تهذيب اللغة (أَبْوَاب الْحَاء وَالضَّاد)
ح ض ص ح ض س ح ض ز
ح ض ط: أهملت وجوهها. ح ض د
اسْتعْمل من وجوهه: (دحض) .
دحض: قَالَ اللَّيْث: الدَّحْضُ: الزَّلَق. يُقَال: دَحَضتْ رِجْلُ
الْبَعِير إِذا زَلِقَت.
قَالَ: والدَّحْضُ: المَاء الَّذِي تكون مِنْهُ المَزْلَقَة.
قَالَ: ودَحَضَت الشّمس عَن بطن السّماء إِذا زَالَت.
ودَحَضَت حُجَّتُه إِذا بطلت، وأدحض حُجَّتَه إِذا أَبْطَلها.
وَيُقَال: مكَان دَحْض إِذا كَانَ مَزَلّة لَا تَثْبُت عَلَيْهِ
الْأَقْدَام.
ودَحِيضَةُ: ماءٌ لبني تَمِيم.
أَبُو سعيد: دحَضَ بِرجلِهِ ودَحَصَ إِذا فحص بِرجلِهِ.
ح ض ت: مهمل.
(ح ض ظ)
حضظ: قَالَ اللَّيْث: الحُضَظُ: لُغَة فِي الحُضَض: وَهُوَ دَوَاء
يتَّخذ من أَبْوَال الْإِبِل.
أَبُو عُبَيد عَن اليزيدي قَالَ: الحُضَظُ، قَالَ شمر: وَلَيْسَ فِي
كَلَام الْعَرَب ضاد مَعَ الظَّاء غير الحُضَظ.
ح ض ذ ح ض ث: أهملت وجوهها.
ح ض ر
حضر، حرض، ضرح، رحض، رضح: مستعملة.
حضر: قَالَ اللَّيْث: الحَضَر: خِلافُ البَدْو، والحاضرة: خِلافُ
البادِيَة، وَأهل الحَضَر، وأَهْل البدو، والحاضِرَة: الَّذين حَضَرُوا
الْأَمْصَار ومساكن الدِّيارِ الَّتِي يكون لَهُم بهَا قَرَار.
قلت: المَحْضَر عِنْد الْعَرَب: المرْجِع إِلَى
(4/117)
أعداد الْمِيَاه، والمنْتجَع: المَذْهَب
فِي طلب الْكلأ، وكل مُنْتَجع مَبْدًى، وَجمع المَبْدَى مَبادٍ، وَهُوَ
البدو أَيْضا، فالبادية: الَّذين يتباعدون عَن أعْداد الْمِيَاه
ذَاهِبين فِي النُّجَع إِلَى مساقط الْغَيْث ومنابت الْكلأ، والحاضرة:
الَّذين يرجعُونَ إِلَى المحاضر فِي القيظ وينزلون على المَاء العِدِّ،
وَلَا يُفارقونها إِلَى أنْ يَقع ربيع الأَرْض يمْلأ الغُدرانَ
فينتجعونه.
وَقوم ناجِعَة ونَواجِعُ، وباديةٌ وبَوادٍ بِمَعْنى وَاحِد. وكل مَنْ
نَزَل على مَاء عِدَ، وَلم يتَحَوَّل عَنهُ شتاء وَلَا صيفا فَهُوَ
حاضِر، سَوَاء نزلُوا فِي القُرَى والأَرْياف والدُّورِ المَدَرِيَّة
أَو بنوا الأَخْبِيَة على الْمِيَاه فقَرُّوا بهَا ورَعَوْا مَا
حواليْها من الْكلأ، فأمَّا الأعرابُ الَّذين هم بادِيَة فَإِنَّمَا
يحْضرون الماءَ العِدَّ شُهُورَ القيْظ لحَاجَة النَّعَم إِلَى
الوِرْدِ غِبّاً وَرَفْهاً وربعا فِي هَذَا الْفَصْل، فَإِذا انْقَضتْ
أَيَّام القيظ بدوا فتَوزَّعَتْهُم النُّجَع وافْتَلوا الفَلَوات
المُكلِئَة، فَإِن وَقع لَهُم رَبيع بِالْأَرْضِ شربوا مِنْهُ فِي
مُبْداهم الَّذِي انْتَوَوْه، وَإِن اسْتَأْخَرَ القَطْرُ ارْتَوَوْا
على ظُهُور الْإِبِل لشفاههم وخيلهم من مَاء عِدَ يليهم، وَرفعُوا
أَظْماءَهم إِلَى السِّبع والثِّمْن والعِشْر، فَإِن كَثُرت الأمطارُ
والتف العُشْب وأَخْصَبت الرياضُ وأَمْرَعَتِ الْبِلَاد جزأ النَّعَم
بالرُّطْبِ، وَاسْتغْنى عَن المَاء، وَإِذا عَطِش المالُ فِي هَذِه
الْحَال وَردت الغُدْرانَ والتَّنَاهِي فَشَرِبت كَرْعا، وَرُبمَا
سَقَوْها من الدُّحْلان.
وَقَالَ اللَّيْث: الحُضور جمع الْحَاضِر، قلت: وَالْعرب تَقول: حَيٌّ
حَاضر بِغَيْر هَاء إِذا كَانُوا نازلين على مَاء عدَ، يُقَال: حَاضِرُ
بني فلَان على مَاء كَذَا وَكَذَا، وَيُقَال للمقيم على المَاء حَاضر
وَجمعه حُضُور وَهُوَ ضد الْمُسَافِر، وَكَذَلِكَ يُقَال للمقيم شَاهد
وخافض.
وَقَالَ اللَّيْث: الحَضْرة: قُرْبُ الشَّيْء، تَقول: كنت بِحَضْرَة
الدَّار، وَأنْشد:
فَشَلَّتْ يَدَاه يَوْم يَحْمِلُ رأْسه
إِلَى نَهشلٍ والقَوْم حَضْرَةَ نَهْشَلِ
وَيُقَال: ضربت فلَانا بحَضرة فلَان بِمَحْضَره.
وَقَالَ اللَّيْث: الحاضِرُ الْقَوْم الَّذين حَضَرُوا الدَّار الَّتِي
بهَا مُجْتَمعُهم، وَقَالَ الشَّاعِر:
فِي حاضِرٍ لَجِبٍ باللَّيْلِ سَامِرُه
فِيهِ الصواهَلُ والرَّاياتُ والعَكَر
قَالَ: فَصَارَ الحاضِرُ اسْماً جَامعا كالحاجِّ والسّامر والجَامل
وَنَحْو ذَلِك.
قَالَ: والحُضْر والحِضارُ: من عَدْوِ الدوابِّ وَالْفِعْل الإحْضار،
وَفرس مِحْضير ومِحْضار بِغَيْر هَاء للْأُنْثَى إِذا كَانَ شَدِيد
الحُضر، وَهُوَ العَدْو، وَيُقَال عَنهُ أحضر الدَّابّةُ يُحضر إحضارا،
وَالِاسْم الحُضْر وَهُوَ العَدْو.
وَقَالَ اللَّيْث: الحَضِير: مَا اجْتمع من جايِئَة المِدَّة فِي
الْجُرْح، وَمَا اجْتمع من السّخْدِ فِي السَّلَى وَنَحْوه.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَلْقَتِ الشَّاةُ حَضِيرتَها وَهُوَ مَا ألْقَت
بعد الْولادَة من القَذَى.
وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: الحَضِيرة: الصَّاءة تتبع
(4/118)
السَّلَى: وَهِي لِفافة الْوَلَد.
وَقَالَ اللَّيْث: المحاضرة: أَن يُحاضِرك إِنْسَان بحَقِّك فَيذْهب
بِهِ مُغَالبة أَو مُكَابَرَة.
قَالَ: والحِضارُ من الْإِبِل: البِيضُ اسْم جَامع كالهِجان،
وَالْوَاحد والجميع فِي الحِضار سَوَاء.
أَبُو عُبَيد عَن الأمَوِي: نَاقَة حِضار إِذا جمعت قُوَّة ورُحْلَةً
يَعْني جودة الْمَشْي.
وَقَالَ شمر: لم أسمع الحِضارَ بِهَذَا الْمَعْنى، إِنَّمَا الحِضارُ
بِيضُ الْإِبِل، وَأنْشد بَيت أَي ذُؤَيْب:
بناتُ المخاضِ شِيمُها وحِضَارها
أَي سودها وبيضها.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال حَضار بِمَعْنى احضر. وحضَارِ: اسْم كَوكب
مجرور أبدا.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: يُقَال: طلعَتْ حَضارِ والوَزْن،
وهما كوكبان يطلعان قبل سُهَيل، فَإِذا طلع أَحدهمَا ظُنَّ أَنه
سُهَيل، وَكَذَلِكَ الوزْنُ إِذا طلع، وهما مُحَلِّفان عِنْد الْعَرَب
سُمِّيا مُحَلِّفين لاخْتِلَاف الناظِرَيْنِ إِلَيْهِمَا إِذا طلعا
فيحْلِف أَحدهمَا أنّهُ سُهَيْل، وَيحلف الآخر أَنه لَيْسَ بِهِ، قَالَ
ذَلِك كُله أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء فِيمَا روى أَبُو عُبَيد عَن
الْأَصْمَعِي عَنهُ.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: حضرت الصَّلَاة، وَأهل الْمَدِينَة
يَقُولُونَ: حَضِرت، وَكلهمْ يَقُول: تَحْضُر.
