تهذيب اللغة (أَبْوَاب الْجِيم وَالدَّال)
ج د ت ج د ظ ج د ذ:
(مهملات) .
ج د ث
استُعمل مِنْهُ: الجَدَثُ.
جدث: قَالَ ابْن السّكيت وَغَيره يُقَال للقبر: جَدَثٌ وَجَدَفٌ.
ج د ر
جدر، جرد، درج، دجر، ردج، رجد.
جدر: قَالَ اللَّيْث: الجَدْرُ: ضرب من النَّبَات، الْوَاحِدَة:
جَدْرَةٌ.
قَالَ: وَمن شجر الدِّقِّ: ضروب تنْبت فِي القِفَافِ والصِّلابِ،
فَإِذا أطلعَت رؤوسها فِي أول الرّبيع قيل: أجدَرَتِ الأرضُ، وأجدَرَ
الشّجر، فَهُوَ جَدْرٌ حَتَّى يَطُولَ، فَإِذا طَال تفرَّقَت أسماؤه.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) الجَدَرَةُ: الْحبَّة من الطّلع.
(10/334)
والجَدْرُ، والجِدَارُ: معروفان.
(قلت) وَفِي حَدِيث الزبير حِين اخْتصم هُوَ والأنصاري إِلَى النَّبِي
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سُيُولِ شِرَاجِ الحَرَّةِ، فَقَالَ
للزبير: (اسقِ أرضَكَ حَتَّى يبلغ المَاء الجَدْرَ، ثمَّ أرسِلْهُ
إِلَيْهِ) أَرَادَ بالجَدْرِ: مَا رُفِعَ من أعضَادِ المَزْرَعَةِ
لتمسك المَاء كَالجِدَارِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الجَدِيرُ: مَكَان قد بُني حَوَالَيهِ جِدارٌ
مَجْدُورٌ، وَقَالَ الْأَعْشَى:
ويبنون فِي كل وادٍ جَدِيراً
وَقَالَ رؤبة:
تشييد أعضاد الْبناء المُجْتَدَرْ
والجُدَريُّ: قُرُوحٌ تَنَفَّطُ عَن الجِلدِ ممتلئةٌ مَاء ثمَّ تقيَّح،
وصاحِبُها: جَدِيرٌ مُجَدَّرٌ.
وَيُقَال: الجَدَرِيُّ بِفَتْح الْجِيم.
وَقَالَ اللَّيْث: الجَدَرُ: انتبارٌ فِي عُنُقِ الحِمَارِ، وَرُبمَا
كَانَ من آثَار الكَدْمِ.
يُقَال: جَدِرَت جَدَراً إِذا انْتَبَرتْ.
وَأنْشد لرؤبة:
أَو جَادرُ اللِّيتَيْن مطويُّ الحَنَق
وَفُلَان جديرٌ لذَلِك الْأَمر أَي خليق لَهُ، وَمَا كَانَ جَدِيرًا،
وَلَقَد جَدُر جَدَارة.
وأجدِرْ بِهِ أَن يفعل ذَاك.
وَقَالَ اللحياني: إِنَّه لجَديرٌ أَن يفعل ذَاك، وإنهما لجديران،
وَإِنَّهُم لجديرون.
وَقَالَ زُهَيْر:
جَدِيرُون يَوْمًا أَن ينالوا ويستعلوا
وَيُقَال للْمَرْأَة: إِنَّهَا لخليقةٌ وجديرةٌ أَن تفعل ذَاك، وإنهن
لجَدِيراتٌ وجَدَائِرُ أَن يفعلن ذَاك.
(أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الطوسيِّ عَن الخرَّاز عَن ابْن
الْأَعرَابِي) قَالَ: أجدَرَ الشجرُ، وجدَّر إِذا أخرج ثمره كَأَنَّهُ
الحِمَّص.
وَقَالَ الطِّرمَّاح:
وأجدَرَ من وَادي نَطَاةَ وَلِيعُ
نَطَاةٌ: عَيْنٌ بِخَيْبَرَ.
وَقَالَ أَبُو زيد: كنيفُ الْبَيْت مثل الحُجْرَةِ يُجمَعُ من الشّجر،
وَهِي الحَظِيرةُ أَيْضا.
والحِظَارُ: مَا حُظِرَ على نباتٍ بِشَجَرٍ فَإِذا كَانَت الحظيرة من
حِجَارَة فَهِيَ جَدِيرةٌ، فَإِن كَانَ من طين فَهُوَ جِدَارٌ.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) الجيْدر: الْقصير.
وَقَالَ غَيره: يُقَال للْمَرْأَة: جَيْدَرة.
قَالَ: والمُجَدَّرُ بِالدَّال: الْقصير أَيْضا.
وَيُقَال: جَدِرَ الكَرمُ يَجْدَرُ جَدَراً إِذا حبَّب وهمَّ بالإيراق.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجَدَرَةُ: الوَرَمَةُ فِي أصل لحي
الْبَعِير.
وَقَالَ النَّضر: الجَدَرَةُ: غُدَدَةٌ تكون فِي عُنُقِ الْبَعِير
يسقيها عِرْقٌ فِي أَصْلهَا نَحْو
(10/335)
السِّلعة برأسِ الْإِنْسَان. وجَمَلٌ
أجدَرُ، وناقة جَدْرَاءُ.
دجر: (أَبُو عبيد) : رجل دَجِرٌ وَدَجْرَان، وَهُوَ النشيط الأشِرُ.
وَقَالَ أَبُو زيد: دَجَرَ الرجل دَجَراً وَهُوَ الأحمق الَّذِي
يَذْهَبُ لغير وَجْهِهِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الدَّجَرُ: شبه الْحيرَة، وَقد دَجِرَ فَهُوَ دَجِرٌ
ودَجْرَانُ أَي حَيْرَانُ فِي أمره.
قَالَ رؤبة:
دَجْرَانَ لم يَشْرَب هُنَاكَ الخَمْرَا
والجميع: الدَّجَارَى.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الدَّجْرُ: اللوبياء بِفَتْح
الدَّال، وقرأته بِخَط شمر: الدُّجْر: اللوبياء.
(أَبُو عبيد) : لَيْلَة دَيْجُوجٌ وَدَيْجُورٌ: مظْلمَة.
وَقَالَ شمر: الدَّيجور: التُّرَاب نَفسه، والجميع: الدَّياجير.
يُقَال: تُرَابٌ دَيْجُورٌ، يَضْرِبُ إِلَى السوَاد كَلَوْنِ الرماد،
وَإِذا كَثرَ يَبِيْسُ النباتِ فَهُوَ الدَّيجُورُ لسواده.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدَّيجُورُ: الْكثير من الكَلأ.
وَقَالَ اللَّيْث: الدَّجْرُ، والدِّجرُ لُغَتَانِ وَهِي الْخَشَبَة
الَّتِي يُشد عَلَيْهَا حَدِيدَة الفدَّان، وَمِنْهُم من يَجعله
دُجْرَينِ كَأَنَّهُمَا أذنان، الحديدة: اسْمهَا: السّنَّةُ،
والفدَّان: اسْم لجَمِيع أدواته. والخشبة الَّتِي على عنق الثور هِيَ
النِّير، والسَّميقَانِ: خشبتان قد شُدَّتا فِي الْعُنُق، والخشبة
الَّتِي فِي وَسطه يُشد بهَا عِنَانُ الوَيْج وَهُوَ القُنّاحة والويج
والمَيْسُ باليمانية: اسْم الْخَشَبَة الطَّوِيلَة بَين الثورين،
والخشبة الَّتِي يُمسكها الحَرَّاثُ هِيَ المِقوَم.
قَالَ: والمِمْلَقَةُ: النمرز.
(قلت) : وَهَذِه حُرُوف صَحِيحَة قد ذكرهَا ابْن شُمَيْل فِي صِفَاته،
وَذكر بَعْضهَا ابْن الْأَعرَابِي.
جرد: (الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت) : الجَردُ: الثَّوْب الخلَقُ.
وَقَالَ شمر قَالَ ابْن شُمَيْل يُقَال: جَرْدُ حِبَرَةٍ للثوب الَّذِي
قد ذهب زِئْبَرُهُ.
وَأنْشد:
أجَعَلتَ أسعد للرماح دَرِيئَةً
هَبِلَتْكَ أمك أيَّ جَردٍ تَرْقَعُ
قَالَ الْأَصْمَعِي فِي معنى قَوْله أيَّ جرد ترقع أَي ترقع
الْأَخْلَاق، وتترُكُ أسْعَدَ قد خرَّقَتْهُ الرِّماح، فَأَي شيءٍ
تُصلِحُ بعده.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ قَالَ أَخْبرنِي المبرَّد عَن الرِّياشيِّ
قَالَ: أَنْشدني الْأَصْمَعِي فِي النُّون
(10/336)
مَعَ الْمِيم:
أَلا لَهَا الويل على مُبينِ
على مُبينٍ جَرَدِ القَصِيم
مُبين: اسْم بِئْر، والقَصِيم: نبت. قَالَ: والأجاردُ من الأَرْض: مَا
لَا يُنبِتُ وأنشدني فِي مثل ذَلِك:
يَطْعَنُهَا بِخَنْجَرٍ من لَحْمِ
تَحت الذُّنابى فِي مَكَان سُخن
(أَبُو عبيد) : ثوب جَرْدٌ أَي خَلَقٌ.
وَإِذا أصَاب الجَرَادُ الزرعَ قيل: جُرِدَ الزَّرعُ.
وَقَالَ ابْن السّكيت: الجَرَدُ: أَن يشْرَى جِلدُ الإنسانِ من أكل
الجَرادِ.
وَقَالَ شمر: الجَرَدُ من الأَرْض: فضاءٌ لَا نباتَ فِيهِ، وَهَذَا
الِاسْم للفَضَاء، فَإِذا نعتَّ بِهِ، قُلْتَ: أرضٌ جرداءُ، وَمَكَان
أجرَدُ، وَقد جرِدَت جَرَداً، وجرَّدها القَحْطُ تجريداً.
ورجلٌ أجرَدُ: لَا شَعْرَ على جسدهِ وَفِي الحَدِيث: (أهل الجَنَّةِ
جُردٌ مُردٌ) .
والأجرَدُ من الْخَيل كلهَا: الْقصير الشَّعر، حَتَّى يُقَال: إِنَّه
لأجرَدُ القوائم، وَأنْشد:
كَأَن قُتودي والفِتَان هَوَت بِهِ
من الذَّرْوِ جرداءُ الْيَدَيْنِ وثيقُ
والجَرْدُ مُخَفَّفٌ: أخذُك الشَّيْء عَن الشَّيْء جَرْفاً، وسَحْفاً،
فَلذَلِك يُسمَّى المشؤوم جاروداً، وَأنْشد:
لقد جَرَدَ الجَارُودُ بكر بن وَائِل
وَإِذا جدَّ الرجل فِي سَيْرِهِ فَمضى، يُقَال: انجرد فَذهب، وَإِذا
أجدَّ فِي الْقيام بِأَمْر قيل: تجرَّد لأمر كَذَا وَكَذَا، وتجرَّد
لِلْعِبَادَةِ.
وامرأةٌ بَضَّةُ المتجرَّد إِذا كَانَت بضة الْبشرَة إِذا جُرِّدت من
ثوبها.
والجَريدة: سَعَفةٌ رَطْبَةٌ جُرِدَ عَنْهَا خُوصُها كَمَا يُقشَرُ
الوَرقُ عَن القَضيبِ.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : هُوَ الجَريدُ عِنْد أهل الْحجاز،
واحدَتُهِ: جَرِيدَة، وَهُوَ الخُوصُ.
والجُردانُ، والمُجَرَّدُ: من أَسمَاء الذَّكَرِ.
وجُرَادُ: اسْم رَمْلَةٍ فِي الْبَادِيَة.
والجَرَادُ، والجَرادَةُ: الْمَعْرُوفَة اللحّاسَةُ.
وَقَالَ اللِّحياني: أرضٌ جَرِدَةٌ ومَجَرُودَةٌ قد لَحِسَهَا
الجَرادُ.
والجَرَدُ: مَوضِع فِي ديار تَميمٍ، يُقَال لَهُ: جَرَدُ القصيم.
ولَبَنٌ أجَرَدُ: لَا رغَوةَ عَلَيْهِ، وَقَالَ الْأَعْشَى:
ضَمِنَت لنا أعجازَهُ أرمَاحُنَا
مِلء المَرَاجِلِ والصَّريَحَ الأجرَدَا
وأُجَارِدُ: اسْم موضعٍ بِعَيْنِه، وَمثله: أُبَاتِرُ.
