تهذيب اللغة أَبْوَاب الْخَاء والذال
خَ ذ ث: مهمل الْوُجُوه.
خَ ذ ر
اسْتعْمل من وجوهه: ذخر، خذر.
(7/139)
ذخر: قَالَ اللَّيْث: تَقول: ذَخَرْتُ
الشَّيْء أَذْخَرُهُ ذُخْراً، وادَّخَرْتُه ادِّخَاراً.
وأَصْلُه: اذْتَخَرْتُهُ، فثقلتِ التاءُ الَّتِي للافْتِعَالِ مَعَ
الذَّال. . فقُلبَتْ دَالاً، وأُدْغِم فِيهَا الذَّالُ الأصليُّةُ،
فَصَارَت دَالاً مشَدَّدةً، وَمثله الادِّكارُ ... من الذّكر.
وَقَالَ الزَّجَّاج _ فِي قَوْله جلّ وعزّ: {وَمَا تدخرون فِي
بُيُوتكُمْ} [آل عمرَان: 49] : أَصله تَذْتَخِرُونَ، لِأَن الذَّال
حَرْفُ مَجْهُورٌ لَا يُمْكن النَّفَسَ أَن يجْرِي مَعَه، لشدَّة
اعْتِمَاده فِي مَكَانَهُ، والتَّاءُ مهموسَةٌ فأُبْدِلَ من مَخْرج
التَّاء حرفٌ مجهورٌ يشبِهُ الذَّال فِي جهرها _ وَهُوَ الدَّال،
فَصَارَ تَذْدَخِرُونَ، ثمَّ أُدْغِمتِ الذَّال فِي الدَّال فَصَارَ
((تَدَّخِرُونَ)) .
وأصل الْإِدْغَام أَن يُدْغَمَ الأولُ فِي الثَّانِي.
قَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول: ((تَذَّخِرُونَ)) بذال مشدَّدَةٍ:
وَهُوَ جَائِز وَالْأول أَكثر. وَقَالَ اللَّيْث: الإذْخِرُ: حشيشةٌ
طيِّبةُ الريِّح، أطْوَلُ من الثِّيلِ.
وَيُقَال: هُوَ نباتٌ كَهَيئَةِ الكَوْلاَنِ لَهُ أصل مُنْدَفِنٌ،
وَهِي شجرةٌ صغيرةٌ ذَفِرَةُ الرّيح.
قلت: وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَمَّا
قَالَ فِي مَكَّة: ((لَا يُخْتَلَى خَلاَها)) قَالَ الْعَبَّاس: ((إلاّ
الإذْخِرَ فَإِنَّهُ لموْتَانا)) فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: ((إلاَّ
الإذْخِرَ)) وَهُوَ نَبَات معروفٌ عِنْدهم.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَرَسٌ مُدَّخَرٌ وَهُوَ الْمُبَقَّى
لحُضْرِه.
قَالَ: وَمن المدَّخَرِ: الْمِسْوَاطُ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُعْطِي مَا
عِنْده من الْحُضْرِ إِلَّا بِالسَّوْطِ، وَالْأُنْثَى: مُدَّخَرَةٌ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المذَاخِرُ أسافِل الْبَطن.
يُقَال: فلَان مَلأَ مَذَاخِرَهُ _ إِذا مَلأ أَسَافِلَ بَطْنه.
وَيُقَال للدَّابَّة _ إِذا شَبِعَتْ _ قد مَلأتْ مَذَاخرَها.
وَقَالَ الرَّاعِي:
(حَتَّى إِذا قَتَلَتْ أَدْنَى الغَلِيلِ وَلَمْ ... تَمْلأ
مَذَاخِرَها لِلرِّيِّ وَالصَّدَرِ)
عمروٌ _ عَن أَبِيه _ قَالَ: الذَّاخِرُ: السَّمِينُ.
خذر: أَمّا ((خَذَرَ)) فقد أهمله اللَّيْث.
ورَوى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن عمرٍ وَعَن أَبِيه _ أَنه قَالَ:
الْخَاذِرُ: الْمُسْتَتِر من سُلْطَان أَو غَريم.
قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْخُذْرَةُ هِيَ الْخُذْرُوفُ
الَّتِي يلعبُ بهَا الصّبيان، وتصغيرها: خُذَيْرَةٌ.
خَ ذ ل
اسْتعْمل مِنْهُ: [خذل] .
خذل: قَالَ اللَّيْث: تَقول: خَذَلَ يَخْذَلَ خَذْلاً وخِذْلاَناً،
وَهُوَ تَرْككَ نُصْرَةَ أَخِيك.
وخِذْلاَنُ الله تَعَالَى للْعَبد: أَلا يعْصِمَه من السَّيِّئة فيقعُ
فِيهَا.
قَالَ: والخاذِلُ والخذُولُ _ من الظِّبَاء وَالْبَقر _: الَّتِي
تَخْذُلُ صَوَاحِبَاتِهَا فِي المرعى وتَنْفُر مَعَ وَلَدهَا _ وَقد
أَخْذَلَهَا وَلَدُها.
