تاج العروس

 (فصل الضَّاد الْمُعْجَمَة مَعَ الْوَاو وَالْيَاء)
ضأي
: (ى ( {ضَأَى، كسَعَى) : أَهْمَلَهُ الجوهريُّ.
وقالَ الأزْهريُّ: أَي (دَقَّ جِسْمُهُ) أَو عَظْمُهُ خلْقَةً أَو هُزالاً فِي ضَوَى بالواوِ كَمَا سَيَأْتي، ونقلَهُ الصَّاغاني أَيْضاً.

ضبو
: (و (} ضَبَتْه النَّارُ) والشَمسُ ( {تَضْبُوه) .
قالَ شيْخُنا: ذِكْرُ المُضارِع مُسْتدركٌ إِذْ لَا فائِدَةَ فِيهِ.
قُلْتُ: وكأنَّهُ تَبِعَ الجوهريَّ هُنَا ونَسِيَ اصْطِلاحَه.
(} ضَبْواً) ، بالفتْحِ: (غَيَّرَتْهُ وشَوَتْهُ) .
وَفِي المُحكم: لَفَحَتْهُ ولَوَّحَتْهُ إلاَّ أنَّه ذَكَرَ مَصْدَرَه ضَبْياً، بالياءِ.
وجَمَعَ بَيْنهما ابنُ القطَّاعِ فَإِذن الكلمةُ واوِيَّةٌ يائيَّةٌ.
(و) {ضَبَا (إِلَيْهِ: لَجَأَ) ، لُغَةٌ فِي الهَمْزِ.
(} والمُضْباةُ، بالضَّمِّ) ؛ هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي نسخِ الصِّحاحِ بالقَلَمِ؛ (خُبْزَةُ المَلَّةِ) .
وَفِي المُحْكمِ: ويُسَمِّي بعضُ أَهْلِ اليَمَنِ خُبْزَةَ المَلَّةِ {مَضْباةً، من هَذَا أَي من} ضَبَتْه النارُ، وَلَا أَدْرِي كيفَ ذلكَ إلاَّ أَن تُسَمَّى باسْمِ الموْضِعِ.
( {والضَّابِي: الرَّمادُ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(} وأَضْبَى) الرَّجُلُ على مَا فِي يَدَيْه: (أَمْسَكَ) لُغَةٌ، فِي أَضْبَأَ، عَن اللَّحْياني.
(و) ! أَضْبَى: (رَفَعَ) .
وَفِي التكمِلَةِ: دَفَعَ.
(و) أَيْضاً: مِثْلُ (أَضْوَى) زِنَةً ومَعْنىً.
(و) قالَ الكِسائي: أَضْبَى (عَلَيْهِ) إِذا (أَشْرَفَ ليَظْفَرَ بِهِ) ، نقلَهُ الجوهريُّ والأزْهريُّ.
(و) عَن الهَجَريّ: أَضْبَى (بِهِم السَّفَرُ) إِذا (أَخْلَفَهُمْ فِيمَا رَجَوْا) فِيهِ (من رِبحٍ) ومَنْفَعَةٍ؛ وأَنْشَدَ:
لَا يَشْكُرونَ إِذا كنَّا بمَيْسَرَةٍ
وَلَا يَكُفُّونَ إنْ أَضْبَى بِنَا السَّفَركذا فِي المُحْكم.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

(38/453)


{أَضْبَى على الشيءِ: كَتَم عَلَيْهِ وسَكَتَ؛ عَن ابنِ القطَّاع.

ضحو
: (و (} الضَّحْوُ {والضَّحْوَةُ} والضَّحِيَّةُ، كعَشِيَّةٍ) ؛ الأخيرَةُ لُغَةٌ فِي {الضَّحْوةِ كَمَا أَنَّ الغَدِيَّةَ لُغَةٌ فِي الغَدَاةِ؛ (ارْتِفاعُ النَّهارِ) .
وَفِي الصِّحاحِ:} ضَحْوَةُ النّهارِ بَعْد طُلوعِ الشمسِ.
( {والضُّحَى) ، كَهُدًى: (فُوَيْقَهُ) ، وَهُوَ حينَ تَشْرقُ الشمْسُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقيلَ: هُوَ مِن طُلوعِ الشَّمسِ إِلَى أَنْ يَرْتفِعَ النهارُ وتَبْيضَّ جدّاً؛ كَمَا فِي المُحْكم.
والأكْثَر على أَنَّها مُرادفَةٌ لمَا قَبْلها؛ نقلَهُ شيْخُنا.
وَقَالَ الرَّاغبُ:} الضُّحَى: انْبِساطُ الشمسِ وامْتِدادُ النَّهارِ، وسُمِّي الوَقْتُ بِهِ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: { {والضُّحَى واللّيْل إِذا سجى} ، {وأَن يحْشر النَّاس} ضُحىً} .
قالَ شيْخُنا: واخْتُلِف فِي وزْنِها فقيلَ: فُعَل بضمَ ففَتْحٍ، كَمَا قالَهُ المبرِّدُ.
وقيلَ: فُعْلَى، كبُشْرى، كَمَا قالَهُ ثَعْلبٌ فِي مُناظَرتِه مَعَ المبرِّدِ عندَ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ طاهِرٍ.
قالَ الجوْهريُّ: مَقْصورٌ يُؤَنَّثُ (ويُذَكَّرُ) ، فَمن أَنَّثَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ جَمْعُ ضَحْوةٍ.
قَالَ شيْخُنا: فيلحقُ بشَهْوةٍ وشُهىً الَّذِي مَرَّ عَن أَبي حيَّان.
قُلْتُ: وَكَذَا صَهْوَة وصُهىً.
ثمَّ قالَ الجوْهرِيُّ: ومَنْ ذَكَّرَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّه اسْمٌ على فُعَلٍ مثْلُ صُرَدٍ ونُغَرٍ؛ (ويُصَغَّرُ {ضُحَيّاً) ، كسُمَيَ، (بِلا هاءٍ) .
قالَ الفرَّاء: كَرِهُوا إدْخالَ الهاءِ لئَلاَّ يلتبسُ بتَصْغيرِ ضَحْوَةٍ.
(} والضَّحاءُ، بالمدِّ) ؛ قالَ الهَرَويُّ: إِن ضَمَمْتَ قَصَرْتَ وَإِن فَتَحْتَ مَدَدْتَ؛ (إِذا قَرُبَ انْتِصافُ النَّهار) .
قالَ الجَوْهريُّ: ثمَّ بَعْده، أَي بعْد {الضُّحَى،} الضَّحاءُ، مَمْدودٌ مُذَكَّر، وَهُوَ عنْدَ ارْتِفاعِ النَّهارِ الأَعْلى.
وَفِي

(38/454)


المِصْباحِ: هُوَ امْتِدادُ النَّهارِ، وَهُوَ مذَكَّرٌ كأَنَّه اسْمٌ للوَقْتِ.
وَفِي النهايَةِ: إِذا عَلَتِ الشمسُ إِلَى ربعِ السَّماءِ.
(و) {الضُّحَىَ، (بالضَّمِّ والقَصْرِ: الشَّمْسُ) . يقالُ: ارْتَفَعَتِ الضُّحَى، أَي الشمسُ.
وَفِي المِصْباح: ثمَّ اسْتُعْمِلَتِ الضُّحَى اسْتِعمالَ المُفْردِ وسُمِّي بهَا حَتَّى صُغِّرَتْ على ضُحَيَ.
وَفِي المُحْكم: وَقد تُسَمَّى الشمسُ ضُحىً لظُهورِها فِي ذلكَ الوَقْتِ.
(وأَتَيْتُكَ} ضَحْوَةً) ؛ أَي ( {ضُحًى) ، لَا تُسْتَعْمل إلاَّ ظَرْفاً إِذا عَنَيْتَها مِن يَوْمِك، وَكَذَا جَمِيعُ الأَوْقات إِذا عَنَيْتَها مِن يَوْمِك أَو لَيْلَتِك، فإنْ لم تَعْن بهَا ذلكَ صَرَّفْتَها بوُجُوهِ الإِعْرابِ وأَجْرَيْتها مُجْرَى سائِرِ الأسْماءِ؛ كَذَا فِي المُحْكَم، ومِثْلُه فِي الصِّحاحِ.
قالَ: هُوَ ظرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّن مِثْلُ سَحَر، تقولُ: لقِيتُه} ضُحىً {وضُحَى، إِذا أَرَدْتَ بِهِ} ضُحَى يَوْمِكَ لم تُنَوِّنْه.
( {وأَضْحَى) الرَّجُلُ: (صارَ فِيهَا) ، أَي فِي} الضُّحَى، وبَلَغَها.
وَفِي الصِّحاحِ: تقولُ مِن {الضَّحاءِ: أَقَمْتُ بالمَكانِ حَتَّى} أَضْحَيْت، كَمَا تقولُ مِن الصَّباح: أَصْبَحْت،؛ وَمِنْه قوْلُ عُمَر: ( {أَضْحُوا عِبَادَ اللَّهِ بصَلاةِ} الضُّحَى) ، أَي صَلُّوها لوَقْتِها وَلَا تُؤَخِّرُوها إِلَى ارْتِفاعِ {الضُّحَى.
(و) } أَضْحَى (الشَّيءَ: أَظْهَرَهُ) وأَبْدَاهُ. ( {وضَاحاهُ) } مُضاحاةً: (أَتاهُ فِيهَا) ، كغَادَاهُ ورَاوَحَه.
( {وأَضْحَى) فلانٌ (يَفْعَلُ كَذَا) ؛ أَي (صارَ فاعِلَهُ فِيهَا) .
وَفِي المُحْكم: صارَ فاعِلاً لَهُ فِي وَقْتِ} الضُّحَى.
وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ كَمَا تقولُ ظَلَّ يَفْعَل كَذَا.
وَقَالَ ابنُ القطَّاع: فَعَلَهُ مِن أَوَّل النَّهارِ.
( {وتَضَحَّى: أَكَلَ فِيهَا) .
وَفِي الصِّحاحِ: وهم} يَتَضَحَّوْنَ أَي يَتَغَدَّوْنَ.
وَفِي حديثِ ابنِ الأكْوع: (بَيْنا نحنُ! نَتَضَحَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى

