تهذيب اللغة (أَبْوَاب الْكَاف وَالضَّاد)
ك ض ص ك ض س ك ض ز
ك ض ط ك ض د ك ض ت
ك ض ظ ك ض ذ ك ض ث
أهملت وجوهها.
ك ض ر
كرض، ضرك، ركض: مستعملة.
كرض: قَالَ اللَّيْث: الكَرِيضُ: ضَرْب من الأقِطِ، وصنعتُه الكِراضُ،
وَقد كرَضُوا كراضاً، وَهُوَ جُبْنٌ يتحلَّب عَنهُ مَاؤُهُ فَيَمْصُل
كَقَوْلِه:
... ... كَرِيضٍ مُنَمِّس
قلت: أَخطَأ اللَّيْث فِي الكَريض وصحَّفه، وَالصَّوَاب: الكَريصُ
بالصَّاد غير مُعْجمَة مسموعٌ من الْعَرَب.
وأقرأني الإياديُّ عَن شمر، والمنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم كِلَاهُمَا
لأبي عبيد عَن الفرَّاء قَالَ: الكَرِيصُ والكَريزُ بالزّاي: الأقِطُ،
وَهَكَذَا أنشدونا للطِّرماح فِي صفة العَيْر:
وشَاخَسَ فاهُ الدَّهرُ حَتَّى كأَنه
مُنَمِّس ثيرانِ الكريصِ الضَّوَائنِ
وثِيرانُ الكَرِيص: جمع ثَوْر: الأَقِطِ، والضَّوائنُ: البِيض مِن
قِطَع الأقِطِ، والضَّاد فِيهِ تصحيفٌ مُنكَرٌ لَا شكّ فِيهِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الكِراضُ: ماءُ الفَحْل.
وَقَالَ الطِّرِمَّاح:
سَوْفَ تُدْنيكَ مِن لَمِيسَ سَبَنْتَا
ةٌ أَمَارتْ بالبَول ماءَ الكرَاضِ
(أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : فإنْ قَبِلَت النَّاقة مَاء الفَحل
بَعْدَمَا ضربهَا ثمَّ أَلقته قيل: كَرَضتْ تَكْرِضُ، واسمُ ذَلِك
المَاء: الكِراض.
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: خَالف
الطِّرِمّاح الأمويّ فِي الكِراض، فجَعل الطرماح الكِراضَ الفَحل،
وَجعله الْأمَوِي ماءَ الْفَحْل.
وأَخبرني المنذريُّ عَن المُبَرّد أَنه حَكى عَن الأصمعيّ أنَّ
الكِراض: حَلَقُ الرَّحِم، قَالَ: وَلم أَسمعه إِلَّا فِي شِعر
الطِّرمَّاح.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الكِراض: ماءُ الفَحل فِي
رَحِم النَّاقة.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الْعَرَب تَدْعُو الفُرْضة الَّتِي فِي
أَعْلى الْقوس كُرْضَة وجمعُها: كِراضٌ، وَهِي الفُرْضةُ الَّتِي تكونُ
فِي طرَف أَعلى القوْس يُلقَى فِيهَا عَقْدُ الوتَر.
قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: الكِراضُ: حَلَقُ الرَّحِمِ، وأَنشد:
حيثُ تُجِنُّ الحَلَقَ الكِراضا
قَالَ وَقَالَ غَيره: هُوَ مَاء الفَحل.
(قلت) : والصوابُ فِي الكِراض مَا قَالَ الْأمَوِي وَابْن الْأَعرَابِي
وَهُوَ مَاء الْفَحْل إِذا أَرْتجَت عَلَيْهِ رَحِمُ الطَّرُوقة.
(10/23)
ضرك: قَالَ اللَّيْث: الضَّرِيكُ: اليابِسُ
الْهَالِك سُوءَ حالٍ.
قَالَ: والضريك: النَّسِرُ الذَّكر.
قَالَ: وقَلَّما يُقَال للْمَرْأَة ضَرِيكةٌ، قَالَ: وضُرَاكٌ: من
أَسمَاء الْأسد، وَهُوَ الغليظ الشَّديد عَصْبِ الخَلْق فِي جِسمٍ،
والفعلُ ضَرُكَ يَضْرُك ضَراكةً.
(عَمْرو عَن أَبِيه) : الضَّرِيكُ: الْأَعْمَى، والضَّرِيكُ: الجائع.
