تهذيب اللغة

هَذَا كتاب الشين من تَهْذِيب اللُّغَة
أَبْوَاب مضاعف من حرف الشين
ش ض
مهمل.

(بَاب الشين وَالصَّاد)
ش ص
اسْتعْمل مِنْهُ: شصّ.
شص: قَالَ اللّيث بن المظفر: الشَّصُّ والشِّصُّ لُغتان، وَهُوَ شَيءٌ يُصاد بِهِ السَّمك، وَيُقَال لِلصِّ الَّذِي لَا يَرى شَيْئا إِلَّا أَتَى عَلَيْهِ: إنَّه لَشَصٌّ من الشُّصوص.
قَالَ: ويُقال: شَصَّتْ معيشَتُهم شُصُوصاً، وإنّهم لفي شَصَاصَاء، أَي فِي شِدّة.
أَبُو نصر، عَن الأصمعيّ: أَصَابَتْهُم لأْوَاءُ ولَوْلاَءُ، وشَصَاصَاء، إِذا أَصَابتْهم سَنَةٌ وشِدَّة.
أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال أَتَيْتُهُ على شَصَاصَاءَ، وعَلى أوْفَازٍ وأَوْفاضٍ، أَي على عَجَلة.
وَقَالَ الْمفضل: الشَّصَاصَاء مَرْكَبُ السُّوء.
وَقَالَ اللّيث: شَصَّ الْإِنْسَان يَشِصُّ شَصّاً، إِذا عَضَّ نواجذَه على شيءِ صَبْراً، وَيُقَال: نَفَى الله عَنْك الشَّصَائِصَ.
أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الشَّصُوصُ النَّاقَةُ الَّتِي لَا لَبن لَهَا.
وَيُقَال: قد أَشَصَّتْ فَهِيَ شَصُوصُ؛ وَهَذَا شَاذٌ على غير قِيَاس.
وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الكسائيّ شَصَّتْ بِغَيْر أَلِف.
وَقَالَ اللْيث شَصَّتْ تَشِصُّ شِصَاصاً. إِذا قَلَّ لَبنهَا.
قلت وَجمع الشَّصُوصِ من النُّوق شَصَائِص

(11/179)


وأَنشد أَبُو عُبيد:
أفرَحُ أَن أُزْرَأَ الكِرَامَ وأَنْ
أورَثَ ذَوْداً شَصَائِصاً نَبَلاَ
ابْن بُزْرُج: لَقيته على شَصَاصَاءَ، وَهِي الْحَاجة الَّتِي لَا تَسْتَطِيع تَركها، وَأنْشد:
على شَصَاصَاءِ وأَمْرٍ أَزْوَرِ

(بَاب الشين وَالسِّين)
ش س
اسْتَعمِلَ من وجهيه: شَسَّ.
شس: قَالَ اللَّيث: الشسُّ الأَرْض الصُّلْبة الَّتِي كَأَنَّهَا حجر وَاحِد، والجميع شِساسٌ وشُسُوس، وَأنْشد لِلْمَرَّار بن مُنْقِذ:
أَعَرَفْتَ الدَّارَ أَمْ أَنْكَرْتَها
بَين تِبْرَاكٍ فَشِسَّيْ عَبْقُرِ

(بَاب الشين وَالزَّاي)
ش ز
اسْتعْمل مِنْهَا: شَزّ.
شز: قَالَ اللَّيْث: الشَّزَازَةُ الْيُبْس الشَّديد الَّذِي لَا يَنْقادُ للتَّثقِيف، يُقَال: شَزَّ يَشِزُ شَزِيزاً.

(بَاب الشين والطاء)
ش ط
شَطّ، طَشّ: (مستعملان) .
شط: قَالَ اللَّيْث: الشَّطُّ شَطُّ النَّهر، وَهُوَ جَانِبه، والشَّطُّ: شِقُّ السَّنام، ولكلِّ سَنَام شَطَّان، وناقَةٌ شَطُوط، وَهِي الضَّخْمَةُ الشَّطّيْن.
وَقَالَ الأصمعيّ: هِيَ الضَّخْمَةُ السَّنَام، وَجَمعهَا شَطَائِط.
وَقَالَ الرّاجز يصف إِبِلاً وراعيها:
قد طَلَّحَتْهُ جِلَّةٌ شَطَائِطُ
فَهْوَ لَهُنَّ خَائِلٌ وفارِطُ
طَلَّحَتْهُ: جعلته كالأَخَايلِ رَاعٍ، شطائط: جمع شَطوط.
وَقَول الله جلّ وعزّ: {لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} (الْكَهْف: 14) .
قَالَ أَبُو إِسْحَاق، يَقُول: لَقَدْ قُلْنَا إِذا جَوْراً وشَطَطَاً. وَهُوَ مَنْصُوب على الصَّدْر الْمَعْنى: لقد قُلْنا إِذا قَوْلاً شَطَطا.
يُقَال: شَطَّ الرجل، وأَشَطَّ، إِذا جَارَ.
وَقَالَ اللَّيْث: الشَّطَطُ مُجَاوَزَةُ القَدْرِ فِي كلّ شَيْء.
يُقَال: أَعطيته ثمنا لَا شَطَطاً وَلَا وَكْساً، وأَشطّ الرجل، إِذا مَا جَار فِي قَضِيَّته، وشَطَّ: بَعُدَ.
وَقَالَ الزّجاج فِي قَول الله جلَّ وعَزَّ: {بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ} (ص: 22) . قَالَ: قُرىءَ (وَلَا تشْطِطُ) قَالَ: وَيجوز فِي الْعَرَبيَّة وَلَا تَشْطَطُ، فَمن قَرأَ {لَا تُشْطِطْ} بضَمّ التَّاء، وَكسر الطَّاء، فَمَعْنَاه لَا تَبْعُدْ عَن

(11/180)


الحَقّ، وَكَذَلِكَ لَا تَشْطِط كمعنى الأُولى. وَكَذَلِكَ (لَا تَشْطَط) بِفَتْح الطَّاء كمعناهما. وَأنْشد:
تَشَطُّ غَداً دارُ جِيرَانِنَا
ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبعَدُ
وَأَخْبرنِي ابْن هاجَك، عَن ابْن جَبَلة، عَن أبي عُبَيدة: شَطَطْتُ أَشْطُطُ، وأَشْطَطْتُ أُشِطّ، وأَنشدنيه المنذريّ عَن أبي الْعَبَّاس:
تَشُطُّ غَداً دَارُ جيرَانِنَا
وَفِي حَدِيث تَمِيم الداريّ: (أنّ رجلا كلّمه فِي كَثْرَة العِبادة، فَقَالَ: أَرَأَيتَ إِن كنتُ أنَا مُؤمنا ضَعِيفاً، وَأَنت مُؤمنٌ قوِيّ أنَّك لَشَاطِّيّ حَتَّى أحمل قُوّتك على ضَعْفي فَلَا أسْتَطيع فَأَنْبَتَ) .
قَالَ أَبُو عُبيد: هُوَ من الشّطَط، وَهُوَ الجَوْرُ فِي الحُكْم، يَقُول: إِذا كَلْفْتَني مثلَ عَملك، وَأَنت قَوِيٌّ وَأَنا ضَعِيف، فَهُوَ جَوْرٌ مِنْك عَلَيّ. قلت: جعل قَوْله شَاطِّيّ بِمَعْنى: ظَالمي، وَهُوَ مُتَعَدَ.
وَقَالَ أَبُو زيد. وَأَبُو مَالك: شَطَّنِي فلانُ فَهُوَ يَشِطّي شَطّاً وشُطُوطاً، إِذا شَقّ عَلَيْك.
قلت: أَرَادَ تميمٌ بقوله (شاطِّيّ) هَذَا الْمَعْنى الَّذِي قَالَه أَبُو زيد.
وَيُقَال: أشَطَّ القومُ فِي طَلبنا إشطَاطاً، إِذا طَلَبُوهم رُكْبَاناً ومُشَاة.
وَقَالَ اللّيث: أشَطَّ القومُ فِي طَلَبِهِ، إِذا أمْعَنوا فِي المفَازَة.
قَالَ: واشْتَطّ الرجل فِيمَا يَطْلب، أَو فِيمَا يَحْتكُم، إِذا لمْ يَقْتَصِد.
الحرانيّ، عَن ابْن السِّكّيت: جَارِيَةٌ شَاطّةٌ بَيِّنَةُ الشَّطَاط والشطَاط، لُغَتَانِ، وهما الاعْتِدال فِي الْقَامَة. وَأنْشد غَيره للهذلي.
وَإذْ أَنَا فِي المخِيلَةِ والشَّطَاطِ
طش: أَبُو عُبيد عَن أبي عُبيدة: طَشَّت السَّماء، وأطَشَّت، ورَشَّت وأرَشَّت، بِمَعْنى، وَاحِد.
وَقَالَ اللّيث: مَطَرٌ طَشٌّ وطَشِيشٌ.
وَقَالَ رؤبة:
وَلَا جَدَا نَيْلِكَ بالطَّشِيشِ
أَي بالنَّيْل الْقَليل.
وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الكسائيّ هِيَ أرْضٌ مَطْشوشَة ومَطلُولَة. وَمن الرّذَاذِ: أرْضٌ مُرَذَّة.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا يُقَال مُرَذَّة وَلَا مَرْذُوذَة، وَلَكِن يُقَال: أرْضٌ مُرَذٌّ عَلَيْها.
وَقَالَ غَيره: الطَّشاشُ: داءٌ من الأدْواء. يُقَال: طُشَّ فَهُوَ مَطْشُوش كأَنَّهُ زُرَكَم. وَالْمَعْرُوف طَشِيءَ، فَهُوَ مَطْشُوء.

