تاج العروس (فصل الْفَاء مَعَ الْوَاو وَالْيَاء)
فأو
: و (} الفَأْوُ: الضَّرْبُ، والشَّقُّ كالفَأْيِ) .) يقالُ:!
فَأَوْتُه بالعَصا:
(39/205)
أَي ضَرَبْته؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ نقلَهُ
ابنُ سِيدَه.
وقالَ أَبو زَيْدٍ: {فَأَوْتُ رأْسَه} فأْواً وفأَيْتُه فَأْياً: إِذا
فَلَقْته بالسَّيْفِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي والأزْهرِي.
وقالَ اللَّيْثُ: فأَوْتُ رأْسَه وفَأَيْتُه هُوَ ضَرْبُكَ قِحْفَه
حَتَّى يَنْفرِجَ عَن الدِّماغِ.
(و) الفَأْوُ: (الصَّدْعُ) فِي الجَبَلِ؛ عَن اللّحْياني.
وَفِي الصِّحاح: الفَأْوُ: مَا (بينَ الجَبَلَيْنِ؛ و) أَيْضاً:
(الوَطِيءُ) ؛) هَكَذَا فِي النُّسخِ؛ أَي الموضِعُ اللَّيِّنُ (بينَ
الحَرَّتَيْنِ) .
(ونصُّ المُحْكم: الوَطْءُ بينَ الحَرَّتَيْن.
(و) هِيَ (الدَّارَةُ من الرِّمالِ) ؛) قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَب:
لم يَرْعَها أَحَدٌ واكْتَمَّ رَوْضتَها
{فَأْوٌ مِن الأرْضِ مَحْفُوفٌ بأَعْلام ِوكُلُّه مِنَ الانْشِقاقِ
والانْفِراجِ.
(و) قالَ الأصْمعي: الفَأْوُ (بَطْنٌ من الأرضِ طَيِّبٌ تُطِيفُ بِهِ
الجِبالُ) يكونُ مُسْتطِيلاً وغَيْرَ مُسْتَطِيلٍ، وإنَّما سُمِّي}
فَأْواً لانْفِراجِ الجِبالِ عَنهُ.
(و) ! فَأْوُ: (ة بالصَّعِيدِ) شَرْقي النِّيْلِ مِن أَعْمالِ إخميم،
وَقد وَرَدْتها؛ وسَيَذكرُها المصنِّفُ أَيْضاً فِي فوي.
(و) الفَأَوُ: (اللّيْلُ) ؛) حَكاهُ أَبو لَيْلى، وَبِه فَسَّر قَوْلَ
ذِي الرُّمَّة الْآتِي.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي مَا صحَّته.
(و) قيلَ: (المَغْرِبُ) ، وَبِه فسِّرَ قوْلُ ذِي الرُّمَّة أَيْضاً.
(و) الفَأْوُ: (ع بناحِيَةِ الدَّوْلَجِ) ، هَكَذَا فِي سائِرِ
النُّسخِ، وَهُوَ تَصْحيفٌ قَبيحٌ.
ونَصّ الأزْهري فِي التَّهذيبِ: الفَأْوُ فِي بيْتِ ذِي الرُّمَّة،
طَرِيقٌ بينَ قارتين بناحِيَةِ الدَّوِّ بَيْنهما فَمَجٌّ واسِعٌ يقالُ
لَهُ
(39/206)
فَأْوُ الرَّيَّان، وَقد مَرَرْت بِهِ،
وبَيْت ذِي الرُّمَّة المُشَار إِلَيْهِ هُوَ قولُه:
راحَتْ من الخَرْجِ تَهْجِيراً فَمَا وَقَعَتْ
حَتَّى {انْفَأَى الفَأْوُ عَن أَعْناقِها سَحَراوفسَّرَه الجَوْهري
بِمَا بينَ الجَبَلَيْن.
(و) قيلَ: الفَأْوُ فِي قوْلِه: هُوَ (المَضِيقُ فِي الوادِي يُفْضِي
إِلَى سَعَةٍ) لَا مَخْرجَ لأَعْلاهُ.
(و) قيلَ: (المَوْضِعُ الأَمْلَسُ) ، وكلُّ ذلكَ أَقْوالٌ
مُتَقارِبَةٌ.
(} وأَفْأَى) الرَّجلُ: (وَقَعَ فِيهِ.
(أَو) {أَفْأَى: إِذا (شَجَّ مُوضِحَةً.
(} والإنْفِياءُ الانْفِتاحُ، والانْفِراجُ، والانْصِداعُ) ، كلُّ ذلكَ
مُطاوِعُ {فَأَوّتُه وفَأَيْتَه.
} وانْفأَى القَدَحُ: انْشَقَّ.
(و) مِنَ {الانْفِياءِ بمعْنًى الانْفِراجِ اشْتُقَّ لَفْظُ (}
الفِئَةِ، كعِدَةٍ) ، وَهِي (الجماعَةُ) والفرْقَةُ من النَّاسِ كانتْ
فِي الأصْلِ فِئْوة فنَقَصَ، (ج {فِئاتٌ} وفِئُونَ) على مَا يطّرِد فِي
هَذَا النّحْوِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للكُمَيْت:
فجَعْجَعْنا بهنّ وَكَانَ ضَرْبٌ
تَرَى مِنْهُمْ جَماجِمَهم {فِئِينا أَي فِرَقاً مُتَفرِّقَة.
(} والفَأْوَى، كسَكْرَى: الفَيْشَةُ) ؛ وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
(وكُنْت أَقُولُ جُمْجُمةٌ فأَضْحَوْاهُمُ {الفَأْوى وأَسْفَلُها
قَفاها (} والفائِيَةُ: المَكانُ المُرْتَفِعُ المُنْبَسِطُ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(! تَفَأَّى: إِذا تَصَدَّع؛ وَهُوَ
(39/207)
مُطاوِعُ فَأَوْتُه؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(وانْفَأَى: انْكَشَفَ.
( {والفَأْوَان: موْضِعٌ؛ أَنْشَدَ الأصْمعي:
(تَرَبَّعَ القُلَّةَ فالغَبيطَيْن ْفَذَا كُرَيبٍ فجنوبُ} الفَأوَيْنْ
فتي
: (ي ( {الفَتَاءُ، كسَماءٍ: الشَّبابُ) زِنَةً ومَعْنًى. يقالُ: قد
وُلِدَ لَهُ فِي} فَتاءِ سِنِّه أَوْلادٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي
للرَّبيعِ بنِ ضبع الفَزَارِي:
إِذا عاشَ الفَتَى مائتَيْنِ عَاما
فقد ذَهَبَ اللَّذاذَةُ {والفَتاءُ (} والفَتَى: الشَّابُّ) ، يكونُ
اسْماً وصفَةً.
وَفِي المِصْباح: {الفَتَى فِي الأصْلِ يقالُ للشابِّ الحديثِ ثمَّ
اسْتُعِيرَ للعَبْدِ وَإِن كانَ شيْخاً مجَازًا لتَسْمِيَتِه باسْمِ
مَا كانَ عَلَيْهِ. وقولُه تَعَالَى: {وَإِذ قالَ موسَى} لفَتاهُ}
جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنَّه يُوشَعُ بن نُون، سَمَّاهُ بذلكَ لأنَّه
كانَ يَخْدمُه فِي سَفَرِه، ودَلِيلُه قولُ: {آتِنا غَدَاءَنا} .
وقالَ الَّراغبُ: ويكنَى {بالفَتَى} والفَتاةِ عَن العَبْدِ والأَمَةِ؛
وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {تُراوِدُ {فَتَاها عَن نَفْسِه} .
(و) الفَتَى أَيْضاً: (السَّخِيُّ الكَرِيمُ) ، وَهُوَ مِن}
الفُتُوَّةِ، يقالُ: {فَتًى بيِّن الفُتُوَّةُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(وهُما} فَتَيانِ) ، بالتَّحْريكِ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ودخَلَ
مَعَه السِّجْن فَتَيان} ،) جائِزٌ كَوْنهما حَدَثَيْن
(39/208)
أَو شَيْخَين لأنَّهم كَانُوا يسمّون
المَمْلوكَ فَتًى.
(و) يقالُ أَيْضاً: ( {فَتَوانِ) ، بالواوِ وبالتّحريكِ أَيْضاً، (ج}
فِتْيانٌ) ، بالكَسْر؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وقالَ {لفِتْيانِه}
أَي لمَمَالِيكِه؛ (} وفِتْوَةٌ) ، بالكسْرِ أَيْضاً وَهَذِه عَن
اللّحْياني؛ ( {وفُتُوٌّ) ، على فُعُولٍ، (} وفُتِيٌّ) مِثْلُ عُصِيَ؛
قالَ جَذيمة (الأبرش:
فِي {فُتُوِّ أَنا رابِئهُمْ
مِنْ كَلالِ غَزْوةٍ ماتُواوقالَ آخَرُ:
} وفُتُوٌّ هَجَّرُوا ثمَّ سَرَوْا
لَيْلَهُمْ حَتَّى إِذا انْجابَ حَلُّواقالَ سِيْبَوَيْه: أَبْدَلُوا
الواوَ فِي الجَمْعِ والمَصْدر بَدَلاً شاذًّا؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَلم يَذْكرِ المصنِّفُ مِن جُموعِ الفَتَى فِتْيَة، وكأَنَّه سَقْطٌ
من قَلَمِ النسَّاخِ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {إِذا أَوَى {الفِتْيَةُ
إِلَى الكَهْفِ} ، {إنَّهم} فِتْيةٌ آمَنُوا بربّهم} ؛ وَهُوَ مَوْجودٌ
فِي الصِّحاح والمُحْكم.
وَفِي المُحْكم: قالَ سِيْبَوَيْه: وَلم يَقُولُوا {أَفْتاء
اسْتَغْنَوا عَنهُ} بفِتْيَةٍ.
(وهْيَ! فَتَاةٌ) وَهِي الشَّابَّةُ وتُطْلَقُ على الأَمَةِ
والخادِمَةِ؛ وقالَ الأسْود:
(39/209)
مَا بَعْدَ زَيْد فِي فَتاةٍ فُرِّقُوا
قَتْلاً وسَبْياً بَعْدَ حُسْن تَآدِيأَي أَنَّهم قُتِلُوا بَسَبَبِ
جارِيَةٍ وذلكَ أَنَّ بعضَ المُلوكِ خَطَبَ إِلَى زَيْدِ بنِ مالِكِ
بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مالِكٍ أَو إِلَى بعضِ ولدِه ابْنَةً لَهُ يقالُ
لَهَا أُمّ كَهْف، فَلم يُزَوِّجْه فغَزَاهُم وقَتَلَهم، وزَيْد هُنَا
قَبيلةٌ.
(ج {فَتَياتً) ، بالتّحْريكِ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وَلَا
تُكْرِهُوا} فَتَياتِكم على البغاءِ} ، أَي إماءَكُم.
قالَ شيْخُنا: اخْتَلَفُوا فِي لامِ الفَتَى هَل هِيَ ياءٌ أَو واوٌ،
وكَلامُ المصنِّفِ يَقْتَضِي كلاًّ مِنْهُمَا. وأَمَّا الصّرفيُّون
فخِلافُهم مَشْهورٌ، فقيلَ: أَصْلُه الياءُ لقوْلِهم {فَتَيان،
وَعَلِيهِ سِيْبَوَيْه} ففَتَوان بالواوِ شاذّ؛ وَقيل: أصْلُه الْوَاو
ولجَمْعِه على {فُتُوَ ولقوْلِهم فِي مَصْدرِه الفُتُوَّة، وَعَلِيهِ}
ففَتَيان بالياءِ شاذّ انتَهَى.
قُلْت: الَّذِي نقلَهُ الجَوْهرِي عَن سِيْبَوَيْه أنَّهم أَبْدَلُوا
الواوَ فِي الجَمْعِ والمَصْدرِ بَدَلاً شاذًّا، وَفِي المُحْكم:
والأصْلُ مِن الكُلِّ الفُتُوَّةَ انْقَلَبتِ الياءُ فِيهِ واواً على
حَدِّ انْقِلابِها فِي مُوقِنٍ وكفَضُوَ. وقالَ السِّيرافي: إنَّما
قُلِبَتِ الواوُ فِيهِ يَاء لأنَّ أَكْثَر هَذَا الضَّرْب مِن
المصادِرِ على فُعولَةٍ إنَّما هُوَ من الواوِ كالأُخُوَةِ، فحَمَلُوا
مَا كانَ من الياءِ عَلَيْهِ فلَزِمَ القَلْب، وأَمَّا الفُتُوُّ،
فشاذٌّ من وَجْهَيْن: أَحَدُهما: أَنَّه من الياءِ، وَالثَّانِي: أنَّه
جَمْعٌ، وَهَذَا الضَّرْبُ مِن الجَمْع تُقْلَبُ فِيهِ الواوُ يَاء
كعِصِيَ، ولكنَّه حملَ على مَصْدرِهِ، انتَهَى. وَبِمَا ذَكَرْنا
(39/210)
يَظْهرُ لكَ مَا فِي كَلامِ شيخِنا مِن
المُخالَفَةِ.
(و) {الفَتِيُّ، (كغَنِيَ: الشَّابُّ من كلِّ شيءٍ) ، وَقد} فَتِيَ
{يَفْتَى} فَتًى فَهُوَ {فَتِىُّ السِّنِّ بَيِّن} الفَتاءِ.
وقالَ أَبو عبيدٍ: الفَتاء، مَمْدودٌ، هُوَ مَصْدرُ الفَتِيِّ من
السِّنِّ.
(وَهِي {فَتِيَّةٌ) ، قد نَسِيَ هُنَا اصْطِلاحَه؛ (ج} فِتَاءٌ) ،
بالكسْر والمَدِّ؛ قالَ عدِيُّ بنُ الرِّقاع:
يَحْسَبُ الناظِرُونَ مَا لم يُفَرُّوا
أَنَّهَا جِلَّةٌ وهُنَّ فِتَاءُ ( {وفُتِّيَتِ البِنْتُ} تَفْتِيَةً)
:) إِذا خُدِّرَتْ وسُتِرَتْ و (مُنِعَتْ من اللّعِبِ مَعَ
الصِّبْيَانِ) ، والعَدْوِ مَعَهم، ( {فتَفَتَّتْ) أَي تَشَبَّهَتْ}
بالفَتَياتِ وَهِي صغراهنَّ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ. ويَأْتي فِي قني،
فِي الصِّحاح إنْكَار ذلكَ عَن أَبي سعيدٍ، وأنَّ الجَوْهري سَأَله عَن
ذلكَ فَلم يَعْرِفْهُ.
(و) مِن المجازِ: لَا أفْعَلَهُ مَا كَرَّ ( {الفَتَيانِ) ، أَي
(اللّيْلُ والنّهارُ) ؛) كَمَا يقالُ لَهما الأَجَدَّانِ
والجَدِيدَانِ، وهُما مُثَنّى الفَتَى.
ووُجِدَ بخطِّ أَبي سَهْلٍ الهَرَوي فِي نسخةِ الصِّحاحِ} الفَتِيَّان
كغَنِيَّان، وغَلَّطَه أَبو زَكَرِيَّا وقالَ: الصَّحيحُ الفَتَيان
بالتَّحْرِيكِ.
( {وأَفْتاهُ) الفَقِيهُ (فِي الأمْرِ) الَّذِي يشكلُ: (أَبَانَهُ
لَهُ) .) ويقالُ:} أَفْتَيْتُ فُلاناً فِي رُؤْيا رَآها: إِذا عَبرْتها
لَهُ.
{وأَفْتَيْته فِي مَسْأَلَةٍ: إِذا أَجَبْته عَنْهَا؛ وَمِنْه قولُه
تَعَالَى: {قُلِ اللهُ} يُفْتِيكم فِي الكَلالةِ} .
( {والفُتْيَا} والفُتْوَى) بضمِّهِما (وتُفْتَحُ) ، أَي الأخيرَةُ:
(مَا! أَفْتَى
(39/211)
بِهِ الفَقِيهُ) فِي مسأَلةٍ.
قَالَ الراغبُ: هُوَ الجَوابُ عمَّا يُشَكُّ فِيهِ مِنَ الأحكامِ.
وقالَ الجَوْهرِي: هُما اسْمانِ مِن {أَفْنَى، واقْتَصَرَ على ضمِّ}
الفُتْيَا وفَتْح {الفَتْوَى.
وَفِي المِصْباح: الفَتْوَى، بالواوِ، تُفْتَح الفاءُ وتُضَمُّ: اسْمٌ
مِن أَفْتَى العالِمُ إِذا بَيَّنَ الحُكْم.
ويقالُ: أَصْلُه مِن الفَتَى وَهُوَ الشابُّ القَوِيُّ، والجَمْعُ}
الفَتاوِي، بكسْرِ الواوِ على الأصْلِ، وقيلَ يَجوزُ الفتْحُ
للتَّخْفيفِ.
وَقَالَ شيْخُنا: الكَلمةُ الأُوْلى الَّتِي هِيَ الفُتْيَا لَا
يُعْرَفُ ضَبْطها من كَلامِه، والثانِيَة أَفْهم كَلامه أَنَّها
بالضمِّ راجِحَة، وأنَّ الفَتْح فِيهَا مَرْجوحٌ، وليسَ الأمْرُ كذلكَ،
بل المُصَرَّحُ بِهِ فِي أُمَّهاتِ اللُّغَةِ وأَكْثَر مُصنَّفاتِ
الصَّرْف أَنَّ الفُتْيا بالياءِ لَا تكونُ إلاَّ مَضْمومةً، وأَنَّ
الفَتْوَى بالواوِ لَا تكونُ إلاَّ مَفْتوحةً على مَا اقْتَضَتْه
قَواعِدُ الصَّرْفِ. فَفِي كَلامِه نَظَرٌ وتقصيرٌ فتأَمَّل.
قُلْت: الأمْرُ فِي كوْنِ كَلامِ المصنِّف دلَّ على مَرْجُوحيَّةِ
الفَتْح كَمَا ذَكَرَه شيْخُنا، وأَمَّا قوْلُه لَا يُعْرَف ضَبْط
الأُوْلى من كَلامِه، فإنَّ قوْلَه فيمَا بَعْد وتُفْتَح هُوَ يدلُّ
على أَنَّهما بالضمِّ، والمصنِّفُ يَفْعَلُ ذلكَ أَحْياناً مُراعاةً
للاخْتِصارِ. وقولُه أنَّ الفُتْيا بالياءِ لَا تكونُ إلاَّ مَضْمومةً
هُوَ صَحِيحٌ، ولكنَّ قولَه وبالواوِ لَا تكونُ إلاَّ مَفْتوحةً غَيْرُ
صحيحٍ. فقد صَرَّحَ بالوَجْهَيْن صاحِبُ المِصْباح كَمَا قدَّمْنا
كَلامَه، وابنُ سِيدَه فإنَّه ضَبَطَه بالوَجْهَيْن وقالَ: الفَتْح
(39/212)
لأَهْلِ المدِينَةِ، أَي وَمَا عَداهُم
يضمُّون الفاءَ فَلَا تَقْصِير فِي كَلامِ المصنِّفِ، فتأَمَّل.
( {والفِتْيانُ، بالكسْرِ: قَبيلةٌ من بَجِيلَةَ) ، وهُم بَنُو}
فِتْيانِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ زيْدِ بنِ الغَوْثِ، وَفِيهِمْ يقولُ ابنُ
مُقْبل:
إِذا انْتَجَعَتْ فِتْيانُ أَصْبَح سرْبُهم
بخَدْجاءِ عَيْشٍ آمِناً أَن ينفرَا (مِنْهُم) :) أَبو عاصمٍ (ربيعَةُ)
، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ رفاعَةُ بنُ شدَّادِ بنِ عبدِ اللهِ
بنِ قَيْسِ بنِ حيالِ بنِ بَدَّا بنِ فِتْيان ( {الفِتْيانِيُّ) مِن
أَصْحابِ عليَ، رضِيَ اللهُ عَنهُ؛ قالَهُ ابنُ الكَلْبي. وقالَ
مُسْلم: سَمِعَ عَمْرو بن الحمْقِ، وَعنهُ السّدي، وعبدُ الملِكِ بنُ
عُمَير وبيانُ بنُ بِشْر.
