تاج العروس ((فصل الْبَاء) مَعَ الْمِيم)
ب ب م
(! أَبَنْبَمُ) أهمله الجوهريّ وَهُوَ من
(31/260)
أبنيّة كِتاب سِيبَوَيْهٍ، وَزْنُه
أَفَنْعَل، (ويُقال يَبَنبَمُ) ، بِالْيَاءِ، وَزنه يَفَنْعَلُ، وَهُوَ
(ع، قُرْبَ تَثْلِيثَ) ، وَأنْشد سِيْبَويْه لطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ:
(أَشاقَتْك أَظْعانٌ بحَفْر أَبَنْبَمِ ... نَعَمْ بُكُرًا مثل
الفَسِيلِ المُكَمَّمِ)
وَأنْشد الصاغانيُّ لِحُمَيْدِ بن ثَوْرٍ - رضيَ اللَّه تعالَى عَنهُ
-:
(إِذا شِئْتُ غَنَّتْنِي بأجْزاع بِيْشَةٍ ... أَو الرِّزْنِ من
تَثْلِيثَ أَو! بِأَبَنْبَما)
وَقَالَ ياقوت فِي مُعْجَمه: بَبَنْبَم بِوَزْن غَشَمْشَم: مَوضِع أَو
جَبَلٌ، كَذَا ذكره الخارْزَنْجِيّ، وَلم تَجْتَمِع الْبَاء وَالْمِيم
فِي كلمة اجتماعَهما فِي هَذِه الكَلِمة، وَرَوَاهَا بعضُهم:
يَبَنْبَم.
ب ت م
(البُتْمُ، بِالضَّمِّ، وبالتحريك) ، وَقد أهمله الْجَوْهَرِي، (و)
قَالَ اللَّيث: البُتَّمُ، (كُزمَّجٍ: ناحِيَةٌ أَو حِصْنٌ أَو جَبَلٌ
بفَرْغانَة) ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(وَغَزْوَتُك البِكْرُ مِنْ غَزْوَةٍ ... أباحَتْ حِمَى الصِّينِ
والبُتَّمِ)
وَضَبطه ياقوت بِضَم التَّاء المُشَدَّدة، قَالَ: وَفِي هَذَا الجَبَل
مَعْدِن الذَّهَب والفِضَّة والزّاج والنّوشادر الَّذِي يُحْمَل إِلَى
الْآفَاق. وَفِي هَذَا الجَبَلِ مياهٌ تجرِي، وَمِنْهَا نهرُ
الصَّغانِيان.
ب ج م
(بَجَمَ يَبْجِمُ بَجْمًا وَبُجُومًا) أهمله الجوهريّ، وَقَالَ ابنُ
دُريد: أَي: (سَكَتَ من عِيٍّ أَو فَزَعٍ أَو هَيْبَةٍ) . (و) قَالَ
غَيره: بَجَمَ بُجُومًا: (أَبْطَأَ،
(31/261)
و) أَيْضا: (انْقَبَضَ) وتَجَمَّعَ،
(كَبَجَّمَ تَبْجِيمًا فيهمَا) ؛ أَي: فِي الانْقِباض والإِبْطاء.
(والتَّبْجِيمُ: التَّحْدِيقُ فِي النَّظَر) ، نَقله الصاغانيّ []
وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: البَجْمُ، بِالْفَتْح: الجَمْعُ، وَقَالَ
أَبُو عَمْرو: رَأَيْت بَجْمًا من الناسِ وَبَجْدًا، أَي: جمَاعَة
كَثِيرَة. والبَجَمُ، محرَّكة: لقبُ رَجُلٍ. وَبِجامٌ، كَكِتابٍ: قريةٌ
بِمصْر من الشَّرْقِيّة، وَقد رأيتُها. وبَنُو البُجَمِ، كَصُرَدٍ:
قَبِيلَةٌ من الناشِرِيينَ باليَمَن يسكنُون بالمُهْجَمِ.
ب ج ر م
(البَجارِمُ) هِيَ (الدَّواهِي) ، نَقله الجوهريّ. [] وممّا يسْتَدرك
عَلَيْهِ: بُجَيْرِم، مصغَّرًا: قَرْيَة بِمِصْرَ.
ب ح ر م
(غَدِيرٌ بَحْرَمٌ؛ كَجَعْفَرٍ) ، هَكَذَا فِي النُّسخ بالراء،
والصوابُ بَحْوَم، بِالْوَاو، كَمَا هُوَ نَصُّ اللِّسَان، وَقد أهمله
الجوهريّ والصاغانيّ، وَقَالَ أَبُو عليّ الهَجَرِيُّ: أَي: (كَثِيرُ
الماءِ) وَأنْشد:
(فَصِغارُها مثلُ الدُّبَى وكِبارُها ... مِثْلُ الضَّفادِع فِي
غَدِيرٍ بَحْوَمِ)
[] وَمِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ:
ب ح م
بَنُو الباحُوم: قبيلةٌ من الناشِرِيِّين باليَمَن، وَمِنْهُم: بَنو
فُرَيْح، وَبَنُو هديش وَفِيهِمْ كَثْرَةٌ.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ:
ب خَ م
البَخُوم، كَصَبُور: كلمةٌ قِبْطِيَّة، اسمٌ لقرية بِمصْرَ نُسِبت
إِلَيْهَا شَبْرَا.
(31/262)
ب خَ ذ م
(بَخْذَمٌ، بالمعجمتين، كَجَعْفَرٍ) أهمله الجوهريّ والصاغانيّ، وَفِي
اللِّسَان: (اسْم) رجل. [] وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
ب د م
باداما، بإهمال الدالِ قَرْيَة بحَلَب من ناحِيَة عَزازٍ، جَاءَ ذكرُها
فِي حَدِيث آدم عَلَيْهِ الصَّلاة والسلامُ. وبادام: هُوَ اللَّوزُ
بالفارِسِيّة؟ [] وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ أَيْضا:
ب د ر م
بُدْرُم، كَقُنْفُذٍ: قلعةٌ فِي بِلَاد الرُّومِ.
ب ذ م
(البُذْمُ، بِالضَّمِّ: الرَّأْيُ) الجَيِّدُ، عَن الأصمعيّ،
(والحَزْمُ) يُقَال: رجل ذُو بُذْمٍ، أَي: ذُو رَأْيٍ وحَزْم. وَمَا
لَهُ بُذْمٌ، أَي: رَأْيٌ وَحَزْمٌ،، وَهُوَ مجَاز. (و) البُذْمُ:
(النَّفْسُ) ، نَقله الجوهريّ عَن الأمويّ، وَبِه فسّر قَوْله: ذُو
بُذْمٍ. (و) البُذْمُ: (الكَثافَةُ والجَلَدُ) ، وَبِه فسّر قولهُ:
رَجُلٌ ذُو بُذْمٍ؛ (و) قَالَ الكِسائِي: (احْتِمالُكَ لِما حُمِّلْتَ)
، وَبِه فُسِّر قَوْله: رَجُلٌ ذُو بُذْمٍ، أَي: ذُو احْتِمالِ لما
حُمِّلَ، كَمَا فِي الصِّحاح. (والبَيْذُمان، بِضَمِّ الذالِ: نَبْتٌ)
، عَن ابنِ دُرَيْد. (و) البَذِيمُ، (كأَمِيرٍ: القَوِيُّ) ، نَقله
الصاغانيّ (و) أَيْضا: (الفَمُ المُتَغَيِّرُ الرائحةِ) ، عَن ابْن
الأعرابيّ، وَأنْشد:
(شَمِمْتُها بشارِبٍ بَذِيمِ ... )
(قَدْ خَمَّ أَوْ قَدْ هَمَّ بالخُمُومِ ... )
(و) البَذِيمُ: (العاقِلُ) الغَضَبِ من
(31/263)
الرِّجال، هَكَذَا هُوَ نصّ الجوهريّ
وَهُوَ بِعَيْنِه نصّ كتاب العَيْن. وَقَالَ بعضُهم: صوابُه: هُوَ
العاقِلُ (عنْدَ الغَضَب) ، أَو العاقِلُ البَطِيءُ: الغَضَبِ،
(كالبَذِيمَة) ، قَالَ الفَرّاء: هُوَ الَّذِي لَا يَغْضَب فِي غير
مَوْضِعِ الغَضَبِ، (وَقد بَذُمَ، ككَرُمَ) ، بَذامَةً. (وَبَذِيمَةُ:
مَوْلَى جابِرِ بن سَمُرَةَ) السُّوَائي ذكرهُ ابنُ مَنْدَه فِي
الصَّحَابَة، قَالَ الْحَافِظ: وَهُوَ وَهَمٌ. (و) ابنُه (أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ) عليّ (بنُ بَذِيمَةَ) الجَزَرِيّ (من أَتْباعِ التابِعِينَ) ،
روى عَن أَبِيهِ وَعَن عِكْرِمَةَ وسَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَعنهُ
شُعْبَةُ ومَعْمَرُ، وَثَقَّوهُ على تَشَيُّعِه، مَاتَ سنة مائَة وستٍّ
وَثَلَاثِينَ، كَذَا فِي الكاشف للذهبي. (وأَبْذَمَتِ الناقةُ)
وَأَبْلَمَت: (وَرِمَ حَياؤُهَا من شِدَّةِ الضَّبَعَةِ) وإنّما يكون
ذَلِك فِي بَكَرات الإبِل، قَالَ الراجز يصف فَحْلَ إِبلٍ:
(إِذا سَمَا فَوْقَ جَمُوحٍ مِكْتامْ ... )
(مِنْ غَمْطِهِ الأَثْناءَ ذاتَ الإِبذامْ ... )
(وناقَةٌ مِبْذَمٌ، كَمِنْبَرٍ) ، أَي: (قَوِيَّةٌ) . (وباذامُ: أَبُو
صَالح مَوْلَى أمِّ هانِيءٍ، مُفَسِّرٌ مُحَدِّثٌ، رَوَى عَن
مَوْلاتِهِ أُمِّ هانِيءٍ، وعَلِيّ، وَعنهُ السُّدِّيُّ والثَّوْرِيُّ
وعامرُ بنُ مُحَمّد، (ضَعِيفٌ) ، قَالَ أَبُو حاتِم: لَا يُحْتَجُّ
بِهِ، عامّة مَا عِنْده تَغَيَّر، وَهُوَ (مَمْنُوعٌ للعُجْمَةِ)
والعَلَمِيّة، (ومَعْناه اللَّوْزُ بالفارِسِيَّة) .
[] وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: البُذْمُ، بِالضَّمِّ: القُوَّةُ
والطاقَةُ. وَثَوْبٌ ذُو بُذْمٍ؛ أَي: كثير الغَزْلِ صَفِيقٌ. ورَجُلٌ
ذُو بُذْمٍ؛ أَي: سَمِينٌ
(31/264)
ورجلٌ بُذْمٌ: يَغْضَبُ مِمّا يَجِبُ أَن
يُغْضَبَ مِنْهُ، سُمِّي بالمَصْدر. والبُذْمُ، بِالضَّمِّ:
المُرُوءةُ، عَن ابْن بَرِّيّ، وَأنْشد للمَرّار:
(يَا أُمَّ عِمْراَن وَأُخْتَ عَثْمِ ... )
(قد طالَمَا عِشْتِ بِغَيْر بُذمِ ... )
أَي بغَيْرِ مُرُوءةٍ، وَقد بَذُمُ بَذامَةً. [] وممّا يُستدرك
عَلَيْهِ:
ب ذ ر م
البَذْرَمان: قَرْيَةٌ كَبِيرَة فِي غَرْبِيّ النّيل من الصَّعِيد،
قَالَه ياقوت.
ب ر م
(البَرَمُ، محرّكةً: مَنْ لَا يَدْخُلُ مَعَ القَوْمِ فِي المَيْسِرِ)
وَلَا يُخْرِجُ مَعَهم فِيهِ شَيْئًا. (وَفِي المَثَلِ: أَبَرَمًا
قَرُونًا: أَي) هُوَ بَرَمٌ، أَي (ثَقِيلٌ) لَا خَيْرَ عِنْده،
(ويَأْكُلُ مَعَ ذَلِك تَمْرَتَيْنِ تَمْرَتَيْنِ) ، نَقله الجوهريّ
وغيرُه من أَرْبَاب الْأَمْثَال، وَهُوَ مجازٌ، أنْشد الجوهريُّ
لمُتَمِّمٍ:
(وَلَا بَرَمًا تُهْدِي النِّساءُ لِعِرْسِهِ ... إِذا القَشْعُ من
بَرْدِ الشِّتاءِ تَقَعْقَعا)
(ج: أَبْرامٌ) ، وَمِنْه حَدِيث: " وَفْد مَذْحِجْ كِرامٌ غيرُ
أَبْرامٍ ". وَفِي حَدِيث عَمْرِو بن مَعْدِ يكَرِب قَالَ لِعُمَرَ: "
أَأَبْرامٌ بَنُو المُغِيرَة؟ قَالَ: لم؟ ، قَالَ: نَزَلْتُ فيهم فَمَا
قَرَوْنِي غَيْرَ قَوْسٍ وَثَوْرٍ وكَعْب، قَالَ عُمَر: إِنّ فِي ذلِكَ
لَشِعَبًا ". القَوْس: مَا يبقَى فِي الجُلّة من التَّمْر، والثَّوْر:
قطعةٌ عَظِيمَة من الأقِطِ، والكَعْبُ: قطعةٌ من سَمْنٍ. وَأنْشد
اللَّيْث:
(إِذا عُقَبُ القُدُورِ عُدِدْنَ مَالا ... تَحُثُّ حَلائلَ الأَبْرامِ
عِرْسِي)
(31/265)
(و) البَرَمُ: (السَّآمَةُ والضَّجَرُ،
وَقد بَرِمَ بِهِ، كَفَرِحَ) . (و) البَرَمُ أَيْضا: (ثَمَرُ العِضاهِ)
، واحدتُها بَرَمَةٌ، وَهِي أَوَّلُ وَهْلَةٍ فَتْلَة، ثمَّ بَلَّة،
ثمَّ بَرَمَة، وَقد أَخطَأ أَبُو حنيفةَ فِي قَوْله: إِن الفَتْلَةَ
قبل البَرَمَة. وبَرَمَةُ كُلِّ العِضاهِ صَفْراءُ إِلَّا العُرْفُط
فإنّ بَرَمَتَه بَيْضاءُ كَأَنّ هَيادِبَها قُطن، وَهِي مثلُ زِرِّ
القَمِيصِ أَو أَشَفُّ، وَبَرَمَةُ السَّلَمِ أَطْيَبُ البَرَمِ
رِيْحًا، وَهِي صَفْرَاء تُؤْكَلُ طَيّبَة، (ومُجْتَنِيهِ: المُبْرِمُ،
كَمُحْسِنٍ) . (و) البَرَمُ أَيْضا: (حَبُّ العِنَبِ إِذا كانَ مثلَ
رُؤوسِ الذَّرِّ) أَو فَوْقَه، (وَقد أَبْرَمَ الكَرْمُ) ، عَن
ثَعْلَب. (و) البَرَمُ: (قنانٌ من الْجبَال) ، واحدتها بَرَمَةٌ. (و)
البَرَمُ اسمُ (ناقَةٍ) ، نَقله الصاغانيّ. (و) البَرَمُ: (جَمْعُ
البَرَمَة لِلْأراكِ) ؛ أَي: لِثَمَرِهِ قَبْلَ إِدْراكه واسْوِدادِهِ،
فَإِذا أَدْرَكَ فَهُوَ مَرْدٌ، وَإِذا اسْوَدَّ فَهُوَ كَباثٌ،
وُمْجَتِنيه: المُبْرِم أَيْضا، (كالبِرامِ) ، بالكَسْر. (وأَبْرَمَه
فَبَرِمَ، كَفَرِحَ، وتَبَرَّمَ) أَي: (أَمَلَّهُ فَمَلَّ) ، وَيُقَال:
لَا تُبْرِمْنِي بِكَثْرَةِ فُضُولِكَ. (وأَبْرَمَ الحَبْلَ: جَعَلَهُ
طاقَيْنِ ثُمَّ فَتَلَهُ) ، قَالَه أَبُو حنيفَة. (و) من الْمجَاز:
أَبْرَم (الأَمْرَ) : إِذا (أَحْكَمَهُ) فَهُوَ مُبْرِم، (كَبَرَمَهُ
بَرْمًا) ، والأصْل فِيهِ إِبْرامُ الفَتْلِ إِذا كَانَ ذَا طاقَيْن.
(والمَبارِمُ: المَغازِلُ الَّتِي يُبْرَمُ بهَا) ، وَاحِدهَا
مِبْرَمٌ، كَمِنْبَرٍ. (والبَرِيمُ، كَأَمِيرٍ: الصُّبْحُ) ، لما فِيهِ
من سَوادِ اللَّيْل وبَياضِ النَّهار، وَقيل: بَرِيمُ الصُّبْحِ:
خَيْطُه المختلِطُ بِلَوْنَيْن، قَالَ جامِعُ بن مُرْخِيَةَ:
(عَلَى عَجَلٍ والصُبْحُ بالٍ كأَنَّه ... بأَدْعَجَ مِنْ لَيلِ
التِّمام بَرِيمُ)
(31/266)
(و) البَرِيمُ: (خَيْطانِ مُخْتَلِفانِ
أَحْمَرُ وَأَبْيَضُ) ، وَفِي اللِّسان: أَحْمَر وَأَصْفَر. وَقَالَ
أَبُو عُبَيْد: البَرِيمُ: الحبلُ المَفْتُول يكون فِيهِ لَوْنان
ورُبَّما (تَشُدُّهُ المَرْأَةُ على وَسَطِها وعَضُدِها) ، وَأنْشد
الأصمعيُّ للكرَوَّس بن زَيْد:
(وقائلةٍ نِعْمَ الفَتَى أَنْتَ من فَتًى ... إِذا المُرْضِعُ
العَرْجاءُ جالَ بَرِيمُها)
وَقد يُعَلَّق على الصَّبِيّ تُدْفَع بِهِ العَيْنُ، كَمَا فِي
الصِّحَاح. (وكُلُّ مَا فِيهِ لَوْنانِ مُخْتَلِطانِ) فَهُوَ بَرِيمٌ.
(و) البَريمُ: (حَبْلٌ للمَرْأَةِ فِيهِ لَوْنانِ مُزَيَّنٌ بجَوْهَرٍ)
، وَقَالَ اللَّيْثُ: خَيْطٌ يُنْظَمُ فِيهِ خَرَزٌ فَتَشُدُّه المرأةُ
على حَقْوَيْها. (و) البَرِيمُ: (الدَّمْعُ المُخْتَلِطُ بالإِثْمِدِ)
لما فِيهِ لَوْنان. (و) البَرِيمُ: (لَفِيفُ القَوْمِ. و) سُمِّيَ
(الجَيْشُ) بَرِيمًا (لأنَّ فِيهِ أَخْلاطًا من النّاسِ، أَو
لِأَلْوانِ شِعارِ القَبائِلِ) فِيهِ، كَمَا نَقله الجوهريّ، والمُراد
بِشِعارِ الْقَبَائِل راياتُهم، قَالَت لَيْلَى الأَخْيَليَّةُ:
(يَا أَيُّها السَّدِمُ المُلَوِّي رَأْسَه ... لِيَقُودَ من أَهْلِ
الحِجازِ بَرِيمَا)
أرادتْ جَيْشًا ذَا لَوْنَيْن. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: البَرِيمانِ:
الجَيْشان عَرَبٌ وَعَجَم. (و) البَرِيمُ: (العُوذَةُ) تُعَلَّق على
الصِّبيان لما فِيها من الأَلْوانِ. (و) البَرِيمُ: (قَطِيعُ الغَنَمِ)
يكون فِيهِ ضَرْبان من (ضَأْنٍ ومِعْزَى) ، عَن ابْن الأعرابيّ. (و)
البَرِيمُ: (المُتَّهَمُ) ، نَقله الصاغانيّ.
