تاج العروس (فصل الدَّال) مَعَ الْهَاء)
دبه
: (دَبَّهَ) الرَّجلُ (تَدْبيهاً) :
(أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
ورَوَى الأَزْهرِيُّ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ: إِذا (وَقَعَ فِي
الدَّبَّهَ، محرَّكةً) .
(وبخطِّ الصَّاغانيّ كسُكَّرٍ، (للمَوْضِعِ الكَثِيرِ الرَّمْل.
(و) دَبَّه تَدْبيهاً إِذا (لَزِمَ الدّبْهَ) بفتْحٍ فسكونٍ والصَّوابُ
كسُكَّرٍ، (لطَرِيقَةِ الخَيْرِ) ؛) عَنهُ أَيْضاً.
(ودِباهَةُ: ة بالسَّوادِ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
دَبَهٌ، محرّكةً: مَوْضِعٌ بينَ بَدْرٍ والصَّقْراءَ مَرَّ بِهِ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَسِيرِه إِلَى بَدْرٍ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: يقالُ للرّجُلِ إِذا حُمِدَ دَباهِ دَباهِ.
دجه
: (دَجَّهَ تَدْجِيهاً) :) أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
ورَوَى الأزْهرِيُّ عَن ابنِ الأعْرابيِّ: إِذا (نامَ فِي الدُّجَيْهِ)
، اسمٌ (لقُتْرَةِ الصَّائِدِ) ؛) نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.
(36/374)
دره
: (دَرَهَ عَلَيْهِم، كمَنَعَ) ، دَرهاً: (هَجَمَ) من حيثُ لم
يَحْتَسِبُوه، كدَرَأَ، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(و) قالَ غيرُهُ: دَرَه عَلَيْهِم إِذا (طَلَعَ) ، وَهُوَ مِثْلُ
هَجَمَ.
(و) دَرَهَ (عنْهُمْ وَلَهُم) ، وعَلى الأوَّلِ اقْتَصَرَ
الجَوْهرِيُّ، (دَفَعَ) ، مثْلُ دَرَأَ، وَهُوَ مُبْدلٌ مِنْهُ، مِثْلُ
هَراقَ وأَرَاقَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(ودارِهاتُ الدّهْرِ: هواجِمُهُ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيِّ، وأَنْشَدَ:
عَزِيزٌ عليَّ فَقْدُه فَفَقَدْتُهفبانَ وخَلَّى دارِهاتِ النوائبِ
(والمِدْرَهُ، كمِنْبَرٍ: السَّيِّدُ الشَّريفُ) ، سُمِّي بذلِكَ
لأنَّه يَقَوى على الأُمورِ ويَهْجُم عَلَيْهَا؛ عَن ابنِ سِيدَه.
(و) أَيْضاً: (المُقْدِمُ فِي اللِّسانِ واليَدِ عِندَ الخُصومَةِ
والقِتالِ) ؛) فِيهِ لفٌّ ونشْرٌ مُرتَّبٌ.
وقالَ اللّيْثُ: أُمِيتَ فِعْلُه إلاَّ قَوْلهم رجُلٌ مِدْرَهُ حَرْبٍ،
ومِدَرَهُ القَوْمِ هُوَ الدَّافِعُ عَنْهُم.
وقالَ غيرُهُ: مِدْرَهُ القَوْمِ زَعِيمُهُم وخَطِيبُهُم
والمُتَكَلِّمُ عَنْهُم والدافِعُ عَنْهُم، والجَمْعُ مَدارِهٌ؛
وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للبيدٍ:
ومِدْرَه الكتيبةِ الرَّدَاحِ وأَنْشَدَ فِي الجَمْعِ للأصْبَغ:
يَا ابنَ الجَحاجحةِ المَدارِهْوالصابرينَ على المَكارِهْ (وَهُوَ ذُو
تُدْرَهِهِم، بالضَّمِّ) ، وتُدْرئهِم بالهَمْزِ، (أَي الَّدافِعُ
عَنْهُم) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ قالَ:
(36/375)
أَعْطَى وأَطرافُ العَوالي تَنُوشُهمن
القومِ مَا ذُو تُدْرَهِ القومِ مانِعُهْولا يقالُ: هُوَ تُدْرَهُهُم
حَتَّى يُضافَ إِلَيْهِ ذُو؛ ويقالُ: هُوَ ذُو تُدْرَهٍ وتُدْرَأٍ إِذا
كانَ هَجَّاماً على أَعْدائِهِ من حيثُ لَا يَشْعرُونَ، ويقالُ: الهاءُ
فِي كلِّ ذلِكَ مُبْدلَةٌ من الهَمْزَةِ لأنَّ الدَّرْءَ الدّفْعُ.