(38/455)


الله عَلَيْهِ وَسلم، أَي نَتَغَدَّى.
قالَ ابنُ الأثيرِ: والأَصْلُ فِيهِ أنَّ العَرَبَ كَانُوا يَسِيرونَ فِي ظَعْنِهِم فَإِذا مَرُّوا ببُقْعَةٍ من الأرضِ فِيهَا كَلأٌ وعُشْبٌ قالَ قائِلُهم: أَلا {ضَحُّوا رُوَيْداً، أَي ارْفُقوا بالإِبِلُ حَتَّى} تَتَضَحَّى أَي تَنالَ من هَذَا المَرْعَى، ثمَّ وُضِعَتِ {التَّضْحِيَة مَكانَ الرِّفْقِ لتَصِلَ الأَبِلُ إِلَى المَنْزلِ وَقد شَبِعَتْ، ثمَّ اتُّسِعَ فِيهِ حَتَّى قيلَ لكلِّ مَنْ أَكَلَ وَقْتَ الضُّحَى هُوَ} يَتَضَحَّى أَي يأْكُلُ فِي هَذَا الوَقْتِ كَمَا يقالُ يَتَغَدَّى ويَتَعَشَّى من الغَداءِ والعَشاءِ، انتَهَى.
( {وضَحَّيْتُه أَنا} تَضْحِيَةً: أَطْعَمْتُهُ فِيهَا) ، وقيلَ: غَدَّيْتُه فِي أَيِّ وَقْتٍ كانَ، والأعْرَفُ أَنَّه فِي {الضُّحَى والأصْلُ فِيهِ للإِبِلِ ثمَّ اتُّسِعَ فِيهِ كَمَا تقدَّمَ.
(و) } ضَحَّيْتُ (بالشَّاةِ) {تَضْحِيةً: (ذَبَحْتُها فِيهَا) ، أَي فِي} ضُحَى النَّحْرِ؛ هَذَا هُوَ الأَصْلُ فِيهِ، وَقد تُسْتَعْملُ التَّضْحِيَة فِي جميعِ أَوْقات أَيَّام النَّحْر، وعَدَّاه بحَرْفٍ، وَقد لَا يتعدَّى فيُقالُ: {ضَحَّى} تَضْحيةً إِذا ذَبَحَ {الأُضْحِيَة وَقْتَ} الضُّحَى.
(و) {ضَحَّيْتُ (الغَنَمَ) ، وَكَذَا الإِبِلَ: (رَعَيْتُها بهَا) .
وَفِي الأساسِ:} ضَحَّيْتُ الإِبِلَ عَن الوِرْدِ وعشَّيْتها عَنهُ: أَي رَعَيْتها {الضّحاء والعِشَاء حَتَّى تَرِدَ وَقد شَبِعَتْ.
(} والأُضْحِيَةُ، ويُكْسَرُ) ؛ المُتَبادَرُ من سِياقِه أنَّ اللُّغَة الأُوْلى بالفَتْح كَمَا هُوَ مُقْتَضَى اصْطلاحِه وَلَا قائِل بِهِ، بل هِيَ بالضمِّ كَمَا صرَّحَ بِهِ أَرْبابُ المتونِ وَزْنُها أُفْعُولةٌ. وَفِي المِصْباح كسرُها اتبَاعا لكَسْرةِ الحاءِ؛ (شاةٌ {يُضَحَّى بهَا، ج} أَضاحِيّ، {كالضَّحِيَّةِ) ، كغَنِيَّةٍ، (ج} ضَحايا) ، كعَطِيَّة وعَطايا، ( {كالأَضْحاةِ ج} أَضْحَى) ، كأَرْطاةٍ وأَرْطَى، فَهَذِهِ أَرْبَعُ لُغاتٍ ذَكَرَها الجوهريُّ عَن الأَصْمعي.

(38/456)


(وَبهَا سُمِّيَ يَوْمُ النَّحْرِ) يَوْم {الأَضْحَى.
قالَ يَعْقوب: سُمِّي اليَوْم أَضْحَى بجَمْع} الأَضْحاةِ الَّتِي هِيَ الشَّاةُ.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ الفرَّاءُ: {الأَضْحَى يُذَكَّر ويُؤَنَّث، فمَنْ ذكَّر ذَهَبَ بِهِ إِلَى الْيَوْم؛ وأَنْشَدَ لأبي الغولِ الطُّهَوي:
رَأَيْتُكُم بَني الخَذْواءِ لما
دَنا} الأَضْحَى وصَلَّلَتِ اللِّحامُ ( {وضاحِيَةُ المالِ) مِن الإِبِلِ والغَنَم: (الَّتِي تَشْرَبُ ضُحًى.
(} وضاحِيَةُ البَصْرَةِ) ؛ ذُكِرَتْ (فِي (ب ط ن) .
( {وضَحا) الرَّجُلُ (} ضَحْواً) ، بالفتْح ( {وضُحُوّاً) ، كعُلُوَ (} وضُحِيّاً) ، كعُتِيَ: (بَرَزَ للشَّمْسِ) ، كَذَا فِي المُحْكَم، وظاهِرُه أَنه من حَدِّ دَعا.
(و) {ضَحَى، (كسَعَى ورَضِيَ،} ضَحْواً) ، بِالْفَتْح وضبَطَه فِي المُحْكم كعُلُوَ، ( {وضُحِيّاً) ، كعُتِيَ: (أَصابَتْه الشَّمْسُ) ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وأَنَّك لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا} تَضْحَى} ، أَي لكَ أَن تتصون من حَرِّ الشمْسِ.
(وأَرْضٌ {مَضْحاةٌ) ، كمَسْعاةٍ: (لَا تَكادُ تَغِيبُ عَنْهَا الشَّمْسُ) ، وَهِي الأرضُ البارِزَةُ.
(} وضَواحِيكَ: مَا بَرَزَ منْكَ لَهَا) ، أَي للشَّمْسِ، (كالكَتِفَيْنِ والمَنْكِبَيْنِ) ، جَمْعُ {ضاحِيَةٍ.
(و) } الضَّواحِي (من الحَوْضِ: نَواحِيهِ.
(و) الضَّواحِي (منَ الرُّومِ: مَا ظَهَرَ من بِلادِهم.
(و) الضَّواحِي: (السَّمَواتُ) لبُروزِ نَواحِيها؛ قالَهُ الرَّاغبُ، ونقلَهُ الجوهريُّ أَيْضاً.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذِه الكلمةُ واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ.
(ولَيلَةٌ! ضَحْياءُ) ، هَكَذَا هُوَ بالمدِّ فِي سائِرِ النُّسخِ ومِثْلُه فِي نسخِ الصِّحاحِ.
وأَنْكَرَه شيْخُنا وقالَ: الَّذِي فِي المَطالِعِ والمَشارِقِ وغيرِهما مِن مصنّفاتِ

(38/457)


الغِرِيبِ لَيْلَةٌ {ضَحْيا بالقَصْر.
قُلْتُ: وَهَذَا الإنْكارُ لَا وَجْه لَهُ، فقد جَمَعَ بَيْنَهما ابنُ سِيدَه فقالَ: لَيْلَةُ ضَحْياً} وضَحْياءُ، وَمن حفظ حجَّة على من لم يَحْفَظ إلاَّ أَنَّ المصنِّفَ قَصَّر عَن ذِكْر المَقْصورِ.
( {وإِضْحِيانَةٌ} وإِضْحِيَةٌ، بكسْرهما) ، ذَكَرَ الجوهريُّ وغيرُهُ {الإضْحِيانةَ، وَلم أَجِد للأخيرَةِ ذِكْراً فيمَا رأَيْت فِي الكُتُبِ، ولعلَّ الصَّوابَ} وإضْحِيان وإضْحِيانَة بكَسْرِهِما كَمَا هُوَ نَصّ كُتُبِ الغَرِيبِ وسَيَأَتي بَيانُه فِي المُسْتدركاتِ؛ (مُضِيئَةٌ) لَا غَيْمَ فِيهَا؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وخصَّ بعضُهم بِهِ الَّتِي يكونُ القَمَرُ فِيهَا مِن أَوَّلِها إِلَى آخِرِها.
(ويَوْمٌ {ضَحْياةٌ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ} إضْحيانُ بالكسْر وآخِرُه النّون؛ أَي مُضِيٌّ لَا غَيْمَ فِيهِ؛ كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم.
وقالَ الرَّاغبُ: مُضِيئَةٌ إضاءَةَ الضُّحَى.
( {والضَّحْياءُ: فَرَسُ) عَمْروِ بنِ عامِرٍ، كَمَا سَيَأْتي.
(أَو) } الضَّحْياءُ: (الشَّهْباءُ مِنْهُ) ، أَي مِن الفَرَسِ؛ (وَهُوَ {أَضْحَى) .
ونَصُّ الصِّحاحِ:} والأَضْحَى من الخَيْلِ: الأَشْهَبُ؛ والأُنْثَى {ضَحْياءُ.
وَفِي الأساسِ: فَرَسٌ أَضْحى وجَمَلٌ هِجانٌ، وَلَا يقالُ: أَبْيَضُ.
(وقُلَّةٌ} ضَحْيانَةٌ) : أَي (بارِزَةٌ للشَّمْسِ) .
قالَ الجوهريُّ: جاءَ ذلكَ فِي قولِ تأَبَّطَ شرّاً وَبِه فُسِّر (وفَعَلَهُ {ضاحِيَةً) : أَي (علانِيَةً) ؛ كَمَا فِي الأساسِ والصِّحاحِ؛ وأَنْشَدَ:
عَمِّي الَّذِي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً
دِينارَ نَخَّةِ كَلْبٍ وَهُوَ مَشْهودُوفي المُحْكم: أَي ظاهِراً بيِّناً.
(} وضَحا الطَّريقُ {ضُحُوّاً) ، كعُلُوَ (} وضُحِيّاً) ؛ كعُتِيَ: (بَدَا وظَهَرَ) ؛ واقْتَصَرَ ابنُ سَيدَه وابنُ القطَّاع على