وَقَالَ شمر: يُقَال: حَضِر القَاضِي امرأَةٌ تَحْضُر، قَالَ
وَإِنَّمَا أُنْدِرت التّاءُ لوُقُوع القَاضِي بَين الْفِعْل
وَالْمَرْأَة، قلت: واللغة الجيدة حَضَرت تَحْضُر.
أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: كَلمته بحَضْرة فلَان وحِضْرَة فلَان
وحُضْرة فلَان، وَكلهمْ يَقُول: بحَضَر فلَان.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت عَن الْبَاهِلِيّ: الحَضِيرة مَوضِع التَّمْر،
قَالَ: وَأهل الفَلْج يسمونها الصُّوبةَ وتُسَمَّى أَيْضا الْجُرنَ
والْجَرِين.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْعَرَب تَقول: اللَّبن مُحْتَضَر فغطِّه
يَعْنِي تَحْضُره الدَّوَابُّ وَغَيرهَا من أهل الأَرْض.
وحُضِر الْمَرِيض واحْتُضِر إِذا نزل بِهِ الْمَوْت، وحضرني الهمُّ
واحْتَضرني وتحضَّرني.
وَقَالَ أَبُو عُبَيد: فِي قَول الجُهَنِيَّة تمدح رجلا:
يَرِدُ المِياهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً
وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمأَلَّ التُّبَّعُ
قَالَ: الحَضيرة: مَا بَين سَبْعَة رجال إِلَى ثَمَانِيَة،
والنَّفِيضة: الْجَمَاعَة، وهم الَّذين يَنْفضونَ الطَّرِيق.
وروى سَلَمَة عَن الفرّاء قَالَ: حضيرة النَّاس وَهِي الْجَمَاعَة،
ونفيضتهم وَهِي الْجَمَاعَة.
وَقَالَ ابْن السّكّيت: الحَضِيرة: الْخَمْسَة وَالْأَرْبَعَة
يَغْزُون، وَأنْشد:
... وحَلْقةٌ
من الدَّارِ لَا تَأتي عَلَيْهَا الحَضائِر
وَأَخْبرنِي الإيادِيّ عَن شَمِر فِي تَفْسِير قَوْله: حَضِيرةً
ونَفِيضَةً، قَالَ حَضِيرَة: يَحْضُرها النَّاس يَعْنِي المِياه،
ونَفِيضَة: لَيْسَ عَلَيْهَا
(4/119)
أحد، حُكيَ ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي،
وَنصب حَضِيرَة ونَفِيضة على الْحَال أَي خَارِجَة من الْمِيَاه.
وروى أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: الحَضيرَة: الَّذين يَحْضُرون
المَاء، والنَّفِيضَة: الَّذين يتقدمون الخَيْل وهم الطَّلائع. قلت:
وَقَول ابْن الْأَعرَابِي أَحْسَن.
وَقَالَ غَيره: يُقَال للرجل يصيبُه اللَّمَم والجنُون: فلَان
مُحْتَضَر، وَمِنْه قَول الرّاجز:
وانْهَم بدَلْوَيْك نَهِيمَ المُحْتَضَر
فقد أَتَتْك زُمَراً بَعْدَ زُمَر
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لأُذُن الفِيلِ الحاضِرَةُ،
ولعيْنِه الهاصَّة.
قَالَ: والْحَضْراء من النّوق وَغَيرهَا: المُبادِرة فِي الْأكل
وَالشرب.
والحَضْر: مَدِينَة بُنِيت قَدِيماً بَين دَجْلة والفُرات.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْحَضر: التَّطْفيل، وَهُوَ
الشَّوْلَقِيّ، وَهُوَ القِرْواش، والواغلُ، قَالَ: والحَضْرُ: الرجل
الواغِلُ الرَّاشِنُ. والحُضْرَة: الشِّدّة.
أَبُو زيد: رجل حَضِر إِذا حضر بِخَير.
قَالَ: وَيُقَال: إِنَّه ليعرف مَنْ بِحَضْرَته ومَن بِعَقْوته.
رحض: الرَّحْضُ: الغَسْل. ثوب رَحِيض مَرحوض: مغسول.
قَالَ: والمِرْحضَة: شَيْء يُتَوَضَّأ فِيهِ مثلُ كَنِيفٍ.
وَفِي حَدِيث أبي أَيُّوب (قَدِمْنا الشَّام فَوَجَدنَا بهَا مراحيض قد
استُقْبِل بهَا القِبْلَة، فَكُنَّا نَتَحَرَّف ونَسْتَغْفر الله) ،
أَرَادَ بالمراحِيض مَوَاضِعَ قد بُنِيتْ للغائط، وَاحِدهَا مِرْحاض،
أُخِذ من الرَّحْض، وَهُوَ الغَسْل.
وَرُوِيَ عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت فِي عُثْمَان ح: استتابوه
حَتَّى إِذا مَا تَرَكُوهُ كالثَّوب الرَّحيض أحالوا عَلَيه
فَقَتَلُوهُ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِرْحاض: المُتَوضَّأ، وَقَالَ ابْن
شُمَيل: هُوَ المُغْتَسَلُ.
قَالَ: والمِرْحاضَةُ: شَيْء يُتَوضَّأُ بِهِ كالتَّوْر.
أَبُو عُبَيد عَن الأصمعيّ: إِذا عَرِق المحموم من الحُمَّى فَهِيَ
الرُّحَضاء. وَقَالَ اللَّيْث: الرُّحَضاء: عَرَقُ الحُمّى، وَقد
رُحِضَ إِذا أَخَذته الرُّحَضاء.
حرض: قَالَ اللَّيْث: التَّحْرِيض: التَحْضِيض، قلت: وَمِنْه قولُ الله
جلّ وعزّ: {يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى
الْقِتَالِ} (الأنفَال: 65) . قَالَ الزّجّاج: تَأوِيله حُثّهم على
الْقِتَال، قَالَ: وَتَأْويل التَّحْريض فِي اللُّغَة: أَن تَحُثَّ
الإنسانَ حَثّاً يعلم مَعَه أَنَّه حَارِض إنْ تَخَلَّف عَنهُ.
قَالَ: والحارض: الَّذي قد قَارب الْهَلَاك.
وَقَالَ اللِّحياني: يُقَال: حَارَض فلانٌ على العَمَل، وَوَاكب
عَلَيْهِ، وَواظب عَلَيْهِ، وواصَبَ عَلَيْهِ إِذا داوم عَلَيْهِ،
فَهُوَ مُحَارِض.
قلت: وَجَائِز أَن يكون تَأْوِيل قَوْله: {حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ
عَلَى الْقِتَالِ} (الأنفَال: 65) بِمَعْنى حُثَّهم على أَن يحارضوا
أَي
(4/120)
يُداوموا على الْقِتَال حَتَّى يُثْخِنوهم.
وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ
تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} (يُوسُف: 85) . يُقَال: رجل حَرَض، وَقوم
حَرَض وَامْرَأَة حَرَض، يكون مُوَحَّداً على كلِّ حَال، الذّكر
وَالْأُنْثَى والجميع فِيهِ سَوَاء، قَالَ: وَمن الْعَرَب مَنْ يَقُول
للذَّكَر حارِض، ولِلأنْثَى حارضة، ويُثَنَّى هَا هُنَا ويُجْمع: لأنّه
قد خرج على صُورَة فاعِل، وفَاعِل يُجمَع.
قَالَ: والحارض: الْفَاسِد فِي جِسْمه وعقله.
قَالَ: وَأما الحَرَضُ فتُرِك جَمْعُه لِأَنَّهُ مَصْدر بِمَنْزِلَة
دَنَفٍ وضَنًى، يُقَال: قومٌ دَنَفٌ وضَنًى، وَرجل دَنَف وضَنًى.
وَقَالَ الزجّاج: مَنْ قَالَ رجل حَرَضٌ فَمَعْنَاه ذُو حَرَض:
وَلذَلِك لَا يُثنّى وَلَا يُجْمع، وَكَذَلِكَ رجل دَنَفٌ ذُو دَنَف،
وَكَذَلِكَ كُلّ مَا نُعِت بِالْمَصْدَرِ.
الحرَّاني عَن ابْن السِّكِّيت قَالَ الْأَصْمَعِي: رجُل حارِضَةٌ:
لِلّذي لَا خير فِيهِ.
وَيُقَال: كَذَب كَذْبَةً فأحرَضَ نَفسه أَي أهلكها، وَجَاء بقَوْل
حَرَض أَي هَالك. وَقَالَ أَبُو زيد فِي قَوْله: {حَتَّى تَكُونَ
حَرَضاً} أَي مُدْنَفاً، وَهُوَ مُحْرَض، وَأنْشد:
أمِنْ ذِكْرِ سَلْمَى غَرْبَةً أَنْ نَأَتْ بهَا
كأنّك حَمٌّ للأطبّاء مُحْرَض
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأَعْرابي أَنّ بعض الْعَرَب قَالَ: إِذا
لم يعلم الْقَوْم مَكَان سيّدهم فهم حُرْضانٌ كلهم.