(11/181)


(بَاب الشين وَالدَّال)
ش د
شدَّ، دَشَّ: (مستعملان) .
شدّ: قَالَ ابْن المظَفَّر: الشَّدُّ الْحَمْلُ. تَقول: شَدَّ عَلَيْهِ فِي الْقِتَال.
قَالَ: والشَّدُّ الحُضْرُ، والفِعل اشْتَدَّ.
قَالَ: والشِّدَّةُ: الصَّلاَبَة. والشِّدَّة النَّجْدَةُ، وثَباتُ الْقَلْب، والشِّدَّةُ: المَجاعَة. وَرجل شَديد: شُجَاع.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جَلَّ وعَزَّ:
{لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} (العاديات: 8) أَي لَبَخيل. أَي وإنَّه من أجْلِ حُبِّ الخَيْر لَبَخيل.
وَقَالَ طَرَفة:
أَرَى الموتَ يَعْتامُ الكريمَ ويَصْطَفِي
عَقِيلَةَ مالِ الفاحِش المتشَدِّدِ
وَقَالَ اللَّيْث: الشَّدائدُ الهَزاهِز. قَالَ: والأَشُدُّ: مَبْلغُ الرَّجل الحُنْكَةَ والمعْرِفَة.
وَقَالَ الله عزَّ وجلَّ: {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (الْإِسْرَاء: 34) .
وَقَالَ أَبُو عُبيد: قالَ الفرّاء الأشُدُّ واحدِها شَدٌّ فِي الْقيَاس، ولمَ أسْمَع لَهَا بوَاحد. وَأنْشد:
قَدْ سَادَ وهْو فَتًى حَتَّى إِذا بَلَغتْ
أشُدُّهُ وَعلاَ فِي الأمْر واجْتمعا
وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي الْهَيْثَم، أَنه قَالَ: وَاحَدةُ الأنعُمِ نِعْمَة، وواحدةُ الأشُدِّ شِدَّة. قَالَ: والشِّدَّةُ القُوَّةُ والجَلادَة. قَالَ: والشَّديد الرّجُل الْقَوِيّ. قَالَ: وكأَنّ الْهَاءَ فِي النِّعْمة والشِّدَّة لم تَكُنْ فِي الْحَرْف، إذْ كَانَت زَائِدَة، وكأَنَّ الأَصْل نِعْمٌ وشِدٌّ، فجمعا على أَفْعُل، كَمَا قَالُوا: رِجْلٌ وأرْجُل، وقِدْحٌ وأقْدُح، وضِرْسٌ وأضْرُس.
قلت: والأشُدُّ فِي كتاب الله جلَّ وعزَّ جَاءَ فِي ثَلاثة مَواضِع بمعانٍ يَقْرُبُ اخْتِلافها فأمّا قَول الله جلَّ وعزّ فِي قِصة يُوسف {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} (يُوسُف: 22) فَمَعْنَاه الْإِدْرَاك والبلُوغ، فحينئذٍ راودَتْه امرأةُ الْعَزِيز عَن نَفسه، وَكَذَلِكَ قَوْله جلَّ وعزّ: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (الْإِسْرَاء: 34) .
فَقَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ، احْفَظوا عَلَيْهِ مَالَه حَتَّى يبلُغ أشُدَّه فَإِذا بلغ أشُدّه فادفعوا إِلَيْهِ مَاله. قَالَ: وبُلُوغه أشدّه أَن يُؤنَسَ مِنْهُ الرُّشد مَعَ أَن يكونَ بَالغا. قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} حَتَّى يبلغ ثَمَانِي عشرَة سَنة.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: لست أعرف مَا وجهُ ذَلِك، لِأَنَّهُ إِن أدْرك قبل ثَمَانِي عشرَة سنة وَقد أُونِسَ مِنْهُ الرُّشد، فَطلب دفْعَ مالِه إِلَيْهِ، وَجب لَهُ ذَلِك.

(11/182)


قلت: وَهَذَا صَحِيح، وَهُوَ قَول الشَّافِعِي، وَقَول أَكثر أَهْلَ الْعلم. أما قَول الله جلّ وعزَّ فِي قصَّة مُوسَى: {لاَ يَعْلَمُونَ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىءَاتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ} (الْقَصَص: 14) . فَإِنَّهُ قرنَ بُلوغ الأشُدّ بالاستواء، وَهُوَ أَن يجْتَمع أمره، وقُوَّته، ويَكْتَهل، وَيَنْتَهِي شبابه، وَذَلِكَ مَا بَين ثَمَانِي وَعشْرين سنة إِلَى ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ سنة، وحينئذٍ يَنْتهي شَبَابُه.
وَأما قَول الله جَلَّ وعزْ فِي سُورَة الْأَحْقَاف: {شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ} (الْأَحْقَاف: 15) ، فَهُوَ أقْصَى بُلُوغ الأشُدّ، وَعند تَمامهَا بُعِثَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَبِيّاً؛ وَقد اجْتمعت حُنْكَتُهُ وَتَمام عَقْلِه؛ فبلوغ الأشُدّ محْصُور الأوّلِ، مَحْصُور النِّهَايَة، غيرُ محصورٍ مَا بَين ذَلِك. وَالله أعلم.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ، عَن ثَعلب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: شَدّ الرجل يَشِدُّ شَدّةً، إِذا كَانَ قَوياً، وَيَقُول الرجل إِذا كُلِّفَ عملا: مَا أَمْلِكُ شَدّاً وَلَا إرخاءً، لَا أَقْدِرُ على شَيْء، وَيُقَال: شَدَدْتُ عَلَى الْقَوْم أشُدُّ عَلَيْهِم، وشَدَدْتُ الشيءَ أشُدُّه شَدّاً، إِذا أوْثَقْتَه.
قَالَ الله جلّ وعزّ: {أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ} (مُحَمَّد: 4) ، وَقَالَ: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى} (طه: 31) .
سَلمَة، عَن الفرّاء، قَالَ: مَا كَانَ من المُضاعف على (فَعَلْتُ) غير وَاقع؛ فَإِن (يَفْعِل) مِنْهُ مكسور، مثل: عَفَّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ، وَمَا أشبهه. وَمَا كَانَ وَاقعا مثل: مَدَدْتُ، وعَدَدْتُ فَإِن (يَفْعُل) مِنْهُ مضموم إِلا ثَلَاثَة أحْرف: شَدَّهُ يَشُدُّهُ، ويَشِدُّه وعَلَّهُ يَعُلَّهُ، ويَعِلُّه، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه، فَإِن جَاءَ مثله، فَهُوَ قَلِيل، وأصْلُه الضّم.
وَقَالَ غَيره: اشْتَدَّ فلَان فِي حُضْره، وتَشَدَّدَت الْقَيْنَةُ، إِذا جَهَدَتْ نَفسهَا عِنْد رفع الصَّوْت بالْغِناء، وَمثله قَول طرفَة:
إِذا نَحْنُ قُلْنا أَسمِعينا انْبَرتْ لنا
على رِسْلها مَطْرُوقَةً لم تَشَدَّدِ
وَيُقَال: شَدَّ فلَان على العَدُوّ شَدّةً وَاحِدَة، وشَدَّ شَدَّاتٍ كَثيرةً.
وَقَالَ أَبُو زيْد: خِفْتُ شدَّى زَيْدٍ، أَي شِدَّتَه، وَأنْشد:
فإنِّي لَا ألِينُ لِقَوْلِ شُدَّى
وَلَو كانَتْ أشَدَّ من الحَدِيدِ
وَيُقَال: أَصَابَتني شَدَّى بَعْدَك، أَي الشِّدةُ، مَدَّه ابنُ هانىء.
دش: قَالَ اللَّيْث: الدَّشُّ اتِّخاذُ الدَّشِيشَةِ، وَهِي لُغَة فِي الجَشِيشَة وَهِي حَسْوٌ يُتَّخَذُ من بُرِّ مَرْضُوض، قلت: لَيْست الدَّشِيشَةُ بِلُغَةٍ، وَلكنهَا لُكْنَة. وَقد جَاءَت فِي حَدِيث مَرْفُوع دلَّ على أَنَّهَا لُغة.
حَدثنَا مُحمد بن إِسْحَاق السَّعديّ، قَالَ: حَدثنَا الرَّمادِيّ، عَن أبي دَاوُد الطّيالسيّ،

(11/183)


عَن هِشَام، عَن يحيى بن يعِيش بن الْوَلِيد ابْن قيس بن طَخْفَة الغِفَارِيّ، قَالَ: وَكَانَ أبي من أصْحاب الصُّفَّة، وَكَانَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يأْمرالرجلَ يأْخُذُ بيد الرّجل، والرّجلَ يأْخُذ بيد الرجلَيْن، حَتَّى بَقيتُ خامِسَ خَمْسَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (انْطَلِقوا، فانطَلَقنا مَعَه إِلَى بَيت عائِشَة، فَقَالَ: يَا عائِشَة، أطْعمينَا. فجاءَت بِدَشِيشَة فأكَلنا، ثمَّ جَاءَت بِحَيْسَةٍ مثل القَطاة فأكَلنا، ثمَّ بِعُسَ عَظِيم فَشَرِبنا، ثمَّ انطَلقنا إِلَى المسْجد) .
قَالَ الأزهريّ: ودَلَّ هَذَا الحَدِيث أنَّ الدشِيشَة لُغَةٌ فِي الجَشِيشَة.

(بَاب الشين وَالتَّاء)
ش ت)
شت: قَالَ الله: {لَهَا يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً} (الزلزلة: 6) .
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَي يصدرُون مُتَفَرِّقين، مِنْهُم من عَمِلَ صَالحا، وَمِنْهُم من عَمِل شرّاً، قلت: وَاحِد الأشتاتِ شَتٌّ. قَالَه ابْن السِّكّيت وَقَالَ: جَاءُوا أشتَاتاً، أَي مُتَفَرِّقين. قَالَ: وَحكى لنا أَبُو عَمرو عَن بعض الْأَعْرَاب: الْحَمْدُ للَّهِ الّذي جَمَعنَا من شَتّ.
وَقَالَ اللّيث: شَتَّ شَعبُهم شَتّاً وشَتَاتاً، أَي تَفَرّق جَمعُهم.
وَقَالَ الطِّرِمّاح:
شَتَّ شَعْبُ الحَيِّ بَعدَ التِئَامِ
وشَجَاكَ الرَّبْعُ رَبْعُ المقَامِ
وَقَالَ الأصمعيّ: شَتَّ بقلبي كَذَا وَكَذَا أَي فَرَّقَه.
وَيُقَال: شَتَّ بِي قَوْمي، أَي فرَّقوا أمْرِي.
وَيُقَال: شَتُّوا أمْرَهُمْ، أَي فَرَّقُوه. وَقد اسْتَثَتَّ الأمْرُ وتَشَتَّتَ إِذا انتشرَ، وَيُقَال: جاءَ الْقَوْم أَشْتَاتاً، وشَتَاتَ شَتَاتَ.
قَالَ، وَيُقَال: وقَعُوا فِي أَمْرِ شَتَ وشَتَّى، وَيُقَال: إنِّي أخافُ عَلَيْكُم الشَّتَاتَ، أَي الفُرْقة. وَيُقَال: شَتّانَ مَا هُما.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أَقُولُ شَتَّانَ مَا بَينهمَا، وَأنْشد للأعشى:
شَتَّانَ مَا يَوْمِي على كُورِهَا
ويَوْمُ حَيَّان أَخِي جَابِرِ
مَعْنَاهُ: تَبَاعَد مَا بينَهما.
وشَتان: مَصروفَةُ عَن شَتُتَ؛ فالفتحة الَّتِي فِي النُّون هِيَ الفتحة الَّتِي كَانَت فِي التَّاء وَتلك الفتحة تَدُلُّ على أَنه مصروفٌ عَن الْفِعْل الْمَاضِي. وَكَذَلِكَ وَشْكان وسَرْعان تَقول: وَشْكانَ ذَا خُروجاً، وسَرْعَانَ ذَا خُرجاً، أَصله: وَشُكَ ذَا خُروجاً، وسَرُعَ ذَا خُرُوجًا.
روى ذَلِك كُله ابْن السِّكيت عَن الأصمعيّ، وَقَالَ، يُقَال: شَتَّان ماهُما،

(11/184)


