تاج العروس (فصل الصَّاد) الْمُهْملَة مَعَ الْمِيم
صء م
( {صَئِم كعَلِم) } صَأْماً أهمله الجَوْهَرِيّ. وَفِي المُحْكَم: إِذا
(أَكْثَر من شُرْبِ المَاءِ) ، كَصَئِب بالبَاء، وَكَذَلِكَ قَئِب
وذَئِجَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فأَمْتُ {وَصَأَمْتُ: إِذا رَوِيتَ من
المَاءِ.
(} والصَّائِم) : هُوَ (العَطْشان) .
(! وصأم الجَيْشَ عَلَيْهِم) صَأْماً (كَمَنَع) : إِذا (دَلَّهم
عَلَيْهِم) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
قَالَ أَبُو السَّمَيْدَع: فأَمْتُ فِي الشَّراب، وصَأَمْتُ: إِذا
كَرَعْتَ فِيهِ نَفَساَ.
ص ت م
(الصَّتْم) من كُلّ شَيْء: مَا عَظُم واْشْتَدّ؛ عَبْد صَتْم، وَجَمَل
صَتْم
(32/491)
(ويُحَرَّك) ، عَن اْبنِ السِّكِّيت.
قَالَ: وَلم يَعْرِفْه ثَعْلَب إِلَّا بالتَّسْكِين: (الغَلِيظُ
الشَّدِيدُ) . وأنشدَ ثَعْلبٌ عَن اْبنِ الأَعْرابِيّ:
(ومُنْتَظِري صَتْماً فَقَالَ رَأَيْتُه ... نَحِيفاً وَقد أَجْزَى عَن
الرَّجُلِ الصَّتْمِ)
وَهِي بهاء.
(و) الصَّتْمُ: (الرَّجُلُ البَالِغ أَقْصَى الكُهُولَةِ) ، عَن اْبنِ
السِّكّيت، وَكَذلك الصُّمُلُّ.
(وَأَلْفٌ صَتْمٌ) أَي: (تَامٌّ) ، نَقله الجَوْهَرِيّ.
(وَأَمْوالٌ صُتْم بالضَّمّ) : تَامَّة، (والصُّتْمُ بالضَمِّ:
جَمْعُه) .
(و) الصُّتْم (من الحُرُوف: مَا عَدَا) الذُّلْقَ كَمَا فِي الصّحاح،
وَهِي (ن ف ل م ر ب) ، يجمعها قَوْلُك: " نفل مبر ". وَفِي المُحْكم:
الحُروفُ الصُّتْم: الَّتِي لَيْسَت من حُروفِ الحَلْق، وَلذَلِك
مَعْنىً لَيْسَ من غَرَض هَذَا الكِتاب.
(والصَّتِيمَةُ) ، كَسَفِينَةٍ: (الصَّخْرة الصُّلْبَة) الشّدِيد،
(كالصُّتْمَةِ) بالضَّمّ.
(وهامَةٌ صُتَامٌ كَغُرابٍ: ضَخْمَة) .
(وَتَصَتَّم) الرَّجُل: (عَدا شَدِيداً) . (أَو) المُصَتَّم
(كَمُعَظَّم: المُكَمَّل) . وَقد صَتَّمه تَصْتِيماً (يُقَال:
(أَعْطَيْتُه ألفا صَتْماً وَمَصْتَماً. قَالَ زُهَيْر:
(صحيحات ألفٍ بعد ألفٍ مُصَتَّمِ ... )
(و) المُصَتَّم أَيْضا: (الوَادِي والزّقاق لَا مَنْفَذَ لَهما) .
(والأُصْتُمَّة) بالضَّمّ وتَشْدِيدِ المِيم: مُعْظَمُ الشَّيء
تَمِيمِيّة مثل (الأُصْطُمَّة) ، التّاءُ فِيهَا بَدَل من الطَّاء،
ويُقالُ: هُوَ فِي أُصْتُمَّة قَوْمِه كَأُصْطُمَّتِهم. وَفِي
التَّهْذِيب: الأًصاتِمُ جمع الأُصْتُمَّة بِلُغَة تَمِيم، جَمَعُوها
بالتَّاء كَرَاهَة تَفْخِيم
(32/492)
" أَصَاطِم "، فَرَدُّوا الطَّاءَ إِلَى
التَّاء.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
صَتَم الشَّيءَ صَتْماً: أَحْكَمَه وَأَتَمَّه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو:
صَتَّمْتُ الشَّيءَ فَهُوَ صَتْم ومُصَتَّم أَي: مُحْكَم تَامٌّ.
والصَّتْمُ من الخَيْل: الَّذِي شَخَصَت مَحانِي ضَلُوعِه حَتَّى
تَساوَت ضُلوعُه بِمَنْكِبه وَعَرُضَت صَهْوَتُه، وَذكر الشّيُخُ أَبُو
حَيَّان فِي مِثال: فَهْعَل: رجل صَهْتَم أَيْ: تَامٌّ مثل الصَّتْم،
وذَكَره اْبنُ القَطَّاع وغَيْرُه من أَهْلِ الأَبْنِيَة.
والصّتم: لَقَب ثَرْوان بنِ فَزَارة بنِ عَبْدِ يَغُوث بنِ زُهَيْر
العَامِرِيّ من بَنِي عَامِر بنِ صَعْصَعَة. لَهُ صُحْبة وَوِفَادة،
ذَكَره اْبنُ الكَلْبِيّ.
ص ح م
(الصُّحْمَة بالضَّمّ: سَوادٌ إِلَى صُفْرة) ، وَعَلِيهِ اْقْتَصَر
الجَوْهَرِي، (أَو غُبْرَةٌ إِلَى سَوَاد قَلِيل، أَو حُمْرَةٌ)
وبَياضٌ، وَقيل: صُفْرة (فِي بَياضٍ، هُوَ أَصْحَمُ وَهِي صَحْمَاءُ)
على القِياس. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأَصْحَمُ: الأَسْوَدُ الحَالِكُ،
وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأُمَيّة الهُذَلِيّ يَصِف حِماراً:
(أَو اْصْحَمَ حامٍ جَرَامِيزَه ... حَزَابِيةٍ حَيَدَى بالدِّحَالِ)
وَالْجمع: صُحْم.
قَالَ لَبِيد فِي نَعْت الحَمِير:
وصُحْمٍ صِيامٍ بَين صَمْدٍ ورِجْلَةٍ
(واْصحَامَّ النَّبْتُ) اصحِيمَاماً: أَخَذَ ربَّه، و (اْشْتَدَّت
خُضْرَتُه) ، فَهُوَ مُصْحامّ.
(و) : اْصْحَامَّ أَيْضا: إِذا (اصفَارَّ) وتَغَيَّر لَونُه، ونَصّ
الجَوْهَري:
(32/493)
اْصحامَّت البَقْلَة: اْصفَارَّت فَهُوَ
(ضِدّ. أَو) اصحامَّ النبتُ: (خَالَطَ سوادَ خُضْرَتِه صُفْرَةٌ) ، عَن
أَبِي حَنِيفة. (و) اْصحَامَّت (الأَرْضُ: تَغَيَّر نَبْتُها وَأَدْبَر
مَطَرُها. و) كَذَلِك (الزَّرعُ) : إِذا (ضَرَبه قُرٌّ) فَتَغَيَّر
لَونُه، (أَو بَدَأ فِي اليُبْسِ) ، وَقيل: اْصحامَّت الأرضُ: إِذا
تَغَيَّر لَونُ زَرْعها للحَصَاد. واْصْحَامّ الحَبّ كَذَلِك.
(والصَّحْمَاءُ) من الفِيافِي: (المُغَبَّرة) ، عَن شَمِر. وَقَالَ
الطِّرمَّاح يَصِفُ فلاة:
(وصَحْماءَ أَشْباهِ الحَزابِيَّ مَا يُرَى ... بهَا سارِبٌ غيرَ
القَطَا المُتَراطِنِ)
(و) الصَّحْماءُ: (بَقْلَةٌ) لَيْسَت بِشَدِيدَة الخُضْرة.
(وَأَصْحَمَةُ) : اسْم رَجُل كَمَا فِي الصّحاح، وَأَصْحَمَةُ (بنُ
بَحْر) كَذَا فِي النُّسخ، والصَّواب اْبنُ أَبْجَر: (مَلِكُ الحَبَشة
النَّجاشِيّ) . وَوَقع فِي مُصَنَّف اْبن أبي شَيْبة: صَحْمَة بغَيْر
ألف، وَكَذَلِكَ ثَبَت فِي بَعْضِ رواياتِ البُخارِيّ، وحَكَى
الإِسماعِيلِيّ: أَصْخَمَة بخَاءٍ مُعْجَمَة، ونُسِب للتَّصْحِيف.
وحَكَى غَيرُه: أَصْحَبَة بِالْمُوَحَّدَةِ بدَل المِيم. وَقيل: صَحْبة
بِغَيْر أَلِف كصَحْمَة، وَقيل: مَصْحَمة بِميم أَوَّله بَدَل
الهَمْزَة. وَقيل: صَمْخَة بِتَقْدِيم المِيم على الخَاءِ. وَقيل غَيْر
ذلِك مِمَّا اْسْتَوْعَبه شُرَّاحُ البُخارِيّ والشِّفاء وغَيْرُهم،
قَالَه شَيْخُنا. قَالَ: واْخْتَلَفوا أَيْضا هَل هَذَا اللَّفْظ مَعَ
اْخْتِلافهم فِي ضَبْطِه هَل اْسمُه أَو لَقَبُه. ومَالَ إِلَى
الثَّاني جَماعةٌ، وَقَالُوا: اسمُه مَكْحول بنُ حصّة، أَو سَلِيم، أَو
حَازِم. وَهَذَا هُوَ الَّذِي (أَسْلَم فِي عَهْد النَّبِي [
] ) ، وَأَخبرَ الصَّحابَةَ بِإِسْلامه، وكاتَبَهُ، خلافًا لِمَا
قَالَه اْبنُ القَيِّم فِي
(32/494)
الْهدى من أَنَّه غَيرُه؛ فَإِنَّهُ زَعْمٌ
غَيرُ صَحِيح، وَهُوَ الَّذِي أَخْبَر بِمَوْتِه، [
] مَعَ الصَّحابة رَضِي الله تَعالَى عَنْهُم كَمَا فِي الصَّحِيح
وغَيرِه.
قُلْتُ: وَقَالَ اْبنُ قُتَيْبَة: النَّجاشِيّ بالنَّبطِيّة أَصْحَمَة،
وَمَعْنَاهُ عَطِيّة. وَهل النَّون مَكْسُورَة أَو مَفْتُوحة، واليَاء
مُشَدَّدَة أَو مُخَفَّفَة، وَهل هِيَ نَبطِيَّة أَو حَبَشِيَّة، وَهل
هُوَ عَلَم شَخْص أَو عَلَم جِنْس، فقد مَرَّ البَحْث فِيهِ فِي حَرْف
الشِّين فراجِعْه.
(واْصْطَحَم: اْنْتَصَب قَائِماً) .
ص خَ م
(كاْصْطَخَم) بالخَاءِ الْمُعْجَمَة، زَاد أَبو العَبَّاس: ساكِتاً
كَأَنَّهُ غَضْبانُ. وَأنْشد:
(يَوماً يَظَلُّ بِهِ الحِرْباءُ مُصْطَخِماً ... كَأَنَّ ضاحِيَه
بالنّار مَمْلُول)
وَقَالَ الأزهَرِيُّ: " المُصْطَخِم مُفْتَعِل من صَخَم، وَهُوَ
ثُلاثِيٌّ. قَالَ: وَلم أجِد لِصَخَم ذِكْراً فِي كَلام العَرَب "،
وَكَانَ فِي الأَصْل مصتخم، فَقُلِبَت التَّاء طاء.
(و) قَالَ غَيره: (صَخَمَتْه الشَّمْسُ: لَفَحَتْه) .
(والصَّخْماءُ: الحَرَّةُ المُخْتَلِطَة السَّهل بالغِلَظِ) .
ص د م
(الصَّدْم: ضَرْب) شَيء (صُلْب بِمِثْله، والفَعْل كَضَرب) ، وَفِي
الصِّحَاح: صدمه صدماً: ضربه بجسده.
(و) من الْمجَاز: الصَّدْمُ: (إصابَةُ الأَمر) ، يُقَال: صَدَمَهم
أَمرٌ أَي: أَصابَهم. (و) الصَّدْمُ: (الدَّفْعُ) يُقَال: صَدمْتُ
الشَّرَّ بالشَّرّ.
(وَقد صَادَمَه) مُصادَمَةً: دافَعَه
(32/495)
(فاْصْطَدَما) يُقَال: اْصْطَدَم الفَحْلان
إِذا صَدَم الواحِدُ الآخَر.
(وتَصادَمُوا) فِي العَدْو: صَدَم هَذَا ذَاكَ. وَأَيْضًا:
(تَزَاحَمُوا) كَتَصادُمِ السَّفِينَتَيْن فِي البَحْر.
(و) الصِّدَامُ (كَكِتاب: دَاءٌ فِي رُؤُوس الدّوابِّ، وَلَا يُضَمّ) ،
ونَسَبه الجَوْهَرِيُّ للعَامَّة، (وإِنْ كَانَ) الضَّم فِيهِ (هُوَ
القِيَاس) ؛ لأَنّ الأَدواءَ كُلَّها كَذَلِك كالصُّدَاع والزُّكَام
والدُّوَار وَغير ذَلِك. وجَزَم الأَزْهَرِيُّ بالضَّمّ، وَقَالَ اْبنُ
شُمَيْل: " الصِّدام: داءٌ يَأْخُذ الإِبَل فتَخْمَصُ بُطونُها وتَدَعُ
المَاءُ وَهِي عِطاشٌ أَيَّاماً حَتَّى تَبْرَأَ أَو تَمُوت ".
(و) صُدَام: (فَرسُ قَيْسٍ بنِ نُشْبَة. و) أَيْضا: (فَرَسُ زُفَرَ بنِ
الحَارِث، و) أَيْضا: (فَرَسُ لَقِيط بنِ زُرَارةَ) . قَالَ اْبنُ
بَرّيّ: وأنشَدَ الهَرَوِيّ فِي فصل نَقَص قَولَ الشَّاعر:
(وَمَا اْتْخَذْتُ صِداماً للمُكُوثِ بهَا ... وَمَا انْتَقِشْناك
إِلَّا للوَصَرَّاتِ)
وَقَالَ الأزهريّ: لَا أَدْرِي صدَامٌ أَو صِرامٌ.