(31/267)
(و) قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقال (اشْوِ
لَنا من بَرِيمِها) ، هَكَذَا فِي النُّسخ، والصَوابُ: من بَرِيمَيْها،
كَمَا هُوَ فِي الصِّحَاح، (أَي: كَبِدِها وسَنامِها يُقَدّان طُولًا
ويُلَفّان بِخَيْطٍ أَو غَيْرِهِ) ، وَفِي بعض نُسَخِ الصّحاح: أَو
مَصِيرٍ، وَيُقَال (سُمِّيا) بذلِكَ (لِبَياضِ السَّنامِ وسَوادِ
الكَبِد) . (والبُرْمَةُ، بالضَّمِّ: قِدْرٌ) تُنْحَت (من حِجارَةٍ) ،
وَعَمَّمه بعضُهم فيَشْمَل النَّحاسَ والحَدِيدَ وَغَيرهمَا، (ج:
بُرْمٌ، بالضَّمّ) ، فِي الكَثِير، كَجُرْفَةٍ وَجُرْفٍ، قَالَ
طَرَفَة:
(جاؤوا إِلَيْكَ بِكُلِّ أَرْمَلَةٍ ... شَعْثاءَ تَحْمِلُ مِنْقَعَ
البُرْمِ)
(و) أَيْضا بُرَمٌ، (كَصُرَدٍ وجِبالٍ) ، وعَلى الْأَخِيرَة اقْتصر
الجوهريّ، وَأنْشد ابنُ بَرِّيّ للنابِغَة الذُّبياني:
(والبائعات بشَطَّيْ نَخْلَةَ البُرَما ... )
(و) المُبْرِمُ، (كَمُحْسِنٍ: صانِعُها أَو من يَقْتَلِعُ حِجارتَها من
الجبالِ) فَيُسَويها ويَنْحَتُها. (و) المُبْرِم: (الثَّقِيْل) مِنْهُ
(كَأَنَّهُ يَقْتَطِعُ من جُلَسائِهِ شَيْئًا. و) المُبْرِمُ: (الغَثُّ
الحَدِيثِ) الَّذِي يُحَدِّثُ الناسَ بالأحادِيثِ الّتي لَا فائدةَ
فِيهَا وَلَا مَعْنَى لَهَا، أُخِذَ من المُبْرِم الّذِي يَجْنِي
ثَمَرَ الأراكِ لَا طَعْمَ لَهُ وَلَا حَلاوَة، وَلَا حُمُوضَةَ وَلَا
مَعْنى، قَالَه أَبُو عُبَيْدًة. وَقَالَ الأصمعيّ: المُبْرِمُ الّذي
هُوَ كَلٌّ على صاحِبِه لَا نَفْعَ عِنْده وَلَا خَيْرَ، بِمَنْزِلَة
البَرَم الَّذِي لَا يَدْخُل مَعَ القَوْم فِي المَيْسِرِ وَيَأْكُلُ
مَعَهم من لَحْمِهِ. (و) المُبْرَمُ، (كَمُكْرَمٍ، الثَّوْبُ
المَفْتُوُلُ الغَزْلِ طاقَيْنِ) حتَّى يَصِيَرا
(31/268)
وَاحِدًا، كَمَا فِي الصِّحاح. قَالَ: (و)
مِنْهُ سُمِّيَ المُبْرَم؛ وَهُوَ (جِنْسٌ من الثِّياب) .
(والبَيْرَمُ) ، كَحَيْدَرٍ: (العَتَلَةُ) ، فارسيّ مُعَرَّب، (أَو
عَتَلَةُ النَّجَّار خاصَّةً) ، عَن أبي عُبَيْدَة، وَهُوَ
بِالْفَارِسِيَّةِ بتفخيم الْبَاء. (و) فِي الحَدِيثِ: " من اسْتَمَع
إِلى حَدِيثِ قَوْمٍ وهُمْ لَهُ كارِهُون مَلَأ اللَّه مَسامِعَه من
الآنُك والبَيْرَم " قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: قلتُ للمفضَّل: مَا
البَيْرَمُ، قَالَ: (الكُحْلُ المُذابُ، كالبَرَمِ، محرَّكَة) ، وَقد
رَواه بعضُهم هكَذا: " صُبَّ فِي أُذُنه البَرَمُ " (و) البَيْرَمُ:
(البِرْطِيلُ) ، عَن ابْن الأعرابيّ وَهُوَ الحَجَر العَرِيض. (و)
البُرام، (كَغُرابٍ: القُرادُ) ، نَقله الْجَوْهَرِي، (ج: أَبْرِمَةٌ)
، عَن كُراع، وَأنْشد ابنُ بَرِّي لجُؤَيَّةَ بن عائذٍ النَّصْرِيِّ:
(مُقِيمًا بمَوْماةٍ كَأَنَّ بُرامَها ... إِذا زالَ فِي آلِ السَّرابِ
ظَلِيمُ)
(وبَرِمَ بِحُجَّتِهِ كَعَلِمَ: إِذا نَواهَا فَلم تحَضْرُهُ) ، وَهُوَ
مجازٌ، كَمَا فِي الأساس. (وأَبْرَمُ، كَأَحْمَدَ: د) ، والصَّواب
أَنَّه بِكَسْرِ الْهمزَة وفَتْح الرَّاء كَمَا ضَبَطه ياقوت، قَالَ:
وَهُوَ من أَبْنِيَة كتاب سِيبَوَيْه، مثلُ إِبْيَن، (أَو نَبْتٌ) ،
قَالَه أَبُو بَكْر محمّد بن الحَسَن الزُّبيدِيُّ الإشْبِيلِيُّ
النَّحْوِيُّ، ومَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وفَسَّره السِّيرافي.
(وبُرْمٌ، بالضَّمِّ: ع) ، وَقيل: جَبَلٌ بنَعْمان، قَالَ أَبُو صَخْرٍ
الهُذَلِيُّ:
(ولَو أَنَّ مَا حُمِّلْتُ حُمِّلَهُ ... شَعَفاتُ رَضْوَى أَو ذُرَى
بُرْمِ)
(31/269)
(و) بُرْمَةُ، (بِهاءٍ: اسْمُ) رَجُلٍ. (و)
بَرامِ، (كَسَحابٍ، وقطامِ: ع) ، قَالَ حَسّان:
(هَلْ هِي إِلَّا ظَبْيَةٌ مُطْفِلٌ ... مَأْلَفُها السِّدْرُ
بنَعْفَيْ بَرامْ)
وَقَالَ بعضُ بَنِي أَسَدِ:
(بَكِّي على قَتْلَى العَدانِ فإِنَّهُم ... طالَتْ إقامَتُهم بِبَطْنِ
بَرامِ)
وَقَالَ لَبِيد:
(أَقْوَى فَعُرِّيَ واسِطٌ فَبَرامُ ... من أَهْلِه فصُوائِقٌ
فُخِزامُ)
(و) بُرَيْمَةُ، (كَجُهَيْنَةَ: اسْم) رجلٍ. (ومَبْرَمانُ: لَقَبُ
أَبِي بَكْرٍ الأَزَمِيِّ) اللُّغوِيّ، تقدّم ذكره فِي " أزم "، وَفِي
الخُطْبة.
[] وممّا يُسْتَدرك عَلَيْهِ: رجلٌ بَرَمَةٌ؛ أَي: بَرَمٌ، والهاءُ
للمبالَغَة، وَأنْشد ابنُ الأعرابيّ لأُحَيْحَةَ:
(إِنْ تُرِدْ حَرْبِي تُلاقِي فَتًى ... غَيْرَ مَمْلُولٍ وَلَا
بَرَمَةْ)
والبَرَمُ: ثَمَر الطَّلْحِ، عَن أبي عَمْرٍ و. والمُبْرَم،
كَمُكْرَمٍ: الحَبْلُ الَّذِي جَمَعَ بَين مَفْتُولَيْنِ فَفُتِلَا
حَبْلًا وَاحِدًا كالبَرِيم، كماءٍ مُسْخَنٍ وسَخِينٍ، وعَسَلٍ
مُعْقَدٍ وعَقِيدٍ، ومِيزانٍ مُتْرَصٍ وتَرِيصٍ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
والبَرِيمُ: ضَوْءُ الشمسِ مَعَ بِقِيَّةِ سَوادِ اللَّيْلِ.
والبَرِيمُ: ثَوْبٌ فِيهِ قَزٌّ وكِتّانٌ. وَأَيْضًا: الماءُ الَّذِي
خالَطَهُ غيرُه، قَالَ رُؤْبَةُ:
(حَتَّى إِذا [مَا] خاضَت البَرِيمَا ... )
(31/270)
والبُرْمُ، بالضمِّ: القَوْمُ السَّيِّؤُو
الأَخْلاقِ. وبِرْمَةُ، بالكَسْر: مَوْضِعٌ من أَعْراض الْمَدِينَة
قُرْبَ بَلاكُث بَين خَيْبَر ووادِي القُرَى، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
(رَجَعْتُ بهَا عَنّي عَشِيَّةَ بِرْمَةٍ ... شمَاتَهَ أَعْداءٍ
شُهُودٍ وغُيَّبِ)
وبِرْمَةُ أَيْضا: قريةٌ بمِصْرَ من أَعْمال المُنُوفِيَّة، وَقد
دَخَلْتُها. وَبَرَمُون، بفَتْحَتَيْن وضَمِّ المِيم: قريةٌ أُخْرَى
بَين المَنْصُورَة ودِمْياط، وَقد رَأَيْتُها. وبِرْمَةُ، بِالْكَسْرِ
أَيْضا: من جِبِالِ بني سُلَيْم. وَمَعْدِنُ البُرْمِ، بالضَّمّ: بَين
ضَرِيَّةَ والمَدِينَة. ورُسْتاقُ البَرْمِ بالفَتْح، فِي سَمَرْقَنْد،
ذكره الإِصْطَخْرِيّ. وبِرام، بِالْكَسْرِ: لغةٌ فِي بَرام بالفَتْح،
والفَتْحُ أَكثر، قَالَ نَصْرٌ: جَبَلٌ فِي بِلَاد بَنِي سُلَيْمٍ
عِنْد الحَرَّة من ناحِية النَّقِيعِ. وَقيل: وَهُوَ على عشْرين
فَرْسَخًا من الْمَدِينَة. وقَلْعَةُ بِرام: من أَوْدِيَةِ العَقِيق،
ذكره الزُّبَيْر. وإِبْرِيم، بالكَسْرِ: مدينةٌ بِأَعْلَى أسْوان من
الصَّعِيد بهَا قلعةٌ حَصِينَة. وَبَرِّيم، بِفَتْح فَشَد راءٍ
مَكْسُورَة: قريةٌ بمصرَ، وَقد رأيتُها. وكأَمِيرٍ: موضعٌ لِبَنِي
عامِرِ بن رَبِيعةَ بنَجْدٍ، وَقَالَ الراجز:
(تَذَكَّرتْ مَشْرَبَها مِنْ تُصْلُبا ... )
(ومِنْ بَريم قَصَبًا مُثَقَّبَا ... )
وكَزُبَيْرٍ وَأَمِيرٍ: وادٍ بالحِجازِ قُرْبَ مَكَّة. والبَرِّيمَة،
بفَتْح فشَدّ راءٍ مكسورَةٍ
(31/271)
الدائرةُ تكونُ فِي الخَيْلِ يُسْتَدَلّ
بهَا على جَوْدَتِهِ ورَداءَتِه، وَهِي الأماراتُ، وَالْجمع
البَرارِيمُ. والبُرْمَةُ، بالضَّمِّ: شيءٌ تَلْبَسه النِّساءُ فِي
أَيْدِيِهِنَّ كالسِّوارِ.
[] وممّا يُستدرك عَلَيْهِ:
ب ر ب س م
بَرْبِسْما، بِكَسْر الْبَاء الثَّانِيَة وَسُكُون السِّين: طَسُّوجٌ
من غربيّ سَوادِ بَغْدادَ، نَقله ياقوتُ.
ب ر ث م
(بُرْثُمٌ، كَقُنْفُذٍ) أهمله الجوهريّ وصاحبُ اللّسان، وَقَالَ
الصاغانيّ: وَهُوَ (والِدُ عَبْدُ الرَّحْمن المُحَدِّث) . قلتُ:
وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمن بن آدَمَ مَوْلَى أُمِّ بُرْثُمٍ، وَيُقَال:
أم بُرْثُنٍ كَمَا حقَّقه الْحَافِظ، فَفِي سِيَاق المُصَنّف تبعا
للصاغانيّ نظرٌ ظَاهر. (و) بُرْثُمٌ: (اسْمُ جَبلٍ) عالٍ لَا يُنْبِت
شَيْئا، وَفِي أَصله ماءٌ وَبِه نُمُورٌ كَثِيرَة، قَالَه عَرَّامُ.
وَقَالَ آدم بن عمر ابْن عبد الْعَزِيز، وَكَانَ قَدِمَ الرَّيَّ
فَكَرِهَها:
(هَل تَعْرِفُ الأَطْلالَ من مَرْيَمِ ... بَيْنَ سَواسٍ فَلِوَى
بُرْثُمِ)
إِلَى أَن قَالَ:
(مَا لِي وللرَّيِّ وَأَكْنافِها ... يَا قَوْمُ بَيْن التُّرْكِ
والدَّيْلَمِ)
(أَرْضٌ بهَا الأعْجَمُ ذُو مَنْطِقٍ ... والمَرْءُ ذُو المَنْطِقِ
كالأَعْجَمِ)
[] وممّا يُستدرك عَلَيْهِ: حُكَيْمَةُ بنتُ بُرْثُم، وَيُقَال:
بُرْثُن، العَنْبَرِيَّة: صَحابِيّة.