(7/140)
قلت: هَكَذَا رَأَيْتُه فِي النُّسْخَةِ:
((وتَنْفُرُ)) وَالصَّوَاب: ((وتَتَخَلفُ)) مَعَ وَلَدهَا.
وَقيل: ((تَنْفَرِدُ)) مَعَ وَلَدهَا.
هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد _ عَن الْأَصْمَعِي.
قَالَ: الْخَذُولُ: الَّتِي تَتَخَلَّفُ عَن القطيع _ وَقد خَذَلَتْ
وخَذَرَتْ.
وَأنْشد غَيره:
(خَذُولٌ تُراعي رَبْرَباً بِخَمِيلَةٍ ... )
والتَّخْذِيلُ حَمْلُ الرجل عَلَى خِذْلان صَاحبه، وتَثْبِيطُهُ عَن
نُصْرَتِه.
ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الخَاذِلُ: المنْهَزمُ.
والخَاذِلُ: ضد النَّاصِر.
خَ ذ ن
قَالَ ابْن المظَّفِّر: اسْتعْمل مِنْهُ: خذن وخنذ.
خذن: قَالَ: الخُذُنَّتَانِ: الأُذُنان.
وَأنْشد قَوْله:
(يَا ابْنَ الَّتِي حُذُنَّتَاها بَاعُ ... )
قلت: هَذَا تصْحيف منكرٌ والصوابُ فِي الأُذُنَيْنِ: الحُذُنَّتَانِ.
هَكَذَا أَقْرَأَنِيهُ الإيَادِيُّ لشَمِرٍ _ عَن أبي عبيد.
وَمن قَالَ: الخُذُنَّتَانِ _ بِالْخَاءِ _ فقد صحَّف.
وَأنْشد شَمِرٌ البيتَ الرَّجَزَ:
(يَا ابْنَ الَّتِي خُذُنَّتَاهَا باعُ ... )
بِالْحَاء غير مُعْجمَة _ للأُذنين.
وَقد مرَّ تفسيرُه فِي كتاب الْحَاء.
و ((خَذَنَ)) مهمل. . لَا يُعْرَفُ فِي كَلَام الْعَرَب.
خنذ: قَالَ اللَّيْث: الْخِنْذِيذُ بِوَزْن ((فِعْلِيل)) كأنَّه بُنِيَ
من خَنَذَ، وَقد أُمِيتَ فعْلُه _.
وَيُقَال: هُوَ الْخَصيُّ من الْخَيل، وَيُقَال: هُوَ الطَّوِيل.
أَبُو عبيد. . عَن الْأَصْمَعِي: الْخَنَاذِيذُ: الْخِصْيَانُ،
والْفُحُولُ من الْخَيل.
وَأنْشد:
(وَخَنَاذِيذَ خِصْيَةً وفُحولاَ ... )
وَقَالَ شمر: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كلُّ ضخم من الْخَيل وغيرِه:
خِنْذِيذٌ _ خَصِيّاً كَانَ أَو غيرَ خَصِيٍّ.
وَأنْشد:
(وَخِنْذِيذٍ تَرى الْغُرْمُولَ مِنْهُ ... كَطَيِّ الزِّقِّ عَلَّقَهُ
التِّجَارُ)
قَالَ شمرٌ: وَأَرَادَ الشَّاعرُ بقوله:
(وَخَنَاذِيذَ خِصْيةً وفُحولا ... )
جِيَادَ الْخَيل فوصفها بالجَوْدَة _ أَي: مِنْهَا فُحولٌ، وَمِنْهَا
خِصْيَانٌ، فقد خرج الْآن الْخِنْذِيذُ من حَدِّ الأضداد.
وَكَانَ أَبُو عبيد ذكر ((الْخَنَاذِيذَ)) فِي ((بَاب الأضداد)) .
ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ:
الْخِنْذِيذُ: الشَّاعرُ الْمُجِيدُ المنَقِّحُ المُفْلِقُ.
قَالَ: والْخِنْذِيذُ: الشُّجاعُ الْبُهْمَةُ الَّذِي لَا يُهْتَدَى
لِقتَالِه.
والخْنْذِيذُ: السِّخِيُّ التَّامُّ السَّخَاء.
(7/141)
قَالَ: والْخِنْذِيذُ: الخطِيبُ
المِصْقَعُ، والْخِنْذِيذُ: السَّيِّدُ الحكِيم.
والْخِنْدِيذُ: العالِمُ بأيام الْعَرَب وأشعار الْقَبَائِل.
والْخِنْذِيذُ: الْفَحْلُ وَالْخِنْذِيذُ: الْخَصِيُّ.
وَقَالَ اللَّيْث: خَنَاذِيذُ الْجَبَل: شُعَبٌ طِوَالٌ دِقَاقُ
الأَطْرَاف.
قَالَ: والْخِنْذيذُ: الْبَذِيءُ اللسانِ من النَّاس. . والجميعُ
الْخَنَاذِيذُ.
قلتُ: والمسموعُ من الْعَرَب بِهَذَا الْمَعْنى: الْخِنْذِيانُ
والْخِنْظِيَانُ.
وَقد خَنْذَى وخَنْظَى وحَنْظَى، وعَنْظَى _ إِذا خرج إِلَى البَذَاءَة
وسَلاَطة اللِّسَان.
