وَفِي
المُحْكَمِ: خالِصَةُ اللَّوْنِ، وَمِنْه الحَدِيث: فاسْتَيْقَظَ
مُحْمارّاً وَجْهُه كأَنَّهُ الصِّرْفُ. والصِّرْفُ: الخالِصُ البَحْتُ
من الخَمْرِ وغَيْرِها وَلَو قالَ: من كُلِّ شيءٍ، لأَصابَ، ويُقال:
شَرابٌ صِرْفٌ، أَي: بَحْتٌ لم يُمْزَجْ، وَكَذَلِكَ دَمٌ صِرْفٌ،
وبَلْغَمٌ صِرْفٌ.
والصَّيْرَفِيُّ: المُحْتالُ المُتَصَرِّفُ فِي الأُمُورِ المُجَرِّبُ
لَهَا كالصَّيْرَفِ قَالَه أَبُو الهَيْثَمِ، قَالَ سُوَيْدُ بنُ أَبي
كاهِلٍ اليَشْكُرِيُّ:
(ولِساناً صَيْرَفِيّاً صارِماً ... كحُسامِ السَّيْفِ مَا مَسَّ
قَطَعْ)
وقالَ أُمَيَّةَ بنُ أَبي عائِذٍ الهُذَلِيُّ:
(قد كُنْتُ خَرّاجاً وَلُوجاً صَيْرَفاً ... لم تَلْتَحِصْنِي حَيْصَ
بَيْصَ لَحاصِ)
(24/18)
والصَّيْرَفِيُّ، والصَّيْرَفُ،
والصَّرّافُ: صَرّافُ الدَّراهِمِ ونُقَّادُها، من المُصارَفَةِ،
وَهُوَ من التَّصَرُّفِ ج: صَيارِفُ، وصَيارِفَةٌ، والهاءُ
للنِّسْبَةِ، وَقد جاءَ فِي الشِّعْرِ صَيارِيفُ:
(تَنْفِي يَدَاها الحَصى فِي كُلِّ هاجِرَةٍ ... نَفْيَ الدَّراهِيمِ
تَنْقادُ الصّيارِيفِ)
لمّا احتاجَ إِلى تمامِ الوَزْنِ أَشْبَعَ الحَرَكَةَ ضَرُورَة حَتَّى
صارَتْ حَرْفاً، أَنشده سِيَبَويْه للفَرَزْدَقِ، قَالَ الصّاغانِيُّ:
وَلَيْسَ لَهُ. والصَّرَِيُّ، محرَّكةً، من النَّجائِبِ: مَنْسُوبٌ
إِلى الصَّرَفِ، قالهُ اللَّيْثُ، أَو الصَّوابٌ بالدّالِ وصَحَّحُوه،
وَقد تقدّم. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: أَصْرَفَ الشاعرُ شِعْرَهُ:
إِذا أَقْوَي فِيهِ وخالَفَ بَين القافيَتَيْنِ، يُقال: أَصْرَفَ
الشاعرُ القافيَةَ، قَالَ ابنُ بَرِّي: وَلم يَجِيءْ أَصْرَفَ غَيره،
أَو هُوَ الإِقواءُ، بالنَّصْبِ ذكره المُفَضَّلُ بنُ محمّدٍ
الضَّبِّيُّ الكُوفِيُّ، وَلم يَعْرِف البَغدادِيُّونَ الإِصْرافَ،
والخَليلُ لَا يُجيزُه أَي الإِقْواءَ بالنَّصْبِ، وَكَذَا أَصْحابُه
لَا يُجيزُونَه وقَدْ جاءَ فِي شِعْرِ العربِ، وَمِنْه قَوْله:
(أَطْعَمْتُ جابانَ حتَّى اسْتَدَّ مَغْرِضُه ... وَكَاد ينْقَدُّ
لَوْلا أَنَّهُ طافَا)
ويَنْقَدُّ، أَي: يَنْشَقُّ:
(فقُلْ لجابانَ يَتْرُكْنا لطِيَّتِه ... نَوْمُ الضُّحَى بَعْدَ
نَوْمِ اللَّيْلِ إِسْرافُ)
وبعضُ الناسِ يَزْعُمُ أَنَّ قولَ امْرِئِ القَيْسِ:)
(24/19)
(فَخَرَّ لرَوْقِيْه وأَمْضَيْتُ مُقْدِماً
... طُوالَ القَرَا والرَّوْقِ أَخْنَسَ ذَيّالِ)
من الإِقْواءِ بالنَّصْب، لأَنَّه وَصَلَ الفعْلَ إِلى أَخْنَسَ.
وتَصْريفُ الآياتِ: تَبْيِينُها وَمِنْه قوْلُه تَعالَى: وَصَرَّفْنَا
الآياتِ والتَّصَريفُ فِي الدَّراهِمِ والبِياعاتِ: إِنْفاقُها هَكَذَا
فِي سائِر النُّسخ، وَالصَّوَاب: تَصْرِيفُ الدَّراهِمِ فِي البِياعاتِ
كُلِّها: إِنْفاقُها، كَمَا هُوَ نَصّ العُباب، وَفِي اللِّسانِ:
التَّصْرِيفُ فِي جَميعِ البِياعاتِ: إِنْفاقُ الدِّراهِم، فتَأَمَّلْ
ذَلِك. والتَّصْرِيفُ فِي الكَلامِ: اشْتِقاقَ بَعْضِهِ من بَعْض.
والتصريف فِي الرِّياحِ: تَحْويلُها من وَجْهٍ إِلَى وَجْهٍ وَمن حالٍ
إِلى حالٍ، قَالَ اللَّيْثُ: تَصْرِيفُ الرِّياحِ صَرْفُها من جِهَةٍ
إِلَى جِهَةٍ، وَكَذَلِكَ تَصْرِيفُ السُّيُولِ والخُيُولِ والأُمورِ
والآياتِ، وَقَالَ غيرُه: تَصْرِيفُ الرِّياحِ: جَعْلُها جَنُوباً
وشَمالاً وصَباً ودَبُوراً، فجَعَلَها ضُرُوباً فِي أَجْناسِها.
والتَّصْرِيفُ فِي الخَمْرِ: شُرْبُها صِرْفاً أَي: غير مَمْزُوجَةٍ.
وصَرَّفْتُهُ فِي الأَمْرِ تَصْرِيفاً، فتَصَرَّفَ فيهِ: أَي
قَلَّبْتُهُ: فَتَقَلَّبَ. ويُقال: اصْطَرَفَ لِعيالِهِ: إِذا
تَصَرَّفَ فِي طَلَبِ الكَسْبِ قَالَ العَجّاجُ: قد يَكْسِبُ المالَ
الهِدانُ الجافِي بغَيْرِ مَا عَصْفٍ وَلَا اصْطِرافِ هَكَذَا
أَنْشَدَهُ الجوهريُّ، والمَشْطورُ الثانِي للعَجّاج دُونَ الأول،
والرِّوايَةُ فِيهِ:
(24/20)
مِنْ غير لَا عَصْفٍ. ولرُؤْبَةَ
أُرْجُوزةٌ على هَذَا الرَّوِيِّ، وليسَ المَشْطورانِ وَلَا أَحدُهُما
فِيها، قَالَه الصاغانِيّ.
واسْتَصْرَفْتُ اللهَ المَكارِهَ: أَي سَأَلْتُه صَرْفَها عَنِّي.
وانْصَرَفَ: انْكَفَّ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصوابُ انْكَفَأَ،
كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ، وَهُوَ مُطاوِعُ صَرَفَه عَن وَجْهِه
فانْصَرَفَ، وَقَوله تَعَالَى: ثُمَّ انْصَرَفُوا أَي: رَجَعُوا عَن
المَكانِ الَّذِي استَمَعُوا فِيهِ، وقِيلَ: انْصَرَفُوا عَن العَمَلِ
بشَيءٍ مِمَّا سَمِعُوا. والاسْمُ على ضَرْبَتَيْنِ: مُنْصَرِفٌ، وغيرُ
مُنْصَرِفٍ قَالَ الزَّمَخْشَريُّ: الاسمُ يمتَنِعُ من الصَّرْفِ مَتى
اجْتَمَع فِيهِ اثْنانِ من أَسْبابِ تِسْعَةٍ، أَو تَكَرَّرَ واحِدٌ،
وَهِي: العَلَمِيّة والتّأْنِيثُ اللاّزِمُ لَفْظاً أَو مَعْنىً،
نَحْو: سُعادَ وطَلْحَةَ. ووَزْنُ الفِعْلِ الَّذِي يَغْلِبُه فِي
نَحْوِ أَفْعَلِ، فإِنَّه فِيهِ أَكْثَرُ مِنْهُ فِي الاسْمِ، أَو
يَخُصُّه فِي نَحْو: ضَرَبَ، إِن سُمِّيَ بِهِ، والوَصْفِيَّة فِي
نَحْو: أَحْمَرَ. والعَدْلُ عَن صِيغَةٍ إِلى أُخْرَي فِي نَحْو:
عُمَرَ، وثُلاثَ. وأَنْ يكونَ جَمْعاً لَيْسَ على زِنَتِه وَاحِد،
كمَساجِدَ ومَصابِيحَ، إِلاّ مَا اعتَلَّ آخِرُه نَحْو جَوارٍ، فإَنَّه
فِي الجَرِّ والرفعِ كقاضٍ، وَفِي النَّصْبِ)
كضَوارَِبَ، وحَضاجِرُ وسَراوِيلُ فِي التَّقْدِير جمع حِضَجْرٍ
وسِرْوالَة. والتَّرْكِيبُ فِي نَحْو: مَعْدِ يكَرِبَ وبَعْلَبَكَّ.
والعُجْمَةُ فِي الأَعْلامِ خاصَّةً. والأَلِفُ والنونُ المُضارِعَتانِ
لأَلِفَيِ التَّأْنِيث فِي نَحْو: عُثْمانَ وسَكْرانَ، إِلاّ إِذا
اضْطُّرَّ الشاعِرُ فَصَرَفَ. وأَما السببُ الواحدُ فغيرُ مانعٍ أبدا،
وَمَا تَعَلَّقَ بِهِ الكوفيُّونَ فِي إِجازةِ مُنْعِه فِي الشِّعْر
لَيْسَ بثَبْتٍ.
(24/21)
وَمَا أَحَدُ سبَبَيْه أَو أَسبابه
العَلَميّةُ فحكمُه الصَّرْفُ عِنْد التَّنْكيرِ، كقولكَ: رُبَّ سُعادٍ
وقَطامٍ لبَقائهِ بِلَا سَبَبٍ، أَو على سَببٍ واحدٍ، إِلاّ نَحْو
أَحْمَرَ، فإِنَّ فِيهِ خلافًا بَين الأَخْفَش وصاحبِ الْكتاب. وَمَا
فِيهِ سَبَبان فِي الثُّلاثيِّ السَّاكِن الحَشْوِ كنُوحٍ ولُوطٍ
مُنْصَرفٌ فِي اللُّغَة الفَصيحة الَّتِي عَلَيْهَا التَّنْزيلُ،
لمُقاوَمَةِ السُّكونِ أَحدَ السببنيِ، وقومٌ يُجْرُونَه على الْقيَاس.