(38/458)


أَوَّل المَصادِرِ. ونقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي زيْدٍ وضَبَطَ مَصْدرَهُ بالفَتْح.
(و) {ضَحِيَ، (كرَضِيَ) ، ضَحاً، مَقْصورٌ: (عَرِقَ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(} والضَّاحِي: وادٍ) فِي دِيارِ كِلابٍ؛ عَن نَصْر؛ وَفِي التكملةِ: لهُذَيْلٍ. (و) قيلَ: (رَمْلَةٌ) . وَفِي المُحْكم: ضاحٍ: موضِعٌ. وَفِي التَّكملةِ: غَرْبيِّ سُلْمى فِيهِ ماءَةٌ يقالُ لَهَا مُخَرَّبَة.
( {والضِّحْيانُ: ع) على جادةٍ (فِي طريقِ حَضْرَمَوْتَ) وَهِي طريقٌ مُخْتَصَرٌ مِنْهَا (إِلَى مكَّةَ) بينَ نَجْران وتَثْلِيث؛ قالَهُ نَصْر.
(و) أَيْضاً (أُطُمٌ) بالمدينَةِ (لأُحَيْحَةَ) بنِ الجلاَّحِ بَناهُ بالعصبةِ فِي أَرضِه الَّتِي يقالُ لَهَا القنانة؛ قالَهُ نَصْر.
(} والضَّحِيُّ، كغَنِيَ: ع باليَمَنِ) ؛ بل قَرْيةٌ كبيرَةٌ عامِرَةٌ فِي تِهامَة اليَمَنِ، وَهِي إحْدَى مَنازِلِ حاجِّ زَبِيد، وَقد نَزَلْتُ بهَا مَرَّتَيْن وسَكَنَتْها الفُقهاءُ من بَني كِنانَةَ العَلَويِّين، مِنْهُم: الفَقِيهُ المَشْهورُ قطبُ الدِّيْن إسْماعيلُ بنُ عليَ الحَضْرميُّ الشافِعِيُّ أَحَدُ الأئِمَّة المَشْهورِين بالعِلْم والصَّلاحِ والوَلايَةِ والكَرَاماتِ، سَكَنَ بهَا وأَعْقَبَ وَلدَيْن مُحَمَّدًا وعليّاً فلمحمدٍ قطب الدّين إِسْمَاعِيل صَاحب المُؤَلّفات وَلِيَ القَضاءَ الأَكْبر باليَمَنِ تُوفي سَنَةَ 605 وعقبُه! بالضَّحِيِّ؛ وأَما عليّ فإنَّه سَكَنَ زَبِيد وَبهَا عقبُه مِنْهُم: محمدُ بنُ عليَ المُلَقَّبُ بالشافِعِيِّ الصَّغير، من ولدِه محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ محمدٍ أَقامَ مُفْتِياً بزَبِيد نَحْو أَرْبَعِين سَنَة، وَمِنْهُم صالِحُ بنُ عليَ مِن ولدِه محمدٌ وعليُّ ابْنا إبراهيمَ بنِ صالِحٍ؛ وبالجملةِ فهُم مِن مَشاهِير بُيوتِ اليَمَنِ. والعَجَبُ للمصنِّفِ كيفَ لم يُشِرْ إِلَيْهِم مَعَ شُهْرتِهم وجَلالَتِهم

(38/459)


وَمَعَ ذِكْرِه لمَنْ دُونَهم.
(و) من المجازِ: ( {ضَحا ظِلُّهُ) ، أَي (ماتَ) ؛ وَمِنْه حديثُ: (فَإِذا نَضَبَ عُمْرُه} وضَحا ظِلُّهُ) .
قالَ ابنُ الْأَثِير: يقالُ ضَحا الظِّلُّ إِذا صارَ شمْساً، فَإِذا صارَ ظِلُّ الإنْسانِ شمْساً فقد بَطَلَ صاحِبُه.
( {والضَّحْياءُ: امْرأَةٌ لَا يَنْبُتُ شَعَرُ عانَتِها) ، فكأَنَّ عانَتَها} ضاحِيَةٌ، أَي بارِزَةٌ عارِيَةٌ مِن الشَّعَرِ لَا ظِلَّ عَلَيْهَا.
(و) أَيْضاً: (فَرَسُ عَمْرِو بنِ عامِرِ) بنِ ربيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَة، وَهُوَ فارِسُ {الضَّحْياءِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ:
أَبى فارِسُ الضَّحْياءِ يومَ هُبالَةٍ
إِذا الخَيْلُ فِي القَتْلى من القومِ تَعْثُرُقالَ الصَّاغاني: والرِّوايَةُ: فارِسُ الحَوَّاءِ، وَهِي فَرَسُ أَبي ذِي الرُّمَّة، والبَيْتُ لذِي الرُّمَّة.
وقوْلُه الضَّحْياءُ فَرَسُ عَمْروِ بنِ عامِرٍ صَحِيحٌ، والشاهِدُ عَلَيْهِ بَيْتُ خِداش بنِ زُهَيْر:
أَبي فارِسُ الضَّحْياءِ عَمْرُو بنُ عامِرٍ
أَبَى الذَّمَّ واخْتارَ الوَفاءَ على الغَدْرِوهو خداشُ بنُ زُهَيرِ بنِ ربيعَةَ بنِ عمْروِ بنِ عامِرٍ.
(ورجُلٌ} ضَحْيانٌ: يأْكُلُ فِي الضُّحَى) ، والقِياسُ فِيهِ {ضَحْوان لأنَّه مِن الضَّحْوَةِ، (وَهِي بهاءٍ) ، مِثْل غَدْيان وغَدْيانَة؛ قالَهُ شمِرٌ.
(و) رجُلٌ (} مُتَضَحَ ومُسْتَضْحٍ ومُضْطَحٍ: إِذا {أَضْحَى) ، أَي دَخَلَ فِي وَقْتِ} الضَّحْوَةِ.
( {والإضْحِيانُ، بالكسْر: نَبْتٌ كالأُقْحُوانِ) فِي الهَيْئةِ.
(وَمَا لكَلامِهِ} ضُحًى، كَهُدًى) ، أَي (بَيانٌ) وظُهورٌ؛ كَذَا فِي المُحْكم، وَهَكَذَا ضَبَطَه بالكسْرِ.

(38/460)


وَالَّذِي فِي الأساسِ: وأَنْشَدَني شعْراً ليسَ فِيهِ حَلاوَةٌ وَلَا {ضَحاءٌ، أَي ليسَ بواضِحِ المعْنَى، وضَبَطَه بالمدِّ فتأَمَّل ذَلِك.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} ضحَّى الرَّجلُ: تغدَّى بالضُّحى؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
{ضَحَّيْتُ حَتَّى أَظْهَرَتْ بمَلْحوبْ
وحَكَّتِ السَّاقَ ببَطْنِ العُرْقوبْيقولُ: ضَحَّيْت لكَثْرَةِ أَكْلِها حَتَّى تعَدَّيْت تلكَ السَّاعةَ انْتِظاراً لَهَا، والاسْمُ} الضَّحاءُ، كسَماءٍ.
وَفِي الصِّحاح: الضَّحاءُ الغَداءُ، سُمِّي بذلكَ لأنَّه يُؤْكَلُ فِي الضّحاءِ؛ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
تَرَى الثَّوْرَ يَمْشِي راجِعاً مِنْ {ضَحائِهِ
بهَا مِثْلَ مشْيِ الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَلِ وضحي عَن الْأَمر: بَينه وأظهره، وَيُقَال:} أَضِحْ لي عَن أَمرك، بِفَتْح الْهمزَة، أَي أوضح وَأظْهر، كَذَا فِي الْمُحكم، {وَضَحَّيْنَاهُمْ: مثل صبحناهم} وضَحَّى قَوْمَه: غَدَّاهُم، أَو دَعاهُم إِلَى {ضحائِهِ.
وبَدا} بضاحِي رأَسِهِ: أَي ناحِيَتِه.
{والضَّحْيانُ مِن كلِّ شيءٍ: البارِزُ للشَّمْسِ.
قَالَ ابنُ جنِّي: القِياسُ} ضَحْوانٌ لأنَّه مِن {الضّحْوةِ إلاَّ أنَّه اسْتُخِفَّ بالياءِ.
} والضَّحْيانُ: لَقَبُ عامِرِ بنِ سعْدِ بنِ الْخَزْرَج من بَنِي النَّمِر بنِ قاسِطٍ، سمِّي بذلكَ لِأَنَّهُ كانَ يَقْعدُ لقوْمِه فِي {الضَّحاءِ فيَقْضِي بَيْنهم.
} والضَّحْيانَةُ: عَصاً نَبَتَتْ فِي الشمْسِ حَتَّى طَبَخَتْها وأَنْضَجَتْهَا، وَهِي أَشَدُّ مَا تكونُ، وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
يَكْفِيك جهْلَ الأَحْمَقِ المُسْتَجْهَلِ
{ضَحْيانَةٌ من عَقَداتِ السَّلْسَلِوضَحِيَ للشَّمْسِ، كرَضِيَ،} ضَحاءً، مَمْدودٌ: بَرَزَ، وكَذلِكَ! ضَحَى،