وشَتانَ مَا عَمْرو وأَخُوه، وَلَا يُقال: شَتانَ مَا بَينهما، وَقَالَ فِي قَوْله:
لَشَتَّانَ مَا بَين اليَزِيدَيْن فِي النَّدى
يَزيدِ سُلَيمٍ والأغرِّ ابنِ حاتِم
إنّه لَيْسَ بحُجة، إِنَّمَا هُوَ مُوَلَّد. والحجةُ قَول الْأَعْشَى.
وَقَالَ أَبُو زيد: شتانَ مَنصوبٌ على كلِّ حالٍ، لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ وَاحِد، وَقَالَ فِي قَول الشَّاعِر:
شَتانَ بَيْنهُما فِي كُلِّ منزِلة
هَذَا يُخافُ وَهَذَا يُرتَجَى أبَداً
فَرَفَع البَيْنَ لِأَن الْمَعْنى وَقَع لَهُ.
قَالَ: وَمن العَرَب من يَنْصِبُ بَيْنَهما فِي مثل هَذَا المَوْضع، فَيَقُول: شَتَّانَ بَيْنَهما ويُضْمِرُ (مَا) ، كَأَنَّهُ يَقُول: شَتَّ الَّذِي بَيْنَهما كَقَوْل الله جلَّ وعزَّ {لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} (الْأَنْعَام: 94) .
وَقَالَ اللَّيْث: ثَغْرٌ شَتِيتٌ، أَي مُفَلَّج.
وَقَالَ طَرَفة:
عَنْ شَتِيتٍ كَأَقَاحِ الرَّمْلِ غُرّ

(بَاب الشين والظاء)
(ش ظ)
شظ: قَالَ اللَّيْث: يُقَال شَظَظْتُ الْغِرَارَتَيْن بِشِظَاظٍ، وَهُوَ عُودٌ يُجعل فِي عُرْوَتَي الْجُوَالِقَيْن إِذا عُكِمَا على الْبَعِير، وهما شِظَاظَان.
أَبُو عُبَيد: شَظَظَتُ الْوِعَاءَ وأَشظَظْتُه من الشِّظَاظ.
وَقَالَ غَيره: أَشَظَّ الغُلامُ إِذا أَنْعَظَ، وَمِنْه قَول زُهَيْر:
أَشَظَّ كأَنَّهُ مَسَدٌ مُعَارُ
وَقَالَ اللَّيْث: الشَّظْشَظَةُ فِعْلُ زُبِّ الْغُلامُ عِنْد الْبَوْل.
أَبُو عُبيد، عَن أبي زَيد، يُقَال: إِنَّه لأَلَصُّ من شِظاظ. قَالَ: وَهُوَ رجل من ضَبَّةَ، كَانَ لِصّاً مُغيراً، فَصَارَ مَثَلاً.
وَقَالَ غَيره: أَشْظَظْتُ الْقَوْمَ إشْظَاظاً، وشَظَّظْتُهم تَشْظِيظاً، وشَظَظْتُهم شَظّاً، إِذا فرَّقْتَهم.
وَقَالَ البعيث:
إذَا مَا زَعانِيفُ الرِّباب أَشَظَّها
ثِقالُ الْمَرَادِي والذُّرَا والْجماجِم
وَيُقَال: طَارُوا شَظَاظاً، أَي تَفَرَّقُوا.
وروى أَبُو تُرَاب للأصمعيّ: طارَ القَوْمُ شَظَاظاً وشَعَاعاً.
وَأنْشد لرويشد الطائيّ، يصف الضَّأْن:
طِرْنَ شَظَاظاً بَين أَطْرَافِ السَّنَدْ
لَا تَرْعَوِي أُمٌّ بِها عَلَى وَلَدْ
كَأَنَّما هَايَجَهُنَّ ذُو ولِبَدْ
سَلمَة، عَن الْفراء: الشَّظِيظُ الْعودُ المشَقَّقُ، والشَّظِيظُ الجَوالِق المشدود.

(11/185)


(بَاب الشين والذال)
ش ذ
شَذَّ: قَالَ اللَّيث: شَذَّ الرجل، إِذا انْفَرَدَ عَن أَصْحابه، وَكَذَلِكَ كل شَيء مُنْفَرد، فَهُوَ شَاذّ وكَلمَةٌ شَاذَّة.
وشُذَّادُ النَّاس: الَّذين لَيْسُوا فِي قَبائِلهم وَلَا مَنازِلهم، وشُذَّاذُ النَّاس. مُتَفَرِّقُوهم، وَكَذَلِكَ شُذَّان الْحَصا. وَقَالَ رؤبة:
يَتْرُكُ شُذَّانَ الْحَصَا قَنَابِلاَ
وَيُقَال: أَشَذَذْتَ يَا رجل، إِذْ، جاءَ بقَوْلٍ شاذَ نَادِر.

(بَاب الشين والثاء)
(ش ث)
شثّ: قَالَ اللَّيْث: الشَّثُّ شَجَرٌ طَيِّبُ الرّيح مُرُّ الطَّعْم.
قَالَ أَبُو الدُّقيْش: ويَنْبُتُ فِي جِبالِ الْغَوْرِ وتِهامَة، وَأنْشد لشاعرٍ وصف طَبَقَات النِّساء:
فَمِنْهُنَّ مِثلُ الشَّثِّ يُعْجِبُ رِيحُهُ
وَفِي عَيْنِهِ سُوءُ الْمَذاقَةِ والطَّعْم
أَبُو عُبَيد، عَن الأصمعيّ: الشَّثّ: من شَجَرِ الْجِبال.
وَأنْشد غَيره:
كَأَنَّما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه
أَو أمَّ خِشْفٍ بِذِي شَتَ وطُبَّاقِ
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الشَّثّ الدَّبْرُ، وَهُوَ النَّحْل. وَأنْشد للراجز:
حَديثُها إذْ طَالَ فبِها النَّثّ
أَطْيَبُ من ذَوْبٍ مَذَاه الشَّثُّ
والذَّوْب: الْعَسَل، مَذَاهُ مَجَّةُ النَّحْل كَمَا يَمْذِي الرَّجُلُ مَذِيَّه.

(بَاب الشين وَالرَّاء)
(ش ر)
شَرّ، رَشّ: (مستعملان) .
الشَّرّ: قَالَ اللَّيْث: الشّرُّ السُّوءِ، والفِعْل للرَّجل الشِّرِّير، والْمَصْدَر الشَّرارَة، والفِعل: شَرَّ يَشِرُّ، وقَوْمٌ أشرارُ: ضِدّ الأَخْيار، والشَّرُّ: بَسْطُكَ الشّيءَ فِي الشّمْسِ من الثِّيَاب وَغَيره.
ثَوْبٌ على قَامَةٍ سَحْلٌ تَعَاوَرَهُ
أَيْدِيَ الْغَواسِلِ للأَرْوَاحِ مَشْرُورُ
وَقَالَ أَبُو الْحسن اللّحيانيّ: شَرَّرْتُ الثّوب واللّحم، وأَشرَرْتُ وشَرَرْتُ خَفِيف. وَيُقَال: إشْرَارة من قَدِيد، وَأنْشد:
لَهَا أَشَارِيرُ من لَحْمٍ مُتَمَّرَةٌ
مِن الثَّعَالِي وَوَخْزٌ من أَرَانِيها
أَي مُقَدَّدة. قَالَ: والْوَخْزُ الْخَطِيئَةُ بعد الْخَطِيئَة. وَقَالَ الْكُمَيْت:
كَأَنَّ الرَّذَاذّ الضَّحْلَ حَوْلَ كِنَاسِه
أَشَارِيرُ مِلْحٍ يَتَّبِعْنَ الرَّوَامِسا
ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الإشْرَارَةُ:

(11/186)


صَفِيحَةُ يُجَفَّف عَلَيْهَا القَدِيد، وَجَمعهَا الأشَارِير.
وَقَالَ اللَّيْث: الإِشْرارُ شَيءٌ يُبْسَطُ للشّيءِ يُجَفَّف عَلَيْهِ من أَقِطٍ وبُرّ، قلت: اتَّفَقَا على أنّ الإشرارَ مَا يُبْسَطُ عَلَيْهِ الشَّيء لِيَجِفّ، فصَحَّ أَنه يكون مَا يُشَرَّرُ من أقِطٍ وَغَيره، وَيكون مَا يُشَرَّرُ عَلَيْهِ.
اللَّيْث: الشَّرارَةُ، والشَّرَرُ والشَّرَارُ مَا تطاير مِنْهُ النّار، قَالَ الله جَلَّ وعزّ: {إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍ} (المرسلات: 32) .
وَقَالَ فِي الشَّرار:
أَوْ كَشَرَارِ الْعَلَاةِ يَضْرِبها الْ
قَيْنُ على كلِّ وِجْهَة تَثِبُ
قَالَ: والشَّرَّانُ على تَقْدِير فَعْلاَن من كَلَام أَهْلِ السَّوَاد، وَهُوَ شَيءٌ تسميه الْعَرَب الأذَى شبه الْبَعُوضِ يغشى وجهَ الْإِنْسَان وَلَا يَعَضّ، والواحِدَة شَرَّانَة.
عَمْرو، عَن أَبِيه: الشُّرَّى: الْعَيَّابَة من النِّسَاء، قَالَ: وَيُقَال مَا رددت هَذَا عَلَيْك من شُرَ بِهِ، أَي من عَيْبٍ بِهِ، وَلَكِنِّي آثَرْتُك بِهِ، وَأنْشد:
عَيْنُ الدَّليلِ البُرْتِ من ذِي شُرِّهِ
أَي من ذِي عَيْبَة، أَي من عَيْبِ الدّليل، لأنّه لَيْسَ يحسن أَن يسير فِيهِ حَيْرَةً.
وَقَالَ اللّحيانيّ: عَيْنٌ شُرَّى، إِذا نَظَرت إِلَيْك بالبغضاء.
وَحكى عَن امْرأة من بني عَامر، قَالَت فِي رُقْية: أَرْقِيكَ بِاللَّه من نَفْسٍ حَرَّى، وعَيْنِ شُرَّى.
والشِّرَّةُ: النَّشَاط، وَيُقَال: فلَان يُشَارُّ فُلاناً ويُمارُّهُ ويُزَارُّه، أَي يُعادِيه. وَقَوله:
وحَتَّى أُشِرَّتْ بالأكُفِّ المصاحِفِ
أَي نُشِرَتْ وأظْهِرَت.
أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الشُّرْشُور طائِرٌ صَغِير مثل الْعُصفور قَالَ: ويُسَمِّيه أهلُ الْحجاز الشُّرشور، وتسميه الْأَعْرَاب. والْبِرْقِش. وَقَالَ الأصمعيّ أَيْضا: الشَّراشِرُ النَّفْسُ والمَحَبَّةُ جَمِيعًا.
وَقَالَ ذُو الرمة:
وَمِنْ غَيَّةٍ تُلْقَى عَلَيْها الشَّرَاشِرُ
وَقَالَ الآخر:
وتُلْقَى عَلَيْهِ كلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ
شَراشِرُ مِنْ حَيَّيْ نِزَارٍ وألْبُبُ
وَيُقَال: أَلْقَى عَلَيْهِ شَراشِرَه، أَي ألْقى نَفْسَه عَلَيْهِ مَحَبَّةً لَهُ.
ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشَّراشِرُ النّفْس، وَيُقَال: الْمَحَبَّة. وَأنْشد:
وَمَا يَدْرِي الْحَرِيصُ عَلامَ يُلقِي
شَراشِرَه أيُخطيءُ أم يُصيبُ
وَفِي حَدِيث الْإِسْرَاء: أنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُسْرِيَ بِهِ، قَالَ: (فأتَيْتُ على رجل مُسْتَلْقٍ وَإِذا بِرَجُل قَائِم عَلَيْهِ بكَلُّوب، وَإِذا هُوَ يَأْتِي أحَدَ شِقَّى وَجهِه، فَيُشَرْشِرُ شِدْقه إِلَى قَفَاه) .

