تهذيب اللغة (أَبْوَاب الشين والزّاي)
ش ز ط ش زد ش زت ش زظ ش زذ ش ز ث
أهملت كلهَا.
ش ز ر
شزر، شرز. مستعملان.
شزر: قَالَ اللَّيْث: الشَّزْرُ نَظَرٌ فِيهِ إعْراضْ كنظرِ المُعَادِي
المُبْغِض.
أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الطَّعْنُ الشَّزْر مَا طَعنْتَ عَن يَمينك
وشمالك، واليَسْرُ مَا كَانَ حِذَاءَ وَجْهِك.
وَقَالَ اللَّيْث: الْحَبْلُ المشزُورُ الْمفتُول شزْراً، وَهُوَ
الَّذِي يُفْتل مِمَّا يَلِي الْيسَار، وَهُوَ أشدُّ لِفَتله.
وَقَالَ غَيره: الْفَتلُ الشزْر إِلَى فَوْق، واليَسْرُ إِلَى أسْفَل.
أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: طحنتُ بالرَّحَا
(11/206)
شَزْراً، وَهُوَ الَّذِي يَذهَبُ بالرّحا
عَن يمِينه، وبَتّاً، أَي عَن يَسَاره، وأنشدنا:
ونَطحَنُ بالرحا بَتّاً وشَزراً
ولَو نُعطَى المغازِلَ مَا عَيِينا
وَقَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ: المشزُورُ المفتُولُ إِلَى فَوق،
وَهُوَ الشَّزْر. قلت: وَهَذَا عِندَنا هُوَ الصَّحيح.
وَقَالَ الْفراء، يُقَال: شَزَرَهُ وتَزَره، إِذا أَصَابَهُ بالْعَين.
أَخْبرنِي المنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي أنَّه
أنْشدهُ:
مَا زَالَ فِي الْحَوْلاء شَزْراً رَائِغاً
عِنْدَ الصَّريم كَرَوْغَةٍ مِنْ ثَعْلَبِ
قَالَ: مَعْنَاهُ لم يَزَل فِي رَحِمِ أُمه رَجُلَ سَوْءٍ شَزْراً،
يأْخُذُ فِي غير الطّريق. قَالَ: والصَّرِيمُ: الأمْر المَصْرُوم،
وَهُوَ المَعْزُومُ عَلَيْهِ.
شرز: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعْرابيّ، قَالَ: الشُّرَّازُ الَّذين
يُعذبون النَّاس عَذاباً شَرْزاً، أَي شَدِيداً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: والشَّرْزُ من المُشَارَزَة، وَهِي المُعادَاة.
وَقَالَ رؤبة:
يَلْقَى مُعادِيهم عَذَابَ الشَّرْزِ
وَيُقَال: أَتَاهُ الدَّهر بشَرْزَةٍ لَا يَتَخَلَّى مِنْهَا،
وَيُقَال: رَمَاه بشرْزَة، أَي هَلَكَةٍ، وَقد أَشْرَزَهُ الله، أَي
أَلْقاه فِي مَكْرُوهٍ لَا يَخْرُجُ مِنْهُ.
وَقَالَ اللَّيْث، يُقَال: هُوَ مُشَارِزُ، أَي مُحَارِبٌ مُخَاشِنٌ،
وشَارَزَه، أَي عَادَاه.
ش ز ل
أهمله اللَّيْث.
شلز: قَالَ شمِر: المِشْلَوْزُ المِشْمِشَة الحُلوَةُ المُخّ، قَالَ:
وَهَذَا غَريب.
قَالَ الْأَزْهَرِي: أُخِذَ من المِشْمِشْ واللّوز.
قَالَ شمِر: والجِلَّوْزُ نَبُت لَهُ حَب إِلَى الطول، مَا هُوَ يُؤكل
مُخُّ يُشبِه الْفُسْتُق.
ش ز ن
شزن، نشز.
شزن: قَالَ اللَّيْث: الشزَنُ شِدَّةُ الإعْيَاءِ من الحَفا، يُقَال:
شَزِنت الإبلُ من الحفا شَزَناً، وَفِي قِصَّة لُقمان بن عَاد: رَتَبَ
رُتُوب الْكَعْبِ وَوَلاَّهُم شَزَنَه.
قَالَ أَبُو عُبيد: الشَّزَنُ الشِّدَّةُ والْغِلْظَة، يَقُول:
يُوَلِّي أَعْدَاءَه شدَّتَه وبَأْسَه، فَيكون عَلَيْهِم كَذَلِك،
وَرَوَاهُ أَبُو سُفْيَان: وَوَلاَّهُمْ شُزُنَه، قَالَ: وَسَأَلت
الأصمعيّ عَنهُ، فَقَالَ: الشُّزُنُ: عُرْضُه وجانبِهُ؛ وَفِيه لُغَة:
الشَّزَن.