ورَدَّه ابنُ سِيدَه وقالَ: بل هُما لُغتانِ.
(ودَرَّهَ على كَذَا تَدْرِيهاً: نَيَّفَ.
(و) دَرَّهَ (فُلانٌ فُلاناً: تَنَكَّرَ لَهُ) .
(مُقْتَضى سِياقه أَنَّه بالتَّشْديدِ.
وبخطِّ الصَّاغاني بالتَّخْفِيفِ قالَ: ودَرَهَه: تَنَكَّرَ لَهُ.
(والدَّرَهْرَهَةُ: الكَوْكَبَةُ الوَقَّادَةُ) تَطْلُع من الأُفُقِ
دارِئَةً بنُورِها؛ عَن أَبي عَمْرو.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الدَّرهُ: الإِقْدامُ.
وسِكِّينٌ دَرَهْرَهَةٌ: مُعْوَجَّةُ الرأْسِ الَّتِي تُسَمِّيها
العامَّةُ المِنْجَل؛ وَبِه رُوِي حدِيثُ المَبْعث أَيْضاً، وَقد
تقدَّمَ فِي بَرَهَ.
والدَّرَهْرَهَةُ: المرْأَةُ القاهِرَةُ لبَعْلِها؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
والدَّارهُ: البَرَّاقُ؛ اسْتَدْرَكَه شيْخُنا.
وتَدَرَّه: تَهَدَّدَ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
وَرب إِبْرَاهِيم حِين أوّهابالطير تَرْمي عَنْهُ من تدرّهاودِرِّيهُ
القوْمِ، كسِكِّيت: كَبيرُهُم.
والدَّارهُ: الطّفَيْليُّ والرَّسُولُ أَيْضاً؛ كلُّ ذلكَ عَن
الصَّاغاني.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
درزده:) دِرِزْدَه، بكسْرِ الدالِ والراءِ وسكونِ الزَّاي وفتْحِ
الدالِ وآخِرِه
(36/376)
هَاء مَحْضَة: قَرْيةٌ بنَسَف، مِنْهَا:
أَبو عليَ الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ مطاعٍ
الفَقِيهُ عَن أَبي سَلَمَةَ محمدِ بنِ محمدِ بنِ بكْرٍ الفَقِيهِ.
دفه
: (الدَّافِهُ) :) أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ واللّيْثُ.
ورَوَى ثَعْلَب عَن ابنِ الأعْرابيِّ قالَ: هُوَ (الغَريبُ) ؛) زادَ
الأَزْهرِيُّ: (كالهادِفِ) والدَّاهِفِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَدْفَهُ، كأَحْمَد: قَرْيةٌ بإِخميم من صَعِيدِ مِصْرَ، وَهُوَ غَيْرُ
أدفو الَّتِي تقدَّمَ ذِكْرُها فِي الفاءِ.
دكه
: (دَكَّهُ فِي وَجْهِه) :
(أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
وأَوْرَدَه الصَّاغانيُّ عَن الفرَّاءِ قالَ: هُوَ (كَنَكَهَ لَفْظاً
ومعْنًى) .
(وسَيَأْتي قَوْلُهم: اسْتَنْكَهَهَ فنَكَهَ فِي وَجْهِه إِذا أَمَرَه
بأنْ ينكه فِي وَجْهِ الرّجُلِ ليعلم أَشَارِب هُوَ أَمْ غَيْر
شَارِبٍ.
وسِياقُه يَقْتَضِي أنْ يكونَ مِثْل اسْتَدْكَهَه فدَكَهَ فِي
وَجْهِهِ، فتأَمَّلْ.
دله
: (الدَّلْهُ) ، بالفَتْحِ (ويُحَرَّكُ، والدُّلُوهُ) ، بالضَّمِّ،
(ذَهابُ الفُؤَادِ من هَمَ ونحوِهِ) كَمَا يَدْلَهُ عَقْل الإنْسانِ من
عشْقٍ أَو غيرِهِ.