(} والفُتُوَّةُ) ، بالضمِّ والتَّشديدِ، وإنَّما أَعراهُ عَن الضّبْطِ
لشُهْرتِه، وَقد تقدَّمَ الكَلامُ على واوِه: (الكَرَمُ) والسَّخاءُ،
هَذَا لُغَة؛ وَفِي عُرْفِ أَهْلِ التَّحْقِيقِ أَنْ يُؤْثرَ الخَلْقَ
على نفْسِه بالدُّنْيا والآخِرَةِ.
وصاحِبُ {الفُتُوَّة، يقالُ لَهُ: الفَتَى، وَمِنْه: لَا فَتَى إلاّ
عليّ؛ وقولُ الشاعِرِ:
فإنّ فَتى} الفتيان من رَاحَ واغْتَذَى
لضرّ عدوَ أَو لنَفْعِ صَدِيقِوعُبِّرَ عَنْهَا فِي الشَّريعةِ
بمكارِمِ الأخْلاقِ، وَلم يَجِىءْ لَفْظُ الفُتُوَّة فِي الكِتابِ
والسُّنَّةِ، وإنّما جاءَ فِي كَلامِ السَّلَفِ، وأَقْدَمُ مَنْ
تكلَّمَ فِيهَا جَعْفَرُ الصّادِقِ، ثمَّ الفضيلُ، ثمَّ الإمامُ أَحمدُ
وسهلُ والجُنَيدُ،
(39/213)
وَلَهُم فِي التَّعْبيرِ عَنْهَا أَلْفاظٌ
مُخْتَلفَةٌ والمآلُ واحِدٌ.
ويقالُ: هُوَ فَتًى بَيِّن الفُتُوَّةِ.
(وَقد {تَفَتَّى} وتَفاتَى) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
( {وفَتَوْتُهُمْ) } أَفْتُوهُم: (غَلَبْتُهُمْ فِيهَا) ، أَي فِي
الفُتُوَّةِ.
( {والفُتَيُّ، كسُمَيَ) ؛) هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي نسخِ
التَّهذيبِ، وَفِي ياقوتة الْغمر: بخَطِّ توزون مُسْتَمْلي أَبي عُمَر
بكسْرِ التاءِ؛ (قَدَحُ الشُّطَّارِ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابي نقلَهُ
الأزْهري؛ وَهُوَ مَا يُكالُ بِهِ الخَمرُ.
قالَ الزَّمَخْشري: يقالُ: شَرِبَ} بالفُتَيِّ، وَهُوَ قَدَحُ
الشُّطَّارِ، سُمِّي بِهِ لصغرِه، وَهُوَ مجازٌ.
( {والمُفْتِي) ، كمُحْسِنٍ: (مِكْيالُ هِشامِ بنِ هُبَيْرَةَ) ،
نقلَهُ ابنُ سِيدَه والأزْهرِي عَن الأصْمعي، قالَ: والعُمَرِيُّ هُوَ
مِكيالُ اللّبَنِ، والمدّ الهِشامِيّ هُوَ الَّذِي كانَ يَتَوضَّأ بِهِ
سعيدُ بنُ المُسَيِّب. وَفِي الحديثِ: أَنَّ امْرأَةً سأَلَتْ أُمَّ
سَلمةَ أَنْ تُرِيَها الإناءَ الَّذِي كانَ يتوضَّأُ مِنْهُ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأَخْرَجَتْه فَقَالَت المَرْأَةُ:
هَذَا مَكُّوكُ} المُفْتِي. قالَ ابنُ الأثِيرِ: أَرادَتْ تَشْبيهَ
الإناءِ بمكُّوكِ هِشامٍ، أَو أَرادَتْ مَكُّوك صاحِبِ المُفْتِي،
فحذَفَتِ المُضافَ. أَو مَكُّوك الشارِبِ: وَهُوَ مَا يُكالُ بِهِ
الخَمرُ؛ فتأَمَّل ذلكَ.
( {والفِتَةُ، كعِدَةٍ: الحَرَّةُ، ج} فِتُونَ) ، بالكسْرِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
! أَفْتَى: شَرِبَ بالفَتِيِّ عَن ابنِ الأَعْرابي.
(39/214)
ويقالُ للبَكْرةِ مِن الإِبِلِ:
{فَتِيَّةٌ، وتَصْغيرُها:} فُتُيَّةٌ.
{والفَتَاءُ، كسَحابٍ: الفُتُوَّةُ.
} والأَفْتاءُ من الدوابِّ خِلافُ المَسانِّ، واحِدُها {فَتِيٌّ،
كغَنِيَ، مِثْلُ يَتِيمٍ وأَيْتامٍ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
} وتَفاتَوْا إِلَى الفَقِيهِ: ارْتَفَعُوا إِلَيْهِ فِي {الفُتْيا؛
نقلَهُ الجَوْهرِي.
} واسْتَفتيته {فأَفْتانِي: أَي طَلَبْتُ مِنْهُ؛ وَمِنْه قولُه
تَعَالَى: {} ويَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ {يُفْتِيكم} ؛
وقولُه تَعَالَى: {} فاسْتَفْتِهم أَلِرَبِّك البَنَات} . {وفِتْيَانُ
بنُ أَبي السَّمْح: الفَقِيهُ المِصْرِي مِن كِبارِ أَصْحابِ مالِكٍ.
وأَبو} الفِتْيانِ عُمَرُ بنُ عبدِ الكَريمِ بنِ سَعْدَوَيْه الدهستاني
الحافِظُ، ويُعْرَفُ بالرواسِي أَيْضاً، رَوَى عَن الخطِيبِ
البَغْدادي، ماتَ بسرخس سَنَة 553.
وبَنُو {فِتْيان أَيْضاً: قَبيلَةٌ فِي أَشْجَعَ، وَهُوَ فِتْيانُ بنُ
سُبَيْع بنِ بَكْرِ بنِ أَشْجَع، مِنْهُم: معقلُ بنُ سِنانٍ
الأَشْجَعيُّ الفِتْيانيُّ الصَّحابيُّ.
وَفِي بيتِ المَقْدسِ جماعَةٌ يُعْرفُون} بالفِتْيانِيِّين، فَلَا
أَدْرِي أَهُم من بَجِيلَة أَو أَشْجَع، أَو نُسِبُوا إِلَى جَدَ لَهُم
يقالُ لَهُ فِتْيان.
وأَبرد من شيْخٍ {يَتَفَتَّى: أَي يَتَشَبَّه} بالفِتْيانِ.
{والمُفاتَاةُ} والتَّفاتِي المُحاكَمَةُ.
وأَقَمْتُ عنْدَه! فَتًى من نهارٍ: أَي صَدْراً مِنْهُ؛ وَهُوَ مجازٌ.
وهبَةُ اللهِ بنُ سَلْمان بنِ عبْدِ اللهِ بنِ الفَتَّى النَّهْروانيُّ
الشافِعِيُّ الأَصْبهانيُّ سَمِعَ ابنَ ماجَه الأَبْهَري، وأَخُوه أَبو
عليَ الحَسَنُ دَرَّسَ بنظامِيَّةِ بَغْداد وحَدَّث عَن الرَّئيسِ
الثَّقَفي، ماتَ سَنَة 535، وأَبُوهُما
(39/215)
ذَكَرَه ابنُ ماكُولا وَوَصَفَه بالأدَبِ،
وأَخُوهُما عليٌّ حَدَّثَ عَن أَبِيهِ.
وسُلَيْمانُ بنُ مُعاذٍ الفَتَى السَّعديُّ رَوَى عَن نَصْر بنِ أَحمدَ
بنِ إِسْماعيل الكشاني.
وعُمَرُ الْفَتى أَحَدُ الفُقهاءِ العامِلِين بزَبيد أَخَذَ عَن الشّرف
إسْماعيل المُقْرِىءِ.
وَسموا {فاتية.
} والفتى: جَمْعُ {الفَتْوَى} والفُتْيا، عَن ابنِ القُوطِيّة.
وتَصْغِيرُ {الفِتْيَةِ} أُفَيْتِيَةٌ.
فثى
: (ي {أَفْثَى} إفْثاءً) :
(أَهْمَلَهُ الجَوْهرِي والأَزْهري والصَّاغاني.
وقالَ ابنُ سِيدَه: يقالُ: عَدا الرَّجُلُ حَتَّى أَفْثَى، أَي حَتَّى
(أَعْيا) وفَتَرَ، قالتِ الخنْساءُ:
أَلاَ من لعَينٍ لَا تجفّ دموعُها
إِذا قُلتُ {أفثَتْ تبتهلّ فتحفِلُأَرادَتْ أَفْثَأَتْ فخفَّفَتْ.
فجو
: (} الفَجْوَةُ: الفُرْجَةُ) والمُتَّسَعُ بينَ الشَّيْئَيْن، كَمَا
فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكم: الفَجْوَةُ فِي المَكانِ: فَتْحٌ فِيهِ.
(و) أَيْضاً: (مَا اتَّسَعَ من الأرضِ، {كالفَجْواءِ) ، بالمدِّ؛
وقيلَ: مَا اتَّسَعَ مِنْهَا وانْخَفَضَ؛ وَبِه فَسَّرَ ثَعْلب قولَه
تَعَالَى: {وهم فِي} فَجْوةٍ مِنْهُ} .
وقالَ الراغبُ: أَي فِي ساحَةٍ واسِعَةٍ.
(و) الفَجْوَةُ: (ساحَةُ الَّدارِ.
(و) الفَجْوَةُ: (مَا بَين حَوَامِي الحَوافِرِ) ؛) نقلَهُ ابنُ
سِيدَه؛ (ج {فَجَواتٌ) ، كشَهْوةٍ وشَهَواتٍ، (} وفِجَاءٌ) ، بالكسْرِ
والمدِّ.
(39/216)
( {وفَجا بابَهُ) } فَجْواً: (فَتَحَهُ
{فانْفَجَى) انْفَتَحَ، بلُغَةِ طيِّىءٍ نقلَهُ شمِرٌ.
(و) } فَجا (قَوْسَهُ) فَجْواً: (رَفَعَ وَتَرَها عَن كَبِدِها
ففَجِيَتْ) ، كرَضِيَ، تَفْجَى فَجَاً؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ (فَهِيَ
{فَجْواءُ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي وابنُ سيدَه.
(} والفَجا: تَباعُدُ مَا بينَ الفَخِذينِ أَو) مَا بينَ (الرُّكبتينِ،
أَو) مَا بَين (السَّاقينِ) ، وَهُوَ {أَفْجَى وَهِي فَجْواءُ.
(أَو) تَباعُدُ) مَا بَين (عُرْقُوبَي البَعِيرِ) ؛) كَمَا فِي
الصِّحاح.
وَفِي الإنْسانِ: تَباعُدُ مَا بينَ الرُّكْبتينِ.
وقالَ الأزْهري:} الأَفْجَى هُوَ المُتباعِدُ الفَخِذينِ الشَّديدُ
الفَحَجِ، وَهُوَ الأَفجُ.
ويقالُ: إنَّ بفلانٍ {فَجى شدِيداً إِذا كانَ فِي رِجْلَيْه انْفِتاحُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} انْفَجَتِ القَوْسُ: بانَ وَتَرَها عَن كَبِدِها؛ نقلَهُ ابنُ
سِيدَه. {وتَفاجَى الشيءُ: صارَ لَهُ فَجْوَة، نقلَهُ الجَوْهرِي.
وقوْسٌ} فَجاءٌ {وفَجوءٌ،} كالفَجْواءِ؛ نقلَهُ الرَّاغِبُ.
فجي
: (ي ( {فَجِيَ) الرَّجلُ، (كرَضِيَ) ،} فجًى (فَهُوَ {أَفْجَى، وَهِي
فَجْواءٌ) ؛) قد تقدَّمَ مَعْناهُ قَرِيباً؛ وإِنَّما أَعادَهُ لأنَّه
واوِيٌّ يائيٌّ.
(وعِظَمُ بَطْنِ النَّاقَةِ) ؛) هَكَذَا فِي النُّسخِ، أَي} والفَجَى،
مَقْصورٌ، عِظَمُ بَطْنِ الناقَةِ، وَلم يتقدَّمْ لَهُ ذِكْرٌ حَتَّى
يعْطفَ عَلَيْهِ إلاَّ أنْ يكونَ أَشارَ بِهِ إِلَى {الفَجَى الَّذِي
ذَكَرَه فِي التَّرْكيبِ الأوَّل، وَفِيه بُعْدٌ، والظاهِرُ أنَّ فِي
العِبَارَةِ سقْطاً، فتأَمَّل. (والفِعْلُ كالفِعْلِ) .
(قالَ ابنُ سِيدَه:} فَجِيَتِ الناقَةُ فَجًى: عظُمَ بَطْنُها؛ وَلَا
أَدْرِي مَا صِحَّته.
(39/217)
( {والتَّفْجِيَةُ: الكَشَفُ
والتَّنْحِيَةُ) والدَّفْعُ؛ وَبِه فُسِّر قولُ الهُذَلي:
} نُفَجِّي خُمامَ الناسِ عَنَّا كأَنَّما
{يُفَجِّيهِمُ خَمٌّ من النارِ ثاقِبُ (} وأَفْجَى: وسَّعَ النَّفَقَةَ
على عِيالِهِ) ؛) نقلَهُ الأزْهرِي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{وأَفْجَى: إِذا صادَفَ صَدِيقَه على فَضِيحةٍ؛ نقلَهُ الأزْهرِي.
فحو
: (و} الفَحا) ، بالفَتْح مَقْصورٌ (ويُكْسَرُ) ؛) قالَ الجَوْهرِي:
والفَتْحُ أَكْثَر؛ (البِزْرُ) يُجْعَلُ فِي الطَّعام؛ أَنْشَدَ أَبو
عليِّ القالي فِي الْمَمْدُود والمقصورِ للراجزِ:
كأَنَّما يَسْرِدْنَ بالغبوقِ
كيلَ مدادٍ من {فَحاً مدقوقِ (} كالفَحْواءِ) ، بالمدِّ، (أَو يابِسُه،
ج {أَفْحاءٌ) .
(قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هِيَ تَوابِلُ القدْرِ كالفُلْفُلِ والكمُّون
ونَحْوِها؛ وقيلَ: الفَحَا: البَصَلُ خاصَّة؛ وَمِنْه حديثُ
مُعاوِيَةَ: قالَ لقَوْمٍ قَدِموا عَلَيْهِ: (كلُوا مِن} فِحا أَرْضِنا
فقَلَّما أَكَلَ قوْمٌ مِن فِحَا أَرْضٍ فضَرَّهم ماؤُها) .
( {وفَحَّى القِدْرَ} تَفْحِيَةً: كَثَّرَ أَبازِيرَه) ؛) كَذَا فِي
النُّسخِ والصَّوابُ أَبازِيرَها.
قالَ الزَّمَخْشري: هُوَ مِن ذواتِ الواوِ مَقْلوبٌ من تَرْكيبِ فَوْح.
وقالَ أَبو عليَ القالِي:! فَحَّى قِدْرَه أَلْقَى فِيهَا الأَبازِيرَ،
وَهِي التَّوابِلَ.
(و) فَحَّى (بكَلامِه إِلَى كَذَا)
(39/218)
وَكَذَا: أَي (ذَهَبَ) ؛) نقلَهُ
الجَوْهرِي وضَبَطَه هَكَذَا بالتَّشْديدِ. وَهُوَ فِي نسخِ التهْذيبِ:
إنَّه {ليَفْحِي بكَلامِه، بالتَّخْفِيفِ، من حَدِّ رَمَى، فليُنْظَر.
(} والفَحْوَةُ: الشَّهْدَةُ) ؛) وكأَنَّه مَقْلُوبُ الفَوْحَة.
( {وفَحْوَى الكَلامِ وفَحْواؤُهُ) ، بالقَصْرِ والمدِّ، (}
وفُحَوَاؤُه، كغُلَوائِهِ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه والصَّاغاني عَن
الفرَّاء؛ وعَلى الأوَّلَيْن اقْتَصَر الجَوْهرِي والأزْهرِي؛ وقالَ
أَبو عَليّ القالِي فِي المَقْصورِ والممدود: قالَ أَبو زَيْدٍ:
سَمِعْتُ مِن العَرَبِ مَن يقولُ: {فَحَوَى، بفَتْح الحاءِ مَقْصورَةً،
وَلَا يَجوزُ مدّها فتأَمَّل ذَلِك؛ (مَعْناهُ، ومَذْهَبُهُ) .
(وَفِي الصِّحاح: مَعْناهُ ولَحْنُهُ.
وقالَ الزَّمَخْشري: عَرَفْته من فَحْوَى كَلامِه، بالقَصْرِ،
وبالمَدِّ، أَي فيمَا تَنَسمْتُ مِن مُرادِه فيمَا تَكلَّم بِهِ.
وَقَالَ الْمَنَاوِيّ:} الفَحْوَى هُوَ مَفْهومُ المُوافَقَة بقسْمَيْه
الأولى والمساوي، وقيلَ: هُوَ تَنْبِيهُ اللّفْظِ على المَعْنى من غيرِ
نُطْقٍ بِهِ كقوْلِه تَعَالَى: {فَلَا تَقُلْ لَهُما أُفَ} .
(والفَحْيَةُ) ، بالفَتْح (كجَرْيَةٍ، و) ، بالتَّشْديدِ مِثْل
(رَكِيَّةٍ) ، الأوْلى عَن أَبي عَمْرٍ و، والثَّانِيَة عَن ابنِ
الأعْرابي: (الحَسْوُ) ، هَكَذَا فِي النُّسخ بفتحٍ فسكونٍ والصَّوابُ
الحَسُوُّ، (الرَّقِيقُ) ، على وَزْنِ فعُولٍ، وَهُوَ مَا يُتَحَسَّى
بِهِ؛ (أَو عامٌّ) فِي الحَساءِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{فَحَا بكَلامِه إِلَى كَذَا} يَفْحُو {فَحْواً، مِن بابِ عَلا: إِذا
ذَهَبَ إِلَيْهِ؛ كَمَا فِي المِصْباح.
} وفاحَيْتُه! مُفاحاةً: خاطَبْته
(39/219)
ففَهِمْتُ مُرادَه؛ كَمَا فِي الأساسِ.
وبَكَى الصَّبيُّ حَتَّى فَحِيَ، كرَضِيَ، وَهُوَ المأْقةُ بعْدَ
البُكاءِ.
{والأَفْحَى: الأبَحّ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.
فدي
: (ي (} فَدَاهُ) بنَفْسِه ( {يَفْدِيهِ} فِدَاءً) ، ككِساءٍ، (
{وفِدًى) ، بالكسْرِ مَقْصور (ويُفْتَحُ) .
(قالَ أَبو عليّ القالِي فِي المَقْصورِ والمَمْدودِ: قالَ الفرَّاء:
إِذا فَتَحوا الفاءَ قَصَرُوا فَقَالُوا:} فَدًى لَكَ، وَإِذا كَسَرُوا
الفاءَ مَدُّوا ورُبَّما كَسَرُوا الفاءَ وقَصَرُوا فَقَالُوا: هُم
{فِدًى لَكَ، قالَ مُتَمِّم بنُ نويرَة:
فِداءً لممساك ابْن أُمّي وخالَتِيوأمي وَمَا فَوْق الشِّرَاكَيْن من
نَعْلِوبزي وأثوابي ورحلي لذكرهومالي لَو يجدي فِدًى لَك من
بذلِوأَنْشَدَ الفَرَّاء:
أَقُولُ لَهَا وَهن ينهزن فروتيفِدًى لَكَ عَمِّي إِن رَبِحْتَ
وخالِيوأَنْشَدَ الأصْمعي:
فِدًى لَكَ والِدِي وفَدَتْكَ نَفْسِي وَمَالِي إنَّه مِنْكُم
أَتانِيقالَ أَبو عليَ: وسَمِعْتُ عليَّ بنَ سُلَيْمان الأخْفَش يقولُ:
لَا يُقْصَرُ} الفِدَاء، بكَسْرِ الفاءِ، إلاّ للضَّرُورَةِ، وإنَّما
المَقْصورُ هُوَ المَفْتوحُ الْفَاء، انتَهَى.