(و) صُدام: (اسمُ) رَجُل، قيل: هُوَ لَقِيطُ بنُ زُرَارة، (كَمِصْدَم
كَمِنْبَر) .
(والصَّدْمَةُ: النَّزْعَةُ، وَهُوَ أَصْدَمُ) إِذا كَانَ (أَنْزَعَ.
والدَّفْعَةُ الوَاحِدَةُ) .
(و) قَالَ أَبُو زَيْد: فِي الرَّأْس (الصَّدْمَتان، وَقد تُكْسَر
دَالُه) ، وهما (الجَبِينَان أَو جَانِبَاه) أَي: الجَبِين، وَهَكَذَا
وَقَع فِي الصّحاح عَن أَبِي زَيْد مُقْتَصِراً على الكَسْر،
وَوَجَدْتُ فِي الهَامِش مَا نَصُّه: قَالَ أَبو عَمْرو: الصَّواب
جَانِبا الجَبْهَة.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
(32/496)
فِي الحَدِيث: " الصَّبْرُ عِنْدَ
الصَّدْمَةِ الأُولَى "، أَي: عِنْد فَورَة المُصِيبَة وحَمْوَتِها،
وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: عِنْد حِدَّتِها. وَرجل مِصْدَم كَمِنْبَر:
مُجَرَّب، وَهُوَ مَجَاز.
والصَّدْمَتَان: جانِبَا الوَادِي، كَأَنَّهُما لِتَقابُلِهِما
يَتَصَادَمَان.
وجَمَلٌ مَصْدُومٌ: بِهِ صُدامٌ وإِبل مُصَدَّمَة.
والصَّدْمَة: الدَّفْعَة، يُقَال: أَتيتُ على الأمرَيْن صَدْمَةً
واحِدَةً، وصَدَمْتُه حُمَيًّا الكَأْس: إِذا ضرَبَتْه فِي رَأْسِهِ،
وَهُوَ مَجاز. وصَدِمٌ من الحَرّة وصَدِمةٌ - بِكَسْر دَالِهِما - أَي:
مَا غَلُظ مِنْهَا، عَن اْبنِ شُمَيْل.
ص ذ م
(صَذُومُ) أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَفِي التَّهذِيب عَن أَبِي
حَاتِم: (لُغَةٌ فِي سَذُوم. يُقَال: هَذَا قَضَاء صَذُوم وسَذُوم) .
قَالَ: (وَلَا يُقَال) سَدُوم (بالدَّال المُهْمَلَة) ، وَقد ذُكِر
تَحْقِيقُه فِي س د م.
ص ر م
(صَرَمَه يَصْرِمه صَرْماً) بالفَتْح، (ويُضُمّ) . وَقيل: الصَّرْم:
المَصْدَر، والصُّرم الاسْم: (قَطَعَه بائِناً) يكون فِي الحَبْل
والعِذْق. وعَمّ بِهِ بَعْضُم القَطْع أيَّ نَوعٍ كَانَ. (و) صَرَم
(فُلاناً) صَرْماً: (قَطَع كَلامَه. و) صَرَمَ (النَّخْلَ والشَّجَر) :
إِذا (جَزَّه كاْصْطَرَمَه) ، وَكَذلِكَ الزَّرعَ، واْصَطِرامُ
النَّخْل: اْجْتِرَامُه، قَالَ طرفَةُ:
(أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ بِهِ ... فَإِذا مَا جَزَّ نَصْطَرِمُهْ)
(و) صَرَم (عِنْدَنَا شَهْراً) أَي: (مَكَث) ، رَوَاهُ المُفَضّل عَن
أَبِيه.
(و) قَالُوا: صَرَم (الحَبْلُ) نَفْسُه إِذا (انْقَطَع) ، قَالَ كَعْب:
(32/497)
(وكُنْتُ إِذا مَا الحَبْلُ من خُلَّةٍ
صَرَمْ ... )
(كاْنْصَرَم) ، وَهُوَ مُطاوع صَرَمه صَرْماً.
(وَأًصْرَم النَّخْلُ: حَانَ لَهُ أَنْ يُصْرَم) أَي: يُجُزَّ، وَمِنْه
الحَدِيثُ: " أَنَّه لَمَّا كانَ حِينَ يُصْرِم النَّخْل بَعَث عَبدَ
اللهِ بنَ رَواحَة إِلَى خَيْبَر "، هكَذا بكَسْر الرَّاء، ويُروَى
بِفْتْحِها أَيْضا أَي: يُقْطع.
(وَصَرَامُهُ) بالفَتْح (ويُكْسَر: أَوانُ إِدْراكِهِ) ، وَهُوَ
الجُذاذ والجَداد.
(والصَّرِيمَةُ: العَزِيْمَة) على الشَّيء (وقَطْع الْأَمر)
وإِحْكامُه، والجَمْع الصَّرائِمُ. يُقَال: هُوَ مَاضِي الصَّرِيمَة
والصَّرائِم. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: الصَّرِيمَةُ والعَزِيمَةُ
وَاحِدٌ، وَهِي الحَاجَةُ الَّتِي عَزَمْت عَلَيْهَا، وَأنْشد:
(وطَوَى الفْؤادَ على قَضاءِ صَرِيمَةٍ ... حَذَّاءَ واتَّخَذَ
الزَّماع خَلِيلاً)
وقَضاءُ الشَّيْء: إِحْكامُه وفرَاغُه. وَيُقَال: طَوَى فُلانٌ فُؤادَه
على عَزِيمَةٍ. وَطَوى كَشْحَة على عَدَاوة أَي: لم يُظْهِرْهُما.
(و) الصَّرِيمَةُ: (القِطْعَة) الضَّخْمَة المُنْقَطِعَة (من مُعْظَمِ
الرَّمْل) ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ بِشْر:
(تكَشَّفَ عَن صَرِيمَتِه الظَّلامُ ... )
أَي: عَن رَمْلَتِه الَّتِي هُوَ فِيهَا يَعْنِي الثَّور، قَالَه
الأصمعيُّ وَأَبُو عَمْرو واْبنُ الأَعرابِيّ.
(كالصَّرِيم، يُقَال: أَفْعَى صَرِيم) ، وَفِي الصّحاح: أَفْعَى
صَرِيمَة.
(32/498)
(و) الصَّرِيمَةُ: (الأَرضُ المَحْصُودُ
زَرعُها) ، فَعِيلَة بِمَعْنَى مَفْعُولة.
(و) الصَّرِيمَةُ: (ع) بِعَيْنِه.
(والصَّارِمُ: السَّيفُ القَاطِع) ، وَالْجمع: الصَّوارِمُ،
(كالصَّرومِ) بَيّن الصَّرامة والصُّرومة، وَهُوَ الَّذِي لَا
يَنْثَنِي فِي قَطْعِه.
(و) من المَجازِ: الصَّارِمُ: الجَلْدُ (المَاضِي الشُّجاعُ) من
الرِّجال، شُبِّه بالسَّيْف. (وَقد صَرُم كَكَرُم) صَرامةً.
(و) من مجَاز المَجازِ: الصّارِم: (الأَسدُ، والصَّرُومُ: القَوِيُّ
على الصَّرْم) ، وَمِنْه قولُ الشّاعِر:
(صَرمْتَ وَلم تَصْرِم وَأَنْتَ صَرُومُ ... وكَيْفَ تَصابِي مَنْ
يُقالُ حَلِيمُ)
(كالصُّرام بالضَّمّ) .
(و) الصَّرُومُ: (النَّاقَة) الَّتِي (لَا تَرِد النَّضِيحَ حَتَّى
يَخْلُوْ لَهَا) ، تَنْصَرِم عَن الإِبِل، وَيُقَال لَهَا أَيْضا:
القَذُورُ والكَنُوفُ والصَّدُوفُ والعَضَادُ والآزِيَةُ.
(والصَّرِيمُ: الصُّبْح. و) الصَّرِيمُ: (اللَّيْلُ) ، زَادَ
الجَوْهَرِيّ: المُظْلِمُ يَتَصَرَّم كُلٌّ مِنْهُمَا مِنَ الآخر،
فَهُوَ (ضِدٌّ) . قَالَ زُهَيْر:
(غَدَوتُ عَلَيْهِ غَدْوةً فَتَرَكْتُه ... قُعوداً لَدَيْه
بالصَّرِيمِ عَواذِلُهْ)
قَالَ اْبنُ السِّكِّيت: أَرادَ بالصَّرِيم اللَّيل، وَأنْشد أَبُو
عَمْرو:
(تَطاوَلَ لَيلُك الجَوْنُ البَهِيمُ ... فَمَا يَنْجَابُ عَن لَيْلٍ
صَرِيمُ)
أَرَادَ بِهِ النَّهار.
وقَولهُ تَعالَى: {فَأَصْبَحت كالصريم} أَي: كاللَّيل المُظْلِم
لاحْتِراقِها، قَالَه الرَّاغِب. وَقَالَ غَيْرُه أَي: احْتَرَقَت
فصارَت سَوداءَ كاللَّيل. وَقَالَ
(32/499)
قَتادَةُ: كاللَّيل المُسْودّ.
(و) الصًّرِيمُ: (القِطْعَة مِنْهُ) أَي: مِنَ اللَّيْل، عَن ثَعْلب
(كالصَّرِيمَة) . وَقَالَ بِشْر فِي القِطْعَة من الصُّبْح يَصِف
ثَوْرًا:
(فَباتَ يَقولُ أصْبِح لَيْلُ حَتَّى ... تَكَشَّف عَن صَرِيمَتِه
الظَّلامُ ...
(و) الصَّرِيمُ: (عُودٌ يُعْرَض على فَمِ الجَدْي) أَو الفَصِيلِ، ثمَّ
يُشَدّ إِلَى رَأْسِه (لَئِلاَّ يَرْضَع) .
(و) الصَّرِيمُ: (الأَرْضُ السَّوداءُ لَا تُنْبِت شَيْئًا) ، وَبِه
فُسِّرت الآيةُ أَيْضا.
(و) الصَّرِيمُ: (ع) بعَيْنه. (و) أَيْضا: (اسمُ) رَجُل، وَهُوَ جدّ
أَبِي جَعْفَر محمدِ بنِ أَحْمَد بنِ مُحَمَّدِ ابنِ صَرِيم
الصَّرِيمّي. (وبَنُو صَرِيم: حَيُّ) من العَرَب، وهم بَنُو الحَارِث
بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ ابنِ زَيْدِ مناةُ بنِ تَمِيم.
(و) الصَّرِيمُ: (المَجْذُوذُ المَقْطُوعُ) ، نَقلَه الجوهَرِيُّ،
وَبِه فُسِّرت الآيةُ أَيضًا. وَقَالَ قَتادَة أَي: كَأَنَّها صُرِمَت.
وَقَالَ غَيره: كالشَّيء المَصْرُوم الَّذِي ذَهَب مَا فِيهِ.
(وتَصَرَّم: إِذا (تَجَلَّد، و) أَيْضا: (تَقَطَّع) .
(و) المُصَرَّمَةُ (كَمُعَظَّمَةٍ: ناقَةٌ يُقْطَع طُبْيَاها لِيَيْبَس
الإحْلِيلُ فَلَا يَخْرُج اللَّبنُ لِيَكُون أَقْوَى لَهَا) يُفْعَل
ذلِك بهَا عَمْدًا. قَالَ الأزهريّ: وَمِنْه قَولُ عَنْتَرَة:
(لُعِنَت بِمَحْرُوم الشَّرابِ مُصَرَّم ... )
قَالَ الجَوْهَريّ: وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول: (وَقد يَكُونُ)
تَصْرِيمُ الأَطْباءِ (من انْقِطَاع اللَّبَنِ بِأًنْ يُصِيب ضَرْعَها
شَيءٌ فَيُكْوَى) بالنَّار (فَيَنْقَطِع لَبَنُها) . وَمِنْه حَدِيثُ
ابنِ عَبَّاس: " لَا تَجُوزُ المُصَرَّمةُ
(32/500)
الأَطْباءِ " يَعْنِي المَقْطُوعة
الضُّروع.
(والصَّرمَةُ بالكَسْر: القِطْعَةُ من الإِبِل) ، واختُلِف فِي
تَحْدِيدِها فَقيل: هِيَ نَحْو الثَّلاثِين كَمَا فِي الصّحاح، وَقيل:
هِيَ (مَا بَيْن العِشْرِين إِلَى الثَّلاَثِين، أَو) مَا بَيْن
الثَّلاَثِين (إِلَى الخَمْسِين والأَرْبَعِين) ، فَإِذا بَلَغَت
السِّتِّين فَهِيَ الصِّدْعَة. (أَو مَا بَيْن العَشَرة إِلَى
الأَرْبَعِين، أَو مَا بَيْن عشَرة إِلَى بَضْع عَشَرةَ) ، كَأَنَّها
إِذا بَلَغَت هذَا القَدْرَ تَسْتَقِلّ بِنَفسَها، فيقطَعُها صاحِبُها
عَن مُعْظَم إبِله ,
(و) الصِّرْمَةُ: (القِطْعَةُ من السَّحَاب) ، والجَمْع: صِرَمٌ.
وأنشَدَ الجَوْهَرِيُّ للنَّابَغَةِ:
(وَهَبَّتِ الرِّيحُ مِنْ تِلْقاءِ ذِي أُرُمٍ ... تُزْجِي مَعَ
اللَّيْلِ من صُرّادِها صِرَمَا)
(وصْرْمَةُ بنُ قَيْس) الأَنْصارِيّ الخطمي أَبُو قَيْس. (و) قيل: هُوَ
صِرْمَة (بنُ أَنَسِ) ، لَهُ حَدِيث. (أَو) صِرْمَةُ (بنُ أَبِي أَنَس)
بنِ صِرْمة بنِ مَالِك الخَزْرَجِيّ النّجّاري، واسمُ أَبِيه قَيْس.
قَالَ ابنُ عَبدِ البَرّ: كَانَ قد تَرهَّب، وفَارَق الأَوثانَ،
ولَبِسَ المُسُوحَ، واغْتَسَل من الجَنابة، وهَمَّ بالنَّصْرانية، ثمَّ
جاءَ الإِسلام فأَسْلم وَهُوَ شَيْخ كَبيرٌ، وَله شِعْر كَثِيرٌ،
وَكَانَ ابنُ عَبّاس يَخْتَلِف إِلَيْهِ يَأْخُذُ عَنهُ، لَهُ ذِكْر
فِي الصَّوْم. (وصِرْمَةُ أَو) هُوَ (أَبُو صِرْمة العُذْرِيّ) ، رَوَى
عَنهُ رَبِيعةُ بنُ أبي عَبْدِ الرَّحْمن، فِيهِ نَظَر: (صَحَابِيُّون)
رَضِي الله تَعالَى عَنْهُم.