قَالَ: والحارِضُ: السَّاقِط الَّذِي لَا خير فِيهِ. وَقَالَ: جمل
حُرْضانٌ وناقة حُرْضانٌ: سَاقِط.
قَالَ: وَقَالَ أكثَمُ بنُ صَيْفي: سُوءُ حَمْل الفاقَة يُحرِض
الحَسَب، ويُذْئِر العَدُوّ، ويُقَوِّي الضَّرورَة.
قَالَ: يُحْرِضه أَي يُسْقِطه.
وَقَالَ أَبُو الهيْثم: الحُرْضَة: الرجل الَّذِي لَا يَشْتري اللَّحْم
وَلَا يَأْكُلهُ بِثمن إِلَّا أَن يجده عِنْد غَيره.
وَقَالَ الطّرماح يصف العَيْر:
وَيَظَلُّ المَلِيءُ يُوفى على القِرْ
نِ عَذُوباً كالحُرضَة المُسْتَفَاضِ
أَي الْوَقْت الطَّوِيل عَذُوباً لَا يَأْكُل شَيْئا.
قَالَ: والمُحْرض: الْهَالِك مَرضا الَّذِي لَا حيٌّ فيُرجَى، وَلَا
ميّت فَيُوأس مِنْهُ.
وَقَالَ اللَّيْث: رجل حَرَض: لَا خيرَ فِيهِ وَجمعه أحْراض،
وَالْفِعْل حَرُض يَحْرُض حُرُوضاً. وناقَةٌ حَرَض وكل شَيْء ضاوِي
حَرَضٌ.
قَالَ: والحُرُض: الأُشْنان تُغسَل بِهِ الْأَيْدِي على أَثَر
الطَّعَام.
والمِحْرَضَة: الوِعاء الَّذِي فِيهِ الحُرُض، وَهُوَ النَّوْفلة.
وَقَالَ غَيره: الحَرَّاضة: سُوقُ الأُشْنان:
والحَرّاض: الَّذِي يُوقد على الْجِصّ، قَالَ عَدِيُّ بن زَيْد:
مثل نَار الحَرّاض يَجْلُو ذُرَى المُزْ
ن لمنْ شَامَه إِذا يَسْتَنِير
(4/121)
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: شبّه البرقَ فِي
سرعَة وميضه بالنَّار فِي الأشْنان لسرعتها فِيهِ. وَقَالَ غَيره:
الحَرّاض: الَّذِي يُعَالجُ القِلْى. وَقَالَ أَبُو نصر: هُوَ الَّذِي
يُحرِق الأُشْنان، قُلْتُ: وشَجَر الأُشْنان يُقَال لَهُ: الحَرْض
وَهُوَ من الحَمْض، وَمِنْه يُسَوَّى القِلْي الَّذِي يُغْسل بِهِ
الثِّياب ويُحْرَق الحَمْضُ رَطْباً، ثمَّ يُرَشُّ الماءُ على رماده
فينعَقِد ويَصِيرُ قِلياً.
وحَرَض: مَاء مَعْرُوف فِي الْبَادِيَة.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الإحْريضُ العُصْفر. وثوب
مُحَرَّض: مصبوغٌ بالعصفر.
ضرح: الضَّرْح: حَفْرُك الضَّريحَ للميِّت. يُقَال: ضَرّحوا لَهُ
ضَريحاً، وَهُوَ قبر بِلَا لَحْد، قلتُ: سُمِّي ضريحاً، لِأَنَّهُ
يُشَقّ فِي الأَرْض شَقّاً، والضَّرح والضَّرْج بِالْحَاء وَالْجِيم:
الشَّقُّ، وَقد انْضَرَحَ إِذا انشَقَّ.
ورُوِي عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: انضرح مَا بَين القومِ وانضَرج،
إِذا تبَاعد مَا بَينهم، وَقَالَ المُؤرِّج: الانْضِراحُ: الاتِّساع.
وَقَالَ اللَّيْث: الضَّرْح: أَن تأخُذ شَيْئا فَتَرْمِي بِهِ،
وَيُقَال: اضْطَرَحُوا فلَانا أَي رَمَوْا بِهِ فِي نَاحيَة، والعامة
تَقول: اطَّرَحُوه، يظنون أَنه من الطَّرْح، وَإِنَّمَا هُوَ الضرْح،
قلت: وَجَائِز أَن يكون اطرحوه افتعالا من الضرح قُلِبَت التَّاءُ طاء
ثمَّ أُدْغِمَتْ الضَّاد فِيهَا فَقيل: اطَّرَح.
وَقَالَ اللَّيْث: الضُّرَاح: بَيْت فِي السَّمَاء بِحِيال الْكَعْبَة
فِي الأَرْض.
قَالَ: والمضْرَحِيُّ من الصُّقور: مَا طَال جناحاه.
وَقَالَ غَيره: المَضْرَحِيُّ: النّسْر، وبجناحيه شَبّه طَرَفَةُ
ذَنَبَ نَاقَته وَمَا عَلَيْهِ من الهُلْب فَقَالَ:
كَأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيَ تَكَنَّفَا
حِفافيهْ شُكَّا فِي العَسِيب بِمِسْرَدِ
مَضْرَحِي: نَسْر أَبيض. حِفَافَيه: ناحيتيه. شُكَّا: خُرِزا.
وَيُقَال للرجل السَّيِّد السَّرِيّ مَضْرَحيّ. والمَضْرحِيّ:
الْأَبْيَض من كل شَيْء.
أَبُو عُبَيد عَن أبي زَيْد: ضَرَحْتُ عَنّي شِهادةَ الْقَوْم
أضْرَحُها ضَرْحاً إِذا جَرَّحتْها وألقَيْتَها عَنْك. وضَرَحَتِ
الدَّابَّةُ برجلها إِذا رَمَحَت.
وضَرَحْتُ الضرِيحَ للميِّت أَضْرَحه ضَرْحاً
وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَول ذِي الرُّمَّة:
ضَرَحْنَ البُرُودَ عَن ترَائِب حُرَّةٍ
أَي ألْقَيْن، وَمن رَوَاهُ بِالْجِيم، فَمَعْنَاه شققْنَ وَفِي ذَلِك
تَغَاير.
وَقَالَ المؤرِّج: فلَان ضَرَحٌ من الرِّجَال أَي فاسِد، وأضْرَحْتُ
فلَانا أَي أفسدتُه، قَالَ: وأضرح فلانٌ السُّوقَ حَتَّى ضَرَحَتْ
ضُرُوحاً وضَرْحاً أَي أكسَدَها حَتَّى كَسَدَت.
قَالَ: وبيني وَبينهمْ ضَرْح أَي تباعُد وَوَحْشَة، وَقَالَ: ضارَحْتُه
ورَامَيْته وسابَبْتُه واحدٌ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الأجْدل، والمَضرَحيّ، والصَّقر، والقَطَامِيّ
وَاحِد.
وَقَالَ غَيره: رجل مَضْرَحيّ: عَتِيقُ النِّجار.
(4/122)
وَقَالَ عرّامٌ: نِيّة ضَرَح وطَرَح أَي
بعيدَة.
وَقَالَ غَيره: ضَرَحه وطَرَحه بِمَعْنى وَاحِد، وَقيل: نِيّة تَرَح
ونَفَح وطَوَح وضَرَح ومَصَح وطَمَح وطَرَح أَي بعيدَة، فِي (نَوَادِر
الْأَعْرَاب) .
رضح: اللَّيْث: الرّضْحُ: رَضْحُك النَّوَى بالمِرْضاح أَي بالحَجَر،
وقلَّما يُقال بِالْحَاء، وَالْخَاء لُغَة فِيهِ، وَأنْشد:
خَبَطْناهُم بِكُلِّ أرَحَّ لأْمٍ
كمِرْضاح النَّوى عَبْلٍ وَقاحِ
والرّضِيح: النَّوَى المَرْضوح
ح ض ل
اسْتعْمل من وجوهه: حضل، ضحل.
ضحل: قَالَ اللَّيْث: الضّحْل: المَاء الْقَرِيب القعر: هُوَ
الضَّحْضاحُ إلاّ أنّ الضَّحْضاح أعمُّ مِنْهُ. لِأَنَّهُ فِيمَا قلّ
مِنْهُ أَو كَثُر.
قَالَ: وأَتانُ الضَّحْل: الصَّخْرَة بَعْضهَا غمرَه الماءُ، وَبَعضهَا
ظَاهر.
والمَضْحَل: مَكَان يقل فِيهِ المَاء من الضَّحْل، وَبِه يُشَبَّه
السّرابُ.
وَقَالَ رُؤْبَة:
يَنْسُجُ عُذْراناً على مَضاحِلاَ
وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الضَّحْل: المَاء الْقَلِيل يكون فِي الغدير
وَغَيره، وَهُوَ الضَّحْضاحُ.