فَلَا يَصْرفُونَه، وَقد جَمَعَهُما الشَّاعِر فِي قوْله:
(لَمْ تَتَلَفَّعْ بفَضْل مِئْزَرِها ... دَعْدٌ وَلم تُسْقَ دَعْدُ
فِي العُلَبِ)
وأَمّا مَا فِيهِ سببٌ زائدٌ، كمَاه وجُور فإِنّ فيهمَا مَا فِي نُوحٍ
مَعَ زِيَادَة التأْنيث، فَلَا مَقالَ فِي امْتناعِ صَرْفِه.
والتكَرُّر فِي نَحْو بُشْرَى وصَحْراءَ، ومَساجدَ ومَصابيحَ نُزِّلَ
البناءُ على حرف تأَنيثٍ لَا يَقَعُ مُنْفَصلاً بحالٍ، والزِّنَةُ
الَّتِي لَا واحدَ عَلَيْهَا، مَنْزلَةَ تأْنيثٍ ثانٍ وجمعٍ ثانٍ،
انْتهى كلامُ الزَّمَخْشَريّ. والمُنْصَرَفُ: ع، بَيْنَ الحَرَمَيْن
الشَّريفَيْن على اَرْبَعَةِ بُرُدٍ من بَدْرٍ مِمَّا يَلِي مَكَّةَ
حَرَسها اللهُ تَعالَى. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: المُنْصَرَفُ،
قد يكونُ مَكَانا، وَقد يكونُ مَصْدراً.
وصَرَفَ الكَلمةَ: أَجْراها بالتنْوينِ. والتَّصْريفُ: إِعمالُ
الشَّيْءِ فِي غير وَجْهٍ، كأَنه يَصْرفُه عَن وَجْهٍ إِلَى وَجْهٍ.
وتَصاريفُ الأُمورِ: تَخاليفُها. والصَّرْفُ: بَيْعُ الذّهَبِ
بالفِّضَة. والمَصْرِفُ: المَعْدِلُ، وَمِنْه قولُه
(24/22)
تَعالَى: وَلَمْ يَجدُوا عَنْها مَصْرِفاً
وقولُ الشَّاعِر: أَزُهَيْرُ هَلْ عَن شَيْبَةٍ من مَصْرِفِ وَيُقَال:
مَا فِي فَمهِ صارِفٌ: أَي نابٌ. وصَرِيفُ الأَقْلامِ: صوتُ
جَرَيانِها. بِمَا تَكْتُبُه من أَقْضيَة الله تَعالَى ووَحْيهِ.
وقَوْلُ أَبِي خِراشٍ:
(مُقابَلَتَيْن شَدَّهُما طُفَيْلٌ ... بصَرّافَيْنِ عَقْدُهُما
جَمِيلُ)
عَنَى بهما شِراكَيْنِ لَهُما صَرِيفٌ. وصَرَّفَ الشَرابَ تَصْرِيفاً:
لم يَمْزُجْه، كأَصْرَفَه، وَهَذَا عَن ثَعْلَبٍ. وصَرِيفُون: قريةٌ
قربَ الكُوفَة، وَهِي غيرُ الَّتِي ذَكَرَهَا المصَنفُ. والصَّرِيفُ:
كُلُّ شيءٍ لَا خِلْطَ فِيهِ. وَفِي حَديث الشُّفْعَةِ: إِذا صُرِّفَت
الطُّرُقُ فَلَا شُفْعَةَ أَي بُيِّنَتْ مصارفُها وشَوارعُها.
وكمُحَدِّثٍ: طَلْحَةُ بنُ سِنانِ بن مُصَرِّفٍ الإِياميُّ، مُحَدِّث.
وكأَميرٍ: صَريفُ بنُ ذُؤالِ بن شَبْوَةَ،) أَبو قَبيلَةٍ من عَكٍّ
باليَمَن، مِنْهُم فُقَهاءُ بني جَعْمانَ أَهْلُ محَلِّ الأَعْوَص،
لَهُم رياسَةُ العلْمِ باليَمَن.
واصْطَرَفَ لِعِيَالِهِ: اكْتَسَبَ، وَهُوَ مَجاز.
ص ط ف
وَمِمَّا يسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ. المِصْطَفَةُ: لغةٌ فِي المِصْطَبَةِ،
أَهمله الجَماعةُ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: سمعتُ أَعرابيَّاً من بني
حَنْظَلَةَ يقولُ ذَلِك.
(24/23)
ص ع ف
الصَّعْفُ: طائِرٌ صَغِيرٌ زَعَموا قالَه ابنُ دُرَيْدٍ ج: صِعافٌ
بالكسرِ. والصَّعْفُ: شَرابٌ يتَّخَذُ من العَسَلِ، أَو هُوَ شَرابٌ
لأَهْلِ اليَمَنِ، وصِناعتُه أَنْ يُشْدَخ العنَبُ فيُطْرَح فِي
الأَوْعَيَةِ حَتَّى يَغْلِيَ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وجُهّالُهم لَا
يَرَوْنَه خَمْراً لمَكانِ اسْمِه، وقيلَ: هُوَ شَرابُ العِنَبِ
أَوَّلَ مَا يُدْرِكُ.
والصَّعْفانُ: المُولَعُ بشُرْبِهِ قالَهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ.
والصَّعْفَةُ: الرِّعْدَةُ تأْخُذُ الإِنسانَ من فَزَعٍ أَو بَرْدٍ
وغَيْرِه هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ أَو غيرِهِما، كَمَا هُوَ
نَصُّ العُبابِ. وَقد صُعِفَ، كعُنِيَ، فَهُوَ مَصْعُوفٌ أَي:
أُرْعِدَ. وَقَالَ ابنُ فارِسٍ: الصادُ والعَيْنُ والفاءُ ليسَ بشيءٍ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أَصْعَفَ الزَّرْعُ: أَفْرَكَ، وَهُوَ
الصَّعِيفُ، حكاهُ ابنُ بَرِّيّ عَن أَبِي عَمْروٍ.
ص ف ف
{الصَّفُّ: المصدَرُ،} كالتَّصْفِيفِ يُقالُ: {صَفَّ الجَيْشَ}
يَصُفُّه {صَفّاً،} وصَفَّفَهُ، غير أَنَّ {التَّصْفِيفَ فِيهِ
المُبالَغَةُ. والصَّفُّ: واحِدُ} الصُّفوفِ وَمِنْه الحَديثُ: سَوُّوا
{صُفُوفَكُمْ، فإِن تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ من تَمامِ الصَّلاةِ.
والضَّفُّ: القومُ} المُصْطَفُّونَ وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: ثمَّ
ائْتُوا! صَفّاً قالَهُ الأَزْهَرِيُّ، وَكَذَا قولُه تَعالَى:
وعُرِضُوا على رَبِّكَ صَفّاً قالَهُ ابنُ عَرَفَةَ. والصَّفُّ: أَنْ
تَحْلُبَ الناقَةَ
(24/24)
فِي مِحْلَبَيْنِ أَو ثَلاثَةٍ {تَصُفُّ
بينَها، وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ: ناقَةُ شَيْخٍ للإِلهِ راهِبِ تَصُفُّ
فِي ثَلاثَةَِ المَحالِبِ فِي اللَّهْجَمَيْنِ والهِنِ المُقارِبِ
والصّفُّ: أَنْ يَبْسُطَ الطائِر جَناحَيْهِ وَقد} صَفَّت الطَّيْرُ
فِي السَّماءِ تَصُفُّ صَفّاً: بَسَطَتْ أَجْنِحَتَها وَلم
تُحَرِّكْها، وقولُه تَعالى: والطَّيْرُ {صافّاتٍ أَي: باسِطاتٍ
أَجْنِحَتَها. والصَّفُّ: ة بالمَعَرَّةِ وَفِي العُبابِ: ضَيْعَةٌ
بهَا. وقولُه تَعالى: و (} الصَّافّاتِ صَفّاً هِيَ: الملائِكَةُ
المُصْطَفُّونَ فِي السّماءِ يُسَبِّحُونَ وَمِنْه قَوْلُه تَعالَى:
وإِنّا لنَحْنُ {الصّافُّونَ وَذَلِكَ أَنَّ لَهُمْ مَراتِبَ
يَقُومُونَ عَلَيْهَا صُفُوفاً، كَمَا} يَصْطَفُّ المُصَلُّونَ. وَفِي
الحَدِيثِ: يُؤْكَلُ مَا دَفَّ، وَلَا يُؤْكَلُ مَا {صَفَّ تَقَدَّم
ذِكْرُه فِي د ف ف فراجِعْه.} والمَصَفُّ: موضِعُ الصَّفِّ فِي
الحَرْبِ ج: {مَصَافُّ. وَفِي الصِّحاح: ناقَةٌ} صَفُوفٌ: للَّتِي
تَصُفُّ أَقْداحاً من لَبَنِها إِذا حُلِبَتْ لكَثْرَتِهِ أَي:
اللَّبَنِ، كَمَا يُقالُ: قَرُونٌ وشَفُوعٌ، قَالَ: حَلْبانَةٍ
رَكْبانَةٍ صَفُوفِ تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ وصُوفِ أَو {الصَّفُوفُ: هِيَ
الَّتِي تَصُفُّ يَدَيْها عندَ الحَلْبِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ،
والصّاغانِيُّ، زادَ الأَخيرُ:} وصَفَّتِ الإِبِلُ قَوائِمَها، فَهِيَ
{صافَّةٌ} وصَوافُّ، وَفِي التَّنْزِيلِ: فاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ
عَلَيْها {صَوافَّ أَيْ:} مَصْفُوفَةً للنَّحْرِ،! تُصَفَّفُ ثُمَّ
تُنْحَرُ، مَنْصُوبَةٌ على الحالِ، أَي: قد صَفَّتْ قوائِمَها،
(24/25)
فاذْكُرُوا اسمَ اللهِ عَلَيْهَا فِي حالِ
نَحْرِها صَوافَّ، قالَ الصّاغانِيُّ: فَواعِلُ بمَعْنَي مَفاعِلُ،
وَقيل: {مُصْطَفَّةً أَي: أَنَّها مُصْطَفَّةٌ فِي مَنْحَرِها، وَعَن
ابنِ عَبّاسٍ صَوافِن وَقَالَ: مَعْقُولَة، يَقُولُ: باسِمِ اللهِ
واللهُ أَكْبَرُ، اللهُمَّ منكَ ولَكَ. وقالَ: عَن ابْنِ عَبّادٍ:}
الصَّفَفُ محَرَّكَةً: مَا يُلْبَسُ تحتَ الدِّرْعِ يومَ الحَرْبِ.