ب ر ج م
(البُرْجُمَةُ، بالضَّمّ: المَفْصِلُ الظاهِرُ) من المَفاصِل، (أَو)
المَفْصِلُ (الباطِنُ من الأصابعِ، و) قيل: من (الإِصْبَعِ الوُسْطَى
من كُلِّ طائرٍ، ج:
(31/272)
(براجم) كَذَا فِي الْمُحكم (أَوْهَى) أَي
البراجم (مفاصل الْأَصَابِع كلهَا أَو ظُهُور الْقصب من الْأَصَابِع
أَو) هِيَ الَّتِي بَين الأشاجع والرواجب وَهِي (رُؤْس السلاميات) من
ظهر الْكَفّ (إِذا قبضت كفك نشزت وَارْتَفَعت) وَفِي التَّهْذِيب
الراجبة الْبقْعَة الملساء بَين البراجم والبراجم المشنجات فِي مفاصل
الْأَصَابِع وَفِي مَوضِع آخر فِي ظُهُور الْأَصَابِع والرواجب مَا
بَينهَا وَفِي كل أصْبع ثَلَاث برجمات إِلَّا الْإِبْهَام وَفِي مَوضِع
آخر وَفِي كل أصْبع برجمتان وَقَالَ أَبُو عبيد الرواجم والبراجم مفاصل
الْأَصَابِع كلهَا وَفِي الحَدِيث من الْفطْرَة غسل البراجم وَهِي
العقد الَّتِي فِي ظُهُور الْأَصَابِع يجْتَمع فِيهَا الْوَسخ
(والبراجم قوم من أَوْلَاد حَنْظَلَة بن مَالك) بن عَمْرو بن تَمِيم
وَذَلِكَ أَن أباهم قبض أَصَابِعه وَقَالَ كونُوا كبراجم يَدي هَذِه
أَي لَا تفَرقُوا وَذَلِكَ أعز لكم وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة وهم
خَمْسَة يُقَال لَهُم البراجم وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي البراجم فِي
بني تَمِيم عَمْرو وَقيس وغالب وكلفة وظليم وهم بَنو حَنْظَلَة بن زيد
مَنَاة تحالفوا أَن يَكُونُوا كبراجم الْأَصَابِع فِي الِاجْتِمَاع
وَفِي كَامِل الْمبرد أَنهم أَوْلَاد مَالك بن حَنْظَلَة وَالَّذِي فِي
أَنْسَاب أبي عُبَيْدَة أَنهم بَنو حَنْظَلَة بن مَالك بن زيد مَنَاة
بن تَمِيم وَهُوَ الصَّحِيح وظليم اسْمه مرّة (وَفِي الْمثل إِن الشقي
وَافد البراجم)
(31/273)
ويروى رَاكب البراجم (لِأَن عَمْرو بن
هِنْد) كَانَ لَهُ أَخ فَقتله نفر من تَمِيم فَلذَلِك (أحرق تِسْعَة
وَتِسْعين رجلا من بني دارم) بن مَالك بن حَنْظَلَة (وَكَانَ قد حلف
ليحرقن مِنْهُم مائَة بأَخيه سعد) كَذَا فِي النّسخ وَالصَّوَاب بأَخيه
أسعد وَكَانَ نازلا فِي ديار تَمِيم (فَمر رجل) من البراجم (فاشتم
رَائِحَة) حريق الْقَتْلَى (فَظن شواء اتَّخذهُ الْملك فَعدل إِلَيْهِ
ليرزأمنه) أَي يُصِيب مِنْهُ وَيَأْكُل مِنْهُ (فَقيل لَهُ) بل رَآهُ
عَمْرو وَقَالَ لَهُ (مِمَّن أَنْت فَقَالَ) رجل (من البراجم فكمل بِهِ
مائَة) أَي قتل وَألقى فِي النَّار وَقَالَ إِن الشقي وَافد البراجم
وسمت الْعَرَب عَمْرو بن هِنْد محرقا لذَلِك (وَهياج) بن عمرَان بن
فُضَيْل (البرجمي تَابِعِيّ) عَن عمرَان بن حُصَيْن وَسمرَة بن جُنْدُب
وَعنهُ الْحسن ثِقَة (وَحَفْص ابْن عمرَان) كَذَا فِي النّسخ
وَالصَّوَاب حَفْص بن عَمْرو يعرف بالأزرق عَن الْأَعْمَش وَجَابِر
الْجعْفِيّ وَعنهُ مُخْتَار بن سِنَان وَنصر بن مُزَاحم (وَمُحَمّد بن
زِيَاد وَسنَان بن هرون) الْكُوفِي أَبُو بشر أَبُو سيف عَن كُلَيْب بن
وَائِل وَبَيَان بن بشر وَعنهُ مُحَمَّد بن الصَّباح الدولابي ولوين
ضعفه (وَعَمْرو بن عَاصِم البرجميون محدثون)
(31/274)
رُوَاته هياج بن بسطَام الْهَرَوِيّ والسكن
بن سُلَيْمَان الْبَصْرِيّ وَأَبُو السكن مكي بن إِبْرَاهِيم
الْحَنْظَلِي الْبَلْخِي وَسيف بن هرون وعصمة بن بشر البرجميون محدثون
قَالَ الذَّهَبِيّ بِالضَّمِّ عِنْد الْمُحَقِّقين وَكثير من
الْمُحدثين يفتحونه (و) قَالَ غَيره (الْفَتْح لحن والبرجمة غلظ
الْكَلَام) عَن ابْن دُرَيْد وَفِي حَدِيث الْحجَّاج أَمن أهل الرهمسة
والبرجمة أَنْت [] وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ برجمة حصن للروم فِي شعر
جرير وبرجمين بِضَم الأول وَالثَّالِث وَكسر الْمِيم من قرى بَلخ
مِنْهَا أَبُو مُحَمَّد الْأَزْهَر بن بلخالبرجميني مُحدث ذكره أَبُو
سعد بن السَّمْعَانِيّ وَيُقَال فِي النِّسْبَة إِلَى البراجم البراجمي
أَيْضا وَهَكَذَا جَاءَ فِي نِسْبَة بَعضهم وبرجم كجعفر طَائِفَة من
التركمان بأسد آباد نَقله الْحَافِظ [ب ر س م] (البرسام بِالْكَسْرِ
عِلّة يهذى فِيهَا) نَعُوذ بِاللَّه مِنْهَا وَهُوَ ورم حَار يعرض
للحجاب الَّذِي بَين الكبد والأمعاء ثمَّ يتَّصل إِلَى الدِّمَاغ وَقد
(برسم) الرجل (بِالضَّمِّ فَهُوَ مبرسم) وَكَذَلِكَ بلسم فَهُوَ مبلسم
وَكَأَنَّهُ مُعرب مركب من بروسام وبر بِالْفَارِسِيَّةِ الصَّدْر وسام
هُوَ الْمَوْت نَقله الْأَزْهَرِي وَيُقَال لهَذِهِ الْعلَّة الموم
وَقد مِيم الرجل
(31/275)
(والأبريسم بِفَتْح السِّين وَضمّهَا)
قَالَ ابْن بري وَمِنْهُم من يَقُول أبريسم بِفَتْح الْهمزَة وَالرَّاء
وَمِنْهُم من يكسر الْهمزَة وَيفتح السِّين (الْحَرِير) وَخَصه بَعضهم
بالخام (أَو مُعرب) أبريشم وَفِي الصِّحَاح وَقَالَ ابْن السّكيت
لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب افعيلل بِالْكَسْرِ وَلَكِن افعيلل مثل
اهليلج وأبريسم قلت هَذَا القَوْل أوردهُ الْجَوْهَرِي عَن ابْن
الْأَعرَابِي فِي هـ ل ج وَذكر الْكسر عَن ابْن السّكيت وَهُوَ بالضد
هُنَا وَقد رد أَبُو زَكَرِيَّا عَلَيْهِ هُنَاكَ كَيفَ قطع عَن ابْن
السّكيت بِالْكَسْرِ قَالَ ابْن السّكيت كَمَا ذكر هَهُنَا وَقد يكسر
فَتَأمل ثمَّ قَالَ وَهُوَ ينْصَرف وَكَذَلِكَ أَن سميت بِهِ على جِهَة
التلقيب انْصَرف فِي الْمعرفَة والنكرة لِأَن الْعَرَب أعربته فِي
نكرته وأدخلت عَلَيْهِ الْألف وَاللَّام وأجرته مجْرى مَا أصل بنائِهِ
لَهُم وَكَذَلِكَ الفرند والديباج والراقود والشهريز والآجر والنيروز
والزنجبيل وَلَيْسَ كَذَلِك إِسْحَق وَيَعْقُوب وَإِبْرَاهِيم لِأَن
الْعَرَب مَا أعربتها إِلَّا فِي حَال تَعْرِيفهَا وَلم ننطق بهَا
إِلَّا معارف وَلم تنقلها من تنكير إِلَى تَعْرِيف والإبريسم (مفرح
مسخن للبدن معتدل مقو لِلْبَصَرِ إِذا اكتحل بِهِ والبرسيم بِالْكَسْرِ
حب القرط) وَقَالَ أَبُو حنيفَة القرط (شَبيه بالرطبة أَو أجل مِنْهَا)
وَنَصّ كتاب
(31/276)
اللّبَاب وَهُوَ أجل مِنْهَا وَأعظم وَرقا
قَالَ وَهُوَ الَّذِي يُسمى بِالْفَارِسِيَّةِ شبذر قلت وَهُوَ من أحسن
المراعي للدواب تسمن عَلَيْهِ وَفتح الْبَاء من لُغَة الْعَامَّة (و)
برسيم (زقاق بِمصْر) وَضَبطه ياقوت بِالْفَتْح (ر) مِنْهُ أَبُو زيد
(عبد الْعَزِيز) بن قيس بن حَفْص (البرسيمي) الْمصْرِيّ (مُحدث) عَن
يزِيد بن سِنَان وبكار بن قُتَيْبَة توفّي سنة ثلثمِائة واثنين
وَثَلَاثِينَ [] وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ أَبُو بَصِير أَحْمد بن
مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْحسن الإبريسمي نسب إِلَى عمل الإبريسم
مُحدث نيسابوري مَاتَ بِبَغْدَاد سنة ثلثمِائة وَاحِد وَسبعين وبراسم
اسْم سرياني وبرسوم بِالضَّمِّ علم [ب ر ش م] (برشم) الرجل (وجم
وَأظْهر الْحزن أَو شنج الْوَجْه) نَقله الصَّاغَانِي (و) برشم (لون
النقط ألوانا) من النقوش كَمَا يبرشم الصَّبِي بالنيلج (و) برشم (أدام
النّظر أَو أحده برشمة وبرشاما) وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة للكميت
(ألقطة هدهد وجنود أُنْثَى ... مبرشمة ألحمى تأكلونا)
وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة فبرشموا لَهُ أَي حدقوا النّظر إِلَيْهِ (و)
البراشم (كعلابط الْحَدِيد النّظر) عَن ابْن دُرَيْد (و) البرشم (كقنفذ
البرقع) عَن ثَعْلَب وَأنْشد:
(غَدَاة تجلو وَاضحا موشما ... عذَابا لَهَا تجْرِي عَلَيْهِ البرشما)
(31/277)
(والبرشوم) ضرب من النّخل واحدته برشومة
بِالضَّمِّ لَا غير قَالَ ابْن دُرَيْد لَا أَدْرِي مَا صِحَّته
وَقَالَ أَبُو حنيفَة البرشوم جنس من التَّمْر وَقَالَ مرّة البرشومة
بِالضَّمِّ (وَيفتح أبكر النّخل بِالْبَصْرَةِ) وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي البرشوم من الرطب الشقم وَرطب البرشوم يتَقَدَّم عِنْد
أهل الْبَصْرَة على رطب الشهريز وَيقطع عذقه قبله [] وَمِمَّا يسْتَدرك
عَلَيْهِ برشوم بِالضَّمِّ والعامة تفتح قَرْيَة بِمصْر يجلب مِنْهَا
التِّين الحيد وَقد دَخَلتهَا وبريشيم مصغرة قَرْيَة أُخْرَى صَغِيرَة
بالمنوفية وَقد رَأَيْتهَا أَيْضا [ب ر ص م] (البرصوم بِالضَّمِّ)
أهمله الْجَوْهَرِي وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ (عفاص القارورة
وَنَحْوهَا) فِي بعض اللُّغَات [ب ر ط م] (البرطام بِالْكَسْرِ الضخم
الشّفة كالبراطم) كعلابط وَاقْتصر الْجَوْهَرِي على الأولى (و) البرطام
(الشّفة الضخمة) وَالِاسْم البرطمة كَمَا فِي الْمُحكم (و) البرطم
(كجعفر العيي اللِّسَان) نَقله الصَّاغَانِي (والبرطمة الانتفاخ غَضبا)
قَالَ
(مبرطم برطمة الغضبان ... بشفة لَيست على أَسْنَان)
(31/278)
وَبِه فسر مُجَاهِد قَوْله تَعَالَى
{وَأَنْتُم سامدون} قَالَ هِيَ البرطمة (وتبرطم) الرجل إِذا (تغْضب من
كَلَام و) قَالَ اللَّيْث لَا أَدْرِي مَا الَّذِي (برطمه) أَي (غاظه
لَازم مُتَعَدٍّ و) برطم (اللَّيْل) إِذا (اسود) عَن الْأَصْمَعِي []
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ البرطمة عبوس الْوَجْه وَجَاء مبرنطما أَي
متغضبا وَقَالَ الْكسَائي البرطمة والبرهمة كَهَيئَةِ التخاوص وبرطم
الرجل أدلى شَفَتَيْه من الْغَضَب والبرطوم بِالضَّمِّ خَشَبَة
غَلِيظَة يدعم بهَا الْبَيْت ويسقف جمعه البراطيم [ب ر ع م] (البرعم
والبرعوم والبرعمة والبرعومة بضمهن كم ثَمَر الشّجر) وَاقْتصر
الْجَوْهَرِي على الْأَوليين (والنور) قبل أَن يتفتح (أَو زهرَة الشّجر
قبل أَن تنفتح) نَقله الْجَوْهَرِي وَالْجمع البراعيم قَالَ ذُو الرمة
(حَوَّاء قرحاء أشراطية وكفت ... فِيهَا الذّهاب وحفتها البراعيم)
(وبرعمت الشَّجَرَة) فَهِيَ مبرعمة نَقله الْجَوْهَرِي (و) كَذَلِك
(تبرعمت) إِذا (خرجت) وَفِي الْمُحكم أخرجت (برعمتها) وَفِي الصِّحَاح
أخرجت براعيمها (والبراعيم ع) فِي شعر لبيد
(كَأَن قتودي فَوق جأب مطرد ... يُرِيد نحوصا بالبراعيم حَائِلا)
(أَو رمال فِيهَا دارات تنْبت البقل) وَبِه فسر المؤرج قَول ذِي الرمة
السَّابِق وحفتها البراعيم وَقيل هُوَ جبل فِي شعر ابْن مقبل وَقيل
أَعْلَام صغَار قريبَة من أبان الْأسود فِي شعر ذِي الرمة
(بئس المناخ رفيع عِنْد أخبية ... مثل الكلى عِنْد أَطْرَاف البراعيم)
(و) البراعيم (من الْجبَال شماريخها) واحدتها برعومة قَالَه أَبُو زيد
[] وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ [ب ر ق م] برقامة بِالضَّمِّ قَرْيَة
بِمصْر من حوف رمسيس [ب ر هـ م] (البرهمة إدامة النّظر وَسُكُون
الطّرف) وَقَالَ العجاج
(بدلن بالناصع لَو نامسهما ... وَنظر أَهْون الهوينى برهما)
كَذَا فِي الصِّحَاح ويروى دون الهويني وَكَذَلِكَ البرشمة وَقَالَ
الْكسَائي البرطمة والبرهمة كَهَيئَةِ التخاوص (و) البرهمة (برعمة
الشّجر وَيضم) وَقيل مُجْتَمع ثمره ونوره
(31/279)
قَالَ رؤبة (يجلو الْوُجُوه ورده وبرهمه)
هَذِه رِوَايَة ابْن الْأَعرَابِي وَرَوَاهُ غَيره وبهرمه على الْقلب
وروى أَبُو عَمْرو ومرهمه أَي عطاياه كَذَا فِي الْعباب (وَإِبْرَاهِيم
وإبراهام وأبراهوم وإبراهم مُثَلّثَة الْهَاء أَيْضا وأبرهم بِفَتْح
الْهَاء بِلَا ألف) فَهِيَ عشر لُغَات اقْتصر الْجَوْهَرِي مِنْهَا على
أَرْبَعَة الأولى وَالثَّانيَِة وإبراهم بِفَتْح الْهَاء وَكسرهَا
وَأنْشد لزيد بن عَمْرو بن نفَيْل قَالَ فِي آخر تلبيته وَيُقَال هُوَ
لعبد الْمطلب
(عذت بِمَا عاذ بِهِ ابراهم ... مُسْتَقْبل الْقبْلَة وَهُوَ قَائِم)
(أنفى لَك اللَّهُمَّ عان راغم ... مهما تحشمني فَإِنِّي جاشم)
قَالَ الصَّاغَانِي وروى الْوَصْل فِي همزته وينشد لعبد الْمطلب
(نَحن آل الله فِي بلدته ... لم نزل ذَاك على عهد ابرهم)
ثمَّ هَذِه اللُّغَات كلهَا بِكَسْر أولهنَّ وَإِنَّمَا ترك الضَّبْط
اعْتِمَادًا على الشُّهْرَة وَقد حَكَاهَا كلهَا أَبُو حَفْص خلف بن
مكي الصّقليّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ فِي كِتَابه تثقيف اللِّسَان
منقولة عَن الْفراء عَن الْعَرَب ونقلها أَيْضا الإِمَام النَّوَوِيّ
فِي تَهْذِيب الْأَسْمَاء واللغات وأوردها أَكثر الْمُفَسّرين وأئمة
الْغَرِيب وَهُوَ (اسْم أعجمي) أَي سرياني وَمَعْنَاهُ عِنْدهم كَمَا
نَقله الْمَاوَرْدِيّ وَغَيره أَب رَحِيم وَالْمرَاد مِنْهُ هوإبراهيم
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى نَبينَا أفضل الصَّلَاة
وَالسَّلَام وَهُوَ ابْن آزر واسْمه تارح بن ناحور بن شاروخ بن أرغو بن
فالغ بن عَابِر بن شالخ بن أرفخشذ بن سَام بن نوح عَلَيْهِ السَّلَام
لَا يخْتَلف جُمْهُور أهل النّسَب وَلَا أهل الْكتاب فِي ذَلِك إِلَّا
فِي النُّطْق بِبَعْض هَذِه
(31/280)
الْأَسْمَاء نعم سَاق ابْن حبَان فِي أول
تَارِيخه خلاف ذَلِك وَهُوَ شَاذ كَذَا فِي فتح الْبَارِي لِلْحَافِظِ
وَنَقله شَيخنَا رَحمَه الله تَعَالَى (وتصغيره بريه) بطرح الْهمزَة
وَالْمِيم نَقله الْجَوْهَرِي عَن بَعضهم قَالَ شَيخنَا وَكَأَنَّهُم
جَعَلُوهُ عَرَبيا وتصرفوا فِيهِ بِالتَّصْغِيرِ وَإِلَّا فالأعجمية
لَا يدخلهَا شَيْء من التصريف بِالْكُلِّيَّةِ (أَو أبيره) وَذَلِكَ
لِأَن الْألف من الأَصْل لِأَن بعْدهَا أَرْبَعَة أحرف أصُول والهمزة
لَا تلْحق بَنَات الْأَرْبَعَة زَائِدَة فِي أَولهَا وَذَلِكَ يُوجب
حذف آخِره كَمَا يحذف من سفرجل فَيُقَال سفيرج وَكَذَلِكَ القَوْل فِي
إِسْمَعِيل وإسرافيل وَهَذَا قَول الْمبرد (و) بَعضهم يتَوَهَّم أَن
الْهمزَة زَائِدَة إِذا كَانَ الِاسْم أعجميا فَلَا يعلم اشتقاقه
فيصغره على (بريهيم) وسميعيل وسريفيل وَهَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ وَهُوَ
حسن وَالْأول قِيَاس هَذَا كُله نَص الصِّحَاح (ج أباره وأباريه
وأبارهة وبراهيم وبراهم وبراهمة و) أجَاز ثَعْلَب (براه) بِكَسْر
الْبَاء وَكَذَلِكَ جمع إِسْمَعِيل وإسرافيل كَمَا فِي الْعباب
(والإبراهيميون اثْنَا عشر صحابيا والبراهمة قوم لَا يجوزون على الله
تَعَالَى بعثة الرُّسُل) كَمَا فِي الصِّحَاح وهم طَائِفَة من أَصْحَاب
برهم كَمَا فِي شرح الْمَقَاصِد وهم مجوس الْهِنْد وهم ثَلَاث فرق
ويسمون عابدهم على معتقدهم برهمن كسفرجل مكسور الأول (والإبراهيمي تمر