ونقلَ الأزْهري عَن الفرَّاء مَا نقلَهُ أَبو عليَ بعَيْنِه ثمَّ قالَ:
وقالَ مرَّة: ومِنْهم مَنْ يقولُ: فَدًى لَك، فيَفْتَح الفاءَ،
وأَكْثَر الكَلامِ كَسْرها والقَصْر؛ وأَنْشَدَ للنابغَةِ:
! فَدًى لَكَ مِنْ رَبَ طريفي وتالِدِي
(39/220)
وقالَ القالِي أَيْضاً فِي بابِ المَمْدودِ
عَن يَعْقوب: تقولُ العَرَبُ: لَكَ الفَدَى والحمَى فيقْصرُونَ
الفِدَاءَ إِذا كانَ مَعَ الحمَى للازْدِواجِ، فَإِذا أَفْرَدُوه
قَالُوا: فِدَاء لَكَ وفِدًى لَكَ؛ وحَكَى الفرَّاء: فدى لَكَ.
قُلْت: وكأَنَّ قولَ المصنِّفِ ويُفْتَحُ يَنْظُرُ إِلَى هَذَا
القَوْلِ الَّذِي نقلَهُ الأزْهري عَن الفرَّاء بأنَّ الكَسْرَ مَعَ
القَصْر هُوَ الرَّاجِحُ، والفَتْح مَرْجوحٌ، وَمَا نقلَهُ أَبو عليَ
عَن الفرَّاء والأخْفَش يُخالِفُ ذلكَ، وكَلامُ الجَوْهرِي مُوافِقٌ
لمَا قالَهُ الأخْفَش حيثُ قالَ: الفِداءُ إِذا كُسِرَ أَوَّلُه
يُمَدُّ ويُقْصَرُ، وَإِذا فُتِحَ فَهُوَ مَقْصورٌ، ومِنَ العَرَبِ
مَنْ يَكْسرُ فِداءً بالتّنْوين إِذا جاوَرَ لامَ الجرِّ خاصَّةً
فيقولُ فِداءً لكَ لأنَّه نَكِرَةٌ، يُرِيدُونَ بِهِ مَعْنى الدُّعاءِ،
وأَنْشَدَ الأصْمعي للنابغَةِ:
مَهْلاً فِداء لَكَ الأقْوامُ كُلُّهُمُوما أُثَمِّرُ مِنْ مالٍ وَمن
وَلَد ِوقالَ الرّاغبُ: {الفِدَى} والفِداءُ حفْظُ الإنْسان عَن
النائِبَة بِمَا يَبْذلُه عَنهُ.
( {وافْتَدَى بِهِ) ، وَمِنْه بِكَذَا: اسْتَنْقَذَهُ بمالٍ؛ وأَنْشَدَ
ابنُ سِيدَه:
فلَوْ كانَ مَيْتٌ} يُفْتَدَى {لفَدَيْتُهُ
بِمَا لم تَكُنْ عَنْهُ النُّفُوسُ تَطِيبُ وقالَ الراغبُ:} افْتَدَى
إِذا بَذَلَ ذَلِك عَن نَفْسِه، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {فيمَا {افتدت
بِهِ تِلْكَ حُدُود ا} .
(} وفادَاهُ) {مُفادَاةً} وفِداءً: (أَعْطَى شَيْئا فأَنْقَذَه) ؛)
وقيلَ: فادَاهُ أَطْلَقَهُ وأَخَذَ {فِدْيَتَه.
وقالَ المبرِّدُ:} المُفادَاةُ أنْ تَدْفَعَ رجُلاً وتَأْخُذَ رجُلاً؛!
والفِداءُ: أَنْ تَشْتَرِيَه؛
(39/221)
وقيلَ: هُما واحِدٌ.
فقولُ المصنِّف شَيْئا يَشْملُ المالَ، والأسِيرَ جَمْعاً بينَ
القَوْلَيْن.
وقوْلُه تَعَالَى: {وإنْ يَأْتُوكُم أُسارَى {تُفادُوهم} ؛ قَرَأَ ابنُ
كَثيرٍ وأَبو عَمْرٍ ووابنُ عامِرٍ:} تَفْدُوهُم؛ وقَرَأَ نافِعٌ
وعاصِمٌ والكِسائي ويَعْقوبُ الحَضْرمي بألِفٍ فيهِما، أَي فِي
أُسارَى، {وتُفادُوهُم؛ وحَمْزةُ بِلا أَلِفٍ فيهمَا.
قالَ نُصَيْرُ الرَّازِي:} فادَيْتُ الأسِيرَ والأُسارَى، هَكَذَا
تقولُه العَرَبُ: ويقُولونُ: {فَدَيْتُه بأَبي وأُمِّي،} وفَدَيْتُه
بمالٍ كأَنَّك اشْتَرَيْته وخَلَّصْتُه بِهِ إِذا لم يَكُنْ أَسِيراً،
وَإِذا كانَ أَسِيراً مَمْلوكاً قُلْت {فادَيْته؛ كَذَا تقولُه
العَرَبُ؛ قالَ نُصَيْب:
ولكِنَّنِي فادَيْتُ أُمِّي بَعْدَما
عَلا الرأْسَ مِنْهَا كَبْرةٌ ومَشِيبُقالَ: وَإِن قُلْت} فَدَيْت
الأسِيرَ فجائِزٌ أَيْضاً بمعْنَى فَدَيْته ممَّا كَانَ فِيهِ أَي
خَلَّصْته، {وفادَيْت أَحْسَن فِي هَذَا المَعْنى. {} وفَدَيْناه
بِذَبْحٍ} أَي جَعَلْنا الذبْح فِداءً لَهُ وخَلَّصْنا بِهِ مِن
الذَّبْح.
وقالَ أَبو مُعاذٍ: مَنْ قَرَأَ {تَفْدُوهُم فمعْناهُ تَشْتَرُوهم من
العَدُوِّ وتُنْقِذُوهم، وأَمّا تُفادُوهم فيكونُ مَعْناهُ تُماكِسُونَ
مَنْ هُم فِي أَيْدِيهِم فِي الثمنِ ويُماكِسُونَكم.
(} والفِداءُ، ككِساءٍ، وعَلَى، وَإِلَى، و) ! الفِدْيَةُ، (كفِتْيَةٍ:
ذلكَ
(39/222)
المُعْطَى) .
(وَفِي المِصْباح: هُوَ عِوَضُ الأسِيرِ.
وقالَ أَبو البَقاءِ: هُوَ إقامَةُ شيءٍ مُقامَ شيءٍ فِي دَفْعِ
المَكْرُوهِ.
وقالَ الراغبُ: مَا يَقِي الإنْسانُ بِهِ نَفْسَه من مالٍ يَبْذلُه فِي
عِبادَةٍ يُقَصِّرُ فِيهَا يقالُ لَهُ {فِدْيَةً، ككفّارَةِ اليَمِينِ
وكفّارَةِ الصَّوْمِ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} ففِدْيَة مِن صِيامٍ
أَو صَدَقةٍ أَو نُسكٍ} ، {وعَلى الذينَ يطيقُونَه فِدْيَة طَعام
مِسْكِينٍ} .
( {وفَدَّاه) بنَفْسِه (} تَفْدِيَةً: قالَ لَهُ جُعِلْتُ {فِدَاكَ) ؛)
نقلَهُ الجَوْهرِي وغيرُهُ؛ وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
} وفدَّيننا بالابينا
( {وأَفْداهُ الأسِيرَ: قَبِلَ مِنْهُ} فِدْيَتَهُ) ؛) وَمِنْه
الحديثُ: (لَا {نُفْدِيكُموهُما حَتَّى يَقْدَمَ صاحِباي، يَعْني سَعْد
بن أَبي وقّاص وعُتْبَةَ بن غَزْوان؛ قالَهُ لقُرَيْش حينَ أُسِرَ
عُثْمانُ بنُ عبدِ اللهِ والحكَمُ بنُ كَيْسان.
(و) } أَفْدَى (فُلانٌ: رَقَّص صَبِيَّهُ) ، يقالُ ذلكَ لما أَنه يفدّى
فِي كَلامِه فيقولُ: {فدى لَكَ أَبي وأُمِّي.
(و) أَفْدَى: (جَعَلَ لتَمْرِهِ أَنْباراً.
(و) أَيْضاً: (باعَ التَّمْرَ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابي.
(و) أَيْضاً: (عَظُمَ بَدْنُهُ) ؛) عَنهُ أَيْضاً، كأَنَّه صارَ
كالفداءِ.
(} والفَداءُ، كسَماءٍ: حَجْمُ الشَّيءِ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه.
(و) أَيْضاً: (أَنْبارُ الطَّعَامِ) ، وَهُوَ الكُدْسُ مِن البُرِّ؛
كَمَا فِي المُحْكم.
(أَو جماعَةُ الطَّعامِ مِن شَعيرٍ) وبُرَ (وتَمْرٍ ونَحْوِهِ) ؛)
كَمَا فِي الصِّحاح.
وقالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ مَسْطَحُ التّمْرِ بلُغَةِ عبْدِ القَيْسِ؛
وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍ والشَّيْباني:
(39/223)
كأَنَّ {فَداءَها إِذا جَرَّدُوه
وطافُوا حَوْلَه سُلَفٌ يَتِيمُورَوَى أَبو عُبيدٍ: أَطافُوا.
قالَ ابنُ الأنْبارِي: السُّلَفُ طائِرٌ واليَتيمُ المُنْفَرِدُ.
وَفِي الصِّحاح: سُلَكٌ يَتِيمٌ.
وقالَ أَبو عليَ القالِي: السُّلَفُ والسُّلَكُ: الذَّكَرُ مِن
أَوْلادِ الحَجَلِ، والفَداءُ: مَوْضِعُ التَّمْرِ. ومَعْنَى البَيْت:
أَنَّه شَبَّه قلَّةَ تَمْرِهم فِي} فَدائِهم، وَهُوَ مَوْضِعُ
تَمْرهم، بسُلَفٍ يَتِيمٍ أَي مُنْفَرِد.
(و) يقالُ: (خُذْ على هِدْيَتِكَ {وفِدْيَتِكَ، مَكْسُورَتَيْنِ) :)
أَي (فيمَا كُنْتَ فِيهِ) .
(وأَوْرَدَه الجَوْهرِي فِي (قدا) فقالَ: خُذْ فِي هِدْيَتِكَ
وقِدْيَتِكَ، أَي فيمَا كُنْتَ فيهِ.
وكأَنَّ المصنِّفَ قلَّدَ الصَّاغاني حيثُ ذَكَرَه هُنَا.
(و) مِن المجازِ: (} تَفادَى مِنْهُ) :) إِذا (تَحَاماهُ) وانْزَوَى
عَنهُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لذِي الرُّمَّة:
مُرمِّين مِنْ لَيْثٍ عَليْه مَهابَةٌ
تَفادَى الأُسُودُ الغُلْبُ منَّا {تَفادِياوفي المِصْباح: تَفادَى
القَوْمُ: اتَّقَى بعضُهم ببعضٍ، كأَنَّ كُلَّ واحِدٍ يَجْعَل صاحِبَه
فِداءَهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} فَداهُ {يفْدِيه} فِداءً: قالَ لَهُ جُعِلْتُ {فِداكَ؛ نقلَهُ
الجَوْهرِي.
} وتَفادَوْا: {فَدَى بعضُهم بَعْضًا.
وجَمْعُ} الفِدْيَة: {فِدًى} وفِديات كسِدْرَةٍ وسِدرٍ وسِدرات.
{وفَدَتِ المرْأَة نَفْسَها من زَوْجِها} وافْتَدَتْ: أَعْطَتْ مَالا
حَتَّى تَخلَّصَتْ مِنْهُ بالطّلاقِ.
(39/224)
وأَبو {الفِداءِ: كُنْيَةُ إسْماعيل،
عَلَيْهِ السّلام.
} والفداويَّةُ: طائِفَةٌ من الخَوَارِجِ الدرزية.
{وفَدُّويةُ، بضمِّ الدالِ المُشدَّدةِ: جَدُّ أَبي الحَسَنِ محمدِ بنِ
إسْحاق بنِ محمدِ بنِ} فدُّوية الفدوي الكُوفي شيخٌ لأبي عبدِ اللهِ
الصُّورِي، ماتَ سَنَة 446.
وأَبو القاسِم محمودُ بنُ {الفدوي مِن أَهْلِ الطّابرانِ قَصَبَةُ طوس،
مِن شيوخِ ابنِ السّمعاني.
فرو
: (و} الفَرْوَةُ: لُبْسٌ م) مَعْروفٌ، قيلَ بإثْباتِ الهاءِ، وقيلَ
بحذْفِها، والجَمْعُ {فِراءٌ، كسَهْمٍ وسِهامٍ، وَهُوَ على أَنْواعٍ
فَمِنْهَا: السمور والأزق والقاقون والسنجاب والناقة والفرسق
أولَاهُنَّ أَعْلاهنَّ؛ وَهِي جُلُودُ حَيَواناتٍ تُدْبَغُ فتخيطُ
ويُلْبسُ بهَا الثِّياب فيلبسُونَها اتِّقاءَ البَرْدِ.
وقالَ الأزْهرِي: الجلْدَةُ إِذا لم يَكُنْ عَلَيْهَا وَبَرٌ وَلَا
صُوفٌ لَا تُسمَّى} فرْوَة.
وقالَ أَبو عليَ القالِي: ثلاثُ {أَفْرٍ فَإِذا كَثُرَتْ فَهِيَ}
الفِراءُ؛ قالَ: {والفِراءُ أَيْضاً جَمْعُ} فِراً لحمارِ الوَحْش.
قُلْت: وَهَذَا تقدَّمَ فِي الهَمْزةِ.
(و) الفَرْوَةُ: (جِلْدَةُ الَّرأْسِ) بِمَا عَلَيْهِ من الشَّعَرِ
يكونُ للإنْسانِ وغيرِهِ؛ قالَ الرّاعِي:
دَنِس الثِّياب كأَنَّ فَرْوَة رَأْسِه
غُرِسَتْ فأَنْبَت جانِبَاها فُلْفُلاوقد تُسْتعارُ لجِلْدَةِ الوَجْه؛
وَمِنْه الحَدِيث: (أَنَّ الكافِرَ إِذا قُرِّبَ المُهْلُ مِن فِيهِ
سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِه) .
(و) الفَرْوَةُ: (الأرضُ البَيْضاءُ) اليابِسَةُ، (ليسَ بهَا نَباتٌ)
وَلَا
(39/225)
برش؛ وَمِنْه الحديثُ: (إنَّ الخَضِر
جَلَسَ على فَرْوةٍ بَيْضاء فاهْتَزَّتْ تَحْتَه خَضْرَاء) .
(و) الفَرْوَةُ: (الغِنَى، والثَّرْوَةُ) إبدالٌ؛ قالَ الفرَّاءُ:
إنَّه لَذُو فَرْوةٍ مِن المالِ وثَرْوةٍ بمعْنًى؛ والأَصْمعي مِثْلُه؛
كَذَا فِي الصِّحاح.
(و) فَرْوَةٌ: (رجُلٌ) ، وَهُوَ فَرْوَةُ بنُ مسيكٍ الْمرَادِي
الصَّحابيُّ رَوَى عَنهُ الشَّعْبي وجماعَةٌ.
{وفَرْوَةُ بنُ قَيْسٍ عَن عَطاء.
وفَرْوَةُ بنُ مُجاهدٍ اللخميُّ من شُيُوخ إبْراهيمَ بنِ أَدْهم.
وفَرْوَةُ بنُ أَبي المغراءِ الكِنْدي من شيوخِ البُخاري والدَّارِمي.
وفَرْوَةُ بنُ نوفلٍ الأشْجعِي عَن عليَ.
وفَرْوَةُ بنُ يُونُس الكِلابي عَن هِلالِ بنِ جُبَيْرٍ، وجماعَةٌ
آخَرُون يسمّون بذلكَ.
(و) قالَ الجَوْهرِي: الفَرْوَةُ (قِطْعَةُ نَباتٍ مُجْتَمِعَةٌ
يابِسَةٌ) ، قالَ:
وهامةٍ} فَرْوَتُها! كالفَرْوة (و) قالَ الأزْهرِي: الفَرْوَةُ:
(جُبَّةٌ شُمِّرَ كُمَّاها) ؛) قالَ الكُمَيْت:
إِذا التَفَّ دُونَ الفَتاةِ الكَمِيع
وَوَحْوَح ذُو الفَرْوَةِ الأَرْمَلُ (و) قيلَ: الفَرْوَةُ: (نِصْفُ
كِساءٍ يُتَّخَذُ مِن أَوْبارِ الإِبِلِ) ، وَهُوَ المَعْروفُ الآنَ
بالجُبَّةِ.
(و) الفَرْوَةُ: (الوَفْضَةُ) شِبْه الخَرِيطَةِ من الجِلْدِ (يَجْعَلُ
السَّائِلُ فِيهَا صَدَقَتَهُ.
(و) الفَرْوَةُ: (التَّاجُ) ؛) وَمِنْه قولُ الزَّمَخْشري: هُوَ فَقيرٌ
وَإِن كَنَز الإبْزيز ولَبِسَ فَرْوَةَ أَبْرويز، أَي تاجَهُ، وإنَّما
سُمِّيَت بِهِ لأنَّه كانَ مُتَّخَذاً مِن الجُلُودِ.
(39/226)
(و) الفَرْوَةُ: (خِمارُ المَرْأَةِ) ؛)
وَمِنْه الحديثُ: (إنَّ الأَمَةَ أَلْقَتْ فَرْوَةَ رَأْسِها مِن وَراء
الجِدارِ) ؛ قالَهُ عُمَرُ حينَ سُئِلَ عَن حدِّها، أَي قِناعَها أَو
خِمارَها، أَي تبَذَّلَتْ وخَرَجَتْ بغيرِ تَلَفّعٍ كالحرَّةِ.
(وجُبَّةٌ {مُفَرَّاةٌ) ، بالتّشْديدِ: أَي (عَلَيْهَا فَرْوَةٌ.
(} وافْتَرَى فَرْواً) حَسَناً: (لَبِسَهُ) ؛) وَمِنْه قوْلُهم:
{المُفْتَرِي لَا يَجِدُ البَرْدَ: أَي لابِسُ الفَرْوَةِ؛ قالَ
العجَّاج:
يَقْلِبُ أُولاهُنَّ لَطْم الأَعْسَرِ
قَلْبَ الخُراسانيِّ فَرْوَ المُفْتَرِي (وذُو الفَرْوَةِ: السَّائِلُ)
لأنَّهُ يَأْتِي مُشْتمِلاً} بفَرْوَتِه، وَهِي الوَفْضَةُ الَّتِي
تقدَّمَ ذِكْرُها.
(وذُو {الفَرْوَيْنِ) ، مُثَنَّى} الفَرْو: (جَبَلٌ بالشَّامِ) .)
وَفِي مُعْجم نَصْر: جِبالٌ بالشامِ.
(وساقُ الفَرْوَيْنِ: جَبَلٌ بنَجْدٍ) فِي دِيارِ بَنِي أَسَدٍ، وساقٌ
جَبَلٌ آخرُ يُذْكَرُ مُفْرداً ومُضافاً كَمَا تقدَّمَ.
(وذُو {الفُرَيَّةِ، كسُمَيَّةَ: فارِسٌ) كانَ إِذا أَرادَ القِتالَ
أَعْلَم} بفَرْوَةٍ، كأَنَّه مُصَغَّرُ فَرْوَة.
(و) ذُوالفُرَيَّةِ: وهبُ بنُ الحارِثِ القُرَشِيُّ الزهريُّ (شاعِرٌ)
؛) نقلَهُ الحافِظُ.
( {وفَرْوانُ: اسْمُ) رجُلٍ.