وَقَالَ غَيره: يُقَال: إنّ خيرَك لضَحْل أَي قَلِيل، وَمَا أَضْحَل
خَيْرَك أَي مَا أَقَلّه.
وَقَالَ شمر: غَدِير ضاحِل، إِذا رَقّ ماؤُه فَذهب، والضَّحْل يكون فِي
الْبَحْر والبِئْرِ والعَيْن وَغَيرهَا.
حضل: قَالَ اللَّيْث: يُقَال للنَّخْلة إِذا فسد أصُول سَعَفِها قد
حَضِلَت وحَظِلَت بالضاد والظَّاء. قَالَ: وصلاحها أَن تُشْعَل النارُ
فِي كَرَبِها حَتَّى يَحْتَرِق مَا فسد من لِيفها وسَعفها ثمَّ تجودُ
بعد ذَلِك.
ح ض ن
اسْتعْمل من وجوهه: حضن، نضح، نحض.
حضن: قَالَ اللَّيْث: الحِضْن: مَا دون الإبْطِ إِلَى الكَشْح، وَمِنْه
الاحتضان وَهُوَ احتمالُك الشَّيْء وجعلُه فِي حِضْنك، كَمَا تَحْتَضن
المرأةُ ولدَها فتحتمله فِي أحد شِقَّيْها. والمُحْتَضَن: الحِضْن،
وَأنْشد للأَعْشى.
عَرِيضةُ بُوصٍ إِذا أَدْبرت
هضيمُ الحشا شَخْتَةُ المُحْتَضَنْ
وحِضْنا الْجَبَل: ناحيتاه، وحِضْنا الرجل: جَنْباه.
وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: حِضْنُ الجَبَل وحُضْنُه:
مَا أطاف بِهِ.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحُضْنُ: أصل الْجَبَل.
وَقَالَ اللَّيْث: الحَضانة: مصدر الحاضِن والحاضنة، وهما المُوَكّلان
بالصّبي يرفعانه ويُربِّيانه. قَالَ: ناحيتا الفلاة: حِضْناها،
وَأنْشد:
أَجَزْتُ حِضْنَيْه هِبَلاًّ وَغْبَا
هِبَلاًّ: جَمَلاً ثقيلا. قَالَ: والحِضان: أَن تَقْصر إِحْدَى طُبْيَى
العَنْز وتطول الْأُخْرَى جدا فَهِيَ عَنْز حَضون.
(4/123)
وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ أَبُو زيد
وَالْكسَائِيّ: الحَضون من المِعْزَى: الَّتِي قد ذهب أحد طُبْيَيْها،
وَالِاسْم الحِضان.
وَقَالَ اللَّيْث: الْحَمَامَة تحضُن على بيضها حُضوناً إِذا رجَنَتْ
عَلَيْهِ للتَّفريخ فِيهِ حاضن هَكَذَا يُقَال بِغَيْر هَاء.
وَيُقَال للأثافي: سُفْعٌ حواضِنُ أَي جواثِمُ
وَقَالَ النَّابِغَة:
وسُفْعٌ على مَا بَينهُنَّ حواضِن
يَعْنِي الأثافيّ والرماد.
قَالَ والمحَاضِن: الْمَوَاضِع الَّتِي تحضُن فِيهَا الْحَمَامَة على
بيضها، وَالْوَاحد مِحْضَن.
قَالَ: والمِحْضَنَة: المَعْمُولَة من الطِّين للحمامة كالقصعة
الرَّوحاء.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحاضنة: النَّخْلَة إِذا كَانَت قَصِيرَة
العُذوق، قَالَ: فَإِذا كَانَت طَوِيلَة العُذوق فَهِيَ بائِنة،
وَأنْشد:
من كل بائنةٍ تُبِينُ عُذُوقَها
مِنْهَا وحاضنةٍ لَهَا مِيقار
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: احْتَجَنَ فلَان بِأَمْر دوني، واحتضنني
مِنْهُ أَي أخرجني مِنْهُ فِي نَاحيَة.
وَقَالَ اللَّيْث: جَاءَ فِي الحَدِيث أَن بعض الْأَنْصَار قَالَ يَوْم
بُويع أَبُو بكر: تُرِيدون أَن تُحْضِنُونا من هَذَا الْأَمر. قلت:
هَكَذَا وجدته فِي كتاب اللَّيْث: أَحْضَنني بِالْألف، وَالصَّوَاب
حَضَنَني، وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود حِين أوصى فَقَالَ: وَلَا
تُحْضَن زَيْنَبُ امرأتُه عَن ذَلِك، يَعْنِي عَن النَّظر فِي وصيّته
وإنفاذها.
قَالَ أَبُو عُبَيد: لاتُحْضَن: لَا تُحْجَب عَنهُ وَلَا يُقطع أمرٌ
دونهَا. يُقَال: حضنتُ الرجلَ عَن الشَّيْء إِذا اخْتَزَلْتَه دونه.
قَالَ: وَمِنْه حَدِيث عُمَرَ يَوْم أَتَى سَقيفَة بني ساعِدَة
للبَيْعة قَالَ: فَإِذا إِخْوَاننَا من الْأَنْصَار يُرِيدون أَن
يَخْتَزِلوا الأمرَ دُوننَا ويَحْضُنونا عَنهُ. هَكَذَا رَوَاهُ ابْن
جَبَلَة وعليّ بن عبد الْعَزِيز عَن أبي عُبَيد بِفَتْح اليَاءِ
وَهَذَا خلاف مَا رَوَاهُ اللَّيْث، لِأَن اللَّيْث جعل هَذَا
الْكَلَام للْأَنْصَار، وَجَاء بِهِ أَبُو عُبَيْد لعُمَر وَهُوَ
الصَّحِيح وَعَلِيهِ الرِّوَايَات الَّتِي دَار الحَدِيث عَلَيْهَا.
وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ أَبُو زيد: أَحْضَنْتُ بالرّجُل إحْضانا
وأَلْهَدت بِهِ إلهاداً أَي أَزْرَيْتُ بِهِ.
أَبُو عُبَيد عَن الْكسَائي: حَضَنْتُ فلَانا عمّا يُرِيد أَحْضُنُه
وحَضَانَةً، واحتَضَنْتُه عَنهُ إِذا منعتَه عمّا يُرِيد.
وَقَالَ ابْن السّكّيت: حضن الطَّائِر بيضه يحضنه حضناً.
وحَضَنَ: اسْم جَبَل بِأَعْلَى نَجْد، وَمِنْه الْمثل السائر:
(أَنْجَدَ مَنْ رَأَى حَضَنا.
وَقَالَ أَبُو عُبَيد: الحَضَنُ: نَاب الْفِيل، وَقَالَ غَيره:
الحَضَن: العاج.
وَقَالَ اللَّيْث: الأعْنُز الحَضَنِيَّات: ضَرْب مِنْهَا شَدِيد
الحُمرة، وضربٌ سود شَدِيدَة السَّواد، قلت: كَأَنَّهَا نسبت إِلَى
حَضَن، وَهُوَ جبل بقُنّة نجدٍ مَعْرُوف.
(4/124)
نضح: قَالَ اللَّيْث: النّضْح كالنَّضْخ
رُبمَا اتّفقا وَرُبمَا اخْتلفَا، وَيَقُولُونَ: النّضْخ: مَا بَقِي
لَهُ أثر كَقَوْلِك: على ثوبِه نَضْخُ دم، والعينُ تَنْضَح بِالْمَاءِ
نَضْحاً إِذا رَأَيْتهَا تَنُور، وَكَذَلِكَ تَنْضَخ العَيْن.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: نَضَخَ عَلَيْهِ الماءُ يَنْضَخُ فَهُوَ
ناضخ، وَفِي الحَدِيث (يَنْضَخُ البَحْرُ ساحِله.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا يُقال من الْخَاء فَعَلْتُ، إِنَّمَا
يُقَال: أَصَابَهُ نَضخٌ من كَذَا.
وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: قَوْلُ أبي زَيْد أَصَحُّ، والقرآنُ يَدُلّ
عَلَيْهِ، قَالَ الله جلّ وعزّ: {تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا عَيْنَانِ
نَضَّاخَتَانِ} (الرَّحمان: 66) فَهَذَا يشْهد بِهِ يُقَال: نضخ
عَلَيْهِ المَاء، لِأَن الْعين النَّضّاخة هِيَ الفَعّالة، وَلَا
يُقَال لَهَا نَضّاخة حَتَّى تكون ناضحة.
وَقَالَ ابْن الفَرَج: سَمِعْت جمَاعَة من قَيْس يَقُولُونَ: النَّضْح
والنَّضْخ وَاحِد، قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: نَصَحْتُه. ونَضختُه
بِمَعْنى وَاحِد، قَالَ: وسمعتُ الغَنَوِيّ يَقُول: النَّضْح والنَّضْخ
وَهُوَ فِيمَا بَان أَثَره وَمَا رَقَّ بِمَعْنى وَاحِد.
قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: النَّضْخ: الَّذِي لَيْسَ بَينه فُرَج،
والنَّضْح أرقّ مِنْهُ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّضح: مَا نَضحْتَه بِيَدِك مُعْتَمد،
والناقةُ تَنْضح ببولها، والقِرْبة تَنضحُ، والنَّضح مِن غير
اعْتِمَاد: إِذا مَرَّ فوطىء على مَاءٍ، فَنَضَح عَلَيْهِ وَهُوَ لَا
يُريد ذَلِك وَمِنْه نَضْحُ البَوْل فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم. أَنه لم
يكن يَرَى بِنضْح البَوْل بأْساً.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو لَيْلى: النَّضْح والنَّضْخ: مَا رَقَّ وثَخُن
بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ اليزيديّ: نَضَحْناهم بالنَّبْل نَضْحا، ونَضَخْناهم نَضْخاً
وَذَلِكَ إِذا فَرَّقوها فيهم.
وَقَالَ شمر: يُقَال: نَضحْتُ الأديمَ: بَلَّلته ألاّ يَنْكسِر،
وَقَالَ الكُمَيْت:
نَضحْتُ أَدِيمَ الوُدِّ بيني وَبَيْنكُم
بآصِرَة الأرْحام لَو يَتَبلَّلُ
نَضحْت أَي وصلتُ.
قَالَ: وَقد قَالُوا فِي نَضْح الْمَطَر بِالْحَاء وَالْخَاء.
والنّاضحُ: الْمَطَر، وَقد نضحْتنا السماءُ. والنَّضْحُ أَمْثَل من
الطّلّ، وَهُوَ قَطْر بَين قَطْرَيْن، قَالَ: وَيُقَال لكل شَيْء يتحلب
من عرق أَو ماءٍ أَو بَوْل يَنْضَح، وَأنْشد:
يَنْضَحْن فِي حَافَّاته بالأبوالِ
وَقَالَ: عَيناهُ تَنْضَحَانِ.
وَقَالَ: النَّضْح يَدْعُوه الهَمَلاَن، وَهُوَ أَنْ تمتلىء الْعين
دمعاً ثمَّ تَنفضخ هَمَلاَناً لَا يَنْقَطِع، والجَرَّة تَنْضح
ونَضَحَت ذِفْرَى البَعير بالعَرَق نَضْحاً ونَضْخاً، وَقَالَ
الْقطَامِي:
حَرَجاً كَأَن من الكُحَيْلِ صُبابةً
نَضَحَت مَغابِنُها بِهِ نَضحَانا
(4/125)
قَالَ: وَرَوَاهُ المُؤرّج: نُضِخَت.
وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ أَبُو عَمْرو: نَضحْتُ الرِّيّ بالضّاد.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فَإِن شَرِب حَتَّى يَرْوَى، قَالَ: نَصحْتُ
بالصّاد الرِّيّ نَصْحا ونَصعْت بِهِ ونَقَعت، قَالَ: والنَّضح
والنَّشْح وَاحِد: وَهُوَ أَن يَشرب دون الرِّيّ.
وَقَالَ غَيرهم: نضحوهم بالنَّبْل أَي رَشقوهم ورمَوْهم.
وَيُقَال: هُوَ يُناضِح عَن قومه وينافح عَن قومه أَي يذُب عَنْهُم،
وَأنْشد:
وَلَو بَلاَ، فِي مَحفِلٍ، نِضَاحي
أَي ذَبيِّ ونَضْحِي عَنهُ.
أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: نَضَحتُ المَاء نضْحاً، ونَضَح الرجلُ
بالعرق مثله إِذا عَرِقَ، وَقَالَ الكِسَائي مثله.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: نَضَح الشجرُ إِذا تَفَطَّر بالنبات.
وَقَالَ أَبُو طَالب بن عبد الْمطلب:
بُورِكَ الميِّت الغَريبُ كَمَا بور
ك نَضْحُ الرُّمَّانِ والزَّيتُون
قَالَ: والنَّضَح بِفَتْح الضّاد: الحَوْضُ الصَّغِير وَجمعه أنضَاح:
قُلْتُ: ويُسمَّى نضيحاً أَيْضا قَالَه أَبُو عُبَيد.
قَالَ: والنّاضِحُ: البَعير الَّذِي يَستَقِي المَاء والأُنْثى ناضحة،
وَفِي الحَدِيث (مَا سُقي من الزَّرْع نَضْحاً فَفِيهِ نصفُ العُشْر)
يُرِيد مَا سُقِي بالدِّلاء والغُروب والسَّواني وَلم يُسْقَ فَتحاً.
وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن عَدَّ عشر خلال من
السُّنّة، وَذكر فِيهَا الانتضاح بِالْمَاءِ، وَهُوَ أَن يَأْخُذ مَاء
قَلِيلا فَينْضَحَ بِهِ مذاكيره ومؤتَزَره بعد فَرَاغه من الْوضُوء
لينفي بذلك عَنهُ الوَسْواس، وَهُوَ فِي خبر آخر انتفاض المَاء
ومعناهما وَاحِد.
وَالرجل يُرْمَى بِأَمْر أَو يُقْرَف بتهمة فَينْتَضِح مِنْهُ أَي
يُظهر التبرُّؤ مِنْهُ.
وَقَالَ اللَّيْث: النَّضِيح من الحُيَاض: مَا قَرُب من الْبِئْر
حَتَّى يكون الإفراغ فِيهِ من الدَّلْو وَيكون عَظِيما، وَقَالَ
الأعْشى:
فَغَدَونا عَلَيْهِم بكرةَ الوِرْ
دِ كَمَا تُورِدُ النَّضيحَ الهِيامَا
قَالَ: وَإِذا ابْتَدَأَ الدَّقيق فِي حب السُّنْبُل وَهُوَ رَطْب فقد
نَضحَ وأَنْضح لُغَتَانِ.
قَالَ: والنَّضُوح: الطِّيبُ.
الحَرّاني عَن ابْن السّكيت: النَّضوحُ: الوَجور فِي أَيِّ الْفَم
كَانَ، وَقَالَ أَبُو النَّجم يصف راميا:
أنْحى شِمَالا هَمَزَى نَضُوحا
أَي مَدَّ شِماله فِي الْقوس هَمَزى يَعْنِي الْقوس أَنَّهَا شَدِيدَة.
والنَّضوح أَيْضا من أَسمَاء القَوْس كَأَنَّهَا تَنْضَحُ بالنّبْل.
والنَّضَّاحة: الْآلَة الَّتِي تُسَوَّى من النُّحاس أَو الصُّفْر
للنِّفْط وزَرْقه.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: المِنْضحة والمِنْضخة
بِالْحَاء وَالْخَاء: الزَّرّاقَةُ. قلت: وَهِي عِنْد عوام النَّاس
النَّضاحة ومعناهما وَاحِد.
قَالَ ابْن الْفرج: سَمِعت شُجاعاً السُّلَمي
(4/126)
يَقُول: أمضَحْتُ عِرْضي وأَنضَحته إِذا
أفْسَدْته، وَقَالَ خَليفَة: أَمضَحْتُه إِذا أَنْهَبْته النَّاس.
وَقَالَ شُجاع: مَضَح عَن الرجل، ونَضَح عَنهُ، وذَبَّ عَنهُ بِمَعْنى
وَاحِد.
نحض: قَالَ ابْن المُظَفِّر: النَّحْض: اللَّحمُ نَفسه، والقطعة الضخمة
مِنْهُ تسمى نَحْضة.
وَرجل نَحِيض وَامْرَأَة نَحِيضة، وَقد نَحُضا، ونحَاضَتُهما: كَثْرَة
لحمهما، فَإِذا قلت: نُحِضت الْمَرْأَة فَمَعْنَاه ذهَاب لَحمهَا وَهِي
مَنْحوضة ونَحِيض.
وَقَالَ ابْن السّكيت: النَّحِيضُ من الأضداد يكون الكثيرَ اللحمِ،
وَيكون القليلَ اللَّحْم كَأَنَّهُ نُحِض نَحضاً.
وَقَالَ أَبُو عُبَيد وَغَيره: نَحضْتُ السِّنان فَهُوَ منحوض ونَحِيض
إِذا رَقَّقْته وَأنْشد:
كموْقِفِ الأشْقَرِ إِن تقدَّما
باشَرَ منْحُوض السنَان لَهْذَما
وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
يُبَارى شَباةَ الرُّمْح خَدٌّ مُذَلَّق
كَحَد السِّنان الصُّلَّبِيِّ النَّحِيضِ
وَقَالَ غَيره: يُقَال: نَحَضْت الْعظم أَنْحَضَه نَحْضاً إِذا أخذتَ
اللَّحْم الَّذِي عَلَيْهِ عَنهُ.
ونَحضْتُ فلَانا إِذا أَلْححْت عَلَيْهِ فِي السُّؤَال.
ونَحضْت السنان إِذا رقَّقْته وأَحدَدْته.
ح ض ف
اسْتعْمل من وجوهها: حفض، فَضَح.