وَلم أسمع ((الْخِنْذِيذَ)) بِهَذَا الْمَعْنى لغير اللَّيْث.
وَكَذَلِكَ خَنَاذِي الجِبَال. . واحِدُها خُنْذُوَةٌ.
وَقيل ((خِنْذِيذُ الرِّيحِ)) : إِعْصَارُها.
وَقَالَ الشَّاعِر:
(نِسْعِيَّةٌ ذَاتُ خِنْذِيذٍ تَجَاوِبُهَا ... نِسْعٌ لهَا بِعِضَاهِ
الأرْضِ تَهْزِيزُ)
أَبُو عبيد _ عَن الْأمَوِي _: رجُلٌ خِنْذِيانُ: كثِيرُ الشَّرَ،
وَكَذَلِكَ: الْخِنْظِيَانُ.
خَ ذ ف
اسْتعْمل من وجوهه: خذف، فَخذ، فذخ.
خذف: قَالَ اللَّيْث: الْخَذْفُ: رَمْيُكَ بِحَصاةٍ أَو نَواةٍ
تَأْخُذُها بَين سَبِّابَتَيْكَ أَو تجعَلُ مِخْذَفَةً من خَشَبَةٍ
ترمِي بهَا بَين الإبْهامِ والسَّبَّابة.
ونَهَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْخَذْفِ بالْحَصَى
وَقَالَ: ((إِنَّهُ لاَ يَنكِي عَدُواً، وَلاَ يَصِيدُ صَيْداً،
وَرُبَّما فَقَأ الْعين)) .
والْخَذْفُ رَمْيُك الحَصى بطرفِ إِصْبَعَيْنِ، وتُرْمَى الجِمَارُ
بمنى بِمثل حَصَى الْخَذْفِ.
والْمِخْذَفَةُ هِيَ القَذَّافةُ _ تُرْمَى بهَا الحِجارةُ.
وَقَالَ اللَّيْث: الْخَذُوفُ: يوصفُ بِهِ الدَّوَابُّ السريعة.
قالَ: والْخَذَفَانُ ضَربٌ مِنْ سَيْر الْإِبِل.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَتَانٌ خَذُوفٌ. . وَهِي الَّتِي تَدْنُو
سُرَّتُها من الأَرْض من السِّمَنِ.
وَقَالَ الرَّاعي يصف عَيْراً وأُتُنَهُ:
(نَفَى بِالْعِرَاكِ حَوَالِيَّهَا ... فخَفَّتْ لَهُ خُذُفٌ ضُمَّرُ)
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْخَذُوفُ: الأَتَانُ السَّمِينَةُ.
والقولُ فِي ((الْخَذُوفِ)) : مَا قَالَه الأصمعيُّ وابنُ الأعرابيّ.
فَخذ: قَالَ اللَّيْث: الفَخِذُ: وَصْلُ مَا بَين الوَرِكِ والساق _
وَيُقَال: فِخْذٌ. . وَهِي مؤنَّثة.
وبعضُهُم يَقُول: فَخْذٌ.
قَالَ: وَيُقَال فُخِذَ الرَّجُل. . فهوَ مَفْخُوذ _ إِذا أُصِيب
فَخِذَهُ.
قَالَ: وفَخِذُ الرَّجُل: نَفَرُه من حَيِّهِ الَّذين هم أقْرَب
عَشيرته إِلَيْهِ وَهُوَ أقرب إِلَيْهِ من الْبَطْنِ.
(7/142)
وَقَالَ غيرُه: فَخَّذَ الرّجُل بني فلانٍ
إِذا دَعَاهُم فَخِذاً.
وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أَنْزَلَ
الله جلّ وعزّ {وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين} [الشُّعَرَاء: 214] ، بَاتَ
يُفَخِّذُ عَشِيرَتَهُ.
وروى أَبُو عبيد _ عَن ابْن الكلبيِّ _ أَنه قَالَ: الشَّعْبُ أَكْبَرُ
من الْقَبِيلَةِ ثمَّ القبيلةُ، ثمَّ العِمَارَةُ، ثمَّ البَطْنُ، ثمَّ
الْفَخِذ.
قلتُ: والفَصِيلَة أقربُ من الْفَخِذِ وَهِي القِطْعة من أَعْضَاء
الجَسَدِ.
وَكَانَ العبَّاسُ فصيلَةَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
وَيُقَال: فَخَذْتُ القومَ عَن فُلاَنٍ _ أَي: خَذَّلْتهُم.
وفَخَّذْتُ بَينهم _ أَي: فَرَّقْتُ وخَذَّلْتُ.
خَ ذ ب
اسْتعْمل من وجوهه: بذخ.
بذخ: قَالَ اللَّيْث: البَذَخُ تَطَاوُلُ الرجل بِكلاَمِه،
وافتِخَارُه.
والفِعْلُ: بَذَخَ يَبْذَخُ بَذْخاً وبُذُوخاً.
وَفِي الْكَلَام: هُوَ بَذَّاخٌ. وَفِي الشّعْر: هُوَ بَاذِخٌ.