(} وفارِيانانِ) ؛) وَفِي كتابِ السّمعاني! فِرْيانانِ، بالكَسْرِ،
وَإِذا فموضِعُه الترْكِيبُ الَّذِي يَلِيه؛ (ة) بمَرْوَ، (مِنْهَا:
محمدُ بنُ تميمٍ؛
(39/227)
و) أَبو عبدِ الرحمنِ (أَحمدُ بنُ) عبدِ
اللهِ بن (حكيمٍ) الهَمَدانيُّ عَن أَنَس بنِ عِياضٍ وغيرِهِ، رَوَى
عَنهُ الثِّقاتُ وَقد تُكلِّمَ فِيهِ.
( {وفَرَاوَةُ: د بخُرَاسانَ) ؛) قالَ الحافِظُ: اخْتُلِفَ فِي ضمِّها
وفَتْحِها؛ قالَ ابنُ نُقْطَة: الفَتْحُ أَكْثَر وأَشْهَرُ، وَهِي
بُلَيْدَةٌ بثَغْرِ خُرَاسانَ ممَّا يلِي خَوَارزم وتُعْرَفُ فِي
العَجَمِ} بفَراوُوه بوَاوَيْن أُولاهُما مَضْمُومَة، وَبهَا رِباطٌ
بناهُ عبدُ اللهِ بنُ طاهِرٍ فِي خِلافَةِ المأْمُون، مِنْهَا: أَبو
نُعَيْم محمدُ بنُ القاسِمِ {الفَراويُّ صاحِبُ رِباطِها عَن حميدِ بنِ
زِنْجَوَيَه وغيرِهِ؛ وَمِنْهَا أَبو الفَضْل محمدُ بنُ الفَضْل
الفَراوِيُّ الإمامُ المَشْهورُ ذُو الكُنَى رَاوِيَةُ صَحِيحِ مُسْلم
وَفِيه يقولونَ أَلفُراوي ألف رَاوِي، وتَرْجَمَتُه واسِعَةٌ
مَشْهُورَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فَرْوَةُ الرأْسِ: أَعْلاهُ؛ وَبِه فُسِّر قولُ الرَّاعِي السابِقُ.
وضَرَبَه على أُمِّ} فَرْوَتِه: أَي هامَتِه.
وأُمُّ فَرْوَةَ: ثلاثَةٌ من الصحابيات.
وأَبو فَرْوَة:) البَلُّوطُ، مِصْريَّةٌ؛ سُمِّي بذلكَ لأنَّ فِي
داخِلِ قِشْرِه كَهَيْئةِ وَبَرِ الإبِلِ.
{والفرَّاءُ: مَنْ يَصْنَعُ} الفِراءَ؛ وأَيْضاً مَنْ يَبِيعُها، وَقد
نُسِبَ كَذَلِك جَماعَةٌ من المحدِّثِين، مِنْهُم: أَبو القاسِمِ نُوحُ
بنُ صالِحٍ النَّيْسابُورِي عَن مالِكٍ، ومُسْلم الزنْجِي، وابنُ
المُبارَكِ، وأَبو يَعْلى محمدُ بنُ الحُسَيْن بنِ خَلَف بنِ أَحمدَ!
الفرَّاء فَقِيهٌ حَنْبليٌّ رَوَى عَن أَبي القاسِمِ البَغَوي ويَحْيَى
بنِ صاعِدٍ، وَعنهُ أَبو بكْرٍ الأنْصارِي وغيرُهُ ماتَ فِي رَمَضانَ
سَنَة 458؛ وأَخُوه أَبو حازِمٍ عَن الدَّارقْطني، وَعنهُ الخطيبُ،
ماتَ
(39/228)
بتنيس سَنَة 438 ودُفِنَ بدِمْياط
واخْتَلَطَ آخِرَ عُمْرِه.
وأَمَّا أَبو زَكَرِيَّا يَحْيى بنُ زِيادِ بنِ عبدِ اللهِ الكُوفي
اللُّغَوي فإنَّه قيلَ لَهُ الفرَّاءُ لِأَنَّهُ كانَ يَفْرِي الكَلامَ
فَهُوَ إِذا مِن فَرَى يَفْرِي محلُّه فِي الترْكيبِ الَّذِي بَعْده؛
يقالُ: هُوَ ومحمدُ بنُ الحَسَنِ ابْنا خالَةٍ ثِقَة رَوَى عَن
الكِسائي، وماتَ سَنَة 307 عَن ثلاثٍ وسِتِّين.
وإسْحاقُ بنُ محمدِ بنِ إسْماعيلَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أَبي فَرْوَة
القرشيُّ {الفَرَويُّ مَوْلى عُثْمان ثِقَةٌ عَن مالِكٍ؛ وَعنهُ أَبو
زَرْعَةَ وأَبو حاتِمٍ والبُخارِي.
} وفَرْوانُ: بَلَدٌ بفارِسَ، مِنْهَا: أَبو وهبٍ منبهُ بنُ محمدٍ
الواعِظُ ماتَ فِي حُدودِ سَنَة خَمْسمائَةٍ.
{وفَرَوَةُ، محرّكةً: قَرْيةٌ بسرخس، مِنْهَا: أَبو عليَ لُقْمانُ بنُ
عليَ الفَرَويُّ حدَّثَ عَنهُ أَبو أَحمدَ بنُ عديَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فزو: فَزَاوةُ، بالفَتْح: جدُّ أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ عليِّ بنِ
الحُسَيْن بنِ يوسُفَ بنِ النَّضْر بن فَزَاوَةَ الفَزَاوِيُّ النّسفيّ
مِن أَهْلِ أَفْرَان نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ، سَمِعَ إبراهيمَ بن سَعْدٍ
النَّسفي، وَعنهُ حَفِيدُه أَبو الأَزْهرِ أحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عُمَر
الإفراني ماتَ سَنَة 320.
فرى
: (ي (} فَراهُ {يَفْرِيهِ) } فَرْياً: (شَقَّهُ) شَقًّا (فاسِداً، أَو
صالِحاً، {كفَرَّاهُ) ، بالتَّشْديدِ، (} وأَفْراهُ) .
(وَفِي
(39/229)
الصِّحاح: {فَرَيْتُ الشيءَ} أفرِيه
{فَرْياً: قَطَعْتُه لأُصْلِحه.
وَفِي المُحْكم: فَرَى الشيءَ فَرْياً} وفَرَّاهُ: شَقَّه وأَفْسَدَهُ.
وقالَ الأزْهرِي: {الإفْراءُ هُوَ التّشقِيقُ على وَجْهِ الفَسَادِ.
وقالَ الأصْمعي:} أَفْرَى الجِلْدَ مَزَّقَه وخَرَّقَهُ وأَفْسَدَهُ
يُفْرِيه {إفْراءً.
وَفِي الأساس: يقالُ قد} أَفْرَيْتَ وَمَا {فَرَيْت، أَي أَفْسَدْت
وَمَا أَصْلَحْت.
ومِثلُ هَذَا نقلَهُ الجَوْهرِي أَيْضاً عَن الكِسائي؛ وكأَنَّ
المصنِّفَ جَمَعَ بينَ القَوْلَيْن.
وَلَكِن قالَ ابنُ سِيدَه: والمُتْقنونَ مِن أَئِمَّة اللُّغَةِ
يقولونَ: فَرَى للإفْسادِ، وأَفْرَى للإصْلاحِ، ومَعْناهُما الشّقّ؛
وقولُ الشاعرِ:
ولأَنْتَ تَفْرِي مَا خَلَقْتَ وبَعْضُ القَوْمِ يَخْلُقُ ثمَّ لَا}
يَفْرِي مَعْناهُ: تُنَفِّذُ مَا تَعْزِمُ عَلَيْهِ وتُقَدِّرُهُ،
وَهُوَ مَثَلٌ.
(و) {فَرَى (الكَذِبَ: اخْتَلَقَهُ) ؛) عَن اللّيْثِ، (} كافْتَرَاهُ)
.
(وَفِي الصِّحاح: فَرَى فُلانٌ كَذِباً: خَلَقَهُ، {وافْتَراهُ
اخْتلَقَهُ.
وقالَ الرَّاغبُ: اسْتُعْمِل} الافْتِراءُ فِي القُرْآنِ فِي الكَذِبِ
وللظُّلْمِ والشّركِ نَحْو قوْلِه تَعَالَى: {وَمن يُشْرِك باللهِ فقد
{افْتَرَى إثْماً عَظِيماً} ، {انْظُرْ كيفَ} يَفْتَرَونَ على اللهِ
الكَذِبَ} ، {ومَنْ أَظْلَم ممَّنْ افْتَرى على اللَّهِ الكَذِبَ} .
(و) فَرَى (المَزَادَةَ) {فَرْياً: (خَلَقَها وصَنَعَها) ؛) وأَنْشَدَ
الجَوْهرِي لصريع الركْبَان:
شَلَّتْ يَدَا} فارِيةٍ! فَرَتْها مَسْكَ شَبُوبٍ ثُمَّ وَفَّرَتْها
لَو كانتِ الساقِيَ أَصْغَرَتْها
(39/230)
(و) فَرَى (الأرضَ) فَرْياً: (سارَها
وقَطَعَها) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي، وَهُوَ مجازٌ.
(و) {فَرِيَ الرّجُلُ، (كَرَضِيَ،} فَرًى) ، بالفَتْح مَقْصورٌ:
(تَحَيَّرَ ودُهِشَ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
وقالَ الأصْمعي: فَرِيَ {يَفْرَى إِذا نَظَرَ فلمْ يَدْرِ مَا يَصْنَع؛
نقلَهُ الأزْهرِي؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه للأعْلم الهُذَلي:
} وفَرِيتُ مِنْ فَزَعٍ فَلَا
أَرْمِي وَلَا وَدَّعْتُ صاحِبْ ( {وأَفْراهُ: أَصْلَحَهُ، أَو أَمَرَ
بإصْلاحِهِ) كأَنَّه رَفَعَ عَنهُ مَا لَحِقَه مِن آفَةِ} الفَرْي
وخَلَلِهِ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
وتقدَّمَ عَن الكِسائي والأصْمعي مَا يُخالِفُ ذلكَ.
(و) {أَفْرَى (فُلاناً: لامَهُ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(} والفَرْيَةُ) ، بالفَتْح: (الجَلَبَةُ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه.
(و) {الفِرْيَةُ، (بالكسْرِ: الكذِبُ) ، وَهُوَ اسْمٌ مِن}
الافْتِراءِ، والجَمْعُ {فِرًى كسِدْرَةٍ وسِدرٍ.
(و) } الفَرِيُّ، (كَغَنِيَ: الأمْرُ المُخْتَلَقُ المَصْنوعُ أَو
العَظِيمُ) ؛) نَقَلَهُما الجَوْهرِي، أَو العَجِيبُ، نقلَهُ الراغبُ؛
وبكلِّ ذلكَ فُسِّر قولُه تَعَالَى: {لقد جِئْتَ شَيْئا {فَرِيًّا} .
(و) الفَرِيُّ: (الواسِعَةُ) الكَبِيرَةُ (من الدِّلاءِ) كأَنَّها
شُقَّتْ (} كالفَرِيَّةِ) ، كغَنِيَّةٍ.
(و) الفَرِيُّ: (الحَلِيبُ ساعَةَ يُحْلَبُ.
( {وتَفَرَّى) الأدِيمُ: (انْشَقَّ) ، وَهُوَ مُطاوِعُ أَفْرى؛
وَمِنْه} تَفَرَّى الليْلُ عَن صُبْحِه؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) مِن المجازِ:! تَفَرَّتِ (العَيْنُ) ؛)
(39/231)
وَكَذَا الأرضُ بالعَيْنِ. كَمَا هُوَ
نَصُّ الصِّحاح والأساسِ؛ أَي (انْبَجَسَتْ.
( {وفُرَيَّةُ بنُ ماطِلٍ، كسُمَيَّة) ؛) كأَنَّه مُصَغَّر} فريةٍ؛
(تابعِيٌّ) رَوَى عَن عُمَر، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، لَهُ ذِكْرٌ.
(و) يقالُ: (هُوَ {يَفْرِي} الفَرِيَّ، كغَنِيَ) ، أَي (يَأْتي
بالعَجَبِ فِي عَمَلِه) ، أَو فِي سَقْيهِ، هَذِه روايَةُ أبي عُبَيدٍ.
ورَواهُ الخَلِيلُ: تَرَكْته يَفْرِي {فَرْيَة، بالفتْحِ
والتَّخْفِيفِ، وكانَ يقولُ: التَّشْديدُ غَلَطٌ. وَفِي الحديثِ: (فَلم
أَرَ عَبْقرِيًّا} يَفْرِي {فَرِيَّه) ؛ رُوِي بالوَجْهَيْن؛ قالَ أَبو
عُبيدٍ: وأَنْشَدَنا الفرَّاءُ:
قد أَطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيًّا
قد كنت} تَفْرِينَ بِهِ {الفَريَّا أَي كنتِ تُكْثِرِينَ فِيهِ القوْلَ
وتُعظِّمِينه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} انَفَرَى جِلْدُه: انْشَقَّ.
{وأَفْرَى الأَوْدَاجَ بالسَّيْفِ: شَقَّها.
وحَكَى ابنُ الْأَعرَابِي وَحْدُه} فَرَاها.
وجِلْدٌ {فَرِيٌّ، كغَنِيَ: مَشْقوقٌ؛ وكَذلكَ الفَرِيَّة.
ورجُلٌ فَرِيٌّ، كغَنِيَ،} ومِفْرًى كمِنبَرٍ: مُخْتَلقٌ؛ عَن
اللّحْياني.
{والفَرِيُّ: الأمْرُ العَظيمُ. وَفِي الحديثِ: (مَنْ} أَفْرَى!
الفِرَى) ؛ أَفْرَى: أَفْعَل التَّفْضِيل
(39/232)
مِن {فَرَى يَفْرِي،} والفِرَى: جَمْعُ
فِرْيةٍ، أَي مَنْ أَكْذَب الكَذِباتِ.
ويقولونَ: {الفَرِيّ الفَرِيّ، كغَنِيَ فيهمَا، أَي العَجَلَةُ
العَجَلَةُ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.
وأَفْرَى الجلَّةَ: شَقَّها وأَخْرَجَ مَا فِيهَا.
} والمَفْرِيَّةُ: المَزادَةُ المَعْمولَةُ المُصْلحة.
وأَفْرَى الجُرْحَ: بَطَّه.
{وفَرَى البَرْقُ يَفْرِي فَرْياً: وَهُوَ تَلأْلُؤهُ ودَوامُه فِي
السّماءِ.
} وفَراهُ {يَفْرِيه: قَطَعَهُ بالهِجاءِ وَقد يكنَى بِهِ عَن
المُبالغَةِ فِي القَتْلِ.
} وفُرِّيان: بالضمِ وكسْرِ الراءِ المُشدَّدةِ: بَلَدٌ بالمَغْربِ.
أَو قَبيلَةٌ، مِنْهَا: عبدُ اللهِ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ الرحمنِ
اللخميُّ التونسيُّ المالِكِيُّ ماتَ سَنَة 813؛ وابنُ عَمِّه محمدُ
بنُ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ {الفريانيُّ ولِدَ سَنَة 780،
وسَمِعَ من مسندِ المَغْربِ أَبي الحَسَنِ البطرني بتُونُسَ.
} وفِرْيان، بالكسْرِ: جَدُّ أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ عبدِ بنِ خالِدِ بنِ
{فِرْيان النخعيّ البلخيّ} الفِرْيانيّ ثِقَةٌ حَدَّثَ ببَغْدادَ عَن
قتيبَةَ بنِ سعيدٍ وغيرِهِ.
{والفرا: الجَبَانُ.
وأَيْضاً: العَجبُ.
فسو
: (و (} فَسَا {فَسْواً) ، بِالْفَتْح، (} وفُسَاءٌ) ، كغُرابٍ:
(أَخْرَجَ رِيحاً من {مَفْساهُ) ؛) أَي دُبُرِه؛ (بِلا صَوْتٍ) .
(وقيلَ:} الفُساءُ: هُوَ الاسْمُ.
وَهَذَا الَّذِي عَبَّر بِهِ المصنِّفُ فِيهِ تَطْويلٌ، وَلَو قالَ:
مَعْروفٌ لكَفَى عَنهُ.
(وَهُوَ! فَسَّاءٌ) ، ككتَّانٍ، وَمِنْه قيلَ لامْرأَةٍ: أَيُّ
الرِّجالِ أَبْغَضُ إِلَيْك؟
(39/233)
قَالَت: العَثِنُ النَّوَّاءُ القَصِيرُ
{الفَسَّاءُ الَّذِي يَضْحَك فِي بيتِ جارِهِ وَإِذا أَوَى بَيْته
وَجَمَ.
(} وفَسُوٌّ) ، كَعدُوَ؛ وَمِنْه قولُ بعضِ العَرَبِ؛ أَبْغَضَ الشيوخِ
إليَّ الأقْلَح الأمْلَح الحَسُوُّ {الفَسُوُّ؛ أَي (كثيرُهُ.
(} والفاسِياءُ {والفاسِيَةُ: الخُنْفُساءُ) ؛) وَمِنْه المَثَلُ:
أَفْحَشُ من} فاسِيَةٍ.
( {وفَسَواتُ الضِّبَاعِ) ، بالتّحْريكِ: (كَمْأَةٌ) ؛) قالَ أَبو
حنيفَةَ: هِيَ القَعْبَلُ من الكَمْأَةِ؛ ومِثْلُه فِي المِنْهاجِ،
وقالَ: هُوَ نَباتٌ كَرِيهُ الرَّائِحَةِ لَهُ رأْسٌ يُطْبَخُ
ويُؤْكَلُ باللبَنِ، فَإِذا يَبِسَ خَرَجَ مِنْهُ مِثْلُ الوَرْس.
وَفِي حديثِ شريحٍ: سُئِل عَن الرّجُلِ يُطَلِّقُ المَرْأَةَ ثمَّ
يَرْتَجعها فيَكْتُمها رَجْعتها حَتَّى تَنْقَضِي عِدَّتُها فقالَ:
(ليسَ لَهُ إلاَّ} فَسْوةُ الضَّبُع) ، أَي لَا طائِلَ لَهُ فِي
ادِّعاءِ الرَّجْعَةِ بعْدَ انْقِضاءِ العدَّةِ، وإنَّما خصَّ
الضَّبُعَ لحُمْقِها وخُبْثِها.
وقيلَ: هِيَ شَجَرَةٌ مِثْل الخَشْخاشِ ليسَ فِي ثَمَرِها كبيرُ طائِل؛
قالَهُ ابنُ الأثيرِ.
( {والفَسْوُ: لَقَبُ) ؛) وَفِي الصِّحاح نبزُ؛ (حَيَ مِن) العَرَبِ؛
قالَ ابنُ سِيدَه: هم (عبدُ القَيْسِ) ؛) وَفِي التهْذِيبِ: وعبْدُ
القَيْسِ يقالُ لَهُم} الفُسَاةُ. يقالُ: (نادَى زَيْدُ بنُ سَلامَةَ
مِنْهُم) ؛) وَفِي الصِّحاح جاءَ رجُلٌ مِنْهُم؛ (على عارِ هَذَا
اللَّقَبِ فِي عُكاظٍ) ؛) وَهُوَ سُوقٌ مَعْروفٌ؛ (ببُرْدَيْ حِبَرَةٍ
فاشْتَرَاهُ عبدُ اللهِ بنُ بَيْدَرَة بنِ مَهْوٍ ولَبِسَ
البُرْدَيْنِ) ؛)
(39/234)
وَفِي الصِّحاح: مَنْ يَشْترِي مِنَّا
{الفَسْوَ بِهَذَيْنِ البُرْدَيْنِ؛ فقامَ شيخٌ مِن مَهْو فارْتَدَى
بأَحَدِهما واتَّزَرَ بالآخَرِ، وَهُوَ مُشْترى الفَسْوَ ببُرْدَيْ
حِبَرَةٍ، فضُرِبَ بِهِ المَثَلُ، فقيلَ: أَخْيَبُ صَفْقَةً من شيخٍ
بَهْوٍ.} وفَسَا: د، بِفَارِس مُعرب بسا، مِنْهُ الإِمَام (أَبُو
عَليّ) الْحسن بن أَحْمد بن عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن
أبان الْفَارِسِي (النَّحْوِيّ {الفَسَوِيُّ) وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى
ذَلِك الْبَلَد، قَالَ ابْن سَيّده: على غير قِيَاس، ولد} بِفَسَا سنة
288، وانتقل إِلَى بَغْدَاد، وَكَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو، وتجول فِي
الْبِلَاد، وَأقَام بحلب عِنْد سيف الدولة بن حمدَان، ثمَّ انْتقل
إِلَى بِلَاد فَارس، وَصَحب عضد الدولة ابْن بويه، وصنف لَهُ كتاب
العوامل الْمِائَة ن والمسائل الغداديات، والشيرازيات، وَتُوفِّي
بِبَغْدَاد سنة 377، وَهُوَ شيخ أبي الْفَتْح بن جني (وَمِنْه
الثِّيَاب {الفَسَا سَارِيَة) منسوبة إِلَيْهِ على غير قِيَاس، قَالَ
أَبُو بكر الزبيدِيّ فِي كِتَابه " الْوَاضِح ": قَالُوا فِي الثَّوَاب
إِلَى} فَسَا: فسا سيرى، وَالرجل: {فَسَوِيُّ قلت: وَهَذِه الْمَدِينَة
تعرف عِنْد الْعَجم بيسا وينسبون إِلَيْهَا بساسيري، على خلاف الْقيَاس
(وَابْن} فَسْوَةَ شَاعِر)
(39/235)
{والفَسَا: لُغَة فِي الْهَمْز. وَمِمَّا
يسْتَدرك عَلَيْهِ:} تَفَاسَى الرجل: أخرج عجيزته {وتَفَاسَتِ
الخنفساء: إِذا أخرجت استها} للفُسَاءِ، قَالَ الشَّاعِر: بكرا عواساء
{تَفَاسَى مقربا، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ بالهَمْزِ، وَقد تقدَّمَ.