{وصُفَّةُ الدّارِ،} وصُفَّةُ السَّرْجِ: م مَعْرُوفٌ ج: {صُفَفٌ
كصُرَدٍ على القِياسِ، وَهِي الَّتِي) تَضُمُّ العُرْقُوَتَيْنِ
والبِدادَيْنِ من أَعْلاهُما وأَسْفَلِهما، وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ:}
صُفَّةُ السَّرْجِ بِمَنْزِلَةِ المِيثَرَةِ، وَمِنْه الحَديثُ نَهَي
عَن صُفَفِ النُّمُورِ. وقالَ اللَّيْثُ:! الصُّفَّةُ من البُنْيَانِ:
شِبْهُ البَهْوِ الواسِع الطَّوِيلِ السَّمْكِ. وَهُوَ فِي الثَّانِي
مَجازٌ. والصُّفَّةُ من الدَّهْرِ: زَمانٌ مِنْهُ. يُقال: عِشْنا
صُفَّةً من الدَّهْرِ، نَقَلَه الصّاغانِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَهْلُ
الصُّفَّةِ جاءَ ذِكْرُهُم فِي الحَدِيثِ: كانُوا أَضْيافَ الإِسْلامِ
من فُقَراءِ المُهاجِرِينَ، ومَنْ لم يَكُنْ لَهُ مِنْهُمْ مَنْزِلٌ
يَسْكُنُه كانُوا يَبِيتُونَ فِي مَسْجِدِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ
وسَلَّمَِ، وَهِي مَوْضِعٌ مُظَلَّلٌ من المَسْجِدِ كَانُوا يَأْوُونَ
إِليهِ، وكانُوا يَقِلُّونَ تَارَة، ويَكْثُرونَ تارَةً، وَقد سَبَقَ
لي فِي ضَبْطِ أَسْمائِهم تَأْلِيفٌ صَغِيرٌ سَمَّيْتُهُ: تُحْفَةَ
أَهْلِ الزُّلْفَةِ، فِي التَّوَسُّلِ بأَهْلِ الصُّفَّةِ أَوصَلْتُ
فِيهِ أَسْماءَهُم إِلى اثْنَيْنِ وتِسْعِينَ اسْماً. وَفِي المُحْكَم:
وعَذابُ يَوْمِ الصُّفَّةِ، كعَذابِ يومِ الظُّلَّةِ، وَفِي
التَّهْذِيبِ: قالَ اللَّيْثُ: وعَذابُ يومِ الصُّفَّةِ: كَانَ قَوْمٌ
عَصَوْا رَسُولَهُم، فأَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِم
(24/26)
حَرّاً وغَمّاً غَشِيَهُمْ من فَوْقِهِمْ
حَتّى هَلَكُوا. قالَ الأَزهرِيُّ: الَّذِي ذكَرَهُ الله فِي كِتابَهِ:
عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ لَا عَذابُ يَوْمِ الصُّفَّةِ، وعَذَّبَ
قَوْمَ شُعَيْبٍ بِهِ، قالَ: وَلَا أَدْرِي مَا عَذابُ يومِ
الصُّفَّةِ، وَهَكَذَا نَقَلَه الصّاغانِيُّ أَيْضاً فِي كِتابَيْهِ،
وسَلَّمَهُ. قلتُ: وكأَنَّه يَعْنِي {بالصُّفَّةِ الظُّلَّةِ،
لاتِّحادِهِما فِي المَعْنَى، وإِليه يُشِيرُ قولُ ابنِ سِيدَه الماضِي
ذِكْرُهُ، فَتَأَمَّلْ.} والصَّفِيفُ، كأَمِيرٍ: مَا {صُفَّ فِي
الشَّمْسِ ليَجِفَّ وَقد} صَفَّهُ فِي الشَّمْسِ {صَفّاً، وَمِنْه
حَديثُ ابنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ كانَ يَتَزَوَّدُ} صَفِيفَ الوَحْشِ،
وَهُوَ مُحْرِمٌ أَي: قَدِيدَها، نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسانِ
والصاغانِيّ. وَفِي الصِّحاح: {الصَّفِيفُ: مَا صُفَّ من اللَّحْمِ على
الجَمْرِ ليَنْشَوِيَ. وقالَ غَيْرَهُ: والَّذِي} يُصَفُّ عَلَى
الحَصَى ثمَّ يُشْوَى. وَقيل: الصَّفِيفُ من اللَّحْمِ: المُشَرَّحُ
عَرْضاً، وقِيلَ: هُوَ الَّذي يُغْلَى إِغلاءَةً، ثمَّ يُرْفَعُ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: {التَّصْفِيفُ: مثل التَّشْرِيحِ، هُوَ أنَْ
تُعَرِّضَ البَضْعَةَ حَتَّى تَرِقَّ، فَتراها تَشِفُّ شَفِيفاً.
وَقَالَ خالدُ بنُ جَنْبَةَ: الصَّفِيفُ: أَن يُشَرَّحَ اللَّحْمُ
غيْرَ تَشْرِيحِ القَديدِ، وَلَكِن يُوَسَّعُ مثلَ الرُّغْفانِ، فإِذا
دق الصفين ليؤكل فَهُوَ قدير فَإِذا تُرِكَ وَلم يُدَقَّ فهُو صَفِيفٌ،
أَنشَدَ الجَوْهَرِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ:
(فظَلَّ طُهاةُ اللَّحْمِ مِنْ بَيْنِ مُنْضِجٍ ... صَفِيفَ شِواءٍ أَو
قَدِيرٍ مُعَجَّلِ)
} وصَفَفْتُ القَوْمَ {أَصُفُّهُمْ صَفّاً: أَقَمْتُهُمْ فِي الحَرْبِ
وغَيْرِها صَفّاً. والسَّرْجُ: جَعَلْتُ لَهُ صُفَّةً وَهِي كَهَيْئَةِ
المِيثَرَةِ، وَهُوَ مَجازٌ، وَقد نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وغيرُه،}
كأَصْفَفْتُه وَهِي لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ، نَقَلَه الصّاغانيُّ.
(24/27)
{والصَّفْصَفُ كجَعْفَرٍ: المُسْتَوي مِنَ
الأَرْضِ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عَمْروٍ،)
وقالَ غيرُه: الأَمْلَسُ، وَفِي التَّنْزِيل: فيَذَرُها قاعاً}
صَفْصَفاً. قَالَ الفَرّاءُ: {الصَّفْصَفُ: الَّذِي لَا نَباتَ فِيهِ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هِيَ القَرْعاءُ. وَقَالَ مُجاهِدٌ: أَي
مُسْتَوِياً. والجمعُ} صَفاصِفُ، قَالَ العَجّاجُ: من حَبْلِ وَعْساءَ
تُناصِي {صَفْصَفَا وَقَالَ الشَّماخُ:
(غَلْباءُ رَقْباءُ عُلْكُومٌ مُذَكَّرَةٌ ... لِدَفِّها} صفْصَفٌ
قُدّامُهُ مِيلُ)
وَقَالَ آخر:
(إِذارَكِبَتْ داوِيَّةً مُدْلَهِمَّةً ... وغَرَّدَ حادِيها لَهَا
{بالصَّفاصِفِ)
} وصَفْصَفَ الرَّجُلُ: سارَ وَحْدَهُ فيهِ نقَلَه الصاغانيُّ.
والصَّفْصَفُ: حَرْفُ الجَبَلِ نَقله ابْن عَبّادٍ.
(و) {الصَّفْصَفَةُ بهاءٍ: السِّكْباجَةُ عَن أَبي عمْرٍ
وكالصَّفْصافَةِ وَهِي لُغَةٌ ثَقَفِيَّةٌ، وَمِنْه قَولُ الحَجّاجِ
لطَبّاخِه: اعمَلْ لِي صَفْصافَةً، وأَكْثِرْ فَيْجَنَها. (و) }
الصُّفْصُفُ كهُدْهُدٍ: العُصْفُورُ فِي بَعْضِ اللُّغاتِ، قالَه ابنُ
دُرَيْدٍ. {وصَفْصَفَتُه: صَوْتُه نَقله الصّاغانِيُّ. و} الصَّفْصافُ
بِالْفَتْح: شَجَرُالخِلافِ كَمَا فِي الصّحاح، وَهِي لغةٌ شامِيَّةٌ،
قَالَ شيخُنا: سَبَقَ لَهُ أَنَّ الخِلافَ، ككِتابٍ: صِنْفٌ من
الصَّفْصافِ، وليسَ بهِ، وهُنا جَزَمَ بأَنَّهُ هُوَ، فَفِي كَلامِه
تَدافُعٌ ظاهرٌ، كَمَا أَشارَ إِليه فِي النامُوسِ، ولَعَلَّه فِيهِ
خِلافٌ، أَشارَ فِي كلِّ مَوْضِعٍ
(24/28)
إِلى قَوْلٍ، وَفِيه نَظَرٌ، فَتأَمَّلْ.
واحِدَتُه بهاءٍ. {وصَفْصَفَ: رَعاهُ نَقَلَه الصّاغانِيُّ.}
وصافُّوهُم فِي القِتالِ: وَقَفُوا {مُصْطَفِّينَ كَمَا فِي العُبابِ.
ويُقالُ: هُوَ} - مُصافِّي أَي: {صُفَّتُهُ بحِذاءِ} - صُفَّتي نَقله
ابنُ دُرَيْدٍ. {والتَّصافُّ: التَّساطُرُ نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ،
يُقَال: تَصافُّوا: أَي صارُوا صَفّاً.} وتَصافُّوا عَلَيْهِ:
اجْتَمَعُوا صَفّاً. وَقَالَ اللِّحْيانِيُّ: {تَصافُّوا على الماءِ،
وتَضَافُّوا عليهِ بمَعْنىً واحدٍ: إِذا اجْتَمَعُوا عليهِ، ومِثْلُه:
تَصَوَّكَ فِي خُرْئِه، وتَضَوَّكَ: إِذا تَلَطَّخَ بهِ، وصَلاصِلُ
الماءِ وضَلاضِلُه.} واصْطَفُّوا: قامُوا {صُفُوفاً نَقَلَه ابنُ
دُرَيْدٍ، وَهُوَ مُطاوِعُ} صَفَّهُم صَفّاً. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ
عَلَيْهِ: {الصَّفْصَفَةُ: الفَلاةُ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.}
والصَّفْصَفَةُ: دُوَيْبَّةٌ، وَهِي دَخِيلٌ فِي العَرَبِيّة، قَالَ
اللَّيْثُ هِيَ الدُوّيْبَّةُ الَّتِي تُسَمِّيها العَجَمُ السِّيْسْك.