وفَاتَه أَبُو صِرْمَةَ الأَنْصارِيّ، بَدْرِيّ لَهُ فِي مُسْلِم
والسُّنَن.
(و) صِرْمَةُ (والِدُ ضَرَمَة) مُحَرَّكَة، (وسَيَأْتِي فِي الضّادِ)
المُعْجَمَة.
(والصَّرْمُ: الجِلْد مُعَرَّب) كَمَا فِي الصّحاح، فارسِيَّته: جرم.
(32/501)
(و) الصِّرْمُ (بالكَسْر: الضَّرٍ بُ. و)
الصِّرْمُ: (الجَماعَة) من النَّاس لَيْسُوا بالكَثِير. وَفِي الصّحاح:
أَبياتٌ من النَّاس مُجْتَمِعَة. وَقَالَ غَيرُه: هم جَماعةٌ
يَنْزِلُون بإِبِلهم نَاحيَة على مَاء. وَمِنْه حَدِيثُ المَرْأة
صاحِبةِ المَاءِ: " أَنَّهم كَانُوا يُغِيرون على مَنْ حَوْلِمَ وَلَا
يُغِيرون على الصِّرم الَّذِي هِيَ فِيهِ " (ج: أَصرامٌ) ، وَمِنْه
قَولُ النَابِغَةِ يَصِفُ الجَيْشَ لَا اللَّيْلَ، وَقد وَهِمَ
الجَوْهَرِيُّ، نَبَّه عَلَيْهِ أَبُو سَهْل وابنُ بَرّي:
(أَو تَزْجُروا مُكَفَهِرًّا لَا كُفاءَ لَهُ ... كاللَّيْل يَخْلِطُ
أَصْرامًا بِأَصْرامِ)
أَي: يَخْلِط كُلَّ حَيٍّ بِقَبِيلَة خَوْفًا من الإِغَارة عَلَيْهِ.
وَقَالَ الطَّرِمَّاح:
(يَا دَارُ أَقْوَتْ بعد أَصْرامِهَا ... عَاما وَقد يُبْكِيكَ من
عَامِهَا)
(و) ذَكَر الجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِه (أَصَارِم) . قَالَ ابنُ بَرّي:
(و) صَوابُه (أَصارِيمُ) ، وَمِنْه قَولُ ذِي الرُّمَّة:
(وانْعَدَلَت عَنهُ الأَصارِيمُ ... )
(وصُرْمَان بالضَّم) ، وَهذِه عَن سِيبَوَيْه.
(و) الصِّرم: (الخُفُّ المُنْعَل) وبَائِعُه الصَّرَّام.
(والأَصْرَمانِ: الصُّرَدُ والغُرَاب، و) أَيْضا: (اللَّيلُ والنَّهار)
؛ لِأَن كُلَّ واحدٍ مِنْهُمَا يَنْصَرِم عَن صاحِبه، (و) أَيْضًا:
(الذِّئْبُ والغُرابُ) لانْصِرَامِهِما عَن النَّاس، قَالَ المَرَّار:
(عَلى صَرْماءَ فِيهَا أَصْرَمَاهَا ... وخِرِّيتُ الفَلاةِ بهَا
مَلِيلُ)
(32/502)
(و) المَصْرِم (كَمَنْزِل: المَكانُ
الضَّيِّق السَّرِيع السَّيْل) ، سُمِّي بِهِ لانْصِرامِ السَّيلِ
عَنهُ بِسُرِعَة.
(و) المِصْرَمُ (كَمِنْبَرٍ: مِنْجَل المَغَازِلِيِّ) ، نَقله
الجَوْهَرِيُّ.
(والصَّرْماءُ) : الفَلاةُ من الأرضِ. وَقَالَ الجوهَرِيُّ: هِيَ
(المَفازَةُ) الَّتِي (لاَ مَاءَ بهَا) . وَمِنْه قَوْلُ المَرَّار
السَّابِق.
(و) الصَّرْمَاءُ: (النًّاقَة القَلِيلَةُ اللَّبَن) ؛ لِأَن غَزَرَها
انْقَطَع (ج:) صُرْم (كَقُفْل) .
(والصَّيْرَمُ) كَحَيْدَرٍ: (المُحْكَمُ الرَّأي، و) فِي الحَدِيثِ: "
فِي هَذِه الْأمة خَمْسُ فِتَن، قد مَضَت أَرْبَعٌ، وَبَقِيت واحِدَةٌ،
وَهِي الصَّيْرم "، وَكَأَنَّها بِمَنْزِلة الصَّيْلَم، وَهِي
(الدَّاهِيَة) الَّتِي تَسْتَأْصِل كُلَّ شَيْء كَأَنَّها فِتْنَة
قَطَّاعة، وَهِي من الصَّرْمِ بِمَعْنَى القَطْع، والياءُ زَائِدَة.
(و) الصَّيْرمُ: (الوَجْبَةُ) ، كالصَّيْلَم باللاَّم. (وَهُوَ يَأْكُل
الصَّيْرَمَ) أَي: يَأْكُل (مَرَّة واحِدَةً) فِي الْيَوْم. وَقَالَ
يَعْقُوبُ: هِيَ أَكْلَةٌ عِنْد الضُّحَى إِلَى مِثْلِها من الغَدِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: سَأَلتُ الأَصْمَعِيَّ عَن البزْمة والصَّيْرم
فَقَالَ: لَا أعرِفُه، هَذَا كَلَام الشَّيطان.
(والأصْرَمُ، و) المُصْرِمُ (كَمُحْسِنٍ: الفَقِير الكَثِيرُ العِيال)
. قَالَ:
(وَلَقَد مَررتُ على قَطِيعٍ هالِكٍ ... من مالِ أَصْرَم ذِي عِيالٍ
مُصْرِمِ)
أرادَ بالقَطِيع هُنَا السَّوط، أَلا تَراُه يَقولُ بَعْدَ هَذَا:
(مِنْ بَعْدِ مَا اعتَلَّت عليَّ مَطِيَّتِي ... فَأَزحْتُ عِلَّتَها
فَظَلَّتْ تَرْتَمِي)
يَقُول: أَزَحْتُ عِلَّتَها بضَرْبِي لَهَا.
(وَقد أَصْرَم) الرجلُ إصرامًا: إِذا ساءَت حَالُه وَفِيه تَماسُكٌ.
والأصلُ فِيهِ أَنه بَقِيَت لَهُ صِرْمَةٌ من المَالِ أَي: قِطْعَة.
(32/503)
(و) الصُّرَام (كَغُراب: الحَرْب) ، اسْم
من أسمائها. نَقله الجوهريُّ عَن الأصمعيّ (كَصُرام كَقَطامِ، و)
أَيْضا من أَسْماءِ (الدَّاهِيَة) ، وَأنْشَدَ اللِّحياني للكُمَيْت:
(مآشِيرُ مَا كَانَ الرَخاءُ حُسافَةٌ ... إِذا الحَرْبُ سَمَّاهَا
صُرامُ المُلَقِّبُ)
قَالَ الأصمَعِيّ: يَقولُ هم مآشِيرُ مَا كَانُوا فِي رَخَاء وَخِصْب،
وهم حُسافَةٌ مَا كَانُوا فِي حَرْب. والحُسافَةُ: مَا تَناثَر من
التَّمْر الفَاسِد.
(و) الصُّرامُ: (آخِرُ اللَّبَن بَعْدَ التَّعزيرْ إِذا احْتَاجَ
إِلَيْهِ الرَّجُل) حَلَبَه (ضَرُورَةً) ، كَذَا نَص الصِّحاح، (وَفِي
المَثَل) قَالَ بِشْر:
(أَلا أَبْلِغْ بَنِي سَعْدٍ رَسُولاً ... وَمَوْلاَهُم فقد (حُلِبَت
صُرامُ)
ضُبِط بالوَجْهَيْن: قَالَ الجَوْهَرِيّ
(أَي: بَلَغ العُذْرُ آخِرَه) ، قَالَ: وهذَا قَولُ أَبِي عُبَيْدَة،
قَالَ ابنُ بَرِّيّ فِي قَوْل بِشْر: فقد حُلِبَتْ صُرامُ، يُرِيدُ
النَّاقَة الصَّرِمَةَ الَّتِي لَا لَبَنَ لَهَا، قَالَ: وَهَذَا
مَثَلٌ ضَرَبَه، وجَعَلَ الاسْمَ مَعْرِفَة يُرِيد الدَّاهِيَة. قَالَ:
وقَولُ الكُمَيْت يُقَوِّي قَولَ الأصمَعِيّ الَّذِي تَقدَّم.
(و) من المَجازِ: (جَاء صَرِيمَ سِحْر) بِكَسْر السِّين (أَي: خَائِبًا
يَائِسًا) ، وَفِي نُسْخَة: آيسًا. قَالَ:
(أَيَذْهَبُ مَا جَمَعْتُ صَرِيمَ سَحْرٍ ... طَلِيقًا إِنّ ذَا لَهُوَ
العَجِيبُ)
أَي: أيذْهَبُ مَا جَمَعْت وَأَنَا يائِسٌ مِنْهُ.
(وسًّمَّوْا صُرَيْما) وصِرْمَى (كَزُبَيْر وذِكْرَى) . وَمن الأَخير:
أَبُو الحَسَن
(32/504)
ابنُ صِرْمَى المُحدِّث المَشْهور، وَمن
الأَوَّل صُرَيْم بنُ سَعِيد بنِ كَعْب أَبُو بَطْن من قُضاعَة،
وصُرَيْمُ بنُ وَائِلَة بنِ كَعْب: بَطْنٌ من تَيْم الرَّبابَ.
(وَأَصْرُم الشَّقَرِيُّ) مُحَرَّكَة: الَّذِي سَمَّاه النَّبِي [
] زُرْعَة تَفَاؤُلاً. (وَأَصْرَمُ أَوْ) هُوَ (أُصَيْرِم
الأَشْهَلِيّ) الأَنْصَارِيّ، (واسمُه عَمْرُو بنُ ثَابِت:
صَحَابِيَّان) رَضِي اللهُ تَعالَى عَنْهُما.
(و) يُقالُ: (هُوَ صَرْمُةٌ من الصَّرَمات) مُحَرَّكة (أَي: بَطِيءُ
الرُّجُوع من غَضَبهِ) ، وَهُوَ مجَاز.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
قَالَ سِيبَوَيْه: وَقَالُوا للصَّارِم صَرِيم كَمَا قَالُوا ضَرِب
قِداح للضَّارِب.
والصُّرم بالضَّم: الهِجران، والقِطْعة.
والمُصَارَمة: المُهَاجَرة وقَطْع الكَلاَم. وتُصْرِيمُ الحِبال:
تَقْطِيعُها، شُدِّد للكَثْرة. وصَرمْت أُذنَه وصَلَمْت بِمَعْنًى
وَاحِد. والصَّرِيمُ: الَّذِي صُرِمَت أُذُنُه والجَمْع صُرم بالضَّم.
وَأَدْبَرَتِ الدُّنْيا بِصَرْمٍ، أَي: بانْقِطاع وانْقَضاءٍ،
والصُّرُومَةُ والصَّرامَة: القَطْ، ع. وَأمر صَرِيم: معتزم. أنْشد
ابْن الْأَعرَابِي:
(مَا زَالَ فِي الحُوَلاَءِ شَزْرًا رائِغًا ... عِنْد الصَّرِيم
كَرَوْغَةٍ من ثَعْلَبِ)
وَرجل صَارِمٌ وصَرَّام وصَرُومٌ. قَالَ لَبِيد:
(فاقطَعْ لُبانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُه ... وَلَخَيْرُ وَاصِلِ
خُلَّةٍ صَرَّامُهَا)
وَقَوله تَعَالَى: {إِن كُنْتُم صارمين} أَي: عازِمين على صَرْم
النَّخْل.
(32/505)
ورَجُلٌ صَرَامَة: مُسْتَبِدٌّ بَرَأْيِه
مُنْقَطِع عَن المُشاوَرَة. وَقيل: مَاضٍ فِي أُمورِه، وُصِف
بالمَصْدر، وَهُوَ مجَاز.
والصَّرِيمُ: الكُدْسُ المَصْرُوم من الزَّرع، وَنَخْل صَرِيمٌ:
مَصْرُوم.
والصُّرْمَةُ بالضَّمّ: مَا صُرِم من النَّخْلِ عَن اللَّحياني. وَقد
يُطْلَق الصِّرامُ على النَّخْل نَفْسه؛ لأنَّه يُصْرَم، وَمِنْه
الحَدِيث: " لَنَا من دِفْئِهم وَصِرَامِهِم " أَي: نَخْلِهم.
وَفِي الصَّحاح: صَرِيمَةٌ مِنْ غضًى وسَلَم أَي: جَماعةٌ مِنْهُ.
وَفِي المُحْكَم أَي: قِطْعَة مِنْهُ. زَادَ: ونَخْل كَذلِك، قَالَ:
وَكَذَلِكَ صِرْمة من سَمُرٍ وَأَرْطَى.
والمُصْرِمُ: صاحِبُ الصِّرمِة من الإِبِل.
وصَرِيمَا اللَّيْلِ: أَوَّلَه وآخِرُه، وَهكَذا رُوِي بَيْت بِشْر:
(تكشَّف عَن صَرِيمَتِه الظَّلامُ ... )
والصِّرمةُ: قِطْعَة من فِضَّة مَسْبُوكَة.
والصُّرَيْمَةُ كَجُهَيْنَة: قَطْعَة من الإِبِل.
وتَركتُه بِوَحْشِ الأَصْرَمَيْن، حَكَاه اللّحياني وَلم يُفَسِّره.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّه يَعْنِي الفَلاةَ. وَقَالَ
الزَّمَخْشَرِيُّ: أَي بِمَفَازةٍ لَيْس فِيهَا إِلَّا الذِّئْبُ
والغُرابُ، وَإِلَيْهِ أَشارَ الرَّاجِز:
(هَذَا أحقُّ مَنْزِلٍ بركّ ... الذِّئبُ يَعْوِي والغُرابُ يَبْكِي)
والصّرّامُ: مَنْ يَبِيع الصِّرْم، وَهُوَ الخُفُّ المُنَعَّل. وَهكَذا
نُسِب أَبُو الحَسَن مُحَمَّدُ بنِ خَلَف بنِ عِصام البُخارِيّ
المُحَدِّث.