وَقَالَ الْعَجَّاجُ:
(أَشَمُّ بَذَّاخٌ نَمَتْنِي الْبُذَّخُ ... )
قَالَ: والْبَاذِخُ: الْجَبَلُ الطَّوِيلُ والجميع: البَوَاذخُ
والْبَاذِخَاتُ.
وَقد بَذَخَتْ بُذُوخاً.
أَبُو عبيد: الْبَاذِخُ والشَّامِخُ: الجَبَلُ الطَّوِيل.
وَفُلَان يتَبَذَّخُ _ أَي: يَتَعَظَّمُ ويَتَكَبَّرُ.
خَ ذ م
اسْتعْمل من وجوهه: خذم، مذخ.
مذخ: يُقَال: هُوَ يَتَمذَّخُ علينا، ويَتَبَذَّخ علينا _ أَي:
يَتَطَاوَل ويتكبَّر.
خذم: قَالَ اللَّيْث: الْخَذْمُ سُرْعَةُ القَطْعِ، وسُرْعَةُ
السَّيْر.
يُقَال: فَرَسٌ خَذِمٌ: سرِيعٌ. . نَعْتٌ لَهُ لاَزِمٌ. . لَا
يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ.
وَقد خَذَمَ يَخْذِمُ خَذَمَاناً.
وسيفٌ خَذُومٌ ومِخْذَمٌ: قاطِعٌ، والْقِطعةُ خُذَامَةٌ.
ورجُل خَذِمٌ _ ورجالٌ خذِمُونَ. . وَهُوَ الطِّيبُ النَّفْسِ.
والْخَذْمَةُ: سِمَةُ الناسِ إبْلهُم مُذ كَانَ الإسلامُ.
والْخَذَمَةُ _ من سِمَات الشَّاءِ _: شَقُّهُ من عُرْضِ الأُذُنِ. .
فتُتْرَكُ الأذُنُ نائسةً.
ورجُلٌ خَذِمُ الْعَطاء _ أَي: سَمْح.
قلت: يُقَال: خَذَمَ الشَّيْء وجَذَمَهُ وجَذَفَهُ وحَذَمَهُ _ إِذا
قطعَه.
وثوبٌ خَذِم وخَذَارِيمُ: بمَنْزِلَة رَعَابِيلَ قَالَه ابْن
الْأَعرَابِي.
أَبُو عبيد: المِخْذَمُ: السيْفُ القَطَّاع، وابْنُ خِذَامٍ، اسمُ
شاعرٍ جاهلي.
وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(نَبْكي الدِّيَارَ كَمَا بَكى ابْنُ خِذَام ... )
ابْن السّكيت: الإخْذَامُ: الإقرارُ بالذُّلِّ. . والسُّكُونِ.
(7/143)
وأَنْشَد لرجلٍ من بني أَسَدٍ فِي
أَوْلِيَاء دَمٍ رَضُوا مِنْهُ بالدِّيَةِ فَقَالَ:
(شَرَى الْكِرْشُ عَن طُولِ النَّجِيِّ أَخَاهُمُو ... بِمَالٍ كأَنْ
لَمْ يَسْمَعُوا شِعْرَ حَذْلَمِ)
(شَرَوْهُ بَحُمْرٍ كَالرِّضَامِ وَأَخْذَمُوا ... عَلَى الْعَارِ _
مَنْ لَمْ يُنْكِرِ الْعَارَ يُخْذِم)
أَي: باعُوا أَخَاهُم بإبلٍ حُمْرٍ، وقبِلوا الدِّيَةَ وَلم يُؤْثِروا
القَوَدَ.
ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ قَالَ: الْخُذُمُ: السُّكَارَى.
والْخُذُم: الآذانُ المقَطَّعة.
سَلَمَةُ _ عَن الفرّاء _ قَالَ: الْخَذِيمَةُ: المرأةُ السَّكْرَى،
والرَّجُلُ خَذِيمٌ.
وَقَالَ شَمِرٌ فِيمَا قرأتُ لَهُ بخطِّه: سَكَتَ الرجلُ وأَطِمَ،
وأَرْطَمَ وأَخْذَمَ واخْرَنْبَقَ بِمَعْنى وَاحد.
(أَبْوَاب) الْخَاء والثاء
خَ ث ر
اسْتعْمل مِنْهُ: خثر، خرث.
خرث: قَالَ اللَّيْث: الْخُرْثِيُّ _ من الْمَتَاع والغنِيمة _:
أَرْدَؤُها.
وَهِي سَقَطُ الْبَيْت من الْمَتَاع.
قَالَ: والْخِرْثَاءُ: النَّمْلُ الَّذِي فِيهِ حُمْرةٌ والواحدة:
خِرْثاءَةٌ.
عمروٌ _ عَن أَبِيه _: من أَسمَاء النَّمْل: الخِرْثَاءُ والسَّمَاسِمُ
والدَّيْلَمُ.
خثر: ثعلبٌ _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ خَثُرَتْ نفْسُه _ إِذا
خَبُثَتْ.
وَقَالَ _ فِي مَوضِع آخَرَ: خَثَرَ الرجلُ _ إِذا لَقِسَتْ نَفْسَه.
وَخَثِرَ _ إِذا اسْتَحْيَا.