وَأنْشد:
أَلاَ لَيْتَ المَنَازِلَ قد بَلِينَا
فَلا يَرْمِينَ عَنْ شُزُنٍ حَزِينَا
(11/207)
يريدُ أَنه حِين دَهَمهم الأمْرُ أَقْبلَ
عَلَيْهِ وَوَلاَّهُمْ جَانِبَه.
قلت: وَهَذَا الَّذِي قَالَه الأصمعيّ حَسَن.
وَقَالَ الأجْدَع أَبُو مَسْرُوق:
وكأَنَّ ضَرْعاهَا كِعَابُ مُقَامِرٍ
ضُرِبَتْ على شُزُنٍ فهنَّ شَواعِي
قَالَ شمر، يُقَال: شُزُنٌ وشَزَنٌ: وَهُوَ النَّاحِيَة والجانب.
قَالَ: وَيُقَال: عَن شُزُنِ، عَن بُعْدٍ واعترَاضٍ وتَحَرُّفٍ.
وَقَالَ اللَّيْث: الشَّزْنُ: الكَعْبُ الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ،
وَيُقَال: شُزُن.
وَأنْشد:
كأَنَّه شَزُنٌ بالدَّوِّ مَحْكُوكُ
وَفِي الحَدِيث: أنَّ أَبَا سَعيدٍ الخُدري أَتَى جَنَازةً وَقد سبقه
القَومُ، فَلَمَّا رَأَوْوه تَشَزَّنُوا لَهُ لِيُوسِّعُوا لَهُ،
فَقَالَ: أَلاَ إِنِّي سمِعتُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
يَقُول: (خَيْرُ المَجالِس أَوْسَعُها) ؛ وجَلَسَ نَاحِيَةً.
قَالَ شمر: قَوْله تَشَزَّنُوا لَهُ، يَقُول: تَحَرَّفُوا ليُوسِّعوا
لَهُ.
يُقَال: تَشَزَّنَ الرجلُ للرَّمْي، إِذا تَحَرَّفَ واغتراض، ورَماه
عَن شُزُنٍ، أَي تَحَرَّفَ لَهُ، وَهُوَ أشدُّ للرَّمْي.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: التَّشَزُّنُ فِي الصِّراع أَنْ يَضعَه على
وَرِكِهِ فَيَصْرَعَه، وَقد تشزَّنهُ وتَوَرَّكَهُ، إِذا وَضَعه على
وَرِكه فَصَرَعَه.
شمر: عَن المؤرّج: الشَّزَنُ والشَّزُونَة: الْغِلَظ.
قَالَ شمر: وَيكون الشزَنُ الْحَرْفُ والجانِب.
وَقَالَ الْهُذلِيّ:
كِلانا وإنْ طَال أيَّامُه
سَيَنْدُرُ عَن شَزَنٍ مُدْحِضِ
قَالَ: الشَّزَنُ الْحَرف، يَعْني بِهِ المَوْت وأنّ كلَّ واحِدٍ
ستَزْلَقُ قدمه بِالْمَوْتِ وَإِن طَال عُمره.
وَقَول ابْن مقبل:
إنْ تُؤْنِسَا نَارَ حَيَ قد فُجِعْتُ بهم
أمْسَتْ على شَزَنٍ مِنْ دَارِهم دَارِي
أَي على بُعْدٍ.
وَيُقَال: مَا أُبالِي على أيِّ شزْنَيهِ وَقَع، أَي على أيِّ
قُطْرَيْه وَقع، وتَشزَّنَ فلانٌ للأَمْر، إِذا اسْتَعَدَّ لَهُ.
نشز: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُواْ}
الْآيَة. (المجادلة: 11) .
قَالَ الْفراء: قَرَأَهَا النَّاس بِكَسْر الشين، وأهْلُ الْحجاز
يرفَعُونهما: (انشزوا) . قَالَ: وهما لُغتان.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ، إِذا قيلَ: انْهَضُوا فانْهَضُوا،
كَمَا قَالَ: {طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُواْ وَلاَ} (الْأَحْزَاب: 53) .
(11/208)
وَقيل: إِذا قِيل انْشُزُوا، أَي قومُوا
إِلَى الصَّلاة، أَوْ قَضَاءِ حَقَ، أَو شَهَادَةٍ فانْشُزُوا.
وَقَالَ أَبُو زيد: نَشَزْتُ بِقِرْنِي أنشُزُ بهِ، إِذا احْتَمَلْتَهُ
فَصَرَعْتَه.
قَالَ شمِر: وكأَنَّهُ من المَقْلوب مثل: جَذَبَ وجَبَذَ، يَعْنِي
نَشَزَ وشَزَنَ.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: نَشَزْتُ أَنشُزُ نُشُوزاً، إِذا
أَشْرَفْتَ على نَشَازٍ من الأَرْض وَهُوَ مَا ارْتَفَعَ وظهَرَ.
قَالَ شمر، وَقَالَ الأصمعيّ: النَّشْزُ والنَّشَزُ والوَشَزُ مَا
ارْتَفَعَ من الأَرْض.