(11/187)


قَالَ أَبُو عُبيد: يَعْنِي يُشَقِّقُه ويُقَطِّعُه. وَقَالَ أَبُو زبيد يصف الْأسد:
يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَهُ مِنْ فَرَائِسٍ
رُفاتُ عِظامٍ أَو عَرِيضٌ مُشَرْشَرُ
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال فِي مَثَلٍ: كُلَّما تَكْبَرُ تَشِرُّ.
وَقَالَ ابْن شُميل: من أَمْثالهم: شُرَّاهُنَّ مُرَّاهُنّ. وَقد أَشَرَّ بَنو فُلانٍ فُلاناً، أَي انْتَقَذُوه وأَوْحَدُوه، وَيُقَال: هُوَ شَرُّهُم، وَهِي شَرُّهُنَّ، وَلَا يُقَال: هُوَ أشَرُّهم.
ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: وَمن الْبُقُول الشِّرْشِرِ، قَالَ: وَقيل لبَعض الْعَرَب: مَا شَجرةُ أبِيك؟ فَقَالَ قُطَبٌ وشِرْشِرٌ وَوَطْبٌ جَشِرٌ.
قَالَ: والشّرْشِرُ خير من الإسْليح والْعَرْفَج. قَالَ: وشَرَّ يَشَرُّ، زادَ شَرُّه، وشَرَّهُ شَيْئاً يَشُرُّهُ شَرّاً، إِذا بَسطه لِيجِفَّ، وشَرَّ إنْسَانا يَشُرُّهُ إِذا عابَه.
عَمْرو، عَن أَبِيه، قَالَ: الشِّرَارُ صفائِحُ بِيضُ يُجَفَّف عَلَيْهَا الكَرِيصُ. قَالَ اليزيدي يُقَال: شَرَّرَنِي فِي النّاس، وشَهَّرَنِي فيهم بِمَعْنى وَاحِد.
شَمِر، قَالَ أَبُو عَمْرو: الأَشِرَّةُ وَاحِدهَا شَرِيرُ، وَهُوَ مَا قَرُبَ من الْبَحر، وَقيل: الشَّرِير شَجَرٌ يَنْبُتُ فِي الْبَحْر، وَقيل: الأشِرَّةُ: الْبُحُور.
قَالَ الْكُمَيْت:
إذَا هُوَ أَمْسَى فِي عُبَابيْ أَشِرَّةٍ
مُنيفاً على الْعَبْرَيْن بِالْمَاءِ أكْبَدَا
وَقَالَ الْجَعْدِي:
سَقَى بِشَرِيرِ الْبَحْرِ حَوْلاً تَمُدُّهُ
حَلاَئِبُ قُرْحٌ ثمَّ أَصْبَحَ غَادِيَا
أَرَادَ بالْحلائِبِ السَّحائب، وَهِي الْقُرْح. وَيُقَال: شارَّاه وشَارَّه.
رش: قَالَ اللَّيث: الرَّشُّ رَشُّكَ البيتَ بِالْمَاءِ، وَتقول رَشَّتْنا السماءُ رشّاً، وأرَشَّتِ الطَّعنة تُرِشُّ، ورَشاشها: دَمُها، وَكَذَلِكَ رشاش الدَّمع.
وَقَالَ أَبُو كَبِير:
مُسْتَنَّةٍ سَنَنَ الْغُلُوِّ مُرِشَّةٍ
تَنْفِي التُّرابَ بِقَاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ
يصف طعْنةً تُرِشُّ الدَّمَ إرْشاشا.
ابْن الأعرابيّ: شِوَاءٌ رَشْرَاشٌ: يقطُر دَسَمُه.
وَقَالَ أَبُو دُوَاد يصف فرسا:
طَوَاهُ القَنِيصُ وتَعْدَاؤُهُ
وإرْشَاشُ عِطْفَيْه حتَّى شَسَبْ
أَرَادَ تَعْرِيقَهُ إيَّاه حَتَّى ضَمَرَ، واشْتَدَّ لحمُه بعد رَهَلِه.

(11/188)


(بَاب الشين وَاللَّام)
ش ل
شلّ، لشّ: (مستعملان) .
شل: قَالَ اللَّيْث: الشَلُّ الطَّرْدُ.
أَبُو عبيدٍ: شَلَلتُه شَلاًّ طَرَدْتُه، وانشَلَّ هُوَ. وذَهَب القومُ شِلَالاً، أَي انشَلُّوا مَطْرودين.
الأصمعيّ، وَالْفراء، يُقَال: شَلَّتْ يَدُه تَشَلُّ شَلَلاً، فَهُوَ أَشَلّ، وَلَا يُقال: شُلَّتْ يَدُه، وَإِنَّمَا يُقال: أَشَلَّها اللَّهُ.
وَقَالَ اللَّيْث: الشلَلُ ذَهَابُ الْيَدِ، وَيُقَال: لاَ شَلَلِ، فِي معنى لَا تَشَللْ لأنَّه وَقع موقع الأمْر، فَشُبِّه بِهِ وجُرَّ، وَلَو كَانَ نَعْتاً لنُصب، وَأنْشد:
ضَرْباً على الْهامَاتِ لَا شَلَلِ
قَالَ: وَقَالَ نَصْر بن سيّار:
إنِّي أَقُولُ لِمنْ جَدّتْ صَرِيمتُه
يَوْماً لِغَانِيَةٍ: تَصْرِمْ وَلَا شَلَلِ
قلت: هَذَا الْحَرْف هَكَذَا قرأته فِي عِدة نسخ من كتاب اللَّيْث: لَا شَلَلِ بِالْكَسْرِ قُيِّدَ كَذَلِك، وَلم أَسْمَعْه لغيره: وَسمعت الْعَرَب تَقول للرجل يُمارِسُ عملا، وَهُوَ ذُو حِذْق بِعَمَلَه: لَا قَطْعاً وَلَا شَلَلاً، أَي لَا شَلِلْتَ، على الدُّعَاء، وَهُوَ مَصْدر.
وَأنْشد ابْن السّكيت:
مُهْرَ أبي الحَبْحَابِ لَا تَشَلِّي
بَارك فيكِ اللَّهُ من ذِي ألِّ
قلت: مَعْنَاهُ لَا شَلِلت، كَقَوْلِه:
ألَيْلَتَنا بِذِي حُسُمٍ أَنِيرِي
إذَا أَنْتِ انقضَيتِ فَلَا تَحُورِي
أَي لَا حُرْتِ.
وسمعتُ أَعْرَابِيًا يَقُول: شُلَّ يَدُ فلَان بِمَعْنى قُطِعتْ. وَلم أسمعهُ من غَيره.
وَقَالَ ثَعْلَب: شَلَّتْ يَدُه لغةٌ فَصِيحَة، وشُلَّت يَدُه لغةٌ رَدِيئة قَالَ: وَيُقَال أُشِلَّتْ يَدُه.
ورَوى أَبُو عَمْرو، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: شَلَّ يَشُلُّ، إِذا طَرَدَ، وشَلَّ يَشِلُّ، إِذا اعْوَجَّتْ يَده بالكسْر. قَالَ: والأشَلُّ المْعوَجُّ المِعْصَم الْمَتَعطِّل الكَفّ.
قلت: وَالْمَعْرُوف فِي كَلَامهم شَلَّتْ يدُه، تَشَلُّ، بِفَتْح الشين، فَهِيَ شَلاّء.
أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: الشلَلُ فِي الثوْب أنْ يُصيبَه سوادٌ أَو غَيره، فَإِذا غُسِلَ لم يَذْهَب.
وَقَالَ الأصمعيّ: تَشَلْشَلَ الماءُ، إِذا اتّصَلَ قَطْرُ سَيَلانِه، وَمِنْه قَول ذِي الرمة:
وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزَهَا
مُشَلشِلٌ ضَيَّعَتْه بَينهَا الْكُتَبُ
وَقَالَ اللَّيْث: يُقال للصَّبِيّ هُوَ يُشَلْشِل بَبَوْلِه.

(11/189)


ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ؛ يقالُ للغلام الحارِّ الرَّأس الْخَفِيف الرّوح النْشيط فِي عمله، شُلْشُلٌ وشُنشُنٌ وسَلْسُلٌ، ولُسْلُسٌ وشُعْشُعٌ وجُلْجُلٌ.
وَقَالَ الْأَعْشَى:
شَاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلْشلٌ شَوِلُ
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الشُّلْشُل الزِّقُّ السّائِل.
وَقَالَ اللّحيانيّ: شَلّت العينُ دَمْعَها، وشَنّتْ وسَنّتْ، إِذا أرْسَلْته.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: شَلَلتُ الثوْبَ أَشُلُّهُ شَلاًّ: إِذا خِطْتَه خِياطَةً خَفِيفَةً، فَهُوَ ثوب مَشلُولُ.
أَبُو عُبيد، عَن أبي عُبيدة: الشَّلِيل الْغِلاَلَةُ الَّتِي تَحت الدِّرْع من ثوب أَو غَيره، قَالَ: وربَّما كَانَت دِرْعاً صَغِيرَة تَحت الْعليا.
والشَّليل من الْوَادي أَيْضا: وَسَطُه حَيْثُ يَسيلُ مُعظم المَاء، والشَّلِيلُ: الكساءُ الَّذِي يُجْعَلُ تَحت الرَّحْلِ.
وَقَالَ النَّضر: عَيْنٌ شَلاَّءُ، للَّتي قد ذَهب بَصَرُها، قَالَ: وَفِي الْعين عِرْقٌ إِذا قُطع ذَهبَ بَصَرُها، أَو أَشَلَّها.
وَقَالَ شمِر: انْسَلَّ السَّيْلُ وانْشَلَّ، وَذَلِكَ أولَ مَا يَبْتَدىء حِين يَسِيلُ قبل أَن يَشْتَدّ.
وَقَالَ ابْن شُميل: شَلَّ الدِّرْعَ يَشُلُّها شَلاًّ، إِذا لَبِسَها، وشَلَّها عَلَيْهِ، ويُقال للدِّرع نَفْسها: شَلِيلٌ.
أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: المُشَلِّلُ الْحمار، النِّهايَةُ فِي الْعِناية بِأُتُنِهِ، يُقَال: إنّه لَمُشِلٌّ مِشَلٌّ مُشَلِّلٌ لِعانَتِهِ، ثمَّ يُنْقَلُ فيضربُ مثلا لِلْكَاتِبِ النِّحْرِير الكافِي.
يُقَال: إنّهُ لَمِشَلُّ عُونٍ.
سلَمة، عَن الْفراء: الشُّلةُ النِّيَّةُ فِي السَّفر، يُقَال: أَيْن شُلَّتُهم؟ أَي نِيَّتُهم.
والشُّلَّةُ: الدِّرعُ، والشُّلّة: الطّرْدَة، قَالَ: والشُّلّي النِّيَّةُ فِي السَّفر والصَّوم وَالْحَرب، يُقَال: أَيْن شُلاّهُمْ؟
لش: قَالَ اللَّيْث: اللَّشْلَشَةُ كثرَةُ التَّرَدُّدِ عِنْد الفَزَع، واضْطِرابُ الأحشاءِ فِي مَوضِع بعد مَوْضع، يُقَال: جَبَانٌ لَشْلاَشٌ.
ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: اللَّشُّ: الطّرْدُ.