وَقَالَ اللَّيْث: الْخُثُورَةُ مَصْدَرُ الشَّيْء الخاثر، وَقد خَثُرَ
يَخْثَرُ خُثُورَةً وخَثَارَةً وَقد أَخْثَرْتُهُ وخَثَّرْتُهُ.
وَيُقَال: خَثَرَ اللَّبَنُ وخَثُرَ _ لُغتَانِ _.
خَ ث ل
اسْتعْمل من وُجوهه: خثل، ثلخ.
خثل: قَالَ أَبُو عُبَيدٍ _ عَن الكسائيِّ _: خَثْلَةُ البطْنِ: مَا
بَين السُّرَّةِ والْعَانَةِ.
وَيُقَال أَيْضا: خَثَلَةُ البَطن.
وَأنْشد غيرُه:
(وعِلْكِدٍ خَثَلْتُهَا كالْجُفِّ ... )
العِلْكدُ: العجوزُ الصُّلْبَةُ.
ثلخ: قَالَ اللَّيْث: ثلخَ البقرُ يَثْلَخُ ثَلْخاً، وَهُوَ خُرْؤُه
أيَّامَ الرّبيع _ إِذا أكل الرَّطْبَ.
وَقَالَ غيرُه: ثلَّخْتُه تَثْلِيخاً _ إِذا لَطختَه بقَذَرٍ فثلَخَ
ثَلْخاً.
خَ ث ن
اسْتعْمل من وجوهه: خنث، ثخن.
ثخن: قَالَ اللَّيْث: ثَخُنَ الشيءُ. . يَثْخُنُ ثخَانةً والرّجلُ
الحليمُ الرَّزِينُ: ثخِينٌ.
والثوبُ المكتَنِزُ اللُّحْمَة والسَّدَى _ من جَوْدَةِ نَسْجِه _:
ثَخِينٌ.
وَقد أَثْخَنْتُه _ أَي: أَثْقَلْتُه.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {حَتَّى إِذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق}
[محَمَّد: 4] .
(7/144)
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: مَعْنَاهُ: حَتَّى
إِذا غلبتموهم وقهَرْتموهم وكثُرَ فيهم الجِراحُ، فأَعْطَوْ بأَيديهم.
قَالَ: وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أثْخَنَ _ إِذا غَلَبَ وقَهَر.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: أَثْخَنْتُ فلَانا مَعْرِفَةً _ أَي:
قتَلتُه مَعْرِفَةً.
ورَصَّنْتُهُ مَعْرِفةً: نحوُ الإثْخَانِ
خنث: رُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((أَنَّهُ نَهى عَنِ
اخْتِنَاثِ الأسَاقِي)) .
قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيُّ: الاخْتِنَاث أَنْ تُثْنَى
أَفْوَاهُها ثمَّ يُشْرَبَ مِنْهَا.
وأصل الاختناثِ: التَّكَسُّرُ والتثَنِّي وَمن هَذَا سُمِّي
المُخَنَّثُ. . لِتَكَسُّرِه.
وَمِنْه سمِّيَت الْمَرْأَة خُنثَى.
يَقُول: إِنَّهَا ليِّنةٌ تَتَثَنَّى.
وَمِنْه: ((الْخُنْثَى)) الَّذِي لَهُ مَا للرِّجَالُ وَمَا للنِّساء.
قَالَ: وتأويلُ الحَدِيث _ فِي نهيهِ عَن اختِنَاثِ الأَسَاقِي _: أنَّ
الشُّرْبَ مِنْ أَفْوَاهِها رُبَّمَا يُنْتِنُهَا.
وَقيل: إنَّهُ لَا يُؤْمَنُ أَن تكون فِيهَا حيَّةٌ، أَو شيءٌ من
الحشرات.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: خَنَثْتُ فمَ القِرْبَةِ فانْخَنَث.
قَالَ: وَيُقَال للمُخَنَّثِ: خُنَيْثَةُ وخُنَاثةُ.
قَالَ: وَيُقَال للرجل: يَا خُنَثُ، وللمرأة: يَا حَنَاثِ _ مثل:
لُكَعُ ولَكَاعٍ.
قَالَ: وتَخَنَّثَ الرجل _ إِذا فَعل فِعْلَ المخنَّث.
والخِنْثُ: باطنُ الشِّدْقِ. . عِنْد الأضراس من فوْقُ وَأَسفلُ.
ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _: اطْوِ الثوبَ على خِنَاثِهِ وراحته
وغَرِّه.
وَقَالَ شمر: اطْوِ الثوبَ على أَخْنَاثِهِ _ أَي: على مَطَاوِيه. .
والواحدُ خِنْثٌ.
قَالَ: وَأَخْنَاثُ الدَّلْوِ فُرُوغُها. . الواحدُ خِنْثٌ.
قَالَ: وَقَالَ ابْن شُمَيْل: خَنَثَ فَمَ السِّقاء: قَلبَهُ، دَاخِلا
أَو خَارِجا.
والإخْتِنَاثُ: التَّكَسُّرُ.
وَقَالَ اللَّيْث: خَنَثْتُ السقاءَ والْجُوَالِقَ _ إِذا عطَفْتَه.