ركض: قَالَ اللَّيْث: الرّكْضُ: مِشْيَةُ الرجل بالرِّجلين مَعًا،
والمرأَةَ تَركُض ذُيولها برجْليْها إِذا مَشت. قَالَ النَّابِغَة:
والرَّاكِضاتِ ذيول الرَّيْطِ فَنَّقَها
بَرْدُ الهواجرِ كالغِزلان بالجَرَدِ
وفلانٌ يَرْكُضٌ دابّته، وَهُوَ ضَرْبُه مَرْكلَيها برجليه. فلمّا كثر
هَذَا على أَلْسنتهم استعملوه فِي الدَّوابِّ فَقَالُوا: هِيَ تركُض،
كأَنّ الرّكْضَ مِنْهَا، والمَركضَانِ: هما مَوضِع عَقِبَيِ الْفَارِس
مِن مَعَدَّيِ الدَّابَّة.
وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله جلّ وعزّ: {إِذَا هُمْ مِّنْهَا
يَرْكُضُونَ} {لاَ تَرْكُضُواْ وَارْجِعُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 - اْ} (الْأَنْبِيَاء: 12، 13) .
قَالَ: يَركضون: يهربون وينهزمون وَنَحْو ذَلِك قَالَ الزّجاج. قَالَ:
يهربون من الْعَذَاب.
(قلت) وَيُقَال: رَكض البعيرَ برجلِه كَمَا يُقَال: رَمَح ذُو
الْحَافِر برجْله، وأصل الرَّكض: الضَّرْبُ.
وَفِي الحَدِيث: (لَنَفْسُ الْمُؤمن أَشَدُّ ارتِكاضاً عَلَى الذَّئْب
من العُصفورِ حِينَ يُغْدَفُ بِه) أَي أشدُّ اضطراباً على الْخَطِيئَة
حِذارَ الْعَذَاب من العُصفور إِذا أُغدِفَت عَلَيْهِ الشَّبكةُ
فاضطَرب تحتهَا.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَرْكَضَتِ الفَرَسُ فَهِيَ مُرْكِضةٌ
ومُرْكِضٌ إِذا اضْطَرَبَ جنينُها فِي بَطنهَا. وَأنْشد:
ومُرْكِضةٌ صَرِيحيٌّ أَبوها
يُهانُ لَهَا الغُلامةُ والغُلامُ
ويُروى: ومِرْكَضة بِكَسْر الْمِيم نعْتُ الفَرس أَنَّهَا رَكَّاضةٌ،
تركض الأَرْض بقوائمها إِذا عَدَتْ وأَحضرَت.
وَقَالَ اللَّيْث: مِشْيَةُ التَّرْكَضَى: مِشيةٌ فِيهَا تَبخترٌ
وتَرفُّلٌ، وقوْسٌ رَكُوض. تَحِفز السهمَ حَفْزاً. وَقَالَ كَعْب بن
زُهَيْر:
شَرِقاتٍ بالسُّمِّ مِن صُلّبيَ
ورَكوضاً مِنَ السَّرَاءِ طَحُورا
وَقَالَ آخر:
وَلَّى حَثِيثاً وَهَذَا الشيبُ يَطْلُبُه
لَو كَانَ يُدْرِكُه رَكْضُ اليَعَاقيبُ
جَعل تصفيقها بجناحَيها فِي طيرانها ركْضاً لاضطرابِها.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : رَكَضْت الدابةَ
(10/24)
بِغَيْر أَلِفٍ.
قَالَ وَلَا يُقَال: رَكض هُوَ، إِنَّمَا هُوَ تحريكُكَ إِيَّاه، سارَ
أَو لم يَسِر.
قَالَ شمر: وَقد وَجدْنا فِي كَلَامهم رَكَضَتِ الدّابّةُ فِي سَيرهَا.
وركَض الطائرُ فِي طيرانه. وَقَالَ زُهَيْر:
جوانِحُ يَخْلِجْن خلْجَ الظِّبَا
ء يركُضن مِيلاً ويَنْزِعْنَ مِيلا
وَقَالَ رؤبة:
والنَّسِرَ قد يَركُض وَهُوَ هَافِي
أَي يطيرُ يَضرِب بجناحيه، والهافي: الَّذِي يَهفو بَين السَّمَاء
وَالْأَرْض.
قَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا رَكِب الرجلُ البعيرَ فضَرب بعَقِبِه
مَرْكَلَيه فَهُوَ الرَّكْضُ والرَّكْلُ، وَقد رَكَضَ الرجلُ إِذا
فَرَّ وعدَا.
وَقَالَ مجاهِد فِي قَول الله: {إِذَا هُمْ مِّنْهَا يَرْكُضُونَ}
(الْأَنْبِيَاء: 12) أيْ يَفرُّون.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ فِيمَا رَوَى شمر عَنهُ: يُقَال: فلانٌ لَا
يَركُضُ المِحْجَنَ إِذا كَانَ لَا يدفعُ عَن نَفسه.
وَفي حَدِيث ابْن عَبَّاس: فِي دَمِ المُسْتَحاضة (إِنما هُوَ عِرقٌ
عاندٌ أَو رَكْضةٌ منَ الشَّيْطَان) .