(و) قد (دَلَّهَهُ العِشْقُ) والهَمُّ (تَدْلِيهاً) :) حَيَّرَهُ
وأَدْهَشَهُ (فَتَدَلَّهَ.
(و) قالَ أَبو عبيدٍ: (المُدَلَّهُ، كمُعَظَّمٍ: السَّاهِي القَلْبِ
الذَّاهِبُ العَقْلِ) ، أَي (مِن عِشقٍ ونحوِهِ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: التَّدْلِيه: ذَهابُ العَقْلِ عَن الهَوَى. يقالُ:
دَلَّهَهُ الحُبُّ أَي حَيَّرَهُ وأَدْهَشَهُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
(36/377)
مَا السِّنُّ إلاَّ غَفْلَةُ المُدَلَّهِ
(أَو) المُدَلَّهُ: (مَنْ لَا يَحْفَظُ مَا فَعَلَ أَو فُعِلَ بِهِ.
(والدَّالِهُ والدَّالِهَةُ: الضَّعيفُ النَّفسِ) .) يقالُ: رجُلٌ
دالِهٌ ودالِهَةٌ.
(وأَبو مُدَلِّهٍ، كمحدِّثٍ: تابِعِيٌّ) .
(قالَ أَبو حاتِم بنُ حبَّان: اسْمُه عبيدُ اللَّهِ بنُ عبدِ اللَّهِ.
وقالَ غيرُه: هُوَ أَخُو أَبي الْحباب سَعِيدِ بنِ يَسارٍ وَهُوَ
مَوْلى عائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، مَدَنيّ رَوَى عَن أَبي
هُرَيْرَةَ، وَعنهُ سعدُ أَبو مجاهِدٍ الطائيُّ.
(ودَلِهَ، كفَرِحَ) ، دَلَهاً: (تَحَيَّرَ) ودَهَشَ، (أَو جُنَّ
عِشْقاً أَو غَمًّا.
(و) فِي المُحْكَم: دَلَهَ، (كمَنَعَ) ، يَدْلَهُ دُلُوهاً: (سَلاَ.
(و) يقالُ: (ذَهَبَ دَمُهُ دَلْهاً، بالفتْحِ) :) أَي (هَدَراً) ؛)
نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الدَّلُوهُ: الناقَةُ الَّتِي لَا تكادُ تحِنُّ إِلَى إِلْفٍ وَلَا
وَلَد؛ وَقد دَلَهَتْ عَن إلْفِها وولدِها تَدْلُهُ دُلُوهاً؛ قالَهُ
أَبو زيْدٍ فِي كتابِ الإِبِلِ؛ ونَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
ودَلَهَتِ المرْأَةُ على وَلَدِها تَدْلِيهاً: إِذا فَقَدَتْهُ.
ودُلِّهَ الرَّجُلُ: حُيِّرَ.
والمُدَلَّهُ، كمُعَظَّمٍ: المُتَردِّدُ حَيْرَةً.
دَمه
: (الدَّمَهُ، محرّكةً) :) أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَفِي اللِّسانِ والتّكْمِلَةِ عَن اللَّيْثِ: (شِدَّةُ حَرِّ
الرَّمْلِ) والرَّمْضاءِ.
(و) أَيْضاً: (لُعْبَةٌ للصِّبْيانِ.
(36/378)
(وادْمَوْمَهَ) الرَّمْلُ: (كادَ يَغْلِي
من شِدَّةِ الحَرِّ.
(و) ادْمَوْمَهَ (فلانٌ: غُشِيَ عَلَيْهِ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
دَمِهَ يومُنا، كفَرِحَ، فَهُوَ دَمِهٌ ودامِهٌ: اشْتَدَّ حَرُّهُ؛
قالَ الشاعِرُ:
ظَلَّتْ على شُزُنٍ فِي دَامِهٍ دَمِهٍ كأَنَّه من أُوارِ الشمسِ
مَرْعُونُوالدَّمَهُ، محرّكةً: شِدَّةُ حَرِّ الشمسِ.
ودَمَهَتْه الشمسُ: صَخَدَتْه.