وَفِي حَدِيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا ((أَنَّها ذَكَرَتْ مَرَضَ
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَوَفَاتَهُ. . قَالَت:
فانْخَنَثَ فِي حِجْرِي، فمَا شَعَرْتُ حَتَّى قُبِضَ)) _ أَي: فانثنَى
فِي حِجْرِها.
وَيُقَال: ألْقَى الليلُ أَخْنَاثَهُ على الأَرْض.
أَخْنَاثُهُ: أَي: أثناءُ ظَلاَمِه.
قَالَ شمِر: وَقَالَ المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ: خَنَثَ الرجل سقَاءَهُ
يخْنِثُه خَنْثاً وخُنُوثَةً _ إِذا ثَنى فمَه، فأخرجَ أَدَمَتهُ،
وَهِي الدَّاخلةُ. . والبشَرَةُ، وَمَا يَلِي الشعْر: الخارِجةُ.
ورُوِي عَن ابْن عُمَرَ: أَنه كَانَ يَشْرَبُ من الإدَاوَةِ وَلَا
يَخْتَنِثُها، ويسمِّيها نِفْعَةً.
أَبُو زيد: رجلٌ خُنْثَى، ورِجالٌ خَنَاثَى وخِنَاثٌ. . وَأنْشد قولَه:
(7/145)
(لَعَمْرُكَ مَا الْخِنَاثُ بَنُو قُشَيْرٍ
... بِنِسْوَانٍ يَلِدْنَ وَلاَ رِجَالِ)
خَ ث ف: أهملت وجوهها.
خَ ث ب
اسْتعْمل مِنْهُ: خبث.
خبث: قَالَ اللَّيْث: خَبُثَ الشيءُ يَخْبُثُ خُبْثاً، فَهُوَ خبيثٌ،
وَبِه خُبْثٌ، وخَبَاثَةٌ وأَخْبَثَ فَهُوَ مُخْبِثٌ _ إِذا صَار ذَا
خُبْثٍ وشرٍّ.
وَفِي حَدِيث أَنَسٍ: ((أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ
إِذا أَرَادَ الْخَلاءَ قالَ: أَعُوذُ بِاللَّه مِنَ الْخُبْثِ
والخَبَائِثِ)) .
وَفِي حَدِيث آخر: أَنه قَالَ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ من
الرِّجْسِ النَّجْسِ الخبيثِ المُخْبِثِ)) .
قَالَ أَبُو عبيد: الْخَبِيثُ: ذُو الْخُبْثِ فِي نفْسِه.
قَالَ: والمُخْبِثُ: الَّذِي أصحابُه وأعوانُه خُبَثاءُ.
وَهُوَ مِثْلُ قَوْلهم: فلانٌ قويٌ مُقْو. . فالقويُّ: فِي بدَنه،
والْمُقْوِي: أَن تكُون دابَّتُه قَوِيَّة.
وَأما قولُه: ((منَ الْخُبْثِ والخَبائث)) فإنَّ أَبَا عبيد قَالَ:
أَرَادَ بالخُبْثِ: الشرَّ، وبالخَبَائِثِ: الشياطينَ.
وأَفادُونَا عَن أبي الْهَيْثَم أَنه كَانَ يَروِيه: ((من الخُبْث))
بضمِّ الْبَاء وَيَقُول: هُوَ جمْعُ ((الخَبِيثِ)) ، وَهُوَ الشيطانُ
الذَّكَرُ.
قَالَ: و ((الخَبائث)) : جَمْع ((الخبيثة)) وَهِي الْأُنْثَى من
الشَّيَاطِين.
قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو الْهَيْثَم أَشْبَهُ عِنْدِي
بِالصَّوَابِ. . من قَول أبِي عُبيد.
وَأما الخَبَثُ _ بِفَتْح الخَاء وَالْبَاء _ فَمَا تَنْفِيه النَّارُ
من ردِيء الفِضّة وَالْحَدِيد إِذا أُذِيبا.
وَمِنْه الحَدِيث: ((إنَّ الحُمَّى تَنْفِي الذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي
الكِيرُ الخَبَثَ)) .
وَقَالَ اللَّيْث: الْخَابِثُ _ من كلِّ شَيْء _: الرَّدِيءُ،
والْخَبِيثُ: نَعْتُ كلِّ شَيْء فاسِدٍ.
يُقَال: هُوَ خَبِيثُ الطَّعْم. . خبيثُ اللَّون خبيثُ الْفِعْل،
وَالْكَلَام.
وَيُقَال: وُلِدَ فلانٌ لِخِبْثَةٍ _ إِذا كَانَ لغير رَشْدَةٍ.
ويُكْتَبُ فِي عُهْدَةِ الرَّقيق: لَا داءَ وَلَا خِبْثَةَ، وَلَا
غائلةَ.
فالدَّاءُ: مَا دُلِّسَ فِيهِ للمُشْتَرِي من عَيْبٍ يَخْفَى، أَو
عِلِّةٍ باطنةٍ لَا تُرَى.
