تهذيب اللغة أَبْوَاب الْخَاء والطاء
خَ ط د _ خَ ط ت _ خَ ط ظ _ خَ ط ذ خَ ط ث: مهملات.
خَ ط ر
خطر، خرط، طخر، طرخ: مستعملة.
خطر: قَالَ اللَّيْث: الخِطْرُ: القَطِيعُ الضَّخْمُ من الْإِبِل،
ألْفٌ وَزِيَادَة.
أَبُو عبيد _ عَن الفرّاء _: هِيَ الخِطْرُ من الْإِبِل، وَجمعه
أخطارٌ.
شمرٌ _ عَن أبي حَاتِم _ قَال: إِذا بلغَتِ الإبلُ مائتيْنِ فَهِيَ
خِطْرٌ، فَإِذا جاوَزَتْ ذَلِك، وقاربَتِ الألْفَ فَهِيَ عرْجٌ.
الحرَّانيُّ _ عَن ابْن السِّكِّيت قَالَ: الخَطْرُ مصدرُ خَطَرَ
البَعيرُ بذَنَبِه يَخطِرُ خَطْراً وَخَطَرَاناً.
والْخِطْرُ مِائَتَان من الْإِبِل وَالْغنم.
(7/101)
وَقَالَ الليثُ: الخَطْرُ مكيال ضخمٌ لأهل
الشَّام، والْخِطْرُ نَبَات يجعلُ وَرَقه فِي الْخِضَاب الْأسود.
وَيُقَال: مَا لَقيته إِلَّا خَطْرَةً بعد خَطْرَةٍ، _ مَعْنَاهُ:
الأحيانَ بعدَ الأحيان، وَمَا ذكرتُه إِلَّا خَطْرَةً واحدَةً ولعبَ
الْخَطْرَةَ بالمِخْرَاقِ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تَقول العربُ: بَيْني وبينَه خَطْرَةُ
رحمٍ.
وَيُقَال: لَا جعلَها الله خَطْرَتَهُ، وَلَا جعلهَا آخر مُخْطِرٍ
مِنْهُ _ أَي: آخِرَ عهدٍ مِنْهُ وَلَا جعَلَها الله آخرَ دَشْنَةٍ
مِنْهُ، وآخرَ دَسْمَةٍ وطَنَّةٍ ووَدْسَةٍ _ كلُّ ذَلِك: آخِرَ عهد.
وَقَالَ الليثُ: الخَطَرُ ارتفاعُ المكانةِ والمنزلة وَالْمَال
والشَّرَفِ.
قَالَ: والْخَطَرُ: السَّبَقُ الَّذِي يُتَرَامَى عَلَيْهِ تَقول:
وضَعُوَا لَهُم خَطَراً ثَوْباً أَو نحوَ ذَلِك والسابقُ إِذا تنَاول
القصبةَ عُلم أنَّه قد أَحْرَزَ الْخَطَرَ.
وَيُقَال: هَذَا خَطَرٌ لهَذَا _ أَي: مِثْلُه فِي القَدْرِ، وَلَا
يُقال للدُّون إلاَّ للشِّيْءِ الْمَزِيز، وَيُقَال للرجل الشَّرِيفِ:
هُوَ عَظِيم الْخَطَر.
ثعلبٌ _ عَن ابْن الأعرابيِّ، والحرَّانيُّ _ عَن ابْن السكِّيت _
قَالَ: الخَطَرُ والسَّبَقُ والنَّدَبُ _ وَاحِد، وَهُوَ كلُّهُ:
الَّذِي يوضعُ فِي النِّضال والرِّهانِ، فمنْ سبَقَ أَخذَه وَيُقَال
فِيهِ كلِّهِ: ((فَعَّلَ)) _ مشدّدٌ _ إِذا أَخذَهُ.
وَأنْشد ابنُ السكِّيت:
(أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ وَلمْ أَقمْ ... عَلَى نَدَبٍ يَوماً
وَلِي نَفْسُ مُخْطِرِ)
والمُخْطِرُ: الَّذِي يجعلُ نَفْسَهُ خَطَراً لِقِرْنِه، فيُبَارزُه
ويقاتِلُه.
وَقَالَ اللَّيْث: أُخْطِرْتُ لِفُلان _ أَي: صُيِّرْتُ نظيرَهُ فِي
الْخَطَر، وأَخْطَرَني فلانٌ فَهُوَ مُخْطرِي _ إِذا صَار مِثْلَكَ فِي
الْخَطَرِ، وفلانٌ لَيْسَ لَهُ خِطِيرٌ _ أَي: لَيْسَ لَهُ نَظيرٌ
وَلَا مِثْلٌ.
قَالَ: والإشْرَافُ على شَفَا هَلَكةٍ: هُوَ الْخَطَرُ.
وَفِي حَدِيث النُّعْمَان بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزنِيِّ _: أَنه خطب
الناسَ يوْمَ نَهَاوَنْدَ _ حِين التقى المسلمونَ مَعَ المشركينَ _
فَقَالَ: ((إنَّ هَؤُلاَءِ قَدْ أَخْطَرُوا لَكُم رِثَّةً وَمَتاعاً،
وأَخْطَرْتُمْ لهمُ الدِّينَ، فَنَافِحوا عَنْ دِينكُم)) .
معناهُ: أَنَّهُمْ إِنْ غلبُوكُمْ وَوَلَّيْتُمْ مُدْبرينَ عنهُمْ كانَ
فِي ذَلِك ذهابُ دينكمْ وإِنْ غَلَبْتُمُوهُمْ أَحْرَزتُمْ دِينكُمْ
مَعَ مَا تَحرزونَ من أَثاثِهم وأَموالهمْ)) .
وَقَالَ اللَّيْث: الأخْطَارُ من الجَوْزِ _ فِي لُعبِ الصِّبيان _
هِيَ الأحْرازُ واحِدُها خَطَرٌ.
قَالَ: والْخَطِيرُ: الْخَطَرَانُ عِنْد الصّوْلَة والنَّشاط،
وهوالتَّصاوُل والوَعِيدُ.
وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:
(بَالُوا مخَافَتَهُمْ عَلَى نِيرَانهمْ
وَاسْتَسْلَمُوا بَعْدَ الْخَطِيرِ فَأُخْمِدُوا)
(7/102)
والإنسانُ يُخَاطرُ بنفسِه _ إِذا أَشْفَى
بهَا على خَطَرِ هُلْكٍ أَوْ نَيلِ مُلْكٍ.
والمخاطر: المرامي.
وَيُقَال: خَطَرَ _ ببَالي وعَلى بالي _ كَذَا وَكَذَا يَخْطُرُ
خُطُوراً _ إِذا وَقع ذَلِك فِي بالكَ وهمِّك.
وَيُقَال: خَطَرَ الدَّهرُ من خَطَرَانِهِ كَقَوْلِك: ضَرَبَ الدّهرُ
مِنْ ضَرَبانهِ.
والفَحْل يَخْطِرُ بذَنَبه عِنْد الوَعيد _ من الخُيَلاَء _ والنّاقةُ
الْخَطَّارَةُ تَخْطِرُ بذَنبها فِي السّير نَشَاطاً.
ورُمحٌ خَطَّارٌ: ذُو اهتزازٍ شديدٍ يَخْطِرُ خَطَرَاناً، وَكَذَلِكَ
الإنسانُ، إِذا مشَى يخْطِرُ بيدهِ كِبْراً.
ورجُلٌ خَطَّارٌ بالرُّمح _ أَي: طعَّانٌ بِهِ وَأنْشد:
(مَصَالِيتُ خَطَّارُونَ بالرُّمح فِي الْوَغَى ... )
والجُنْدُ يَخْطِرونَ حولَ قائدِهمْ يُرُونَهُ مِنْهُم الجِدَّ،
وَذَلِكَ إِذا احتَشَدُوا فِي الحرْب.
سلَمةُ _ عَن الفرَّاء _: الْخَطَّارةُ حَظيرةُ الْإِبِل، والخَطَّارُ:
الْعَطَّارُ، يُقَال: اشتريتُ بِنَّفشاً من الخَطَّار.
وَيُقَال: إنَّه لعظيمُ الخَطَرِ، وصغيرُ الخَطرِ فِي حُسْن فِعالِه
وشَرَفه، أَو سُوء فِعاله ولُؤْمه، وخَطَرَ الرجُلُ بسوْطه وَقَضيبه
يَخطِرُ بِهِ خَطَرَاناً _ إِذا رَفعه مرَّة وَوَضعه أُخرَى،
وتَبَخْتَرَ فِي مشيَته وَأَقْبل بيدَيْهِ، وأدبرَ بهما.
وخطَرَ الرجلُ بالرَّبيعةِ يَخْطِرُ خَطْراً وخَطَر الفَحْلُ بِذَنبِهِ
يَخْطِرُ خَطْراً، وخَطِيراً
وخَطَراناً _ إِذا جَعَل يرفع ذنبَه ثمَّ يضربُ بِهِ حَاذَيْهِ، وهما
مَا ظهر من فخذيْه حيثُ يَقع شَعَرُ الذَّنَب.
عَمْرو _ عَن أَبِيه _: الخَاطِرُ: المتَبَخْتِرُ يُقَال: خَطَر يخطِرُ
_ إِذا تبخترَ.
قَالَ: وخطُرَ يخطُرُ خَطْراً وخُطُوراً _ إِذا جلّ بعد دِقَّة.
والخَطيرُ من كلِّ شيءٍ: النَّبيل.
قَالَ: وخَطَرَانُ الْفَحْل من نشاطِه وأمّا خطَرَانُ النَّاقةِ فَهُوَ
إِعلامٌ للفحل أَنَّهَا لاَقحٌ.
وَفِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ ((أَنه قَالَ لعمَّارٍ: جُرُّوا
لهُ الخطِيرَ مَا انْجَرَّ لكُمْ)) .
مَعْنَاهُ: اتَّبِعوهُ مَا كَانَ فِيهِ موضعُ مُتَّبَعٍ لكم،
وتَوَقَّوْا مَا لم يكن فِيهِ موضعٌ.
قَالَ: والْخَطِيرُ زمامُ الْبَعِير.
وَقَالَ شمرٌ: قَالَ بَعضهم: الْخَطيرُ: الْحَبْلُ.
قَالَ: وَبَعْضهمْ يذهب بِهِ إِلَى إخْطَارِ النَّفس: وإشْرَاطِها فِي
الْحَرْب ...
الْمَعْنى: اصْبرُوا لعمَّارٍ مَا صَبَرَ لكم.
قَالَ: والْخَطَرُ: العدلُ.
يُقَال: لَا تجْعَل نَفسك خَطَراً لفُلَان وَأَنت أوْزنُ مِنْهُ.
قَالَ: والْخَطيرُ، والْخِطَارُ: وقعُ ذنبِ الجملِ بَين وَرِكيه إِذا
خطرَ.