(} والفُساةُ: تِلْكَ القَبِيلَة المَذْكُورَةُ.
(وجَمْعُ {الفَسْوَةِ:} فُساً، فَهُوَ نَظِيرُ شَهْوَةٍ وشِهاً،
فانْظُر هناكَ.
( {والفَسَّاءَةُ: الخُنْفُساءُ لَنَتَنِها.
(ويقولونَ:} أَفْسَى مِنَ الظَّرِبان، وَهِي دابَّةٌ تَجِيءُ إِلَى
جُحْرِ الضبِّ فتَضَعُ قَبَّ اسْتِها عنْدَ فمِ الجُحْرِ فَلَا تزالُ
{تَفْسُو حَتَّى تَسْتَخْرِجَه.
(وتَصْغِيرُ} الفَسْوَةِ: {فُسَيَّةٌ.
(وجَمْعُ} الفاسِيَةِ: فوَاسٍ.
فشو
: (و ( {فَشَا خَبَرُه، و) كَذَا (عُرْفُه وفَضْلُه) يَفْشُو (}
فَشْواً) ، بالفَتْح، ( {وفُشُوًّا) ، كعُلُوَ، (} وفُشِيًّا) ،
كصُلِيَ: ذاعَ و (انْتَشَر {وأَفْشاهُ) هُوَ.
(} والفَواشِي: مَا انْتَشَرَ من المالِ كالغَنَمِ السَّائِمَةِ
والإِبِلِ وغيرِها) ، واحِدَتُها {فاشِيَةٌ؛ وَمِنْه الحديثُ:
(ضُمُّوا} فَواشِيَكم باللّيْلِ حَتَّى تَذْهَبَ فحْمَةُ العِشاء) .
وحكَى اللّحْياني: إنِّي لأَحْفَظ فلَانا فِي {فاشِيَتِه، وَهُوَ مَا
انْتَشَرَ من مالِهِ ماشِيَة وغيرِها.
(} وأَفْشَى زيْدٌ: كثُرَ! فَوَاشِيَه) .
(وَفِي التّهذيبِ: كثُرَت فَوَاشِيَه، أَي
(39/236)
مالُهُ، وكَذلكَ أَمْشَى وأَوْشَى.
( {وتَفَشَّاهُمُ المَرَضُ و) } تَفَشَّى (بهم) :) أَي (كثُرَ فيهم)
وانْتَشَرَ.
وَفِي التهْذِيبِ: عَمَّهُم؛ وأَنْشَدَ:
تَفَشَّى بإخْوانِ الثِّقاتِ فعَمَّهم
فأسْكَتُّ عَنِّي المُعْوِلاتِ البَواكِياوأوْرَدَه أَبُو زيْدٍ
بالهَمْزِ وأَنْشَدَ:
تَفَشَّأَ إخْوان الثِّقات وَقد تقدَّمَ.
(و {تَفَشَّتْ (القَرْحَةُ: اتَّسَعَتْ) وأَرِضَتْ.
(} والفَشَاءُ، كسَماءٍ: تَناسُلُ المالِ وكَثْرَتُه) ، وكَذلكَ
المَشاءُ والوَشاءُ.
( {والفَشْيَانُ) ، بالفَتْح؛ كَمَا فِي النُّسخِ، وَهُوَ فِي كتابِ
الأزْهرِي بالتحْريكِ؛ (غَشْيَةٌ تَعْتَرِي الإنْسانَ، فارِسِيَّتُهُ
تَاسَا) ؛) قالَه اللّيْثُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} فَشَتْ عَلَيْهِ ضَيْعَتَه: أَي انْتَشَرَتْ عَلَيْهِ أُمُورُه لَا
يَدْرِي بأَيِّها يَبْدأُ.
وَإِذا نِمْتُ مِن الليْلِ نَوْمَةً ثمَّ تَمَّتْ فتِلْكَ {الفاشِيَةُ.
} وتفَشَّى الحِبْرُ: إِذا كُتِبَ على كاغَدٍ رَقيقٍ فتَمَشَّى فِيهِ.
فصي
: (ى ( {فَصَا الشَّيءَ عَن الشَّيءِ) ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ
أَن يُكْتب بالياءِ؛ (} يَفْصِيَه) {فَصْياً: (فَصَلَهُ) ؛) وَمِنْه}
فَصَى اللَّحْمَ عَن العَظْم.
( {وفَصْيَةُ مَا بينَ الحرِّ والبَرْدِ: سَكْتَةٌ بَيْنهما) .
(وَفِي المُحْكم: سَكْنَةٌ بَيْنهما؛ وَهُوَ مِن ذلكَ.
(ويَوْمٌ} فَصْيَةٌ ولَيْلةٌ فَصْيَةٌ) ، على
(39/237)
النَّعْتِ (ويُضافانِ) فيقالُ يَوْمُ
{فَصْيَةٍ ولَيْلَة فَصْيَةٍ.
(} وأَفْصَى: تخلَّصَ من خَيْرٍ أَو شَرَ) ؛) نَقَلهَ الأزْهري.
( {كَتَفَصَّى) ؛) وقالَ الجَوْهرِي:} التَّفَصِّي التَّخلُّصُ من
المَضِيقِ أَو البليَّةِ. ويقالُ: مَا كدْتُ {أَتَفَصَّى مِنْهُ، أَي
أَتَخَلَّص.
} وتَفَصَّيْت من الديونِ: إِذا خَرَجْتُ مِنْهَا وتَخلَّصْت.
وَفِي حديثِ القُرْآن: (لَهو أَشَدُّ {تَفَصِّياً من قُلوبِ الرِّجالِ
من النَّعَمِ) ، أَي أَشدّ تَفَلُّتاً.
(والاسْمُ:} الفَصْيَةُ، كرَمْيَةٍ) ؛) وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي
وجماعَةٌ؛ (و) أَيْضاً {الفَصِيَّةُ مِثْلُ (غَنِيَّةٍ) ؛) وَمِنْه
قولُهم: قَضَى اللهُ لي} بالفَصْيَةِ مِن هَذَا الأَمْرِ؛ كَمَا فِي
الأساسِ.
وَفِي حديثِ قَيْلَة: قَالَت الحُدَيْباء: (الفَصْيَة، وَالله لَا
يزالُ كَعْبكِ عَالِيا) ، وأَصْلُ الفَصْيَة الشيءُ تكونُ فِيهِ ثمَّ
تخرُجُ مِنْهُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) ! أَفْصَى (عنَّا الشِّتاءُ أَو الحرُّ: ذَهَبَا أَو سَقَطَا) ؛)
نقلَهُ الأزْهرِي عَن ابنِ الأعْرابي هَكَذَا.
ونقلَ ابنُ سِيدَه عَن ابنِ الأعْرابي: أَفْصَى عَنْك الشِّتاءُ
وسَقُطَ عنْكَ الحَرُّ.
ونقلَ الجَوْهرِي عَن ابنِ السِّكِّيت: قد أَفْصَى عنْكَ الحرُّ، أَي
خَرَجَ، وَلَا تقولُ: أَفْصَى عنْكَ البَرْدُ؛ ونقلَهُ ابنُ سِيدَه
والأزْهرِي أَيْضاً؛ والمصنِّفُ اكْتَفَى بِمَا نقلَهُ الأزْهرِي عَن
ابنِ الأعْرابي.
(و) أَفْصَى (المَطَرُ) :) أَي
(39/238)
(أَقْلَعَ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) أَفْصَى (الصَّائِدُ: لم يَنْشَب بحِبالَتِهِ صَيْدٌ) فكأَنَّه
ذَهَبَ عَنهُ.
( {وفَصَّيْتُه) مِنْهُ (} تَفْصِيَةً: خَلَّصّتُه) مِنْهُ؛ نقلَهُ
الجَوْهرِي.
( {فانْفَضىَ) ؛) قالَ اللّيْث: كُلُّ لازِقٍ خلَّصْته قُلْت: قد}
انْفَصَى.
واللحْمُ المُتَهَرِّي {يَنْفَصِي عَن العَظْمِ.
(وأَفْصَى: جماعَةٌ) ، وهُما أَفْصَيانِ: أَفْصَى بنُ دُعْمي بنِ
جَدِيلَةَ بنِ أَسَدِ بنِ ربيعَةَ، وأَفْصَى بنُ عبدِ القيْسِ بنِ
أَفْصَى بنِ دُعْمي بنِ جَدِيلَةَ بنِ أَسَدِ بنِ ربيعَةَ؛ نقلَهُ
الجَوْهرِي.
(وبَنُو} فُصَيَّةَ، كسُمَيَّة) ؛) عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
وضَبَطَه ابنُ سِيدَه كغَنِيَّةٍ: (بَطْنٌ) من العَرَبِ.
(والفَصَا) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ أَن يُكْتَب بالياءِ:
(حَبُّ الزَّبيبِ، الواحِدَةُ فَصاةٌ) ، هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ سِيدَه
بالصادِ المُهْملةِ، قالَ: وأَنْشَدَ أَبو حنيفَةَ:
{فَصًى من} فَصَى العُنْجُد وأَعَادَهُ أَيْضاً فِي الَّذِي يَلِيه.
ووجدْتُ فِي هامشِ المَقْصورِ والمَمْدودِ لأبي عليَ القالِي، وَقد
ذَكَرَ عَن ابنِ سِيدَه قوْلُه هَذَا فقالَ: ولَستُ مِنْهُ على يَقينٍ.
قُلْت: وَهِي لُغَةٌ حِجازِيَّةٌ. ويسمّون نَوَى التّمْرِ {فَصية
أَيْضاً.
فضو
: (و (} فَضَا المَكانُ {فَضَاءً} وفُضُوًّا) ، كعُلُوَ: (اتَّسَعَ) ،
فَهُوَ {فاضٍ؛ وأَنْشَدَ الأزْهرِي لرُؤْبة:
أَفْرَخَ قَيْضُ بَيْضِها المُنْقاضِ
عَنكُم كِراماً بالمَقام} الفاضِي ( {كأَفْضَى) ؛) وَهُوَ} مُفْضٍ،
وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه لثَعْلَبَة بنِ عُبيدٍ العَدَويّ يَصِفُ نخلا:
(39/239)
شَتَتْ كثَّةَ الأَوْبار لَا القُرَّ
تتَّقي
وَلَا الذِّئْبَ يَخْشَى وهْو بالبَلَدِ {المُفْضي وَمِنْه حديثُ
مُعاذٍ فِي عذابِ القَبْر: (حَتَّى} يُفْضِيَ كلُّ شيءٍ) ، أَي يَصِير
{فَضَاءً، كَذَا فِي النهايَةِ.
(و) فَضَا (دَراهِمَهُ: لم يَجْعَلْها فِي صُرَّةٍ.
(} والفَضَا: الفَصَا؛) هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ كِتابتُهما
بالياءِ كَمَا هُوَ نَصُّ المَقْصورِ والمَمْدودِ لأبي عليَ القالِي.
ووجِدَ فِي نسخِ الصِّحاح كِتابَة {الفَضَا بالألِفِ وكأَنَّ المصنِّفَ
تبِعَه على أنَّ الحرْفَ واوِيٌّ والصَّحِيحُ أنَّه واوِيٌّ يائيٌّ.
(و) قَالَ الجَوْهرِي والقالِي:} الفَضَى (الشَّيءُ المُخْتَلِطُ) ؛)
زادَ القالِي: مثْلُ التَّمْرِ مَعَ الزَّبيبِ ونحْوِهما إِذا
خَلَطْتهما مَا فِي إناءٍ واحِدٍ. يقالُ: هُوَ فضى فِي جرابٍ، يُكْتَب
بالياءِ.
قالَ أَبُو عَمْرٍ و: وتقولُ تَمْرٌ {فَضًى، وتَمْرَانِ فَضَيانِ،
وتمورُ} أَفْضاءُ، وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:
فقُلْتُ لَهَا يَا عَمَّتا لَكِ ناقَتِي
وتمرٌ فَضًى فِي عَيْبَتي وزَبيبُوهكذا أَنْشَدَه الجَوْهرِي أَيْضاً
وَفِيه: يَا عَمَّتا، كَذَا بخطِّه.
وأَنْشَدَه ابنُ سِيدَه والأزْهري: يَا خالَتِي.
قالَ ابنُ سِيدَه: ورَواهُ بعضُ مُتأَخِّري النَّحويِّين: يَا عَمَّتي.
(و) ! الفَضَاءُ، (بالمدِّ: السَّاحةُ، وَمَا اتَّسَعَ من الأرضِ) ؛)
كَذَا فِي الصِّحاحِ؛ والأخيرُ قولُ ابنُ
(39/240)
شُمَيْل.
وَفِي المُحْكم: هُوَ الواسِعُ من الأرضِ.
وقالَ الرّاغبُ: المَكانُ الواسِعُ؛ وَهُوَ نَصُّ الأزْهرِي أَيْضاً.
وقالَ شَمِرٌ: هُوَ مَا اسْتَوَى من الأرضِ واتَّسَعَ.
وقالَ أَبُو عليَ القالِي: الفَضاءُ السّعَةُ؛ وأَنْشَدَ:
بأَرْض فَضَاء لَا يسدّ وصيدها
عليَّ ومعروفي بهَا غير منكروقالَ الآخَرُ:
أَلا رُبَّما ضاقَ الفَضاءُ بأَهْلِه
وأَمْكَن من بَيْن الأسِنَّة مَخْرجقالَ ابنُ شُمَيْل: وَجَمْعُ
الفَضاءِ {أَفْضيةٌ.
(و) الفَضاءُ: (ع بالمدينةِ) ، تكَرَّرَتْ فِيهِ الحَرْبُ؛ قالَهُ
نَصْر.
(و) } الفِضاءُ، (ككِساءٍ: الماءُ يَجْرِي على الأرضِ) .
(وَفِي المُحْكم فِي الياءِ: الفَضْيةُ الماءُ المُسْتَنقِع، والجَمْعُ
{فِضاءٌ، مَمْدودٌ؛ عَن كُراعٍ.
وقالَ أَبُو عليَ القالِي فِي المَقْصورِ والمَمْدودِ: الفِضاءُ،
كالحِساءِ، وَهُوَ ماءٌ يَجْري على وَجْهِ الأرضِ، واحِدَتُه}
فَضِيَّةٌ؛ وَمِنْه قولُ الفَرَزْدق:
فصَبَّحْن قَبْلَ الوَارِداتِ من القَطاببَطْحاءَ ذِي قارٍ فِضاءً
مُفَجَّرا ( {وأفْضَى المَرْأَةَ) } إفْضاءً: جامَعَها و (جَعَل
مَسْلُكَيْها) مَسْلَكاً (واحِداً) ، وذلكَ إِذا انْقَطَعَ الحِتارُ
الَّذِي بينَ مَسْلَكَيْها؛ (فَهِيَ {مُفْضاةٌ) ؛) وَهُوَ مِن فَضَا
المَكانُ يَفْضُو إِذا اتَّسَعَ.
(و) مِن الكِنايَةِ:} أَفْضَى الرَّجُلُ
(39/241)
(إِلَيْهَا) :) إِذا (جامَعَها) .
(قالَ الرَّاغِبُ: هُوَ أَبْلَغ وأَقْرَبُ إِلَى التَّصْريحِ من
قوْلِهم خَلا بهَا.
قالَ ابنُ الأعْرابي: {والإفْضاءُ فِي الحَقيقَةِ الانْتِهاءُ،
وَمِنْه: وَقد أَفْضَى بعضُكُم إِلَى بعضٍ، أَي انتَهَى وأَوَى.
(أَو) أَفْضَى بهَا: إِذا (خَلاَ بهَا جامَعَ أَمْ لَا) ؛) نقلَهُ ابنُ
سِيدَه.
(و) أَفْضَى الساجِدُ بيدِه (إِلى الأرضِ: مَسَّها برَاحَتِهِ فِي
سُجُودِه) ؛) نقلَهُ الزَّمَخْشَري والجَوْهري.
(و) قالَ أَبو عَمْرٍ و: (سَهْمٌ} فَضاً) ؛) وَهُوَ فِي كتابِ أَبي
عليَ بالياءِ؛ أَي (واحِدٌ) .) ونَصّ أَبي عَمْرٍ و: إِذا كانَ
مُنْفرداً ليسَ فِي الكنانَةِ غيرُهُ؛ نقلَهُ أَبُو عليَ القالِي.
(وبَقِيتُ فَضاً) :) أَي (وَحْدِي) مِن الأقْرانِ؛ نقلَهُ الأزْهريَّ.
وقالَ أَبو الحَسَنِ الأخْفَش: أَي فَرْداً مِن إخْوتي وأَهْلي؛
وأَنْشَدَ لعبيدِ بنِ أَيُّوب:
فأَصْبَحْت مِثْلَ الشمْسِ فِي قعْرِ جعْبَةٍ
فضيا فضا قد طالَ فِيهَا فَلافِلُه (ومحمدٌ وخالِدٌ ابْنا فَضاً:
مُعَبِّرانِ) بَصْرِيَّانِ، ومحمدٌ رَوَى عَن أَبيهِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَفْضَى فلانٌ إِلَى فلانٍ: وَصَلَ.
! وأَفْضَى: صارَ إِلَى الفَضاءِ.
وأَفْضَى إِلَيْهِ الأمْرُ: وَصَلَ إِلَيْهِ.
وأَلْقَى ثَوْبَه فَضاً: لم يُودعْه.
وأَمْرُهُم بَيْنهم فَضاً: أَي سَواءٌ.
ومَتاعُهم فَوْضَى فَضاً: أَي مُشْترِكٌ؛ وَهَذَا قد تقدَّم للمصنِّفِ
فِي حَرْفِ الضادِ.
وَفِي الصِّحاح: أَمْرُهُمْ فَضاً بَيْنهم: أَي لَا أَميرَ عَلَيْهِم؛
ومثْلُه لأَبي عليَ القالِي.
(39/242)
{والفاضِي؛ البارِزُ والخالِي والواسِعُ}
كالمُفْضَى.
{والفضوُّ: الخُلُوُّ.
وأَفْضَى: إِذا افْتَقَرَ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ كأَنَّه وَصَلَ إِلَى
الأرضِ.
} والإفْضاءُ: أَن تَسْقطَ الثَّنايا من تَحْت وَمن فَوْق؛ عَن ابنِ
الأعْرابي؛ وَمِنْه {المُفْضاةُ} والمُفْضَى: المُتَّسَعُ.
{وأَفْضَى بهم: بَلَغَ بهم مَكاناً واسِعاً.