والخِبْثَةُ: ألاّ يكون طِيبَةً _ لِأَنَّهُ سُبِيَ من قوْمٍ لَا
يَحِلُّ اسْتِرْقَاقُهم، لعَهْدٍ تقدَّمَ لَهُم، أَو حُرِّيَّةٍ فِي
الأَصْل ثَبَتَتْ لَهُم.
وَأما الغَائِلَةُ: فأَنْ يستحقَّه مُسْتَحِقٌّ بمِلْكٍ ثَبَتَ لَهُ
عَلَيْهِ، فيجبُ على بَائِعه رَدُّ الثّمن على مَنِ اشْتَرَاهُ. .
وكلُّ مَن أَهْلَك شَيْئا فقد غالَه واغتالَهُ. . فكأَنَّ استحقاقَ
المالِكِ إيَّاه صَار سَببا لهلاك الثّمن الَّذِي أدَّاه المشترِي
إِلَى البَائِع.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقال للرَّجُلِ: يَا خُبَثُ، والأنْثى: يَا
خَبَاثِ.
وَالأَخَابِثُ: جمع الأخْبَثِ.
(7/146)
يُقالُ: هُمْ أَخَابِثُ النَّاس، وَهُوَ
أَخْبَثُ النَّاس.
وَيُقالُ للرّجُل وللمرْأة: يَا مَخْبَثَانُ _ بِغَيْر هَاءٍ
للْأُنْثَى.
قَالَ: وأمَّا قولُهمْ: نَزَلَ بِهِ الأَخْبَثَانِ فهما الْبَخَرُ
والسَّهَرُ.
وَفِي الحَدِيث: ((لَا يُصَلِّيَنَّ أحَدُكم وَهُوَ يدافع
الأَخْبَثَيْنِ فِي الصَّلاَةِ)) .
أَرَادَ بالأَخْبَثَيْنِ: الْغَائِطَ والبَوْلَ.
والْحَرَامُ الْبحْتُ: يُسمَّى خَبِيثاً _ مَثْلُ الزِّنَى والمالِ
الْحَرامِ والدَّمِ، وَمَا أَشبَههَا مِمَّا حَرَّمَهُ الله تَعَالَى.
وَفِي الحَدِيث: ((أَنَّ الخمرَ هِيَ أمُّ الْخَبَائِثِ)) لأنَّها
مُحَرَّمَةٌ تَحْمِلُ شارِبَها عَلَى الْخِصال الْخبِيثَةِ مِنْ سَفْك
الدِّماءِ والزِّنى وغيْرِهِ _ مِنَ المعَاصِي.
ويُقالُ للشَّيْء الْكَرِيه الطَّعمِ والرِّائحة: خَبيثٌ. . مَثْلُ
الثُّوم والبَصَلَ والكَرَّاثِ.
وَلذَلِك قالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((مَنْ أَكَلَ مِنْ
هذهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا)) .
وَقَالَ الله جلّ وعزّ _ يَذْكُرُ نَبِيَّهُ مُحمداً صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم: {وَيحل لَهُم الطَّيِّبَات وَيحرم عَلَيْهِم الْخَبَائِث}
[الْأَعْرَاف: 157] .
فالطَّيِّبَاتُ: مَا كَانت الْعَرَبُ تَسْتَطِيبُهُ من المآكِلِ
الطَّيِّبَةِ الَّتِي لم يَنْزِلْ فِيهَا تحريمٌ مَثْلُ الْجَرَاد
والسَّمَكِ والضَّبَابِ والأرانب وسائرِ مَا يُصَادُ من الْوَحْش،
ويُؤْكلُ من الأَزْوَاج الثمانيةِ المنْصُوصةِ فِي الْقُرْآنِ.
وأمَّا تَحْرِيمُه الخَبَائِثَ: فَمَا كَانَت الْعَرَبُ تَسْتَقْذِرُه،
وَلَا تأْكُلُه. . مِثْلُ الأفاَعي
والعَقَارِبِ وَالْحَرَابي والْبِرَصَةِ والْخَنَافِسِ والْوِرْلاَنِ
والْجِعْلاَنِ والفَأْرِ.
فَأَحَلَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَمْرِ الله ... مَا
كَانوا يَسْتَطِيبونَ أَكْلَهُ، وحرَّمَ عليْهم مَا كَانُوا
يَسْتَخْبِثُونَهُ إِلَّا مَا نَصَّ الله جلّ وعزّ عَلَى تَحْرِيمه فِي
الْكتاب مِنَ الْميتَة وَالدَّم وَلحم الْخِنْزِير وَمَا أهل لغير الله
بِهِ عِنْد الذَّبْح، أَو بُيِّنَ تحريمُه على لسانِ النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم مِثْلُ نَهْيِه عنْ لْحُوم الحُمُرِ الأهْلِيِّةِ،
وَعَن أَكْلِ كلِّ ذِي نَابٍ من السِّباع، وكُلِّ ذِي مِخْلبٍ مِنَ
الطَّيْر.
وَدَلَّتِ _ الألفُ واللاَّمُ _ اللَّتانِ دَخَلَتَا للتَّعْريف فِي
((الطَّيِّبَاتِ والْخَبَائِثِ)) على أَنَّ المُرَادَ بهَا: أَشْياءُ
كانتْ مَعْهودةً عِنْد المُخَاطَبِينَ بهَا.