(38/461)


كسَعَى. ومُسْتَقْبلُهُما {يَضْحَى فِي اللُّغَتَيْن جمِيعاً؛ نَقَلَهُ الجوهريُّ؛ وزادَ ابنُ القطَّاع فِي مصادِرِه} ضحيّاً.
وَفِي الحديثِ: أَنَّ ابنَ عُمَر رأَى رجُلاً مُحْرِماً قدِ اسْتَظَلَّ فَقَالَ: (أَضْح لِمَنْ أَحْرَمْتَ لَهُ) ، قالَ الجوهريُّ هَكَذَا يَرْوِيه المحدِّثونَ بفتْحِ الأَلِفِ وكَسْر الحاءِ مِن {أَضْحَيْتُ. وقالَ الأصْمعي: إنَّما هُوَ بكَسْر الألِفِ وفتحِ الحَاءِ مِن} ضَحِيتُ {أَضْحَى، لأنَّه إنَّما أَمَرَه بالبُروزِ للشَّمْسِ.
} وضحيته عَن الشيءِ: رَفَقْتُ بِهِ.
{وضَحِّ رُوَيْداً: أَي لَا تَعْجَل، قالَ زَيْدُ الخَيْل الطَّائيَ:
فَلَو أَنَّ نَصْراً أَصْلَحَتْ ذاتَ بَيْنها
} لضَحَّتْ رُوَيْداً عَن مطالِبِها عَمْرُوونَصْرٌ وعَمْرٌ و: ابْنا قُعَيْنٍ، بَطْنانِ من أَسَدٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي الأساسِ: ومِن المجازِ: {ضَحَّى عَن الأَمْرِ وعَشَّى عَنهُ إِذا تَأَنَّى عَنهُ واتَّأَدَ وَلم يَعْجَلْ.
وَفِي مَثَلٍ:} ضَحِّ رُوَيْداً وعَشِّ رُوَيْداً. وأَصْلُه من {تَضْحِيةِ الإبِلِ عَن الوِرْدِ، انتهَى.
وَفِي كتابِ عليَ إِلَى ابنِ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُم: (أَلا} ضَحِّ رُوَيْداً فقد بَلَغْتَ المَدَى) ، أَي اصْبِرْ قَليلاً.
وَفِي المُحْكم: فِي مَثَلٍ {ضَحِّ وَلَا تَغْتَر، وَلَا يقالُ ذلكَ إلاَّ للإنْسانِ؛ قالَهُ الأصْمعي؛ وجَعَلَه غيرُهُ للناسِ والإبِلِ.
} واسْتَضْحى للشَّمْسِ: بَرَزَ لَهَا وقَعَدَ عنْدَها فِي الشِّتاءِ خاصَّةً.
! وضُحَى الشَّمْسِ: ضَوْؤُها؛ وَبِه

(38/462)


فُسِّر قوْلُه تَعَالَى: {والشَّمْسُ {وضُحاها} ، كَذَا فِي مقدّمَةِ الفَتْح.
} والضَّواحِي من النَّخْلِ: مَا كانَ خارِجَ السُّورِ، صفَةٌ غالِبَةٌ لأنَّها {تَضْحَى للشَّمْسِ.
ولَيْلَةُ} ضَحْيا، بالقَصْر والمَدِّ؛ وذَكَرَ المصنِّفُ المَمْدودَ، {وضَحْيانٌ} وضَحْيانَةٌ {وإضْحِيانُ} وإضْحِيانَةُ، بكسْرِهما، وَلم يأْتِ فِي الصِّفاتِ إفْعِلان إلاَّ هَذَا.
وَفِي ارْتِشافِ الضرْب لأبي حيَّان: أَنَّه يقالُ {أَضْحيانُ بالفَتْح.
قالَ شيْخُنا: وَهُوَ غريبٌ.
ويومٌ} إضْحيانٌ {وضَحْيانٌ، وسِراجٌ} ضَحْيانٌ، وَقَمَرٌ {ضَحْيانٌ} وإضْحيانٌ؛ كلُّ ذلكَ أَي مُضِيءٌ.
وبَنُو {ضَحْيانٍ: بَطْنٌ.
} وضَحْياءُ: مُوضِعٌ.
وَقد {ضَحِيَتِ الليْلَةُ، كرَضِيَ: لم يكنْ فِيهَا غَيْمٌ.
} وضَحِيَ الفَرَسُ ابيضَّ.
{وأَضْحَى: صَلَّى النافِلَةَ فِي ذلكَ الوَقْتِ.
وَهُوَ مِن أَهْلِ} الضَّاحِيَةِ: أَي البادِيَةِ.
{وضَواحِي قُرَيْش: النَّازِلُونَ بظَواهِرِ مَكَّةَ.
} وضاحَتِ البِلادُ: بَرَزَتْ للشَّمْسِ فيَبِسَ نَباتُها، فاعلت من {ضَحا، والأَصْلُ} ضاحيت.
وقالَ الأصْمعي: يُسْتَحبُّ من الفَرَسِ أَنْ {يَضْحى عِجَانُه، أَي يظهرَ، نقلَهُ الجوهريُّ.
} وأَضْحَى عَن الأمْرِ بَعُدَ عَنهُ.
والقَطا {يُضْحِي عَن الماءِ: أَي يَبْعدُ، وَهُوَ مجازٌ.
وشجرَةٌ} ضاحِيَةُ الظِّلِّ: أَي لَا ظِلَّ لَهَا.
ومَفازَةٌ {ضاحِيَةُ الظلالِ.
وَفِي الدُّعاء: لَا} أَضْحَى اللَّهُ لنا ظِلَّكَ.

(38/463)


وأَبو {الضُّحَى مُسْلمُ بنُ صُبَيْح الهَمَداني الكُوفي عَن مَسْرُوق، وَعنهُ الأَعْمشُ.
} وَضُحَى لَقَبُ جماعَةٍ بشرْبِيْن مِن أَرْضِ مِصْرَ مِنْهُم: سلامَةُ بنُ أَحمدَ الشّرْبِينِي الفرضيُّ تَفَقَّه على المزاحي، وَعنهُ شيخُ مشايخِنا أَبو حامِدٍ البُدَيْرِي، تُوفِي سَنَة 1087؛ وَمِنْهُم: صاحِبُنا المُعَمِّر عبْدُالخالِقِ بنُ عبدِ الخالِقِ بنِ محمدٍ، بَارَكَ اللَّهُ فِيهِ.
وَمَا أَدْرِي أَيَّ {الضَّحْياءِ هُوَ، أَي أَيِّ الناسِ؛ نقلَهُ الأزهريُّ فِي ترْكِيبِ طهي.

ضخى
: (ي (} الضَّاخِيَةُ) :) أَهْملهُ الجوهريُّ والأزْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: هِيَ (الَّداهِيَةُ) ؛) ونقلَهُ الصَّاغانيُّ أَيْضاً هَكَذَا.

ضدي
: (ي {ضَدِيَ، بالكسْر،} ضَدًى) ، مَقْصورٌ:
أهْملَهُ الجوْهرِيُّ.
وقالَ غيرُهُ: أَي (غَضِبَ) ، أَو امْتَلأَ غَضَباً، وَهِي لُغَةٌ فِي ضَدِىءَ ضَدَأً بالهَمْزِ.
( {والضَّوادِي: الكَلامُ القَبيحُ.
(وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: الفُحشُ، (أَو مَا يُتَعَلَّلُ بِهِ) من الكَلامِ.
قالَ ابنُ سِيَدَه: (وَلَا يُحَقَّقُ لَهُ فِعْلٌ) ؛ قالَ أُمَيَّة:
وَمَالِي لَا أُحَيّيه وعنْدِي
قَلائِص يطلعن من النِّجادِإليّ وانه للنَّاس نهى
وَلَا يعتل بالكَلِمِ} الضَّوادِي لم يَحْكِ هَذِه الكَلِمَة إلاَّ ابنُ دَرَسْتَوَيْه، وَلَا أَصْلَ لَهَا فِي اللغةِ.
( {وأَضْدَى) الرَّجُلُ: (تَلاَءَ إناءَهُ فأَتْرَعَهُ) ، كأَضَدَّهُ.
(} وضَادَاهُ) {مُضاداةً: (ضادَّهُ.
(وإنَّه لصاحِبُ} ضَدًى

(38/464)


كقَفًى) ، وَهُوَ اسْمٌ من المُضادَاة.

ضدو
: (و {ضَدَوانِ، محرَّكةً) : أَهْملَهُ الجوهريُّ.
وهُما (جَبَلانِ) بشقِّ اليَمامَةِ.