وَيُقَال: نَدَبَ القائِدُ جَرِيدَة من الخَيْلِ إِذا
(10/337)
لم يُنهِضْ معَهُم رَاجلاً.
وَقَالَ ذُو الرمة يصف عيرًا وأُتُنَه:
يقلِّب بالصَّمّان قُوداً جَرِيدَة
ترامى بِهِ قِيْعَانُهُ وأخاشِبُه
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الجريدة: الَّتِي قد جَرَدَها من الصِّغار.
(أَبُو زيد) : يُقَال للرجل إِذا كَانَ مُخْتَتِياً وَلم يكن
بالمُنْبَسِطِ فِي الظُّهُور مَا أَنْت بمنجرد السِّلك.
وَيُقَال: تنقَّ إبِلا: جَرِيدَةً أَي خياراً شداداً.
وَقَالَ أَبُو مَالك: الجريدة الْجَمَاعَة من الْخَيل.
(أَبُو عبيد عَن الْكسَائي) : يُقَال: مَا رَأَيْته مذ أجَردان
وَجَريدَانِ، ومذ أبيضان يُرِيد مُنْذُ يَوْمَيْنِ أَو شَهْرَيْن
تامَّين.
وَكَانَ بِمَكَّة فِي الْجَاهِلِيَّة قَيْنَتَان يُقَال لَهما:
الجَرَادَتَانِ.
وَجَرادَةُ العيّار: اسْم فَرَسٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة.
وَقَالَ اللَّيْث: الإجرِدُّ: بَقَلٌ كَأَنَّهُ الفُلْفُلُ، وَأنْشد
غَيره:
مِنْ مَنْبِتِ الإجرِدِّ والقَصِيْصِ
وَرُوِيَ عَن عمر (تجرَّدوا بالحجِّ وَإِن لم تُحرموا) .
قَالَ إِسْحَاق بن مَنْصُور: قلت لِأَحْمَد: مَا قَوْله: تجرَّدوا
بالحجِّ؟ فَقَالَ: يَعْنِي تشبهوا بالحاج.
قَالَ: وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم كَمَا قَالَ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: جرَّد فلَان الْحَج إِذا أفرد وَلم يَقْرِن.
ردج: (أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : يُقَال لكل ذِي حافر أول شَيْء يخرج
من بَطْنه: الرَّدَجُ، وَذَلِكَ قبل أَن يَأْكُل شَيْئا.
وَقَالَ اللَّيْث: الرِّدَجُ: مَا يخرج من بطن السَّخْلَةِ أولَ مَا
يَرْضَعُ، وَيُقَال للصَّبِيّ أَيْضا.
(قلت) : الردَجُ لَا يكون إِلَّا لذِي الحافِرِ كَمَا قَالَ أَبُو زيد.
وَقَالَ جرير:
لَهَا رَدَجٌ فِي بَيتهَا تَستَعِدُّهُ
إِذا جاءها يَوْمًا من النَّاس خَاطِبُ
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: نسَاء الْأَعْرَاب يَتَطرَّزْنَ
بالرَّدَجِ.
رجد: (عَمْرو عَن أَبِيه) : أُرْجِدَ إِرْجَاداً، إِذا أُرْعِدَ،
وَأنْشد:
أُرْجِدَ رَأس شيخةٍ عَيْصُومِ
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : رُجِدَ رأسُهُ وأُرْجِدَ، ورُجّد.
قَالَ: والرَّجْدُ: الارتعاش.
درج: قَالَ اللَّيْث: الدَّرَجَةُ: الرِّفْعَةُ فِي الْمنزلَة، ودرجات
الجِنَانِ: منَازِل أَرْفَعُ
(10/338)
من منازلَ.
والدَّرَجان: مشْيَة الشَّيْخ وَالصَّبِيّ، وَقد دَرَجَ يَدْرُجُ
دَرْجاً ودرَجَاناً.
قَالَ: وكل بُرجٍ من بروج السَّمَاء ثَلَاثُونَ دَرَجَة.
والمَدْرَجَةُ: ممرُّ الْأَشْيَاء على مَسْلَكِ الطَّرِيق وَغَيره.
وَقَالَ العجاج:
أَمْسَى لِعَافِى الرامِسَات مَدْرَجَا
وَيُقَال: درج قَرْنٌ بعد قَرْنٍ، أَي فَنُوا، وأدْرَجَهُم الله
إدْراجاً.
وَيُقَال: أدرجتُ الْكتاب إدراجاً، وَفِي دَرْجِ الكتابِ كَذَا
وَكَذَا.
وَقَالَ الله جلّ وَعز: {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ
يَعْلَمُونَ} (والقلم: 44) .
قَالَ بَعضهم: سنأخذهم قَلِيلا قَلِيلا، وَلَا نُبَاغِتُهُم.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يُقَال:
امْتنع فلَان من كَذَا وَكَذَا حَتَّى أَتَاهُ فلَان فاستدرجه أَي خدعه
حَتَّى حمله على أَن درج فِي ذَلِك.
وَيُقَال للصَّبِيّ إِذا دَبَّ وَأخذ فِي الْحَرَكَة: دَرَجَ يَدْرُجُ
دَرَجَاناً، فَهُوَ دَارِجٌ.
وَأنْشد:
يَا لَيْتَني قد زُرتُ غير خَارِجِ
أمَّ صبيَ قد حَبَا أَو دَارِجِ
والدَّرُوجُ من الرِّيَاح: الَّتِي تَدْرُجُ أَي تمر مرّاً لَيْسَ
بِالْقَوِيّ وَلَا الشَّديد، وَالرِّيح إِذا عصفت اسَتْدرَجَتْ
الْحَصَى أَي صيَّرته إِلَى أَن يَدْرُجَ على وَجه الأَرْض من غير أَن
ترفعه إِلَى الْهَوَاء، فَيُقَال: دَرَجَتْ بالحصى واسْتَدْرَجَتِ
الْحَصَى، وَمَا دَرَجَتْ بِهِ فجرت عَلَيْهِ جَريا شَدِيدا دَرَجَتِ
فِي جريها، ومااسْتَدرَجَتْه فصيَّرته بِجَرْيِهِ عَلَيْهَا إِلَى أَن
دَرَجَ الْحَصَى هُوَ بِنَفسِهِ.
وَيُقَال: للطريق الَّذِي يَدْرُجُ فِيهِ الْغُلَام والريحُ
وَغَيرهمَا: مَدْرَجٌ، ومَدْرَجَةٌ، ودَرَجٌ، وَجمعه: أدْرَاجٌ أَي ممر
وَمذهب.
وَيُقَال لما طويته: أدرَجْتَهُ إدرَاجاً، لِأَنَّهُ يُطوى على وَجهه.
وَيُقَال: اسْتَدْرَجَتِ المحاوِرُ المَحَالَ كَمَا قَالَ ذُو الرمة:
صَرِيف المَحَالِ استَدَرَجَتْهَا المَحَاوِرُ
أَي صيرتها إِلَى أَن تدرج.
وَقَالَ غَيره: الإدراج: لَفُّ الشَّيْء فِي الشَّيْء.
وأَدْرَجَتِ المرأةُ صبيَّها فِي مَعَاوِزِهَا.
وأدَرَجَ الميتُ فِي أَكْفَانه.
وأدرَجْتُ الْكتاب فِي الْكتاب إِذا جعلته فِي دَرْجِهِ أَي فِي طيّه.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب أَنه قَالَ فِي قَوْلهم:
(أحسنُ من دَبَّ ودَرَجَ) فدبَّ:
(10/339)
مَشى، ودَرَجَ: مَاتَ، وَقَالَ الأخطل:
قبيلةٌ كَشِرَاكِ النَّعل دَارِجَةٌ
إِن يَهبِطُوا العَفْوَ لَا يُوجَد لَهُم أَثَرُ
قَالَ: ودَرَجَ فِي غير مثل هَذَا الْموضع مثل دَبَّ.
وَدَوارِجُ الدَّابَّة: قَوَائِمهَا، الْوَاحِدَة: دارجة.
وَمن أمثالهم: (لَيْسَ ذَا بعشّك فادرُجي) ، أَي: تحوَّلي وامضي
واذهبي.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن المبرَّد عَن التَّوَّزيّ قَالَ: كنت
عِنْد أبي عُبَيْدَة فَجَاءَهُ رجل من أَصْحَاب الْأَخْفَش فَقَالَ لنا
أَلَيْسَ هَذَا فلَانا؟ قُلْنَا بلَى، فَلَمَّا انْتهى إِلَيْهِ الرجل
قَالَ (لَيْسَ هَذَا بعشك فادرُجي) فَقُلْنَا يَا أَبَا عُبَيْدَة لمن
يُضرب هَذَا الْمثل؟ قَالَ لمن يُرفع لَهُ بحبال أَو يُطرد، قَالَه
المبرِّد.
وَيُقَال: خلِّ دَرَجَ الضَّبِّ، ودَرَجُهُ: طَرِيقه، أَي لَا تَعْرِضْ
لَهُ.
وَيُقَال: اسْتمرّ فلَان دَرَجَهُ، وأدْرَاجُهُ، وَرجع فلَان دَرَجَهُ
أَي رَجَعَ فِي طَرِيقه الَّذِي جَاءَ فِيهِ.
وَقَالَ سَلامَة بن جندل:
وكرُّنَا خَيْلَنَا أدرَاجَها رُجُعاً
كُسَّ السَّنَابِكِ من بَدءٍ وتعقيِبِ
وَيُقَال: استَدْرَجَتِ النَّاقة وَلَدهَا إِذا استَتْبَعَتْه
بَعْدَمَا تُلقيه من بَطنهَا.
وناقةٌ مِدْرَاجٌ إِذا كَانَت تُؤخّر جَهَازَهَا، وَهِي ضِدُّ
المِسْنَافِ.
وَقَالَ أَبُو طَالب: الإدرَاجُ: أَن يَضْمَرَ البعيرُ فيضطرب
بِطَانُهُ حَتَّى يسْتَأْخر إِلَى الحَقَبِ، فيستأخر الحِمْلُ،
وَإِنَّمَا يُسنَفُ بالسِّنَافِ مَخَافَةَ الإدراجِ.
وَيُقَال: فلَان دَرْجُ يَديك، وَبَنُو فَلَا دَرْجُ يَديك أَي لَا
يعصونك، لَا يُثنَّى وَلَا يُجمع.
(أَبُو عمرٍ و) : أدْرَجْتُ الدَّلْو إدراجاً إِذا مَتَحْتَ بِهِ فِي
رِفْقٍ وَأنْشد:
يَا صاحبيَّ أدرجَا إدرَاجَا
بالدلو لَا يَنْضَرِجُ انضِرَاجا
وَقَالَ:
وَلَا أُحِبُّ الساقِيَ المِدْرَاجَا
كَأَنَّهُ محتضن أَوْلَادًا
قَالَ: وَتسَمى الدَّال وَالْجِيم فِي القافية الْإِجَازَة.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : المِدْرَاجُ: النَّاقة الَّتِي تجر
الْحمل إِذا أَتَت على مضربها.
قَالَ أَبُو سعيد: يُقَال: اسَتْدرَجَهُ كَلَامي أَي أقْلَقَهُ حَتَّى
تَركه يَدْرُجُ على الأَرْض، وَقَالَ الْأَعْشَى:
لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القُولُ حَتَّى تَهُرَّهُ
وَتعلم أنِّي مِنْك غير مَلْجَمِ
(10/340)
ويُروى: مُفْحَمِ.
وَيُقَال للخِرَقِ الَّتِي تُدرج إدراجاً وتُلف وَتجمع ثمَّ تُدَسُّ
فِي حَيَاء النَّاقة الَّتِي يُرِيدُونَ ظَأرَهَا على وَلَدِ ناقةٍ
أُخْرَى، فَإِذا نُزعت من حيائها حَسِبَتْ أَنَّهَا ولدت ولدا فيُدنى
مِنْهَا وَلَدُ النَّاقة الْأُخْرَى فترأمُهُ، يُقَال لتِلْك
اللَّفِيفَةِ: الدُّرجَةُ والجَزْمُ، والوَثيِغَةُ.
وَأما الدُّرَجَةُ بِفَتْح الرَّاء فَإِن ابْن السّكيت قَالَ: هُوَ
طَائِر أسود بَاطِنُ الجَنَاحَينِ، وظاهِرُهُمُا أغبر، وَهِي على
خِلْقَةِ القطاة إِلَّا أَنَّهَا أنطف.