وتَصَرَّمَت السَّنَة: انْقَضَت. وانْصَرَم الشِّتاءُ: انْقَضَى.
وَهُوَ صَريم سَحْرٍ على هذَا الْأَمر أَي: مُتْعَب حَرِيصٌ عَلَيْهِ،
وَهُوَ مَجاز.
(32/506)
ص ط م
(الأُصْطُمَّة) بالصَّاد (والأُسْطُمَّة) بالسِّين بِضَمِّهِما، وَقد
أهمَلَه الجَوْهَرِيّ، وَفِي اللِّسان: هُوَ (مُعْظَمُ الشَيْء
ومُجْتَمَعُه أَو وَسَطُه) ، كالأُصْطُمّ والأُسْطُمّ، وَقد تَقَدَّم
ذلِك.
ص ط ك م
(الأُصْطُكْمَةُ بالضَّمّ) ، أهملَه الجَوْهَرِيّ. وَفِي اللِّسان:
(خُبْزَةُ المَلَّةِ) .
ص ق م
(الصَّيْقَم بالقَافِ كَحَيْدَر) ، أهملَه اللَّيثُ والجوهريُّ.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: هُوَ (المُنْتَنُ الرَّائِحَة) .
ص ك م
(صَكَمَه) صَكْمًا: (ضَرَبَه ودَفَعَه) ، نَقله الجَوْهَرِيّ، عَن
الفَرَّاء. وَقَالَ الأصمَعِيّ: صَكَمْتُه وَلَكَمْتُه إِذا دَفَعْتُه.
(والفَرَسُ) يَصكُم (عَلَى) فَأْسِ (اللِّجام) : إِذا (عَضَّه، ثمَّ
مَدَّ رَأْسَه) كَمَا فِي الصّحاح، زَادَ غَيرُه: (كَأنَّه يُرِيدُ أَن
يُغَالِب) .
(و) قَالَ اللَّيثُ: (الصَّكْمَة: الصَّدْمَةُ الشَّدِيدَةُ) بحجَرٍ
أَو غَيْر حَجر.
(والصَّواكِمُ) : مَا يُصِيبُ من (النَّوائِب) ، يُقالُ: صَكَمْتُه
صَواكِمُ الدَّهْرِ
(والصُّكَّم كَسُكَّرٍ: (الأَخْفافُ) .
ص ل م
(الصَّلْم: القَطْع) المُسْتَأْصِل، (أوْ قَطْع الأُذُن والأنْف من
أَصْلِه) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: من أصْلِهَما
(كالتَّصْليم) شُدّد للكَثْرة، (والفِعْل كضَرَب) ، يُقَال: صَلَمهُما
إِذا استَأْصَلَهُما.
(وَرجل أَصْلَمُ ومُصَلَّم الأُذُنَيْن: كَأَنَّهُ مَقْطُوعُهما
خِلْقَةً) . وَيُقَال
(32/507)
للظَلِيم: مَصَلَّم الأُذُنَيْن، وُصِف
بِذلِك لِصِغَر أُذُنَيْه وقِصَرِهما، قَالَ زُهَيْر:
(أسَكُّ مُصَلَّم الأُذُنَيْن أَجْنَى ... لَهُ بالسِّيِّ تَنُّومٌ
وآء)
ويُقالُ إِذا أُطْلِق ذلِك على النَّاس، فَإِنَّما يُرادُ بِهِ
الذَّلِيل المُهانُ كَقَوْله:
(فإنْ أَنْتُمُ لَمْ تَثْأَرُوا واتَّدَيْتُموا ... فَمشُّوا بآذانِ
النَّعامِ المُصَلَّمِ)
(والصَّلامةُ مُثَلَّثَة) ، اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الكَسْر،
والفَتْح عَن ابنِ الأَعرابي: (الفِرْقَةُ من النَّاس) ، وَالْجمع:
صَلامَات، وَهِي الجَماعَات والفِرَقُ. وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ مَسْعُود
وذَكَر فِتَنًا فَقَالَ: " تَكُونَ النَّاس صُلاَمَاتٍ يَضْرِب
بَعْضُهم رِقابَ بَعْض "، قَالَ ابنُ الأَعرابي: وَأَنْشَدَ أَبُو
الجَرَّاحِ:
(صَلاَمَةٌ كَحُمُرِ الأَبَكِّ ... لَا ضَرَعٌ فِيهَا وَلَا مُذَكِّي)
وَقيل: الصُّلامَة بالضَّمّ: القَومُ المُسْتَوُون فِي السّنّ
والشَّجَاعَة والسَّخاء.
(والصُّلاَّم كَزُنَّار وشَدَّاد: لُبُّ) نَوعى (النِّبِقَة) ، وَهُوَ
الأَلْبُوبُ يُؤْكَل، نَقلَه الأَزْهَرِيُّ.
(والصًّيْلَمُ) كَحَيْدَرٍ: (الأَمْرُ الشَّدِيدُ) المُسْتَأْصِلُ. (و)
الصَّيْلَمُ: (الدَّاهِيَةُ) ؛ لِأَنَّهَا تَصْطَلِم. وَفِي الحَدِيث:
" اخْرُجُوا يَا أَهْلَ مَكَّة قَبْل الصَّيْلَم كَأَنِّي بِهِ
أُفَيْدِعَ أُفَيْجِجَ يَهْدِمُ الكَعْبَة ". قَالَ الجوهريّ: (و)
يُسَمَّى (السَّيفُ) صَيْلَماً، قَالَ بِشْر:
(32/508)
(غَضِبَتْ تَمِيمٌ أَنْ تَقَتَّل عامِرٌ
... يَوْمَ النِّسارِ فَأُعْتِبُوا بالصَّيْلَمِ)
قَالَ اْبنُ بَرّيّ: ويُرْوَى: فَأُعْقِبوا أَي كانَت عاقِبَتُهم
الصَّيْلَم.
(و) الصَّيْلَم: (الوَجْبَة كالصَّيْرَم) ، وَهِي الأكلةَ الوَاحِدَةُ
كُلَّ يَوْم، حَكَاهَا جَمِيعاً يَعْقُوب.
(والصُّلْمَة بالضَّمّ: المِغْفَر) .
(و) الصَّلَمَة (بالتَّحْرِيك: الرِّجالُ الشِّدادُ) ، كَأَنَّه جَمْع
صَالِم.
(والأَصْلَم: البُرغُوثُ) ؛ لأَنَّه على هَيْئَة النَّعام.
(و) الأَصْلَم (فِي العَرُوض: أَنْ يَكُونَ آخرُ الجُزْء وَتِداً
مَفْرُوقاً) ، يَكونُ فِي المَدِيدِ والسَّرِيع كَقَوْلِه:
(لَيْسَ على طُولِ الحَياةِ نَدَمْ ... ومِنْ وَرَاءِ المَوْتِ مَا
يُعْلَمْ)
(واْصْطَلَمه: استَأْصَلَه) ، وَمِنْه حَدِيثُ عَاتِكَة: " لَئِن
عُدْتُم لَيَصْطَلِمَنَّكُم "، وَهُوَ افْتِعَال من الصَّلْم.
واْصْطَلَم القَومُ: أُبِيدُوا من أَصْلِهم.
(وَوَقْعَة صَيْلَمَة) أَي: (مُسْتَأْصِلَةٌ) .
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
أُذُنٌ صَلْمَاءُ لِرِقَّة شَحْمَتِها.
والصَّيْلَم: القَطِيعة المُنْكَرَة.
والصَّلَمة مُحَرَّكَة: الدَّاهِيَة. وَقد أَشَار إِلَيْهِ فِي صَنَم
وَأَهْمَلَه هُنَا.
ص ل خَ م
(اصلَخَمَّ اصلِخْمَاماً) مثل (اْصْطَخَم) ، إِلاَّ أَنَّ اْصْطَخَم
مُخَفّفَة الْمِيم، والمَعْنَى انْتَصَب قائِماً. ومِثْلُه اصْلَخَدَّ،
قَالَه أَبُو عَمْرو.
(و) قِيلَ: اصْلَخَمَّ إِذا (غَضِب) ، قَالَه شَمِر، قَالَ رُؤْبَة:
(32/509)
(إِذا اْصْلَخَمَّ لم يُرَمْ مُصْلَخْمَمُه
... )
(وبَعِيرٌ صِلْخامٌ بالكَسْر) أَي: (طَوِيلٌ أَو صُلْبٌ شَدِيدٌ) أَو
جَسِيمٌ.
(و) بَعِيرٌ (صَلْخَمٌ كَجَعْفَر وجِرْدَحْل ومُسْبَطِرّ) أَي: (مَاضٍ
شَدِيد) ، وكَذلِك صَلْخَد وصَلَخْدَم، قَالَ:
(وَأَتْلَع صِلَّخْم صِلَخْدٍ صَلَخْدَمٍ ... )
(وجَبَل صَلْخَم) كجَعْفَر وجِرْدَحْل (ومُصْلَخِمٌّ) كَمُدَحْرِج
ومُسَبَطِرٌ: (مُمْتَنِعٌ) ، وجَمْع الصَّلْخَم الصَّلاَخِم، وَمِنْه
الحَدِيث: " عُرِضَت الأَمانَةُ على الجِبالِ الصُّمِّ الصَّلاَخِم "
أَي: الصِّلابِ المَانِعَةِ.
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
(ورَأْس عِزٍّ راسِياً صِلَّخْمَا ... )
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
المُصَلْخِمُّ: المُسْتَكْبِر، قَالَه الباهِلِيُّ. وأَنْشَدَ لِذِي
الرُّمَّة يَصِفُ حَمِيراً:
(فَظَلَّت بِمَلْقَى وَاجِفٍ جَزِع المعَى ... قِياماً تُفالِي
مُصْلَخِمًّا أَمِيرَها)
أَي: مُسْتَكْبِراً لَا يُحَرِّكُها وَلَا يَنْظُر إِلَيْهَا.
وَقَالَ الفَرّاء: من نَادِر كَلامِهِم:
(مُسْتَرْعِلاتٍ لِصِلَّلْخم سَامِي ... )
يُرِيد لصِلَّخْم، فَزادَ لاَماً. وَقَالَ أَبُو نُخَيْلة:
(لِبَلْخَ مَخْشيّ الشَّذَا مُصْلَخْمِمِ ... )
فَزادَ مِيماً كَمَا تَرَى.
ص ل خَ د م
(الصَّلَخْدَم كَشَمَرْدَلٍ: الشَّدِيدُ من الإِبِل) ، والمِيمُ
زَائِدة كَمَا فِي الصّحاح. وَقيل: هُوَ المَاضِي الشَّدِيد الصُّلْب
القَوِيّ.
وأنشدَ الأزهَرِيّ فِي الخُماسِيّ:
(32/510)
(إِنْ تَسْأَلِيني كَيْفَ أَنتَ فإنَّنِي
... صَبُورٌ على الأَعْداءِ جَلْدٌ صَلَخْدَمُ)
قَالَ: وَهُوَ خُماسِيّ، أَصلُه من الصَّلْخَم والصَّلْخَدِ. وَيُقَال:
خُماسِيَّة أَصْلِيّة، فاْشْتَبَهت الحُروفُ والمَعْنَى وَاحِد.
ص ل د م
(الصِّلْدِم كَزِبْرِج: الأَسَد) لقُوَّتِه. (و) أَيْضا: (الصُّلْب
والشَّدِيدُ) من (الحَافِر كالصُّلاَدِم) بالضَّمِّ. (فِيهِما) ،
وَقَالَ الجوهَرِيّ: فَرسٌ صِلْدِم بالكَسْر: صُلْب شَدِيدٌ.
وَالْأُنْثَى صِلْدِمَة. ورَأْس صِلْدِمٌ وصُلاَدِمٌ: صُلْبٌ.
وَأَنْشَدَ اْبنُ السِّكّيت:
(شِدْقَيْن فِي رَأْسٍ لَهَا صُلادِمِ ... )
والجَمْع: صَلادِمُ بالفَتْح.
(والصِّلْدام بالكَسْر) مِثلُه، (وَهِي صِلْدَامَةٌ) ، وَقد عَمَّ بِهِ
بَعْضُهم، قَالَ جَرِيرٌ:
(فَلَو مَال مَيْلٌ من تَمِيمٍ عَلَيْكُم ... لأَمَّكَ صِلْدامٌ من
العِيسِ قَارِحُ)
وَهُوَ ثُلاثِيٌّ عِنْد الخَلِيل.
ص ل ق م
(صَلْقَم) صَلْقَمَة: (قَرَعَ بَعْضَ أَنْيابِه بِبَعْض) . قَالَ
كُراع: الأَصْلُ الصَّلْق، والمِيمُ زَائِدَة، (فَهُوَ صَلْقَم)
كَجَعْفَر. والصَّحِيحُ أَنَّه رُباعِي. وَأَنْشَدَ لخُلَيْد
اليَشْكُرِيّ:
(فَتلك لَا تُشْبِه أُخْرَى صِلْقِمَا ... صَهْصَلِقَ الصَّوْت
دَرُوجاً كِرْزِمَا)
(و) الصِّلْقِم (كَزِبْرِج: العَجُوزُ الكَبِيرَةُ) ، عَن أبي عَمْرو،
وَهُوَ اخْتِيارُ اْبنِ عَصْفُور، ورَدَّه أَبُو
(32/511)
حَيَّان. وَقَالَ غَيْرُه: هِيَ المَرْأَة
الكَبِيرَة أَزالُوا الهَاءَ كَمَا أَزَالُوها من مُتْئِمٍ.
(و) الصِّلْقِمُ: (الضَّخْمُ) من الإِبِل.
(وكَقِرْطَاس وجَعْفَر: الأَسَد، و) أَيْضا: (الضَّخْمُ من الإِبِل) ،
وَقيل: هُوَ البَعِيرُ الشَّدِيدُ العَضّ والفَكّ. والجَمْعُ: صَلاقِمُ
وصَلاَقِمَةٌ الهَاءُ لِتَأْنِيث الجَماعة، وَقَالَ طَرَفَةُ:
(جَمادٌ بهَا البَسْبَاسُ يُرْهصُ مُعْزُها ... بَناتِ المَخاضِ
والصَّلاقِمَةَ الحُمْراَ)
(والصَّلاَقِيم: الرؤوس) ، وَأَنْشَد الأَزْهَرِيّ:
(يَعْلُو صَلاَقِيمَ العِظَام صِلْقِمهُ ... )
أَي: جِسْمُه العَظِيم.