وَأنْشد:
(رُدِدْنَ فَأُنشِقْنَ الأَزِمَّةَ بعدَ مَا ... تحَوَّبَ عَنْ
أَوْرَاكهِنَّ خَطيرُ)
(7/103)
والْخَطَّارُ: الْمِقْلاعُ، وَأنْشد:
(جُلْمُودُ خطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ ... )
والخَاطِرُ: مَا يَخْطِرُ فِي الْقلب من تَدبيرٍ أَو أَمْرٍ.
والعربُ تَقول: رَعَينَا خَطَرات الوسميِّ وَهِي اللُّمع من المَراتِع
والبُقع.
والْخِطْرَةُ عُشْبَةٌ مَعْرُوفَة، لَهَا قَضْبَةٌ يَجْهدُها المَال،
وتَغْزُرُ عَلَيْهَا.
وخَطَرَ الرجلُ برَبيعتِه _ إِذا هزَّها عِنْد الإشالة، وَكَذَلِكَ
خَطَرَ بسَوْطه _ إِذا رَفَعَهُ وخَفَضَه.
خرط: قَالَ اللَّيْث: الْخَرْطُ: قَشْرُكَ الوَرَقَ عَن الشَّجر
اجتذاباً بِكَفِّكَ.
وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(إنَّ دُونَ مَا هَمَمْتَ بِهِ ... مِثْلَ خَرْطِ القَتَادِ فِي
الظُّلمهْ)
والْخَرُوطُ _ من الدَّوَابِّ _: الَّذِي يَجْتَذِب رَسَنَهُ من يَدِ
مُمْسِكه، ثمَّ يَمْضي عائراً خَارِطاً.
وَيَقُول بَائِع الدَّابَّةِ: بَرِئْتُ إليْكَ مِنَ الْخِرَاطِ.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: خَرَطْتُ العُنْقُودَ خرطاً إِذا اجْتَذَبت
حَبَّه بِجَمِيعِ أصابعك. . وَمَا سَقَط مِنْهُ فَهُوَ الْخُرَاطة.
وَقَالَ اللَّيْث: الخُرَاطَةُ: شحمةٌ بيضاءُ تُمْتَصَخُ من أصل
البَرْديِّ، وَيُقَال لَهُ: الْخُرَاطَى والخُرَّيْطَى.
وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ: ((أَنَّهُ أَتاهُ قَوْمٌ برجلٍ
فَقَالُوا: إنَّ هَذَا يَؤُمُّنا وَنحن لَهُ
كارهونَ، فَقَالَ لَهُ عليٌّ: إِنَّك لَخَرُوطٌ أَتَؤُمُّ قوما هم لَك
كارهُونَ؟ !)) .
قَالَ أَبُو عبيد: الخرُوطُ: الَّذِي يتهوَّرُ فِي الْأُمُور، ويركَبُ
رَأْسَهُ فِي كلِّ مَا يُرِيد. . بِالْجَهْلِ وَقلة الْمعرفَة بالأمور.
وَمِنْه قيل: انْخَرَطَ فلانٌ علينا _ أَي: اندَرَأَ عَلَيْهِم
بالْقَوْل السَّيِّء وبالفعل.
قَالَ العَجَّاجُ يصف ثوراً:
(فَظَلَّ يرْقَدُّ مِنَ النَّشَاطِ ... كالْبَرْبَرِي لَجّ فِي
انْخِرَاطِ)
قَالَ: شبَّهَهُ بالفرس البَرْبريِّ. . إِذا لَجَّ فِي سيره.
وَقَالَ اللَّيْث: اسْتَخْرَطَ الرجل فِي الْبكاء _ إِذا اشتدَّ
بُكَاؤه ولَجَّ فِيهِ.
واخْتَرَط السَّيْفَ _ إِذا اسْتَلَّه من غِمْدِه.
والإخْرِيطُ: مِنْ أَطْيب الْحَمْضِ، وَهُوَ مِثْلُ الرُّغْل. . سُمِّي
إخْريطاً لِأَنَّهُ يُخرِّط الْإِبِل إِذا أَكلته _ أَي: يُسَلِّحُها،
كَمَا قَالُوا لِبَقْلَةٍ تُسَلِّحُ المواشِيَ _ إِذا رَعَتْها:
إسْلِيحٌ.
وَقَالَ اللَّيْث: الْخَرِيطَةُ _ مِثلُ الكِيسِ _: مُشْرَجٌ من أَدَمٍ
وخِرَقٍ.
وَكَذَلِكَ خَرَائِطُ كُتُبِ السُّلطان وعُمَّالِه.
وَيُقَال _ للرجل _ إِذا أَذِنَ لِعَبْدِهِ فِي إِيذَاء قوم _: قد
خَرَطَ عَلَيْهِم عبْدَه.
شُبِّه بالداَّبَّة، يُفْسَخ رَسَنُهُ ويُرْسَلُ مُهْمَلاً.
وَيُقَال: اخْرَوَّطَ بهم الطريقُ والسَّفَرُ إِذا مضى وامْتدَّ،
وَمِنْه قَوْله:
( ... واخرَوَّطَ السَّفَرُ ... )
(7/104)
ورجُلٌ مَخْرُوطُ الْوَجْه _ إِذا كَانَ
فِي وَجهه طولٌ، وَكَذَلِكَ مَخْروطُ اللِّحيةِ، إِذا كَانَ فِيهَا
طولٌ من غير عِرَضٍ. . وَقد اخرَوَّطَتْ لِحيَتُهُ.
وَيُقَال للشَّرَكِ _ إِذا انْقَلب عَلَى الصَّيْدِ فَعَلِقَ فِي
رِجْلِه _: قد اخْرَوَّطَ فِي رِجْلِه، واخْرِوَّاُطُهُ: امتداد
أُنْشُوطَتِهِ.
والمخرُوطُ من النُّوق: السريعة، وَإِذا أَخذ الطَّائرُ الدُّهْنَ من
مُدْهُنِهِ، أَي: من زِمِكَّاهُ قيل هُوَ يَتَخَرَّطُ تَخَرُّطاً
ويُنَضِّدُ تَنْضِيداً.
وَيُقَال: خَرَط فلَان جاريتَه خَرْطاً _ إِذا نكحَهَا، وخَرَطَ
البازِيَ _ إِذا أَرْسَله من سَيْرِه.
وَقَالَ جَوَّاسْ بن قَعْطَلٍ:
(يزَعُ الجِيَادَ بِقَوْنَسٍ وكأَنَّهُ ... بازٍ تَقَطَّعَ قَيْدُهُ
مَخْرُوطُ)
وانْخِرَاط الصَّقر: انقضاضُه عَلَى الصَّيْد.
أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: الْخَرَطُ أَن يصيبَ الضَّرْعَ عَيْنٌ
أَو تَرْبِضَ الشَّاةُ أَو تَبْرُكَ النَّاقة عَلَى ندًى، فيَخْرُجَ
اللَّبَنُ متعقِّداً كأَنه قِطَعُ الأوتار، ويخرجَ مَعَه ماءٌ أصفرُ.
يُقَال: قد أَخرَطَتِ الشَّاةُ فَهِيَ مُخْرِطٌ والجميع مَخَارِيطُ.
فَإِذا كَانَ ذَلِك عَادَة لَهَا فَهِيَ مِخراطٌ، فَإِذا احمرَّ لبنُها
وَلم يَخْرَط فَهِيَ مُمْغِرٌ.
أَبُو عبيد: عَن أبي عَمْرو: خَرِط الرَّجل خَرَطاً _ إِذا غَصَّ
بِالطَّعَامِ.
قَالَ شمر: لم أسمع ((خَرِطَ)) إِلَّا هَهُنَا.
قلت: وهوحرف صَحِيح.
أَنْشدني الإياديُّ:
(يَأْكُلُ لحْماً بائِتاً قَدْ ثَعِطَا ... أَكْثَرَ مِنْهُ الأكْلَ
حَتَّى خَرِطَا)
وَقَالَ غَيره: حِمَارٌ خَارِطٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يستقرُّ العَلَفُ
فِي بَطْنه، وَقد خَرَّطَه البقلُ فَخَرِطَ.
وَقَالَ الجعديُّ:
(خَارِطٌ أَحْقَبُ فَلْوٌ ضَامِرٌ ... أَبْلَقُ الْحِقْوَيْنِ
مَشْطُوبُ الْكفَلْ)
وَفِي حَدِيث عمر: ((أَنَّه رَأَى فِي ثَوْبه جَنَابَةً فَقَالَ:
خَرِطَ علينا الاحْتِلامُ)) .
قَالَ ابْن شُمَيْل: خُرِطَ _ أَي: أُرْسل.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: خَرَطَ دَلْوَه فِي الْبِئْر _ أَي:
أَلْقَاهَا وحَدَرَها.
طرخ: قَالَ اللَّيْث: الطَّرْخَة: مأْجَلٌ يُتَّخَذُ كالحوض الْوَاسِع
عِنْد مَخْرَجِ الْقَنَاة. . يجْتَمع فِيهَا الماءُ ثمَّ يُفْتَجَرُ
مِنْهَا إِلَى المزرعة، وَهُوَ دَخيلٌ، لَيْسَ بفارسية لَكْنَاءَ،
وَلَا عربيةٍ مَحضَةٍ.
قَالَ: وطَرْخَانُ: اسْمٌ للرجل الشريف بلغَة أهل خُرَاسَان، والجميع:
الطَّرَاخِنَةُ.
طخر: قَالَ اللَّيْث: الطَّخَارِيرُ: سحاباتٌ مُتَفَرِّقَة والواحدة
طُخْرُورَةٌ.
وَيُقَال مثلُ ذَلِك فِي الْمَطَر.
والناسُ طخَارِيرُ _ إِذا تفرَّقوا.
أَبُو عبيد _ عَن أَصْحَابه _: الطَّخاريرُ من السَّحَاب، واحدُها
طُخْرُورٌ. . وَهِي قطع مستَدِقَّةٌ رقاقٌ.
(7/105)
وَيُقَال للرجل _ إِذا لم يكن جَلْدَا
وَلَا كَثيفاً _: إِنَّه لطُخْرُورٌ.
وَقَالَ شمر: يُقَال: طُخْرُورٌ وتُخْرُورٌ _ بِمَعْنى واحدٍ.
وَقَالَ ابْن السكِّيت: يُقَال: مَا عَلَيْهِ طُحْرُورٌ وَلَا
طُخْرُورٌ _ بِمَعْنى واحدٍ. . فِي ((بَاب نَفْي اللِّباس)) .
أَبُو عمرٍ و: الطَّاخرُ: الغَيْمُ الأسوَدُ.
خَ ط ل
خطل، خلط، لطخ، لخط، طلخ: مستعملات.