أسود) نسب إِلَى إِبْرَاهِيم (والإبراهيمية بواسط و) أَيْضا
(بِجَزِيرَة ابْن عَمْرو) أَيْضا (بنهر عِيسَى) الْأَخِيرَة نسبت إِلَى
إِبْرَاهِيم الإِمَام ابْن مُحَمَّد
(31/281)
بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس []
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ برهيم قَرْيَة بِمصْر من جَزِيرَة بني نصر
[ب ر هـ س م] (أَبُو البرهسم كسفرجل) أهمله الْجَوْهَرِي وَصَاحب
اللِّسَان وَقَالَ الصَّاغَانِي هُوَ (عمرَان بن عُثْمَان الزبيدِيّ
الشَّامي ذُو القراآت الشواذ) هَكَذَا هُوَ فِي الْعباب وَقد أَكثر
عَنهُ ابْن جني فِي كِتَابه الْمُحْتَسب الَّذِي أَلفه فِي شواذ
القراآت وقرأت فِي حَاشِيَة الْإِكْمَال للمزي فِي تَرْجَمَة شُرَيْح
بن يزِيد الْمُؤَذّن مَا نَصه روى عَن إِبْرَاهِيم بن أدهم وَأبي
البرهسم حدير بن معدان بن صَالح الْحَضْرَمِيّ الْمقري ابْن أخي
مُعَاوِيَة بن صَالح إِلَى آخر مَا قَالَ فَلَعَلَّ هَذَا غير مَا ذكره
الصَّاغَانِي وَشُرَيْح هَذَا من رجال أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ غير
أَنَّهُمَا لم يخرجَا لَهُ من طَرِيق أبي البرهسم حَدِيثا وَأما عَمه
مُعَاوِيَة بن صَالح فَإِنَّهُ قَاضِي الأندلس روى عَن مَكْحُول وَعبد
الرَّحْمَن بن جُبَير وَرَاشِد بن سعد وَعنهُ ابْن مهْدي وَأَبُو صَالح
الْكَاتِب توفّي سنة مائَة وثمان وَخمسين وَأما شُرَيْح بن يزِيد
الَّذِي روى عَن أبي البرهم فَإِنَّهُ توفّي سنة مائَة وَأَرْبع
وَعشْرين وَهُوَ وَالِد حَيْوَة بن شُرَيْح الْمُحدث من رجال
البُخَارِيّ وَذكر
(31/282)
الذَّهَبِيّ فِي الكاشف عفير بن معدان
الْمُؤَذّن وَهُوَ أَخُو أبي البرهسم هَذَا وَيَأْتِي للْمُصَنف ذكره
فِي حضرم [ب ز م] (بزم عَلَيْهِ يبزم ويبزم) من حدى ضرب وَنصر بزما (عض
بِمقدم أَسْنَانه) كَمَا فِي الصِّحَاح وَقيل البزم العض بِمقدم الْفَم
وَهُوَ أخف من العض (أَو) هُوَ شدَّة العض (بالثنايا والرباعيات) كَمَا
فِي الْمُحكم وَقَالَ أَبُو زيد البزم العض بالثنايا دون الأنياب
والرباعيات أَخذ ذَلِك من بزم الرَّامِي (و) بزم (بالعبء) إِذا (حمله
فاستمر بِهِ) وَقيل نَهَضَ بِهِ (و) بزم (النَّاقة) يبزمها ويبزمها
بزما (حلبها بالسبابة والإبهام) فَقَط وَكَذَلِكَ الْمصر (و) بزم
(فلَانا ثَوْبه) بزما (سلبه إِيَّاه) كبزه إِيَّاه عَن كرَاع (والبزم
صريمة الْأَمر) عَن الْفراء (و) البزم (الغليظ من القَوْل) نَقله
الصَّاغَانِي (و) البزم (الْكسر) وَقد بزمه بزما نَقله الصَّاغَانِي
أَيْضا (و) البزم (أَن تَأْخُذ الْوتر بالسبابة والإبهام ثمَّ ترسله)
وَمِنْه أَخذ بزم النَّاقة قَالَه أَبُو زيد (وَهُوَ ذُو مبازمة فِي
الْأَمر) أَي (ذُو صريمة والبزيم) كأمير (الخوصة يشد بهَا البقل و)
أَيْضا (مَا يبْقى من المرق فِي أَسْفَل الْقدر من غير لحم) وَقيل هُوَ
الوزيم (وَقَول الْجَوْهَرِي البزيم خيط القلادة) قَالَ الشَّاعِر
(هم مَا هم فِي كل يَوْم كريهة ... إِذا الكاعب الْحَسْنَاء طاح
بزيمها)
وَقَالَ جرير فِي البعيث
(تركناك لَا توفّي بجار أجرته ... كَأَنَّك ذَات الودع أودى بزيمها)
(31/283)
ويروى بزند أجرته وَأَرَادَ بِهِ الزند
الَّذِي بقدح بِهِ النَّار يَقُول لم تمنع خفارتك زند فَمَا فَوْقه
فكأنك امْرَأَة ضَاعَ بزيمها فَلَيْسَ عِنْدهَا إِلَّا الْبكاء وَهُوَ
(تَصْحِيف وَصَوَابه بالراء المكررة) أَي غير الْمُعْجَمَة (فِي
اللُّغَة وَفِي الْبَيْتَيْنِ الشَّاهِدين) الْمَذْكُورين وَقد سبقه
إِلَى ذَلِك الإِمَام أَبُو سهل الْهَرَوِيّ وَقَالَ إِن احتجاجه
بالبيتين غلط مِنْهُ والبريم فِي الْبَيْتَيْنِ ودع منظوم يكون فِي
أحقى الْإِمَاء وَضَبطه الْأَزْهَرِي أَيْضا بالراء وَقَالَ ابْن بري
فِي تَفْسِير قَول جرير وبريمها حقاؤها وَذَات الودع الْأمة لِأَن
الودع من لِبَاس الاما وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن أمه أمة قَالَ
الْجَوْهَرِي وَقَول الشَّاعِر
(وجاؤا ثائرين فَلم يؤبوا ... بابلمة تشد على بزيم)
فيروى بِالْبَاء وبالراء وَيُقَال هُوَ باقة بقل وَيُقَال هُوَ فضلَة
الزَّاد وَيُقَال هُوَ الطّلع يشق ليلقح ثمَّ يشد بخوصة (والابزام
والابزيم بكسرهما الَّذِي فِي رَأس المنطقة وَمَا أشبهه وَهُوَ ذُو
لِسَان يدْخل فِيهِ الطّرف الآخر) وَقَالَ ابْن شُمَيْل الْحلقَة
الَّتِي لَهَا لِسَان يدْخل فِي الْخرق فِي أَسْفَل الْمحمل ثمَّ تعض
عَلَيْهَا حلقتها وَالْحَلقَة جَمِيعًا إبزيم وَأَرَادَ بالمحمل حمائل
السَّيْف وَقَالَ ابْن بري الابزيم حَدِيدَة تكون فِي طرف حزَام السرج
يسرج بهَا قَالَ وَقد تكون فِي طرف المنطقة قَالَ مُزَاحم
(تبارى سديساها إِذا مَا تلمجت ... شبا مثل ابزيم السِّلَاح الموشل)
(31/284)
وَقَالَ العجاج
(يدق ابزيم الحزام جشمه ... )
وَالْجمع الأبازيم قَالَ الشَّاعِر
(لَوْلَا الابازيم وَأَن المنسجا ... ناهى عَن الذئبة أَن تفرجا)
وَقَالَ ذُو الرمة يصف فلاة أجهضت الركاب فِيهَا أَوْلَادهَا
(بهَا مكفنة أكنافها قسب ... فكت خواتيمها عَنْهَا الأبازيم)
قَوْله بهَا أَي بالفلاة أَوْلَاد إبل أجهضتها فَهِيَ مكفنة فِي
أغراسها فكت خَوَاتِيم رَحمهَا عَنْهَا الابازيم وَهِي أبازيم الانساع
(وأبزمه ألفا أعطَاهُ إِيَّاه) وَلَيْسَ لَهُ كَمَا نَقله الصَّاغَانِي
(والبزمة الْأكلَة الْوَاحِدَة) فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة كالوزمة
والوجبة (و) البزمة (وزن ثَلَاثِينَ درهما) كَمَا أَن الْأُوقِيَّة وزن
أَرْبَعِينَ والنش وزن عشْرين قَالَه الْفراء (وابتزم الْيَوْم كَذَا)
أَي (سبق بِهِ) نَقله الصَّاغَانِي [] وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ
المبزم كمنبر السن كالبزم وَهَذِه يَمَانِية وَفُلَان ذُو بازمة أَي
ذُو صريمة لِلْأَمْرِ والبزمة الشدَّة والبوازم الشدائد واحدتها بازمة
قَالَ عنترة ابْن الْأَخْرَس
(خلوا مرَاعِي الْعين أَن سوامنا ... تعود طول الْحَبْس عِنْد البوازم)
وَقَالَ غَيره:
(وَلَا أَظُنك أَن عضتك بازمة ... من البوازم الأسوف تَدعُونِي)
وَيُقَال بزمته بازمة من بوازم الدَّهْر أَي أَصَابَته شدَّة من شدائده
والبزيم حزمة من البقل وَأَيْضًا فضلَة الزَّاد وَنَقله الْجَوْهَرِي
قَالَ ابْن فَارس سميت بذلك لِأَنَّهُ أمسك عَن إنفاقها والإبزيم القفل
كالإبزين بالنُّون وَيُقَال إِن فلَانا لإبزيم أَي بخيل
(31/285)
[ب س م] (بِسم يبسم بسما) إِذا فتح
شَفَتَيْه كالمكاشر قَالَه اللَّيْث (وابتسم وَتَبَسم وَهُوَ أقل الضحك
وَأحسنه) وَقَوله تَعَالَى {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكا من قَوْلهَا} قَالَ
الزّجاج التبسم أَكثر ضحك الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة
وَالسَّلَام وَفِي صفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ جلّ ضحكه
التبسم (فَهُوَ باسم ومبسام وبسام) وَمعنى الْأَخيرينِ كثير التبسم
(والمبسم لمنزل الثغر) لِأَنَّهُ مَوضِع التبسم (و) المبسم (كمقعد
التبسم) أَي مصدر ميمي (و) من الْمجَاز (مَا بسمت فِي الشَّيْء) أَي
(مَا ذقته و) بسام وبسامة (كشداد وشدادة اسمان وَمُحَمّد بن أَحْمد)
هَكَذَا فِي النّسخ وَالصَّوَاب على مَا فِي التبصير وَغَيره أَبُو
مُحَمَّد أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن (الطبسي البسامي مُحدث) روى
عَنهُ إِسْمَاعِيل بن أبي صَالح الْمُؤَذّن وَكَأَنَّهُ نسب إِلَى جده
بسام [] وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ هن غر المباسم وَمن الْمجَاز
تَبَسم السَّحَاب عَن الْبَرْق إِذا أنكل عَنهُ وَتَبَسم الطّلع تفلقت
أَطْرَافه وَأَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن مَنْصُور بن نصر بن
بسام البسامي الشَّاعِر الْبَغْدَادِيّ كَانَ فِي زمن المقتدر العباسي
روى عَنهُ مُحَمَّد بن يحيى الصولي مَاتَ سنة ثلثمِائة واثنين
(31/286)
وَأَبُو البسام مُوسَى بن عبد الله بن يحيى
بن جَعْفَر الْمُصدق الْحُسَيْنِي الْكُوفِي دخل الأندلس مُجَاهدًا
كَذَا فِي تَارِيخ الذَّهَبِيّ وَاسْتشْهدَ فِي بِلَاد بني حَمَّاد سنة
أَرْبَعمِائَة وست وَثَمَانِينَ وَهُوَ جد الْحَافِظ أبي الْخطاب بن
دحْيَة لأمه وَهِي أمة عبد الرَّحْمَن ابْنة مُحَمَّد ابْن مُوسَى
هَذَا وَلذَا كَانَ يكْتب فِي نسبه ذُو النسبين وَقد ذكرنَا أَبَا
البسام هَذَا فِي المشجر فَرَاجعه [ب س ط م] (بسطَام بِالْكَسْرِ ابْن
قيس بن مَسْعُود) الشَّيْبَانِيّ قَالَ الْجَوْهَرِي هُوَ لَيْسَ من
أَسمَاء الْعَرَب وَإِنَّمَا سمي قيس بن مَسْعُود ابْنه بسطاما باسم
ملك من مُلُوك فَارس كَمَا سموا قَابُوس ودختنوس فعربوه بِكَسْر
الْبَاء قَالَ ابْن بري إِذا ثَبت أَن بسطَام اسْم رجل مَنْقُول من
اسْم بسطَام الَّذِي هُوَ اسْم ملك من مُلُوك فَارس فَالْوَاجِب ترك
صرفه للعجمة والتعريف قَالَ وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن خالويه لَا
يَنْبَغِي أَن يصرف (و) بسطَام (د) بقومس على طَرِيق نيسابور (وَيفتح
أَو) هُوَ (لحن) أَي الْفَتْح قَالَ الصَّاغَانِي (وَلم ير بِهِ رمد
وَلَا عاشق وَإِن ورد مسلا مِنْهُ الْعَارِف) بِاللَّه تَعَالَى القطب
(أَبُو يزِيد) طيفور بن عِيسَى بن سروشان الزَّاهِد كَانَ جده مجوسيا
فَأسلم على يَدي الإِمَام عَليّ بن مُوسَى الرِّضَا وَهَذَا هُوَ
الْمَعْرُوف
(31/287)
بالأكبر هَكَذَا ضَبطه ابْن خلكان بِفَتْح
الْبَاء وَتَبعهُ الخفاجي فِي شرح الشِّفَاء وَلم يذكر الْكسر توفّي
سنة مِائَتَيْنِ وَإِحْدَى وَسِتِّينَ وَيُقَال سنة مِائَتَيْنِ
وَأَرْبع وَسِتِّينَ وَأما أَبُو يزِيد الْأَصْغَر فَهُوَ طيفور بن
عِيسَى بن آدم بن عِيسَى بن عَليّ الزَّاهِد البسطامي يُشَارِكهُ فِي
الكنية وَاسم أَبِيه وجده وَفِي الْبَلَد (و) قَالَ الذَّهَبِيّ أَبُو
شُجَاع (عَمْرو) الْحَافِظ مُحدث بَلخ الْمُتَوفَّى سنة خَمْسمِائَة
واثنتين وَسِتِّينَ (و) أَخُوهُ أَبُو الْفَتْح (مُحَمَّد) عَن أبي
الوخشي كتب عَنهُ السَّمْعَانِيّ ببلخ (ابْنا مُحَمَّد) البسطامي (و)
أَبُو عَليّ (الْحُسَيْن بن عِيسَى) بن حمْرَان القومسي عَن يُونُس بن
مُحَمَّد الْمُؤَدب وَعنهُ البُخَارِيّ فِي الْوضُوء (المحدثون و)
أَبُو الْحسن (عَليّ بن أَحْمد بن) يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف
بن مُحَمَّد بن (بسطَام البسطامي) النهرواني روى عَنهُ أَبُو بكر
الْخَطِيب توفّي سنة أَرْبَعمِائَة وَسبع عشرَة (نِسْبَة إِلَى جده)
السَّادِس [] وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن
عبد الله بن مُحَمَّد بن عَبدُوس بن إِبْرَاهِيم بن بسطَام البسطامي
الدقاق الْحَرَّانِي من شُيُوخ ابْن جَمِيع الغساني ذكره ابْن
الْأَثِير
(31/288)
ب ش م
(البَشَمُ، مُحَرَّكةً: التُّخَمَة) ، وربّما بَشِمَ الفَصِيلُ من
كَثْرَةِ شُرْبِ اللَّبَنِ حَتَّى يَدْقَى سَلْحًا فَيَهْلِك. وَقيل:
البَشَمُ: أَنْ يُكْثَرِ من الطَّعام حَتَّى يَكْرُبَه. وَفِي حَدِيث
الحَسَن: " وَأَنْتَ تَتَجَشَّأُ من الشِّبَعِ بَشَمًا ". وَفِي حَدِيث
سَمُرَةَ بن جُنْدُب وَقيل لَهُ: إِنَّ ابْنَكَ لم يَنَمِ البارِحَةَ
بَشَمًا قَالَ: " لَوْ ماتَ مَا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ ". (و) البَشَمُ:
(السَّآمَةُ) وَهُوَ مجازٌ، وَقد (بَشِمَ، كَفَرِحَ) من الطَّعامِ
بَشَمًا: إِذا اتَّخَمَ، وَبَشِمَ مِنْهُ إِذا سَئِمَ، (وَأَبْشَمه
الطَّعامُ) : أَتْخَمَهُ، وَأنْشد ثَعْلَب للحَذْلَميّ:
(وَلم تَبِتْ حُمَّى بِهِ تُوَصِّمُه ... )
(ولَمْ يُجَشِّئْ عَن طَعامٍ يُبْشِمُهْ ... )
(كَأَنَّ سَفُّودَ حَدِيدٍ مِعْصَمُة ... )
(و) البَشامُ، (كَسَحابٍ: شَجَرٌ عَطِرُ الرائحَةِ) طَيِّب الطَّعْمِ،
وَفِي حَدِيث عُتَبَةَ بنِ غَزْوان: " مَا لَنا طَعامٌ إِلَّا وَرَقُ
البَشامِ ". وَقَالَ أَبُو حنيفَة: يُدَقُّ (وَرَقُه) وَيُخْلَط
بالحنِاّءِ (يُسَوِّد الشَّعَر) . وَقَالَ مَرَّة: البَشامُ: شَجَرٌ
ذُو ساقٍ وَأَفْنانٍ وَوَرقٍ صِغارٍ أَكْبَرَ من وَرَقِ الصَّعْتَرِ،
وَلَا ثَمَرَ لَهُ، وَإِذا قُطِعَتْ وَرَقَتُه أَو قُصِفَ غُصْنُه
هُرِيقَ لَبَنًا أَبْيَضَ. قَالَ غَيره: (ويُسْتاكُ بِقُضُبِهِ) ،
واحِدَتُه بِشامَةٌ، قَالَ جرير:
(أَتَذْكُرُ يَوْمَ تَصْقُلُ عارِضَيْها ... بِفَرْعِ بَشامَةٍ سُقِيَ
البَشامُ)
(31/289)
يَعْنِي أنّها أشارت بسِواكِها فَكَانَ
ذَلِك وَداعَها وَلم تَتَكَلَّم خِيْفَةَ الرُّقَباء. (وبِهاءٍ)
بَشامَةُ (بنُ الغَدِير. و) بَشامَةُ (بنُ حَزْنٍ) النَّهْشَلِيُّ:
(شاعِرانِ) ، وَقد ذُكِرَ الأَوّلُ فِي " غ د ر ".
[] وَمِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: بَشْمٌ، بِفَتْحٍ فَسُكون: موضعٌ
بالحِجاز. وَأَيْضًا: ماءٌ بَين الرَّيِّ وطَبَرسْتانَ، شديدُ البَرْدِ
كثيرُ الثَّلْج، قد بُنِيَ على كُلّ ضَفّة كِنٌّ يُلْجَأُ إِليه إِذا
أَخَذَه البَرْدُ، وَرُبَّمَا قَتَلَهُ الثَّلْجُ قَبْلَ وُصُولِهِ
إِلَى الكِنِّ. ويسمَّى ذَلِك الكِنّ جابْنُوذَة. قَالَه نصر.
والبَشْمَة: كُحْلُ السُّودانِ. أوردهُ المُصَنِّف فِي " ك ح ل ".
[] وَمِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: بِشْتامَة، بِالْكَسْرِ: قريةٌ
بمِصْرَ من جَزِيرَة بني نَصْر.
ب ص م
(البُصْمُ، بالضَّمّ) : فَوْتُ (مَا بَيْنَ طَرَفِ الخِنْصَرِ إِلَى
طَرَف البِنْصَر) عَن أبي مالِك، وَلم يجىءْ بِهِ غيْرُه. وَقَالَ ابنُ
الأعرابيّ: يُقال: مَا فارَقْتُكَ شِبْرًا وَلَا فِتْرًا وَلَا عَتَبًا
وَلَا رَتَبًا وَلَا بُصْمًا. وكُلّ ذَلِك مَذْكُور فِي مَوْضِعه
(ورَجُلٌ أَو ثَوْبٌ ذُو بُصْم) ؛ أَي: (غَلِيظٌ) ، يُقَال: رجلٌ ذُو
بُصْمٍ: إِذا كَانَ غَلِيظًا، وَثَوْبٌ لَهُ بُصْمٌ: إِذا كَانَ
كَثِيفًا كَثِيَر الغَزْلِ، عَن ابْن دُرَيْد.
ب ض م
(البُضْمُ، بالضَّمِّ) أهمله الجوهريّ وَفِي اللّسان: هُوَ (النَّفْسُ)
، يُقال مَا لَهُ بُضْمٌ أَي: نَفْسٌ. (و) البُضْمُ
(31/290)
أَيْضا: نَفْسُ (السُّنْبُلَة حِينَ
تَخْرُج من الحَبَّة فَتَعْظُم. و) قَالَ الخارْزَنْجِيُّ: (بَضَمَ
الزَّرْعُ: غَلُظَ حَبُّه) يَبْضُمُ بَضْمًا، من حَدِّ نَصَر. (و) فِي
اللّسان: بَضَمَ (الحَبُّ: اشْتَدَّ قَلِيلًا) .