(و) أَيْضا: (الأَنْياب) .
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الصَّلقَمُّ من الإِبل كجِرْدَحْل: الضَّخْم الشَّدٍِ يَد. واْصلقَمَّ
النَّابُ: قرع وتَصادَم، وَأَنْشَد اللَّيثُ:
(أصلَقَه العِزُّ بِنابٍ فاصْلَقَمّ ... )
والصَّلْقَم: الشَّدِيدُ، عَن اللّحياني.
والمُصْلَقِمّ كَمُسْبَطِرّ: الصُّلْب الشَّدِيد، وَقيل: الشَّدِيدُ
الأَكْل.
والصَّلْقَم: الشَّدِيدُ الصُّراخ، والمِيمُ زَائِدَة.
ص ل هـ م
(الصِّلْهَام كَقِرْطَاسِ) ، مَكْتوبٌ فِي سَائِر النُّسَخ بالسَّواد،
ولَيْس هُوَ فِي كِتابِ الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ من صِفاتِ (الأَسَد. و)
أَيْضا: (الجريء) .
(واْصْلَهَمَّ) الشَّيءُ: (صَلُب) واشْتَدَّ.
(32/512)
ص م م
( {الصَّمَم مُحَرَّكَةً: انْسِدَادُ الأُذُنِ وثِقَلُ السَّمْع) ،
وَقد (صَمَّ يَصَمُّ بِفَتْحِهِما) أَي: من حَدّ عَلِم (} وصَمِم
بالكَسْرِ) بإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ، وَهُوَ (نَادِرٌ، {صَمَّا}
وَصَمَماً {وَأَصَمَّ) ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للكُمَيْت:
(أَشَيْخاً كالوَلِيد بِرَسْمِ دَارٍ ... تُسائِلُ مَا} أَصَمَّ عَن
السُّؤَالِ)
يَقولُ: تُسائِلُ شَيْئاً قد أَصَمَّ عَن السُّؤَالِ، ( {وَأَصَمَّه
الله تَعَالى فَهُوَ} أَصَمُّ ج: {صُمُّ} وصُمَّانٌ) بِضَمِّهِما.
قَالَ الجُلَيْج:
(يَدْعُو بهَا القَوْمُ دُعاءَ {الصُّمَّانْ ... )
وشَاهِدُ} الصّم قَوْلُه تَعالَى: { {صُمُّ بكم عمي فهم لَا يعْقلُونَ}
جَعلَهم كَذلِك بِمَنْزِلَة مَنْ لَا يَسْمَع وَلَا يُبْصِر وَلَا
يَعِي لِعَدِم وَعْيِهم واْعْتِبَارِهم بِمَا عايَنُوه من قُدْرَةِ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
(أَصمُّ عَمَّا سَاءَه سَمِيعُ ... )
يَقُول:} يَتَصامم عَمَّا يَسُوءُه، وَإِن سَمِعَه فَكَانَ كَأَن لم
يَسْمَعْه، فَهُوَ سَمِيعٌ ذُو سَمْع أَصَمّ فِي تَغَابِيه. وَمِنْه
أَيْضاً:
(ولي أُذُنٌ عَن الفَحْشَاءِ {صَمّا ... )
(} وتَصامَّ عَن الحَدِيث) {وتَصَامَّه: (أَرَى) من نَفْسِه صاحبَه
(أَنَّه أَصَمُّ) ولَيْسَ بِهِ قَالَ:
(} تَصامَمْتُه حَتَّى أَتانِي نَعِيُّه ... وأُفْزِعَ مِنْهُ مُخْطِئٌ
ومُصِيبُ)
( {وصِمامً القَارُورَةِ} وصِمَامَتُها {وصِمَّتُها بِكَسْرِهِن) ،
الثَّانِيَة عَن اْبنِ الأَعرابي: (سِدَادُها) وشدادها. وَقيل:}
الصِّمام: مَا أَدْخِلَ فِي رَأْسِ
(32/513)
القَارُورَة. والعِفاصُ: مَا شُدَّ
عَلَيْه. ( {وصَمَّهَا) صَمًّا: (سَدَّها) وشَدَّها} كَأَصَمَّها، (و)
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: {صَمَّها: سَدَّها. و (} أَصَمَّها: جَعَلَ لَهَا
{صِماماً) .
(و) من المَجازِ: (حَجَرٌ أَصَمُّ وَصَخْرةٌ} صَمَّاءُ) أَي: (صُلْبَةٌ
مُصْمَتَةٌ) . وَقَالَ الليثُ: {الصَّمَمُ فِي الحِجارَةِ: الصَّلابَة
والشِّدَّةُ. وقِيلَ: الصَّخْرةُ} الصًّمَّاءُ الَّتِي لَيْس فِيهَا
صَدْع وَلَا خَرْق.
(و) من المَجازِ: (الصَّمَّاءُ: النَّاقَةُ السَّمِينَة، و) قيل:
الصَّمَّاءُ: من النُّوقِ: (اللّاقِحُ، و) الصَّمَّاءُ (طَرَفُ
العَفِجَة الرَّقِيقَة) لِصَلاَبَتِها، (و) الصَّمَّاءُ من (الأَرض:
الغَلِيظَة) ، قَالَه ثَعْلَب، وَبِه فُسِّر قَولُ الشَّاعِر:
(أَجَلْ لَا ولكنْ أَنْتَ أَلأَمُ مَنْ مَشَى ... وَأَسْأَلُ من
صَمَّاءَ ذاتِ صَلِيلِ)
قَالَ: وصَلِيلُها: صَوتُ دُخولِ المَاءِ فِيهَا، (ج) أَي: جَمْع
الكُلّ: (صُمٌّ) بالضَّمّ.
(و) من المَجازِ أَيْضا: الصَّمَّاء: (الدَّاهِيَة الشَّدِيدَة)
المُنْسَدَّة. قَالَ العَجَّاج:
(صَمَّاء لَا يُبْرِئُها من الصَّمَمْ ... حَوادثُ الدَّهرِ وَلَا
طُولُ القِدَمْ)
أَي: داهِيَة عَارُها بَاقٍ لَا تُبْرِئُها الحَوادِثُ.
( {كَصَمام كَقَطَام، و) مِنْهُ قَولُهم: (} صَمِّي! صَمامٍ أَيْ:
زِيدي يَا دَاهِيَة) ، قَالَه الجَوْهَرِيّ: وَقَالَ غَيرُه: يُضْرَب
للرَّجُل يَأْتِي الدَّاهِيَة، أَي: اْخْرَسِي يَا صَمامِ. وأنشدَ
اْبنُ بَرِّيّ للأسْوَدِ بنِ يَعْفُر:
(فَرَّتْ يَهُودُ وأسلَمَت جِيرانُها ... صَمِّي لِمَا فَعَلَتْ
يَهُودُ صَمامِ)
(32/514)
وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: هَذَا مَثَل إِذا
أَتى بِدَاهِيَة.
(و) يُقَال: (صَمامِ صَمامِ) ، وذلِك يُحْمَل على مَعْنَيَيْن (أَي:
{تَصَامُّوا فِي السُّكُوتِ) واْحمِلُوا على العَدُوّ، وعَلى الوَجْهِ
الأَوّل اقْتَصَر الجَوْهَرِي.
(} وَصَمَّه بِحَجَر) : إِذا (ضَرَبَه بِهِ) ، وَكَذَا بالعَصَا
وَنَحْوِهما. (و) من المَجازِ: {صَمَّ (صَدَاهُ) أَي: (هَلَكَ) ،
وَيَقُولُون:} أَصَمَّ اللهُ صَدَى فُلانٍ أَي: أَهْلَكَه. والصَّدَى:
الصَّوتُ الَّذِي يَردُّه الجَبَلُ إِذَا رَفَع فِيهِ الإِنْسانُ
صَوتَه، قَالَ امْرؤُ القَيْس:
(صَمَّ صَدَاهَا وعَفَا رَسْمُها ... واستَعْجَمَتْ عَن مَنْطِق
السَّائِل)
(و) من الْمجَاز: يُسَمُّون (رَجَباً) شَهْرَ اللهِ ( {الأَصَمّ) ؛
لأنّه كَانَ لَا يُسْمَع فِيهِ صَوْت السِّلاح لكَوْنِه شَهْراً
حَراماً، كَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث، ووُصِفَ} بالأَصَمّ مَجازاً.
والمُرادُ بِهِ الإنسانُ الَّذِي يَدْخُل فِيهِ كَمَا قِيل: لَيْلٌ
نَائِمٌ، وإِنَّما النَّائِم مَنْ فِي اللَّيْلِ، فكأنَّ الإنسانَ فِي
شَهْر رَجَبٍ أَصَمُّ عَن صَوْتِ السِّلاح، وَكَذلِكَ مُنْصِلُ
الأَلِّ. قَالَ:
(يَا رُبَّ ذِي خَالٍ وَذي عَمٍّ عَمَمْ ... قد ذَاقَ كَأْس الحَتْفِ
فِي الشَّهْرِ الأَصَمّ)
ونَقَل الجَوْهَرِيُّ عَن الخَلِيل أَنَّه إِنَّمَا سُمِّي بِذلِك
(لأَنَّه) كَانَ لَا يسمع فِيهِ صَوت مُستغيث، ولاَ حَركة قِتال، وَلَا
قعقعة سلَاح؛ لأنّه من الْأَشْهر الْحرم، فَلَم يكُن يسمع و (لَا
يُنادَى فِيهِ يَا لَفُلاَن و) لَا (يَا صَباحَاهُ) .
(و) من الْمجَاز: (الأَصَمُّ: الرَّجُلُ) الَّذي (لَا يُطْمَع فِيهِ
وَلَا يُرَدُّ عَن هَواهِ) ، كَأَنَّهُ يُنادَى فَلَا يَسْمَع.
(و) من المَجاز: (الحَيَّة) الأَصَمُّ! والصَّمّاء، وَهِي الَّتِي (لَا
تَقْبَل الرُّقَى) ، وَلَا تُجِيبُ الرَّاقي.
(32/515)
(وحَاتِمٌ الأَصَمُّ: من الأَوْلِياء)
المَشْهُورِين، مترجم فِي الرِّسالَةِ القُشَيْرِيَّة، وذَكَرُوا
لِتَلْقِيبِه بهِ حِكاية.
( {والصَّمَّانُ: كل أرضٍ صُلْبَةٍ) غَليِظَة (ذاتِ حِجارَةٍ إِلَى
جَنْب رَمْلٍ} كالصَّمَّانَةِ) ، سُمِّيت لِصَلاَبَتِها وشِدَّتِها،
وَقيل: هِيَ أَرضٌ غَلِيظة دُونَ الجَبَل.
(و) {الصَّمَّان: (ع بعالِجٍ) ، وعَالِجٌ: رَمْل بالدَّهْناء. قَالَ
نَصْر: الصَّمَّان: جَبَل أَحْمَر فِي أَرْضِ تَمِيم لِيَرْبُوع
يَنْقاد ثَلاثَ لَيالٍ، بَيْنَه وبَيْن البَصْرة تِسْعَةُ أَيّام،
وَقيل: على ضِفَّة فَلْج إِلَى الرَّمل، وآخِرُهُ فِي دِيارِ أَسَد.
وَقَالَ الأزهريّ: " وَقد شَتَوْتُ الصَّمَّان شَتْوَتَيْن، وَهِي أرضٌ
فِيهَا غِلَظٌ وارْتِفاع، وفيهَا قِيعَانٌ واسِعَةٌ وخَبارَى تُنْبِتُ
السِّدْرَ عَذِبَةٌ ورياضٌ مُعْشِبَةٌ، وَإِذا أَخْصَبَت الصَّمَّانُ
رَتَعَت العَرَبُ جَمِيعُها، وَكَانَت الصَّمَّان فِي قَدِيمِ الدَّهْر
لِبَنِي حَنْظَلة، والحَزْن لبني يَرْبُوع، والدهناءُ لجَمَاعَتِهم.
والصَّمَّانُ: مُتاخِمُ الدَّهْناءِ ".
(} والصِّمَّةُ بالكَسْرِ: الشَّجاعُ) الَّذِي {يَصُمّ الضَّرِيبَة،
قَالَه الرَّاغِب. (و) أَيْضا: (الأَسَدُ) . وَفِي المِصْباح أَنّ
الشَّجاعَ مَجازٌ عَن الأَسَد (} كالصِّمِّ) بالكَسْر أَيْضا،
والجَمْع: {صِمَمٌ. (و) مِنْهُ سُمِّي} الصِّمَّةُ (والِدُ دُرَيْد
الشَّاعر) ، وعِبارَةُ الصّحاح: وَمِنْه سُمِّي دُرَيْد بنُ الصِّمَّة،
وَالصَّوَاب مَا ذَكَرْناه، نَبّه عَلَيْهِ أَبُو زَكَرِيّا.
( {والصِّمَّتَان) : مُثَنَّى (هُوَ) أَي: الصِّمَّة (وَأَخُوه مَالِك)
عَمّ دُرَيْد، وَبِه فُسِّر قَولُ جَرِير:
(سَعَرتُ عَلَيْكَ الحَرْبَ تَغْلِي قُدُورُها ... فَهَلاَّ غَداةَ}
الصِّمَّتَيْن تُدِيمُهَا)
(32/516)
(و) الصِّمَّة: (الذَّكَرُ من الحَيَّات) ،
جَمْعه: صِمَمُ، نَقله الجَوْهَرِيّ.
(و) الصِّمَّة: (أُنْثَى القَنَافِذِ، وصَوْتُها {الصَّمْصَمَة)
بالفَتْحِ.
(} والصَّمِيمُ: العَظْم الَّذِي بِه قوامُ العُضْوِ) {كَصَمِيم
الوَظِيف} وصَمِيمِ الرَّأْس. (و) مِنْهُ {الصَّمِيمُ: (بُنْك الشَّيءِ
وخَالِصُه) ، وَأَصْلُه، يُقَال: هُوَ فِي} صَمِيم قَوْمِه، وَهُوَ
مجَاز، وضِدّه شَظَى. وأنشدَ الكِسائِيُّ:
(بِمَصْرَعِنا النُّعْمانَ يَوْمَ تَأَلَّبَتْ ... علينا تَمِيمٌ من
شَظًى وصَمِيمِ)
(و) الصَّمِيمُ: (من الحَرِّ والبَرْدِ: أشدُّه) حَرًّا وبرْدًا،
وَهُوَ مَجازٌ. (و) الصَّميمُ (القِشْرَةُ اليابِسَةُ الخارِجَة من
البَيْضِ) .