طلخ: قَالَ اللَّيث: اطْلَخَّ دمعُ عينه _ أَي: تفرق وَأنْشد:
(لاَ خَيْرَ فِي الشَّيخ إِذا مَا اجْلَخَّا ... وَسَالَ غَرْبُ
عَينِهِ فاطلخَّا)
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: اطْلَخَّ دَمعُ عينِه _ إِذا سَالَ.
ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه كانَ فِي
جِنَازَةٍ فقَالَ: ((أَيُّكُمْ يَأْتِي المَدِينَةَ فَلاَ يَدَعْ
فِيهَا وَثَناً إِلَّا كسَرَهُ وَلَا صُورَةً إلاّ طلَّخها، وَلَا
قَبْراً إِلَّا سَوَّاهُ)) .
قَالَ شمرُ: أَحْسب قَوْله: ((طَلَّخَهَا)) _ أَي: لَطَّخها بالطِّين
حَتَّى يَطْمسها، وكأنَّه مَقْلوبٌ.
قَالَ شمِرٌ: وَيكون ((طَلَّخْتُهُ)) _ أَي: سوَّدْتُهُ، وَمِنْه
الليلَةُ الْمُطْلَخِمَّة، وَالْمِيم زائدةٌ.
وامرأةٌ طَلْخَاءُ _ إِذا كَانَت حَمْقَاءَ.
وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(فلَمْ أَرَ مِثْلِي زَوْجَ طَلْخَاءَ خِرْمِلٍ ... أَقَلَّ عِتَاباً
فِي السَّدادِ وَأَشْكَعَا)
قَالَ: ويُرْوَى: زوجَ طَلخَاءَ لُطْخَةٍ وَيقال: أَغْنُوا عَنَّا
لُطَخَتَكُمْ.
لطخ: وَقَالَ اللَّيْث: الطَّلْخُ: اللَّطْخُ بالْقَذَرِ وإفسادُ
الكِتاب ونحوِه، واللّطْخُ أَعَمُّ.
قَالَ: ورجلٌ لَطِخ _ أَي: قَذِرُ الْأكل، ولَطَخْتُ فلَانا بأمرٍ
قَبِيح.
أَبُو زيد: رجلٌ لُطَخَةٌ. . من رجالٍ لُطَخَاتٍ وطَيْخَة من رجالٍ
طَيْخَاتٍ. وهما الأحمق الَّذِي لَا خير فِيهِ.
وَيُقَال: تَلَطَّخَ فلانٌ بأمرٍ قبيحٍ _ أَي: تدنَّس بِهِ.
قَالَ شمر: وَقَالَ ابنُ شُمَيل: اللُّطَخَةُ: الرجُلُ الفاسِدُ.
لخط: وأمَّا ((لَخَط)) : فَإِن اللَّيْث أهمله.
قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَالَ ابْن بُزُرْج _ فِي ((نوادره)) : قَالَ
خَيْشَنَة: يقالُ: قد الْتَخَطَ الرجل من ذَلِك الْأَمر _ يريدُ:
اخْتَلَطَ.
قَالَ: وَمَا اخْتلَط ... إِنَّمَا هُوَ الْتَخَطَ.
خطل: قَالَ اللَّيْث: الْخَطَلُ خِفَّةٌ وَسُرْعَة.
يُقَال للأحْمَق العَجِل: خطِلٌ، وللمقاتل السَّريع الطّعْن: خَطِلٌ،
وَأنْشد:
(أَحْوَسُ فِي الظّلمَاء بالرُّمْح الْخَطِلْ ... )
وَيُقَال للجَوَادِ من الرِّجَال _: خَطِلُ الْيَدَيْنِ خَضِلٌ
بِالْمَعْرُوفِ _ أَي: عَجِلٌ عِنْد الْإِعْطَاء.
قَالَ: والخَطِلُ: مَا غَلُظَ من الثِّيَاب وخَشُن وجَفَا، وَأنْشد:
(7/106)
(أَعَدَّ أَخْطَالاً لَهُ ونَرْمَقاً ... )
يَعْني الصَّيَّادَ.
أَبُو عبيد: الْهُرَاء: الْمنطق الْفَاسِد وَيُقَال: الْكثير. .
والْخَطَلُ مثله. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي _ فِي قَول رؤبة _:
(وَدَغْيَةٍ منْ خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ ... )
الخَطِلُ: المضطرب.
وَقَالَ اللَّيْث: الْخَطْلاءُ _ من الشاءِ _: العريضة الأُذُنينِ
جدّاً.
أُذُناهُ خَطْلاَوَانِ. . كَأَنَّهُمَا نَعْلان.
وَيُقَال للْمَرْأَة الجافية الخُلُقِ: خَطْلاءُ.
ونسوةٌ خُطْلٌ، وثوب خَطِل: يَنْجَرُّ على الأَرْض مِنْ طُوله. . وَرجل
أخْطلُ اللِّسَان _ إِذا كَانَ مضطربَ اللسانِ مُفَوَّهاً.
أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو _ خَطِلَ الرجل فِي كَلَامه، وأَخْطَلَ
فِي كَلَامه: بِمَعْنى واحدٍ.
ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: هِيَ الْهِرُّ والخَيْطلُ،
والْخَازَبَازِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الخيطلُ: السِّنَّوْر.
خلط: قَالَ اللَّيْث: خَلطْتُ الشّيءَ بالشّيْء خلْطاً فاخْتلَطَ،
والخِلْط كل نوع من الأَخْلاَط كأخلاَط الدَّواء ونحوِه.
قَالَ: والْخَلِيطُ _ من السِّمَنِ _: الَّذِي فِيهِ شَحْمٌ ولَحْمٌ.
والْخَلِيطُ: تبْنٌ وقَتٌ مُخْتلِطَان. وخَليطُ الرَّجُل: مُخَالِطُه.
والخليطُ: القومُ الَّذين أَمْرُهم واحِدٌ _ وَأنْشد:
(بَانَ الْخَلِيطُ بِسُحْرَةٍ فتبدَّدُوا ... )
والْخُلَّيْطَى: تخليطُ الْأَمر _ إِنَّه لفي خُلَّيْطَى مِن أَمْره.
قلتُ: وَقد تُخَفَّفُ اللَّام فَيُقَال: خُلَيْطَى.
وَيُقَال للْقَوْم _ إِذا خَلَطُوا مالَهُم بعضَه ببعضٍ _: خُلَيْطَى.
وأنشدني بعضُهم:
(وَكُنَّا خُلَيْطَى فِي الْجِمَال فَأَصْبَحتْ ... جِمَالي تُوَالي
وُلَّهاً مِنْ جِمَالِكَ)
ورُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه قَالَ: ((لاَ
خِلاَطَ وَلاَ شِنَاقَ فِي الصَّدَقَةِ)) .
وَفِي حَدِيث آخر: ((وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْن فإنَّهُمَا
يَتَرَاجعانِ بَيْنهُمَا بِالسَّوِيَّةِ)) .
وَكَانَ أَبُو عُبَيْدٍ فَسَّرَ هَذَا الحديثَ فِي كتا ب ((غَرِيب
الحَدِيث)) فثَبجَّه وَلم يحصِّل تَفْسِيرا يُبْنَى عَلَيْهِ، ثمَّ
ألَّفَ كتابَ ((الأمْوَال)) وقرأهُ عَلَيَّ أَبُو الحُسَيْن
الْمُزَنِيُّ رِوَايَةً عَن عَليِّ بنِ عبد الْعَزِيز _ عَن أبي عبيد
وفَسَّرَه فِيهِ عَلَى نَحْو مَا فَسَّرَه الشَّافِعِيُّ.
أخبرنَا عبدُ الْملك _ عَن الرَّبيعِ. . عَن الشَّافِعي _ أَنه قَالَ:
الَّذِي لَا أَشُكُّ فِيهِ أَن ((الْخَلِيطَيْن)) : الشَّرِيكَانِ لَمْ
يقتَسِمَا المَاشِيةَ، وتراجُعُهُما _ بالسَّوِيَّةِ: _ أَن يَكُونَا
خَلِيطَيْن فِي الْإِبِل يَجِبُ فِيهَا الْغَنَمُ، فَتُوجَدُ الْإِبِل
فِي يَد أَحدهمَا فَتُؤْخَذُ مِنْهُ صدقتُهُمَا فيرجعُ على شَرِيكه
بالسَّوِيَّة.
قَالَ الشافعيُّ: وَقد يكونُ الْخَلِيطانِ: الرجلَيْنِ يَتَخَالَطانِ
بِمَاشِيَتهِما، وَإِن عَرَفَ كلُّ وَاحِد مِنْهُمَا ماشِيَتَهُ.
(7/107)
قَالَ: وَلَا يكونَانِ ((خَلِيطَيْنِ))
حَتَّى يُرِيحَا ويَسْرَحَا ويَسْقِيَا مَعًا. وتَكُونَ فحولُهُما
((مُخْتَلِطَةً)) ، فَإِذا كَانَا هَكَذَا صَدَّقَا صَدَقَةَ
الْوَاحِد، بكلِّ حَال.
قَالَ: وَإِن تفرَّقَا فِي مُرَاحٍ أَو سَقْي أَو فَحُولٍ، فليسا
((خَلِيطَينِ)) ، ويُصَدَّقَانِ صَدَقَةَ الِاثْنَيْنِ.
قَالَ وَلَا يكونَانِ: ((خَلِيطَيْنِ)) حتَّى يَحُولَ عَلَيْهِمَا
الْحَوْلُ، من يَوْم ((اخْتَلَطَا)) فَإِذا حَال عَلَيْهِمَا حَوْلٌ من
يومِ ((اخْتَلَطَا)) زُكِّيَا زكاةَ الواحِدِ. قُلْتُ _ وشَرْحُ ذَلِك
أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أوجب على مَنْ مَلَكَ
أَرْبَعِينَ شَاة فحال عَلَيْهَا الْحَوْلُ _ من يَوْم ملَكهَا _ شَاة.
وَكَذَلِكَ: إِذا مَلَكَ أَكْثَرَ مِنْهَا إِلَى تَمام مائَة وعشرينَ _
فَفِيهَا شاةٌ واحدةٌ، فَإِذا زادتْ شاةٌ وَاحِدَة على مائَة وَعشْرين
فَفِيهَا شَاتَانِ.
وَلَو أنَّ ثَلاَثَةَ نَفَرٍ مَلَكُوا مائَة وَعشْرين شَاة. لكُلِّ
واحدٍ مِنْهُم أربعُونَ شَاة، وَلم يَكُونُوا ((خُلَطَاءَ) سنة
كَامِلَة فعلى كلِّ واحدٍ مِنْهُم شاةٌ _ فَإِن صَارُوا ((خُلَطَاءَ))
وجَمَعُوها على راعٍ واحدٍ سنة كَامِلَة وجَبَتْ عَلَيْهِم جَمِيعًا
شاةٌ واحدةٌ لأَنهم يُصَدِّقُون صَدَقَة الْوَاحِد إِذا اخْتَلطُوا.