(بَاب الشين وَالنُّون)
ش ن
شَنَّ، نَشَّ: (مستعملان) .
شن: الحرانيّ، عَن ابْن السّكيت، قَالَ الأصمعيّ: شَنّ عَلَيْهِم الْغَارة، أَي فَرَّقها وَقد شَنَّ المَاء على شَرَابِه، أَي فَرَّقَه عَلَيْهِ، وشَنَّ عَلَيْهِ دِرْعَه، إِذا صَبَّها، وَلَا يُقال سَنّها، وَكَذَلِكَ شَنَّ الماءَ على وَجْهه، أَي صَبَّه عَلَيْهِ صَبّاً سَهْلاً.
وَفِي الحَدِيث: (إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمَرَ بِالْمَاءِ فَقُرِّسَ فِي الشِّنان) .

(11/190)


قَالَ أَبُو عُبيد: الشِّنانُ الأَسْقِيَةُ، والْقِرَبُ الخُلْقَان، يُقَال للسِّقَاءِ شَنٌّ، ولِلقرْبَة شَنٌّ، وَإِنَّمَا ذُكِرَ الشِّنانُ دُونَ الجُدُدِ لِأَنَّهَا أشَدُّ تَبْريداً للْمَاء، والتَّقْريسُ: التبْرِيد.
وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: أَنه ذَكَرَ القُرآن فَقَالَ: (لَا يَتْفَهُ وَلَا يَتَشَانّ) مَعْنَاهُ أَنه لَا يَخْلَقُ على كَثرَة القِراءَةِ والتَّرْدَاد، وَهُوَ مَأْخوذٌ من الشَّنّ أَيْضا.
وَقد اسْتَشَنَّ السِّقَاءُ إِذا صَار شَنّاً خَلقاً، وشَنَّنَ السِّقاء أَيْضا.
وَقَالَ اللَّيْث: الشَّنِينُ قَطَرانُ الماءِ من الشَّنّةِ شَيْءٌ بعد شَيْءٍ.
وأَنْشد:
يَا مَنْ لِدَمْعٍ دَائم الشَّنِين
وَكَذَلِكَ التّشْنَانُ والتَّشْنِينُ.
وَقَالَ الشَّاعِر:
عَيْنَيَّ جَودَا بالدُّموع التّوَائِم
سِجَاماً كتَشْنانِ الشَّنَانِ الهزَائم
قَالَ: والتّشنُّنُ فِي جلد الْإِنْسَان التَّشَنُّجُ عِنْد الْهَرمِ.
وَأنْشد:
بَعْدَ اقْوِرَارِ الْجِلْدِ والتَّشَنُّنِ
أَبُو عُبيد، عَن الأصمَعي: الشُّنَانُ: الماءُ البَارِد.
وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
بمَاءٍ شُنانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَهُ الصَّبا
وجادَتْ عَلَيْهِ دِيمَةٌ بَعْدَ وابِل
وَقَالَ أَبُو زيد: فِي الجَبِينِ الشّانّان، النُّون الأولى ثَقيلَة وَلَا همز فِيهِ، وهما عِرْقانِ يَنْحدِران من الرّأس إِلَى الحاجِبَيْن ثمَّ العَينين.
وَقَالَ ابْن السّكيت نَحوه.
وأَخبرني المنذريّ، عَن الحَرْبِيّ، عَن عَمْرو، عَن أَبِيه، قَالَ: هما الشَّأْنان بالْهَمْزْ، وهما عرقان؛ وَاحْتج بقوله:
كأنَّ شَأْنَيْهما شَعِيبُ
وَقَالَ ابْن السّكيت فِي قَول الْعَرَب: وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَة، قَالَ: هُوَ شَنُّ بنُ أَفْصَى بن عبد الْقَيْس بن أَفْصَى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلَة بن أَسد بن رَبيعة بن نِزار، وطَبَقٌ: حَيٌّ من إِيَاد، وَكَانَت شَنُّ لَا يُقامُ لَهَا فَوَاقَعَتْها طَبَقٌ فانتَصَفَتْ مِنْهَا، فَقيل: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَة، ووافَقه فاعْتَنَقَه.
وَأنْشد:
لَقِيَتْ شَنٌّ إِيَاداً بالْقَنَا
طَبَقاً، وَافَقَ شَنٌّ طَبَقهْ
وأَخبرني المنذريّ، عَن الحَرْبيّ، قَالَ: قَالَ الأصمعيّ: كَانَ قَوْمٌ لَهُم وِعَاءٌ من أَدَم فَتَشَنَّنَ عَلَيْهِم فَجَعَلُوا لهُ طبَقاً فوافَقه، فَقيل: (وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه) .
وَيُقَال: شَنَّ الجَمَلُ من الْعَطش يَشِنُّ: إِذا يَبِسَ، وشَنَّت الْقِرْبةُ تَشِنُّ: يَبِسَتْ.

(11/191)


ورُوي عَن عمر أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاس فِي شَيْء شاوَرَه فِيهِ، فأَعْجَبه كَلَامه، فَقَالَ: (نِشْنِشَةٌ أَعْرِفُها من أَخْشَن) .
قَالَ أَبُو عُبيد: هَكَذَا حَدَّث بِهِ سُفْيان، وأَمَّا أهل الْعَرَبيَّة فَيَقُولُونَ غَيره.
قَالَ الأصمَعِيّ: إِنَّمَا هُوَ شِنْشِنَةٌ أَعْرِفها من أَخْزَم. قَالَ: وَهَذَا بَيت رَجز تمثَّل بِهِ.
قَالَ: والشِّنشِنَةُ قد تكون كالْمُضْغَة أَو القِطعَة تُقْطَع من اللّحم، قَالَ: وَقَالَ غيرُ وَاحِد: بل الشِّنشِنَةُ مِثلُ الطّبيعة والسَّجِيَّة، فَأَرَادَ عُمر أنِّي أعرِفُ فِيك مَشَابِهَ من أَبِيكَ فِي رَأْيِه وعَقْلِه. وَيُقَال، إنَّهُ لم يَكُنْ لِقُرَشِيّ رَأْيٌ مثلُ رَأْي الْعَبَّاس.
وَقَالَ ابنُ الكلبيّ: هَذَا الرَّجزُ لأَبي أخزم الطائيّ، وَهُوَ قَوْله:
إنَّ بَنِيَّ زَمَّلُونِي بالدَّمِ
شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها مِنْ أَخْزَمِ
وَقَالَ أَبُو عُبيدة، يُقَال: شِنْشِنَةٌ ونِشْنشَةٌ.
وَقَالَ اللَّيْث: الشَّنُون المَهْزُول من الدَّواب، قَالَ: وَيُقَال الشَّنُون السَّمين. قَالَ: والذّئْبُ الشَّنُون: الجائِع، وَأنْشد:
يَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذَاهُ
شَجٍ بخُصُومَةِ الذِّئْبِ الشَّنُونِ
وَقَالَ أَبُو خَيرة: إنَّما قيل لَهُ شَنُون؛ لأنَّه قد ذَهَب بعض سِمَنِه، فقد اسْتَشَنَّ كَمَا تُسْتَشَنُّ الْقِرْبَة، وَيُقَال للرَّجل وَالْبَعِير إِذا هُزِلَ: قد اسْتَشَنَّ.
وَقَالَ اللحيانيّ: يُقَال مَهْزُولٌ ثمَّ مُنْقٍ إِذا سَمِنَ قَلِيلا، ثمَّ شَنُونٌ، ثمَّ سَمِينٌ، ثمَّ سَاحٌّ، ثمَّ مُتَرَطِّم، إِذا انْتَهى سِمَناً.
ابْن السّكّيت، عَن أبي عَمْرو، يُقَال: شَنَّ بسَلْحِه، إِذا رَمَى بِهِ رَقيقاً، والحُبْارَى تَشُنُّ بِذَرْقها، وَأنْشد:
فَشَنَّ بالسَّلْحِ فلمَّا شَنّا
وَقَالَ النَّضر: الشَّنِين اللَّبن يُصَبُّ عَلَيْهِ الماءُ حَلِيباً كانَ أَو حَقِيناً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الشَّوَانُّ من مَسايِلِ الجِبال الَّتِي تَصُبُّ فِي الأودية من الْمَكَان الغليظ واحدتها شَانَّةٌ.
نش (نشنش) : أَبُو عُبيد: نَشنَش الرجلُ المرأَةَ ومَشْمشها، إِذا نَكَحَهَا، وَأنْشد:
بَاكَ حُيَيٌّ أُمَّهُ بَوْكَ الفَرَسْ
نَشْنَشها أَرْبَعَةً ثُمّ جَلَسَ
وَفِي الحَدِيث أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يُصْدِق امرأَةً من نِسَائه أَكثر من ثِنْتَيْ عشرةَ أُوقيَّة ونَشّاً.
قَالَ أَبُو عبيد، قَالَ مُجَاهِد: الأُوقِيَّة أَرْبَعُون، والنَّشُّ عشرُون.
قلت: وتصديقُه مَا حدَّثنا بِهِ عبدُ الْملك عَن الرّبيع عَن الشافعيّ عَن الدْرَاوَرْدِيّ، عَن يزِيد بن عبد الله، عَن الْهَادِي، عَن مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم التَّيميّ، عَن أبي سَلمة بن عبد الرحمان قَالَ: سأَلتُ عَائِشَة: (كَمَا كَانَ صَداقُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟

(11/192)