قَالَ: الرَّكْضة: الدَّفْعةُ والحركةُ. وَقَالَ زُهير يصف صقراً
انقَضَّ على قَطاً فَقَالَ:
يَرْكُضْنَ عِنْد الذُّنابَى وهْي جاهِدَةٌ
يَكادُ يَخطَفها طَوْراً وتَهتلِكُ
قَالَ: ورَكْضُها: طيرانُها.
ك ض ل
اسْتعْمل من وجوهه حرفٌ وَاحِد.
ضكل: رَوَى أَبُو عبيد عَن أَصْحَابه: الضَّيْكَل: الرجلُ العُريان،
وَهُوَ حرفٌ غريبٌ صحيحٌ.
ك ض ن
اسْتعْمل من وجوهه:
ضنك: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ
مَعِيشَةً ضَنكاً} (طه: 124) .
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الضَّنك: أصلُه فِي اللُّغَة الضِّيقُ
وَالشِّدَّة، وَمَعْنَاهُ وَالله أَعلم أَنَّ هَذِه المعيشةَ الضَّنْكَ
فِي نَار جَهَنَّم.
قَالَ: فأَكْثر مَا جاءَ فِي التَّفْسِير أنّه عَذَاب القبْر.
قَالَ قَتَادَة: معيشة ضنكا: جَهَنَّم، وَقَالَ الضَّحَّاك: الكَسب
الْحَرَام، وَقَالَ ابْن مَسْعُود: عَذَاب الْقَبْر.
وَقَالَ اللَّيْث فِي تَفْسِيره: أَكْلُ مَا لم يكن من حَلَال فَهُوَ
ضَنْكٌ، وإِنْ كانَ موسَّعاً عَلَيْهِ وَقد ضَنُكَ عيشهُ.
قَالَ: والضَّنْكُ: ضيقُ العَيْشِ، وكلُّ مَا ضَاقَ فَهُوَ ضَنْكٌ.
(10/25)
وَقَالَ اللحياني: الضِنَاكُ: المرأَةُ الضَّخْمَةُ.
وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ التَّارَّةُ المكْتَنِزَةُ الصُّلبةُ
اللَّحْمِ.
قَالَ: ورجلٌ ضُنْأَكٌ على وزنِ فُعْلَلٍ مهموزُ الألفِ وَهُوَ
الصُّلبُ المعصوبُ اللحْمِ، والمرأَةُ بِعينهَا على هَذَا اللَّفْظِ
ضُنْأَكَةٌ.
(عَمْرو عَن أَبِيه) : الضَّنِيكُ: العَيشُ الضَّيّقُ؛ والضَّنِيكُ:
المقطوعُ.
وَقَالَ أَبُو زيد يُقَال: للضَّعِيفِ فِي بدنهِ ورَأْيه: ضَنِيكٌ،
والضَّنِيكُ، التابعُ الَّذِي يعملُ بخُبزِه.
وَقَالَ أَبُو عبيد وغيرُه: الضُّنَاكُ: الزكامُ وَقد ضُنِكَ الرجل
فَهُوَ مَضْنُوكٌ إِذا زُكِمَ، واللَّهُ أضْنَكَهُ. قَالَ العجاج يصف
جَارِيَة:
فَهْيَ ضِنَاكٌ كالكَثِيبِ المُنهَالْ
عَزَّزَ مِنْهُ وَهُوَ مُعْطِي الإِسْهَالْ
ضَرْبُ السَّوَارِي مَتْنَه بالتَّهْتَالْ
الضّنَاكُ: الضخمة كالكثيب الَّذِي ينهال، عَزَّز مِنْهُ: أَي شدَّدَ
من الْكَثِيب، ضربُ السّوارِي: أَي أَمْطَارُ اللَّيْل فَلَزِمَ بعضه
بَعْضًا، شبه خَلْقَها بالكثيب، وَقد أَصَابَهُ الْمَطَر، وَهُوَ مُعطي
الإسهال أَي يعطيك سهُولة مَا شئتَ.
ك ض ف: مهمل.
ك ض ب
ضبك، بضك: مستعملان:
ضبك: أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: اضْبَأكَّتِ الأرضُ وَاضمَأَكَّت إِذا
خرج نبتها.
وَقَالَ أَبُو زيد: اضْمَأَكَّ النّبْتُ: إِذا رَوِي.
وَقَالَ اللِّحيانيُّ: اضْمأكَّتِ الأرضُ إِذا اخضرَّتْ.
بضك: أهمله اللَّيْث.
(أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : سيفٌ بَضُوكٌ: أَي قاطعٌ،
وَلَا يَبْضِكُ اللَّهُ يدهُ أَيْ لاَ يقطَعُ الله يدهُ.
(ك ض م: مهمل) |