وَقَالَ اللَّيْث: الدُّرَّاج: من الطير بِمَنْزِلَة الحَيْقُطَانِ،
وَهُوَ من طير الْعرَاق وَهُوَ أرقَطُ.
قَالَ: والدِّرِّيج: شَيْء يُضرب بِهِ ذُو أوتار كالطنبور.
وَيُقَال للدَّبَّابات الَّتِي تُسوَّى لِحَرْبِ الحِصار، يَدْخُلُ
تحتهَا الرِّجالُ: الدَّبَّابات والدَّرّاجات.
والدرَّاجة: الَّتِي يَدْرَجُ عَلَيْهَا الصَّبِي أول مَا يمشي.
والدُّرْجُ: دُرْجُ الْمَرْأَة تضع فِيهِ طيبها وأداتها، وَهُوَ
الحِفْشُ أَيْضا. والمَدَارِجُ: الثنايا الغِلاظُ بَين الْجبَال.
وَمِنْه قَول المزنيِّ:
تعرَّضي مَدَارِجاً وسُومي
تعرُّض الجوزاء للنجوم
وَيُقَال: درَّجْتُ العليل تَدْريجاً إِذا أطعمته شَيْئا قَلِيلا من
الطَّعَام. ثمَّ زِدْتَه عَلَيْهِ قَلِيلا، وَذَلِكَ إِذا نَقِهَ
حَتَّى تدرَّج إِلَى غَايَة أكله كَانَ قبل العِلَّةِ دَرَجة فدرجةً.
وَقيل فِي قَوْله جلّ وَعز: {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ
يَعْلَمُونَ} (الْأَعْرَاف: 183) سنأخُذُهم من حَيْثُ لَا يحتسبون،
وَذَلِكَ أَن الله جلّ وَعز يفتح عَلَيْهِم من النَّعيم مَا يغتبطون
بِهِ فيركنون إِلَيْهِ ويأنسون بِهِ وَلَا يذكرُونَ الْمَوْت، فيأخذهم
على غرَّتهم أغفل مَا كَانُوا، وَلِهَذَا قَالَ عمر بن الْخطاب لما
حُمل إِلَيْهِ كنوز كسْرَى: (اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك أَن أكون
مُسْتَدْرَجَاً فَإِنِّي أسمعك تَقول: {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ
لاَ يَعْلَمُونَ} (الْأَعْرَاف: 183)) .
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الدَّرْجُ: لَفُّ الشَّيْء.
يُقَال: دَرَجْتُهُ، وأدْرَجْتُهُ، ودرَّجتُهُ، والرُّباعي أفصَحُها،
والدَّرَجُ: المَحاجُّ، والدَّرَجُ: الطَّرِيق.
يُقَال: رَجَعَ فلَان ذَرَجَهُ إِذا رَجَعَ فِي الْأَمر الَّذِي قد
كَانَ ترك.
قَالَ: وَيُقَال: دَرِجَ إِذا صَعِدَ فِي الْمَرَاتِب.
وَدِرجَ إِذا لَزِمَ المَحَجَّةَ من الدّين.
كُله بِكَسْر الْعين من فَعِلَ.
(10/341)
وَقَالَ ابْن السّكيت: فِي قَوْلهم: (أكذب
من دَبَّ ودَرَجَ) أَي أكذب الْأَحْيَاء والأموات.
يُقَال للْقَوْم إِذا انْقَرَضُوا: دَرَجُوا.
(قلت) : وأصل هَذَا مِنْ درَجْتُ الثَّوْب إِذا طويته، كَأَنَّهُمْ لما
مَاتُوا وَلم يُخلِّفوا عَقِباً دَرَجُوا طَرِيق النَّسْل والبقاء أَي
طوَوْه.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : يُقَال للرجل إِذا طلب شَيْئا فَلم
يقدر عَلَيْهِ: رَجَعَ على غُبَيْراءِ الظّهْر، وَرجع على أدراجه،
وَرجع دَرَجَهُ الأولَ، وَمثله: رَجَعَ عَوْدَهُ على بَدْئِهِ، ونكَصَ
على عَقِبِه، وَذَلِكَ إِذا رَجَعَ وَلم يُصب شَيْئا.
قَالَ: وَيُقَال: رَجَعَ فلَان على حَافِرَتِهِ وادِرَاجِهِ بِكَسْر
الْألف، هَكَذَا أَخْبرنِي الْإِيَادِي عَن شمر: رَجَعَ على إدراجه
إِذا رَجَعَ فِي طَرِيقه الأول.
أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: يُقَال: فلَان دَرْجُ يدك أَي لَا يعصيك.
وَيُقَال: مَا أَنا الأدْرَجُ يَدِكَ أَي مَا أعصيك؟ .
(بَاب الْجِيم وَالدَّال مَعَ اللَّام)
(ج د ل)
جدل، جلد، دجل، دلج: مستعملة.
جدل: الجَدْلُ: شِدَةُ الفَتْلِ.
يُقَال: إِنَّه لَحَسنُ الأَرْمِ وَحَسَنُ الجَدْل إِذا كَانَ حَسَنَ
أسر الخَلْق.
وجَدَلْتُ الحَبْلَ جَدْلاً إِذا شَدَدتَ فتله، وَمِنْه قيل لِزِمَامِ
النَّاقة: الجَدِيل.
(أَبُو عبيد) : الجَدْلاَءُ والمَجْدُولةُ من الدروع: نَحْو الموضونة،
وَهِي المنسُوجةُ.
قَالَ الحطيئة:
جَدلاءَ مُحْكَمَةٍ من نَسجِ سلاَّمِ
قَالَ اللَّيْث: جمع الجَدلاءِ: جُدْلٌ، وَقد جُدِلَتْ الدروع إِذا
أُحكمت.
وَيُقَال: إِنَّه لَجَدِلٌ إِذا كَانَ شَدِيد الْخِصَام، وَإنَّهُ
لَمِجْدَلٌ، وَقد جادل فلَانا جِدالاً ومجادلة.
والجُدُول: الْأَعْضَاء، وَاحِدهَا: جَدْلٌ.
وَقَالَ شمر: سمِّيت الدروع جَدْلاَءَ ومَجْدُلَةً لإحكام حَلَقِها
كَمَا يُقَال: حَبْلٌ مجدول: مفتول، ودجُدِلَتْ جَدْلاً أَي أُحكمَت
إحكاماً.
وَقَالَ اللَّيْث: الجَدْلُ: الصَّرعُ.
يُقَال: جَدَلْتُهُ فانجدل صَرِيعاً، وَهُوَ مَجْدول، وَأكْثر مَا
يُقَال: جدَّلته تجديلاً.
والجَدَالَةُ: اسْم للْأَرْض.
وَقيل للصَّريع: مُجَدَّل لِأَنَّهُ يُصْرَعُ بالجَدَالة.
وَقَالَ الراجز:
قد أركَبُ الْآلَة بعد الآله
وأترُكُ العاجِزَ بالجَدَاله
(10/342)
(قلت) : الْكَلَام الْمُعْتَمد: طعنه
فجدَّله بِالتَّشْدِيدِ.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : إِذا اخضرَّ حَبُّ طلع النّخل واستدار
قبل أَن يشْتَد فَإِن أهل نجد يسمونه الجَدَالَ. وَأنْشد:
وسارت إِلَى يَبْرِينَ خمْسا فَأَصْبَحت
يخر على أَيدي السُّقَاة جَدَالُها
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للذّكر العَرْدِ: إِنَّه لجَدْلٌ خَدْلٌ.
قَالَ وجُدُول الْإِنْسَان: قَصَبُ الْيَدَيْنِ والرِّجلين، وَرجل
مجدُولُ الْخلق: لطيف الْقصب.
قَالَ: والجَدِيْلةُ: شَرِيْجَةُ الحَمَامِ، وَنَحْوهَا.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال لصَاحب الجَدِيْلَةِ: جَدَّالٌ.
قَالَ: وَيُقَال: رجل جَدَّالٌ بدّالٌ: مَنْسُوب إِلَى الجَدِيلةِ
الَّتِي فِيهَا الْحمام.
قَالَ: وَيُقَال: رجل جدَّال للَّذي يَأْتِي بِالرَّأْيِ السخيف،
وَهَذَا رَأْي الجدّالين.
وَيُقَال: الْقَوْم على جَدِيلَةِ أَمرهم أَي على حَالهم الأول.
(سَلمَة عَن الفرّاء) فِي قَول الله جلّ وَعز: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ
عَلَى شَاكِلَتِهِ} (الْإِسْرَاء: 84) فصحَّف بَعضهم وَقَالَ: (على حدَ
يَلِيهِ) ، الشاكلة: النَّاحِيَة والطريقة والجديلة قَالَ: وَسمعت بعض
الْعَرَب يَقُول: (وَعبد الْملك إِذْ ذَاك على جَدِيَلَتِهِ، وَابْن
الزبير على جَدِيْلَتِهِ) يُرِيد ناحيته، وَيُقَال: فلَان على
جَدِيْلَتِهِ وجَدْلاَئِهِ كَقَوْلِك: على ناحيته، وَقَالَ شمر: مَا
رَأَيْت تصحيفاً أشبه بِالصَّوَابِ مِمَّا قَرَأَهُ سُلَيْمَان بن
مَالك فِي التَّفْسِير عَن مُجَاهِد فِي قَوْله جلّ وَعز: {قُلْ كُلٌّ
يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} فصحَّف وَقَالَ: (على حدَ يَلِيهِ)
وَإِنَّمَا هُوَ: على جَدِيْلَتِهِ أَي ناحيته، وَهُوَ قريب بعضه من
بعض. وَقَالَ أَيْضا أَعنِي اللَّيْث: الجَدِيْلَةُ أَيْضا: الرَّهْط
وَهِي من أَدَمٍ يأتزرُ بهَا الصّبيان، والحُيَّض من النِّسَاء.
وَقَالَ غَيره: جديلةُ طيِّيءٍ: قَبيلَة مِنْهُم، يُنسب إِلَيْهِم
فَيُقَال: جَدَلِيٌّ، وَقَالَ اللَّيْث: وجَدَيِلَةُ أسَدٍ: قَبيلَة.
وَقَالَ اللَّيْث: الأجدَلُ من صفة الصَّقر، قَالَ: وَرجل أجْدَلُ
الْمنْكب: فِيهِ تطأطؤ، وَهُوَ خلاف الْأَشْرَف من المناكب:
(قلت) : هَذَا عِنْدِي خطأ، إِنَّمَا الصَّوَاب: رجل أحدلُ الْمنْكب،
هَكَذَا رُوي لنا عَن أبي عبيد، عَن أبي عمرٍ وَقَالَ: الأجْدَلُ:
الَّذِي فِي مَنْكِبَيْه ورقبته انكباب على صَدره وَقد مر فِي بَابه.
وَقَالَ اللَّيْث: إِذا جعلت الأجْدَلَ نعتاً قلتَ: صقر أجْدَلُ، وصقور
جُدْلٌ، وَإِذا تركته اسْما للصّقر قلتَ: هَذَا الأجْدَلُ،
(10/343)
وَهِي الأجادلُ، لِأَن الْأَسْمَاء الَّتِي
على أفعَل تُجمع على فُعْل إِذا نُعت بهَا فَإِن جَعلتهَا أَسمَاء
مَحْضَة جُمعت على أفَاعِل، وَأنْشد أَبُو عبيد:
يخُوتُون أُخْرَى القَوم خَوْتَ الأجَادِلِ
(أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة) قَالَ: الأجَادِلُ: الصقور، وَاحِدهَا:
أجْدَلُ.
قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا قويَ الفصيل وَمَشى
فَهُوَ راشحٌ فَإِذا ارْتَفع عَن الراشحِ فَهُوَ جَادِلٌ.
وَقَالَ اللَّيْث: الجَدْوَلُ: نهر الْحَوْض وَنَحْو ذَلِك من
الْأَنْهَار الصغار، يُقَال لَهَا: الجَدَاوِلُ.
والمِجْدَلُ: الْقصر المشرف، وَجمعه: مَجَادِلُ.
وَقَالَ غَيره: الجَدْلُ: أَن يُضْرَبَ عُرض الْحَدِيد حَتَّى
يُدَمْلَجَ. وَهُوَ أَن يُضرب حُرُوفه حَتَّى يستدير.
وَيُقَال: جادلتُ الرجل فَجَدَلْتُهُ جَدْلاً إِذا غَلَبْتَهُ.