{والصَفْصافُ: حَصْنٌ مَعْرُوفٌ، من ثُغُورِ المَصِيصةِ، كَمَا فِي
العُبابِ.} والتَّصْفِيفُ: مُبالغَةٌ فِي {الصَّفِّ، قالَهُ ابنُ
دُرَيْدٍ.} وتَصْفِيفُ اللَّحْمِ: تَشْرِيحُه، عَن ابنِ شُمَيْلٍ.!
والصَّفاصِفُ: وادٍ عَن ابنِ عَبّادٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْداءِ
رضِيَ الله عَنهُ: أَصْبَحْتُ لَا أَمْلِكُ صُفَّةً
(24/29)
وَلَا لُفَّة الصُّفَّةُ: مَا يُجْعَلُ
عَلَى الرَّاحَةِ من الحُبوبِ، واللُّفَّةُ:)
اللُّقْمَةُ. {وصَفْصَفّهُ الغَضَى: مَوْضِعٌ. وذَكَر ابنُ بَرِّيٍّ
فِي هَذِه الترْجَمةِ صِفُّونَ، قالَ: وَهُوَ مَوْضِعٌ كانَتْ فِيه
حَرْبٌ بينَ عَلِيٍّ ومُعاوِيَةَ رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وأَنْشَدَ
لمُدْرِكِ بنِ حُصَيْنٍ الأَسَدِيّ:
(} وصِفُّونَ والنَّهْرُ الهَنِيُّ ولُجَّةٌ ... من البَحْرِ مَوْقُوفٌ
عَلَيْها سَفِينُها)
قَالَ، وتَقُولُ فِي النَّصْبِ والجَرِّ: رأَيْتُ {صِفَّيْنَ،
ومَرَرْتُ} بصِفِّينَ، وَمن أَعْربَ النونَ قالَ: هذْه صِفِّينُ،
ورأَيتُ صِفِّينَ، وقالَ فِي تَرْجَمَةِ صفن عِنْد كلامِ الجُوْهَرِيِّ
على صِفِّين قَالَ: حَقُّه أَنْ يُذْكَرَ فِي فصل صفف لأَنَّ نونَه
زائِدَةٌ، بدَلِيلِ قولِهم: {صِفُّونَ فيمَنْ أَعْرَبَهُ بالحُروفِ.
قلتُ: وسيأْتي الكَلامُ عَلَيْهِ فِي النُّون.} والصَّفّان: قَرْيةٌ
بمِصْرَ، وَقد رأَيْتُها، وقَدْ نُسِب إِليها جَماعَةٌ من
المُحدِّثِينَ، ويُقال فِي النِّسْبَةِ إِليها: {- الصَّفِّيُّ. وأَبو
مالكٍ بِشْرُ بنُ الحَسَنِ الصَّفِّيُّ نُسِب إِلى لُزُومِه الصَّفَّ
الأَوّلَ خَمْسِينَ سنة، وَهُوَ من رِجالِ النَّسائِيِّ، نَقَلَهُ
الحافِظُ.} والصُّفِّيَّةُ، بالضمِّ: هم الصُّوفِيَّة، نُسِبُوا إِلى
أَهل الصُّفَّة، أَشارَ لَهُ الزَّمَخْشَرِيّ فِي ص وف.
ص ق ف
الصُّقُوفُ أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: هِيَ
المَظّالُّ قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والأَصْلُ فِيهِ السِّينُ أَوْرَدَهُ
الأَزْهَرِيُّ: والأَصْلُ فِيهِ السِّينُ أَوْرَدَهُ الأَزْهَرِيُّ
والصاغانِيُّ وصاحبُ اللِّسانِ. وَمَا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:
الصَّقائِفُ: طَوائِفُ نامُوسِ الصّائدِ، لغةٌ فِي السِّينِ، وهكَذا
أُنْشِدَ قولُ أَوْسٍ، فانْظُرْه فِي س ق ف.
(24/30)
ص ل خَ ف
الصِّلَّخْفُ، كجِرْدَحْلٍ أَهْمَلَهُ الجُوهَرِيُّ وصاحبُ اللِّسانِ،
وقالَ ابنُ عبّادٍ: هُوَ مَتاعُ الدَّابَّةِ، أَو هُوَ الرَّحْلُ
الَّذِي بَيْنَ قَوائِمِهِ. قَالَ: ويُقال: قَصْعَةٌ صِلَّخْفَةٌ:
فَطْحَاءُ عَرِيضَةٌ ونَصُّ المُحيطِ: فُطَيْحاءُ، وليسَ فِيهِ
عَرِيضَة ثمَّ إِنَّ الَّذِي فِي نُسْخِ الكتابِ كُلِّها بالخاءِ
المُعْجَمَة، وَالَّذِي فِي المُحيطِ والعُبابِ بإِهْمالِها، فانْظُر
ذَلِك.
ص ل ف
الصَّلْفُ بالفَتْح: خَوافِي قَلْبِ النَّخْلَةِ، الواحِدَةُ بهاءٍ عَن
ابنِ الأَعرابِيِّ، كَمَا فِي العُبابِ. والصَّلَفُ بالتَّحْرِيكِ:
قِلةُ نَماءِ الطَّعامِ وبَرَكَتِه وَفِي اللِّسانِ: قِلَّةُ النَّزَلِ
والخَيْرِ، وَهُوَ مَجازٌ. والصَّلَفُ: أَنْ لَا تَحْظَى المَرْأَةُ
عُندَ زَوْجِها وَكَذَا قَيَّمَها وأَبْغَضَها نَقَلَه الجُوْهَرِي،
أَي لِقِلَّةِ خَيْرِها وَهِيَ صَلِفَةٌ كفَرِحَةٍ من نِسْوَةٍ
صَلِفاتٍ وصَلائِفَ اقْتَصَرَ الجوهريُّ على الأخيرِ، وَهُوَ نادرٌ،
وأَنشَدَ للقُّطامِيِّ يصفُ امْرَأَةً:
(لَهَا رَوْضَةٌ فِي القلْبِ لَمْ تَرْعَ مِثْلَها ... فَرُوكٌ وَلَا
المُسْتَعْبِراتُ الصَّلائِفُ)
وَفِي الحَديثِ: أَنَّ امْرَأَةً قالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ لَو أَنَّ
المَرْأَةَ لَا تَتَصَنَّعُ لزَوْجِها لَصَلِفَتْ عِنْدَه وَفِي حَدِيث
عائشةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا أَنها قالَتْ: تَنْطَلِقُ إِحْداكُنَّ
فتُصانِعُ بمالِها عَن ابْنَتِها الحَظِيَّةِ، وَلَو صانَعَتْ عَن
ابْنَتِها الصَّلِفَةِ كانَتْ أَحَقَّ. والصَّلَفُ: التَّكَلُّمُ بِمَا
يَكْرَهُهُ صاحبُكَ يُسْتَعملُ فِي الرّجُلِ والمَرْأَةِ، كَمَا فِي
العُبابِ.
(24/31)
والصَّلَفُ أَيضاً: التَّمَدُّحُ بِمَا
ليسَ عِنْدَكَ نَقَلَهُ الصاغانِيُّ أَيضاً. أَو الصَّلَفُ: مُجاوَزَةُ
قَدْرِ الظَّرْفِ والبَزاعَةِ، والادِّعاءُ فوقَ ذَلِك تَكَبُّراً
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: هَكَذَا زَعَمَه الخَلِيلُ، وَهُوَ فِي
اللِّسانِ، وقِيلَ: هُوَ مُوَلَّدٌ. وهُوَ رَجُلٌ صَلِفٌ، ككَتِفٍ
نَقله الجُوْهَرِيُّ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: رجُلٌ صَلِفٌ مِنْ قَوْمٍ
صَلافَى وصُلَفاءَ وصَلِفِينَ كسَكارَى وحُنَفاءَ وفَرِحِينَ، وَفِي
الحدِيث: آفَةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ
الغُلُوُّ فِي الظَّرْفِ، والزِّيادَةُ على المِقْدارِ مَعَ تَكَبُّرٍ،
وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: الصَّلَفُ مَأْخُوذٌ من الإِناءِ القَلِيلِ
الأَخْذِ للماءِ، فَهُوَ قَلِيلُ الخَيْرِ، وقالَ قومٌ: هُوَ من
قَوْلِهِم: إِناءٌ صَلِفٌ: إِذا كانَ ثَخِيناً ثَقِيلاً، فالصَّلَفُ
بِهَذَا المَعْنَى، وَهَذَا الاخْتِيارُ، والعامَّة وَضَعَتْ الصَّلَفَ
فِي غيرِ مَوْضِعِه. والصَّلِفُ ككَتِفٍ: الإِناءُ الثَّقِيلُ
الثَّخِينُ. والطَّعامُ الصَّلِفُ: هُوَ المَسِيخُ الَّذي لَا طَعْمَ
لَهُ وقِيلَ: هُوَ الَّذي لَا نَزَلَ لَهُ وَلَا رَيْعَ، وَهُوَ
مَجازٌ. وإِناءٌ صَلِفٌ: قَليلُ الأَخْذِ للماءِ وقالَ ابنُ
الأَعْرابِيِّ: الصَّلِفُ: الإِناءُ الصَّغِيرُ. والصَّلِفُ: الإِناءُ
السائِلُ)
الَّذِي لَا يَكادُ يُمْسِكُ الماءَ، وَهُوَ مَجازٌ. وسَحابٌ صَلِفٌ:
كَثِيرُ الرَّعْدِ، قَلِيلُ الماءِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ
مَجازٌ، وَفِي الأَساس: صَلِفَت السَّحابَةُ: إِذا قَلَّ مَطَرُها.