ضري -
و: (ى} ضَرِيَ بِهِ، كرَضِيَ، {ضَراً) ، مَقْصور، (} وضَراوَةً {وضَرْياً} وضَراءَةً) : أَي (لَهِجَ) بِهِ؛ كَذَا فِي المُحْكم، إلاَّ أنَّه اقْتَصَرَ على المَصْدرَيْن الأوّلَيْن، وزَادَ شَمِرٌ: واعْتَادَ بِهِ فَلَا يكادُ يَصْبرُ عَنهُ فَهُوَ {ضَارٍ.
وَفِي الحديثِ: (إنَّ للإِسْلامِ} ضَراوَةً) ، أَي عادَةً ولهَجاً بِهِ لَا يُصْبَرُ عَنهُ.
وَفِي حديثِ عُمَر: (إيَّاكُم وَهَذِه المَجازِرَ فإنَّ لَهَا ضَراوَةً {كضَراوَةِ الخمْرِ) ، أَي عادَةً يَنْزِعُ إِلَيْهَا كعادَةِ الخَمْرِ مَعَ شارِبِها، فمَنِ اعْتَادَ اللحْمَ لم يَكَدْ يَصْبر عَنهُ فدَخَلَ فِي حَدِّ المُسْرفِ فِي نفَقَتِه.
(} وضَرَّاهُ بِهِ {تَضْرِيَةً} وأَضْراهُ) : عَوَّدَهُ بِهِ وأَلْهَجَه وأَغْراهُ؛ قالَ زهيرٌ:
{وتَضْرى إِذا} ضَرَّيْتُموها فَتَضْرَم وشاهِدُ {الاضْراءِ قولُ الحريرِي:
واصْبر إِذا هُوَ} أَضْرَى
بك الخطوب وأَلّب (و) مِن المجازِ: (عِرْقٌ {ضَرِيٌّ) ، كغَنِيَ: سَيَّالٌ (لَا يَكادُ يَنْقَطِعُ دَمُه) كأَنَّه} ضرى بالسَّيَلانِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للعجَّاج:
ممَّا {ضَرَى العِرْقُ بِهِ} الضَّريُّ (وَقد {ضَرَا) } يَضْرُو (! ضُرُوّاً، كسُمُوَ) ، وضَبَطَه فِي الصِّحاح بالفَتْح،

(38/465)


(فَهُوَ {ضارٍ) أَيْضاً: إِذا (بَدا مِنْهُ الدَّمُ) .
وَفِي التَّهذيبِ: إِذا اهْتَزَّ ونَعَر بالدَّم.
قالَ الزَّمَخْشريُّ: غيَّروا البِناءَ لتَغَيّر المَعْنى؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للأخْطل:
لمَّا أَتَوْه بمِصْباحٍ ومِبْزَلِهم
سارتْ إِلَيْهِم سُؤُورُ الأَبْجَلِ} الضَّارِي ( {والضِّرْوُ، بالكسْر:} الضَّارِي من أوْلادِ الكِلابِ) ؛ والأُنْثى ضَرْوةٌ، ( {كالضَّرِيِّ) ، كغَنِيَ.
(و) } الضِّرْوُ: (شَجَرةُ الكَمْكامِ) ، وَهُوَ شَجَرٌ طيِّبُ الرِّيح يُسْتاكُ بِهِ ويُجْعَل ورَقُه فِي العِطْرِ وَهُوَ المَحْلَبُ؛ قالَهُ اللَّيْث؛ قالَ النابِغَةُ الجَعْديُّ:
تَسْتَنُّ {بالضِّرْوِ من بَراقِشَ أَوْ
هَيْلانَ أَو ناضِرٍ منَ العُتُمِ قَالَ أَبُو حنيفَةَ: أَكْثَرُ مَنابِتِ} الضَّرْو، باليَمَنِ، وَهُوَ مِن شَجَرِ الجِبالِ كالبَلُّوطِ العَظِيمِ لَهُ عَناقِيدُ كعَناقِيدِ البُطْمِ غيرَ أنَّه أَكْبرُ حَبّاً ويُطْبَخُ ورَقُه فَإِذا نَضَجَ صُفِّيَ ورُدَّ ماؤُهُ إِلَى النارِ فيعقدُ يُتَداوَى بِهِ مِن خُشونةِ الصَّدْرِ ووَجَعِ الحلْقِ، (لَا صَمْغُه. وَغلط الْجَوْهَرِي وَنَصه فِي الصِّحَاح: صمغ الشّجر تدعى: الكمكام، تجلب من الْيمن، انْتهى وفب التَّهْذِيب عَن أبي حنيفَة: الكمكام قرف شَجَرَة الضرو، وَقيل: لحاؤها وَهُوَ من أَفْوَاه الطّيب، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْمِيم وَقَالَ الْأَعرَابِي:! الضَّرْوُ والبطم الْحبَّة الخضراء وقديستاك بِهِ أَيْضا وَأنْشد: هَنِيئًا لعود الضرو شهد يَنَالهُ على خضرات ماؤهن رفيف

(38/466)


وَأَرَادَ: عود شواك من شجر الضرو إِذا استاكت بِهِ الْجَارِيَة كَانَ الرِّيق الَّذِي يبتل بِهِ السِّوَاك من فِيهَا كالشهد، وتقتح عَن اللَّيْث، هذكذا وجد مضبوطاً بِالْوَجْهَيْنِ يَفِي نسخ الْمُحكم عِنْد قَوْله: الضرو: شجر الطّيب الرّيح وسيتاك بِهِ {والضَّرْوُ من الجذام: اللطخ مِنْهُ، وَمِنْه الحَدِيث أَن أَبَا بكر أكل مَعَ رجل بِهِ} ضَرِوٌ من جذام وَهُوَ من {الضَّرَاوَةِ، كَأَن الدَّاء ضري بِهِ قَالَ ابْن الْأَثِير: ويروى بِالْفَتْح أَيْضا فَيكون من} ضَرَا الْجرْح {يَضْرُو: إِذا لم يَنْقَطِع سيلانه، أَي بِهِ قرحَة ذَات ضرو وسقاء} ضَارٍ بالسمن كَذَا فِي النّسخ وَالصَّوَاب: بِاللَّبنِ كَمَا هُوَ فِي النَّص الْمُحكم يعْتق فِيهِ ويجود طعمه وكلب {ضَارٍ بالصيد أَي متعود بِهِ وَقد َ} ضِريَ كرضي {ضَرَاوَةً مكما فِي الصِّحَاح وَهُوَ قَول الْأَصْمَعِي وَ} ضَراً بِالْقصرِ {وضَرِاءً بالكسروالفتح والأخيرة عَن أبي زيد وكلبة ضارية وَ} ضَري الْعرق كرمى إِذا سَالَ وَجرى عَن ابْن الْأَعرَابِي نَقله الْأَزْهَرِي وَمِنْه قولُ العجَّاج الَّذِي تقدَّمَ ذِكْرُه:
ممَّا {ضَرَى العِرْقُ بِهِ الضَّرِيُّ (} والضَّراءُ) ، كسَماءٍ: (الاسْتِخْفاءُ) ؛ عَن أَبي عَمْروٍ.
(و) فِي الصِّحاح: {الضَّراءُ: (الشَّجَرُ المُلْتَفُّ فِي الوادِي) . يقالُ: تَوارَى الصَّيْدُ منِّي فِي} ضَراءٍ؛ وفلانُ يَمْشي الضَّراءَ: إِذا مَشَى مُسْتَخْفياً فيمَا يُوارِيه من الشَّجَرِ ويقالُ للرَّجُلِ إِذا خَتَلَ بصاحِبَه: هُوَ يَدِبُّ لَهُ الضَّرَاءَ ويَمْشي لَهُ

(38/467)


الخَمْرَ؛ قالَ بِشْرٌ:
عَطَفْنا لَهُم عَطْفَ الضَّرُوسِ منَ المَلا
بشَهْباءَ لَا يَمْشِي الضَّرَاءَ رَقِيبُهاانتَهَى.
(و) {الضَّرَاءُ: (أَرْضٌ مُسْتويةٌ تأْوِيها السِّباعُ وَبهَا نُبَذٌ من الشَّجَرِ) فَإِذا كانتْ فِي هَبْطةٍ فَهِيَ الغَيْضَةُ.
وقالَ أَبو عَمْروٍ: وَمَا وَارَاك مِن أَرْضٍ فَهُوَ} الضَّراءُ.
( {وضَرِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ: (ة) لبَني كِلابٍ (بينَ البَصْرَةِ ومكَّةَ) ؛ وَفِي الصِّحاحِ: على طَريقِ البَصْرَةِ وَهِي إِلَى مكَّةَ أَقْرَب؛ انتَهى. ويُضافُ إِلَيْهَا الحِمَى المَشْهورُ، هُوَ أَكْبَر الأحْماءِ.} وضَرِيَّةُ سُمِّيَت بضَرِيَّة بنت ربيعَةَ بنِ نزارٍ، وأَوَّلُ مَنْ حَماهُ فِي الإِسْلام عُمَرُ رضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ، لإِبِلِ الصَّدَقَةِ وَظهر الْغُزَاة وَكَانَ ستَّة أَمْيال مِن كلِّ ناحِيَة مِن نَواحي {ضَرِيَّة،} وضَريَّة فِي وَسَطِها؛ نقلَهُ شيْخُنا؛ وقالَ نُصَيْب:
أَلا يَا عُقابَ الوَكْرِ وَكْرِ ضَرِيَّةٍ
سُقِيت الغَوادِي من عُقابِ ومِنْ وَكْرِوقالَ نَصْر: {ضَرِيَّةُ صقْعٌ واسِعٌ بنَجْدٍ، يُنْسَبُ إِلَيْهِ الحِمَى، يلِيه أُمراءُ المدينَةِ وينزلُ بِهِ حاجُّ البَّصْرةِ بينَ الجديلة وطِخْفة.
(} واضْرَوْرَى) الرَّجُلُ! اضريراء: انْتَفَخَ بَطْنُه من الطَّعامِ واتَّخَم. صوابُه (بالظاءِ) وبالطاءِ، جَمِيعاً عَن أَبي زيْدٍ وأَبي عَمْرو وابنِ الأَعرابي وغيرِهِم. (وغَلِطَ الجوهريُّ) ، ونبَّه عَلَيْهِ أَبو زكريَّا وقَبْله أَبو سَهْلٍ الهَرَويّ بأَبْسَط من هَذَا، والمصنِّفُ تَبِعَهم إلاَّ أنَّه قصر فِي ذِكْرِ الظاءِ