قَالَت: (كَانَ صداقهُ لأزْوَاجه اثْنَتَيْ عَشرة أُوقِيَّة ونَشّاً) . قَالَت: والنَّشُّ نِصْفُ أُوقِيَّة.
شَمِر، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: النَّشّ النِّصْفُ من كلِّ شَيْء، نَشُّ الدِّرْهَم، ونَشُّ الرّغيف: نِصْفه، وَأنْشد:
مِنْ نِسْوَةٍ مُهُورُهُنَّ النَّشُّ
وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن الْحَرْبِيّ، قَالَ: نَشَّ الْغَدِيرُ إِذا نَصَبَ ماؤُه، وسَبَخَةٌ نَشَّاشَةٌ تَنِشُّ من النزِّ.
قَالَ: والْقِدْرُ تَنِشُّ، إِذا أَخَذت تَغْلِي.
وَقَالَ اللَّيْث نحوَه: نَشّ المَاء، إِذا صبَبْتَه فِي صَاخِرَةٍ طَال عهدُها بالماءِ، ونشيش اللَّحْم: صَوْتُه إِذا قُلِي، والخمرُ تَنِشُّ إِذا أَخَذت فِي الغليان، وَفِي الحَدِيث: (إِذا نَشَّ فَلاَ تَشْرَبْه) . وَفِي حَدِيث عمر: (أنَّه كَانَ يَنُشُّ الناسَ بعد الْعشَاء بالدِّرَّة) .
قَالَ شَمِر: صَحّ الشِّينُ عَن شُعْبة فِي حَدِيث عمر، وَمَا أرَاهُ إلاَّ صَحِيحا، وَكَانَ أَبُو عبيد يَقُول: إنَّما هُوَ يَنُسُّ أَو يَنُوشُ.
قَالَ شَمِر: يُقَال نشنَشَ الرَّجُلُ الرَّجلَ إِذا دَفَعَه وحَرّكه، ونشنَشَ مَا فِي ذَلِك الْوِعَاء إِذا نَثَرَه وتَنَاوَله، وأنشدَ ابنُ الأعرابيّ:
الأُقْحُوانَةُ إذْ بَيْتِي يُجَانِبُها
كالشَّيخ نشنش عَنهُ الفارسُ السَّلبَا
وَقَالَ الكُميت:
فَغَادَرْتُها تَحْبُو عَقِيراً ونشْنشُوا
حَقِيتَهَا بَيْن التّوزُّعِ والنَّتْرِ
أَي حَرّكوا ونفَضُوا.
قَالَ: ونشْنَشَ ونَشّ، مثل نَسْنَسَ ونَسّ بِمَعْنى ساقَ وطَرَد.
وَقَالَ اللَّيْث: النَّشْنَشةُ: النّفْضُ والنَّتْر.
أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الأعرابيّ: النَّشُّ السَّوْقُ الرّفيق، والنَّشُّ: الخَلْط، وَمِنْه قيل: زَعْفَران مَنْشُوش.
وروى عبد الرازق، عَن ابْن جُرَيج، قلت لعطاء: الْفَأْرَةُ تَموتُ فِي السَّمْن الذّائب أَو الدُّهْن؟ قَالَ: أَمَّا الدُّهْنُ فَيُنَشُّ ويُدْهَنُ بهِ إِن لم تَقْذَرْه. قلت: لَيْسَ فِي نَفسك من أَن تَأْثمَ إِذا نُشّ؟ . قَالَ: لَا. قلت: فالسَّمن يُنَشُّ ثمَّ يُؤكَلُ بِهِ؟ . قَالَ: لَيْسَ مَا يُؤكَلُ بِهِ كهيْئَة شيءٍ فِي الرَّأْس يُدَّهَنُ بِهِ.
أَخْبرنِي عبد الْملك، عَن الرّبيع، عَن الشّافعي، قَالَ: الأدْهانُ دُهْنان: دُهْنٌ طَيِّبٌ مثل الْبان الْمَنْشُوش بالطِّيب، ودُهْنٌ لَيْسَ بالطَّيِّب، مثل سَلِيخَةِ غير مَنْشُوقٍ مثل الشَّبْرَق.
قَالَ الأزهريّ: المَنْشُوش بالطِّيب إِذا رُبِّي بالطِّيب الَّذِي يَخْتَلِطُ بِهِ، فَهُوَ مَنْشُوسٌ، والسَّلِيخَةُ: مَا اعْتُصِرَ من ثَمَر البان، وَلم يُرَبَّبْ بالطِّيب.
وَقَالَ شَمِر: قَالَ أَبُو زيد الأَبَانِيَّ: رجُلٌ نَشْنَاشٌ، وَهُوَ الكَمِيشَةُ يَداه فِي عَمَلِه، يُقَال: نَشْنَشَهُ، إِذا عَمِلَ عملا فَأَسْرع فِيهِ، وَيُقَال: نَشْنَشَ الطَّائِرُ رِيشَهُ بِمِنْقَارِه، إِذا

(11/193)


أَهْوَى لَه إِهْواءً خَفِيفاً فَنَتَفَ مِنْهُ وطَيَّرَ بِهِ، وَكَذَلِكَ لَو وَضَعْتَ لَهُ لَحْمًا فَنَشْنَشَ مِنْهُ إِذا أكَلَ بعَجَلَةِ وسُرْعة.
وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء، عبدٌ لِبَلْعَنْبَرَ، يَصِفُ حَيَّةً نَشَطَتْ فِرْسَنَ بعيرٍ:
فَتَشْنَشَ إِحْدَى فِرْسَنَيْها بِنَشْطَةٍ
رَغَتْ رَغْوَةً مِنْها وكادتْ تَقَرْطَبُ
تقَرْطَبُ: تَسْقُطُ، وَرجل نَشْنَشِيُّ الذِّراعَ وَوَشْوَشِيُّ الذِّرَاع، وَهُوَ الخفيفُ فِي عَمَلِهِ ومِراسِه.
سَلمَة، عَن الْفراء: النَّشْنَشَةُ صَوْتُ حَرَكَة الدُّروع، والْمَشْمَشَةُ: تَفْرِيقُ الْقُماش.
نشن: قَالَ ابْن بُزُرْج فِيمَا قَرَأت لَهُ بِخَط أبي الْهَيْثَم: نَشِنَ الرجل نَشَناً، إِذا هَلَكَ، فَهُوَ نَشِنٌ.

(بَاب الشين وَالْفَاء)
ش ف
شفَّ، فشَّ: (مستعملان) .
شف: قَالَ اللَّيث: الشَّفُّ ضَرْبٌ من السُّتور يُرِي مَا وَرَاءه.
وَهُوَ سِتر أَحْمَر من صوف، وجَمعه شُفُوف. وَيُقَال: علّق على بَابه شَفّاً، وَأنْشد:
زانَهن الشُّفُوفُ يَنْضَحْن بالمس
ك وعيش مُفانقٌ وحَريرُ
واسْتَسْفَفْتُ مَا وَرَاءه إِذا أَبْصَرْتَه، وشَفَّ الثَّوبُ عَن الْمَرْأَة يَشِفُّ شُفُوفاً، وَذَلِكَ إِذا بَدا مَا وراءَه من خَلْقِها.
وَفِي حَدِيث عمر: (لَا تُلْبِسُوا نساءَكم الْقَباطِيَّ؛ فإنَّه إلاَّ يَشِفُّ فإنّه يَصِفُ) .
وَمَعْنَاهُ: أنَّ قَبَاطِيَّ مِصْر ثِيابٌ دِقاق، وَهِي مَعَ دِقَّتها صِفيقَةُ النَّسْج، فَإِذا لَبِسَتْها المرأةُ لَصقَتْ بأَرْدافِها فوصَفَتْها، فَنهى عمر عَن إلْباسِها النّساء؛ لأنَّها تَلْزَقُ بِبَدن الْمَرْأَة لِرِقَّتِها فَيُرَى خَلْقُها وَرَاءَهَا من خارجٍ ناتئاً يَصِفُها، وأَمَرَ أَنْ يُكْسَيْنَ من الثّياب مَا غَلُظَ وجَفا؛ لأنَّهُ أَسْتَرُ لخَلْقِها.
وَأَخْبرنِي المُنذريّ، عَن أبي الهَيْثم أَنه قَالَ: يُقَال: شَفَّهُ الْهَمُّ والحُزْن، أَي هَزَلَه وأَضْمَرَهُ حَتَّى رَقَّ وَهُوَ من قَوْلهم: شَفَّ الثَّوْب، إِذا رق حَتَّى أَنْ يَصِفَ جِلْدَ لابِسِهِ، وَتقول للبزاز: اسْتَشِفّ هَذَا الثَّوْب، أَي اجْعَلْه طَاقاً وارْفَعْهُ فِي ظِلَ حَتَّى أنْظُر، أَكَثِيفٌ هُوَ أَو سَخِيف؟ .
ونقول: كَتَبْتُ كِتاباً فَاسْتَشِفَّه، أَي تَأَمَّلْ فِيهِ، هَل وَقَعَ فِيهِ لَحْنٌ أَوْ خَلَل؟
وأخبَرَني الْمُنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، أنّه أنْشدهُ:
تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ وَهِي لاهِيَةٌ
كَأَنَّما شَفَّ وَجْهُها نَزَفُ
وجاءَ فِي حديثٍ فِي الصَّرْف: فَشَفَّ الخَلْخَالانِ نَحْواً من دَانِقٍ فَقَرَضَه.
قَالَ شمر: شَفَّ، أَي زَادَ.

(11/194)


وَقَالَ الْفراء: الشِّفُّ. الفَضْل، يُقَال: شَفَفْتُ عَلَيْهِ تَشِفُّ، أَي زِدْتَ عَلَيْهِ، وَفُلَان أَشَفُّ من فلَان، أَي أَكْبَرُ قَلِيلاً.
وَقَالَ غَيره: شُفَّ عَلَيْهِ، أَي زِيدَ عَلَيْهِ وفُضِلَ.
وَقَالَ جرير:
كانُوا كَمُشْتَرِكِين لما بايَعوا
خَسِرُوا وشُفَّ عليهمُ واسْتُوضِعُوا
قَالَ شمر: والشِّفّ النَّقص أَيضاً، يُقَال: هَذَا دِرْهم يَشِفُّ قَلِيلا، أَي يَنْقُص.
وَلَا أَعْرِفَنْ ذَا الشَّفِّ يَطْلُبُ شِفَّهُ
يُداوِيه مِنْكم بالأَدِيمٍ الْمُسَلَّمِ
أَرَادَ: لَا أَعْرِفَنّ وضِيعاً يَتَزَوَّج إِلَيْكُم لِيَشْرُفَ بكُم.
وَقَالَ ابْن شُميل: يَقُول الرجل للرجل: أَلاَ أَنَلْتَني مِمَّا كَانَ عنْدك؟ فَيَقُول: إِنَّه شَفَّ عَنْك أَي قَصُرَ عَنْك. والمُسَلَّمُ: الأدِيمُ الَّذِي لَا عَوَارَ فِيهِ.
الحرانيّ، عَن ابْن السّكيت: الشَّفُّ بِالْفَتْح: السِّتْرُ الرّقيق، والشِّفُّ: الرِّبْح والْفَضْل، والشِّفُّ أَيْضا: النُّقْصان. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد، يُقَال: ثَوْبٌ شَفٌّ وشِفٌّ: للرَّقيق.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للفَضْل والرِّبْح: شَفُّ، وشِفّ.
قلت: وَالْمَعْرُوف فِي الفَضْل الشِّفُّ بِالْكَسْرِ، وَلم أسمع الْفَتْح لغير اللَّيْث.
وَقَالَ الجعِديّ يصف فرسَين:
واسْتَوَتْ لِهْزِمَتَا خَدَّيْهِما
وجَرَى الشِّفُّ سَواءً فاعْتَدَلْ
يَقُول: كادَ أَحدهمَا يَسْبِقُ صَاحبه فاسْتَويا وذَهَب الشِّف. قَالَ: والشِّف من المَهْنَأ، يُقَال: شِفٌّ لَك يَا فُلان، إِذا غَبَطْتَه بشَيء، قلتَ لَهُ ذَلِك.
وَقَالَ الأصمعيّ: أَشَفّ فلانٌ بعض بَنيه على بَعْض، إِذا فَضَّله.
وَيُقَال: إِن فلَانا ليَجِد فِي أَسنانه شفِيقاً، أَي بَرْداً.
وَيُقَال: إنَّ فِي ليلتنا هَذِه شِفَّاناً شَدِيدا، أَي بَرْداً.
وَفِي حديثِ أمّ زَرْع: أنّ إحْدى النّساء وَصَفَتْ زَوْجها. فَقَالَت: (زَوْجي إنْ أكَلَ لَفّ وَإِن شَرِبَ اشْتَفَّ) . وَمعنى اشْتف أَي شَرِبَ جَمِيع مَا فِي الْإِنَاء، والشُّفَافَةُ: آخِرُ مَا يَبْقى فِيهِ. وَمن أمثالهم: (لَيْسَ الرِّيُّ عَن التشافّ) ، مَعْنَاهُ: لَيْسَ مَن لَا يَشرب جَمِيع مَا فِي الْإِنَاء لَا يَرْوَى.
يُقَال: تَشافَفْتُ مَا فِي الْإِنَاء، واشْتَفَفْتُه إِذا شرِبتَ جَمِيع مَا فِيهِ وَلم تُسْئِرْ فِيهِ شَيْئا.
وَيُقَال للبعير إِذا كَانَ عَظِيمَ الجُفْرَة: إِن جَوْزَه لَيشتفُّ حِزامه، أَي يَسْتَغْرِقُه كلّه حَتَّى لَا يَفْضُلَ مِنْهُ شَيءٌ.