قَالَ الجَوْهَرُِّ: وَفِي المَثَلِ: رُبَّ صَلَفٍ ضُبِطَ بكَسْرِ
اللامِ وفَتْحِها تَحْتَ الرّاعِدَةِ يُضْرَبُ لِمَنْ يَتَوَعَّدُ
كَمَا فِي العُبابِ وَفِي الصِّحاحِ يَتَواعَدُ ثُمَّ لَا يَقُومُ بِهِ
وعَلى هَذَا اقْتَصَرَ الجوهَرِيُّ، أَو يُضْرَبُ للبَخيلِ
المُتَمَوِّلِ أَي: هَذَا مَعَ كَثْرَةِ
(24/32)
مَا عِنْدَه من المالِ مَعَ المَنْعِ
كالغَمامَةِ الكَثِيرَةِ الرَّعْدِ مَعَ قِلَّةِ مَطَرِها، قَالَه أَبو
عُبَيْدٍ: أَو يُضْرَبُ للمُكْثِرِ مدْحَ نَفْسِه وَلَا خَيْرَ
عِنْدَهُ وَهَذَا قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ. وَفِي المَثَلِ هَكَذَا هُوَ
فِي الصِّحاحِ والعُبابِ، وذكَرَه ابنُ الأَثيرِ حَدِيثاً: مَنْ يَبْغِ
فِي الدِّينِ يَصْلَفْ قَالَ الصّاغانِيُّ: أَي مَنْ يُنْكِرْ فِي
الدّينِ عَلَى الناسِ ويَرَ لَهُ عليهِمْ فَضْلاً يَقِلَّ خَيرُه
عِنْدَهُمْ، وَلم يَحْظَ مِنْهُمْ، يُضْرَبُ فِي الحَثِّ على
المُخالَطَةِ مَعَ التَّمَسُّكِ بالدِّينِ ونَصُّ الصِّحاحِ: هُوَ من
أَمْثالِهِم فِي التَّمَسُّكِ بالدِّينِ، أَي لَا يَحْظَى عِنْدَ
الناسِ، وَلَا يُرْزَقُ مِنْهُم المَحَبَّةَ، قالَ ابنُ بَرِّيّ:
وأَنْشَدَهُ ابنُ السِّكِّيتِ مُطْلِقاً: ومَنْ يَبْغِ فِي الدِّينِ
يَصْلَفْ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: مَعْناه: أَي مَنْ يَطْلُبْ فِي
الدِّينِ أَكْثَرَ مِمَّا وَقَفَ عليهِ يَقِلَّ حَظُّهُ. والصَّلْفاءُ،
وبهاءٍ، ويُكْسَرانِ اقْتَصَرَ الجوهرِيُّ على الأُولى، وقالَ: هِيَ
الأَرْضُ الصُّلْبَةُ، ونصُّ الأَصْمَعِيِّ فِي النوادِرِ: هِيَ
الغَلِيظَةُ الشَّدِيدَةُ من الأَرْضِ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:
الصَّلْفاءُ: المَكانُ الغَليظُ الجَلْدُ. أَو الصَّلْفاءُ: صَفاةٌ قد
اسْتَوَتْ فِي الأَرْضِ ويُقالُ: صِلْفاءَةٌ: كحِرْباءَةً، قالَهُ ابنُ
عَبّادٍ. أَوالأَصْلَفُ والصَّلْفاءُ: مَا صَلُبَ من الأَرْضِ فِيهِ
حِجَارَةٌ، نَقَلَه الجُوْهَرِيُّ ج: أَصالِفُ، وصَلافِي، بكسرِ الفاءِ
لأَنه غَلَبَ غَلَبَةَ الأَسْماءِ، فأَجْرَوْهُ فِي التَّكْسِيرِ
مُجْرَى صَحًراءَ، وَلم يُجْرُوه مُجْرَى وَرْقاءَ قبلَ التَّسْمِيَةِ،
قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
(وخَبَّ سَفا قُرْيانِه وتَوَقَّدَتْ ... عليهِ من الصَّمَانَتَيْنِ
الأَصالِفُ)
(24/33)
والصَّلِيفُ كأَميرِ: عُرْضُ العُنُقِ،
وهُما صَلِيفانِ من الجانِبَيْنِ، يُقالُ: ضَرَبَه على صَلِيفَيْهِ،
أَي: على صَحِيفَتَيْ عُنُقِه، قالَ جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى:
يَنْحَطُّ من قُنْفُذَ ذِفْراه الذَفِرْ على صَلِيفَيْ عُنُقٍ لأْمِ
الفِقَرْ أَو هُما رَأْسُ هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، ونَصُّ أَبي
زَيْدٍ فِي النوادِرِ: رَأْسَا الفَقْرَةِ الَّتِي تَلِي الرَّأْسَ من
شِقَّيْها أَي: العُنُقِ، وقِيلَ: هُما مَا بَيْنَ اللَّبَّةِ
والقَصَرَةِ. والصَّلِيفانِ: عُودانِ يَعْتَرِضانِ كَمَا فِي)
العُبابِ، وَفِي اللِّسانِ: يُعَرَّضانِ عَلَى الغَبِيطِ، تُشَدُّ
بِهما المَحامِلُ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
(ويَحْمِلُ بَزَّهُ فِي كُلِّ هَيْجَا ... أَقَبُّ كأَنَّ هادِيَهُ
الصَّلِيفُ)
وَفِي حَدِيث ضُمَيْرَةَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُحالِفُ مَا
دَامَ الصَّالِفانِ مَكانَه، قالَ: بَلْ مَا دامَ أُحُدٌ مَكانَه
فإِنَّه خَيْرٌ قِيلَ: الصَّالِفُ: جَبَلٌ كانَ فِي الجَاهِلِيَّةِ
يَتَحالَفُونَ عِنْدَه قالَ إِبراهيمُ الحَرْبِيُّ: وإِنَّما كَرِه
ذَلِك مِنْهُم لِئَلا يُساوِيَ فِعْلَهُم فِي الجاهليّةِ فِعْلُهم فِي
الإِسْلامِ. وأَصْلَفَ الرَّجُلُ: ثَقُلَتْ رُوحُهُ.
وأَصْلَفَ: إِذا قَلَّ خَيْرُهُ كِلاهُما عَن ابنِ الأَعرابيِّ.
وأَصْلَفَ فُلاناً: أَي أَبْغَضَهُ عَن ابنِ عَبّادٍ.
وقالَ الشَّيْبانِيُّ: يُقال للمَرْأَةِ: أَصْلَفَ اللهُ رُفْغَكِ أَي:
بَغَّضَكِ إِلى زَوْجِكِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وتَصَلَّفَ الرّجُلُ:
تَمَلَّقَ نَقَله الصّاغانِيُّ. وتَصَلَّفَ أَيضاً بمَعْنَى: تَكَلَّفَ
الصَّلَفَ وَهُوَ الادِّعاءُ فوقَ القَدْرِ تَكَبُّراً.
(24/34)
وتَصَلَّفَ البَعِيرُ: مَلَّ مِنْ
الخُلَّةِ، ومالَ إِلَى الحَمْضِ نَقَلَه الصّاغانِيُّ. وتَصَلَّفَ
القومُ: وَقَعُوا فِي الصَّلْفاءِ عَن ابنِ عَبَّادٍ. وقالَ ابنُ
الأَعْرابِيِّ: المُصْلِفُ، كمُحْسِنٍ: مَنْ لَا تَحْظَى عِنْدَه
امْرَأَةٌ قالَ مُدْرِكُ بنُ حَصْنٍ الأَسَدِيُّ:
(غَدَتْ ناقَتِي مِنْ عِنْدِ سَعْدٍ كأَنَّها ... مُطَلَّقَةٌ كانَتْ
حَلِيلَةَ مُصْلِفِ)
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: صَلَفَها يَصْلِفُها: أَبْغَضَها،
نَقَلَه ابنُ الأَنْبارِيّ، وأَنْشَد:
(وقَدْ خُبِّرْتُ أنَّكِ تَفْرَكِينِي ... فأَصْلِفُكِ الغَداةَ وَلَا
أُبالِي)
وطَعامٌ صَلِيفٌ كأَمِيرٍ: لَا رَيْعَ لَه، وقِيلَ: لَا طَعْمَ لَه.
وتَصَلَّفَ الرَّجُلُ: قَلَّ خَيْرُه. وَهُوَ صَلِفٌ، ككَتِفٍ: ثَقِيلُ
الرُّوحِ. وأَرْضٌ صَلِفَةٌ: لَا نَباتَ فِيها، وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ:
هِيَ الَّتِي لَا تُنْبِتُ شَيْئا، وكُلُّ قُفٍّ صَلِفٌ وظَلِفٌ، وَلَا
يَكُونُ الصَّلَفُ إِلا فِي قُفٍّ أَو شِبْهِه، والقاعُ القَرَقُوسُ:
صَلِفٌ، قالَ: ومِرْبَدُ البَصْرَةِ صَلِفٌ أَسِيفٌ، لأَنَّه لَا
يُنْبِبُ شَيئاً، وَكَذَلِكَ الأَصْلَفُ. وصَلِيفَا الإِكافِ:
الخَشَبَتانِ اللَّتانِ تُشَدَّانِ فِي أَعلاه. ورَجُلٌ صَلَنْفَى،
وصَلَفْناءُ: كَثِيرُ الكَلامِ. والصُّلَيْفاءُ: مَوْضِعٌ، قَالَ:
(لَوْلاَ فَوارِسَ مِنْ نُعْمٍ وأُسْرَتِهمْ ... يَوْمَ الصُّلَيْفاءِ
لم يُوفُونَ بالجارِ)
وَقَوله: لم يُوفُونَ شاذٌ، وإِنَّما جازَ على تَشْبِيهِ لَمْ بِلَا
إِذ مَعْناهُما
(24/35)
النَفْيُ، فأَثْبَتَ النَّونَ. وقالَ
الأَصْمَعِيُّ: يُقالُ: خُذْهُ بصَلِيفِه، وصَلِيفَتِه: أَي بِقَفاه.
وَفِي الأَساسِ: أَصْلَفَ الرَّجُلُ نِساءَه: طَلَّقَهُنَّ، وأَقَلَّ
حَظَّهُنَّ مِنْهُ. وصَلِفَ حَرْثُه: لم يَنْمُ. وأَخَذَهُ
بصَلِيفَتِه: أَخَذَهُ كُلَّه.