(38/468)


فَقَط، والكلِمةُ بالظاءِ والطاءِ جمِيعاً كَمَا سَيَأتي لَهُ.
( {وتَضْرِيَةُ الغَرَارَةِ: فَتْلُ قُطْرِها) ، وَقد ضَرَّاها.
(} والضَّرِيُّ) ، كغَنِيَ: (الماءُ من البُسْرِ الأَحْمَرِ والأَصْفَرِ يَصُبُّونَه على النَّبْقِ فيَتَّخِذونَ مِنْهُ نَبيذاً.
( {وأَضْرَى) الَّرجُلُ: (شَرِبَة) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
جرَّةٌ} ضارِيَةٌ بالخَلِّ والنَّبيذِ، وَقد {ضَرِيَتْ بهما.
وجَمْعُ} الضِّرْوِ للكَلْبِ {الضَّارِي:} أَضْرٍ {وضِراءٌ كذِئْبٍ وأَذْؤُبٍ وذِئابٍ؛ قالَ ابنُ أَحْمر:
حَتَّى إِذا ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ صَبَّحَه
} أَضْرِي ابنِ قُرَّانَ باتَ الوحْشَ والعَزَباأَرادَ: باتَ وحْشاً وعَزباً.
والعِرْقُ {الضَّارِي: السَّائِلُ أَو المُعْتاد بالقَصْد، فَإِذا حانَ حِينُه وفُصِدَ كانَ أَسْرَعَ لخُروجِ دَمِه.
والإناءُ} الضَّارِي: السَّائِلُ، وَقد نهى عَن الشُّربِ فِيهِ فِي حدِيثِ عليَ، لأنَّه ينغص الشُّرْبَ؛ هَذَا تَفْسِيرُ ابنِ الأعْرابي.
وقالَ غيرُهُ: هُوَ الَّدنُّ الَّذِي {ضُرِّيَ بالخَمْرِ، فَإِذا جُعِلَ فِيهِ النَّبيذُ صارَ مُسْكِراً.
} وضَرا النَّبيذُ يَضْرى: اشْتَدَّ.
وكلْبٌ {ضارٍ بالصَّيْد: إِذا تَطَعَّم بلَحْمِه.
وبيتٌ ضارٍ بالَّلحْمِ: كَثُر اعْتِياده حَتَّى يَبْقى فِيهِ رِيحُه.
} والضَّارِي: المَجْروحُ؛ وَبِه فُسِّر قوْلُ حُمَيْد:
نَزِيفٌ تَرَى رَدْعَ العَبِيرِ بجَيْبها
كَمَا ضَرَّجَ {الضَّارِي النَّزِيف المُكَلَّمَا} وأَضْرَى كَلْبَه: عَوَّدَه بالصَّيْدِ.
! واسْتَضْرَيْتُ للصَّيْدِ: إِذا خَتَلْتَه من حيثُ لَا يَعْلَم.

(38/469)


{والضِّراءُ، ككِساءٍ: الشُّجْعانُ؛ وَمِنْه الحديثُ: (إنَّ قَيْساً} ضِراءُ اللَّهِ) .
{والضَّوارِي: الأُسُود.
والمَواشِي الضارِيَةُ: المُعْتادَةُ لرَعْي زُروعِ الناسِ؛ كَذَا فِي النَّهايَةِ.
} وضَرا الَّرجُلُ ضُرُوّاً: اسْتَخْفَى؛ عَن ابْن القطَّاع.
{وضروةُ: قَرْيةٌ مِن مِخْلافِ سنحان.
} وضُرّى، كرُبَّى: بِئْرٌ قُرْبَ {ضَرِيَّة.

ضعو
: (و (} ضَعا) : أَهْمَلهُ الجوهريُّ.
هَكَذَا هُوَ فِي النُّسخِ بالأحْمرِ، وَهُوَ مَوْجودٌ فِي نسخِ الصِّحاحِ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: أَي (اخْتَبَأَ واسْتَتَرَ) .
قالَ: ( {والضَّعَةُ) ، بالفتْح: (شَجَرٌ) بالبادِيَةِ أَو كالثُّمامِ، أَو نَبْتٌ آخَرُ، وَلَا تُكْسَر الضادُ، والجمْعُ} ضَعَواتٌ، محرَّكةً، (والنِّسْبَةُ) إِلَيْهِ ( {ضَعَوِيٌّ) ، بالتَّحْريكِ.
وأَمَّا الَّتِي بكَسْر الضادِ فَهِيَ فِي الحَسَبِ، وليسَ مِن هَذَا البابِ، وَقد قيلَ فِيهِ بالفَتْح أَيْضاً، وَقد تقدَّمَ فِي وضع، وَمِنْه} الأضْعاءُ للسِّفَلِ.
وقالَ الجوهريُّ: أَصْلُ {ضَعَةٍ ضَعَوٌ، والهاءُ عِوَضٌ لأنَّه يُجْمَعُ على} ضَعَواتٍ؛ قالَ جريرٌ:
مُتَّخِذاً فِي {ضَعَواتٍ تَوْلَجَا والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا} ضَعَوِيٌّ.
وقالَ بعضُهم: الهاءُ عِوَضٌ من الواوِ الذَّاهِبَة من أَوَّله وَقد ذَكَرْناه فِي بابِ وَضَعَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{أُضاعَى، بالضمِّ والقصْر: وادٍ فِي بلادِ عذْرَةَ عَن ياقوت.

ضغو
: (و (} ضَغا) {يَضْغُو} ضَغْواً:

(38/470)


(اسْتَخْذَى) ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.
(و) {ضَغا (المُقامِرُ) } ضَغْواً: (خانَ) وَلم يَعْدِلْ.
وقالَ الأزْهريُّ: أظنُّه بالصَّادِ.
(و) {ضَغا (السِّنَّوْرُ ونحوُه) كالثَّعْلبِ والِّذئْبِ والكَلْبِ والحيَّةِ (} ضَغْواً) ، بالفَتْح، ( {وضُغاءً) ، كغُرابٍ: (صاحَ) ثمَّ كَثُر حَتَّى قيلَ للإنْسانِ إِذا ضُرِبَ فاسْتَغاثَ} ضغا.
وَفِي الصِّحاحِ: وكَذلِكَ صَوْتُ كلّ ذَلِيلٍ مَقْهورٍ.
وَفِي حديثِ قصَّة لُوطٍ، عَلَيْهِ السَّلَام: (حَتَّى سَمِعَ أَهلُ السَّماءِ {ضُغاءَ كِلابِهِم) .
(} وأَضْغاهُ: حَمَلَهُ على {الضُّغاءِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الضاغِيَةُ: الصَّائِحَةُ، والجَمْعُ {الضَّواغِي.
وهم} يَتَضاغَوْنَ: أَي يَتَصايَحُون. وجاءَنا بثَرِيدَةٍ {تَضاغى: أَي تراجع من الدَّسَمِ.
} وضَغَّاهُ {تَضْغِيةً: حَمَلَهُ على} الضغاءِ.

ضفو
: (و ( {الضَّفْوُ: السُّبوغُ) . يقالُ:} ضَفا الشيءُ {يَضْفُو.
(و) أَيْضاً: (الكَثْرَةُ) . يقالُ: ضَفا المالُ يَضْفُو، وكَذلكَ الشَعَرُ والصُّوفُ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:
إِذا الهَدَفُ المِعْزالُ صَوَّبَ رأْسَه
وأَعْجَبَه} ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِومنه رجُلٌ! ضافِي الرأْسِ: أَي كثيرٌ شَعَره؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
(و) أَيْضاً: (فَيَضانُ الحَوْضِ) . يقالُ: ضَفا الحَوْضُ إِذا فاضَ مِن امْتِلائِه، قَالَ الراجزُ:
وماكِدٍ تَمْأَدُه من بَحْرِه
يَضْفُو ويُبْدي تَارَة عَن قَعْرِهيقولُ: يَمْتلِىءُ فتَشْربُ الإِبِلُ ماءَهُ حَتَّى يَظْهَرَ قَعْرُه.

(38/471)


(وثَوْبٌ {ضافٍ) : سابِغٌ؛ قالَ بِشْرٌ، أَو الأَخْطل:
لَيالِيَ لَا أُطاوِعُ مَنْ نَهانِي
} ويَضْفُو تحتَ كَعْبَيَّ الإزارُوفَرَسٌ {ضافِي السَّبِيبِ: سابِغُه.
(} والضَّفا: الجانِبُ، وهُما ضَفَواهُ) ، بالتَّحْريكِ، أَي جانِبَاهُ.
( {وضَفْوَةُ العَيْشِ: بُلَهْنِيَتُه) أَي سَعَتُه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
دِيمةٌ} ضافِيَةٌ: تُخْصِبُ مِنْهَا الأَرْضُ.
{والضَّفْوُ: الخَيْرُ والسَّعَةُ.
وَهُوَ} ضافِي الفَضْلِ على المَثَلِ.
{والضُّفُوُّ، كعُلُوَ: الكَثْرَةُ.
: وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

ضقى
} ضَقَى الرجُلُ، كرَمَى: افْتَقَرَ؛ نقلَهُ الأَزْهريُّ فِي ضيق؛ والصَّاغاني عَن ابنِ الأعْرابي.