وَرجل جِدلٌ إِذا كَانَ ألوى فِي الخِصَامِ. وَفِي الحَدِيث أَن
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (أَنا خَاتم النَّبِيين فِي
أم الْكتاب وَإِن آدم لمُنْجَدِلٌ فِي طينته) .
قَالَ شمر: المُنْجَدِلُ: السَّاقِط.
والمُجَدَّلُ: الْملقى بالجدالة وَهِي الأَرْض، وَقَالَ الْهُذلِيّ:
مُجَدَّلٌ يُتَكَسَّى جِلدُهُ دَمَهُ
كَمَا تَقَطَّرَ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ
دجل: يُقَال: دَجَلَ وسَرَجَ إِذا كذب.
وَبينهمْ دَوْجَلَةٌ وهوجَلَةٌ، ودَوْجَرَةٌ وسَوْرَجَةٌ، وَهُوَ
كَلَام يُتناقل، وناس مُخْتَلفُونَ.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الدَّاجِلُ: المُموِّهُ
الْكذَّاب، وَبِه سُمِّي الدَّجَّال.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: دَجَلَ الرَّجُلُ الْمَرْأَة وَدَجَاها إِذا
جَامعهَا، وَهُوَ الدَّجْلُ، والدَّجْوُ.
وَقَالَ اللَّيْث: الدَّجْلُ: شدَّة طليِ الجرب بالقَطْرانِ.
(أَبُو عبيد) : المُدَجَّل: الْبَعِير المهنوء بالقِطرَان.
ودِجْلَةُ: اسْم معرفَة لنهر الْعرَاق، ودُجَيْل: نهر صَغِير
يَنْخَلِجُ من دجلة.
وَقَالَ اللَّيْث: الدَّجَّالُ هُوَ الْمَسِيح الْكذَّاب، وَإِنَّمَا
دَجْلُهُ، سِحْرُهُ وكَذِبُهُ لِأَنَّهُ يُدْجِلُ الْحق بباطله،
وَيُقَال: إِنَّه رجل من الْيَهُود يخرج فِي آخر هَذِه الْأمة.
(قلت) : كل كَذَّابٍ فَهُوَ دجال، وَجمعه: دجَّالون، قيل للكذاب
دَجَّالٌ لِأَنَّهُ يستر الْحق بكذبه.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا هُنِىءَ الْبَعِير أَجمعَ
(10/344)
فَذَلِك التدجيل، وَقد دجَّلته، فَإِذا
جعلته فِي المساعر فَذَلِك: الدَّسُّ.
قَالَ: والدّجَّالة: الرّفْقَة الْعَظِيمَة، وَأنْشد:
دجَّالة من أعظم الرِّفاق
وكل شَيْء موّهته بِمَاء ذهب وَغَيره فقد دجَّلته.
وَيُقَال لماء الذَّهَب: دَجَّالٌ، وَبِه شُبِّه الدّجّال لِأَنَّهُ
يُظهر خلاف مَا يُضمر.
دلج: قَالَ ابْن السّكيت: أَدْلَجَ الْقَوْم إدلاجاً إِذا سَارُوا
اللَّيْل كُله فهم مُدْلِجُونَ، وادّلجوا بتَشْديد الدَّال إِذا
سَارُوا فِي آخر اللَّيْل، وَأنْشد:
إِن لَهَا لَسَائِقاً خَدَلَّجَا
لم يُدلِجِ اللَّيْلَة فِيمَن أدلجا
وَيُقَال: خرجنَا بِدَلْجَةٍ ودُلْجَةٍ إِذا خَرجُوا فِي آخر اللَّيْل.
وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ الدَّلَجُ، والدُّلْجَةُ، وَالْفِعْل:
الإدلاَجُ، والادِّلاَجُ.
والمُدْلِجُ: من أَسمَاء الْقُنْفُذ، سمي مُدْلجاً لِأَنَّهُ لَا يهدأ
بِاللَّيْلِ سَعْياً، وَقَالَ عبدَةُ:
قَوْمٌ إِذا دَمَسَ الظلام عَلَيْهِم
حَدَجُوا قَنَافِذَ بالنميمة تَمْزَعُ
(أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : المَدْلَجُ: مَا بَين الْحَوْض إِلَى
الْبِئْر، والأصمعي مثله.
والدَّالِجُ. الَّذِي يتَرَدَّد بَين الْبِئْر والحوض بالدلو يُفرغها
فِيهِ وَأنْشد:
بَانَتْ يَدَاهُ عَن مُشَاشِ والجِ
بَيْنُونَةَ السّلم بكف الدَّالجِ
وَقد دَلَجَ يَدْلُجُ دُلُوجاً.
وَيُقَال للَّذي ينْقل اللَّبن، إِذا حُلبت الْإِبِل، إِلَى الجِفَان:
دَالِجٌ.
والعُلبة الْكَبِيرَة الَّتِي يُنقل فِيهَا اللَّبن هِيَ المِدلجَةُ.
والدَّوْلَجُ، والتَّوْلَجُ: الكِنَاس، الأَصْل: وَوْلَجٌ، فقُلبت
الْوَاو تَاء ثمَّ قُلبت دَالا والتُّلَجُ: فرخ العُقابِ، أَصله:
وُلَجٌ.
جلد: قَالَ اللَّيْث: الجِلدُ: غشاء جَسَد الْحَيَوَان، وَيُقَال
جِلْدَةُ الْعين، وَقَالَ الله جلّ وَعز ذَاكِرًا أَصْحَاب النَّار
حِين تشهد جَوارِحُهُم: {يَعْمَلُونَ وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ
شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 - اْ أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِى أَنطَقَ كُلَّ شَىْءٍ} (فصلت:
21) قَالَ أهل التَّفْسِير وَقَالُوا لفروجهم فكنى بالجلود عَنْهَا،
وَقَالَ الفرَّاء: الجِلْدُ هَا هُنَا: الذَّكَرُ كنى الله عَنهُ
بِالْجلدِ كَمَا قَالَ: {أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن الْغَآئِطِ}
(النِّسَاء: 43) وَالْغَائِط: الصَّحرَاء، وَالْمرَاد من ذَلِك: أَو
قضى أحد مِنْكُم حَاجَة.
الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: القُلْفة،
والقَلَفَة، والرُّغْلة، والرَّغْلة،
(10/345)
والجُلدة، كُله: الغُرلة وَقَالَ الفرزدق:
من آل حَوْرَانَ لم تَمْسَسْ أُيُورَهُم
مُوسَى فَتَقْطَعَ عَنْهُم يَابِس الجُلَدِ
وَقَالَ ابْن السّكيت: الجَلْدُ: مصدر جَلَدَهُ يَجْلِدُهُ جَلْداً.
وَرجل جَلْدٌ وجليد بيِّن الجَلَدِ والجَلاَدَةِ.
وَالْجَلد أَيْضا: الْإِبِل الَّتِي لَا أَوْلَاد لَهَا، وَلَا ألبانَ
بهَا.
والجَلَدُ: أَن يُسلخ جِلْدُ الحُوَارِ ثمَّ يحشى ثماماً أَو غَيره من
الشّجر، وتُعطَفُ عَلَيْهِ أمُّه فترأمُهُ، قَالَ العجاج:
وَقد أرَانِي للغَوَانِي مَصْيَدَا
مُلاوَةً كَأَن فَوقِي جَلَدَا
أَي يَرْأَمْنَنِي ويعطفن عليَّ كَمَا ترأَمُ النَّاقة الجَلَدَ.
قَالَ: والجَلَدُ: الغليظ من الأَرْض، وَأنْشد:
والنَّؤْيُ كالحوض بالمظلومة الجَلَدِ
وَكَانَ ابْن الْأَعرَابِي يَقُول: الجِلْدُ، والجَلَدُ: وَاحِد، مثل
شِبْهٍ، وشَبَهٍ.
قَالَ ابْن السّكيت: وَلَيْسَ بِمَعْرُوف مَا قَالَ.
قَالَ: والتجليد لِلْإِبِلِ بِمَنْزِلَة السَّلخِ للشاء، وَقد جلَّدْتُ
النَّاقة إِذا سلختها.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: هَذِه أَرض جلدَة، وَمَكَان جلد، والجميع:
الجَلَدَاتُ.
وناقة جَلْدَةٌ، ونوق جَلَدَاتٌ، وَهِي القوية على الْعَمَل وَالسير.
وَيُقَال: جَلَدْتُهُ بِالسَّيْفِ جلدا إِذا ضَرَبْتَ جِلْدَهُ.
وجالدناهم بِالسُّيُوفِ جلاداً أَي ضاربناهم.
وجلدتُ بِهِ الأَرْض أَي صَرَعْتُهُ.
قَالَ: وَيُقَال للناقة النَّاجِية: جَلْدَةٌ، وَإِنَّهَا لذات
مَجْلُودٍ أَي فِيهَا جلادة، وَأنْشد:
من اللواتي إِذا لانت عَرِيكَتُها
يبْقى لَهَا بعْدهَا آلٌ ومجلُودُ
قَالَ: مجْلُودُها: بقيةُ جَلَدِها، قالهُ أبُو الدُّقَيْشِ.
(شمرٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي) : جُلِدَتِ الأرضُ من الجَلِيدِ،
وأَجْلَدَ الناسُ، وَجَلِدَ البَقْلُ.
ويُقالُ فِي الصَّقيع والضَّريبِ: مِثلُهُ، ضُرِبَتِ الأرضُ،
وَأَضْرَبْنا، وضَرِبَ البَقْلُ.
ويُقالُ لمِئْلاَةِ النَّائِحَةِ: مِجْلَدٌ، وجمعُهُ: مَجالِدُ.
قَالَ أَبُو عبيدٍ: وَهِي خِرَقٌ تُمْسِكها النَّوَائِحُ إِذا نُحْنَ
بأَيديهِنَّ.
وَقَالَ عديُّ بنُ زيدٍ:
إِذا مَا تكَرَّهْتَ الخَلِيقَةَ لامْرِىءٍ
فلاَ تَغْشَهَا وَاجْلِدْ سِوَاها بمجْلَدِ
أَي خذْ طَرِيقا غيْرَ طريقها، ومَذْهباً آخرَ
(10/346)
عَنْهَا، واضْرِبْ فِي الأرضِ لِسِوَاها.
(عَمْرو عَن أَبِيه) : أَحْرَجتُهُ إِلَى كَذَا وأَوْجَيْتُهُ،
وأَجلَدْتهُ، وأَدْمَغْتُهُ، وأدْغَمتُهُ إِذا أَحْوَجْتَه إليْهِ.
(ابْن الْأَعرَابِي) : جَزَزْتُ الضأَنَ، وحَلَقْتُ المِعْزَى،
وجَلْدْتُ الجَمَلَ، لَا تقولُ العرَبُ غيرَ ذلكَ.
(أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ) : الجَلَدُ من الإبِلِ: الكِبارُ الَّتِي
لَا صِغارَ فِيهَا.
وأنشدنا:
تَوَاكَلَها الأزْمانُ حَتَّى أَجَأْنَهَا
إِلَى جَلَدٍ مِنها قليلِ الأسافِلِ
أسافلُها: صِغارُها.
وَقَالَ الفرَّاء: الجَلَدُ من الإبلِ: الَّتِي لَا أولادَ مَعها
فتَصبر عَلَى الحرِّ والبرْدِ.
(قلت) : الجَلَدُ من الإبلِ: الَّتِي لَا ألبانَ لَهَا، وَقد وَلَّى
عَنْهَا أولادُها.
ويَدخُلُ فِي الجَلَدِ: بَناتُ اللَّبُون فمَا فَوقها من السِّنِّ
ويُجمعُ الجَلَدُ أجلاداً، وأجاليدَ.
ويدخلُ فِيهَا المخاضُ، والعِشارُ، والحيالُ، فَإِذا وضَعَتْ أولادَها
زالَ عَنْهَا اسمُ الجَلَد، وقيلَ لَهَا: العِشارُ واللِّقَاحُ.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : الجلَدُ: أَن يُسلخَ جلدُ البعيرِ أَو
غيرِه من الدَّوَابّ فيُلبَسَه غَيْرُه من الدوابِّ، وَقَالَ العجاج
يصفُ الأسدَ:
كأنْهُ فِي جَلَدٍ مُرَفّلِ
(غَيْرُه) : تَمْرَةٌ جَلْدَةٌ صُلْبَةٌ مُكْتَنِزَةٌ.
وَأنْشد:
وكنتُ إِذا مَا قُرّب الزَّاد مُولَعاً
بِكُلِّ كُمَيْتٍ جَلَدَةٍ لَمْ تُوَسَّفِ
والمجلَّد: مِقْدَار من الحِمْلِ مَعْلوُمُ المَكِيلَةِ وَالْوَزْن.