وتقدَّمَ لَهُ فِي حَرْفِ الراءِ: دمهكير هُوَ الأَخْذُ بالنَّفْسِ مِن
شِدَّةِ الحَرِّ؛ وَهُوَ من هَذَا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
دمتيه
{دَمَتْيُوهُ، بفتْحِ الدالِ والميمِ وسكونِ الفَوْقيَّة وضمِّ
التّحْتية: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن الغَرْبيةِ، وَقد وَرَدْتُها.
دهده
: (} دَهْدَهَ الحَجَرَ {فتَدَهْدَهَ: دَحْرَجَهُ) من عُلوَ إِلَى
سُفْلٍ (فَتَدَحْرَجَ،} كدَهْداهُ) {دَهْداةً} ودَهْداءَةً (
{فتَدَهْدَى) } تَدَهْدياً، الألِفُ والياءُ بَدَلان من الهاءِ؛ قالَ
رُؤْبَة:
{دَهْدَهْنَ جَوْلانَ الحَصَى} المُدَهْدَهِ وَفِي حدِيثِ الرُّؤْيا: (
{فيَتَدَهْدَى الحجرُ فيَتْبَعُه فيأْخُذُه) ، أَي يَتَدَحْرَجُ؛ وقالَ
الشاعِرُ:
} يُدَهْدِهْنَ الرُّؤُوسَ كَمَا {تُدَهْدِي حَزاوِرَةٌ بأَبْطَحِها
الكُرينَاحَوَّلَ الهاءَ الأَخيرَةَ يَاء لقُرْبِ شَبَهِها بالهاءِ.
(و) } دَهْدَهَ (الشَّيءَ: قَلَبَ بعضَه على بعضٍ) ، {كدَهْدَاهُ.
(} والدَّهْداهُ: صِغارُ الإِبِلِ، ج
(36/379)
{دَهادِهُ) ، ثمَّ صُغِّر على} دُهَيْدِه،
وجُمِعَ {الدَّهْدَاهُ على} الدُّهَيْدِهِينَ بالياءِ والنونِ؛
وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:
قد رَوِيَتْ إلاّ {دُهَيْدِهِينا قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِينا (}
والدَّهْدَهَةُ مِن الإِبِلِ: المائَةُ فأَكْثَرُ {كالدَّهْدَهانِ}
والدُّهَيْدِهانِ) ؛) وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ فِي كتابِ الخَيْلِ
للأغَرِّ:
لنِعْمَ ساقي {الدَّهْدَهانِ ذِي العَدَدْالجِلَّة الكُومِ الشِّرَابِ
فِي العَضُدْ (وقولُهُم: إلاَّدَهٍ فَلادَهٍ) ؛) قالَ الأصْمعيُّ: (أَي
إنْ لم يكُنْ هَذَا الأمْرُ الآنَ فَلَا يكونُ بعدَ الآنَ) ؛) قالَ:
وَلَا أَدْرِي مَا أَصْله، وإنِّي أَظنُّها فارِسِيَّةٌ. يقولُ: إنْ لم
تَضْرِبْه الآنَ فَلَا تَضْرِبه أَبداً؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: العَرَبُ تقولُ: إِلَّا َّدَهٍ فَلا دَهٍ،
يقالُ للرَّجُلِ إِذا أَشْرفَ على قضاءِ حاجَتِه من غَرِيمٍ لَهُ أَو
مِن ثأْرِهِ، أَو مِن إكْرامِ صَدِيقٍ لَهُ إلاّ} َدَهٍ فَلا! دَهٍ،
(أَي إنْ لم تَغْتَنمِ الفُرْصةُ السَّاعَةَ فَلَسْتَ تُصادِفُها
أَبداً) ؛) ومِثْلُه: بادِرِ الفُرْصةَ قَبْل أَنْ تكونَ الغُصَّة؛
وأَنْشَدَ أَبو عبيدَةَ لرُؤْبَة:
فاليومَ قد نَهْنَهَنِي تَنَهْنُهنِيوقُوَّلٌ إلاَّدَهٍ فلادَهِقُوَّلٌ
جَمْعُ قائِلٍ، كرَاكِعٍ ورُكَّعٍ. يقالُ: إنَّها فارِسيَّةٌ حكَى قَول
ظِئْرِه.
وَقد جاءَ ذلكَ فِي حدِيثِ الكاهِنِ، وَهُوَ مَثَلٌ مِن أَمْثالِ
العَرَبِ قَديمٌ.