ب ط م
(البُطْمُ، بالضَّمّ و) أجازَ ابنُ الأعرابيّ فِيهِ التَّثْقِيل أَي:
(بِضَمَّتَيْن: الحَبَّةُ الخَضْراء) عِنْد أهلِ العالِيَة، ومثلُه عَن
الأصمعيّ، (أَو شَجَرُها) ، كَمَا قَالَه أَبُو حنيفَة، قَالَ: وَمَا
أَخْبرنِي أحدٌ أنّه يَنْبُتُ بأرضِ العَرَبِ إِلَّا أَنَّهم زَعَمُوا
أنّ الضَّرْوَ قريبُ الشَّبَه مِنْهُ. قَالَ الأَطِبّاء (ثَمَرُهُ
مُسَخِّنٌ مُدِرٌّ باهِيٌّ نافِعٌ للسُّعالِ واللَّقْوَةِ والكُلْيَةِ،
وَتَغْلِيفُ الشَّعَرِ بِوَرَقِهِ الجافِّ المَنْخُولِ يُنْبِتهُ
ويُحَسِّنهُ) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: البُطَيْمَةُ، كَجُهَيْنَة: بقعةٌ
مَعْرُوفَة، قَالَ عَدِيُّ بن الرِّقاع:
(وعُونٍ يُباكِرْنَ البُطَيْمَةَ مَوْقِعًا ... جَزَأْنَ فَما
يَشْرَبْنَ إِلَّا النّقائِعا)
ب ظ ر م
(البَظْرَمُ، كَجَعْفَرٍ) أهمله الجوهريُّ وصاحبُ اللِّسان، وَقَالَ
ابنُ الأعرابيّ: هُوَ (الخاتَمُ، و) مِنْهُ يُقال: قد (تَبَظْرَمَ)
الرجلُ: (إِذا كانَ أَحْمَقَ وَعَلَيْه خاتَمٌ فَيَتَكَلَّمُ ويُشِيرُ
بِهِ فِي وُجوهِ النّاسِ) ، كَذَا فِي العُباب. قلتُ: والعامَّة
تُسَمِّي هَذَا الرَّجُلَ البَظْرَمِيتُ.
ب ع م
(البَعِيمُ، كَأَمِيرٍ) أهملهُ الجوهريُّ وصاحبُ اللِّسان، وَقَالَ
الخارْزَنْجِيُّ: هُوَ اسْم (صَنَم) ،
(31/291)
قَالَ: (و) أَيْضا: (التِّمثالُ من
الخَشَبِ) ، قَالَ: (و) أَيْضا (الدُّمْيَةُ من الصِّبْغ) كَذَا فِي
النُّسخ، والصّواب من الصَّمْغ، قَالَ: (و) أَيْضا: (المُفْحَمُ
الَّذِي لَا يَقُولُ الشِّعْر) ، كَمَا فِي العُباب.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: البِعْمُ بِالْكَسْرِ: لَقَبُ جَدِّ
والدِ الفَقِيهِ نَجْم الدِّين عَمْرو بن مُحَمَّد بن عليّ أَحَد
شُيُوخِ البُرْهانِ العَلَوِيِّ الزَّبيديِّ.
ب ع ث م
(بُعْثُمٌ، بالضَّمِّ والثاءُ مُثَلّثة) أهمله الجوهريّ وَصَاحب
اللِّسان، وَقَالَ الحافِظُ والصاغانيُّ: هُوَ (والِدُ عيان صاحِب
مَسْجِدِ الحِيرَة) ، كَذَا فِي النُّسخ، وَالصَّوَاب: الجِيزَة، قَالَ
الْحَافِظ: عَيانُ بن بُعْثُمٍ لَهُ مسجدٌ بالجِيزة معروفٌ، وعَيان
بالتَّخْفِيف.
ب غ م
(بَغَمَت الظَّبْيَةُ، كَمَنَعَ وَنَصَرَ وَضَرَبَ، بُغامًا وبُغومًا،
بِضَمِّهما، فهيَ بَغُومٌ: صاحَتْ إِلَى وَلَدِها بِأَرْخَم مَا
يَكُونُ من صَوْتِها) ، وَقد اسْتُعْمِلَ البُغام فِي البَقَرَة. قَالَ
لَبِيد رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ:
(خَنْساء ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فَلم يَرِمْ ... عُرْضَ الشَّقائِقِ
طَرْفُها وبُغامُها)
وَهَذَا فِي صِفَة بَقَرةِ وحشٍ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
(لَا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلَّا مَا تَخَوَّنَهُ ... داعٍ يُنادِيه
باسْمِ الماءِ مَبْغُومُ)
أَي: لَا يَرْفَع طَرْفَه إِلَّا إِذا سَمِع بُغامَ أُمِّهِ.
والمَبْغُوم: الوَلَد، وضع مَفْعُولا، مَكَان فاعِل. وقولُه: داعٍ
يُنادِيه: حكى صَوْتَ الظَّبْيَةِ إِذا صاحَتْ " ماءْ ماءْ ".
(31/292)
(و) بَغَمَت (الناقَةُ) بُغامًا: إِذا
(قَطَعَتِ الحَنِينَ ولَمْ تَمُدَّهُ) ، قَالَ ذُو الخِرَقِ:
(حَسِبْتَ بُغامَ راحِلَتِي عَناقًا ... وَمَا هِيَ وَيْبَ غَيْرِك
بالعَناقِ)
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
(أُنِيخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدَةً فَوْقَ بَلْدَةٍ ... قَلِيلٍ بهَا
الأَصْواتُ إِلّا بُغامُها)
وَأنْشد ابنُ الأعرابيِّ فِي البَعِير:
(هباب دائب بغامهْ ... )
(و) بَغَمَ (الثَّيْتَلُ والأَيِّلُ والوَعِلُ) يَبْغَمُ بُغامًا:
(صَوَّتَ) ، وَيُقَال: مَا كَانَ من الخُفِّ خاصَّةً فإنّه يُقال
لِصَوْتِهِ إِذا بَدَا: البُغَامُ، وَذَلِكَ لأنّه يقطعهُ وَلَا
يَمُدُّه، (كَتَبَغَّمَ فِي الكُلِّ) ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
(إِذا رُحِلَتْ مِنْهَا قَلُوصٌ تَبَغَّمَتْ ... تَبَغُّمَ أُمِّ
الخِشْفِ تَبْغِي غَزالَها)
(و) بَغَمَ (فلانٌ صاحِبَهُ) ولِصاحِبِه: إِذا (لم يُفْصِحْ لَهُ عَن
مَعْنَى مَا يُحَدِّثُهُ) بِهِ، مأخوذٌ من بُغامِ الناقَةِ لأنَّه
صَوْتٌ لَا يُفْصَحُ بِهِ. (وبَغَمَ وَبَغُومٌ، كَصَبُورٍ) هَكَذَا فِي
بعض النّسخ، وَفِي أُخْرَى: وبَغْمٌ وكصَبُورٍ: (بِنْتُ المُعَدَّل)
الكِنانِيَّة: (صَحابِيَّة) من مُسْلمةِ الفَتْح، وَكَانَت تَحْتَ
صَفْوانَ بنِ أُمَيَّةَ. (و) من الْمجَاز: (باغَمَهُ) مُباغَمَةً: إِذا
(حادَثَهُ بِصَوْتٍ رَخِيمِ) ، وَيُقَال: هِيَ المُغازَلَةُ بِصَوْتٍ
رَقِيقٍ، قَالَ الأَخْطَلُ:
(حَثُّوا المَطِيَّ فَوَلَّوْنا مَناكِبَها ... وَفِي الخُدُور إِذا
باغَمْتَها صُوَرُ)
وَقَالَ الكُميْت:
(31/293)
(يَتَقَنَّصْنَ لِي جَآذِرَ كالدُّرِّ
يُباغِمْنَ ... مِنْ وَراءِ الحِجابِ)
[] وَمِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: يُقال: بُغامٌ مَبْغُومٌ، كَقَوْلِك:
قَوْلٌ مَقُولٌ. وامرأةٌ بَغُومٌ: رَخِيمَةُ الصَّوْت. قَالَ ابنُ
دُرَيْدٍ: وَأَحْسَبُهم قد سَمَّوا بَغُومًا. وبَغَمَ بَغْمًا كَنَغَمَ
نَغْمًا، عَن كُراع. ويُقال: مررتُ بِرَوْضَةٍ تَتَباغَمُ فِيهَا
الظِّباءُ، وبِغِزْلانٍ يَتَباغَمْنَ. والبُغْمَةُ، بالضَّمّ: شيءٌ
كالقِلَادَةِ تَتَحَلَّى بهَا النِّساءُ.
ب غ ث م
(بَغْثَمٌ، كَجَعْفَرٍ) أَهْمله الجوهريُّ والصاغانيُّ، وَفِي
اللِّسَان: هُوَ (اسمٌ، والثّاُء مُثَلَّثَة) .
ب ق م
(البَقَّمُ مُشَدّدة القافِ) قَالَ الجوهريُّ: هُوَ صِبْغٌ مَعْرُوفٌ،
وَهُوَ العَنْدَم، قَالَ العَجَّاجُ:
(كَمِرْجَلِ الصَّبَاغِ جاشَ بَقَّمُهْ ... )
قَالَ وَقلت لأبي عليّ الفَسَوِيّ: أعَرَبيٌّ هُوَ؟ فَقَالَ:
مُعَرَّبٌ، قَالَ وَلَيْسَ فِي كَلامِهِم اسمٌ على فَعَّلَ إِلَّا
خَمْسَةٌ: خَضَّمُ: لقب العَنْبَر بن عَمْرِو بنِ تميمٍ، وبالفِعْلِ
سُمِّيَ، وَبَقَّمٌ: لهَذَا الصِّبْغ؛ وشَلَّمُ: موضعٌ بالشأم، وهما
أَعْجَمِيّان، وَبَذَّرُ: اسمُ ماءٍ من مِياه العَرَب، وعَثَّرُ:
موضعٌ، وَيحْتَمل أَن يَكُونَا سُمِّيا بالفِعْلِ. فَثَبَتَ أَنَّ
فَعَّل لَيْسَ فِي أُصُولِ أسمائهم، وإِنَّما يَخْتَصُّ بالفِعْلِ،
فَإِذا سَمَّيْتَ بِهِ رَجُلًا لم يَنْصَرِفْ فِي المَعْرِفَة
للتَّعْرِيف ووَزْنِ الفِعْلِ وانْصَرِف فِي النَّكِرَة، انْتهى.
وَقَالَ غَيره: إِنّما عَلِمْنا من بَقَّم أنّه دَخِيل معرّب؛ لأنّه
لَيْسَ للْعَرَب بِناءٌ على حُكْمِ فَعَّل، قَالَ: فَلَو كَانَت بَقَّم
عربيّةً لَوُجِدَ لَهَا نَظِيرٌ، إِلّا مَا
(31/294)
يُقال بَذَّر وخَضَّم. وحُكِي عَن الفَراء:
كُلُّ فَعَّلَ لَا يَنْصَرِف إِلّا أَن يكونَ مُؤَنّثا. قَالَ ابْن
بَرِّي: وذَكَرَ الجَوالِيقِيُّ فِي المُعَرَّب: تَوَّجُ: موضِعٌ
بفارِس، وَكَذَلِكَ خَوَّدُ، قَالَ جريرٌ:
(أَعْطُوا البَعِيثَ حَفَّةً وَمِنْسَجَا ... )
(وافْتَحِلُوه بَقَرًا بِتَوَّجَا ... )
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وَأَعْيُنَ العِينِ بأعْلَى خَوَّدا ... )
وَشَمَّر: اسمُ فَرَسٍ. قُلْتُ: لِجَدِّ جميل الَّذِي يَقُول فِيهِ:
(وَجَدِّيَ يَا حَجّاجُ فارِسُ شَمَّرَا ... )
وَقد جَوَّزَ بعضُهم أَن يكون تَوَّجُ وخوَدَُّفَوْعَلًا، وَقد
أَغْفَلَ المصنِّفُ التَّنْبِيه على كَوْنِه مُعَرَّبا، وعَلى أَنّه من
بَاب الأَشْباه والنَّظائر، وَهُوَ قُصُورٌ عَجِيبٌ، وَقد مرّت الإشاره
إِلَى ذكر نَظَائِر بَقَّم مِراراً فِي الجِيم، وأكثرُها فِي الراءِ،
فتأَمَّل، وَهُوَ: (خَشَبٌ شَجَرُة عِظامٌ ووَرَقُه كَوَرقِ اللَّوْزِ
وساقُهُ أَحْمَرُ، يُصْبَغُ بِطَبِيخِهِ، وَيُلْحِمُ الجِراحاتِ،
وَيَقْطَعُ الدَّمَ المُنْبَعِثَ من أيِّ عُضْوٍ كانَ، ويُجَفِّفُ
القُروَح، وَأَصْلُه سَمُّ ساعَةٍ) ، قَالَ الأَعْشَي:
(بِكَأْسٍ وَإِبْرِيقٍ كَأَنَّ شَرابَها ... إِذا صُبَّ فِي المِصْحاةِ
خالَطَ بَقَّمَا)
(والبُقَّمُ، كَسُكَّرٍ: شَجَرَةُ جَوْزِ ماثِل) . (و) البُقامَةُ،
(كَثُمامَةٍ: الصُّوفُ
(31/295)
يُغْزَلُ لُبُّها ويَبْقَى سائرُها) وَبِه
شُبِّه الرجلُ الضَّعِيفُ. (و) البُقامَةُ: (مَا سَقَطَ من النادِفِ
مِمّا لَا يُقْدَرُ على غَزْلِهِ. و) قيل: هُوَ (مَا يُطَيِّره
النّجّار) : كَذَا فِي النّسخ، والصوابُ: النَّجَّاد، بِالدَّال، كَمَا
فِي اللّسان. وَفِي التَّهذيب: رَوَى سَلَمَةُ عَن الفَرَّاء:
البُقامَةُ: مَا تَطايَرَ من قَوْسِ النَّدّاف من الصُّوف. وَأنْشد
ثَعْلَب:
(إِذا اغْتَزَلَت من بُقامِ الفَرِير ... فيا حُسْنَ شَمْلَتها
شَمْلَتَا)
(وَيَا طِيبَ أَرْواحِها بالضُّحَى ... إِذا الشَّمْلَتان لَها
ابْتُلَّتَا)
قَالَ ابْن سِيدَه: حُذِفَت الهاءُ من البُقامِ ضَرُورَة، أَو هُوَ جمع
بُقامَةٍ، أَو لغةٌ فِيهَا وَلَا أعرفهَا، وَقَوله: شَمْلَتا كأنّ
هَذَا يَقُولُ فِي الوَقْف شَمْلَتْ، ثمَّ أجراها فِي الوَصْل مُجراها
فِي الوَقْفِ. (و) من الْمجَاز: البُقامَةُ: (القَلِيل العَقْلِ)
يُقَال: مَا كَانَ إلّا بُقامَةً شُبِّه فِي قِلَّةِ عَقْلِهِ
بالصُّوف. (و) قَالَ اللّحيانيّ: يُقال للرَّجُلِ (الضَّعِيف) : مَا
أَنْتَ إِلّا بُقامَة. قَالَ ابْن سِيدَه: فَلَا أَدْرِي: أَعَنَى
ضَعِيفَ (الرَّأْي) والعَقْلِ أَمْ الضّعِيفَ فِي جِسْمه. (والبُقْمُ،
بالضَّمّ وبِضَمَّتَيْن) مِثَال يُسْرٍ ويُسُرٍ: (بَطْنٌ من العَرَب) ،
عَن ابْن دُرَيْد. قلت: وَيُقَال لَهُم أَيْضا: البُقُوم الْوَاحِد
باقِمٌ، واسْمه عامِرُ بن حَوالَةَ ابْن الهِنْوِ بنِ الأَزْد، هَكَذَا
أَوْرَدَهُ صاحبُ الأغاني فِي تَرْجَمَة حاجِزٍ الأَزْدِيّ، عَن ابْن
دُرَيْد بِسَنَدِه، وَفِيه قَالَ حاجِزٌ: مَا جاراني إلّا أُطَيْلِس
أَعْسَر من البُقُومِ. (وباقُومُ الرُّومِيُّ النَّجّارُ) : صحابيّ،
رَضِي الله عَنهُ، وَهُوَ (مَوْلَى سَعِيدِ بنِ العاصِ) رَضِيَ الله
(31/296)
عَنهُ، وَهُوَ (صانِعُ المِنْبَر
الشَّرِيفِ) ذكره أهل السّير. (وبَقِمَ البَعِيرُ، كَفَرِحَ) بَقَمًا:
(عَرَضَ لَهُ داءٌ من أَكْلِ العُنْظُوانِ) نَقله الصاغانيّ.
(وَتَبَقَّمَ الغَنَم) المَجْر: إِذا (ثَقُلَ عَلَيْهَا أَوْلادُها فِي
بُطُونِها) فَرَبَضَتْ (فلَمْ تَثُرْ) من موضعهَا، نَقله الصاغانيّ.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: البُقْمَةُ، بالضَّمّ: طُعْمٌ
للسَّمَكِ يُرْمَى لَهَا فِي الماءِ الرّاكِدِ فَتَسْمَن عَلَيْهِ
وَيَتَغَيّر الماءُ لذَلِك وَأَظُنُّه لُغَة عامِيّة فِي بقم الْمَاضِي
ذِكْرُه.
ب ك م
(البَكَمُ، محرّكة: الخَرَسُ) مَا كانَ، (كالبَكامَةِ أَو) هُوَ
الخَرَس (مَعَ عِيٍّ وَبَلَهٍ، أَو) هُوَ (أَنْ يُولَدَ) الإِنسان
(وَلَا يَنْطِقَ وَلَا يَسْمَعَ وَلَا يُبْصِرَ) ، قَالَه ثَعْلَب.
وَقَالَ الأَزْهريُّ: بَيْنَ الأَبكم والأخرس فَرْقٌ فِي كَلَام
الْعَرَب، فالأخرسُ الَّذِي خُلِقَ وَلَا نُطْقَ لَهُ كالبَهِيمَة
العَجْماء، والأَبْكَم الّذي لِلِسانِه نُطْقٌ وَهُوَ لَا يَعْقِلُ
الجَوابَ وَلَا يُحْسِنُ وَجْهَ الكَلامِ، وَقد (بَكِمَ كَفَرِحَ،
فَهُوَ أَبْكَمُ وَبَكِيمٌ) كَأَمِيرٍ، وَأنْشد الجوهريّ:
(فَلَيْتَ لِسانِي كانَ نِصْفَيْنِ مِنْهُما ... بَكِيمٌ وَنِصْفٌ
عِنْد مَجْرَى الكَواكِبِ)
وَقَالَ أَبُو زَيْد: الأَبْكَمُ: هُوَ العَيِيُّ المُفْحَم، وَقَالَ
فِي موضعٍ آخرَ من النَّوَادِر: هُوَ الأَقْطَع اللّسان، وَهُوَ
العَيِيّ بالجَواب. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: هُوَ الّذي لَا يَعْقِلُ
الجَوابَ. (ج: بُكْمانٌ) بالضَّمّ، كَمَا يُجْمَع الأَصَمّ صُمَّانا،
(وبُكْمٌ) بِالضَّمِّ، كَأَصَمَّ وصُمٍّ.
(31/297)
وَقَوله تَعَالَى: {بكم عمي فهم لَا
يعْقلُونَ} . قَالَ الزجّاج: قيل مَعْنَاهُ أنّهم بِمَنْزِلَة من
وُلِدَ أَخْرَسَ، قَالَ: وَقيل البُكْم المَسْلُوبوُ الأَفْئِدَة.
وَقَالَ ابنُ الْأَثِير البُكْم جمع الأَبْكَم وَهُوَ الَّذِي خُلِقَ
أَخْرَس، ويُراد بهم الجُهّال والرعاعُ؛ لأنّهم لَا يَنْتَفِعُونَ
بالسَّمْع وَلَا بالنُّطْق كَثِيرَ مَنْفَعَة، فكأنّهم قد سُلِبُوهما.