وَكَذَلِكَ إِذا كَانُوا ثَلَاثَة بَينهم أربعُون شَاة _ وهم
((خُلَطَاءُ)) _ فإنَّ عَلَيْهِم شَاة، كأنهُ مَلَكَهَا رجلٌ وَاحِد.
فَهَذَا تَفْسِير ((الْخُلَطَاءِ)) فِي الْمَوَاشِي من الْإِبِل
والغَنَم، وَالْبَقر.
وَأما تفسيرُ ((الْخَلِيطَيْنِ)) الَّذِي جَاءَ فِي بَاب
((الأشْرِبَةِ)) وَمَا جَاءَ فيهمَا من النَّهي عَن شُرْبِهِمَا،
فَهُوَ شَرَابٌ يُتَّخَذُ من التمْرِ والبُسْرِ، أَو مِنَ العنبِ
وَالزَّبِيب، أَو من التمْر والعنبِ.
وقَوْلُ الله جلّ وعزّ: {وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي
بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الذِّينَءَامَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحتِ} [ص: 24] .
فالْخُلَطَاءُ _ هَهُنَا _: الشُّرَكاءُ، الَّذين لَا يتميَّز مِلْكُ
كلِّ واحدٍ مِنْ مِلْكِ أَصْحابه إِلَّا بِالْقِسْمَةِ.
وَقد يكون ((الْخُلَطَاءُ)) _ أَيْضا _ أَن يَخْلِطوا العَيْنَ
الُتمَيِّزِ بالعَيْنِ المُتَمَيِّزِ _ كَمَا فسَّر الشَّافِعيُّ _
ويكونُونَ مُجْتَمعين كالْحِلَّةِ تشْتَمِل على عَشْرة أَبيات. .
لِصَاحبِ كلِّ بيتٍ ماشيةٌ على حِدَةٍ فَيجْمعونَ مواشِيَهُم كلَّها
على راعٍ واحدٍ، يرعاها مَعًا، ويُورِدُها الماءَ مَعًا وكلُّ واحدٍ
مِنْهُم يعرفُ مَالَه بسمتِهِ ونِجَارهِ.
ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْخِلاَطُ
أَن يأتيَ الرجلُ إِلَى مُرَاح آخَرَ فيأخذَ مِنْهُ جَمَلاً
فَيُنْزِيَهُ على ناقَتِهِ سرّاً من صاحبِه.
قَالَ: والْخِلاَطُ _ أَيضاً: أَنْ لاَ يُحسنَ الجملُ الْقُعُوَّ على
طَرُوقتهِ فَيأخذَ الرَّاعِي قضيبَه ويهْدِيهُ لِلْمَأْتَى حَتَّى
يُولِجَهُ.
والْخَلِيطُ: الصاحب. . والْخَلِيط: الجارُ.
وَيكون وَاحِدًا وجمْعاً، وَمِنْه قَول جَرِيرٍ:
(بانَ الخليطُ وَلَو طُووِعْتُ مَا بَانَا ... )
فَهَذَا واحدٌ.
(7/108)
وَقَالَ زُهَيْرٌ فِي الْجَمْعِ:
(بانَ الخَليطُ وَلَمْ يَأْوُوا لِمَنْ تَرَكُوا ... )
فَهَؤُلَاءِ جمْعٌ.
وَيُقَال: ((خُولِط)) الرجل. . فَهُوَ ((مخَالَطٌ)) ، و ((اخْتَلَطَ))
عقله. . فَهُوَ ((مُخْتَلِطٌ)) _ إِذا تغيَّر عقلُهُ.
وَقَالَ اللَّيْث: الْخِلاَطُ: مُخَالَطَةُ الذئْبِ الغنمَ، وَأنْشد:
(يَضْمَنُ أَهْلُ الشَّاءِ فِي الْخِلاَطِ ... )
قَالَ: والخِلاَطُ: مَخَالَطَةُ الدَّاء الجوْفَ.
قلت: والْخِلاَطُ: مُخَالطَة الرجلِ أَهْلَه _ إِذا جَامعهَا،
وَكَذَلِكَ مُخَالَطَةُ الجملِ الناقَةَ _ إِذا خَالَطَ ثَيْلُه
حَيَاءَها.
أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _ قَالَ: إِذا قَعَا الفَحْلُ عَلَى النَّاقة
فَلم يسترشد لحيائها حَتَّى يُدْخِلَهُ الرَّاعِي، أَو غيرهُ. قيل: قد
أَخْلَطَهُ إِخْلاَطاً، وأَلْطَفَه إلطافاً، فَهُوَ يُخْلِطُه
ويُلْطِفُهُ، فَإِن فعَلَ الجملُ ذَلِك من تِلْقَاء نَفسه قيل: قد
اسْتَخْلَط واستلْطَفَ.
وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ خَلِطٌ: مُخْتَلِطٌ بِالنَّاسِ متحبِّبٌ،
وامرأةٌ خَلِطةٌ كَذَلِك.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْخِلْطُ من السِّهَام: الَّذِي يَنْبتُ عُودُه
على عِوَجٍ؛ فَلَا يزالُ يَعْوَجُّ _ وَإِن قُوِّم.
وَقَالَ ابْن شُميل: جَملٌ مُخْتَلِطٌ، وناقة مُخْتَلِطَةٌ _ إِذا
سَمنا، حَتَّى اخْتَلَطَ الشَّحْمُ باللَّحْم.
أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ _: الْخُلُطُ:
الْمَوَالِي، والْخُلُطُ: الشُّرَكَاء، والْخُلط: جِيرَان الصَّفاء.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: ((اختَلَطَ اللَّيْلُ بالتُّرَابِ)) _ إِذا
اخْتَلَطَ عَلَى الْقَوْم أمْرُهم ((واخْتَلَطَ الْمَرْعِيُّ
بالْهَمَلِ)) .
خَ ط ن
أهمل اللَّيْث بَابهَا. . وَقد استُعْمِلَ من وجوهها: نخط، خنط، طنخ.
نخط: رَوَى أَبُو الْعَبَّاس - عَن ابْن الْأَعرَابِي -: النُّخُطُ
اللاعِبُون بالرِّماح شجاعةً.
وَيُقَال للسُّخْدِ _ وَهُوَ المَاء الَّذِي فِي المشيمة _: النُّخْطُ،
فَإِذا اصفَرَّ فَهُوَ الصَّفَقُ والصَّفَرُ، والصُّفَارُ.
والنُّخْطُ _ أَيْضا _ النِّخَاعُ، وَهُوَ الْخَيْطُ الَّذِي فِي
القَفَا.
أَبُو عبيد _ عَن الْفراء _ مَا أَدْرِي أَيُّ النُّخْطِ هُوَ؟ _ أَي:
مَا أَدْرِي أيُّ النَّاس هُوَ؟
طنخ: أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: إِذا غلب على قلب الرجُلِ
الدَّسَمُ قيل: طَنِخَ يَطْنَخُ طَنَخاً _ وتَنِخَ يَتْنَخُ تَنَخاً.
خنط: أَبُو عبيد _ عَن الكسائيِّ _: الْخَنَاطِيطُ والخَنَاطِيلُ _
مثْلُ العَبَادِيدِ _: جَمَاعَاتٌ فِي تَفْرِقَةٍ، وَلَا يُعْرف لَهَا
واحدُ.
وَقَالَ بَعضهم: واحِدُ الُخَنَاطِيطِ: خِنْطِيطٌ.
خَ ط ف
اسْتعْمل من وجوهه: خطف، طخف.
خطف: قَالَ الله عزّ وجلّ: {يكَاد الْبَرْق يخطف أَبْصَارهم}
[البَقَرَة: 20] .
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: فِي سُورَة أُخْرَى _: {إِلَّا من خطف
الْخَطفَة فَأتبعهُ شهَاب ثاقب} [الصَّافات: 10] .
(7/109)
وَيُقَال: خَطِفْتُ الشيءَ، واخْتَطَفْتُهُ
_ إِذا اجتَذَبْتُه بِسُرْعَة.
وَأكْثر القُرّاء قَرَءُوا: ((يَخْطَفُ) من ((خَطِفَ يَخْطَفُ)) وَهِي
القِرَاءةُ الجيِّدةُ، الَّتِي اجتمعَ عَلَيْهَا أكثرُ القُرَّاء.
ورُوِيَ _ عَن الْحسن _: أَنه قَرَأَ ((يَخِطِّفُ)) بِكَسْر الْخَاء،
وَتَشْديد الطَّاء مَعَ الْكسر.
وَقَالَ بعضُهم: ((يَخَطِّفُ)) بِفَتْح الْخَاء وَكسر الطَّاء
وتشديدها.
فَمن قَرَأَ: ((يَخَطِّفُ)) فَالْأَصْل يَخْتَطِفُ، فأُدْغِمَتِ التاءُ
فِي الطَّاء، وأُلْقِيَتْ فَتْحَةُ التَّاء عَلَى الْخَاء.
وَمن قرأَ ((يَخِطِّفُ)) كَسَرَ الخاءَ لسُكُونها وسُكُون الطَّاء،
وَهَذَا قَول البَصْريين.
وَقَالَ الفرَّاء: الْكسر لالتقاء الساكنين _ ههُنَا _: خَطأٌ. وإنَّه
يلْزم مَنْ قَالَ هَذَا: أَن يَقُول فِي {يعَض} [الْفرْقَان: 27] :
((يَعِضُّ)) ، وَفِي ((يَمُدُّ)) : ((يَمِدُّ)) .
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هذِه العلَّة غير لازمةٍ لِأَنَّهُ لَو كُسِرَ
((يَعَضُّ ويمُدُّ)) لالْتَبَس مَا أَصْلُهُ ((يَفْعَلُ، ويَفْعُلُ))
بمَا أَصله ((يَفْعِلُ)) .
قَالَ: ((ويَخْتَطِفُ)) : لَيْسَ أصلُه غيرَ هَذَا، وَلَا يكُونُ
مَرَّةً على ((يَفْتَعِلُ)) . وَمَرَّةً على ((يَفْتَعَلُ)) ، فكُسر
لالتقاء الساكِنين فِي موضعٍ غيرِ مُلتبسٍ.
وَقَالَ ابْن بُزُرْجٍ: خَطِفْتُ الشَّيْء: أخذتُه وَأَخْطَفْتُه _
إِذا أَخْطأْتُهُ.