وترَكَ الأَمْرَ فَضاً: أَي غَيْر مُحْكَم.
ويقولونَ: لَا} يُفْضِي اللهُ فاكَ، مِن {أَفْضَيْت؛ وَهَكَذَا رُوِيَ
حديثُ الدُّعاء للنابغَةِ، أَي لَا يَجْعَله فَضاءً واسِعاً خالِياً؛
وَمِنْه أَخَذَ ابنُ الْأَعرَابِي قوْلَه المتقدِّمَ.
} والفَضَى، بالكَسْر والفَتْح: جَمْعُ فَضْيةٍ للماءِ المُسْتَنقِع
كبَدْرَةٍ وبِدَرٍ، وبالفَتْحِ مِن بابِ حَلْقةٍ وحَلَقٍ ونَشْفةٍ
ونَشَفٍ، وَبهَا رُوِي قولُ عدِيّ بنِ الرِّقاع:
فأَوْرَدَها لمَّا انْجَلَى الليلُ أَوْ دَنا
فَِضًى كُنَّ للجُونِ الحَوائِم مَشْرَباوأَفْضَى إِلَيْهِ بالسرِّ:
أعْمَلَهُ بِهِ؛ نقلَهُ الجَوْهري.
{وفَضَا الشَّجَرُ بالمَكانِ} فُضُوًّا: كَثُرَ؛ عَن ابْن القطَّاع.
(
فطو
: (و ( {الفَطْوُ) :) أَهْمَلَهُ الجَوْهرِي والأزْهرِي.
وَقَالَ الصَّاغاني: هُوَ (السَّوقُ الشَّديدُ) .) وَقد} فَطاهُ
{يَفْطُوه} فَطْواً: ساقَهُ سَوْقاً شَديداً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فَطاهُ يَفْطُوه فَطْواً: ضَرَبَ بيدِه وشَدَخَهُ.
! وفَطَوْتُ المرأَةَ: نَكَحْتُها؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(39/243)
فظي
: (ي ( {أَفْظَى) الرَّجُلُ:) أَهْملَهُ الجَوْهرِي.
وقالَ ابنُ الأعْرابي: أَي (ساءَ خُلُقُهُ.
(} والفَظَاءُ) ؛) هَكَذَا هُوَ بالمدِّ فِي النُّسخِ كَمَا فِي
التكْملَةِ والصَّوابُ أنّهُ بالقَصْرِ كَمَا ضَبَطَه الأزْهرِي؛
(الرَّحِمُ) ؛) نقلَهُ الفرَّاءُ وقالَ: يُكْتَبُ بالياءِ.
وقالَ غيرُهُ: أَصْلُه الفَظُّ فقُلِبَتِ الظاءُ يَاء، وَهُوَ ماءَ
الكَرشِ؛ كَذَا فِي التَّهذيبِ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ ماءُ الرَّحِمِ، وضَبَطَه بالقَصْرِ؛ ومثْلُه
فِي الفرقِ لابنِ السيِّدِ؛ وَقد نَقَلُوه عَن اللّحْياني؛ وأَنْشَدَ:
تَسَرْبَلَ حُسْنَ يُوسُف فِي {فَظَاهُ
وأُلْبِسَ تاجَه طِفْلاً صَغِيراوحَكاهُ ابنُ سِيدَه عَن كُراعٍ قالَ:
وإنَّما قَضَيْنا بأنَّ أَلِفَها مُنْقلبَةٌ عَن ياءٍ لأنَّها
مَجْهولةُ الانْقِلابِ، وَهِي فِي موضِعِ اللامِ، وَإِذا كَانَت يَاء
فِي موضِعِ اللامِ فانْقِلابها عَن الياءِ أَكْثَر مِنْهُ عَن الواوِ.
فعي
: (ي؛) وَفِي نُسْخَة و (} الأَفْعاءُ: الرَّوائِحُ الطَّيِّبَةُ.
( {والفَاعِي: الغَضْبانُ المُزَبَّدُ) ؛) كِلاهُما عَن ابنِ
الأعْرابي؛ كَذَا فِي المُحْكم.
(} والفاعِيَةُ: النمَّامَةُ) من النِّساءِ.
(و) أَيْضاً: (زَهْرُ الحِنَّاءِ) ، لُغَةٌ فِي الغَيْن.
( {والأَفْعَى: هَضَبَةٌ لبَنِي كِلابٍ) فِي دِيارِهم؛ نقلَهُ ابنُ
سِيدَه؛ قالَ بعضُ الكِلابِيِّين:
هَلْ تَعْرِفُ الدَّار بذِي البَناتِإلى البُرَيْقاتِ إِلَى}
الأَفْعاةِ أَيَّامَ سُعْدَى وَهِي كالمَهاةِ
(39/244)
قالَ الصَّاغاني: أَدْخَلَ الهاءَ فِي
الأَفْعاةِ لأنَّه رَغبَ بهَا إِلَى الهَضْبةِ.
(و) {الأفْعَى: (حيَّةٌ خَبِيثَةٌ) ، وَهِي رَقْشاءُ دَقيقَةُ العُنُقِ
عَرِيضَةُ الرأْسِ، ورُبَّما كانَ لَهَا قَرْنانِ، (} كالأَفْعَوِ) ،
بِلُغَةِ الحِجازِ؛ وَمِنْه الحديثُ: سُئِلَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللهُ
تَعَالَى عَنْهُمَا، عَن قَتْلِ المُحْرِم الحيَّاتِ، فقالَ: (لابأْسَ
بقَتْله {الأفْعَوْ والحِدْو) قَلَبَ أَلِفَهما واواً على لُغَتِهِ؛
(يكونُ وَصْفاً واسْماً) ، والاسْمُ أَكْثَر.
وقيلَ: الأَفْعَى الَّتِي لَا تَبْرَحُ إنَّما هِيَ مُتَرحِّيةٌ
وتَرَحِّيها اسْتِدارَتُها على نَفْسِها وتَحَوِّيها؛ قيلَ: لَا
يَنْفَعُ مِنْهَا رُقْية وَلَا تِرْياقٌ.
وقالَ الجَوْهرِي: أَفْعَى، أَفْعَلُ، تقولُ: هَذِه} أَفْعَى
بالتَّنْوينِ؛ وكَذلكَ أَرْوًى؛ (ج {أَفاعِي.
(وأَرضٌ} مَفْعاةٌ: كَثيرَتُها) .
(وَفِي الصِّحاح: ذاتُ {أَفاعٍ.
(} والمُفَعَّاةُ، مُشَدَّدَةً) ، أَي مَعَ ضمِ الميمِ؛ (السِّمَةُ
الَّتِي تكونُ على صورةِ الأَفْعَى) ؛) نقلَهُ الجَوْهري.
(وجَمَلٌ {مُفَعًّى) ، كمُعَظَّمٍ: (وُسِمَ بهَا) ، وَقد} فَعَّاهُ
{تَفْعِيَةً.
(} وتَفَعَّى) الرَّجلُ: (صارَ {كالأفْعَى) فِي الشَّرِّ؛ نقلَهُ
الجَوْهرِي.
وَفِي الأساسِ: تشَبَّه} بالأفْعَى فِي سُوْءِ خُلُقِه.
( {وأُفاعِيَةُ، بالضَّمِّ: وادٍ) يصبُّ (بمِنَى) ؛) قالَ ياقوتُ:
وذَكَرَ الحاتِمِيُّ أَنَّه فِي طرِيقِ مكَّةَ عَن يمِينِ المُصْعدِ من
الكُوفَةِ.
(} والأَفاعِي: عُرُوقٌ تَتَشَعَّبُ من
(39/245)
الحالِبَيْنِ) ، على التَّشْبيهِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الأُفْعُوانُ، بالضمِّ: ذَكَرُ} الأفاعِي؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
{والمُفَعَّاةُ: هِيَ الإبِلُ سِمَتُها} كالأَفْعَى.
{وفَعَا فلانٌ شَيْئا: فَتَّتَهُ.
} وأَفْعَى الرَّجلُ: صارَ ذَا شرَ بَعْد خيرٍ.
والأَفاعِي: وادٍ قُربَ القلزمِ مِن مِصْر، جاءَ ذِكْرُه فِي حديثِ
هِشامِ بنِ عمَّار قالَ: حدَّثنا البُحْتري بنُ عُبيدٍ قالَ هِشام:
ذَهَبْنا إِلَيْهِ، أَي القلزمَ، فِي موْضِعٍ يقالُ لَهُ الأفاعِي،
حدَّثنا، أَي حدَّثنا أَبو هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رسُولُ اللَّهِ صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم (سمّوا أَسْقاطَكُم فإنَّهم فرطُكُم) .
قالَ ابنُ عَسَاكِر: قوْلُه إِلَى القلزمِ تَصْحيفٌ من عبدِ العزيزِ،
أَي أَحَدُ رُواةِ الحديثِ، وإنَّما هُوَ إِلَى القلمون.
قَالَ ياقوتُ: الصَّوابُ مَا قالَهُ عبدُ العزيزِ، سأَلْت عَنهُ مَنْ
رَآهُ وعرَفَه.
{وأَفَيْعِيَة، مُصَغَّرٌ: منْهلٌ لسُليْم مِن أَعْمالِ المدِينَةِ؛
نقلَهُ ياقوتُ.
وعمرةُ بنْتُ} أَفْعى عَن أُمِّ سَلَمَةَ.
وسلامَةُ بنْتُ أَفْعَى عَن عائِشَة.
{وأَفْعَى نَجْرانَ: جاءَ ذِكْرُه فِي كتابِ الشّفاءِ لعياض عنْدَ
ذِكْرِ الكيمان.
فغو
: (و) كَذَا فِي النسخِ، ومثْلُه فِي كتابِ أَبي عليَ القالِي. ويَأْتي
عَن ابنِ سِيدَه أَنَّه يائيٌّ، والحَقُّ أَنَّه واوِيٌّ يائيٌّ.
(} الفَغَا) بتقْدِيمِ الفاءِ على الغَيْنِ مِثْل (الغَفَا) ،
بتقْدِيمَ الغَيْن على الفاءِ، (فِي مَعانِيهِ) الَّتِي ذُكِرَتْ، فَمن
ذلكَ الرَّدِيءُ من كلِّ شيءٍ أَنْشَدَ الأصْمعي:
(39/246)
إِذا فِئةٌ قُدِّمت للقِتَا
لِ فَرَّ الفَغَا وصَلِينا بهاومن ذلكَ حُثالَةُ الطَّعامِ وغُبارٌ
يَعْلُو البُسْرَ فيفسِدُه ويُصَيّرهُ مِثْل أَجْنِحةِ الجَنادِبِ.
(و) الفَغَا: (العُلْبَةُ والجَفْنَةُ) ؛) هَكَذَا فِي النُّسخِ وَهُوَ
غَلَطٌ، (و) الصَّوابُ الَّذِي لَا محيدَ عَنهُ الفَغَا: (مَيَلٌ فِي
الفمِ) والعُلْبَةِ والجَفْنَةِ، أَي فِي العُلْبَةِ والجَفْنَةِ،
كَمَا هُوَ نصُّ ابنِ سِيدَه.
وقالَ كراعٌ: الفَغَا داءٌ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُ المَيَل فِي الفَمِ. وقوْلُه: مَيَلٌ فِي
الفَمِ، هُوَ قولُ ابنِ الأَعْرابي؛ نقلَهُ أَبو عليَ القالِي فِي
المَقْصُورِ والممْدُودِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا على هَذَا كُلِّه بالياءِ لأنَّها
لامٌ واللامُ يَاء أَكْثَرَ مِنْهَا واواً.
( {والفَغْوُ} والفاغِيَةُ: نَوْرُ الحِنَّاءِ) ؛) كَذَا فِي
الصِّحاحِ، وَهُوَ قولُ الفرَّاء. 0
وَقيل: نَوْرُ كلِّ شيءٍ {فَغْوُه} وفاغِيَتُه. وَفِي الحَدِيث:
(سَيِّدُ رَيْحانِ أَهْلِ الجنَّةِ {الفاغِيَةُ) .
وقالَ شمِرٌ:} الفَغْوُ نَوْرٌ رائِحَتَهُ طيِّبَةٌ.
وقالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الفاغِيَةُ أَحْسَنُ الرَّياحِين وأَطْيبُها
رائِحَةً.
(أَو يُغْرَسُ غُصْنُ الحِنَّاءِ مَقْلوباً فيُثْمِرُ زَهْراً أَطْيَبَ
من الحِنَّاءِ فذَلِكَ الفاغِيَةُ.
( {وأَفْغَى) النَّباتُ: (خَرَجَتْ} فاغِيَتُهُ) ؛) كَمَا فِي
الصِّحاح.
(و) {أَفْغَى (زَيْدٌ: دامَ على أَكْلِ الفَغَا) ، وَهُوَ البُسْرُ
المُتَغَيِّرُ.
(و) } أَفْغَتِ (النَّخْلَةُ: فَسَدَتْ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) أَفْغَى الرَّجلُ: (افْتَقَرَ بَعْدَ غِنًى.
(و) أَيْضاً: (سَمُجَ بَعدَ حُسْنٍ) (و) أَيْضاً: (عَصَى بعدَ
(39/247)
طاعَةٍ) ؛) كلُّ ذلكَ عَن ابنِ الأعْرابي،
كأَنَّه فسَدَ حالُهُ كفَسادِ البُسْرِ.
(و) أَفْغَى (فُلاناً: أَغْضَبَهُ) وأَوْرَمَهُ. يقالُ: مَا الَّذِي
{أَفْغاكَ.
(وعَلْقَمَةُ بنُ} الفَغْواءِ) الْخُزَاعِيّ، (أَو) هُوَ (ابنُ أَبي
الفَغْواءِ: صَحابيٌّ) سَكَنَ المدِينَةَ، قيلَ: كانَ دَلِيلَ
المُسْلِمين إِلَى تَبُوك.
( {وفَغَا الشَّيءُ) } فَغْواً: (فَشَا) وظَهَرَتْ رائِحَتُه؛ وَمِنْه
حديثُ الحَسَنِ: وسُئِلَ عَن السَّلَف فِي الزَّعْفرانِ فَقَالَ: إِذا
{فَغَا؛ ويُرْوَى إِذا أَفْغَى، أَي نَوَّرَ.
(و) فَغَا (الزَّرْعُ يَبِسَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(فَغَا التمْرُ} يَفْغِي {فَغاً إِذا حشفَ؛ عَن أبي عليَ القالِي.
(} والفَغْوَةُ: انْتِشارُ رَائِحةِ الطِّيبِ.
(وفَغَا الإبِلِ: حَشْوُها.
فقو
: (و ( {فَقَوْتُ أَثَرَهُ: قَفَوْتُهُ) ؛) حَكَاهُ يَعْقوب فِي
المَقْلُوبِ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
(} والفَقْوُ: ع) ، وتقدَّمَ فِي الهَمْزِ أَيضْاً أنَّ الفَقْءَ
مَوْضِعٌ. وقالَ نَصْر: {الفَقْوُ قرْيَةٌ باليَمامَةِ بهَا منْبَرٌ،
وأَهْلُها ضَبّة والغَنْبَر.
(} والفَقَا: ماءٌ) ؛) عَن ثَعْلَب وَلم يَحُدّه؛ كَذَا وجِدَ بخطِّ
ابنِ السيِّد البَطْلِيُوسي.
( {وفُقْوَةُ السَّهْمِ) ، بالضَّمِّ: (فُوْقُهُ) ؛) نقلَهُ
الجَوْهرِي، وَهِي مَجْرَى الوَتَرِ فِي السَّهْم، (ج} فُقًى) ، كَذَا
فِي نسخِ الصّحاح، وَفِي كتابِ أَبي عَليّ بالألِفِ؛ وأَنْشَدَ أَبو
عَمْرو بنُ العَلاءِ للفندِ الزِّمَّاني:
(39/248)
ونَبْلي {وفُقاها ك
عَراقِيبِ قَطاً طُحْلِأَرادَ: وفُوقَها.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الفَقْوُ: شيءٌ أَبْيَضُ يَخْرُجُ من النّفساءِ أَو الناقَةِ الماخِضِ،
وَهُوَ غِلافٌ فِيهِ ماءٌ كثيرٌ.
وحَكَاهُ أَبو عبيدٍ بالهَمْزِ وقالَ: هُوَ السَّابِياءُ، وَقد
تقدَّمَ.
فقي
: (ي (} الفَقْيُ) :) أَهملهُ الجَوْهرِي والجماعَةُ.
وَهُوَ (وادٍ باليَمامَةِ) ، الَّذِي قدَّمْنا ذِكْرَه عَن نصْرٍ،
يُرْوَى بالواوِ وبالياءِ وبالهَمْزةِ.
(و) {فُقَيٌّ (كسُمَيَ: مَحارِثُ، ونَخْلٌ لبَنِي العَنْبَرِ)
باليَمامَةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} أَفقِي، بفتحٍ فكسْرِ القافِ: جَدُّ حُسَيْن بنِ محمدِ بنِ أَفقِي
المحدِّث؛ قالَ الحافِظُ: هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ نُقْطَة.
فَلَو
: (و ( {فَلاَ الصَّبيَّ والمُهْرَ) } يَفْلُوهُما ( {فَلْواً) ،
بالفَتْح، (} وفَلاءً) ، كسَحابٍ، وضُبِطَ فِي المُحْكم بالكَسْر:
(عَزَلَهُ عَن الرَّضاعِ، أَو فَطَمَهُ، {كأَفْلاهُ} وافْتلاَهُ) .)
يقالُ: {فَلاهُ عَن أُمِّه وافْتَلاهُ: أَي فَطَمَهُ؛ وأَنْشَدَ
الجَوْهرِي للأعْشى:
مُلْمِعٍ لاعَةِ الفُؤادِ إِلَى جَحْ
شٍ فَلاهُ عَنْهَا فبِئْس} الفالِي وقيلَ: فَلاهُ: فَطَمَهُ،
وافْتَلاَهُ: اتَّخَذَهُ.
(و) فَلاهُ (بالسَّيْفِ) فَلْواً وفَلْياً: (ضَرَبَهُ) بِهِ؛ واوِيٌّ
يائيٌّ.
وَفِي المُحْكم: ضَرَبَ رأْسَه.
(39/249)
(و) فَلا (زَيْدٌ: سافَرَ؛ و) أَيْضاً:
(عَقَلَ بعدَ جَهْلٍ) ؛) كِلاهُما عَن ابنِ الأعْرابي.
( {والفِلْوُ، بالكسْرِ، و) } الفَلُوُّ، (كعَدُوَ وسُمُوَ: الجَحْشُ
والمُهْرُ) إِذا (فُطِمَا أَو بَلَغَا السَّنَةَ) .
(وقالَ الجَوْهرِي: الفَلُوُّ، بتَشْديدِ الواوِ: المُهْرُ لأنَّه
{يُفْتَلَى، أَي يُفْطَم قالَ دُكَيْن:
كانَ لَنا وَهْوَ} فَلُوٌّ نَرْبُبُهْ وَقد قَالُوا للأُنْثَى:
{فَلُوَّةٌ، كَمَا قَالُوا عَدُوٌّ وعَدُوَّةٌ.
وقالَ أَبو زَيْدٍ: فَلُوٌّ إِذا شَدَدْتَ الواوَ فَتَحْتَ الفاءَ،
وَإِذا كَسَرْتَ خَفَّفْتَ فقُلْت فِلْو مثْلُ جِرْوٍ؛ وقالَ مجاشِعُ
بنُ دَارِم:
جَرْوَلُ يَا} فِلْوَ بَني الهُمامِ فأَيْنَ عنْكَ القَهْرُ بالحُسامِ؟
(ج {أَفْلاءٌ) ، كعَدُوَ وأَعْداءٍ وحَبْرٍ وأَحْبارٍ؛ (} وفَلاَوَى)
أَيْضاً مِثْل خَطَايَا، وأَصْلُه فَعائِل وَقد تقدَّمَ ذِكْرُه فِي
الهَمْزِ؛ كلُّ ذلكَ فِي الصِّحاح.