وَمِنْه الحَدِيث: " سَتَكُون فِتْنَةٌ صَمَّاء بَكْماء عَمْياء "
أَرَادَ أنّها لَا تُبْصِر وَلَا تَسْمَع وَلَا تَنْطِق، فَهِيَ
لِذَهاب حَواسِّها لَا تُدْرِك شَيْئا وَلَا تُقْلِعُ ولَا تَرْتَفِعُ.
وَقيل: شَبَّهَها لاخْتِلاطها وقَتْلِ البَرِيء فِيهَا والسَّقِيم
بالأَصَمّ الأَخْرس الأَعْمَى الَّذِي لَا يَهْتَدِي إِلَى شَيْء
فَهُوَ يَخْبِطُ خَبْطَ عَشْواءَ. (وَبَكُمَ، كَكَرُمَ: امْتَنَعَ عَن
الْكَلَام تَعَمُّدًا) أَو جَهْلًا، قَالَه اللَّيْث، وَقَالَ غَيْرُه
انْقَطَعَ بدل امْتَنَعَ. (و) من المَجازِ: بَكُم: إِذا (انْقَطَعَ عَن
النِّكاحِ جَهْلاً أَو عَمْدًا) . (و) فِي الأساس: (تَبَكَّمَ عَلَيْهِ
الكَلامُ، أَي: (أُرْتِجَ) عَلَيْهِ. (وذُو بُكُم، كَعُنُقٍ: ع) ،
نَقله الصاغانيّ. ولَمّا بلغ الشيخُ الأَجَلُّ الفاضلُ الزاهدُ
الأَمِينُ المُلْتَجِىءُ إِلَى حَرَمِ الله تَعَالَى رَضِيُّ الدِّين
الحَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ الحَسَن الصاغانيّ تغمّده اللَّهُ تعالَى
بِرَحْمَتِهِ فِي تصنيف كِتَابه العُباب الزاخِر واللُّباب الفاخر
إِلَى هَذَا المَكان اخْتَرَمَتْهُ المَنِيَّة وبَقِيَ الكِتابُ
مَقْطُوعًا. وَالْحكم لله العَلِيِّ الكَبِير. وَقد أَشَرْنا إِلَى
ذَلِك فِي الخُطْبَة.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: بَكِيمٌ جمعه أَبْكامٌ، كشَرِيفٍ
وَأَشْرافٍ، عَن ابْن دُرَيْد.
(31/298)
ب ل م
(البَلَمُ، محرّكةً: صِغارُ السَّمَكِ) . (وبَلَمَتِ الناقةُ
وَأَبْلَمَتْ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ) ، وَاقْتصر الجوهريُّ وَغَيره على
اللّغة الْأَخِيرَة. (والبَلَمَةُ، مُحَرَّكَة: الضَّبَعَةُ، أَو) هِيَ
(وَرَمُ الحَياءِ من شِدَّة الضَّبَعَةِ، كالبَلَمِ) بِغَيْر هاءٍ،
وَهُوَ داءٌ يأخُذُ الناقةَ فَتَضِيقُ لِذلِكَ. وَأَبْلَمَت: أَخَذَها
ذلِكَ، قَالَ الأصمعيُّ: إِذا وَرِمَ حَياءُ الناقَةِ من الضَّبَعَة
قِيل: قد أَبْلَمَت، وَيُقال: بهَا بَلَمَةٌ شَدِيدَةٌ. وَقَالَ
نُصَيْر: البَكْرَةُ الَّتِي لم يَضْرِبْها الفَحْلُ قطّ فإنَّها إِذا
ضَبِعَتْ أَبْلَمَت. وَقَالَ أَبُو زَيْد: المُبْلِمُ: البَكْرَةُ
الَّتِي لم تُنْتَجْ قَطّ وَلم يَضْرِبْها فَحْلٌ، فَذَلِك الإِبْلام،
وَإِذا ضَرَبها الفَحْلُ ثمَّ نَتَجُوها فَإِنَّها تَضْبَعُ وَلَا
تُبْلِمُ. (و) البَلَمَةُ: (وَرَمُ الشَّفَةِ) ، وَقد أَبْلَمَت
شَفَتُه. (والأَبْلَمُ: الغَلِيظُ الشَّفَتَيْنِ) مِنّا وَمِنَ
الإِبِلِ، ورَأَيْتُ شَفَتَيْه مُبْلَمَتَيْنِ إِذا وَرِمَتا. (و)
قَالَ أَبُو زِيادٍ: الأَبْلَمُ: (بقْلَةٌ) تخرجُ (لَهَا قُرونٌ
كالباقِلَّى) ، ولَيْس لَهَا أرُومَةٌ، وَلها وُرَيْقَةٌ مُنْتَشِرَةُ
الأَطْرافِ كَأَنَّها وَرَقُ الجَزَر، حَكَى ذَلِك عَنهُ أَبُو
حَنِيفة. (و) الأَبْلَمُ: (خُوصُ المُقْلِ، وَيُثَلَّثُ أَوَّلُه،
كالإِبْلَمَة مُثَلّثَة الهَمْزة واللَّام) . وَفِي الصّحاح: الأَبْلَم
خُوصُ المُقْلِ، وَفِيه ثلاثُ لُغاتٍ: أَبْلَم وإِبْلِم وأُبْلُم،
الواحِدَة بالهاءِ، وَأنْشد الجوهريُّ فِي تركيب " ب ز م ":
(وجاؤوا ثائِرِين فَلم يؤوبُوا ... بأُبْلُمَةٍ تُشَدُّ على بَزِيمِ)
أَي: بخوصة تُشَدُّ على باقَةِ مُقْلٍ أَو طَلْع. (و) يُقَال: (المالُ
بَيْنَنَا) وَكَذَلِكَ الأَمْرُ (شَقُّ الأُبْلمَةِ) بِكَسْر الشِّين
وبفَتْحِها، (أَي: نِصْفَيْنِ) ، وَذَلِكَ
(31/299)
لأنّ الخُوصَةَ تُؤْخَذ فَتُشَقّ طُولًا
على السَّواءِ، وَفِي حَدِيث السَّقِيفَة: " الأَمْرُ بَيْنَنا
وبَيْنَكُم كَقَدِّ الأُبْلمَة " يَقُول: نَحن وإِيّاكم فِي الحُكْمِ
سَواء، لَا فَضْلَ لأَمِيرٍ على مَأْمُورٍ كالخُوصَةِ إِذا شُقَّت
باثْنَتَيْنِ مُتَساوِيَتَيْن. (والبَيْلَمُ، كَحَيْدَرٍ: قُطْنُ
البَرْدِيّ؛ و) أَيْضا لُغَة فِي (بَيْرَم النَّجّارِ) ، نَقله
الجوهريُّ؛ (و) قِيل: هُوَ (جَوْزُ القُطْنِ؛ و) قيل: (قُطْنُ
القَصَبِ) ؛ وقِيلَ: الَّذِي فِي جَوْفِ القَصَبَة؛ وَقيل: القُطْنُ
مُطْلَقًا. (و) المُبْلِمُ، (كَمُحْسِنٍ: الناقَةُ لَا تَرْغُو من
شِدَّةِ الضَّبَعَة، كالمِبْلام، و) خَصّ ثَعْلَبٌ بِهِ (البِكْرَ
الَّتي لَم تُنْتَجْ وَلَا ضَرَبَها الفَحْلُ) ، قَالَ أَبُو
الهَيْثَم: إِنَّما تُبْلِمُ البَكَراتُ خاصَّةً دُونَ غَيْرِها،
وَمثله عَن أبي زَيْدٍ كَمَا تقدَّم. (والتَّبْلِيمُ: التَّقْبِيحُ)
يُقَال: لَا تُبَلِّم عَلَيْهِ أَمْرَه، أَي: لَا تُقَبّح أَمْرَه،
كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ مأخوذٌ من بَلِمَت الناقةُ: إِذا وَرِمَ
حَياؤُها من الضَّبَعَةِ، (كالإبْلامِ) . (وبَيْلَمانُ: ع، باليَمَنِ
أَو بالسِّنْد أَو بالهِنْدِ) واقْتَصَرَ كَثِيرُون على الثانِي،
(مِنْهُ السُّيُوفُ البَيْلَمانِيّةُ) الْمَشْهُورَة فِي الجَوْدَة.
(وَعَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ) أبي يَزِيدَ (البَيْلَمانِيُّ مَوْلَى
عُمَرَ بنِ الخَطّابِ - رَضِيَ الله تعالَى عَنهُ -) : تابعيّ، رَوَى
عَن ابنِ عَبّاس وابنِ عُمَرَ ونافِع وابنِ جُبَيْرٍ، وَعنهُ ابنُهُ
مُحَمَّدٌ وَرَبِيعَةُ الرأْيِ وابنُ إِسْحاقَ. قَالَ أَبُو حَاتِم:
لَيِّنٌ. وَذكره ابْن حِبّان فِي الثِّقاتِ، كَانَ من فُحُولِ
الشُّعَراء. (والإِبْلِيمُ، بالكَسْرِ: العَنْبَرُ) ، رَواهُ
الأَزْهَريُّ عَن أبي الهُذَيْل، وَأنْشد:
(31/300)
(وحُرَّةٍ غَيْرِ مِتْفالٍ لَهَوْتُ بِها
... لَوْ كَانَ يَخْلُدُ ذُو نُعْمَى لِتَنْعِيمِ)
(كَأَنَّ فَوْقَ حَشاياها وَمِحْبَسِها ... صَوائرَ المِسْك مَكْبُولًا
بِإِبْلِيمِ)
أَي: بالعَنْبَر، قَالَ الأزهريّ: (و) قَالَ غَيره الإِبْلِيمُ:
(العَسَلُ) . قَالَ: وَلَا أَحْفَظُه لإمامٍ ثِقَة. (وَأَبْلَمَ)
الرجلُ إِبْلامًا: (سَكَتَ) . (والبَلْماءُ: لَيْلَةُ البَدْرِ)
لِعِظَم القَمَرِ فِيهَا؛ لأَنَّه يَكُون تامًّا. (و) البُلامُ،
(كَغُرابٍ: أَخْضَرُ الحَمْضِ) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: البَلَمَةُ، محرَّكَةً: بَرَمَةُ
العِضاهِ، عَن أبي حنيفَة. وسَيْفٌ بَيْلَمِيٌّ: أَبْيَضُ. وَنَخْلٌ
مُبَلَّمٌ، كَمُعَظَّم: حَوْلَه الأَبْلَمُ، وَهِي البَقْلَة
المَذْكُورة، قَالَ:
(خَوْدٌ تُرِيكَ الجَسَدَ المُنَعَّما ... )
(كَمَا رَأَيْتَ الكَثَرَ المُبَلَّمَا ... )
والأَبْلَمُ مِثْلُ الأَبْلَهِ كالبَلَمِ، مُحَرَّكَةً. وَبَلُومِيَةُ
من قُرَى أَصْبَهان، مِنْهَا: أَبُو سَعِيدٍ عِصامُ بنُ زَيْدِ بنِ
عَجْلانَ البَلُوميّ، عَن الثَّوْرِيِّ وشُعْبَةَ ومالِكٍ، وَعنهُ
ابْناهُ مُحَمَّدٌ وَرَوْحٌ. وَرَجُلٌ بَيْلَمانِيٌّ: ضَخْمٌ
مُنْتَفِخٌ. وَمِنْه حَدِيث الدَّجّال: " رَأَيْتُه بَيْلمانِيًّا
أَقْمَرَ هِجانًا " ويروى بالفاءِ. والبِلامُ، ككِتابٍ: حديدةٌ
تُجْعَلُ على فَمِ الفَرَسِ، وَهُوَ غيرُ اللِّجامِ. وَرَوَى ابنُ
بَرّي عَن أبي عَمْرٍ و: مَا سَمِعْتُ لَهُ أَبْلَمَة أَي: حَرَكَةً،
وَأنْشد:
(31/301)
(مِنْها وَلَا مِنْهُ هُناكَ أَبْلَمَهْ
... )
قلتُ: وَقد تقدَّم ذَلِك فِي ((أل م)) ، وَالصَّوَاب أَيْلَمَة
بِالْيَاءِ أَو لُغَة فِيهَا، واللَّهُ أَعْلَم.
وبالام جَاءَ ذِكْرُه فِي حَدِيث: ((طَعامُ أَهْلِ الجَنَّة بالامٌ
ونُونٌ)) وفَسّره عِياضٌ والخَطّابِيُّ بالثَّوْرِ، والنُّون: الحُوتُ.
قَالُوا: وَهِي لفظةٌ عِبْرانِيّةٌ.
وبُولِيم، بالضَّمّ: قَرْيَة بِمِصْرَ من حوف رَمْسِيس.
ب ل ت م
(البَلْتَمُ، كَجَعْفَرٍ) أهمله الجوهريُّ، وَقَالَ الأزهريّ: هُوَ
(العَيِيُّ) البَلِيدُ المُضْطَرِبُ الخَلْقِ (الثَّقِيلُ اللِّسانِ)
والمَنْظَر، لغةٌ فِي البَلْدم، بِالدَّال.
(و) : البَلْتَمُ: (الخَلْقُ والنّاسُ)
يُقَال: مَا أَدْرِي أيّ البَلْتَم هُوَ؟
ب ل ح م
(بَلْحَمَ البَيْطارُ الدابَّةَ) بَلْحَمَةً، أهمله الجوهريّ وصاحبُ
اللّسان، وَقَالَ غَيرهمَا: أَي: (عَصَبَ قَوائِمَها من داءٍ
يُصِيبُها) .
ب ل د م
(البَلْدَمُ، كَجَعْفَرٍ: مُقَدَّمُ الصَّدْرِ، أَو الحُلْقُومُ وَمَا
اتَّصَلَ بِهِ من المَريءِ) ، كَذَا فِي المُحْكَم، (أَو مَا اضْطَرَبَ
من حُلْقُومِ الفَرَسِ) وَمَرِيئِهِ وجِرانِه، قَالَه الأصمعيّ فِي
كتاب الفَرَس، وَنَقله الجوهريّ، قَالَ ابنُ برِّي: وَمِنْه قَول
الراجز:
(مَا زالَ ذِئْبُ الرَّقْمَتَيْن كُلَّما ... دارَتْ بَوَجْهٍ دارَ
مَعْها أَيْنَما)
(حَتَّى اخْتَلَى بالنابِ مِنْها البَلْدَما ... )
(و) البَلْدَم: الرجلُ (البَلِيدُ) فِي المَخْبَر (الثَّقِيلُ
المَنْظَرِ المُضْطَرِبُ
(31/302)
الخَلْقِ، كالبَلَنْدَمِ) ، كَسَفَرْجَلٍ،
وَأنْشد الجوهريُّ للراجِز:
(مَا أَنْتَ إِلاَّ أَعْفَكٌ بَلَنْدَمُ)
هِرْدَبَّةٌ هَوْهاءَةٌ مُزَرْدَمُ)
(والبِلْدام والبِلْدامَةِ، بِكَسْرِهما) .
(و) البَلْدَمُ: (السَّيْفُ الكَهام) الَّذِي لَا يَقْطَعُ.
(وَبْلَدَمَ) الرجلُ: (خافَ) ، وَفِي الصّحاح: فَرِقَ فَسَكَت.
[] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ب ل ذ م
بَلْذَمُ الفَرَسِ: مَا اضْطَرَبَ من حُلْقُومِهِ عَن أبي زَيْد، لغةٌ
فِي الدَّال، ومثلُه عَن أبي سَعِيدٍ.
وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: بَلْذَمُ الفَرَسِ: صَدْرُه، بِالدَّال والذال
جَمِيعًا.
والبَلَنْذَمُ والبِلْذامُ والبِلْذامَةُ لغاتٌ فِي الدَّال، حَكَاهُ
الأزهريُّ عَن الثِّقات.
وَقَالَ ثَعْلَب: البَلْذَمُ البَلِيدُ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: البَلْذَمُ: المَرِيءُ والحُلْقُوم
والأَوْداجُ. والعَجَبُ من المُصَنِّف كَيفَ أَغْفَلَه مَعَ أَنّ
الجوهريَّ ومَنْ قَبْلَه ذَكَرُوه فِي كُتُبِهم.
وبِلْذِمَة، كَزِبْرِجَة: ابْن خُناس الأَنْصارِيّ، جَدّ أَبِي
قَتادَةَ الحارِث ابنُ ربْعِيّ _ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ _:
ب ل س م
(بَلْسَمَ) بَلْسَمَةً، أهمله الجوهريّ، وَقَالَ الأصمعيّ: إِذا
أَطْرَقَ و (سَكَتَ) وفَرِقَ (عَن فَزَعٍ) . وَقيل: سَكَتَ فَقَط من
غير أَن يُقَيّدَ بِفَرَقٍ، عَن ثَعْلَب، وَقَالَ العَجَّاج يَصِفُ
شاعِراً أَفْحَمَه:
(واصْفَرَّ حَتَّى آضَ كالمُبَلْسَمِ ... )
(و) بَلْسَم: إِذا (كَرَّهَ وَجْهَهُ كَتَبَلْسَمَ) .
(31/303)
(والبِلْسامُ، بالكَسْرِ: البِرْسامُ) ،
وَهُوَ المُومُ، قَالَ رُؤْبَة:
(كَأَنَّ بِلْساماً بِهِ أوْ مُومَا ... )
وَقد بُلْسِمَ، مبنيًّا للمَجْهُول.
(والبَلَنْسَمُ، كَسَمَنْدَلٍ: القَطِرانُ) .
[] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: البَلْسَمُ، كَجَعْفَرٍ: البَيْلَسان.
وبئرُ البَلْسَم: موضعٌ بالمَطَرِيَّة شَرْقِيّ مِصْر.
ب ل ص م
(بَلْصَمَ) الرجلُ وغَيْرُهُ بَلْصَمَةً، أهمله الجوهريّ، وَفِي
اللِّسان: أَي: (فَرَّ) .
[] وَممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ب ل ط م
بَلْطَمَ الرَجُلُ: إِذا سَكَت، كَمَا فِي اللِّسان.
وبَلْطِيم: قَرْيَة قرب البُرُلُّسِ.
ب ل ع م
(البُلْعُومُ، بالضمِّ: مَجْرَى الطَّعامِ)
والشَّرابِ (فِي الحَلْقِ) وَهُوَ المَرِيءُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ.
وَفِي حَدِيث عَلِيّ: ((لَا يَذْهَبُ أَمْرُ هَذِه الأُمّة إِلاَّ على
رَجُلٍ واسِعِ السّرْمِ ضَخْمِ البُلْعُوم)) يُرِيد على رَجُلٍ شِدِيدٍ
عَسُوفٍ أَو مُسْرِف فِي الأَمْوال والدِّماء، فوصفَهُ بِسَعَةِ
المَدْخَلِ والمَخْرَج. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة: ((حَفِظْتُ مِنْ
رَسولِ اللَّه صَلّى اللَّه عَلَيْهِ وسلّم مَا لَوْ بَثَثْتُه فِيْكُم
لَقُطِعَ هَذَا البُلْعُوم)) (كالبُلْعُمِ بالضَّمِّ) نَقله الجوهريّ
أَيْضا.
(و) البُلعُومُ: (البَياضُ الَّذِي فِي جَحْفَلَةِ الحِمارِ) فِي
طَرَفِ الفَمِ، قَالَ:
(بِيضُ البَلاعِيمِ أَمْثالُ الخَواتِيمِ ... )
(و) قَالَ أَبُو حنيفَة: البُلعُوم: (مَسِيلٌ داخِلٌ فِي الأَرْضِ
يكونُ فِي القُفِّ) .