وَأنْشد قولَ الْهُذَلِيِّ:
(تَنَاوَلُ أَطْرَافَ الْقِرَانِ وَعَيْنُهَا ... كَعَيْنِ الْحُبَارَى
أَخْطَفَتْها الأجَادِلُ)
((الْقِرَانُ)) _ جَمْعُ قَرْنٍ _: الجَبَلُ.
قَالَ: والإخْطافُ _ فِي الْخَيْلِ _ ضِدُّ الإنْتِفَاجِ، وَهُوَ
عَيْبٌ فِي الْخَيل.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الإخطَافُ شَرُّ عُيُوب الْخَيل، وَهُوَ
صِغَرُ الجَوْفِ. . وَأنْشد:
(لاَ دَنَنٌ فِيهِ وَلَا إِخْطافُ ... )
والدَّنَنُ: قِصَرُ العُنُقِ، وتَطَامُنُ الْمُقَدَّمِ.
وَقَالَ أَبُو زيد: أَخْطَفَ الرَّجلُ إخْطافاً _ إِذا مَرِضَ مَرَضاً
يَسِيرا وبَرَأَ سَرِيعا _ حكاهُ ابْن السكِّيت عَنهُ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ أَبُو صَفْوَانَ: يُقَال: أَخْطَفَتْهُ
الْحُمَّى _ أَي: أَقْلَعَتْ عَنهُ، وَمَا مِنْ مرضٍ إِلَّا وَله
خُطْفٌ _ أَي: يَبْرَأُ مِنْهُ.
وَالْعرب تَقول لِلذِّئْبِ: خَاطِفٌ _ وَهِي الْخَوَاطِفُ.
وَقَالَ اللَّيْث: بَازٍ مُخْطِفٌ.
قَالَ: والْخَيْطَفُ سُرْعة انجذابٍ السيرِ. . وجَمَلٌ خَيْطَفٌ وَذُو
عَنَق خَيطَفٌ. .
وَأنْشد:
(وعَنقاً بَاقِي الرَّسِيمِ خَيْطَفَا ... )
أَي: كأنّهُ يَخْتَطِفُ فِي مِشيَتِهِ عُنُقَه أَي: يجتَذِبه.
والْخطَفى سَيْرَتهُ.
يُقَال خَطفَ يَخطِفُ، وخَطِفَ يَخطَفُ: لُغتَانِ.
والْخُطافُ: طائرٌ معروفٌ _ وجَمْعهُ خَطَاطِيف.
(7/110)
أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: الْخُطَّافُ
هُوَ الَّذِي تجْرِي فِيهِ الْبَكَرَةُ _ إِذا كَانَ منْ حَدِيدٍ. .
فإنْ كَانَ من خَشَبٍ فَهُوَ الْقَعْوُ.
وَيُقَال لِسِمَةٍ يُوسَمُ بهَا البعيرُ. . كَأَنَّهَا خُطَّافُ
البكرةِ: خُطَّافٌ _ أَيْضا _ وبعيرٌ مَخْطوفٌ _ إِذا كَانَ بِهِ هَذِه
السِّمَة.
وَإِنَّمَا قيل لخُطَّافِ البكَرَةِ: ((خُطَّافٌ)) لحِجْنَةٍ فِيهِ.
وكل حدِيدَةٍ ذاتِ حُجْنَةٍ فَهِيَ خُطَّافٌ.
وَمِنْه قَول النَّابِغَة الذُّبيانيِّ:
(خَطَاطِيفُ حُجْنٌ فِي حبَالٍ مَتِينةٍ ... تُمَدُّ بِهَا أَيْدٍ
إليْكَ نَوازعُ)
وَفِي حَدِيث أَنَسٍ: ((أَنه كانَ عندَ أُمِّ سُلَيْمٍ شَعِيرٌ
فجشَّتْهُ وجعلَتْ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَطِيفَةً
فأرْسَلتْنِي أَدْعُوهُ)) .
قلتُ: والخطيفة _ عِنْد العَرَبِ _ أَن تُؤْخَذَ لُبَيْنَةٌ
فتُسَخَّنَ، ثمَّ يُذَرَّ عَلَيْهَا دَقِيقَةٌ ثمَّ تُطْبَخَ فيلعَقُها
الناسُ ويخْتَطِفونها فِي سُرْعَةٍ.
وخَطَافِ، وكَسَابِ: من أَسمَاء كِلابِ الْقَنَصِ.
وَفِي حديثٍ آخرَ: ((أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن
الخَطْفَةِ)) وَهِي مَا اخْتَطَفَ الذِّئْبُ من أَعْضَاء الشَّاة وَهِي
حيَّة من يدٍ أَو رجْلٍ. . أَو يَخْتَطِفُهُ الكلْبُ الضَّارِي من
أَعْضَاء الْحَيَوَان الَّتِي تصادُ _ من لَحْمٍ أَو غَيره _ والصِّيدُ
حيٌّ، وكلُّ مَا أُبين من الْحَيَوَان _ وَهُوَ حيٌّ _ من شَحْمٍ
ولَحَمٍ: فَهُوَ مَيْتٌ لَا يحِلُّ أَكلُهُ.
وَمن الطير طائرٌ يُقال لَهُ: ((خَاطفُ ظلِّهِ)) . .
قَالَه الأصمعيُّ، وَأنْشد:
(وَرَيْطَةِ فتْيَانٍ كخَاطِفِ ظِلِّهِ ... جَعَلْتُ لهُمْ مِنْهَا
خِبَاءً مُمَدَّدا)
يُقَال: إنَّه يَرَى ظِلَّه وَهُوَ يطيرُ، فيحسِبُه صَيْداً
فَيَنْقَضُّ عَلَيْهِ.
وَيُقَال: أَخْطَفَ لي فلانٌ من حَديثهِ شَيْئا ثمَّ سَكتَ، وَهُوَ
الرجل يَأْخُذ فِي الحَدِيث ثمَّ يَبدو لَهُ فيقطعُ حَديثَه. . وَهُوَ
الإِخطَافُ.
وَيُقَال لِلِّصِّ الَّذِي يَدْغَرُ نَفْسَه _ على الشَّيْء _
فَيَخْتَلِسُهُ: خَطَّافُ.
ابْن شُمَيْلٍ _ عَن أبي الْخَطَّابِ _: خَطِفَتِ السفنيةُ وخَطَفَتْ _
أَي: سَارتْ.
يُقَال: خَطِفَتِ الْيَوْم من عُمَانَ _ أيْ: سَارَتْ.
طخف: أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي _ الطَّخَافُ: السَّحَابُ
الْمُرْتَفع، وطِخْفَةُ: موضعٌ.
والطَّخْفُ: اللَّبَنُ الحامِضُ.
قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
(مَا لَمْ تُعَالِجْ دَمْحَقاً بَائتاً ... شُجَّ بِالطَّخْفِ لِلَدْمِ
الدَّعَاع)
اللَّدْمُ: اللعْقُ، والدَّعاعُ: عِيالُ الرَّجل.
وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: الطَّخِيفَةُ واللَّخِيفَةُ: الْخَزِيرةُ _
رَوَاهُ أَبُو تُرَاب.
خَ ط ب
خطب، خبط، طبخ، بطخ: مستعملة:
خطب: قَالَ اللَّيْث: الْخَطْبُ سببُ الأمْرِ.
تقولُ: مَا خَطْبُكَ؟ أَي: مَا أَمْرُكَ؟
وتقولُ: هَذَا خَطْبٌ جَلِيلٌ وخَطْبٌ يسيرٌ. .
وَجمعه خُطُوب.
(7/111)
والخُطْبَةُ مَصْدَرُ الْخَطِيب.
وَهُوَ يخْطُب المرأةَ، ويَختَطِبُها. . خِطْبَةً وخِطِّيبَى.
وَقَالَ الْفراء _ فِي قَول الله جلّ وعزّ: {من خطْبَة النِّسَاء}
[البَقَرَةَ: 235] : الخِطْبَةُ مَصْدَرٌ بِمَنْزِلَة الخَطْب _ وَهُوَ
بمنزلةِ قَوْلك: إنّهُ لَحَسَنُ القِعْدَةِ والْجِلْسة.
قَالَ: والخُطْبَةُ مِثل الرِّسالة الَّتِي لَهَا أوَّلٌ وَآخر.
قَالَ: وسمعتُ بعض الْعَرَب يَقُول: اللَّهُمَّ ارْفَعْ عنَّا هَذِه
الضُّغْطَةَ. . كَأَنَّهُ ذهب إِلَى أَنَّ لَهَا مُدَّةً وَغَايَة،
أَولا وآخراً، ولَوْ أَرَادَ مَرَّةً لقَالَ: ضَغْطةً _ وَلَو أَرَادَ
الفِعْلَ لقَالَ: الضِّغْطَةَ، مِثَلُ المِشْيَة.
قَالَ: وسمعْتُ آخَرَ يَقُول: اللَّهُمَّ غَلَبَنِي فلانٌ على قُطْعةٍ
من أَرْض _ يريدُ أَرضًا مَفروزَةً.
قلت: وَالَّذِي قَالَ اللَّيْث. . أَنَّ الخُطْبَةَ مَصْدَرُ الخطِيب:
لَا يَجوز إلاَّ على وَجْهٍ واحدٍ، وَهُوَ أنَّ الْخُطْبَةَ: اسمٌ
للْكَلَام الَّذِي يَتكلم بِهِ الْخَطِيب، فيوضعُ موضعَ المصدَرِ.
وَالْعرب تَقول: فلَان خِطْبُ فلانةٍ _ إِذا كَانَ يَخْطُبُها.
وكَانت امراةٌ من الْعَرَب _ يُقَال لَهَا: أُمُّ خَارِجَةَ _ يُضْرَبُ
بهَا المثَل. . فَيُقَال: ((أسرَعُ منْ نِكَاحِ أُمِّ خَارِجَةَ))
وكَان الخَاطبُ يقوم على بابِ خبائها فَيَقُول: خِطْبٌ فَتَقول:
نِكْحٌ!
وَقَالَ اللَّيْث: الخِطِّيبَى: اسْم امْرَأَة _ وَأنْشد قولَ عَدِيِّ
بن زَيْدٍ:
(لِخِطِّيبَى الَّتِي غَدَرَتْ وخَانَتْ ... وهُنَّ ذَوَاتُ غَائِلَةٍ
لُحِينا)
قلتُ: وَهَذَا خطأٌ مَحْضٌ، وَ ((خِطِّيبَى)) فِي البيتِ مصدَرٌ
كَالْخِطْبة.
هَكَذَا قَالَ أَبُو عبيد.
والْمَعْنَى: لِخِطْبَةِ زَبَّاءَ، وَهِي امرأةٌ كَانت مَلِكَةً خطبهَا
جَذِيمةُ الأبْرَشُ، فغرّرَتْ بِهِ وأجابتْه، فلمَّا دخل بلادها
قَتَلَتْهُ.