ص ن ف
الصِّنْفُ بالكَسْرِ، والفَتْح لغةٌ فيهِ: النَّوْعُ والضَّرْبُ من
الشَّيْءِ، يُقالُ: صِنْفٌ من المَتاعِ، وصَنْفٌ مِنْهُ ج: أَصْنافٌ،
وصُنُوفٌ وقالَ اللَّيْثُ: الصِّنْفُ: طائِفَةٌ من كُلِّ شَيْءٍ،
وكُلُّ ضَرْبٍ من الأَشْياءِ: صِنْفٌ على حِدَةٍ. والصِّنْفُ:
بالكَسْرِ وَحْدَه: الصِّفَةُ، وبالضَّمِّ: جَمْعُ الأَصْنَفِ
كأَحْمَرَ وحُمْرٍ. والعُودُ الصَّنْفِيُّ، بِالْفَتْح: مَنْسوبٌ إِلَى
مَوْضِعٍ، وهُو من أَرْدَإِ أَجْناسِ العُودِ وبينَه وبينَ الخَشَبِ
فَرْقٌ يَسِيرٌ أَو هُوَ دُونَ القَمارِيِّ وفَوْقَ القَاقُلِّيِّ
يُتَبَخَّرُ بِهِ. وصَنِفَةُ الثَّوْبِ، كَفرِحَةٍ، وصِنْفُه
وصِنْفَتُه، بكَسْرِهِما ثَلاثُ لُغاتٍ، الأَخيرتانِ عَن شَمِرٍ،
والأُولى هِيَ الفُصْحَى، وَبهَا وَرَدَ الحَدِيثُ: إِذا أَوَى
أَحَدَكُمْ إِلى فِراشِه، فليَنْفُضْه بصَنِفَةِ إِزارِه، فإِنَّهُ لَا
يَدْرِي مَا خَلَفَه عَلَيْه حاشيَتُه قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هَكَذَا
عندَ أَهْلِ اللُّغَةِ، زادَالجُوْهَرِيُّ: أَيَّ جانِبٍ كانَ، أَو
هِيَ طُرَّتُه، وَهُوَ: جانِبُه الَّذي لَا هُدْبَ لَه نَقَلَه
الجَوْهَرِيُّ، أَو جانِبُه الَّذي فيهِ الهُدْبُ نَقَلَه ابنُ
دُرَيْدٍ عَن غَيْرِ أَهلِ اللُّغَةِ، وقالَ النابِغَةُ الجَعْدِيُّ
رضِيَ اللهُ عَنهُ فِي الصِّنْفِ بمَعْنَى
(24/36)
الصُّنْفَةِ:
(على لاحِبٍ كحَصِيرِ الصَّنا ... عِ سَوَّى لَهَا الصِّنْفُ
إِرْمالُها)
وَقَالَ ابنُ عبّادٍ: الأَصْنَفُ من الظّلْمانِ: الظَّلِيمُ
المُتَقَشِّرُ السّاقَيْنِ والجَمْعُ صُنْفٌ، وَقد تَقدَّم، قَالَ
الأَعْلَمُ الهُذَلِيُّ:
(هِزَفٍّ أَصْنَفِ السّاقَيْنِ هِقْلٍ ... يُبادِرُ بَيْضَهُ بَرْدَ
الشَّمالِ)
وصَنَّفَهُ تَصْنِيفاً: جَعَلَه أَصْنافاً، ومَيَّزَ بعضَها عَنْ
بَعْضٍ قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَمِنْه تَصْنِيفُ الكُتُبِ.
وصَنَّفَ الشَّجَرُ: نَبَتَ وَرَقَهُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: صَنَّفَ
الشَّجَرُ: إِذا بَدَأَ يُورِقُ، فَكَانَ صِنْفَيْنِ: صِنْفٌ قد
أَورَقَ، وصِنْفٌ لم يُورِقْ، وَلَيْسَ هَذَا بقَوِيٍ ومِنْ هَذا
المَعْنَى قولُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ هَكَذَا
نِسَبَه صاحبُ العُباب لَهُ يَمْدَحُ عبدَ العَزِيزِ بنِ مَرْوانَ:
(سَقْياً لِحُلْوانَ ذِي الكُرُوم ومَا ... صَنَّفَ مِنْ تِينِه ومِنْ
عِنَبِه)
لَا مِنَ الأَوّلِ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ قلتُ: الذِي فِي الصِّحاحِ
أَنَّ البيتَ لابْنِ أَحْمَرَ، وهكَذا أَنْشَدَهُ سلَمَةُ عَن
الفَرّاء، وروايَتُه: صُنِّفَ على بناءِ المَجْهولِ، وروايَةُ غيرِه:
صَنَّفَ وكِلْتاهُما صَحِيحَتانِ، قالَ شيخُنا: فإِذا كَانَت
مَوْجودَةً بِهِ، وَهُوَ معنى صَحِيحٌ، فكيفَ يُحْكَمُ بأَنَّهُ وَهَمٌ
بل إِذا تَأَمَّلَ الناظِرُ حقَّ التأَمُّلِ عَلِمَ أَنَّ المَقامَ
يَقْتَضي الوَجْهَ الَّذِي ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ، واقتَصَرَ عَلَيْهِ
الفَرّاءُ فإِنَّ المَدْحَ بِكَثْرَة إِثمارِ الشَّجَرِ، وإِتيانِه
بثَمَرِهِ أَنْواعاً وأَصْنافاً أَظْهَرُ وأَوْلَى من كَوْنِ)
الشجرِ أَنْبَتَ وأَوْرَقَ، فتأَمّل، ذَلِك لَا غُبارَ عليهِ، وَالله
أَعلم. والمُصَنَّفُ من الشَّجَرِ كمُحَدِّثٍ: مَا فِيهِ صِنْفانِ من
يابِسٍ ورَطْبٍ نَقَلَه
(24/37)
الصّاغانِيُّ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ:
شَجَرٌ مُصَنِّفٌ: مُخْتَلِفُ الأَلْوانِ والثَّمَرِ. وتَصَنَّفَتْ
شَفَتُه: أَي تَشَقَّقَتْ نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ. قَالَ: وتَصَنَّفَ
الأَرْطَى، وكَذا النَّبْتُ: إِذا تَفَطَّرَ للإِيراقِ. وَفِي الأَساس:
تَصَنَّفَ الشَّجَرُ والنَّباتُ: صارَ أَصْنافاً، وَكَذَا صَنَّفَ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الصَّنِفاتُ: جَوانِبُ السَّرابِ،
وَبِه فَسَّرَ ثَعْلَبٌ مَا أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعرابيِّ:
(يُعاطِي القُورَ بالصَّنِفاتِ مِنْهُ ... كَمَا تُعْطِي رَواحِضَها
السُّبُوبُ)
وَهُوَ مَجازٌ، وإِنَّما الصَّنِفاتُ فِي الحَقِيقةِ للمُلاءِ،
فاسْتَعارَه للسَّرابِ من حَيْثُ شَبَّهَ السَّرابَ بالمُلاءِ فِي
الصِّفَةِ والنَّقاءِ. والصِّنْفَةُ: طائِفَةٌ من القَبِيلَةِ عَن
شَمِرٍ. وصَنَّفَتِ العِضاهُ: اخْضَرَّتْ، قالَ ابنُ مُقْبِل:
(رَآها فُؤادِي أُمَّ خِشْفٍ خَلا لَها ... بقُورِ الوِرَاقَيْنِ
السَّراءُ المُصَنِّفُ)
وتَصَنَّفَ الشَّجَرُ: بدَأَ يُرِقُ، فكانَ صِنْفَيْنِ، عَن أَبِي
حَنِيفَةَ، قَالَ مُلَيْحٌ:
(بِها الجازِئاتُ العِينُ تُضْحِي وكَوْرُها ... قِيالٌ إِذا الأَرْطَى
لَها تَتَصَنَّفُ)
وتَصَنَّفَتْ ساقُ النّعامَةِ: تَشَقَّقَتْ. والصَّنْفان، مُحَرَّكَةٌ:
قريةٌ بالشَّرْقِيَّةِ.
ص وف
{الصُّوفُ، بالضمِّ: م مَعْرُوفٌ قالَ ابنُ سِيدَه: الصُّوفُ للغَنَمِ
كالشَّعَرِ للمَعِزِ، والوَبَرِ للإِبِلِ، والجمعُ} أَصْوافٌ. وقَدْ
يُقالُ: الصُّوفُ للواحِدَةِ على تَسْمِيَةِ الطّائِفَةِ باسْمِ
الجَمِيعِ، حكاهُ سِيَبَويْهِ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: الصُّوفُ للشّاةِ
وبهاءٍ
(24/38)
أَخَصُّ مِنْهُ، وقولُ الشاعِرِ:
حَلْبانَةٍ رَكْبانَةٍ صَفُوفِ تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ {وصُوفِ قالَ
ثَعْلَبٌ: قالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: أَي أَنَّها تُباعُ فيُشْتَرَى
بهَا غَنَمٌ وإِبِلٌ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: يَقولُ: تُسْرِعُ فِي
مِشْيَتِها، شَبَّه رَجْعَ يَدَيْها بقَوْسِ النَّدّافِ الّذي يَخْلِطُ
بينَ الوَبَرِ} والصُّوفِ. ويُقال لواحِدَةِ الصُّوفِ: {صُوفَةٌ،
ويُصَغَّرُ} صُوَيْفَةٌ. وَفِي الأَساس: فلانٌ يَلْبَسُ الصُّوفَ
والقُطْنَ: أَي مَا يُعْمَلُ مِنْهُمَا. وَمن المَجازِ قَوْلُهم:
خَرْقاءُ وَجَدَتْ {صُوفاً قالَ الأَصْمَعيُّ: وَهُوَ من أَمْثالِهِمْ
فِي المالِ يَمْلِكُهُ مَنْ لَا يَسْتَأْهِلُه قالَ الصّاغانِيُّ:
لأَنَّ المَرْأَةَ غيرَ الصَّنَاعِ إِذا أَصابَتْ} صُوفاً لم تَحْذِقْ
غَزْلَه، وأَفْسَدَتْهُ، يُضْرَبُ ذلِك للأَحْمَقِ يَجِدُ مَالا
فَيُضَيِّعُهُ فِي غيرِ مَوْضِعِه، وَهُوَ بَقِيَّةُ قولِ
الأَصْمِعِيِّ، وَفِي الأَساسِ: لمَنْ يَجِدُ مالاَ يَعْرِفُ قِيمَتَهُ
فيُضَيِّعُه. وَمن المَجازِ قولُهم: أَخَذْتُ! بصُوفِ رَقَبَتِهِ،
وبِصافِها الأَخِيرُ لم يَذْكُرْه الجَوْهَرِيُّ والصاغانِيُّ، إِنّما
ذَكَره صاحبُ اللِّسانِ، زادَ الجَوْهَرِيُّ: وكَذا بطُوفِ رَقَبَتِه،
وبِطافِها، وبظُوفِ رَقَبَتِه، وبظافِها، وبِقُوفِ رَقَبَتِه،
وبقافِها: أَي بجِلْدِها قالَه ابنُ الأَعْرابيّ أَو بشَعَرَهِ
المُتَدَلِّي فِي نُقْرَةِ قَفاه قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ أَو بقَفاه
جَمْعاءَ قالَهُ الفَرّاءُ أَو أَخَذْتُه قَهْراً قالَهُ أَبو