(11/195)


وَقَالَ كعبُ بن زُهَيْر:
لَهُ عُنُقٌ تَلْوِي بِمَا وَصَلتْ بِهِ
ودَفّانِ يَشْتَفّان كلَّ ظِعَانِ
والظِّعان: الحبلُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ الهَوْدَجُ على البَعير.
قَالَ، وَيُقَال: شَفَّ فَمُ فلَان شَفِيفا وَهُوَ وجَعٌ يكون من البَرْدِ فِي الأسْنان واللِّثاثِ.
وَقَالَ أَبُو سَعيد، يُقَال: فلَان يجِدْ فِي مَقْعدته شَفِيفاً، أَي وَجعاً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: شَفْشَفَ الحَرُّ والْبَرْدُ الشَّيءَ، إذَا يَبَّسَه.
وَقَالَ اللَّيْث: الشَّفْشفَة: الارْتِعادُ والاخْتِلاط، والشفْشَفةُ: سُوء الظّنِّ مَعَ الْغَيْرَة.
وَقَالَ الفرزدق يصف نسَاء بالعفاف:
مَوَانِعُ للأسْرار إلاّ لأَهْلهَا
ويُخْلِفْنَ مَا ظَنَّ الغيور المُشَفْشِفُ
أَرَادَ المشفشف الَّذِي شفت الغَيْرَةُ فُؤادَه فأَضمَرَتْه وهَزَلَتْه، وكَرَّر الشين وَالْفَاء تَبْليغاً كَمَا قَالُوا مُحَثْحَث، وَقد تَجَفْجَفَ الثّوب من الْجَفَاف والشُّفوف: نُحول الْجِسْم من الهَمِّ والوَجْد.
ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل مُشَفشَف سَخِيف سَيَّىء الخُلق.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الشَّفْشَفَة تَشْوِيطُ الصقيع نَبْتَ الأَرْض فيحرِقُه، أَو الدَّوَاء تَذُرُّه على الجُرح يُقَال: شوَّطة وشيّطة.
وَفِي حَدِيث أنس أَنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب أصحابَه يَوْماً وَقد كادَت الشَّمْس تَغربُ فَلم يَبْق مِنْهَا إِلَّا شِفٌّ يَسير.
قَالَ شمر: مَعْنَاهُ إِلَّا شَيْءٌ يَسير.
وشُفَافَة النَّهارِ: بَقِيَّتُه وَكَذَلِكَ الشفَا: بَقِيَّةُ النَّهار.
وَقَالَ ذُو الرمة:
شُفَافَ الشفَا أَوْ قَمْسَة الشمسِ أَزْمَعا
رَوَاحاً فَمَدّا من نَجَاءٍ مُهَاذِبِ
وقَمْسَة الشَّمْس: غُيوبُها.
ابْن بزرج قَالَ: يَقُولُونَ من شُفوفِ المَال قَد شَفّ، وَهُوَ يَشفُّ، وَكَذَلِكَ الْوَجَعُ يَشُّفّ صاحِبَه مَضْمومة.
قَالَ: وَقَالُوا شَفّ الفَمُّ يَشف مَفْتُوح، وَهُوَ نتْنُ رِيحٍ فِيهِ.
قَالَ: والثّوبُ يَشفُّ فِي رِقَّته، والشِّفُّ مكسور، بَثْرٌ يَخْرج فَيُرْوِح.
قَالَ: والمَحْفوفُ مثل المشْفُوف المخنوع من الْحَفَفِ، والحَفّ.
فش: قَالَ اللَّيْث: الفَشُّ حَمْلُ اليَنْبُوتِ، الواحدةُ فَشَّه، والجميع الفِشاش.
قَالَ: والْفَشُّ: تَتَبُّعُ السّرِقَةِ الدّون، وَأنْشد:
ونَحْنُ وَلِيناهُ فَلَا تَفُشُّهْ
وابْنُ مُضاضٍ قائمٌ يَمُسُّهْ

(11/196)


يَأْخُذ مَا يُهْدَى لَهُ يَقُشُّهْ
كَيْفَ يُوَاتِيه وَلاَ يَؤُشُّه
قَالَ: والْفِشَاشُ: الكساء الْغَلِيظ، والْفَشُّ: الْفَسْوُ.
وَقَالَ رؤبة:
واذْكُرْ بَنِي النَّجَاخَةِ الْفَشُوشِ
وَيُقَال للسِّقاءِ إِذا فُتِحَ رأْسُه وأُخرِجَ مِنْهَا الرِّيح: فُشَّ يُفَشُّ، وَقد فَشَّ السِّقاءُ يَفِشُّ.
والانْفِشَاشُ: الفَشَلُ والانْكِسار عَن الأَمْر، والفَشُّ: الْحَلْبُ، والفَشُوشُ: الّتي تُحْلَبُ، وَهِي الفَشَّاء.
ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ: الفَشُوشُ: الكِسَاءُ السَّخِيفُ. والفَشوشُ: الْخَرُّوبُ. والفَشُوشُ: النَّاقَة الواسِعَة الإِحْليل. والفَشُوش: الأَمَة الفَسَّاءَة، وَهِي المْفَصَّعَة والمُطَحْرَبَة.
أَبُو عَمْرو: وفَششْتُ الزِّقّ، إِذا أخرجتَ رِيحَه، وَمن أمثالهم. لأَفُشَّنَّك فَشَّ الْوَطْبِ. أَي لأُخْرِجَنَّ غَضَبك من رَأْسِك.
أَبُو عبيد، عَن الأمَوِي: فَشَشْتُ النَّاقَة أُفُشَّها فَشّاً، إِذا أَسْرَعْتَ حَلْبَها.
وَقَالَ ابْن شُميل: هَجْلٌ فَشٌّ لَيْس بِعَميقٍ جدّاً وَلَا مُتَطامِن، وَقَالَ: نَاقَةٌ فَشُوشٌ، أَي يَتَشَعَّبُ إِحْلِيلُها، مِثْلَ شُعاعِ قَرْن الشَّمْسِ حِين تَطْلُع، أَي يَتَفَرَّقُ شُخْبُها فِي الْإِنَاء فَلَا يُرَغَّى، بَيِّنَةُ الفِشاش.
وَيُقَال: انفَشَّت عِلّةُ فلَان، إِذا أَقبَلَ مِنْهَا.
سَلمَة، عَن الْفراء، قَالَ: الفَشْفَشَةُ ضَعْفُ الرَّأي، والفَشْفَشَةُ الخَرُّوبة.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الفَشُّ الطَّحْرَبَة، والفَشُّ النَّميمَة، والفَشُّ الأحْمق، والفَشُّ الْخرُّوب، والفَشُّ: الكِسَاء الرَّقيق.

(بَاب الشين وَالْبَاء)
ش ب
شب، بش.
شب: قَالَ اللَّيْث: الشَّبّ حَجَرٌ مِنها الزَّاجُ وأَشْبَاهُه، وأَجْوَدُها مَا جُلِبَ من الْيمن، وَهُوَ شَبٌّ أَبيض لَهُ مَضِيضٌ شَدِيد.
وشَبَّة: اسمُ رجل، وَكَذَلِكَ شَبيب. أَبُو نصر عَن الأصمعيّ: شَبَّ الغُلاَم يَشِبُّ شَبابَا، وشَبَّ الفَرَسُ يَشِبُّ شِباباً وشُبوباً وَشَبِيباً، إِذا نَشِطَ ومَرِح.
وَقَالَ ذُو الرمة:
شُبُوبَ الْخَيْلِ تَشْتَعِلُ اشْتِعَالا
وشَبَبت النارَ فَأَنا أَشُبُّها شَبّاً وشُبُوباً، وَيُقَال: إنَّ شَعْرَ فُلانَة يَشُبُّ لَوْنَها، إِذَا كَانَ يُحَسِّنُه ويُظْهِرُ حُسْنَه وبَصِيصَه، وَيُقَال للرَّجل الْجَمِيل: إنَّه لَمَشْبُوب.
وَيُقَال: أَشَبَّتْ فلانةُ أوْلاداً، إِذا شَبّ لَهَا أَوْلاد.
وَيُقَال للثَّور إِذا كَانَ مُسِنّاً: شَبَبٌ ومُشِبُّ وشَبُوب.
وَيُقَال: فَعَلَ ذَلِك فِي شَبِيبتِه، وامْرَأَةٌ

(11/197)