أَبُو عبيد _ عَن أبي زيد _: اخْتَطَبَ القومُ فلَانا _ إِذا دَعَوْهُ
إِلَى تزوُّج صاحبتهم.
وَقَالَ أَبُو زيد _ فِي ((النوادِرِ)) : إِذا دَعَا أهل الْمَرْأَة
الرَّجلَ إِلَيْهَا ليخطبَها فقد اختَطَبوا اخْتِطَاباً.
قَالَ: وَإِذا أَرَادوا تَنْفِيقَ أَيِّمِهم كذَبوا على رَجلٍ
فَقَالُوا: قد خطبهَا فَرَدَدْنَاهُ فَإِذا رَدَّ عَنهُ قومُه قَالُوا:
كذَبتُمْ، لقد اخْتَطَبْتُمُوه، فَمَا خَطَبَ إِلَيْكُم.
وَقَالَ اللَّيْث: الخِطَابُ: مُراجعةُ الْكَلَام، وجمعُ الخطيبِ
خُطَبَاءُ، وَجمع الْخَاطِبِ خُطَّابُ.
وَقَالَ بعض الْمُفَسّرين فِي قَول الله جلّ وعزّ: {وَفصل الْخطاب} [ص:
20] : هُوَ أَن يَحْكُمَ بالْبَيِّنة، أَو الْيَمين.
وَقيل: مَعْنَاهُ أَن يفصِلَ بَين الحقِّ وَالْبَاطِل، ويميِّزَ بَين
الحُكْمِ وضِدِّه.
وَقيل: ((فَصْلُ الخِطَابِ)) : ((أما بعدُ)) ودَاوُدُ _ عَلَيْهِ
السَّلَام _ أولُ من قَالَ: ((أَمَّا بَعْدُ)) .
وَقيل: ((فَصْلُ الخِطَابِ)) : الفِقهُ فِي الْقَضَاء.
(7/112)
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: معنى ((أَمّا
بَعْدُ)) أما بَعدَ مَا مضى منَ الْكَلَام فَهُوَ كَذَا وَكَذَا.
ابْن السّكيت (عَن أبي زيد _: أَخْطَبكَ الصَّيْدُ فَارْمِه _ أَي:
أمكنَكَ، فَهُوَ مُخْطِبٌ.
أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي: إِذا صارَ لِلْحَنْظَلِ خُطُوطٌ فَهُوَ
الخُطْبَانُ _ وَقد أَخْطَبَ الْحَنْظَلُ.
عَمْرو _ عَن أَبِيه _ قَالَ: الأخْطَبُ: الأخضَرُ يخَالِطُهُ سوَادٌ.
قَالَ: وَقيل لِلصُّرَدِ: ((أَخْطَبُ)) لأنَّ فِيهِ سَوَاداً وبَياضاً.
وَيُقَال لِلْيَدِ عِنْد نُضُوِّ سَوَادِها من الحِنَّاءِ: خَطْبَاءُ.
وَيُقَال ذَلِك فِي الشَّعَر أَيْضا.
وَقَالَ اللَّيْث: الأخْطَبُ: لوْنٌ يَضْرِبُ إِلَى كُدْرَةٍ
أُشْرِبَتْ حُمْرَةً فِي صُفْرَةٍ، كلوْنِ الْحَنْظَلةِ الخَطْبَاء قبل
أَن تَيبَسَ، وكلَوْن بعض حُمُر الوَحْش.
أَبُو عبيدٍ: من حُمُرِ الوَحْش: الخَطْبَاءُ وَهِي الأتَانُ الَّتِي
لَهَا خطٌّ أسود على مَتْنها والذكَرُ أَخْطَبُ.
خبط: اللَّيْث: بفُلان خَبْطَةٌ من مَسٍّ.
قَالَ: وَيُقَال للرَّجل الَّذِي فِيهِ رُعُونَةٌ فِي لُبْسِه وَعَمله:
يَا خُبَاطَةُ.
ورُوي عَن مَكْحُولٍ: أَنه مرَّ برجُلٍ نَائِم بعد العَصْر فدَفَعَه
بِرجلِهِ وَقَالَ: لقد عُوفِيتَ، لقد دُفِعَ عَنْك، إِنَّهَا ساعةُ
مَخْرَجِهم، وفِيهَا يَنْتَشِرُونَ، وَفِيهَا تَكُون الْخَبْتَةُ.
قَالَ شَمِرٌ: كَانَ مَكْحولٌ فِي لِسَانه لُكنَة، وَإِنَّمَا أَرَادَ
الخَبْطَة.
يُقَال: تَخَبّطَهُ الشَّيْطَان _ إِذا مَسَّه بخَبْل أَو جُنون.
وأصلُ الخَبْطِ ضربُ الْبَعِير الشَّيْء بخُفِّ يدِه، كَمَا قَالَ
طَرَفَةُ:
(تَخْبِطُ الأرْضَ بصُمٍّ وُقُحٍ ... وَصِلاَبٍ كالمَلاَطِيسٍ سُمُرْ)
أَرَادَ أَنَّهَا تضرِبها بأخفافها إِذا سارَتْ.
وخَبَطْتُ الشّجَرَةَ بالعصا: ضَرَبتُها بهَا والمِخْبَطَة: الْعَصَا.
قَالَ كُثَيِّر:
(إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا حَالَ دُونَهَا ... بمِخْبَطةٍ يَا
حُسْنَ مَنْ أَنْتَ ضَارِبُ)
يَعْنِي زوجَها. . أَنه يخبطُها.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الخَبطةُ: الزّكامُ وقدْ خُبِط الرجل فَهُوَ
مَخْبُوطٌ.
وَقَالَ اللَّيْث: الخَبْطَة _ كالزَّكْمَةِ _ تصيبُ فِي قُبل
الشِّتاءِ، يُقَال: خُبِطَ فلَان فَهُوَ مَخْبُوط.
وَقَالَ أَبُو زيد: خَبَطْتُ الرجلَ. . أَخْبِطُهُ خَبْطاً _ إِذا
وصَلتُه.
وَقَالَ أَبُو مَالك: الاختِبَاطُ طَلبُ الْمَعْرُوف والكسْب.
تَقول: اختَبَطْتُ فلَانا، واختَبَطْتُ معروفه فَخَبَطَني بِخَير
وَأنْشد:
(وَفِي كلِّ حَيٍّ قدْ خَبَطتَ بنَعْمَةٍ ... فحُقَّ لِشَأْسٍ مِنْ
ندَاكَ ذَنُوبُ)
وَقَالَ غَيره: المختبطُ: الَّذِي يَسْأَلك بِلَا وَسِيلَة، وَلَا
معرفَة.
وَقَالَ لَبِيدٌ:
(7/113)
(لِيَبْكِ عَلَى النُّعْمَانِ شَرْبٌ
وقَيْنَةٌ ... ومُختَبِطَاتٌ كالسَّعَالِي أَرَامِلُ)
وَيُقَال: خَبَطَهُ _ أَيْضا _ إِذا سَأَله.
وَمِنْه قَول زهيرٍ:
(يَوْماً وَلاَ خَابِطاً مِنْ مَالِهِ وَرَقَا ... )
وَقَالَ الليثُ: الْخَبْطُ خَبْطُ وَرَقِ الْعضَاهِ من الطَّلْحِ
ونحوهِ، يُخْبَطُ _ أَي: يُضرَبُ بالعصا فيتناثرُ، ثمَّ يُعلَفُ
الإبلَ.
يُقَال: خَبَطْتُ لَهُ خَبِيطاً.
قَالَ: والْخَبْطُ الْهشُّ. . والْخَبَطُ اسمٌ مثلُ النَّفَض، وَهُوَ
مَا خبطَتْهُ الدَّوَابُّ _ أَي: كَسَرَتْهُ.
والْخَبْطُ: شدَّةُ الْوَطْءِ بأَيدِي الدَّواب.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الَّذِي يتخبطه الشَّيْطَان من الْمس}
[البَقَرَة: 275] .
أَي: يتوطَّؤُهُ فيصْرَعُه، والْمَسُّ: الجنُونُ.
وَقَالَ زُهيْرٌ:
(رَأَيْتُ الْمَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ ... تُمِتْهُ
وَمَنْ تخْطِىءْ يُعَمَّرْ فيَهْرَمِ)
يَقُول: رَأَيْتهَا تَخْبِطُ الْخَلْقَ خَبْطَ العشْوَاء من الْإِبِل،
وَهِي الَّتِي لَا تُبصِرُ، فَهِيَ تَخْبِطُ الكُلَّ، لَا تُبْقي على
أحدٍ، فمِمَّنْ خَبَطَتْهُ المنَايا: مَنْ تُميتُه، وَمِنْهُم مَنْ
تُعِلُّهُ فَيبْرَأُ، والهرَمُ غايتُهُ، ثمَّ الموتُ.
أَبُو عبيد: الْخُبْطَةُ: الجُرْعَة من المَاء تَبْقَى فِي قِرْبَةٍ،
أَو مَزادَةٍ أَو حَوْض، وَلَا فِعْلَ لَهَا.
ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ _: هِيَ الْخِبْطَةُ والخَبْطَةُ
والْخُبْطَةُ. . والْحِقْلَةُ، والْحَقْلَةُ،
والْحُقْلَةُ _ والْفَرْشَةُ، والفراشةُ _ والسَّحْبَةُ والسَّحْبَانُ.
وَقَالَ أَبُو الرَّبيع الكِلابيُّ: كَانَ ذَلِك بعدَ خِبْطَةٍ من
اللَّيْل وخِدْفَةٍ، وخِدْمَة _ أَي: قِطْعَةٍ.
وَقَالَ اللَّيْث: الْخَبِيطُ حوضٌ قد خَبَطَتْهُ الْإِبِل حتَّى
هَدَمَتْهُ، سمي خَبِيطاً، لأنَّه خُبِطَ طينُه بالأرْجُل عِنْد
بنائِه.
وَقَالَ الشَّاعِر:
(وَنُؤْيٌ كَأَعْضَادِ الْخَبِيطِ الْمُهَدَّمِ ... )
قَالَ: والْخَبيطُ لبنٌ رائبٌ، أَو مَخِيضٌ يُصَبُّ عَلَيْهِ حليبٌ من
لبنٍ ثمَّ يُضرَبُ حَتَّى يَخْتَلِطَ، وَأنْشد:
(أَوْ قُبْضَةٍ مِنْ حَازِرٍ خَبِيطِ ... )
قَالَ: والْخِبَاطُ سِمَةٌ _ فِي الفَخِذِ _ طويلةٌ عَرْضاً، وَهِي
لبني سعدٍ.