ضلو
: (و ( {ضَلا) : أَهْمَلهُ الجوهريُّ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: (هَلَكَ.
(} وتَضَلَّى) الرَّجلُ: (لَزِمَ الضُّلاَّلَ واخْتارَهُم) ؛ أَصْلُه تَضلَّلَ قُلِبَت إحْدَى اللاَّمَيْن أَلِفاً، فَهُوَ مثْلُ تَظَنَّى وتَقَضَّى البازِيُّ؛ ذَكَرَه ابنُ الأعرابيّ.

ضمي
: (ى ( {ضَمِيَ) الرَّجلُ، (كرَضِيَ) :
أَهْمَلهُ الجوهريُّ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: أَي (ظَلَمَ) ، كأَنَّه مَقْلوبُ ضامَ.

ضنى
: (ى (} ضَنَتِ) المرْأَةُ ( {ضَنًى) ، مَقْصور، (} وضَناءً) بالمدِّ، (كَثُرَ ولَدُها) .
قالَ الجوهريُّ: يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، واقْتَصَرَ على المَصْدرِ الأخيرِ؛ ( {كضَنِيَتْ) كرَضِيَ.
(و) } ضَنا (نَصِيبُه: تَرَيَّعَ وزادَ) ؛ نقلَهُ الصَّاغانيُّ.

(38/472)


ضنو
: (و ( {الضَّنْوُ، ويُكْسَرُ) بِلَا هَمْز: (الوَلَدُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
ومَرَّ فِي بابِ الهَمْزَةِ أنَّه يقالُ بالهَمْزةِ أَيْضاً.
(} وضَنِيَ، كرَضِيَ) {يَضْنَى (} ضَنًى) ، مَقْصورٌ، (فَهُوَ {ضَنِيٌّ) ، أَي كغَنِيَ؛ كَمَا هُوَ فِي النسخِ والصَّوابُ} ضَنىً مَقْصور كالمَصْدرِ؛ ( {وضَنٍ) ، كعَمٍ مَنْقوصٌ، (كحَرِيَ) ، صَوابُه كحَرىً، (وحَرٍ) : أَي (مَرِضَ مَرَضاً مُخامِراً) شَدِيداً (كلَّما ظُنَّ بُرْؤُه نُكِسَ) .
فِي الصِّحاحِ: يقالُ: تَرَكْته} ضَنىً {وضَنِياً، فَإِذا قلْتَ ضَنىً اسْتَوَى فِيهِ المُذكَّرُ والمُؤَنَّث والجَمْعُ لأنَّه مَصْدَرٌ فِي الأصْلِ، وَإِذا كَسَرْتَ النونَ ثَنَّيْتَ وجَمَعْتَ كَمَا قُلْناه فِي حَرٍ.
وَفِي المُحْكم:} الضَّنَى السَّقِيمُ الَّذِي طالَ مَرَضُه وثَبَتَ فِيهِ، بعضُهم لَا يُثَنِّيه وَلَا يَجْمَعُه، يَذْهَبُ بِهِ مَذْهَبَ المَصْدرِ، وبعضُهم يُثَنِّيه ويَجْمَعُه؛ قالَ عوفُ بنُ الأَحْوص الجَعْفري:
أَوْدَى بَنِيَّ فَمَا برَحْلي مِنْهُمُ
إلاَّ غُلاماً بِيئَةٍ {ضَنَيان ِكذا أَنْشَدَه أَبو عليَ الفارِسِي بفَتْح النونِ.
وَفِي التَّهذيبِ: قالَ الفرَّاء: العَرَبُ تقولُ رجُلٌ} ضَنىً ودَنَفٌ وقوْمٌ {ضَنىً ودنَفٌ لأنَّه مَصْدرٌ، كقوْلِهم: قَوْمٌ زَوْرٌ وعَدْلٌ وصَوْمٌ.
وقالَ ابنُ الأعْرابي: رجُلٌ ضَنىً وامْرأَةٌ ضَنىً وقوْمٌ ضَنىً.
(} وأَضْناهُ المَرَضُ) : أَثْقَلَهُ فَهُوَ {مُضْنىً.
(} والمُضانَاةُ: المُعانَاةُ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(وأَبو! ضُنَيَ: سعيدُ بنُ ضُنَيَ، كسُمَيَ) ، فِي الاسْمِ والكُنْيةِ، (مُحدِّثٌ) سَكْسَكيُّ حدَّثَ عَنهُ صَفْوانُ بنُ عَمْرٍ و.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

(38/473)


{تَضَنَّى الرَّجُلُ: إِذا تَمارَضَ.
وامْرأَةٌ} ضَنِيَةٌ، كفَرِحَةٍ، وقوْمٌ أَضْناءٌ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: الضُّنَى، بالضمِّ: الأوْلادُ، وبالكسْرِ: الأوْجاعُ المُخِيفَةُ.
{وأَضْنَى: إِذا لَزِمَ الفِرَاشَ من الضَّنَى.
} والضِّنى، بالكسْر: الرَّمادُ؛ نقلَهُ شيْخُنا؛ وَهُوَ بالصَّادِ المُهْملةِ وَقد مَرَّ.
{واضْطَنَى: بَخلَ افْتَعَل من} الضَّنَى.

ضوي
: (ى {الضَّوَى: دِقَّةُ العَظْمِ وقِلَّةُ الجِسْمِ خِلْقَةً، أَو الهُزالُ) ؛ وَقد (} ضَوِيَ، كرَضِيَ) ، {ضَوىً؛ قَالَ الشاعرُ:
أَخُوها أَبُوها} والضَّوَى لَا يَضِيرُها
وساقُ أَبِيها أُمّها عُقِرَتْ عَقْرَايصِفُ زَنْداً وزنْدَةً لأنَّهما من شَجَرَةٍ واحِدَةٍ.
وقالَ آخَرُ:
فَتىً لَمْ تَلِدْهُ بِنْتُ عَمَ قَرِيبَةٌ
{فَيَضْوَى كَمَا} يَضْوَى رَدِيدُ الغَرَائِبِ (فَهُوَ غُلامٌ) {ضاوٍ و (} ضَاوِيٌّ، بالتّشْديدِ) ، وزْنُه فَاعُولٌ، أَي نَحيفُ الجِسْمِ قَلِيلُه خِلْقَةً؛ وَكَذَا غَيْر الإِنْسانِ مِن أَنْواعِ الحَيَوانِ.
وَفِي التَّهذيبِ: {الضَّاوِي هُوَ الَّذِي يُولَدُ بينَ الأخِ والأُخْتِ وبينَ ذَوِي مَحْرَمٍ.
وسُئِل شَمِرٌ عَن الضَّاوِي فقالَ: جاءَ مُشَدَّداً؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ:
فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ} ضاويَّا (وَهِي بهاءٍ.
( {وأَضْوَى) الرَّجلُ: (دَقَّ) جِسْمُه.
(و) } أَضْوَى: مِثْلُ (أَضْعَفَ.
(و) {أَضْوَتِ (المرْأَةُ: وَلَدَتْ) غُلاماً (ضاوِيّاً) ؛ وكَذلكَ أَضْوَى الرَّجُلُ.
وَفِي الحديثِ: (اغْتَرِبُوا لَا} تُضْوُوا) ، أَي تَزَوَّجوا فِي الأَجْنَبيّات وَلَا تَتَزَوَّجُوا فِي العُمُومَةِ، وذلكَ أنَّ العربَ تزعُم أَنَّ ولدَ الرَّجُلِ

(38/474)


من قَرابَتِه يَجِيءُ {ضاوِيّاً نَحِيفاً غَيْر أنَّه يَجِيءُ كَرِيماً على طَبْعِ قوْمِه؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(و) } أَضْوَى (حَقَّهُ إيَّاهُ: نَقَصَهُ إيَّاهُ) ، هَكَذَا فِي النسخِ والأَوْلى حَذْفُ إيَّاه الأُوْلى.
ونَصُّ المُحْكم: {وأَضْواهُ حَقَّه: نَقَصَهُ إيَّاهُ.
(و) مِن المجازِ:} أَضْوَى (الأَمْرَ) : إِذا أَضْعَفَه و (لم يُحْكِمْهُ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ والزَّمَخْشريُّ.
( {وضَوَى) إِلَيْهِ (} يَضْوِي) ، كرَمَى ( {ضَيّاً) ، بالفتْحِ، (} وضُوِيّاً) ، كعُتِيَ: (انْضَمَّ ولجَأَ) .
وَفِي التَّهْذيبِ: وسَمِعْتُ بعضَهم يقولُ: {ضَوَى إِلَيْنَا البارِحَةَ رجُلٌ فأَعْلمَنا كَذَا وَكَذَا، أَي أَوَى.
(و) ضَوَى إلَينا خَبَرُه: (أَتَى لَيْلاً) ؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
(و) ضَوَى (إلَى خَبَرهِ: سالَ) ، هَكَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ إليَّ خَيْرُه: سالَ.
فَفِي المُحْكم:} ضَوَى إليَّ مِنْهُ خَيْرٌ {ضَيّاً} وضُوِيّاً: سالَ.
( {والضَّاوِي: الطَّارِقُ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(و) } الضَّاوِي: (فَرَسٌ) كانَ لغَنِيَ، وظاهِرُ سِياقِ المصنِّفِ يَقْتضِي أنَّه بتَخْفِيفِ الياءِ كَالَّذي مَرَّ بمعْنَى الطارِقِ، والصَّوابُ أنَّه بتشْديدِ الياءِ كَمَا فِي التهْذِيبِ؛ وأَنشدَ:
غَداةَ صبّحْنا بطِرْفٍ أعْوَجِي
مِنْ نَسَبِ {الضَّاوِيِّ} ضاوِيِّ غَنِي (! والضَّواةُ: عُدَّةٌ تَحْتَ شَحْمةِ الأُذُنِ فَوْقَ النَّكَفَةِ) ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وقالَ الأَزْهريُّ: تُشْبِهُ الغُدَّةَ.
(و) أَيْضاً: (هَنَةٌ تَخْرُجُ من حَياءِ النَّاقةِ قبل خُروجِ الوَلَدِ.
(وَفِي التَّهْذيبِ: قَبْلَ أَن يُزايِلَها ولدُها كأَنَّها مَثَان البَوْلِ.
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