شَابَّةٌ، ونِسْوَةٌ شَوَابّ.
وَقَالَ أَبُو زيد: يَجُوز نِسْوَةٌ شَبَائب فِي معنى شَوَابّ، وَأنْشد:
عَجَائِزٌ يَطْلُبْنَ شَيئاً ذَاهِبَا
يَخْضِبْنَ بالحِنّاءِ شَيْباً شَائِبَا
يَقُلْن كُنَّا مَرَّةً شَبائِباً
قلت: شَبائبُ جمع شَبَّة لَا جمع شَابَّة، مثل ضَرْة وضَرَائِر. وكَنَّه وكَنَائِن.
وشِبَابُ الفَرَسِ: أَنْ يَرْفعَ يَدَيْهِ جَميعاً كأَنَّه يَنْزُو وَنَزَواناً.
وَفِي الحَدِيث: (اشْتَشِبُّوا على أَسْوُقِكُم على الْبَوْل) ، يَقُول: اسْتَوْفِزُوا عَلَيْهَا وَلَا تُسِفّوا من الأَرْض.
وعَسَلٌ شَبَابِيّ: يُنْسَبُ إِلَى بني شَبَابَةَ، قَوْمٍ بالطَّائف من بني مالِك بن كنَانَة، يَنْزِلون الْيمن.
وتَشْبيبُ الشِّعر: تَرقيقُ أوّله بِذكر النِّساء، وَهُوَ من تَشْبِيبِ النَّار وتَأْريثُها.
أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: أُشِبَّ لي الرَّجُلُ إشْباباً إِذا رَفَعْتَ طرفَك فرأَيْتَه من غير أَن تَرْجُوَه أوْ تَحْتَسِبه.
وَقَالَ الهذليّ:
حَتَّى أُشِبّ لَهَا رَامٍ بمُحْدَلَةٍ
نَبْعٍ وبِيضٍ نَوَاحِيهِنّ كالسَّجَمِ
قَالَ: السّجَمُ ضَرْبٌ من الْوَرق شَبّهَ النِّصَالَ بهَا.
وَيُقَال: لَقِيتُ فلَانا فِي شبابِ النَّهَار، أَي فِي أوّله.
عَمْرو، عَن أَبِيه، قَالَ: شَبْشَبَ الرَّجل، إِذا نَمَّمَ، وشَبَّ، إِذا رُفِعَ، وشَبَّ إِذا لَهَب.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: من أسماءِ الْعَقْرب الشّوْشب، وَيُقَال للقملة: الشّوْشبَة.
بش: قَالَ اللَّيْث: الْبَشّ اللُّطْف فِي الْمَسْأَلَة، والإقبال على أخِيك. تَقول: بَشِشتُ بِهِ بَشّاً وبَشَاشَةً، ورَجُلٌ هَشٌّ بَشٌّ. قَالَ: والبَشِيشُ: الوَجْهُ. يُقَال: رجُلٌ مُضِيٌّ البَشيش، أَي مُضِيءُ الوَجْه.
وَقَالَ رؤبة:
تكَرُّماً والهشُّ للتَّهْشِيشِ
وارِي الزِّناد مِسْفِر الْبَشِيش
وَفِي الحَدِيث: (لَا يُوطِنُ رجلٌ المساجدَ للصَّلاة والذِّكْر إلاّ تَبشْبَشَ اللَّهُ بِهِ حِين يَخْرُج من بَيته، كَمَا يتَبَشْبَشُ أهلُ الْبَيْت بغائبهم إِذا قَدِمَ عَلَيْهِم) وَهَذَا مَثَلٌ ضربه لتلقِّيه جلّ وعزّ بِبِرِّه وكرامته وتَقْرِيبه إيّاه.
ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الْبَشُّ فَرَحُ الصّديق بِالصديقِ، والتَّبَشْبُش فِي الأَصْل التَّبَشُّش، فاستُثْقل الْجمع بَين ثَلَاث شِينات فقُلِبَتْ إِحْدَاهُنَّ بَاء.

(11/198)


(بَاب الشين وَالْمِيم)
ش م
شم، مش.
قَالَ اللَّيْث: الشَّمُّ من قَوْلك شَمِمْتُ الشيءَ أَشَمُّه، وَمِنْه التَّشَمُّم كَمَا تَشَمَّمُ البهيمةُ، إِذا التَمَسَتْ رِعْياً، قَالَ: والمشامَّة مُفَاعلةٌ من شامَمْتُ العدوَّ، إِذا دَنَوْتَ مِنْهُم حَتَّى يَرَوْكَ وتراهم. والشَّمَمُ: الدُّنُوَّ، اسمٌ مِنْهُ. يُقَال: شامَمْنَاهُمْ وناوَشْنَاهم.
قَالَ الشَّاعِر:
وَلم يَأْتِ للأمْرِ الَّذِي حَال دونه
رجالٌ هُمُ أعداؤك الدَّهرَ من شَمَمْ
أَي من قُرب.
عَمْرو، عَن أَبِيه: هُوَ عَدُوُّك من شَمَم وَمن زَمَم، أَي من قُرْبٍ.
وَفِي حَدِيث عليّ أَنه قَالَ حِين بَرَزَ لعَمْرو ابْن وُدّ: (أَخرُجُ إِلَيْهِ، فأُشامُّه اللِّقَاء) أَي أَنظُر مَا عِنْده.
يُقَال: شامِمْ فلَانا، أَي انْظُر مَا عِنده.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: الشَّمُّ مصدر شَمِمْتُ، والشَّمَمُ: طول الْأنف، ووُرُودٌ من الأرْنَبة، والنعت: رجل أَشَمّ، وامرأَةٌ شَمَّاء، وجبل أشمّ: طويلُ الرَّأْس. قَالَ: وشَمَام: جَبَلٌ لَهُ رأْسان يُسميان ابنَيْ شَمَام. قَالَ: والإشمَامُ أَن تُشِمَّ الحرْفَ السَّاكِن حرْفاً كَقَوْلِك فِي الضَّمَّة: هَذَا العملُ وتسكُتْ، فتجدُ فِي فِيك إشماماً للاّم لم يبلغ أَن يكون واواً وَلَا تحريكاً يُعتد بِهِ، وَلَكِن شَمَّةٌ من ضمَّةٍ خَفِيفَة، وَيجوز ذَلِك فِي الْكسر وَالْفَتْح أَيْضا. وأشَمَمْتُ فلَانا الطِّيب.
وَتقول للوالِي: أَشْمِمْنِي يَدك، وَهُوَ أحسن من قَوْلك: ناولْني يَدَك أُقَبِّلها.
ابْن السّكيت، عِنْد أبي عَمْرو: أَشَمَّ الرَّجلُ يُشِمّ إشماماً، وَهُوَ أَن يَمُرَّ رَافعا رأْسَه.
وَحكي عَن بَعضهم أَنه قَالَ: عَرَضْتُ عَلَيْهِ كَذَا وَكَذَا فَإِذا هُوَ مُشِمٌّ لَا يُريدهُ، وَقَالَ: بيْناهم فِي وجْهٍ إِذْ أَشَمُّوا، أَي عَدَلُوا.
قَالَ يَعْقُوب: وسمعْتُ الكلابيّ يَقُول: أَشَمُّوا، إِذا جارُوا عَن وجههم يَمِينا وشِمالاً، وَيُقَال: شَمِمْتُ الشيءَ أَشُمُّه شَمّاً وشَمِيماً، وبُرْقَةُ شَمَّاء: جبلٌ مَعْرُوف.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لما يَبقى على الكِباسة من الرُّطَب: الشَّمَلُ والشَّماشم.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: شُمّ، إِذا اخْتُبِرَ، وشَمَّ، إِذا تَكبَّرَ.
مش: قَالَ اللَّيْث: مَششْتُ المُشاشَ، أَي مَصَصْته مَمْضُوغاً. وَفُلَان يَمُشُّ مالَ فلَان، ويَمُشُّ من مالِه: أَخذَ الشيءَ بعد الشَّيْء، قَالَ: والْمشَشُ مَششُ الدَّابةِ

(11/199)


مَعْرُوف.
أَبُو عبيد، عَن الْأَحْمَر: مَشِشَت الدَّابّةُ بِإِظْهَار التّضعيف، وَلَيْسَ فِي الْكَلَام مثلُه. وَقَالَ غَيره: ضَبِبَ المكانُ، إِذا كثُر ضبابُه، وأَلِلَ السِّقاءُ، إِذا خَبُثَ ريحُه.
اللَّيْث: أمَشَّ العظْمُ وَهُوَ أَن يُمِخَّ حَتَّى يَتَمشّشَ. قَالَ: والمَشُّ، أَن تَمْسَحِ قِدْحاً بثوبك لِتُلَيَّنَه كَمَا تمشُّ الْوتر.
والمشُّ: المَسْحُ. يُقَال: مَشّ يَده يَمُشُّهَا مَشّاً، إِذا مسحها بالمنديل. وَيُقَال: امْشُشْ مُخاطَه، أَي امْسَحْه.
وَقَالَ أَبُو زيد، يُقَال: أَعْطِنِي مَشُوشاً أَمُشّ بِهِ يَدي، يُرِيد مِنديلاً.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى: أهل الْكُوفَة يَقُولُونَ: مَشْمَشٌ، وَأهل الْبَصْرَة يَقُولُونَ مِشمِش يَعْنِي الزَّرْدالو.
وَقَالَ اللَّيْث: أَهلُ الشَّام يُسَمّون الإجَّاصَ مِشمشاً.
أَبُو عُبيد: المُشَاشُ: رُؤوس العِظَامَ مثل الرّكبتين والمرفقين والمنْكبين، وَجَاء فِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ جليلَ المُشاش.
أَبُو زيد، يُقَال: فلَان يمْتَشُّ من فلَان امْتشاشاً، أَي يُصِيب مِنْهُ، ويَمْتشنُ مِنْهُ مثلُه.
أَبُو عُبيد، عَن الأُموي: مششْتُ النّاقة أُمُشُّها مَشّاً، إِذا حَلَبْتَ وتركْتَ فِي الضَّرع بعضَ اللَّبن.
وَقَالَ غَيره، يُقَال: فلَان لَيِّنُ المُشَاسِ، إِذا كانَ طَيِّبَ النَّحِيزة عفيفاً عَن الطمع.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: امْتَشَّ المتَغَوِّطُ وامْتَشَع، إِذا أَزالَ القذَى عَن مَقْعَدتِه بِمَدَرٍ أوْ حَجر.
قَالَ: والمَشُّ الحَلْبُ باستقصاء، والمشُّ الخُصُومة، والمشّ مَسْحُ الْيَدَيْنِ وبالمَشوشِ وَهُوَ المنديل الخشن، وامْتَشّ مَا فِي الضَّرَع، وامْتَشَعَ إِذا حَلَب جَمِيع مَا فِيهِ.
شمر عَن ابْن شُمَيْل: المُشاشةُ جوفُ الأَرْض، وَإِنَّمَا الأَرْض مَسَكٌ، فمسكَةٌ كَذَّانة، ومَسَكَةٌ حجارةٌ عَظِيمَة، ومَسَكةٌ لَيِّنةٌ، وَإِنَّمَا الأَرْض طرائق فكلُّ طَريقَة مَسَكةٌ، والمُشَاشةُ: الطَّرِيقَة الَّتِي هِيَ حِجَارَة خَوَّارة وتراب، فَتلك المشاشة، وأَما مُشاشةُ الرَّكِيَّة فَجَبلُها الَّذِي فِيهِ نَبَطُها، وَهُوَ حجرٌ يَهْمى مِنْهُ المَاء، أَي يرشح فَهِيَ كَمُشاشةِ الْعِظَام تتحلّبُ أبدا. يُقَال: إنَّ مُشاشَ جَبَلِها لَيَتَحْلَّب، أَي يرشحُ مَاء.
وَقَالَ غَيره: المشاشةُ أرضٌ صُلبة يُتّخذ فِيهَا رَكايا يكون من ورائِهَا حاجز، فَإِذا مُلِئت الرّكيةُ شَرِبت المشاشةُ الماءَ، فَكلما اسْتُقِيَ مِنْهَا دَلوٌ جَمَّ مَكَانهَا دَلْوٌ أُخْرَى.

(11/200)