فَضَح: قَالَ اللَّيْث: الفَضْحُ: فعل مجاوز من الفاضح إِلَى المفضوح،
وَالِاسْم الفضيحة، وَيُقَال للمُفْتَضِح يَا فضوح، وَقَالَ الراجز:
قومٌ إِذا مَا رَهِبوا الفَضائحا
على النِّسَاء لَبِسوا الصَّفائحَا
قَالَ: والفُضْحَة: غُبْرة فِي طُحْلة يخالِطَها لونٌ قَبِيح، يكون فِي
ألوان الْإِبِل وَالْحمام، والنعت أفضح وفَضحاء وَالْفِعْل فَضِح
يَفْضَح فَضَحاً، فَهُوَ أفْضح.
وأَفضح البُسْر إِذا بَدَت فِيهِ الْحمرَة.
قَالَ أَبُو عُبَيد: يُقَال: أَفضَح النّخل إِذا احْمَرَّ أَو اصْفَرّ.
وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهُذَليّ:
يَا هَلْ أُريكَ حُمُولَ الحَيِّ عادِيَةً
كالنَّخْل زيَّنَها يَنْعٌ وإفضاحُ
وَقَالَ أَبُو عمْرو: سَأَلت أعرابيّاً عَن الأفَضَح فَقَالَ: هُوَ
لونُ اللحمِ المَطْبُوخ:
أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الأفْضَح: الْأَبْيَض وَلَيْسَ بشديد
الْبيَاض، وَمِنْه قَول ابْن مُقْبل يصف السَّحَاب:
أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ من الوَبْل أفضَحُ
وَقَالَ غَيره: يُقَال للنائم وقْتَ الصَّباح: فَضَحَك الصُّبح فَقُم،
مَعْنَاهُ أَن الصَّبحَ قد استنارَ وتَبَيَّن حَتَّى بيَّنك لمَنْ يراك
وشَهَّرك، وَقد يُقَال: فصَحَك الصُّبْح بالصَّاد ومعناهما مُتَقَارب.
وسُئِل بعض الْفُقَهَاء عَن فَضِيخ البُسر، فَقَالَ: لَيْسَ بالفَضِيخ،
وَلكنه الفَضُوح، أَرَادَ أَنه يُسْكِر فيَفْضَح شَاربه إِذا سَكِر
مِنْهُ. والفضيحة اسْم من هَذَا لكل أَمر سِيِّىء
(4/127)
يَشْهَر صاحِبَه بِمَا يسوءُ. وَيُقَال:
افتضح الرجل افتضاحاً إِذا ركب أمرا سَيِّئاً فاشْتَهَرَ بِهِ.
حفض: قَالَ ابْن المُظَفَّر: الحَفَضُ: قَالُوا: هُوَ القَعود بِمَا
عَلَيْهِ: وَقَالَ آخر: بل الحَفَضُ كل جُوالِق فِيهِ مَتَاع الْقَوْم.
أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الحَفَض: مَتَاع الْبَيْت، قَالَ غَيره:
فسُمِّي البعيرُ الَّذِي يحملهُ حَفَضاً بِهِ، وَمِنْه قولُ عَمْرو بن
كُلْثُوم:
ونحنُ إِذْ عِمادُ الحَيّ خَرّتْ
على الأَحْفاض نمْنَع مَا يَلِينا
فَهِيَ هَاهُنَا الْإِبِل، وَإِنَّمَا هِيَ مَا عَلَيْهَا من
الْأَحْمَال.
الحرّاني عَن ابْن السّكيت قَالَ: الْحَفْض: مصدر حَفَضْتُ العُودَ
أحفِضُه حَفْضاً إِذا حنيته وَأنْشد:
إِمَّا تَرَى دَهْراً حَنَاني حَفْضَا
قَالَ: والحَفَض: الْبَعِير الَّذِي يحمل خُرْثِيَّ الْمَتَاع، والجميع
أَحْفَاض، وَأنْشد:
يَا ابْن القُرُومِ لَسْن بالأَحْفاض
قَالَ: والحَفَض أَيْضا: مَتَاع الْبَيْت، ورُوِي بيتُ عَمْرو بن
كُلْثُوم:
ونحنُ إِذا عِمَادُ الحَيِّ خَرَّت
على الأحفاض نَمنع مَنْ يَلِينا
أَي خَرَّت الأحفاض عَن الْإِبِل الَّتِي تحمل خُرْثيّ المَتاع،
فَيُقال: خَرّت العُمُد على الأحْفَاض أَي خَرَّت على الْمَتَاع، وَمن
رَوَاهُ خَرَّت عَن الأَحْفَاضِ أَرَادَ خَرَّت عَن الْإِبِل هَكَذَا
قَالَ ابْن السّكيت.
وَقَالَ شمر: حَفّضتُ الشَّيْء وحَفَضْتُه إِذا أَلْقَيْتَه، وَقَالَ
فِي قَول رؤبة:
... حَنَانِي حَفْضَا
أَي أَلْقَانِي، وَمِنْه قَول أُمَيَّة:
وحُفِّضَتِ النُّذُورُ وأردَفَتْهُم
فُضُولُ الله وانْتَهَت القُسوم
قَالَ: القُسومُ: الأيْمان، وَالْبَيْت فِي صفة الجَنَّة، قَالَ:
وحُفِّضَتْ: طُومِنَت وطُرِحَت، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَول رؤبة:
... حَنَانِي حَفْضَا
أَي طامَن مِنِّي، قَالَ رَوَاهُ بَعضهم: حُفّضت البُدُور، قَالَ شمر:
وَالصَّوَاب النُّذُور.
فَقَالَ شمر: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الحَفَضُ: قُماش الْبَيْت
وَرَدِيء الْمَتَاع ورُذاله، وَالَّذِي يُحْمَل عَلَيْهِ ذَلِك من
الْإِبِل حَفَضَ، وَلَا يكَاد يكون ذَلِك إِلَّا رُذال الْإِبِل.
قَالَ: وَيُقَال: نِعْمَ حَفَضُ العِلْم هَذَا أَي حاملُه:
قَالَ شمر: وَقَالَ يُونُس. رَبِيعةُ كلهَا تجْعَل الحَفَض: البَعيرَ،
وَقيس تجْعَل الحَفَض: المَتاعَ. .
قَالَ شمر: وَبَلغنِي عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ يَوْمًا وَقد
اجْتمع عِنْده جمَاعَة فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَحفاضُ علم، وَإِنَّمَا
أخِذ من الْإِبِل الصغار، يُقَال: إبِل أَحفاض: ضَعِيفَة. وَمن
أَمْثَال الْعَرَب السائرة: (يَوْمٌ بِيَوْمِ الحَفَضِ المُجَوَّر)
يضْرب للمُجازاة بالسوء، والمُجَوَّرُ: المُطَرَّح. وَالْأَصْل فِي
(4/128)
هَذَا الْمثل أَن رجلا كَانَ بنُو أَخِيه
يُؤْذُونَه، فَدَخَلُوا بَيْته وقلبوا مَتاعه، فَلَمَّا أدْرك بنوه
صَنَعُوا بأَخيه مثل ذَلِك، فَشَكَاهُمْ، فَقَالَ: يَومٌ بِيَوْمِ
الحَفَض المُجَوّر.
وَفِي (النَّوَادِر) : حَفَّضَ الله عَنْه، وحَبَّضَ عَنْه أَي سَبَّخَ
عَنهُ وخَفَّفَ.
ح ض ب
اسْتعْمل من وجوهها: حبض، حضب، ضبح.
ضبح: قَالَ اللَّيْث: ضبحتُ العودَ فِي النَّار إِذا أَحْرَقْت من
أعاليه شَيْئا، وَكَذَلِكَ حِجارةُ القدّاحة إِذا طلعت كَأَنَّهَا
مُتَحَرِّقة مَضبُوحة، وَقَالَ رؤبة:
والمَرْوَذَا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ
الحرّاني عَن ابْن السّكيت: ضَبَحَتْه الشمسُ وضَبَتْه إِذا غَيَّرت
لَوْنَه ولَوَّحته، وَكَذَلِكَ النَّار، وَأنْشد:
عُلِّقْتُها قبل انْضباح لَوْني
وجُبْتُ لَمَّاعاً بعيدَ البَوْنِ
قَالَ: الانْضِباح: تَغَيُّر اللَّوْن.
وَقَالَ اللَّيْث: الضُّباحُ: صَوْتُ الثَّعالِب وَقَالَ ذُو الرُّمّة:
سَبَارِيتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتَازِ رَكْبها
من الصَّوْت إِلَّا من ضُباحِ الثّعالبِ
قَالَ: والهام تَضْبَحُ أَيْضا ضُباحا، وَمِنْه قَول العَجَّاج:
من ضابِح الْهَام وبُومٍ بَوَّامِ
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {} (العَاديَات: 1) . قَالَ بَعضهم: يَعْنِي
الْخَيْل تَضْبَح فِي عَدْوها ضَبْحاً تسمع من أفواهها صَوتا لَيْسَ
بِصَهِيل وَلَا حَمْحَمة. وَقَالَ الفرّاء فِيمَا روى سَلَمة عَنهُ:
الضّبح: أصوات أنفاس الْخَيل إِذا عَدَوْن، وَكَانَ ابْن عبّاس يَقُول:
هِيَ الخَيْلُ تَضْبَح، وَكَانَ عَلِيٌّ يَجْعَل و {الْعادِيَتِ
ضَبْحًا الإبِلَ. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: مَنْ جعلهَا الْإِبِل جعل
ضَبْحاً بِمَعْنى ضَبْعاً، يُقَال: ضبحت النَّاقة فِي سَيرهَا،
وضَبَعَت إِذا مَدّتْ ضَبْعَيْها فِي السَّير.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: ضَبْح الخَيْلِ وصَوْتُ أجوافها إِذا عَدت.
وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: ضَبَحَت الخيلُ وضَبَعَت إِذا عَدَتْ وَهُوَ
السَّيْر، وَقَالَ فِي (كتاب الْخَيل) : هُوَ أَن يَمُدَّ الفَرَسُ
ضَبْعيه إِذا عَدَا حَتَّى كَأَنَّهُ على الأَرْض طُولاً، يُقَال:
ضَبَحَتْ وضَبَعَتْ، وَأنْشد:
إنّ الجِيادَ الضَّابِحَاتِ فِي الغَدَرْ
أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة قَالَ: الضَّبْح: الرَّماد، قلتُ: أَصله
من ضَبَحته النَّارُ.
حضب: قَالَ ابْن المظفّر: قَرَأَ بعض القرّاء: حَصَبُ جَهَنَّمَ}
(الْأَنْبِيَاء: 98) ، وَأنْشد:
فَلَا تَكُ فِي حَربنا مِحْضَباً
فتَجْعَلَ قومَك شَتّى شُعُوبا
وَقَالَ الفرّاء: رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنَّه قَالَ: (حَضَب
جَهَنّم) مَنْقُوطة، قَالَ: وكل مَا هَيَّجْتَ بِهِ النَّار أَو
أَوقَدْتها بِهِ فَهُوَ حَضَب.
وَقَالَ الْكسَائي: حَضَبتُ النارَ إِذا خَبَتْ فألقيتَ عَلَيْهَا
الحَطَب لتَقِد.
(4/129)
وَقَالَ الفرّاء: هُوَ المَحْضَب والمحْضَأ
والمِحْضَجُ والمِسْعر بِمَعْنى وَاحِد.
وَحكى ابْن دُرَيْد عَن أبي حَاتِم أَنه قَالَ: تُسمّى المِقْلَى
المِحْضَب.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أحضاب الجَبل: جَوَانِبه، وَاحِدهَا
حِضْب، وَهُوَ سَفْحُه.
أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الحِضْبُ: صَوت القَوْسِ وَجمعه
أَحْضابٌ.
وَقَالَ شَمِر: يُقَال: حِضْب وحَبْض، وَهُوَ صَوْتُ الْقوس وَجمعه
أحضاب قَالَ: والحِضْب: الحيّة، وَقَالَ رُؤْبَة:
جَاءَتْ تَصَدَّى خَوْفَ حِضْبِ الاَّحْضاب
وَقَالَ فِي كِتَابه فِي (الحَيّات) : الحِضْب: الضَّخم من الحَيَّات
الذَّكر، وَقَالَ: كل ذكر من الحَيَّات حِضْب مثل الْأسود والحُفَّاثِ
وَنَحْوهَا، وَقَالَ رؤبة:
وَقد تَطَوَّيْتُ انْطِوَاء الحِضْبِ
بَيْنَ قَتَادِ رَدْهَةٍ وشِقْبِ
أَبُو العَباس عَن سَلَمة عَن الفرّاء قَالَ: الحَضْب بِالْفَتْح:
سُرعة أَخْذِ الطَّرْقِ الرَّهْدَنَ إِذا نَقَرَ الحَبَّةَ. الطَّرقُ:
الفَخّ، والرَّهْدَنُ: العُصْفُورُ إِذا نَقَر الحَبَّة.
قَالَ: والحَضْب أَيْضا: انقلاب الْحَبْل حَتَّى يسْقط. والحَضْبُ
أَيْضا: دُخُول الحَبْل بَين القَعْو والبَكْرة، وَهُوَ مثل المَرَس،
تَقول: حَضِبَت البَكْرَةُ ومَرِسَت، وتأْمُر فَتَقول: أَحْضِبْ
بِمَعْنى أَمْرِس أَي رُدَّ الحَبْل إِلَى مجْرَاه.
حبض: قَالَ اللَّيْث: حَبَض القلبُ فَهُوَ يَحْبِض حَبْضاً أَي يضْرب
ضَرَباناً شَدِيدا، وَكَذَلِكَ العِرْق يَحْبِض ثمَّ يَسْكن، وَهُوَ
أشدُّ من النَّبْض، قَالَ: وتَمُدّ الوتَر ثمَّ ترسله فيحبض، والسهمُ
إِذا مَا وَقع بالرّميّة وَقْعاً غير شَدِيد، يُقَال: حَبِضَ
السَّهْمُ، وَأنْشد:
والنَّبْلُ يَهْوِي خطأ وحَبْضا
قَالَ: وَيُقَال: أصَاب القومَ داهية من حَبَضِ الدَّهْر.
أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الحابِضُ من السّهام: الَّذِي يَقع
بَين يَدي الرّامي.
وَقَالَ أَبُو زيد مِثْلَه، قلت: وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب، فأمَّا مَا
قَالَه اللَّيْث: إِن الحابِضَ الَّذِي يَقع بالرّمِيّة وقْعاً غير
شَدِيد فَلَيْسَ بصواب.
وَجعل ابنُ مقبل المحابِضَ أوتارَ الْعود فِي قَوْله يذكر مُغَنِّيَة
تحرّك أوتار العُودِ مَعَ غِنائها:
فُضُلاً يُنَازِعُها المحابضُ
رجعَهابِأَحَذَّ لَا قَطِعٍ وَلَا مِصْحالِ
قَالَ أَبُو عَمْرو: المحابِضُ: الأوتار فِي هَذَا الْبَيْت.
وَقَالَ ابنُ مُقْبِل أَيْضا فِي محابض الْعَسَل:
كأنّ أصواتَها من حَيْثُ تَسْمَعُها
صَوْتُ المحابِض يَنْزِعْن المَحارِينا
قَالَ الْأَصْمَعِي: المحابِضُ: المَشاوِرُ، وَهِي عِيدان يُشَارُ بهَا
العَسَل. وَقَالَ الشَّنفَري:
أَو الخَشْرَمُ المَبْثُوثُ حَثْحَث دَبْرَه
محابيضُ أَرْساهنَّ شارٍ مُعَسِّلُ
أَرَادَ بالشّاري الشّائرَ فَقَلَبه، والمحارين: مَا تساقط من الدَّبْر
فِي الْعَسَل فَمَاتَ فِيهِ.
(4/130)
أَبُو عُبَيد عَن أَصْحَابه: أحبَضْتُ
حَقَّه إِحْباضاً أَي أبطَلْته فحبَضَ حُبُوضاً. أَي بَطَل وَذهب.
شَمِر: مَا لَهُ حَبْضٌ وَلَا نَبْض أَي حَرَكة.
قَالَ: وَيُقَال: الحبْضُ: حَبْضُ الْحَيَاة، والنَّبْضُ: نَبْضُ
العِرْق.
وروى أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر فِي بَاب الإتباع: (مَا بِهِ حَبَض
وَلَا نَبَض) محرّك الْبَاء أَي مَا يَتَحَرَّك، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن
السّكيت: مَا بِهِ حَبَضٌ وَلَا نَبَضٌ أَي مَا بِهِ حَرَاك،
وَالْقِيَاس مَا قَالَه شَمِر.
أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: حَبَض ماءُ الرَكِيَّة إِذا انحدَرَ
وَنقص
قَالَ أَبُو زيد: وَمِنْه يُقَال: حَبَضَ حَقُّ الرجل إِذا بَطَل.
وَقَالَ ابْن الفَرَج: قَالَ أَبُو عَمْرو: الإحْباضُ: أَن يكُدّ الرجل
رَكِيَّتَه فَلَا يَدَعُ فِيهَا مَاء، قَالَ: والإحباط: أَن يذهب
ماؤُها فَلَا يعود كَمَا كَانَ، قَالَ وَسَأَلت الحُصَيْنيّ عَنهُ،
فَقَالَ: هما بِمَعْنى وَاحِد.
ح ض م
اسْتعْمل مِنْهُ: حمض، مضح، مَحْض.
حمض: قَالَ اللَّيْث: الْحمْضُ كلُّ نباتٍ لَا يَهيجُ فِي الرّبيع
ويَبْقَى على القَيْظ، وَفِيه مُلوحة إِذا أكلت مِنْهُ الْإِبِل
شَرِبَتْ عَلَيْهِ وَإِذا لم تجدْه رَقَّت وضَعُفَت.
وَيُقَال: حَمَضَت الْإِبِل تَحْمُضُ حُمُوضاً إِذا رَعَت الحَمْض،
وَهِي إبل حوامض، وَقد أَحْمَضْناها، وَأنْشد:
قَرَيبَةٍ نُدْوَتُهُ من مَحْمَضِهْ
أَي من مَوْضِعه الَّذِي يَحْمُض فِيهِ، قَالَ: وَمن الأعْرَابِ مَنْ
يُسمِّي كلَّ نَبْتٍ فِيهِ مُلُوَحة حَمْضاً.