وَهَذَا كُلُّهُ: مَعْنَى مَا قَالَه مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيسَ
الشَّافعيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسيرهِ الآيةَ.
وَأما قَوْلُ الله جلّ وعزّ: {وَمثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة}
[إِبْرَاهِيم: 26] فإنَّ التَّفْسير جاءَ: أَنَّ الشَّجَرَة
الْخَبِيثةَ: هِيَ الْحَنْظَلة.
وَقيل: هِيَ الكَشُوثُ وَالله أَعْلمُ بِما أَرَادَ.
والكلمةُ الْخَبِيثَةُ: هِيَ كلمةُ الشِّرْك.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات}
[النُّور: 26] .
وفيهَا قَوْلانِ: أَحدُهما: الكلِمَاتُ الخَبِيثَاتُ: لِلْخَبِيثِين من
الرِّجال، والرِّجالُ الخَبِيثونَ: لِلْكلماتِ الخَبِيثَاتِ _ أَيْ:
لَا يَتَكلمُ بالخبِيثَاتِ إلاّ الخَبِيثُ من الرِّجَال والنِّسَاء.
(7/147)
وَالْوَجْه الثَّانِي: أَنَّ الكلماتِ الخَبِيثاتِ: إِنَّمَا تَلْصَقُ
بالخَبِيثَاتِ والخُبَثَاءِ من الرِّجَال والنِّسَاء.
فأَمَّا الطّاهرونَ والطَّاهِرَاتُ: فَلَا يَلْصَقُ بِهمُ السَّبُّ.
وَقيل: الخَبِيثَاتُ من النِّسَاء _ وَهُنَّ البَغَايَا: للخَبِيثيِنَ
من الرِّجال.
أَبو العبَّاس ثعلبٌ _ عنِ ابْنِ الأعرابيِّ: قَالَ: أَصْلُ الخَبِيثِ
فِي كَلَام الْعَرَب: المكْرُوهُ.
فإنْ كَانَ من الكلامِ فَهُوَ الشَّتْم.
وَإِن كَانَ مِنَ الطَّعام فَهُوَ الحَرَام.
وإنْ كَانَ مِنَ الشّرَاب فَهُوَ الضَّارُّ.
ومنْهُ قيلَ لما يُرْمى منْ مُنْفِيِّ الْحَدِيد: الخَبَثُ.
سَلَمَةُ عَن الْفَرَّاء _ قا ل: الأخْبَثَانِ: الْقَيءُ والسُّلاَحُ.
وَقيل: البَوْلُ والْعَذِرَةُ: ورُوِيَ عَن الْحَسَنِ أَنه قَالَ
يُخاطِبُ الدُّنيا: ((خَبَاثِ: قد مَصصْنَا عِيدَانَكِ فَوَجدْناكِ
كذَا)) .
أَرَادَ: الدُّنيا. فَقَالَ لَهَا: يَا خَبَاثِ _ أيْ: يَا خَبِيثَةُ.
خَ ث م
اسْتعْمل من وجوههِ: خثم وَحْدهُ.
خثم: قَالَ اللَّيْث: ثَوْرٌ أَخْثَمُ، وَبَقَرَةٌ خُثماءُ.
والخُثْمَةُ: غِلَظٌ وقِصَرٌ، وتَفَرْطُحٌ.
يُقَال: أَنْفٌ أَخْثَمُ _ إِذا كَانَ كَذَلِك.
ورَكَبٌ أَخْثمُ _ إِذا كَانَ مُنْبَسطاً غَلِيظاً، وناقةٌ خَثْمَاءُ.
قَالَ: وَخَثَمُها: اسْتِدَارَةُ خُفِّهَا، وانبِسَاطُهُ، وقِصَرُ
مَنَاسِمِه.
وَبِه يُشَبّهُ رَكَبُ الْمَرْأَة. . لاكْتِنَازِهِ.
قَالَ: ومِثْلُهُ: الأَخَثُّ.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَدُ بن يحيى: رَكَبٌ أَخْثَمُ، وفَرْجٌ
أَخْثَمُ: مُنْتَفِخٌ حُزُقَّةٌ. . قصيرُ السَّمْكِ. . خَنَّاقٌ. .
ضَيْقٌ.
قَالَ النَّابغَةُ:
(وَإِذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَخْثَمَ جَاثِماً ... ومُرَكَّناً
بِمَكانهِ مِلْءَ الْيَدِ)
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: أُذُنٌ خَثْمَاءُ. . وَهِي الَّتِي عَرُضَ
رأْسُهَا، وَلم تَطَرَّفْ.
وَقد: خَثِمَتْ خَثْماً.
وَقَالَ أَبُو سعيد: الأخْثمُ: السَّيْفُ العَرِيضُ _ فِي قَول
الْعَجَّاج:
(بِالْمَوْتِ مِنْ حَدِّ الصَّفِيحِ الأَخْثَمِ ... )
ثَعْلَب _ عَن ابْن الْأَعرَابِي _ هُوَ الأبْرَدُ. . لِلنَّمِرِ.
وَيُقَال لأُنْثَاهُ: الخَيْثَمَةُ. |