وَيُقَال: فلَان عَظِيم الأجْلادِ والتَّجَالِيدِ إِذا كَانَ ضخماً
قويَّ الْأَعْضَاء والجسم.
وَجمع الأجْلادِ: أجَالِدُ، وَهِي الْأَجْسَام.
وَفِي حَدِيث القَسَامَةِ: (رُدُّوا الْأَيْمَان على أجَالِدِهِم) أَي
عَلَيْهِم أنفسهم، وَكَذَلِكَ: التجاليد. قَالَ الشَّاعِر:
يَبْنِي تجاليدي وأقتَادَهَا
نَاوٍ كرأس الفَدَنِ المُؤْيَدِ
وَجَلُودُ: قَرْيَة بأفريقية إِذا نُسب إِلَيْهَا قيل: جَلُوديٌّ
بِفَتْح الْجِيم.
وَقَالَ أَبُو زيد: حملتُ الْإِنَاء فاجْتَلَدتُهُ واجتلدتُ مَا فِيهِ
إِذا شَرِبْتَ كل مَا فِيهِ.
(قلت) : وَيُقَال: اجَتْلتُهُ. واجتلْتُ مَا فِيهِ.
(أَبُو عبيد عَن الْفراء) : إِذا ولَدَتِ الشَّاة فَمَاتَ وَلَدُهَا
فَهِيَ شَاةٌ جَلَدٌ.
وَيُقَال لَهَا أَيْضا: جَلّدَةٌ.
وجِمَاعُ جَلَدَةٍ: جَلَدٌ، وجَلَدَاتٌ.
(10/347)
ج د ن
جدن، جند، دجن، دنج، نجد: مستعملة.
جدن: ذوجَدَنٍ: اسْم مَلِكٍ من مُلُوك حِمْيَرٍ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: أَنْشدني أَبُو عَمْرو بن
الْعَلَاء:
لَو أنني كنت من عَادٍ وَمن إرَمٍ
غَذِيَّ بَهْمٍ ولقماناً وَذَا جَدَنِ
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أجْدَنَ الرجل إِذا اسْتغنى بعد
فقر.
جند: قَالَ اللَّيْث: الجُنْدُ: مَعْرُوف.
وكل صنف من الْخلق: جندٌ على حِدَةٍ.
وَفِي الحَدِيث: (الأرواحُ جُنُودٌ مجنَّدةٌ فَمَا تعارف مِنْهَا ائتلف
وَمَا تناكر مِنْهَا اخْتلف) .
والمجنَّدة: الْمَجْمُوعَة، وَهَذَا كَمَا يُقَال: ألف مؤلفة، وقناطير
مقنطرة أَي مضعَّفة.
وَيُقَال: هَذَا جُنْدٌ قد أقبل، وَهَؤُلَاء جُنْدٌ قد أَقبلُوا.
قَالَ الله {الاَْسْبَابِ جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن
الاَْحَزَابِ} (ص: 11) فوحَّد النَّعْت لِأَن لفظ الْجند وَاحِد.
وَكَذَلِكَ: الْجَيْش والحزب.
وَقَالَ اللَّيْث: جَنَدق: مَوضِع بِالْيمن وَفُلَان الجَنَدِيُّ.
قَالَ: والجَنَدُ: أَيْضا حِجَارَة شبه الطين.
وجُنادةُ: حيٌّ من الْيمن.
وَيَوْم أجْنَادِينِ يَوْم مَعْرُوف كَانَ بِالشَّام أيَّام عمر.
وأجنَادُ الشَّام: خمس كُوَرٍ، وَمِنْهَا دمشق، وفلسطين، وحمص،
والأردن، وقِنَّسرين.
دنج: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : قَالَ الدُّنُجُ: العُقَلاء.
(عَمْرو عَن أَبِيه) : الدِّنَاجُ: إحكام الْأَمر وإتقانه.
(والدِّماجُ: الصُّلح على دَخَنٍ) .
دجن: قَالَ اللَّيْث: الدَّجْنُ: ظلّ الْغَيْم فِي الْيَوْم المطير.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : دَجَنَ يَوْمنَا وَدَغَنَ.
وَيَوْم ذُو دُجُنَّةٍ، ودُغُنَّةٍ.
قَالَ: وَيَوْم دَجْنٍ إِذا كَانَ ذَا مطر.
وَيَوْم دَغْنٍ إِذا كَانَ ذَا غيم بِلَا مطر.
وَقَالَ غَيره: دَجَنَ فلَان بِالْمَكَانِ دُجُوناً إِذا أَقَامَ بِهِ،
وَكَذَلِكَ: رَجَنَ بِهِ.
وَيُقَال: دَجَنَ فِي بَيته إِذا لزمَه، وَبِه سُمِّيَت دَوَاجِنَ
الْبيُوت، وَهِي مَا ألِفَ الْبَيْت من الشَّاء وَالطير وَغَيرهَا،
الْوَاحِدَة: دَاجِنَةٌ.
(10/348)
وَقَالَ ابْن أم قعنب يهجو قوما:
رأسُ الخَنَا مِنْهُم، وَالْكفْر خامسُهُم
وحِشّوَةٌ مِنْهُم فِي اللؤم قد دَجَنُوا
وَقَالَ اللَّيْث: كلب دَاجِن: قد ألِفِ الْبَيْت.
والدَّجُونُ: الأَلَفَانُ.
قَالَ، وَيُقَال للناقة الَّتِي قد عُوِّدَت السِّناوة: مَدْجُونَةٌ
أَي دُجِنت للسِّناوة، هَكَذَا: القَوْل فِيهَا.
قَالَ: والمُدَاجَنَةُ: حُسن المُخَالَطَةِ.
وَقَالَ أَبُو زيد: الدَّجُونُ من الشَّاء: الَّتِي لَا تمنع ضرْعهَا
سِخَالَ غَيرهَا.
وَقَالَ اللَّيْث: الدُّجُنَّة: الظلماء، وَالْفِعْل مِنْهَا:
ادجوْجَن، وَأنْشد:
لِيَسْقِ ابْنة العَمْريِّ سلمى وَإِن نَأَتْ
كِثَافَ العُلى واهي الدُّجُنَّة رَائِحُ
وَيُقَال: أَدْجَنَ يَوْمنَا فَهُوَ مُدْجِنٌ إِذا أضبَّ فأظلم.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أَدْجَنَ أَقَامَ فِي بَيته.
(أَبُو زيد) : سَحَابَة دَاجِنَةٌ وَمُدْجِنَةٌ، وَقد دَجَنَتْ تدجُنُ،
وأدجَنتْ.
قَالَ: والدُّجُنَّة من الْغَيْم: المطبِّق تطبيقاً، والرَّيَّان
المظلم الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مطر.
يُقَال: يَوْم دَجْنٌ، ويومٌ دُجُنَّة، ويومُ دَجْنٍ، وَيَوْم
دُجُنَّة، وَكَذَلِكَ: اللَّيْلَة على وَجْهَيْن، بِالْوَصْفِ
وَالْإِضَافَة، والدَّجْنُ: الْمَطَر الْكثير.
(اللَّيْث) : الدَّيْدَجَانَ: الْإِبِل تحمل التِّجارة.
نجد: قَالَ شمر قَالَ ابْن شُمَيْل: النجد: قفاف الأَرْض وصلابتها،
وَمَا غلُظ مِنْهَا وأشرف، وَالْجَمَاعَة: النِّجَادُ، وَلَا يكون
إِلَّا قُفًّا أَو صلابة من الأَرْض فِي ارْتِفَاع مثل الْجَبَل
مُعْتَرضًا بَين يَديك، يرُدُّ طرفك عمَّا وَرَاءه.
وَيُقَال: أعْلُ هاتيك النِّجَادِ، وَهَا ذَاك النِّجاد يوحَّد.
وَأنْشد:
رمَيْنَ بالطرف النِّجاد الأبعدا
قَالَ: وَلَيْسَ بالشديد الِارْتفَاع والحزيز نجاد.
قَالَ وَقَالَ أَبُو أسلم كَمَا قَالَ: النّجدُ والنِّجادُ: وَاحِد.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ النُّجُودُ عدَّة، فَمِنْهَا نجد كَبْكَبٍ،
ونجُد مَرِيعٍ، ونجدُ خَالٍ.
قَالَ: ونجد كَبْكَبٍ: طَرِيق كَبْكَبٍ وَهُوَ الجَبَل الْأَحْمَر
الَّذِي تَجْعَلهُ فِي ظهرك إِذا وقفت بِعَرَفَة.
وَقَالَ: وَقَول الشماخ:
أَقُول وَأَهلي بالجَنَاب وَأَهْلهَا
بِنَجْدَين لَا تَبْعَدْ نَوَى أمِّ حَشْرَجِ
(10/349)
قَالَ: بِنَجْدِين: مَوضِع: يُقَال لَهُ
نَجْدَا مَرِيع.
وَقَالَ: فلَان من أهل نجد قَالَ: وَفِي لُغَة هُذَيْل والحجاز: من أهل
النُّجُدِ.
قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فِي عانة بجنوب السِّيِّ مَشْرَبُهَا
غُوْرٌ، ومصدرها عَن مَائِهَا نُجُدُ
قَالَ: وَمَا ارْتَفع عَن تِهَامَةَ فَهُوَ نَجْدٌ، فَهِيَ ترعى
بنَجْدٍ، وتشرب بتهامة.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن الصيداويِّ عَن الرِّياشيِّ عَن
الْأَصْمَعِي قَالَ: سَمِعت الْأَعْرَاب يَقُولُونَ: إِذا خلّفْتَ
عَجْلَزاً مُصْعِداً وعَجْلَزٌ فَوق القريتين فقد أنجدْتَ.
قَالَ: وَأَخْبرنِي الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي
قَالَ: مَا ارْتَفع عَن بطن الرُّمَّة والرُّمَّة: وادٍ مَعْلُوم
فَهُوَ نَجْدٌ إِلَى ثنايا ذَات عِرْق.
قَالَ وَسمعت الباهليَّ يَقُول: كل مَا وَرَاء الخَنْدَق الَّذِي خندقه
كسْرَى على سَواد الْعرَاق فَهُوَ نَجْدٌ إِلَى أَن تميل إِلَى
الحَرَّةِ، فَإِذا مِلْتَ إِلَيْهَا فأنتَ فِي الْحجاز.
وقرأْتُ بِخَط شمر قَالَ: يُقَال: النَّجْدُ إِذا جاوزتَ عُذَيْباً
إِلَى أَن تُجاوز فَيْدَ، وَمَا يَليهَا.
وَقَالَ الفرَّاء فِي قَول الله: {للهوَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ
النَّجْدَينِ} (الْبَلَد: 10) قَالَ: النجدان: سَبِيل الْخَيْر، وسبيل
الشَّرّ.
قَالَ وحدَّث قيس عَن زِيَاد بن علاقَة؟ عَن أبي عُمارة عَن عليَ فِي
قَوْله: {للهوَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ} قَالَ: الْخَيْر
وَالشَّر.
وَقَالَ الزّجاج: {للهوَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ} أَي
الطَّرِيقَيْنِ الواضحين.
والنجد: الْمُرْتَفع من الأَرْض، فَالْمَعْنى: ألم نُعرِّفْهُ طَرِيق
الْخَيْر وَطَرِيق الشرِّ، بيِّنَين كبيان الطَّرِيقَيْنِ العاليين؟ .
وَقَالَ بَعضهم: {للهوَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ} قَالَ:
الثديين.
(أَبُو عبيدٍ عَن الْأَصْمَعِي) : النَّجُودُ من الحُمُرِ: الَّتِي لَا
تحمل، والعِائُط: مثلهَا.
وَقَالَ شمر: تَفْسِير الْأَصْمَعِي فِي النَّجُودِ أَنَّهَا لَا تحمل:
مُنكر، وَالصَّوَاب مَا رَوَاهُ أَبُو عبيد عَنهُ فِي أَبْوَاب
الْأَجْنَاس: النَّجُودُ: الطَّوِيلَة من الحُمُر.
وَقَالَ شمر: قَالَ القزملي عَن الْأَصْمَعِي: أُخذَت النَّجُودُ من
النَّجدِ أَي هِيَ مُرْتَفعَة عَظِيمَة.
قَالَ شمر والشيباني: النَّجُودُ: الْمُتَقَدّمَة، وَيُقَال للناقة
إِذا كَانَت مَاضِيَة: نَجُودٌ.
وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فَرَمَى فأنفَذَ من نَجُودٍ عِائِطِ
قَالَ شمر: وَهَذَا التَّفْسِير فِي النَّجُود صَحِيح، وَالَّذِي
رَوَاهُ فِي بَاب حُمُر الوَحْش: وَهَمٌ.
(10/350)
(أَبُو عبيدٍ عَن الْأَصْمَعِي) : رَجُلٌ
نَجْدٌ، ونَجُدٌ من شِدَّةِ الْبَأْس، وَقد نَجُدَ، وَالِاسْم
النَّجْدَةُ، واستنجدني فلَان فأنجدته أَي أعَنْتُهُ.
وَقد نَجِدَ الرجل يَنْجَدُ إِذا عرِقَ من عملٍ أَو كَرْبٍ، وَقَالَ
الْكسَائي مثله.
(سَلمَة عَن الفرَّاء) : رجل نَجِدٌ، ونَجْدٌ.
قَالَ: وَقد نُجِدَ عَرَقاً إِذا سَالَ، فَهُوَ مَنْجُودٌ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: نَجَدْتُ الرجل أنجدُهُ أَي غَلَبْته.
قَالَ: وأنجَدتُهُ: أعنته.
قَالَ: وَقَالَ غَيره: النِّجَادُ: حمائل السَّيْف.
والإنْجَادُ: الْأَخْذ فِي بِلَاد نَجْدٍ.
والنُّجُودُ: مَا يُنجَّدُ بِهِ الْبَيْت، وَاحِدهَا: نَجْدٌ.
وَبَيت منجَّد إِذا كَانَ مزيَّناً بالثياب والفرش.
وَقَالَ شمر: أغرَبُ مَا جَاءَ فِي النَّجُودِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيث
الشورى: (وَكَانَت امْرَأَة نَجُوداً) يُرِيد: ذَات رَأْي.
قَالَ: وَرجل نَجِدٌ بيِّن النَّجَدِ، وَهُوَ الْبَأْس والنُّصْرة،
وَكَذَلِكَ: النَّجْدَةُ.
قَالَ: وَيُقَال: نَجِدَ يَنْجَدُ إِذا بلَّد وأعيا، فَهُوَ ناجِدٌ
وَمَنْجُودٌ.
وَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ:
صادياً يستَغِيثُ غير مُغَاثٍ
وَلَقَد كَانَ عُصرَةَ المَنْجُودِ
يُرِيد: المغلوبَ المُعْيَا.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: النَّجَّاد: الَّذِي يُنَجّدُ الْبيُوت
والفُرُشَ والبُسُطَ.
والنُّجُودُ هِيَ الثِّيَاب الَّتِي يُنجَّد بهَا الْبيُوت فتُلبس
حيطانها وتُبسط كَمَا قَالَ ذُو الرمة:
حَتَّى كأنَّ رياض القف ألبَسَهَا
مِنْ وَشْي عبقر تَجْلِيلٌ وتنجيدُ
ونجَّدْتُ الْبَيْت: بسطته بِثِيَاب مَوْشيَّة.
وَقَالَ أَبُو نصر: استَنْجَدَ الرجل استنجاداً إِذا قَوِيَ بعد ضعف
أَو مرض.
وَرجل نَجُدٌ فِي الْحَاجة إِذا كَانَ ناجحاً فِيهَا ناجياً.
وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين ذكر الْإِبِل،
ووطأَها يَوْم الْبَعْث صَاحبهَا الَّذِي لم يُؤدّ زَكَاتهَا، فَقَالَ:
(إِلَّا: من أعْطى فِي نَجْدَتِها ورِسْلِهَا) .
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: نَجْدَتُها: أَن تَكْثُرَ
شُحُومُهَا حَتَّى يمْنَع ذَلِك صَاحبهَا أَن يَنْحَرَهَا نفاسة بهَا،
صَار ذَلِك بِمَنْزِلَة السِّلَاح لَهَا تمْتَنع بِهِ من رَبهَا.
قَالَ: ورِسْلُهَا: أَن لَا يكون لَهَا سِمَنٌ، فيَهُون عَلَيْهِ
إعطاؤها، فَهُوَ يُعطيها على رِسْلِهِ أَي مستهيناً بهَا، كأنَّ
مَعْنَاهُ أَن
(10/351)
يُعْطِيهَا على مشقة من النْفسِ، وعَلى
طِيْبٍ مِنْهَا.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي
قَوْله: إِلَّا مَنْ أعْطى فِي رِسْلِهَا أَي بِطيب نفس مِنْهُ.
(قلت) : كَأَن قَوْله: فِي نَجْدَتِهَا مَعْنَاهُ: ألاَّ تطيب نفسُه
بإعطائها، ويشتدَّ عَلَيْهِ.
وَقَول ابْن الْأَعرَابِي يقرب من قَول أبي عُبَيْدَة.
وَقَالَ المرَّار يصف الْإِبِل:
لَهُم إبل لَا من دِيَاتٍ وَلم تكن
مُهُوراً وَلَا من مَكْسَبٍ غير طائل
مُخَيَّسَةٌ فِي كل رِسْلٍ ونجدة
وَقد عُرِفَت ألوانها فِي المَعَاقِلِ
(أَبُو عمرٍ و) : الرِّسْلِ: الخِصْبُ، والنجدة: الشِّدة، والمخيَّسة
هِيَ المعقَّلة فِي معاقلها لتُنحَر وتُطعم.
وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير فِي قَوْله: إِلَّا مَن أعْطى فِي
نَجْدَتِها ورِسْلِها.
قَالَ: نَجْدَتُها: مَا يَنُوب أَهلهَا مِمَّا يُشُقُّ عَلَيْهِ من
المَغَارِمِ والدِّيَات، فَهَذِهِ نَجْدَةٌ على صَاحبهَا، والرِّسْلُ:
مَا دون ذَلِك من النجدَةِ، وَهُوَ أَن يُفقِرَ هَذَا، ويَمْنَحَ
هَذَا، وَمَا أَشْبَهَهُ دون النَّجدة، وَأنْشد قَول طرفَة يصف
جَارِيَة:
تَحْسِبُ الطَّرفَ عَلَيْهَا نَجْدَةً
يَا لقَوْمِيْ للشباب المُسْبَكِرّ
قَالَ: الطّرف: النّظر، يَقُول: يَشُقُّ عَلَيْهَا النّظر وَهِي ساجية
الطّرف.
حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنَا الْحسن بن أبي الرّبيع
الجُرجَاني عَن يزِيد بن هَارُون عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أبي عمر
الغُدَانيِّ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم يَقُول: (مَا من صَاحبِ إبل لَا يُؤَدِّي حَقَّها فِي نَجْدَتِها
ورِسْلِهَا) قَالَ وَقد قَالَ رَسُول الله: (نَجْدَتُهَا ورِسْلُهَا) :
عُسرها ويُسرها (إِلَّا بَرَزَ لَهَا بقاعٍ قَرْقَرٍ تطؤه بأخفافها،
كلما جَازَت عَلَيْهِ أخراها أُعيدت عَلَيْهِ أولاها فِي يومٍ كَانَ
مِقْدَاره خمسين ألف سنة حَتَّى يُقضى بَين النَّاس) . فَقيل لأبي
هُرَيْرَة فَمَا حق الْإِبِل؟ . قَالَ: تُعطي الْكَرِيمَة، وتمنح
الغزيرة، وتُفقِر الظّهْر، وتُطرِق الْفَحْل) .
(قلت) : ورَوَيتُ هَذَا الحَدِيث بِإِسْنَادِهِ لتفسير النَّبِي صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم النَّجْدَةَ والرِّسْلَ، وَهُوَ قريب مِمَّا
فسَّره أَبُو سعيد، وَالله أعلم.
وَفِي حَدِيث آخر: (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى امْرَأَة
تَطوف بِالْبَيْتِ عَلَيْهَا مَنَاجِدُ من ذهب فَقَالَ: أَيَسُرُّك أَن
يحلِّيَكِ الله مَنَاجِدَ من نَار؟ قَالَت: لَا، قَالَ فأدي زَكَاته) .
قَالَ أَبُو عبيد: أُراه أَرَادَ بالمناجد الْحلِيّ المكلَّل بالفصوص،
وَأَصله من تنجيد الْبَيْت.
وَقَالَ أَبُو سعيد: المَنَاجِدُ: وَاحِدهَا:
(10/352)
مِنْجَدٌ، وَهِي قلائد من لُؤلُؤٍ وَذهب
أَو قرنفل، وَيكون عرضهَا شبْرًا، تَأْخُذ مَا بَين الْعُنُق إِلَى
أَسْفَل الثديين، سمِّيَت، مَنَاجِدَ لِأَنَّهَا تقع على مَوضِع
نِجَادِ السَّيْف من الرجل، وَهُوَ حمائله.
وَقَالَ اللَّيْث: نَجَدَ الْأَمر نَجُوداً، فَهُوَ نَاجِدٌ إِذا وضح
واستبان.
وَقَالَ أُميَّة:
ترى فِيهِ أنباء الْقُرُون الَّتِي مَضَت
وأخبارَ غَيبٍ فِي الْقِيَامَة تَنْجُدُ
أَي تظهر.
قَالَ: وناقة نَجُودٌ، وَهِي الَّتِي تُناجد الْإِبِل فَتَغْزُرُهُنَّ.
والنَّجَدَاتُ: قوم من الحَرُورّيَة يُنْسَبُونَ إِلَى نَجْدَةَ
الحروريِّ.
يُقَال: هَؤُلَاءِ النَّجَدَاتُ، والنَّجْدِيَّةُ.
وَيُقَال: نَاجدْتُ فلَانا إِذا بارَزْتَهُ الْقِتَال.
قَالَ: والنَّاجود: هُوَ الراوُوقُ نَفْسُه.
وَقَالَ أَبُو عبيد: النَّاجودُ: كل إِنَاء يُجعل فِيهِ الشَّرَاب من
جَفْنَةٍ أَو غَيرهَا.
وَقَالَ شمر: قَالَ أَبُو نصر: قَالَ الْأَصْمَعِي: النَّاجُودُ:
الدَّم، والنَّاجُودُ: الْخمر، والنَّاجُودُ: الزَّعْفَرَان.
وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: الناجود: الباطية.
وَقَالَ غَيره: النَّاجُودُ: الْخمر الجيِّد، وَهُوَ مُذَكّر، وَأنْشد:
تمشَّى بَيْننَا ناجُودُ خَمْرٍ
وَقَالَ اللَّيْث: النَّجُودُ من الْإِبِل: الَّتِي تَبْرُكُ على
الْمَكَان الْمُرْتَفع.
وَقَالَ اللحياني: لَاقَى فلانٌ نَجْدَةً أَي شدَّة، قَالَ: وَلَيْسَ
من شِدُّةِ النَّفس، وَلكنه من الْأَمر الشَّديد.
قَالَ: وَيُقَال للرجل إِذا ضرِيَ بِالرجلِ واجترأ عَلَيْهِ بعد
هَيْبَة: قد استنجد عَلَيْهِ.
وَأنْجَدَ فلَان الدعْوَة إِذا أجَاب.
وَرجل مُنَجَّدٌ، ومنجَّذٌ بِالدَّال والذال، وَهُوَ الَّذِي قد جرَّب
الْأُمُور وقاساها، وَقد نجَّدَته بعدِي أُمُور، وَقَالَ صَخْر الغيِّ:
لَو أَن قومِي من قُرَيمٍ رَجْلاَ
لمنعوني نَجَدَةً وَرِسْلاَ
لمنعوني بِأَمْر شَدِيد، وَأمر هيِّن.
ج د ف
جدف، فدج.
فدج: اللِّحياني: الفَوْدَجُ والهَوْدَجُ: وَاحِد، والجميع:
الفَوَادِجُ، والهَوَادِجُ.
وَقَالَ اللَّيْث: وَرُبمَا قَالُوا للناقة الواسعة الأرفاغ: وَاسِعَة
الفَوْدَجِ.
وفَوْدَجُ الْعَرُوس: مركبها.
(أَبُو عمرٍ و، والأصمعي) : فِي الفَوْدَج مثل مَا قَالَ اللحياني،
وَقَالَ اليزيدي: الَفْوَدَجُ: شَيْء يَتَّخِذهُ أهل كرمان، وَالَّذِي
يَتَّخِذهُ الْأَعْرَاب: هَوْدَجٌ.
(10/353)
جدف: فِي الحَدِيث (شَرّ الحَدِيث:
التَّجْدِيفُ) .