(و) من الْمجَاز: (رَجُلٌ صَمِيمُ كَأَمِيرٍ) أَي: (مَحْضٌ) . قَالَ
خُفافُ اْبنُ نُدْبَة:
(وَإِن تَكُ خَيْلِي قد أُصِيبَ {صَمِيمُها ... فَعَمْداً على عَيْنِي
تَعمَّدتُ مالِكَا)
قَالَ الجوهَرِيّ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَكَانَ صَمِيمَ خَيْلِه
يومَئِذ مُعاوِيَةُ أَخُو خَنْساء، قَتله دُرَيْد وهَاشِم ابْنَا
حَرْمَلَةَ المُرِّيَان، (للواحِدِ والجَمْعِ) والمُؤُنَّث.
(و) من المَجازِ: (} صَمَّم) فُلانٌ (فِي الأَمْرِ و) فِي (السَّيْرِ
{تَصْمِيماً) إِذا (مَضَى) فِيهِما. وَقَالَ اْبنُ دُرَيْد: صَمَّم على
كَذَا: مَضَى على رَأْيِه بعد إِرادَتِه. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ:
صَمَّم الفرسُ فِي سَيْرِه (} كَصَمْصَم) ، وَأنْشد الجَوْهَرِيّ
لحُمَيْد بنِ ثَوْر:
(وحَصْحَصَ فِي {صُمّ الصَّفَا ثَفِناتِهِ ... وناءَ بِسَلْمَى
نَوْأَةً ثمَّ} صَمَّمَا)
(32/517)
(و) من الْمجَاز: صَمَّم تَصْمِيماً إِذا
(عَضَّ، و) صَمَّم فِي عَضَّته: (نَيَّبَ) أَسنانَه، كَمَا فِي الأساس.
وَفِي الصّحاح: صَمَّم أَي: عَضَّ ونيَّب فَلم يُرْسل مَا عَضَّ.
وَقَالَ المُتَلَمِّس:
(فأَطْرَقَ إِطْراقَ الشُّجاعِ ولَوْ رَأَى ... مَسَاغاً لِنَابَيْه
الشُّجاعُ {لَصَمَّمَا)
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وأنشدَه لَنا الفَرَّاء: لِنَابَاه على اللُّغَةِ
القَدِيمَةِ لِبَعْضِ العَرَب.
قُلْتُ: ونَسَبِها الشَّرِيشِي فِي شَرْح المَقاماتِ لِشَمِر.
(و) صَمَّم (السَّيفُ) : إِذا (أَصابَ المَفْصِل وقَطَعَه أَو طَبّق) ،
هكَذا فِي النُّسَخ، وَهُوَ مُخالِف لنَصّ الجَوْهَرِي وغَيْرِه من
الأِئِمَّة؛ فإِنَّهم قَالُوا: صَمَّ السيفُ إِذا مَضَى فِي العَظْمِ
وقَطَعه، فَإِذا أَصاب المَفْصِل وقَطَعَه يُقَال: طَبَّق، قَالَ
الشّاعِر يَصِف سَيْفاً:
(} يُصَمِّم أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ ... )
فَتَأَمَّل ذَلِك، فَإِن إصابةَ المَفْصِل وقَطْعَه هُوَ التَّطْبِيقُ،
وَأما {التَّصْمِيمُ فَهُوَ المُضِيُّ فِي العَظْمِ وقَطْعِه.
(و) صَمَّم (الرّجُل الفرسَ العَلَفَ) تَصْمِيماً: إِذا (أَمْكَنَه
مِنْه فاْحْتَقَن فِيهِ الشَّحْمُ والبِطْنَةُ) ، وَهُوَ مجَاز.
(و) صَمَّم (صاحِبَه الحَدِيثَ) : إِذَا (أَوعاه إِيَّاه) ، وَجَعَله
يَحْفَظُه، وَهُوَ مجَاز أَيْضا.
(وَرَجلٌ) } صَمَمٌ (وَفرس صَمَمٌ مُحرَّكة، {وصَمْصَامٌ،}
وَصَمْصَامَةٌ، {وصِمْصِمٌ كَزِبْرج، وعُلَبِط، وعُلابِطٍ،
وعُلابِطَةٍ) ، أَي: (} مُصَمِّم) ، الذَّكَرُ والأُنْثَى فِي الفَرَس
سَواء. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: من صِفاتِ الخَيْل {الصَّمَم،
والأُنْثَى} صَمَمَة،
(32/518)
وَهُوَ الشَّدِيدُ الأَسْر المَعْصُوب،
قَالَ الجَعْدِيّ:
(وغَارةٍ تَقْطَع الفَيافِيَ قَد ... حاربْتُ فِيهَا بِصِلْدِمٍ
صَمَمِ)
( {والصَّمْصَامُ: السَّيْفُ) الَّذِي (لَا يَنْثَنِي) فِي ضَرِيبَتِه
(} كالصَّمْصَامَة) . وَفِي حَدِيثِ أبي ذَرٍّ: " لَو وَضَعْتُم
{الصَّمْصَامَة على رَقَبَتِي ". وَفِي حَدِيثِ قُسّ: " تَردُّوْا}
بالصَّمَاصِم " أَي: جَعلُوها لَهُم بِمَنْزِلَة الأَرِدِيةِ
لحَمْلِهِم لَهَا وَحَمْلِ حَمَائِلها على عَواتِقِهم. قَالَ
الجَوْهَرِيّ: (و) هُمَا أَيْضا اسمُ (سَيْف عَمْرو بنِ مَعْدِ يكرب)
الزَّبِيدي هُوَ الَّذِي سَمَّاه بِذلك، وَقَالَ حينَ وَهَبَه:
(خَلِيلٌ لم أَخُنْه وَلم يَخُنِّي ... على الصَّمْصَامَةِ السَّيْفِ
السَّلامُ)
قَالَ اْبنُ بَرّيّ: صَوابُ إنشادِه:
(على الصَّمْصَامَة اْمُ سَيْفِي سَلاَمِ ... )
وَبعده:
(خَلِيلٌ لم أَهَبْه من قِلاهُ ... ولكنَّ المَواهِبَ فِي الكِرام)
(حَبوتُ بِهِ كَرِيماً من قُرَيْشٍ ... فَسُرَّ بِهِ وصِينَ عَن
اللِّئامِ)
يَقُول عَمْرو هذِه الأَبياتَ لَمَّا أَهْدَى {صَمْصَامَتَه لسَعِيد
بنِ العَاصِ.
قَالَ: ومِنَ العَرَب مَنْ يَجْعَل} صَمْصَامَة غَيرَ مُنَوَّن
مَعْرِفَةً للسَّيْف فَلَا يَصْرِفه إِذا سَمَّى بِهِ سَيْفاً
بِعَيْنِه، كَقَول القَائِل:
( {تَصْمِيمَ} صَمْصَامَةً حِين {صَمَّمَا ... )
(و) } الصِّمْصِمُ (كَزِبْرِج: الغَلِيظُ القَصِيرُ) من الرِّجال،
واقْتَصَر أَبُو عُبَيْد على الغَلِيظِ. (و) يُقَال: هُوَ (الجَريءُ
المَاضِي) .
(و) ! الصِّمْصِمَةُ (بِهَاءٍ: وَسَطُ القَوْم
(32/519)
ويُفْتَح. و) {الصِّمْصِمَةُ: (الجَماعَةُ)
من النَّاس كالزِّمْزِمَةِ. قَالَ:
(وحَالَ دُونِي من الأَنْبار} صِمْصِمَةٌ ... كَانُوا الأُنُوفَ
وَكَانُوا الأَكْرَمِين أَبَا)
ويُرْوَى زِمْزِمة، ولَيْسَ أَحَدُ الحَرْفَيْن بَدَلاً من صاحبِه؛
لأَنَّ الأَصْمَعِيّ قد أَثْبَتَهُما جَمِيعاً وَلم يَجْعَل
لأَحَدِهِما مَزِيَّةً على صاحِبِه. (ح: {صِمْصِمٌ) .
(و) } الصُّمَصِمُ: (كَعُلَبِط، وعُلابِطٍ: الأَسَد) لِشِدَّته
وصَلابَتِه.
(و) {الصَّمْصَم (كَفَدْفَد: البَخِيلُ جِدًّا) ، وَهُوَ النِّهاية فِي
البُخْل، عَن اْبنِ الأَعرابي، وَمِنْه قَولُ عبَدِ مَنافٍ
الهُذَلِيِّ:
(وَلَقَد أَتاكُم مَا يَصُوبُ سُيوفُنا ... بَعْدَ الهَوادةِ كُلَّ
أَحْمَر صِمْصِمِ)
(} والصُّمَيْمَاء كالغُبَيْراء: نَباتٌ يُشْبِ الغَرَزَ) ، يَنْبُت
بِنَجْدٍ فِي القِيعَانِ.
(واْشْتِمالُ! الصَّمَّاءِ) المَنْهِيّ عَنهُ فِي الحَدِيث: أَن
تُجَلِّل جَسَدَك بثَوْبِك نَحْو شِمْلَة الْأَعْرَاب بِأَكْسِيَتِهم،
وَهُوَ (أْن يَرُدَّ الكِساءَ من قِبَل يَمِينِه على يِدِه اليُسْرَى
وَعاتِقِه الأَيْسَر، ثمَّ يَرُدَّه ثَانِيَةً من خَلْفِه على يَدِه
اليُمْنَى وعَاتِقِه الأَيْمَن فيُغَطِّيهِما جَمِيعاً) ، هَذَا نَصّ
الجَوْهَرِي بحُرُوفه، وَهُوَ قَولُ أَبِي عُبَيْدَة. (أَو) هُوَ
(الاشْتِمال بثَوْبٍ واحدٍ لَيْس عَلَيه غَيرُه ثمَّ يَضَعه) . كَذَا
فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: ثمَّ يَرْفَعُه (من أَحَدِ جانِبَيْه) ،
كَمَا هُوَ نَصّ الصّحاح، (فيَضَعَهُ على مَنْكِبه فَيَبْدُو مِنْهُ
فَرْجُه) ، وَهَذَا القَوْل نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن أبي عُبَيْدة،
ونَسَبَه إِلَى الفُقَهاء، زَادَ: فَإِذا قُلتَ اشتَمَل فُلانٌ
الصَّمَّاء، كَأَنَّك قلتَ: اشْتَمَل الشِّمْلَة الَّتِي تُعْرَف بهذَا
الاسْم؛ لأنّ الصَّمَّاء ضَرْبٌ من الاشْتِمالِ.
(32/520)
(و) من الْمجَاز: ( {صَمَّت حَصاةٌ بِدَمٍ)
، يُقَال ذلِك إِذا اشتَدَّ الأَمْرُ، كَمَا فِي الأَساس أَي: كَثُر
سَفْك الدِّمَاء (أَي: أَنَّ الدِّماءَ) لمّا سُفِكَت و (كَثُرَت)
استَنْقَعَت فِي المَعْرَكَة، (حَتَّى لَو أُلْقِيَت حَصاةٌ) على
الأَرض (لم يُسْمَع لَهَا صَوْتٌ) ؛ لأَنَّها لَا تَقَع إِلَّا فِي
نَجِيع. (وَمنه قَولُ اْمرِئِ القَيْس:
(بُدِّلْتُ من وَائِلٍ وَكِنْدَةَ عَدْ ... وانَ وفَهْمًا (} صَمِّي
اْبنَةَ الجَبَلِ)
(قَوْمٌ يُحاجُون بالبِهام ونِسْوانٌ ... قِصارٌ كَهَيْئَةِ الحَجَلِ)
(أَو المُرادُ) باْبْنَةِ الجَبَل (الصَّدَى) ، هَكَذَا يَزْعُمُون،
قَالَه أَبُو الهَيْثَم. (أَو) أَنّها (الصَّخْرَةُ) نَقَله أَبُو
الهَيْثم أَيضاً.
وَيُقَال: " صَمّي ابنةَ الجَبَل " يُضْرب مَثَلاً للدَّاهِيَة
الشَّدِيدَة، كَأَنَّه قيل: لَهَا اخْرَسِي يَا دَاهِيَة. وَقَالَ
الأصمَعِيُّ فِي كِتابِ الأَمْثالِ: إِنَّه يُقالُ ذلِك عِنْد الأَمْرِ
يُسْتَفْظَع. ويُقالُ: هِيَ الحَيَّة. وَأنْشد اْبنُ الأَعْرابِيّ:
(إِنّي إِلَى كُلِّ أَيْسارٍ وَنَادِبَةٍ ... أَدعُو حُبَيْشَا كَمَا
تُدْعَى ابْنَةُ الجَبَلِ)
( {وَأَصمَّه: صادَفَه) ، وَفِي الصّحاح: وَجَدَه (} أَصَمّ) يُقَال:
نَادَاه فَأَصَمَّه. (و) أَصم (دُعاؤُه: وافَقَ قوما صُمًّا لَا
يَسْمَعُون عَذْلَه) ، وَبِه فَسَّر ثَعلبٌ قَولَ اْبنِ أَحْمَر:
(أَصَمَّ دُعاءُ عَاذِلَتِي تَحَجَّى ... بِآخِرِنا وَتَنْسَى
أَوَّلِينا)
وَقَولُه: تَحَجَى أَي تَسْبِقُ إِلَيْهِم باللَّوْم وتَدَعُ
الأَوَّلِين.
( {والأَصَمَّان:} أَصَمُّ الجَلْحاءِ! وَأَصَمُّ
(32/521)
السَّمُرَة بِبِلاد بَنِي عَامِر بنِ
صَعْصَعَة ثمَّ لِبَنِي كِلاب) مِنْهم خَاصَّة، قَالَه نَصْر.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
{أصمَّنِي الكَلامُ إِذا شَغَلَني عَن سَماعِه فَكَأَنَّه جَعَله
أَصَمّ. وَيُقَال: حِلْمٌ أَصَمُّ على الاسْتِعَارة. أنْشد ثَعْلَب:
(قُلْ مَا بَدَا لَكَ من زُورٍ وَمن كَذِبٍ ... حِلْمِي أَصَمُّ
وأُذْنِي غَيرُ} صَمَّاءِ)
وفِتْنَةٌ صَمَّاءُ: لَا سَبِيلَ إِلَى تَسْكِينها لِتَناهِيهَا فِي
ذَهابِها.