قَالَ: واللَّحْم: حَمْض الرِّجَال.
وَإِذا حَوَّلْتَ رجلا عَن أَمْر يُقَال قد أَحْمَضْته، وَقَالَ
الطِّرِمَّاح:
لَا يَنِي يُحْمِض العدُوّ وَذُو الخُلْ
لَة يُشْفَى صَدَاه بالإحماضِ
وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: حَمَضَت الْإِبِل فَهِيَ حامضة إِذا
كَانَت ترعى الخُلَّة، وَهُوَ من النبت مَا كَانَ حُلْواً، ثمَّ صَارَت
إِلَى الْحَمض ترعاه، وَهُوَ مَا كَانَ من النبت مالحاً أَو مِلْحاً
وأَحْمَضْتها أَنا. قَالَ: فَإِذا كَانَت مُقِيمَة فِي الحَمْض، قيل
إبل حَمِيضة، وَكَذَلِكَ إبل وَاضِعَة وآركة: مُقِيمَة فِي الحَمْض.
قَالَ: وإبل زاهية: لَا تَرَى الحَمْض وَكَذَلِكَ إبل عَادِية.
قلت: وَشَجر الحَمض كثير، مِنْهَا النّجِيل والرُّغْل، والرّمث،
والخِذْراف، والإخريطُ، والهرْمُ، والقُلاّمُ.
والعرَب تَقول: الخُلّة خُبْز الْإِبِل، والحَمْض فاكهتها.
وَقَالَ ابْن السّكّيت فِي كتاب (الْمعَانِي) حَمَضتُها الْإِبِل أَي
رَعَيْتُها الحَمْض، وأَحمَضْتُها: صَيَّرتُها تَأْكُل الحَمْض وَقَالَ
الْجَعدِيُّ:
وكَلْباً ولَخْماً لم تَزَل مُنْذُ أَحمضت
بحَمضَتِنَا أَهْلَ الجَناب وخَيْبَرا
أَي طردناهم ونفيناهم عَن مَنَازِلهمْ إِلَى
(4/131)
الجناب وخيبرا.
قَالَ: وَمثله قَوْلهم:
جَاءُوا مُخِلّين فَلاَقَوْا حَمْضَا
أَي جَاءُوا يشتهون الشَّرَّ فوجدوا مَنْ شفاهم مِمّا بهم، وَقَالَ
رؤبة:
ونُورِدُ المُستَوْرِدين الحَمْضا
أَي من أَتَانَا يَطْلب عندنَا شَرّاً شَفَيْناه من دائه، وَذَلِكَ أَن
الْإِبِل إِذا شَبِعت من الخُلَّة اشتهت الحَمْض.
وَقَالَ بعض النَّاس: إِذا أَتَى الرجل الْمَرْأَة فِي غير مأْتاها
الَّذِي يكون موضعا للْوَلَد فقد حَمَّض تحْميضاً، كَأَنَّهُ تحوّل من
خير المكانين إِلَى شرِّهما شَهْوَة معكُوسَة، كفِعْل قوم لُوط الَّذين
أهلكهم الله بحجارة من سجِّيل.
وَيُقَال: قد أحمض الْقَوْم إِحْماضا إِذا أفاضوا فِيمَا يؤنِسهم من
الحَدِيث، كَمَا يُقَال: فلَان فكِهٌ ومُتفكِّه:
والحُمَّاض: بَقْلة بَرِّية تَنْبُتُ أَيَّام الرّبيع فِي مَسايل
المَاء، وَلها ثمرةٌ حمراءُ، وَهِي من ذُكُور الْبُقُول، وَقَالَ رؤبة:
كثَمَرِ الحُمّاضِ من هَفْت العَلَق
ومَنابت الحُمّاض: الشُّعَيْبات وملاجىء الأُوْدِية وفيهَا حُموضَة،
وَرُبمَا نَبَّتها الحاضِرَةُ فِي بساتينهم وسَقَوْها وربَّوها فَلَا
تَهِيج وَقت هَيْج البُقُول البَرِّيّة.
وَيُقَال للَّذي فِي جَوف الأُتْرُجِّ حُمّاض، والواحدة حُمّاضة.
ولَبن حامض، وَقد حَمُض يَحْمُض حُمُوضَةً فَهُوَ حامض وَإنَّهُ
لَشَدِيد الحَمض والحُموضَة.
وروى أَبُو عُبَيْد فِي كِتَابه حَدِيثا لبَعض التَّابِعين أَنه قَالَ:
الأُذُنُ مجَّاجة وللنَّفْس حَمْضة.
قَالَ أَبُو عُبَيد: المجَّاجة: الَّتِي تَمُجُّ مَا تسمع، يَعْني
أَنَّهَا تُلْقيه وَلَا تَعِيه إِذا وُعِظت بِشَيْء أَو نُهِيت عَنهُ،
وَقَوله: وللنّفس حَمْضة، أَرَادَ بالحَمْضة الشَّهوَة، أُخِذت من
شَهْوَة الْإِبِل للحَمْض إِذا ملَّت الخُلَّة.
قلت: وَالْمعْنَى أَن الآذان لَا تَعِي كُلّ مَا تسمعه، وَهِي مَعَ
ذَلِك ذَات شَهْوَة لما تَسْتَطْرِفُه من غرائب الحَدِيث ونوادر
الْكَلَام.
وحَمْضٌ: مَاء مَعْرُوف لبني تَمِيم.
وحُمَيْضة: اسْم رجل مَشْهُور من بني عَامر بن صَعْصَعَة: وَقَالَ ابْن
شُمَيل: أَرض حَمِيضَةٌ أَي كثيرةُ أَحَمْض من الرِّمْتِ وَغَيره، وَقد
أحْمَض القومُ إِذا أصابُوا حَمْضاً، ووطِئْنَا حُموضاً من الأَرْض أَي
ذَوات حَمْض، قَالَ: والملُوحَة تُسَمّى الحمُوضة.
مَحْض: قَالَ اللَّيْث: المَحضُ: اللبنُ الْخَالِص بِلَا رَغْوة، وكلّ
شَيْء خَلَص حَتَّى لَا يَشُوبة شَيْء يُخَالِطه فَهُوَ مَحْضٌ.
وَرجل مَمْحُوض الضَّرِيبة أَي مُخَلَّص. قلت: كَلَام الْعَرَب: رجل
مَمْحوص الضَّرِيبة بالصَّاد إِذا كَانَ مُنَقَّحاً مُهَذَّباً،
وَيُقَال: فِضَّة مَحْضةٌ، فَإِذا قلتَ: هَذِه الفِضَّة مَحْضاً، قلتَه
بِالنّصب اعْتماداً على
(4/132)
المَصْدَر.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ غير وَاحِد: هُوَ عَرَبيّ مَحْض،
وَامْرَأَة عربيّة مَحْضة ومَحْض، وبَحتٌ وبَحْتَة، وقَلْب وقَلبة،
وَإِن شِئْت ثَنَّيتَ وجَمَعْت.
قَالَ أَبُو عُبَيد: وَقَالَ أَبُو زَيد: أمحضتُه الحَدِيث إمْحاضاً
أَي صَدَقْتُه، وَكَذَلِكَ أمْحضتُه النصح، وَأنْشد:
قل للغواني أمَا فيكُنَّ فاتِكةٌ
تَعْلُو اللئيمَ بضَرْبٍ فِيهِ إِمْحَاضُ
وروى ابْن هانىء عَنهُ: أمْحَضْتُ لَهُ النُّصْح إِذا أَخْلَصْته، قلت:
وَقد قَالَ غَيره: مَحْضتُك نُصحي بِغَيْر ألف، ومَحَضْتُك مَوَدَّتي،
وَيُقَال: مَحَضتُ فلَانا إِذا سَقَيْتَه لَبَنًا مَحْضا لَا مَاء
فِيهِ، وَقد امتحضه شاربُه، وَمِنْه قَول الرّاجز:
فامْتَحَضا وسَقَّياني ضَيْحَا
مضح: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: مَضَح الرجلُ عِرْض فلَان وأَمْضَحَه
إِذا شانه وعابه. أَبُو عُبَيد عَن أبي عُبَيدة: مَضح الرجل عِرضه
وأمْضحه إِذا شانه، وَقَالَ الفَرَزْذق:
وأمضحتِ عِرضي فِي الْحَيَاة وشِنْتِني
وأوْقَدْتِ لي نَارا بِكُل مَكَان
وأنشدنا أَبُو عَمْرو:
لَا تمْضَحَن عِرضي فَإِنِّي ماضِحُ
عِرضَك إِن شاتَمتني وقادِحُ
فِي ساقِ مَنْ شاتمنِي وجارحُ
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : مَضَحَت الْإِبِل ونضحت ورفَضَت إِذا
انتشرت. ومَضحت الشَّمْس ونضَحَت إِذا انْتَشَر شُعاعها على الأرْض. |