الغَوْثِ، وفَسَّرَهُ أَبو السَّمَيْدَعِ، فقالَ: وذلِكَ إِذا تَبِعَه
وقَدْ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَدْرِكَهُ، فلَحِقَهُ، أَخَذَ برَقَبَتِه أَوْ
لَمْ يَأْخُذْ نَقَلَ هَذِه الأَقوالَ كُلَّها الجَوْهَرِيُّ
والصّاغانِيُّ وصاحبُ اللِّسانِ، واقتَصَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ على
الأَخِيرِ. وَمن المَجازِ قولُهم: أَعْطاهُ بِصُوفِ رَقَبَتِه كَمَا
يَقُولُونَ: أَعْطاهُ برُمَّتِهِ نَقله الجَوْهَرِيُّ، أَو أَعْطاهُ
(24/39)
مَجَّاناً بِلا ثَمَنٍ قالَه أَبو
عُبَيْدٍ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
{وصَوَّفَهُ أَيْضاً: أََبُو حَيٍّ من مُضَرَ، وَهُوَ الغَوْثُ بنُ
مُرِّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةَ بنِ الياس بنِ مُضَرَ قالَه ابنُ
الجَوّانِيِّ فِي المُقَدِّمَةِ، سُمِّيَ صُوفَةُ لأَنَّ أُمَّه
جَعَلتْ فِي رَأْسِهِ صُوفَةً، وجَعَلَتْهُ رَبِيطاً للكَعْبَةِ
يَخْدُِمُها، قالَ الجَوْهَرِيُّ: كانُوا يُخْدُمُونَ الكَعْبَةَ،
ويُجِيزُونَ الحاجَّ فِي الجَاهِلِيَّةِ، أَي: يُفيضُونَ بِهِمْ زادَ
فِي العُبابِ مِنْ عَرَفات وَفِي المُحْكَمِ من مِنىً فيَكُونُونَ
أَوَّلَ منْ يَدْفَعُ وكانَ أَحَدُهُمْ يَقُومُ، فيَقُولُ: أَجِيزِي
صُوفَةُ، فإِذا أَجازَتْ قَالَ. أَجِيزِي خِنْدِفُ، فإِذَا أَجازَتْ
أُذِنَ للنّاسِ) كُلِّهِمْ فِي الإِجازَةِ قالَ ابنُ سِيدَه: وَهِي
الإِفاضَةُ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: وكانَت الإِجازَةُ بالحَجِّ إِلَيْهِمْ
فِي الجاهِلِيَّةِ، وكانَت العَرَبُ إِذا حَجَّتْ وحَضَرَتْ عَرَفَةَ،
لَا تَدْفَعُ مِنْهَا حَتّى تَدْفَعَ بهَا صُوفَةُ، وكذلِكَ لَا
يَنْفِرُونَ مِنْ مِنىً حَتّى تَنْفِرَ صُوفَةُ، فإِذا أَبْطَأَتْ بهم
قالُوا: أَجِيزِي صُوفَةُ. أَوْ هُمْ قومٌ من أَفناءِ القَبائِلِ،
تَجَمَّعُوا، فتَشَبَّكُوا كتَشَبُّكِ} الصُّوفَةِ قالَه أَبو
عُبَيْدَةَ، وَنَقله الصاغانِيُّ وقولُ الجَوْهَرِيُّ: ومِنْه قولُ
الشّاعِرِ: حَتَّى يُقالَ: أَجِيزُوا آلَ! صُوفانَا أَتى بِهِ شاهِداً
على أَنَّ صُوفَةَ يُقالُ لَهُ: صُوفانُ، قالَ الصّاغانِيُّ: وَهُوَ
وَهَمٌ، والصَّوابُ فِي رِوايَةِ البَيْتِ: آلَ صَفْوانَا، وهُمْ
قَوْمٌ من بَنِي سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَمِيمٍ، وموضِعُ ذكره
بَاب الحُروف اللَّيِّنَةِ قالَ أَبو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بنُ
المُثَنَّى فِي كتابِ التّاجِ بعد ذِكْرِهِ روايةَ البيتِ مَا نَصُّه:
حَتَّى يَجُوزَ القائِمُ بذلكَ من آل صَفْوانَ. قَالَ الصاغانِيُّ:
والبَيْتُ لأَوْسِ بنِ
(24/40)
مَغْراءَ السَّعْدِيّ وصَدْرُه: وَلَا
يَرِيمُونَ فِي التَّعْرِيفِ مَوْقِفَهُمْ كَذَا فِي العُبابِ
والتَّكْمِلَةِ. قلت: وَفِي قولِ الزَّمَخْشَرِيِّ مَا يَدُلُّ على
أَنّه يُقالُ لهُمُ: {الصُّوفانُ، وآلُ صُوفان مَعًا، فَلَا إِشكالَ
حِينَئِذٍ، فَتأَمَّلْ. وذُو الصُّوفَةِ أَيضاً: فَرَسٌ، وَهُوَ أَبُو
الخُزَرِ والأَعْوَجِ نَقَلَه الصّاغانيُّ، وَقد تقَدَّمَ كُلٌّ
مِنْهُمَا فِي مَحَلِّه.} وصافَ الكَبْشُ بعدَ مَا زَمِرَ، يَصُوفُ
صَوْفاً بِالْفَتْح {وصُوُوفاً كقُعُودٍ فَهُوَ} صافٌ {وصافٍ،}
وأَصْوَفُ {وصائِفٌ،} وصَوِفَ كفَرِحَ، فَهُوَ {صَوِفٌ ككَتِفٍ وهذِه
على القَلْبِ} - وصُوفانِيٌّ بالضمِّ، وَهِي بهاءٍ كُلُّ ذلِك: إِذا
كَثُرَ {صُوفُه.} والصُّوفانَةُ، بِالضَّمِّ: بَقْلَةٌ مَعْرُوفةٌ،
وَهِي زَغْباءُ قَصِيرَةٌ قالَ أَبوُ حَنِيفَةَ: ذَكَرَ أَبو نَصْرٍ
أَنَّها من الأَحْرار، وَلم يُحَلِّها. وصافَ السَّهْمُ عَن الهَدَف،
{يَصُوفُ} ويَصِيفُ: إِذا عَدَلَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ
مَذْكُورٌ فِي الياءِ أَيْضاً لأَنَّ الكَلِمَةَ واويَّةٌ يائِيَّةٌ.
(و) {صافَ عَنِّي وَجْهُهُ: مالَ وَقَالَ ابنُ فارسٍ: صافَ من بابِ
الإِبدالِ من ضافَ، قَالَ الجوهريُّ: وَمِنْه قَوْلُهُم: صافَ عَنِّي
شرُّ فلانٍ. و (} أَصافَ اللهُ عنِّي شَرَّهُ: أَي أَمالَهُ. {وصافُ:
اسمُ ابنِ الصَيّادِ المَذْكُورِ فِي الحَدِيثِ، وَفِي نُسْخَةِ ابْن
عَبّادٍ أَو هُوَ} - صافِي، كقاضِي فمحَلُّه المُعْتَلُّ أَو اسمُه
عبدُ اللهِ وصافُ لَقَب لَهُ، وَهَذَا هُوَ المَشْهُورُ عِنْد
المَحَدِّثِينَ.
(24/41)
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: قالَ أَبو
الهَيْثَمِ: يُقال: كَبْشٌ {صُوفانٌ، ونَعْجَةٌ} صُوفانَةٌ. وقالَ
غيرُه: الصُّوفانُ: كلُّ من وَلِيَ شَيْئا من عَمَلِ البَيْتِ، وكذلِك
الصُّوفَةُ. وَفِي الأَساس: وَآل صَوْفانَ:)
كانُوا يَخْدُمونَ الكعبةَ وَيَتَنَسَكُونَ، ولَعَلَّ {الصُّوفِيّةَ
نُسِبَتْ إِليهم، تَشْبيهاً بهم فِي التَّنَسُّكِ والتَّعَبُّدِ، أَو
إِلى أَهْلِ الصُّفَّةِ، فيُقالُ مَكَان} الصُّفِّيَةِ: الصُّوفِيَّةُ
بقلبِ إِحْدَى الفائَين واواً للتَّخْفِيفِ، أَو إِلى {الصُّوفِ
الَّذِي هُوَ لِباسُ العُبّادِ، وأَهْلِ الصَّوامِعِ. قلتُ: والأَخيرُ
هُوَ المَشْهورُ.} والصَّوّافُ، ككَتّانٍ: من يَعْمَلُه. {وصُوفَةُ
البَحْرِ: شيءٌ على شَكْلِ هَذَا الصُّوفِ الحَيَوانِيّ. وَمن
الأَبَدِيَّاتِ: قولُهم: لَا آتِيكَ مَا بَلَّ البَحْرُ صُوَفَةً،
حَكَاهُ اللِّحْيانِيُّ.} والصُّوفانُ: شيءٌ يَخْرُجُ من قَلْبِ
الشَّجَرِ، رخْوٌ يابِسٌ، تُقْدَحُ فِيهِ النّار، وَهُوَ أَحْسَنُ مَا
يَكُونُ للمُقْتَدِحِينَ. {وصُوفَةُ الرَّقَبَةِ: زَغَباتٌ فِيهَا،
وقِيلَ: هِيَ مَا سَالَ فِي نُقْرَتِها.} وصَوِفَ الكَرْمُ: بَدَتْ
نَوامِيهِ بعدَ الصِّرامِ. وأَبُو {صُوفَةَ: من كُناهُم. وَمن أَمْثالِ
العامَّةِ: لَو كانَت الوَِلايَةُ بالصُّوف، لطارَ الخَرُوف.}
وتَصَوَّفَ: تَنَسَّكَ، أَو ادَّعاهُ. وجُبَّةٌ {صَيِّفَةٌ،
كَكَيِّسَةٍ: كثيرةُ الصُّوفِ، وأَصْلُه} صَيْوِفَةً، فقُلِبت الواوُ
يَاء، فأُدْغِمَت.
ص ي ف
! الصَّيْفُ: القَيْظُ نَفْسُه أَو هُوَ بَعْدَ الرَّبِيعِ الأَوّلِ،
وقَبْلَ القَيْظِ، وَهُوَ أَحدُ فُصولِ السَّنَةِ، نَقله
الجَوْهَرِيُّ. وقالَ الليْثُ: الصَّيْفُ: رُبُعٌ من
(24/42)
أِرْباعِ السَّنَةِ، وَعند العامَّةِ:
نِصْفُ السَّنَةِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: الصَّيْفُ عِنْد العَرَبِ:
الفَصْلُ الَّذي تُسَمِّيه عَوامُّ الناسِ بالعِراقِ وخُراسانِ
الرَّبِيعَ، وَهِي ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ، والفَصْلُ الَّذِي يَلِيه عندَ
العَربِ القَيْظُ، وَفِيه تَكُونُ حُمْراءُ القَيْظِ، ثُمّ بَعْدَه
فَصْلُ الخَرِيفِ، ثُمَّ بعدَه فَصْلُ الشِّتاءِ. ج: {أَصْيافٌ}
وصُيُوفٌ. {والصَّيْفَةُ: أَخَصُّ مِنْهُ، كالشَّتْوَةِ وقالَ
الفَرَّاءُ: ج:} صِيَفٌ، كَبَدْرَةٍ وبِدَرٍ. ويُقال: {صَيْفٌ} صائِفٌ
وَهُوَ تَوْكِيدٌ لَهُ، كَمَا يُقال: لَيْلٌ لائِلٌ، وهَمَجٌ هامِجٌ،
نَقَله الجَوْهَرِيُّ. وقَولُهم: {الصَّيْفُ ضَيَّعَتِ اللَّبَنَ مَرَّ
تَفْسِيرُه فِي: ض ي ع.