وأَرزَةٌ صَمَّاء: مُكَتَنِزةٌ، لَا تَخَلْخُل فِيهَا، وكذلِك قَناةٌ
صَمَّاء، وَأَمْرٌ أَصَمُّ: شَدِيدُ، وصَوْتٌ {مُصِمٌّ:} يُصِمُّ
الصّماخَ.
{والصِّمامُ بالكَسْر: الفَرْجُ. وَمِنْه حَدِيثُ الوَطْء: " فِي}
صِمَامٍ وَاحِدٍ " أَي: فِي مَسْلَك وَاحِد. ويُرْوَى بالسِّين أَيضاً.
وَيَجُوز أَن يَكُونَ على حَذْفِ مُضافٍ أَي: فِي مَوْضِع صِمامٍ.
{وصُمّ بالضّم: ضُرِب ضَرْباً شَدِيداً، عَن اْبنِ الأَعرابيّ.
} وصَمَّ الجُرحَ! يَصُمُّه صَمَّا: سَدَّه وضَمَّدَهُ بالدَّواء.
وَيُقَال للنَّذِير إِذا أَنْذَرَ قَوماً من بَعِيد وَأَلْمَع لَهُم
بِثَوْبه: لَمَع بهم لَمْع الأَصَمّ، وذلِك أَنَّه لمّا كَثُر إلماعُه
بِثَوْبِه كَانَ كَأَنَّه لَا يَسْمَع الجَوابَ، فَهُوَ يُدِيم
اللَّمْع، وَمن ذَلِك قَولُ بِشْر:
(أَشارَ بِهِم لَمْعَ الأَصِمِّ فَأَقْبَلُوا ... عَرانِينَ لَا
يَأْتِيه للنَّصْرِ مُجْلِبُ)
أَي: لَا يَأْتِيه مُعِينٌ من غَيْرِ قَوْمِه، وَإِذا كَانَ المُعِينُ
من قَوْمِه لم يكن مُجْلِباً.
(32/522)
{والصَّمَّاءُ: القَطاةُ لِسَكَكِ
أُذُنَيْها، أَو} لِصَمَمِها إِذا عَطِشَت. قَالَ:
(رِدِي رِدِي وِرْدَ قَطاةٍ صَمَّا ... كُدْرِيَّةٍ أَعْجَبَها بردُ
المَاء)
وَقد يُسْتَعْمَل الصَّمم فِي العَقَارِب، وَأَنْشَدَ اْبنُ
الأَعْرابِيّ:
(قَرَّطَكِ اللهُ على الأُذْنَيْنِ ... عَقارِباً {صُمًّا
وَأَرْقَمَيْنِ)
وَمن المَجاز: ضَربَه ضَرْبَ الأَصمّ إِذا تابَعَ الضَّرْب وبالَغ
فِيهِ؛ وذلكَ أَن الأَصَمَّ إِذا بَالَغَ يَظُنُّ أَنَّه مُقَصِّر
فَلَا يُقْلِع. وَيُقَال: دَعَاه دَعْوَةَ الأَصَمّ: إِذا بَالَغ فِيهِ
فِي النداء. قَالَ الرَّاجِز يَصِفُ فَلاةً:
(يُدْعَى بهَا القَوْمُ دُعاءَ} الصَّمّانْ ... )
ودَهْر أَصَمّ كَأَنَّهُ يُشْتَكَى إِلَيْهِ فَلَا يَسْمَع.
{وصَمَامِ} صَمام أَي: اْحْمِلُوا على العَدُوّ، نَقَله أَبُو
الهَيْثَم.
{والأَصَمُّ صِفَةً غالِبَة قَالَ:
(جَاءوا بِزَورَيْهم وجِئْنَا} بالأَصَمّْ ... )
وَكَانُوا جَاءُوا بِبَعِيرَيْن فَعَقَلُوهُما، وَقَالُوا: لَا نَفِرّ
حَتَّى يَفِرّ هَذَانِ.
والأَصمّ أَيْضاً: عَبدُ الله بن رِبْعِيّ الدُّبَيْرِيّ، ذَكَره اْبنُ
الأَعرابيّ. والأَصمُّ أَيْضا: لَقَبُ أَبِي العَبَّاس مُحَمّد بنِ
يَعْقُوب بنِ يُوسُف: مُحَدِّث، تُوُفّي بِنَيْسَابُور سنة ثَلثِمائة
وسِتِّ وَأَرْبَعِين، ظَهَر بِهِ الصَّمَمُ بعد اْنصرافِه من الرِّحلة
حَتَّى إِنَّه كَانَ لَا يَسْمَعُ نَهِيقَ الحِمار. وَأَيْضًا: لَقبُ
أَبِي عَلْقَمَة عبدِ الله بن عِيسَى البَصْرِيّ المُحَدِّث.
وَأَيْضًا: لَقَب مَالِك بنِ جَنَاب بن هُبَل الكَلْبِيّ الشَّاعِر
لقَوْله:
(32/523)
( {أَصَمُّ عَن الخَنَى إِن قِيلَ يَوْماً
... وَفِي غَيْرِ الخَنَى أُلفى سَمِيعاَ)
وَأَيْضًا: لَقَب أَبِي جَعْفر مُحمّد الْمُزَكي الاسْترابَاذِي
الحَنَفِي، ثِقَة، كَتَب عَن أَبي صِاعِد بِبَغْدَاد.
} والصَّمّ {والصِّمَّة بالكَسْر: الدَّاهِيَةُ، نَقلَه الجَوْهَرِيّ.
} والمُصَمِّمُ من السُّيوفِ: المَاضِي فِي الضَّرِيبَة. {وصَمْصَمَ
السَّيْفُ كَصَمَّمَ.
ورَجُلٌ} صَمَم مُحَرَّكَة: شَديدٌ صُلْبٌ. وَقيل: مُجْتَمِعُ الخَلْقِ
{كالصِّمْصِم كزِبْرِج وعُلَبِط.
وَقَالَ النَّضْر:} الصِّمْصِمَة بالكَسْر: الأَكمَة الغَلِيظَة
الَّتِي كَادَت تَكُون حِجارَتُها مُنْتَصِبَة.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبانِيّ: المُصَمِّم: الجَمَل الشّدِيد،
وَأَنْشَد:
(حَمَّلتُ أَثقالِي {مُصَمِّمَاتِهَا ... )
} والصَّمْصَامُ: لَقَبُ أَبِي عَبْدِ الله الحُسَيْن بنِ الحُسَيْن
الأَنْماطِيّ المُحَدِّث عَن الدَّارقُطْنِي. وأَبو {الصَّمْصَام: ذُو
الفَقَار بنُ مَعْبِد العَلَوِيّ مُحَدِّث.
وَكَقُنْفُذ:} صُمْصُم بنُ يُوسُف الزَّبِيدِيّ مُحَدِّثٌ، قَيّدهُ
الحَافِظُ عبدُ الغِنِي المَقْدِسِيّ.
ص ن م
(الصَّنَم مُحَرَّكَة: خُبْثُ الرَّائِحَةِ. و) أَيْضا: (قُوَّة
العَبْد) ، وَقد صَنِم، (وَهُوَ صَنِم كَكَتِف) .
(و) الصَّنَم: وَاحِدُ الأَصْنام، وَقد تَكَرَّر ذِكْرُه فِي القُرآنِ
والحَدِيث.
وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ (الوَثَنُ) ، وَهُوَ صَرِيحٌ فِي أَنَّهما
مُتَرادِفَان.
وفَرَّق بَيْنَهُما هِشامٌ الكَلْبِيُّ فِي كِتابِ الأَصْنامِ لَهُ
بِأَنَّ المَعْمُولَ من الخَشَبِ أَو الذَّهَبِ والفِضَّة أَو غَيْرِها
من جَوَاهِرِ الأَرْضِ صَنَم، وَإِذا كَانَ من حِجارةٍ فَهُوَ وَثَنٌ.
وَقَالَ اْبنُ سِيدَه: هُوَ يُنْحَت من خَشَب، ويُصاغُ من فِضَّةٍ
ونُحاسٍ.
(32/524)
وذَكَر الفِهْريّ أَنّ الصَّنَم مَا كَانَ
لَهُ صُورَة جُعِلت تِمْثالاً. والوَثَنُ مَا لَا صُورَة لَهُ.
قُلْتُ: وَهُوَ قَولُ اْبنِ عَرَفَة، وَقيل: إِن الوَثَنَ مَا كَانَ
لَهُ جُثَّةٌ من خَشَب أَو حَجَر أَو فِضَّة يُنْحَت و (يُعْبَد) ،
والصَّنَم الصُّورَة بِلَا جُثَّة.
وَقيل: الصَّنمُ: مَا كَانَ على صُورَة خِلْقَة البَشَر. والوَثَن: مَا
كَانَ على غَيْرِها. كَذَا فِي شَرْح الدَّلائل.
وَقَالَ آخَرُون: مَا كَانَ لَهُ جِسْم أَو صُورَة فصَنَمٌ، فَإِن لم
يَكُن لَهُ جِسْمٌ أَو صُورَةٌ فَهُوَ وَثَنٌ. وَقيل: الصَّنم من
حِجَارة أَو غَيْرِها. والوَثَن: مَا كَانَ صخورةً مُجَسَّمة.
وَقد يُطْلَق الوَثَنُ على الصَّلِيب، وعَلى كل مَا يَشْغَل عَن اللهِ
تَعالَى. " وعَلى هَذَا الوَجْه قَالَ إبراهيمُ عَلَيْه السَّلام:
{واجنبني وَبني أَن نعْبد الْأَصْنَام} ؛ لأنَّه عَلَيْهِ السَّلام
مَعَ تَحَقُّقِه بِمَعْرِفَة الله عَزَّ وَجَلَّ واْطّلاعه على
حِكْمَتِه لم يَكُنْ مِمَّن يَخافُ عِبادةَ تِلكَ الجُثَث الَّتِي
كَانُوا يَعْبُدُونها، فَكَأَنَّه قَالَ: اْجْنُبْنِي عَن
الاْشْتِغَالِ بِمَا يَصْرِفُني عَنْكَ "، قَالَه الرَّاغِب.
يُقالُ: إِنَّه (مُعَرَّب شَمَن) ، هكَذا بالشِّينِ المُعْجَمَة، وَلَا
أَدْرِي أَنَّه فِي أَيِّ لِسان؛ فَإِنَّهُ فِي الفَارِسِيَّة بت.
(و) الصَّنَمَة (بهَاءٍ: قَصَبَة الرِّيش كُلّها، و) أَيْضا:
(الدَّاهِيَة لُغَةٌ فِي الصَّلَمَةِ) باللاَّم، نَقله الأَزْهَرِيُّ،
وَقد أَهملَه المُصَنِّف فِي ص ل م.
(والصَّنَمان) مُحَرِّكَة: (ة بِدِمَشْقَ) الشَّام.
(وصَنَّم تَصْنِيماً: صَوَّت) .
(و) صَنَّم (النُّوقَ: غَزَّرَها) ، لُغَة فِي السِّين، (ونُوقٌ
صَنِمَاتٌ بِكَسْرِ النُّونِ) : مثل سَنِمات.
(32/525)
(وَبَنُو صُنَامَة كَثُمَامَةَ: من
الأَشْعَرِين) ، وَالَّذِي ضَبَطه أَئِمَّةُ النَّسَب أَنَّ هذَا
البَطْن يُقال لَهم: بَنُو صَنَم مُحَرَّكَة، وهم فِي المَعافر،
مِنْهُم رَبِيعَةُ بنُ يُوسُف، عَن فُضالةَ بنِ عُبَيْد، وَعنهُ حَيْوة
بن شُرَيْح.
(وصُنْم بالضَّمّ: ع. وإِقليم الأَصْنَام بالأَنْدَلُس) من أَعْمال
شَذُونة، وَفِيه حِصْن فِي أَسْفَلِه عَيْن غَزِيرَة الماءِ عَذْبَة من
حَفْر الأوائِل، يُجْلَبُ مِنْهَا المَاءُ إِلَى جَزِيرة قادس، نَقَلَه
يَاقُوت.
(وَبَنُو صُنَيْم كَزُبَيْر: بَطْن، نَقَله اْبُ سِيدَه.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الصنمُ لَقَب كَعْب بن الأَشْرف اليَهُودِيّ.
ورَوَى أَبُو العَبَّاس عَن اْبنِ الْأَعرَابِي: الصَّنَمة والنَّصَمة:
الصُّورةُ الَّتِي تُعْبَد.
والصَّنَّام كشَدَّاد: جَدّ عُبَيْدِ الله بنِ مُحَمَّد الرَّملي، من
شُيوخِ الطَّبَرانِيّ
ص هـ م م
(الصِّهْميمُ بالكَسْر: السَّيِّد الشَّرِيف) من النَّاسِ، وَمن
الإِبِل: الكَرِيمُ، (و) قيل: هُوَ (الجَمَلُ) الَّذِي (لَا يَرْغُو) ،
وَقيل: هُوَ الغَلِيظُ الشَّدِيد، (و) قيل: هُوَ الشَّدِيدُ النَّفْس
المُمْتَنِعُ (السَّيّئُ الخُلُق مِنْهُ) ، وسُئِل رَجُلٌ من أَهْلِ
البَادِية عَن الصِّهْمِيمِ، فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَزُمُّ بِأَنْفِه،
وَيَخْبِط بِيَدَيْه، ويَركُض بِرِجْلَيْه. قَالَ اْبنُ مُقْبِل:
(وَقَرَّبُوا كُلَّ صِهْمِيم مَناكِبُه ... إِذا تَدَاكَأَ مِنْهُ
دَفْعُه شَنَفا)
(و) الصِّهْمِيمُ: (مَنْ لَا يُثْنَى عَن
(32/526)
مُرادِه) ، نَقَله الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ
الشُّجاعُ الَّذِي يَرْكَبُ رَأْسَه لَا يُثْنِيه شَيءٌ عَمَّا يُرِيدُ
ويَهْوَى.
(و) الصَّهْمِيمُ: الخَالِصُ فِي الخَيْرِ والشَّرِّ) مثل الصَّمِيم.
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: والهَاءُ عِنْدِي زَائِدَة.