(و) البَلْعَمُ، (كَجَعْفَرٍ) : الرَّجُلُ
(31/304)
(الأَكُولُ الشَّدِيدُ البَلْعِ) للطَّعام،
قَالَ الجوهريّ: والمِيمُ زائدةٌ، هَذَا هُوَ الأَكْثَرُ، وَاخْتَارَ
ابنُ عُصْفُورٍ أَصالَةَ المِيم فِي البُلْعُومِ وَقَالَ: هُوَ اسمٌ
لَا صِفَةٌ، وتَعَقَّبَه أَبُو حَيّان.
(و) بَلْعَم: (د، بنَواحِي الرُّومِ) كَانَ رَجاءُ بنُ مَعْبَدِ بن
علْوانَ بنِ زِيادِ ابْن غالِبِ بنِ قَيْسِ بن المُنْذِر بن الحارِث بن
حَسّان بنِ هِشام بن المُعَتِّبِ بن الحارِث بن زَيْدٍ مَناة بنِ
تَمِيم قد استولَى عَلَيْهِ وأقامَ بِهِ فَنُسِبَ إِلَيْهِ وَلَدُهُ،
مِنْهُم: الوَزِيرُ أَبُو الفَضْلِ البَلْعَمِيُّ البُخارِيُّ، وَهُوَ
محمّد بن عبد الله بنِ مُحَمّدِ بنِ عبد الرَّحْمن ابنِ عَبْد اللَّهِ
بن عِيسَى بنِ رَجاء، اسْتَوْزَرَ لإسماعيلَ بنِ أَحْمَدَ أميرِ
خُراسان، وَسمع الحَدِيثَ بمَرْو وغيرِها، توفّي سنة ثَلَاثمِائَة
وتِسْعٍ وعِشْرين، ذكره الْأَمِير.
(و) بَلْعَم: (قَبِيلَةٌ، وأصْلُها بَنُو العَمِّ فَخُفِّفَ
كَبَلْحارِثِ) فِي بَنِي الْحَارِث.
[] وَممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: البَلْعَمَةُ: الابْتِلاعُ،
وبَلْعَمَ اللُّقْمَةَ: أَكَلَها.
وبَلْعَمان: قَرْيَةٌ فُتِحَتْ على يَد قُتَيْبَةَ ابنِ مُسْلِم.
ب ل غ م
(البَلْغَمُ: خِلْطٌ من أَخْلاطِ البَدَنِ) ، قَالَ الجوهريُّ: وَهُوَ
أَحَدُ الطَّبائع الأَرْبَع. قلت: ويُكْنَى بِهِ عَن الثَّقِيلِ
المِهْذار.
[] وَممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ب ل ك م
بلكيم: قريةٌ بِمِصْر من أعمالِ السَّمَنُّودِيَّة.
وبلنكومة: أُخْرَى من أَعمال الغَرْبِيّة.
ب ل هـ م
وبَلْهَمَة: أُخْرَى بالأُشْمُونين.
ب م م
(! البَمُّ من العُودِ، م) معروفٌ أعجمي، (أَو الوَتَرُ الغَلِيظُ من
أَوْتارِ المِزْهَرِ) ، قَالَه الجوهريُّ. وَقَالَ
(31/305)
الأزهريُّ: {بَمُّ العُودِ الَّذِي
يُضْرَبُ بِهِ هُوَ أَحَدُ أَوْتارِه، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ.
(و) بَمُّ: (د) ، وَقَالَ ابْن سِيدَه: أرضٌ (بِكِرْمانَ) غير
مَصْرُوفٍ، قَالَ الطِّرِمّاح:
(أَلاَ أَيُّها اللَّيْل الّذِي طالَ أَصْبِحِ ... } بِبَمَّ وَمَا
الإِصْباحُ فِيك بَأَرْوَحِ)
وَأورد الأزهريّ للطِّرِمَاح:
(أَلَيْلَتَنا فِي {بَمِّ كِرْمانَ أَصْبِحِي ... )
قلتُ: وَمِنْهَا إِسْماعِيلُ بنُ إبراهيمَ} البَمِّي، الوَزِيرُ، كَانَ
فِي أَيَّامِ المُقْتَدِر.
(و) {البُمُّ، (بالضَّمِّ: البُومُ) لغةٌ فِيهِ.
[] وَممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} بَمّ: قريةٌ بِمصْر فِي جَزِيرَة
بني نَصْرٍ. وَأَيْضًا موضعٌ فِي دِيارِ العَرَبِ، وَمِنْه قولُ ذِي
الرُّمَّة:
(أَقُولُ لِعَجْلَى بَيْنَ {بَمٍّ وداحِسٍ ... أَجِدِّي فقد أَقْوَتْ
عليكِ الأمالِسُ)
ب ن م
(البَنَامُ) ، كسَحابٍ، أهمله الجوهريُّ، وَفِي اللّسان: لُغَةٌ فِي
(البَنان) والميمُ بَدَلٌ عَن النّون، قَالَ عُمَرُ بن أبِي رَبِيعَةَ:
(فقالَتْ وعَضَّتْ بالبَنامِ فَضَحْتَنِي ... )
(وَهَذَا ابْنُمٌ، أَي: ابنٌ، والمِيم زائدةٌ، وذَكر فِي ((ب ن ي)) )
كَمَا سَيَأْتِي.
ب وم
(} البُومُ! والبُومَةُ بضَمِّهما: طائرٌ كِلاهُما للذَّكَرِ
والأُنْثَى) حَتَّى تَقُولَ: صَدًى أَو فَيّاد، كَذَا فِي الصِّحَاح،
أَي: فَيَخْتَصُّ بالذَّكَرِ. وَفِي
(31/306)
المُحْكَم: البُومُ: ذَكَرُ الهامِ،
واحِدَتُه {بُومَةٌ، قَالَ الأزهريُّ: وَهُوَ عربيٌّ صَحِيح.
(} وبُومَةُ: لَقَبُ محمّد بن سُلَيْمانَ) الحَرَّاني (المُحَدِّث) ،
عَن حَفْصِ بن غَيْلان، مَاتَ سنَةَ مائَتَيْن وثَلاثَ عَشَرَة.
[] وَممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {بُومٌ} بَوّامٌ؛ أَي: صَوّات.
وَقَالَ ابْن بَرّي: يُجْمَع {البُومُ على} أَبْوامٍ، قَالَ ذُو
الرُّمَّةِ:
(وَأَغْضَفَ قد غادَرْتُهُ وادَّرَعْتُه ... بمُسْتَنْبِحِ {الأَبْوامِ
جَمِّ العَوازِفِ)
} وبام: بَلَدٌ بمِصْرَ من أعمالِ البَهْنَسا، مِنْهَا الشَّمْس
محمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّد {البامِيُّ القاهِرِيُّ الشافِعِيُّ
المَخْزُومِيُّ، توفّى سنة ثمانِمائة وخَمْسٍ وَثَمانِينَ، وَهُوَ من
شُيُوخ السُّيُوطِيّ، وَقد رَوَى عَن القاياتيِّ والوَنائِيِّ
والوَلِيِّ العِراقِيِّ والبَرْماوِيِّ، وَله حَاشِيَة على شَرح
البُخارِي للكِرْمانيّ.
[] وَممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} بِيما بالكَسْرِ مَقْصُورا: صُقْعٌ
مُتاخِمٌ لِصَعيدِ مِصْر، فَتِحَ فِي أيّام المُعْتَضِد، قَالَه نصر.
ب هـ م
(البَهِيمَةُ) ، كَسَفِينَةٍ: (كُلُّ ذاتِ أَرْبَعِ قَوائِمَ ولَوْ فِي
الماءِ) كَذَا فِي المُحْكَم، وَهُوَ قولُ الأَخْفَش، (أَو كُلّ حَيٍّ
لَا يُمَيِّزُ) فَهُوَ بَهِيمَةٌ، نَقله الزَّجّاج فِي تَفْسِير قَوْله
- تَعَالَى - {أَحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَمِ} ، (ج: بَهائِمُ)
.
(والبَهْمَةُ) ، بالفَتْح: الصَّغِيرُ من (أَوْلاد) الغَنَمِ
(الضَّأْنِ والمَعَزِ والبَقَرِ) من الوَحْش وغَيْرها، الذَّكَر
والأُنْثَى فِي ذلِكَ سَواءٌ. وَقيل: هُوَ بَهْمَةٌ، إِذا شَبَّ. وَفِي
سِياق المصنِّف نَظَرٌ؛ لأَنَّ البَهْمَةَ مفردٌ، فالأَوْلَى: وَلَدُ
الضَّأْنِ، وبِما ذكرنَا يَزُول الإِشْكال.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي نَوادِره: البَهْمُ صِغارُ المَعَزِ، وَبِه فَسّر
قَول الشَّاعِر:
(31/307)
(عَدانِي أَنْ أَزُورَكَ أَنَّ بَهْمِي ...
عَجايا كُلَّها إِلاَّ قَلِيلاً)
وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: يُقال لأَوْلادِ الغَنَمِ ساعَةَ تَضَعها من
الضَّأْن والمَعَز جَمِيعًا ذَكرًا كَانَ أَو أُنْثَى: سَخْلَة،
وجمعُها: سِخالٌ، ثُمَّ هِيَ البَهْمَةُ للذَّكَر والأُنْثَى، (ج:
بَهْمٌ) بِحَذْفِ الهاءِ، (ويُحرَّكُ، وبِهامٌ) ، بالكَسْرِ، و ((جج))
؛ أَي: جَمْع الجَمْع: (بِهاماتٌ) ، بالكَسْر أَيْضا، وَقَالَ ابنُ
السِّكِّيت: وَإِذا اجْتَمَعَت البِهامُ والسِّخالُ قلت لَهَا
جَمِيعًا: بِهامٌ.
وَفِي الصِّحَاح: البِهامُ: جَمْعُ بَهْمٍ، والبَهْمُ: جَمْع بَهْمَةٍ.
قلتُ: فَإِذن البِهامُ جَمْعُ الجَمْع، ثمَّ قَالَ: وَأنْشد الأصمعيُّ
لأفْنُون التَّغْلَبِيِّ:
(لَوْ أَنَّنِي كُنْتُ من عادٍ وَمن إِرَمٍ ... غَذِيَّ بَهْمٍ
ولُقمانًا وذَا جَدَنِ)
لأنَّ الغَذِيَّ السَّخْلَةُ، قَالَ: وَقد جَعَلَ لبيدٌ أولادَ البَقَر
بِهاماً بقوله:
(والعِينُ ساكِنَةٌ على أَطْلائها ... عُوذًا تَأَجَّل بالفَضاءِ
بِهامُها)
وَقَالَ ابْن بَرّي: قولُ الجوهريّ: لأنَّ الغَذِيَّ السَّخْلَةَ
وَهَمٌ. قَالَ: وإِنَّما غُذِيُّ بَهْمِ: أَحَدُ أَمْلاكِ حِمْيَر
كَانَ يُغَذَّى بِلُحُومِ البَهْم. قَالَ: وَعَلِيهِ قَوْلُ سُلْمِيِّ
بنِ رَبِيعَةَ الضَّبِّيِّ:
(أَهْلَكَ طَسْمًا وبَعْدَهُم ... غَذِيَّ بَهْمٍ وَذَا جَدَنِ)
قَالَ: ويدلُّ على ذَلِك أنّه عطفَ لُقمانًا على غَذِيّ بَهْم،
وَكَذَلِكَ فِي بَيت سُلْمِي الضَّبِّيِّ، انْتهى.
وَفِي الحَدِيث أنّه قَالَ للرّاعِي: ((مَا وَلَّدتَ؟ قَالَ: بَهْمَةً،
قَالَ: اذْبَحْ
(31/308)
مَكانَها شَاة)) قَالَ ابنُ الأَثِير:
فَهَذَا يَدُلُّ على أنَّ البَهْمَةَ اسمٌ للأُنْثَى؛ لأنّه إِنّما
سألَه لِيَعْلَمَ أَذَكَراً وَلَّدَ أَمْ أُنْثَى، وإلاَّ فقد كَانَ
يعلم أنّه إِنّما وَلَّد أَحَدهما. وَفِي حَدِيث الْإِيمَان: ((تَرَى
الحُفاةَ العُراةَ رعاءَ الإِبِل والبَهْمِ يَتطاوَلُون فِي
البُنْيان)) ، قَالَ الخَطّابِيُّ: أرادَ الأَعْرابَ وأصحابَ البَوادِي
الَّذِين يَنْتَجِعون مَواقِعَ الغَيْثِ، تُفْتح لَهُم البلادُ
فيسكنونَها ويتطاولونَ فِي الْبُنيان.
(والأَبْهَمُ) مثل (الأَعْجَم) .
(واسْتَبْهَمَ عَلَيْهِ) الكلامُ؛ أَي: (اسْتَعْجَمَ فَلم يَقْدِرْ على
الكَلامِ) ، وَيُقَال: اسْتَبْهَم عَلَيْهِ الأَمْرُ؛ أَي: أُرْتِجَ
عَلَيْه، وَهُوَ مجَاز.
(والبُهْمَةُ، بالضَّمِّ: الخُطَّةُ الشَّدِيدَةُ) والمُعْضِلَة،
يُقَال: وَقَعَ فِي بُهْمَةٍ لَا يُتَّجه لَهَا، جمعه بُهَمٌ،
كَصُرَدٍ.
(والبُهْمَة: (الشُّجاعُ) ، وَفِي الصِّحَاح: هُوَ الفارِسُ (الَّذِي
لَا يُهْتَدَى) ، وَفِي الصِّحَاح: لَا يُدْرَى (من أَيْنَ يُؤْتَى) من
شِدَّةِ بَأْسِه، عَن أبي عُبَيْدة، والجَمْع بُهَمٌ. وَفِي
التَّهْذِيب: لَا يَدْرِي مُقاتِلُهُ من أَيْن يَدْخُلُ عَلَيْهِ.
وَفِي النَّوَادِر: رَجُلٌ بُهْمَةٌ: إِذا كَانَ لَا يُثْنى عَن شيءٍ
أَرَادَهُ. وَفِي الأساس: هُوَ بُهْمَةٌ من البُهَمِ؛ للشُّجاعِ
الَّذِي يَسْتَبْهِمُ على أقرانِهِ مَأْتاه. (و) قيل: سُمِّي
بالبُهْمَة الَّتِي هِيَ (الصَّخْرَةُ) المُصْمَتَة.
(و) البُهْمَةُ (الجَيْشُ) ، قَالَ الجوهريُّ: وَمِنْه قَوْلُهم: فلانٌ
فارِسُ بُهْمَةٍ ولَيْثُ غابَةٍ، قَالَ مُتَمِّم:
(وللشَّرْبِ فابْكِي مالِكاً ولبُهْمَةٍ ... شَدِيدٍ نَواحِيها عَلَى
مَنْ تَشَجَّعا)
وهُم الكُماة، قيل لَهُم: بُهْمَة؛ لأنّه لَا يُهْتَدَى لِقِتالهم،
وَقيل: هُمْ جماعةُ الفرسان. وَقَالَ ابنُ جِنِّي: البُهْمَة فِي
(31/309)
الأَصْل مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ يَدُلُّ على
ذَلِك قولُهم: هُوَ فارِسُ بُهْمَةٍ، كَمَا قَالَ الله _ تَعالَى _
{وَأشْهدُوا ذَوي عدل مِنْكُم} فجَاء على الأصْلِ، ثمَّ وُصِفَ بِهِ
فَقيل: رَجُلٌ عَدْلٌ، وَلَا فِعْلَ لَهُ. ولاتُوصف النّساء
بالبُهْمَة. (ج) : بُهَمٌ، (كَصُرَدٍ) .
(و) قَالَ ابْن السّكيت: (بَهَّمُوا البَهْمَ تَبْهِيمًا) : إِذا
(أَفْرَدُوه عَن أُمَّهاتِه) فَرَعَوْهُ وَحْدَه، (و) بَهَّمُوا
(بالمَكانِ) تَبْهِيمًا (أَي: أقامُوا) بِهِ ولَمْ يَبْرَحُوه.
(وَأَبْهَمَ الأَمْرُ) إِبْهامًا: (اشْتَبَه) فَلم يُدْرَ كَيفَ
يُؤَتَى لَهُ، (كاسْتَبْهَمَ) .
قَالَ شيخُنا: والنُّحاة يَقُولُونَ فِي أبوابِ الحالِ والتَّمْيِيز:
المُفَسَّر لما انْبَهَمَ، وَلم يُسْمَع فِي كلامِ العَرَب انْبَهَمَ،
وَلم يُسْمَع فِي كلامِ العَرَب انْبَهَم، بل الصّوابُ اسْتَبْهَم،
وتوقَّفْتُ مَرَّة لاشْتِهاره فِي جَمِيع مُصَنَّفاتِ النَّحْو
أُمهاتِها وشُرُوحِها، ثمَّ رَأَيْت الراغِبَ تَعَرَّض لَهُ ونَقَلَه
عَن شَيْخه العَلاّمة أبي الحَسَنِ عليِّ بنِ
سَمْعانَ الغِرْناطِيِّ، وَقَالَ: إنّ انْبَهَم غَيْرُ مسموع، وإِنَّ
الصَّوَاب اسْتَبْهَمَ كَمَا قُلْتُ، ثمَّ زَاد: لأَنَّ انْبَهَمَ
انْفَعَلَ وَهُوَ خاصٌّ بِمَا فِيهِ عِلاجٌ وَتَأْثِيرٌ، فَلَمَّا
رأيتُه حَمِدْتُ الله لذَلِك وشَكَرْتُه، انتهَى.
(و) أَبْهَمَ (فُلانًا عَن الأَمْرِ) : إِذا (نَحّاه) .
(و) أَبْهَمَتِ (الأَرْضُ) فَهِيَ مُبْهِمَة: (أَنْبَتَت البُهْمَى) ،
بالضَّمّ مَقْصُورًا؛ اسْم (لِنَبْتٍ، م) مَعْرُوف، قَالَ أَبُو
حنيفَة: البُهْمَى: من أَحْرار البُقول رَطْبًا ويابِسًا، وَهِي تنْبت
أوَّلَ شيءٍ بارِضًا حِين تَخْرُج من الأَرْض تَنْبُت كَمَا يَنْبُت
الحَبُّ، ثمَّ تَبْلُغ إِلَى أنْ تَصِيرَ مثلَ الحَبِّ ويَخْرُج لَهَا
شَوْكٌ مثل شَوْك السّنْبُلِ، وَإِذا وَقَعَ فِي أُنُوفِ الغَنَم
والإبلِ أَنِفَتْ عَنهُ حَتَّى تَنْزِعَه الناسُ من أَفْواهِها
وَأُنُوفِها، فَإِذا عَظُمَت البُهْمَى وَيَبِسَتْ كَانَت كَلأً
يُرْعَى حَتَّى يُصِيبَهُ المَطَرُ من عامٍ مُقْبِلٍ فيَنْبُت من
تَحْتِهِ حَبُّه الَّذِي سَقَطَ من سُنْبُلِه. وَقَالَ اللّيث:
البُهْمَى نَبْتٌ
(31/310)
تَجِدُ بِهِ الغَنَمُ وَجْداً شَدِيدًا مَا
دَامَ أَخْضَرَ، فَإِذا يَبِسَ هَرَّ شَوْكُه وامْتَنَعَ، (يُطْلَقُ
لِلْواحِدِ والجَمِيع) ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: البُهْمَى يكون واحِداً
وَجَمْعًا، وَأَلِفُها للتَّأْنِيثِ. (أَو واحِدَتُه بُهْماةٌ)
وَأَلِفُها للإِلْحاقِ. وَقَالَ المُبَرِّد: هَذَا لَا يُعْرَف وَلَا
تَكُون أَلِفُ فُعْلَى بالضَّمّ لغَيْرِ التَّأنيث، وَأنْشد ابنُ
السِّكّيت:
(رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيمًا وبُسْرَةً ... وَصَمْعاءَ حَتَّى
آنَفَتْها نِصالُها)
(وأَرْضٌ بَهِمَةٌ، كَفَرِحَةٍ) أَي: (كَثِيرَتُهُ) على النَّسَب،
حَكَاهُ أَبُو حنيفةَ.