أَبُو مَالك: الْخِبْطةُ: القطعةُ من كلِّ شَيْء، و ((الحوْضُ))
الصَّغِير يُقَال لَهُ: خَبِيطٌ وَأنْشد:
(إِنْ تَسْلَمِ الدَّفْوَاءُ والضُّرُوطُ ... يُصْبحْ لَهَا فِي
حَوْضِهَا خَبِيط)
والْخَبِيط والْخَبُوطُ _ من الْخَيل _: الَّذِي يَخْبِطُ بيدَيْهِ.
وَقَالَ شجاعٌ: يُقَال: تَخبَّطَنِي برجْلِه وتَخبَّرَني. .
وخَبَطَنِي، وخبزنِي، والْخَبْطَةُ ضربةُ الفحلِ النَّاقةَ.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصف جَمَلاً:
(خَرُوجٌ من الْخَرْقِ الْبَعيدِ نِيَاطُهُ ... وَفِي الشَّوْلِ
يَرْضَى خَبْطَةَ الطَّرْقِ نَاجِلُهْ)
(7/114)
طبخ: قَالَ اللَّيْث: الطِّبِيخُ
كالقَدِير، إلاَّ أَنَّ الْقَدِيرَ فِيهِ توابلُ، والطَّبِيخُ دون
ذلكَ.
والطَّبْخُ: إنضاجُ اللَّحْم والمرَق.
والطُّبَاخةُ: مَا تأخذُ ممَّا تحتاجُ إِلَيْهِ ممَّا يُطْبَخُ: نَحْو
الْبَقَّمِ تأخذُ طُبَاخَتَهُ للصِّبْغ وتطرَحُ سائره.
والْمطْبَخُ بيتُ الطّبَّاخِ.
وَأما قَول الْعَجَّاجِ:
(تالله لَوْلاَ أَنْ تحُشَّ الطُّبّخُ ... بيَ الْجَحيم حينَ لَا
مُسْتَصْرِخُ)
فإِنَّه عَنَى بالطُّبَّخِ: الملائِكةَ الموكّلينَ بعذابِ الكُفَّارِ.
وطَبَائخُ الحرِّ: سمائِمُه فِي الْهَوَاجر. . الْوَاحِدَة طَبِيخةٌ.
وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:
(طَبَائخُ شمْسٍ حَرُّهُنَّ سَفُوعُ ... )
والطَّبِيخُ ضربٌ من الْأَشْرِبَة.
والطِّبِّيخ _ بلغَة أهل الْحجاز _: هُوَ الْبِطِّيخُ.
ثَعْلَب _ عَن ابْن الأعرابيِّ _ يُقَال للصبيِّ _ إِذا وُلِدَ _:
رَضيعٌ، وطفلٌ، ثمَّ فَطِيمٌ ثمَّ دَارِجٌ، ثمَّ جَفْرٌ، ثمَّ يافعٌ،
ثمَّ شَدَخٌ ثمَّ مُطَبِّخٌ، ثمَّ كَوْكَبٌ.
أَبُو عبيد - عَن أبي زيد -: يقالُ لفَرْخ الضّبِّ - حِين يَخْرُجُ من
بيضه -: حِسْلٌ ثمَّ غَيْدَاقٌ، ثمَّ مَطَبَّخٌ، ثمَّ يكون ضَبّاً
مُدْرِكاً.
ونحوَ ذَلِك قَالَ اللَّيْث فِي الغُلام _ إِذا امْتَلَأَ شبَاباً.
قَالَ: وَيُقَال: جاريةٌ طُبَاخيَّة: شابَّةٌ مُكْتَنِزَةٌ، وَأنْشد:
(عَبْهَرةُ الْخَلْقِ طُبَاخِيَّةٌ ... تَزِينُهُ بِالْخُلُقِ
الطَّاهِرِ)
وَيُقَال: لَيْسَ بِهِ طُبَاخٌ _ أَي: لَيْسَ بِهِ قوَةٌ.
وَقَالَ غيرُه: امرأةٌ طُبَاخِيَّةٌ: عَاقِلَةٌ مَلِيحةٌ.
وَفِي كَلَامه طُبَاخ _ إِذا كَانَ مُحْكماً.
وطَابِخَةُ بن إِلْياسَ بنِ مُضرَ طَبخَ قِدْراً فسمِّي: طَابخةَ.
وتميمُ بن مرِّ، ومُزَينةُ، وضَبَّةُ: بَنو أُدِّ بْنِ طَابخَة، من
خِنْدِفَ.
ابْن السكِّيت: يُقَال: قد انطَبَخَ اللحْمُ وَقد اطَّبَخَ القومُ،
وَقد يكونُ الاطِّبَاخُ اشتِوَاءً أَوِ اقْتداراً.
وَيُقَال: أتَقْتَدِرُون، أم تَشْتَوُون؟ وَيُقَال: خُبزَةٌ جيدةُ
الطَّبْخ، وآجرَّةٌ جيِّدةُ الطَّبْخ، وَهَذَا مُطَّبَخُ الْقَوْم
ومُشْتَوَاهم.
وَيُقَال: اطَّبِخُوا لنا قُرْصاً.
بطخ: الْبِطِّيخُ، والطِّبِّيخُ: لُغتان.
وَقَالَ بعض اللُّغويين: المَطْخُ والْبَطخ: اللَّعْقُ.
خَ ط م
خطم، خمط، طخم، مخط، مطخ: مستعملة.
طخم: قَالَ اللَّيْث: الطُّخْمَةُ: اسمُ سَواد فِي مقدَّم الأنفِ، أَو
مُقدَّمُ الأنفِ، أَو مقدَّمُ الخَطْم.
يُقَال: كبشٌ أَطْخَمُ: رَأْسُهُ أسودُ وسائرهُ كَدِرٌ.
(7/115)
والأَطخَمُ: مقدَّمُ الخُرْطُوم فِي
الدَّابة والإنسانِ، وَأنْشد:
(وَمَا أَنْتُمو إلاَّ ظَرَابيُّ قِصَّةٍ ... تَفَاسَى وتَسْتَنْشِي
بآنِفِهَا الطُّخْمِ)
قَالَ: يَعْنِي لَطْخاً مِنْ قَذَرٍ.
ابْن السكِّيت _ يقالُ: أَخضَرُ أطخَمُ أَدغَمُ _ وَهُوَ الدَّيْزَجُ.
خطم: رَوَى عبدُ الرَّحْمَن بنُ الْقَاسِم _ عَن أَبِيه _ قَالَ:
أَوْصى أَبُو بَكْرٍ أنْ يكَفَّن فِي ثَوْبَيْنِ كَانَا عَلَيْهِ،
وَأَن يُجعَلَ مَعَهُمَا ثوبٌ آخرُ فَأَرَادَتْ عائشةُ أَن تَبْتاع
لَهُ أثواباً جُدُداً فَقَالَ عمر: لَا يُكَفّنُ إِلَّا فِيمَا أَوْصَى
بِهِ فَقَالَت عائشةُ: يَا عمَرُ، وَالله مَا وَضَعْتَ الْخُطُمَ على
آنُفِنَا.
فَبكى عمرُ وَقَالَ: كفِّنِي أباكِ فِيمَا شِئتِ.
قَالَ شمر: معنى قَوْلهَا: ((مَا وَضَعْتَ الخُطُمَ على آنِفُنَا))
أَي: مَا ملكتَنَا بَعدُ فتنهانا أَن نَصْنَعَ مَا نريدُ فِي أملاكنا.
وَيُقَال للبعير _ إِذا غَلَبَ أَن يُخْطَمَ: مَنَعَ خِطَامَهُ.
وَقَالَ الأعْشَى:
(أَرَادُوا نَحْتَ أَثْلتِنَا ... وَكُنَّا نَمْنَعُ الْخُطُمَا)
وخَطَمَهُ بالكلامِ _ إِذا قَهَرَهُ ومَنَعهُ حَتَّى لَا يَنْبِسَ
وَلَا يُحيرَ.
وَقَالَ اللَّيْث: الخَطْمُ من البازِي وَمن كلِّ شيءٍ: مِنْقَارُهُ. .
وَمن كلِّ دَابَّةٍ _ خَطْمُه: مُقَدَّمُ أَنْفِهِ وفَمِهِ، نَحْو
الكلْبِ وَالْبَعِير.
قَالَ: والأخْطَمُ: الأسْوَدُ.
أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: هُوَ من السِّبَاع:
الخَطْمُ والْخُرْطُومُ. . وَمن الْخِنْزِيرِ: الفِنْطِيسَةُ. . وَمن
ذِي الْجنَاح غيرِ الصائِدِ: المِنْقارُ _ وَمن الصَّائِد: المِنْسَرُ.
أَبُو عبيد _ عَن أبي عَمْرو الشَّيباني _: الأُنُوفُ: يُقَال لَهَا:
الْمَخَاطِمُ _ واحدُها مَخْطِمُ.
وَقَالَ غيرُه: الْخِطَامُ حَبْلٌ يُجعَلُ فِي طَرَفَهِ حَلَقَةٌ، ثمَّ
يُقلَّدُ البعيرَ، ثمَّ يُثْنَى على مَخْطِمِهِ _ وَقد خَطَمْتُ
البَعِيرَ. . أخطِمُهُ خَطْماً، وجَمْعهُ الخُطُمُ _ يُفْتَلُ من
اللِّيفِ والشعْر والكتَّانِ وَغَيره.
وَقَالَ اللَّيْث: الْخِطْمِيُّ نَباتٌ يُتَّخذُ مِنْهُ غِسْلٌ.
وَفِي الحَدِيث ((إنَّ دَابَّةَ الأَرْضِ مَعَها عَصَا مُوسَى
فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِن، وتَخْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ)) .
مَعْنَاهُ: أَنَّهَا تؤثِّرُ فِي أَنفه سِمَةً يُعْرَفُ بهَا.
ونَحْو ذَلِك قيل _ فِي قَوْله جلَّ وعزَّ: {سنسمه على الخرطوم}
[القَلَم: 16] .
وَقَالَ النضْرُ: الخِطَامُ سِمَةٌ فِي عُرْضِ الْوَجْه إِلَى الخدِّ
كهيئةِ الخَطِّ، ورُبَّمَا وُسِمَ بِخِطَامٍ، وربَّما وُسِمَ
بِخطامَيْنِ.
يُقَال: جَمَلٌ مَخطومُ خِطامٍ، ومَخْطومُ خِطامَيْنِ _ على الإضافةِ.
وبهِ خِطَامٌ وخِطَامَانِ.
وقَوْلُ ذِي الرُّمَّة:
(وَإِنْ حَبا مِنْ أَنْفِ رَمْلٍ مَنْخِرٌ ... خَطَمْنَهُ خَطْماً
وَهُنَّ عُسَّرُ)
(7/116)
وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: يُرِيد بقوله:
((خَطَمْنَهُ)) : مَرَرْنَ على أَنْفِ ذَلِك الرَّمْلِ فقَطَعْنَه.