قَالَ: وَأَنْشَد أَبو عُبَيْد فِي الجَيْش. وَفِي نُسْخَة: للجَيْش،
وَهُوَ غَلَط. والصَّحِيح للمخَيِّس:
(إِنَّ تَمِيماً خُلِقَتْ مَلْمُومَا ... مِثْلَ الصَّفَا لَا
تَشْتَكِي الكُلُومَا)
(قَوماً تَرَى واحِدَهُم صِهْمِيمَا ... لَا راحِمَ النَّاسِ وَلَا
مَرْحُومَا)
قَالَ اْبنُ بَرِّيّ: صَوابُه أَن يَقُول: وَأَنْشَد أَبُو عُبَيْدة
للمخَيّس الأَعْرَجِيّ. قَالَ: كَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي كِتابِ
المَجازِ فِي سُورَة الفُرْقَانِ عِنْد قَوْلِه تَعالَى: {وأعتدنا لمن
كذب بالساعة سعيرا} قَالَ: وهذَا الرَّجَزُ فِي رَجَز رُؤْبة أَيْضا.
قَالَ اْبنُ بَرّي: وَهُوَ المَشْهُور أ. هـ.
قُلتُ: وَقَالَ أَبُو عُثْمان المَازِنِيّ: سَأَلَني الأصمَعِيُّ عَن
قَوْلِ رُؤْبَةَ:
(إِن تَميماً خُلِقَت مَلْمُومَا ... )
قَالَ: خُلِقَت، ثمَّ قَالَ: مَلْمُوماً، فأَنَّثَ وَذَكَّر، فَقُلْتُ:
أَرادَ خُلِقَت خَلْقاً مَلْمُوماً، فَقَالَ: أَجدْت.
(و) الصِّهْمِيمُ: (حُلْوانُ الكَاهِن) ، عَن اْبنِ الأَعرابيّ.
(وتَصَهْمَمَ: عَمِلَ عَمَل الصِّهْمِيم) ، أَي: السَّيِّد.
(ورَجُلٌ صِيَهْمٌ كَقِمَطْر وجِرْدَحْل) أَي: (غَلِيظٌ ضَخْمٌ
شَدِيدٌ) جَيِّد البَضْعَة، قَالَ اْبنُ أَحْمَر:
(وَمَلَّ صِيَهْمٌ ذُو كَرادِيسَ لم يَكُن ... أَلُوفاً وَلَا صَبَّا
خِلافَ الرَّكائِبِ)
(أَو رَفَّاعٌ لِرَأْسِه، وَهِي بِهاء) .
(32/527)
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الصِّهْيَمُ كَدِرْهَمٍ: الشَّدِيدُ، قَالَ:
(فَعَدَا على الرُّكْبان غير مُهَلِّلٍ ... بِهِرَاوةٍ سَلِسِ
الخَلِيقَةِ صِهْيَم)
والصِّيَهْمُ كَقِمَطْر: القَصِيرُ، مَثَّل بِهِ سِيبَوَيْه، وفَسَّره
السِّيرافيُّ. وكُلُّ صُلْبٍ شَدِيدٍ صِيَهْمٌ وصِيَمٌّ. وكأَنَّ
الصِّهْمِيمَ مِنْهُ. قَالَ مُزاحِم:
(حَتَّى اْتَّقَيْتَ صِيَهْماً لَا تُوَرِّعُه ... مِثْلَ اتِّقَاءِ
القَعُودِ القَرْم بالذَّنَب)
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
ص هـ ت م
رَجُلٌ صَهْتَم: شَدِيدٌ عَسِر لَا يرتَدُّ وَجْهُه، ذَكَره
الأزهَرِيُّ فِي الرُّباعِيّ عَن اْبنِ السِّكّيت. قَالَ: وَهُوَ
مِثْلُ الصِّهْمِيم، وهكَذَا أَنْشَدِ قَولَ الشَّاعِر:
(بِهَراوةٍ سَلِس الخَلِيقَة صَهْتَمِ ... )
قلت: ووزَنَهُ أَبُو حَيَّان بفَهْعَل وجَعَل الهَاءَ زائِدةً، وَقد
أَشَرْنا إِلَيْهِ فِي " ص ت م ".
ص وم
( {صَامَ} صَوْماً {وصِيَاماً) ، بالكَسْر، (} واصْطَام) : إِذا
(أَمْسَك) هَذَا أصل اللُّغَة فِي! الصَّوْم. وَفِي الشَّرْع: (عَن
الطَّعامِ والشَّراب. و) من المَجاز: صَامَ عَنِ (الكَلامِ) : إِذا
أَمْسَكَ عَنهُ. وَبِه فُسِّر قَولُه تَعالى: {إِنِّي نذرت للرحمن صوما
فَلَنْ أكلم الْيَوْم إنسيا} أَي: صَمْتاً بِدَلِيل قَوْلِه: {فَلَنْ
أكلم الْيَوْم إنسيا} . (و) صَامَ عَن (النِّكَاحِ) : تَرَكَه. وَهُوَ
أَيْضاً دَاخِلٌ فِي حَدّ الصَّوْمِ الشَّرْعِي، وَمِنْه قَولُ
سُفْيانَ بنِ عُيَيْنَة: الصَّومُ هُوَ
(32/528)
الصَّبْر يَصْبِر الإِنْسانُ على الطَّعام
والشَّراب والنِّكاح، ثمَّ قَرَأَ: {إِنَّمَا يُوفى الصَّابِرُونَ
أجرهم بِغَيْر حِسَاب} .
(و) من المَجازِ: صَامَ عَن (السَّيْر) إِذا أَمْسَك، (و) قَالَ أَبُو
عُبَيْدة: كل مُمْسِكٍ عَن طَعامٍ أَو كَلامٍ أَو سَيْر (هُوَ {صَائِم.
و) قَالَ الجوهَرِيّ: رَجلٌ (} صَوْمَانُ) أَي: صَائِم ضُبِط بالفَتْح
وبالضَّمّ. (و) يُقالُ: رجلٌ ( {صَوْمٌ) ، ورجُلان صَوْمٌ، وقَوْم
صَوْمٌ، وامرأَةٌ صَوْمٌ: لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع؛ لِأَنَّهُ
نَعْتٌ بِالْمَصْدَرِ.
(ج:} صُوَّام) كَرُمَّان بالوَاوِ، ( {وصُيَّام) باليَاءِ، (} وصُوَّم)
كَرُكَّع بالوَاوِ، ( {وصُيّم) باليَاءِ قَلَبُوا الْوَاو لقُرْبِها من
الطَّرَف، (} وصِيَّم) بالكَسْر مَعَ تَشْدِيد اليَاءِ عَن سِيبَوَيْه،
كَسروا لِمَكانِ اليَاءِ، ( {وصِيامٌ) كَكِتاب، (} وصَيَامَى)
كَسَكَارَى، وهذِه نَادِرَة.
( {وصامَ مِنِيَّتَه: ذَاقَها. و) صَامَ (النَّعامُ: رَمَى بِذَرْقِه)
، وَكَذلِك الدَّجَاجَة، وَيُقَال لوقْفَتِها عِنْد ذَلِك أَو
لسُكُونها بِخُرُوج الأَذَى، وَهُوَ مَجاز، (وَهُوَ) أَي: ذَرْق
النَّعام (} صَوْمُه) . وَفِي المُحْكَم: الصَّوْم: عُرَّةُ النَّعَام.
وَفِي الفَرْق لابنِ السيِّد: هُوَ سَلْح النَّعام، وَأَنْشد:
(اتّق الله فِي الصَّلاة ودَعْها ... إِنّ فِي الصَّوْم والصَّلاَةِ
فَسادا)
ويَعْنِي بالصَّلاة إِتْيانَ المَرْأَة فِي دُبُرِها.
وَفِي المُحْكَم: صَامً النَّهارُ صَوْماً: ألْقى مَا فِي بَطْنِه،
ويَعْنِي بالنَّهارِ فَرْخَ الكَروان.
(و) صَامَ (الرَّجُلُ) ، إِذا تَظَلَّل! بالصَّوْمِ) : اسْم (شَجَرة) ،
عَن اْبنِ الأَعرابيّ. قَالَ الجَوْهَرِي: بِلُغَةِ هُذَيْل، قَالَ
اْبنُ بَرِّيّ: يُشِيرُ إِلَى قَوْلِ ساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّة:
(موكَّلٌ بشُدوفِ الصَّوْم يَرْقُبُها ... من المَناظِر مَخْطُوفُ
الحَشَا زَرِمُ)
(32/529)
والشُّدُوفُ: الأَشْخاص. وَقَالَ غَيرُه:
الصَّوم: شَجَرة على شَكْل الإِنْسان (كَرِيهَةُ المَنْظر) جِدًّا،
يُقَال لِثَمَرِها: رُؤُوسُ الشَّيَاطِين، يَعْنِي بالشَّياَطِين
الحَيَّات، وَلَيْسَ لَهَا وَرَق. وَقَالَ أَبُو حَنِيفة: {للصَّوم
هَدَب، وَلَا تَنْتَشِر أفنَانُه، يَنْبُت نَباتَ الأَثْل وَلَا
يَطُولُ طُولَه، وَأَكْثَرُ مَنابِتِه بلادُ بني شَبابَة، وَأَنْشد
قَولَ سِاعِدة.
(و) من المَجاز: صَامَ (النَّهارُ) إِذا اعْتَدل، و (قَامَ قائِمُ
الظَّهِيرَة) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَمِنْه قَولُ امْرئِ القَيْس:
(فَدَعْها وَسَلِّ الهَمَّ عَنْك بِجَسْرَةٍ ... ذَمُولٍ إِذا صَامَ
النَّهارُ وهَجَّرَا)
(و) من المَجازِ: (الصَّومُ: الصَّمْت) ، وَبِه فُسِّر قَوْلُه
تَعالَى: {إِنِّي نذرت للرحمن} صوما} ، عَن اْبن عَبّاس، وَقد تَقدَّم،
وَلَا يَخْفَى أَنَّه مَعَ قَوْله: أَمسَك عَن الكَلام تَكْرار.
(و) من المَجازِ: الصَّومُ: (رُكودُ الرِّيحِ) وَقد صَامَتْ نَقَلَه
الجَوْهَرِيُّ.
(و) من المَجازِ: الصَّومُ: (رَمَضان) ، وَمِنْه قَولُ أَبِي زَيْد:
أَقَمتُ بالبَصْرة صَوْمَيْن أَي: رَمَضانَيْن.
(و) الصَّومُ: (البِيعَةُ) ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وَكَأَنَّه بِحَذْف
مُضافٍ أَي: مَحَلّ الصَّوم أَي: الوَقْت، ( {والصَّائِمُ: للواحِد
والجَمْعِ،) هَكَذَا فِي النَسَخ، والصَّواب} والصَّوم للوَاحِد
والجَمْع، يُقَال: رَجُلٌّ {صَوْمٌ، وَرِجَال صَوْم: وعَلى الأَخِير
يَكُونُ جَمْع صَائِم، وَقيل: هُوَ اسمٌ للجَمْعِ.
(وَأًرضٌ} صَوامٌ كَسَحَابٍ: يابِسَةٌ لاَ مَاءَ بهَا) قَالَ
الشِّاعِر:
(بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ كَأَنَّ جَدِيلَه ... بِقَيْدُومِ رَعْن من
صَوامٍ مَمَنَّع)
(32/530)
(و) مِنَ المَجازِ: ( {مَصامُ الفَرَس}
ومصامَتُه: مَوْقِفُه) وَمَقَامُه، وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لامْرِئ
القَيْس:
(كَأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَت فِي {مَصَامِها ... بِأَمْراسٍ كَتَّانٍ
على صُمِّ جَنْدَلِ)
وَشَاهد} المصامة قَول الشَّمَّاخ:
( {مصامةَ أَعْيار من الصَّيْف تنشِج ... )
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: رَجُلٌ} صَوّام قَوَّام: إِذا كَانَ
{يَصُومُ بالنَّهار ويَقُوم باللَّيل.
} وصَامَ الفَرَسُ صَوْمًا: قَامَ على غَيْر اعْتِلاف، نَقَلَه
الجوهَرِيّ. وَفِي المُحْكَم والأَسَاس: صامَ الفرسُ على آرِبِّه
صَوْمًا وصِيَامًا إِذا لم يَعْتِلف. وَقيل: {الصَّائِمُ من الخَيْل:
القائِمُ السَّاكِن الَّذِي لَا يَطْعَم شَيْئًا. قَالَ النابِغَةُ
الذَّبْيانِي:
(خَيْلٌ} صِيامٌ وَخَيْلٌ غَيْرُ! صَائِمَةٍ ... تَحْتَ العَجاجِ
وَأُخْرَى تَعلُكُ اللُّجُمَا)
وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَة " صون " الصَّائِنُ من الخَيْل:
القَائِمُ على طَرَفِ حَافِرِه من الحَفاء. وَأَمَّا الصَّائم فَهُوَ
القائِم على قَوائِمه الأَرْبَع من غَيْر حَفاء. وَقيل للقَائِم:
صَائِم؛ لإمْسَاكِه عَن العَلَف مَعَ قِيامه.
وَقَالَ الخَلِيل: الصَّومُ: قِيامٌ بِلَا عَمَل، نَقله الجَوْهَرِيّ.
وصامَتِ الشَّمسُ: استَوَتْ. وَفِي التَّهْذِيب: إِذا قامَتْ وَلم
تَبْرح
(32/531)
مَكانَها. وبَكْرة صَائِمَة: إِذا قامَت وَلم تَدُرْ. وَأنْشد
الْجَوْهَرِي:
(شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ ... والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ
{الصَّائِمَه)
وصَامَ الشَّهْرَ: صَامَ فِيهِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {} فليصمه}
وجِئْتُه والشَّمس فِي {مَصامِها أَي: فِي كَبِد السَّماء.
} وصَام الماءُ وَقَامَ ودَامَ بِمَعْنًى، وَمِنْه.: ماءٌ صائِمٌ
قائِمٌ دائِمٌ.
وبَنُو صَائِم الدَّهْر: شِرْذِمَة باليَمَن يَنزِلُون نَواحِي
الزَّيْدِية، وَآخَرُونَ بِمصْر.
{وَصَوامٌ كَسَحَاب: أسمُ جَبَل، وَبِه فُسِّر قَولُ الشَّاعِر:
(بقَيْدُومِ رَعْنٍ من} صَوَامٍ مُمَنَّع ... )
ص ي م
(! الصِّيَّم كَقِنَّب) ، أَهملَه الجَوْهَرِيُّ، وَفِي اللِّسان: هُوَ
(الصُّلْبُ الشَّدِيدُ المُجْتَمِعُ الخَلْق) ، قلت: وَمِنْه أُخِذَ
الصِّهْمِيمُ كَمَا تَقدَّمَتِ الإشارَةُ إِلَيْهِ. |