} والصَّيِّفُ كسَيِّدٍ، ويُخَفَّفُ: لُغَةٌ فِيهِ مثالُ هَيِّنٍ،
ولَيِّنٍ ولَيْنٍ: المَطَرُ الَّذِي يَجيءُ فِي الصَّيْفِ نَقَلَه
الجَوْهَرِيُّ، قالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
(ولَقَدْ وَرَدْتُ الماءَ لم يُشْرَبْ بهِ ... بَيْنَ الرَّبِيعِ إِلى
شُهُورِ {الصَّيِّفِ)
وَقَالَ جَرِيرٌ:
(بأَهْلِيَ أَهْلُ الدَّارِ إِذْ يَسْكُنُونَهَا ... وجادكِ من دارٍ
رَبِيعٌ} وصَيِّفُ)
أَو هُوَ المَطَرُ الَّذي يَقَعُ بعدَ فَصْلِ الرَّبِيعِ قالَهُ
اللَّيْثُ، {- كالصَّيْفِيِّ بياءِ النِّسْبَةِ. ويَومٌ صائِفٌ قالَ
الجَوْهَرِيُّ: ورُبَّما قالُوا: يومٌ} صافٌ بمَعْنَى صائِفٍ، كَمَا
قالُوا: يومٌ راحٌ، ويومٌ
(24/43)
طانٌ، أَي: حارٌّ وكذلِك لَيْلَةٌ
صائِفَةٌ. وصائِفٌ: ع قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:)
(تَنكَّرَ بَعْدِي من أُمَيْمَةَ صائِفُ ... فبِرْكٌ فأَعْلَى تَوْلَبٍ
فالمَخالِفُ)
وَقَالَ مَعْنُ بنُ أَوْسٍ:
(فَفَدْفَدُ عَبّودٍ، فخَبْراءُ صائِفٍ ... فَذُو الحَفْرِ أَقْوَى
مِنْهُمُ ففَدافِدُه)
{والصّائِفَةُ: غَزْوةُ الرُّومِ لأَنَّهم كَانُوا يُغْزَوْنَ} صَيْفاً
لمكانِ البَرْدِ والثَّلْجِ. (و) {الصّائِفَةُ من القَوْمِ: مِيرَتُهم
فِي الصَّيْفِ نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ غيرُه: هِيَ المِيرَةُ
قبلَ الصَّيْفِ، وَهِي المِيرَةُ الثَّانِيَة، وَذَلِكَ لأَنَّ أَوّلَ
المِيَرِ الرِّبْعِيَّةُ، ثمَّ الصّائِفَةُ، ثمَّ الدَّفئِيَّةُ، وَقد
تَقَدَّمَ.} وصافَ بهِ: أَي بالمكانِ، {يَصِيفُ بِهِ صَيْفاً: إِذا
أَقامَ بهِ صَيْفاً وَفِي الصِّحاحِ: أَقامَ بهِ الصَّيْفَ.} وصِيفَت
الأَرْضُ، كعُنِيَ أَي: بالبناءِ للمجهولِ، كَانَ فِي الأصلِ
{صُيِفَتْ، فاسْتُثْقِلَتْ الضّمَّةُ مَعَ الياءِ فحُذِفَت، وكُسِرت
الصادُ لتَدُلَّ عَلَيْهَا فَهِيَ} مَصِيفَةٌ {ومَصْيُوفةٌ على
الأَصْلِ: إِذا أَصابَها مطرُ الصّيفِ. ورَجُلٌ} مِصْيافٌ كمِحْرابٍ:
لَا يَتَزَوَّجُ حَتَّى يَشْمَطَ نَقله الصاغانِيُّ، وَهُوَ مجازٌ.
وأَرْضٌ مِصْيافٌ: مُسْتَأْخِرَةُ النَّباتِ. وناقَةٌ مِصْيافٌ، وَقد
أَصافَتْ، فَهِيَ {مُصِيفٌ ومُصِيفَةٌ: مَعَها ولَدُها نَقَلَه
الصاغانِيُّ، وَفِي اللِّسان: نُتِجَتْ فِي الصَّيْفِ. وأَرضٌ
مِصْيافٌ: كَثُر بهَا مَطَرُ الصَّيْفِ لَا يَخْفَى أَنّه لَو أَتَى
بهذهِ العِبارةِ بعدَ قَوْلِه: مُسْتَأْخِرَةُ النَّباتِ كانَ
أَحْسَنَ. وصافَ السَّهْمُ عَن الهَدَفِ يَصِيف صَيْفاً،} وصَيْفُوفَةً
هَكَذَا فِي العُبابِ
(24/44)
والصِّحاح، ووُجِدَ فِي بعض النُّسَخِ
{صُيُوفَةً وَهُوَ غَلَطٌ: لُغَةٌ فِي} يَصُوفُ صَوْفاً وَقد تَقَدَّم
بمعنَى عَدَل عَنهُ. {والصَّيْفُ،} وصَيْفُون، من الأَعْلامِ نَقله
الصاغانيُّ. قلتُ: والحافِظُ أَبو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ أَبِي
الصَّيْفِ اليَمانِيّ سَمِعَ عبدَ المُنْعِمِ الفِراوِيّ، وأَبا
الحَسَنِ عليَّ بنَ حُمَيْدٍ الأَطْرابُلُسِيّ وحَدَّثَ، وَله
أَرْبَعُون حَدِيثاً، رَوَى عَنهُ شَرَفُ الدّينِ أَبُو بَكْرِ بنُ
أحْمَد بنِ محمّدٍ الشرَّاحي، ومُحَمَّدُ بنُ إِسْماعِيلَ
الحَضْرَمِيّ، وبَطّالُ بنُ أَحْمَدَ الركبي، وعبدُ السّلامِ بنُ
مُحْسِنٍ الأَنصارِيّ، وإِمامُ المَقامِ سُلَيْمانُ بنُ خَلِيلٍ
العَسْقَلانِيّ، وَروَى عَن الشرَّاحِيّ أَبو الخَيْرِ بنُ مَنْصُورٍ
الشَّماخِيُّ صاحبُ المَسْجِدِ بزَبِيدَ، وإِليه انْتَهَى أَسانِيدُ
اليَمَنِيِّين.
{وأَصافَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُصِيفٌ: وُلِدَ لَهُ على الكِبَرِ وَفِي
اللِّسان: إِذا لَمْ يُوْلَدْ لَهُ حَتّى يُسِنَّ ويَكْبَرَ، وَقَالَ
غيرُه: أَصافَ: تَرَكَ النِّساءَ شَباباً ثمَّ تَزَوَّج كَبِيراً، وَقد
تَقَدّم، وَهُوَ مجَاز. وأَصافَ القَوْمُ: دَخَلُوا فِي الصَّيْفِ
كَمَا يُقال: أَشْتَوْا: إِذا دَخَلُوا فِي الشِّتاءِ. (و) } أَصافَ
اللهُ عَنْهُ شَرَّهُ: أَي صَرَفَه وعَدَلَ بهِ، وَهَذَا داخِلٌ فِي
التّرْكِيبَيْنِ. {وصَيّفَنِي هَذَا الشيءُ: أَي كَفانِي} لصَيْفَتِي
نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، والمُرادُ بالشَّيءِ طَعامٌ أَو ثَوْبٌ، أَو
غيرُهما، وأَنْشَدَ قولَ الرّاجِز:) مَنْ يَكُ ذَا بَتٍّ فَهَذَا
بَتِّي مُقَيِّظٌ {مُصَيِّفٌ مُشَتِّي} وتَصَيَّفَ،! واصْطافَ بمَعْنى
أَقامَ فِي الصَّيْفِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: كَمَا تَقُولُ: تَشَتَّى من
الشِّتاءِ، قَالَ لَبِيدٌ:
(24/45)
( {فَتَصَيَّفْنا مَاء بدَحْلٍ سَاكِنا ...
يَسْتَنُّ فوقَ سَراتِه العُلْجُومُ)
والمَوْضِعُ} مُصْطافٌ كَمَا يُقال: مُرْتَبَعٌ. وعامَلَه {مُصايَفُةً:
من الصَّيْفِ، كالمُشاهَرَةِ: من الشَّهْر والمُعاوَمَةِ: من الْعَام.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} الصَّيِّفُ، كسَيِّدٍ: الكَلأُ
يَنْبُتُ فِي الصَّيْفِ، {- كالصَّيْفِيِّ.
} وصُيِّفَ القومُ، بالبناءِ للمَجْهُول مَعَ تَشْدِيدِ الياءِ: أَي
مُطِرُوا. {واصَّيَّفَ بِالْمَكَانِ، مثلُ} صَيَّفَ، قالَ الهُذَلِيُّ:
{تَصَيَّفْتُ نَعْمانَ} واصَّيَّفَتْ وَذَا {مَصِيفُهُم،}
ومُتَصَيَّفَهُمْ: أَي {مُصْطافُهم، قَالَ سِيَبَويْهِ: والمَصِيفُ:
اسمُ الزَّمانِ، أُجْرِيَ مُجْرَى المَكان. واسْتَأْجَرَه} صِيافاً،
ككِتابٍ: أَي {مُصايَفَةً.} والصّائِفَةُ: أَوانُ الصَّيْفِ.
{والصَّيْفِيَّةُ: المِيرَةُ قَبْلَ الدَّفَئِيَّةِ. وآيةُ الصَّيْفِ
الّتي فِي آخِرِ سُوَرِة النِّساءِ، جاءَ ذِكْرُها فِي الحَديثِ.} -
والصَّيْفِيُّ: وَلَدُ! المِصْيافِ، قَالَ أَكْثَمُ:
(24/46)
إِنَّ بَنِيَّ صِبْيَةٌ {صَيْفِيُّونْ أَفْلَحَ مَنْ كانَ لَهُ
رِبْعِيُّونْ وَفِي أَمْثالِهم فِي إِتْمامِ قَضاءِ الحاجَةِ تَمامُ
الرَّبِيعِ الصَّيْفُ وأَصلهُ فِي المَطَر، فالرَّبِيعِ أَوَّلُه،
والصَّيْفُ: الَّذِي بَعْدَه، فيَقُول: الحاجَةُ بكَمالِها، كَمَا
أَنَّ الرَّبِيعَ لَا يَكُونُ تَمامهُ إِلاّ} بالصَّيْفِ.
{والمَصِيفُ: المُعْوَجُّ من مَجارِي الماءِ، مِن} صافَ، كالمَضِيقِ
مِن ضَاقَ نَقله الجَوْهَرِيُّ.
والصَّيْفُ: الأُنْثَى من البُومِ، عَن كُراعٍ. {- وصَيْفِيّ: اسمُ
رجلٍ، وَهُوَ} - صَيْفِيُّ بنُ أَكْثَمَ بنِ صَيْفِيٍّ، وأَبُوه من
حُكَماءِ العَرَبِ. |