وقالَ سِيْبَوَيْه: لم يكسِّرُوه على فُعُلٍ كراهِيَة الإخْلالِ وَلَا
كبروه على فِعْلان كراهِيَةَ الكَسْرةِ قبْلَ الواوِ، وَإِن كانَ
بَيْنَهما حاجزٌ لأنَّ الساكِنَ ليسَ بحاجِزٍ حَصِينٍ.
( {والفَلاةُ: القَفْرُ) من الأرضِ لأنَّها} فُلِيَتْ عَن كلِّ خيْرٍ،
أَي فُطِمَتْ وعُزِلَتْ؛ كَمَا فِي المُحْكم.
(أَو المَفازَةُ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاح؛ زادَ غيرُهُ: الَّتِي (لَا
ماءَ فِيهَا) وَلَا أَنِيسَ، وَإِن كانتْ مُكْلِئةً؛ قالَهُ النَّضْر.
(أَو) الَّتِي (أَقَلُّها للإِبِلِ رِبْعٌ، وللحَميرِ والغَنَمِ غِبٌّ)
وأَكْثَرُها مَا بَلَغَتْ ممَّا لَا ماءَ فِيهِ؛
(39/250)
قالَهُ أَبو زيْدٍ.
(أَو) هِيَ (الصَّحراءُ الواسِعَةُ، ج {فَلاً) بحذْفِ الهاءِ كحَصَاةٍ
وحَصًى؛ وَمِنْه قولُ حميدِ بنِ ثوْرٍ:
وتَأْوِي إِلَى زُغْبٍ مَراضِيعَ دُونَها
فَلاً لَا تَخَطَّاهُ الرِّقابُ مَهُوبُوقالَ أَبو عليَ القالِي:}
الفَلا يُكْتَب بالألِفِ لأنَّه من الواوِ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:
باتَتْ تنوشُ الحَوْضَ نَوشاً مِن علا
نوشاً بِهِ تقطع أَجْوارَ الفَلا ( {وفَلَواتٌ) ، بالتَّحريكِ فِي
أَدْنَى العَدَدِ كحَصَاةٍ وحَصَواتٍ؛ وَمِنْه قولُهم: أَتْرَك الناسِ
للصَّلَوات أَهْلُ} الفَلَوات.
( {وفُلِيٌّ) ، كعُتِيَ، على فُعولٍ، وجَعَلَه الجوْهرِي، جَمْعاً}
لفَلا، ونَظرَه بعَصاً وعُصِيَ؛ وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ:
مَوْصُولة وَصْلاً بهَا {الفُلِيُّ
أَلْقِيُّ ثمَّ القِيُّ ثمَّ القِيُّ (} وفِلِيٌّ) ، بكسْرِ الفاءِ
والَّلامِ مَعَ تَشْديدِ الياءِ: (جج) أَي جَمْعُ الجَمْع، (
{أَفْلَاءٌ) ؛) قالَ ابنُ سِيدَه؛ وقولُ الحارِثِ بنِ حِلِّزة:
مِثْلُها يُخْرِجُ النَّصِيحةَ للقَوْ
مِ} فَلاةٌ مِن دونهَا أَفْلاء ُليسَ جَمْع فلاةٍ لأنَّ فَعَلة لَا
تُكَسَّر على أَفْعالٍ، إنَّما أَفْلاءُ جَمْعُ فَلاً الَّذِي هُوَ
جَمْع فَلاةٍ.
( {وأَفْلَى: صارَ إِلَيْهَا) ، كَمَا فِي الصِّحاح.
(أَو) } أَفْلَى: (دَخَلَها) ؛) عَن الزّمَخشري، وهُما مُتَقارِبانِ.
(و) {أَفْلَتِ (الفَرَسُ) والأَتانُ: (بَلَغَ وَلَدُها أَنْ) }
يُفْلَى، أَي (يُفْطَمَ.
(39/251)
( {وافْتِلاءُ المَكانِ: رَعْيُهُ) وطَلَبُ
مَا فيهِ مِن لُمَعِ الكَلأ؛ وَهُوَ مجازٌ.
قالَ الأزْهرِي: سَمِعْتُهم يقولونَ: نَزَلَ بَنُو فلانٍ على ماءِ
كَذَا وهم} يَفْتَلُونَ الفَلاةَ من ناحِيَةِ كَذَا، أَي يَرْعَوْن
كَلأَ البَلَدِ ويَرِدُون الماءَ من تلْكَ الجهَةِ. ثمَّ إنَّ الأَوْلى
أَن يُذْكَرَ هَذَا فِي الَّتِي تلِيه لأنَّه مُشَبَّه بفَلْي الرأْسِ
كَمَا لَا يَخْفَى.
( {وفَلاَ: ع بِطُوسَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حَكَى الفرَّاءُ فِي جَمْع} فُلُوٍ: {فُلْوٌ، بالضمِّ؛ وأَنْشَدَ:
فُلْو تَرَى فِيهِنَّ سِرَّ العِتْقِبَيْنَ كماتِيَ وحُوَ بُلْقِوقالَ
أَبو عليَ القالِي: الفَلاء جَمْعُ فَلُوٍ للمُهْرِ؛ وأَنْشَدَ:
تَنازَعْنا الرِّيح أَرْواقهوكسريه يَرْمحْنَ رمحَ} الفلاءِ {والفَلاءُ
أَيْضاً: العِظامُ؛ وأَنْشَدَ لأبي النَّجم:
بقارحٍ نوعم فِي} فلائه وفَرَسٌ {مُفْلٍ} ومُفْلِيه: ذاتُ {فَلْوٍ.
} وفَلَوْتُه: رَبَّيْته؛ قالَ الحُطَيْئة يصِفُ رجُلاً:
سَعِيدٌ وَمَا يَفْعَلْ سَعِيدٌ فإنَّه نجِيبٌ {فَلاَهُ فِي الرِّباطِ
نَجيبُ وكَذلكَ} افْتَلَيْتُه؛ وقالَ:
وليسَ يَهْلِك مِنّا سيِّد أَبَداً إلاَّ {افْتَلَيْنا غُلاماً
سَيِّداً فِيناوقالَ الأزْهرِي:} افْتَلاهُ لنَفْسِه: اتَّخَذَهُ؛
وأَنْشَدَ:
نَقُودُ جِيادَهُنَّ! ونَفْتَلِيها وَلَا نَغْذُو التُّيُوسَ وَلَا
القِهادا
(39/252)
وفلانَةٌ بَدَوِيَّةٌ {فَلَويَّةٌ.
وابنُ} الفَلْو، بالفَتْح: هُوَ الحَسَنُ بنُ عُثْمان بنِ أَحمدَ بنِ
الحُسَيْن بنِ سورَةَ {الفلويُّ الواعِظُ البَغْدادِيُّ سَمِعَ أَباهُ
وأَبا بكْرٍ الْقطيعِي ماتَ سَنَة 436.
وبتَشْديدِ اللَّام المَضْمومَةِ: أَبو بكْرِ عبدُ الله بنُ محمدِ بنِ
أحمدَ بنِ الحُسَيْن الكتبي} الفلُّويُّ البَغْداديُّ سَمِعَ النجاد،
وَعنهُ الخطيبُ.
قالَ الحافظُ: هَكَذَا ذَكَرَ السّمعاني هاتَيْن التَّرْجَمَتَيْن
مُتَوالِيَتَيْن؛ وعنْدِي فيهمَا نَظَرٌ.
{وفلا: مِن قُرَى خَابرَان قُرْبَ مِيهَنَة، مِنْهَا: أَحمدُ بنُ محمدٍ
الفلويُّ زاهِدٌ أَقامَ بخانقاه سرخس خَمْسِين سَنَة يَخْتمُ القُرْآن
كلَّ يومٍ ماتَ سَنَة 465.
} وفَلَوْتُ القَوْمَ: تَخَلَّلْتهم؛ وكَذلكَ فَلَيْت.
فلي
: (ى ( {فَلاهُ بالسَّيْفِ} يَفْلِيهِ) {فَلْياً: قَطَعَ بِهِ رأْسَه؛
(كيَفْلُوهُ) فَلْواً.
(و) } فَلَى (رأْسَهُ) فَلْياً، (بَحَثَهُ عَن القَمْلِ، {كفَلاَّهُ؛
والاسْمُ:} الفِلاَيَةُ، بالكَسْرِ) .) وَمن هُنَا يقالُ للنِّساءِ
{الفَالِياتُ} والفَوَالِي؛ وَمِنْه قولُ عَمْرِو بنِ معديكرب:
تَراهُ كالثَّغامِ يُعَلُّ مِسْكاً
يسُوء الفالِياتِ إِذا فَلَيْنيقالَ الجَوْهرِي: قالَ الأَخْفَش:
أَرادَ! فَلَيْتَني فحَذَفَ النونَ الأخيرَةَ لأنَّ هَذِه النُّونَ
وِقايَة للفِعْل وليسَتِ اسْماً، وأَمَّا النّونُ الأُولى فَلَا يَجوزُ
طَرْحها لأنَّها الاسْمُ المُضْمَرُ.
(و) مِن المجازِ: فَلَى (الشِّعْرَ) يَفْلِيه فَلْياً: إِذا
(تدَبَّرَهُ واسْتَخْرَجَ مَعانِيَهُ) وغَرِيبَهُ؛ عَن ابنِ
السِّكِّيت؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
وَفِي الأساس:
(39/253)
أَي فَتَّشَ عَن مَعانِيه. يقالُ: {افْلِ
هَذَا البَيْتَ فإنَّه صَعْبٌ.
(و) فَلَى (فُلاناً فِي عَقْلِه) يَفْلِيه فَلْياً: (رازَهُ) .
(وَفِي التَّهذيبِ: إِذا نَظَرَ مَا عقْلُه، وَهُوَ مجازٌ أَيْضاً.
(} واسْتَفْلَى رَأْسَهُ {وتَفالَى) هُوَ: (اشْتَهَى أَنْ} يُفْلَى) ؛)
نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) {فَلِيَ، (كرَضِيَ: انْقَطَعَ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابي.
(و) } فَلَّى، (كحتَّى: جَبَلٌ) ؛) وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ بفتحٍ
فسكونٍ، كَمَا هُوَ نصُّ التكْمِلَةِ.
( {وفالِيَةُ الأَفاعِي: أَوائِلُ الشَّرِّ) .) قالَ ابنُ الأعْرابي:
يقولونَ: أَتَتْكُم} فالِيَةُ الأفاعِي؛ يُضْرَبُ مَثَلاً لأوَّلِ
الشرِّ يُنْتَظَر؛ والجَمْعُ {الفَوَالِي.
(و) أَيْضاً: (خُنْفُساءُ رَقْطاءُ تَأْلَفُ العَقَارِبَ والحيَّاتِ
فَإِذا خَرَجَتْ مِن جُحْرِها آذَنَتْ بهَا) .
(وَفِي الأساس: مِن جِنْسِ الخَنَافِس مُنَقَّطةٌ تكونُ عنْدَ جحَرَةِ
الحيَّاتِ} تَفْلِيهِنَّ.
وَفِي المُحْكم: هِيَ سيِّدَةُ الخَنافِسِ. وقيلَ: فالِيَةُ الأَفاعِي
دوابٌّ تكونُ عنْدَ جَحَرَةِ الضِّبابِ، فَإِذا خَرَجَتْ عُلِمَ أنَّ
الضبَّ خارِجٌ لَا مَحالَةَ، فيقالُ: أَتَتْكُم فالِيَةُ الأفاعِي،
فدلَّ هَذَا على أنّها جَمْعٌ، على أنَّه قد يُخْبَر فِي مِثْل هَذَا
بالجَمْعِ عَن الواحِدِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اسْتَفْلاهُ: تَعرَّض مِنْهُ فَلَى رأْسه بالسَّيْفِ؛ وأَنْشَدَ أَبو
عبيدٍ:
أَما تَرانِي رابِطُ الجَنانِأَفْلِيه بالسَّيْفِ إِذا} اسْتَفْلاني
{والتَّفْلِّي: التَّكَلُّفُ} للفِلايَةِ؛ قالَ:
إِذا أَتَتْ جارَاتِها {تفَلَّى تُرِيك أَشْغَى قَلِحاً أَفَلاّ}
َوتفالَتْ الحُمُرُ: احْتَكَّتْ كأَنَّ
(39/254)
بعضَها {يَفْلى بَعْضا؛ قَالَ ذُو
الرُّمَّة:
ظَلَّتْ} تَفالَى وظَلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِماً كأَنَّه عَن تَناهِي
الرَّوْضِ مَحْجُومُ {وفَلَى الأَمْر: تأَمَّلَ وُجُوهَهُ ونَظَرَ
إِلَى عاقِبَتِه.
} وفَلَيْتُ القَوْمَ بعَيْنِي {وفَلَيْتُ خَبَرَهُم} وأَفْلَيْتهم
{وفَلَيْتهم: أَي تخَلَّلْتهم.
وفَلَى المَفازَةَ: تَخَلَّلَها.
} والفالِيَةُ: السِّكِّين.
{والفِلاءُ، ككِساءٍ:} فِلاَءُ الشّعْر: وَهُوَ أَخْذُكَ مَا فِيهِ؛
رَواهُ ابنُ الأنبارِي عَن أصْحابِه.
فمي
: (ي ( {فامِيَةُ) :) أَهملهُ الجَوْهرِي.
(أَو) هِيَ (} أَفَامِيَةُ) بزِيادَةِ الألِفِ؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ
ياقوتُ قالَ: ويُسمِّيها بعضُهم فامِيَة بغيرِ هَمْزةٍ؛ (د بالشَّام)
مِن سِواحِلِه، وكُورَةٌ من كُورِ حِمْصَ بَيْنها وبينَ أنْطاكِيَةَ؛
قالَ أَبُو العَلاءِ المَعَرِّي:
ولَوْلاَكَ لم تَسْلَم أَفَامِيَّة الرَّدَى وَهَذِه المدِينَةُ
بُنِيَتْ فِي السَّنَة السادِسَةِ بعْدَ مَوْتِ الإسْكنْدَر مِن بناءِ
سلوقوس.
(و) قالَ ابنُ السَّمعاني: فامِيَةُ: (ة بواسِطَ) عنْدَ فَم الصّلْح،
مِنْهَا: أَبو عبدِ اللهِ عُمَرُ بنُ إدْرِيس الصّلحي {الفامِيُّ عَن
أبي مُسْلم الْكَجِّي وغيرِهِ.
فني
: (ي (} فَنِيَ) الشَّيءُ، (كرَضِيَ) ، هَذِه هِيَ اللُّغَةُ
المَشْهورَةُ؛ (و) حَكَى كُراعٌ: {فَنَى} يَفْنَى، مثْلُ (سَعَى)
(39/255)
يَسْعَى وَهُوَ نادِرٌ، وقالَ: وَهِي
بلُغَةِ بلحارِثِ بنِ كعْبٍ، ( {فَنَاءً) ، مَصْدرُ البابَيْنِ،
فَهُوَ} فانٍ: (عُدِمَ) .
(وَفِي المُحْكم: {الفَناءُ ضِدُّ البَقاءِ.
وقالَ أَبُو عليَ القالِي: الفَناءُ نَفادُ الشيءِ؛ قالَ نابِغَةُ بَني
شَيْبانَ:
سَتَبْقَى الرَّاسِيات وكلُّ نَفْسٍ وَمَال سَوْفَ يَبْلغه
الفَناءُوقالَ الآخَرُ:
كَتَبَ الفَناءَ على الخَلائِقِ رَبُّناوهو المَلِيكُ ومُلْكُه لَا
يَنْفدُ (} وأَفْناهُ غَيْرُهُ.
(و) فَنِيَ (فلانٌ) يَفْنَى: إِذا (هَرِمَ) .
(وَفِي التّهذيبِ: أشْرَفَ على المَوْتِ هَرَماً؛ قالَ لبيدٌ:
حَبائِلُه مَبْثوثَةٌ بسَبيلِه {ويَفْنى إِذا مَا أَخْطَأَتْه
الحَبائِلُ أَي يَهْرَمُ فيَموتُ.
(} والفَانِي: الشَّيْخُ الكَبيرُ) الهَرِمُ.
( {وتَفانَوْا:} أَفْنَى بَعْضُهُم بَعْضاً) فِي الحَرْبِ.
( {وفِناءُ الَّدارِ، ككِساءٍ: مَا اتَّسَعَ من أَمامِها) .
(وَفِي الصِّحاح: مَا امْتَدَّ مِن جَوانِبِها.
وَفِي المُحْكم: هُوَ سَعَةٌ أمامَ الدَّارِ، نَعْني بالسَّعَةِ
الاسْمُ لَا المَصْدَر؛ (ج} أَفْنِيَةٌ {وفُنِيٌّ) ، كعُتِيَ، بالضمِّ
والكسْرِ، وتُبْدلُ الثاءُ من الفاءِ فيُقالُ ثِناءُ الدارِ}
وفِناؤُها، وَقد مَرَّ.
وقالَ ابنُ جنِّي: هُما أَصْلانِ وليسَ أَحَدُهما بَدَلاً من صاحِبِه،
لأنَّ الفِناءَ من فَنِيَ يَفْنَى، وذلكَ أَنَّ الدارَ هُنَاكَ!
تَفْنَى، لأنَّك إِذا تَناهَيْتَ إِلَى أقْصَى حُدُودِها فَنِيتْ،
وأَمَّا ثِناؤُها فَمن ثَنَى يَثْني لأنَّها هناكَ
(39/256)
أَيْضاً تَنْثَني عَن الانْبِساطِ لمجيءِ
آخِرِها واسْتِقْصاء حُدُودِها.
قالَ ابنُ سِيدَه: وهَمْزتُها بَدَلٌ من الياءِ، وجَوَّزَ بعضُ
البَغْدادِيِّين أنْ تكونَ أَلِفُها واواً لقوْلِهم: شَجَرَةٌ
فَنْواءُ، وليسَ بقَوِيَ لأنَّها ليسَتْ مِن الفِناءِ، وإنّما هِيَ مِن
الأَفْنانِ.
( {وفَاناهُ: دَارَاهُ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي عَن أَبي عَمْرٍ و؛
وأَنْشَدَ للكُمَيْت:
تُقِيمُه تارَةً وتُقْعِدُه
كَمَا} يُفاني الشَّمُوسَ قائِدُهاوقالَ الأُموي: {فَانَاهُ سَكَّنَه؛
نقلَهُ الجَوْهرِي أيْضاً.
وقالَ ابنُ الأعْرابي: فَانَاهُ دَاجَاهُ.
(وأَرضٌ} مَفْناةٌ) :) أَي (مُوافِقَةٌ لنَازِلِيها) ، بلُغَةِ
هُذَيْل، نقلَهُ الأصْمعي ويُرْوَى بالقافِ كَمَا سَيَأْتي.
( {والأفانِي: نَبْتٌ) مَا دَامَ رطبا فَإِذا يَبِسَ فَهُوَ الحَماطُ،
(واحِدَتُها) } أَفانِيةٌ، (كثَمانِيَةٍ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي وَهُوَ
قولُ أَبي عَمْرٍ و.
قالَ الأزْهرِي: هَذَا غَلَطٌ فإنَّ {الأفَانِيَ نَبْتٌ على حِدةٍ
وَهُوَ مِن ذُكورِ البَقْلِ يَهِيجُ فيَتناثَرُ، وأَمَّا الحَماطُ
فَهُوَ الحليةُ وَلَا هَيْجَ لَهُ لأنّه مِن الجنبةِ والعروَةِ.
قالَ الجَوْهرِي: ويقالُ أَيْضاً هُوَ عِنَبُ الثّعْلب.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ بَنُو فلانٍ مَا يُعانُونَ مَا لَهُم وَلَا} يُفانُونَه، أَي مَا
يَقُومُونَ عَلَيْهِ وَلَا يُصْلِحُونَه.
{والمُفانَاةُ: التَّسْكِين؛ عَن الأُموي.
} والفَانِيَةُ: المُسِنَّةُ مِن الإِبِلِ؛ وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي
الحديثِ.
(39/257)
فنو
: (و ( {الفناةُ: البَقَرَةُ، ج} فَنَوَاتٌ) ؛) بالتَّحْريكِ؛ هَذَا
قولُ أَبي عَمْرٍ و، وذَكَره الجَوْهرِي وغَيْرُهُ، ويُرْوَى بالقافِ
أَيْضاً كَمَا سَيَأْتي.