(والمُبْهَمُ، كَمُكْرَمٍ: المُغْلَقُ من الأَبْواب) لَا يُهْتَدَى
لِفَتْحه، وَقد أَبْهَمَه، أَي: أَغْلَقَه وسَدَّهُ، (و) المُبْهَمُ:
(المُصْمَتُ كالأبْهَمِ) ، قَالَ:
(فَهَزَمَتْ ظَهْرَ السِّلامِ الأَبْهَمِ ... )
أَي: الَّذِي لَا صَدْعَ فِيهِ. وأمّا قَوْله:
(لكافِرٍ تاهَ ضَلالاً أَبْهَمُه ... )
قيل: أَرَادَ أنَّ قَلْبَ الكافِرِ مُصْمَتٌ لَا يَتَخَلَّلُه وَعْظ
وَلَا إِنْذار.
(و) المُبْهَم (من المُحَرَّمات: مَا لَا يَحِلُّ بِوَجْهٍ) وَلَا
سَبَبٍ (كَتَحْرِيمِ الأُمِّ والأُخْتِ) وَمَا أشبهه. وسُئِلَ ابنُ
عَبّاس عَن قَوْله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَحَلَئِلُ أَبْنَائِكُمُ
الَّذِينَ مِنْ أَصْلَبِكُم} وَلم يُبَيّن أَدَخَل بهَا الابْنُ أمْ
لَا؟ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: أَبْهِمُوا مَا أَبْهَمَ اللَّهُ. قَالَ
الأَزْهريُّ: رأيتُ كثيرا من أهلِ العِلْمِ يذهبون بِهَذَا إِلَى
إِبْهامِ الأَمْر واسْتِبْهامِهِ وَهُوَ إِشْكالُه، وَهُوَ غَلَط،
قَالَ: وَكثير من ذَوِي المَعْرِفة لَا يُمَيِّزون بَين المُبْهَم
وَغير
(31/311)
المُبْهَم تَمْييزًا مُقْنِعًا، قَالَ:
وَأَنا أُبَيّنُه بعَوْن الله _ تعالَى _. فقولُه عَزَّ وَجَلَّ:
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ
وَعَمَّتُكُمْ وَخَلَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ}
هَذَا كُلُّه يُسَمَّى التَّحْرِيمَ المُبْهَم؛ لأنَّه لَا يَحِلُّ
بِوَجْهٍ من الوُجوه وَلَا بِسَبَبٍ من الأَسْباب، كالبَهِيم من
أَلْوان الخَيْلِ الَّذِي لَا شِيَةَ فِيهِ تُخالِفُ مَعْظَمَ
لَوْنِهِ.
قَالَ: ولمّا سُئل ابنُ عباسٍ عَن قَوْله - تعالَى - {وَأُمَّهَتُ
نِسَائِكُمْ} وَلم يُبَيِّن اللَّهُ الدُّخولَ بِهِنَّ أجابَ فَقَالَ:
هَذَا من مُبْهَمِ التَّحْرِيم الَّذِي لَا وَجْهَ فِيهِ غَيْر
التَّحْرِيم، سواءٌ دَخَلْتُم بالنّساءِ أَو لَمْ تَدْخُلُوا بهنّ،
فأُمَّهاتُ نِسائكم حُرِّمْنَ عَلَيْكُم من جَمِيع الجِهات. وَأما
قَوْله: {وَرَبَئِبُكُمُ الَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ
الَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ} فالربائبُ هُنَا لسْن من المُبْهَمات،
لأنَّ لَهُنَّ وَجْهَيْن مُبَيَّنَيْن أُحْلِلْن فِي أَحَدِهما
وَحُرِّمْنَ فِي الآخَرِ، فَإِذا دُخِلَ بِأُمَّهاتِ الرِّبائبِ
حَرُمَت الرّبائبُ، وإنْ لم يُدْخَل بِأُمَّهات الرَّبائبِ لم
يَحْرُمْن. فَهَذَا تَفْسِير المُبْهَم الَّذِي أَرَادَ ابنُ عَبّاسٍ،
فافْهَمْه. قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَهَذَا التَّفْسِير من
الأَزْهَرِيِّ إِنّما هُوَ للرَّبائب والأُمَّهات لَا لِلْحلائل،
وَهُوَ فِي الحَدِيث إِنّما جَعَلَ سؤالَ ابنِ عَبّاس عَن الحَلائل لَا
عَن الرَّبائب. (ج: بُهْمٌ، بالضَّمِّ وبِضَمَّتَيْن) هَكَذَا فِي
النُّسَخ، وَلَعَلَّ فِي الْعبارَة سقطا أَو تَقْدِيمًا وتأخيرًا فإنّ
هَذَا الْجمع إنّما ذَكرُوهُ للبَهِيم بِمَعْنى النَّعْجة السَّوداء،
فَتَأَمَّل ذَلِك.
(والبَهِيمُ) ، كَأَمِيرٍ: (الأَسْوَدُ) ، جَمْعُهُ بُهُمٌ، كَرَغِيفٍ
ورُغُفٍ.
وَيُرْوَى حَدِيث الْإِيمَان والقَدَر: ((والحُفاةُ العُراةَ رِعاءً
الإبلِ البُهْمَ)) على نَعْتِ الرِّعاء وهُمُ السُّودُ.
(و) البَهِيمُ: (فَرَسٌ لِبَني كِلابِ بن رَبِيعَةَ. و) البَهِيمُ:
(مَا لَا شِيَةَ فِيهِ) تُخالِفُ مُعْظَمَ لَوْنِه (من الخَيْل) يكون
(لِلذَّكَرِ والأُنْثَى) ، يُقال: هَذَا
(31/312)
فَرَسٌ جَوادٌ وبَهِيمٌ، وَهَذِه فَرَسٌ
جَوادٌ وَبَهِيمٌ، بِغَيْر هَاء، وَالْجمع بُهْم. وَقَالَ
الْجَوْهَرِي: وَهَذَا فَرَسٌ بَهِيمٌ؛ أَي: مُصْمَتٌ. وَفِي حَدِيث
عَيّاش بن أبي رَبِيعَةَ: ((والأَسْودُ البَهِيمُ كَأَنَّهُ من
ساسَمٍ)) ، أَي المُصْمَت الَّذِي لَا يُخالِطُ لَوْنَهُ لَوْنٌ غيرُه.
(و) البَهِيمُ: (النَّعْجَةُ السَّوْداءُ) الَّتِي لَا بَياضَ فِيهَا،
جَمْعُهُ بُهْمٌ وَبُهُمٌ.
(و) البَهِيمُ: (صَوْتٌ لَا تَرْجِيعَ فِيهِ) ، وَهُوَ مجازٌ. (و)
قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: البَهِيمُ: (الخَالِصُ الَّذِي لم يَشُبْهُ
غيرُه) من لَوْنٍ سِواهُ، سَوادًا كَانَ أَو غَيْرَه. قَالَ
الزَّمَخْشَرِيُّ: إِلاَّ الشُّهْبَة.
(و) فِي الحَدِيث: (( (يُحْشَرُ النَّاس) يومَ القِيامَة حُفاةً عُراةً
غُرْلاً (بُهْمًا)) بالضَّمِّ، أَي: لَيْسَ بِهم شَيْءٌ مِمّا كَانَ
فِي الدُّنيا) ، من الأَمْرَاض والعاهات (نَحْوُ) العَمَى والجُذامِ
(والبَرَصِ) والعَوَرِ (والعَرجِ) وغَيْرِ ذَلِك من صُنُوف الأَمْرَاضِ
والبَلاءِ، وَلكِنَّها أَجْسادٌ مُبْهَمَة مُصَحَّحَة لِخُلُود
الأَبَدِ، قَالَه أَبو عُبَيْد، (أَو عُراةً) : لَيْسَ مَعَهُم من
أَعْراضِ الدُّنْيا وَلَا من مَتاعِها شَيءٌ.
(والبَهائمُ: جِبالٌ بالحِمَى) على لَوْنٍ واحِدٍ (وماؤُها يُقال لَهُ
المُنْبَجِسُ) ، وَقد أهمله المصنّف فِي ((ب ج س)) . (و) قيل: اسمُ
(أَرْضٍ) قَالَ الراعِي:
(بَكَى خَشْرَمٌ لَمَّا رَأَى ذَا مَعارِكٍ ... أَتَى دُونَهُ
والهَضْبَ هَضْبَ البَهائِم)
(وذُو الأباهِيم: زيدٌ القُطَعِيُّ) من بَنِي قُطَيْعَةَ (شاعرٌ) ،
والأباهِيمُ جَمْع الإِبْهام كَمَا يُقَال: ذُو الْأَصَابِع.
(والإِبْهامُ، بالكَسْرِ) من الْأَصَابِع: العُظْمَى، معروفةٌ
مُؤَنَّثة، قَالَ ابنُ
(31/313)
سِيدَه: وَقد تكون (فِي اليَدِ والقَدَمِ:
أَكْبَرُ الأصابِع: و) حَكَى اللّحيانيّ أنّها (قَدْ تُذَكَّر)
وتُؤَنَّث. وَقَالَ الأزْهَريّ: الإِبْهام: الإصْبَعُ الكُبْرَى
الَّتِي تَلِي المُسَبِّحَة، وَلها مَفْصِلان، سُمِّيت: لأنّها
تُبْهِمُ الكَفَّ، أَي: تُطْبِقُ عَلَيْهَا، (ج: أَباهِيمُ) ، قَالَ
الشَّاعِر:
(إِذا رَأَوْنِي أطالَ اللَّهُ غَيْظَهُمُ ... عَضَّوا من الغَيْظِ
أَطْرافَ الأباهِيمِ)
(و) يُقال: (أَباهِمُ) لِضَرُورَة الشّعر كَقَوْل الفَرَزْدَق.
(فَقَد شَهِدَتْ قَيْسٌ فَمَا كَانَ نَصْرُها ... قُتَيْبَةَ إِلاَّ
عَضَّها بالأَباهِمِ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: فَإِنَّمَا أرادَ الأباهِيمَ غير أَنَّه حَذَفَ؛
لأنّ القصيدةَ لَيست مُرْدَفَةً، وَهِي قصيدةٌ مَعْرُوفَة.
(وسَعْدُ البِهامِ، كَكِتابٍ: من المَنازِلِ) القَمَرِيّة.
(والأَسْماءُ المُبْهَمَة: أَسْماءُ الإشاراتِ عِنْد النُّحاةِ) نَحْو
قَوْلك: هذَا وَهَؤُلَاء وذَاكَ وأُولئِكَ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
وَقَالَ الأزهريّ: الحُروفُ المُبْهَمَةُ الَّتِي لَا اشْتِقاقَ لَها
وَلَا تُعْرَفُ لَهَا أُصُولٌ، مثل: الَّذِي، والَّذِينَ، وَمَا،
ومَنْ، وَعَنْ وَمَا أَشْبَهها.
[] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: البَهِيمُ، كَأَمِيرٍ: اسمٌ
للإِبْهامِ الّتي هِيَ الإِصْبَعُ، نَقله الأزهريّ. قَالَ: وَلَا يُقال
لَهَا بِهامٌ. وَقد أنكر شيخُنا عَلى ((ابنِ أبي زَيْدٍ
القَيْرَوَانيّ)) حِين ذَكَر البَهِيمَ فِي رِسالتَه بِمَعْنى
الإِبْهام، ونَدّد عَلَيْهِ وَقَالَ: لَا وَجْهَ لَهُ، مَعَ أَنّه
موجودٌ فِي التَّهْذِيب وغَيْرِه من كُتُبِ اللَّغَة.
وَقَالَ نِفْطَوَيْه: البَهْمَةُ مُسْتَبْهِمَةٌ عَن
(31/314)
الكَلامِ، أَي: مُنْغَلِقٌ ذَلِك عَنْها.
وتَبَهَّمَ: إِذا أُرْتِجَ عَلَيْهِ.
وَيُقَال: ((لَا أَغَرّ وَلَا بَهِيم)) يُضرب مثلا للأَمْرِ إِذا
أَشْكَل وَلم تَتَّضِح جِهَتُه واسْتِقامَتُه وَمَعرِفَتُه.
وطَرِيقٌ مُبْهَمٌ: إِذا كَانَ خَفِيًّا لَا يَسْتَبِينُ.
ويُقال: ضَرَبَه فَوَقَع مُبْهَمًا أَي: مَغْشِيًّا عَلَيْهِ لَا
يَنْطِقُ وَلَا يُمَيِّز.
وأَمْرٌ مُبْهَمٌ: لَا مَأْتَى لَهُ.
والمُبْهَمات: المُعْضِلات الشاقَّة.
والبُهَمُ، كصُرَدٍ: مُشْكِلاتُ الأُمُورِ.
وكَلامٌ مُبْهَمٌ: لَا يُعْرَف لَهُ وَجْه يُؤْتَى مِنْهُ.
وحائِطٌ مُبْهَمٌ: لم يكنْ فِيهِ بابٌ.
وَأَبْهَمَ [عَلَيْهِ] الأَمْرَ إِبْهامًا: لم يَجْعَل لهُ وَجْهًا
يَعْرِفه.
ولَيْلٌ بَهِيمٌ: لَا ضَوْءَ فِيهِ إِلَى الصَّباح.
وصَنادِيقُ مُبْهَمَةٌ: لَا أَقْفالَ لَها، عَن ابنِ الأَنْبارِيّ.
وغَذِيُّ بَهْمٍ: أَحَدُ مُلوك اليَمَن، عَن ابْن برِّي، وَقد تقدّم.
والبَهِيمُ: المَجْهُول الَّذِي لَا يُعْرَف، عَن الخَطّابِيّ.
والبُهْمَةُ: السَّواد، وَيُقَال لِلّيالِي الثّلاث الَّتِي لَا
يَطْلُع فِيهَا القَمَرُ: البُهَمُ، كَصُرَد.
وعبدُ الرِّحمنِ بن بَهْمان، يَأْتِي ذكره فِي النُّون. [] وممّا
يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ب هـ ت م
بَهْتِيمُ، قريةٌ بِمِصْرَ.
ب هـ ر م
(البَهْرَمُ، كَجَعْفَرٍ: العُصْفُرُ) ، أَو ضَرْبٌ مِنْهُ،
(كالبَهْرَمانِ) ، وَأنْشد ابنُ بَرِّي لشاعرٍ يصف ناقَةً:
(كَوْماء مِعْطِير كَلَوْن البَهْرَمِ ... )
(31/315)
(و) البَهْرَمُ: (الحِنّاءُ) .
(والبَهْرَمَةُ: زَهْرُ النَّوْرِ) ، عَن أبي حنيفَة.
(و) البَهْرَمَة: (عِبادَةُ أَهْلِ الهِنْدِ) وَهِي البَرْهَمَة.
(وبَهْرَمَ لِحْيَتَه) بَهْرَمَةً: (حَنَّأَها) تَحْنِئَةً
(مُشْبَعَةً) .
(وتَبَهْرَمَ الرَّأْسُ: احْمَرَّ) من الخِضابِ، قَالَ الراجزُ:
(أَصْبَحَ بالحِنّاءِ قد تَبَهْرَما ... )
يَعْنِي رَأْسَه، أَي: شاخَ فَخَضَبَ.
(وَبَهْرامُ: اسْم) مَلِكٍ من مُلُوكِ الفُرْسِ. (و) بَهْرامُ: (فَرَسُ
النُّعْمانِ بن عُتْبَةَ العَتَكِيّ) وَله يَقُول:
(قد جَعَلْنا بَهْرامَ لِلْخَيْلِ تُرْسًا ... وَأَجَبْنَاالمُضافَ
حِين دَعانَا)
كَذَا فِي كتاب الخَيْل لِابْنِ الكَلْبِيّ.
(و) فِي حَدِيثِ عُرْوَةَ: ((أَنَّه كَرِهَ
المُفَدَّمَ للمُحْرِم وَلم يَرَ بالمُضَرَّج المُبَهْرَم بَأْسًا)) ،
(المُبَهْرَمُ) : هُوَ (المُعَصْفَرُ) ، والمُفَدَّمُ: المُشْبَعُ
حُمْرَةً، والمُضَرَّجُ: دُونَ المُشَبَّع، ثُمَّ المُوَرَّدُ بعده.
[] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: البَهْرَمانُ دُونَ الأُرْجُوان
بشَيْءٍ فِي الحُمْرَةِ، والأُرْجُوان هُوَ الشَّدِيدُ الحُمْرة،
والياقوتُ البَهْرَمانِيُّ: نوعٌ من اليَواقِيتِ يُشْبِهُ لَوْنَ
البَهْرَمان.
وبَهْرامُ: اسمٌ للمِرِّيخ وإيّاه عَنَى الشاعرُ:
(أَما تَرَى النَّجْمَ قد تَوَلَّى ... وَهَمَّ بَهْرامُ بالأُفُولِ)
وَقَالَ حبيبُ بنُ أَوْسٍ:
(لَهُ كِبْرِياءُ المُشْتَرِي وسُعودُهُ ... وسَوْرَةُ بَهْرامٍ
وظَرْفُ عُطارِدِ)
وَقد جَاءَ ذِكْرُه فِي قَوْله _ صلّى اللَّه عَلَيْهِ وسلَّم _ كَمَا
مَرَّ فِي ((بَرجس)) .
(31/316)
ب هـ ص م
(البُهْصُمُ، كَقُنْفُذٍ) أهمله الجوهريّ وصاحبُ اللّسان، وَقَالَ
غيرُهما هُوَ (الصُّلْبُ الشَّدِيدُ، وَالصَّاد مُهْمَلَةٌ) وكأنَّ
ميمه بَدَلٌ عَن لَام بُهْصُل. [] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ب ي م
{بَيُّومٌ، كَقَيُّومٍ: قريةٌ بمصرَ مِنْهَا شيخُنا الصُّوفِيُّ
العارِفُ أَبُو الحَسَن عليُّ بنُ محمّدٍ الشاذليُّ الأَحْمَدِيُّ، سمع
قَلِيلا على عُمَر بنِ عبد السَّلامِ التطاوني، وتَرَكَ بِأَخَرَةٍ
الِاشْتِغَال، ولازَمَ الخَلْوَة، وَكَانَت لَهُ أحوالٌ وشَطَحاتٌ،
توفّى سنة أَلْفٍ ومائةٍ وثَلاثٍ وثَمانِينَ. |