وخَطْمُ اللَّيلِ: أَوَّلُ إقْبَاله، كَمَا يُقَال: أنْفُ اللَّيْل.
وَقَالَ الرَّاعي:
(أَتَتْنَا خُزَامى ذَاتُ نَشْرٍ وحَنْوَةٌ ... وَرَاحٌ وَخَطَّامٌ
مِنَ الْمِسْكِ يَنْفَحُ)
قَالَ الْأَصْمَعِي: مِسكٌ خَطامٌ _ يَفْعَم الخياشيمَ.
وروى ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم حَدِيثا رَوَاهُ مُرْسلا: ((أَنَّهُ وعَدَ رَجُلاً أَنْ يَخرُجَ
إِلَيْهِ فأَبْطَأَ عَليهِ؛ فَلَمَّا خرج قَالَ: شَغَلَني عنكَ
خَطْمٌ)) _ أَي: خَطْبٌ جليل.
أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ: إِذا صَار فِي البُسْرِ خُطوط وطرائقُ،
فَهُوَ المُخَطَّمُ، وبَنو خُطَامةَ: حَيٌّ من الأزْدِ.
ورَوَى شُعْبَةُ _ عَن فُرَاتٍ القَزَّازِ، عَن أبي الطُّفَيْل، عَن
حُذَيْفَةَ _: قَالَ: تَخْرُجُ الدَّابةُ فَيَقُولُونَ: قَدْ
رَأَيْنَاها ثمَّ تَتَوَارَى حَتَّى يُعاقَبَ ناسٌ فِي ذَلِك، ثمَّ
تَخْرُجُ الثانيةَ فِي أعظم مَسْجِد من مَسَاجِدكُمْ فتأْتِي المؤمِنَ
فتسلِّمُ عَلَيْهِ، وتأتِي الكافرَ فَتَخْطِمُهُ وتُعَرِّفُه ذنوبَه.
قَالَ شمِرٌ: الخَطْمُ: الأثَرُ على الْأنف _ كَمَا يُخْطَمُ الْبَعيرُ
بالكَيِّ.
يُقَال: خَطَمْتُ الْبَعِير _ إِذا وَسَمْتهُ بخطٍّ من الأنفِ إِلَى
أَحَد خدَّيْهِ _ وبعيرٌ مَخْطُوم.
قَالَ: وخطَمهُ بالخِطَام _ إِذا عُلِّقَ فِي حَلْقِهِ ثمَّ ثُنِيَ على
أَنفِه، ولاَ يُثْقَبُ لَهُ الأنفُ.
مطخ: ابْن السِّكِّيت، عَن ابْن الْأَعرَابِي: مَطَخَ عِرْضَه يمطخه _
إِذا دَنَّسَه.
وَقَالَ أَبُو زيد: المَطْخُ اللَّعْقُ.
قَالَ: وَمن أَمثال الْعَرَب: ((أَحْمَقُ مِمَّنْ يَمْطَخُ الْمَاءَ))
.
يَقُول: لَا يَشربُه، وَلَكِن يَلْعَقُه مِن حُمْقه.
والمَطْخُ: مَتْحُ الماءِ بالدَّلْو من الْبِئْر _ وَقد مَطَخْتُ
الماءَ مَطْخاً. . وَأنْشد:
(أَمَا وَرَبِّ الرَّاقصَاتِ الزُّمّخِ ... يَزُرْنَ بَيْتَ الله عندَ
المَصْرَخِ)
(لَنَمْطَخَنَّ بالرِّشَاءِ المِمْطَخِ ... )
والمطَّاخُ: الفاحِش البَذِيءُ.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للرَّجل الْكذَّاب: مِطْخْ مِطْخ _ أَي:
باطلٌ قولُك.
وَقَالَ أَبُو سعيد: المَطْخُ واللَّطْخُ: مَا يَبْقَى فِي الْحَوْض من
المَاء والدَّعَامِيصِ _ لَا يُقْدَرُ عَلَى شُرْبه.
وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
(وَأَحْمَقُ مِمَّنْ يَمْطَخُ المَاء قَالَ لِي ... دَعِ الْخَمْرَ
وَاشْرَبْ مِنْ نُقَاخٍ مُبَرَّدِ)
ويُرْوَى: ((يَبْطَخُ)) .
ويُرْوَى: ((مِمَّنْ يَلْعَقُ المَاء)) .
وكلُّه وَاحِد.
خمط: قَالَ الله جلّ وعزّ فِي قصَّة أهل سَبَأ _: {وبدلناهم بجنتيهم
جنتين ذواتي أكل خمط وأثل} [سبأ: 16] .
قَالَ اللَّيْث: ((الخَمْطُ)) : ضَرْبٌ من الأَرَاكِ. . لَهُ حَمْلٌ
يُؤْكَلُ.
(7/117)
وَقَالَ الزَّجّاح: يُقَال لكلِّ نَبْتٍ قد
أَخذ طعماً من مَرَارَةٍ، حَتَّى لَا يمكنَ أكلُه: خَمْطٌ.
وَقَالَ الفرّاء: الْخَمْطُ _ فِي التَّفْسِير _ ثَمَرُ الأَرَاكِ،
وَهُوَ الْبَرِيرُ.
أَبُو عبيد _ عَن الأصمعيِّ _: إِذا ذهب عَن اللَّبَنِ حلاوَةُ
الْحَلْب، وَلم يتَغَيَّر طَعْمُهُ: فَهُوَ سَامِطٌ، فإِنْ أَخذ شَيْئا
من الرِّيح فَهُوَ خامِطٌ والخَمِيطُ المشويُّ _ والسَّمِيط المنْزوع
مِنْهُ شعرُهُ.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: خَمَطْتُ اللحمَ أَخْمِطُه خَمْطاً _ إِذا
شويتَهُ.
وَقَالَ اللَّيْث: الخَمْطُ: أَن تَشْوِيَ حَمَلاً أَو غيرَه
مسْلُوخاً، فإِذا نُزِع شعْرُه فَهُوَ السّمِيطُ.
قَالَ: والْخَمطةُ ريحُ نَوْرِ الكَرْم، وَمَا أَشْبَهَهُ. . مِمَّا
لَهُ ريحٌ طيِّبَةٌ، وَلَيْسَ بالشديد الذكاءِ طِيباً.
ولبنٌ خَمْطٌ. . وَهُوَ الَّذِي يُحقَنُ فِي سِقَاءٍ ثمَّ يوضعُ على
حشيشٍ حَتَّى _ يأخذَ من رِيحه فيكونَ خَمْطاً طيِّبَ الرّيح، طيِّب
الطّعْم.
ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: الْخَمْط ثَمَرُ شجرٍ يُقَال لَهُ:
فَسْوَةُ الضبُع، على صورةِ الْخَشخَاشِ. . يَتَفَرَّكُ وَلَا يُنتفَع
بِهِ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: التمخُّط: القهرُ، وَالْأَخْذ بغلَبة. .
وَأنْشد:
(إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرَا حَدُّ نَابِهِ ... تَخَمَّطَ فِينا نَابُ
آخَرَ مُقْرِم)
وَقَالَ اللَّيْث: رجل مَتَخَمِّطٌ: شديدُ الْغَضَب، لَهُ ثورةٌ
وجلَبةٌ. . وَأنْشد:
(إِذا تَخَمّطَ جَبَّارٌ ثَنَوْهُ إلَى ... مَا يَشْتَهُونَ وَلاَ
يُثْنَوْن إِنْ خَمَطُوا)
قَالَ: وَيُقَال للبحر _ إِذا الْتَطمَتْ أَمْواجُه _: إِنَّه لَخَمِط
الأمواج وَأنْشد:
(خَمَطَ التَّيَّارِ يَرْمِي بالْقَلَعْ ... )
مخط: أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: المَخْطُ: شَبَهُ
الْوَلَد بأَبيه.
تَقول الْعَرَب: كَأَنَّما مَخَطَهُ مَخْطَاً.
قَالَ: والمخطُ: استِلاَلُ السَّيْفِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الْمُخَاطُ من الأَنْفِ: كاللُّعاب من الْفَم، وَقد
مَخَطَ الصبِيُّ مَخْطاً، وامْتَخَطَ امْتَخَاطاً.
قَالَ: وَرجل مَخِطٌ: سيِّدٌ كَريمٌ.
وَقَالَ رُؤْبَةُ:
(وَإِنَّ أَدْوَاءَ الرِّجَالِ الْمُخَّطِ ... مَكَانُهَا مِنْ شَامِتٍ
وَغُبَّطِ)
قلتُ: ورأيتُه فِي شعر رؤبة:
(وَإِنَّ أَدْوَاء الرِّجَالِ النُّخَّطِ ... )
بالنُّون _ وفسَّره ابْن الأعرابيِّ فَقَالَ: ((النُّخَّطُ)) :
اللاعبون بِالرِّمَاحِ شجاعةً كَأَنه أَرَادَ: الطَّعَّانينَ فِي
الرِّجَال، وَلَا أعرف ((الْمُخَّطَ)) _ عَلَى تَفْسِيره.
وَيُقَال: هَذِه النَّاقَةُ إِنَّمَا مَخَطَهَا بَنو فلَان _ أَي:
نُتِجَتْ عِنْدهم.
وأصلُ ذَلِك: أنَّ الْحُوار إِذا فَارق أُمَّه مَسَحَ النَّاتجُ عَنْهُ
غِرْسَهُ وَمَا عَلَى أَنفِهِ من السَّابِيَاءِ.
(7/118)
فَذَلِك المخط، ثمَّ قيل للناتج: مَاخِطٌ. وَقَالَ ذُو الرُّمة:
(وانْمِ الْقُتُودَ عَلَى عَيْرَانَةٍ حَرجٍ ... مَهْرِيَّةٍ
مَخَطَتْها غِرْسَهَا الْعِيدُ)
وَيُقَال للسَّهَامِ الَّذِي يَتَراءَى فِي عيْنِ الشَّمس للنَّاظِر
فِي الْهَوَاء عندالهاجِرَةِ _: مُخَاطُ الشَّيْطَان.
وَيُقَال لَهُ: لُعابُ الشَّمس. . ورِيقُ الشَّمس. كلُّ ذَلِك سُمِع من
الْعَرَب
وَيُقَال: رَمَاه بسَهْمٍ فَأَمْخَطَهُ من الرَّمِيِّةِ _ إِذا
أَنْفَذَهُ.
وامْتَخَطَ فلَان السيفَ من جَفْنِه _ إِذا استَلَّهُ.
وَيُقَال: مَخَطَ فِي الأَرْض مَخْطاً _ إِذا مَضَى فِيهَا سَرِيعا.
وَيُقَال: بَرْدٌ مَخْطٌ وَوَخْطٌ، وسيرٌ مَخْطٌ وَوَخْطٌ: شديدٌ
سَرِيع. |