وقالَ أَبو عليَ: القالِي: {الفَنَا جَمْعُ} فَنَاةٍ وَهِي البَقَرَةُ
الوَحْشِيَّةُ؛ يُكْتَبُ بالألِفِ لأنَّهُم يَجْمعُونَها فَنَوَاتٍ
أَيْضاً.
(و) الفَناةُ: (عِنَبُ الثَّعْلبِ، ج {فَناً) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ
بالألِفِ، ومِثْلُه فِي التَّهْذِيبِ والصِّحاح. ووجِد فِي المُحْكم
بالياءِ، ومثْلُه فِي كتابِ أبي عليَ القالِي، وقالَ: مَقْصورٌ يُكْتبُ
بالياءِ.
قالَ أَبُو بكْرِ بنُ الأنْبارِي: قالَ زهيرٌ:
كأَنَّ فُتاتَ العِهْن فِي كلِّ مَنْزِلٍ
نَزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لم يُحَطَّمِوأَنْشَدَه الجَوْهرِي أَيْضاً
هَكَذَا قالَ: ويقالُ هُوَ شَجَرٌ لَهُ حَبٌّ أَحْمر تُتَّخَذُ مِنْهُ
القَلائِدُ.
وَفِي المُحْكم: تُتَّخَذُ من حَبِّه قَرارِيط يُوْزَنُ بهَا؛ أَو هِيَ
حَشِيشَةٌ تَنْبتُ فِي الغَلْظِ تَرْتفِعُ عَن الأرضِ قِيسَ الإصْبَعِ
وأَقَلّ يَرْعاها المالُ.
(و) الفَناةُ: (ماءٌ لجَذِيمَةَ.
(و) يقالُ: (شَعَرٌ} أَفْنَى) :) أَي (فَيْنانٌ) ، أَي طويلٌ.
(وامرأَةٌ {فَنْواءُ: أَثِيثَةُ الشَّعَرِ.
(وشَجَرَةٌ) فَنْواءُ: (واسِعَةُ الظِّلِّ) .
(وقالَ أَبو عَمْرٍ و: ذاتُ أَفْنانٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلم نَسْمَعْ أحدا يقولُ إنَّ} الفَنْواءَ مِن
{الفِناءِ، إنَّما قَالُوا إنَّها ذاتُ الأَفْنانِ أَو الطَّويلَةُ
الأَفْنانِ.
قالَ الجَوْهرِي: وَهُوَ على غيرِ قِياسٍ، (والقِياسُ} فَنَّاءُ) ،
وَقد ذُكِرَ فِي النونِ.
(! وفَنًى) بالفَتْح مَقْصورٌ
(39/258)
مُنوَّنٌ: (جَبَلٌ بنَجْدٍ) .
(وقالَ نَصْر: جَبَلٌ سَمِيراءَ، وعنْدَه ماءٌ يقالُ لَهُ فُنانُ،
كغُرابٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الأَفناءُ من الناسِ: الأَخْلاطُ، واحِدُها} فِنْوٌ، بالكسْرِ، عَن
ابنِ الْأَعرَابِي.
ويقالُ: هَؤُلَاءِ من {أَفْناءِ الناسِ، وَلَا يقالُ فِي الواحِدِ
رجُلٌ مِن أَفْناءِ الناسِ، وتَفْسِيرُه قَوْمٌ نُزَّاعٌ من هَهُنَا
وَهَهُنَا؛ وَلم تَعْرفْ أُمُّ الهَيْثم} للأَفْناءِ واحِداً؛ وقولُ
الراجزِ:
يقولُ لَيْتَ اللهَ قد {أَفْناها أَي أَنْبَتَ لَهَا} الفَنَى وَهُوَ
عِنَبُ الثّعْلبِ حَتَّى تَغْرزَ وتَسْمَنَ. وَهُوَ قولُ أبي النّجْم
يَصِفُ راعِيَ الغَنَم؛ عَن ابنِ الْأَعرَابِي.
فوو
: (و ( {الفُوَّةُ، كالقُوَّةِ: عُروقٌ يُصْبَغُ بهَا) ؛) قالَهُ
الليْثُ.
قالَ أَبو حنيفَةَ: هِيَ عُرُوقٌ حُمر دقاقٌ، لَهَا نَباتٌ يَسْمو فِي
رأْسِه حبٌّ أَحْمر شَديدُ الحُمْرةِ كثيرُ الماءِ يُكْتَبُ بمائِهِ
ويُنْقَشُّ؛ قالَ الأسودُ بنُ يَعْفُر:
"
جَرَّتْ بهَا الرِّيحُ أَذْيالاً مُظاهَرةً
كَمَا تَجُرُّ ثِيابَ الفُوَّةِ العُرُسُوقالَ غيرُهُ: هُوَ (دَوَاءٌ
مُسْقِطٌ) للأجنّةِ (مُدِرٌّ) للبَوْلِ والطَّمْثِ (مُفَتِّحٌ جَلاَّءٌ
يُنَقِّي الجِلْدَ من كلِّ أَثَرٍ كالقُوباءِ والبَهَقِ الأبْيَضِ.
(وثَوْبٌ} مُفَوًّى) ، كمُعَظَّمٍ: (صُبِغَ بهَا) ، والهاءُ ليسَتْ
بأَصْلِيّةٍ، هِيَ هاءُ التَّأْنيثِ؛ قالَهُ الليْثُ.
وَقد ذَكَره المصنِّفُ فِي الهاءِ أَيْضاً.
(وأَرضٌ! مُفوَّاةٌ: كثيرَتُها) ؛) عَن
(39/259)
أَبي حنيفَةَ؛ أَو ذاتُ {فُوَّةٍ.
(و) فُوَّةُ، (بِلا لامٍ: د بمِصْرَ) قُرْبَ رَشِيد، وَقد دَخَلْته
وأَلَّفْت فِي تَحْقيقِ لَفْظِه ومَنْ دَخَلَ بِهِ أَو وُلِدَ فِيهِ
مِن الصّلَحاءِ والمحدِّثِين رسالَةً جليلةً نافِعَةً.
(} والفُوْ، ساكِنَةَ الواوِ: ودَواءٌ نافِعٌ مِن وَجَعِ الجَنْبِ
وداءِ الثَّعْلَبِ.
( {وفَاوْ: ة بالصَّعِيدِ تُجاهَ قَاوْ، بالقافِ) ؛) وَقد تقدَّمَ لَهُ
ذِكْرها فِي أَوَّل هَذَا البابِ قرِيباً.
(وفَاوْ: مِخْلافٌ بالطَّائِفِ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(} المَفاوِي: هِيَ الأرْضُونَ الَّتِي تَنبُتُ الفُوَّةَ.
( {وفَوَّةُ، بالفَتح: قَرْيَةٌ بالبَصْرَةِ، عَن ابنِ السّمعاني؛
وَمِنْهَا: أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ بَدْران}
الفَوّيُّ البَصْريُّ من شيوخِ الخطيبِ البَغْدادِي. وَقد بَيَّنْت فِي
الرِّسالَةِ المَذْكورَةِ أَنَّ الصَّوابَ فِيهِ أَنَّه مِن فُوَّةِ
مِصْر، وأَنَّه بالضمِّ، وإنَّما نَزَلَ البَصْرَةَ فاشْتُبِه على ابنِ
السَّمعاني.
( {وأَفْوَى، مَفْتوحُ الأوَّل مَقْصورٌ: قَرْيةٌ مِن كُورَةِ البهنسا
مِن نَواحِي صَعِيدِ مِصْر.
فَهُوَ
: (و (} فَهَوْتُ عَنهُ) :) أَهْملهُ الجَوْهرِي.
وقالَ غيرُهُ: أَي (سَهَوْتُ) عَنهُ.
قالَ ابنُ سِيدَه: {فَهَا فُؤَادُه كهَفَا، وَلم يُسْمَع لَهُ بمصْدَرٍ
فأُراهُ مَقْلوباً.
(} وأَفْهَى) الرَّجُلُ: (فالَ رَأْيُهُ) ؛) عَن ابنِ الْأَعرَابِي.
(39/260)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فَهَا: إِذا فَصُحَ بعْدَ عُجْمةٍ.
{والأَفْهاءُ: البُلْهُ؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
فِي
: (ي (} فِي) بالكَسْر: (حَرْفُ جَرَ) مِن حَرُوفِ الإضافَةِ.
قالَ سِيْبَوَيْه: أَمَّا فِي فَهِيَ للوِعاءِ، تقولُ: هُوَ فِي
الجِرابِ وَفِي الكِيسِ، وَهُوَ فِي بَطْنِ أمِّه؛ وَكَذَا هُوَ فِي
الغُلِّ لأنَّه جَعَلَه إِذا أَدْخَلَه فِيهِ كالوِعاءِ، وَكَذَا فِي
القُبَّةِ {وَفِي الدّارِ، وَإِن اتّسَعْتَ فِي الكَلامِ فَهِيَ على
هَذَا، وإنّما تكونُ كالمَثَل يُجاءُ بهَا لمَا يُقارِبُ الشَّيْء،
وليسَ مِثْله، انتَهَى.
قَالَ الميلاني فِي شرْحِ المُغْني للجاربردي: ومَعْنى الظَّرْفيةِ
حلولُ الشيءِ فِي غيرِهِ حَقيقَةً نَحْو: الماءُ فِي الكُوزِ، أَو
مجَازًا نَحْو: النّجاةُ فِي الصِّدْقِ، انتَهَى.
وقالَ الجَوْهرِي: فِي حَرْفٌ خافِضٌ، وَهُوَ للوِعاءِ والظَّرْف،
وَمَا قُدِّرَ تَقْديرُ الوِعاة، تقولُ: الماءُ فِي الإناءِ، وزَيْدٌ
فِي الدَّارِ، والشّكُّ فِي الخَبَرِ، انَتَهى.
وَفِي المِصْباح: وقوْلُهم:} فِيهِ عَيْبٌ إِن أُرِيدَ النِّسْبَة
إِلَى ذاتِه فَهِيَ حَقِيقَةٌ، وَإِن أُرِيدَ النِّسْبَة إِلَى مَعْناه
فمجازٌ؛ الأوَّلُ كقَطْع يَدِ السّارِق وَالثَّانِي كإِباقه.
(وتَأْتي للظَّرْفَيْن) :) المَكاني: نَحْو قوْله تَعَالَى: {وأَنْتم
عاكِفُونَ فِي المساجِدِ} ؛ والزّماني: نَحْو قوْلُه تَعَالَى: {فِي
أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} .
(والمُصاحَبةِ) ، قيلَ: أَي بمعْنَى مَعَ كقوْلِه تَعَالَى: {ادْخلُوا
فِي أُمَم} ؛
(39/261)
وقوْله تَعَالَى: {فِي أَصْحابِ الجنَّةِ}
، أَي مَعَهم.
وقولُ المصنِّفِ فيمَا بَعْدَ وبمعْنَى مَعَ يُخالِفُه.
وَفِي شرْحِ المنارِ لابنِ ملك: أَنَّ باءَ المُصاحَبةِ لاسْتِدامَةِ
المُصاحَبَة ومَعَ لابْتِدائِها.
قالَ شيْخُنا: قوْلُهم: بَاء المُصاحَبَة بمعْنَى مَعَ يَعْنون فِي
الجُملةِ لَا مِن كلِّ وَجْهٍ لتَباينِ مَعْنى الاسْمِ والحَرْف؛ وَقد
تَبِعَ المصنِّفُ الجَمْهور فيمَا يَأْتي إِذْ قالَ فِي الباءِ
وللمُصاحَبَةِ اهْبطُوا بسَلامِ، أَي مَعَه، فتأَمَّل.
(والتَّعليلِ) لمُسلم، نحْو قَوْله تَعَالَى: {فيمَا أَفَضْتم فِيهِ} ،
أَي لأَجْلِ مَا أَفَضْتم.
(والاسْتِعلاءِ) :) كقوْلِه تَعَالَى: {ولأُصَلِّبَنَّكُم فِي جُذُوعِ
النَّخْلِ} ،) أَي عَلَيْهَا. وزَعَمَ يُونُس أنَّ العَرَبَ تقولُ:
نَزَلْت فِي أَبيكَ، يُرِيدُون عَلَيْهِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَقَالَ الميلاني: وقيلَ: إنَّها فِي الآيَةِ بمعْنَى الظَّرْفيَّة
أَيْضاً للُمبالَغَةِ، انتَهَى؛ وقالَ عنترَةُ:
بَطَلٌ كأَنَّ ثِيابَه فِي سَرْحةٍ
يُحْذى نِعالَ السِّبْتِ ليسَ بتَوْأَمأَي على سَرْحةٍ، وجازَ ذلكَ مِن
حَيْثُ كانَ مَعْلوماً أنَّ ثِيابَه لَا تكونُ فِي داخِلِ سَرْحةٍ
لأنَّ السَّرْحَة لَا تُشَقُّ فتُسْتَوْدَع الثِّياب وَلَا غَيْرها،
وَهِي بِحالِها سَرْحَة، وليسَ كَذَا، قَوْلك فُلانٌ فِي الجَبَلِ
لأنَّه قد يكونُ فِي غارٍ من أَغْوارِه، أَو لِصْبٍ مِن لِصابِه فَلَا
يلزمُ على هَذَا أَنْ يكونَ عَلَيْهِ، أَي عالِياً فِيهِ أَي الجَبَل؛
ومثْلُه قولُ امرأَةٍ مِن العَرَبِ:
(39/262)
هُمُو صَلَبُو العَبْدِيَّ فِي جِذْع
نَخْلةٍ
فَلَا عَطَسَت شَيْبانُ إلاَّ بأَجْدَعاأَي على جذْعِ نَخْلةٍ.
(ومُرادَفةِ الباءِ) :) كقَوْلِه تَعَالَى: {يَذْرَؤُكُم فِيهِ} ، أَي
يُكَثِّرُكُم بِهِ؛ نقلَهُ الفرَّاء؛ وأَنْشَدَ:
وأَرْغَبُ {فِيهَا عَن عُبَيْدٍ ورَهْطِه
ولكِنْ بهَا عَن سِنْبِسٍ لَسْتُ أَرْغبُأَي أَرْغَبُ بهَا.
وقالَ آخَرُ:
يَعْثُرْنَ فِي حَدِّ الظُّباتِ كأَنَّما
كُسِيَتْ بُرود بَنِي تَزيدَ الأَذْرُعُأَي بحدِّ الظُّباتِ.
وقالَ بعضُ الأعْرابِ:
نَلُوذُ فِي أُمَ لنا مَا تَعْتَصِبْ
من الغِمامِ تَرْتَدِي وتَنْتَقِبْأَي نَلُوذُ بهَا. وأَرادَ بالأُمِّ
هُنَا سَلْمى أَحَد جَبَلي طَيِّىءٍ لأنَّهم إِذا لاذُوا بهَا فهُم
فِيهَا لَا مَحالَةَ، أَلاَ تَرَى أَنَّهم لَا يَعْتَصِمُون بهَا إلاَّ
وهُم فِيهَا؟ إِذْ لَو كَانُوا بُعَداء فليْسُوا لائِذِين بهَا فَلِذَا
اسْتُعْمِل فِي مكانِ الباءِ؛ وقالَ زَيْدُ الخَيْل:
ويَرْكَبُ يَوْمَ الرَّوْع فِيهَا فَوارِسُ
بَصِيرُون فِي طَعْنِ الأَباهِرِ والكُلَى أَي بطَعْنِ الأباهِر؛
نقلَهُ الجَوْهرِي.
وقالَ آخَرُ:
وخَضْخَضَ} فِينَا البَحْرَ حَتَّى قَطَعْنَه
على كلِّ حالٍ من غِمارٍ وَمن وَحَلْ
(39/263)
قَالُوا: أَرادَ بِنَا، وَقد يكونُ على
حذْفِ المُضافِ أَي فِي سَيْرنا، ومَعْناهُ فِي سَيْرِهِنَّ بِنَا.
(و) مُرادَفةِ (إِلَى) :) كقَوْله تَعَالَى: {فَرَدُّوا أَيْدِيهم فِي
أَفْواهِهم} ، أَي إِلَيْهَا.
(و) مُرادَفةِ (مِنْ) :) كقَوْله تَعَالَى: {فِي تسْعِ آياتٍ} ؛ قالَ
الزجَّاج: أَي مِن تسْعِ آياتٍ؛ ومثْلُه قوْلهم: خُذْ لي عشرا مِن
الإِبِل فِيهَا فَحْلانِ، أَي مِنْهَا.
(وبمعْنَى مَع) :) كقَوْله: {وجَعَلَ القَمَرَ! فيهنَّ نُوراً} ، أَي
مَعَهنَّ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت للجَعْدي:
ولَوْحُ ذِراعَيْنِ فِي برْكةٍ
إِلَى جُؤْجُؤٍ رَهِلِ المَنْكِبِأَي مَعَ بَركةٍ.
وقالَ أَبو النَّجم:
يَدْفَع عَنْهَا الجُوعُ كلَّ مَدْفع
خَمْسونَ بسطاً فِي خَلايا أَرْبَعأَي مَعَ خلايا.
وقالَ امْرُؤُ القَيْس:
وَهل يَعِمَنْ مَن كانَ آخِرُ عَهْدِه
ثلاثِينَ شَهْراً فِي ثلاثةِ أحْوالِ؟ قيلَ: أَرادَ مَعَ ثلاثَةِ
أَحْوالٍ.
قالَ ابنُ جنِّي: وطَرِيقُه عنْدِي أَنَّه على حذْفِ المُضافِ،
يُرِيدُونَ ثلاثِينَ شَهْراً فِي عَقِبِ ثلاثَةِ أَحْوالٍ قَبْلها،
وتَفْسِيرُه بعد ثلاثَةِ أَحْوالٍ، انتَهَى.
وفسَّره بعضُهم عَن ثلاثَةِ أَحْوالٍ.
(وللمُقايَسَةِ: وَهِي الَّداخِلَةُ بينَ مَفْضولٍ سابِقٍ وفاضِلٍ
لاحِقٍ) ، نَحْو قوْلُه تَعَالَى: { (فَمَا مَتاعُ الحياةِ الدُّنْيا
فِي الآخِرَةِ إلاَّ قليلٌ} .
(39/264)
(وللتَّوْكِيد) :) نَحْو قوْلِه تَعَالَى: { (وَقَالَ ارْكَبُوا
فِيهَا} .
(وللتَّعْوِيضِ: وَهِي الَّزائِدَةُ عِوَضاً عَن أُخْرَى مَحْذوفةٍ:
كَضَرَبْتُ فِيمَن رَغِبْتَ، أَي ضَرَبْتُ مَنْ رَغِبْتَ فِيهِ وَيَا
{فَيَّما: تَعَجُّبٌ) .) قالَ ابنُ سِيدَه:} فيَّ كلمةٌ مَعْناها
التَّعَجُّب، يَقولونَ: يَا فيَّ مَالِي أَفْعَلُ كَذَا؛ وقيلَ:
مَعْناها الأسَفُ على الشيءِ يَفُوتُ.
وَقَالَ الكِسائي: لَا تُهْمَزُ ومَعْناها يَا عَجَبي مَالِي، قالَ:
وكَذلكَ يَا فَيَّما أَصْحابُك، قالَ: وَمَا، من كلّ ذَلِك، فِي موْضِع
رَفْعٍ، انتَهَى.
ونقلَ غيرُه عَن الكِسائي: مِن العَرَبِ مَنْ يَتَعَجَّبُ بهَيَّ
وشَيَّ {وفيَّ، وَمِنْهُم مَنْ يزيدُ ويقولُ: يَا هَيَّما وَيَا
فَيَّما وَيَا شَيَّما، أَي مَا أَحْسَن هَذَا؛ وَبِه تَعْلَم مَا فِي
كَلامِ المصنِّف من القُصُورِ والإجْحافِ والإيهامِ وغيرِ ذَلِك.
(} وَفَايَا: كُورةٌ بمَنْبِجَ مِنْهَا رافِعُ بنُ عبدِ اللهِ
الفايائِيُّ) المحدِّثُ. |