قالَ الليْثُ: دَهْ
(36/380)
كلمةٌ كانتِ العَرَبُ تتكلَّمُ بهَا، يَرَى
الرجلُ ثأْرَهُ فتقولُ لَهُ: يَا فُلان إلاَّدَهٍ فلادَهٍ، أَي إنْ لم
تَثْأَرْ بِهِ الآنَ لم تَثْأَرْ بِهِ أَبداً.
وذَكَرَه أَبُو عبيدٍ فِي بابِ طلبِ الحاجَةِ فيُمْنَعُها فيطلبُ
غَيْرَها.
قالَ الأصْمعيُّ: ويقالُ: لادَهٍ فلادَهٍ، أَي لَا أَقْبَل واحِدَةً من
الخَصْلَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَعْرِضُ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَهَذَا القَوْلُ يدلُّ على أنَّ {دَهِ فارِسِيَّة
مَعْناها الضَّرْبُ، تقولُ للرّجلِ: إِذا أَمَرْتَه بالضَّرْبِ: دِهْ،
قالَ: رأَيْتُه فِي كتابِ أَبي زيْدٍ بكسْرِ الدالِ.
قُلْتُ:} دِهْ بالكسْرِ، فارِسِيَّةٌ مَعْناها أَعْطِ، ويكنَّى بهَا
عَن الضَّرْبِ.
وَقد أَوْرَدَ الزَّمَخْشريُّ هَذِه الأقْوالِ فِي أَوَّلِ
المُسْتَقْصى مِن أَمْثالِهِ.
( {ودُهْدُوهُ الجُعَلِ) ، بضمِّ الدَّالَيْن وفتْحِ الواوِ، (}
ودهْدُوَّتُه) ، بتَشْديدِ الواوِ، ( {ودُهْدِيَّتُهُ) ، بتَشْديدِ
الياءِ على البَدَلِ (ويُخَفَّفُ) ، كلُّ ذلِكَ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ،
(مَا) } يُدَهْدِهُهُ، أَي (يُدَحْرِجُه) مِن الخُرْءِ المُسْتديرِ.
وقالَ ابنُ برِّي: {الدُّهْدُوهَةُ كالدُّحْرُوجَةِ: مَا يَجْمَعُه
الجُعَل مِن الخُرْءِ.
وَفِي الحدِيثِ: (لمَا} يُدَهْدِهُ الجُعَلُ خَيْرٌ مِن الَّذين ماتُوا
فِي الجاهِلِيَّةِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الدَّهْدَاهُ: الكَثيرُ من الإِبِلِ حَواشِيَ كُنَّ أَو جِلَّةً؛ عَن
أَبي الطُّفَيْل؛ وأَنْشَدَ:
يَذُودُ يومَ المنَّهَلِ} الدَّهْداهِ {كالدَّهْدَهانِ.
ويقالُ: مَا أَدْرِي أَيُّ} الدَّهْدا هُوَ، مَقْصوراً ويُمَدُّ، عَن
الكِسائي، أَي
(36/381)
أَيُّ الناسِ هُوَ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
ويُرْوى: أَيُّ {الدَّهْداءِ هُوَ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: يقالُ فِي زَجْرِ الإِبِلِ: دُهْ دُهْ.
وأَمَّا قَوْلُهم:} دُهْ دُرَّيْن سَعْدَ القَيْنِ، فتقدَّمَ ذِكْرُه
فِي الراءِ وَفِي النونِ.
دوه
: ( {التَّدَوُّهُ) :
(أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وقالَ الصَّاغانيُّ: هُوَ (التَّغَيُّرُ.
(و) أَيْضاً: (التَقَحُّمُ) فِي الأُمُورِ.
(} ودَوْهُ) ، بضمِّ الهاءِ، وبخطِّ الصَّاغانيّ بكسْرِها، (ويُضَمُّ)
أَي أَوَّلُه: (دُعاءٌ للرُّبَعِ) ، كصُرَدٍ.
( {والتَّدْوِيهُ: أَن تَدْعُوَ الإِبِلَ فتقولَ:} داهْ {داهْ بالكسْرِ
والتّسْكِينِ، أَوْ} دُهْ {دُهْ، بالضَّمِّ، لتَجِيءَ إِلَى وَلَدِها)
.
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} دَاهَ {دَوْهاً: إِذا تَحَيَّرَ. |