(38/475)


( {الضَّاوِي، بالتَّخْفيفِ لُغَةٌ فِي التَّشْديدِ.
(} والضِّاوِيَّةُ، بالتَّشْديدِ: {الضَّوَى؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(} والضَّاوِيُّ، مُشدَّداً: الحارِضُ والضَّعيفُ الفاسِدُ.
( {وأَضْواهُ اللّيْلُ إِلَيْهِ: أَلْجأَهُ.
(} والضَّوَى: ورَمٌ يُصِيبُ البَعيرَ فِي رأْسِه يَغْلِبُ على عَيْنَيْه ويَصْعُبُ لذلكَ خَطْمُه، وَقد {ضُوِيَ فَهُوَ} مَضْوِيٌّ، ورُبَّما يَعْترِي الشِّدْقَ؛ قالَهُ اللَّيْثُ.
( {والضِّواةُ: السِّلْعةُ فِي البَدَنِ فِي أَي مَكانٍ كانتْ؛ قالَ مُزَرِّد:
(قَذِيفةُ شَيْطانٍ رَجيمٍ رَمَى بهافصارَتْ} ضَواةً فِي لَهازِم ضِرْزِمِ
ضوو
: (و {الضَّوَّةُ) : الصَّوْتُ و (الجَلَبَةُ) . يقالُ: سَمِعْت} ضَوَّةَ القوْمِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ عَن الأَصْمعي وأَبي زَيْدٍ.
( {كالضَّوْضاةِ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ أَيْضاً. يقالُ:} ضَوْضَوْا، بِلا هَمْزٍ، {وضَوْضَيْتُ أَبْدَلُوا مِن الواوِ يَاء.
(} والضُّواضِي، بالضَّمِّ: الضِّخْمُ) العَظِيمُ.
( {والضُّوَيْضِيَةُ) ، بالتَّصْغيرِ: (الَّداهِيَةُ) لعظَمِها؛ (} كالضُّواضِيَةِ) ، بالضمِّ أَيْضاً.
(و) {الضُّوَيْضِيَةُ: (الفَحْلُ الهائِجُ) ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.

ضهو
: (و} الضَّهْوَةُ) : أَهْملهُ الجوهريُّ.
وَفِي المُحْكم: هِيَ (بِرْكةُ الماءِ، ج {أَضْهاءُ) ، وكأَنَّه مَقْلوبُ الوَهْضَة لمَا اطْمَأَنَّ مِن الأرْضِ.
(و) قالَ اللَّيْث: (} الضَّهْواءُ الَّتِي لم تُنْهِدْ) ، أَي لم يتبرزْ ثَدْياها؛ ضُبِطَ فِي نسخَتِنا بكسْرِ الهاءِ مِن تُنْهدِ وَفِي نسخِ العَيْنِ بفَتْحِها، والمَعْنى واحِدٌ.

(38/476)


ضهي
: (ى {الضَّهْياءُ) ، بالمدِّ (وتُقْصَرُ) : هِيَ (المرأَةُ الَّتِي لَا تَحيضُ وَلَا تَحْمِلُ) فكأَنَّها رجلٌ شَبَهاً، وَهِي فَعْلاءُ، الهَمْزَةُ زائِدَةٌ كزِيادَتِها فِي شَعْأَلٍ وغِرْقِىء البَيْضِ، وَلَا نَعْلَمُها زِيْدَت غَيْر أَوَّلٍ إلاَّ فِي هَذِه الأَسْماءِ؛ ويجوزُ كَوْن} الضِّهْيَأ بوزْنِ الضَّهْيَعِ فَعْيَلاً، وَإِن كانتْ لَا نَظِيرَ لَهَا، فقد قَالُوا كنَهْبَل وَلَا نَظِيرَ لَهُ؛ قالَهُ الزجَّاجُ.
وَفِي الصِّحاح: وحَكَى أَبو عَمْروٍ: امرأَةٌ {ضَهْياةٌ} وضَهْياةٌ، بالتاءِ والهاءِ، قالَ: وَهِي الَّتِي لَا تَطْمِث، قالَ: وَهَذَا يَقْتضِي أَنْ يكونَ {الضَّهْيا مَقْصوراً.
وقالَ شيْخُنا:} ضَهْيًا المَقْصورُ المُنوَّنُ هَمْزتُه زاِئدَةٌ عنْدَ سِيْبَوَيْه وإنْ لم تكنْ أَوَّلاً لقوْلِهم بمعْناه {ضَهْياَء مَمْدوداً مَمْنوع الصَّرْف فأُصُولُهما واحِدَةٌ لامْتِناعِ زِيادَةِ الياءِ. وأَصالَةُ الهَمْزةِ فِي المَمْدودِ المَمْنوع الصَّرْف.
(أَو) الَّتِي (تَحيضُ وَلَا تَحْمِلُ) ، أَو الَّتِي لَا تَلِدُ وَإِن حاضَتْ؛ وَمِنْه قوْلُ امرأَةٍ للحجَّاج فِي ابنِها وَهُوَ مَحْبوسٌ: إنِّي أَنا} الضَّهْياءُ الذَّنَّاءُ، والذَّنَّاءُ المُسْتحاضَةُ.
(أَو) الَّتِي (لَا يَنْبُتُ ثَدْياها) فَإِذا كانتْ كَذَا فَهِيَ لَا تَحيضُ، وقيلَ بالمدِّ الَّتِي لَا تَحيضُ وَهِي حُبْلَى.
قالَ ابنُ جنِّي: امرأَةٌ {ضَهْيَأَةٌ، وَزْنُها فَعْلأَةٌ لقوْلِهم فِي مَعْناها ضَهْياءُ، وأَجازَ الزجَّاجُ فِي همزْةِ} ضَهْيَأَة كَوْنها أَصْلاً، وتكونُ الياءُ هِيَ الزائِدَةُ، فعَلَى هَذَا تكونُ فيعلة، وذَهَبَ فِيهِ مَذْهباً حَسَناً فِي الاشْتِقاقِ لَوْلَا شَيءٌ اعْتَرَضه، لأنَّه قالَ: ضاهَيْتُ زَيْداً وضاهَأْتُه بياءٍ وهَمْزةٍ،

(38/477)


قالَ: والضَّهْيَأَةُ الَّتِي لَا تَحيضُ، وقيلَ: الَّتِي لَا ثَدْي لَهَا، قالَ: وَفِي هذَيْن مَعْنى المُضاهأَة لأنَّها قد ضَاهَأَت الرِّجالَ فيهمَا بأَن لَا تَحيضَ وَلَا ثَدْي لَهَا، قالَ: فتكونُ فَعْيَلَةُ من ضَاهَأَت بهَمْز.
قالَ ابنُ جنِّي: إلاَّ أَنَّه ليسَ فِي الكَلامِ فَعْيَلٌ بالفتْحِ إنَّما هُوَ بكسْرِها كحِذْيَمٍ وطِرْيَمٍ وغِرْيَنٍ وَلم يأْتِ الفَتْح فِي هَذَا الفَنِّ ثَبْتاً، إنَّما حَكَاهُ قوْمٌ شاذّاً.
قُلْتُ: وَقد جاءَ على فَعْيَل ضَهْيَد، اسْمُ مَوْضِع، وعَتْيَد، وحَمَلَ عَلَيْهِ بعضٌ مَرْيَم إنْ كانَ عربيّاً.
(وَقد {ضَهِيَتْ) ، كرَضِيَ، ((} ضَهًا)) ، مَقْصورٌ.
(و) {الضَّهْيا، مَقْصورٌ: (الأرضُ) الَّتِي (لَا تُنْبِتُ) شَيْئا.
(و) قيلَ: هُوَ (شَجَرٌ عِضاهِيٌّ) لَهُ بَرَمَةٌ وعُلَّفَةٌ، وَهُوَ كثيرُ الشَّوْكِ.
(} وأَضْهَى) الرَّجُلُ: (رَعَى إبِلَه فِيهَا.
(و) أَيْضاً: (تَزَوَّجَ {بضَهْياءَ) ؛ نقَلَهُما أَبُو عَمْروٍ.
(} وضَاهاهُ) {مُضاهاةً: (شاكَلَهُ) ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ.
وقُرِىءَ: {يضاهِئونَ قوْلَ الَّذين كَفَرُوا} ، أَي يُشاكِلُونَ. وقالَ الفرَّاءُ، أَي يُضارِعُون لقوْلِهِم اللاَّت والعُزَّى.
(و) هُوَ (} ضَهِيُّكَ) ، على فَعِيلٍ: أَي (شَبِيهُكَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الضُّهَى، بالضمِّ: جَمْعٌ} لضَهْياءٍ للمَرْأَةِ؛ نقلَهُ الرّاغبُ.
{وضَاهَى الرَّجُلَ وغيرَهُ: رَفَقَ بِهِ.
} والمُضاهَاةُ: المُعارَضَةُ.
وقالَ خالِدُ بنُ جَنَبة: فلانٌ {يُضاهِي فلَانا، أَي يُتابِعُه.
} وضُهاءُ، كغُرابٍ: مَوْضِعٌ؛ ذَكَرَه ابنُ سِيدَه هُنَا، وَقد تقدَّم فِي الهَمْزةِ.

(38/478)