قَالَ أَبُو عبيد: التَّجْدِيفُ: كفر النِّعمة، واستقلال مَا أنعم الله
عَلَيْك، وَأنْشد:
وَلَكِنِّي صبرتُ وَلم أُجدِّف
وَكَانَ الصَّبْر عَادَةَ أوَّلينا
وَفِي حَدِيث عمر (أَنه سَأَلَ رجلا استهوته الْجِنّ عَن طَعَام
الْجِنّ وشرابهم) . فَقَالَ: كَانَ شرابهم الجَدَفَ.
قَالَ أَبُو عبيد: الجَدَفُ لم أسمعهُ إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث،
وَمَا جَاءَ إِلَّا وَله أصل، وَلَكِن ذهب من كَانَ يعرفهُ،
وَيتَكَلَّم بِهِ، كَمَا قد ذهب من كَلَامهم شَيْء كثير، ثمَّ رُوي عَن
بَعضهم: أَنه قَالَ: الجَدَفُ: نَبَات يكون بِالْيمن، يَأْكُل الْآكِل،
وَلَا يحْتَاج مَعَه إِلَى شرب مَاء، قَالَ: وَجَاء فِي الحَدِيث: أَن
الجَدَفَ: مَا لَا يُغطَّى من الشَّرَاب.
وَقَالَ بَعضهم: أُخذ الجَدَفُ من الجَدْفِ، وَهُوَ الْقطع؛ كَأَنَّهُ
أَرَادَ ايُرمى من الشَّرَاب من زَبَدٍ أَو رَغْوَةٍ، أَو قذًى،
كَأَنَّهُ قُطع من الشَّرَاب فرُمي بِهِ.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الجَدْفُ، والجَذفُ
كِلَاهُمَا: القَطْعُ.
وَقَالَ أَبُو زيد: إِنَّه لمُجَدَّفٌ عَلَيْهِ الْعَيْش أَي مضيَّق
عَلَيْهِ.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : جَدَفَ الطَّائِر يَجْدِفُ إِذا كَانَ
مقصوصاً فرأيته إِذا طَار كَأَنَّهُ يَرُدُّ جناحيه إِلَى خَلفه،
وَمِنْه سُمِّيَ مِجْدَافُ السَّفِينَة.
وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: مثله أَو نَحوه.
قَالَ وَيُقَال: جَذَفَ الرجل فِي مشيته إِذا أسْرع، هَذِه بِالذَّالِ،
وَتلك بِالدَّال.
وَقَالَ الْكسَائي: الْمصدر من جَدَفَ الطَّائِر: الجُدُوفُ.
وَقَالَ غَيره: المِجْدَافُ: مِجْدَافُ السَّفِينَة.
قَالَ: والطائر إِذا طيَّر من جناحيه شَيْئا عِنْد الْفرق من الصَّقْر
يُقَال: جَدَفَ.
وَأنْشد:
وَأَنت حُبَارَى خِيْفَةَ الصَّقْر تَجْدِفُ
(عَمْرو عَن أَبِيه) : الجَدَافَاةُ: الْغَنِيمَة.
وَأنْشد:
لقد أَتَانِي رَامِعاً قِبِرَّاه
لَا يَعرِفُ الْحق وَلَا يهواه
فَكَانَ لي إِذْ جَاءَنِي جَدَافَاه
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : هِيَ الجُدَافَى، والغُنامى،
والغُنْمَى، والهُبالة والأبالة، والحُواسة، والخُباسة.
وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: جَدَفَ الطَّائِر وجَدَفَ الملاّح بالمِجْدَافِ،
وَهُوَ المُرديُّ، والمِقْذفُ، والمِقْذَافُ.
(أَبُو تُرَاب عَن أبي الْمِقْدَام السلميِّ) : جَدَفَتِ السَّمَاء
بالثلج، وخَذَفَتْ تَجْدِفُ،
(10/354)
وتَخْذِفُ إِذا رَمَتْ بِهِ.
ج د ب
جَدب، بجد، دبج، دجب: مستعملة.
جَدب: قَالَ اللَّيْث: مَكَان جَدْبٌ، وَقد جَدُبَ جُدُوَبَةً.
وأجدبَتِ الأَرْض فَهِيَ مُجْدِبَةٌ، وأجدبَتِ السَّنة، وأجدَبَ
الْقَوْم.
قَالَ: والجادِبُ: الْكَاذِب، وَلم أسمع لَهُ فِعْلاً.
(قلت) : هَذَا تَصْحِيف، والكاذب يُقَال لَهُ: الخَادِبُ بِالْخَاءِ،
كَذَلِك أَقْرَأَنِيهِ الْإِيَادِي لشمر عَن أبي عبيد، قَالَ: قَالَ
أَبُو زيد شَرَجَ، وخَدَبَ، وَبَشَكَ إِذا كذب.
(قلت) : والجادِبُ بِالْجِيم: العَائِبُ، وَمِنْه حَدِيث عمر (أَنه
جَدَبَ السَّمَرَ بعد العَتَمَة) .
قَالَ أَبُو عبيد: جَدَبَ السمر أَي عابه وذمَّه، وكل عائب فَهُوَ
جَادِبٌ، وَقَالَ ذُو الرمة:
فيا لَك من خدَ أَسِيْلٍ ومنطق
رخيم، وَمن خَلْقٍ تعلَّل جَادِبُه
يَقُول: لم يجد فِيهِ مقَالا، فَهُوَ يتعلل بالشَّيْء، يَقُوله
وَلَيْسَ بِعَيْب.
(ابْن السّكيت) : جَادَبَتِ الْإِبِل الْعَام مُجَادَبَةً، وَذَلِكَ
إِذا كَانَ الْعَام مَحْلاً، فَصَارَت لَا تَأْكُل إِلَّا الدرين
الْأسود، والثمام، فَيُقَال لَهَا حِينَئِذٍ: جَادَبَت.
وَقَالَ غَيره: نزلنَا بفلان فأجْدَبْنَاه إِذا لم يقرهم.
وروى شمر بِإِسْنَادِهِ عَن حُذيفة أَنه قَالَ: (جَدَبَ إِلَيْنَا عمر
السمر) وَمَعْنَاهُ: جَدَبَ لنا.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الجَدْبَةُ: الأَرْض الَّتِي لَيْسَ بهَا قَلِيل
وَلَا كثير، وَلَا مرتع، وَلَا كلأ.
وَقَالَ الفرَّاء: أجدبَتِ الأَرْض، وجدُبَت.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: عامٌ جُدُوُبُ، وَأَرْض جُدُوبٌ.
بجد: (أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : بجَّدَ الرجل
بِالْمَكَانِ وألحم إِذا أَقَامَ بِهِ تبجيداً، وَمِنْه يُقَال: أَنا
ابْن بَجْدَتِهَا أَي الْعَالم بهَا أَي أقمتُ بالبلدة فخبرتُها،
وعلمتُ علمهَا.
وَيُقَال: هُوَ عَالم بَبَجْدَةِ أمركَ، وبِبُجْدَةِ أَمرك: أَي عَالم
بِدِخْلةِ أَمرك.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : بَجْدٌ من النَّاس أَي جمَاعَة،
وَجمعه: بُجُودٌ.
وَقَالَ كَعْب بن مَالك:
تلوذ البُجُودُ بأَذْرائِنَا
من الضّر فِي أَزَمَاتِ السِّنينا
(10/355)
وَيُقَال للرجل الْمُقِيم بالموضع: إِنَّه
لَبَاجِدٌ، وَأنْشد:
فَكيف وَلم تُنْفَطْ عَنَاقٌ وَلم يُرَعْ
سَوَامٌ بِأَكْنَافِ الأحِزَّة بَاجِدُ
قَالَ أَبُو زيد: كل بِجادٍ: شقة من شقَاق بيُوت الْأَعْرَاب، وَجمعه:
بُجُدٌ.
وَيُقَال للشقة من البُجُد: فليج، وَجمعه: فُلُجٌ.
قَالَ: ورفُّ الْبَيْت: أَن يَقْصُرَ الكِسْرُ عَن الأَرْض، فيوصَلَ
بخِرْقَةٍ من البُجُد أَو غَيرهَا ليبلغ الأَرْض، وَجمعه: رُفُوفٌ.
وَقَالَ أَبُو مَالك: رفائف الْبَيْت: أكسية تُعلَّق إِلَى الشقاق
حَتَّى تلْحق بِالْأَرْضِ.
دبج: قَالَ اللَّيْث: الدِّيباجُ: أصوب من الدَّيبَاجِ، وَكَذَلِكَ
قَالَ أَبُو عبيد فِي الدِيباج والدِيوان.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الدِّيْبَاجُ كَانَ فِي الأَصْل:
الدِّبَّاجُ فقُلبت إِحْدَى الباءين يَاء، وَكَذَلِكَ: الدِّينَار،
أَصله: الدنَّار، وَكَذَلِكَ قِيرَاط، أَصله: قِرَّاط، وَلذَلِك جُمع
الدِّيْبَاج دَبَابِيجَ، وَمثله: ديوانٌ جُمع دواوين.
(أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : الدِّيبَاجَتَانِ: الخدَّان، وَيُقَال:
هما اللَّيتان.
وَقَالَ ابْن مقبل:
يخدى بهَا بازل فُتْلٌ مَرَافِقُهُ
يجْرِي بِدِيْبَاجَتَيْهِ الرشح مُرتَدِعُ
وَرُوِيَ عَن إِبْرَاهِيم أَنه كَانَ لَهُ طيلسان مُدَبَّجُ، قَالُوا:
هُوَ الَّذِي زُيّن تطاريفه بالدِّيبَاجِ.
وَقَالَ اللَّيْث: رجل مدبَّج وَهُوَ الْقَبِيح الرَّأْس والخِلقة.
قَالَ: والمُدَبَّجُ: ضرب من الْهَام، وَضرب من طير المَاء، يُقَال
لَهُ أغبر مُدَبَّج منتفخ الريش قَبِيح الهامة، يكون فِي المَاء مَعَ
النُّحَامِ.
دجب: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الدَّجُوبُ: جُوَالِقٌ يكون
مَعَ الْمَرْأَة فِي السّفر خَفِيف، وَأنْشد:
هَل فِي دَجُوبِ الحُرَّةِ المَخِيْطِ
وذيلة تشفي من الأطيط
قَالَ: والوَذْيِلَةُ: قِطْعَة من سَنَام تُشَقُّ طولا، والأطيط:
عصافير الجُوعِ.
ج د م
جدم، جمد، دجم، دمج، مجد، مدج: مستعملة.
مدج: قَالَ اللَّيْث: مُدَّجٌ: اسْم سَمَكَة بجرية. وَأَحْسبهُ
معرَّباً.
جدم: قَالَ اللَّيْث: يُقَال للْفرس: إجْدَم، وأقدِم إِذا هِيْجَ
ليَمْضِيَ، وأقدِمْ: أجودهما.
(أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ و) : الجَدَمَةُ: الْقصير، وجَمْعُها:
جَدَمٌ. وَأنْشد أَبُو
(10/356)
الْهَيْثَم:
فَمَا ليلى من الهَيْقَاتِ طُولاً
وَمَا ليلى من الجَدَمِ القِصَارِ
والجُدَامُ: أصل السَّعُفِ.
وَقَالَ أَبُو زيد: هُوَ على تِلْكَ الدِّجْمَةِ والدِّمَجةِ أَي
الطَّرِيقَة.
(ابْن الْأَعرَابِي) : نَخْلَة جُدَامِيَّةٌ: كَثِيرَة السعف.
وَفِي نَوَادِر الْأَعْرَاب: أجدَمَ النّخل، وزبَّب إِذا حَمَلَ
حَمْلاً صِيْصَاء.
جمد: (اللَّيْث) : الجَمَدُ: المَاء الجامد، وَقد جَمَدَ يَجْمُدُ
جُمُوداً.
وَيُقَال: لَك جامد هَذَا المَال وذائبه، أَي مَا جَمَدَ مِنْهُ، وَمَا
ذاب.
ومُخَّةٌ جَامِدَةٌ أَي صُلبة، وَرجل جَامِدُ الْعين إِذا قلَّ
دَمْعُهُ.
وَسنة جَمَادٌ: جَامِدَةٌ لَا كَلأَ فِيهَا وَلَا خِصْبَ وَلَا مَطَرَ.
وَأجْمَدَ الْقَوْم إِذا بَخِلُوا، وقلَّ خَيرهمْ.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : جَمَدَ الرجل يَجْمُدُ فَهُوَ
جَامِدٌ، إِذا بَخِلَ بِمَا يلْزمه من الْحق.