وَقَالَ الْأَعْشَى فِي النّشَز:
وتَرْكَبُ مِنِّي إنْ بَلَوْتَ خَلِيقَتِي
على نَشَزٍ قَدْ شَابَ لَيْسَ بِتَوْأَمِ
أَي على غِلَظ.
وَقَالَ الله جلَّ وعزّ: {كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا}
(الْبَقَرَة: 259) .
قَالَ الْفراء: قَرَأَهَا زيدُ بنُ ثَابت بالزَّاي، قَالَ:
والإِنْشَازُ نَقْلُها إِلَى مَوْضِعها. قَالَ: وبالزَّاي قرأَها
الْكُوفِيُّونَ.
قَالَ ثَعْلَب: ونَخْتار الزَّاي؛ لِأَن الإنشَازَ فِي التَّأْوِيل،
تَرْكِيبُ الْعِظَام بَعْضهَا على بعض قَالَ: وَمن قَالَ (ننشرها)
فَهُوَ الْإِحْيَاء. وَقَالَ الزّجاج: من قَرَأَ (نَنْشُزُهَا)
فَالْمَعْنى نَجْعَلهَا بعد همود نَاشِزَة يَنْشُزُ بَعْضهَا إِلَى
بعض.
وَقَالَ اللَّيْث: نَشَزَ الشيءُ، إِذا ارْتَفَعَ؛ وتَلٌّ ناشِزُ
وَجَمعهَا نَوَاشز. وقَلْبٌ ناشِزٌ، إِذا ارْتَفَعَ عَن مَكَانَهُ من
الرُّعْب، وعِرْقٌ ناشِزُ: لَا يَزالُ مُنْتَبِراً يَضْرِبُ من دَائِه.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَاللَّاتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ
فَعِظُوهُنَّ} (النِّسَاء: 34) الْآيَة. نُشُوزُ الْمَرأَة:
اسْتِعصاؤُها على زَوْجِها.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: النُّشُوزُ يَكون من الزَّوْجَين، وَهُوَ
كَراهةُ كُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه، واشْتِقَاقُه من النَّشَز،
وَهُوَ مَا ارْتَفَع من الأرْض.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للدّابة إِذا لم تَكد تَسْتَقِرُّ للسَّرْج
وللرّاكب إِنَّهَا لَنَشْزَة، ورَكَبٌ ناشِزٌ نَاتِىءٌ، وأَنْشَزْتُ
الشيءَ، إِذا رَفعْتَه عَن مَكَانَهُ.
وَقَالَ غَيره: إِنَّه لَنَشْزٌ من الرِّجال، وصَتْمٌ من الرّجال، إِذا
انْتهى سِنُّه وقُوَّتُه وشَبَابُه.
وَقَالَ الْأَعْشَى:
على نَشَزٍ قَدْ شَبَّ لَيْسَ بِتَوْأَم
وَقَالَ أَبُو عُبيد: النَّشْزُ والنّشَزُ: الْغَلِيظ الشَّديد.
ش ز ف
أَهْملَه اللّيث.
شفز: وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: الشّفْزُ الرَّفْس، مصدَر شَفَزَهُ
يَشْفُزُه شَفْزاً.
(11/209)
ش ز ب
الشازِبُ والشاسِب والشاسِف: الضَّامِر. عَمْرو، عَن أَبِيه:
الشَّوْزَبُ، هُوَ الْعَلاّمة والْمَئِنَّة: مِثْله. وَأنْشد:
غُلَامٌ بَين عَيْنَيْهِ شَوْزَبُ
ش ز م
اسْتعْمل من وجوهه: شمز. واشْمَأَزّ.
شمز: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشَّمْزُ نُفُورُ النَّفْس من
الشَّيء تَكْرَهُه.
اشمأز: وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جَلَّ وعَزّ:
{تُرْجَعُونَ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ
الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَْخِرَةِ وَإِذَا} (الزمر: 45)
الْآيَة. قَالَ: اشْمَأَزَّتْ نَفَرَتْ، وَكَانَ الْمُشْركُونَ إِذا
قيل: لَا إلاه إِلَّا الله وَحده، نفروا من هَذَا.
وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: اشْمَأَزَّتْ، أَي اقشَعَرَّتْ.
وَقَالَ أَبُو زيد: الْمُشْمَئِزُّ المذْعور. وَقَالَ ابْن بزرج: هُوَ
النّافرُ الْكارِه.
أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: رَجُلٌ فِيهِ شُمَأْزِيزةٌ، من
اشْمَأْزَرْتُ.
وَقَالَ شَمِر: قَالَ خَالِد بن جَنْبَة: اشمئزاز السَّفْر انشِمَازُ
اللّيل والنَّهار مُقْلَوْلِياً.
قَالَ: قلت: مَا الْمُقْلَوْلِي؟ قَالَ: النَّدْهُ الَّذِي يَجمعها
جَمْعَةً واحِدةً.
قلت: مَا النَّدْه؟ قَالَ: السَّوْقُ الشَّديد حَتَّى تكون كأنَّها
مُشْرَبةٌ فِي الأفْرَان. |