وَأَجْمَد يُجْمِدُ إجْمَاداً فَهُوَ مُجْمِدٌ إِذا كَانَ أَمينا بَين
الْقَوْم.
قَالَ: والجامدُ: الْبَخِيل.
قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّد بن عمرَان التَّيْمِيّ: إِنَّا وَالله لَا
نَجْمُدُ عِنْد الْحق، وَلَا نتدفق عِنْد الْبَاطِل.
واحتجَّ غَيره فِي المُجْمِدِ بقول طرفَة:
وأصفر مضبُوحٍ نَظَرْتُ حِوَارَهُ
على النَّار واستودعته كفَّ مُجْمِدِ
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: المُجْمِدُ: الْأمين مَعَ شح لَا يخدع:
وَقَالَ خَالِد: رجل مُجْمِدٌ: بخيل شحيح.
وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: اسْتوْدعت هَذَا القِدْحَ رجلا يَأْخُذهُ
بِكِلْتَا يَدَيْهِ فَلَا يخرج من يَدَيْهِ شَيْء.
(شمر) : قَالَ أَبُو عمرٍ و: الجُمُدُ: مَكَان حَزْنٌ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ الْمَكَان الْمُرْتَفع الغليظ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الجُمُدُ: قارة لَيست بطويلة فِي السَّمَاء،
وَهِي غَلِيظَة تَغْلُظُ مرّة، وتلين أُخْرَى، تُنبت الشّجر، وَلَا
تكون إِلَّا فِي أَرض غَلِيظَة، سُمِّيَت جُمُداً من جُمُودها أَي
يُبسها.
والجُمُدُ: أَصْغَر الآكام، يكون مستديراً، والقارة: مستديرة طَوِيلَة
فِي السَّمَاء، وَلَا ينقادان فِي الأَرْض، وَكِلَاهُمَا غليظ
الرَّأْس، ويسميان جَمِيعًا أكَمَةً.
قَالَ: وَجَمَاعَة الجُمُد: جِمَادٌ، يُنبت البَقْلَ وَالشَّجر.
(10/357)
قَالَ: وَأما الجُمُود فأسهل من الجُمُدِ،
وأشدُّ مخالَطَةً للسُّهُول، وَتَكون الجُمُود فِي ناحيةِ القُفِّ،
وناحيةِ السُّهول.
وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: وَأَرْض جَمَادٌ: جَامِدَةٌ لم يُصِبْها مَطَرٌ،
وَلَا شَيْء فِيهَا.
وَقَالَ الكُمَيتُ:
أمرعَت فِي نداه إِذْ قحط القط
ر فأمسى جَمَادُها ممطورا
ويُجمع الجُمُد: أجْمَاداً أَيْضا.
قَالَ لبيد:
فأجمادَ ذِي رَقْدٍ فأكنافَ ثادِقٍ
والجَمَادُ: النَّاقة لَا لبن بهَا.
وَسنة جَمَادٌ: لَا مطر فِيهَا وَقَالَ الشَّاعِر:
وَفِي السَّنَةِ الجَمَادِ يكُونُ غَيْثاً
إِذا لم تُعط درَّتها العَصُوب
(أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الجَوَامِدُ: الأُرَفُ،
وَهِي الْحُدُود بَين الْأَرْضين، وَاحِدهَا: جَامِدٌ.
قَالَ: وَفُلَان مُجَامِدِي إِذا كَانَ جَارك بَيْتَ بَيْتَ،
وَكَذَلِكَ: مُصَاقِبي، ومُؤَارفي، ومُتَاخمي.
وَفِي الحَدِيث: (إِذا وُضِعَتِ الجَوَامِدُ فَلَا شُفعة) .
(أَبُو عمرٍ و) : سَيْفٌ جَمَّادٌ: صَارِمٌ: وَأنْشد:
وَالله لَو كُنتمْ بِأَعْلَى تَلْعَةٍ
من رأسِ قُنْفُذ أَو رُؤُوسِ صِمَادِ
لَسمِعْتُمُ مِنْ حَرِّ وَقْعِ سُيُوفِنَا
ضَرْباً بكُلِّ مُهَنَّدٍ جَمَّادِ
وَقَالَ اللَّيْث: الجُمَادَيَانِ: اسمان معرفَة لشهرين، فَإِذا أضفتَ
قلتَ: شهرا جُمادى، وَشهر جُمادى.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم: جُمَادَى سِتَّة هِيَ
جُمَادَى الْآخِرَة وَهِي تَمام سِتَّة أشهر من أول السّنة، ورَجَبَ
هُوَ السَّابِع، وجُمادى خَمْسَة هِيَ جُمادى الأولى، وَهِي
الْخَامِسَة من أول شهور السّنة، قَالَ لبيد:
حَتَّى إِذا سَلَخَا جُمادى سِتَّة
هِيَ جُمَادَى الْآخِرَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد: الشتَاء عِنْد الْعَرَب: جُمَادَى، لجُمُود المَاء
فِيهِ، وَأنْشد للطِّرِمَّاح:
لَيْلَة هَاجَت جُمادية
ذَات صرَ جِربِيَاء النّسام
أَي لَيْلَة شتوية، وَقَالَ بعض الْأَنْصَار:
إِذا جُمادى مَنَعَت قَطْرَهَا
زَان جنابي عطَنٌ مُغْضِفَ
(سَلمَة عَن الفرَّاء) : الجِمَاد: الْحِجَارَة، وَاحِدهَا: جُمُدٌ.
(الْكسَائي) : ظلَّت الْعين جُمَادَى أَي جَامِدَةٌ لَا تَدْمَعُ،
وَأنْشد:
مَنْ يطعم النّوم أَو يبت جَذَلاً
فالعين منِّي للهَمِّ لم تَنَمِ
(10/358)
ترعَى جُمَادَى النَّهَار خاشِعَةً
وَاللَّيْل مِنْهَا بِوَاكِفِ سَجِمِ
أَي ترعى النَّهَار جَامِدَةً، فَإِذا جاءها اللَّيْل بَكت.
دمج: قَالَ الليثُ: دَمَجَتِ الأرنبُ تَدْمُجُ فِي عدوهَا، وَهُوَ
سرعةُ تقاربِ قَوَائِمهَا فِي الأرضِ.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) دَمَجَ عَلَيْهِم وَدَمرَ،
وادْرَمَّجَ، وتَعلَّى عَلَيْهِم، كلٌّ بمعنىَ واحدٍ.
وَقَالَ الليثُ: متنٌ مُدْمَجٌ، وَكَذَلِكَ الأعضاءُ المُدْمَجَةُ
كَأَنَّهَا أدمجِتْ ومُلِّسَتْ كَمَا تُدِمجُ الماشطةُ مِشطَة المرأةِ
إِذا ضفرَتْ ذوائِبَها.
وكُلُّ ضفيرةٍ مِنْهَا عَلَى حِيالها تُسمَّى دَمجاً وَاحداً.
قَالَ: والدُّمُوجُ: الدُّخُولُ.
وَقَالَ أَبُو عمرٍ و: ليلةٌ دامجةٌ، وليلٌ دامجٌ أَي مظلمٌ.
وَقَالَ الأصمعيُّ: تَدَامَجَ القومُ عَلَى فلانٍ تَدَامُجاً إِذا
تَضَافَرُوا عليهِ.
وصُلحٌ دُمَاجٌ أَي مُحْكَمٌ، وَقَالَ ذُو الرمةِ:
وإذْ نحنُ أسبابُ المَوَدَّةِ بَيْنَنَا
دُمَاجٌ قُوَاهَا لم يَخُنْهَا وصولُهَا
وادَّمجَ فِي الشيءِ إدِّماجاً، وانْدَمَجَ فِيهِ اندماجاً إِذا دخل
فِيهِ.
(عَمْرو عَن أَبِيه) : الدُّمَاجُ: الصُّلْح على دَخَنٍ.
مجد: قَالَ اللَّيْث: المَجْدُ: نيل الشّرف، وَقد مَجَدَ الرجل،
ومَجُدَ: لُغَتَانِ، والمَجْدُ: كرم فعاله، وَالله تبَارك وَتَعَالَى
هُوَ الْمجِيد، تَمَجَّدَ بفعاله، ومَجَّدَهُ خُلُقُهُ لِعَظَمَتِهِ،
وَقَالَ جلّ وَعز: { (الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} (البروج:
15) .
قَالَ الفرَّاء: خَفَضَهُ يحيى وَأَصْحَابه كَمَا قَالَ: {مُّحِيطٌ
بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ} (البروج: 21) فوصف القرآنَ بالمجَادَةِ.
وَقَالَ غَيره: يُقْرَأُ: (بل هُوَ قرآنُ مَجِيدٍ) وَالْقِرَاءَة:
{هُوَ قُرْءَانٌ} ، وَمن قَرَأَ: (قرآنُ مجيدٍ) ، فَالْمَعْنى: بل هُوَ
قُرْآن ربَ مَجِيدٍ.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : قرآنٌ مجيد، المَجيدُ: الرفيع.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: معنى المجيدِ: الكريمُ، فَمَعْنَى خفضَ
المجيدِ فَمن صفة الْعَرْش، وَمن رفع فَمن صفة ذُو.
(أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة) : قَالَ: أهل الْعَالِيَة يَقُولُونَ:
مَجَدْتُ الدَّابَّة إِذا علفتها ملْء بَطنهَا مُخَفّفَة، وَأهل نجد
يَقُولُونَ: مَجَّدتُها إِذا علفتها نصف بَطنهَا.
(شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي) : مَجَدَتِ الإبِلُ إِذا وقَعَتْ فِي
مرعًى كثيرٍ واسعٍ.
وأمجَدَهَا المرعى، وأمجَدتُها أَنا، قَالَ: وَقَالَ ابْن شُمَيْل:
إِذا شبعت الْغنم مَجَدَتِ
(10/359)
الْإِبِل تمجُدُ مَجْداً.
والمَجْدُ: نحوٌ من نصف الشِّبَع، وَقَالَ أَبُو حَيَّةَ فِي صفة
امْرَأَة:
... ... . . وليسَتْ
بِمَاجِدَةٍ للطعام وَلَا الشرابِ
أَي لَيست بكثيرة الطَّعَام وَلَا الشَّرَاب.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أمجَدْتُ الدَّابَّة علفاً: أكثرتُ لَهَا ذَلِك.
وَقَالَ اللَّيْث: مَجَدَتِ الْإِبِل مُجُوداً إِذا نَالَتْ من الْكلأ
قَرِيبا من الشِّبَعِ، وعُرف ذَلِك فِي أجسامها، وأمْجَدَ الْقَوْم
إِبلَهُم، وَذَلِكَ فِي أوَّلِ الرّبيع.
وَمن أَمْثَال الْعَرَب (فِي كل الشّجر نَار، واستَمْجَدَ المَرخ
والعَفَار) أَي استكثرا من النَّار فصلحا للاقتداحِ بهما.
يُقَال أمْجَدَ فلَان عطاءه، ومَجَّده إِذا كثَّره، قَالَ عديٌّ:
فاشتراني وَاصْطَفَانِي نِعْمَةً
مجَّد الهِنْءَ وَأَعْطَانِي الثّمن
ومَجْدُ: بنت تَمِيم الأدرم بن عَامر بن لؤيَ هِيَ أم كلاب وَكَعب
وعامر، وكُلَيْبٍ بَنِي ربيعةَ بن عامرٍ، وَذكرهَا لبيدٌ ففخرَ بهَا:
سَقَى قَوْمِي بَنِي مَجْدٍ وأَسْقَى
نُميراً والقبائلَ من هِلَال
دجم: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الدُّجُومُ واحدهُمْ: دِجْمٌ،
وهم خاصةُ الخاصةِ، ومثلهُ: قِدرٌ وقدورٌ.
قَالَ اللَّيْث: ويقالُ: انْقَشَعَتْ دُجَمُ الأباطيلِ، وإنهُ لَفِي
دُجَمِ الهوَى أَي فِي غمراتهِ وظُلَمِهِ، الواحدةُ: دُجْمَةٌ.
(قلت) : وَقَالَ غيرُهُ: دِجْمَةٌ ودِجَمٌ، وَهِي العاداتُ:
ودِجْمُ الرجُلِ: صاحِبُهُ وخليلهُ.
وفلانٌ مُداجِمٌ لفلانٍ، ومُدَامِجٌ لهُ، وَقَالَ رؤبة:
وكَلَّ مِنْ طُولِ النِّضَال أسْهُمُه
واعْتَلَّ إِذْ بَانَ الصِّبَا ودِجَمُهْ
(10/360)
|